Vous êtes sur la page 1sur 19

*‫بزيات‬ ‫صونيا‬

‫الملخص‬
‫إن التوفيق بين اهداف التنمية وضرورات حماية البيئة ُيخرج التنمية عن مضمونها التقليدي إلى مفهوم التنمية المستدامة التي‬
‫ ومعوقات تنموية تؤثر على البيئة ومشاكل‬،‫ ويكشف عن تاثير متبادل بين البيئة والتنمية المستدامة‬،‫اصبحت البيئة احد ابعادها‬
.‫بيئية تعيق التنمية‬
‫ من اجل الحفاظ على حقوق االجيال‬- ‫ويتطلب تحقيق التوازن بين متطلبات النمو االقتصادي و االستغالل العقالني للبيئة‬
‫ الوقاية و مبدا الملوث الدافع) وخطط تنفيذية واستراتيجيات‬، ‫ اليات ووسائل قانونية ومباديء توجيهية (الحيطة‬- ‫المستقبلية‬
. ‫إال ان ذلك ليس بالسهل امام مصالح الدول المتضاربة‬، ‫لتحقيق المشاريع التنموية وإدارة جيدة للنظم البيئية‬
.‫ إدارة البيئة‬،‫ المشاركة‬،‫ الملوث الدافع‬،‫ الوقاية‬،‫ الحيطة‬،‫ التنمية المستدامة‬:‫الكلمات المفاتيح‬
Résumé
Concilier la nécessité de protéger l'environnement et les objectifs de développement retire ce dernier de son
contenu traditionnel au concept du développement durable, que l'environnement est devenu l'une de ses
dimensions, et révèle un effet réciproque entre eux, des contraintes de développement affectant l'environnement
et des problèmes environnementaux entravent le développement.
Parvenir à un équilibre entre les exigences de la croissance économique et de l'exploitation rationnelle de
l'environnement, afin de préserver les droits des générations futures exige des mécanismes juridiques et des
principes directeurs) précaution et la prévention et le principe de pollueur payeur ( et des plans opérationnels et
stratégies pour atteindre les projets de développement et la bonne gestion des écosystèmes, devant les intérêts
divergents des États.

Mots Clés : Développement Durable, Précaution, Prévention, Pollueur Payeur, Participation, Administration de l'Environnement .

Summary
Reconcile the need to protect the environment and development objectives withdraw it from its traditional
content to the concept of sustainable development, the environment has become one of its dimensions, and
reveals the mutual influence between the environment and sustainable development, barriers of development
affecting the environment and the environmental problems that hinder development.
Achieving a balance between the demands of economic growth and the sustainable use of the environment, in
order to preserve future generations rights requires mechanisms, legal means and guidelines ) precautionary and
prevention and the polluter pays principle(, and operational plans and strategies to achieve development projects
and good management of ecosystems, in face to the divergent interests of States .

Keywords: Sustainable Development, Precaution, Prevention, polluter pays, Participation, Administration of Environment.

-2‫ جامعة محمد ملني دابغني –سطيف‬، ‫ لكية احلقوق و العلوم الس ياس ية‬،‫* أس تاذ مساعد أ‬

2016- ‫ ديسمرب‬25 ‫العدد‬ 11 ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫صونيا بزيات‬ ‫اشاكلية حتقيق التمنية املس تدامة يف ظل متطلبات البيئة‪-‬اجلانب القانوين ‪-‬‬

‫والتي تتفرع عنها عدة تسـاؤالت ‪ :‬مـا مـدى التـاثير المتبـادل بـين‬ ‫م ق دم ة‬
‫التنمي ـ ــة المس ـ ــتدامة والبيئ ـ ــة ؟ وم ـ ــا ه ـ ــي اال لي ـ ــات القانوني ـ ــة‬ ‫مــن الواضــح انــه ال يمكــن إيجــاد مجتمــع عــادل بيئيــا واجتماعيــا‬
‫والوسـ ــائل الممكنـ ــة لتحقيـ ــق التـ ــوازن بـ ــين متطلبـ ــات النمـ ــو‬ ‫عنــدما تكــون الحيــاة االجتماعيــة فيــه واقعــة تحــت هيمنــة وتــاثير‬
‫االقتصــادي مــن جهــة ‪ ،‬واالســتغالل العقالنــي للثــروات البيئيــة‬ ‫التنـ ــافس والـ ــربح والنمـ ــو االقتصـ ــادي واالحتكـ ــارات ومعـ ــايير‬
‫والحف ــاظ عل ــى االجي ــال المس ــتقبلية م ــن جه ــة ثاني ــة؟ وكي ــف‬ ‫الرفاهي ــة المتنامي ــة‪ ،‬كم ــا ان النزع ــة االس ــتهالكية غي ــر المقي ــدة‬
‫يتــرجم مفهــوم التنميــة المســتدامة إلــى خطــط تنفيذيــة واإلعــداد‬ ‫تــؤدي إلــى اســتغالل غيــر مقيــد‪ ،‬فاالســتخدام الجــائر للمصــادر‬
‫للمشاريع التنموية التي تعتمدها الدول؟‬ ‫الطبيعيــة واســتنزافها‪ ،‬والفقــر والزيــادة الســكانية الرهيبــة كلهــا‬
‫وســنحاول اوال الــربط بــين مفهــومي التنميــة المســتدامة والبيئــة‬ ‫عوامـ ــل ادت إلـ ــى دق نـ ــاقوس الخطـ ــر وضـ ــرورة دراسـ ــة هـ ــذه‬
‫‪،‬ثــم بعــدها البحــث عــن خلــق ت ـوازن بينهمــا فــي مــنهج وصــفي‬ ‫اإلمكانيــات ومــدى تلبيتهــا للحاجيــات المتزايــدة فــي المســتقبل‪،‬‬
‫تحليلي‪.‬‬ ‫حيث بات العالم مهددا بنفاذ هذه المصادر‪.‬‬
‫اوال‪ :‬الربط بين التنمية المستدامة والبيئة‬ ‫وإذا كان ــت ال ــدول النامي ــة تعط ــي االولويـ ـة القص ــوى لتنميته ــا‬
‫تتب ــاين التع ــاريف ح ــول التفس ــيرات المتعلق ــة بتنفي ــذ التنمي ــة‬ ‫االقتصــادية و تســعى إلــى الحصــول علــى معاملــة تفضــيلية مــن‬
‫المستدامة مابين تلك التي تتبنى التركيز الضـيق علـى االقتصـاد‬ ‫قبل الدول المتقدمة اقتصـاديا وتهمـل الجانـب البيئـي الـذي قـد‬
‫او االنتــاج الــى تلــك التــي ت ــدعو الــى اســتيعاب واســع للثقاف ــة و‬ ‫يعرقــل ‪ -‬فــي اعتقادهــا ‪ -‬تنميتهــا‪ ،‬إضــافة إلــى انهــا غيــر مســؤولة‬
‫البيئــة ‪،‬بــل واعتب ــار هــذه االخيــرة اح ــد ابعادهــا‪ ،‬فينشــا ت ــاثير‬ ‫إلى حد بعيد عـن تـدهور البيئـة‪ ،‬فـإن الـدول المتقدمـة اصـبحت‬
‫متبادل بين المفهومين‪:‬البيئة و التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫تــولي اهتمامــا كبي ـرا للبيئــة ومســتقبلها اص ـبح مهــددا‪ ،‬علمــا ب ـان‬
‫انشطتها الصناعية هي اهم مصدر للتلوث‪.‬‬
‫‪ -1‬البيئة احد ابعاد التنمية المستدامة‬
‫وم ــن ث ــم‪ ،‬ف ــإن معالج ــة ه ــذه المس ــالة تتطل ــب تفكيـ ـرا جدي ــدا‬
‫تركز فلسـفة التنميـة المسـتدامة علـى حقيقـة مفادهـا ان اإلهتمـام‬ ‫يعتـ ــرف بالعالقـ ــة المتداخلـ ــة بـ ــين اإلنسـ ــان والبيئـ ــة فـ ــي ظـ ــل‬
‫بالبيئـ ــة هـ ــو اسـ ــاس التنميـ ــة االقتصـ ــادية‪ ،‬حيـ ــث ان المـ ــوارد‬ ‫التنميـة المســتدامة التـي تــوازن بــين التغيـر التقــدمي والمحافظــة‬
‫الطبيعيـة الموجــودة مــن تربــة ومعـادن وغابــات وزراعــات وبحــار‬ ‫عل ــى البيئ ــة وتحقيـ ــق العدال ــة االجتماعيـ ــة ‪،‬اي التوفي ــق بـ ــين‬
‫وانهــار‪ ..‬هــي اســاس نشــاط تنمــوي زراعــي او صــناعي‪ .‬ولتحقيــق‬ ‫اهداف التنمية وضرورات حماية البيئة‪.‬‬
‫النمــو االقتص ــادي واالجتمــاعي يج ــب المحافظــة عل ــى منظوم ــة‬ ‫وقـ ــد كـ ــان لفكـ ــرة التنميـ ــة المسـ ــتدامة خـ ــالل العشـ ــر سـ ــنوات‬
‫الم ــوارد البيئيـ ــة‪ ،‬اي ضـ ــرورة التوفيـ ــق بـ ــين متطلبـ ــات حمايـ ــة‬ ‫الماضية اهمية كبيرة‪ ،‬فاالصطالح قد تم استعماله في نصـوص‬
‫البيئ ــة ومتطلب ــات التنمي ــة االقتص ــادية بتحقي ــق التنمي ــة دون‬ ‫كـثيـ ــرة‪ ،‬وياخـ ــذ اليـ ــوم جـ ــزء كبيـ ـرا مـ ــن اعمـ ــال منظمـ ــة االمـ ــم‬
‫المساس بالموارد الطبيعية عن طريـق مراعـاة البعـد البيئـي عنـد‬ ‫المتحــدة التــي بــدات بمناقشــة مصــير االرض وكيفيــة المحافظــة‬
‫‪1‬‬
‫إعداد السياسات االقتصادية التنموية‪.‬‬ ‫علــى مواردهــا بمــا يقضــي علــى الفقــر الحــالي ويخــدم فــي ان واحــد‬
‫وقــد اشــار مــؤتمر اســتوكهولم ‪ 1792‬إلــى هــذه العالقــة بــين البيئــة‬ ‫االجيال الحالية والمستقبلية ايضا‪.‬‬
‫والتنميــة االقتصــادية واالجتماعية(المبــدا ‪ 5‬و ‪ ، 2)8‬واكــد المبــدا‬
‫ويمكــن القــول بـان االهتمــام المتنــامي بتلــك التحــديات لنمــوذج‬
‫الرابــع مــن إعــالن ريــو (‪ )1772‬علــى ضــرورة اعتبــار حمايــة البيئــة‬
‫الحداثة التنموي قد ادى إلى قبول واسع النطاق لمفهـوم جديـد‬
‫جــزء مــن التنميــة المســتدامة وعــدم النظــر إليهــا بصــفة مســتقلة‬
‫– التنمية المستدامة – يؤكد على حماية البيئة وتحقيق المزيـد‬
‫منفردة‪.3‬‬
‫من العدالة االجتماعية‪ ،‬مما حدا بالكـثيرين إلى اعتبـاره بمثابـة‬
‫وجــاء فــي تقريــر اللجنــة العالميــة للتنميــة والبيئــة (‪ )1789‬بعنــوان‬
‫نمــوذج جديــد للتنمية‪،‬ولــذلك تتمحــور اإلشــكالية الرئيســية فــي‬
‫"مســتقبلنا المشــترك" التاكيــد علــى اهميــة تحقيــق التــوازن بــين‬
‫هــذه الدراســة حــول ضــرورة البحــث عــن كيفي ة تحقي التنمي ة‬
‫قــدرة التنميــة علــى تلبيــة الحاجــات المشــروعة فــي الحاضــر دون‬
‫المستدامة امام ضرورة الحفاظ على البيئة‪،‬‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2016-‬‬ ‫‪12‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫صونيا بزيات‬ ‫اشاكلية حتقيق التمنية املس تدامة يف ظل متطلبات البيئة‪-‬اجلانب القانوين ‪-‬‬

‫والواجب ــات ل ــيس فق ــط ب ــين مختل ــف اجي ــال الحاض ــر بعض ــهم‬ ‫اإلخـ ــالل بقـ ــدرة الـ ــنظم البيئيـ ـة علـ ــى تلبيـ ــة حاجـ ــات االجيـ ــال‬
‫البعض‪ ،‬بل بينهم وبين اجيال المستقبل‪.‬‬ ‫المستقبلية‪.4‬‬
‫إذن ال يوجد تعريف متفق عليه و موحـد فـي المجتمـع الـدولي ‪،‬‬ ‫ومــع ان مفهــوم التنميــة المســتدامة كــان يمثــل المحــور االساســي‬
‫ويجــب التعام ــل م ــع هــذا المب ــدا كم ــا قــال ‪ Dupuy‬كإط ــار ع ــام‬ ‫للنقـ ــاش ف ـ ــي قم ـ ــة االرض الثانيـ ــة ح ـ ــول التنمي ـ ــة المس ـ ــتدامة‬
‫تستوحى منه احكام قانون البيئة‪. 8‬‬ ‫المنعقدة في جوهانسـبرغ (‪ )2002‬وحضـرها ممثلـي اكـثـر مـن ‪160‬‬
‫وق ــد ورد ال ــنص عل ــى مب ــدا التنمي ــة المس ــتدامة ف ــي الكـثي ــر م ــن‬ ‫دولــة بهــدف إزالــة التناقضــات بــين التنميــة االقتصــادية وحمايــة‬
‫االتفاقيــات المتعلقــة بالبيئــة كاالتفاقيــة اإلطاريــة لالمــم المتحــدة‬ ‫البيئــة إال ان النتــائج جــاءت مخيبــة لالمــال ‪،‬حيــث اكــد الــبعض‬
‫حــول التغي ـرات المناخيــة لعــام ‪ 1772،7‬واتفاقيــة االمــم المتحــدة‬ ‫اس ـ ــتحالة تجن ـ ــب ح ـ ــدوث المزي ـ ــد م ـ ــن الت ـ ــدهور ف ـ ــي البيئ ـ ــة‬
‫المتعلق ـ ـ ـ ــة بمكافح ـ ـ ـ ــة التص ـ ـ ـ ــحر(‪ 10)1774‬واتفاقي ـ ـ ـ ــة التن ـ ـ ـ ــوع‬ ‫واالستغالل المفرط للموارد الطبيعية‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫البيولوجي(‪)1772‬‬ ‫وق ــد انش ــئت لجن ــة التنمي ــة المس ــتدامة لالم ــم المتح ــدة به ــدف‬
‫ومــن اوســع تلــك التعـاريف انتشــارا مــا ورد فــي تقريــر بروندتالنــد‬ ‫تطبيــق جهــود منظمــة االمــم المتحــدة فــي مجــال إدمــاج حمايــة‬
‫ال ــذي تبن ــاه إع ــالن ري ــو وال ــذي ع ــرف التنمي ــة المس ــتدامة بانه ــا‬ ‫البيئــة فــي سياســات الــدول المتعلقــة بالتنميــة االقتصــادية بعــد‬
‫"التنمية التي تلبي احتياجات الجيـل الحاضـر دون التضـحية او‬ ‫مــؤتمر ريــو‪ ،‬وتقــوم بالمتابعــة عــن طريــق رصــد وتقــديم التقــارير‬
‫اإلض ـرار بقــدرة االجيــال القادمــة علــى تلبيــة احتياجاتهــا"‪ ،‬وهــو‬ ‫عـ ــن تنفيـ ــذ االتفاقيـ ــات علـ ــى المسـ ــتويات المحليـ ــة واإلقليميـ ــة‬
‫‪12‬‬
‫تعريف اتصف بانه شديد الغموض‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫والدولية‪.‬‬
‫وتتض ــمن التنمي ــة المس ــتدامة ع ــدة ابع ــاد تت ــداخل فيم ــا بينه ــا‪:‬‬ ‫ويبدو ان التنمية المستدامة هي التي تصـي اليـوم الجـزء اال كبـر‬
‫اقتصــادية ‪ ،‬بيئيــة ‪،‬اجتماعيــة و ثقافيــة‪ ،‬وبــالرغم مــن إمكانيــة‬ ‫من السياسة البيئية المعاصرة‪ ،‬وقد كان للعمومية التي اتصف‬
‫تعريف التنمية المستدامة وفقـا لكـل مجـال مـن تلـك المجـاالت‬ ‫بهــا المفهــوم دورا فــي جعلــه شــعارا شــائعا وبراقــا ممــا جعــل كــل‬
‫منفـ ــردا ‪ ،‬إال ان اهميـ ــة المفهـ ــوم تكمـ ــن اساسـ ــا فـ ــي العالقـ ــات‬ ‫الحكومــات تقريبــا تتبنــى التنميــة المســتدامة كاجنــدة سياســية‬
‫المتداخلة بين تلك المجاالت‪.‬‬ ‫حتى ولو عكست تلك االجندات التزامات سياسية مختلفة جـدا‬
‫فالتنميـ ــة االقتصـ ــادية المس ـ ــتدامة تهـ ــدف إل ـ ــى تطـ ــوير البن ـ ــى‬ ‫اتجاه االستدامة‪ ،‬حيث تم اسـتخدام المبـدا لـدعم وجهـات نظـر‬
‫االقتصـ ــادية واإلدارة الكـفـ ــؤة للمـ ــوارد الطبيعيـ ــة واالجتماعيـ ــة‬ ‫متناقضــة كليــا حيــال قضــايا بيئيــة كــالتغير المنــاخي والتــدهور‬
‫والمسـ ــاواة فـ ــي توزيـ ــع المـ ــوارد‪ .‬وتهـ ــدف التنميـ ــة االجتماعيـ ــة‬ ‫البيئي اعتمادا علـى زاويـة التفسـير‪ ،‬فاالسـتدامة يمكـن ان تعنـي‬
‫المس ـ ــتدامة إل ـ ــى ض ـ ــمان تحقي ـ ــق العدال ـ ــة وتحس ـ ــين ظ ـ ــروف‬ ‫اش ــياء مختلف ــة‪ ،‬ب ــل متناقض ــة احيان ــا‪ ،‬لالقتص ــاديين وانص ــار‬
‫المعيش ــة والص ــحة وتثبي ــت النم ــو ال ــديمغرافي للمحافظ ــة عل ــى‬ ‫البيئة والمحامين والفالسفة‪.6‬‬
‫الموارد الطبيعية من الضغط‪.13‬‬ ‫ورغ ـ ــم اخ ـ ــتالف التع ـ ــاريف ح ـ ــول التنمي ـ ــة المس ـ ــتدامة‪ 9‬ب ـ ــين‬
‫امـ ــا التنميـ ــة البيئيـ ــة المسـ ــتدامة فتهـ ــدف الـ ــى المحافظـ ــة علـ ــى‬ ‫التع ـ ــاريف االقتص ـ ــادية واالجتماعي ـ ــة والقانوني ـ ــة والسياس ـ ــية‬
‫الموارد الطبيعية وحمايـة االنـواع الطبيعيـة والـذي يكـون رهـين‬ ‫والبيئيـ ــة‪ ،‬إال انهـ ــا كلهـ ــا تصـ ــب فـ ــي معنـ ــى واحـ ــد وهـ ــو تلبيـ ــة‬
‫بمكافح ــة مظ ــاهر الت ــدهور البيئ ــي بمحارب ــة التل ــوث والتص ــحر‪.‬‬ ‫احتياجــات الحاض ـر دون المســاس بقــدرة المســتقبل واالجيــال‬
‫وتدعو التنمية المستدامة في البعد البيئي إلى‪:‬‬ ‫القادم ــة م ــن تلبي ــة احتياج ــاتهم ‪ ،‬فه ــي تعن ــي اساس ــا تحس ــين‬
‫‪ -‬تس ــخير السياس ــات البيئي ــة الفني ــة ف ــي اس ــتبدال عناص ــر‬ ‫نوعية الحياة للبشر دون استنزاف المصادر الطبيعية‪ ،‬وبالتالي‬
‫االنتــاج (راس مــال‪ ،‬يــد عاملــة‪ ،‬مــوارد طبيعيــة ومرافــق بيئيــة)‬ ‫الب ــد م ــن التفكي ــر بط ــرق مبتك ــرة لالس ــتغالل العقالن ــي له ــذه‬
‫والحــد مــن نــدرتها‪ ،‬فاســتخدام التكنولوجيــا الحديثــة يســاعد فــي‬ ‫المص ـ ــادر‪ ،‬اي تغيي ـ ــر ف ـ ــي السياس ـ ــات واالس ـ ــاليب المتبع ـ ــة‬
‫المحافظة على الماء والطاقة المستخدمة في المجـاالت الزراعيـة‬ ‫لممارس ــات االفـ ـراد والمجتمـ ــع الم ــدني بمراعـ ــاة مسـ ــالة حمايـ ــة‬
‫والصناعية‪.‬‬ ‫البيئــة عنــد اتخــاذ جميــع الق ـرارات وعنــد إعــداد االســتراتيجيات‬
‫العامـ ــة والخاصـ ــة‪ ،‬وان تحتـ ــرم العدالـ ــة فـ ــي التمتـ ــع بـ ــالحقوق‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2016-‬‬ ‫‪15‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫صونيا بزيات‬ ‫اشاكلية حتقيق التمنية املس تدامة يف ظل متطلبات البيئة‪-‬اجلانب القانوين ‪-‬‬

‫قائمــة‪ -‬كمــا اشــار إليــه القاضــي ‪ - weeramantry‬امــام المحكمــة‬ ‫‪ -‬إدخــال مفهــوم االقتصــاد االخض ــر والتنميــة الخض ـراء ف ــي‬
‫م ــن اج ــل فح ــص مب ــادئ هام ــة ف ــي ق ــانون البيئ ــة ف ــي قض ــية‬ ‫ثقاف ــة المن ــتج والمس ــتهلك لتص ــبح المع ــايير البيئيـ ـة م ــن اه ــم‬
‫التجـارب النوويـة الثانيــة عـام ‪ (1775‬نيوزيالنـدا ضــد فرنسـا ) مثــل‬ ‫الشـ ــروط التـ ــي يجـ ــب توافرهـ ــا فـ ــي السـ ــلعة حتـ ــى تـ ــدخل إلـ ــى‬
‫مبـ ـ ــدا التـ ـ ــداول عبـ ـ ــر االجيـ ـ ــال المتعلـ ـ ــق بحقـ ـ ــوق االجيـ ـ ــال‬ ‫االسواق‪.‬‬
‫المســتقبلية‪ ،‬ولكنهــا لالســف لــم تنتهــز الفرصــة‪ ،‬حيــث رفضــت‬ ‫‪ -‬إشراك المؤسسات البيئيـة فـي اتخـاذ القـرارات االقتصـادية‬
‫طلــب فحــص الحالــة وفقــا للفقــرة ‪ 63‬مــن حكـم المحكمــة الصــادر‬ ‫للتقليل من مشاكل البيئة وزيادة استدامة النمو االقتصادي‪.14‬‬
‫في قضية التجارب النووية االولـى (نيوزيالنـدا ضـد فرنسـا) الـذي‬ ‫‪ -‬خلق تخصصات في مجال االقتصاد البيئي‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫قدمته نيوزيالندا عام ‪.)1775‬‬ ‫‪-‬اإلس ـ ـراع إل ـ ــى االخ ـ ــذ بالتكنولوجي ـ ــا المحس ـ ــنة‪ ،‬وك ـ ــذلك‬
‫‪ -2‬التاثير المتبادل بين البيئة والتنمية المستدامة‬ ‫النصــوص القانونيــة الخاصــة بفــرض العقوبــات فــي هــذا المجــال‪.‬‬
‫والج ــل تحقي ــق ه ــذا اله ــدف الب ــد م ــن تع ــاون تكنول ــوجي بن ــاء‬
‫يمكن لمشاكل البيئة التاثير على التنمية المستدامة كما يمكن‬
‫يوض ــح التفاع ــل ب ــين االبع ــاد االقتص ــادية والبش ــرية والبيئيـ ــة‬
‫لمعوقات التنمية وتحدياتها التاثير على البيئة‪.‬‬
‫والتكنولوجي ــة‪ ،‬وم ــن ش ــان التع ــاون التكنول ــوجي س ــد الفج ــوة‬
‫ا‪ /‬معوقات التنمية ‪،‬تحدياتها واثرها على البيئة‬ ‫ب ـ ـين البلـ ــدان الصـ ــناعية والناميـ ــة‪ ،‬وان يزيـ ــد مـ ــن اإلنتاجيـ ــة‬
‫إن شـ ــيوع فكـ ــرة التنميـ ــة المسـ ــتدامة فـ ــي مجـ ــال التنميـ ــة‬ ‫االقتص ــادية ويقل ــل م ــن اس ــتنزاف الم ــوارد االقتص ــادية وتل ــوث‬
‫السياســية هــو محاولــة لتجــاوز تبنــي نمــوذج الحداثــة فــي نظريــة‬ ‫‪12‬‬
‫الهواء والماء‪...‬‬
‫التنميـة والبحــث عـن نمــوذج جديـد يعمــل علـى ضــرورة التوفيــق‬ ‫اما على مستوى القضاء الدولي فبصدور حكمها عـام ‪ 1779‬عرفـت‬
‫بــين متطلبــات التنميــة والحفــاظ علــى البيئــة لوقــف االس ـتغالل‬ ‫محكم ــة الع ــدل الدولي ــة نهائي ــا وج ــود الق ــانون ال ــدولي للبيئ ــة‬
‫المفرط والتدمير المصاحب للتنمية ‪.‬وتهـدف االسـتدامة البيئيـة‬ ‫وبعــض مبادئــه‪ ،‬فقــد قــررت فــي قضــية مشــروع ‪Gabcikovo-‬‬

‫في مجال الغذاء إلى ضمان االسـتخدام المسـتدام والحفـاظ علـى‬ ‫‪ Nagymaros‬بين المجروسـلوفاكيا ان هـذا المبـدا يحـدث توازنـا‬
‫االراض ــي والغاب ــات والمي ــاه والحي ــاة البري ــة واالس ــماك وم ــوارد‬ ‫هام ــا وض ــروريا ب ــين اعتب ــارات التنمي ــة االقتص ــادية واعتب ــارات‬
‫المياه‪،‬وفي مجـال الخـدمات إلـى ضـمان الحيـاة الكافيـة للمـوارد‬ ‫حماية البيئة‪ ،‬ويعد من القواعد الجديدة للقانون الدولي للبيئـة‬
‫البيولوجيــة واالنظمــة االيكولوجيــة‪ .‬وفــي مجــال الــدخل تهــدف‬ ‫الت ــي يجـ ــب علـ ــى الـ ــدول ان تاخـ ــذها فـ ــي االعتبـ ــار لـ ــيس فقـ ــط‬
‫االس ــتدامة البيئي ــة إل ــى ض ــمان االس ــتعمال المس ــتدام للم ــوارد‬ ‫بمناسبة الترخيص بإقامة انشطة جديدة وإنما ايضا عند متابعة‬
‫الطبيعيـ ــة الضـ ــرورية للنمـ ــو االقتصـ ــادي فـ ــي القطـ ــاعين العـ ــام‬ ‫انشطة انشئت في الماضي‪.16‬‬
‫والخاص‪.12‬‬ ‫بتبنــي هــذا المبــدا الفكــري( ‪ )conceptuel‬تكــون المحكمــة قــد‬
‫ويعتبــر الفقــر‪ -‬الــذي هــو مــن اهــم معوقــات التنميــة المســتدامة‪-‬‬ ‫ادخل ــت ترقي ــة ف ــي نظامه ــا القض ــائي باالخ ــذ بض ــرورات تنمي ــة‬
‫اح ــد مس ــببات الت ــدهور البيئ ــي الن احتياج ــات الفقـ ـراء الملح ــة‬ ‫سـ ــلوفاكيا ‪ -‬فـ ــي االحتيـ ــاطي الكهربـ ــائي خاصـ ــة‪ -‬واالهتمامـ ــات‬
‫تــؤدي إلــى ممارســات وســلوكيات مــدمرة للبيئــة كـتلويــث الميــاه‬ ‫االيكولوجية للمجر‪ ،‬ومبدا حقوق االجيـال القادمـة‪ .‬وقـد كانـت‬
‫والص ــيد والرع ــي ‪ ،‬وم ــن جه ــة ثاني ــة ف ــإن ت ــدهور نوعي ــة البيئ ــة‬ ‫المجــر اكـثــر تحفظــا حــول مبــدا التنميــة المســتدامة الــذي ادمــج‬
‫يع ــرض ظ ــاهرة الم ــواد الت ــي يبن ــون عليه ــا اقتص ــادهم للت ــدهور‪.‬‬ ‫جانب التنمية في قانون البيئة وشدد ايضا علـى جانـب البيئـة‪،‬‬
‫وهنــاك عالقــة مباشــرة بــين الفقــر وظــاهرة التصــحر التــي تهــدد‬ ‫بالمقابــل هــذا المب ــدا المســتلم لحاجي ــات التنميــة االقتص ــادية‬
‫نوعي ــة الترب ــة واالراض ــي ف ــي ثل ــث مس ــاحة اليابس ــة ف ــي الع ــالم‬ ‫اعتبــر مــن قبــل ســلوفاكيا كمتاصــل فــي اتفاقيــة ‪ 1799‬التــي كانــت‬
‫وخاصــة فــي إفريقيــا‪ ،‬حيــث ان انتشــار النشــاطات الزراعيــة فــي‬ ‫بينهمــا‪، 17‬رغــم ان هــذا المبــدا العــام جــدا لــيس لــه نظــام قــانوني‬
‫االراضـي الهامشـية فـي معظـم الـدول الناميـة لمواجهـة متطلبــات‬ ‫مســتقل يــدعو لالرتبــاط بقواعــد اخــرى ذات طبيعــة شــارعة مثــل‬
‫االمن الغذائي يحولها إلى اراضي غير منتجة‪.02‬‬ ‫مبــدا اإلدارة العادلــة والرشــيدة لمصــادر الميــاه التــي تفســر جيــدا‬
‫تقنية التوازن بين مصالح الـدول النهريـة ‪ ،‬بينمـا كانـت الفرصـة‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2016-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫صونيا بزيات‬ ‫اشاكلية حتقيق التمنية املس تدامة يف ظل متطلبات البيئة‪-‬اجلانب القانوين ‪-‬‬

‫اإلنسـ ـ ــان‪ ،‬سـ ـ ــواء كـ ـ ــان المحـ ـ ــيط اجتماعيـ ـ ــا او اقتصـ ـ ــاديا او‬ ‫كم ـ ــا ان ال ـ ــديون تعتب ـ ــر ه ـ ــي االخ ـ ــرى م ـ ــن عراقي ـ ــل التنمي ـ ــة‬
‫تكنولوجي ــا او سياس ــيا‪ ...،‬فكله ــا اعتب ــارات ت ــدخل ف ــي تنظ ــيم‬ ‫المســتدامة للبيئــة‪ ،‬حيــث ان تطبيقــات مقــررات قمــة ريـو يلزمهــا‬
‫‪04‬‬
‫البيئة وتوجيه التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫إنفــاق ‪ 125‬مليــار دوالر ســنويا لتنفيــذ بنــود اجنــدة القــرن ‪ .21‬وقــد‬
‫ويعــد تغيــر المنــاخ اهــم مشــكلة بيئيــة عالميــة طويلــة االجــل لهــا‬ ‫توقــع عــدد مــن علمــاء وخب ـراء البيئــة ان تصــل نفقــات معالجــة‬
‫ت ــداعيات بيئي ــة واقتص ــادية وسياس ــية واجتماعي ــة ت ــؤدي إل ــى‬ ‫االخطــار التــي تهــدد البيئــة إلــى حــوالي ‪ 625‬مليــار دوالر امريكــي‪،‬‬
‫انعكاس ــات س ــلبية وعرقل ــة مس ــيرة التنمي ــة المس ــتدامة ل ــذلك‬ ‫وهــذه النفقــات هــي نســف لكــل مبــادئ نظــام االقتصــاد العــالمي‬
‫يبحــث لهــا عــن حلــول عالميــة عاجلــة‪ ،02‬حيــث كــان مــن بــين‬ ‫ف ــي الوق ــت ال ــذي تش ــهد في ــه امريك ــا واوروب ــا وكن ــدا ح ــاال م ــن‬
‫اهـداف اتفاقيــة التغيـرات المناخيـة تحقيــق التنميــة المســتدامة ‪.‬‬ ‫الركود‪.01‬‬
‫وقـ ــد كانـ ــت محـ ــاوالت إيجـ ــاد تـ ــوازن صـ ــحيح بـ ــين انشـ ــغاالت‬ ‫كمـا ان التضـخم السـكاني يـؤدي إلـى زيـادة الطلـب علـى المــوارد‬
‫اإلدم ــاج البيئ ــي و الفعالي ــة االقتص ــادية والتض ــامن االجتم ــاعي‬ ‫وسرعة تقلصها السيما االراضي الزراعية‪ ،‬الثروة المائية‪ ،‬الوقود‬
‫والعدالـ ــة بـ ــين االجيـ ــال الحاضـ ــرة والمسـ ــتقبلية الوطنيـ ــة فـ ــي‬ ‫الــذي يــؤدي إلــى انخفــاض معــدل اإلنتــاج للفــرد الواحــد وبالتــالي‬
‫المراحــل المتتابعــة لمفاوضــات كيوتــو غالبــا تصــطدم باالنانيــات‬ ‫زيـادة حـدة الفقـر‪ ،00‬وتـدهور قاعـدة المـوارد الطبيعيـة واســتمرار‬
‫الوطنية الممثلة الستراتيجيات مساومة قليلة التوافق مع هدف‬ ‫اسـ ــتنزافها لـ ــدعم انمـ ــاط اإلنتـ ــاج واالسـ ــتهالك وإعاقـ ــة التنميـ ــة‬
‫‪06‬‬
‫التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫المستدامة في الدول النامية خاصة‪.‬‬
‫ووضح تقرير التنمية فـي العـالم الـذي اصـدره البنـك الـدولي عـام‬ ‫وتلعــب الحــروب هــي االخــرى دورا فــي زيــادة الماســاة البيئي ـة‪،‬‬
‫‪ 2010‬العالقــة بــين التغيــر المنــاخي ومــدى ارتباطــه بالسياســات‬ ‫حيث ان انطالق كميات كبيرة من الدخان الممتص للضوء فـي‬
‫التنمويـ ـ ــة بالخصـ ـ ــوص فـ ـ ــي الـ ـ ــدول الناميـ ـ ــة ومحاولـ ـ ــة رسـ ـ ــم‬ ‫الغـ ــالف الجـ ــوي مـ ــن ج ـ ـراء الحرائـ ــق التـ ــي تخلفهـ ــا التفجي ـ ـرات‬
‫استراتيجيات تعـالم تغيـر المنـاخ وتحقـق التنميـة فـي ان واحـد‪،‬‬ ‫النووي ــة ي ــؤدي إل ــى ارتف ــاع درج ــات حـ ـرارة الج ــو والت ــاثير عل ــى‬
‫حي ــث ال يمك ــن اس ــتمرار برن ــامج تنمي ــة اجتماعي ــة ‪ -‬اقتص ــادية‬ ‫المنــاخ‪ ،‬إضــافة إلــى عــدم تــوفر التقنيــات الحديثــة لتنفيــذ ب ـرامج‬
‫بينما تتجاهل تاثيرات تغير المناخ‪.07‬‬ ‫التنميـ ــة المسـ ــتدامة وخططهـ ــا‪ ،‬وعـ ــدم تـ ــوفر الخب ـ ـرات الفنيـ ــة‬
‫وي ـ ــؤدي التغي ـ ــر المن ـ ــاخي ال ـ ــى ت ـ ــدمير المحاص ـ ــيل الزراعي ـ ــة‬ ‫الالزمــة لإلبقــاء علــى االلتزامــات حيــال قضــايا البيئــة العالميــة‪،‬‬
‫واالعشــاب البحريــة و الثــروة الســمكية وإفســاد دورة الميــاه فــي‬ ‫والمشاركة اإللزامية للمجتمع الدولي لوضع حلول لهـذه القضـايا‬
‫الطبيع ــة وذوب ــان الجب ــال الجليدي ــة وارتف ــاع مس ــتويات البح ــار‬ ‫بس ـ ــبب ض ـ ــعف إمكاني ـ ــات المؤسس ـ ــات التعليمي ـ ــة والبحثي ـ ــة‬
‫والفيضــانات والتصــحر ممــا يترت ــب عليهــا مــن اض ـرار باالراض ــي‬ ‫وتاخرهــا فــي مواكبــة مســيرة التقــدم العلمــي والتقنــي فــي العــالم‪،‬‬
‫الزراعية واالنواع الحيوانية والنباتية و انتشار االمراض‪ ،‬وتـدمير‬ ‫بالخص ــوص ف ــي ال ــوطن العرب ــي‪ ،‬وربم ــا ايض ــا بس ــبب حداث ــة‬
‫التنوع البيولوجي واسـتنزاف المـوارد الطبيعيـة وزيـادة الكـوارث‬ ‫تجربة المجتمع المدني وعدم مشاركـته الفعالة فـي وضـع وتنفيـذ‬
‫الطبيعي ـ ــة ك ـ ــالزالزل والبـ ـ ـراكين وبالت ـ ــالي اإلخ ـ ــالل ب ـ ــالتوازن‬ ‫اســتراتيجيات وب ـرامج التنميــة المســتدامة وعــدم مواءمــة بعــض‬
‫‪03‬‬
‫البيئي‪.‬‬ ‫التقنيات والتجارب المستوردة من الدول المتقدمة مع الظروف‬
‫وسـ ــيترتب علـ ــى ذلـ ــك تـ ــاثر الصـ ــناعة وتـ ــداعيات مهمـ ــة علـ ــى‬ ‫االقتص ــادية واالجتماعي ــة والبيئي ــة ف ــي ال ــدول النامي ــة ونق ــص‬
‫التخط ــيط لالس ــتثمارات ف ــي البن ــى التحتي ــة للص ــناعة‪ ،‬وزي ــادة‬ ‫الموارد المالية‪.03‬‬
‫التـ ــاثير علـ ــى قطـ ــاع الطاقـ ــة وزيـ ــادة الطلـ ــب وغـ ــرق محطـ ــات‬ ‫ب‪ /‬تاثير مشاكل البيئة على التنمية المستدامة‬
‫التوليـد‪ ،‬وتعـرض شـبكات نقـل الطاقـة وخطـوط الغـاز الطبيعـي‬
‫شــهدت الســنوات االخيــرة تــدهورا مخيفــا للبيئــة الطبيعيــة بــات‬
‫للتل ــف ف ــي المن ــاطق المتض ــررة‪ .‬وس ــيؤثر ارتف ــاع اس ــعار الطاق ــة‬
‫يهــدد مســيرة التنميــة االقتصــادية واســتمرارية الحيــاة ‪ ،‬فالبيئــة‬
‫اقتص ــاديا عل ــى قط ــاع البن ــاء وتوق ــف المش ــاريع وض ــياع ف ــرص‬
‫وما تشمله من موارد طبيعية ومنافع اقتصادية تبقى هي المـؤثر‬
‫العمــل فيهــا‪ ،‬الــذي ســيؤدي إلــى انعكاســات اجتماعيــة بســبب‬
‫االساســي فــي التنميــة باعتبارهــا المحــيط الحيــوي الــذي يتــاثر بــه‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2016-‬‬ ‫‪13‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫صونيا بزيات‬ ‫اشاكلية حتقيق التمنية املس تدامة يف ظل متطلبات البيئة‪-‬اجلانب القانوين ‪-‬‬

‫‪ -‬ضـرورة االشـتراك مـع منظمـات المجتمـع المـدني للحـد مـن‬ ‫الهجــرة المتمركــز فــي المنــاطق غيــر المتــاثرة بــالتغيرات ‪ ،‬الــذي‬
‫‪33‬‬
‫اثار التغير المناخي‪.‬‬ ‫‪02‬‬
‫يؤدي إلى الضغط على الموارد وربما الصراعات والحروب‪.‬‬
‫‪ -‬نقل وتوطين وامتالك التقنيات الحديثة بمـا يتناسـب مـع‬ ‫وبالتالي فإن التغيـرات المناخيـة تـؤثر اكـثـر علـى البلـدان الفقيـرة‬
‫الظروف االقتصادية واالجتماعيـة والبيئيـة لكـل دولـة‪ ،‬ودراسـة‬ ‫المعتمـ ــدة علـ ــى المـ ــوارد الطبيعيـ ــة‪ ،‬وسـ ــتؤثر علـ ــى االقتصـ ــاد‬
‫تلـ ــك التقنيـ ــات الم ـ ـراد اسـ ــتيرادها وتقيـ ــيم تطبيقاتهـ ــا واثارهـ ــا‬ ‫الع ــالمي وحرك ــة التج ــارة الدولي ــة‪ ،‬والت ــدفقات المالي ــة‪ 32‬وعل ــى‬
‫المحتملة وتالفي سلبياتها‪.‬‬ ‫قطاعــات مهمــة كالســياحة والتــامين‪ 31.‬لــذلك البــد مــن العمــل‬
‫‪ -‬تــامين مشــاركة كاملــة وفعالــة للــدول الناميــة داخــل مراكــز‬ ‫على مستوى التكاليف البشرية و البيئـة ‪ ،‬اضـافة الـى التكـاليف‬
‫اتخاذ القرارات والمؤسسات االقتصادية الدولية وتعزيـز الجهـود‬ ‫االقتصادية الن هذه االخيرة ال تكـفي لوحدها‪.30‬‬
‫التــي تهــدف إلــى جعــل دواليــب االقتصــاد العــالمي اكـثــر شــفافية‬ ‫ويترت ـ ــب ع ـ ــن التص ـ ــدي لتغي ـ ــر المن ـ ــاخ وال ـ ــدمار االقتص ـ ــادي‬
‫وإنصـ ــافا واحترامـ ــا للقـ ــوانين والتوفيـ ــق بـ ــين المواقـ ــف حـ ــول‬ ‫المحتمــل مش ــكلة عويص ــة لص ــناع السياســات م ــن حي ــث ع ــدم‬
‫المس ــائل البيئي ــة والتنمي ــة المس ــتدامة ‪ ،‬والبح ــث ع ــن كيفي ــة‬ ‫إمكانية إدماج التغير المناخ في خطط االجل القصير والطويل‬
‫تكييـ ـ ــف اليـ ـ ــات التمويـ ـ ــل وتحويـ ـ ــل التكنولوجيـ ـ ــا والطاقـ ـ ــة‬ ‫للنمــو العــالمي واإلقليمــي‪ ،‬ومــن حيــث التكــاليف الفوريــة ذات‬
‫‪32‬‬
‫المستدامة واالمن الغذائي واالقتصاد االخضر‪.‬‬ ‫المنفعــة علــى االجيــال المســتقبلية خاصــة‪ ،33‬حيــث ان تفعيــل‬
‫وتعتبــر المجهــودات الوطنيــة مــن اجــل إدمــاج االســتجابة لتغيــر‬ ‫بروتوكــول كيوتــو ســيؤدي بــدول اوربــا إلــى تخفــيض اســتهالكها‬
‫المنــاخ فــي اســتراتيجيات التنميــة المس ـتدامة باعثــا علــى االمــل‬ ‫للطاقة الذي يعني انخفاض في مستوى معيشتهم‪ 34.‬ومن اجل‬
‫مقارن ــة بالص ــعيد الع ــالمي ‪ ،42‬اذ ان ــه ل ــم ي ــات اجتم ــاع الدوح ــة‬ ‫إدراك التـ ــاخر االقتصـ ــادي فـ ــي الـ ــدول الناميـ ــة يتطلـ ــب االمـ ــر‬
‫الـ ـث ــامن عش ــر لل ــدول االط ـراف المش ــاركة ف ــي االتفاقي ــة اإلطاري ــة‬ ‫حص ــولها عل ــى المعون ــة الدولي ــة‪ 32.‬واع ــرب مس ــؤولوا مجموع ــة‬
‫لتغيـر المنــاخ بـاي جديــد حـول مســار المفاوضـات‪ ،‬حيــث تمــنح‬ ‫البنك الدولي عن ارتياحهم الحـذر ازاء التقـدم المحـرز فـي مجـال‬
‫البلدان المتقدمة االولويات القتصـادياتها الداخليـة القائمـة علـى‬ ‫ربـ ــط النتـ ــائج اإلنمائيـ ــة بـ ــاإلجراءات المتعلقـ ــة بمكافحـ ــة تغيـ ــر‬
‫زي ــادة التصـ ـنيع والتس ــويق‪ ،41‬بينم ــا ت ــم إع ــداد مش ــروع خط ــة‬ ‫المنــاخ وإنشــاء الصــندوق االخضــر للمنــاخ ‪ ،‬وان التركيــز ســوف‬
‫العمــل اإلطاريــة العربيــة حــول تغيــر المنــاخ ‪ -‬اصــدرها مجلــس‬ ‫يظــل منصــبا علــى تعبئــة االمــوال مــن جميــع المصــادر المتاحــة‬
‫الــوزراء العــرب المســؤولين عــن شــؤون البيئــة ‪ -‬تنــاول الب ـرامج‬ ‫لتحويل هذا النوع من مشاريع التنمية لزيـادة قـدرة الفقـراء علـى‬
‫المقترحـ ــة فـ ــي قطاعـ ــات المنـ ــاخ ‪،‬الميـ ــاه‪ ،‬االراضـ ــي‪ ،‬التنـ ــوع‬ ‫مواجهة تغيـر المنـاخ‪ 36.‬كمـا يقتـرح للتصـدي لمشـكلة المنـاخ مـا‬
‫الحي ـ ــوي‪ ،‬الزراع ـ ــة‪ ،‬الغاب ـ ــات‪ ،‬الص ـ ــناعة ‪،‬الطاق ـ ــة ‪،‬النق ـ ــل‪،‬‬ ‫يلي‪:‬‬
‫التشييد والبناء ‪،‬الصحة ‪،‬البحار والمناطق السياحية‪.‬‬ ‫‪ -‬التحول نحو الطاقة المتجددة‪.‬‬
‫واعلنت منظمات المجتمع المدني العربي اهميـة إعـالن القـاهرة‬ ‫‪ -‬التكنولوجيات البديلة المنخفضة الكربون‪.‬‬
‫فــي مواجهــة التغي ـرات المناخيــة وإدراج سياســات التعامــل مــع‬ ‫‪ -‬ترشيد استخدام الطاقة‪.‬‬
‫تغي ــر المن ــاخ ف ــي االس ــتراتيجيات الوطني ــة واإلقليمي ــة للتنمي ــة‬ ‫‪ -‬تغيير طرق اإلنتاج‪.‬‬
‫المس ــتدامة‪ ،‬وتبن ــي الحكوم ــات خط ــط عم ــل وطني ــة وإقليمي ـة‬ ‫‪ -‬وضـ ــع سياسـ ــات تخفيـ ــف بـ ــث الغـ ــازات الدفيئـ ــة ووضـ ــع‬
‫‪40‬‬
‫للتعامل مع قضايا المناخ‪.‬‬ ‫‪37‬‬
‫سياسات التكيف رغم صعوبتها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تحقي التنمية المستدامة في اطار البيئة ( خل ت وانن‬ ‫‪ -‬نش ــر ال ــوعي بتقني ــات الطاق ــة المتج ــددة وترش ــيد الطاق ــة‬
‫بينهما)‬ ‫والتع ــاون م ــع القط ــاع الص ــناعي والبحث ــي لتط ــوير المع ــدات ‪،‬‬
‫والتـ ــرويج السـ ــتخدام التكنولوجيـ ــات البسـ ــيطة وإعـ ــداد كـ ــوادر‬
‫تهتم التنمية المستدامة برهانات علـى المـدى البعيـد‪ ،‬وتتطلـب‬
‫متخصصــة فــي مجــال الطاقــة المتجــددة علــى المســتوى المحلــي‬
‫معرفة المخاطر البيئيـة‪ ،‬االقتصـادية واالجتماعيـة التـي سـتوجه‬
‫واإلقليمي‪.‬‬
‫السياس ــة العامـ ــة لتجنـ ــب اثاره ــا او تخفيضـ ــها فـ ــي المسـ ــتقبل‪.‬‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2016-‬‬ ‫‪16‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫صونيا بزيات‬ ‫اشاكلية حتقيق التمنية املس تدامة يف ظل متطلبات البيئة‪-‬اجلانب القانوين ‪-‬‬

‫يحث على التخلي عن المشاريع التـي يمكـن لتشـغيلها ان يرتـب‬ ‫وترتكــز فــي ذلــك علــى بعــض المبــادئ التــي تعمــل ك ـرابط بــين‬
‫مخاطر والتي ال يمكن منعها السباب اقتصادية او تقنية‪.42‬‬ ‫المســتخدمين واالثــار علــى البيئــة‪ ،‬وتنــتظم حولهــا شــيي فشــيي‬
‫ويطبــق مبــدا الحيطــة عنــد غيــاب الــدليل العلمــي حــول اض ـرار‬ ‫لتشكيل مجموعة متوافقة‪.‬‬
‫خطيــرة علــى البيئــة غيــر قابلــة للتعــويض ‪ ،‬وال يجــب ان يكــون‬ ‫‪ - 1‬المبادئ العامة البيئية الموجهة للتنمية المستدامة‬
‫غي ــاب اليق ــين العلم ــي ذريع ــة لت ــاخير تبن ــي ت ــدابير تمن ــع ه ــذه‬
‫ل ــيس هن ــاك تحدي ــد وحص ــر له ــذه المب ــادئ الت ــي تس ــتخدم ف ــي‬
‫االضـ ـ ـرار‪ ،‬فالس ـ ــلطات (ال ـ ــدول والمق ـ ــررين) ال يج ـ ــب عل ـ ــيهم‬
‫تحقي ــق التنمي ــة المس ــتدامة‪ ،‬حي ــث تبن ــى إع ــالن ري ــو للبيئ ــة‬
‫االنتظ ــار حت ــى يص ــبح التهدي ــد والخط ــر ثابت ــا‪ ،‬معروف ــا ومؤك ــدا‬
‫والتنمي ـ ــة ‪ 29‬مب ـ ــدا يق ـ ــود مختل ـ ــف الممثل ـ ــين لفائ ـ ــدة التنمي ـ ــة‬
‫لتقييم هذا الخطر واحتماله‪.‬‬
‫المســتدامة‪ .‬ووضــع قــانون التنميــة المســتدامة للكيبيــك ‪ 16‬مبــدا‬
‫واليطبق هذا المبدا إال بشـروط ضـيقة ‪ ،‬ويعكـس عـبء اإلثبـات‬
‫تؤخــذ بعــين االعتبــار مــن قبــل الــوزارات واالجهــزة العموميــة فــي‬
‫وفقــا للمعــارف العلميــة الحاليــة‪ ،‬و يكــون بتــدابير متناســبة مــع‬
‫تــدخالتها و موجهــة حــين اتخــاذ اإلج ـراءات فــي مجــال التنميــة‬
‫حج ــم الخط ــر بتكلف ــة اقتص ــادية مقبول ــة عل ــى ان تك ــون قابل ــة‬
‫المستدامة‪ ،43‬وهي تعكس ما ورد من مبادئ في إعالن ريو‪.‬‬
‫للتعــديل‪ ،‬ولــذلك فشــلت بحــوث الخطــر الصــفر النهــا تــدعو إلــى‬
‫ويحصــي االتحــاد االوربــي بعــض المبــادئ التــي ثبــت لهــا وضــع‬
‫تعبئ ـ ــة وس ـ ــائل غي ـ ــر مح ـ ــدودة وبالت ـ ــالي غي ـ ــر متناس ـ ــبة عل ـ ــى‬
‫التنميــة المســتدامة فــي التطبيــق وهــي مبــادئ يجــب ان ت ـدمج‬
‫اإلطالق‪.22‬‬
‫وتوج ــه السياس ــة العام ــة ح ــين اخ ــذ المخ ــاطر بع ــين االعتب ــار‪،‬‬
‫وال يمكن وضع هـذا المبـدا فـي التطبيـق إال بتقيـيم سـابق لحالـة‬
‫وموجودة في مختلف النصوص التنظيميـة الموضـوعية لالتحـاد‬
‫المعارف‪ ،‬هذا التقييم يجب ان يكون متعدد التخصصات وفقـا‬
‫االوروبـ ــي والبلـ ــدان االعضـ ــاء‪ .44‬وس ـ ــوف نعـ ــرض اهـ ــم ه ـ ــذه‬
‫للمعــارف العلميــة الحاليــة (علــوم دقيقــة و اجتماعيــة) للســماح‬
‫المب ــادئ الموجه ــة المتعلق ــة باالث ــار االقتص ــادية واالجتماعي ــة‬
‫بنقـ ــاش جـ ــدي‪ ،‬شـ ــفاف ومسـ ــتقل يتجنـ ــب ازمـ ــات الثقـ ــة بـ ــين‬
‫لسياســية البيئــة خــالل الســنوات االخيــرة‪ ،‬والتــي ُعــرف الــبعض‬
‫المقررين السياسيين والمواطنين‪.‬‬
‫منه ــا عل ــى المس ــتوى ال ــدولي بط ــرق مختلف ــة خاص ــة‪ ،‬وعرف ــت‬
‫وبالرغم من االتهامات الكـثيرة لمبدا الحيطة بانه معيق للتنمية‬
‫نقاشات كـثيرة حولها‪.42‬‬
‫ومعرقــل للنشــاط االقتصــادي فهــو عنصــر اساســي مــن عناصــرها‬
‫التــي تتفاعــل معهــا‪ ،‬ويســعى إلــى التوفيــق بــين تنميــة اإلنســان‬ ‫ا‪ /‬الحيطة والوقاية‬
‫واالنش ــغال المتمث ــل ف ــي المس ــتقبل واالجي ــال المس ــتقبلية‪،21‬‬ ‫ُيفرق بين مبدا الحيطة و مبدا الوقاية‪.‬‬
‫فبفضل الصفة التنبؤية التي يملكها فهو يشجع تطـوير المعـارف‬ ‫مبدا الحيطة‬
‫العلميــة لرفــع عــدم اليقــين واســتنكار فكــرة الخطــر صــفر‪ ،‬وهــو‬
‫نظمت مؤتمرات عديدة منذ ‪ 2004‬حول ما إذا كان مبـدا الحيطـة‬
‫بــذلك يرمــي إلــى إيجــاد نمــاذج للتنميــة بضــمان حمايــة المــوارد‬
‫متطل ــب م ــن متطلب ــات التنمي ــة المس ــتدامة‪ ،‬وه ــو مب ــدا اس ــي‬
‫الطبيعيـ ــة تجـ ــاه االجيـ ــال المسـ ــتقبلية او علـ ــى االقـ ــل تجنيـ ــب‬
‫فهمـ ــه‪ ،‬شـ ــرحه‪ ،‬و اسـ ــتعماله ‪ ،‬اشـ ــير إليـ ــه ككـ ــابح للتنميـ ــة‬
‫الدولــة الخســائر االقتصــادية الكبيــرة فــي المســتقبل ومــدى تــاثير‬
‫ومعرق ــل له ــا‪ ،46‬ويعتب ــر م ــن اكـث ــر المب ــادئ المنتظم ــة ح ــول‬
‫ذلــك علــى التنميــة بواســطة التــدابير التــي يمكــن اتخاذهــا باســم‬
‫التنميــة المســتدامة نقاشــا بــالرغم مــن انــه اليــوم مطبــق باعتــدال‬
‫الحيطة لمنع وقوع اضرار بيئية غير معروفة‪.20‬‬
‫من طرف القضاء‪.47‬‬
‫ومــن اجــل تطبيــق مقتــرب الحيطــة فــي الق ـرارات التجاريــة يــذكر‬
‫وتجع ــل ال ــدول الالتيني ــة م ــن الحيط ــة مب ــدا‪ ،‬وت ــدعوا ال ــدول‬
‫الــبعض عــدة معــايير يجــب ان توجــه متخــذي القـرار لتجعــل مــن‬
‫االنجلوسكســونية إلــى مقتــرب الحيطــة‪ ،‬يعنــي الميــل إلــى عــدم‬
‫الحيطــة عقالنيــة‪ ،‬وتجعــل عمليــة صــياغتهم للقــرارات التجاريــة‬
‫إلزاميته القانونية‪، 43‬فهو يخضع في مفهومه الضـيق لالعتبـارات‬
‫شـفافة‪ ،‬النهــا تعمــل علــى تخفـيض عــدم اليقــين و تقــديم العدالــة‬
‫االقتصـادية بالحـث علـى االلتـزام ببـذل عنايـة‪ ،‬بينمـا يشـكل فــي‬
‫في التجارة وقرارات التنمية االخرى‪.23‬‬
‫مفهوم ــه الواس ــع التزام ــا بتحقي ــق نتيج ــة ‪ ،‬ويمكن ــه عندئ ــذ ان‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2016-‬‬ ‫‪17‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫صونيا بزيات‬ ‫اشاكلية حتقيق التمنية املس تدامة يف ظل متطلبات البيئة‪-‬اجلانب القانوين ‪-‬‬

‫بالنوعيــة و‪/‬او كميــة المــوارد فــي البيئــة علــى نحــو يعكــس بشــكل‬ ‫مبدا الوقاية‬
‫افض ــل ن ــدرتها النس ــبية‪ ،‬وب ــان يتص ــرف االع ــوان االقتص ــاديين‬ ‫هــو مبــدا يلــزم الــدول بــإجراء دراســات حــول تقيــيم االثــر البيئــي‬
‫وفقا لذلك‪.‬‬ ‫الي مشروع قبل التصريح بإنشائه‪ ،‬وكذلك حول االثـار البيئيـة‬
‫ولـ ــذلك يطبـ ــق مبـ ــدا الملـ ــوث الـ ــدافع لتوزيـ ــع تكـ ــاليف تـ ــدابير‬ ‫الجديدة للمشروعات القائمة بالفعل‪.24‬‬
‫الوقايـة ومكافحــة التلــوث ‪،‬وهــو مبـدا يفضــل االســتخدام الرشــيد‬ ‫ويجب ان تتخذ جميع التدابير واإلجـراءات الضـرورية لتخفـيض‬
‫للم ــوارد المح ــدودة للبيئ ــة م ــع تجن ــب االخ ــتالالت ف ــي التج ــارة‬ ‫احتمــال وقــوع ضــرر ونتائجــه‪ .‬ففــي مجــال البيئــة والصــحة غالبــا‬
‫واالستثمار الدولي‪.23‬‬ ‫تكلــف الوقايــة مــن االض ـرار تكلفــة اقــل مــن إصــالحها (الوقايــة‬
‫ويقص ــد به ــذا المب ــدا ان يتحم ــل الق ــائم بالنش ــاط ال ــذي يس ــبب‬ ‫خي ــر م ــن الع ــالج) ‪ ،‬حي ــث يل ــزم ك ــل ش ــخص‪ ،‬مثلم ــا يح ــدده‬
‫ضــررا للبيئــة إصــالح هــذا الضــرر‪ ،‬او يتحمــل الملــوث التكــاليف‬ ‫القـ ــانون‪ ،‬بمنـ ــع التهديـ ــدات التـ ــي يمكـ ــن ان تمـ ــس بالبيئـ ــة او‬
‫المتعلق ــة بالت ــدابير الت ــي تتخ ــذها الس ــلطة العام ــة حت ــى تك ــون‬ ‫يحتمــل ان تمــس بهــا‪ ،‬بوضــع حــد للنتــائج ‪ .‬فهــذا المبــدا يهــدف‬
‫البيئ ــة ف ــي حال ــة مقبول ــة س ــواء التك ــاليف المتعلق ــة بحمايته ــا‬ ‫ببســاطة إلــى إلغــاء اثــر الملــوث مــن مصــدره‪ ،‬وبالتــالي المخــاطر‬
‫(الوقاية) او تخفيض التلوثات التي تسبب فيها‪.‬‬ ‫المرتبطة به‪.22‬‬
‫إذن‪ ،‬تكلفــة هــذه التــدابير يجــب ان تــنعكس فــي تكلفــة الســلع‬ ‫ويجب ان نميز بـين مبـداي الحيطـة والوقايـة فهمـا يشـتركان فـي‬
‫والخدمات التي هـي فـي االصـل ناتجـة عـن التلـوث المترتـب عـن‬ ‫العمــل علــى منــع وقــوع االضـرار البيئيــة‪ ،‬لــذلك كـثيـرا مــا يحــدث‬
‫اإلنت ــاج و ‪/‬او االس ــتهالك‪ ،22‬وبطريق ــة تك ــون فيه ــا ميكانزم ــات‬ ‫لـ ــبس وتـ ــداخل فـ ــي اإلج ـ ـراءات التـ ــي تتخـ ــذ اسـ ــتنادا إلـ ــى اي‬
‫السوق المعززة لالنشطة ال تشكل تهديدا للبيئة ‪.‬‬ ‫منهمــا‪ ،26‬فالضــرر الــذي يهــدف مبــدا الحيطــة الــى الحيلولــة دون‬
‫ويمكــن ان يكــون لهــذا المبــدا اســتثناءات او ترتيبــات خاصــة‪،‬‬ ‫وقوعـه ُيستعصــي تاكيــد وقوعــه علـى المعرفــة العلميــة المتاحــة ‪،‬‬
‫بالخصوص من اجل فترات انتقالية‪.‬‬ ‫او تحديـ ـد اث ــاره ونتائج ــه عل ــى البيئ ــة إذا وق ــع‪ ،‬اي ع ــدم يق ــين‬
‫وم ــن وجهـ ــة نظ ــر اقتصـ ــادية‪ ،‬ف ــإن هـ ــذه الفك ــرة ادخلـ ــت فـ ــي‬ ‫علمي بماهية هذا الضرر ومخاطره غير مؤكـدة علميـا‪ ،‬ولكـن مـع‬
‫االقتصاد عام ‪ 1732‬من طرف ‪ Pigou‬لتصـحيح عجـز السـوق علـى‬ ‫إمكانية تاكيدها‪ .‬بينما في الوقاية يكون هناك يقـين علمـي فيمـا‬
‫تحمــل المشــاكل المرتبطــة بتــدهور البيئــة وتوزيــع الــدخل ‪،‬اي‬ ‫يتعل ــق بطبيع ــة واث ــار الض ــرر ال ــذي يمك ــن ان يح ــدث وك ــذلك‬
‫الحــد اقتصــاديا مــن الضــرر البيئــي وتحديــد قاعــدة توزيــع تكلفــة‬ ‫حتميــة وقوعــه‪ ،‬اي ال يكــون عــدم اليقــين حــول الخطــر فــي حــد‬
‫التدابير المتخذة لصالح البيئة للحد من هذا الضرر او إصالحه‪.‬‬ ‫ذات ــه ب ــل ح ــول وقوع ــه ومحاول ـة التقلي ــل م ــن احتم ــال وقوع ــه‬
‫وقد عرفـه ‪ Pigou‬بانـه‪ " :‬نتيجـة عمـل وكيـل اقتصـادي علـى اخـر‬ ‫واثره‪.27‬‬
‫يحدث خارج السوق"‪ .‬إذن‪ ،‬هناك مـؤثر خـارجي عنـد مـا يفـرض‬ ‫وهكــذا يبــدو واضــحا ان مبــدا الوقايــة يـرتبط ارتباطــا وثيقــا بمبــدا‬
‫نشاط تكاليف او فوائد إلى وكيل اخر لـم يشـارك مباشـرة‪ ،‬مثـل‬ ‫التنمية المستدامة ‪،‬حيث يعتبر احد الياتها الهامـة الهادفـة إلـى‬
‫نشاط مؤسسة‪ ،‬وغالبا مـا تتعلـق المـؤثرات الخارجيـة فـي مجـال‬ ‫إدماج مسالة حماية البيئة في عملية التنمية االقتصـادية بهـدف‬
‫البيئـ ــة بالمنـ ــافع العامـ ــة وبالتـ ــالي لـ ــديها تـ ــاثيرات علـ ــى اطـ ـراف‬ ‫منع وقوع االضرار البيئية المعروفة واالخطار الثابتة‪.‬‬
‫متعـ ــددة‪ ،‬وعليـ ــه فـ ــإن تـ ــدخل الحكومـ ــة ضـ ــروري فـ ــي قـ ـرارات‬
‫ب‪ /‬مبدا الملوث الدافع‬
‫المؤسســات لالخــذ بعــين االعتبــار مشــاكل البيئــة التــي تســاهم‬
‫فيها وبالتالي تحسين إدارة المخاطر البيئية‪.62‬‬ ‫عــادة مــا تكــون المــوارد البيئــة محــدودة واســتعمالها فــي عمليــات‬
‫إن هذا المبدا ال يحـد بالضـرورة مـن التلـوث النـاجم عـن الملـوث‬ ‫اإلنتاج واالستهالك يمكن ان يسبب تدهورها ‪ ،‬لـذلك البـد مـن‬
‫فهــو يعطــي فقــط تكلفــة نقديــة لتــاثير ســلبي علــى البيئــة‪ .‬كمــا ان‬ ‫معالج ــة تكلف ــة ه ــذا الت ــدهور بش ــكل ك ــاف ف ــي نظ ــام االس ــعار‬
‫بع ـ ــض الم ـ ــؤثرات الخارجي ـ ــة ص ـ ــعبة الحس ـ ــاب الن المخ ـ ــاطر‬ ‫والسـ ــوق بشـ ــكل يعكـ ــس نـ ــدرة هـ ــذه المـ ــوارد علـ ــى المسـ ــتوى‬
‫الموافقــة ال يمكــن معرفتهــا بســهولة كحالــة التلوثــات المنتشــرة‬ ‫الـوطني والـدولي‪ ،‬و تتخـذ السـلطات العامـة إجـراءات لتخفـيض‬
‫التلــوث وتحقيــق توزيــع افضــل للمــوارد بــان تعلــق اســعار الســلع‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2016-‬‬ ‫‪15‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫صونيا بزيات‬ ‫اشاكلية حتقيق التمنية املس تدامة يف ظل متطلبات البيئة‪-‬اجلانب القانوين ‪-‬‬

‫وتتولى اللجنة الوطنية للمناقشة العامة في فرنسا (‪)CNDP‬‬ ‫علــى الصــحة اإلنســانية ‪ ،‬فهــي صــعبة التعيــين واصــعب تحديــدا‬
‫ضمان مشاركة الجمهور في مراحل إعداد المشروعات‬ ‫من الناحية االقتصادية‪.‬‬
‫والتجهيزات التي تمثل مصلحة قومية للدولة ولالشخاص‬ ‫وبالتالي فإن هذا المبدا هو موجه للسياسات العامة التي تهدف‬
‫االعتبارية االخرى العامة والخاصة لما يكون لهذه المشاريع‬ ‫لالخذ بعين االعتبار المخاطر من طـرف الملـوثين المحتملـين‪،‬‬
‫قيمة اجتماعية – اقتصادية كبيرة‪ ،‬او حيث يكون لها‬ ‫ويبقى وضعه في التطبيق بدقة صعبا‪ .61‬وقـد تـم تبنـي توصـيات‬
‫انعكاسات كبيرة على البيئة هدفها الوقوف على مدى مالءمة‬ ‫فــي منظمــة التعــاون والتنميــة االقتصــادية فــي ‪ 1771/1/31‬مفادهــا‬
‫االهداف الجوهرية للمشروع في جميع مراحله ابتداء من‬ ‫االخــذ بعــين االعتبــار بــان تســييرا مســتداما وفعــاال مــن الناحيــة‬
‫الدراسات التمهيدية ‪ ،‬وصوال لتقرير المنفعة العامة لذلك‬ ‫االقتص ــادية للم ــوارد البيئي ــة يتطل ــب إدخ ــال تك ــاليف الوقاي ــة‬
‫‪66‬‬
‫المشروع‪.‬‬ ‫ومكافح ـ ــة التل ـ ــوث وتك ـ ــاليف الض ـ ــرر ال ـ ــذي يمك ـ ــن تعزي ـ ــزه‬
‫وجاء في تقرير قدم للوزير االول الفرنسي من طرف‪Philippe :‬‬ ‫باسـ ـ ــتعمال مناسـ ـ ــب لميكانيزمـ ـ ــات السوق‪،‬السيماالوسـ ـ ــائل‬
‫‪ kourilsky‬و ‪ Geneviève Viney‬ضرورة تطوير الشفافية و‬ ‫االقتصادية‪ ،‬كما اوصت بان تعمل الـدول االعضـاء علـى تطـوير‬
‫العالقات مع الجمهور والوصول إلى المعلومة مع الجهات‬ ‫توزيــع واســتعمال فعــال للمــوارد الطبيعيــة والبيئيــة باســتعمال‬
‫اإلدارية والسياسية لزيادة الثقة فيها‪ ،‬وتوسيع مجال الحوار‬ ‫وسـ ـ ــائل اقتصـ ـ ــادية تسـ ـ ــمح بانعكـ ـ ــاس التكلفـ ـ ــة االجتماعيـ ـ ــة‬
‫مع الممثلين االجتماعيين‪.67‬‬ ‫الستعمال هذه الموارد‪.60‬‬
‫وبالتالي فإن مبدا المشاركة واإلعالم ادى إلى ظهور فكرة‬ ‫ج‪ /‬مبدا المشاركة في القرارات والوصول الى المعلومة‬
‫الحكم‪ ،‬وهي فكرة مهمة لتنفيذ التنمية المستدامة وهو‪" :‬فن‬
‫لم يعد هذا المبدا مجرد قاعدة من القانون المرن (‪)soft Law‬‬
‫او طريقة حكم تسعى لتنمية اقتصادية اجتماعية ومؤسسية‬
‫كالتصريحات الواردة في ريو وجوهانسبرغ ولكنها اصبحت‬
‫مستدامة‪ ،‬بالحفاظ على توازن سليم بين الدولة والمجتمع‬
‫قاعدة قانونية ملزمة بعدما وردت في العديد من االتفاقيات‬
‫المدني واقتصاد السوق" يعني توازن بين الكـفاءة االقتصادية‬
‫الدولية المتخصصة (كاتفاقية ‪ 1778/6/25 Aarhus‬حول‬
‫والعدالة االجتماعية وحماية البيئة‪.‬‬
‫الوصول للمعلومة ومشاركة الجمهور في اتخاذ القرار والوصول‬
‫ويتطلب الحكم فلسفة جديدة للسياسة العامة التي تجعل‬
‫إلى العدالة في مادة البيئة‪ ،‬واتفاقية اسبو)‪.‬‬
‫المواطن فاعل للتنمية في إقليمه‪ ،‬ويهدف إلى تحميل الوكالء‬
‫إن إعالم ومشاركة ومناقشة الجمهور في مادة البيئة هي خطوة‬
‫االقتصاديين والمواطنين المسؤولية عن تاثيرات سلوكاتهم‬
‫مهمة في اتخاذ القرار العام منذ تصميمها‪ ،‬تنفيذها وتقييمها‪،‬‬
‫وإعالمهم بالمخاطر البيئية واالجتماعية التي يتعرضون إليها‪،‬‬
‫فهو عنصر هام لتحمل الوكالء االقتصاديين والمواطنين‬
‫ويسمح باشراكهم في تعريف استراتيجية التنمية المستدامة‬
‫مسؤولية اثار سلوكياتهم وإعالمهم بالمخاطر التي يحتمل ان‬
‫وقواعد اتخاذ القرار‪ ،‬اإلعالم (الشفافية ‪،‬المناقشة والتشاور)‬
‫يتعرضوا إليها‪ ،63‬حيث يمكن المشاركة في المعلومات‬
‫واإلدارة والرقابة التي تسمح بتنفيذ خطط اعمالهم‪ ،63‬فالحكم‬
‫المتعلقة بالبيئة بما في ذلك المواد واالنشطة الخطيرة‪ ،‬كما‬
‫هو شكل جديد للديمقراطية التشاركية يتطلب التعاون‬
‫يشرك الجمهور في عملية تحقيق المشاريع التي لها تاثير مهم‬
‫والشراكة بين اصحاب الشان جميعا (المساهمين‪ ،‬العمالء‪،‬‬
‫على البيئة وتخطيط اإلقليم‪ ، 64‬حيث ال يكون للحق في‬
‫المستهلكين‪ ،‬الموردين‪ ،‬المنافسين ‪،‬الشركاء‪ ،‬سلطات‬
‫االطالع فائدة ما لم يمكن صاحبه من المشاركة الفعلية في‬
‫عمومية ‪،‬مستثمرون‪ ،‬الجمعيات والمنظمات غير الحكومية‬
‫إعداد القرارات في مرحلة موالية‪.‬‬
‫والمواطنين‪ )...‬في التنمية المستدامة للوصول إلى قرارات‬
‫ويجب تمكين اصحاب المصلحة من الوصول الفعال إلى‬
‫مقبولة قدر االمكان من طرف االغلبية التي تخدم المصلحة‬
‫المعلومات ذات الصلة سواء كانت علمية او اقتصادية او‬
‫العامة‪ ،‬فهي مكمل للديمقراطية التمثيلية‪.62‬‬ ‫‪62‬‬
‫معلومات اخرى للتمكن من المشاركة في المناقشات‪.‬‬
‫د ‪ /‬مبادئ اخرى‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2016-‬‬ ‫‪12‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫صونيا بزيات‬ ‫اشاكلية حتقيق التمنية املس تدامة يف ظل متطلبات البيئة‪-‬اجلانب القانوين ‪-‬‬

‫االجيال الحاضرة مقارنة بتلك المتعلقة باالجيال المستقبلية‪،‬‬ ‫إضافة إلى المبادئ السابقة الذكر هناك مبدا التعاون‬
‫وضرورة التمييز بين االستدامة القوية والضعيفة والمخاطر‬ ‫والتضامن الذي يلعب دورا هاما في مجال حماية البيئة‪،‬‬
‫‪73‬‬
‫المرتبطة بهذه االخيرة‪.‬‬ ‫حيث يؤدي إلى التنبيه بكل كارثة او نشاط خطير دون‬
‫ويضيف البعض إلى هذه المبادئ مبدا اإلصالح من المصدر‬ ‫المساس بحق السيادة لكل بلد في استغالل موارده‪ ،‬ويلقي‬
‫الذي يرتكز على فكرة ان إزالة التلوث من مصدره قبل ان‬ ‫على عاتق الدول مجموعة من االلتزامات اهمها االلتزام‬
‫يطرح مشاكل هو اقل كلفة من كلفة إزالة التلوث مضافا إليها‬ ‫بالتشاور وتبادل المعلومات حول التدابير الواجب اتخاذها‬
‫كلفة العوامل الخارجية‪ ،‬ذلك ان إدارة مشكل معروف بشكل‬ ‫لمنع وقوع االضرار البيئية واإللتزام باإلبالغ عنها‪ ،‬والعمل على‬
‫جيد ومحدد المكان اسهل بكـثير من إدارة المخاطر‪، 74‬إضافة‬ ‫تحسين عناصر البيئة بحسن نية دون االضرار بالدول‬
‫إلى مبادئ اخرى قد تترتب من تعريف التنمية المستدامة‬ ‫االخرى‪ ، 72‬فحماية البيئة ومحاربة الفقر تتعلق بجميع الدول‬
‫نفسه‪ ،‬كمبدا القابلية للتعويض (‪،) réversibilité‬حيث كل‬ ‫بحسب مسؤوليتها المشتركة ولكن المختلفة‪.‬‬
‫فعل غير قابل لإلصالح مرتكب من قبل جيل يؤدي إلى‬ ‫وتكون قدرة الدول النامية على تطبيق التنمية المستدامة‬
‫تقليص خيارات الجيل الموالي ومابعده (إرث سلبي تجاه‬ ‫مرهونة بتطبيق مبدا التعاون الدولي الن هذه الدول تفتقر‬
‫االجيال المستقبلية)‪،‬لذلك يشترط الحفاظ على قدرات‬ ‫عادة إلى اإلمكانيات االقتصادية والتكنولوجية التي تتطلبها‬
‫االجيال المستقبلية لتلبية حاجياتهم‪ ، 72‬فالدول عند وضعها‬ ‫التنمية المستدامة (االجيال المستقبلية‪ ،)..‬وتبدو حاجتها‬
‫لسياسات وإجراءات الرقابة المتعلقة بالبيئة تاخذ بعين‬ ‫‪71‬‬
‫ملحة إلعانة الدول المتقدمة اقتصاديا لها‪.‬‬
‫االعتبار المبادئ الموجهة المتعلقة بالتاثيرات االقتصادية‬ ‫وهناك مبدا العدالة بين ابناء الجيل الواحد وبين االجيال‪.‬‬
‫والتجارية وسياسات البيئة على المخطط الدولي والداخلي‪.‬‬ ‫فاالول يطرح الكـثير من التساؤالت وهو يعني العدالة بين‬
‫‪ -2‬السياسات االرشادية وادارة البيئة‬ ‫فيت المجتمع في بلد ما وكذا بين شعوب بلدان‬
‫مختلفة‪،‬كاالعتراف بالحق في إشباع الحاجيات‪ .‬ولكن إذا مر‬
‫مما سبق‪ ،‬يحتاج تحقيق اهداف التنمية المستدامة إلى نظام‬
‫إشباع الحاجيات للدول النامية بنفس طرق التنمية‬
‫متسق يضم السياسات التكنولوجية واالقتصادية ‪-‬االجتماعية‬
‫واإلستهالك ستكون االضرار البيئية والضغوط على الموارد‬
‫في خطة شاملة للتنمية‪ ،‬هذه الخطة تضمن توظيف الموارد‬
‫الطبيعية صعب جدا تسييرها ‪ ،‬حيث يبرز هنا النزاع بين‬
‫الطبيعية وراس المال البشري بطريقة اقتصادية مع الحفاظ‬
‫البعد االجتماعي والبعد البيئي للتنمية المستدامة ‪،‬وقد تحل‬
‫على نوعية البيئة ومصادرها الطبيعية لالجيال الحالية‬
‫هذه المشكلة بالمساعدة التقنية وتحويل التكنولوجيا والقدرة‬
‫والقادمة وتبني خطط محددة المعالم وقابلة للتطبيق تتفق‬
‫البنائية‪.‬‬
‫مع السياسات العامة للدولة ومع خطة التنمية وتعبر عن‬
‫وتقتضي العدالة كذلك تنفيذ تدابير الحيطة الخاصة بالتجارة‬
‫حاجيات المجتمع‪.‬‬
‫وبعدالة التاثيرات االجتماعية‪ -‬االقتصادية خاصة‪ ،‬وكذلك عند‬
‫ا‪ /‬السياسات االرشادية(التخطيط)‬ ‫اتخاذ القرار حول مستويات الحماية‪ .‬كما تتطلب العدالة ان‬
‫من السياسات اإلرشادية التي يمكن للوزارات والهييت‬ ‫تكون تدابير التعويض والتخفيف والميكانيزمات ضرورية‬
‫االستفادة منها في تطوير ادوات فعالة تساعد في تحقيق‬ ‫لمساعدة الفقراء والمهمشين للتكيف مع إجراءات الحيطة‬
‫التنمية المستدامة‪:‬‬ ‫‪70‬‬
‫وبالتالي التنمية المستدامة‪.‬‬
‫*التخطيط االستراتيجي‪ :‬يتطلب تحقيق التنمية المستدامة‬ ‫بينما يعد مبدا العدالة بين االجيال اكـثر حداثة واكـثر تعقيدا‪،‬‬
‫ايجاد تغيرات سياسية ومؤسسية‪ 76‬تصمم بعناية لتلبية‬ ‫وهو متضمن في تعريف التنمية المستدامة نفسه‪ ،‬ويطرح‬
‫الحاجيات التي تم تحديدها ويستلزم ذلك تطبيق نظم التقييم‬ ‫مشاكل كـثيرة اهمها التنازع بين العدالة بين ابناء الجيل‬
‫البيئي‪ .‬وفي الجزائر وفقا للمادة ‪13‬من القانون ‪ 10-03‬المتعلق‬ ‫الواحد والعدالة بين االجيال وصعوبة التعبير عن خيارات‬
‫االجيال المستقبلية‪،‬و إمكانية تعارض إكـتفاء حاجيات‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2016-‬‬ ‫‪20‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫صونيا بزيات‬ ‫اشاكلية حتقيق التمنية املس تدامة يف ظل متطلبات البيئة‪-‬اجلانب القانوين ‪-‬‬

‫استراتيجية دولية منسقة‪.‬‬ ‫بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة ‪ ،‬تعد الوزارة المكلفة‬
‫وتساهم فكرة إدارة النظم البيئية بشكل مهم في تحقيق‬ ‫بالبيئة مخططا وطنيا للنشاط البيئي والتنمية المستدامة لمدة‬
‫التنمية المستدامة ‪، 73‬فهي من اهم المتطلبات الفنية لحماية‬ ‫خمس سنوات يحدد مجمل االنشطة التي تعتزم الدولة القيام‬
‫البيئة وضمان التنافس في االسواق العالمية‪ .‬ويضم البعد‬ ‫بها‪.‬‬
‫االقتصادي إلدارة البيئة‪ -‬إضافة إلى الجوانب المتعلقة بالموارد‬ ‫*اعداد استراتيجية قائمة على التحليل الفني الجيد‪ :‬يفترض‬
‫الطبيعية والتكنولوجية والتنمية المستدامة‪ -‬فوائدا اقتصادية‬ ‫ان تعتمد االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة على‬
‫تتمثل في االستخدام االمثل للموارد وبدائل الطاقة وتحقيق‬ ‫التحليل الدقيق للوضع الراهن واالتجاهات المستقبلية‬
‫العوائد وزيادة االنتاجية‪ ،‬إضافة إلى فوائدها البيئية‬ ‫والمخاطر المتوقعة‪ ،‬مع الربط بين التحديات المحلية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬هذه الفوائد التي يمكن استخدامها فيما بعد‬ ‫والوطنية والعالمية‪.‬‬
‫كاساس لالستراتيجية التسويقية خصوصا في االسواق‬
‫*وضع اهداف واقعية ومرنة للسياسة وتفعيل تنفيذها‬
‫العالمية‪ ،‬وتحسين الوضع المالي والقدرة على البقاء‬
‫بالحوافز‪.‬‬
‫واالستمرار‪.‬‬
‫وتكـفل هذه النظم زيادة الوعي بالمسائل البيئية و إيجاد‬ ‫*إدراج اولويات االستراتيجية في عملية تخطيط الميزانية‬
‫االسواق والمستهلكين الجدد ومنع التلوث والحفاظ على‬ ‫لضمان الموارد المالية‪.‬‬
‫المواد االولية ومنع اإلسراف فيها‪ ،‬وتحسين المراكز المالية‬ ‫*السياسة المتكاملة بين القطاعات المختلفة‪ :‬عن طريق‬
‫لشركات ومؤسسات االعمال ‪ ،‬فهي اداة لتطوير نظم اإلنتاج‬ ‫تشكيل لجان مشتركة بين الوزارات المعنية مهمتها التنسيق‬
‫والتشغيل ومنه زيادة حجم الطاقة اإلنتاجية المحققة فعال‬ ‫بين االستراتيجيات والخطط والبرامج القطاعية ‪،‬مع اخذ‬
‫ورفع قدرتها على التنافس‪ ،‬وتؤدي إلى تطوير وتطبيق وتحقيق‬ ‫البيئة والتاثيرات االجتماعية في االعتبار على المستوى‬
‫ورقابة السياسة البيئية والمحافظة عليها‪.72‬‬ ‫المركزي و المحلي ودمجها في السياسات الزراعية والصناعية‬
‫وينبغي تخطي التحديات المعيقة لبرنامج وجهود االستدامة‬ ‫واالجتماعية وسياسة الطاقة والنقل‪...‬الخ‪ ،‬ويكون ذلك‬
‫البيئية كالتالي‪:‬‬ ‫بتحليل اإلطار الكلي لسياسة الدولة مثل‪:‬‬
‫*إيجاد مصادر التمويل الالزم لتحقيق التنمية المستدامة في‬ ‫‪-‬االستراتيجيات الوطنية للحفاظ على البيئة‪.‬‬
‫الدول النامية والتزام الدول الصناعية بزيادة الدعم المقدم‬ ‫‪-‬الخطط الوطنية لمكافحة التصحر والحد من الفقر‪...‬‬
‫منها‪.‬‬ ‫ولتحقيق اكبر قدر من التكامل يجب تحديد السياسات‬
‫*نقل وتوطين وامتالك التقنيات الحديثة المالئمة بما يتناسب‬ ‫المتضاربة وتاثيراتها لتحقيق التوازن ‪.‬‬
‫مع الظروف االقتصادية واالجتماعية والبيئية لكل دولة‬
‫* المركزية السلطة والتفويض وانتقال اتخاذ القرار إلى اقل‬
‫‪،‬ودراسة تلك التقنيات المراد استيرادها وتقييم تطبيقاتها‬
‫مستوى ممكن‪.‬‬
‫واثارها المحتملة وتالفي سلبياتها قبل الشروع في تطبيقها‪،‬‬
‫وتشجيع الباحثين وتوفير إمكانيات العمل العلمي لهم‬ ‫* رفع الوعي لدى فيت الشعب حول قضايا التنمية‬
‫باعتباره من اسباب تطور العمل التنموي واستمراره‪ ،‬ويرتبط‬
‫‪77‬‬
‫المستدامة‪.‬‬
‫ذلك بنشر الوعي حول اهمية التفكير العلمي والبحث في‬ ‫ب‪ /‬ادارة البيئة‬
‫مجاالت التنمية المستدامة ‪،‬وتطوير وسائل العمل في هذا‬ ‫يجب تبني عدد من الممارسات الداعمة الستدامة البيئة عن‬
‫المجال‪ ،‬ونقل المجتمع بذلك إلى مراحل متقدمة من الرقي‬ ‫طريق ما يسمى بإدارة النظم البيئية بوضع الخطط‬
‫‪32‬‬
‫والتنمية في وقت اسرع وتكلفة اقل‪.‬‬ ‫والسياسات البيئية الالزمة لرصد وتقويم االثار البيئية‬
‫*صيانة التراث الديني والحضاري واستثماره لتحقيق التنمية‬ ‫للمشروع الصناعي‪ ،‬ومواجهة متزامنة للمشاكل في إطار‬
‫المستدامة كونه يساهم في تاكيد الذاتية الثقافية ويحافظ على‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2016-‬‬ ‫‪21‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫صونيا بزيات‬ ‫اشاكلية حتقيق التمنية املس تدامة يف ظل متطلبات البيئة‪-‬اجلانب القانوين ‪-‬‬

‫ويمكن القول بان العالم بالفعل قد بدا وبصعوبة في إيجاد‬ ‫خصوصيتها ويحمي هويتها من الذوبان‪ ،‬ويمنح العمل‬
‫طريق نحو التنمية المستدامة خالل العقد االول بعد قمة‬ ‫التنموي دفعة ذاتية اقوى في الدفاع عن الشخصية الوطنية‬
‫ريو‪ ،‬وباشرت عدة حكومات بحماس التزامها تجاه توصيات‬ ‫والدينية ‪،‬وصيانة المستقبل المشترك وترقية التراث َّ‬
‫المورث‬
‫القمة وما ورد في ريو و اجندة ‪ ،21‬إال ان اإلنجازات التي‬ ‫‪31‬‬
‫لالجيال القادمة‪.‬‬
‫تحققت عموما غير كافية‪ ،‬وال يزال هناك الكـثير يجب القيام‬ ‫*تامين مشاركة كاملة وفعالة للدول النامية داخل مراكز اتخاذ‬
‫به لمواجهة التحديات المختلفة والمتعددة التي تواجه الحياة‬ ‫القرارات والمؤسسات االقتصادية الدولية‪ ،‬وتعزيز الجهود التي‬
‫المستدامة على كوكب االرض‪ ،‬فالعالم لم ينجح حتى االن في‬ ‫تهدف إلى جعل دواليب االقتصاد العالمي اكـثر شفافية‬
‫تبني خطوات حقيقية جادة نحو استدامة حقيقية مبنية على‬ ‫وإنصافا واحتراما للقوانين المعمول بها على نحو يمكن الدول‬
‫اساس التوفيق بين تلك التناقضات بين التنمية والبيئة‬ ‫النامية من رفع التحديات التي تواجهها بسبب العولمة‪.‬‬
‫الناتجة عن نموذج التنمية المهيمن منذ منتصف القرن ‪ 20‬مما‬ ‫* تبني عدد من الممارسات الداعمة الستدامة البيئة‪:‬‬
‫يجعل البشرية تواجه مستقبال محفوفا بالمخاطر وعدم اليقين‪.‬‬
‫‪ -‬عدم استهالك الموارد المتجددة بوتيرة اسرع من قدرتها‬
‫كما ان الجدل الدولي حول مفهوم التنمية المستدامة قد خلق‬
‫على التجديد او بطريقة مؤذية‪.‬‬
‫مجاال جديدا من الخطاب‪ ،‬وسمح معناه الواسع والغامض‬
‫‪ -‬التخلص من المبيدات السامة والكيماويات الضارة‬
‫لجماعات مختلفة بالسعي لتحقيق مصالحها بطرق جديدة‬
‫بالبيئة وعدم االضرار بنظم دعم الحياة على االرض‪.‬‬
‫وحجج مختلفة ال يجب التغافل عن المخاطر المرتبطة بها‬
‫‪ -‬تشجيع ودعم عمليات إعادة تدوير النفايات‪.‬‬
‫‪،‬فالخطابات السياسية حول كيفية الربط بين القضايا البيئية‬
‫‪ -‬استخدام التكنولوجيا الحديثة الصديقة للبيئة‪.‬‬
‫واالقتصادية واالجتماعية قد تسببت في إحداث خالفات‬
‫‪ -‬محو االمية البيئية من خالل برنامج متكامل يركز على‬
‫سياسية وتنافس حول التعريف االفضل الذي وان امكن له ان‬
‫توعية المواطنين‪ ،‬يشارك فيه اإلعالم والتربية والتعليم ووزارة‬
‫يسمح بالمرونة إال انه قد يجعل المبدا مفرغا من معناه‪.‬‬
‫البيئة‪ ،‬ينفذ من خالل ندوات مكـثفة للطالب في المدارس‬
‫وحتى لو كان لإلصطالح معنى قانونيا محددا فإن وضعه في‬
‫والجامعات والنشرات‪،‬والتعليمات وصوال للعقوبات‪.‬‬
‫التطبيق ليس بالمستوى المطلوب‪ ،‬فال استغالل المصائد‬
‫‪ -‬وضع استراتيجية عامة للتنمية الشاملة يشارك في‬
‫والغابات وال االراضي يستجيب اليوم للتنمية المستدامة‪ ،‬فهل‬
‫صياغتها واإلشراف على تنفيذها مؤسسات وهييت المجتمع‬
‫المقصود بها الموارد المتجددة؟‬
‫المدني‪.‬‬
‫في هذه الحالة ال تكون التنمية المستدامة سوى مبط‬
‫‪ -‬دعم القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني وفيته‬
‫لالستغالل لحماية المصادر التي نريد تحويلها الى االجيال‬
‫‪،‬وتشجيع مشاركـتهم في وضع وتنفيذ خطط التنمية‬
‫المستقبلية‪،‬‬
‫المستدامة‪.‬‬
‫فالتنمية المستدامة إذن ليس لها استعماال حقيقيا إال إذا لجانا‬
‫إلى منتوجات او تقنيات بديلة‪ ،‬وهي ال تزال نادرة‪ .‬وبصفة‬ ‫خ ات م ة‬
‫عامة ‪،‬نحن نتجه نحو نقص في بعض الموارد امام ارتفاع‬ ‫إن جهود المجتمع الدولي لالنتقال من مرحلة النقاش النظري‬
‫ديمغرافي ومنه زيادة االستهالك‪ ،‬فتزيد الفجوة بين العرض‬ ‫حول الكارثة البيئية إلى مرحلة وضع خطط عملية إلزالة ذلك‬
‫والطلب‪.‬‬ ‫التوتر يمثل جانبا إيجابيا‪ ،‬إال انه يجب االعتراف بان غياب‬
‫فاصطالح التنمية المستدامة خارج معناه السياسي ليس له‬ ‫فهم او رؤية واضحة حول التوجه العام لحركة الحضارة في‬
‫مجال‪ ،‬ومتهم بانه يعالج االعراض بدال عن االسباب ‪،‬وقد‬ ‫المستقبل يمثل جانبا سلبيا من مشروع التنمية‪ ،‬حيث ال‬
‫يكون ذلك نتيجة الزمة القيم السائدة " قيم الحداثة" ‪،‬حيث‬ ‫يزال الجدال مستمرا بسبب هيمنة االعتبارات االقتصادية على‬
‫يتجه البعض إلى انه ال يمكن الحديث عن محاوالت تحقيق‬ ‫اجندة االستدامة الوطنية والدولية مما يجعل حماية البيئة‬
‫التنمية المستدامة في ظل غياب معالجة‬ ‫يحتل موقعا هامشيا‪.‬‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2016-‬‬ ‫‪22‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫صونيا بزيات‬ ‫اشاكلية حتقيق التمنية املس تدامة يف ظل متطلبات البيئة‪-‬اجلانب القانوين ‪-‬‬

‫االيجابي لسلوك الملوثين عن طريق ردعهم ماليا بهدف تغيير‬ ‫االسس الفلسفية التي يقوم عليها الفكر التنموي الحداثي الذي‬
‫انماط استخدامهم للموارد بشكل يخفض من تاثيراتها السلبية‬ ‫لم يتغير عما هو كالسيكي إال في الشكل ‪.‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬
‫على البيئة وترشيداستهالك المواد الضارة إما بتقليلها او‬ ‫خطاب التنمية المستدامة السائد اليوم نجح في وضع القضايا‬
‫تحفيزهم على تطوير طرق جديدة في االنتاج والنقل واستبدال‬ ‫البيئية على االجندة السياسية في وقت قصير نسبيا‪.‬‬
‫المواد الضارة باخرى اقل ضرر‪.‬‬ ‫فاالستدامة اذن هي فلسفة برؤية جديدة تبحث عن بناءات‬
‫‪ -‬واخيرا ‪ ،‬إعادة صياغة النشاطات الحالية او ابتكار اخرى‬ ‫اجتماعية ونشاطات اقتصادية وانماط إنتاجية واستهالكية‬
‫جديدة ودمجها في البيئة القائمة من اجل الحق في تنمية‬ ‫‪،‬وتقنيات تعمل على استدامة البيئة وتمكين الجيل الحالي‬
‫مستدامة ‪،‬على ان تكون مقبولة ثقافيا وممكنة اقتصاديا‬ ‫وضمان حياة مالئمة لالجيال القادمة بترشيد فكرة التنمية‬
‫ومالئمة بيئيا وقابلة للتطبيق سياسيا وعادلة اجتماعيا ‪.‬‬ ‫المستدامة بعدة مبادئ بيئية‪ .‬ولذلك ال بد من ‪:‬‬

‫‪ -‬االستهالك المعتدل للموارد واالستخدامات البديلة‬


‫المحتملة لها‪ ،‬ووضع نظم إدارية للموارد المائية والعمل على‬
‫تغطيتها في المستقبل باساليب وتقنيات جديدة‪.‬‬
‫‪-‬العمل على تجاوز العقبات المعيقة للتنمية‬
‫المستدامة عامة كالعقبات البيئية (الكوارث الطبيعية‬
‫والتصحر واالحترار المناخي ‪،)...‬والعقبات االقتصادية‬
‫واالجتماعية (الفساد االقتصادي واالجتماعي)‪،‬والعقبات‬
‫السياسية (عدم االستقرار السياسي والمديونية‪ ،)..‬والعقبات‬
‫التكنولوجية (عدم توفر التقنيات والخبرات الحديثة لتنفيذ‬
‫برامج وخطط التنمية المستدامة)‪.‬‬
‫‪-‬إحداث تغيرات مستمرة ومناسبة في حاجات و‬
‫اولويات المجتمع بما يالئم قدراته ويحقق التوازن ‪.‬‬
‫‪ -‬التوسع في مجال االعتماد على الطاقة النظيفة المتجددة‬
‫كالطاقة الشمسية والمائية وطاقة الرياح‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة المنظمات والحكومات ومؤسساتها لالداء البيئي‬
‫وإدارته باستعمال ادوات تحليل المنافع والتكاليف ‪،‬‬
‫والمراجعة المستمرة وتقيم االثر البيئي والمخاطر للمشاريع‬
‫التنموية‪ ،‬إذ ان تاثير االثار البيئية يسهم في تعديل الخطط‬
‫المعدة لمواجهة التحديات البيئية وتحسين االداء البيئي‬
‫والبحث العلمي‪.‬‬
‫‪ -‬التفعيل الجيد للضبط االداري بانواعه على المشاريع‬
‫البيئة‬ ‫على‬ ‫المؤثرة‬ ‫التنموية‬
‫(التراخيص‪،‬التصريحات‪،‬الحظر‪،‬االلزام ‪،‬نظام التقارير)‬
‫والنظام الجبائي البيئي الردعي(الضريبة والرسوم البيئية) وغير‬
‫الردعي(االعفاء الجبائي واالعانات البيئية)‪،‬والصرامة في‬
‫تطبيق الجزاءات االداريةالموقعة استكماال للجزاءات الجنائية‬
‫عند ارتكاب جرائم ماسة بالبيئة (االنذار ‪،‬التوقيف المؤقت‬
‫للنشاط وسحب التراخيص)‪.‬من اجل السعي نحو التعديل‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2016-‬‬ ‫‪25‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫الهوامش‬
‫‪1. Dupuy P. M, Ou en est le Droit International de l'Environnement à la Fin du Siècle? R.G.D.I.P., (1997-4), pp.873-‬‬
‫‪902, at p.886.‬‬
‫‪2. Déclaration Finale de la Conférence des Nations Unies sur l’Environnement, P. N. U. E., l'environnement au‬‬
‫‪service du développement0(7/07/2014), V. site: http://www.unep.org/‬‬
‫‪3. " pour parvenir à un développement durable, la protection de l'environnement doit faire partie intégrante du‬‬
‫‪processus de développement et ne peut être considérée isolément", action 21 ,déclaration de rio, l'environnement et le‬‬
‫‪développement, conférence des Nation, Unies sur l’environnement et le développement (CNUED), NU, new York, 1993, p.3.‬‬
‫‪4. Report of the world Commission on Environment and development: Our Common future, UN‬‬
‫‪Documents(11/03/2015), v. Site: http://www.un-documents.net/wced-ocf.htm‬‬
‫‪ .5‬حول هذه اللجنة انظر‪:‬‬
‫‪La Commission du Développement Durable, Département de l'Information des Nations Unies, ( 11/03/2015), v. site:‬‬
‫‪http://www.un.org/french/esa/desa/aboutus/dsd.html‬‬
‫‪ .6‬عبد هللا بن جمعان الغامدي ‪ ،‬التنمية المستدامة بين الح في استغلل الموارد الطبيعية و المسؤولية عن حماية البيئة ‪ ،‬جامعة‬
‫الملك سعود ‪ ،‬المملكة العربية السعودية ‪، 2009 ،‬ص‪. 29-1.‬‬
‫‪ .9‬اشــار المشــرع الجزائــري للتنميــة المســتدامة بصــفة غيــر مباشــرة فــي نــص المــادة ‪ 3‬مــن القــانون ‪ 03-83‬المــؤرخ فــي ‪ 1783/20/5‬المتعلــق بحمايــة‬
‫البيئـة (ج ر ‪ )6‬التــي جــاء فيهــا‪ ":‬تقتضـي التنميــة الوطنيــة تحقيــق التــوازن الضـروري بــين متطلبــات النمــو االقتصــادي ومتطلبـات حمايــة البيئــة والحفــاظ علــى‬
‫إطار المعيشة"‪ .‬كما نص القانون ‪ 01-03‬المؤرخ في ‪ 2003/2/19‬المتضمن قانون التنمية المستدامة للسياحة على تعريـف التنميـة المسـتدامة (ج ر ‪ )11‬بانهـا‪:‬‬
‫"نمـط تنميــة تضــمن فيــه خيــارات وفـرص التنميــة التــي تحفــظ وتحــافظ علـى البيئــة والمــوارد الطبيعيــة والتـراث الثقـافي لالجيــال القادمــة‪ .‬وجــاء قــانون البيئــة‬
‫الجدي ــد ‪ 10-03‬الم ــؤرخ ف ــي ‪ 2003/09/17‬ف ــي الم ــادة ‪ 4‬من ــه (ج ر ‪ )43‬ان ‪ ":‬التنمي ــة المس ــتدامة ه ــي التوفي ــق ب ــين التنمي ــة االجتماعي ــة واالقتص ــادية القابل ــة‬
‫لالستمرار وحماية البيئة‪ ،‬اي إدراج البعد البيئي في إطار تنمية تضمن حاجات االجيال الحاضرة والمستقبلية"‪.‬‬
‫‪8. Dupuy, Op. cit. , pp. 886-887.‬‬
‫‪9. Stephan Doumbe- bille: " la convention cadre sur les changements climatiques", in, " conventions de‬‬
‫‪protection de l'environnement, secrétariats, conférences des parties, comité d'experts", (ed. Jean M. lavielle), Pulim, France,‬‬
‫‪1999, pp.67-74, Convention des Nations Unies sur les changements climatiques,(11/03/2015), v.site: http://www.unfccc.de‬‬
‫وجـاء فــي المـادة ‪ 4/3‬حــل االتفاقيـة مــا يلـي‪ " :‬لالطـراف حـق تعزيــز التنميــة المسـتدامة وعليهــا هـذا الواجــب‪ .‬وينبغـي ان تكــون السياسـات والتــدابير المتخــذة‬
‫لحماية النظام المناخي من التغير الناجم عن نشاط بشري مالئمة للظروف المحددة لكل طرف‪ ،‬كما ينبغي لهـا ان تتكامـل مـع بـرامج التنميـة الوطنيـة‪ ،‬مـع‬
‫مراعاة ان التنمية االقتصادية ضرورية التخاذ تدابير لتناول تغير المناخ"‪.‬‬
‫‪ .10‬اشــارت االتفاقيــة إلــى مصــطلح التنميــة المســتدامة فــي عــدة مواقــع منهــا المــادة ‪/1‬ب‪" :‬تشــمل مكافحــة التصــحر االنشــطة التــي تمثــل‬
‫جزءا من التنمية المتكاملة لموارد االراضي في المناطق الفاحلة وشبه القاحلة والجافة وشبه الرطبة من اجل التنمية المسـتدامة ‪ ،‬انظـر االتفاقيـة‬
‫‪www.unisdr.og/2006/ppew/info.../cst6ara.pdf‬‬ ‫على الموقع‪:‬‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2016-‬‬ ‫‪21‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫واشارت االتفاقية في الديباجة (النقطة‪ )4‬بانه يقع على االطراف االلتـزام باتخـاذ تـدابير لمكافحـة التصـحر فـي مصـلحة االجيـال الحاضـرة والمسـتقبلية ‪ ،‬وهـذا‬
‫فيه إشارة واضحة للبيئة المستدامة ‪.‬انظر‪:‬‬
‫‪Mohammed Abdelwahab Bekhchi, une Nouvelle étape dans le développement du droit international de l'environnement: la‬‬
‫‪convention de la désertification, R.G.D.P. (1997-1), pp. 5-41, at p.12-13, p.25.‬‬
‫‪11. " … un développement durable et écologiquement national dans les zones adjacentes aux zones protégés en vue de‬‬
‫‪renforcer la protection de ces dernières ", convention sur la diversité biologique, v. Site :http://www.cbd.it‬‬
‫‪ .12‬انظر‪ :‬عبد هللا بن جمعان الغامدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.8-9.‬‬
‫بوز‬
‫‪ .13‬انظر تفاصـيل اكـثـر حـول هـذه االبعـاد‪ :‬زوليخـة سنوسـي‪ ،‬هـاجر يـان الرحمـاني‪ ،‬البع د البيئ ي الس تراتيجية التنمي ة المس تدامة ‪ ،‬المـؤتمر‬
‫العلمـي الـدولي الثالـث ‪ ،‬التنميـة المسـتدامة والكـفـاءة االسـتخدامية للمـوارد المتاحـة‪ ، ،‬كليـة العلـوم االقتصـادية وعلـوم التسـيير بالتعـاون مـع خبـر الشـراكة‬
‫واالستثمار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الفضاء االورو مغاربي‪ ،‬سطيف‪ ،‬ايام ‪.2008/04/8-9‬‬
‫‪ .14‬انظــر‪ :‬عمــار عم ـاري‪ ،‬اش كالية التنمي ة المس تدامة وابعاده ا‪ ،‬المــؤتمر العلمــي الــدولي الثالــث ‪ ،‬التنميــة المســتدامة والكـفــاءة االســتخدامية‬
‫للمــوارد المتاحــة‪ ،‬كليــة العلــوم االقتصــادية وعلــوم التســيير بالتعــاون مــع خبــر الش ـراكة واالســتثمار فــي المؤسســات الصــغيرة والمتوســطة فــي الفضــاء االورو‬
‫مغاربي‪ ،‬سطيف‪ ،‬ايام ‪ ،2008/04/8-9‬ص‪.13-11 .‬‬
‫‪ .15‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ .16‬واكد القاضـي ‪ weeramantry‬فـي رايـه المسـتقل المرفـق بحكـم المحكمـة فـي هـذه القضـية علـى ان مبـدا التنميـة المسـتدامة يتمتـع فـي الوقـت‬
‫الـراهن بـاعتراف وقبــول عـام مـن قبــل مختلـف الــدول بمـا فيهـا الناميــة‪ ،‬وانـه اصـبح عندئــذ يشـكل بــال جـدال جـزء مــن قواعـد القـانون الــدولي العـام المعاصــر‬
‫بسبب ضرورتة المنطقية التي ال مفر منها‪ ،‬وايضا بسبب قبوله العام من طرف الجماعة الدولية ‪.‬‬
‫‪Projet Gabcikovo- Nagymaros (Hongrie- Slovaquie), arrêt de 25/09/1997, recueil de C.I.J., (1997), par.140, AL.4.‬‬
‫‪17. Jochen, Sohnle, Irruption du Droit de l’Environnement dans la Jurisprudence de la C.I.J., l’Affaire‬‬
‫‪Gabcikovo- Nagimaros, 102 R.G.D.I.P., (1998-1), pp.85-121, at 108-109.‬‬
‫‪ .18‬انظر‪ :‬هذه القضية والراي المعارض للقاضي ‪: Weeramantry‬‬
‫‪Demande d’Examen de la situation au titre du paragraphe 63 de l'Arrêt Rendu par la Cour le 20/12/1974 dans l'Affaire des‬‬
‫‪Essais Nucléaires (Nouvelle- Zélande c. France) Ordre de 22/09/1995, C.I.J.Recueil (1995), p. 341-342.‬‬
‫‪ .17‬انظر‪ :‬فيصل الشريفي‪ ،‬التنمية المستدامة‪ ،‬اهدافها ومعوقاتها‪ ،‬مجلة حماة الوطن‪ ،‬العدد ‪،270‬الكويت ‪، )2013/07/13(،‬على الموقع‪:‬‬
‫‪http://www.homat-alwatan.gov.kw/Articledetail.aspx?artid=125‬‬
‫‪ .20‬انظر‪ :‬باتر محمد علي وردم‪ ،‬العولمة ومستقبل االرض‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬االهلية للنشرو التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2003 ،‬ص‪.120-118 .‬‬
‫‪ .21‬انظر‪ :‬عامر محمود طراف‪ ،‬ارهاب التلوث والنظام الع المي‪ ،‬المؤسسـة الجامعيـة للدراسـات والنشـر والتوزيـع‪ ،‬لبنـان‪ ،‬دون سـنة نشـر‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪.113‬‬
‫‪ .22‬انظر‪ :‬عبد الوهاب االمي‪ ،‬التنمية االقتصادية (المشكلت والسياسات المقترحة)‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬دار حـافظ للنشـر والتوزيـع‪ ،‬السـعودية‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ص ‪.340.‬‬
‫‪ .23‬انظــر‪ :‬عبــد الــرحيم محمــد عبــد الــرحيم‪ ،‬التنمي ة البش رية ومقوم ات تحقي التنمي ة المس تدامة ف ي ال وطن العرب ي‪ ،‬الطبعــةاالولى ‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص ‪.26.‬‬
‫‪24. Guillaume, Sainteny, le Principe de Précaution Elément du développement durable,(11/03/2015),v.site :‬‬
‫‪https://www.ffsa.fr/webffsa/risques.nsf/b724c3eb326a8defc12572290050915b/a351d323f989b763c12573f60053b36b/$FILE/Risques_7‬‬
‫‪2_0014.htm‬‬
‫‪ .25‬ابرمــت اتفاقيــة االمــم المتحــدة للتغي ـرات المناخيــة التــي ادخلــت المجموعــة االوربيــة فــي مفهــوم االجيــال المســتقبلية‪ ،‬وعقــد المــؤتمر العــالمي‬
‫الثالث للمناخ برعاية المنظمة العالمية لالرصـاد الجويـة التابعـة لالمـم المتحـدة (‪ )2007/8/31‬الـذي كـان يهـدف إلـى تعزيـز نظـام دولـي لتبـادل الرصـد الجـوي‬
‫وتوظيفــه علــى نحــو يســاهم فــي تفــادي التــاثيرات الســلبية للتغي ـرات المناخيــة‪ .‬وانعقــدت بعــدها اكبــر قمــة دوليــة لبحــث ســبل معالجــة االثــار الســلبية للتغيــر‬
‫المناخي في العالم (‪ .)2007/07/24-23‬انظر‪:‬‬
‫‪Stephan, Doumbe- Bille, op.cit., pp. 68-74.‬‬
‫‪26. Béatrice, Quenault, Visions Conflictuelles du Développement Durable dans les Négociations sur les‬‬
‫‪Changements Climatiques at « le développement durable, une perspective pour le XXI siècle », (Direc. Jean- paul Mérachal‬‬
‫‪et Béatice Quenault, préface de Henri Bartoli, Collection des sociétés pur, France, 2005, pp. 359-378, at pp. 361-370, p. 361.‬‬
‫‪27. World Development Report 2010, Development and Climate Change(Juin 2013) ,v. Site :‬‬
‫‪http://sitersources-worldbank.og/INTWDR2010/resources/5287678-1226014527953/chapter-1.pdf‬‬
‫‪28. La Documentation Française (mars 2014), v. Site: http://www.ladocumentationfrancaise.Fr/dossiers/changement-‬‬
‫‪climatique/chronologie-html‬‬
‫‪ .27‬انظـ ــر‪ :‬حسـ ــام ديـ ــوب ‪ ،‬تغي ر المن اا واث ار المحتمل ة عل ى التنمي ة المس تدامة ف ي المنطق ة العربي ة‪ ،‬جمعيـ ــة حمايـ ــة الطبيعـ ــة‪،‬‬
‫‪ ،)2010/12/18(،2007‬على الموقع‪:‬‬
‫‪http://nps-sy.com/show/hread.php?t=591‬‬
‫‪ .30‬انظر‪ :‬عزت عبد الحميد ‪ ،‬تغير المناا والتنمية المستدامة ‪،)2013/05/23( ،‬على الموقع ‪:‬‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2016-‬‬ ‫‪23‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


http://www.arab-hdr.org/publications/ahdr/2009/alexandria/pres/EZZAT-Addel-hamid-pdf.
31. Développement Durable, Aspects Stratégiques et Opérationnels, grands groupes, entreprises patrimoniales,
secteur publics, Collectivités territoriales, Editions Francis le FEBRE, 2010, Paris, p.53.54.
.‫ مرجع سابق‬، ‫ عزت عبد الحميد‬:‫ انظر‬.32
33. Nicolas, Stern, The Economics of Climate Changes, the Stern Review, Cambridge, Great Britain, 2007, p. 63-81,
191-312,562-673.
34. Carlos, Stagnaro, Réchauffement de la planète: les couts d'une Politique d'atténuation, (Novembre 2004), v.
Site: http://www.institumolinarie.org/rechauffement-de-la-planete-les.515.html
35. André Cabanis, Droit au développement et protection de l'environnement: l'Articulation des stratégies
nationales, Droit de l'Homme et Développement Durable, Quelle articulation?, Direc. Ali Sedjari, l’Harmattan, rabat,
2008, pp. 231-242, at p. 238
36. Bank Sees Durban Conference Making progress on Climate Agenda, sustainable development, (December 2001),
v.site : http://wed.worldbank.org/
37. Développement durable, Aspects Stratégiques et Opérationnels, op. cit., p. 50-52.
.‫ مرجع سابق‬،‫ عزت عبد الحميد‬:‫ انظر‬.38
‫ تمهيــدا لمــؤتمر‬2011/10/11 ‫ كــان ذلــك الهــدف مــن عقــد ورشــة عمــل تحضــيرية لمنــدوبي منطقــة الشــرق االوســط وشــمال إفريقيــا بــالجزائر فــي‬.37
:‫ انظر‬.2015 ‫ بجنوب إفريقيا لتبني اتفاق قانوني عام بشان مكافحة تغير المناخ بحلول عام‬2011 ‫ديربان الذي انعقد في ديسمبر‬
Centre d'Information des Nations Unies, Climate Change and the Road to Rio, Alger/ 11/13/2011.
:‫وانظر ايضا‬
Durban conference Delivers breakthrough in international comity’s response to Climate Change, United Nations, Climate
Change secretariat (11/03/2015), v .site:
http://unfcc.int/files/press/press_relases_advisories/application/pdf/pr 20111112cop17final.pdf
40. Mohan, Munasinghe, Hausse des Températures, Hausse des risques Finances et développement, vol.45, N°1,
mars 2008, pp.37-41, at p.37.
‫ فـالملتزمون‬،18 ‫ هـي النقطـة االهـم علـى جـدول اعمـال مـؤتمر الدوحـة‬،‫ اي الدخول في مرحلتـه الثانيـة‬،‫ تعتبر مسالة التمديد لهذا البروتوكول‬.41
‫ بعد ان انسحبت كنـدا وبعـد‬،‫ من االنبعاثات العالمية‬%15 ‫في المرحلة الثانية من هذا البروتوكول وفي طليعتهم االتحاد االوربي واستراليا ال يشكلون سوى‬
:‫ انظر‬.‫إعالن روسيا واليابان انهما لن توقعا على المرحلة الثانية من هذا البروتوكول‬
:‫ على الموقع‬، )2012/12/5 (،‫ لبنان‬،‫ مجلة غادي نيون‬،‫ في مهب االعاصير‬18‫ اجتماع الدوحة الدولي ال‬، ‫حبيب معلوف‬
ww.ghadinews.net/Ar/newsdet.opx?id=3557&id2=21
‫ االجتم ــاع الخ ــامس للجن ــة االستش ــارية للتنمي ــة العلمي ــة‬،‫ تغي ر المن اا وتح ديات التنمي ة ف ي المنطق ة العربي ة‬،‫ انه ــار حج ــازي‬:‫ انظ ــر‬.42
:‫ على الموقع‬،)2010 ‫ (جوان‬،‫ االمم المتحدة‬، ‫والتكنولوجية واالبتكار التكنولوجي‬
http://css.escwa.org.lb/ictd/1248/21a.pdf
‫المشــاركة‬/5 .‫الفعاليــة االقتصــادية‬/4 ‫حمايــة البيئــة‬/3 .‫ العدالــة والتضــامن االجتمــاعي‬/2 .‫ الصــحة ونوعيــة الحيــاة‬/1 :‫ تتمثــل هــذه المبــادئ فــي‬.43
‫حمايـة التنـوع‬/12‫حمايـة الملكيـة الفكريـة‬/11‫الحيطـة‬/10 ‫الوقايـة‬/7 ‫التعـاون والشـراكة الحكوميـة الدوليـة‬/8‫التبعيـة والتمثيـل‬/9‫الوصول للمعلومـة‬/6 ‫وااللتزام‬
:‫ انظر‬.‫استيعاب التكاليف الخارجية‬/16 ‫الملوث الدافع‬/15 ‫االنتاج واالستهالك المسؤول‬/14 ‫احترام قدرة احتمال النظم االيكولوجية‬/13.‫البيولوجي‬
Les principes de développement durable : Un Guide pour l’Action.(15/01/2014), v. Site:
www.mddep.gouv.qc.ca/devoloppement/principe.htm
:‫ انظر‬.‫ االولوية لمصدر الضرر البيئي‬/‫ التصحيح‬/‫ الملوث الدافع‬/‫ الوقاية‬/‫ الحيطة‬: ‫ وهي خمسة مبادئ‬.44
Le Développement durable Face aux risques, UVED,(11/03/2015), v. site:
www.uved.Fr/fileadmin/user_upload/modules_introductifs/module3/risques/3.1.3/html/1.html
43‫ المتعلــق بحمايــة البيئــة فــي إطــار التنميــة المســتدامة ج ر‬2003/9/17 ‫ المــؤرخ فــي‬10/03 ‫ جــاء الــنص علــى هــذه المبــادئ فــي القــانون رقــم‬.45
‫ عــدم تــدهور المــوارد‬،‫ المحافظــة علــى التنــوع البيولــوجي‬،‫ االعــالم والمشــاركة‬،‫ الملــوث الــدافع‬،‫ تصــحيح االض ـرار باالولويــة بالمصــدر‬، ‫ الوقايــة‬،‫(الحيطــة‬.
.‫ مبدا االستبدال ومبدا اإلدماج‬،‫الطبيعية‬
46. Le Développement durable face aux risques, UVED, op. cit.
47. Développement durable, Aspects Stratégiques et Opérationnels, op.cit., p.28.
48. Le Développement durable Face aux Risques, UVED, op. cit.
49. Denis, Grison ,Le Principe de Précaution, un Outil on Service du Développement Durable? Le Défis du
Développement durable, Conférence sur le Principe de Précaution, Communiqué de Presse, Nancy, ) 28/02/2005( .V. site
http://www.uhpnancy.fr/presse/communiques_et_dossiers/2005/mars/les_defis_du_developpement_durable_conference
_sur_le_principe_de_precaution
50. Développement durable, Aspects Stratégiques et Opérationnels, op. cit.p.28

2016- ‫ ديسمرب‬25 ‫العدد‬ 26 ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


51. Guillaume, Sainteny, op.cit.
،‫ القـاهرة‬،‫ دار النهضـة العربيـة‬،‫ دراس ة ف ي اط ار الق انون ال دولي للبيئ ة‬،‫ مبدا االحتياط لوقوع االضرار البيئ ة‬،‫ محمد صافي يوسف‬:‫ انظر‬.52
.59-55 .‫ ص‬،2009
:‫ انظر التفاصيل‬.‫ مبدا مشاركة اصحاب المصلحة‬/ ‫ مبدا التنفيذ العادل‬/‫ مبدا التناسب‬/‫ مبدا العلم الجيد‬:‫ هي اربعة مبادئ‬.53
Antonio, G.M., La Vina, Reducing Uncertainty, Advancing Equity: Precaution, Trade, and Sustainable development,
ATENEO LAW Journal, Vol. 53, (2009). pp. (952-998), at p. 973-974.
‫ وقـد نـص عليـه‬.‫ يحتل مبدا الوقاية مكانة هامة في إطار القانون الدولي للبيئة بالنظر إلى ان جانبا كبيرا مـن االضـرار البيئيـة ال يمكـن إصـالحه‬.54
‫ من إعـالن اسـتوكهولم والمبـدا‬21 ‫ وكانت اول إثارة له في المبدا‬.‫في غالبية القرارات الصادرة عن المؤتمرات والمنظمات واالتفاقيات الدولية المتعلقة بالبيئة‬
:‫ انظر‬.‫ بين المجر وسلوفاكيا‬1779 ‫ في‬Gabcikovo- Nagymaros ‫ واكدت عليه محكمة العدل الدولية في حكمها في قضية مشروع‬،‫ من إعالن ريو‬2
Projet Gabcikovo- Nagymaros (Hongrie v. Slovaquie), Arrêt, C.I.J. Recueil ?1997, parag.14a, p.75.
55. Développement Durable, Aspects Stratégiques et Opérationnels,op.cit,p.27; Alain Jounot, 100 Questions pour
Comprendre et Agir, RSE et Développement durable, Afnor Editions ,France, 2010, p.5
: ‫ من قانون البيئة التي نصت على‬L.1-110 ‫ وهو اليوم مؤكد في المادة‬،1775 ‫ عام‬Barnier ‫وقد عرف مبدا الوقاية في القانون الفرنسي بواسطة قانون‬
" Le principe d'action préventive et de correction par priorité à la source, des atteintes à l'environnement, en utilisant les
meilleurs techniques disponibles à un cout économiquement acceptable".
56. Pascal,Martin-Bidou, Le Principe de Précaution en droit International de l'environnement ,R.G.D.I.P, (1999-3),
pp.631-664, at p.651-652.
57. Claude, Guibert Nicolas Loukakos ,Principe de Précaution et Prévention, )31/06/2004(.v.site :
http://www.dossierdunet.com/article10.html #forum168 ;
Richard Robert, Précaution et Prévention une distinction nécessaire, Focus,(11/03/2015)v.site :
http://www.larevuecadres.fr/pr%C3%A9caution-et-pr%C3%A9vention
‫ ورد هـذا المبـدا فـي العديــد مـن االتفاقيـات الدوليــة المتعلقـة بالبيئـة وقـرارات بعــض المنظمـات الدوليـة كمنظمــة التعـاون والتنميـة االقتصــادية‬.58
:‫ انظر‬.‫) قبل ظهور مصطلح التنمية المستدامة نفسه‬OCDE(
Raphael Romi, Droit et Administration de l'Environnement, 5éme Edition, Montchrestien, Domat Droit Public, Paris,
2004, p.119-120.
59. Le Principe de Pollueur- Payeur, Analyses et Recommandations de l'OCDE, Direction de l'Environnement,
Organisation de Coopération et Développement Economique ,Paris ,1992 ,OCDE/GD(92)81,(11/03/2015),v.site :
www://cms2,unige.ch/ idd/IMG/pdf/ ppp- analyses_et_ recommandations_de_l_ OCDE. Pdf
60. Le Développement durable Face aux Risques, UVED, op. cit. ; Alain Jounot, op.cit., p.5
61. Principe de Développement Durable, Site du Développement Durable(05/08/2014) :
www.etudiants.polymtl.ca/dd/principeDD.html
Raphael Romi, op. cit, p.117-126. : ‫و انظر تفاصيل اكـثر حول المبدا‬
62.
Le Principe de Pollueur- Payeur, op.cit .
63. Le Développement Durable Face aux Risques, OVED, op.cit.
:‫ من قانون البيئة الفرنسي‬L. 1-110 ‫ تنص المادة‬.64
« Le principe de participation, selon lequel chacun a accès aux informations relatives à l’environnement, y compris celles
relatives aux substances et activités dangereuses, et le public est associé aux processus d’élaboration des projets ayant une
incidence importante sur l’environnement on l’aménagement du territoire ».
65. Antonio G.M. La Vina, op.cit. p. 980-982.
66. la Participation du Public, Le Débat Public, CNDP(07/07/2014), v. Site :http://www.debatpublic.Fr/cndp/debat-
public.html
67. Le Principe de Précaution, Rapport au Premier Ministre Présenté par Philippe kouri lsky, Geneviève Viney
,Editions Odile Jacob, la documentation française 15/10/1999, pp. 84-98.
68. Le Développement durable Face aux Risques, op.cit.
69. Principe de Développement, Article Publié dans l’Encyclopédie du Développement Durable, Vedura,
(11/03/2015),v. Site : www.vedura.fr/developpement-durable
70. Alain jounot, op. cit, p.5
.64-63. ‫ ص‬،‫مرجع سابق‬،‫ محمد صافي يوسف‬:‫ انظر‬.91
72. Antonio G.M. La Vina, op.cit. p. 980; Développement Durable, Aspects Stratégiques, op. cit, p 23.
.Développement Durable, Ibid: ‫ انظر تفصيال هذه المشاكل في‬.93
. ‫مرجع سابق‬، ‫عبد هللا بن جمعان الغامدي‬: ‫وانظر كذلك‬

2016- ‫ ديسمرب‬25 ‫العدد‬ 27 ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬


‫‪74. Le Développement Durable Face aux Risques, OVED, op.cit.‬‬
‫‪75. Développement Durable, Aspects Stratégiques, op. cit., P.26-27.‬‬
‫وهناك من يتحدث عن مبدا االقتصاد والتسيير الجيد ومبدا التنوع الثقافي ومبدا الشمولية (‪ ،)Transversalité et de Globalité‬ومبدا اإلدماج ‪Ibid.,‬‬
‫‪.p. 21-22‬‬
‫‪ .96‬مثل الهييت التي انشاتها الجزائر كالمرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة والمجلس االعلى للبيئة والتنمية المستدامة ‪ ،‬الوكالة الوطنية‬
‫للتغيرات المناخية ‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ .99‬التنمية المستدامة‪ ،‬وزارة الدولة لشؤون البيئة‪ ،‬جهاز شؤون البيئة‪ ،‬مصر‪، )2014/09/30(،‬على الموقع ‪:‬‬
‫‪www.eeaa.gov.eg/arabic/main/about.asp‬‬
‫‪ .98‬انظر‪ :‬عبد هللا حكمت النقار‪ ،‬ادارة البيئة ‪،‬نظم ومتطلبات وتطبيقات ايزو ‪ ، 10111‬الطبعة االولى ‪ ،‬دار المسيرة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان‬
‫‪ ،‬االردن ‪،2009 ،‬ص‪.122.‬‬
‫‪ .97‬انظر‪ :‬سحر قدوري الرفاعي ‪ ،‬التجارة الدولية و اثرها على التنمية المستدامة ‪ ،‬المنظور االقتصادي للتنمية المستدامة ‪ ،‬اعمال مؤتمرات‬
‫المنظمة العربية للتنمية االدارية‪ ،‬المؤتمر العربي الخامس لالدارة البيئية المنعقد في تونس ‪ ،‬جامعة الدول العربية ‪،‬سبتمبر ‪ ،2006‬ص‪32.‬‬
‫‪ .80‬عبد الرحيم محمد عبد الرحيم‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.26.‬‬
‫‪ .81‬تقرير حول حالة ومستقبل البيئة في الجزائر‪ ،‬وزارة هيئة االقليم والبيئة في الجزائر‪ ، 2001 ،‬ص‪.96 .‬‬

‫العدد ‪ 25‬ديسمرب ‪2016-‬‬ ‫‪25‬‬ ‫جمةل العلوم الاجامتعية‬

Vous aimerez peut-être aussi