Vous êtes sur la page 1sur 75

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫ِ‬‫َّ‬
‫ُدلني‬
‫يف‬
‫فضائل املساجد وآدابها‬
‫وتعمريها بأعمال الدعىة‬
‫مجع وإعداد ‪/‬‬
‫‪/‬‬

‫هدير هركز تاج العلوم الدويل لتحفيظ القرآن الكرين وعلوهه‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اإلذن من املؤلف بالطباعة لكل من أزاد طباعة هرا الكتاب ونشسه لىجه اهلل تعاىل – وال تنسىنا من صاحل الدعاء‬
‫آية‪:‬‬
‫َ َ َّ ۡ َ َ َٰ َ َّ َ َ َ ۡ ُ ْ َ َ َّ َ َ ٗ‬
‫قاؿ تعالى‪( :‬وأن ٱلٍس ِجد ِّلِلِ فَل حدغٔا ٌع ٱّلِلِ أخدا ‪( .)١٨‬الجن‪.)ٔٛ/‬‬
‫ٱلصيَ َٰٔةَ‬
‫ام َّ‬ ‫ٱّلِلِ َو ۡٱۡلَ ۡٔ ِم ٱٓأۡلخر َوأَكَ َ‬
‫َّ َ َ ۡ ُ ُ َ َ َٰ َ َّ َ ۡ َ َ َ َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫قاؿ تعالى‪ ( :‬إِجٍا حػٍر ٌس ِ‬
‫جد ٱّلِلِ ٌَ ءاٌَ ة ِ‬
‫َّ َ َ َ َ ٰٓ ُ ْ َ ٰٓ َ َ َ ُ‬
‫لُُٔٔا ْ ٌ ََِ ٱل ۡ ٍُ ۡٓ َخ ِديََ‬ ‫َّ َ َٰ َ َ َ ۡ َ ۡ َ َّ‬ ‫ََ َ‬
‫وءاَت ٱلزنٔة ولً َيض إَِّل ٱّلِلَۖ فػَس أولهِم أن ي‬
‫‪(.)١٨‬التوبة‪.)ٔٛ-‬‬
‫َ ۡ‬
‫ٱى ُؾ ُدوّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ ُ َ ُ ۡ َ َ َ ُ ۡ َ َ َ ۡ ُ ُ ُ َ ّ ُ َ‬ ‫قاؿ تعالى ‪ِ( :‬ف ُب ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ا‬ ‫ِيٓ‬ ‫ف‬ ‫ۥ‬‫َل‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫ۥ‬ ‫ّ‬‫ٍ‬ ‫ٱش‬ ‫ا‬‫ِيٓ‬ ‫ف‬ ‫ر‬‫ن‬ ‫ذ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫ع‬ ‫ف‬‫ر‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ّلِل‬ ‫ٱ‬ ‫ِن‬ ‫ذ‬ ‫أ‬ ‫ٔت‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫َٓ‬ ‫َٰ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ُ ۡ ۡ َ َ َ َ‬ ‫َو َ‬
‫ام ٱلصئة ِ ِإَويخاءِ‬ ‫ٱٓأۡلصا ِل ‪ ٣٦‬رِجال َّل حي ِٓي ًِٓ ح ِجَٰرة وَّل بيع غَ ذِن ِر ٱّلِلِ ِإَوك ِ‬
‫ٱّلِل أَ ۡخ َص ََ ٌاَ‬ ‫ٔب َو ۡٱۡلَةۡ َص َٰ ُر ‪ِۡ ٣٧‬لَ ۡجز َي ُٓ ًُ َّ ُ‬ ‫ب فِيِّ ٱىۡ ُليُ ُ‬ ‫ٔن يَ ۡٔ ٌٗا َت َخ َل َّي ُ‬‫َّ َ َٰ َ َ ُ َ‬
‫ٱلزنٔة ِ َياف‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ َّ ُ َ ۡ ُ ُ َ َ َ ٓ ُ َ‬ ‫َ ُ ْ ََ َ ُ ّ َ ۡ‬
‫ۡي ِخصاب ‪(.)٣٨‬النور‪-ٖٙ-‬‬ ‫غ ٍِئا وي ِزيدًْ ٌَِ فظيِِّۗۦ وٱّلِل يرزق ٌَ يظاء ةِؾ ِ‬
‫‪.)ٖٛ‬‬
‫َ ٰٓ َ ُّ َ َّ َ َ َ ُ ْ ۡ ُ ْ َ َ ُ ْ َ َ ُ ْ َ َّ ُ ْ َّ َ َ َ َّ ُ‬
‫لًۡ‬ ‫قاؿ تعالى‪( :‬يأحٓا ٱَّلِيَ ءأٌِا ٱص ِِبوا وصاةِروا وراةِػٔا وٱتلٔا ٱّلِل ىػي‬
‫ُۡ ُ َ‬
‫تفيِدٔن‪( .(٢٠٠‬آؿ عمراف‪.)ٕٓٓ/‬‬
‫َ ۡ ُ ُ ْ َ َّ ُ ۡ َ ۡ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ َ ُ ْ ۡ َ ُ ْ‬
‫يأحٓا ٱَّلِيَ ءأٌِا ٱرنػٔا وْۤاوُدُجۡسٱ وٱختدوا ربلً وٱفػئا‬ ‫قاؿ تعالى‪ٰٓ ( :‬‬
‫ۡ َ ۡ َ َ َ َّ ُ ۡ ُ ۡ ُ َ‬
‫ٱۡلۡي ىػيلً تفيِدٔن۩ ‪(.)٧٧‬الحج‪.)ٚٚ-‬‬
‫ۡ َ َ َٰ َ ۡ َ ّ ُ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ۡ ۡ َ ۡ َ َ َ َ َّ َ َ ۡ ُ َ‬
‫ش ي ِريدون‬ ‫قاؿ تَػ َعالَى‪( :‬وٱص ِِب جفصم ٌع ٱَّلِيَ يدغٔن ربًٓ ةِٱىؾدوة ِ وٱىػ ِ ِ‬ ‫َو َ‬
‫َ ۡ َُ‬
‫وجّٓ َۖۥ ‪(.)٢٨‬الكهف‪.)ٕٛ:‬‬

‫‪1‬‬
‫أحاديث شريفة‪:‬‬
‫اؿ ُدلَّنِي َعلَى َع َم ٍل أَ ْع َملُوُ‬ ‫اء َر ُج ٌل إِلَى النَّبِ ّْي ‪ ‬فَػ َق َ‬ ‫ََ‬ ‫ج‬ ‫‪:‬‬ ‫اؿ‬‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫وب‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ُّ‬ ‫َ‬‫أ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫َع ْن أَب‬
‫يم‬ ‫اؿ ‪ ":‬تَػعب ُد اللَّوَ َال تُ ْش ِر ُؾ بِِو َشيئًا وتُِ‬
‫ق‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫َّا‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬‫اع ُدنِي ِ‬ ‫ي ْدنِينِي ِمن الْجن َِّة ويػب ِ‬
‫ْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ َُ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫سَ‬ ‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬إِ ْف تَ َم َّ‬‫اؿ َر ُس ُ‬ ‫ك فَػلَ َّما أَ ْدبَػ َر قَ َ‬‫ص ُل َذا َرِح ِم َ‬ ‫الزَكا َة وتَ ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫الص َبل َة وتُػ ْؤتِ‬
‫َّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْجنَّةَ"‪ (.‬صحيح مسلم ‪( -‬ج ٔ ‪ /‬ص ‪.)ٜٙ‬‬ ‫بِ َما أ َ َ َ َ َ‬
‫ل‬‫ا‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ر‬ ‫ُم‬
‫وؿ اللَّ ِو‪ُ ،‬دلَّنِي‬‫ْت‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫اؿ‪ :‬قُػل ُ‬ ‫ّْه‪ ،‬قَ َ‬ ‫َع ِن ال ِْم ْق َد ِاـ بن ُشري ٍح‪َ ،‬عن أَبِ ِيو‪َ ،‬عن جد ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫بلـ‪َ ،‬و ُح ْس ُن‬ ‫ات ال َْم ْغ ِف َرِة بَ ْذ ُؿ َّ‬
‫الس ِ‬ ‫وجب ِ‬ ‫اؿ‪ ":‬إِ َّف ِمن م ِ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬‫ة‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ْج‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫َعلَى َع ِم ٍل ي ْد ِخلُنِ‬
‫ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫بلـ"‪(.‬المعجم الكبير للطبراني ‪( -‬ج ‪ / ٔٙ‬ص ٕ٘)‬ ‫الْ َك ِ‬
‫وؿ اللَّ ِو ُدلَّنِي‬ ‫اؿ‪ :‬أَتَى النَّبِ َّي ‪َ ‬ر ُج ٌل فَػ َق َ‬
‫اؿ يَا َر ُس َ‬ ‫ي قَ َ‬ ‫الس ِ‬
‫اع ِد ّْ‬ ‫َع ْن َس ْه ِل بْ ِن َس ْع ٍد َّ‬
‫وؿ اللَّ ِو ‪ ":‬ا ْزَى ْد‬ ‫اؿ َر ُس ُ‬ ‫َّاس فَػ َق َ‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫َعلَى َعم ٍل إِ َذا أَنَا َع ِملْتُوُ أَحبَّنِي اللَّوُ وأَحبَّنِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وؾ"‪(.‬سنن ابن ماجو‬ ‫َّاس يُ ِحبُّ َ‬‫يما فِي أَيْ ِدي الن ِ‬ ‫َ‬
‫ك اللَّوُ وا ْزى ْد فِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب‬
‫َّ‬ ‫الدنْػيا ي ِ‬
‫ح‬ ‫َ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ي‬ ‫فِ‬
‫(جٕٔ‪/‬صٕٗٔ)‪.‬‬
‫َف َر ُج ًبل َز َار أَ ًخا لَوُ فِي قَػ ْريٍَة أُ ْخ َرى‬ ‫َع ْن أَبِي ُى َريْػ َرَة ‪َ ‬ع ْن النَّبِ ّْي ‪ ‬أ َّ‬
‫اؿ أُ ِري ُد‬
‫اؿ أَيْ َن تُ ِري ُد قَ َ‬ ‫ص َد اللَّوُ لَوُ َعلَى َم ْد َر َجتِ ِو َملَ ًكا فَػلَ َّما أَتَى َعلَْي ِو قَ َ‬ ‫فَأ َْر َ‬
‫اؿ َال غَْيػ َر أَنّْي‬ ‫ك َعلَْي ِو ِم ْن نِْع َم ٍة تَػ ُربُّػ َها قَ َ‬ ‫اؿ َى ْل لَ َ‬‫أَ ًخا لِي فِي َى ِذ ِه الَْق ْريَِة قَ َ‬
‫ك‬ ‫ب‬ ‫َح‬
‫أ‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫َّ‬
‫َف‬ ‫أ‬‫ِ‬
‫ب‬ ‫ك‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫وؿ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ّْ‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫إ‬‫ف‬ ‫اؿ‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ز‬ ‫ع‬ ‫و‬‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ي‬‫ِ‬
‫َحبَْبتُوُ ف‬
‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ََ‬ ‫َّ‬ ‫أْ‬
‫َحبَْبتَوُ فِ ِيو"‪ (.‬صحيح مسلم ‪( -‬ج ٕٔ ‪ /‬ص ٖٗٗ)‪.‬‬ ‫َك َما أ ْ‬
‫ك طَ ِري ًقا‬ ‫وؿ اللَّو ‪َ ...": ‬وَم ْن َسلَ َ‬ ‫ِ‬ ‫اؿ َر ُس ُ‬ ‫اؿ ‪:‬قَ َ‬ ‫َع ْن أَبِي ُى َريْػ َرَة ‪ ‬قَ َ‬
‫ت‬ ‫اجتَمع قَػوٌـ فِي بػ ْي ٍ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫و‬ ‫يػلْتَ ِمس فِ ِيو ِعلْما س َّهل اللَّوُ لَوُ بِ ِو طَ ِري ًقا إِلَى الْجن ِ‬
‫َّة‬
‫َ‬ ‫َ ََ ْ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت َعلَْي ِه ْم‬ ‫اب اللَّ ِو َويَػتَ َد َار ُسونَوُ بَػ ْيػنَػ ُه ْم إَِّال نَػ َزلَ ْ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫وت اللَّ ِو يػ ْتػلُو َف كِ‬ ‫ِمن بػي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُُ‬
‫ِ‬
‫يم ْن ع ْن َدهُ َوَم ْن‬ ‫الرحمةُ وح َّف ْتػهم الْم َبلئِ َكةُ وذَ َكرىم اللَّوُ فِ‬ ‫َّ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ػ‬‫ت‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫الس ِكينَةُ وغَ ِ‬
‫ش‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ َ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سبُوُ"‪ (.‬صحيح مسلم ‪( -‬ج ٖٔ ‪ /‬ص ٕٕٔ)‪.‬‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ع بِ ِ‬
‫و‬ ‫ْ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫و‬
‫ُ‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫بَطَّأَ بِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫جزء من حديث‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫مكور الليل على النهار‪،‬‬ ‫الحمد هلل العزيز الغفار‪ ،‬مقدر األقدار‪ ،‬مصرؼ األمور‪ّْ ،‬‬
‫وف اللَّ ِو‬‫ض وما لَ ُكم ِمن ُد ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫السماو ِ‬
‫ْك َّ َ َ َ ْ َ َ ْ ْ‬ ‫ر‬ ‫األ‬
‫ْ‬ ‫و‬ ‫ات‬ ‫تبصرةً ألولي القلوب واألبصار (لَوُ ُمل ُ‬
‫صي ٍر)‪ .‬وأشهد أن ال إلو إال اهلل وحده ال شريك لو‪ ,‬وأشهد أن سيدنا‬ ‫ِمن ولِ ٍّي وَال نَ ِ‬
‫َْ َ‬
‫محمداً عبده ورسولو وخليلو‪:‬‬
‫الوجود ويَػ ْف َخر‬ ‫ي‬ ‫لست أرى أمراً يسر فُؤ َاد من بِِو ‪ ،‬ال َكو ُف يػزىو فِ‬ ‫و ُ‬
‫ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َُ‬
‫اله ِادي ال َش ِفيع ُمحمد ‪ ،‬وتَبليغُها فِ ػ ػي ك ػل َما عن ػو يُؤثَر‬ ‫س َوى َد ْع َوةَ َ‬
‫ِ‬
‫اللهم صلي عليو وعلى آلو وصحبو وسلم أما بعد‪- :‬‬
‫الدعوة إلى اهلل ىي طريق وسبيل النَّبِي ‪ ‬وىي أعظم وأشرؼ وأنبل السبل‬
‫يِلٓ‬ ‫التي توصل العبد إلى اهلل تعالى وىو سليم القلب‪ :‬قاؿ تعالى‪( :‬كُ ۡو َهَٰ ِذه ِۦ شبَ‬
‫َ ۡ ُ ٓ ْ َ َّ َ َ َ َ َ َ ۠ َ َ َّ َ َ َ ُ ۡ َ َ َّ َ َ ٓ َ َ ۠ ِ َِ‬
‫لَع ة ِصۡي ٍة أُا وٌ َِ ٱتتػ ِِنۖ وشتحََٰ ٱّلِلِ وٌا أُا ٌَِ‬ ‫أدغٔا إَِل ٱّلِلِِۚ َٰ‬
‫َ‬ ‫ُۡ ۡ‬
‫ۡشك ِي) ‪(.‬يوسف‪.)ٔٓٛ-‬‬ ‫ٱلٍ ِ‬
‫ظ‬‫فعلى كل من يتبع النبي ‪ ‬تقع مسؤولية نشر الدين‪ ,‬ونصاب الدعوة ىو ِحف ُ‬
‫آية أو سنة‪ ,‬فمن حفظها لزمو إبالغها بأمر النبي ‪ ‬القائل‪" :‬بلغوا عني ولو آية"‪.‬‬
‫اؿ‪َ " :‬حبّْبُوا اللَّوَ‬ ‫والدعوة موجبة لمحبة اهلل تعالى‪َ :‬ع ْن أَبِي أ َُم َامةَ ‪َ ‬ع ِن النَّبِ ّْي ‪ ‬قَ َ‬
‫إِلَى ِعبَ ِاد ِه‪ ،‬يُ ِحبَّ ُك ُم اللَّوُ"‪(.‬رواه الطبراني)‪.‬‬
‫ِخًۡ‬ ‫وقد مدح اهلل تعالى ىذه األمة بصفة الدعوة وجعلها خير أمة فقاؿ سبحانو ‪ُ (:‬ن ُ‬
‫ُ َ َُۡ ُ َ‬ ‫َ َ‬‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫ۡي أ ٌَّث أ ۡخر َج ۡ‬ ‫َخ ۡ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫وف َوت ِۡ َٓ ۡٔن َغ َِ ٱلٍِه ِر وحؤٌِِٔن‬ ‫ۡ‬
‫اس حأ ُم ُرون ةِٱل ٍَػ ُر ِ‬
‫ج ل َّ‬
‫ِيِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َّ‬
‫دخل َمعهم في ىذا الثناء‬
‫ْ‬ ‫الصفات‬ ‫بهذه‬ ‫اتصف‬ ‫من‬ ‫ف‬ ‫)‪.‬‬‫ٓٔٔ‬ ‫‪/‬‬‫اف‬ ‫ر‬ ‫عم‬ ‫(آؿ‬ ‫)‪.‬‬‫ۗ‬‫ِ‬ ‫ٱّلِل‬ ‫ِ‬ ‫ة‬
‫َ‬
‫َ َ َۡ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫بذلك ْ قد ُذمهم اهلل بقولو‪َ( :‬كُٔا َّل يتِأْن غَ‬ ‫َ‬ ‫ومن َلم يتصف‬ ‫ُ‬ ‫باني‪,‬‬
‫َ‬ ‫الر‬
‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬
‫ٌُِّهر ف َػئهُِۚ َلِئ َس ٌَا َكُٔا َحف َػئن ‪( .)٧٩‬المائدة‪.)ٜٚ-‬‬
‫والحمد هلل الذي اجتبي ىذه األمة من بين األمم‪ ،‬و َّتوجها بتاج األنبياء والرسل‪ ،‬أال‬
‫وىو الدعوة إلى اهلل تبارؾ وتعالى‪ ,‬وإختار منهم أنصاراً وحواري كما قال النبي ‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب يَأْ ُخ ُذو َف‬‫َص َح ٌ‬‫" َما م ْن نَبِ ٍّي بَػ َعثَوُ اللَّوُ في أ َُّمة قَػْبلي إَِّال َكا َف لَوُ م ْن أ َُّمتِو َح َوا ِريُّو َف َوأ ْ‬
‫ف ِم ْن بَػ ْع ِد ِى ْم ُخلُ ٌ‬
‫وؼ يَػ ُقولُو َف َما َال يَػ ْف َعلُو َف‬ ‫سنَّتِ ِو َويَػ ْقتَ ُدو َف بِأ َْم ِرِه ثُ َّم إِنَّػ َها تَ ْخلُ ُ‬
‫ُ‬
‫بِ‬
‫‪3‬‬
‫َويَػ ْف َعلُو َف َما َال يػُ ْؤَم ُرو َف فَ َم ْن َج َاى َد ُى ْم بِيَ ِد ِه فَػ ُه َو ُم ْؤِم ٌن َوَم ْن َج َاى َد ُى ْم بِلِ َسانِِو فَػ ُه َو‬
‫اف َحبَّةُ‬ ‫اإليم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ك ِ‬ ‫َ‬ ‫م ْؤِمن ومن جاى َدىم بَِق ْلبِ ِو فَػهو م ْؤِمن ولَيس وراء َذلِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َُ ُ ٌ َ ْ َ ََ َ‬ ‫ُ ٌ ََ ْ َ َ ُ ْ‬
‫ود رضي اهلل عنهما)‪.‬‬ ‫َخرَد ٍؿ"‪(.‬صحيح مسلم (جٔ‪/‬ص‪َ -ٔٙٛ‬عن َعب ِد اللَّ ِو ب ِن مسع ٍ‬
‫ْ َ ُْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫ادلة وجوب الدعوة إلى اهلل تعالى َفي القرآف الكريم‪:‬‬
‫َ َ َّ َ َ َ‬
‫ه ِّبۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ُۡ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٰٓ ُّ َ ۡ ُ َّ ّ‬
‫قاؿ تعالى‪ :‬لنبيو الكريم ‪( ‬يأحٓا ٱلٍدث ِر ‪ ١‬قً فأُ ِذر ‪ ٢‬وربم ف ِ‬
‫‪(.)٣‬المدثر ‪.)ٖ-ٔ-‬‬
‫َّ ّ َ‬ ‫َ ٰٓ َ ُّ َ َّ ُ ُ َ ّ ۡ َ ٓ َ َ ۡ َ‬
‫ُ‬
‫ُزل إِۡلم ٌَِ ربِمَۖ)‪( .‬المائدة ‪.)ٙٚ‬‬ ‫قاؿ تعالى‪( :‬يأحٓا ٱلرشٔل ةيِؼ ٌا أ ِ‬
‫ج َٰ ِدلًُۡٓ‬ ‫ۡ‬
‫ٱۡل َص َِث َو َ‬
‫َ‬ ‫ۡ ۡ َ َ َۡۡ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َٰ‬ ‫ۡ ُ َ‬
‫ِۖ‬ ‫يو ربِم ةِٱۡل ِهٍثِ وٱلٍٔغِظثِ‬
‫وقاؿ تعالى‪( :‬ٱدع إَِل شب ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫ةِٱى ِِت ِِه أخصَِۚ)‪( .‬النحل – ٕ٘ٔ)‪.‬‬ ‫َ‬
‫َ َ َ ُ ۡ َ َّ‬ ‫ۡ ُ ُ ْ َ َّ ُ ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ‬
‫َ‬
‫يأحٓا ٱنلاس ٱختدوا ربلً ٱَّلِي خيللً وٱَّلِيَ ٌَِ‬ ‫َّ‬ ‫وقاؿ تعالى ‪ٰٓ ( :‬‬
‫َ ۡ ُ ۡ َ َ َّ ُ ۡ َ َّ ُ َ‬
‫قتيِلً ىػيلً تخلٔن ‪(.)١٫‬البقرة‪.)ٕٔ-‬‬
‫رسالة النبي‬ ‫َّ‬
‫والدعوة اإلسبلمية ىي سبب الرحمة لجميع البشرية وىي َعنو ْاف ل‬
‫َ ًَْ‬ ‫‪ ‬ومقصد بعثتو ودعوتو‪ :‬قاؿ تعالى‪ :‬قاؿ تعالى‪َ ( :‬و ٌَا أ ْر َشي َِ َ‬
‫اك إَِّل رْحث‬
‫َ‬ ‫َْ َ‬
‫ل ِيػال ٍِي)‪ -ٔٓٚ( .‬األنبياء)‪.‬‬
‫َّاس إِنَّ َما أَنَا َر ْح َمةٌ‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ػ‬‫ي‬
‫ُّ‬‫َ‬‫أ‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬‫‪‬‬ ‫وؿ اللَّ ِ‬
‫و‬ ‫اؿ َر ُس ُ‬ ‫و َع ْن أَبِي ُى َريْػ َرَة‪  ،‬قَ َ‬
‫اؿ‪ :‬قَ َ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ُم ْه َداةٌ"‪ ".‬المستدرؾ على الصحيحين للحاكم ‪ ،‬حديث صحيح على شرطهما‬
‫(جٔ‪/‬صٖٓٔ)‪ -‬ورواه البيهقي في دالئل النبوة ‪( -‬جٔ‪/‬ص٘‪.)ٚ‬‬
‫عن أبي ىريرة ‪ ، ‬قاؿ‪ :‬قيل‪ :‬يا رسوؿ اهلل ادع اهلل على المشركين ‪ ،‬قاؿ ‪ " :‬إنما‬
‫بعثت رحمة‪ ،‬ولم أبعث عذابا"‪( .‬شعب اإليماف للبيهقي (جٖ‪/‬صٓٗٗ)‪.‬‬
‫الدعوة ىي أحب عمل عند اهلل تعالى وأقرب طريق للتقرب إلى اهلل تعالى‪:‬‬
‫ب َما تَػ َعبَّ َدنِي بِِو‬‫َح ُّ‬
‫أ‬ ‫ل‬
‫َّ‬
‫ََ َ‬ ‫ج‬‫و‬ ‫ز‬
‫َّ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫و‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫ي‬
‫ّْ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫َّ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ام‬ ‫ُم‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫َع ْن أَب َ َ‬
‫ح لِي"‪( .‬رواه أحمد)‪.‬‬ ‫ُّص‬
‫ن‬
‫َّ ْ ُ‬‫ال‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫َ‬‫ِ‬‫إ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫َعْب‬
‫وكانت العبادة والدعوة في زمن النبي ‪ ‬قائمة على أكمل وجو‪ ،‬ثم صارة الدعوة‬
‫على بعض األفراد‪ ،‬فععفت العبادة‪ ،‬بسبب ضعف القياـ بالدعوة ‪ ،‬فبدأ الدين‬
‫‪4‬‬
‫يععف في حياة الناس وتوقف نشر اإلسبلـ‪ ،‬وال يُصلح آخر ىذه األمة إال بما‬
‫صلُح بو أولها‪.‬‬
‫َ‬
‫وقد شرؼ اهلل سبحانو وتعالى ىذه األمة بمسئولية الدعوة وذلك ببركة ختم النبوة‬
‫بسيدنا رسوؿ اهلل ‪ ‬كي ال تنقطع الصلة بين اهلل وبين العباد‪ ،‬وبها تنزل الهداية‪,‬‬
‫ويزيد عدد المسلمين‪ .‬فقيامنا بالدعوة وتعمير المساجد ىو تأسيا وتشبها بالنبي‬
‫الكريم ‪ ‬في جميع أحوالو في الدعوة والعبادة واألخالق ‪ .‬قاؿ اهلل تعالى‪َّ ( :‬ى َلدۡ‬
‫َ َ َ َ َ َّ‬
‫ٱّلِلَ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬
‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َّ ۡ َ ٌ َ َ َ ّ َ َ َ َ ۡ ُ ْ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫خر وذنر‬ ‫َ‬
‫َكن ىلً ِِف رشٔ ِل ٱّلِلِ أشٔة خصِث ل ٍَِ َكن يرجٔا ٱّلِل وٱۡلٔم ٱٓأۡل ِ‬
‫ٗ‬ ‫َ‬
‫نثِۡيا)‪( .‬األحزاب‪.)ٕٔ/‬‬
‫والقياـ بأمر الدعوة وطلب المعاونة في الدعوة ىو أوؿ تكليف وأوؿ مهاـ وأوؿ‬
‫طلب وأوؿ نداء من النبي ‪ ‬لجميع أمتو ‪ :‬ومن لبى ىذا النداء وقاـ بو ليس لو‬
‫ين يَػْتبَ ُع‬ ‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬بِم َّكةَ َع ْشر ِسنِ‬ ‫ُ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ث‬‫َ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫‪:‬‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬
‫ر‬ ‫ِ‬
‫جزاء إال الجنة‪َ ،‬ع ْن َجاب‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫وؿ ‪َ ":‬م ْن يُػ ْؤِوينِي َم ْن‬ ‫اس ِم بِ ِمنًى يَػ ُق ُ‬ ‫اظ ومجنَّةَ وفِي الْمو ِ‬ ‫النَّاس فِي منَا ِزلِ ِهم بع َك ٍ‬
‫ََ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫يػْن ِ‬
‫ْجنَّةُ"‪( .‬رواه أحمد)‪.‬‬ ‫ص ُرني َحتَّى أُبَػلّْ َغ ِر َسالَةَ َربّْي َولَوُ ال َ‬‫َ ُ‬
‫والنبي ‪ ‬قد واجو الكثير من األذى في سبيل الدعوة إلى اهلل من اجل ىداية‬
‫الناس خرج باألقداـ ألىل الطائف وكاف ذلك اليوـ اشد عليو من يوـ احد كما‬
‫قاؿ ‪ ‬والصحابة الكراـ ‪ ،‬كانوا يعذبوف ويقتلوف في مكة وفي الغزوات‬
‫والسرايا أو البعوث الدعوية من اجل أف ينتشر اإلسبلـ ويعبد اهلل في أرضو‪.‬‬
‫بنفسو ومالو ‪ ،‬أل ٓنها َ أفعل‬ ‫ٗ‬ ‫بالدعوة‬‫َ‬ ‫وقد مدح اهلل تبارؾ وتعالى الداعي القائم‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ۡ ۡ َ ُ َ ۡ ّ َّ َ‬
‫األعماؿ وأحسن األقواؿ قاؿ ۡتعالى‪( :‬وٌَ أخصَ كَّٔل مٍَِ دَع إَِل ٱّلِلِ‬
‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َٰ ٗ َ َ َ َّ‬
‫َ‬ ‫وغ ٍِو صيِدا وكال إُِ ِِن ٌَِ ٱلٍصي ِ ٍِي ‪(.)٣٣‬فصلت ‪.)ٖٖ-‬‬
‫الحسن البصري رحمو اهلل تعالى‪ :‬أنو تبل ىذه اآلية‪َ ( :‬و ٌَ َۡ أ ۡخ َص َُ‬ ‫َ‬ ‫ٓ‬ ‫عن‬ ‫معمر‪،‬‬ ‫عن‬
‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ َ َٰ ٗ َ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ۡ ٗ ّ َّ َ‬
‫كَّٔل مٍَِ دَع إَِل ٱّلِلِ وغ ٍِو صيِدا وكال إُِ ِِن ٌَِ ٱلٍصي ِ ٍِي ‪ )٣٣‬فقاؿ‪ :‬ىذا‬
‫حبيب اهلل‪ ،‬ىذا ولي اهلل‪ ،‬ىذا صفوة اهلل‪ ،‬ىذا ِخَيػ َرة اهلل‪ ،‬ىذا أحب أىل األرض‬
‫إلى اهلل‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫َََۡ ۡ َ َ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َۡ‬ ‫ُ ۡ ُ َ َّ َ ۡ‬
‫وف ويِٓٔن غ َِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫خ ِر ويأمرون ةِٱلٍػر ِ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬
‫و ۡقاؿ تعالى‪( :‬يؤٌِِٔن ة ِ ۡٱّلِلِ وٱۡل ُٔ ِم ٱٓأۡل ِ‬
‫َ‬ ‫َٰ‬ ‫َ ۡ َ َٰ َ ْ َ ٰٓ َ َ َّ‬ ‫ُ َ َ ُ َ َٰ ُ َ‬
‫دي)‪(.‬آؿ عمراف‪. )ٔٔٗ -‬‬ ‫ت وأولهِم ٌَِ ٱىصي ِ ِ‬ ‫ٱلٍِه ِر ويس ِرغٔن ِِف ٱۡلير ِ ۖ‬
‫الدعوة إلى اهلل َىي ميراث األنبياء َّ والرسل عليهم السبلـ‪:‬‬
‫َ ۡ َ ََۡ ۡ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َٰ‬ ‫ُ َّ ۡ َ ۡ َ ۡ َ‬
‫قاؿ تعالى‪( :‬ثً أورثِا ٱىهِتب ٱَّلِيَ ٱصػفيِا ٌَِ غِتادُِاَۖ)‪(.‬فاطر‪.)ٖٕ-‬‬
‫فالذي يقوـ بالدعوة إلى اهلل ويعمر المسجد بحلقات التعليم والتعلم يكوف سببا‬
‫في نشر ميراث النبي الكريم ‪ ‬الذي كاف يقطع خطبتو عندما كاف يفد اليو‬
‫المحتاج للعلم ‪ ،‬كما في قصة أبي رفاعة عند البيهقي في السنن وغيره ‪ ،‬عن‬
‫حميد بن ىبلؿ ‪ ،‬عن أبي رفاعة قاؿ ‪ " :‬أتيت رسوؿ اهلل ‪ ‬وىو يخطب فقلت ‪:‬‬
‫يا رسوؿ اهلل ‪ ،‬رجل غريب جاىل ‪ ،‬ال علم لو ما أمر دينو ‪ ،‬قاؿ ‪ :‬فترؾ الناس‬
‫ونزؿ فقعد على كرسي خلت قوائمو من حديد يعلمني ديني ‪ ،‬ثم رجع إلى خطبتو‬
‫ففرغ مما بقي عليو من الخطبة "‪( .‬السنن الكبرى للبيهقي (ج ٖ‪/‬ص‪ (،)ٕٔٛ‬اآلحاد‬
‫والمثاني البن أبي عاصم (ج ٖ ‪ /‬ص ٓٗٗ)‪(،‬صحيح ابن خزيمة ‪( -‬ج ٘ ‪ /‬ص ٖٖ٘)‪(،‬‬
‫معرفة الصحابة ألبي نعيم األصبهاني ‪( -‬ج ٕٓ ‪ /‬ص ‪.)ٜٛ‬‬
‫ويتعح لنا من كل ىذا الترغيب الرباني أنو يجب علينا جميعا أن نجعل عبادة اهلل‬
‫والدعوة إليو وإقامة الناس على ذلك بالشفقة والرحمة مقصد حياتنا‪.‬‬
‫وبسبب قيام الصحابة الكرام بالدعوة وتعمير المساجد نحن اليوم مسلمون وأبنائنا‬
‫كذلك والحمد هلل مسلمون‪ .‬فالذي يجتهد للدعوة في كل األحواؿ والظروؼ‬
‫يكوف سببا في تقوية أساس الدين وترسيخ دعائمو وحفظو‪.‬‬
‫ولكن إذا تمكن منا حب الدنيا‪ ،‬يحوؿ بيننا وبين القياـ بالدعوة إلى اهلل كما قاؿ‬
‫النبي ‪ :‬إنكم على بينة من ربكم ما لم تظهر فيكم سكرتاف سكرة الجهل‬
‫وسكرة حب العيش وأنتم تأمروف بالمعروؼ وتنهوف عن المنكر وتجاىدوف في‬
‫سبيل اهلل فإذا ظهر فيكم حب الدنيا فبل تأمروف بالمعروؼ وال تنهوف عن المنكر‬
‫وال تجاىدوف في سبيل اهلل القائلوف يومئذ بالكتاب والسنة كالسابقين األولين من‬
‫المهاجرين واألنصار‪(.‬البحر الزخار ػ مسند البزار (ج‪/ٚ‬صٕٔٔ)‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫عندما كانت األمة قائمة بالدعوة كانت نصرة اهلل مع األمة والسكينة تنزؿ على‬
‫المؤمنين‪ .‬وأعطاىم اهلل كرامات عديدة‪ ،‬كانت المبلئكة والبحار والرياح مسخرة‬
‫لهذه األمة‪ :‬وكانوا أفقر الناس فجعلهم اهلل تعالى أغنى الناس‪ ،‬خزائن كسرى‬
‫وقيصر تحت أقدامهم‪ ,‬فأصبح دعاؤىم مستجاب‪.‬‬
‫وإذا تركتنا الدعوة إلى اهلل تعالى يدخل في قلوبنا حب الدنيا ونحرم بركة الوحي‪،‬‬
‫كما جاء في الحديث قال رسول اهلل ‪ ": ‬إذا عظمت أمتي الدنيا نزعت منها‬
‫ىيبة اإلسالم‪ ,‬وإذا تركت األمر بالمعروؼ والنهي عن المنكر حرمت بَػ َركة الوحي‪،‬‬
‫وإذا تسابَّت أمتي سقطت من عين اهلل"‪(.‬رواه الترمذي عن أبي ىريرة ‪.)‬‬
‫اليوـ تمر األمة االسبلمية بأصعب زماف مر عليها‪:‬‬
‫الكل يعلم أف األمة االسبلمية اليوـ تمر بأصعب زماف مر عليها ‪ ،‬قلوب اسرت‬
‫وعقوؿ غزية وشباب واقف على شفير جهنم ‪ ،‬فتحتاج األمة اليوـ إلى الحكمة ال‬
‫الحماس حتى تخرج من وحلها‪ .‬فالكلمات الجميلة نهر بارد وعذب يداوي ظمأ‬
‫سنًا)‪(.‬البقرة‪.)ٖٛ-‬‬ ‫ح‬ ‫ِ‬
‫َّاس‬
‫ن‬ ‫ل‬‫القلوب‪ ،‬وىو أمر من اهلل عز وجل قاؿ تعالى‪( :‬وقُولُوا لِ‬
‫ُْ‬
‫باإليماف والحكمة‪ ،‬كاف‬ ‫فعلينا اف نتحرى ىدي نبينا الكريم ‪ ‬الذي مؤل اهلل قلبو ِ‬
‫يبلزـ الحكمة في جميع أموره‪ ،‬وخاصة في دعوتو إلى اللّو عز وجل‪ ،‬فأقبل الناس‬
‫ودخلوا في دين اهلل أفواجا بفعل اهلل تعالى‪ .‬عن أنس ‪ ‬قاؿ‪ :‬كاف أبو ذر‬
‫رج‬
‫يحدث أف رسوؿ اهلل ‪ ‬قاؿ " فُ ِر َج سقف بيتي وأنا بمكة ‪ ،‬فنزؿ جبريل فَػ َف َ‬
‫صدري ثم غسلو بماء زمزـ‪ ،‬ثم جاء بطست من ذىب ممتلئ حكمة وإيمانا‬
‫فأفرغو في صدري‪ ،‬ثم أطبقو‪ ،‬ثم أخذ بيدي فعرج بي‪ "..‬الحديث‪( .‬صحيح‬
‫البخاري ‪( -‬ج ٕ ‪ /‬ص ٓ‪.)ٛ‬‬
‫تألفوا الناس وال تغيروا عليهم حتى تدعوىم إلى اإلسبلـ‪:‬‬
‫كاف النبي ‪ ‬يأمر ويوصي أمراء الجيوش أف يتألفوا الناس وال يغيروا عليهم حتى‬
‫يدعوىم إلى اهلل ويبينوا لهم المقصد ويعرضوا عليهم الجزية واالنتقاؿ لدار‬
‫المسلمين وغيرىا من أخبلؽ الدعوة والقتاؿ‪ .‬عن أبي صالح عن شريح بن عبيد‬
‫قاؿ كاف رسوؿ اهلل ‪ ‬إذا بعث جيوشو أو سراياه قاؿ لهم ‪ ":‬تألفوا الناس وال‬
‫‪7‬‬
‫تغيروا على حي حتى تدعوىم إلى اإلسبلـ فوالذي نفس محمد بيده ما من أىل‬
‫بيت من وبر وال مدر تأتوني بهم مسلمين إال أحب إلي من أف تأتوني بنسائهم‬
‫وأبنائهم وتقتلوف رجالهم"‪( .‬بغية الحارث‪( -‬جٔ‪/‬ص ٕٔٓ)‪.‬‬
‫وىذا من حرص النبي الكريم ‪ ‬على ىداية الناس والذي يوضح لنا الغاية من‬
‫الخروج في سبيل اهلل ىو الهداية وليس الجباية ‪ ،‬وكما في قصة سيدنا أبي بن كعب‬
‫‪ ‬قاؿ بعث رسوؿ اهلل ‪ ‬إلى البلت والعزى بعثا فأغاروا على حي من العرب‬
‫فسبوا مقاتلتهم وذريتهم فقالوا يا رسوؿ اهلل أغاروا علينا بغير دعاء فسأؿ النبي ‪‬‬
‫أىل السرية فصدقوىم فقاؿ النبي ‪ ": ‬ردوىم إلى مأمنهم ثم ادعوىم"‪( .‬بغية‬
‫الحارث ‪ -‬ج ٔ ‪ /‬ص ٕٔٓ)‪ .‬بغير دعاء‪ :‬أي بغير أف يدعوىم الى االسبلـ‪.‬‬
‫فلهذا البد من الجهد المستمر لربط االمة بالعلماء وببيئة المساجد‪ ،‬فإف لبيئة‬
‫مجالس المسجد أثر ال مثيل لو في أي مكاف يكفى أنو بيت اهلل الكريم وفيو‬
‫مبلئكتو الكراـ وفيو تنزؿ الرحمة وىو مركز الدعوة‪.‬‬
‫وع َم ُروه وكانوا يتوجهوف الى المساجد‬ ‫وقد ارتبطوا الصحابة بالمسجد وعشقوه َ‬
‫حتى عند حدوث الكسوؼ والخسوؼ وطلب المطر وعند حدوث أي أمر ينادوا‬
‫الصبلة جامعة‪ ،‬وحتى لقعاء حوائجهم الشخصية كانوا يتوجهوف الى المسجد كما‬
‫في قصة سيدنا أبو أمامة ‪ ‬عندما حدث لو من الهموـ والديوف توجو إلى‬
‫المجسد ألنهم تيقنوا أف حل جميع المشاكل تتم عبر المسجد‪.‬‬
‫ات يَػ ْوٍـ ال َْم ْس ِج َد فَِإ َذا ُى َو‬
‫وؿ اللَّ ِو ‪َ ‬ذ َ‬ ‫اؿ‪َ :‬د َخ َل َر ُس ُ‬ ‫ي ‪ ‬قَ َ‬ ‫َعن أَبِي س ِع ٍ‬
‫يد الْ ُخ ْد ِر ّْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اؾ َجالِ ًسا فِي‬ ‫اؿ يَا أَبَا أ َُم َامةَ ‪َ ":‬ما لِي أ ََر َ‬ ‫اؿ لَوُ أَبُو أ َُم َامةَ فَػ َق َ‬ ‫صا ِر يػُ َق ُ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫األ‬
‫ْ‬ ‫ن‬ ‫بِرج ٍل ِ‬
‫م‬
‫َ‬ ‫َُ ْ‬
‫اؿ‪ ":‬أَفََبل‬ ‫وؿ اللَّ ِو قَ َ‬‫وـ لَ ِزَمْتنِي َو ُديُو ٌف يَا َر ُس َ‬ ‫اؿ ُى ُم ٌ‬ ‫الص َبل ِة"‪ .‬قَ َ‬ ‫ت َّ‬ ‫الْمس ِج ِد فِي غَْي ِر وقْ ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫اؿ‬
‫ك"‪ ،‬قَ َ‬ ‫ك َديْػنَ َ‬ ‫عى َعْن َ‬ ‫ك َوقَ َ‬ ‫ب اللَّوُ َع َّز َو َج َّل َى َّم َ‬ ‫َ‬ ‫ى‬‫َ‬ ‫ذ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫و‬
‫ُ‬ ‫ْت‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ػ‬
‫ُ‬‫ق‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ا‬‫ذ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ً‬ ‫بل‬‫َ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ّْ‬
‫ُعل‬‫أَ‬
‫ك‬‫ت اللَّ ُه َّم إِنّْي أَعُوذُ بِ َ‬ ‫ت َوإِ َذا أ َْم َسْي َ‬ ‫َصبَ ْح َ‬ ‫أ‬ ‫ا‬‫ذ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬‫ق‬ ‫‪":‬‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫و‬‫وؿ اللَّ ِ‬ ‫ْت بَػلَى يَا َر ُس َ‬ ‫قُػل ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ْجْب ِن َوالْبُ ْخ ِل‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ن‬ ‫كِ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ذ‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫َع‬ ‫أ‬‫و‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫س‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬‫و‬ ‫ِ‬
‫ز‬ ‫ج‬ ‫ْع‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬‫كِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ذ‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫َع‬‫أ‬
‫و‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫ز‬ ‫ْح‬ ‫ل‬‫ا‬‫و‬ ‫م‬
‫ّْ‬ ‫ْه‬‫ل‬‫ا‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬
‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َْ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الر َج ِاؿ"‪(.‬سنن أبي داود ‪( -‬ج ٗ ‪ /‬ص ٖٖ٘)‪.‬‬ ‫الديْ ِن َوقَػ ْه ِر ّْ‬ ‫ك ِم ْن غَلَبَ ِة َّ‬ ‫َوأَعُوذُ بِ َ‬
‫عى َعنّْي َديْنِي‪.‬‬ ‫ْت َذل َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ‬
‫ق‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫م‬‫ّْ‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫َّ‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ز‬
‫َّ‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ى‬ ‫ذ‬
‫ْ‬ ‫أ‬
‫َ‬‫َ‬‫ف‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫اؿ أبا أ َُم َامةَ ‪ :‬فَػ َف َعل ُ‬ ‫قَ َ‬
‫‪8‬‬
‫أثر وقوة بيئة المسجد حتى في قلوب الكفار ‪:‬‬
‫معلوـ بأف لبيئة المسجد أثر عجيب في نفوس الناس حتى غير المسلمين كما في‬
‫بطو بِ َسا ِريٍَة ِم ْن َس َوا ِري ال َْم ْس ِج ِد‪:‬‬ ‫قصة ثُمامةُ بن أُثَ ٍاؿ التي ىي صحيح مسلم ور ِ‬
‫َ َ ُْ‬
‫ت بَِر ُج ٍل ِم ْن بَنِي‬ ‫اء ْ‬ ‫ج‬ ‫ف‬
‫َ‬
‫ْ ََ ْ َ َ‬ ‫د‬‫ث النَّبِ ُّي ‪َ ‬خي ًبل قِبل نَج ٍ‬ ‫اؿ‪ :‬بَػ َع َ‬ ‫عن ابي ُى َريْػ َرَة ‪ ‬قَ َ‬
‫اؿ لَوُ ثُ َم َامةُ بْ ُن أُثَ ٍاؿ فَػ َربَطُوهُ بِ َسا ِريٍَة ِم ْن َس َوا ِري ال َْم ْس ِج ِد فَ َخ َر َج إِلَْي ِو النَّبِ ُّي‬ ‫َحنِي َفةَ يُػ َق ُ‬
‫اؿ ِعْن ِدي َخْيػٌر يَا ُم َح َّم ُد إِ ْف تَػ ْقتُػلْنِي تَػ ْقتُ ْل َذا َدٍـ َوإِ ْف‬ ‫اؿ َما ِعْن َد َؾ يَا ثُ َم َامةُ فَػ َق َ‬ ‫‪ ‬فَػ َق َ‬
‫ت فَػتُ ِر َؾ َحتَّى َكا َف‬ ‫ئ‬‫ش‬‫ِ‬
‫اؿ فَ َس ْل ْ ُ َ ْ َ‬
‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫ت تُ ِري ُد ال َْم َ‬ ‫تُػْن ِع ْم تُػْن ِع ْم َعلَى َشاكِ ٍر َوإِ ْف ُكْن َ‬
‫ك إِ ْف تُػْن ِع ْم تُػْن ِع ْم َعلَى َشاكِ ٍر فَػَتػ َرَك ُو‬ ‫ْت لَ َ‬ ‫اؿ َما قُػل ُ‬ ‫اؿ لَوُ َما ِعْن َد َؾ يَا ثُ َم َامةُ قَ َ‬ ‫الْغَ ُد ثُ َّم قَ َ‬
‫اؿ أَطْلِ ُقوا‬ ‫ك فَػ َق َ‬ ‫ْت لَ َ‬‫اؿ ِعْن ِدي َما قُػل ُ‬ ‫اؿ َما ِعْن َد َؾ يَا ثُ َم َامةُ فَػ َق َ‬ ‫َحتَّى َكا َف بَػ ْع َد الْغَ ِد فَػ َق َ‬
‫اؿ أَ ْش َه ُد‬ ‫س َل ثُ َّم َد َخ َل ال َْم ْس ِج َد فَػ َق َ‬ ‫َ‬‫ت‬‫غ‬
‫ْ‬ ‫ا‬‫ف‬
‫َ‬ ‫د‬‫يب ِمن الْمس ِج ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ل‬‫ٍ‬ ‫ج‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ثُ َم َامةَ فَانْطَلَ َق إ‬
‫َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ْ‬
‫ض‬ ‫وؿ اللَّ ِو يَا ُم َح َّم ُد َواللَّ ِو َما َكا َف َعلَى ْاألَ ْر ِ‬ ‫َف ُم َح َّم ًدا َر ُس ُ‬ ‫أَ ْف َال إِلَوَ إَِّال اللَّوُ َوأَ ْش َه ُد أ َّ‬
‫وه إِلَ َّي َواللَّ ِو َما َكا َف ِم ْن‬ ‫ب الْوج ِ‬ ‫َّ‬
‫َْ َ َ ْ ُ َ ُ ُ‬ ‫َح‬ ‫أ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ح‬ ‫ب‬‫َص‬ ‫أ‬ ‫د‬‫ْ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ػ‬‫ف‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫وجوٌ أَبػغَض إِلَي ِ‬
‫م‬
‫َ ْ ْ َ َّ ْ َ ْ‬
‫ب الدّْي ِن إِلَ َّي َواللَّ ِو َما َكا َف ِم ْن بَػلَ ٍد‬ ‫َح َّ‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ين‬
‫ُ‬ ‫د‬‫َصبح ِ‬
‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ض إِلَ َّي ِمن ِدينِ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫ػ‬‫ب‬‫َ‬
‫أ‬ ‫ٍ‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫د‬
‫ك أَ َخ َذتْنِي َوأَنَا أُ ِري ُد‬ ‫ب الْبِ َبل ِد إِلَ َّي َوإِ َّف َخْيػلَ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫َح َّ‬
‫َصبَ َح بَػلَ ُد َؾ أ َ‬ ‫ض إِلَ َّي م ْن بَػلَد َؾ فَأ ْ‬ ‫أَبْػغَ ُ‬
‫اؿ لَوُ قَائِ ٌل‬ ‫وؿ اللَّ ِو ‪َ ‬وأ ََم َرهُ أَ ْف يَػ ْعتَ ِم َر فَػلَ َّما قَ ِد َـ َم َّكةَ قَ َ‬ ‫ش َرهُ َر ُس ُ‬ ‫الْعُ ْم َرَة فَ َما َذا تَػ َرى فَػبَ َّ‬
‫وؿ اللَّ ِو ‪َ ‬وَال َواللَّ ِو َال يَأْتِي ُك ْم ِم ْن‬ ‫ت َم َع ُم َح َّم ٍد ر ُس ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫م‬
‫ت قَ َ َ ْ ْ ْ‬
‫َ‬‫ل‬ ‫َس‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫اؿ َال ولَ ِ‬
‫ك‬ ‫صَبػ ْو َ‬‫َ‬
‫الْيَ َم َام ِة َحبَّةُ ِحْنطٍَة َحتَّى يَأْ َذ َف فِ َيها النَّبِ ُّي ‪( .‬صحيح البخاري (ج ٖٔ ‪ /‬ص‬
‫‪ .)ٕٚٚ‬ورواه مسلم واحمد وغيرىم‪.‬‬
‫يف فِي َم ْس ِج ِد ِه ‪َ ،‬و ُى ْم ُك َّف ٌار ‪:‬‬
‫إِنْػ َزا َؿ وضيافة النَّبِي ‪ ‬وفْ َد قبيلة ثَِق ٍ‬
‫َ‬
‫ْح َس ِن َع ْن عُثْ َما َف بْ ِن أَبِي ال َْع ِ‬
‫اص‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َعن أَبِي َداود َعن ح َّم ِاد ب ِن سلَمةَ َعن حمي ٍ‬
‫د‬
‫ُ ْ َ ْ َ َ ْ ُ َْ ْ َ‬ ‫ْ‬
‫يف لَ َّما قَ ِد ُموا َعلَى النَّبِ ّْي ‪ ‬أَنْػ َزلَ ُه ْم ال َْم ْس ِج َد ‪ ،‬لِيَ ُكو َف أ ََر َّؽ لُِقلُوبِ ِه ْم‪،‬‬
‫َف وفْ َد ثَِق ٍ‬
‫‪ ‬أ َّ َ‬
‫اؿ َعلَْي ِو َّ‬
‫الس َبل ُـ ‪:‬‬ ‫فَا ْشَتػ َرطُوا َعلَْي ِو أَ ْف َال يُ ْح َش ُروا ‪َ ،‬وَال يُػ ْع َش ُروا ‪َ ،‬وَال يُ ْجبُوا ‪ ،‬فَػ َق َ‬
‫س فِ ِيو ُرُكوعٌ "‪(.‬سنن أبي‬ ‫ْ َ‬ ‫ي‬‫ل‬
‫َ‬ ‫ن‬‫ٍ‬ ‫ي‬‫د‬‫شروا ‪ ،‬وَال تُػ ْع َشروا ‪ ،‬وَال َخيػر فِي ِ‬
‫ُ َ َْ‬ ‫"لَ ُك ْم أَ ْف َال تُ ْح َ ُ َ‬
‫داود (ج‪/ٛ‬صٕ‪.)ٕٙ‬‬
‫‪9‬‬
‫ك الطََّبػ َرانِ ُّي‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ك‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ن‬‫ب‬ ‫اد‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫ػ‬‫ث‬ ‫ف‬ ‫ا‬‫ف‬‫َّ‬ ‫ع‬ ‫ا‬‫ن‬‫ػ‬‫ث‬‫د‬‫َّ‬ ‫ح‬ ‫"‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫َح َم ُد ف ُ ْ َ‬
‫ن‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫"‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫َ َ َ َ َ ُ ُْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ىأْ‬ ‫َوَرَو ُ‬
‫ْح َس ِن‪" ،‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫"‬ ‫د‬ ‫او‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫َب‬
‫أ‬ ‫اه‬‫و‬‫ر‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫"‬ ‫ي فِي " م ْختص ِرِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ذ‬‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ْم‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫اؿ‬ ‫ق‬ ‫"‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ج‬ ‫ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ ََ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ََ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف ُْ َ‬
‫ع‬‫م‬ ‫"‬ ‫ي‬
‫ب لَ ُه ْم قُػبَّةً فِي ُم َؤ َّخ ِر ال َْم ْس ِج ِد‪ ،‬لَِيػْنظُُروا‬ ‫ََ‬ ‫ر‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ف‬ ‫‪‬‬ ‫وؿ اللَّ ِ‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫ْ َُ‬ ‫ا‬‫و‬ ‫ػ‬‫ت‬
‫َ‬‫َ‬‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫يف‬ ‫َف وفْ َد ثَِ‬
‫ق‬ ‫أ َّ َ‬
‫وؿ اللَّ ِو أَتُػْن ِزلُ ُه ْم ال َْم ْس ِج َد َو ُى ْم ُم ْش ِرُكو َف؟‬ ‫يل لَوُ ‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ق‬‫إلَى ص َبل ِة الْمسلِ ِمين ‪ ،‬فَِ‬
‫َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ‬
‫اؿ ‪َّ :‬‬
‫آد َـ"‪(.‬نصب الراية في تخريج‬ ‫س ابْ ُن َ‬ ‫س ‪ ،‬إنَّ َما يَػْن ُج ُ‬ ‫ض َال تَػْن ُج ُ‬ ‫إف ْاألَ ْر َ‬ ‫فَػ َق َ‬
‫أحاديث الهداية (جٕٔ‪/‬ص‪.)ٔٓٛ‬‬
‫يسى بْ ِن َعْب ِد اللَّ ِو بْ ِن‬ ‫وأَ ْخرجو الطَّبػرانِي فِي " معج ِم ِو " عن مح َّم ِد ب ِن إِسحا َؽ عن ِ‬
‫ع‬
‫َْ ُ َ ْ ْ َ َْ َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ َ َ ُ َ َ ُّ‬
‫يف فِي‬ ‫اؿ ‪ " :‬قَ ِد َـ وفْ ٌد ِمن ثَِق ٍ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ي‬‫ّْ‬ ‫ف‬‫ك َعن َع ِطيَّةَ ب ِن س ْفيا َف ب ِن َعب ِد اللَّ ِو الثَّػ َق ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫مالِ ٍ‬
‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫عرب لَهم قُػبَّةً فِي الْمس ِج ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص ُاموا‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫َس‬ ‫أ‬ ‫ا‬‫م‬‫َّ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ػ‬‫ف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫د‬ ‫َْ‬ ‫عا َف َعلَى َر ُسوؿ اللَّو ‪ ‬فَ َ َ َ ُ ْ‬ ‫َرَم َ‬
‫َم َعوُ "‪( .‬نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية (جٕٔ‪/‬ص‪.)ٔٓٛ‬‬
‫وقد لخصت في ىذا الكتاب العديد من الفعائل والجوائز الربانية والنبوية ألىل‬
‫المساجد المفيدة التي ترغبنا لكي نرتبط بالمسجد وأعماؿ المسجد حتى تنصلح‬
‫احوالنا‪ ،‬فهنيئا لعمار المساجد‪ .‬وكل من يعمل في أداء دور المسجد ورسالتو‬
‫يجب أف يعلم أنو قلب األمة وقلبها النابض وشريانها المتدفق‪ ،‬والذي يجتهد‬
‫باإلخبلص ويسعى في تعمير المساجد سواء كاف عالما أو طالبا او داعيا‬
‫ويفرغ من وقتو ويعحي هلل ويقوـ بالجهد من اجل يجب اف يعلم انو في‬
‫قائمة المرابطين في سبيل اهلل فهنيئا لو‪.‬‬
‫قاؿ الحسن بن محمد ابن الحنفية في عمار المساجد‪:‬‬
‫ما ضر من كانت الفردوس منزلو * ما كاف في العيش من بؤس وإقتػار‬
‫تراه يمشي حزينا خائفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا شعثا * إلى المساجػ ػػد يسعػى بيػ ػ ػػن أطمػ ػ ػػار‬
‫(شعب اإليماف للبيهقي ‪( -‬ج ٕ ‪ /‬ص ٕ‪.)ٙ‬‬
‫وأتمنػػى مػػن اهلل العزيػػز الوىػػاب أف يلهمنػػا الص ػواب ويجنبنػػا دائم ػاً الخطػػأ والزلػػل‬
‫والنسياف‪ ،‬وأف يتقبل منا ومنكم صػالح االعمػاؿ واف يسػتعمل لدينػو‪ ،‬ويجعلنػا سػببا‬
‫لتعمير بيوتو‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫مدخل الكتاب‪:‬‬
‫المساجد بيوت اهلل تعالى في أرضو جعلها خالصة لو وحده ‪ ،‬فقاؿ سبحانو‪:‬‬
‫َ َ َّ ُ َ َّ َ َ َ ۡ ُ َّ‬ ‫َ َ َّ ۡ َ َ َٰ َ َّ َ َ َ ۡ ُ ْ َ َ َّ َ َ ٗ‬
‫(وأن ٱلٍس ِ‬
‫جد ِّلِلِ فَل حدغٔا ٌع ٱّلِلِ أخدا ‪ ١٨‬وأُّۥ لٍا كام ختد ٱّلِلِ‬
‫َۡ ُ ُ َ ُ ْ َ ُ ُ َ َ َۡ َٗ‬
‫يدغٔه َكدوا يلُٔٔن غييِّ َلِ دا ‪(.)١٩‬سورة الجن‪.)ٜٔ-‬‬
‫وىي أحب األماكن إلى اهلل تعالى وإلى رسولو وإلى المؤمنين الصالحين ‪َ ،‬ع ْن أَبِي‬
‫ض‬‫دىا ‪َ ،‬وأَبْػغَ ُ‬
‫اج َ‬ ‫ب الْبِبلَ ِد إِلَى ِ‬
‫اهلل مس ِ‬ ‫ُّ‬ ‫َح‬‫أ‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫وؿ ِ‬
‫اهلل‬ ‫ُى َريْػ َرةَ ‪ :‬أ َّ‬
‫َف َر ُس َ‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اقها"‪ .‬أخرجو مسلم (ٖ‪ )ٔٗٚ‬وابن خزيمة ٖ‪ ٕٜٔ‬وابن‬ ‫الْبِبلَد إِلَى اهلل أ ْ‬
‫َس َو َ‬
‫حبافٓٓ‪.)ٔٙ‬‬
‫ومكانة المسجد في اإلسبلـ تظهر بوضوح وجبلء في كوف النبي ‪ ‬لم يستقر بو‬
‫المقاـ عندما وصل إلى حي بني عمرو بن عوؼ في قباء‪ ،‬حتى بدأ ببناء مسجد‬
‫قباء‪ ،‬وىو أوؿ مسجد بُني في المدينة‪ ،‬وأوؿ مسجد بني لعموـ الناس كما قاؿ‬
‫ابن كثير رحمو اهلل ‪(.‬البداية والنهاية ٖ‪.)ٕٜٓ/‬‬
‫وكاف النبي ‪ ‬إذا نزؿ منزالً في سفر أو حرب وبقي فيو مدة اتخذ فيو مسجداً‬
‫يصلي فيو بأصحابو رضي اهلل عنهم‪ ،‬كما فعل في خيبر‪( .‬وفاء الوفا بأخبار‬
‫المصطفى للسمهودي ٖ‪.)ٕٔٓٛ/‬‬
‫وعندما وصل مكاف مسجده الحالي في المدينة قاـ النبي ‪ ‬بنفسو واشتراه بحر‬
‫مالو وبعد ما اشترى ارض المسجد بدأ يحمل الحجر ويبني المسجد ‪ ‬بأبي ىو‬
‫وأمي‪ ،‬والصحابة يقتدوف بو‪ ،‬جاء عن أـ سلمة – رضي اهلل عنها – أنها قالت‪:‬‬
‫"بنى رسوؿ اهلل ‪ ‬مسجده؛ ف ُق ّْرب اللبِن وما يحتاجوف إليو‪ ،‬فقاـ رسوؿ اهلل ‪‬‬
‫فوضع رداءه‪ ،‬فلما رأى ذلك المهاجروف األولوف واألنصار ألقوا أرديتهم‬
‫وأكسيتهم‪ ،‬وجعلوا يرتجزوف ويعملوف‪ ،‬ويقولوف‪:‬‬
‫لئن قعدنا والنبي يعمل ذاؾ لعمر اهلل عمل معلل‬
‫(سبل الهدى والرشاد(ٖ‪.)ٖٖٙ/‬‬
‫‪11‬‬
‫فانبعث نور اإلسبلـ على الجزيرة العربية بعد ظبلـ وتيو‪ ،‬يحمل ىذا النور سيدنا‬
‫محمد ‪ ،‬ومشى خلفو أناس عظماء امتؤلت قلوبهم بحب رب الناس فلم‬
‫يفكروا في غعب الناس‪ ،‬وانطلقوا مع نبي الهدى يشيدوف المكاف الذي يتزودوف‬
‫فيو من نور اهلل‪ ،‬ويلتقوف فيو بحبيبهم رسوؿ اهلل ‪ ،‬يذكروف فيو اهلل‪ ،‬وينهلوف منو‬
‫العلم‪ ،‬فتستريح فيو أفئدتهم‪ ،‬وتميل إليو أرواحهم‪ ،‬وتهدأ إليو نفوسهم‪ ،‬وتنسجم‬
‫معو طباعهم‪ ،‬فهو المنزؿ‪ ،‬وىو المستشفى‪ ،‬وىو المعهد‪ ،‬وىو مقر إدارة الدعوة‬
‫وارساؿ البعوث وىو الملجأ من الهموـ والغموـ‪ ،‬وىو الطريق الموصل إلى اهلل‪،‬‬
‫وىو المخرج من الفتن‪ ،‬والواقي من المحن‪ ،‬فيو التبسم لئلخواف‪ ،‬يصل المسافر‬
‫من سفره فبل يحط رحلو‪ ،‬وال يقابل أىلو؛ حتى يعانق أرضو بجبهتو‪ ،‬متجهاً فيو إلى‬
‫ربو عز وجل‪ .‬ولقد وعى ىذا األمر أصحاب رسوؿ اهلل ‪ ‬فاىتموا بذلك‪ ،‬واعتنى‬
‫الخلفاء الراشدوف بها فكتب عمر بن الخطاب ‪ ‬إلى والتو أف يبنوا مسجداً‬
‫جامعاً في مقر اإلمارة‪ ،‬ويأمروا القبائل والقرى ببناء مساجد جماعة في أماكنهم‪.‬‬
‫عن عثماف بن عطاء قاؿ لما فتح عمر بن الخطاب البلد كتب إلى أبي موسى‬
‫األشعري وىو على البصرة يأمره أف يتخذ للجماعة مسجداً فإذا كاف يوـ الجمعة‬
‫انعموا إلى مسجد الجماعة فشهدوا الجمعة ‪(.‬كنز العماؿ ‪.)ٖٔٗ-ٖٖٔ/ٛ‬‬
‫ولقد اىتم ديننا بالمسجد أيما اىتماـ‪ ،‬وجاءت بذلك اآليات واألحاديث المتوترة‬
‫التي حثت على بناء المساجد والعناية بها‪ ،‬وبياف فعل الصبلة فيها ‪ ،‬ومراعاة‬
‫اآلداب واألخبلؽ الخاصة بها‪.‬‬
‫المساجد مجالس األنبياء‪:‬‬
‫قاؿ سيدنا علي بن أبي طالب ‪ " :‬المساجد مجالس األنبياء وحرز من‬
‫الشيطاف" )الجامع ألخبلؽ الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي‪( -‬جٖ‪/‬ص ٖ‪.)ٖٙ‬‬
‫ومن مظاىر اىتماـ اإلسبلـ بالمساجد الحث على بناء المساجد وعمارتها‪:‬‬
‫وقد رغب النبي الكريم ‪ ‬لبناء المساجد واف تنظف وتطيب وجعل ذلك سبيبلً‬
‫وؿ ِ‬
‫اهلل ‪" :‬‬ ‫اؿ َر ُس ُ‬
‫اؿ ‪ :‬قَ َ‬
‫ب ‪ ، ‬قَ َ‬ ‫إلى الجنة وإلى الفوز‪َ .‬ع ْن َعلِ ّْي بْ ِن أَبِي طَالِ ٍ‬
‫َّة"‪(.‬صحيح ابن ماجة (‪.) ٖٚٙ‬‬‫هلل مس ِج ًدا‪ِ ،‬من مالِِو ‪ ،‬بػنَى اللَّوُ لَوُ بػيتًا فِي الْجن ِ‬
‫من بػنَىِ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ َ‬
‫‪12‬‬
‫ص ِغ ًيرا َكا َف ‪ ،‬أ َْو‬ ‫ِ ِ‬
‫اؿ‪َ " :‬م ْن بَػنَىِ هلل َم ْسج ًدا ‪َ ،‬‬ ‫س ‪َ ‬ع ِن النَّبِ ّْي ‪ ، ‬أَنَّوُ قَ َ‬ ‫وع ْن أَنَ ٍ‬
‫َ‬
‫ْجن َِّة"‪( .‬أخرجو الّْتػ ْرِم ِذي (‪.)ٖٜٔ‬‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ي‬ ‫َكبِيرا ‪ ،‬بػنَى اللَّوُ لَوُ بػيتًا فِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ً َ‬
‫اؿ‪َ " :‬م ْن بَػنَى لِلَّ ِو َم ْس ِج ًدا َولَْو‬
‫اس رضي اهلل عنهما َع ِن النَّبِ ّْى ‪ ‬أَنَّوُ قَ َ‬ ‫وع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫َ‬
‫ْجن َِّة"‪(.‬أخرجو أحمد ٔ‪)ٕٔ٘ٚ(ٕٗٔ/‬‬ ‫َكم ْفح ِ ٍ ِ ِ‬
‫ص قَطَاة لَبػْيع َها بَػنَى اللَّوُ لَوُ بَػْيتًا في ال َ‬ ‫َ َ‬
‫صحيح الترغيب والترىيب ٔ‪.)ٙٙ/‬‬
‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬بِبِنَ ِاء الْمس ِ‬
‫اج ِد‬ ‫ُ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫َم‬
‫أ‬‫‪:‬‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ق‬
‫َ‬ ‫المؤمنين‬ ‫أـ‬ ‫عنها‬ ‫اهلل‬ ‫رضي‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫وعن َعائِ‬
‫ََ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫َْ‬
‫ب"‪ (.‬سنن أبي داود ‪( -‬ج ٕ ‪ /‬ص ٔٗ)‬ ‫ي‬
‫َّ‬‫َ‬‫ط‬‫ت‬
‫ُ‬‫و‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫َّ‬
‫ظ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ػ‬
‫ُ‬‫ت‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬‫و‬ ‫ِ‬
‫ر‬‫و‬ ‫ُّ‬
‫الد‬ ‫ي‬ ‫فِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫والعمارة ليست فقط عمارة المساجد ببنائها وتشيدىا‪ ،‬بل األصل أف تكوف العمارة‬
‫بالصبلة فيها‪ ،‬وجعلها مركزا للدعوة والرحمة كي تكوف واحة لآلمنين وملجأ‬
‫للخائفين‪ ،‬وإصبلحاً للمتخاصمين‪ ،‬وتعليماً للمتعلمين ألنها بنيت لهذه األعماؿ‪.‬‬
‫وحينما تنقطع صلة اإلنساف بهذه الحياة ‪ ،‬ويوضع في قبره فإنو يتمنى لو عاد إلى‬
‫الدنيا مرة أخرى ال ليجمع األمواؿ أو يحصل المناصب ‪ ،‬بل ليصلى ركعتين فقط‪،‬‬
‫ب َى َذا الَْقْب ِر؟‪،‬‬ ‫اؿ‪" :‬من ص ِ‬
‫اح‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ػ‬‫ف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬‫ر‬‫ٍ‬ ‫ب‬‫ق‬‫َ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ر‬‫َّ‬ ‫م‬ ‫‪‬‬ ‫وؿ اللَّ ِ‬
‫و‬ ‫َع ْن أَبِي ُى َريْػ َرَة ‪ ،‬أَ ّف َر ُس َ‬
‫َْ َ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫ب إِلَى َى َذا ِم ْن بَِقيَّ ِة ُدنْػيَا ُك ْم"‪( .‬أخرجو الطبرانى‬ ‫َح ُّ‬ ‫اؿ‪" :‬رْكعتَ ِ‬
‫"فَػ َقالُوا‪ :‬فُبل ٌف‪ ،‬فَػ َق َ َ َ َ‬
‫أ‬ ‫اف‬
‫في األوسط (ٔ‪ ، ٕٕٛ/‬رقم ٕٓ‪ . )ٜ‬قاؿ الهيثمى (ٕ‪ : )ٕٜٗ/‬رجالو ثقات‪:‬‬
‫صحيح الترغيب والترىيب ٔ‪.)ٜٖ/‬‬
‫الحث على تنظيف المساجد والعناية بها ‪:‬‬
‫حث اإلسبلـ على نظافة المساجد وحسن العناية بها‪ ،‬وجعل لذلك أجر عظيم‬
‫اهلل ‪" :‬عُ ِر َ‬ ‫وؿ ِ‬ ‫س بْ ِن مالِ ٍ‬
‫ت َعلَ َّي‬ ‫ضْ‬ ‫اؿ َر ُس ُ‬ ‫اؿ ‪ :‬قَ َ‬‫ك ‪ ،‬قَ َ‬ ‫وثواب كبير ‪ ،‬عن أَنَ ِ َ‬
‫وب‬ ‫ن‬ ‫ذ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ض‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫ج‬‫ِ‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أُج ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َ ُ َ َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ور أ َُّمتي ‪َ ،‬حتَّى الْ َق َذ ُ ُ َ ُ ُ َ َ ْ‬
‫ْم‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫الر‬
‫َّ‬ ‫ا‬‫ه‬‫ج‬ ‫ر‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫اة‬ ‫ُ ُ‬
‫أ َُّمتِي‪ ،‬فَػلَم أَر َذنْػبا أَ ْعظَم ِمن سورٍة ِمن الْ ُقر ِ‬
‫آف ‪ ،‬أ َْو آيٍَة ‪ ،‬أُوتَِيػ َها َر ُج ٌل ثُ َّم نَ ِسَيػ َها"‪.‬‬ ‫َ ْ َُ َ ْ‬ ‫ْ َ ً‬
‫ي" ‪ ٕٜٔٙ‬و"ابن خزيمة" ‪.)ٕٜٔٚ‬‬ ‫(أخرجو أبو داود (ٔ‪ )ٗٙ‬والّْتػرِم ِ‬
‫ذ‬
‫ْ ّ‬
‫وعن أبي سعيد ‪ ،‬قاؿ‪ :‬كانت سوداء تقم المسجد ‪ ،‬فتوفيت ليبل ‪ ،‬فلما أصبح‬
‫رسوؿ اهلل ‪ ،  ،‬أخبر بموتها ‪ ،‬فقاؿ ‪ " :‬أال آذنتموني بها ؟"‪ ،‬فخرج بأصحابو ‪،‬‬
‫‪13‬‬
‫فوقف على قبرىا ‪ ،‬فكبر عليها والناس من خلفو ‪ ،‬ودعا لها ‪ ،‬ثم انصرؼ"‪.‬‬
‫(أخرجو ابن ماجة (ٖٖ٘ٔ)صحيح الترغيب والترىيب ٔ‪.)ٙٚ/‬‬
‫اؿ أ َُّمتِي ‪َ ،‬ح َسنُػ َها‬‫ت َعلَ َّى أَ ْع َم ُ‬ ‫ضْ‬ ‫اؿ‪" :‬عُ ِر َ‬‫َع ْن أَبِي َذ ٍّر ‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ّْي ‪ ، ‬قَ َ‬
‫ت فِي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وسيّْئُػها‪ ،‬فَػوج ْد ُ ِ‬
‫د‬
‫ْ‬ ‫ج‬
‫ََ َ ُ‬‫و‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫يق‬ ‫ر‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫َُ َ‬ ‫ط‬
‫ُ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أل‬‫ا‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬‫ه‬‫ت في َم َحاس ِن أَ ْع َمال َ‬ ‫ََ َ ََ‬
‫اعةَ تَ ُكو ُف فِي ال َْم ْس ِج ِد الَ تُ ْدفَ ُن"‪( .‬أخرجو أحمد ٘‪)ٔٛٓ/‬‬ ‫َم َسا ِو ِئ أَ ْع َمالِ َها ‪ ،‬النُّ َخ َ‬
‫و"البُخاري" في "األدب المفرد" ٖٕٓ و"مسلم" ٕ‪.)ٚٚ/‬‬
‫عن أبي عبيدة بن الجراح أنو تنخم في المسجد ليلة فنسي أف يدفنها حتى رجع‬
‫إلى منزلو‪ ،‬فأخذ شعلة من نار ثم جاء فطلبها حتى دفنها‪ ،‬ثم قاؿ‪ :‬الحمد هلل الذي‬
‫علي خطيئة الليلة‪ .‬قاؿ‪ :‬فدؿ على أف الخطيئة تختص بمن تركها وعلة‬ ‫لم يكتب َّ‬
‫النهي ترشد إليو وىي تأذي المؤمن بها‪(.‬الثمر المستطاب ٕٓ‪.)ٚ‬‬
‫الحث على احتراـ المساجد ومعرفة حرماتها ‪:‬‬
‫المساجد أماكن مقدسة لها خصوصيتها ولها حرمتها ‪ ،‬فهي بيوت للذكر والصبلة‪،‬‬
‫ٱش ٍُ ُّۥ ي ُ َص ّت ُح َ َُلۥ فِيٓاَ‬‫ِيٓا ۡ‬ ‫ّلِل أَن حُ ۡر َف َع َو ُي ۡذ َن َر ف َ‬
‫قاؿ تعالى ‪ِ( :‬ف ُب ُئت أَذ َِن ٱ َّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ٱلصئَة َِٰ‬
‫ام َّ‬ ‫ۡ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ُ ۡ ۡ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬
‫َٰ‬
‫ال ‪ ٣٦‬رِجال َّل حي ِٓي ًِٓ ح ِجرة وَّل بيع غَ ذِن ِر ٱّلِلِ ِإَوك ِ‬ ‫ةِٱىؾدوِ وٱٓأۡلص ِ‬
‫َ ۡ َ ُ ُ َّ‬
‫ٱّلِلُ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ ُ ُ ُ َ ۡ َ ۡ ََٰ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٓ َّ َ َٰ َ َ ُ َ َ ۡ ٗ َ َ َ َّ‬
‫ِإَويخاءِ ٱلزنٔة ِ َيافٔن ئٌا تخليب فِيِّ ٱىلئب وٱۡلةصر ‪ِۡ ٣٧‬لج ِزيًٓ‬
‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ َّ ُ َ ۡ ُ ُ َ َ َ ٓ ُ َ‬ ‫َ ۡ َ َ َ َ ُ ْ ََ َ ُ ّ َ ۡ‬
‫خصاب‬ ‫ۡي ِ‬ ‫أخصَ ٌا غ ٍِئا وي ِزيدًْ ٌَِ فظيِِّۗۦ وٱّلِل يرزق ٌَ يظاء ةِؾ ِ‬
‫‪(.)٣٨‬النور‪.)ٖٛ-ٖٙ-‬‬
‫لذا يجب تنزيو المسجد عن كل ما من شأنو أف يشينو أو ينتهك حرمتو‪.‬‬
‫كما يجب أف تنزه المساجد عن الصراعات والمشاحنات والمنافسات‪ ،‬فهي‬
‫بيوت اهلل تعالى وليس ألحد سلطاف عليها‪.‬‬
‫فعلينا أف نجتهد جميعا لنعود بالمسجد إلى دوره ومكانتو‪ ،‬فهو البوتقة التي تنصهر‬
‫فيها قلوب المؤمنين وأرواحهم ‪ ،‬وتتبلشي وتنمحي المسافات واألبعاد بينهم‪،‬‬
‫‪14‬‬
‫فتتحقق معاني المواساة والعدالة واألخوة والتآلف‪ ،‬ويتدربوف على النظاـ واحتراـ‬
‫الوقت والتواضع واللين‪ ،‬وىذا ما كاف يفعلو النبي ‪ ‬مع صحابتو الكراـ رضواف‬
‫وؼ فَِإنَّ َما‬
‫الص ُف َ‬‫يموا ُّ‬ ‫اهلل عليهم ‪ ،‬حينما كاف يصفهم للصبلة ويقوؿ لهم ‪ " :‬أَقِ‬
‫ُ‬
‫ب َو ُس ُّدوا الْ َخلَ َل َولِينُوا في أيدي‬ ‫تَص ُّفو َف بِص ُف ِ‬
‫وؼ ال َْمبلَئِ َك ِة َو َحاذُوا بَػْي َن ال َْمنَاكِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫صلَوُ اللَّوُ تَػبَ َار َؾ َوتَػ َعالَى َوَم ْن‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ِّ‬
‫ف‬ ‫ص‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫م‬‫و‬ ‫لشْيطَ ِ‬
‫اف‬ ‫َّ‬ ‫ات لِ‬
‫إِ ْخوانِ ُكم والَ تَ َذروا فُػرج ٍ‬
‫ََ ْ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ َ ُ َُ‬
‫ص ِّفا قَطََعوُ اللَّوُ"‪( .‬أخرجو أحمد ٕ‪ )ٕ٘ٚٗ(ٜٚ/‬و"أبو داود" ‪ٙٙٙ‬‬ ‫قَطَ َع َ‬
‫و"النَّسائي" ٕ‪ ،ٜٖ/‬وفي "الكبرى" ٘‪ ٜٛ‬و"ابن خزيمة" ‪.)ٜٔ٘ٗ‬‬
‫وىذه التوجيهات التربوية ال تقف حدودىا عند الصبلة فقط‪ ،‬بل تتجاوزىا إلى‬
‫جميع مناحي الحياة من عبادات ومعامبلت وأخبلؽ‪ ،‬ويوـ أف يعود إلى المسجد‬
‫دوره في التربية والتوجيو سوؼ ينصلح حاؿ العباد والببلد‪.‬‬
‫ما ىو الجهاد الحقيقي ومقصده السامي؟‬
‫قاؿ السيد سابق في كتابو فقو السنة (جٖ‪/‬ص‪ :)ٕٔ٘-‬إف الجهاد ال يسمى‬
‫جهاد حقيقياً إال اذا قصد بو وجو اهلل‪ ،‬وأريد بو اعبلء كلمتو‪ ،‬ورفع راية الحق ‪،‬‬
‫ومطارة الباطل‪ ،‬وبذؿ النفس في مرضاة اهلل ‪ ،‬فإذا أريد بو شيء دوف ذلك من‬
‫حظوظ الدنيا‪ ،‬فإنو ال يسمى جهاداً على الحقيقة‪ .‬فمن قاتل ليحظى بمنصب ‪ ،‬او‬
‫يظفر بمغنم ‪ ،‬او يظهر شجاعة ‪ ،‬او يناؿ شهرة ‪ ،‬فانو ال نصيب لو في االجر ‪ ،‬وال‬
‫حظ لو في الثواب‪.‬‬
‫أرد ِد الجيش وأنا لك بإسبلـ قومي‬
‫قوؿ زياد بن الحارث‪ :‬يا رسوؿ اهلل ُ‬
‫وطاعتهم‪:‬‬
‫الص َدائي ‪ ‬إلى قومو‪:‬‬
‫وكتاب ‪ ‬زياد بن الحارث ُّ‬
‫الصدائي ‪ ‬قاؿ‪ :‬أتيت رسول اهلل ‪ ‬فبايعتو‬ ‫أخرج البيهقي عن زياد بن الحارث ُّ‬
‫أرد ِد‬
‫على ا ِإلسبلـ‪ ،‬فأُخبرت أنَّو ق ْد بعث جيشاً إلى قومي‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول اهلل‪ُ ,‬‬
‫الجيش وأنا لك بإسالم قومي وطاعتهم‪ .‬فقال لي‪" :‬إذىب فردَّىم" فقلت‪ :‬يا‬
‫إن راحلتي قد كلَّت‪ ,‬فبعث رسول اهلل ‪ ‬رجبلً فردَّىم‪ .‬قال ُّ‬
‫الصدائي‪:‬‬ ‫رسول اهلل‪َّ ,‬‬
‫‪15‬‬
‫وكتبت إليهم كتاباً فقدم وفدىم بإسبلمهم‪ ،‬فقاؿ لي رسوؿ اهلل ‪ ": ‬يا أخا‬
‫صداء‪ ,‬إنَّك لـ ُمطاع في قومك" فقلت‪ :‬بل اهلل ىداىم ل ِإلسالم‪ .‬فقال‪" :‬أفَبل‬
‫ُ‬
‫أُؤمرؾ عليهم؟" قلت‪ :‬بلى يا رسول اهلل‪ ,‬قال‪ :‬فكتب لي كتاباً َّأمرني‪ .‬فقلت‪ :‬يا‬
‫رسول اهلل‪ُ ,‬م ْر لي بشيء من صدقاتهم‪ .‬قال‪ " :‬نعم " فكتب لي كتاب آخر‪.‬‬
‫(واورده تقي الدين الهندي (كنز العماؿ (ج ٖٔ‪/‬ص‪( ، )ٖٜٜ‬ودالئل النبوة إلسماعيل‬
‫األصبهاني‪( -‬ج ٔ ‪ /‬ص ٖٗ)‪.‬‬
‫يتعح لنا خبلؿ ىذه القصة العظيمة عاطفة النبي الكريم ‪ ‬وحرصو على‬
‫ىداية الناس‪ ،‬عندما طلب منو زياد بن الحارث ان يرد الجيش من قومو فبعث‬
‫فرد الجيش ألنو حصل المقصود وىو الهداية وليس الجباية‪.‬‬ ‫رسول اهلل ‪ ‬رجبلً َّ‬
‫استجابة َلنداء اهلل تعالى‪:‬‬
‫َ‬
‫و‬ ‫لها‬ ‫شرؼ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ىو‬‫ُ‬
‫تعالى‪:‬‬
‫ْ‬
‫اهلل‬ ‫إلى‬
‫َّ‬
‫بالدعوة‬
‫َ‬ ‫األمة‬ ‫قياـ‬
‫ٱّلِلِ ن ٍَا كَال غ َ‬
‫ِيَس ۡٱب َُ َم ۡر َيًَ‬ ‫ُ ٓ َ َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ٰٓ‬ ‫َ‬
‫قاؿ تعالى‪( :‬يأحٓا ٱَّلِيَ ءأٌِا نُٔٔا أُصار‬
‫ۡ َ َ ّ َ َ ۡ َ َ ٓ َ َّ َ َ ۡ َ َ ُّ َ َ ۡ ُ َ َ ُ َّ َ َ َ َ َّ َٓ‬
‫ل ِيدٔاريَۧ ٌَ أُصاري إَل ٱّلِلَِۖ كال ٱۡلٔارئن ََ أُصار ٱّلِلَِۖ َٔاٌِج غانفث‬
‫ّ َ ِ ٓ ِ ۡ َ ٰٓ َ َ َ ِ َ َ ِ َّ ٓ َ َ َ َّ ۡ َ ِ َّ َ َ َ ُ ْ َ َ َٰ َ ُ ّ ۡ َ َ ۡ َ ِ ُ ْ‬
‫ٌِ َۢ ة ِِن إِشرءِيو وكفرت غانِفث َۖ فأيدُا ٱَّلِيَ ءأٌِا لَع غدوًِِْ فأصتدٔا‬
‫يَ) ‪(.‬الصف ٗٔ)‪ .‬ومن نحن لنكوف أنصارا هلل ‪ ،‬ولكن ىذا مقاـ التشريف‬ ‫َظَٰٓر َ‬
‫ِ ِ‬
‫نغلب أبداً إذا كنا في كنف ۡاهلل ومن أىل اهلل َّقاؿ‬
‫َ‬
‫ألىل الدين‪ ،‬فلن نذؿ ولن‬
‫َۡ ُ ُ ۡ َ َ َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ۡ ُ ُ َّ ُ َ َ‬
‫ٱّلِل فَل َغى ِب ىلًَۖ ِإَون َيذىلً فٍَ ذا ٱَّلِي‬ ‫تعالى‪( :‬إِن يُِصكً َ‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫َ َ َّ َ َ َ َ َّ ُ ۡ ُ َ‬ ‫َ ُ ُ ُ‬
‫كً ّ ٌِ َۢ َب ۡ‬
‫َّك ٱلٍؤٌِِٔن)‪( .‬آؿ عمراف– ٓ‪.)ٔٙ‬‬
‫ِ‬ ‫ٔ‬‫خ‬‫ي‬‫ي‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ٱّلِل‬ ‫لَع‬‫و‬ ‫ِۦ‬
‫ۗ‬ ‫ه‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ػ‬ ‫يُِص‬
‫أف اهلل أمرنا بنصرة دينو ونبيو الكريم ‪ ، ‬لنعلم ‪ :‬أف ىذا شرؼ لنا وال‬
‫حاجةً لرسوؿ اهلل ‪ ‬نقعيها ‪ ،‬وقد تكفل اهلل بنصرتو وحمايتو ‪ ،‬وليُعلم أف‬
‫اهلل ‪‬‬‫ْ‬
‫رسوؿ‬
‫تعر َ‬ ‫َّ‬ ‫للمتخاذلين ال‬
‫َ‬ ‫‪ ‬منقصةٌ‬ ‫التخاذؿ عن نصرة َّرسوؿ اهلل‬
‫َ‬
‫ك َف ُروا ث ِ َ‬
‫َ َ‬ ‫ۡ‬
‫ٱّلِل إذ أ ۡخ َر َج ُ‬
‫ُصهُ َّ ُ‬ ‫َ‬
‫ُِصوهُ ف َل ۡد َُ َ َ‬
‫ُ‬ ‫بشيء قاؿ تعالى ‪( :‬إَّل حَ ُ‬
‫اِن‬ ‫ِيَ‬
‫ٱَّل‬ ‫ّ‬ ‫َ َِ‬ ‫ۡ ِ‬
‫ٱّلِلُ‬ ‫َ َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ۡ َ ۡ َّ َّ َ َ َ َ َ‬ ‫َٰ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َۡۡ ۡ‬
‫دتِِّۦ َّل َتزن إِن َّ ٱّلِل ٌػِاَۖ فأُزل‬‫ي إِذ ٍْا َ ِِف َٱىؾارِ إِذ حلٔل َّ ى ِص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٱثن‬
‫ْ‬ ‫ۡ ََ ۡ َ َ َ ََ َ ََ‬
‫ٱلص ۡف َِل َٰٰۗ‬
‫ك َف ُروا ُّ‬‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫شهِينخّۥ غييِّ وأيدهۥ ِِبِٔد ىً حروْا وجػو َكٍِث ٱَّلِيَ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ُ َّ َ ۡ ُ ۡ َ َ َّ‬
‫وَكٍِث ٱّلِلِ ِِه ٱىػيياۗ وٱّلِل غ ِزيز خهِيً َ)‪ ( .‬التوبة‪.)04-‬‬
‫َ‬ ‫ۡ َ َّ ُ َ‬ ‫َ‬
‫اف خ ۡت َدهُ َۖۥ)‪(.‬الزمر–‪.)ٖٙ‬‬
‫ٍ‬ ‫ل‬ ‫(أىيس ٱّلِل ة ِ‬ ‫وقد كفاه اهلل تعالى حيث قاؿ سبحانو‪:‬‬
‫‪16‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ َ َ ۡ‬
‫وقاؿ تعالى‪( :‬فإُِم ةِأخينِِاَۖ) ‪:‬أي في حفظنا وحراستنا ‪ ،‬فالعين مجاز عن‬
‫الحفظ‪ ،‬ويتجوز بها أيعاً عن الحافظ وىو مجاز مشهور ‪ ،‬وفي "الكشاؼ"‬
‫ىو مثل أي بحيث نراؾ ونكلؤؾ (تفسير األلوسي (ج‪/ٜٔ‬ص ‪.)ٜٗٙ‬‬
‫فعلينا اف نعع النية لكي نكوف انصار اهلل ونعمر بيوت اهلل ليبلً ونهاراً‪.‬‬
‫نسأؿ اهلل أف يوفقنا لما يحب ويرضى واف يستعملنا في القياـ بالدعوة من اجل‬
‫تعمير المساجد‪ ،‬معنوي وحسيا‪ ،‬وأف يحشرنا في زمرة المصطفى ‪...‬‬
‫لماذا بنيت المساجد؟‬
‫عندما وصل النبي الكريم ‪ ‬الى يثرب التي سميت بالمدينة بعد ذلك ؛ واستقر‬
‫بها جعل من أولى أولوياتو بناء المسجد‪ ،‬قبل بناء بيتو‪ ،‬وذلك من أجل بناء مركزا‬
‫دعويا إسبلميا عالما‪ ،‬تصدر منو التوجيهات واألوامر لجميع المسلمين في العالم‪،‬‬
‫ومن اجل تكوين جو وبيئة اسبلمية صالحة‪ ،‬وتقوية الترابط بين المسلمين وربط‬
‫جميع االمة بالمسجد واعماؿ المسجد االربعة‪ :‬وىي الدعوة إلى اهلل والتعليم‬
‫والتعلم والعبادات والذكر‪ ،‬والخدمة‪ ،‬وىذه األعماؿ ىي البرنامج اليومي للنبي‬
‫الكريم ‪ ‬واصحابو الكراـ ‪.‬‬
‫وكاف ىذا ىو البرنامج المعروؼ في مسجد النبي الكريم ‪ .‬كما في كتب السيرة‪.‬‬
‫وكاف الصحابة رضواف اهلل عليهم يتخذوف بيوت اهلل تعالى منهبلً للعلم‪ ،‬والدعوة‬
‫إلى اهلل تعالى فقد كاف لسيدنا لجابر بن عبد اهلل رضي اهلل عنهما حلقة في‬
‫المسجد (يعني النبوي) يؤخذ عنو العلم‪(.‬اإلصابة في معرفة الصحابة(ٔ‪.)ٖٔٗ /‬‬
‫ك ‪ :‬قاؿ قاؿ‪ :‬رسوؿ اهلل ‪ :‬للرجل الذي باؿ في‬ ‫عن أَنَس بْن مالِ ٍ‬
‫ُ ُ َ‬
‫آف" (صحيح‬ ‫الص َبل ِة‪ ،‬وقِراء ِة الْ ُقر ِ‬
‫َّ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬
‫َّ‬ ‫ج‬‫و‬ ‫ز‬
‫َّ‬ ‫ع‬ ‫و‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ك‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ذ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ى‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫المسجد‪" ،‬إِ‬
‫َََ ْ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مسلم برقم (٘‪.)ٕٛ‬‬
‫وكاف الصحاب الكراـ ‪ ‬ال يخرجن من المسجد إال عند العرورة‪ ،‬وإذا خرجوا‬
‫كذلك متفكروف في الدعوة ودعوة الناس الى المسجد‪ ،‬وقد ورثوا ىذه العمل من‬
‫النَّبِي الكريم ‪ ‬الذي كاف يتجوؿ في الناس بالليل النهار‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫جولة النَّبِي الكريم ‪ ‬وعرضو الدعوة في األسواؽ‪:‬‬
‫أخرج أحمد عن ربيعة بن عبَّاد من بني الدّْيل ػ ػ وكاف جاىلياً فأسلم ػ ػ قاؿ‪:‬‬
‫المجاز وىو يقوؿ‪" :‬يا أيَّها‬
‫رأيت رسوؿ اهلل ‪ ‬في الجاىلية في سوؽ ذي َ‬
‫الناس‪ ،‬قولوا‪ :‬ال إلو إال اهلل تفلحوا"‪ ،‬والناس مجتمعوف عليو‪ ،‬وراءه رجل‬
‫وضيء الوجو‪ ،‬أحوؿ‪ ،‬ذو غديرتين يقوؿ‪ :‬إِنَّو صابيء كاذب‪ ،‬يتَّبعو حيث‬
‫عمو أبو لهب‪( .‬أخرجو البيهقي بنحوه كذا في‬ ‫ذىب‪ ،‬سألت عنو فقالوا‪ :‬ىذا ُّ‬
‫صححو‬ ‫البداية وقاؿ الهيثمي ‪ :‬رواه أحمد وابنو والطبراني في الكبير وقاؿ‪َّ :‬‬
‫يفر منو وىو‬ ‫ابن حباف‪ .‬انتهى‪ .‬قاؿ الهيثمي ‪ :‬وفي رواية‪ :‬ورسوؿ اهلل ‪ّ ‬‬
‫يتبعو‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني عن طارؽ بن عبد اهلل قاؿ‪ :‬إنّْي بسوؽ ذي المجاز إ ْذ ّ‬
‫مر‬
‫رجل شاب عليو ُحلَّة من برد أحمر وىو يقوؿ‪" :‬يا أيها الناس‪ ،‬قولوا‪ :‬ال إلو‬
‫إال اهلل تُِفلحوا"‪ ،‬ورجل خلفو قد أدمى عرقوبيو وساقيو يقوؿ‪ :‬يا أيُّها الناس‪،‬‬
‫إنَّو كذاب فبل تطيعوه‪ .‬فقلت‪ :‬من ىذا؟ قاؿ‪ :‬غبلـ بني ىاشم الذي يزعم أنَّو‬
‫"رسوؿ اهلل" وىذا عمو عبد العُ َّزى‪.‬‬
‫وأخرج أحمد عن رجل من بني مالك بن كِنانة قاؿ‪ :‬رأيت رسوؿ اهلل ‪‬‬
‫بسوؽ ذي المجاز يتخلَّلها يقوؿ‪" :‬يا أيها الناس‪ ،‬قولوا‪ :‬ال إلو إال اهلل‬
‫تفلحوا"‪.‬‬
‫تجواؿ النبي الكريم ‪ ‬بالليل من اجل الدعوة والذكرى‪:‬‬
‫سوؿ اللَّ ِ‬
‫فقاؿ‪:‬‬‫قاـ َ‬ ‫لث اللَّْي ِل‪َ ،‬‬ ‫ب ثُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ى‬
‫َ‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ذا‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫‪‬‬ ‫و‬ ‫كعب ‪ :‬كا َف َر ُ‬ ‫وعن أَبي بن ٍ‬
‫ت بِ َما فِ ِيو‪،‬‬ ‫الم ْو ُ‬
‫َ َ‬ ‫جاء‬ ‫‪،‬‬‫ُ‬‫ة‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫الر ِ‬
‫اد‬ ‫اج َفةُ تَػ ْتبَػعُ ُها َّ‬ ‫ت الر ِ‬
‫ََ َ‬
‫"يا أَيها النَّاس اذْ ُكروا اللَّو جاء ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫َج َع ُل‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ة‬ ‫بل‬ ‫الص‬ ‫ر‬ ‫ِ‬
‫ث‬ ‫ك‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ّْ‬‫ن‬ ‫إ‬ ‫وؿ اللَّ ِ‬
‫و‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫‪:‬‬ ‫"قلت‬ ‫ت بِما فِ ِ‬
‫يو‬
‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُ‬ ‫الم ْو ُ َ‬
‫جاء َ‬‫َ‬
‫دت فَػ ُه َو‬‫ت‪ ،‬فَِإ ْف ِز َ‬ ‫‪":‬ما ش ْئ َ‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫؟‬ ‫ع‬ ‫ب‬‫الر‬
‫ُّ‬ ‫ْت‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ػ‬
‫ُ‬ ‫ق‬ ‫"‬‫ت‬‫َ‬ ‫ئ‬
‫ْ‬ ‫ش‬‫لك ِمن صبلتي؟ قاؿ‪":‬ما ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْت‪:‬‬‫لك"قُػل ُ‬ ‫ت فَػ ُه َو َخ ٌير َ‬ ‫ت‪ ،‬فِإ ْف ِز ْد َ‬ ‫"ما ِش ْئ َ‬ ‫قاؿ َ‬ ‫ف؟ َ‬ ‫ّْص َ‬
‫ت‪ :‬فَالن ْ‬‫لك"قُػلُ ُ‬
‫َخ ْيػ ٌر َ‬
‫‪18‬‬
‫صبلتي‬ ‫لك‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫َج‬
‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫ْت‬‫ل‬ ‫ػ‬ ‫ق‬ ‫"‬ ‫لك‬ ‫ير‬ ‫خ‬ ‫و‬ ‫ه‬‫ػ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫ِ‬
‫ز‬ ‫ف‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ِ‬
‫‪":‬ما َ‬
‫ئ‬ ‫ش‬ ‫فَالثلثَي ِن؟ َ‬
‫ُ‬
‫َ َُ َ ٌ َ ُ ْ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫قاؿ َ‬
‫ك"‪(.‬رواه الترمذي وقاؿ‪ :‬حديث‬ ‫لك َذنْػبُ َ‬
‫ك‪ ،‬ويُػغَُف ُر َ‬ ‫ُكلَّها؟ قَ َ‬
‫اؿ‪ :‬إذاً تُ ْكفي َى َّم َ‬
‫حسن)‪.‬‬
‫جولة سيدنا أبو ىريرة ‪ ‬في أىل السوؽ ودعوتهم لحلقات التعليم‪:‬‬
‫كاف من اعماؿ الدعوة جهد الزيارات وحلقات التعليم في المسجد‪ ،‬فذات يوـ‬
‫مر سيدنا أبو ىريرة ‪ ‬بسوؽ المدينة فوقف عليها ودعا الناس الى المسجد وكاف‬ ‫َّ‬
‫المسجد فاتح وفيو حلقات تعليم لم يكن فارغاً ‪ ،‬كما في القصة التي رواه من‬
‫قاـ بجهد التعمير والجولة ‪ ‬وىو سيدنا ابو ىريرة ‪َ ،‬ع ْن أَبِي ُى َريْػ َرَة ‪ ،‬أَنَّوُ‬
‫وؽ‪َ ،‬ما أَ ْع َج َزُك ْم !‬ ‫الس ِ‬
‫اؿ‪ " :‬يَا أ َْى َل ُّ‬ ‫ف َعلَْيػ َها‪ ،‬فَػ َق َ‬ ‫وؽ ال َْم ِدينَ ِة‪ ،‬فَػ َوقَ َ‬ ‫م َّر بِس ِ‬
‫َ ُ‬
‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬يُػ ْق َس ُم‪َ ،‬وأَنْػتُ ْم‬‫اث ر ُس ِ‬ ‫ِ‬
‫اؾ م َير ُ َ‬ ‫اؿ‪َ " :‬ذ َ‬ ‫اؾ يَا أَبَا ُى َريْػ َرَة؟ قَ َ‬‫"قَالُوا‪َ :‬وَما َذ َ‬
‫اؿ‪ ":‬فِي‬ ‫صيبَ ُك ْم ِم ْنوُ !"قَالُوا‪َ :‬وأَيْ َن ُى َو؟ قَ َ‬ ‫اىنَا ال تَ ْذ َىبو َف فَػتَأَ ُخ ُذو َف نَ ِ‬
‫ُ‬ ‫َى ُ‬
‫ف أَبُو ُى َريْػ َرَة لَ ُه ْم َحتَّى َر َجعُوا‪،‬‬ ‫اعا إِلَى ال َْم ْس ِج ِد‪َ ،‬وَوقَ َ‬ ‫ال َْم ْس ِج ِد" فَ َخ َر ُجوا ِس َر ً‬
‫اؿ لَ ُه ْم‪َ ":‬ما لَ ُك ْم؟ " قَالُوا‪ :‬يَا أَبَا ُى َريْػ َرةَ فَػ َق ْد أَتَػ ْيػنَا ال َْم ْس ِج َد‪ ،‬فَ َد َخلْنَا‪ ،‬فَػلَ ْم‬ ‫فَػ َق َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫نَػ َر فِ ِيو َش ْيئًا يُػ ْق َس ُم‪ ،‬فَػ َق َ‬
‫َح ًدا؟"‬ ‫اؿ لَ ُه ْم أَبُو ُى َريْػ َرَة‪" :‬أ ََما َرأَيْػتُ ْم في ال َْم ْسجد أ َ‬
‫صلُّو َف‪َ ،‬وقَػ ْوًما يَػ ْق َرءُو َف الْ ُق ْرآ َف‪َ ،‬وقَػ ْوًما يَػتَ َذا َك ُرو َف‬ ‫قَالُوا‪ :‬بَػلَى‪َ ،‬رأَيْػنَا قَػ ْوًما يُ َ‬
‫اث ُم َح َّم ٍد ‪ ،"‬لَ ْم‬ ‫اؾ ِم َير ُ‬‫‪":‬ويْ َح ُك ْم‪ ،‬فَ َذ َ‬ ‫اؿ لَ ُه ْم أَبُو ُى َريْػ َرَة َ‬ ‫ْح َر َاـ‪ ،‬فَػ َق َ‬
‫بلؿ َوال َ‬
‫ْح َ‬ ‫ال َ‬
‫وم ّْي إِال َعلِ ُّي بن َم ْس َع َدةَ‪(.‬رواه الطبراني‬ ‫الر ِ‬ ‫يث َع ْن َع ْب ِد اللَّ ِو بن ُّ‬ ‫ْح ِد َ‬ ‫يَػ ْر ِو َى َذا ال َ‬
‫في األوسط(‪ ، ،)ٕٜٔٗ‬صحيح الترغيب والترىيب(ٖ‪.)ٛ‬‬
‫اعةً‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫اؿ نُػ ْؤِ‬
‫سنة الصحابة ‪ ‬تَػ َع َ ْ َ َ َ َ‬
‫س‬ ‫ا‬‫ن‬‫ػ‬‫ب‬
‫ّْ‬‫ر‬‫ب‬ ‫ن‬‫م‬
‫َص َحابِِو‬ ‫الرجل ِ‬ ‫اؿ‪َ :‬كا َف َعب ُد اللَّ ِو بن رواحةَ إِ َذا لَِ‬ ‫ٍ‬ ‫س ب ِن مالِ‬
‫أ‬ ‫ن‬
‫َ َُ ْ ْ‬‫م‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ْ ٍ ْ ُ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫ك‬ ‫َع ْن أَنَ ِ ْ َ‬
‫اء إِلَى النَّبِ ّْي‬ ‫ج‬‫ف‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫الر‬ ‫ب‬ ‫ات يػوـ لِرج ٍل فَػغَ ِ‬
‫ع‬ ‫ذ‬ ‫اؿ‬ ‫ق‬ ‫ػ‬‫ف‬ ‫ة‬ ‫اع‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫اؿ نُػ ْؤِ‬
‫َ‬
‫َ ُُ ََ‬ ‫َّ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫وؿ تَػ َع َ ْ َ َ‬
‫ا‬‫ن‬
‫َ‬ ‫ػ‬‫ب‬
‫ّْ‬‫ر‬‫ب‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫يَػ ُق ُ‬
‫اع ٍة‬
‫اف َس َ‬ ‫ك إِلَى إِيم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫وؿ اللَّ ِو أََال تَػرى إِلَى ابْ ِن رواحةَ يػرغّْب َعن إِيمانِ‬
‫ََ َ ُ َ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫اؿ يَا َر ُس َ‬‫‪ ‬فَػ َق َ‬
‫س الَّتِي تُػبَ َاىى بِ َها ال َْم َبلئِ َكةُ‬ ‫ب الْمجالِ‬‫ُّ‬ ‫اؿ النَّبِ ُّي ‪ ":‬يػرحم اللَّوُ ابن رواحةَ إِنَّوُ ي ِ‬
‫ح‬ ‫فَػ َق َ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ََ َ ُ‬ ‫َْ َ ُ‬
‫الس َبلـ"‪ (.‬مسند أحمد ‪( -‬ج ‪ / ٕٚ‬ص ٕٖٗ)‪.‬‬ ‫َعلَْي ِه ْم َّ‬
‫‪19‬‬
‫وؿ لِرج ٍل‪( :‬اجلِس بِنا نُػ ْؤِ‬
‫اعة)‪(.‬رواه‬ ‫س‬
‫ْ َ َ‬‫ن‬ ‫م‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َوَكا َف سيدنا ُم َعاذُ بْ ُن َجبَ ٍل ‪ ‬يَػ ُق ُ َ ُ‬
‫البخاري في كتاب اإليماف صحيح البخاري (ج ٔ ‪ /‬ص ٓٔ)‪.‬‬
‫عن االسود بن ىبلؿ ‪ :‬قاؿ كاف معاذ يقوؿ لرجل من إخوانو ‪ :‬اجلس بنا‬
‫فلنؤمن ساعة‪ ،‬فيجلساف يتذاكراف اهلل ويحمدانو‪ (.‬مصنف ابن أبي شيبة‬
‫(ج‪/ٚ‬ص‪.)ٕٜٔ‬‬
‫وكاف عمر (‪ )‬مما يأخذ بيد الرجل والرجلين من أصحابو فيقوؿ ‪ " :‬قم بنا‬
‫نزدد إيمانا"‪ (.‬مصنف ابن أبي شيبة ‪( -‬ج ‪ / ٚ‬ص ‪.)ٕٜٔ‬‬
‫فيعتبر المسجد منطلق الدعوة فلذلك أجتهد النبي ‪ ‬وربط جميع الصحابة‬
‫الكراـ ‪ ‬بالمسجد وأعماؿ المسجد‪ ،‬حتى الذي يريد السفر كاف يبدأ بالمسجد‬
‫والذي يعود من السفر كاف يبدأ بالمسجد قبل أف يصل إلى أىلو‪ :‬أخرج الطبراني‬
‫عن مسلم بن بجرة أخي الحارث بن الخزرج – وكاف شيخاً كبيراً قد حدث نفسو‬
‫قاؿ‪" :‬إف كاف ليدخل المدينة فيقعي حاجتو بالسوؽ‪ ،‬ثم يرجع إلى أىلو‪ ،‬فبل‬
‫يعع رداءه إذا رجع إلى المدينة حتى يركع ركعتين‪ ،‬ثم يقوؿ‪ :‬إف رسوؿ ‪ ‬قاؿ‬
‫لنا‪( :‬من ىبط منكم فبل يرجع إلى أىلو حتى يركع ركعتين في ىذا المسجد)‬
‫‪(.‬المعجم الكبير (٘٘ٓٔ)‪.‬‬
‫وال غرابة في ذلك فهذا حاؿ المشتاقين‪ ،‬وطبيعة المحبين‪.‬‬
‫الهموـ والغموـ فكانوا يتوجهوف الى المساجد لحلوؿ‬ ‫وكاف المسجد َم َفر من ُ‬
‫جميع المشاكل‪ ،‬حتى لحلوؿ المشاكل األسرية‪ :‬فعن سهل بن سعد ‪ ‬قاؿ‪:‬‬
‫جاء رسوؿ اهلل ‪ ‬بيت فاطمة فلم يجد علياً في البيت فقاؿ‪( :‬أين ابن عمك؟)‪،‬‬
‫قالت‪ :‬كاف بيني وبينو شيء فغاضبني‪ ،‬فخرج فلم يقل عندي‪ ،‬فقاؿ رسوؿ اهلل ‪‬‬
‫إلنساف‪( :‬انظر أين ىو؟) فجاء فقاؿ‪ :‬يا رسوؿ اهلل ىو ذا في المسجد راقد (في‬
‫فيء الجدار)‪ ،‬فجاء رسوؿ اهلل‪ ‬وىو معطجع قد سقط رداؤه عن شقو‪ ،‬وفي‬
‫رواية (عن ظهره)‪ ،‬وخلص التراب إلى ظهره‪ ،‬فجعل رسوؿ اهلل ‪ ‬يمسحو عنو‬
‫ويقوؿ‪( :‬قم أبا تراب‪ ،‬قم أبا تراب)‪ (.‬أخرجو البخاري برقم (ٖٓٗ)‪ ،‬ومسلم برقم‬
‫( ‪.)ٕٜٗٓ‬‬
‫‪21‬‬
‫المسجد مفر إلى اهلل عز وجل ومأوى للتائبين‪:‬‬
‫ويتجلى ذلك في قصة أبي لُبابة ‪ ‬مع بني قريظة؛ والقصة معروفة أنو جاء إلى‬
‫مسجد النبي ‪ ‬في المدينة فربط نفسو بسارية من سواري المسجد‪ ،‬وأقسم أف ال‬
‫يبرح كذلك حتى يتوب اهلل عليو ويرضى رسوؿ اهلل ‪ ‬عنو‪.‬‬
‫َ َ ُ ُ ْ َّ َ َ َّ ُ َ َ َ ُ ُ ٓ ْ‬
‫(َّل َتُٔٔا ٱّلِل وٱلرشٔل وَتُٔٔا‬
‫سنيد وابن جرير عن الزىري ‪ ‬في قولو‬ ‫َ أخرج‬
‫َ‬
‫َ َٰ َ َٰ ُ ۡ َ ُ ۡ َ ۡ َ ُ َ‬
‫أمنخِلً وأُخً تػئٍن ‪(.٢٧‬األنفاؿ‪ .)ٕٚ-‬قاؿ " نزلت في أبي لبابة ‪ ،‬بعثو‬
‫رسوؿ اهلل ‪ ‬فأشار إلى حلقو أنو الذبح‪ ،‬فقاؿ أبو لبابة ‪ : ‬ال واهلل ال أذوؽ‬
‫علي ‪ ،‬فمكث سبعة أياـ ال يذوؽ طعاماً وال‬‫ّ‬ ‫طعاماً وال شراباً حتى أموت أو يتوب‬
‫شراباً حتى خر مغشياً عليو ‪ ،‬ثم تاب اهلل عليو فقيل لو ‪ :‬يا أبا لبابة قد تِيب‬
‫عليك‪ .‬قاؿ ‪ :‬ال واهلل ال أحل نفسي حتى يكوف رسوؿ اهلل ‪ ‬ىو الذي يحلني ‪.‬‬
‫فجاء فحلو بيده"‪( .‬الدر المنثور ‪( -‬ج ٗ ‪ /‬ص ‪.)ٖٗٛ‬‬
‫وقد ارتبط الصحابة ‪ ‬ارتباطا عجيبا‪ ،‬في كل حياتهم‪ ،‬وصل بهم الحاؿ بأف كاف‬
‫يجعل احدىم المشاركة في التجارة من اجل توفير وقت للرباط في المسجد‬
‫بالنوبة‪ ،‬يعني يوـ بعد يوـ يفرغ للمسجد كل الوقت‪.‬‬
‫ومنهم من جعل عيادة طبية داخل المسجد‪:‬‬
‫كاف في المسجد عيادة لعبلج المرضى والجرحى‪ ،‬للسيدة " ُكعيبة بالتصغير‬
‫بنت سعيد األسلمية قاؿ عنها ابن سعد رحمو اهلل تعالى‪ :‬ىي التي كانت تكوف في‬
‫المسجد‪ ،‬لها خيمة تداوي المرضى والجرحى‪ ،‬وكاف سعد بن معاذ ‪ ‬حين رمى‬
‫عندىا تداوي جرحو حتى مات"‪ (.‬اإلصابة في تمييز الصحابة(‪.)ٜٗ/ٛ‬‬
‫وبنيت المساجد لكي تعمر بالحلقات لحصوؿ العلم الرباني ونشره‪:‬‬
‫إذا ناؿ العالم أو الداعية حظاً وافياً من العلم الرباني فإنو سيكوف في مجتمعو‬
‫نبراساً يُهتدى بو‪ ،‬حاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعاـ والشراب‪.‬‬
‫وعندما يتحرؾ ناشراً علمو ساعياً بين الناس باإلصبلح ناعياً عليهم الغفلة‬
‫والفساد فإنو يحظى بشرؼ الوصف الذي ذكره اإلماـ أحمد حين قاؿ‪:‬‬
‫‪21‬‬
‫(الحمد هلل الذي جعل في كل فترة من الرسل بقايا من أىل العلم يدعوف من‬
‫ضل إلى الهدى ويصبروف منهم على األذى‪ ،‬يحيوف بكتاب اهلل تعالى‬ ‫َّ‬
‫الموتى‪ ،‬ويبصروف بنور اهلل أىل العمى ‪ ،‬فكم من ٍ‬
‫قتيل إلبليس قد أحيوه ‪،‬‬
‫وكم من ضاؿ تائو قد َىدوه ‪ ،‬فما أحسن أثرىم على الناس وما أقبح أثر‬
‫الناس عليهم)‪.‬‬
‫وقاؿ الخطيب في الفقيو والمتفقو‪ :‬في بياف شرؼ العلم وفعيلتو‪ :‬قد‬
‫جعل اهلل العلم وسائل أوليائو‪ ،‬وعصم بو من اختار من أصفيائو‪( .‬الفقيو‬
‫والمتفقو (ٕ‪.)ٚٔ/‬‬
‫وقاؿ ابن القيم رحمو اهلل تعالى‪ " :‬الجود بالعلم وبذلو ىو من أعلى مراتب‬
‫الجود‪ ،‬والجود بو أفعل من الجود بالماؿ ألف العلم أشرؼ من الماؿ‬
‫"‪(.‬مدارج السالكين (ٔ‪.)ٕ/ٕٛ‬‬
‫زكاة العلم‪:‬‬
‫قاؿ اكثر العلماء ‪ ":‬نشر العلم من زكاتو ‪ ،‬فكما يتصدؽ اإلنساف بشيء من‬
‫مالو فالعالم يتصدؽ بشيء من علمو ‪ ،‬وصدقة العلم أبقى دواما وأقل كلفة‬
‫ومؤونة ‪ ،‬فهي أبقى دواما ؛ ألنو ربما تكلم العالم بكلمة ينتفع بها أجياؿ من‬
‫الناس"‪(.‬شرح حلية طالب العلم ص ‪.)ٕ٘ٛ‬‬
‫جهد التعمير ينفس أكبر كربة تصيب المسلم وىي الغفلة‪:‬‬
‫يعتبر جهد تعمير المسجد بالحلقات واحعار الناس من بيئة الغفلة إلى بيئة‬
‫الرحمة سببا للتوبة والرحمة والهداية وسببا لتيسير األمور وقد رغب فيو النبي‬
‫‪ ‬فعلينا أف نفرغ األوقات في المسجد لنقوـ بهذا العمل العظيم محتسبين‪.‬‬
‫س َع ْن ُم ْؤِم ٍن ُك ْربَةً ِم ْن‬ ‫ف‬‫وؿ اللَّ ِو ‪َ ‬م ْن نَػ َّ‬
‫ِ ِ َِ‬ ‫ُ‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ػ‬
‫ََ‬‫ْ‬‫ي‬‫ر‬‫ى‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫َع ْن أَبِ‬
‫ِ‬
‫س َر َعلَى ُم ْعس ٍر‬ ‫ب يَػ ْوـ الْقيَ َامة َوَم ْن يَ َّ‬ ‫ِ‬
‫الدنْػيَا نَػ َّفس اللَّوُ َع ْنوُ ُك ْربَةً م ْن ُكر ِ‬
‫ُّ‬ ‫ب‬ ‫ُكر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الدنْػيَا َو ْاآل ِخ َرِة َوَم ْن َستَػ َر ُم ْسلِ ًما َستَػ َرهُ اللَّوُ فِي ُّ‬
‫الدنْػيَا‬ ‫س َر اللَّوُ َعلَْي ِو فِي ُّ‬ ‫يَ َّ‬
‫ك طَ ِري ًقا‬ ‫َخ ِيو َوَم ْن َسلَ َ‬ ‫و ْاآل ِخرِة واللَّو فِي عو ِف الْعب ِد ما َكا َف الْعب ُد فِي عو ِف أ ِ‬
‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ َْ َ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫ت‬ ‫اجتَمع قَػوٌـ فِي بػ ْي ٍ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫يػلْتَ ِمس فِ ِيو ِعلْما س َّهل اللَّوُ لَوُ بِ ِو طَ ِري ًقا إِلَى الْجن ِ‬
‫َّة‬
‫َ‬ ‫َ ََ ْ َ َ ْ‬ ‫ً َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫‪22‬‬
‫الس ِكينَةُ‬‫ت َعلَْي ِه ْم َّ‬ ‫اب اللَّ ِو َويَػتَ َد َار ُسونَوُ بَػ ْيػنَػ ُه ْم إَِّال نَػ َزلَ ْ‬ ‫وت اللَّ ِو يػ ْتػلُو َف كَِ‬
‫ت‬ ‫ِمن بػي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُُ‬
‫يم ْن ِع ْن َدهُ َوَم ْن بَطَّأَ بِ ِو‬ ‫َ‬
‫الرحمةُ وح َّف ْتػهم الْم َبلئِ َكةُ وذَ َكرىم اللَّوُ فِ‬
‫َ َُ ْ‬ ‫َ َ ُْ َْ ََ ُْ َ‬ ‫َّ‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ػ‬ ‫ت‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫وغَ ِ‬
‫ش‬
‫ع بِ ِو نَ َسبُوُ"‪ (.‬صحيح مسلم ‪( -‬ج ٖٔ ‪ /‬ص ٕٕٔ)‪.‬‬ ‫َع َملُوُ لَ ْم يُ ْس ِر ْ‬
‫الد ْىم ِاء قَ َاال أَتَػيػنَا َعلَى رج ٍل ِمن أ َْى ِل الْب ِ‬
‫اديَِة فَػ ُقلْنَا َى ْل‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫ادةَ وأَبِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ػ‬‫َ‬‫ق‬ ‫ي‬ ‫َع ْن أَبِ‬
‫َ‬ ‫َُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع َش ْيئًا‬ ‫د‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫‪":‬‬ ‫وؿ‬ ‫ق‬ ‫ػ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ت‬‫ع‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ػ‬ ‫ن‬ ‫اؿ‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ئ‬ ‫ي‬‫ش‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫وؿ‬‫ِ‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫َس ِم ْع َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ ُُْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ًْ‬ ‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫ت ْ َُ‬
‫ر‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ك ِم ْنوُ"‪ (.‬مسند أحمد ‪( -‬ج ‪ٗٚ‬‬ ‫ك اللَّوُ بِ ِو َما ُى َو َخ ْيػ ٌر لَ َ‬ ‫لِلَّ ِو َع َّز َو َج َّل إَِّال بَ َّدلَ َ‬
‫‪ /‬ص ‪ .)ٜٗ‬قاؿ الهيثمي رواه أحمد بأسانيد ورجالها رجاؿ الصحيح‪.‬‬
‫عن أبي بن كعب ‪ ‬قاؿ ‪ " :‬ما من عبد ترؾ شيئا هلل إال أبدلو اهلل بو ما ىو‬
‫خير منو من حيث ال يحتسب ‪ ،‬وال تهاوف بو عبد ‪ ،‬فأخذ من حيث ال‬
‫يصلح إال أتاه اهلل بما ىو أشد عليو "‪ (.‬الزىد لوكيع ‪( -‬ج ٔ ‪ /‬ص ٕٓٗ)‪.‬‬
‫تعمير المسجد من أعماؿ مسجد الرسوؿ الكريم ‪:‬‬
‫أكبر وسيلة لئلصبلح ولتعليم الناس أمور الدين ولكل الطبقات ىو تعمير‬
‫المساجد بحلقات العلم وربط جميع الناس بالمسجد والعلماء‪.‬‬
‫فعلى المسلم أف يجتهد ويتعلم أمور دينو قبل أف يتعلم علوـ الدنيا‪ ،‬يتعلم العلم‬
‫النافع الذي تكوف ثمرتو في القلب وىو العلم باهلل سبحانو وتعالى وأسمائو‬
‫وصفاتو وأفعالو المقتعية لخشيتو ومهابتو وإجبللو‪ ،‬ومحبتو ورجائو ودعائو والتوكل‬
‫عليو ونحو ذلك‪ ،‬فهذا ىو العلم النافع الذي يجب أف نتعلمو أوالً ونتذاكره فيما‬
‫بيننا‪ ،‬قاؿ سيدنا علي ‪" ‬األ أخبركم بالفقيو؟ من لم يقنط الناس من رحمة اهلل‪،‬‬
‫يؤم ُنهم من مكر اهلل‪ ،‬ولم يرخص لهم في معاصي اهلل‪ ،‬ولم يدع القرآف رغبة‬ ‫ولم ِ‬
‫عنو إلى غيره"‪.‬‬
‫"م ْن َرأَى ِمْن ُك ْم ُمْن َك ًرا فَػ ْليُػغَّْيػ ْرهُ بِيَده‪ ،‬فَإ ْف لَ ْم يَ ْستَ ِط ْع فَبِلِ َسانِِو‪ ،‬فَإ ْف لَ ْم‬‫وقاؿ‪َ  :‬‬
‫يد)‪.‬‬ ‫اف‪( .‬رواه مسلم‪ -‬عن أَبو س ِع ٍ‬ ‫ف اإليم ِ‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ض‬‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫يست ِطع فَبَِق ْلبِ ِو‪ ،‬و َذلِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ ْ‬
‫فلهذا علينا أف نقوـ بتعمير المساجد وبالنصيحة واألمر بالمعروؼ والنهي عن‬
‫المنكر بالحكمة مع االكراـ واالطعاـ ونختلط بالناس بالشفقة والرحمة والطيب‬
‫‪23‬‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ ُ ْٓ َ‬
‫قاؿ تعالى‪( :‬وْدوا إَِل ٱىػي ِ ِ‬
‫ب‬ ‫من القوؿ وفي الليل نتوجو الى اهلل بالدعاء لنا ولهم‪.‬‬
‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َٰ‬ ‫َ َۡ ۡ َ ُ ُ ْٓ َ‬
‫َٰ‬
‫ٌَِ ٱىلٔ ِل وْدوا إَِل ِصر ِط ٱۡل ٍِي ِد ‪(.)٢٤‬الحج‪.)ٕٗ-‬‬
‫أعماؿ الهداية النبوية الثبلثة ‪:‬‬
‫قد رغب النبي الكريم ‪ ‬للقياـ بهذه األعماؿ التي ىي سبب من أسباب الهداية‪.‬‬
‫عن ابن عمرو ‪ ‬عن رسوؿ اهلل ‪ ‬قاؿ‪ " :‬إف في الجنة غرفاً‪ ،‬يرى ظاىرىا من‬
‫باطنها‪ ،‬وباطنها من ظاىرىا قالوا‪ :‬لمن يا رسوؿ اهلل؟ قاؿ‪ :‬لمن أطاب الكبلـ‪،‬‬
‫وأطعم الطعاـ‪ ،‬وبات قائماً والناس نياـ"‪( .‬رواه أحمد والبيهقي)‪.‬‬
‫وكاف الصحابة الكراـ ‪ ‬حريصين على أف ال تفوتهم الصبلة فيو‪.‬‬
‫الغدو والرواح لتعمير المسجد بأعماؿ الدعوة من الجهاد في سبيل اهلل تعالى‪:‬‬
‫قاؿ سيدنا أبو الدرداء ‪ " :‬من رأى الغدو والرواح إلى العلم ليس بجهاد فقد‬
‫نقص عقلو ورأيو"‪( .‬أخرجو إبن عبد البر في "جامع بياف العلم" (‪ ،)ٜٔ٘‬مفتاح‬
‫السعادة (ٔ‪.)ٜٔ,ٜٕ-‬‬
‫قاؿ كعب األحبار رحمو اهلل‪ :‬طالب العلم كالغادي الرائح في سبيل اهلل عز وجل‪.‬‬
‫وقاؿ‪ :‬اطلبوا العلم وتواضعوا فيو فإف المبلئكة تتواضع هلل‪( .‬حلية األولياء‬
‫(جٕ‪/‬صٗٗٗ)‪.‬‬
‫استقباؿ طالب العلم واحعار الناس للمسجد والترحيب بو وتعليمو‬
‫واكرامو سنة‪:‬‬
‫عن صفواف بن عساؿ المرادي ‪ ‬عنو قاؿ ‪ :‬أتيت رسوؿ اهلل ‪ ، ‬وىو في‬
‫المسجد متكئ على برد أحمر ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسوؿ اهلل ‪ ،‬إني جئت أطلب العلم‬
‫قاؿ ‪ " :‬مرحبا بطالب العلم‪ ،‬إف طالب العلم لتحفو المبلئكة ‪ ،‬وتظلو بأجنحتها ‪،‬‬
‫ثم يركب بععها بععا حتى يبلغوا السماء الدنيا من حبهم لما يطلب"‪(.‬معرفة‬
‫الصحابة ألبي نعيم األصبهاني (جٓٔ‪/‬صٕ‪.)ٗٙ‬‬

‫‪24‬‬
‫أقواـ يطلبوف‬ ‫سيأتيكم‬ ‫"‬ ‫قاؿ‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫اهلل‬ ‫رسوؿ‬ ‫عن‬ ‫‪‬‬ ‫الخدري‬ ‫وعن أبي ٍ‬
‫سعيد‬
‫ٌ‬
‫العلم‪ ،‬فإذا رأيتموىم فقولوا لهم‪ :‬مرحبًا مرحبًا بوصية رسوؿ اهلل ‪،‬‬
‫واقْػنُوىم"‪ .‬اقْػنُوىم‪ :‬أي علّْموىم‪(.‬ابن ماجو (‪.)ٕٗٚ‬‬
‫‪(:‬خيركم َمن تعلَّم القرآ َف‬
‫عن عثماف بن عفاف ‪ ‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪ُ ‬‬
‫وعلَّمو)‪( .‬البخاري‪.)ٕ٘ٓٚ( ،‬‬
‫ولهذا يجب اف يتعلم المسلم اعماؿ المساجد ويقوـ بها ألنها جزء من حياتو ‪.‬‬
‫فعلينا أف نسارع ونغتم أوقاتنا وأموالنا في ما يسعدنا في الدنيا واآلخرة‪ .‬قاؿ تعالى‪:‬‬
‫َ َّ َ ۡ َ َ ۡ َٰٓ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ٓ ُ ُ ّ َ ۡ َ َ َ َٰ ُ ۡ َ َ َٰ ُّ ۡ َ َ َ‬
‫(وٌا أوح ِيخً ٌَِ َشء فٍتع ٱۡلئة ِ ٱدلجيا وزِينخٓا ِۚ وٌا غِِد ٱّلِلِ خۡي وأبقِۚ‬
‫َََ َ ۡ ُ َ‬
‫أفَل تػلِئن ‪(.)٦٠‬القصص‪.)ٙٓ-‬‬
‫فالنكن جميعاً في مراد اهلل تعالى الذي يرغبنا ويدعونا بنفسو‪ ،‬لنكوف من أبناء اآلخرة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ ۡ َ َ َّ‬ ‫ُ ُ َ ََ َ‬
‫خرة ۗ وٱّلِل غ ِزيز خهِيً‬ ‫فيقوؿ سبحانو‪( :‬ح ِريدون غرض ٱدلجيا وٱّلِل ي ِريد ٱٓأۡل ِ‬
‫َ‬
‫‪( .)٦٧‬األنفاؿ‪.)ٙٚ-‬‬
‫خ َرة ِ َُز ۡد َُلۥ ِف َخ ۡرثِِّۦ َو ٌََ ََك َن يُريدُ‬ ‫َ َ َ ُ ُ َ ۡ َ‬
‫ويقوؿ أيعاَ‪َ ٌَ( :‬كن ي ِريد َ خرث ٱٓأۡل ِ‬
‫ِ‬ ‫َۖ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫خَ‬ ‫ٱدل ۡج َيا ُُ ۡؤحِِّۦ ٌ ِِۡ َٓا َو ٌَا ُ‬
‫ث ُّ‬‫َ ۡ َ‬
‫يب ‪( .)١٪‬الشورى‪.)ٕٓ/‬‬ ‫ٍ‬ ‫ص‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َِ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ة‬‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ٱٓأۡل‬ ‫ِف‬‫ِ‬ ‫ۥ‬ ‫َل‬ ‫خر‬
‫األر ِ‬
‫ض تعيء ألىل السماء‪:‬‬ ‫ي‬‫وت اللَّ ِو فِ‬
‫المساجد بُػيُ ُ‬
‫ْ‬
‫المساجد ىي مأمن الخائفين ورياض التائبين ومنازؿ الصالحين‪.‬‬
‫ض‪،‬‬ ‫األر ِ‬ ‫في‬ ‫وت اللَّ ِ‬
‫و‬ ‫ُ‬ ‫ي‬‫ػ‬‫ب‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫قاؿ‪ :‬الم ِ‬
‫ساج‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫اس‬ ‫ب‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫اب‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫‪،‬‬‫ي‬‫ُّ‬ ‫وأ ْخرج الطَّبرانِ ُّي‪ ،‬والبػيػه ِ‬
‫ق‬
‫ْ‬ ‫ُُ‬ ‫ِ َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫ََ َ‬
‫ض‪.‬‬ ‫األر ِ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ى‬ ‫ِ‬
‫أل‬ ‫ماء‬ ‫الس‬ ‫وـ‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫يء‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ما‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫ماء‬ ‫الس‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ى‬ ‫ِ‬ ‫تُ ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫عيءُ ْ‬
‫أل‬
‫قاؿ‪َ " :‬من‬ ‫اس‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ّْي ‪َ ‬‬ ‫أح َم ُد‪ ،‬والَبػ ّز ُار‪َ ،‬ع ِن ابْ ِن َعبّ ٍ‬ ‫وأ ْخ َر َج ابْ ُن أبِي َشْيبَةَ‪ ،‬و ْ‬
‫الجن َِّة"‪.‬‬ ‫في‬ ‫ا‬‫ت‬‫ي‬ ‫ػ‬‫ب‬ ‫و‬‫ل‬
‫َ‬ ‫و‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫نى‬ ‫ب‬ ‫ها‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫ي‬‫ػ‬‫ب‬ ‫طاة لِ‬
‫ص قَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ل‬
‫َ‬‫و‬ ‫ا‬ ‫د‬
‫ً‬ ‫ِ‬
‫ج‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫بنى لِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ُ َ ًْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫قاؿ‪َ " :‬من بَنى َم ْس ِج ًدا‬‫األو َس ِط“‪َ ،‬ع ْن عائِ َشةَ‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ّْي ‪َ ‬‬ ‫ْ‬ ‫”‬ ‫في‬ ‫ي‬‫ُّ‬ ‫وأ ْخرج الطَّبرانِ‬
‫ََ َ‬
‫ِ‬
‫الجنَّة"‪.‬‬ ‫في‬ ‫ا‬‫ال يُِري ُد بِ ً ُ ْ َ َ ُ ُ َ ًْ‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫ػ‬‫ب‬ ‫و‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫نى‬ ‫ب‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ع‬‫م‬ ‫س‬ ‫وال‬ ‫ياء‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫و‬
‫َ‬

‫‪25‬‬
‫طاف‪:‬‬‫ين ِم َن َّْ‬
‫الشي ِ‬ ‫ص‬‫صن ح ِ‬
‫ٌْ َ ٌ‬ ‫ح‬‫المسجد ِ‬
‫ب‬ ‫اف َك ِذئْ ِ‬ ‫اإلنْس ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫ئ‬
‫ْ‬ ‫الشيطَا َف ِ‬
‫ذ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ف‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫‪":‬‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫و‬‫َف نَبِ َّي اللَّ ِ‬
‫َّ‬ ‫أ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬
‫ل‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ب‬
‫ْ‬
‫َعن مع ِ‬
‫اذ‬ ‫ْ َُ‬
‫اع ِة َوال َْع َّام ِة‬ ‫م‬‫ْج‬ ‫ل‬‫ا‬‫ِ‬
‫ب‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫اب‬ ‫ع‬ ‫ّْ‬
‫الش‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫إ‬‫ف‬ ‫ة‬ ‫اصيةَ والن ِ‬ ‫ِ‬ ‫الْغَنَ ِم يَأْ ُخ ُذ َّ‬
‫ْ َ َ َ ََ ْ ْ ََ َ‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الشاةَ الْ َق َ َ َ‬
‫ي‬ ‫َّاح‬
‫َوال َْم ْس ِج ِد"‪ (.‬مسند أحمد ‪( -‬ج ٘ٗ ‪ /‬ص ٖٔ)‬
‫الم ْس ِج َد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫أف‬ ‫ث‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫د‬ ‫ح‬‫ََ‬‫ت‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ن‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫‪:‬‬ ‫قاؿ‬
‫َ‬ ‫ل‬‫ٍ‬ ‫ق‬ ‫وأ ْخ َر َج ابْ ُن أبِي َشْيبَةَ‪َ ،‬ع ْن َعْب ْ َ ْ َ ْ‬
‫ع‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ب‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫م‬‫ح‬ ‫الر‬
‫َّ‬ ‫د‬
‫طاف"‪( .‬اختيار األولى في شرح حديث اختصاـ المؤل األعلى‬ ‫الشْي ِ‬ ‫ين ِم َن َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ص‬‫صن ح ِ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ح‬‫ِ‬
‫(جٔ‪/‬ص‪.)ٜ‬‬
‫جليس المسجد يجالس اهلل عز وجل‪:‬‬
‫وقاؿ سعيد بن المسيب‪ :‬من جلس في المسجد فإنما يجالس اهلل عز وجل‪:‬‬
‫(اختيار األولى في شرح حديث اختصاـ المؤل األعلى (جٔ‪/‬ص‪.)ٜ‬‬
‫عن كعب قاؿ ‪" :‬قاؿ موسى عليو السبلـ‪ :‬يا رب أقريب أنت فأناجيك أـ‬
‫بعيد فأناديك ؟ فقاؿ لو ‪ :‬يا موسى ‪ ،‬أنا جليس من ذكرني"‪(.‬شعب اإليماف‬
‫للبيهقي ‪( -‬ج ٕ ‪ /‬ص ٕٕٗ)‬
‫وؿ اللَّوُ تَػ َعالَى ‪ ":‬أَنَا ِعْن َد ظَ ّْن َعْب ِدي بِي‬ ‫اؿ النَّبِ ُّي ‪ ‬يَػ ُق ُ‬ ‫اؿ‪ :‬قَ َ‬ ‫َع ْن أَبِي ُى َريْػ َرةَ ‪ ‬قَ َ‬
‫َوأَنَا َم َعوُ إِ َذا ذََك َرنِي فَِإ ْف ذََك َرنِي فِي نَػ ْف ِس ِو ذََك ْرتُوُ فِي نَػ ْف ِسي َوإِ ْف ذََك َرنِي فِي َم ٍَئل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب إِلَ َّي‬ ‫ت إِلَْي ِو ِذ َر ً‬
‫اعا َوإِ ْف تَػ َق َّر َ‬ ‫ب إِلَ َّي بِ ِشْب ٍر تَػ َق َّربْ ُ‬
‫ذََك ْرتُوُ في َم ٍَئل َخْي ٍر مْنػ ُه ْم َوإِ ْف تَػ َق َّر َ‬
‫شي أَتَػْيتُوُ َى ْرَولَةً"‪(.‬صحيح البخاري (جٕٕ‪/‬ص‪.)ٜٗٓ‬‬ ‫اعا وإِ ْف أَتَانِي يم ِ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫ي‬‫ل‬
‫َ‬‫ِ‬‫إ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ب‬
‫ر‬‫َّ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ت‬ ‫ا‬‫اع‬
‫ر‬ ‫ِ‬
‫ذ‬
‫َْ‬ ‫ًَ ْ ْ ًَ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪:‬‬ ‫الوضوء‬
‫ْ‬
‫بعض‬ ‫َّ‬
‫الدعاء‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫الوضوء‬ ‫فعل‬
‫لًۡ‬ ‫َّ َ َٰ ِ َ ۡ ُ ُ ُ َ ُ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ َ َُٓ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫صئا وجْٔ‬ ‫قاؿ اللَّو تعالى‪( :‬يأحٓا ٱَّلِيَ ءأٌِا إِذا قٍ َخً إَِل ٱلصئة فٱؽ ِ‬
‫ٰٓ‬
‫ِخًۡ‬‫ه ۡػ َت ۡي ِإَون ُن ُ‬ ‫ُ ۡ َ ۡ ُ َ ُ ۡ َ ۡ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ۡ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََۡ َ ُ ۡ َ ۡ‬
‫َۡ‬ ‫ِن‬ ‫لً إَِل ٱى‬‫َ‬ ‫وأي ِديلً إَِل ٱلٍراف ِِق وٱمصدٔا َةِرءو ِشلً َوأرجي‬
‫ُ ُ َّ ۡ َ ٰٓ ۡ َ َ َٰ َ َ ۡ َ ٓ َ َ ّ ُ ّ َ ۡ َ ٓ‬ ‫ُ ُ ٗ َ َّ َّ ُ ْ‬
‫جِتا فٱغٓر ِۚوا ِإَون نِخً ٌرَض أو لَع شف ٍر أو جاء أخد ٌِِلً ٌَِ ٱىؾان ِ ِع أو‬
‫ِلًۡ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َٰ َ ۡ ُ ُ ّ َ ٓ َ َ َ ۡ َ ُ ْ َ ٓ ٗ َ َ َ َّ ُ ْ َ ٗ َ ّ ٗ َ ۡ َ ُ ْ‬
‫َتدوا ٌاء فخئٍٍا صػِيدا غيِتا فٱمصدٔا ةٔجْٔ‬ ‫ِ‬ ‫ل ٍَصخً ٱىنِصاء فيً‬
‫ُ ُ ِ ُ َ ّ َ ُۡ‬ ‫ُ ّ ۡ ُ َ ُ ُ َّ ُ َ ۡ َ َ َ َ ۡ ُ ّ ۡ َ َ َ َ‬ ‫ۡ‬
‫لَ يرِيد ِۡلػ ِٓركً‬ ‫َوأي ِديلً ٌِِ ِّۚ ٌا ي ِريد ٱّلِل ِۡلجػو غييلً ٌَِ خرج ول ِ‬
‫َٰ‬
‫َ ُ َّ ۡ َ َ ُ َ َ ۡ ُ ۡ َ َ َّ ُ ۡ َ ۡ ُ ُ َ‬
‫و ِۡلخًِ ُ ِػٍخّۥ غييلً ىػيلً تظهرون ‪( .)٦‬المائدة‪.)ٙ-‬‬

‫‪26‬‬
‫مثل ُوضوئي ىذا ثُ َّم‬ ‫أ‬ ‫َّ‬
‫ض‬ ‫و‬ ‫ػ‬‫ت‬‫ػ‬‫ي‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫وؿ اللَّ‬ ‫رس َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫ت ُ‬ ‫عن عثما َف بن عفا َف ‪ ‬قاؿ ‪َ :‬رأَيْ ُ‬
‫صبلتُوُ َوَم ْشيُوُ إِلى‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ا‬‫ك‬‫َ‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫و‬‫ضأَ ىكذا غُِفر لَوُ ما تَػ َق َّدـ ِمن َذنبِ ِ‬ ‫قاؿ ‪َ " :‬م ْن تَػ َو َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫الم ْس ِج ِد نَافِلَةً"‪(.‬رواه مسلم)‪.‬‬ ‫َ‬
‫ػوء‪،‬‬ ‫ض‬ ‫الو‬ ‫ن‬ ‫ػس‬ ‫َح‬ ‫أ‬‫ف‬
‫َ‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ض‬ ‫و‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ت‬ ‫من‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫رسوؿ اللَّ ِ‬
‫و‬ ‫عن عثما َف بن عفا َف ‪ ‬قاؿ ‪ :‬قاؿ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫تحت أَظفا ِرِه "‪(.‬رواه مسلم)‪.‬‬ ‫َخرجت َخطَاياهُ ِمن جس ِد ِه حتَّى تَ ْخرج ِمن ِ‬
‫َُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ََ‬
‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬ي ُقوؿ ‪ " :‬إِ َّف أ َُّمتي يُ ْد َع ْو َف يَػ ْوَـ‬ ‫سم ْعت َر ُس َ‬ ‫َعن أَبي ُىريْػرَة ‪ ‬قاؿ ‪ِ :‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ليفعل‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫و‪،‬‬ ‫َ‬‫ت‬‫ر‬
‫َّ‬ ‫غ‬
‫ُ‬ ‫يل‬ ‫اع ِمْن ُكم أَ ْف ي ِ‬
‫ط‬ ‫ط‬
‫َ‬ ‫ت‬ ‫اس‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الوضوء‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ا‬‫َ‬‫ث‬‫آ‬ ‫ن‬ ‫القيام ِة غُراً مح َّجلِين ِ‬
‫م‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ّ َ َ ْ‬
‫"‪(.‬متف ٌق عليو)‪.‬‬
‫بلـ َعلَْي ُك ْم َدار قَ ٍوـ‬ ‫ُ‬ ‫الس‬
‫َّ‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫اؿ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ػ‬‫ف‬
‫َ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫المقبر‬ ‫ى‬ ‫َ‬‫ت‬‫َ‬
‫أ‬ ‫‪‬‬ ‫َف رسوؿ اللَّ ِ‬
‫و‬ ‫َع ْن أَبِي ُى َريْػ َرةَ ‪ ‬أ َّ ُ‬
‫ت أَنَّا قَ ْد رأَيْػنَا إِ ْخوانَػنَا " ‪ :‬قَالُوا ‪:‬‬ ‫ْ ُ‬ ‫د‬ ‫ود‬‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫و‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الح‬ ‫م‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ِ‬‫ب‬ ‫و‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫اء‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ا‬‫َّ‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫إ‬‫و‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫ني‬ ‫ِ‬
‫م‬‫ُم ْؤ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ّذين لَم يَأْتُوا‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ا‬‫ن‬
‫َ‬ ‫ػ‬
‫ُ‬‫ن‬‫ا‬‫و‬ ‫خ‬‫ْ‬ ‫إ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ابي‬ ‫ح‬ ‫َص‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ػ‬‫ن‬
‫ْ‬‫َ‬‫أ‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫قاؿ‬ ‫؟‬ ‫ك يا رسوؿ اللَّ ِ‬
‫و‬ ‫أَولَ ْسنَا إِ ْخوانَ َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ك يا رسوؿ اهلل ؟ فقاؿ ‪ " :‬أ ََرأَيْ َ‬ ‫ؼ َم ْن لَ ْم يَأْتُوا بَػ ْع ُد من أ َُّمتِ َ‬ ‫بعد " قالوا ‪ :‬كيف تَػ ْع ِر ُ‬
‫ؼ َخْيػلَوُ ؟ "‬ ‫ري َخْي ٍل ُد ْى ٍم بِ ْه ٍم ‪ ،‬أَال ْيع ِر ُ‬ ‫ظه ْ‬ ‫حجلَةٌ ْبي َن ْ‬ ‫َف َر ُجبل لوُ َخْي ٌل غُّّر ُم َّ‬ ‫لَْو أ َّ‬
‫وء ‪ ،‬وأَنَا‬ ‫ضِ‬ ‫حجل َ َ ُ ُ‬
‫الو‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ين‬ ‫ِ‬ ‫اؿ ‪" :‬فَِإنَّػ ُه ْم يأْتُو َف غُِّرا َم َّ‬ ‫رسوؿ اللَّ ِو ‪ ،‬قَ َ‬ ‫قَالُوا ‪ :‬بلَى يا ُ‬
‫اؿ أُنَ ِادي ِه ْم‬ ‫اد الْبَ ِع ُير َّ‬
‫الع ُّ‬ ‫ضي َك َما يُ َذ ُ‬ ‫اؿ َعن حو ِ‬
‫ض أََال لَيُ َذ َاد َّف ِر َج ٌ ْ َ ْ‬ ‫الحو ِ‬
‫فرطُُه ْم على ْ‬ ‫َ‬
‫وؿ ُس ْح ًقا ُس ْح ًقا"‪(" .‬رواه مسلم)‪.‬‬ ‫اؿ إِنَّػ ُه ْم قَ ْد بَ َّدلُوا بَػ ْع َد َؾ فَأَقُ ُ‬ ‫أََال َىلُ َّم فَػيُػ َق ُ‬
‫يماف "‬‫وؿ اللَّ ِو ‪" : ‬الطُّ ُهور َشطْر ا ِإل ِ‬ ‫ُ‬ ‫رس‬ ‫قاؿ‬
‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫اؿ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫ي‬
‫ّْ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ع‬‫ش‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫أل‬ ‫ا‬ ‫وعن أَبي م ٍ‬
‫الك‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬
‫(رواه مسلم)‪.‬‬
‫قوة الوضوء ‪:‬‬
‫يتوضأُ فَػيُْبلِ ُغ أَو‬
‫َحد َّ‬ ‫اؿ ‪ " :‬ما ِمْن ُكم ِمن أ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫ي‬
‫ّْ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫َّ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫ع‬ ‫‪‬‬ ‫اب‬‫ِ‬ ‫َّ‬
‫عن عُ َمر بْ ِن ال َخط‬
‫ْ ْ‬ ‫ْ‬
‫يك لوُ‪ ،‬وأَ ْشه ُد أ َّ‬
‫َف‬ ‫وح َده ال َشر َ‬ ‫اؿ ‪ :‬أَ ْشه ُد أَ ْف ال إِلو إِالَّ اللَّو ْ‬ ‫وء ثُ َّم قَ َ‬ ‫ض‬
‫ُ‬ ‫الو‬ ‫غ‬‫ُ‬ ‫فَػيُسبِ‬
‫ْ ُ َ‬
‫شاء "‬ ‫ها‬ ‫ي‬‫َ‬‫أ‬ ‫ن‬ ‫حم ًدا عب ُده ورسولُو ‪ ،‬إِالَّ فُتِحت لَو أَبواب الجن َِّة الثَّمانِيةُ ي ْد ُخل ِ‬
‫م‬
‫َ‬ ‫ّْ‬ ‫َ َ َ ُ ْ‬ ‫َ ُ ْ ُ‬ ‫ُم َّ ْ ُ َ ُ‬
‫‪(.‬رواه مسلم)‪ .‬الوضوء يفتح أبواب الجنة الثمانية‪ ،‬فأقوى شيء عند اهلل األعماؿ‬
‫ين" ‪.‬‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫ه‬
‫ّْ‬ ‫ط‬
‫َ‬ ‫ت‬ ‫الم‬ ‫ن‬ ‫َّوابِين واجعلْني ِ‬
‫م‬ ‫َّ‬ ‫ػ‬‫ت‬‫ال‬ ‫من‬ ‫ْني‬
‫ل‬ ‫ع‬‫اج‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫الصالحة‪ .‬وزاد الترمذي ‪ " :‬الل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬

‫‪27‬‬
‫فعل األذاف ‪:‬‬
‫ْوؿ الن ِ‬
‫َّاس‬ ‫وؿ ‪ " :‬الػ ُمؤذّْنُو َف أَط ُ‬ ‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬يَػ ُق ُ‬ ‫رس َ‬‫ُ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫عن ُمعا ِويةَ ‪ ‬قَاؿ ‪ْ :‬‬
‫سم‬ ‫ْ‬
‫صعةَ‬ ‫ع‬ ‫ص‬ ‫َبي‬ ‫أ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫الر‬
‫َّ‬ ‫يامة "‪(.‬رواه مسلم)‪ .‬وعن َعب ِد اللَّو ب ِن ِ‬
‫عبد‬ ‫الق ِ‬ ‫أ ْعنَاقاً يوـ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫ت في‬ ‫ْباديةَ فِإذا ُكْن َ‬ ‫ب الْغَنَم وال ِ‬ ‫اؾ تُ ِح ُّ‬ ‫اؿ لَوُ ‪ " :‬إني أر َ‬ ‫ي ‪ ‬قَ َ‬ ‫يد ال ُخ ْد ِر ّْ‬‫سع ٍ‬‫أَف أَبا ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ك بالنّْ َد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك أَو ِ‬
‫باديَتِ َ‬ ‫ِ‬
‫سمع َم َدى‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫و‬‫َّ‬
‫ن‬ ‫إ‬‫ف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫اء‬ ‫ت‬
‫َ‬‫و‬ ‫ص‬
‫ْ ْ َْ َ‬ ‫ع‬ ‫ف‬
‫َ‬‫ار‬‫ف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫للصبلة‬ ‫ت‬ ‫ك فَأَذَّنْ َ‬ ‫غَنَم َ ْ‬
‫ت المؤذّْف ِج ُّن ‪ ،‬وال إِنْس ‪ ،‬وال َشيء‪ ،‬إِالَّ َش ِهد لَوُ يوـ ال ِْقيام ِة " قاؿ أبو ٍ‬
‫سعيد‬ ‫صو ِ‬
‫َْ َ‬ ‫ٌ َ ٌْ‬ ‫ْ ُ‬
‫وؿ اللَّ ِو ‪( . ‬رواه البخاري)‪.‬‬ ‫‪َ :‬س ِم ْعتُوُ ِم ْن ر ُس ِ‬
‫َ‬
‫ب‬‫مع النّْداءَ ‪ :‬اللَّ ُه َّم َر َّ‬ ‫اؿ ‪ " :‬من قَاؿ ِ‬ ‫وؿ اللَّ ِ‬ ‫عن جاب ٍر ‪ ‬أ َّ‬
‫يس ُ‬ ‫ْ‬ ‫ين‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ق‬ ‫‪‬‬ ‫و‬ ‫َف َر ُس َ‬ ‫ْ‬
‫عيِلَة‪ ،‬وابْعثْ ُو‬ ‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ْوس‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫د‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫آت‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫مة‬ ‫ِ‬‫ائ‬‫ق‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ِ‬
‫بلة‬ ‫الص‬
‫َّ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫َّام‬
‫َّ‬ ‫ت‬‫ال‬ ‫ِ‬
‫عوة‬ ‫َّ‬
‫الد‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ىذ‬‫ِ‬
‫َُ‬
‫ت لَو َش َفاعتي يوـ ال ِْق ِ‬
‫يامة"‪(.‬رواه البخاري)‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫وع ْدتَو ‪ ،‬حلَّ ْ ُ‬ ‫مح ُموداً الَّذي َ‬ ‫م َق ًاما ْ‬
‫المؤذّْ َف‬ ‫مع‬ ‫يس‬ ‫ين‬ ‫ح‬‫اؿ‪ " :‬من قَاؿ ِ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫َّ‬
‫ن‬‫َ‬‫أ‬ ‫‪‬‬ ‫النبي‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬
‫اص‬ ‫َّ‬
‫ق‬ ‫و‬ ‫َبي‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫د‬‫عن سع ِ‬
‫َ ْ ُ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َْ‬
‫يت‬
‫رض ُ‬ ‫عب ُدهُ ورسولُوُ ‪ِ ،‬‬ ‫وحدهُ ال َشريك لوُ ‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫‪ :‬أَ ْش َهد أَ ْف ال إِلو إِالَّ اللَّو ْ‬
‫حمداً ْ َ ُ‬ ‫َف ُم َّ‬
‫بلـ ِدينًا ‪ ،‬غُِفر لَوُ َذنْػبُوُ "‪(.‬رواه مسلم)‪.‬‬ ‫بم َح َّم ٍد َر ُسوالً ‪ ،‬وبا ِإل ْس ِ‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ب‬
‫ر‬
‫ِّ‬ ‫بِاللَّ ِ‬
‫و‬
‫ذاف وا ِإل ِ‬
‫قامة‬ ‫رد بين األَ ِ‬ ‫الد َعاءُ ال يُ ُّ‬ ‫وؿ اللَّ ِو ‪ُّ " : ‬‬ ‫رس ُ‬ ‫ع ْن أَنَ ٍ‬
‫اؿ ‪ :‬قَاؿ ُ‬ ‫س ‪ ‬قَ َ‬
‫"‪(.‬رواه أبو داود والترمذي وقاؿ ‪ :‬حديث حسن)‪.‬‬
‫الحث للذىاب إلى المساجد للدعوة والصبلة فيها وفعل الخيرات‪:‬‬
‫ٱف َػئُا ْ ۡ َ‬
‫ٱۡل ۡۡيَ‬ ‫َ ۡ ُ ُ ْ َ َّ ُ ۡ َ ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ َ ُ ْ ۡ َ ُ ْ‬
‫يأحٓا ٱَّلِيَ ءأٌِا ٱرنػٔا وْۤاوُدُجۡسٱ وٱختدوا ربلً و‬‫قاؿ تعالى‪ٰٓ ( :‬‬
‫َ َ َّ ُ ۡ ُ ۡ ُ َ‬
‫ىػيلً تفيِدٔن۩ ‪(.)٧٧‬سورة الحج ‪.)ٚٚ-‬‬
‫ثواب الذىاب إلى المسجد للدعوة وللصبلة وحلقات العلم ثواب كبير وفعل‬
‫عميم‪ .‬وسبب في زيادة الحسنات ومحو السيئات‪ :‬عن أبي ىريرة ‪ ‬عن النبي‬
‫ضوء ‪ ،‬ثم خرج عامدا إلى الصبلة ‪ ،‬فإنو في‬ ‫الو َ‬‫فأحسن ُ‬
‫َ‬ ‫‪ ‬قاؿ ‪" :‬من توضأ‬
‫صبلة ما كاف يَػ ْع ِمد إلى صبلة ‪ ،‬وإنو يُكتَب لو بإحدى ُخطوتيو حسنة‪ ،‬ويُ ْم َحى عنو‬
‫أعظمكم أجرا أبع ُدكم‬
‫باألخرى سيئة ‪ ،‬فإذا سمع أح ُدكم اإلقامة فبل يَ ْس َع ‪ ،‬فإف َ‬
‫‪28‬‬
‫دارا ‪ ،‬قالوا ‪ :‬لِ َم يا أبا ىريرة؟ قاؿ ‪ :‬من أجل كثرة ال ُخطَا"‪(.‬الموطأ ٔ‪ ٖٖ/‬صحيح‬
‫الترغيب والترىيب ٔ‪.)ٖٚ/‬‬
‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬يَا أَبَا َذ ٍّر َألَ ْف تَػ ْغ ُد َو فَػَتػ َعلَّ َم آيَةً ِم ْن‬ ‫اؿ لِي َر ُس ُ‬ ‫اؿ‪ :‬قَ َ‬ ‫َع ْن أَبِي َذ ٍّر ‪ ‬قَ َ‬
‫صلّْ َي ِمائَةَ َرْك َع ٍة َوَألَ ْف تَػغْ ُد َو فَػَتػ َعلَّ َم بَابًا ِم ْن ال ِْعل ِْم عُ ِم َل‬‫َ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬‫كِ‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ر‬‫ػ‬
‫ٌْ‬‫ي‬‫خ‬‫َ‬ ‫اب اللَّ ِ‬
‫و‬ ‫ِ‬ ‫كَِ‬
‫ت‬
‫ْف َرْك َع ٍة"‪(.‬سنن ابن ماجو (جٔ‪/‬صٕٗ٘)‪.‬‬ ‫صلّْ َي أَل َ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬‫كِ‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ػ‬‫ي‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫م‬‫ع‬ ‫ػ‬‫ي‬ ‫م‬‫َ‬‫ل‬ ‫َو‬
‫أ‬ ‫بِِ‬
‫و‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ ُْ َ ْ ٌْ‬
‫ِ‬
‫المسجد‪:‬‬ ‫الرحمة الربانية تتوجو لمن تَػ َوضء في بيتو وتوجو الى‬
‫وءهُ‬ ‫ض‬‫ُ‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫س‬‫ضأُ أَح ٌد فَػيح ِ‬ ‫َّ‬ ‫و‬ ‫ػ‬‫ت‬
‫َ‬‫ػ‬‫ي‬ ‫ال‬‫َ‬ ‫‪":‬‬ ‫‪‬‬ ‫وؿ اللَّ ِ‬
‫و‬ ‫اؿ َر ُس ُ‬ ‫وؿ ‪ :‬قَ َ‬ ‫عن ابي ُى َريْػ َرةَ ‪ ‬يَػ ُق ُ‬
‫ََ َ ُ ُ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ويسبِغُوُ ثُ َّم يأْتِي الْمس ِج َد َال ي ِري ُد إَِّال َّ ِ ِ‬
‫ش اللَّوُ بِو َك َما يَػتَبَ ْشبَ ُ‬
‫ش‬ ‫الص َبلةَ فيو إَِّال تَػبَ ْشبَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫َُ ْ‬
‫ب بِطَل َْعتِ ِو"‪(.‬مسند أحمد ‪( -‬ج ‪ / ٔٙ‬ص ٔ‪)ٕٙ‬‬ ‫أ َْى ُل الْغَائِ ِ‬
‫مسلم المساج َد للصبلة‬ ‫رجل‬ ‫َّ‬
‫ٌ‬ ‫عن أبي ىريرة ‪ ‬عن النبي ‪ ‬قاؿ‪" :‬ما توط َن ٌ‬
‫أىل الغائب بغائبهم إذا قَ ِد َـ عليهم"‪.‬‬ ‫ش ُ‬ ‫ش اهللُ لو‪ ،‬كما يَػتَبَ ْشبَ ُ‬ ‫الذكر‪ ،‬إال تَػبَ ْشبَ َ‬ ‫و ّْ‬
‫(حديث حسن‪ -‬رواه ابن ماجو وأحمد)‪.‬‬
‫الذكر فيها ويداوـ على ذلك‪ ،‬فإف‬ ‫المسلم الذي يلتزـ حعور المساجد للصبلة و ّْ‬
‫اهلل تعالى يتبشبش لو‪ ،‬ويفرح بو‪ ،‬كما يفرح أىل الغائب بقدوـ غائبهم‪ ،‬ويجب‬
‫إثبات ىذه الصفة هلل تعالى من غير تحريف وال تعطيل ومن غير تكييف وال‬
‫تمثيل‪ ،‬ىذا مع العلم أف البشبشة من لوازمها الرأفة والرحمة‪( .‬واهلل أعلم)‪.‬‬
‫للعب ِد‪ ،‬وتَػلَّْقيَو‬ ‫ضي ِ‬
‫ة‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫الم‬ ‫ِ‬
‫األفعاؿ‬ ‫إظهار‬ ‫‪:‬‬‫معناه‬ ‫في‬ ‫ل‬ ‫شم‬ ‫ي‬ ‫و‬‫َ‬‫ن‬‫بحا‬ ‫س‬ ‫ِ‬
‫اهلل‬ ‫ن‬ ‫م‬‫والتَّب ْشبش ِ‬
‫ُْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫حمة‪ ،‬وىذا كسائ ِر ما‬ ‫الر ِ‬ ‫فة و َّ‬ ‫بالرأْ ِ‬
‫غم َره َّ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ببِّْره‪ ،‬وتَقريبو وإ ْكرامو‪ ،‬وأ ْف يػوفّْػ َقو للطَّ ِ‬
‫اعة‬
‫َُ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫بين َخل ِْقو؛‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫بين‬ ‫ا‬‫ك‬‫ً‬‫ر‬ ‫ػ‬‫ت‬‫ش‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫مم‬
‫َّ‬ ‫و؛‬ ‫أوصاؼ ذاتِو وفِعلِ‬‫ِ‬ ‫ن‬ ‫جل ِذ ْكره بو ِ‬
‫م‬ ‫َّ‬ ‫اهلل‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫وِ‬
‫ص‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تكييف وال تَ ٍ‬
‫مثيل‬ ‫ٍ‬ ‫بح ْك ِمو من غير‬ ‫ليق ُ‬ ‫ص ِفو ويَ ُ‬ ‫ص ُّح في َو ْ‬ ‫فيكو ُف لو منو معناه الَّذي ي ِ‬
‫َ‬
‫الغائب بطَلْعتِو"‪ ،‬أي‪ :‬بغائبِهم إذا قَ ِد َـ عليهم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ش ْأى ُل‬ ‫بالمخلوقين‪" ،‬كما يَػتَبَ ْشبَ ُ‬
‫َ‬
‫اإلقباؿ عليو‪ ،‬وىو ِمن معنى البَشاش ِة ال ِمن‬ ‫سرةُ بو و ُ‬ ‫الم َّ‬ ‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫ِ‬
‫باإلنساف‬ ‫ش‬‫والتَّبَ ْشبُ ُ‬
‫ل ْف ِظها‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫إعداد النُّزؿ في الجنة لعمار المساجد ‪:‬‬
‫َع َّد اللَّو‬
‫اح‪ ،‬أ َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫عن أَبي ىريرَة ‪ ‬أ َّ‬
‫المسجد أ َْو َر َ‬ ‫ْ‬ ‫لى‬ ‫"م ْن غَدا إ‬ ‫اؿ‪َ :‬‬ ‫النبي ‪ ‬قَ َ‬
‫َف َّ‬
‫اح"‪ُ ( .‬متَّػ َف ٌق عليو)‪.‬‬ ‫ر‬ ‫َو‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫د‬‫َ‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫ً‬ ‫ز‬ ‫ػ‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫لوُ في الجن ِ‬
‫َّة‬
‫ْ ََ‬ ‫َ ُ َ‬
‫وقاؿ‪ :‬ابن رجب رحمو اهلل في فتح الباري‪ :‬الغدو‪ :‬يكوف من أوؿ النهار‪،‬‬
‫والرواح‪ :‬يكوف من آخره بعد الزواؿ ‪ ،‬وقد يعبر بأحدىما َعن الخروج‬
‫والمشي‪ ،‬سواء َكا َف قَػ ْب َل الزواؿ أو بعده ‪ ،‬كما فِي قولو ‪ ‬فِي الجمعة‪( :‬من‬
‫راح فِي الساعة األولى فكأنما قرب بدنة) َعلَى َما حملو َعلِ ِيو جمهور العلماء‪.‬‬
‫الح ِديْث‪ :‬أف من خرج إلى المسجد للصبلة فإنو زائر اهلل تعالى ‪ ،‬واهلل‬ ‫ومعنى َ‬
‫يعد لَوُ نزالً من المسجد‪ُ ،‬كلَّ َما انطلق إلى المسجد‪ ،‬سواء َكا َف فِي أوؿ النهار‬
‫أو فِي آخره‪ .‬والنزؿ‪ُ :‬ى َو َما يعد للعيف ِع ْن َد نزولو من الكرامة والتحفة‪.‬‬
‫قاؿ‪" :‬من تَطَ َّهر في بػ ْيتِ ِو‪ ،‬ثُ َّم معى إِلى ْبي ٍ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫َف النَّبِ َّي ‪َ َ ْ َ َ ‬‬ ‫و َع ْن أَبِي ُى َريْػ َرَة ‪ ‬أ َّ‬
‫ط‬‫ت ُخطُواتُوُ‪ ،‬إِ ْح َداىا تَ ُح ُّ‬ ‫ض اللَّ ِو‪ ،‬كانَ ْ‬ ‫عةً ِم ْن فَرائِ ِ‬ ‫ع َي فَ ِري َ‬ ‫وت اللَّ ِو‪ ،‬لِيػ ْق ِ‬
‫َ‬
‫ِمن بػي ِ‬
‫ْ ُُ‬
‫َخ ِطيئَةً‪ ،‬واألُ ْخرى تَػ ْرفَ ُع َد َر َجةً"‪( .‬رواه مسلم)‪.‬‬
‫ساج ِد بالنور‬ ‫بشارة عظيمة من النبي ‪ ‬لمن مشى في ظُلْم ِة اللَّْي ِل إلى الم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫التاـ يوـ القيامة‪:‬‬
‫اج ِد‬
‫"بشروا الم َشائِين في الظُّلَ ِم إِلى المس ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫اؿ‪ّْ :‬‬ ‫عن بُػ َري َد َة ‪ ‬عن النَّبِ ّْي ‪ ‬قَ َ‬
‫يام ِة"‪( .‬رواه أبُو داود والترمذي ‪.)ٔٓ٘ٛ/ٙ-‬‬ ‫َّاـ يػوـ ِ‬
‫الق‬ ‫ّْ‬ ‫ت‬‫ال‬ ‫النور‬‫ِ‬‫ب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫داء َع ِن النَّبِ ّْي ‪‬‬ ‫الدر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وأ ْخ َر َج ابْ ُن أبِي َش ْيبَةَ‪ ،‬والطَّبَران ُّي‪ ،‬والبَػ ْيػ َهق ُّي‪َ ،‬ع ْن أبِي َّ ْ‬
‫يام ِة" ‪.‬‬ ‫ساج ِد آتاهُ اللَّوُ نُورا يػوـ ِ‬
‫الق‬ ‫قاؿ‪" :‬من مشى في ظُلْم ِة اللَّْي ِل إلى الم ِ‬
‫ً َْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ين إلى‬ ‫ج‬‫ش ِر الم ْدلِ ِ‬ ‫ّْ‬ ‫"ب‬ ‫‪:‬‬ ‫قاؿ‬
‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫ي‬
‫ّْ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫َّ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬‫ة‬
‫َ‬ ‫ُمام‬‫أ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ُّ‬ ‫وأ ْخرج الطَّبرانِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ‬
‫اس وال يَػ ْف َزعُو َف"‪.‬‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ز‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫ػ‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫القيام ِ‬
‫ة‬ ‫ساج ِد في الظُّلَ ِم بِمنابِر ِمن نُوٍر يػوـ ِ‬ ‫الم ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬

‫‪31‬‬
‫يل اللَّ ِو تعالى ‪:‬‬ ‫الرواح إلى المس ِج ِد ِمن ِ‬
‫الج ِ‬
‫هاد في َسبِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫الغُ ُد ُّو و َّ ُ‬
‫أخرج الطبراني بإسناده عن أبي أمامة ‪ ‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪ " : ‬الْغُ ُد ُّو‬
‫يل اللَّ ِو تَػ َعالَى"‪( .‬تفسير األلوسي‬ ‫ْج َه ِاد فِي َسبِ ِ‬ ‫اج ِد ِمن ال ِ‬ ‫الرواح إِلَى الْمس ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َو َّ َ ُ‬
‫(ج‪/ٚ‬ص ٕ‪ .)ٔٛ‬مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ‪( -‬ج ٔ ‪ /‬ص ٕٓ٘)‪.‬‬
‫اح‬ ‫ر‬ ‫َو‬ ‫أ‬ ‫ا‬‫د‬‫َ‬ ‫َ‬‫غ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫وؿ‬
‫ُ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ػ‬‫ي‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ك‬‫َ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫الر‬
‫َّ‬ ‫َف أَبا ب ْك ِر بن َعب ِ‬
‫د‬ ‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ٍ‬
‫ر‬ ‫ك‬
‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫َع ْن ُسم ٍّي َم ْولَى أَبِ‬
‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إِلَى ال َْم ْس ِج ِد َال يُِري ُد غَْيػ َرهُ لِيََتػ َعلَّ َم َخْيػ ًرا أ َْو لِيُػ َعلّْ َموُ ثُ َّم َر َج َع إِلَى بَػْيتِ ِو َكا َف َكال ُْم َج ِاى ِد‬
‫يل اللَّ ِو َر َج َع غَانِ ًما "‪ (.‬موطأ مالك‪( -‬جٕ‪/‬صٗ)‪.‬‬ ‫فِي َسبِ ِ‬
‫ت إَِّال لِ َخْي ٍر‬ ‫اؿ رسو ُؿ اللَّ ِو ‪ ": ‬من جاء مس ِج ِدي َى َذا لَم يأْ ِ‬
‫َْ‬ ‫َْ َ ََ ْ‬ ‫اؿ‪ :‬قَ َ َ ُ‬ ‫َع ْن أَبِي ُى َريْػ َرَة ‪ ‬قَ َ‬
‫ك فَػ ُه َو بِ َمْن ِزلَِة َر ُج ٍل‬ ‫اء لِغَْي ِر َذلِ َ‬ ‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬‫و‬ ‫َ‬
‫يل اللَّ ِ‬
‫و‬ ‫ِ‬ ‫يَػَتػ َعلَّموُ فَػ ُهو بِمْن ِزلَِة الْم َج ِاى ِد فِي َسبِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ َ‬
‫اع غَْي ِرِه"‪(.‬مسند أحمد (ج‪/ٜٔ‬صٗ‪(،)ٜ‬شعب اإليماف للبيهقي (جٗ‪/‬صٕٕٓ)‪.‬‬ ‫يَػْنظُُر إِلَى َمتَ ِ‬
‫ْج ُم َع ِة‬
‫اش إِلَى ال ُ‬ ‫اعةَ بْ ِن َرافِ ٍع َوأَنَا َم ٍ‬ ‫اؿ لَ ِح َقنِي َعبَايَةُ بْ ُن ِرفَ َ‬ ‫َع ْن يَ ِزي َد بْ ِن أَبِي َم ْريَ َم قَ َ‬
‫وؿ اللَّ ِو‬‫اؿ َر ُس ُ‬ ‫وؿ ‪ :‬قَ َ‬ ‫س يَػ ُق ُ‬ ‫ت أَبَا َعْب ٍ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫س‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫يل‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ذ‬‫ِ‬ ‫اؾ َى‬ ‫اؿ أَبْ ِش ْر‪ ،‬فَِإ َّف ُخطَ َ‬ ‫فَػ َق َ‬
‫َ‬
‫يل اللَّ ِو فَػ ُه َما َح َر ٌاـ َعلَى النَّا ِر"‪) .‬سنن الترمذي‬ ‫ت قَ َد َماهُ فِي َسبِ ِ‬ ‫‪َ " : ‬م ْن ا ْغَبػ َّر ْ‬
‫(ج‪/ٙ‬ص‪ .)ٔٚٛ‬وذكر َمالِك رحمو اهلل فِي ( الموطأ) َعن سمي َم ْولَى أَبِي بَ ْكر‬
‫‪ ،‬أف أبا بَ ْكر بْن َع ْبد الرحمن َكا َف يَػ ُقوؿ ‪ :‬من غدا أو راح إلى المسجد ال يريد‬
‫غيره ‪ ،‬ليعلم خيراً أو يتعلمو‪ ،‬ثُ َّم رجع إلى بيتو ‪َ ،‬كا َف كالمجاىد فِي سبيل اهلل ‪،‬‬
‫لمكانت المساجد في األرض وىي بيوت اهلل أضافها اهلل إلى نفسو تشريفاً‬
‫لها‪ ،‬وتعلقت قلوب المحبين هلل عز وجل بها‪ ،‬لنسبتها إلى محبوبهم‪،‬‬
‫ينها مدحهم اهلل َفي كتابو المجيد‬ ‫َ‬ ‫وانقطعت إلى مبلزمتها إلظهار ذكره َ فيها‪ ،‬ح‬
‫ِيٓا ۡ‬ ‫ۡ‬
‫ّلِل أن حُ ۡرف َع َو ُيذن َر ف َ‬ ‫َ‬ ‫فقاؿ سبحانو وتعالى‪ِ( :‬ف ُب ُئت أذ َِن ٱ َّ ُ‬
‫ٱش ٍُ ُّۥ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُۡ ِ‬ ‫َُ ُّ َ‬
‫ۡ َ َٰ َ َ َ ۡ ٌ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِجرة وَّل بيۡع ُغَ‬ ‫َّ‬ ‫ٱٓأۡلصا ِل ‪ َ٣٦‬رِجال َّل حي ِٓي ًِٓ ح‬ ‫ٓ‬ ‫يصۡتِح َلۥ فِيٓا ةِٱىؾد َوِ و‬
‫ب فِيِّ ٱى ُلئبُ‬ ‫ٔن يَ ۡٔ ٌٗا َت َخ َلي ُ‬ ‫َّ َٰ َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َٰ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ْ‬ ‫اف‬
‫ُ‬ ‫ذ ِۡن َ ِر ٱّلِلِ ِإَوكام ٱلصئة ِ ِإَويخ َاءِ ٱلزنٔة ِ َي‬
‫َ َّ‬
‫ٱّلِلُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫َ ۡ َ ُ ُ َّ ُ ۡ َ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َٰ‬ ‫َ ۡ َ‬
‫وٱۡلةصر ‪ِۡ ٓ ٣٧‬لج ِزيًٓ ٱّلِل أخصَ ٌا غ ٍِئا وي ِزيدًْ ٌَِ فظيِِّۗۦ و‬
‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َۡ ُ ُ َ ََ ُ َ‬
‫خصاب ‪( .)٣٨‬النور‪.)63-63/‬‬ ‫ۡي ِ‬ ‫يرزق ٌَ يظاء ةِؾ ِ‬
‫‪31‬‬
‫وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والبيهقي في الشعب عن سهل بن سعد ‪.‬‬
‫أف رسوؿ اهلل ‪ ‬قاؿ‪ " :‬رباط يوـ في سبيل اهلل خير من الدنيا وما عليها"‪.‬‬
‫أسرع كرة وأعظم غنيمة؟‬
‫تعمير المسجد ولو لوقت قليل يعتبر أسرع كرة وأعظم غنيمة ‪ ،‬عن أبي ىريرة‬
‫‪‬قاؿ‪ :‬بعث رسوؿ اهلل ‪ ‬بعثا فأعظموا الغنيمة وأسرعوا الكرة‪ ،‬فقاؿ رجل‬
‫‪ :‬يا رسوؿ اهلل ‪ ،‬ما رأينا بعثا قط أسرع كرة ‪ ،‬وال أعظم منو غنيمة من ىذا‬
‫البعث ‪ ،‬فقاؿ‪" :‬أال أخبركم بأسرع كرة منو ‪ ،‬وأعظم غنيمة؟ رجل توضأ في‬
‫بيتو فأحسن وضوءه ‪ ،‬ثم تحمل إلى المسجد فصلى فيو الغداة‪ ،‬ثم عقب‬
‫بصبلة العحوة‪ ،‬فقد أسرع الكرة‪ ،‬وأعظم الغنيمة"‪(.‬مسند أبي يعلى الموصلي‬
‫(جٖٔ‪/‬ص‪ ٖٓٛ‬ورجالو رجاؿ الصحيح‪،‬مجمع الزوائدٕ‪.)ٜٗٔ/‬‬
‫رجعنا من الجهاد األصغر إلى الجهاد األكبر‪:‬‬
‫الجهاد جهاداف‪ :‬صغير‪ ،‬وكبير‪ .‬فالصغير مجاىدة الكفار‪ ،‬والكبير مجاىدة النفس‪.‬‬
‫وعلى ذلك دؿ قولو ‪ " :‬رجعنا من الجهاد األصغر إلى الجهاد األكبر " وإنما‬
‫كاف مجاىدة النفس أعظم ‪ ،‬أل ّف من جاىد نفسو فقد جاىد الدنيا ‪ ،‬ومن غلب‬
‫فخص مجاىدة النفس بالدرجات تعظيماً لها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الدنيا ىانت عليو مجاىدة العدا ‪،‬‬
‫(تفسير البحر المحيط (ج ٗ ‪ /‬ص ٖٕٗ)‪ (،‬رواه البيهقي من حديث جابر‪.)‬‬
‫شهادة ربانية لعمار المساجد‪:‬‬
‫الكبرى‬ ‫ۡ‬ ‫قد شهد اهلل لمن يعمر المساجد حسيا ومعنويا بااليماف ووعده بالجائزة‬
‫َّ َ َ ۡ ُ ُ َ َ َٰ َ َّ َ ۡ َ َ َ َّ‬
‫ٱّلِلِ َوٱۡلَ َ ۡٔمِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫جد َّٱّلِلِ ٌَ َءاٌَ ة ِ‬‫سۡ ِ‬ ‫الهداية‪ .‬قاؿ َتعالى‪ َ ( :‬إِجٍا َحػٍر َ ٌ‬
‫َّ َٰ َ َ ۡ َ َ‬ ‫َ‬ ‫وىي‬
‫َّ َ َ َ ٰٓ ْ ٰٓ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ َٰ َ‬
‫خ ِر وْأكام ۡٱلصئة وءاَت ٱلزنٔة ولً َيض إَِّل ٱّلِلَۖ فػَس أولهِم أن‬ ‫ٱٓأۡل ِ‬
‫يَ ‪(.)١٨‬التوبة‪.)ٔٛ-‬‬ ‫لُُٔٔا ٌ ََِ ٱل ٍُ ۡٓ َخ ِد َ‬‫َ ُ‬
‫ي‬

‫‪32‬‬
‫َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َُْ َ َ َ ُ ُ ْ َ ۡ‬
‫َس أن‬‫لهِم أن يلُٔٔا ٌَِ ٱلٍٓخ ِديَ)‪َ .‬ك َقولو لنَبِيّْو ‪( :‬غ ٰٓ‬
‫ْ‬ ‫قولو تعالى ‪( :‬أو ٰٓ‬
‫َّ‬ ‫َ ۡ َ َ َ َ ُّ َ َ َ ٗ َّ ۡ ُ ٗ‬
‫قاما‬
‫ك َم ً‬ ‫ك َسيَْبػ َعثُ َ‬
‫وؿ‪ :‬إف َربَّ َ‬ ‫حتػثم ربم ٌلاٌا َّمٍٔدا ‪(.) ٧٩‬اإلسراء‪ )ٜٚ :‬يَػ ُق ُ‬
‫اجبَةٌ‪.‬‬ ‫فاعةُ‪ ،‬وُك ُّل ” َعسى“ في ال ُقر ِ‬
‫آف فَهي و ِ‬ ‫ودا‪ ،‬وىي َّ‬
‫الش َ‬ ‫َم ْح ُم ً‬
‫ْ‬
‫شهادة نبوية عظيمة لعمار المساجد‪:‬‬
‫اد‬ ‫اؿ ‪ " :‬إِ َذا َرأَيْػتُ ْم َّ‬
‫الر ُج ََّل يَػ ْع َتَ ُ‬ ‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬قَ َ‬ ‫يد الخدري ‪َ ‬ع ْن ر ُس ِ‬ ‫َعن أَبِي س ِع ٍ‬
‫سج َد ٱّلِلِ ٌَۡ‬ ‫َّ َ َ ۡ ُ ُ َ ََٰ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫ػ‬‫ح‬ ‫ا‬ ‫ٍ‬ ‫ج‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫ى‬‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ع‬ ‫ػ‬‫ت‬ ‫و‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫"‬ ‫اإليم ِ‬
‫اف‬ ‫ِ‬‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫و‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫ش‬‫ْ‬ ‫ا‬‫ف‬
‫َ‬ ‫د‬ ‫الْمس ِ‬
‫اج‬
‫َ َ َ َ َ َّ َ ََٰ َ َ َ َ َّ َ َٰ َ َ َ ۡ َ ۡ َ َّ َّ‬
‫ٱّلِلَ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ۡ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ َ َ َ َ َّ َ ۡ‬
‫ءاٌَ ة ِ ُٱّلِلِ وٱۡل َٔ ِ‬
‫ٱلصئة وءاَت ٱلزنٔة ولً َيض إَِّل َۖ‬ ‫ام‬ ‫ك‬
‫َ ُ ُ ْ َ ۡ‬ ‫أ‬‫و‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫خ‬‫ِ‬ ‫ٱٓأۡل‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ٰٓ ْ َ ٰٓ َ‬
‫فػَس أولهِم أن يلُٔٔا ٌَِ ٱلٍٓخ ِديَ‪(.)١٨‬التوبة‪( .)ٔٛ-‬سنن ابن ماجو‬
‫(جٖ‪/‬صٕ٘) ‪(،‬السنن الكبرى للبيهقي (جٖ‪/‬ص‪ (،)ٙٙ‬شعب اإليماف للبيهقي)‪.‬‬
‫وإذا اعتياد المسلم الذىاب إلى المساجد والتعلق بها‪ ،‬فهذه من عبلمات صدؽ‬
‫اإليماف‪.‬‬
‫شهادة التقوى النبوية لعمار المساجد‪:‬‬
‫سنَوُ‪ ،‬والطَّبَرانِ ُّي‪ ،‬والَبػْيػ َه ِق ُّي‪َ ،‬ع ْن‬
‫وح َّ‬ ‫ار‬
‫َ َ ُ َ‬ ‫ز‬
‫ّ‬ ‫ػ‬‫ب‬‫ال‬
‫و‬ ‫‪،‬‬‫ة‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫اب‬
‫ُْ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ر‬‫و‬ ‫نص‬ ‫م‬ ‫ن‬
‫َ َ َ ُْ َ ُ‬ ‫ب‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ي‬‫أ ْخرج س ِ‬
‫ع‬
‫ت‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ّْ‬
‫ن‬ ‫إ‬‫ف‬
‫َ‬ ‫؛‬‫ك‬ ‫ت‬‫ي‬‫ػ‬‫ب‬ ‫د‬
‫َ ْ ُ َ َْ َ‬‫ج‬‫ِ‬ ‫س‬ ‫الم‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ي‬‫ِ‬‫ل‬ ‫ي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫أخ‬ ‫يا‬ ‫‪:‬‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ْما‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫إلى‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫داء‬ ‫ر‬ ‫َّ‬
‫الد‬ ‫ي‬ ‫أبِ‬
‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ت‬ ‫ِ‬
‫ض ِمن اللَّوُ لمن كانَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الم ْس ِج ُد بَػْي ُ‬ ‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬يَػ ُق ُ‬
‫َ‬ ‫ت ُك ّْل تَق ٍّي‪ ،‬وقَ ْد َ َ‬ ‫وؿ‪َ " :‬‬ ‫َر ُس َ‬
‫ب"‪.‬‬ ‫الر ّْ‬
‫اف َّ‬‫ضو ِ‬ ‫اط إلى ِر ْ‬ ‫الصر ِ‬
‫الجوا ِز َعلى ّْ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫الروِح والراح ِ‬
‫ة‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫هم‬ ‫ت‬
‫َ‬‫و‬ ‫ي‬ ‫ػ‬‫ب‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫الم ِ‬
‫ساج‬
‫َ‬ ‫ْ َّ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬
‫فجهد التعمير سببا لحصوؿ ىذا الخير من الرحمة والجو ُاز على الصراط الى‬
‫اف اهلل تعالى‪.‬‬ ‫ضو ِ‬ ‫الجنة الى ِر ْ‬
‫أماكن تواجد الداعي الواعي‪:‬‬
‫الم ْسلِ ُم ّإال في‬ ‫ي‬ ‫قاؿ‪ :‬ما رئِ‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫كا‬ ‫‪:‬‬ ‫قاؿ‬
‫َ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫تاد‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬‫ي‬ ‫اؽ‪ ،‬والبػيػه ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬ ‫الرّز‬
‫أ ْخ َر َج َعْب ُد َّ‬
‫َُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َْ َ‬
‫ع ِل َربِّْو‪.‬‬ ‫ت ي ِكنُّو‪ ،‬أ ِو ابتِ ِ‬
‫غاء ِرْز ٍؽ ِمن فَ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ثَبلث‪ :‬في َم ْس ِجد يَػ ْع ُم ُرهُ‪ْ ،‬أو بَػْي ٍ ُ ُ ْ‬

‫‪33‬‬
‫ساج ُد مجالِس ِ‬
‫الكر ِاـ‪:‬‬ ‫الم ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫الم ْش ُهوِر بِػ‬ ‫الهاش ِم ّْي في ج ْزئِِ‬
‫القاس ِم ب ِن ال َفر ِج ِ‬ ‫الرحم ِن بن ِ‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫وأ ْخ َر َج أبُو بَ ْك ٍر َعْب ُد َّ ْ َ ْ ُ‬
‫ساج ُد مجالِس ِ‬
‫الكر ِاـ‪.‬‬ ‫قاؿ‪ :‬الم ِ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬‫الن‬‫و‬‫خ‬‫َ‬ ‫ال‬ ‫يس‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫د‬‫ْ‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫“‬ ‫ٍ‬
‫ر‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫أ‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫”نُ ْس َخ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ّْ‬ ‫ُ ْ َْ‬
‫عمار المساجد لهم عبلقة خاصة مع المبلئكة الكراـ وينالوا أربعة خصاؿ عظيمة ‪:‬‬
‫المبلئِ َكةُ‬ ‫ا‪،‬‬‫تاد‬ ‫أو‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ساج‬ ‫ْم‬ ‫ِ‬ ‫قاؿ‪َّ " :‬‬ ‫أح َم ُد َع ْن أبِي ُى َريْػ َرَة َع ِن النَّبِ ّْي ‪َ ‬‬
‫ْ ً َ‬ ‫إف ل َ‬
‫ل‬ ‫أ ْخ َر َج ْ‬
‫حاج ٍة‬ ‫في‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫كا‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫وإ‬ ‫‪،‬‬‫م‬ ‫وى‬ ‫عاد‬
‫ُ‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ض‬
‫ُ‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫وإ‬ ‫‪،‬‬‫م‬ ‫ه‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ن‬‫و‬ ‫د‬‫ُ‬ ‫جلَسا ُؤىم‪ ،‬إ ْف غابوا يػ ْفتَِ‬
‫ق‬
‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ ُْ‬
‫فاد‪ْ ،‬أو َكلِ َم ٍة‬ ‫أخ مستَ ٍ‬ ‫؛‬ ‫ٍ‬
‫صاؿ‬ ‫خ‬‫بلث ِ‬
‫قاؿ‪ :‬جلِيس المس ِج ِد َعلى ثَ ِ‬
‫ُْ‬ ‫ٍ‬ ‫أعانُوىم‪ .‬ثُ َّم َ َ ُ َ ْ‬
‫ُم ْح َك َم ٍة ْأو َر ْح َم ٍة ُمْنتَظََرٍة"‪.‬‬
‫وكذلك بالدعوة والنصرة واإليواء وحلقات العلم على مناىج النبوة نتحصل على زيادة‬
‫اإليمان ونحصل حقيقة االيمان وعندىا نستطيع القيام بجميع األعمال الصالحة مع‬
‫الشوق والرغبة والمحبة والتعظيم و ۡتتأثر قلوبنا َّ‪ ,‬وعندىا ننال المغفرة والرزق الكريم‬
‫ٔب ًُٓۡ‬‫ج كُيُ ُ‬ ‫ٱّلِل َوجيَ ۡ‬‫ِيَ إ َذا ُذن َِر َّ ُ‬
‫ٔن ٱَّل َ‬ ‫َّ َ ُ ۡ ُ َ‬
‫من اهلل تعالى قال تعالى ‪( :‬إِجٍا ٱلٍؤٌِِ‬
‫َّ‬ ‫ُ ِ‬ ‫َِ‬
‫ٔن ‪ ٢‬ٱَّلِيََ‬ ‫َ َ َ َّ َ‬ ‫لَع َر ّبًٓۡ‬ ‫َٰ‬ ‫َ ُ َ ۡ َ َ ۡ ۡ َ َ َٰ ُ ُ َ َ ۡ ُ ۡ َ َٰ ٗ َ َ‬
‫حخَٔك‬ ‫ِِ‬ ‫ِإَوذا حيِيج غيي ًِٓ ءايخّۥ زادتًٓ إِيمِا ُو‬
‫َّ‬ ‫ٗ‬ ‫ُۡ ۡ ُ َ‬
‫ٔن َخ ّلا ِۚ ل ًُٓۡ‬ ‫م ًُُْ‬ ‫ْ َ ٰٓ َ‬ ‫ُ ُ َ َّ َ َٰ َ َ َّ َ َ ۡ َ َٰ ُ ۡ ُ ُ َ‬
‫ٱلٍؤٌِِ‬ ‫يلِئٍن ٱلصئة ومٍِا ۡرزكنًٓ يِفِ َلٔن ‪ ٣‬أوله ِ‬
‫ِِد َر ّب ِ ِٓ ًۡ َو ٌَؾفِ َرة َورِ ۡزق ن ِريً ‪(.)٤‬األنفاؿ‪.)ٗ-ٕ-‬‬
‫جغ َ‬ ‫َد َر َ‬
‫ج َٰ ٌ‬
‫فعل ومقصد دعاء دخوؿ المسجد‪:‬‬
‫يعتبر المسجد مركز المغفرة والرحمة والهداية والرزؽ الكريم‪ ،‬فقدومنا إلى‬
‫المسجد حتى نتحصل ىذه الجوائز الكبيرة وقد علمنا النبي الكريم ‪ ‬ىذه‬
‫ت‬ ‫اطمةَ بِْن ِ‬ ‫المقصد في دعاء دخوؿ المسجد‪َ ،‬عن َعب ِد اللَّ ِو ب ِن الْحس ِن َعن أ ُّْم ِو فَ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ََ ْ‬ ‫ْ ْ‬
‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬إِ َذا َد َخ َل ال َْم ْس ِج َد‬ ‫ت‪َ :‬كا َف َر ُس ُ‬ ‫الْحسي ِن َعن ج َّدتِها فَ ِ‬
‫اط َمةَ الْ ُكْبػ َرى قَالَ ْ‬ ‫ُ َْ ْ َ َ‬
‫ك َوإِ َذا‬ ‫اب َر ْح َمتِ َ‬ ‫ب ا ْغ ِفر لِي ذُنُوبِي وا ْفػتح لِ‬ ‫ٍ‬
‫و‬ ‫ػ‬‫ب‬‫َ‬
‫أ‬
‫َ َ ْ َْ َ‬‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ّْ‬ ‫صلَّى َعلَى ُم َح َّم َ َ َ َ َ‬
‫ر‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫س‬‫و‬ ‫د‬ ‫َ‬
‫اب‬ ‫و‬ ‫ػ‬‫ب‬‫َ‬‫أ‬ ‫ي‬ ‫ب ا ْغ ِفر لِي ذُنُوبِي وا ْفػتح لِ‬ ‫ّْ‬ ‫ر‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ق‬‫و‬ ‫م‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫د‬‫َخرج صلَّى َعلَى مح َّم ٍ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َُ ََ َ َ َ‬ ‫ََ َ‬
‫ك"‪(.‬سنن الترمذي ‪( -‬ج ٕ‪/‬ص ‪.)ٕٛ‬‬ ‫علِ َ‬
‫فَ ْ‬

‫‪34‬‬
‫فإذ لم نتحصل الرحمة عكسها والعياذ باهلل العذاب ‪ ،‬وإذا لم نتحصل الهداية‬
‫عكسها والعياذ باهلل العبلؿ‪.‬‬
‫وفي داخل الصبلة نقدـ طلب الهداية ألنها أغلى ما في خزائن اهلل عز وجل‬
‫فنقوؿ "اىدا الصراط المستقيم"‪ .‬وكذلك نطب في الصبلة النجاة والبعد عن‬
‫طريق المغعوب عليهم وىم اليهود وكذلك البعد عن طريق العالين وىم‬
‫النصارى‪ .‬فالصبلة من اجل التوجو الى اهلل‪ ،‬والدعاء بهذه الغايات والمقاصد‬
‫النبيلة ‪ ،‬وكما ىو معلوـ الصبلة لغة‪ :‬ىي الدعاء‪.‬‬
‫وكذلك عند الخروج من المسجد نقوؿ الدعاء ونطلب اف يفتح لنا ابواب الفعل‪،‬‬
‫صلَّى َعلَى‬ ‫وفعلو سبحانو واسع‪ ،‬ومن الرزؽ فنقوؿ كما في الدعاء ‪َ " :‬وإِ َذا َخ َر َج َ‬
‫ك"‪.‬‬ ‫علِ َ‬ ‫اب فَ ْ‬ ‫و‬ ‫ػ‬‫ب‬
‫َ َ ْ َْ َ‬‫َ‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫ب ا ْغ ِفر لِي ذُنُوبِي وا ْفػتح لِ‬
‫ْ‬ ‫ّْ‬ ‫ر‬ ‫َّ‬
‫ُم َح َّم َ َ َ َ َ‬
‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫س‬‫و‬ ‫ٍ‬
‫د‬
‫والصبلة على النبي الكريم الرؤوؼ الرحيم ‪ ‬مقرونة بكل حيات المسلم‬
‫وبالعبادة بدءا من دخوؿ المسجد وفي داخل الصبلة بعد التشهد وعند الخروج‬
‫من المسجد‪ .‬ألف النبي الكريم ‪ ‬ىو مفتاح الجنة ومفتاح كل خير ورحمة في‬
‫الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫وكذلك ألىمية ىذه الغايات والمقاصد التي نصلي من أجلها وامتثاال ألمر اهلل قد‬
‫علمنا رسوؿ اهلل ‪ ‬أف نقوؿ عند الجلوس بين السجدتين دعاء شامبلً لهذه‬
‫الغايات واالىداؼ التي من اجلها نصلي لنتحصل خيري الدنيا واآلخرة‪َ :‬ع ْن ابْ ِن‬
‫الس ْج َدتَػْي ِن ‪ ":‬اللَّ ُه َّم ا ْغ ِف ْر‬
‫وؿ بَػْي َن َّ‬ ‫َف النَّبِ َّي ‪َ ‬كا َف يَػ ُق ُ‬
‫اس رضي اهلل عنهما قاؿ أ َّ‬ ‫َعبَّ ٍ‬
‫لِي َو ْار َح ْمنِي َو َعافِنِي َو ْاى ِدنِي َو ْارُزقْنِي"‪ (.‬سنن أبي داود ‪( -‬ج ٖ ‪ /‬ص ‪.)ٔٙ‬‬
‫ف‬ ‫وؿ اللَّ ِو َكْي َ‬ ‫اؿ يَا َر ُس َ‬ ‫ك َع ْن أَبِ ِيو أَنَّوُ َس ِم َع النَّبِ َّي ‪َ ‬وأَتَاهُ َر ُج ٌل فَػ َق َ‬ ‫وعن أَبو مالِ ٍ‬
‫ُ َ‬
‫اؿ ‪ ":‬قُ ْل اللَّ ُه َّم ا ْغ ِف ْر لِي َو ْار َح ْمنِي َو َعافِنِي َو ْارُزقْنِي َويَ ْج َم ُع‬ ‫وؿ ِ‬
‫أَقُ ُ َ ْ‬
‫َسأ َُؿ َربّْي قَ َ‬ ‫أ‬ ‫ين‬‫ح‬
‫اؾ و ِ‬ ‫اإلبػهاـ فَِإ َّف ى ُؤَال ِ‬
‫ك"‪ (.‬صحيح مسلم (ج‬ ‫آخ َرتَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫ػ‬‫ن‬
‫ْ‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫َْ ُ‬ ‫ج‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ء‬ ‫َ‬ ‫َصابِ َعوُ إَِّال ِْ ْ َ َ‬
‫أَ‬
‫ٖٔ ‪/‬ص ‪.)ٕٜٓ‬‬
‫والف الغفراف ىو الستر‪ ،‬والعافية ىي اندفاع الببلء عن االنساف‪ ،‬واالرزاؽ نوعاف‪:‬‬
‫ظاىرة لؤلبداف كاألقوات‪ ،‬وباطنة للقلوب والنفوس كالمعارؼ والعلوـ‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫فإذا لم ننتو وندخل المسجد بخبلؼ السنة نكوف خالفنا الرسوؿ الكريم في مركز‬
‫النبي ‪ ‬في كل أمر وعند دخوؿ المسجد من أسباب‬ ‫َ‬ ‫المغفرة والرحمة‪ ،‬وطاعة‬
‫ْ‬
‫َ ُ َّ َ َ َّ ُ َ َ َ َّ ُ ۡ ُ ۡ َ ُ َ‬
‫المغفرة والرحمة والفوز‪( .‬وأ ِغيػٔا ٱّلِل وٱلرشٔل ىػيلً حرْحٔن ‪( .)١٣٢‬سورة آؿ‬
‫عمراف ‪.)ٖٕٔ-‬‬
‫فنحرص على دخوؿ المسجد بالرجل اليمين مع الدعاء لنفوز ونفلح‪.‬‬
‫َّ َ َ َ ُ َ ُ َ َ ۡ َ َ َ ۡ ً َ‬
‫قاؿ تعالى ‪َ ( :‬و ٌََ يُ ِػعِ ٱّلِل ورشَٔلۥ فلد فاز فٔزا غ ِظيٍا ‪(.)٧١‬سورة‬
‫ً‬

‫األحزاب‪.)ٚٔ-‬‬
‫فعل الجلوس في المسجد‪:‬‬
‫الجلوس في المسجد وتعميره رباط في سبيل اهلل تعالى‪:‬‬
‫َ ٰٓ َ ُّ َ َّ َ َ َ ُ ْ ۡ ُ ْ َ َ ُ ْ َ َ ُ ْ َ َّ ُ ْ َّ‬
‫ٱّلِلَ‬ ‫قاؿ تعالى‪( :‬يأحٓا ٱَّلِيَ ءأٌِا ٱص ِِبوا وصاةِروا وراةِػٔا وٱتلٔا‬
‫َ َ َّ ُ ۡ ُ ۡ ُ َ‬
‫ىػيلً تفيِدٔن‪( .(٢٠٠‬آؿ عمراف‪.)ٕٓٓ/‬قاؿ بن كثير رحمو اهلل تعالى في‬
‫َ َ ُّ َ َّ َ َ َ ُ ْ ۡ ُ ْ َ َ ُ ْ‬
‫يأحٓا ٱَّلِيَ ءأٌِا ٱص ِِبوا وصاةِروا‬ ‫تفسيره‪ " :‬في قوؿ اهلل تعالى‪ٰٓ ( :‬‬
‫َ َ ُ ْ َ َّ ُ ْ َّ َ َ َ َّ ُ ۡ ُ ۡ ُ َ‬
‫وراةِػٔا وٱتلٔا ٱّلِل ىػيلً تفيِدٔن‪( .(٢٠٠‬آؿ عمراف‪ .)ٕٓٓ/‬فذلك ىو‬
‫الرباط في المساجد"‪.‬‬
‫الزبَػ ْير‪ ،‬حدثني داود بن صالح قاؿ‪ :‬قاؿ‬
‫ص َعب بن ثابت بن عبد اهلل بن ُّ‬ ‫عن ُم ْ‬
‫الرحمن‪ :‬يا ْابن أخي‪ ،‬ىل تدري في أي شيء نزلت ىذه‬ ‫ْ‬ ‫لي أبو سلمة ْبن عبد‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اآلية (ٱص ِِبوا وصاةِروا وراةِػٔا)؟ قاؿ‪ :‬قلت‪ :‬ال‪ .‬قاؿ‪ :‬إنو يا ابن أخي لم‬‫ۡ‬
‫ط فيو‪ ،‬ولكنو انتظار الصبلة بعد‬ ‫يكن في زماف النبي ‪ ‬غَ ْزو يُػ َرابَ ُ‬
‫الصبلة‪(.‬رواه ابن جرير‪( .‬تفسير ابن كثير (جٕ‪/‬ص‪.)ٜٔٚ‬‬

‫‪36‬‬
‫َ َ ُّ َ َّ َ َ َ ُ ْ ۡ ُ ْ َ َ ُ ْ‬
‫يأحٓا ٱَّلِيَ ءأٌِا ٱص ِِبوا وصاةِروا‬ ‫أسباب نزوؿ قولو تعالى‪ٰٓ ( :‬‬
‫َ َ ُ ْ‬
‫وراةِػٔا) اآلية‪ .‬أخبرنا سعيد بن أبي عمرو الحافظ قاؿ‪ :‬أخبرنا أبو علي الفقيو‬
‫قاؿ‪ :‬حدثنا محمد بن معاذ الباليني قاؿ‪ :‬حدثنا الحسين بن الحسن بن حرب‬
‫المروزي قاؿ‪ :‬حدثنا ابن المبارؾ قاؿ‪ :‬أخبرنا مصعب بن ثابت بن عبد اهلل بن‬
‫الرحمن‪ۡ :‬يا ُابن ْ‬ ‫عبد َ َ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫بن‬
‫َّ‬ ‫سلمة‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الزبير قاؿ‪ :‬حدثني داود بن صالح قاؿ‪ :‬قاؿ أبو‬
‫في أي شيء نزلت ىذه اآلية‪( :‬يأحٓا ٱَّلِيَ ءأٌِا ٱص ِِبوا‬ ‫ٰٓ‬
‫تدري ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫أخي ىل‬
‫َو َصاة ِ ُروا َو َراةِػٔا) قاؿ‪ :‬قلت ال‪ ،‬قاؿ‪ :‬إنو يا ابن أخي لم يكن في زماف النبي ‪‬‬
‫ثغر يرابط فيو‪ ،‬ولكن انتظار الصبلة خلف الصبلة‪ .‬رواه الحاكم أبو عبد اهلل في‬
‫صحيحو‪ ،‬عن أبي محمد المزني‪ ،‬عن أحمد بن نجدة‪ ،‬عن سعيد بن منصور‪ ،‬عن‬
‫ابن المبارؾ)‪( .‬أسباب نزوؿ القرآف (جٔ‪/‬ص‪.)ٜٗ‬‬
‫والمقصود من البعثة والبعوث والمغازي اف يحقق العبد العبودية هلل تعالى‪،‬‬
‫وإال ما الفائدة من الغنائم وحصوؿ الدنيا الفانية ‪ ،‬أو الموت في ارض القتاؿ‬
‫لتارؾ الصبلة او لغافل ال عبلقة لو بالمسجد وكيف يسمى مرابطًا او‬
‫مجاى ًدا‪.‬‬
‫اؿ النَّبِ ُّي ‪ " :‬أ ََال أُ ْخبِ ُرُك ْم بِ َخ ْي ِر أَ ْع َمالِ ُك ْم َوأ َْرفَ ِع َها‬ ‫اؿ قَ َ‬ ‫الد ْر َد ِاء ‪ ‬قَ َ‬ ‫وعن أَبُو َّ‬
‫ب َوال َْوِر ِؽ َو َخ ْي ٍر‬ ‫يك ُك ْم َو َخ ْي ٍر لَ ُك ْم ِم ْن إِ ْعطَ ِاء َّ‬
‫الذ َى ِ‬ ‫فِي َدرجاتِ ُكم وأَ ْزَكاىا ِع ْن َد ملِ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ ْ َ َ‬
‫اؿ‬‫ع ِربُوا أَ ْعنَاقَ ُك ْم قَالُوا بَػلَى قَ َ‬ ‫لَ ُك ْم ِم ْن أَ ْف تَػ ْل َق ْوا َع ُد َّوُك ْم فَػتَ ْ‬
‫ع ِربُوا أَ ْعنَاقَػ ُه ْم َويَ ْ‬
‫ِذ ْك ُر اللَّ ِو تَػ َعالَى"‪(.‬موطأ مالك ‪( -‬ج ٕ ‪ /‬ص ٔٗٔ)‪.‬‬
‫ومما جاء في فعل القعود في المساجد وانتظار الصبلة‪ ،‬قولو ‪ ... " :‬فإذا‬
‫دخل المسجد كاف في الصبلة ما كانت الصبلة ىي تحبسو‪ ،‬والمبلئكة‬
‫يصلوف على أحدكم ما داـ في مجلسو الذي صلى فيها‪ ،‬يقولوف‪ :‬اللهم‬
‫ارحمو‪ ،‬اللهم اغفر لو‪ ،‬اللهم تب عليو‪ ،‬ما لم يؤذ فيو‪ ،‬ما لم يحدث"‪(.‬رواه‬
‫البخاري ومسلم)‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الجلوس في المسجد وانتظار الصبلة لو أجر الصبلة‪:‬‬
‫الر ُج ُل فِي‬ ‫وؿ ‪َّ " :‬‬ ‫ت النَّبِ َّي ‪ ‬يَػ ُق ُ‬ ‫ْت َجابًِرا ‪َ :‬ى ْل َس ِم ْع َ‬ ‫اؿ ‪َ :‬سأَل ُ‬ ‫الزبَػْي ِر‪ ،‬قَ َ‬‫َع ْن أَبِي ُّ‬
‫س‬ ‫ب‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫اح‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬‫اؿ‪ :‬انْػتَظَرنَا النَّبِ َّي ‪ ‬لَيػلَةً لِصبلَِة الْعتَم ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ق‬ ‫؟‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫بل‬
‫َ‬ ‫الص‬
‫َّ‬ ‫ر‬ ‫ظ‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ػ‬‫ن‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬‫م‬ ‫صبلٍَ‬
‫ة‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صلَّْيػنَا ‪،‬‬ ‫اء النَّبِ ُّي ‪ ، ‬فَ َ‬‫ك ‪ ،‬ثُ َّم َج َ‬ ‫َعلَْيػنَا‪َ ،‬حتَّى َكا َف قَ ِريبًا م ْن َشطْ ِر اللَّْي ِل ‪ ،‬أ َْو بَػلَ َغ َذل َ‬
‫صلَّ ْوا َوَرقَ ُدوا ‪َ ،‬وأَنْػتُ ْم‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫َّاس‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫ف‬‫َّ‬ ‫ِ‬
‫إ‬‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫َّ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫اؿ‬ ‫ق‬ ‫ػ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬‫ن‬ ‫ػ‬‫ب‬‫ط‬ ‫خ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫و‬‫س‬ ‫اؿ ‪ :‬اجلِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ثُ َّم قَ َ ْ‬
‫الصبلَ َة"‪( .‬أخرجو أحمد ٖ‪.)ٕٔٗٛٓ( ٖٗٚ/‬‬ ‫صبلٍَة َما انْػتَظَْرتُ ُم َّ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫لَم تَػزالُوا فِ‬
‫ْ َ‬
‫وىذا من رحمة اهلل تبارؾ وتعالى بعباده وجزيل كرمو؛ أف رتب على جلوسهم في‬
‫المساجد وانتظار الصبلة‪ ،‬كأجر المصلي‪ .‬ثم جعل مبلئكتو يدعوف لمنتظر الصبلة‬
‫في المسجد‪ ،‬بالرحمة والمغفرة والتوبة !‬
‫الرب ِ‬
‫اط األَ ْكبَ ِر‪:‬‬ ‫فعل انتظار الصبلة ‪ -‬انتظار الصبلة ّْ َ‬
‫الص َبل ِة‬‫الص َبل ِة ِم ْن بَػ ْع ِد َّ‬
‫اؿ ‪ُ ":‬م ْنتَ ِظ ُر َّ‬ ‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬قَ َ‬ ‫َف َر ُس َ‬ ‫َع ْن أَبِي ُى َريْػ َرةَ ‪ : ‬أ َّ‬
‫صلّْي َعلَْي ِو َم َبلئِ َكةُ اللَّ ِو َما‬ ‫ُ‬‫ت‬ ‫يل اللَّ ِو َعلَى َك ْش ِح ِ‬
‫و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫س ا ْشتَ َّد بِ ِو فَػرسوُ فِ‬ ‫َك َفا ِر ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫اط ْاألَ ْكبَ ِر"‪( .‬مسند أحمد ‪( -‬ج ‪ / ٔٚ‬ص‬ ‫الرب ِ‬
‫وـ َو ُى َو فِي َّْ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ػ‬‫ي‬ ‫َو‬ ‫أ‬ ‫ث‬‫ْ‬ ‫لَم يح ِ‬
‫د‬
‫ْ َ ُ‬ ‫ْ ُْ‬
‫ٖٖٔ‪ -‬واسناده حسن)‪( ،‬المعجم الكبير للطبراني‪(-‬ج‪/ٜٔ‬صٕ‪.)ٜٗ‬‬
‫ث بَػ ْعثًا قِبَ َل نَ ْج ٍد فَػغَنِ ُموا غَنَائِ َم‬ ‫َف النَّبِ َّي ‪ ‬بَػ َع َ‬ ‫اب ‪ :‬أ َّ‬ ‫َع ْن عُ َمر بْ ِن الْ َخطَّ ِ‬
‫َ‬
‫ع َر ْج َعةً َوَال‬ ‫ِ‬
‫اؿ َر َج ٌل م َّم ْن لَ ْم يَ ْخ ُر ْج َما َرأَيْػنَا بَػ ْعثًا أ‬ ‫َكثِ َيرًة َوأ‬
‫َس َر َ‬
‫ْ‬ ‫الر ْج َعةَ فَػ َق َ‬
‫َس َرعُوا َّ‬‫ْ‬
‫َ‬ ‫اؿ النَّبِي ‪ ": ‬أ ََال أَدلُّ ُكم علَى قَػوٍ‬ ‫عل غَنِيمةً ِمن َى َذا الْبػ ْع ِ‬
‫ع ُل‬ ‫َ‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ـ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ػ‬‫َ‬‫ف‬ ‫ث‬ ‫َ‬ ‫أَفْ َ َ َ ْ‬
‫سوا يَ ْذ ُك ُرو َف اللَّوَ َحتَّى‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ج‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ث‬
‫ُ‬ ‫ح‬‫ِ‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫الص‬
‫ُّ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫بل‬
‫َ‬ ‫ص‬ ‫وا‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫ـ‬
‫ٌ‬ ‫و‬ ‫ػ‬‫َ‬‫ق‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ع‬ ‫ج‬
‫ْ‬ ‫ر‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ر‬ ‫َس‬ ‫أ‬‫و‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫يم‬ ‫غَنِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يمةً"‪(.‬سنن الترمذي‬ ‫ِ‬ ‫َس َرعُ َر ْج َعةً َوأَفْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ت َعلَْي ِه ْم َّ‬
‫ع ُل غَن َ‬ ‫ك أْ‬ ‫س أُولَئ َ‬ ‫الش ْم ُ‬ ‫طَلَ َع ْ‬
‫(جٔٔ‪/‬صٖ‪ .)ٗٚ‬معنى الرباط‪ :‬حبس النفس على الطاعة‪( .‬تفسير ابن أبي‬
‫حاتم (ج‪/ٔٙ‬ص‪.)ٗٔٛ‬‬
‫من فعائل صبلة الجماعة في المسجد‪:‬‬
‫ين يَػ ْوًما فِي َج َم َ‬
‫اع ٍة‬ ‫وؿ اللَّ ِو ‪ " : ‬من صلَّى لِلَّ ِو أَرب ِ‬ ‫س بْ ِن مالِ ٍ‬
‫ع‬
‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫س‬
‫َُ‬ ‫ر‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫َع ْن أَنَ ِ َ‬
‫اؽ "‪( .‬سنن‬ ‫اف بػراءةٌ ِمن النَّا ِر وبػراءةٌ ِمن الّْنػ َف ِ‬
‫ِ‬ ‫يُ ْد ِر ُؾ التَّ ْكبِ َيرةَ ْاألُولَى ُكتِبَ ْ‬
‫ََ َ َ ْ‬ ‫ت لَوُ بَػ َراءَتَ َ َ َ ْ‬
‫الترمذي ‪( -‬ج ٔ‪ /‬ص ‪.)ٗٓٚ‬‬
‫‪38‬‬
‫وأخرج أحمد في الزىد عن مكحوؿ قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪ " : ‬من أخلص هلل‬
‫أربعين يوماً تفجرت ينابيع الحكمة من قلبو على لسانو "‪.‬‬
‫الص ِ‬
‫بلة‬ ‫ّْداء بِ َّ‬ ‫قاؿ‪ :‬من س ِ‬ ‫وأ ْخ َر َج ابْ ُن َم ْر ُدويَ ْو َع ِن ابْ ِن َعبّ ٍ‬
‫اس رضي اهلل عنهما َ َ َ َ َ‬
‫ن‬‫ال‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫قاؿ‬
‫ور ُسولَوُ‪َ ،‬‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫صى‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫د‬‫ْ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫و‬
‫ُ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫بل‬ ‫ص‬ ‫بل‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ّْ‬
‫ل‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫ػ‬‫ف‬
‫َ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ت المس ِ‬
‫ج‬ ‫ثُ َّم لَم ي ِجب ويأْ ِ‬
‫َ َ َ َ َ َّ َ َٰ َ َ َ َ‬ ‫ۡ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ۡ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫خ ِر وأكام ٱلصئة وءاَت‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬
‫جد ٱّلِلِ ٌ َُ ءاٌَ َةِٱّلِلِ وٱۡلٔ ِم ٱٓأۡل ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اللَّوُ‪( :‬إِجٍا حػٍر ٌ َٰ‬
‫س‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ ْ َ ۡ‬ ‫َّ َ َٰ َ َ َ ۡ َ ۡ َ َّ َّ َ َ َ َ ٰٓ ْ َ ٰٓ َ‬
‫ٱلزنٔة ولً َيض إَِّل ٱّلِلَۖ فػَس أولهِم أن يلُٔٔا ٌَِ ٱلٍٓخ ِديَ ‪(.)١٨‬التوبة‪-‬‬
‫‪.)ٔٛ‬‬
‫رجل عظيم فاتتو صبلة العصر في الجماعة فتصدؽ بحائطو‪:‬‬
‫خرج سيدنا عمر ‪ ‬يوما إلى حائط لو فرجع وقد صلى الناس العصر فقاؿ عمر‬
‫‪ :‬إنا هلل وإنا إليو راجعوف فاتتني صبلة العصر في الجماعة أشهدكم أف حائطي‬
‫على المساكين صدقة ليكوف كفارة لما صنع عمر‪(.‬مسند الفاروؽ ‪ ،‬البن كثير‬
‫ٔ‪.)ٔٗٓ/‬‬
‫وكاف كذلك السلف الصالح يبلزموف المساجد ويزكوف انفسهم فيها ‪:‬كاف زياد‬
‫مولى ابن عباس ‪ - ‬أحد العباد الصالحين ‪ -‬يبلزـ مسجد المدينة فسمعوه‬
‫يوماً يعاتب نفسو ويقوؿ لها‪ :‬أين تريدين أف تذىبي! إلى أحسن من ىذا‬
‫المسجد!! تريدين أف تبصري دار فبلف ودار فبلف‪.‬‬
‫وقاؿ سعيد بن المسيب‪( :‬ما أذف المؤذف منذ ثبلثين سنة إال وأنا في المسجد)‪.‬‬
‫وقاؿ ربيعة بن يزيد‪( :‬ما أذف المؤذف لصبلة الظهر منذ أربعين سنة إال وأنا في‬
‫المسجد إال أف أكوف مريعاً أو مسافراً )‪.‬‬
‫وقاؿ يحيى بن معين‪ ( :‬لم يفت الزواؿ في المسجد يحيى بن سعيد أربعين سنة )‪.‬‬
‫وإف المكاف الذي كاف يسجد فيو المسلم لربو تعالى ليبكي عليو بعد موتو ‪،‬‬
‫فالمسجد يبكي على من تعلق قلبو بو من اىل االيماف‪.‬‬
‫وذُكر عن التابعي الجليل سعيد بن المسيب رحمو اهلل تعالى أنو ما فاتتو تكبيرة‬
‫اإلحراـ نحو أربعين عاما‪ ،‬ألنو ما كاف يصلي في المسجد النبوي إال في الصف‬
‫األوؿ‪ ،‬وقاؿ وكيع رحمو اهلل تعالى‪ :‬كاف األعمش قريبا من سبعين سنة لم تفتو‬
‫‪39‬‬
‫التكبيرة األولى واختلفنا إليو قريبا من سبعين فما رأيتو يقعي ركعة‪( .‬صفة الصفوة‬
‫البن الجوزي (ٕ‪.)ٜٙ/‬‬
‫وكاف الربيع بن خيثم قد سقط شقو في الفالج فكاف يخرج إلى الصبلة يتوكأ على‬
‫رجلين فيقاؿ لو‪ :‬يا أبا محمد قد رخص لك أف تصلي في بيتك أنت معذور فيقوؿ‬
‫ىو كما تقولوف ولكن أسمع المؤذف يقوؿ حي على الصبلة حي على الفبلح فمن‬
‫استطاع أف يجيبو ولو زحفاً أو حبوا فليفعل‪.‬‬
‫وقاؿ حاتم األصم‪ :‬فاتتني مرة صبلة الجماعة فعزاني أبو إسحاؽ البخاري وحده‬
‫ولو مات لي ولد لعزاني أكثر من عشرة آالؼ إنساف ألف مصيبة الدين عند الناس‬
‫أىوف من مصيبة الدنيا‪( .‬الذىبي ‪ :‬الكبائر ٓٔ)‪.‬‬
‫حلقات التعليم في المساجد سنة‪:‬‬
‫إف اعظم مجلس عند اهلل أمر اهلل نبيو الكريم ‪ ‬اف يجلس فيو ويصبر َّ ىو‬
‫م ٌَ َع ٱَّل َ‬ ‫َ ۡ ۡ َۡ َ َ‬
‫ِيَ‬ ‫اؿ اهلل تَػ َعالَى‪( :‬وٱص ِِب جفص‬ ‫والتعلم في ۡ المسجد‪.‬قَ َ‬ ‫مجلس التعليم‬
‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬
‫ۡ َ َ َٰ َ َ ّ ُ ُ َ َ ۡ َ ُ َ َ ۡ ُ َ ۡ َ َ َ‬ ‫َۡ ُ َ‬
‫ٔن َر َّب ُ‬
‫ش ي ِريدون وجّٓ َۖۥ وَّل تػد خيِاك خًِٓ)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ػ‬ ‫ٱى‬‫و‬ ‫ِ‬ ‫ة‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ؾ‬ ‫ٱى‬‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ً‬ ‫ٓ‬ ‫يدغ‬
‫سوؿ‬‫ت إِلى ر ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ػ‬‫َ‬‫ت‬‫ػ‬‫ْ‬‫ن‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫اعةَ تَميم بن أُس ٍ‬
‫يد‬ ‫(الكهف‪ .)ٕٛ :‬عن أَبي ِرفَ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َؿ عن ِدينِ ِو‬ ‫اء يَ ْسأ ُ‬
‫َ‬ ‫ج‬‫َ‬ ‫يب‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫ٌ‬ ‫رج‬
‫ُ‬ ‫و‪،‬‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫رسوؿ‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫فقلت‬
‫ُ‬ ‫‪.‬‬ ‫ب‬‫ُ‬ ‫ُ‬‫ط‬ ‫خ‬
‫ْ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫و‬‫َ َ‬ ‫ى‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫‪‬‬ ‫و‬‫َّ‬
‫الل‬
‫لي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ى‬
‫ُ َ َ َ َّ‬‫ه‬‫ػ‬ ‫ت‬‫ان‬ ‫َّى‬‫ت‬ ‫ح‬ ‫ْبتو‬‫ط‬ ‫خ‬
‫ُ‬ ‫رؾ‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬‫و‬ ‫‪‬‬ ‫و‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫رسوؿ‬
‫ُ‬ ‫لي‬
‫ال يَدري َما ُ ُ َ َ َ َّ‬
‫ع‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ػ‬‫ْ‬‫ق‬‫َ‬‫أ‬‫َ‬‫ف‬ ‫؟‬ ‫و‬ ‫ين‬ ‫ِ‬
‫د‬
‫وج َع َل يُػ َعلّْ ُمني ِم َّما َعلَّ َمو اللَّو‪ ،‬ثُ َّم أَتَى ُخطْبَتَوُ‪ ،‬فأ َّ‬
‫َتم‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫رس ٍّي‪ ،‬فَػ َقع َد َعلَ ِ‬
‫يو‬ ‫َ‬
‫فَأُتى بِ ُك ِ‬
‫آخ َرَىا‪( .‬رواه مسلم)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫فعل حلقات التعليم والتعلم والذكر في المسجد‪:‬‬
‫َّاس َم َع ُو‬ ‫ن‬‫ال‬
‫و‬ ‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬بػيػنَما ىو جالِس فِي الْمس ِج ِ‬
‫د‬ ‫َ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫َّ‬
‫َف‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬‫ّْ‬ ‫ِ‬
‫ث‬ ‫ي‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ٍ‬
‫د‬ ‫ِ‬
‫اق‬‫و‬ ‫ي‬ ‫َع ْن أَبِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اح ٌد فَػلَ َّما َوقَػ َفا َعلَى‬ ‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬و َذىب و ِ‬ ‫اف إِلَى ر ُس ِ‬ ‫إِ ْذ أَ ْقػبل نَػ َفر ثََبلثَةٌ فَأَ ْقػبل اثْػنَ ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ََ ٌ‬
‫س فِ َيها َوأ ََّما‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ج‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬سلَّما فَأ ََّما أَح ُدىما فَػرأَى فُػرجةً فِي الْح ْل َق ِ‬
‫ة‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫س‬‫ِ‬ ‫مجلِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ َُ‬
‫اؿ ‪ " :‬أََال‬ ‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬قَ َ‬ ‫غ َر ُس ُ‬‫ث فَأَ ْدبَػ َر َذ ِاىبًا فَػلَ َّما فَػ َر َ‬
‫س َخ ْل َف ُه ْم َوأ ََّما الثَّالِ ُ‬ ‫ْاآل َخ ُر فَ َجلَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استَ ْحيَا‬‫آواهُ اللَّوُ َوأ ََّما ْاآل َخ ُر فَ ْ‬
‫َح ُد ُى ْم فَأ ََوى إِلَى اللَّو فَ َ‬ ‫أُ ْخبِ ُرُك ْم َع ْن النَّػ َف ِر الث ََّبلثَة أ ََّما أ َ‬
‫‪41‬‬
‫ض اللَّوُ َعْنوُ"‪ (.‬موطأ مالك ‪( -‬ج ‪/ ٙ‬‬ ‫ِ‬
‫استَ ْحيَا اللَّوُ مْنوُ َوأ ََّما ْاآل َخ ُر فَأَ ْع َر َ‬
‫ض فَأَ ْع َر َ‬ ‫فَ ْ‬
‫ص ٕٗ)‪(،‬صحيح البخاري ‪( -‬ج ٔ ‪ /‬ص ‪.)ٔٔٙ‬‬
‫بلء يتَتَبَّػ ُعو َف مجالِس‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫ً‬ ‫ُ‬‫ف‬ ‫ة‬
‫ً‬‫ار‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫عن أَبي ُىريرَة ‪َ ‬ع ِن النَّبِ ّْي ‪ ‬قاؿ‪" :‬إِ َّف للَّ ِو مبلئِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫َجنِ َحتِ ِهم حتَّى‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫ع ُهم ْبععاً بِأ ْ‬ ‫وحف ْبع ُ‬ ‫معهم‪َّ ،‬‬ ‫الذك ِر‪ ،‬فَِإذا وج ُدوا َمجلساً فيو ذ ْك ٌر‪ ،‬قَع ُدوا ُ‬ ‫ّْ‬
‫َله ُم‬ ‫أ‬ ‫يس‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫الس ِ‬
‫ماء‬ ‫َّ‬ ‫لى‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫دوا‬ ‫الدنْػيا‪ ،‬فَِإذا تَػ َف َّرقُوا َعرجوا ِ‬
‫وصع‬ ‫ُّ‬ ‫الس ِ‬
‫ماء‬ ‫يَ ْملؤوا َما ب ْيػنَػ ُه ْم َوبَػ ْي َن َّ‬
‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ك في‬ ‫باد لَ َ‬‫ند ِع ٍ‬ ‫وىو أَ ْعلَم ‪ِ :-‬من أَين ِج ْئتُم؟ فَػيػ ُقولُوف‪ِ :‬ج ْئػنَا ِمن ِع ِ‬ ‫اللَّوُ َع َّز َّ‬
‫ْ‬ ‫ْ َْ ْ َ‬ ‫وجل‪ُ َ ُ -‬‬
‫اؿ‪َ :‬وَماذا‬ ‫ك‪ .‬قَ َ‬ ‫ك‪َ ،‬ويَ ْسأَلُونَ َ‬ ‫يح َم ُدونَ َ‬ ‫ك‪َ ،‬و ْ‬ ‫ك‪َ ،‬ويُػ َهلّْلُونَ َ‬ ‫ك‪ ،‬ويُ َكبّْػ ُرونَ َ‬ ‫سبحونَ َ‬
‫ض‪ :‬يُ ُ‬ ‫األَ ْر ِ‬
‫اؿ‪:‬‬‫رب‪ :‬قَ َ‬ ‫َي ّْ‬ ‫وى ْل َرأ َْوا جنَّتي؟ قالُوا‪ :‬ال‪ ،‬أ ْ‬ ‫اؿ‪َ :‬‬ ‫ك‪ .‬قَ َ‬ ‫ك جنَّتَ َ‬ ‫يسأَلُوني؟ قَالُوا‪ :‬يَ ْسأَلُونَ َ‬ ‫ْ‬
‫من نَا ِر َؾ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويستَ ِج ُيرونَ َ‬
‫يستَج ُيروني؟ قالوا‪ْ :‬‬ ‫ك قاؿ‪ :‬وم َّم ْ‬ ‫ف لَ ْو رأ َْوا جنَّتي؟ قالُوا‪ْ :‬‬ ‫ف َك ْي َ‬
‫ف لَ ْو َرأ َْوا نَا ِري؟‪ ،‬قالُوا‪:‬‬ ‫اؿ‪ :‬فَ َك ْي َ‬ ‫اؿ‪َ :‬و َى ْل َرأ َْوا نَا ِري؟ قالوا‪ :‬ال‪ ،‬قَ َ‬ ‫يارب‪ .‬قَ َ‬ ‫ّْ‬
‫جاروا‪.‬‬ ‫ت‬ ‫اس‬ ‫ا‬ ‫م‬‫َّ‬ ‫ت لهم‪ ،‬وأَعطَيتػهم ما سأَلُوا‪ ،‬وأَجرتُهم ِ‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫غ‬ ‫د‬
‫ْ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫فيقوؿ‬
‫ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫َ‬‫ن‬‫رو‬ ‫ويستَػ ْغ ِ‬
‫ف‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ت‪،‬‬ ‫وؿ‪ :‬ولوُ غ َف ْر ُ‬ ‫معه ْم‪ ،‬في ُق ُ‬ ‫عب ٌد َخطَّاءٌ إِنَّ َما َم َّر‪ ،‬فَجلَس ُ‬ ‫فيهم فُبل ٌف ْ‬ ‫رب ْ‬ ‫قاؿ‪ :‬فَي ُقولو َف‪ّْ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عن أَبي ُىريرَة ‪‬‬ ‫يس ُه ْم"‪(.‬رواه مسلم)‪ .‬وفي رواية أخرى ْ‬ ‫ُى ْم ال َق ْو ُـ الَ يَ ْش َقى ب ِه ْم َجل ُ‬
‫سو َف أ َْى َل‬ ‫م‬‫وؿ اللَّ ِو ‪" :‬إِ َّف للَّ ِو تَعالى مبلئِ َكةً يطُوفُو َف في الطُّرؽ يػلْتَ ِ‬ ‫قاؿ َر ُس ُ‬ ‫اؿ‪َ :‬‬ ‫قَ َ‬
‫ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫اد ْوا‪َ :‬ىلُ ُّموا إِلى حاجتِ ُك ْم"‪(.‬متف ٌق َعلَْي ِو)‪.‬‬ ‫الذ ْك ِر‪ ،‬فِإذا َوج ُدوا قَػ ْوماً يذ ُك ُرو َف اللَّو َع َّز َو َّ‬
‫جل‪ ،‬تَػنَ َ‬ ‫ّْ‬
‫س فِ ِيو ِعل ًْما‬ ‫ُ‬
‫ك طَ ِري ًقا يػلْتَ ِ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫س‬‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫‪":‬‬ ‫‪‬‬ ‫و‬‫وؿ اللَّ ِ‬
‫ُ‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫ة‬
‫َ‬‫ر‬‫َ‬ ‫ػ‬‫ي‬
‫ْ‬‫ر‬‫َ‬ ‫ى‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫َع ْن أَبِ‬
‫ْجن َِّة"‪( .‬الترمذي)‪.‬‬ ‫َس َّه َل اللَّوُ لَوُ طَ ِري ًقا إِلَى ال َ‬
‫ب ال ِْعل ِْم َكا َف‬‫ج فِي طَلَ ِ‬ ‫وؿ اللَّ ِ‬ ‫س بْ ِن مالِ ٍ‬
‫ََ‬ ‫ر‬‫خ‬‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬‫َ‬ ‫‪":‬‬ ‫‪‬‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫ك‬ ‫و َع ْن أَنَ ِ َ‬
‫يل اللَّ ِو َحتَّى يَػ ْرِج َع"‪( .‬رواه الترمذي والطبراني)‪.‬‬ ‫فِي َسبِ ِ‬
‫فعل الحب في اهلل تعالى‪:‬‬
‫وؿ اللَّ ِو ‪ ": ‬إِ َّف اللَّوَ تَػبَ َار َؾ َوتَػ َعالَى يَػ ُق ُ‬
‫وؿ يَػ ْوَـ‬ ‫اؿ َر ُس ُ‬
‫اؿ ‪:‬قَ َ‬‫َع ْن أَبِي ُى َريْػ َرَة ‪ ‬أَنَّوُ قَ َ‬
‫ُظلُّ ُه ْم فِي ِظلّْي يَػ ْوَـ َال ِظ َّل إَِّال ِظلّْي"‪ (.‬موطأ‬ ‫ال ِْقيام ِة أَين الْمتحابُّو َف لِج َبللِي الْيػوـ أ ِ‬
‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َُ َ‬
‫مالك ‪( -‬ج ‪ / ٙ‬ص ٕٔ)‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫مجالس الخير واإليماف سبب لوجوب محبة اهلل عز وجل‪:‬‬
‫"قاؿ اللَّوُ تَػ َعالَى ‪َ ":‬و َجبَ ْ‬
‫ت‬ ‫وؿ اللَّو ‪ ‬يقوؿ‪َ :‬‬ ‫عن ُم َعاذُ بْ ُن َجبَ ٍل ‪ ‬قاؿ ‪َ :‬س ِم ْع ُ‬
‫ت َر ُس َ‬
‫في‪ ،‬و ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫في"‪ .‬حديث‬ ‫ين َّ‬ ‫المتَباذل َ‬ ‫المتَػ َزا ِوِر َ‬
‫ين َّ َ ُ‬ ‫في‪َ ،‬و ُ‬‫ين َّ‬
‫والمتَجالس َ‬‫في‪ُ ،‬‬‫ين َّ‬
‫ْمتَ َحابّْ َ‬
‫َمحبَّتي لل ُ‬
‫حيح‪.‬‬
‫الص ِ‬‫سناد ِه َّ‬ ‫ُ‬ ‫صحيح رواه مالِ ٌ‬
‫ك في الموطَِّإ بِإ ِ‬
‫فعل وأجر من يعلم الناس الدين ويقوـ بحلقة التعليم‪:‬‬
‫أمر النَّبِي الكريم ‪ ‬المسلموف بأف يعلموا الناس القرآف والفقو وىذه أمانة يجب‬
‫اف تبلغ‪.‬‬
‫اؿ رس ُ ِ‬
‫وؿ اللَّو ‪ " :‬تَػ َعلَّ ُموا الْ ُق ْرآ َف َوالَْف َرائِ َ‬
‫ض َو َعلّْ ُموا‬ ‫َع ْن أَبِي ُى َريْػ َرةَ ‪ ‬قَ َ‬
‫اؿ ‪:‬قَ َ َ ُ‬
‫وض"‪(.‬سنن الترمذي (ج‪/ٚ‬صٖ٘ٗ)‪(.‬المستدرؾ على الصحيحين‬ ‫َّاس فَِإنّْي َم ْقبُ ٌ‬
‫الن َ‬
‫للحاكم (ج‪/ٔٛ‬ص‪ ٖٕٛ‬ىذا حديث صحيح اإلسناد ولم يخرجاه(‪.‬‬
‫وقاؿ ‪" :‬بلغوا عني ولو آية"‪ (.‬صحيح البخاري ‪( -‬ج ٔٔ ‪ /‬ص ‪َ -ٕٚٚ‬ع ْن َعْب ِد‬
‫اللَّ ِو بْ ِن َع ْم ٍرو ‪.)‬‬
‫َح ُد ُى َما َعابِ ٌد َو ْاآل َخ ُر َعالِ ٌم‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬رج َبل ِ‬
‫َُ‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫َ َُ‬
‫اؿ‪ :‬ذُكِر لِ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ي‬‫ّْ‬
‫َعن أَبِي أُمامةَ الْب ِاىلِ‬
‫ََ َ‬ ‫ْ‬
‫وؿ‬
‫اؿ َر ُس ُ‬ ‫علِي َعلَى أَ ْدنَا ُك ْم ثُ َّم قَ َ‬ ‫ع ُل ال َْعالِ ِم َعلَى ال َْعابِ ِد َك َف ْ‬ ‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬فَ ْ‬ ‫اؿ َر ُس ُ‬‫فَػ َق َ‬
‫ين َحتَّى الن َّْملَةَ فِي ُج ْح ِرَىا‬ ‫ض‬ ‫ات و ْاألَر ِ‬
‫َ ََ َُ َ ْ َ ََ َ َ َ‬
‫السمو ِ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫َى‬ ‫أ‬‫و‬ ‫و‬‫ت‬‫ك‬‫َ‬ ‫ِ‬‫ئ‬‫بل‬‫َ‬ ‫م‬‫و‬ ‫و‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫َّ‬
‫ف‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫‪":‬‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫اللَّ‬
‫َّاس الْ َخْيػ َر"‪(.‬سنن الترمذي ‪( -‬ج ‪ / ٜ‬ص‬ ‫صلُّو َف َعلَى ُم َعلّْ ِم الن ِ‬ ‫وت لَيُ َ‬ ‫ْح َ‬ ‫َو َحتَّى ال ُ‬
‫يح‪.‬‬ ‫ح‬ ‫يث حسن غَ ِريب ص ِ‬ ‫د‬‫اؿ أَبو ِعيسى ى َذا ح ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌَ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫‪ .)ٕٜٜ‬قَ َ ُ َ َ َ‬
‫ك‬ ‫ي اهلل بِ َ‬ ‫كما أف الدعوة تجارة عظيمة قاؿ النبي ‪ ‬لعلي ‪ " : ‬فَػو اهلل َألَ ْف يػ ْه ِ‬
‫د‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َّع ِم "‪( .‬صػ ػػحيح البخػ ػػاري‬ ‫ػك ِمػ ػػن أَ ْف يَ ُكػ ػػو َف لَػ ػ َ‬
‫ػك ُح ْمػ ػ ُػر ال ػ ػنػ َ‬
‫رجػ ػ ًػبل و ِ‬
‫اح ػ ػ ًدا َخْي ػ ػ ٌػر لَػ ػ َ‬ ‫َُ َ‬
‫(جٓٔ‪/‬ص‪ -ٜٔٛ‬عن َس ْه ٌل ‪.)‬‬
‫اؿ قاؿ ‪ :‬رسوؿ اهلل ‪َ ": ‬م ْن َد َّؿ َعلَى َخْي ٍر فَػلَ ُو‬ ‫ي ‪ ‬قَ َ‬ ‫صا ِر ّْ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫األ‬‫ْ‬ ‫َعن أَبِي مسع ٍ‬
‫ود‬
‫َ‬ ‫ْ َ ُْ‬
‫اعلِ ِو"‪ (.‬سنن أبي داود ‪( -‬ج ٖٔ ‪ /‬ص ‪.)ٖٖٙ‬‬ ‫ِمثْل أَج ِر فَ ِ‬
‫ُ ْ‬
‫‪42‬‬
‫اؿ علَى الْ َخي ِر َك َف ِ‬
‫اعلِ ِو"‪(.‬المعجم‬ ‫وؿ اللَّ ِو ‪َّ ": ‬‬ ‫َع ْن َس ْه ِل بن َس ْع ٍد‪ ،‬قَ َ‬
‫ْ‬ ‫الد ُّ َ‬ ‫اؿ َر ُس ُ‬
‫اؿ‪ :‬قَ َ‬
‫الكبير للطبراني ‪( -‬ج ٘ ‪ /‬ص ‪.)ٗٚٚ‬‬
‫ويجب علينا عند قيامنا بحلقة التعليم أو البياف أف نستحعر ىذا األجر العظيم‬
‫كي نقوـ بحلقة التعليم يومياً بالشوؽ والرغبة‪.‬‬
‫تعمير المسجد بالصبلة ومجالس العلم والذكر أفعل الرباط‪:‬‬
‫عمار المساجد ىم من المرابطين في سبيل اهلل تعالى‪:‬‬
‫تعمير المساجد والجلوس فيها رباط في سبيل اهلل تعالى‪ ،‬عن أبي ىريرة ‪:‬‬
‫قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪" :‬الرباط أفعل الرباط الصبلة بعد الصبلة ‪ ،‬ولزوـ‬
‫مجالس الذكر ‪ ،‬ما من عبد يصلي ثم يجلس في مجلسو‪ ،‬إال صلت عليو‬
‫المبلئكة حتى يحدث"‪(.‬مصنف عبد الرزاؽ‪( -‬جٔ ‪/‬ص ٕٔ٘)‪( -.‬مسند‬
‫الطيالسي ‪( -‬ج ‪ / ٚ‬ص ٖٖٔ(‪.‬‬
‫اؿ ‪ ":‬أ ََال أُ ْخبِ ُرُك ْم بِ َما يَ ْم ُحو اللَّوُ بِ ِو‬
‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬قَ َ‬ ‫َف َر ُس َ‬‫َع ْن أَبِي ُى َريْػ َرةَ ‪ : ‬أ َّ‬
‫وء ِع ْن َد ال َْم َكا ِرِه َوَكثْػ َرةُ الْ ُخطَى إِلَى‬ ‫ضِ‬ ‫الدرج ِ‬ ‫ِ‬
‫ات إِ ْسبَاغُ ال ُْو ُ‬ ‫الْ َخطَايَا َويَػ ْرفَ ُع بِو َّ َ َ‬
‫ط فَ َذلِ ُك ْم‬ ‫ط فَ َذلِ ُك ْم ّْ‬
‫الربَا ُ‬ ‫الص َبل ِة فَ َذلِ ُك ْم ّْ‬
‫الربَا ُ‬ ‫الص َبل ِة بَػ ْع َد َّ‬
‫ار َّ‬ ‫ظ‬
‫َ‬
‫َ ُ‬
‫اج ِد وانْتِ‬ ‫الْمس ِ‬
‫ََ‬
‫ط"‪(.‬موطأ مالك‪(-‬جٕ‪/‬ص‪( ،)ٙ‬صحيح مسلم (جٕ‪/‬ص‪.)٘ٚ‬‬ ‫الربَا ُ‬
‫ّْ‬
‫عمار المساجد لهم المغفرة وتبدؿ سيئاتهم إلى حسنات‪:‬‬
‫اجتَ َمعُوا يَ ْذ ُك ُرو َف اللَّ َو‬ ‫ـ‬‫اؿ ‪ ":‬ما ِمن قَػوٍ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫وؿ اللَّ ِ‬
‫و‬ ‫ِ‬ ‫س‬‫ر‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪‬‬ ‫ك‬‫ٍ‬ ‫ِ‬‫س بْ ِن َمال‬ ‫َع ْن أَنَ ِ‬
‫َ ْ ْ ْ‬ ‫َْ َُ‬
‫ورا لَ ُك ْم قَ ْد‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫غ‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫ا‬‫و‬ ‫وم‬‫ُ‬‫ق‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫َ‬‫أ‬ ‫السم ِ‬
‫اء‬ ‫َّ‬ ‫ن‬‫م‬‫ك إَِّال وجهو إَِّال نَاداىم من ٍاد ِ‬‫َ‬ ‫َال ي ِري ُدو َف بِ َذلِ‬
‫ُ َ ً‬ ‫ُْ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫ُ‬
‫ت سيّْئَاتُ ُكم حسنَ ٍ‬
‫ات"‪ (.‬مسند أحمد ‪( -‬ج ٕ٘ ‪ /‬ص ‪.)ٗٙ‬‬ ‫بُ ّْدلَ ْ َ ْ َ َ‬
‫عمار المساجد يباىى اهلل عز وجل بهم المبلئكة في الملكوت األعلى‪:‬‬
‫اؿ‪َ :‬ما‬ ‫المس ِج ِد‪ ،‬فَػ َق َ‬ ‫ٍ‬
‫اؿ‪َ :‬خرج معا ِويَة ‪ ‬علَى َح ْل َقة في ْ‬ ‫ري ‪ ‬قَ َ‬ ‫وعن أَبي سعيد ال ُخ ْد ّْ‬
‫ِ‬
‫َجلَسنَا‬ ‫اؾ؟ قالوا‪َ :‬ما أ ْ‬ ‫اؿ‪ :‬آللَّو َما أ ْ‬
‫َجلَس ُكم إِالَّ َذ َ‬ ‫َجلَس ُك ْم؟ قالُوا‪ :‬جلَ ْسنَا نَ ْذ ُك ُر اللَّو‪ .‬قَ َ‬‫أْ‬
‫وؿ اللَّ ِو‬
‫رس ِ‬ ‫ن‬ ‫اؿ‪ :‬أَما إِنّْي لَم أَستحلِ ْف ُكم تُػهمةً لَ ُكم وما كا َف أَح ٌد بم ْن ِزلَتي ِ‬
‫م‬ ‫اؾ‪ ،‬قَ َ‬‫إِالَّ َذ َ‬
‫ْ ُ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َْ ْ‬
‫‪43‬‬
‫‪":‬ما‬
‫اؿ َ‬ ‫خرج علَى َح ْل َق ٍة ِمن أَصحابِو فَػ َق َ‬ ‫رسوؿ اللو ‪َ ‬‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أقل ع ْنوُ َحديثاً منّْي‪ :‬إِ َّف ُ‬ ‫‪َّ ‬‬
‫علينا‪.‬‬ ‫ومن بِ ِ‬
‫و‬ ‫َّ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بلـ‬‫س‬ ‫ِ‬
‫ئل‬‫أَجلَس ُكم؟ "قالوا‪ :‬جلَسنَا نَذ ُكر اللَّو‪ ،‬ونحم ُدهُ علَى ماى َدانَا لِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫قاؿ‪" :‬أَما إِنّْي لَ ْم‬
‫اؾ‪َ .‬‬ ‫اؾ؟ قالوا‪ :‬واللَّو َما أ ْ‬
‫َجلَسنا إِالَّ َذ َ‬ ‫قَاؿ‪ ":‬آللَّو َما أ ْ‬
‫َجلَس ُك ْم إِالَّ َذ َ‬
‫باىي بِ ُك ُم المبلئ َكةَ "‪(.‬رواهُ‬ ‫َف اللَّو ي ِ‬
‫يل فَأَ ْخبرني أ َّ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫جب‬ ‫ي‬‫َستَ ْحلِ ْف ُكم تُهمةً ل ُكم‪ ،‬ولِكنَّوُ أَتانِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫أْ‬
‫مسلم)‪.‬‬
‫ٌ‬
‫جوائز مجالس الخير واإليماف‪ :‬الرحمة السكينة الذكر عند اهلل عز وجل‪:‬‬
‫وؿ اللَّ ِو ‪" :‬ال يَػ ْق ُع ُد قَػ ْوٌـ ي ْذ ُك ُرو َف اللَّوَ إِالَّ َّ‬
‫حف ْتػ ُه ُم‬ ‫رس ُ‬ ‫اؿ ُ‬ ‫سعيد ‪ :‬قَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫عن أَبي‬
‫ْ‬
‫الس ِكينَة‪ ،‬وذ َك َرُىم اللَّو فِيمن ِع ْن َدهُ"‪( .‬رواه‬ ‫ت علَْي ِه ْم َّ‬
‫الر ْحمةُ ونَػ َزلَ ْ‬
‫يته ُم َّ‬ ‫ِ‬
‫المبلئِكة‪ ،‬وغش ُ‬
‫مسلم)‪.‬‬
‫عمار المساجد أحب عباد اهلل الى اهلل تعالى‪:‬‬
‫قاؿ‪:‬‬
‫يث َ‬ ‫الح ِد َ‬ ‫ع‬ ‫ف‬
‫َ‬‫ر‬ ‫ػ‬‫ي‬ ‫ٍ‬
‫ش‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫ػ‬
‫ُ‬‫ق‬ ‫ن‬‫م‬‫اؽ‪ ،‬والبػيػه ِقي‪ ،‬عن معم ٍر‪ ،‬عن رج ٍل ِ‬ ‫الرّز ِ‬
‫وأ ْخ َر َج َعْب ُد َّ‬
‫َْ َ ْ ُ َ‬ ‫َ ْ َ ُّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ‬
‫ب ِع ِ‬
‫بادي إلَ َّي الَّ ِذين يػتَحابُّو َف فِ َّي والَّ ِ‬
‫ين يَػ ْع ُم ُرو َف‬
‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ََ‬ ‫أح َّ‬‫إف َ‬ ‫وؿ اللَّوُ تَ َ‬
‫بار َؾ وتَعالى‪َّ :‬‬ ‫"يَػ ُق ُ‬
‫ت بِ َخل ِْقي َعذابًا‬ ‫ين إذا َأر ْد ُ‬ ‫َ‬
‫ك الَّ ِ‬
‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ساج ِدي‪ ،‬والَّ ِذين يسَتػ ْغ ِفرو َف بِاألسحا ِر‪ ،‬أُولَئِ‬
‫ْ‬ ‫َ َْ ُ‬
‫م ِ‬
‫َ‬
‫ت َعذابِي َع ْن َخل ِْقي"‪.‬‬‫ص َرفْ ُ‬‫ذََك ْرتُػ ُه ْم‪ ،‬فَ َ‬
‫عمار المساجد اوتاد المساجد‪:‬‬
‫ادا ال َْم َبلئِ َكةُ ُجلَ َسا ُؤ ُى ْم إِ ْف‬ ‫اؿ إِ َّف لِلْمس ِ‬
‫اج ِد أ َْوتَ ً‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫ي‬‫ّْ‬ ‫َع ْن أَبِي ُىريْػرةَ ‪َ ‬ع ْن النَّبِ‬
‫ََ‬ ‫ََ‬
‫وى ْم"‪ (.‬مسند أحمد‬ ‫ن‬‫ا‬ ‫َع‬‫أ‬ ‫ٍ‬
‫ة‬ ‫اج‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ن‬ ‫ا‬‫ك‬ ‫ف‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫َ َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫غَابُوا يَػ ْفتَ ُ ُ ْ َ َ ُ َ ُ ُ ْ َ‬
‫م‬‫وى‬‫اد‬‫ع‬ ‫ا‬‫و‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫إ‬‫و‬ ‫م‬‫ه‬‫ػ‬
‫َ‬‫ن‬‫و‬‫د‬ ‫ق‬
‫‪( -‬ج ‪ / ٜٔ‬ص ‪ (،)ٜٜ‬ورواه الحاكم في المستدرؾ على الصحيحين عن عبد‬
‫اهلل بن سبلـ ‪( - ‬ج ‪ / ٛ‬ص ٓ‪ .)ٔٙ‬وقاؿ ‪ :‬ىذا حديث صحيح على شرط‬
‫الشيخين موقوؼ ولم يخرجاه‪ .‬ورواه البيهقي في شعب اإليماف ‪( -‬ج ‪ / ٙ‬ص‬
‫ٗ‪ )ٗٙ‬عن سعيد بن المسيب ‪.)‬‬

‫‪44‬‬
‫عمار المساجد أماف ألىل األرض ‪:‬‬
‫تعمير المسجد باعماؿ الدعوة والجلوس فيو سبب لتامين البشرية من‬
‫العذاب‪:‬‬
‫وؿ اللَّ ِو ‪َّ :‬‬
‫"إف اللَّوَ‬ ‫قاؿ َر ُس ُ‬
‫قاؿ‪َ :‬‬ ‫س َ‬ ‫ِ‬
‫اإليماف“ َع ْن أنَ ٍ‬ ‫ب‬‫وأ ْخ َر َج الَبػْيػ َه ِق ُّي في ” ُش َع ِ‬
‫ت إلى عُ ّما ِر بُػيُوتِي‪،‬‬‫ض َعذابًا‪ ،‬فَإذا نَظَْر ُ‬ ‫وؿ‪ " :‬إنّْي َأل ُى ُّم بِ ْأى ِل ْ‬
‫األر ِ‬ ‫ُسْبحانَوُ يَػ ُق ُ‬
‫ت َعْنهم"‪.‬‬ ‫ص َرفْ ُ‬ ‫‪،‬‬‫ر‬‫ِ‬ ‫حا‬‫األس‬‫ِ‬
‫ب‬ ‫ين‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫والمتَحابّْين فِ َّي‪ ،‬والمسَتػغْ ِ‬
‫ف‬
‫َ‬ ‫ُْ َ ْ‬ ‫ُ َ‬
‫القياـ بالدعوة ىو تامين لؤلمة من الهبلؾ‪:‬‬
‫صلِ ُحو َف)‪ .‬فقد نفى اهلل‬ ‫م‬ ‫ا‬
‫ََْ ُ ْ‬‫ه‬ ‫ُ‬‫ل‬‫َى‬‫أ‬
‫و‬ ‫ٍ‬
‫ْم‬‫ل‬‫ظ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ى‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫ك لُ ْ‬
‫ػ‬‫ي‬ ‫قاؿ تعالى‪َ ( :‬وَما َكا َف َربُّ َ‬
‫الهبلؾ المحقق واثبت اهلل النجاة المحققة لجميع الناس إذا قاموا بالدعوة‪.‬‬
‫ك َوفِينَا‬ ‫وؿ اللَّ ِو أَفَػَنػ ْهلِ ُ‬
‫ش رضي اهلل عنها ‪ ،‬قالت يَا َر ُس َ‬ ‫ت َج ْح ٍ‬ ‫َعن َزيْػنَب بِْن ِ‬
‫ْ َ‬
‫ث‪( .‬رواه البخاري)‪.‬‬ ‫الصالِ ُحو َف قَ َ‬
‫اؿ نَػ َع ْم إِ َذا َكثُػ َر الْ ُخْب ُ‬ ‫َّ‬
‫وؼ‬‫عن حذيفة بن اليماف ‪ ‬أف النبي ‪ ‬قاؿ‪" :‬والَّ ِذي نَػ ْف ِسي بِي ِده لَتأْمر َّف بِالْمعر ِ‬
‫َ َ ُُ َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ث َعلَْي ُك ْم ع َقابًا م ْن عْن ِده‪ ،‬ثُ َّم لَتَ ْدعُنَّوُ‬‫وش َك َّن اهللُ أ ْف يَػْبػ َع َ‬ ‫ولََتػْنػهو َّف َع ِن الْمْن َك ِر‪ ،‬أَو لَي ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬
‫يب لَ ُك ْم‪( ".‬رواه أحمد)‪.‬‬ ‫ج‬‫فَبل يستَ ِ‬
‫َ َّ ُ ْ ۡ َ ٗ َّ‬ ‫َْ ُ‬
‫ويحذر المولى عز وجل عباده من القعود عن الدعوة‪ :‬قاؿ تعالى‪( :‬وٱتلٔا ف ِخِث َّل‬
‫ُ ۡ َ ٓ َّ ٗ َ ۡ َ ُ ٓ ْ َ َّ َّ َ َ ُ ۡ َ‬ ‫ُ َ َّ َّ َ َ َ ُ ْ‬
‫اب)‪(.‬االنفاؿ‪.)ٕ٘-‬‬ ‫ح ِصيَب ٱَّلِيَ ظئٍا ٌِِلً خاصث َۖوٱغئٍا أن ٱّلِل ط ِديد ٱىػِل ِ‬
‫الدعوة ىي السبب الرئيسي لنجاة الداعي من العذاب والهبلؾ والفتن‪:‬‬
‫ٱلص ٓٔءِ َوأَ َخ ۡذَُا َّٱَّلِيََ‬ ‫قاؿ تعالى‪( :‬فَيَ ٍَّا ن َ ُصٔا ْ ٌَا ُذ ّن ُِروا ْ ةِّۦٓ أَجنَ ۡي َِا َّٱَّل َ‬
‫ِيَ َح ِۡ َٓ ۡٔ َن َغَ ُّ‬
‫ِ‬ ‫ْ ِ‬ ‫َ ْ‬
‫َ َ ُ َۡ ُ ُ َ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫اب َبِٔيب ۢ ةٍِا َكُٔا حفصلٔن ‪( .)١٦٥‬االعراف‪.)561-‬‬
‫ظئٍا ةِػ ِۢ‬
‫ذ‬
‫ترؾ الدعوة واألمر بالمعروؼ والنهي عن المنكر سبب لنزوؿ العذاب العاـ‪:‬‬

‫‪45‬‬
‫َّاس ْ إِنَّ َُك ْم تَػ ْق َرءُ َو َف َى ِذ ِه ْاآل َيَةَ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ػ‬‫ي‬
‫ُّ‬‫َ‬‫أ‬ ‫ا‬‫ي‬
‫َ‬ ‫‪":‬‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ػ‬‫ف‬
‫َ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ط‬
‫َ‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫و‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ن‬‫َ‬‫أ‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‬
‫ّْيق‬ ‫د‬ ‫الص‬
‫ّْ‬ ‫ٍ‬
‫ر‬ ‫ك‬
‫ْ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫َع ْن أَبِ‬
‫ۡ‬ ‫َّ َ ٰٓ َ ُّ َ َّ َ َ َ ُ ُ َ ۡ ُ ۡ ُ َ ُ‬
‫ض َع َها اللوُ (يأحٓا ٱَّلِيَ ءأٌِا غييلً أُفصلًَۖ َّل‬ ‫ععُونَػ َها َعلَى َّغَْي ِر ََما َۡو َ‬ ‫َوتَ َ‬
‫َّاس إِذَا َرأ َْوا‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫َّ‬
‫ف‬ ‫وؿ إِ‬
‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ػ‬‫ي‬ ‫و‬‫ول اللَّ ِ‬ ‫َ‬ ‫س‬‫ر‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫س‬ ‫)‬‫ً‬ ‫كً ٌََّ َطو إذا ٱْ َخ َد ۡح ُخ ۡ‬ ‫َ ُ ُّ ُ‬
‫يُض‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫َ ْ ُ َُ‬ ‫ِۚ‬ ‫ِ‬
‫ك أَ ْف يَػعُ َّم ُه ْم اللَّوُ بِِع َقابِِو‪( .‬مسند أحمد)‪.‬‬ ‫وش ُ‬ ‫الْمْن َكر بػيػَنػهم فَػلَم يػْن ِكروهُ ي ِ‬
‫ُ َ َْ ُ ْ ْ ُ ُ ُ‬
‫فقيامنا بالدعوة إلى اهلل ورسولو ‪ ‬وتعمير المساجد سببا للنجاة واألماف من‬
‫العذاب حتى على مستوى الفرد ‪ :‬عن جابر ‪ ‬قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪ " ‬أوحى‬
‫اهلل عز وجل إلى جبريل عليو السبلـ أف اقلب مدينة كذا وكذا بأىلها قاؿ‪ :‬فقاؿ‪:‬‬
‫يا رب إف فيهم عبدؾ فبلنا لم يعصك طرفة عين قاؿ‪ :‬فقاؿ‪ :‬اقلبها عليهم‪ ،‬فإف‬
‫وجهو لم يتمعر في ساعة قط " (رواه البيهقي)‪.‬‬
‫وؿ اللَّ ِو ‪َ ": ‬مثَلِي َوَمثَػلُ ُك ْم َك َمثَ ِل َر ُج ٍل أ َْوقَ َد نَ ًارا‬ ‫اؿ َر ُس ُ‬ ‫اؿ‪ :‬قَ َ‬‫و َع ْن َجابِ ٍر ‪ ‬قَ َ‬
‫آخ ٌذ بِ ُح َج ِزُك ْم َع ْن النَّا ِر‬ ‫فَجعل الْجن ِادب والَْفراش يػ َقعن فِيها وىو ي ُذبُّػه َّن عْنػها وأَنَا ِ‬
‫َ َ َ ََ ُ َ َ ُ َ ْ َ َ َ ُ َ َ ُ َ َ َ‬
‫َوأَنْػتُ ْم تَػ َفلَّتُو َف ِم ْن يَ ِدي"‪( .‬رواه مسلم)‪.‬‬
‫الدعوة إلى اهلل تعالى ىي طريق النجاة والسبلمة وتركها سببا للعبلؿ‬
‫والهبلؾ‪:‬‬
‫اؿ ‪َ ":‬مثَ ُل الَْقائِِم َعلَى‬ ‫ض َي اللَّوُ َعْنػ ُه َما َع ْن النَّبِ ّْي ‪ ‬قَ َ‬ ‫عن النػ ُّْعما َف بْن ب ِشي ٍر ر ِ‬
‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ع ُه ْم أَ ْع َبل َىا‬ ‫ع‬ ‫ػ‬‫ب‬ ‫اب‬ ‫َص‬ ‫أ‬ ‫َ‬‫ف‬ ‫ٍ‬
‫ة‬ ‫ين‬
‫َ َ َ ْ َْ َ ُ َ َ َ َ َ َ ْ ُ‬‫ِ‬
‫ف‬ ‫س‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫ا‬‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ػ‬‫ت‬‫اس‬ ‫ـ‬ ‫و‬ ‫ػ‬‫ق‬
‫َ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ث‬‫م‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ا‬‫يه‬‫ِ‬
‫ف‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اق‬ ‫ْو‬
‫ل‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ود‬‫ُح ُد‬
‫َ َ‬
‫اسَتػ َق ْوا ِم ْن ال َْم ِاء َم ُّروا َعلَى َم ْن فَػ ْوقَػ ُه ْم‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ا‬ ‫ه‬‫عهم أَس َفلَها فَ َكا َف الَّ ِذين فِي أَس َفلِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َوبَػ ْع ُ ُ ْ ْ َ‬
‫ادوا‬‫وى ْم َوَما أ ََر ُ‬‫صيبِنَا َخ ْرقًا َولَ ْم نػُ ْؤِذ َم ْن فَػ ْوقَػنَا فَِإ ْف يَػْتػ ُرُك ُ‬‫فَػ َقالُوا لَو أَنَّا َخرْقػنَا فِي نَ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫َىلَ ُكوا َج ِم ًيعا َوإِ ْف أَ َخ ُذوا َعلَى أَيْ ِدي ِه ْم نَ َج ْوا َونَ َج ْوا َج ِم ًيعا"‪( .‬رواه البخاري)‪.‬‬
‫والقياـ بالدعوة ىو شرط لقبوؿ دعاء المسلمين وقعاء الحوائج والنصرة من اهلل‬
‫تعالى‪ :‬قاؿ النبي ‪ :‬أيها الناس إف اهلل عز وجل يقوؿ مروا بالمعروؼ وانهوا عن‬
‫المنكر من قبل أف تدعوني فبل أجيبكم وتسألوني فبل أعطيكم وتستنصروني فبل‬
‫أنصركم‪( .‬رواه البيهقي عن عائشة رضي اهلل عنها)‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫تعمير المسجد سببا للتوبة واإلصبلح وحصوؿ جوائز عظيمة‪:‬‬
‫وأخرج الطبراني عن أبي أمامة ‪ ‬قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪ " :‬إف لقماف قاؿ‬
‫البنو‪ :‬يا بني عليك بمجالسة العلماء‪ ،‬واسمع كبلـ الحكماء ‪ ،‬فإف اهلل يحيي‬
‫القلب الميت بنور الحكمة كما تحيا األرض الميتة بوابل المطر "‪( .‬الدر المنثور‬
‫(جٕ‪/‬ص ‪.)ٕٓٛ‬‬
‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬يَػ ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وؿ‪:‬‬ ‫ت َجدّْي َر ُس َ‬ ‫ع‬‫م‬
‫َ ْ ُ‬ ‫س‬ ‫‪:‬‬ ‫قاؿ‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫وأ ْخ َر َج الطَّبَران ُّي َع ِن َ‬
‫الح َس ِن بْ ِن َعل ٍّ‬
‫بلؼ إلى المس ِج ِد أصاب أ ًخا مستفادا في اللَّ ِو‪ِ ،‬‬
‫وعل ًْما ُم ْستَظ َْرفًا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫"من أ ْدمن ِاال ْختِ‬
‫ُ َْ ً‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ََ‬
‫ياء و َخ ْشيَةً‬ ‫ح‬ ‫وب‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫الذ‬ ‫ؾ‬
‫ُ‬ ‫ر‬‫ػ‬‫ت‬‫ْ‬ ‫ػ‬‫ي‬‫و‬ ‫دى‪،‬‬ ‫الر‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ص‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫م‬ ‫وَكلِمةً تَ ْدعُوهُ إلى الهدى‪ ،‬وَكلِ‬
‫َ َ ً‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ْأو نِْع َمةً ْأو َر ْح َمةً ُمْنتَظََرةً"‪( .‬عيوف االخبار ألبن قتيبو"ٖ\ٖ)‪.‬‬
‫فعل تفريغ األوقات في سبيل اهلل تعالى من أجل ىداية الناس وتعليمهم‪:‬‬
‫إف فعل تفريغ األوقات في سبيل اهلل لهداية الناس وتعليمهم وإلعبلء كلمتو وخدمة‬
‫دينو ال يعدلو فعل ألي عمل أخر‪ .‬فلو قابلنا موقف الداعي إلى اهلل وىو يدعو‬
‫الناس إلى اهلل عز وجل مع عبادة العابد في ليلة القدر عند الحجر األسود لوجدنا‬
‫أف العابد ال يتجاوز نفع عبادتو نفسو‪ ،‬أما الداعي إلى اهلل فقد تنتفع أمم بدعوتو‪،‬‬
‫كما انتفع الذين آمنوا مع أنبيائهم بدعوتهم إياىم‪ ،‬وانتفع أفراد وقبائل من العرب‬
‫بدعوة من أسلم منهم‪ .‬فقد اسلم أكثر العشرة المبشرين بالجنة بدعوة سيدنا أبي‬
‫بكر الصديق ‪ ‬وىم عثماف بن عفاف وأبو عبيدة بن الجراح والزبير بن العواـ‬
‫وطلحة بن عبيد اهلل وسعد بن أبي وقاص ‪.‬‬
‫وأسلم بدعوتو أيعا‪ :‬عثماف بػن مظعػوف واألرقػم بػن أبػي األرقػم وأبػو سػلمة بػن عبػد‬
‫األسد ‪.‬‬
‫أسلم أسعد بن زرارة ‪ :‬بدعوة سيدنا مصعب بن عمير‪ ،‬ثم أسلم سػعد بػن معػاذ ‪‬‬
‫ورجع إلى قومو فدعاىم إلى اهلل عز وجل فما أمسى في دار بني عبد األشػهل رجػل‬
‫وال امرأة إال مسلما أو مسلمة‪( .‬رواه البيهقي)‪.‬‬
‫وأسلمت قبيلة دوس بدعوة‪ :‬طفيل بن عمرو الدوسي ‪( .‬رواه البيهقي)‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫وأسلمت قبيلة غفار ‪ :‬بدعوة أبي ذر الغفاري ‪ ‬وأسلمت قبيلة صداء بدعوة زيػاد‬
‫بن الحارث الصدائي‪( .‬رواه البيهقي في دالئل النبوة)‪.‬‬
‫مرة الجهني ‪.‬‬ ‫وأسلمت قبيلة جهينة بدعوة عمر بن َّ‬
‫وأسػػلمت قبيلػػة بنػػي بكػػر بػػن سػػعد ‪ :‬بػػدعوة ضػػماـ بػػن ثعلبػػة ‪( .‬رواه احمػػد فػػي‬
‫مسػػنده عػػن ابػػن عبػػاس رضػػي اهلل عنهمػػا‪ ،‬وقػػاؿ الهيثمػػي فػػي المجمػػع ‪ :‬رواه أحمػػد‬
‫والطبرانػػي فػػي الكبيػػر ورجػػاؿ أحمػػد رجػػاؿ الصػػحيح ‪( .‬وأصػػلو فػػي الصػػحيحين عػػن‬
‫انس ‪.)‬‬
‫وغير ىػذه مػن الفتوحػات التػي كػاف السػبب فيهػا خػروج الصػحابة مػن أجػل أف يعبػد‬
‫اهلل‪ ،‬وتركػوا اوطػػانهم مػػن أجػػل ذلػػك وانفقػوا الغػػالي والنفػػيس‪ .‬فػػبل شػػك أف مواقػػف‬
‫ىػػؤالء الصػػحابة الكػراـ رضػػي اهلل عػػنهم فػػي الػػدعوة إلػػى اهلل عػػز وجػػل – خيػػر مػػن‬
‫عبادة العُبَاد أعمارىم كلهػا فػي أفعػل األمػاكن وأفعػل األزمنػة لمػا فػي دعػوتهم مػن‬
‫األثر على ىدايػة النػاس وخػروجهم مػن الظلمػات إلػى النػور ودخػولهم فػي رحمػة اهلل‬
‫األنبياء عليهم السبلـ ‪.‬‬ ‫بعثة‬ ‫مقصد‬ ‫مع‬ ‫افق‬‫و‬ ‫يت‬ ‫وىذا‬ ‫وجل‬ ‫عز‬
‫هاس ٌِهََ‬ ‫ٓ َ َٰ ٌ َ َ ۡ َ َٰ ُ َ ۡ َ‬
‫هم ُِ ُ ۡرهر َج ٱنلَّ َ‬
‫ِ‬ ‫كما قاؿ اهلل سػبحانو وتعػالى ‪( :‬الرن نِتب أُزىنهّ إِۡل‬
‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َٰ‬ ‫ۡ َّ ۡ َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ ُ‬
‫يز ٱۡل ٍِي ِد ‪( .)١‬إبراىيم‪.)ٔ/‬‬ ‫َٰ‬
‫صر ِط ٱىػ ِز ِ‬ ‫ج إ َِل ٱنلٔرِ بِإِذ ِن رب ِ ًِٓ إَِل ِ‬ ‫َٰ‬
‫ٱىظيم ِ‬
‫عمار المساجد أىل اهلل تعالى‪:‬‬
‫س بْ ِن مالِ ٍ‬‫األو َس ِط“‪ ،‬والَبػْيػ َه ِق ُّي‪َ ،‬ع ْن أنَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫أ ْخ َر َج الَبػ ّز ُار‪ ،‬وأبُو يَػ ْعلى‪ ،‬والطَّبَران ُّي في ” ْ‬
‫وت اللَّ ِو ىم ْأى ُل اللَّ ِو" ‪.‬‬ ‫"إف عُمار بػي ِ‬
‫ّ َ ُُ‬ ‫َّ‬ ‫‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫وؿ اللَّ ِ‬
‫و‬ ‫قاؿ َر ُس ُ‬‫قاؿ‪َ :‬‬ ‫‪َ ‬‬
‫عاىةٌ ِم َن‬
‫َ‬ ‫"إذا‬ ‫‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫وؿ اللَّ ِ‬
‫و‬ ‫ُ‬ ‫س‬
‫َُ‬‫ر‬ ‫قاؿ‬
‫َ‬ ‫‪:‬‬‫قاؿ‬
‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬
‫ك‬ ‫س ب ِن مالِ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ُّ‬ ‫وأ ْخرج البػيػه ِ‬
‫ق‬ ‫َ َ َْ َ‬
‫ساج ِد"‪.‬‬
‫ت َعن عُما ِر الم ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬‫ف‬‫ِ‬
‫ر‬ ‫ص‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬‫ِ‬
‫ز‬ ‫ن‬
‫ْ‬‫ُ‬‫أ‬ ‫الس ِ‬
‫ماء‬ ‫َّ‬
‫ْ ّ َ‬ ‫ُ‬
‫عمار المساجد أحباب اهلل عز وجل‪:‬‬
‫قاؿ‬
‫قاؿ‪َ :‬‬
‫ي َ‬ ‫ي‪َ ،‬عن أبِي س ِع ٍ‬
‫يد ال ُخ ْد ِر ّْ‬ ‫ٍّ‬ ‫وأ ْخرج الطَّبرانِ ُّي في ”األوس ِط“‪ ،‬وابن َع ِ‬
‫د‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ‬ ‫َْ‬ ‫ََ َ‬
‫الم ْس ِج َد ألَِفوُ اللَّوُ"‪.‬‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫وؿ اللَّ ِو ‪" :‬من ألِ‬
‫َ‬ ‫َر ُس ُ‬
‫‪48‬‬
‫عمار المساجد في ضماف اهلل عز وجل‪:‬‬
‫ض ِام ٌن َعلَى‬ ‫اؿ ‪" :‬ثََبلثَةٌ ُكلُّ ُه ْم َ‬ ‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬قَ َ‬ ‫اىلِ ّْي ‪َ ‬ع ْن ر ُس ِ‬
‫َ‬
‫َعن أَبِي أُمامةَ الْب ِ‬
‫ََ َ‬ ‫ْ‬
‫ض ِام ٌن َعلَى اللَّ ِو َحتَّى‬ ‫يل اللَّ ِو فَػ ُه َو َ‬ ‫اللَّ ِو َع َّز َو َج َّل َر ُج ٌل َخ َر َج غَا ِزيًا فِي َسبِ ِ‬
‫اح إِلَى‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫اؿ ِمن أَج ٍر وغَنِيم ٍ‬
‫ة‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ن‬ ‫ا‬ ‫م‬‫ِ‬
‫ب‬ ‫َّه‬
‫ُ‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ػ‬ ‫ي‬ ‫َو‬ ‫أ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ْج‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫يػتػوفَّاه فَػي ْد ِ‬
‫خ‬
‫َ َ ََ ُ ٌ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ ُ ُ‬
‫اؿ ِم ْن‬
‫ْجنَّةَ أ َْو يَػ ُردَّهُ بِ َما نَ َ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ض ِامن علَى اللَّ ِو حتَّى يػتػوفَّاه فَػي ْد ِ‬
‫خ‬
‫َ ََ َ ُ ُ ُ َ‬ ‫ال َْم ْس ِج ِد فَػ ُه َو َ ٌ َ‬
‫ل"‪ (.‬سنن أبي‬ ‫ض ِام ٌن َعلَى اللَّ ِو َع َّز َو َج َّ‬ ‫س َبلٍـ فَػ ُه َو َ‬
‫َ‬
‫َج ٍر وغَنِيم ٍة ور ُجل َد َخل بَػ ْيتَوُ بِ‬
‫أ ْ َ َ ََ ٌ َ‬
‫داود (ج‪/ٚ‬صٔ)‪ (،‬المستدرؾ على الصحيحين للحاكم (ج‪/ٙ‬ص‪ - )ٜ‬ىذا حديث‬
‫صحيح اإلسناد ولم يخرجاه ‪.‬‬
‫عمار المساجد لهم الحياة الطيبة وحسن الخاتمة‪:‬‬
‫وؿ اللَّ ِو ‪ ": ‬أَتَانِي اللَّْيػلَةَ َربّْي‬ ‫اؿ َر ُس ُ‬ ‫اؿ قَ َ‬ ‫اس رضي اهلل عنهما قَ َ‬ ‫َع ْن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫اؿ يَا ُم َح َّم ُد َى ْل‬ ‫اؿ فِي ال َْمنَ ِاـ فَػ َق َ‬ ‫َح َسبُوُ قَ َ‬ ‫أ‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫تَػبار َؾ وتَػعالَى فِي أَحس ِن صورٍ‬
‫ة‬
‫ْ‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ض َع يَ َدهُ بَػ ْي َن َكتِ َف َّي َحتَّى‬ ‫اؿ فَػ َو َ‬ ‫ْت َال قَ َ‬ ‫اؿ قُػل ُ‬ ‫ص ُم ال َْم َؤلُ ْاألَ ْعلَى قَ َ‬ ‫تَ ْد ِري فِيم ي ْختَ ِ‬
‫ََ‬
‫ات َوَما فِي‬ ‫السماو ِ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫ت ما فِ‬ ‫ُ‬ ‫م‬ ‫اؿ فِي نَح ِري فَػعلِ‬ ‫ت بَػ ْر َد َىا بَػ ْي َن ثَ ْديَ َّي أ َْو قَ َ‬ ‫َو َج ْد ُ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اؿ فِي‬ ‫ْت نَػ َع ْم قَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ػ‬
‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫األ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ؤل‬‫َ‬ ‫ْم‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ص‬ ‫ت‬‫خ‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫يم‬ ‫ِ‬
‫اؿ يَا ُم َح َّم ُد َى ْل تَ ْد ِري ف َ َ َ ُ َ‬ ‫ض قَ َ‬ ‫ْاألَ ْر ِ‬
‫الصلَو ِ‬ ‫اج ِ‬
‫ِ‬ ‫ث فِ‬ ‫ِ‬
‫ات َوال َْم ْش ُي َعلَى‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ع‬
‫َْ‬ ‫ػ‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫س‬
‫َِ َ‬‫ْم‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ك‬‫ْ‬ ‫ْم‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ات‬
‫ُ‬ ‫الْ َك َّف َار َ َ‬
‫ار‬ ‫َّ‬
‫ف‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ات‬
‫اش‬ ‫ع‬ ‫ك‬ ‫ضوء فِي الْم َكا ِرِه ومن فَػعل َذلِ‬ ‫ْو‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫غ‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫اع ِ‬ ‫ْاألَقْ َد ِاـ إِلَى ال‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْج َم َ َ ْ‬
‫إ‬‫و‬ ‫ات‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ص‬ ‫ا‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ِ‬‫إ‬ ‫د‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫اؿ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ُم‬
‫ُّ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫د‬‫ل‬
‫َ‬‫و‬ ‫بِخي ٍر ومات بِخي ٍر وَكاف ِمن خ ِطيئتِ ِو َكيػوِ‬
‫ـ‬
‫ََْ‬ ‫َْ ََ َ َْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ َ َ ُ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ساكِي ِن َوإِ َذا‬ ‫ْم‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬
‫َّ‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫ات وتَػر َؾ الْم ْن َكر ِ‬
‫ات‬ ‫ك فِ ْعل الْ َخ ْيػر ِ‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫َس‬‫أ‬ ‫ي‬ ‫ّْ‬
‫ن‬ ‫فَػ ُقل اللَّ ُه َّم إِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ات إِفْ َشاءُ َّ‬
‫الس َبلِـ‬ ‫الد َر َج ُ‬ ‫اؿ َو َّ‬ ‫ٍ‬
‫ك غَْيػ َر َم ْفتُوف قَ َ‬ ‫عني إِلَْي َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت بِعبَاد َؾ ف ْتػنَةً فَاقْبِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫أ ََر ْد َ‬
‫اـ"‪( .‬سنن الترمذي (جٔٔ‪/‬ص‪)ٕٚ‬‬ ‫َّاس نِيَ ٌ‬ ‫اـ الطَّ َع ِاـ َو َّ ِ َّ‬
‫الص َبلةُ بالل ْي ِل َوالن ُ‬ ‫َوإِط َْع ُ‬
‫‪(،‬مسند أحمد(ج‪/ٚ‬ص‪.)ٖٖٚ‬‬

‫‪49‬‬
‫عمار المساجد تحت ظل الرحمن يوـ القيامة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اؿ‪َ " :‬سْبػ َعةٌ يُظلُّ ُه ُم اللَّوُ في ظلّْ ِو يَػ ْوَـ الَ ظ َّل إِالَّ ظلُّوُ‬ ‫َع ْن أَبِي ُى َريْػ َرةَ َع ِن النَّبِ ّْي ‪ ‬قَ َ‬
‫اج ِد‪َ ،‬وَر ُجبلَ ِف‬ ‫اد ِة ربِّْو‪ ،‬ورجل قَػلْبوُ معلَّ ٌق في الْمس ِ‬ ‫ب‬ ‫اب نَ َشأَ في ِ‬
‫ع‬ ‫ّّ‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ؿ‬
‫ُ‬ ‫ا ِإلماـ الْع ِ‬
‫اد‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ‬
‫ب َو َج َم ٍاؿ‬ ‫صٍ‬ ‫ات مْن ِ‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫أ‬‫ر‬ ‫ام‬ ‫و‬‫ت‬
‫ْ‬ ‫ب‬‫ل‬
‫َ‬ ‫ط‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ر‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫َّ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ت‬‫و‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫ي‬‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ع‬‫م‬‫ت‬‫اج‬ ‫ِ‬
‫اهلل‬ ‫تَ َحابَّا في‬
‫َ‬ ‫َ ْ ََ ُ ٌ َ ُ َْ‬ ‫ََْ َ َ ْ َ‬
‫ص َّد َؽ أَ ْخ َفى َحتَّى الَ تَػ ْعلَ َم ِش َمالُوُ َما تُػْن ِف ُق يَ ِمينُوُ‪،‬‬ ‫اؼ اللَّوَ‪َ .‬وَر ُج ٌل تَ َ‬
‫اؿ إِنّْى أَ َخ ُ‬ ‫فَػ َق َ‬
‫ت َعْيػنَاهُ"‪(.‬أخرجو أحمد (ٖ‪،)ٜٙٙ‬‬ ‫ضْ‬ ‫َوَر ُج ٌل ذََك َر اللَّوَ َخالِيًا فَػ َفا َ‬
‫و(البُخاري)‪ )ٙٙٓ(.‬و"مسلم" ٖ‪.)ٜٖ/‬‬
‫عمار المساجد جيراف اهلل تعالى يوـ القيامة‪:‬‬
‫ّ‬
‫عن أنس ‪ ‬قاؿ قاؿ‪ :‬رسوؿ اهلل ‪ " :‬إف اهلل لينادي يوـ القيامة‪ :‬أين‬
‫جيراني‪ ،‬أين جيراني؟ فتقوؿ المبلئكة‪ :‬ربنا! ومن ينبغي أف يجاورؾ؟ فيقوؿ‪:‬‬
‫عمار المساجد"‪(.‬بغية الحارث (جٔ‪/‬صٕ٘)‪(،‬كنز العماؿ ‪( -‬ج ‪ / ٚ‬ص‬ ‫أين ّ‬
‫‪(،)٘ٚٛ‬السلسلة الصحيحة ‪ -‬مختصرة ‪( -‬ج ‪ / ٙ‬ص ٖٕٔ)‪.‬‬
‫عمار المساجد َعلَى َمنَابَِر ِم ْن نُوٍر يوـ القيامة‪:‬‬
‫ت‬ ‫اؿ ‪َ ":‬ح َّق ْ‬‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬يَػ ْرِوي َع ْن َربِّْو تَػبَ َار َؾ َوتَػ َعالَى أَنَّوُ قَ َ‬
‫ت َر ُس َ‬‫ادةُ ‪َ ‬س ِم ْع ُ‬ ‫عن عُبَ َ‬
‫ين فِ َّي َعلَى َمنَابَِر ِم ْن نُوٍر‬ ‫ت محبَّتِي َعلَى الْمتب ِاذلِ‬
‫ُ ََ َ‬
‫محبَّتِي َعلَى الْمَتػزا ِوِر ِ‬
‫ين ف َّي َو َح َّق ْ َ َ‬ ‫َُ َ‬ ‫ََ‬
‫الصدّْي ُقو َف"‪(.‬مسند أحمد ‪( -‬ج ‪ / ٗٙ‬ص ٗ‪.)ٕٙ‬‬ ‫يَػ ْغبِطُُه ْم بِ َم َكانِِه ْم النَّبِيُّو َف َو ّْ‬
‫عمار المساجد ضيوؼ اهلل تعالى‪:‬‬
‫الذي يدخل المسجد ىو ضيف الكريم وسيكرمو اهلل سبحانو وتعالى‪:‬‬
‫وت اللَّ ِو في‬ ‫"إف بُػيُ َ‬ ‫وؿ اللَّ ِو ‪َّ :‬‬ ‫قاؿ َر ُس ُ‬‫قاؿ‪َ :‬‬ ‫ود ‪َ ‬‬ ‫أ ْخرج الطَّبرانِ ُّي َع ِن اب ِن مسع ٍ‬
‫ْ َ ُْ‬ ‫ََ َ‬
‫الزائَِر"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ض الم ِ‬
‫وإف َح ِّقا َعلى اللَّو أ ْف يُ ْك ِرَـ ّ‬
‫ساج ُد‪َّ ،‬‬ ‫األر ِ َ‬‫ْ‬
‫ضأ في بَػْيتِ ِو‬ ‫يح َع ْن َسلْما َف‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ّْي ‪َ ‬‬ ‫ص ِح ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫"من تَػ َو َّ‬‫قاؿ‪َ :‬‬ ‫ج الطَّبَران ُّي بِ َسنَد َ‬
‫وأ ْخ ُر ُ‬
‫الم ُزوِر أ ْف يُ ْك ِرَـ‬ ‫لى‬ ‫ع‬ ‫ق‬‫ّّ‬ ‫وح‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫ِ‬‫ائ‬
‫ز‬ ‫هو‬ ‫ف‬ ‫د‬ ‫ج‬‫ِ‬ ‫الم ْس‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وء‪ ،‬ثُ َّم أتى َ‬ ‫ضَ‬ ‫الو ُ‬
‫أح َس َن ُ‬ ‫فَ ْ‬
‫الزْى ِد“ َع ْن َسلْما َف‪َ ،‬م ْوقُوفًا‪.‬‬
‫أح َم ُد في ” ُّ‬ ‫و‬
‫َْ ْ‬ ‫‪،‬‬‫ة‬
‫َ‬ ‫ب‬‫ي‬‫ش‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫أ‬ ‫ن‬‫اب‬
‫ََ ُْ‬‫و‬
‫ُ‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫خ‬‫ْ‬ ‫أ‬
‫و‬ ‫‪.‬‬‫"‬‫ر‬ ‫ِ‬
‫الزائ َ‬
‫ّ‬
‫‪51‬‬
‫ِ‬
‫اإليماف“‪َ ،‬ع ْن َع ْم ِرو بْ ِن‬ ‫ب‬ ‫اؽ‪ ،‬وابْ ُن َج ِري ٍر‪ ،‬والَبػْيػ َه ِق ُّي في ” ُش َع ِ‬ ‫الرّز ِ‬
‫وأ ْخ َر َج َعْب ُد َّ‬
‫وت اللَّ ِو فِي‬ ‫أف الم ِ‬
‫ساج َد بُػيُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫‪‬‬ ‫وؿ اللَّ ِ‬
‫و‬ ‫حاب ر ُس ِ‬
‫ََ ْ ُ َ‬ ‫أص‬ ‫نا‬‫ر‬ ‫ػ‬‫ب‬‫خ‬‫ْ‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬‫قاؿ‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ّْ‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫األو‬
‫ْ‬
‫ٍ‬
‫وف‬ ‫َمْي ُم‬
‫ض‪ ،‬وأنَّوُ لَ َح ّّق َعلى اللَّ ِو أ ْف يُ ْك ِرَـ َمن ز َارهُ فِيها"‪.‬‬
‫األر ِ‬
‫ْ‬
‫الس ِ‬
‫وء‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫يس‬‫ِ‬
‫ل‬ ‫ج‬‫و‬ ‫ح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‬‫الص‬
‫َّ‬ ‫يس‬‫ِ‬
‫الجل‬
‫ََ‬
‫يس‬‫الصالِ ِح َو َجلِ ِ‬ ‫اؿ‪" :‬إِنَّما مثَ ُل الجلِيس َّ‬ ‫ي ‪ ‬أَف النَّبِ َّي ‪ ‬قَ َ‬ ‫شع ِر ّْ‬
‫عن أَبي موسى األَ َ‬
‫ك‪َ ،‬وإِ َّما أَ ْف‬ ‫ي‬
‫ُْ َ َ‬‫ِ‬
‫ذ‬ ‫ح‬ ‫ي‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ا‬‫م‬‫َّ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫ِ‬
‫الم‬ ‫ل‬ ‫ِ‬
‫حام‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ْك‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫خ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اف‬ ‫ن‬‫و‬
‫ْ ََ‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬‫ِ‬ ‫س‬ ‫ِ‬
‫الم‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ِ‬
‫ام‬ ‫ح‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وء‬ ‫الس‬
‫ُّ‬
‫ُ ْ‬ ‫َ‬
‫وإما أ ْف‬ ‫ك َّ‬ ‫ب‬‫ثيا‬ ‫ؽ‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫يح‬ ‫َف‬ ‫أ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫الكي‬ ‫خ‬ ‫اف‬‫ن‬‫و‬ ‫‪.‬‬‫ة‬ ‫ب‬‫ي‬ ‫ط‬ ‫ا‬ ‫يح‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ِ‬
‫إ‬‫و‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّْ‬ ‫ً‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫اع ْ ُ َ‬
‫و‬ ‫ن‬‫م‬ ‫تَػْبتَ َ‬
‫تج َد ِمْنوُ ِريحاً ُمْنتِنَةً"‪( .‬متف ٌق َعلَ ِيو)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫احب إِالَّ ُم ْؤِمناً‪َ ،‬والَ يَأْ ُك ْل‬ ‫َ ْ‬ ‫ص‬ ‫ُ‬‫ت‬ ‫"ال‬ ‫‪:‬‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫النبي‬
‫ّْ‬ ‫عن‬ ‫‪،‬‬‫‪‬‬ ‫ي‬
‫ّْ‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫د‬
‫ْ‬ ‫خ‬‫ُ‬ ‫ال‬ ‫عن أَبي ٍ‬
‫سعيد‬ ‫ْ‬
‫ك إِالَّ تَِق ّّي"‪( .‬رواه أَبُو داود‪ ،‬والترمذي)‪.‬‬ ‫طع َام َ‬‫َ‬
‫كم َم ْن‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫َح‬
‫أ‬ ‫ر‬ ‫ظ‬
‫ُ‬ ‫ن‬‫ػ‬‫ي‬‫ل‬‫ْ‬ ‫ػ‬‫ف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫ِ‬
‫يل‬ ‫ِ‬
‫"الر ُج ُل َعلَى ِدي ِن َخل‬ ‫اؿ‪َّ :‬‬ ‫النبي ‪ ‬قَ َ‬ ‫عن أَبي ىريرة ‪ ‬أَف َّ‬
‫َْ ْ َ ْ‬
‫خالِل "‪(.‬رواه أَبو داود‪ .‬والترمذي بِإ ٍ‬
‫حسن)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫حديث‬
‫ٌ‬ ‫الترمذي‪:‬‬ ‫قاؿ‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫صحيح‪،‬‬ ‫سناد‬ ‫ُ‬ ‫يُ َ ُ‬
‫ب"‪ُ ( .‬متَّػ َف ٌق‬ ‫َح َّ‬‫"الم ْرءُ َم َع َم ْن أ َ‬ ‫اؿ‪َ :‬‬ ‫ي ‪ ‬أَف النَّبِ َّي ‪ ‬قَ َ‬ ‫عن أَبي موسى األَ ْش َع ِر ّْ‬
‫َعلَ ِيو)‪.‬‬
‫رسوؿ اللَّو ‪" :‬‬ ‫اؿ ُ‬ ‫اعةُ؟ قَ َ‬ ‫الس َ‬ ‫اؿ لرسوؿ اللَّو ‪َ :‬متَى َّ‬ ‫عن أَنس ‪ ‬أَف أَعرابياً قَ َ‬
‫ت"‪( .‬متف ٌق‬ ‫َحبَْب َ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫‪":‬‬ ‫اؿ‬ ‫ق‬ ‫اؿ‪ :‬حب اللَّ ِو ورسولِِ‬
‫و‬ ‫َما أَ ْع َد ْد َ‬
‫ََ َْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت لَ َها؟ "قَ َ ُ‬
‫َعلَ ِيو)‪.‬‬
‫الزيارات في اهلل تعالى سبب لوجوب محبة اهلل عز وجل‪:‬‬
‫ت‬ ‫اؿ ‪َ ":‬ح َّق ْ‬‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬يَػ ْرِوي َع ْن َربِّْو تَػبَ َار َؾ َوتَػ َعالَى أَنَّوُ قَ َ‬ ‫ادةُ ‪َ ‬س ِم ْع ُ‬
‫ت َر ُس َ‬ ‫عن عُبَ َ‬
‫ين فِ َّي َعلَى َمنَابَِر ِم ْن نُوٍر‬ ‫ت محبَّتِي َعلَى الْمتب ِاذلِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ق‬ ‫ح‬
‫ُ َ َ ََ َ‬‫و‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫محبَّتِي َعلَى الْمَتػزا ِوِرين فِ‬
‫ََ‬
‫الصدّْي ُقو َف"‪(.‬مسند أحمد ‪( -‬ج ‪ / ٗٙ‬ص ٗ‪.)ٕٙ‬‬ ‫يَػ ْغبِطُُه ْم بِ َم َكانِِه ْم النَّبِيُّو َف َو ّْ‬

‫‪51‬‬
‫الزيارات العامة من المسجد الى البيوت سنة نبوية عظيمة‪:‬‬
‫الزيارات من المسجد سنة نبوية عظيمة قاـ بها النبي ‪ ‬وقاـ بها اصحابو من‬
‫اؿ أَبُو بكر لِعمر رضي اللَّوُ عنهما بَػ ْع َد وفَ ِاة ِ‬
‫رسوؿ اللَّو‬ ‫اؿ‪ :‬قَ َ‬ ‫َنس ‪ ‬قَ َ‬ ‫بعده‪ .‬عن أ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ورَىا‪،‬‬ ‫يز‬ ‫‪‬‬ ‫و‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫رسوؿ‬
‫ُ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫كا‬ ‫ما‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ا‬‫ى‬ ‫ور‬‫ز‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ن‬ ‫عنها‬ ‫و‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫رضي‬ ‫من‬ ‫َي‬‫أ‬ ‫ُـ‬
‫ّْ‬ ‫أ‬ ‫لى‬ ‫ِ‬‫إ‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫َ‬‫ِ‬‫ب‬ ‫ق‬
‫ْ‬ ‫‪ :‬انْطَلِ‬
‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫ْ َ‬
‫خير‬ ‫َف ما ِعْن َد اللَّ ِ‬
‫و‬ ‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ين‬ ‫يك أَما تَػ ْعلَ ِ‬
‫م‬ ‫ت‪ ،‬فَػ َقاالَ لَ َها‪ :‬ما يػْب ِك ِ‬ ‫ْ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ا‪،‬‬‫ه‬ ‫ػ‬‫ي‬ ‫ل‬
‫َ‬‫ِ‬‫فلَ َّما انْػَتػ َهيا إ‬
‫ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وؿ‬‫لرس ِ‬ ‫ير‬ ‫خ‬ ‫ى‬ ‫َ‬‫ل‬‫تعا‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ِ‬
‫َف َما َ‬
‫ن‬‫ع‬ ‫لم أ َّ‬ ‫ع‬‫ْ‬ ‫أل‬ ‫ي‬ ‫ّْ‬
‫ن‬‫َ‬‫أ‬ ‫ي‬ ‫لرسوؿ اللَّو ‪‬؟ فقالت‪ :‬إِنّْي ال أَب ِ‬
‫ك‬ ‫ِ‬
‫ٌَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الو ْح َي قَ ِد انْػ َقطَ َع ِم َن َّ‬
‫الس َماء‪ .‬فَػ َهيَّ َجْتػ ُهما َعلَى البُ َكاء‪،‬‬ ‫كن أبْكي أَ ْف َ‬ ‫اللَّو ‪ ،‬ولَ ْ‬
‫معها‪( .‬رواه مسلم)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ياف‬ ‫فَجعبل يػب ِ‬
‫ك‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫َف َر ُجبلً َز َار أَخاً لَوُ في قَريٍَة أُ ْخ َرى‪،‬‬ ‫َّبي ‪" :‬أ َّ‬ ‫وعن أَبي ىريرة ‪ ‬عن الن ّْ‬
‫اؿ‪:‬‬ ‫اؿ‪ :‬أَيْن تُري ُد؟ قَ َ‬ ‫رجتِ ِو ملَكاً‪ ،‬فَػلَ َّما أَتَى َعلَْي ِو قَ َ‬ ‫فَأ َْرصد اللَّوُ تَػ َعالَى َعلَى َم ْد َ‬
‫اؿ‪:‬‬ ‫ك علَْي ِو ِم ْن نِ ْع َم ٍة تَػ ُربُّػ َها َعلَْي ِو؟ قَ َ‬ ‫اؿ‪َ :‬ى ْل لَ َ‬ ‫ىذ ِه الْ َق ْر ِية‪ .‬قَ َ‬
‫أُ ِري ُد أَخاً لي في ِ‬
‫َف اللَّو قَ ْد‬ ‫ك بأ َّ‬ ‫اؿ‪ :‬فَِإنّْي َر ُسوؿ اللَّ ِو إِلَْي َ‬ ‫َح ْببتُوُ في اللَّ ِو تَػ َعالَى‪ ،‬قَ َ‬ ‫ال‪ ،‬غَْير أَنّْي أ ْ‬
‫َح ْببتَوُ فِ ِيو"‪(.‬رواه مسلم)‪ .‬يقاؿ‪":‬أ َْرص َده"لِ َكذا‪ :‬إِ َذا وَّكلَوُ بِ ِح ْف ِظ ِو‪،‬‬ ‫ك َكما أ ْ‬ ‫أَحبَّ َ‬
‫وـ َبها‪ ،‬وتَ ْس َعى في‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ػ‬ ‫ت‬ ‫ا"‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ػ‬
‫ُّ‬‫ب‬‫ر‬ ‫ػ‬‫ت‬ ‫ومعنى"‬ ‫يق‬ ‫ر‬ ‫َّ‬
‫ط‬ ‫ال‬ ‫‪:‬‬ ‫ِ‬
‫اء‬ ‫والر‬
‫الميم َّ‬ ‫بفتح ِ‬ ‫َو"الم ْد َر َجةُ" ِ‬
‫َُ َ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫بلح َها‪.‬‬ ‫ص ِ‬
‫َ‬
‫االنطبلؽ لزيارات المرضى من المسجد سنة وسبب لبلنغماس في الرحمة ‪:‬‬
‫ْت يَا أَبَا َح ْم َزةَ إِ َّف‬
‫ك فَػ ُقل ُ‬‫ت أَنَس بْن مالِ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ػ‬‫ت‬
‫َ‬‫َ‬‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ق‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫عن َى ُارو ُف بْ ُن أَبِي َد ُاو َد َح َّدثَن‬
‫َ ََ‬
‫وؿ اللَّ ِو ‪‬‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫اؿ َس ِم ْع ُ‬ ‫ود َؾ فَػ َرفَ َع َرأْ َسوُ فَػ َق َ‬ ‫ال َْم َكا َف بَِعي ٌد َونَ ْح ُن يُػ ْع ِجبُػنَا أَ ْف نَػعُ َ‬
‫يض‬‫الر ْح َم ِة فَِإ َذا قَػ َع َد ِعْن َد ال َْم ِر ِ‬
‫وض فِي َّ‬ ‫عا فَِإنَّ َما يَ ُخ ُ‬ ‫ود َم ِري ً‬ ‫وؿ ‪ ":‬أَيُّ َما َر ُج ٍل يَػعُ ُ‬ ‫يَػ ُق ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يض‬ ‫ر‬‫ِ‬
‫َُ ُ َ َ‬ ‫ْم‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ود‬ ‫ع‬‫ػ‬‫ي‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫يح‬
‫ِ‬ ‫ح‬ ‫لص‬
‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ذ‬‫َ‬ ‫وؿ اللَّ َ‬
‫ى‬ ‫و‬ ‫ْت يَا َر ُس َ‬ ‫اؿ فَػ ُقل ُ‬‫الر ْح َمةُ قَ َ‬ ‫غَ َم َرتْوُ َّ‬
‫ط َعْنوُ ذُنُوبُوُ"‪ (.‬مسند أحمد ‪( -‬ج ٕ٘ ‪ /‬ص ‪)ٖٙٙ‬‬ ‫اؿ ‪ ":‬تُ َح ُّ‬ ‫يض َما لَوُ قَ َ‬ ‫فَال َْم ِر ُ‬
‫اداهُ ُمنَ ٍاد‪:‬‬ ‫اد َمريعاً أ َْو َزار أَخاً لَوُ في اللَّو‪ ،‬نَ َ‬ ‫رسوؿ اللَّو ‪َ :‬‬
‫"م ْن َع َ‬ ‫اؿ ُ‬ ‫اؿ‪ :‬قَ َ‬ ‫وعنو قَ َ‬
‫حديث‬
‫ٌ‬ ‫ت ِم َن الجن َِّة مْن ِزالً "رواه الترمذي َو َ‬
‫قاؿ‪:‬‬ ‫اؾ‪َ ،‬وتَػَبػ َّوأْ َ‬ ‫مم َش َ‬‫اب ْ‬ ‫ت‪ ،‬وطَ َ‬ ‫بِأَ ْف ِطْب َ‬
‫يب‪.‬‬‫حسن‪ .‬وفي بعض النسخ غر ٌ‬ ‫ٌ‬
‫‪52‬‬
‫تفقد االحباب والمسلمين في المسجد وزيارات المرضى والدعوة فيها سنة‪:‬‬
‫عن عائشة رضي اهلل عنها قالت ‪ :‬فقد النبي ‪ ‬فتى كاف يجالسو ‪ ،‬فقاؿ ‪" :‬‬
‫مالي فقدت فبلنا ؟ " فقالوا ‪ :‬اعتبط ‪ ،‬وكانوا يسموف الوعك االعتباط ‪ ،‬فقاؿ‬
‫‪ " :‬قوموا بنا حتى نعوده " فلما دخل عليو بكى الغبلـ ‪ ،‬فقاؿ لو النبي ‪" :‬‬
‫ال تبك ‪ ،‬فإف جبريل عليو السبلـ أخبرني أف الحمى حظ أمتي من جهنم‬
‫"‪(.‬المعجم األوسط للطبراني (ج ‪ / ٚ‬ص ٕ٘ٗ)‪.‬‬
‫عن جابر ‪ ، ‬قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪ " :‬انطلقوا بنا إلى البصير الذي في‬
‫بني واقف نعوده وكاف رجبل أعمى"‪ (.‬شعب اإليماف للبيهقي (ج‪/ٜٔ‬صٔ‪.)ٜٔ‬‬
‫الزيارات بين الصحابة رضي اهلل عنهم والمذاكرة فيما بيهم‪:‬‬
‫ْح َس ِن‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫َ‬‫ِ‬‫إ‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫ِ‬‫ب‬ ‫ق‬‫ْ‬ ‫اؿ انْطَلِ‬‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫اؿ أَ َخ َذ َعلِ ّّي بِي ِ‬
‫د‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫اختَةَ َعن أَبِ ِ‬
‫يو‬ ‫عن ثُػوي ٍر ىو ابن أَبِي فَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َْ َُ ْ ُ‬
‫وسى أ َْـ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫َب‬‫أ‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ئ‬
‫ْ‬ ‫َعائِ ًدا ِ‬
‫ج‬ ‫أ‬ ‫ـ‬‫بل‬‫َ‬ ‫الس‬
‫َّ‬ ‫اؿ َعلِ ّّي َعلَي ِ‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ػ‬‫ف‬
‫َ‬ ‫ى‬‫وس‬ ‫م‬ ‫ا‬‫َب‬‫أ‬ ‫ه‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫نَػعوده فَػوج ْدنَا ِ‬
‫ع‬
‫َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُُ َ َ‬
‫وؿ ‪َ ":‬ما ِم ْن ُم ْسلِ ٍم‬ ‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬يَػ ُق ُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ِ‬
‫اؿ َعل ّّ َ ْ ُ‬
‫ع‬‫م‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫اؿ َال بَ ْل َعائِ ًدا فَػ َق َ‬ ‫َزائًِرا فَػ َق َ‬
‫ادهُ َع ِشيَّةً‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ِ‬
‫إ‬‫و‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫س‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫َّى‬ ‫ت‬‫ح‬ ‫ٍ‬
‫ك‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ْف‬ ‫ل‬‫َ‬‫أ‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ػ‬‫ب‬ ‫س‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫ى‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ص‬ ‫ال‬‫َّ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ة‬ ‫و‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ َ ُْ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ود ُم ْسل ً َ‬
‫د‬
‫ْ‬ ‫غ‬
‫ُ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫يَػعُ ُ‬
‫ْجن َِّة"‪(.‬سنن‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫يف فِ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫و‬
‫ُ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ك‬
‫َ‬‫و‬ ‫ح‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫َّى‬‫ت‬‫ح‬ ‫ك‬‫ٍ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ْف‬
‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ػ‬‫ب‬ ‫س‬ ‫إَِّال صلَّى َعلَي ِ‬
‫و‬
‫َ‬ ‫َ َ ُْ َ َ‬ ‫ْ َْ ُ‬ ‫َ‬
‫الترمذي (جٗ‪/‬صٕ‪.)ٚ‬‬
‫اؿ لَوُ َم ْع ِق ٌل‬‫ودهُ فَ َد َخ َل َعلَْيػنَا عَُبػْي ُد اللَّ ِو فَػ َق َ‬ ‫اؿ أَتَػْيػنَا َم ْع ِق َل بْ َن يَ َسا ٍر نَػعُ ُ‬
‫س ِن قَ َ‬ ‫ْح َ‬‫َع ْن ال َ‬
‫اؿ ‪َ ":‬ما ِم ْن َو ٍاؿ يَلِي َرِعيَّةً ِم ْن‬ ‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬فَػ َق َ‬ ‫ك َح ِديثًا َس ِم ْعتُوُ ِم ْن ر ُس ِ‬
‫َ‬ ‫ُح ّْدثُ َ‬
‫أَ‬
‫ْجنَّةَ"‪(.‬صحيح البخاري)‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫اش لَهم إَِّال ح َّرـ اللَّوُ َعلَي ِ‬
‫و‬ ‫ّّ‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ى‬ ‫و‬ ‫وت‬
‫ُ‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ػ‬‫ف‬
‫َ‬ ‫ين‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫الْمسلِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫ُ ْ َ َُ َ َُ‬
‫ص َر َعوُ َعلَى ِج ْذِـ نَ ْخلَ ٍة‬ ‫ِ ِ‬ ‫اؿ ركِب رس ُ ِ‬
‫وؿ اللَّو ‪ ‬فَػ َر ًسا بِال َْمدينَة فَ َ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪‬‬ ‫ٍ‬
‫ر‬ ‫ِ‬
‫َع ْن َجاب‬
‫ودهُ فَػ َو َج ْدنَاهُ فِي َم ْش ُربٍَة لِ َعائِ َشةَ يُ َسبّْ ُح َجالِ ًسا قَ َ‬
‫اؿ فَػ ُق ْمنَا‬ ‫ت قَ َد ُموُ فَأَتَػْيػنَاهُ نَػعُ ُ‬ ‫فَانْػ َف َّك ْ‬
‫ودهُ فَصلَّى الْم ْكتوبةَ جالِ‬
‫سا فَػ ُق ْمنَا َخ ْل َف ُو‬ ‫ت َعنَّا ثُ َّم أَتَػْيػنَاهُ َم َّرًة أُ ْخ َرى نَػعُ ُ َ َ ُ َ َ ً‬ ‫َخ ْل َفوُ فَ َس َك َ‬
‫صلُّوا‬ ‫اإلماـ جالِ‬
‫صلَّى ِْ َ ُ َ ً َ‬
‫ف‬
‫َ‬ ‫ا‬‫س‬ ‫اؿ ‪ ":‬إِ َذا َ‬ ‫الص َبل َة قَ َ‬
‫عى َّ‬ ‫اؿ فَػلَ َّما قَ َ‬ ‫فَأَ َش َار إِلَْيػنَا فَػ َق َع ْدنَا قَ َ‬
‫اإلماـ قَائِما فَصلُّوا قِ‬
‫س‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ا‬
‫َ َ ُ ُ َ‬‫َ‬‫ف‬ ‫ل‬ ‫َى‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ػ‬‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ا‬‫و‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ت‬ ‫ال‬ ‫َ‬‫و‬‫صلَّى ِْ َ ُ ً َ َ ً َ‬
‫ا‬‫ام‬ ‫ي‬ ‫وسا َوإِ َذا َ‬ ‫ُجلُ ً‬
‫بِعُظَ َمائَِها"‪ (.‬سنن أبي داود ‪( -‬ج ٕ ‪ /‬ص ٖٕٕ)‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫وؿ‬‫ت َر ُس َ‬ ‫ع‬‫م‬‫ِ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ّْ‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫اؿ‬ ‫ق‬ ‫ه‬ ‫ود‬ ‫ع‬ ‫ػ‬‫ن‬ ‫ة‬ ‫د‬ ‫ي‬‫ػ‬‫ب‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫َ‬‫أ‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ْن‬
‫ل‬ ‫خ‬ ‫د‬ ‫اؿ‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫غ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َُ ْ َ ُ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َع ْن َ ْ‬
‫ب‬ ‫اض‬ ‫ي‬‫ع‬
‫يل اللَّ ِو فَبِ َسْب ِع ِمائٍَة َوَم ْن أَنْػ َف َق َعلَى‬ ‫اضلَةً فِي َسبِ ِ‬ ‫وؿ ‪ ":‬من أَنْػ َف َق نَػ َف َقةً فَ ِ‬
‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ػ‬
‫َ‬‫ي‬ ‫‪‬‬ ‫اللَّ ِ‬
‫و‬
‫عا أ َْو َم َاز أَ ًذى َع ْن طَ ِر ٍيق فَ ِه َي َح َسنَةٌ بَِع ْش ِر أ َْمثَالِ َها‬ ‫اد َم ِري ً‬ ‫نَػ ْف ِس ِو أ َْو َعلَى أ َْىلِ ِو أ َْو َع َ‬
‫س ِد ِه فَػ ُه َو لَوُ ِحطَّةٌ"‪( .‬مسند‬ ‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫الصوـ جنَّةٌ ما لَم ي ْخ ِرْقػها ومن ابػتَ َبلهُ اللَّوُ ب َبلء فِ‬
‫َ ً‬ ‫َو َّ ْ ُ ُ َ ْ َ َ َ َ ْ ْ‬
‫أحمد (جٗ‪/‬ص ٕٔٔ)‪.‬‬
‫اح فَػلَِق َي َش َّد َاد‬ ‫اح إِلَى َم ْس ِج ِد ِد َم ْش َق َو َى َّج َر بِ َّ‬
‫الرَو ِ‬ ‫ر‬ ‫و‬
‫َ ّْ ُ َ َ‬‫َّ‬
‫ن‬‫َ‬‫أ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬‫ان‬ ‫ع‬‫ػ‬‫ن‬‫ْ‬ ‫الص‬
‫َّ‬ ‫ث‬ ‫ِ‬ ‫َع ْن أَبِي ْاألَ ْش َع‬
‫اىنَا إِلَى أ ٍ‬ ‫ْت أَين تُ ِري َد ِ‬ ‫الصنَابِ ِ‬
‫َخ‬ ‫اف يَػ ْر َح ُم ُك َما اللَّوُ قَ َاال نُِري ُد َى ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ػ‬‫ف‬
‫َ‬ ‫و‬
‫ُ‬ ‫ع‬
‫ََ‬‫م‬ ‫ي‬
‫ُّ‬ ‫ح‬ ‫س َو ُّ‬ ‫بْ َن أ َْو ٍ‬
‫ف‬ ‫الر ُج ِل فَػ َق َاال لَوُ َكْي َ‬ ‫ك َّ‬ ‫ت َم َع ُه َما َحتَّى َد َخ َبل َعلَى َذلِ َ‬ ‫ودهُ فَانْطَلَ ْق ُ‬ ‫يض نَػعُ ُ‬ ‫لَنَا َم ِر ٍ‬
‫ط‬‫ات َو َح ّْ‬ ‫السيّْئَ ِ‬‫ات َّ‬ ‫اؿ لَوُ َش َّدا ٌد أَب ِشر بِ َك َّفار ِ‬ ‫ت بِنِ ْع َم ٍة فَػ َق َ‬ ‫َصبَ ْح ُ‬ ‫اؿ أ ْ‬ ‫ت قَ َ‬ ‫َصبَ ْح َ‬‫أْ‬
‫َ‬ ‫ْ ْ‬
‫وؿ إِنّْي إِ َذا‬ ‫وؿ ‪ ":‬إِ َّف اللَّوَ َع َّز َو َج َّل يَػ ُق ُ‬ ‫وؿ اللَّ ِو ‪ ‬يَػ ُق ُ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫الْ َخطَايَا فَِإنّْي َس ِم ْع ُ‬
‫ك‬ ‫ع َج ِع ِو ذَلِ َ‬ ‫وـ ِم ْن َم ْ‬ ‫َ ُ‬‫ق‬
‫ُ‬ ‫ػ‬‫ي‬ ‫و‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫إ‬‫ف‬
‫َ‬ ‫و‬
‫ُ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ػ‬‫ت‬
‫َ‬‫ػ‬‫ب‬‫ا‬
‫َ ْ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬‫ن‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫ً‬
‫ت عب ًدا ِمن ِعب ِادي م ْؤِ‬
‫م‬ ‫ابْػَتػلَْيِ ُ َ ْ ْ َ ُ‬
‫َج ُروا‬ ‫ب َع َّز وج َّل أَنَا قَػيَّ ْد ُ ِ‬
‫ت َعْبدي َوابْػَتػلَْيتُوُ َوأ ْ‬ ‫الر ُّ َ َ‬ ‫وؿ َّ‬ ‫َكَيػ ْوـ َولَ َدتْوُ أ ُُّموُ ِم ْن الْ َخطَايَا َويَػ ُق ُ‬
‫يح"‪ (.‬مسند أحمد ‪( -‬ج ٖٗ ‪ /‬ص ٖ‪)ٗٛ‬‬ ‫ح‬‫لَوُ َكما ُكْنتُم تُجرو َف لَوُ وىو ص ِ‬
‫َ َُ َ ٌ‬ ‫َ ْ ُْ‬
‫عن زيد بن أسلم قاؿ ‪ :‬صلى بنا عمر بن عبد العزيز الظهر ‪ ،‬ثم انصرفنا إلى أنس‬
‫بن مالك ‪ ، ‬نعوده‪ ،‬فلما دخلت عليو قاؿ ‪ :‬قد صليتم ؟ قلنا ‪ :‬نعم قاؿ ‪ :‬يا‬
‫جارية ‪ ،‬ىلمي لي وضوءا ‪ " ،‬ما صليت وراء إماـ بعد رسوؿ اهلل ‪ ‬أشبو صبلة‬
‫برسوؿ اهلل ‪ ‬من إمامكم ىذا"‪" ،‬وكاف عمر بن عبد العزيز (‪ ، )‬يتم الركوع‬
‫والسجود‪ ،‬ويخف القياـ والقعود"‪ (.‬المعجم األوسط للطبراني (ج‪/ٜٔ‬صٕ‪.)ٔٛ‬‬
‫أىمية الترابط بين المساجد بالجوالت والزيارات‪:‬‬
‫اؿ‪َ :‬كا َف النَّبِ ُّي ‪ ‬يػزور قُػباء راكِباً و ِ‬
‫ماشياً‪،‬‬ ‫مر رضي اللَّو عنهما قَ َ‬
‫َُ ُ َ َ َ َ‬ ‫وعن ابن عُ َ‬
‫فَػيُصلّْي فِ ِيو َرْكعتَػ ْي ِن‪(.‬متف ٌق َعلَ ِيو)‪.‬‬
‫ت راكِبا وم ِ‬
‫اشياً وَكا َف ابْ ُن‬ ‫سب ٍ‬ ‫ل‬
‫َّ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫اء‬ ‫ب‬‫ػ‬‫ُ‬‫ق‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫رواية‪َ :‬كا َف النَّبِ ُّي ‪ ‬يأْتي مس ِ‬
‫ج‬ ‫وفي ٍ‬
‫َ ً ََ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ َْ‬
‫عُ َم َر يَػ ْف َعلُوُ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫نجلس نسمع كبلـ الخير وااليماف ‪:‬‬
‫َأو تجلس فتسمع‪:‬‬
‫كاف سيدنا مصعب بن عمير ‪ ‬يتجوؿ في الطرقات دوف ماوى في يثرب‬
‫عير وجاءه ُمتَ َشتّْماً فقاؿ‪ :‬ما جاء بكما‬ ‫ُسيد بن ُح َ‬ ‫وذات يوـ اعترض عليو أ َ‬
‫تسفهاف ضعفاءنا؟ اعتزالنا إف كانت لكما بأنفسكما حاجة‪ .‬فقاؿ لو‬ ‫إلينا ّْ‬
‫ف عنك ما‬ ‫مصعب‪َ :‬أو تجلس فتسمع‪ ،‬فإف رضيت أمراً قبلتو‪ ،‬وإف كرىتَو ُك ّ‬
‫أنصفت‪ ،‬قل ثم ركز حربتو وجلس إليهما‪ ،‬فكلَّمو مصعب‬ ‫َ‬ ‫تكره‪ .‬قاؿ‪:‬‬
‫با ِإلسبلـ‪ ،‬وقرأ عليو القرآف‪ .‬فقاال فيما يُذكر عنهما‪ :‬واهلل لَ َعرفنا في وجهو‬
‫وتسهل‪ ،‬ثم قاؿ؛ ما أحسن ىذا وأجملو‬ ‫ا ِإلسبلـ قبل أف يتكلَّم في إشراقو ُّ‬
‫كيف تصنعوف إذا أردتم أف تدخلوا في ىذا الدين؟ قاال لو‪ :‬تغتسل فتطَّ َّهر‬
‫وطهر ثوبيو‬ ‫طهر ثوبَػ ْيك‪ ،‬ثم تشهد شهادة الحق ثم تصلّْي‪ .‬فقاـ فاغتسل َّ‬ ‫وتُ ّْ‬
‫إف ورائي رجبلً إف‬ ‫وتشهد شهادة الحق ثم قاـ فركع ركعتين ثم قاؿ لهما‪َّ :‬‬ ‫َّ‬
‫اتَّػبَعكما لم يتخلَّف عنو أحد من قومو‪ ،‬وسأرسلو إليكما اآلف‪ :‬سع َد بن معاذ‪.‬‬
‫عباً آخذ حربتو في يده ووقف ُمتَ َش ّْمتاً‪ ،‬ثم‬ ‫وجاء سعد بن معاذ معترضاً ُمغْ َ‬
‫قاؿ ألسعد بن زرارة‪ :‬يا أبا أُمامة َأما واهلل لوال ما بيني وبينك من القرابة ما‬
‫أي‬
‫ت ىذا منّْي‪ ،‬أتَػ ْغشانا في دارنا بما نكره؟ وقد قاؿ أسعد لمصعب‪ْ :‬‬ ‫ُرْم َ‬
‫اءه من قومو‪ ،‬إِف يتبعك ال يتخلَّف عنك‬ ‫مصعب جاءؾ ػ ػ واهلل ػ ػ سيّْ ُد َم ْن ور َ‬
‫منهم إثناف ػ ػ قاؿ فقاؿ لو مصعب‪َ :‬أو تقعد فتسمع‪ ،‬فإف رضيت أمراً ورغبت‬
‫فيو قَبلْتَو‪ ،‬وإف كرىتو عزلنا عنك ما تكره؟؟ قاؿ سعد‪ :‬أنصفت‪ .‬ثم ركز‬
‫الحربة وجلس‪ ،‬فعرض عليو ا ِإلسبلـ‪ ،‬وقرأ عليو القرآف ػ ػ وذكر موسى بن‬
‫عقبة أنَّو قرأ عليو أوؿ الزخرؼ‪ ،‬قاال‪ :‬فعرفنا ػ ػ واهلل ػ ػ في وجهو ا ِإلسبلـ قبل‬
‫وتسهلو‪ ،‬ثم قاؿ لهما‪ :‬كيف تصنعوف إذا أنتم أسلمتم‬ ‫أف يتكلَّم في إشراقو ُّ‬
‫ودخلتم في ىذا الدين؟ قاال‪ :‬تغتسل فتطَّ َّهر‪ ،‬وتُطَ ّْهر ثوبيك‪ ،‬ثم تشهد شهادة‬
‫وطهر ثوبيو وشهد شهادة الحق‪،‬‬ ‫الحق‪ ،‬ثم تصلّْي ركعتين‪ .‬قاؿ‪ :‬فقاـ فاغتسل َّ‬
‫‪55‬‬
‫ُس ْيد بن‬
‫ثم ركع ركعتين‪ ،‬ثم أخذ حربتو فأقبل عائداً إلى نادي قومو ومعهم أ َ‬
‫فلما رآه قومو مقببلً قالوا؛ نحلف باهلل لقد رجع إليكم سعد بغير‬ ‫حعير‪َّ .‬‬
‫فلما وقف عليهم قال‪ :‬يا بني عبد األشهل‪:‬‬ ‫الوجو الذي ذىب بو من عندكم‪َّ .‬‬
‫كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا‪ :‬سيدنا وأفعلنا رأياً وأيمننا نقيبة‪ .‬قال‪َّ :‬‬
‫فإن‬
‫علي حرام حتى تؤمنوا باهلل ورسولو‪ ,‬قال‪ :‬فواهلل ما‬‫كالم رجالكم ونسائكم َّ‬
‫أمسى في دار بني عبد األشهل رجل وال إمرأة إال مسلماً أو مسلمة‪ .‬ورجع‬
‫أسعد ومصعب إلى منزل أسعد بن ُزرارة فأقام عنده يدعو الناس إلى ا ِإلسالم‪,‬‬
‫حتى لم تبق دار من دور األنصار إال وفيها رجاؿ ونساء مسلموف؛ إال ما كاف‬
‫من دار بني أُمية بن زيد‪ ،‬و َخطْمة؛ ووائل‪ ،‬وواقف‪ ،‬وتلك أوس‪ .‬كذا في‬
‫البداية‪( .‬كما في في رواية بن اسحق حياة الصحابة جٔ‪.)ٔٓٔ/‬‬
‫فعل العلماء ومكانتهم وزيارتهم واكرامهم وطلب الدعاء منهم‪:‬‬
‫مكانة وقدر العلماء‪ :‬ال يخفى على كل ذي لب‪ ،‬أف ما من خير وضعو اهلل عز‬
‫وجل في ىذه األرض إال وأصلو ومادتو من العلم‪ ،‬وما من شر إال وأصلو‬
‫ومادتو ومنبتو من الجهل‪ ،‬ولذلك رفع اهلل بالعلم العلماء ووضع بالجهل‬
‫الجهبلء وقد جعل اهلل ألىل العلم من الخير والفعل في الدنيا واآلخرة ما ال‬
‫يخفى‪.‬‬
‫ويقوؿ رسوؿ اهلل ‪ " :‬إ ّف العالم ليستغفر لو من في السماوات ومن في‬
‫األرض‪ ،‬والحيتاف في جوؼ الماء‪ .‬وإ ّف فعل العالم على العابد كفعل القمر‬
‫ليلة البدر على سائر الكواكب‪ .‬وإ ّف العلماء ورثة األنبياء‪ ،‬وإ ّف األنبياء لم‬
‫يورثوا ديناراً وال درىماً"‪( .‬وصدؽ من ال ينطق عن الهوى‪.)..‬‬
‫ّ‬
‫العلماء ىم مصابيح األرض‪ ،‬وخلفاء األنبياء‪ ،‬وورثة األنبياء‪.‬‬
‫العلماء شفعاء يوـ القيامة‪:‬‬
‫وروى عثماف بن عفاف رضي اهلل عنو أف رسوؿ اهلل ‪ ‬قاؿ‪" :‬يشفع يوـ‬
‫شهداء"‪.‬‬
‫ثم العلماء‪ ،‬ث ّم ال ّ‬
‫القيامة ثبلثة‪ :‬األنبياء ّ‬
‫‪56‬‬
‫عن أنس بن مالك ‪ ،‬عن النبي ‪ ‬قاؿ ‪ " :‬العلماء أمناء اهلل على خلقو"‪.‬‬
‫(مسند الشهاب القعاعي ‪( -‬ج ٔ ‪ /‬ص ٕ‪.)ٔٛ‬‬
‫وروي عن عبداهلل بن مسعود ‪" ‬العلماء قادة‪ ،‬والمتّقوف سادة‪ ،‬ومجالستهم‬
‫زيادة"‪(.‬الطبراني في المعجم الكبير‪ -‬ورجالو ثقاة )‪.‬‬
‫العلماء دعاة الخير‪:‬‬
‫لقد رفع اهلل أىل العلم في الدنيا على أىل الجهالة ‪ ..‬فمراتبهم بين الناس‬
‫على قدر علمهم وتم ّكنهم من وحي اهلل سبحانو‪ ،‬وقد أمر اهلل عز وجل نبيو‬
‫ب‬ ‫عليو الصبلة والسبلـ أف يسأؿ زيادة من العلم فقاؿ اهلل جل وعبل ‪َ ( :‬وكُو َّر ّ‬
‫ِ‬
‫ٗ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫زِد ِِن غِيٍا ‪( ،)١١٤‬طو‪.)ٗٔٔ:‬‬
‫ومعلوـ بأف اإلنساف قدره عند اهلل بقدر علمو بوحيو‪ ،‬وعملو بذلك‪ ،‬ووحي‬
‫َ ۡ َ َّ ُ َّ َ َ َ ُ ْ‬
‫اهلل ىو كتابو‪ ،‬وسنة رسولو ‪ ،‬قاؿ اهلل جل وعبل‪( :‬يرفعِ ٱّلِل ٱ ِ‬
‫َّليَ ءأٌِا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ۡ َ َّ َ ُ‬
‫ج)‪(.‬المجادلة‪ ،)ٔٔ:‬فدرجاتهم عند اهلل بقدر‬ ‫َّليَ أوحٔا ٱىػِيً درج َٰ ن‬
‫ٌِِلً وٱ ِ‬
‫صى اهلل عز وجل إال بجهالة‪ ،‬وما عبد إال بعلم ومعرفة‪.‬‬ ‫علمهم‪ ،‬ولذلك ما عُ ِ‬
‫وقد كاف أىل العلم ىم أىل الحظوة والفوز عند اهلل وجاء اهلل بآيات كثيرة‬
‫في مدحهم‪ ،‬وجاء بمدحهم في سنة رسوؿ اهلل ‪ ‬من األحاديث ما ال‬
‫يحصى‪ ،‬ويكفي أف األصل في العلماء العدالة‪ ،‬ولذلك يقوؿ النبي ‪:‬‬
‫(يحمل ىذا العلم من كل خلف عدولو)‪ ،‬وفيو داللة على أف العلماء عدوؿ‬
‫وىو األصل فيهم‪ ،‬كما أف الخير ال ينتشر في األرض إال بالعلماء‪ ،‬والشر ال‬
‫ينتشر في األرض إال بفقدىم‪ ،‬وال ينقص الخير إال بفقد العلماء‪.‬‬
‫العلماء أىل البصيرة واألمر المطاع‪:‬‬
‫العلماء ىم القادة المصلحوف الذين يسهموف بعلمهم في قيادة العباد والببلد‬
‫إلى ّبر األماف‪ ،‬وىم الطليعة الذين يتق ّدموف الشعوب ‪ ،‬وىم محل ثقة الناس‬
‫عامة‪ .‬وإف أىل الجهالة ال يتصدروف إال حينما يغيب أىل العلم الذين يقوموف‬
‫‪57‬‬
‫بأمر اهلل‪ ،‬فمهمتهم في ىذه األرض أف يدلوا الناس إلى ما فيو الفبلح‪ ،‬وقد‬
‫بالرجوع إليهم عند المشكبلت والمععبلت‪ ،‬يقوؿ‬ ‫َ‬
‫أمر اهلل سبحانو وتعالى‬
‫ُ ُۡ َ ََُۡ َ‬ ‫َ ۡ َ ُ ْٓ ۡ َ ّ ۡ‬
‫اهلل في كتابو العظيم‪( :‬فسٔئا أْو ٱَّلِن ِر إِن نِخً َّل تػئٍن)‪(.‬النحل‪. )ٖٗ -‬‬
‫شقاؽ والنفاؽ بين الناس أف يكوف‬ ‫وأمر اهلل حاؿ نزوؿ الفتنة والفرقة وال ّ‬
‫العلم والمعرفة بكبلـ اهلل‪َ .‬ولذلك يقوؿ َ‪:‬‬
‫َ‬ ‫أىل‬ ‫مرجعهم كبلـ َاهلل ورسولو‪ ،‬بفهم‬
‫َۡ َ ۡ‬
‫ٔل ِإَوَلٰٓ‬ ‫اغٔا ْ ةِّۦ َول َ ۡٔ َر ُّدوهُ إَل َّ‬
‫ٱلرشُ‬ ‫ٱۡل ۡٔف أ َذ ُ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َ َ َٓ ُ‬
‫ُ(ِإَوذا َجاءًْ أمر ٌَِ ٱۡلٌ َِ أو‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َۖ‬ ‫ِ‬
‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ۡ ۡ ۡ ُ ۡ َ َ َ ُ َّ َ َ ۡ َ ُ َ‬
‫أو ِِل ٱۡلم َِّر ًٌِِٓ ىػيٍِّ ٱَّلِيَ يصخۢنتِػُّٔۥ ًٌِِٓۗ)‪( .‬النساء‪.)ٖٛ -‬‬
‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َ َۡ َ ُ َ‬
‫وقولو‪( :‬ٱَّلِيَ يصخۢنتِػُّٔۥ ًٌِِٓۗ)‪ ،‬ىم العلماء العارفوف كبلـ اهلل‪ ،‬وقد أمر‬
‫اهلل عز وجل بالرجوع إليهم والنهل من علمهم وطاعتهم‪ ،‬فإنهم ىم أىل‬
‫البصيرة‪ ،‬ألنهم أعلم الناس باهلل‪ ،‬ولذلك جعل اهلل لهم من الخيرية والفعل‬
‫في ىذه الدنيا‪ ،‬فقد جاء في الصحيحين أف رسوؿ اهلل ‪ ‬قاؿ‪َ " :‬م ْن يُ ِر ْد اللَّوُ‬
‫خ ْيػ ًرا يُػ َف ّْق ْهوُ فِي الدّْي ِن "‪(.‬موطأ مالك ‪ُ -‬م َعا ِويَةُ بْ ُن أَبِي ُس ْفيَا َف ‪.)‬‬
‫بِ ِو َ‬
‫وأىل العلم أقرب الناس إلى الحق والصواب وأقربهم إلى فهم الحق والبينة‪.‬‬
‫العلماء نجوـ السماء‪:‬‬
‫عن أنس بن مالك ‪ ‬أف رسوؿ اهلل ‪ ‬قاؿ‪" :‬إف مثل العلماء في األرض‪،‬‬
‫كمثل النجوـ في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر‪ ،‬فإذا انطمست‬
‫النجوـ‪ ،‬أوشك أف تعل الهداة"‪.‬‬
‫فكيف يمكن القياـ بالدعوة االسبلمية في العالم وتعمير المساجد ونشر‬
‫العلم بدوف العلماء الكراـ‪ ،‬فمن الواجب على المسلمين زيارتهم واكرامهم‬
‫وخدمتهم لكي يتفرغوا للدعوة وخدمة الدين‪( .‬ولمزيد من الفائدة في فعائل‬
‫العلم والعلماء‪ ،‬يمكن مطالعة كتاب ِز ْدنِي للمؤلف)‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫أىمية ودور الشباب في القياـ بالدعوة إلى اهلل تعالى‪:‬‬
‫بالرغم من بساطة الشباب‪ ،‬وإمكانية تعلمهم بسرعة ويسر‪ ،‬وإمكانية تطويعهم‬
‫للخير‪ ،‬إال أف التعامل معهم يجب أف ينحصر ضمن نطاؽ معين من األساليب‬
‫والتوجهات الناجحة‪ ،‬فلكل بيت باب تطرقو‪ ،‬ولكل مسألة مدخل لها‪.‬‬
‫فأىم باب نفتحو أماـ الشباب ىو باب الدعوة وحب الخير لآلخرين من خبلؿ‬
‫سيرة النبي الكريم ‪ ‬وتعحياتو وسيرة اصابو الكراـ ‪.‬‬
‫علينا أف نغرس حب الدعوة إلى اهلل في عروؽ شبابنا ‪ ،‬فالدعوة ثمرة من ثمار‬
‫العلم‪ ،‬نشركهم في أعماؿ الدعوة ونقيم لهم حلقات العلم ونفتخ لهم باب‬
‫المشاركة ليكونوا دعاة إلى اهلل تعالى‪ ،‬ويتحملوا مسؤولية نشر الدين في العالم‪.‬‬
‫األبناء‬ ‫بية‬
‫ر‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫أىمية‬ ‫في‬ ‫السبلـ‬ ‫عليو‬ ‫لقماف‬ ‫عن‬ ‫تعالى‬‫و‬ ‫سبحانو‬ ‫اهلل‬ ‫نا‬
‫ر‬ ‫اخب‬ ‫وقد‬
‫ٱلصيَ َٰٔةَ‬
‫ِن أكًِ َّ‬‫َ َ‬
‫الصغر‪ ،‬قاؿ َ تعالى‪( :‬ي َٰ ُت َّ ِ‬
‫َ‬ ‫الدعوة منذ‬
‫ۡ‬
‫الشباب على حمل أمانة‬
‫ۡ‬ ‫وۡ‬
‫م إ َّن َذَٰل َِم ٌ َِۡ َغز ِمۡ‬ ‫ُ َ َ ۡ ۡ َ َٰ َ ٓ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ۡ‬ ‫ۡ‬
‫وف وٱُّ غ َِ ٱلٍِه ِر وٱص ِِب لَع ٌا أصاة َۖ ِ‬‫َو ۡأ ُ ُم ۡر ةِٱل ٍَػ ُر ِ‬
‫ٱۡل ُمٔرِ)‪(.‬لقماف ‪.)ٔٛ-‬‬
‫فاألبناء متى ما تربوا على ىذا الدين يكونوا قادرين على أف يمارسوا مهمة‬
‫الدعوة مع أقرانهم وزمبلئهم وإخوانهم وأسرىم‪ ،‬بل حتى في الطريق بكل‬
‫سهولة‪ ،‬ونبين لهم أىمية القدوة واألخبلؽ الجميلة واالستقامة على الدين ىي‬
‫دعوة مؤثرة‪ .‬ويتعرض الشباب في ىذا العصر إلى سموـ فكرية‪ ،‬وأخبلقية‬
‫وسلوكية‪ ،‬ال بد من تلقيحهم اصوؿ الدين االسبلمي وأخبلقو‪ ،‬وأىمية الدعوة‬
‫لتحصينهم‪ ،‬فهي ال تقل خطرا عن األمراض الفتاكة‪.‬‬
‫اجتهد النبي الكريم ‪ ‬لتكوين الشباب وإعدادىم لحمل المسؤولية وأمانة‬
‫التبليغ والدعوة‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الشباب عماد أمة اإلسبلـ وسر نهعتها‪:‬‬
‫والشباب ىم القوة البشرية والروحية لكل مجتمع وىم من يملكوف الطاقة‬
‫والحركة للعمل والعزائم‪ ،‬وىم كاأليدي العاملة للصانع‪ .‬فبدوف االيدي ال‬
‫نستطيع اف ننتج في الدعوة‪ ،‬وإذا لم نجتو على الشباب فمن سنورث جهد‬
‫ث‬‫السبلـ ۡأَ ْف يَػ َهَبَوُ ابناً َوليا ًَ يَ ِر َ‬ ‫بعدنا‪ .‬وكاف ّىذا ىم ۡسيدنا زكريا عليو‬
‫ََ َ َۡ ُ ّ َ ۡ َََ‬ ‫َ َ‬ ‫الدعوة‬
‫كَۢ‬‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ٗ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ب إ ِ ِِن وْ َّ ٱىػظً ٌۡ ِِِن وٱطخػو ٱلرأس طيتا ول ًَ أ‬ ‫ِ‬ ‫الدين‪( :‬كال ر‬
‫ٓ‬
‫ٱم َرأَت ََعك ِراٗ‬ ‫َ‬
‫َل ٌَِ َو َراءِي َوَكَُج ۡ‬ ‫ٓ‬‫َ‬ ‫ج ٱل ٍَنَ‬
‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ َ َ ّ َ ٗ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َٰ‬ ‫خف‬‫ِإَوِن ِ‬
‫ِ‬ ‫ب َّطلِيا ‪٤‬‬ ‫ِ‬ ‫ةِدَعنِم ر‬
‫ۡ‬
‫ٱج َػي ُّ َربّ‬‫ٔب َو ۡ‬ ‫َ ُ ََ ُ‬
‫ث ٌ َِۡ َءال َح ۡػ ُل َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ َ ٗ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َۖ‬ ‫ِ‬ ‫فٓب َِل ٌَِ دلُم و ِۡلا ‪ ٥‬يرِث ِِن وي ِر‬
‫اهلل دعائو ورزقو َابنا وسماه المولى َعز َوجل‬ ‫فاستجاب‬ ‫‪.‬‬‫)‬‫‪ٙ‬‬‫‪-‬‬ ‫يم‬
‫ر‬ ‫(م‬ ‫)‪.‬‬‫‪٦‬‬ ‫ا‬ ‫ط ّٗ‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫َ‬ ‫َ َٰ َ َ َّ ٓ َّ ُ َ ّ ُ َ ُ َٰ ۡ ُ ُ َ ۡ َ َٰ ۡ ۡ‬
‫َّبنفسو "يحي"‪ .‬قاؿ تعالى ‪( :‬يزك ِريا إُِا ُب ِۡشك ةِؾل ٍم ٱشٍّۥ يي لً جنػو‬
‫ّ‬ ‫َُۡ َ ٗ‬
‫َُلۥ ٌَِ قتو ش ٍِيا ‪(.)٧‬مريم‪.)ٚ-‬‬
‫وأي عمل يخلوا من الشباب عمره قصير فعلينا أف نجتهد في الشباب أكثر‬
‫من غيرىم ليبل ونهارا ونتفقدىم ونكرمهم ونربطهم بالمساجد واعمالها‪.‬‬
‫ولنا في رسوؿ اهلل ‪ ‬قدوة حسنة‪ ،‬فقد أوحى اهلل تعالى لو بالنبوة وىو في سن‬
‫األربعين‪ ،‬والصحابة رضواف اهلل عليهم كاف جلهم شباب ساداتنا أبوبكر في‬
‫السابعة والثبلثين‪ ،‬وسيدنا الفاروؽ في السابعة والعشرين‪ ،‬عثماف وعلي ومعاذ‬
‫بن جبل وعبداهلل بن مسعود وسعيد بن زيد وابن عوؼ ومصعب بن عمير‬
‫وببلؿ وعمار وسلماف الفارسي وغيرىم‪ .‬وجلهم كانوا أمراء وقادة ووالة في‬
‫االمصار‪.‬‬
‫ىؤالء الشباب ىم حملة راية الدعوة ولكي يقوـ الشباب بواجباتو على خير‬
‫وجو البد أف تكتمل شخصيتهم العلمية والدعوية واالجتماعية إذا توافرت عدة‬
‫عوامل في تكوف شخصية الشاب الدعوية وىي‪:‬‬
‫العامل األوؿ معرفة الشاب للغاية التي من أجلها خلق اهلل اإلنساف لقولو تعالى‪:‬‬
‫"وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدوف"‪ ،‬ومعنى العبودية إدراؾ المسلم للمهمة‬
‫‪61‬‬
‫التي كلفو اهلل بها‪ ،‬وىي عبادة اهلل وحده ال شريك اهلل‪ .‬مع اإلخبلص هلل في النية‬
‫والقوؿ والعمل‪ ،‬ومعناىا الخعوع هلل والتزاـ بمنهجو‪ .‬ودعوة الخلق لعبادتو سبحانو‬
‫وتعالى‪.‬‬
‫والعامل الثاني معرفة األخطار المحدقة بببلد اإلسبلـ من مخططات شيطانية‬
‫بكافة أشكالو ووجوىو وجميعها تستهدؼ إفساد المجتمعات اإلسبلمية عن‬
‫طريق الخمر والجنس وإفشاء الفاحشة واستخداـ المرأة كهدؼ للدعوة‬
‫اإلباحية‪.‬‬
‫العامل الثالث‪ :‬تفاؤؿ الشاب المسلم بالنصر وعدـ اليأس‪.‬‬
‫وواجب الشباب المسلم العودة لكتاب اهلل وسنة رسولو واإليماف المطلق باهلل‬
‫وأنو ينصر من ينصره‪.‬‬
‫العامل الرابع‪ :‬أف يتأسى الشاب بأصحاب القدوة في التاريخ وأولهم وأشرفهم‬
‫سيدنا محمد ‪ .‬وال شك أف استيعاب ىذه العوامل لتكوين وإنعاج شخصية‬
‫الشاب الداعية لها فوائد وثمرات تتمثل في اإليماف واإلخبلص الصادؽ‬
‫والعزيمة المتينة التي ال تعرؼ الخوؼ‪ .‬وأف دور الشباب وجهدىم ىو قوة‬
‫فعالة يمكن أف تصنع األعاجيب والمعجزات وتحقق العزة والكرامة والفوز‬
‫والفبلح في الدارين‪ ،‬كل ىذا يتم عبر تعمير المساجد بالشباب وتعليمهم في‬
‫بيئة طاىرة مع الصحبة الصالحة والمنهج الصحيح سليم‪..‬‬
‫مفهوـ جهد تعمير المسجد واالختبلط بالناس عند اإلماـ النووي رحمو‬
‫اهلل‪:‬‬
‫بوب اإلماـ النووي رحمو اهلل باب عظيما في كتابو رياض الصالحين وسماه‪:‬‬
‫فعل االختبلط بالناس وحعور جمعهم وجماعاتهم‪ ،‬ومشاىد الخير‪،‬‬
‫ومجالس الذكر معهم وعيادة مريعهم وحعور جنائزىم ومواساة محتاجهم‪،‬‬
‫وإرشاد جاىلهم‪ ،‬وغير ذلك من مصالحهم‪ ،‬لمن قدر َعلَى األمر بالمعروؼ‬
‫والنهي عن المنكر‪ ،‬وقمع نفسو عن اإليذاء وصبر َعلَى األذى‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫المختار الَّ ِذي‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ى‬
‫ْ ُ َُ‬ ‫و‬ ‫ت‬
‫ُ‬‫ر‬‫ك‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ي‬ ‫ذ‬‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫الو ْج‬
‫َّاس َعلَى َ‬ ‫وقاؿ ‪ :‬ا ْعلم أَف اال ْختِبلط بالن ِ‬
‫وسبلمو َعلَْي ِه ْم‪ ،‬وكذلك‬ ‫صلوات اللَّ ِ‬
‫و‬ ‫ُ‬ ‫َكا َف علَي ِو رسوؿ اللَّو ‪ ‬وسائِر األَ ِ‬
‫نبياء‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫وم ْن بَع َد ُىم من عُلَ َم ِاء‬ ‫َ َ‬ ‫‪،‬‬ ‫َّابعين‬ ‫ت‬ ‫وال‬ ‫الصح ِ‬
‫ابة‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫الراشدو َف‪ ،‬ومن بعدىم ِ‬
‫م‬
‫ََ ْ ُ َ‬ ‫ال ُخلفاءُ َّ‬
‫وم ْن بع َد ُىم‪َ ،‬وبِ ِو قَ َ‬
‫اؿ‬ ‫َّابعين َ‬‫ب أَ ْكثَ ِر الت َ‬ ‫المسلمين وأَ ْخيا ِرىم‪َ ،‬و ُى َو َم ْذ َى ُ‬ ‫َ‬
‫َجمعين‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪‬‬ ‫ِ‬
‫اء‬ ‫ه‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫ػ‬ ‫ث‬‫ك‬‫ْ‬ ‫َ‬‫أ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫م‬ ‫َح‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫افعي‬ ‫َّ‬
‫الش‬
‫ۡ َ ۡ ُ ۡ َ َ َّ ُ ْ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ َ َ َ ُ ْ َ ۡ ّ َ َّ ۡ َ َٰ َ َ َ َ َ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬
‫َٰ‬
‫ٱۡلث ًِ وٱىػدن ِ نن وٱتلٔا‬ ‫ِب وٱُلٔىَۖ وَّل تػاؤُا لَع ِ‬ ‫قاؿ تَػ ََّعالَى‪َ ( :‬وتػاوُ ۡٔا َلَع ٱى ِ ِ‬
‫اب ‪(.) ٢‬المائدة‪ .)ٕ :‬واآليات في معنى ما ذكرتو‬ ‫ل‬ ‫ػ‬
‫ِ‬ ‫ٱى‬ ‫يد‬ ‫ٱّلِل إن َّ َ‬
‫ٱّلِل ط ِد ُ‬ ‫َّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َۖ‬
‫كثيرة معلومة‪.‬‬
‫وذكر االماـ النووي رحمو اهلل بعد ىذا الباب في رياض الصالحين بابا عظيما‬
‫يعتبر سبب قبوؿ الناس الداعي وسببا في الرفعة والقياـ بالدعوة بكل سهولة‬
‫ۡ‬ ‫وىو باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ ُۡ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َ ۡ ۡ‬
‫ِ‬
‫قَ َاؿ اهلل تَػ َعالَى‪( :‬وٱخفِض جِاخ َم ل ٍِ َّ َِ ٱتتػم ْ ٌَِ ٱلٍؤٌِِي ‪)٢١٥‬‬
‫ِِل ًۡ َغ ََ‬
‫ُ‬
‫ٌ‬ ‫د‬‫ِيَ َء َاٌ ُِٔا ٌََ يَ ۡرحَ َّ‬ ‫‪(.‬الشعراء‪ .)ٕٔ٘:‬وقاؿ تَػ َعالَى‪ٰٓ َ ( :‬‬
‫يأ ُّح َٓا ٱَّل َ‬
‫َّ ُ َ ۡ ُ ُّ ُ ۡ َ ُ ُّ َ ُ ٓ َ َّ َ َ ۡ ۡ َ َ َّ َ‬ ‫َ َ َ َۡ‬
‫دتُّٔۥ أذِى ٍث لَع ٱل ٍُؤ ٌِِِي أغِز ٍة لَع‬ ‫د ِۡيِِِّۦ فصٔف يأ َِت ٱّلِل ةِلٔم يِتًٓ وي ِ‬ ‫ۡ‬
‫َ‬ ‫َٰ‬ ‫َ‬
‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫المائدة‪.)٘ٗ :‬‬ ‫َ‬ ‫ٱىكفِ ِريَ) ‪(.‬‬
‫َ‬
‫َ ٰٓ ُّ َ َّ ُ َّ َ ۡ َ َٰ ُ ّ َ َ َ َٰ َ َ َ َ َٰ ُ‬
‫ل ًۡ ُُغٔباٗ‬ ‫وقاؿ تَػ َعالَى‪( :‬يأحٓ َا ٱنلاس إُِا خيلنل ًَ ٌَِ ذنر وأَُث وجػين‬
‫ۡ‬ ‫َ َ َ ٓ َ َ َ َ ُ ِۚ ٓ ْ َّ ۡ َ َ ُ ۡ َ َّ ۡ َ َٰ ُ‬
‫ٱّلِلِ أتلىل ًِۚ)‪(.‬الحجرات‪.)ٖٔ:‬‬ ‫َ‬ ‫وقتانِو ُِ ػارفٔا إِن أك َرٌلً غِِد‬
‫ٰٓ‬ ‫َ َ ُ َ ُّ ٓ ْ ُ َ ُ ۡ ُ َ ۡ َ ُ َ َّ َ‬
‫وقاؿ تَػ َعالَى‪( :‬فَل حزكٔا أُفصلًَۖ ْٔ أغيً ةٍِ َِ ٱتق ‪( .)٣٢‬النجم‪.)ٖٕ:‬‬
‫علم من كل ىذا أف مفتاح الدعوة ىو التواضع وحسن األخبلؽ والحلم واألناة‬
‫والرفق‪.‬‬
‫السيف يمكن اف يفتح الببلد ولكن ال يمكن أف يفتح القلوب ‪:‬‬
‫الكلمات الجميلة نهر بارد وعذب يداوي ظمأ القلوب‪:‬‬
‫السيف يمكن اف يفتح الببلد ولكن ال يمكن أف يفتح القلوب بل يجرحهها‪،‬‬
‫والقلوب ال تفتح إال باالكراـ والصفات وىذا واضح في سيرة قائد األمة ‪.‬‬
‫والكثير من الصحابة لم يؤمنوا بالسيف ومنهم من شاىد المبلئكة ولكنو لم يسلم‬
‫‪62‬‬
‫حويطب بن عبد العُ َّزى ‪ :‬الذي قاؿ في قصة‬ ‫إال بكرـ وعفو النبي ‪ ‬ومنهم َ‬
‫اسبلمو‪" :‬ولقد شهدت بدراً مع المشركين فرأيت ِعبَراً‪ ,‬فرأيت المالئكة تقتل‬
‫وتأسر بين السماء واألرض‪ ،‬فقلت‪ :‬ىذا رجل ممنوع‪ ,‬ولم أذكر ما رأيت‬
‫بمكة وقريش تُسلم رجالً‬ ‫ألحد‪ ,‬فانهزمنا راجعين إلى مكة‪ ,‬فأقمنا َّ‬ ‫ٍ‬
‫رجالً‪(...‬أخرجو بن سعد في الطبقات؛ وأخرجو الحاكم )‪.‬‬
‫وال يوجد أجمل وأحكم من كبلـ اهلل الذي يؤثر في القلوب‪ ،‬إذا كاف القرآف‬
‫يؤثر في قلب الكافر فكيف ال يؤثر في قلب المسلم‪.‬‬
‫آداب المساجد‪:‬‬
‫ذكر أىل العلم آدابًا للمساجد‪ ،‬وىذه اآلداب مستمدة من الوحيين الكتاب‬
‫والسنة‪ ،‬والمقصود باآلداب األوامر والنواىي والمستحبات التي تفعل عند‬
‫دخوؿ المساجد أو قبل ذلك‪ ،‬وىي كثيرة أكتفي ببععها‪:‬‬
‫لمسجد‪:‬‬
‫إلى ۡا َ ُ ْ َ َ‬
‫ْ‬
‫الذىاب‬
‫ُ‬
‫استحباب لبس الثياب الحسنةْ واستعماؿ السواؾ عند‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ۡ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ َٰ َ ٓ َ َ َ ُ ُ‬
‫جد وَكٔا وٱۡشبٔا وَّل‬ ‫ك مص ِ‬‫تعالى‪(َ :‬يت ِِن ء ۡادم خذوا زِينخلً غِِد ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫قاؿ‬
‫ُ ۡ ُ ٓ َّ‬
‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫ۡسف ِۚٔا إُِّۥ َّل يِب ٱلٍ ِ‬
‫ۡسفِي ‪(.)٣١‬األعراؼ‪.)ٖٔ :‬‬ ‫ت ِ‬
‫روى البخاري ومسلم من حديث عن أبي ىريرة ‪ ‬أف النبي ‪ ‬قاؿ‪" :‬لَ ْوَال‬
‫ص َبل ٍة" ‪(.‬صحيح البخاري برقم‬ ‫اؾ ِ‬ ‫السو ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫ّْ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ّْ‬ ‫ب‬ ‫أَ ْف أَ ُش َّق َعلَى أ َُّمت َ ْ ُ ْ‬
‫م‬ ‫ه‬‫ػ‬‫ُ‬‫ت‬‫ر‬‫م‬ ‫أل‬‫َ‬ ‫ي‬
‫(‪ ،)ٛٛٚ‬وصحيح مسلم برقم (ٕٕ٘) واللفظ لو‪.).‬‬
‫وبعض الناس يأتي إلى المسجد بثياب النوـ أو البيجامات أو مبلبس العمل‪،‬‬
‫وقد تكوف متسخة وبها روائح كريهة تؤذي المصلين والسبب يعود إلى‬
‫رجبل لو‬ ‫مسؤوال أو ً‬
‫ً‬ ‫الكسل‪ ،‬فيتكاسل عن تغييرىا‪ ،‬بينما لو أراد أف يزور‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َٰ َ‬
‫مكانتو الستعد لذلك‪ ،‬فرب العالمين أولى بالتجمل‪ ،‬قاؿ تعالى‪( :‬ذل ِمَۖ وٌَ‬
‫َۡ َ ُۡ ُ‬ ‫ٱّلِل ِ فَإ َّج َ‬
‫ُ َ ّ ۡ َ َ ٰٓ َ َّ‬
‫ٔب ‪(.) ٣٢‬الحج‪.)ٖٕ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ٱى‬ ‫ى‬ ‫ٔ‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫َِ‬ ‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫ٓ‬ ‫ِ‬ ‫حػ ِظً طعهِر‬

‫‪63‬‬
‫روى أبو داود في سننو من حديث محمد بن يحيى بن حباف ‪ ‬أف رسوؿ‬
‫َح ِد ُك ْم إِ ْف َو َج ْدتُ ْم‪ ،‬أَ ْف‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫ى‬‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َو‬
‫أ‬ ‫‪،‬‬‫د‬‫َ‬ ‫ج‬
‫َ ْ ََ ْ َ‬‫و‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫اهلل ‪ ‬قاؿ‪" :‬ما َعلَى أَح ِ‬
‫د‬ ‫َ‬
‫ْج ُم َع ِة ِس َوى ثَػ ْوبَ ْي ِم ْهنَتِ ِو"‪(.‬صحيح سنن أبي داود(ٔ‪،)ٕٓٔ/‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ِ‬
‫ـ‬‫و‬ ‫ػ‬ ‫ي‬‫َّخذ ثَػوبػي ِن لِ‬
‫يػت ِ‬
‫َْ َْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫(ٖ٘‪.)ٜ‬‬
‫استحباب إظهار الزينة لصبلة الجمعة والعيدين‪:‬‬
‫يستحب للمسلم أف يتخذ لصبلة الجمعة والعيدين ثوباً جميبلً يتجمل بو‪،‬‬
‫ألف لبس الجميل من الثياب لصبلة الجمعة والعيدين مرغب فيو‪ ،‬ويستحب‬
‫للقادـ للجمعة أف يمس شيئاً من الطيب أو الدىن‪ ،‬وفيو ترغيب عظيم‪.‬‬
‫عن سلماف الفارسي ‪ ‬أف النبي ‪ ‬قاؿ‪ " :‬ال يغتسل رجل يوـ الجمعة‬
‫ويتطهر ما استطاع من طهر‪ ،‬ويدىن من دىنو‪ ،‬أو يمس من طيب بيتو‪ ،‬ثم‬
‫يخرج فبل يفرؽ بين اثنين‪ ،‬ثم يصلي ما ُكتب لو‪ ،‬ثم يُنصت إذا تكلم اإلماـ‪،‬‬
‫إال غفر لو ما بينو وبين الجمعة األخرى "‪( .‬رواه البخاري)‪.‬‬
‫النهي عن حعور المساجد لمن أكل الثوـ أو البصل ونحوىما‪ ،‬ففي‬
‫"م ْن أَ َك َل‬
‫الصحيحين من حديث جابر بن عبد اهلل ‪ ‬أف النبي ‪ ‬قاؿ‪َ :‬‬
‫اث‪ ،‬فَ َبل يَػ ْق َربَ َّن َم ْس ِج َدنَا‪ ،‬فَِإ َّف ال َْم َبلئِ َكةَ تَػتَأَذَّى ِم َّما‬‫ُّوـ‪َ ،‬والْ ُك َّر َ‬
‫ص َل‪َ ،‬والث َ‬
‫الْبَ َ‬
‫آد َـ" (صحيح البخاري برقم (٘٘‪ ،)ٛ‬وصحيح مسلم برقم‬ ‫و‬‫ن‬‫ػ‬ ‫ب‬ ‫و‬‫ن‬‫يػتأَذَّى ِْ‬
‫م‬
‫ُ َُ َ‬ ‫ََ‬
‫(ٗ‪ )٘ٙ‬واللفظ لو‪.‬‬
‫والثوـ والكراث ليسا محرمين‪ ،‬ولكن نُهي عنهما لرائحتهما التي تؤذي‬
‫َ‬ ‫ونحوه‪َۡ ۡ.‬‬
‫َ َُ ُ َ َ‬
‫يتعاطى الدخاف‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬
‫المصلين‪ ،‬وعليو فإف النهي يكوف أشد ۡلمن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ٓ‬
‫كتابو‪( :‬فييدذرِ ٱَّلِيَ َياى ِفٔن خَ أم ِره ِۦ أن‬ ‫في ٌ َ‬ ‫واهلل سبحانو َوتعالى يقوؿ‬
‫ُ َُ ۡ ٌَۡ ۡ ُ َُ ۡ َ َ‬
‫ٌ‬
‫ح ِصيتًٓ ف ِخِث أو ي ِصيتًٓ غذاب أ ِۡلً ‪(.)٦٣‬النور‪.)ٖٙ:‬‬
‫تنبيو‪ :‬يقاس على الثوـ والبصل والكراث كل رائحة خبيثة تؤذي المصلين‪،‬‬
‫(كالدخاف)‪ ،‬أو الروائح الكريهة التي تنبعث من الجسد‪ ،‬أو المبلبس المنتنة‪.‬‬
‫فعلى المصلي تفقد نفسو قبل حعور المساجد‪ ،‬حتى ال يؤذي المصلين‬
‫فيأثم بذلك‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫يستحب المشي إلى المساجد وبخشوع وسكينة‪:‬‬
‫اؿ َكا َف َر ُج ٌل َال أَ ْعلَ ُم َر ُج ًبل أَبْػ َع َد ِم ْن ال َْم ْس ِج ِد ِم ْنوُ َوَكا َف َال‬ ‫ب قَ َ‬ ‫َع ْن أُبَ ّْي بْ ِن َك ْع ٍ‬
‫ت ِح َم ًارا تَػ ْرَكبُوُ فِي الظَّل َْم ِاء‬ ‫ي‬‫ر‬ ‫ػ‬ ‫ت‬‫ش‬‫ْ‬ ‫ا‬ ‫و‬
‫َ ُ ْ ُ ُ ْ َ َْ َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ْت‬ ‫ل‬ ‫ػ‬
‫ُ‬ ‫ق‬ ‫َو‬‫أ‬ ‫و‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫يل‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫اؿ‬‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫بل‬
‫َ‬ ‫ص‬ ‫ِ‬
‫تُ ْخ ُ ُ َ‬
‫و‬‫ئ‬ ‫ط‬
‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫د‬ ‫ي‬‫ِ‬
‫ر‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫ي‬ ‫ّْ‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫ج‬‫ِ‬ ‫س‬ ‫ْم‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ي‬ ‫َف من ِزلِ‬ ‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ن‬‫ر‬‫ُّ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫اؿ‬‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫اء‬ ‫ع‬ ‫م‬‫الر‬
‫َّ‬ ‫ي‬ ‫وفِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وؿ اللَّ ِو‬ ‫اؿ َر ُس ُ‬‫ت إِلَى أ َْىلِي فَػ َق َ‬ ‫وعي إِ َذا َر َج ْع ُ‬ ‫لِي مم َشاي إِلَى الْمس ِج ِد ورج ِ‬
‫َ ْ َُُ‬ ‫َْ َ‬
‫ك ُكلَّوُ "‪(.‬صحيحو صحيح مسلم (جٖ‪/‬ص ٕٔٗ)‪.‬‬ ‫ك َذلِ َ‬ ‫‪ ":‬قَ ْد َج َم َع اللَّوُ لَ َ‬
‫ويستحب للماشي إلى الصبلة‪ ،‬أف يكوف مشيو إليها في خشوع وسكوف‬
‫وطمأنينة‪ ،‬ألف من قَ ِد َـ إلى الصبلة وىو مطمئن في مشيو؛ كاف ذلك أدعى‬
‫لخشوعو في صبلتو وإقبالو عليها‪ ،‬وعكسو من جاء إليها مسرعاً مستعجبلً‬
‫فإنو يدخل في صبلتو وىو مشتت الفكر والذىن‪ .‬ولقد نهى النبي ‪ ‬أمتو أف‬
‫يسعوا إلى صبلتهم حتى ولو أقيمت الصبلة‪ .‬فعن أبي قتادة ‪ ‬قاؿ‪ " :‬بينما‬
‫نحن نصلي مع النبي ‪ ‬إذ سمع جلبة رجاؿ فلما صلى قاؿ‪ :‬ما شأنكم؟‬
‫قالوا‪ :‬استعجلنا إلى الصبلة‪ .‬قاؿ‪ :‬فبل تفعلوا ‪ .‬إذا أتيتم الصبلة فعليكم‬
‫بالسكينة‪ ،‬فما أدركتم فصلوا‪ ،‬وما فاتكم فأتموا"‪(.‬البخاري ومسلم)‪.‬‬
‫وروى البخاري ومسلم من حديث أبي ىريرة ‪ ‬أف النبي ‪ ‬قاؿ‪" :‬إِذَا‬
‫الص َبل ِة َو َعلَْي ُك ْم بِ َّ‬
‫الس ِكينَ ِة َوال َْوقَا ِر َوَال تُ ْس ِرعُوا‪ ،‬فَ َما‬ ‫شوا إِلَى َّ‬ ‫َس ِم ْعتُ ُم ِْ‬
‫اإلقَ َامةَ فَ ْام ُ‬
‫صلُّوا‪َ ،‬وَما فَاتَ ُك ْم فَأَتِ ُّموا" (صحيح البخاري (‪ ،)ٖٙٙ‬وصحيح مسلم‬ ‫أَ ْد َرْكتُ ْم فَ َ‬
‫(ٕٓ‪.)ٙ‬‬
‫ويستحب للخارج إلى المسجد أو إلى غير المسجد كالسوؽ أو غيره أف‬
‫يقوؿ ىذا عند خروجو من بيتو إلى السوؽ أو إلى زيارة أحد إخوانو أو إلى‬
‫المسجد يقوؿ‪ :‬باسم اهلل‪ ،‬توكلت على اهلل‪ ،‬ال حوؿ وال قوة إال باهلل‪ ،‬اللهم‬
‫إني أعوذ بك أف أضل أو أضل‪ ،‬أو أزؿ أو أزؿ‪ ،‬أو أظلم أو أظلم‪ ،‬أو أجهل‬
‫أو يجهل علي‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫التَْب ِكير إلى المساجد‪:‬‬
‫وقد رغب النبي ‪ ‬في التبكير إلى المساجد والمسارعة إليها‪ ،‬عن أبي ىريرة‬
‫ف ْاألَ َّوِؿ ثُ َّم لَ ْم‬ ‫الص ّْ‬‫َّاس َما فِي النّْ َد ِاء َو َّ‬ ‫‪ ‬أف النبي ‪ ‬قاؿ‪ " :‬لَ ْو يَػ ْعلَ ُم الن ُ‬
‫َّه ِجي ِر َال ْستَبَػ ُقوا‬‫يَ ِج ُدوا إَِّال أَ ْف يَ ْستَ ِه ُموا َعلَْي ِو َال ْستَػ َه ُموا‪َ ،‬ولَ ْو يَػ ْعلَ ُمو َف َما فِي التػ ْ‬
‫إِلَْي ِو" (صحيح البخاري (٘ٔ‪ ،)ٙ‬وصحيح مسلم (‪ .)ٖٗٚ‬وعند مسلم‪ " :‬لو‬
‫تعلموف أو يعلموف ما في الصف المقدـ لكانت قرعة"‪ .‬ففي ىذه األحاديث‬
‫داللة ظاىرة على فعل وعظم أجر التبكير إلى المساجد‪ ،‬وذلك يتعح من‬
‫إبهاـ الرسوؿ ‪ ‬ألجر المبكر إلى المسجد‪ ،‬فإنو يدؿ على أف المبكر إلى‬
‫المسجد قد حاز أجراً عظيماً‪ .‬ثم اقتراعهم على الصف األوؿ فيو داللة قوية‬
‫على عظم ىذا األجر‪.‬‬
‫الدعاء عند المشي إلى الصبلة‪:‬‬
‫ذكر الدعاء المأثور الوارد في ذلك عند الذىاب إلى المسجد‪ ،‬فيذكر الدعاء‬
‫الوارد عند الخروج من المنزؿ ثم يعيف إليو ىذا الدعاء الذي رواه مسلم‬
‫في صحيحو في قصة مبيت ابن عباس عند خالتو ميمونة‪ ،‬وذكر تهجد النبي‬
‫‪ ،‬قاؿ‪ :‬فأذف المؤذف يعني للصبح‪ ،‬فخرج إلى الصبلة وىو يقوؿ‪" :‬اللَّ ُه َّم‬
‫اج َع ْل فِي‬ ‫و‬ ‫ا‪،‬‬‫ور‬ ‫ُ‬‫ن‬ ‫ي‬ ‫اجعل فِي قَػ ْلبِي نُورا‪ ،‬وفِي لِسانِي نُورا‪ ،‬واجعل فِي سم ِ‬
‫ع‬
‫ً َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ً َ َْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫َْ ْ‬
‫ورا‪،‬‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫بص ِري نُورا‪ ،‬واجعل ِمن َخل ِْفي نُورا‪ ،‬وِمن أَم ِامي نُورا‪ ،‬واجعل ِمن فَػوقِ‬
‫ً‬ ‫ً َ َْ ْ ْ ْ‬ ‫ً َ ْ َ‬ ‫ً َ َْ ْ ْ‬ ‫ََ‬
‫ورا"‪(.‬رواه مسلم)‪.‬‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫وِمن تَ ْحتِي نُورا‪ ،‬اللَّ ُه َّم أَ ْع ِطنِ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ ْ‬
‫قاؿ العلماء‪ :‬سأؿ النور في أععائو وجهاتو‪ ،‬والمراد بو بياف الحق وضيائو‬
‫والهداية إليو‪ ،‬فسأؿ النور في جميع أععائو وجسمو وتصرفاتو وتقلباتو حتى‬
‫ال يزيغ شيء منها عنو‪(.‬شرح صحيح مسلم للنووي (‪.)ٕٛٚ /ٙ‬‬

‫‪66‬‬
‫ورد النهي عن تشبيك األصابع وذلك في أربع مواضع‪:‬‬
‫األوؿ‪ :‬النهي عن تشبيك األصابع عند الذىاب إلى المسجد‪ ،‬فقد روى أبو‬
‫داود في سننو من حديث كعب بن عجرة ‪ ‬أف رسوؿ اهلل ‪ ‬قاؿ‪" :‬إِ َذا‬
‫وءهُ ثُ َّم َخ َر َج َع ِام ًدا إِلَى ال َْم ْس ِج ِد فَ َبل يُ َشبّْ َك َّن بَػ ْي َن‬ ‫ض َ‬‫َح َس َن ُو ُ‬ ‫َح ُد ُك ْم فَأ ْ‬ ‫ضأَ أ َ‬ ‫تَػ َو َّ‬
‫ص َبل ٍة" (في صحيح سنن أبي داود (ٔ‪ )ٕٔٔ/‬برقم (‪.)ٕ٘ٙ‬‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫أَصابِ ِع ِو فَِإنَّوُ فِ‬
‫َ‬
‫الثاني‪ :‬إذا كاف في المسجد ينتظر الصبلة‪ ،‬روى ابن خزيمة في صحيحو‬
‫َح ُد ُك ْم فِي بَػ ْيتِ ِو‬
‫ضأَ أ َ‬ ‫والحاكم في مستدركو من حديث أبي ىريرة ‪" :‬إِ َذا تَػ َو َّ‬
‫ك بَػ ْي َن‬ ‫بلة َحتَّى يَػ ْرِج َع‪ ،‬فَبل يَػ ُق ْل َى َك َذا‪َ ،‬و َشبَّ َ‬ ‫ثُ َّم أَتَى الْمس ِج َد‪َ ،‬كا َف فِي ص ٍ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫َصابِ ِع ِو" (صحيح ابن خزيمة (ٔ‪ )ٕٕٜ /‬برقم ‪ ،ٗٗٚ‬ومستدرؾ الحاكم (ٔ‪/‬‬ ‫أَ‬
‫‪ )ٗ٘ٛ‬برقم ٕ‪ ،ٚٚ‬وقاؿ‪ :‬حديث صحيح على شرط الشيخين)‪.‬‬
‫نفبل في الصبلة‪ ،‬وىو من باب أولى‬ ‫ضا أو ً‬ ‫الثالث‪ :‬النهي عن التشبيك فر ً‬
‫لؤلحاديث السابقة وغيرىا‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬بعد صبلة الفريعة لعموـ األحاديث السابقة‪.‬‬
‫ويستحب لو أف يتابع المؤذف فيقوؿ مثل ما يقوؿ إال في قولو‪ :‬حي على‬
‫الصبلة‪ ،‬حي على الفبلح‪ ،‬فإنو يقوؿ عند كل لفظة منها‪ :‬ال حوؿ وال قوة إال‬
‫َح ُد ُك ُم‪ :‬اللَّوُ‬ ‫اؿ أ َ‬‫اؿ ال ُْم َؤذّْ ُف‪ :‬اللَّوُ أَ ْكبَػ ُر‪ ،‬اللَّوُ أَ ْكبَػ ُر‪ ،‬فَػ َق َ‬ ‫باهلل‪ ،‬لحديث‪" :‬فَِإ َذا قَ َ‬
‫اؿ‪ :‬أَ ْش َه ُد أَ ْف َال إِلَوَ إَِّال‬ ‫اؿ‪ :‬أَ ْش َه ُد أَ ْف َال إِلَوَ إَِّال اللَّوُ‪ ،‬قَ َ‬ ‫أَ ْكبَػ ُر‪ ،‬اللَّوُ أَ ْكبَػ ُر‪ ،‬ثُ َّم قَ َ‬
‫وؿ‬‫َف ُم َح َّم ًدا َر ُس ُ‬ ‫اؿ‪ :‬أَ ْش َه ُد أ َّ‬ ‫وؿ اللَّ ِو‪ ،‬قَ َ‬‫َف ُم َح َّم ًدا َر ُس ُ‬ ‫اؿ‪ :‬أَ ْش َه ُد أ َّ‬ ‫اللَّوُ‪ ،‬ثُ َّم قَ َ‬
‫اؿ‪َ :‬ح َّي‬ ‫اؿ‪َ :‬ال َح ْو َؿ َوَال قُػ َّوةَ إَِّال بِاللَّ ِو‪ ،‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫الص َبل ِة‪ ،‬قَ َ‬
‫اؿ‪َ :‬ح َّي َعلَى َّ‬ ‫اللَّ ِو‪ ،‬ثُ َّم قَ َ‬
‫اؿ‪ :‬اللَّوُ أَ ْكبَػ ُر‪ ،‬اللَّوُ أَ ْكبَػ ُر‪،‬‬ ‫اؿ‪َ :‬ال َح ْو َؿ َوَال قُػ َّوةَ إَِّال بِاللَّ ِو‪ ،‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫َعلَى الْ َف َبل ِح‪ ،‬قَ َ‬
‫اؿ‪َ :‬ال إِلَوَ إَِّال اللَّوُ‪ِ ،‬م ْن‬ ‫اؿ‪َ :‬ال إِلَوَ إَِّال اللَّوُ‪ ،‬قَ َ‬ ‫اؿ‪ :‬اللَّوُ أَ ْكبَػ ُر‪ ،‬اللَّوُ أَ ْكبَػ ُر‪ ،‬ثُ َّم قَ َ‬ ‫قَ َ‬
‫ْجنَّةَ"( صحيح مسلم برقم (٘‪.)ٖٛ‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫د‬‫َ‬ ‫قَػ ْلبِ ِ‬
‫و‬
‫َ َ‬
‫ويقوؿ بعد الشهادتين ما جاء في حديث سعد بن أبي وقاص ‪ ‬عن رسوؿ‬
‫اؿ ِ‬
‫ين يَ ْس َم ُع ال ُْم َؤذّْ َف‪ :‬أَ ْش َه ُد أَ ْف َال إِلَوَ إَِّال اللَّوُ َو ْح َدهُ‬ ‫"م ْن قَ َ َ‬
‫ح‬ ‫اهلل ‪ ،‬أنو قاؿ‪َ :‬‬
‫وال‪،‬‬ ‫يت بِاللَّو َربِّا‪َ ،‬وبِ ُم َح َّم ٍد َر ُس ً‬ ‫ض ُ‬ ‫َف مح َّم ًدا َع ْب ُدهُ ورسولُوُ‪ ،‬ر ِ‬
‫َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫يك لَوُ‪َ ،‬وأ َّ ُ َ‬ ‫َال َش ِر َ‬
‫‪67‬‬
‫َوبِا ِإل ْس َبلِـ ِدينًا‪ ،‬غُِف َر لَوُ َذنْػبُوُ" (صحيح مسلم برقم (‪ ،)ٖٛٙ‬وفي رواية من‬
‫قاؿ حين يسمع المؤذف‪ :‬وأنا أشهد‪ ،‬كما في صحيح مسلم‪ ،‬قاؿ النووي‬
‫رحمو اهلل‪ :‬وفيو أنو يستحب أف يقوؿ بعد قولو‪ :‬وأنا أشهد أف محم ًدا رسوؿ‬
‫رسوال‪ ،‬وباإلسبلـ دينًا‪ ،‬شرح صحيح مسلم‬ ‫اهلل‪ ،‬رضيت باهلل ربًا وبمحمد ً‬
‫(ٗ‪.)ٖٜٓ /‬‬
‫ثم يصلي على النبي ‪ ‬لما روى مسلم في صحيحو من حديث عبد اهلل بن‬
‫عمرو بن العاص ‪ ‬أنو سمع النبي ‪ ‬يقوؿ‪" :‬إِ َذا َس ِم ْعتُ ُم ال ُْم َؤذّْ َف فَػ ُقولُوا‬
‫صلَّى اللَّو َعلَْي ِو بِ َها‬ ‫ص َبلةً َ‬ ‫صلَّى َعلَ َّي َ‬ ‫صلُّوا َعلَ َّي‪ ،‬فَِإنَّوُ َم ْن َ‬ ‫وؿ ثُ َّم َ‬ ‫ِمثْ َل َما يَػ ُق ُ‬
‫َع ْشرا‪ ،‬ثُ َّم سلُوا لِي الْو ِسيلَةَ فَِإنَّػها م ْن ِزلَةٌ فِي الْجن َِّة َال تَػ ْنب ِغي إَِّال لِعب ٍد ِمن ِعب ِ‬
‫اد‬ ‫َْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ً‬
‫اعةُ"‪.‬‬ ‫ت لَوُ َّ‬
‫الش َف َ‬ ‫ِ‬
‫َؿ ل َي ال َْوسيلَةَ َحلَّ ْ‬ ‫ِ‬ ‫اللَّو َوأ َْر ُجو أَ ْف أَ ُكو َف أَنَا ُى َو‪َ ،‬وَم ْن َسأ َ‬
‫ثم يسأؿ اهلل لو الوسيلة‪ ،‬فيقوؿ ما جاء في حديث جابر ابن عبد اهلل ‪ ‬أف‬
‫الد ْع َوِة الت َّ‬
‫َّام ِة‬ ‫ب َى ِذ ِه َّ‬ ‫اء‪ :‬اللَّ ُه َّم َر َّ‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫اؿ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّْ‬ ‫"م ْن قَ َ َ ْ َ ُ‬
‫م‬ ‫س‬ ‫َ‬‫ي‬ ‫ين‬ ‫ح‬ ‫النبي ‪ ‬قاؿ‪َ :‬‬
‫ودا الَّ ِذي‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ام‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫م‬ ‫و‬‫ْ‬‫ث‬‫ع‬ ‫ػ‬ ‫ب‬ ‫ا‬‫و‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫ي‬‫ع‬‫ِ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ي‬‫س‬‫ِ‬ ‫ْو‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫آت‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ائ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫الص َبل‬
‫َو َّ‬
‫َ َْ ُ َ ً َ ْ ُ ً‬ ‫َ‬ ‫َُ ً َ‬ ‫َ‬
‫اعتِي يَػ ْوَـ ال ِْقيَ َام ِة" (صحيح البخاري برقم (ٗٔ‪.)ٙ‬‬ ‫ت لَوُ َش َف َ‬ ‫َو َع ْدتَوُ‪َ ،‬حلَّ ْ‬
‫ويشرع لو الدعاء بين األذاف واإلقامة لما روى أبو داود في سننو من حديث‬
‫رجبل قاؿ‪ :‬يا رسوؿ اهلل‪ ،‬إف المؤذنين يفعلوننا‪،‬‬ ‫عبد اهلل بن عمرو ‪ ‬أف ً‬
‫ت فَ َس ْل تُػ ْعطَ ْو"‪ (.‬صحيح‬ ‫فقاؿ رسوؿ اهلل ‪" :‬قُ ْل َك َما يَػ ُقولُو َف‪ ،‬فَِإ َذا انْػتَػ َه ْي َ‬
‫سنن أبي داود (ٔ‪ )ٔٓٙ /‬برقم ٕ‪.)ٜٗ‬‬
‫النهي عن الخروج من المسجد بعد األذاف إال لعرورة‪:‬‬
‫يكره الخروج من المسجد لمن أدركو األذاف وىو فيو‪ ،‬إال لمن كاف عنده‬
‫عذر يسوغ لو الخروج من المسجد‪ ،‬كتجديد وضوءه ونحوه‪.‬‬
‫فعن أبي الشعثاء قاؿ‪ " :‬كنا قعوداً في المسجد مع أبي ىريرة ‪ ‬فأذف‬
‫المؤذف‪ ،‬فقاـ رجل من المسجد يمشي فأتبعو أبو ىريرة بصره حتى خرج من‬
‫المسجد‪ ،‬فقاؿ أبو ىريرة ‪ :‬أما ىذا فقد عصى أبا القاسم ‪(."‬رواه‬
‫مسلم)‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫فبل يجوز لمن أدركو األذاف وىو بالمسجد أف يخرج منو حتى يؤدي الصبلة‬
‫المكتوبة‪ ،‬إال لعذر‪ .‬ألف من خرج بعد األذاف بدوف عذر‪ ،‬قد يشغلو أو يعوقو‬
‫ما يمنعو من إقامة الصبلة مع الجماعة فيكوف سبباً في تفويت صبلة‬
‫الجماعة‪.‬‬
‫الدعاء عند دخوؿ المساجد وعند الخروج منها‪:‬‬
‫ندخل المسجد بالرجل اليمنى وننوي االعتكاؼ ‪ ،‬ونقوؿ ‪ ( :‬اللهم صل‬
‫محمد‪ ،‬اللهم افتح لي أبواب رحمتك‪ ،‬وإذا‬ ‫محمد وعلى آؿ ّ‬ ‫وسلم على ّ‬
‫محمد‪،‬‬ ‫محمد وعلى آؿ ّ‬ ‫خرج يخرج بالرجل اليسرى يقوؿ‪ :‬اللهم صل على ّ‬
‫اللهم إني أسألك من فعلك‪ .‬تأسياً بالنبي ‪ ‬عند دخولو المسجد وعند‬
‫خروجو منو‪.‬‬
‫روى مسلم في صحيحو وأبو داود في سننو من حديث أبي حميد ‪ ‬قاؿ‪:‬‬
‫َح ُد ُك ُم ال َْم ْس ِج َد فَػلْيُ َسلّْ ْم َعلَى النَّبِ ّْي ‪ ،‬ثُ َّم‬ ‫قاؿ رسوؿ اهلل ‪" :‬إِ َذا َد َخ َل أ َ‬
‫اب َر ْح َمتِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫َسأَلُ َ‬‫ك‪َ ،‬وإِ َذا َخ َر َج فَػ ْليَػ ُق ْل‪ :‬اللَّ ُه َّم إِنّْي أ ْ‬ ‫ليَػ ُق ْل‪ :‬اللَّ ُه َّم افْػتَ ْح لي أَبْػ َو َ‬
‫ك" (صحيح مسلم برقم (ٖٔ‪ ،)ٚ‬وسنن أبي داود برقم (٘‪.)ٗٙ‬‬ ‫علِ َ‬ ‫ِم ْن فَ ْ‬
‫وروى أبو داود في سننو من حديث عبد اهلل بن عمرو بن العاص ‪ ‬عن‬
‫النبي ‪ ‬أنو كاف إذا دخل المسجد قاؿ‪" :‬أَعُوذُ بِاللَّو ال َْع ِظ ِيم‪َ ،‬وبَِو ْج ِه ِو‬
‫الرِج ِيم‪...‬فإذا قاؿ ذلك قاؿ‬ ‫اف َّ‬ ‫الْ َك ِر ِيم‪َ ،‬و ُس ْلطَانِِو الْ َق ِد ِيم‪ِ ،‬م َن َّ‬
‫الش ْيطَ ِ‬
‫الشيطاف‪ :‬حفظ مني سائر اليوـ" (سنن أبي داود برقم (‪ ،)ٗٙٙ‬قاؿ النووي‬
‫رحمو اهلل في كتابو األذكار ص(‪ :)ٚٛ‬رواه أبو داود بإسناد جيد)‪.‬‬
‫ص َبلتِ ِه َما‪:‬‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ػ‬‫ق‬ ‫ِ‬
‫وس‬‫ل‬ ‫ْج‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫اب ص َبلةِ رْكعتَػي ِن تَ ِحيَّ ِة الْمس ِج ِد وَكراى ِ‬
‫ة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َََ ُ‬ ‫َ ََْ‬ ‫است ْ َ‬
‫ب‬ ‫ح‬ ‫ْ‬
‫َح ُد ُك ْم ال َْم ْس ِج َد‬
‫أ‬ ‫ل‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫اؿ‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ق‬ ‫‪‬‬ ‫وؿ اللَّ ِ‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫س‬‫ر‬ ‫َّ‬
‫َف‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫قاؿ‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫اد‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ػ‬‫َ‬‫ق‬ ‫ي‬‫ِ‬‫َع ْن أَب‬
‫َ َ‬ ‫َُ‬
‫س"‪ (.‬صحيح مسلم ‪( -‬ج ٗ ‪ /‬ص ٖٓ)‪.‬‬ ‫فَػ ْليػرَكع رْكعتػي ِن قَػبل أَ ْف يجلِ‬
‫َ ْ ْ َ ََ ْ ْ َ َ ْ َ‬

‫‪69‬‬
‫اإلكثار في المسجد من ذكر اهلل تعالى‪ ،‬بالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير‬
‫وغيرىا من األذكار‪ ،‬وكذلك اإلكثار من قراءة القرآف‪ ،‬ومن المستحب فيو‬
‫قراءة حديث رسوؿ اهلل ‪ ‬وعلم الفقو‪ ،‬وسائر العلوـ الشرعية‪.‬‬
‫آف"‬‫الص َبل ِة‪ ،‬وقِراء ِة الْ ُقر ِ‬ ‫َّ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬
‫َّ‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫ز‬
‫َّ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫و‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ك‬
‫ْ‬ ‫وفي رواية أخرى‪" :‬إِنَّما ِىي لِ ِ‬
‫ذ‬
‫َََ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫(صحيح مسلم برقم (٘‪.)ٕٛ‬‬
‫ويجتنب اللغو واللغط‪ ،‬والخوض في أعراض الناس‪ ،‬وكثرة الحديث في أمور‬
‫الدنيا مما يقسي القلب‪ ،‬ويبعد عن اهلل تعالى‪.‬‬
‫النهي عن البيع والشراء وإنشاد العالة في المسجد‪ ،‬لما روى مسلم في‬
‫"م ْن َس ِم َع َر ُج ًبل يَػ ْن ُ‬
‫ش ُد‬ ‫صحيحو من حديث أبي ىريرة ‪ ‬أف النبي ‪ ‬قاؿ‪َ :‬‬
‫اج َد لَ ْم تُػ ْب َن لِ َه َذا"‪.‬‬
‫ك‪ ،‬فَِإ َّف الْمس ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ا‬
‫َ‬ ‫َّى‬
‫د‬ ‫ر‬ ‫ال‬
‫َ‬
‫َ ْ َ‬ ‫ل‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ػ‬ ‫ي‬‫ل‬‫ْ‬ ‫ػ‬‫َ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ضالَّةً فِي الْمس ِج ِ‬
‫د‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫وروى الترمذي في سننو من حديث أبي ىريرة ‪ ‬أف النبي ‪ ‬قاؿ‪" :‬إِ َذا‬
‫ك" (صحيح‬ ‫يع‪ ،‬أ َْو يَػ ْبتَاعُ فِي ال َْم ْس ِج ِد‪ ،‬فَػ ُقولُوا‪َ :‬ال أ َْربَ َح اللَّو تِ َج َارتَ َ‬ ‫ِ‬
‫َرأَيْػتُ ْم َم ْن يَب ُ‬
‫سنن أبي داود (ٕ‪ )ٖٗ /‬برقم (‪.)ٔٓٙٙ‬‬
‫ويلحق بذلك سؤاؿ الناس أموالهم في المساجد‪ ،‬وإشغالهم عن التسبيح‬
‫عموما بحجة الفقر والحاجة‪.‬‬ ‫والتكبير والتهليل والذكر ً‬
‫النهي عن البيع والشراء في المساجد‪:‬‬
‫ال يجوز البيع والشراء في المساجد فهي لم تبن لهذا‪ ،‬وإنما بنيت لذكر اهلل‪،‬‬
‫وإقامة الصبلة‪ ،‬وتعليم الناس أمور دينهم‪ ..‬إلخ‪.‬‬
‫ومن رأى رجبلً يبيع أو يبتاع في المساجد فليدع عليو وليقل‪ :‬ال أربح اهلل‬
‫تجارتك‪ .‬فعن أبي ىريرة ‪ ‬أف رسوؿ اهلل ‪ ‬قاؿ‪ " :‬إذا رأيتم من يبيع أو‬
‫يبتاع في المسجد فقولوا‪ :‬ال أربح اهلل تجارتك‪ ...‬الحديث"‪(.‬رواه الترمذي)‪.‬‬
‫النهي عن رفع الصوت في المساجد‪:‬‬
‫وعن السائب بن يزيد قاؿ‪ :‬كنت قائماً في المسجد فحصبني رجل فنظرت‬
‫فإذا عمر بن الخطاب‪ .‬فقاؿ‪ :‬اذىب فأتني بهذين‪ .‬فجئتو بهما‪ .‬قاؿ‪ :‬من‬
‫‪71‬‬
‫أنتما؟ أو من أين أنتما؟ قاال‪ :‬من أىل الطائف‪ .‬قاؿ‪ :‬لو كنتما من أىل البلد‬
‫ألوجعتكما‪ ،‬ترفعاف أصواتكما في مسجد رسوؿ اهلل ‪( .‬رواه البخاري)‪.‬‬
‫وكذلك من آداب المسجد‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬ال يجوز أف نبصق في المسجد وال في اتجاه القبلة‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬ال نمشط الشعر وال اللحية وال نقلم األظافر في المسجد ‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬ال نسرؼ في الماء وال في الكهرباء ‪.‬‬
‫ٗ‪ .‬ال نفرؽ بين اثنين إال بإذنهما‪ ،‬وإذا قاـ أحد من مجلسو فبل نجلس فيو‪.‬‬
‫٘‪ .‬ال نتدخل بأمور المساجد ( خطابة ػ أذاف ػ إطفاء نور ػ مروحة ػ مكيف )‬
‫‪ .ٙ‬نجلس حيث ينتهي المجلس‪.‬‬
‫‪ .ٚ‬نعيد المصحف إلى مكانو ‪.‬‬
‫‪ .ٛ‬إذا كاف ىنالك مصحف لكبار السن ال نغير العبلـ ‪.‬‬
‫‪ .ٜ‬نغلق الجواؿ او نععو على وضع الصامت ‪.‬‬
‫ٓٔ‪ .‬ال نحمل الحذاء و ىو مبلوؿ ‪ ،‬بل نوجو الفردتين على بعض‪.‬‬
‫واالفعل اف نعع الحذاء في كيس ونععو في االماكن المخصصة لو‪.‬‬
‫جواز االستلقاء في المساجد‪:‬‬
‫ال بأس باالستلقاء في المسجد‪ ،‬فقد استلقى رسوؿ اهلل ‪ ‬في المسجد‬
‫واضعاً إحدى رجليو على األخرى‪ .‬فعن عبد اهلل بن زيد بن عاصم ‪ :‬أنو‬
‫رأى رسوؿ اهلل ‪ ‬مستلقياً في المسجد واضعاً إحدى رجليو على األخرى‪.‬‬
‫وعن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب قاؿ‪ :‬كاف عمر وعثماف يفعبلف‬
‫ذلك‪(.‬رواه البخاري ومسلم)‪.‬‬
‫جواز النوـ في المسجد‪:‬‬
‫يجوز النوـ في المسجد لمن احتاج إلى ذلك‪ ،‬ولقد كاف أصحاب الصفة‬
‫رضي اهلل عنهم يناموف في المسجد (رواه البخاري)‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫وكاف ابن عمر رضي اهلل عنهما‪ ،‬يناـ في المسجد قبل أف يكوف لو أىل‪.‬‬
‫فعن نافع قاؿ‪ :‬أخبرني عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما‪ :‬أنو كاف يناـ وىو‬
‫شاب أعزب ال أىل لو في مسجد النبي ‪( ‬رواه البخاري)‪.‬‬
‫تنبيو‪ :‬إذا احتلم المسلم وىو نائم بالمسجد أسرع بالخروج منو حين يستيقظ‬
‫ليغتسل من الجنابة ‪.‬‬
‫جواز األكل والشرب في المسجد‪:‬‬
‫ال بأس باألكل والشرب في المسجد‪ ،‬ألف رسوؿ اهلل ‪ ‬كاف يأكل في‬
‫المسجد‪ ،‬وفعلو دليل الجواز‪ .‬قاؿ عبد اهلل بن حارث الزبيدي ‪ " :‬كنا‬
‫نأكل على عهد رسوؿ اهلل ‪ ‬في المسجد الخبز واللحم"‪(.‬رواه ابن ماجة)‪.‬‬
‫ولكن ينبغي على من شرب أو أكل طعاماً في المسجد أف ال يلوث المسجد‬
‫بفعبلت الطعاـ أو الشراب‪.‬‬
‫جوزا قوؿ الشعر في المسجد‪:‬‬
‫يجوز نشيد الشعر في المسجد‪ ،‬وىذا محلو ما إذا كاف مباحاً فليس محرماً‪،‬‬
‫ويجتنب فيو ما يجتنب في الكبلـ؛ ألف الشعر كبلـ‪ ،‬حسنو حسن‪ ،‬وسيئو‬
‫سيئ‪ .‬وقد كاف حساف بن ثابت ‪ ‬يقوؿ الشعر في المسجد بين يدي رسوؿ‬
‫اهلل ‪ ،‬يمدح رسوؿ اهلل ‪ ‬والمؤمنين‪ ،‬ويدافع عنو بشعره القوي ويهجو‬
‫المشركين ويرد عليهم‪ .‬بل إف رسوؿ اهلل ‪ ‬دعا لو‪.‬‬
‫عن سعيد بن المسيب قاؿ‪( :‬مر عمر في المسجد وحساف ينشد فقاؿ‪ :‬كنت‬
‫أنشد فيو وفيو َمن ىو خير منك ثم التفت إلى أبي ىريرة فقاؿ‪ :‬أنشدؾ باهلل‬
‫أسمعت رسوؿ اهلل ‪ ‬يقوؿ‪ :‬أجب عني‪ ،‬اللهم أيده بروح القدس‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫نعم)‪( .‬رواه البخاري ومسلم)‪.‬‬
‫أىمية وضرورة األمر بالمعرؼ والنهي عن المنكر في المسجد‪:‬‬
‫قاؿ النووي رحمو اهلل تعالى‪" :‬وينبغي للجالس فيو أف يأمر بما يراه من‬
‫مأمورا بو في‬
‫المعروؼ‪ ،‬وينهى عما يراه من المنكر‪ ،‬وىذا وإف كاف اإلنساف ً‬
‫‪72‬‬
‫وإجبلال‬
‫ً‬ ‫وإعظاما‬
‫ً‬ ‫غير المسجد‪ ،‬إال أنو يتأكد القوؿ بو في المسجد صيانة لو‪،‬‬
‫واحتر ًاما" (األذكار صٓ‪.)ٛ‬‬
‫اللهم اجعلنا من عمار المساجد المحافظين على الصبلة فيها‪ ،‬وارزقنا اللهم‬
‫اإلخبلص في القوؿ والعمل‪ ،‬وأدخلنا برحمتك في عبادؾ الصالحين‪ ،‬والحمد‬
‫هلل رب العالمين‪ ،‬والصبلة والسبلـ على أفعل األنبياء والمرسلين وآلو‬
‫وصحبو أجمعين‪.‬‬

‫‪73‬‬

Vous aimerez peut-être aussi