Vous êtes sur la page 1sur 662

‫فريد قبطاني‬

‫طﻠوع اﻟﺷﻣس ﻣن ﻣﻐرﺑﮭﺎ‬


ISBN : 978-2-490002-02-3
www.scdofg.info

Farid Gabteni
Le Soleil se lève à l’Occident
ISBN : 978-2-490002-05-4
www.scdofg.com

Farid Gabteni
The Sun Rises in the West
ISBN : 978-2-490002-08-5
www.scdofg.net

----------

Printed in France in september 2018


by COPY-MEDIA,
23, Av. de Guitayne - 33610 CANEJAN, FRANCE
‫مقتطفـات من‬
‫تهاني تلقاها السيد فريد قبطاني على أعماله‬

‫”أشكركم على تفضلكم بإهدائي مؤلفكم القيم “طلوع الشمس من مغربها “‬


‫‪ ،‬والذي يهدف إلى تعزيز الرسالة األصلية لإلسالم في رؤية تعيد الصلة‬
‫بين اإليمان والعلم‪ .‬إذ أهنئكم على جودة جهدكم التفسيري ‪ ،‬إني أشجعكم‬
‫على مواصلة البحوث بروح تقدر بعد أنوار القرآن الكريم‪ .‬تقبلوا هاهنا‬
‫تحياتي األخوية“ (ترجمة)‬
‫عبد المالك سالل الوزير األول للجمهورية‬
‫الجزائرية الديمقراطية الشعبية الجزائر في ‪ 11‬مايو ‪2016‬‬

‫***‬

‫”…تلقيت بتقدير كبير وامتنان بالغ‪ ،‬نسخة من الطبعة الجديدة من مؤلفكم‬


‫الموسوم ”طلوع الشمس من مغربها“ وإذ يطيب لي أن أعبر لكم عن‬
‫امتناني العميق وشكري الخالص على هذه االلتفاتة الطيبة ‪ ،‬فإنني أقدر لكم‬
‫مجهودكم في سبيل إيصال الصورة الصحيحة لإلسالم للرأي العام الدولي‬
‫‪ ،‬متمنيا لكم كل التوفيق والسداد لتقديم المزيد من اإلسهامات القيمة…“‬
‫األستاذ طاهر حجار وزير التعليم العالي والبحث العلمي للجمهورية الجزائرية‬
‫الديمقراطية الشعبية الجزائر في ‪ 10‬مايو ‪2016‬‬

‫***‬
‫”… إن كتابكم ‪ ،‬الذي هو مؤلَّف حقيق ضد الظالمية ‪ ،‬يعرض بوضوح‬
‫ودقة إسالما إنسانيا ذا سخاء عميق ‪ ،‬فهو قادر على التوافق مع أهم أسس‬
‫جمهوريتنا‪ .‬هذا اإلسالم الذي لم يستحوذ عليه ولم يحرفه التطرف والذي‬
‫يمارسه أغلبية المسلمين في فرنسا هو الذي يجب علينا أن نعتمد عليه‪ .‬إن‬
‫إنجازكم يساهم بذلك في إمكانية إقامة حوار مثمر بين األديان ‪ ،‬وأبعد من‬
‫هذا إنه يساهم في شكل مجدَّد من التعايش …“ (ترجمة )‬
‫آن هيدالغو‪ ،‬عمدة مدينة باريس‬
‫باريس (فرنسا)‪ 11 ،‬أكتوبر ‪2017‬‬

‫***‬

‫”أستاذي العزيز‪،‬‬
‫وصلتني في هذا االسبوع منك حزمة تحتوي على أحدث كتابك ‪:‬‬
‫« ‪ ( » Le soleil se lève à l’Occident‬طلوع الشمس من مغربها)‬
‫ونسخته اإلنجليزية (‪ .)The Sun Rises in the West‬وأود في هذه‬
‫المناسبة أن أعرب عن تهنئتي لك على تحقيق هذه الدراسة اإلحصائية‬
‫والرقمية للنص القرآنــي التي أصبحت مرجعا عالميا‪ .‬يمكنني أيضا‬
‫التعبير لك عن تهانـي الحـارة لجودة وعمق هذا العمـل الذي هو بال شك‬
‫نفــــاذ في هذا المجـال وسوف يكون بالتأكيـد لتعزيز توليفة من اإلســالم‪.‬‬
‫وهذا هو السبب في أنني نقلت مقتطفات من عملك في مقالتي « حول‬
‫الجوانب العلمية في القرآن »‪( “.‬ترجمة)‬
‫األستاذ كمال بن سالم‪ ،‬كلية العلوم بتونس‬
‫المنار‪ – 2‬تونس ‪ 21 ،‬يونيو ‪2017‬‬

‫***‬
‫”… تفانيكم لتوجيه رسالة ايجابية للعالم هو موضع تقدير كبير …“‬
‫هيلغا بانديون ‪ ،‬رئيسة قسم مسائل السياسة العامة ‪ ،‬البروتوكول ‪ ،‬المستشارية‬
‫االتحادية للنمسا‬
‫فيينا (النمسا)‪ 19 ،‬يونيو ‪2017‬‬

‫***‬

‫”من خالل دراسة تطبيقية وبيانية لقراءات القرآن ‪ ،‬مؤلفك يساهم في‬
‫تفكيك األفكار المسبقة عن اإلسالم ويقدم حجة قوية ضد الظالمية‪.‬‬
‫مبادرات مثل نشر كتابك تحمل تهدئة التوترات في سياقات الكالم‪ ،‬وتمنع‬
‫اختصارات خطيرة وتقاوم االعتذار عن الكراهية‪( “.‬ترجمة)‬
‫اريك فالت ‪ ،‬المدير المساعد للعالقات الخارجية واإلعالم في منظمة األمم المتحدة‬
‫للتربية والعلم والثقافة ‪-‬اليونسكو‬
‫باريس (فرنسا)‪ 15 ،‬يونيو ‪2017‬‬

‫***‬
‫”… كتابك يتناول مسألة التنوع الثقافي لإلنسانية من خالل نطاق اإليمان‬
‫والعلم ويوفر تبصرا مفيدا وفهما أفضل لألديان‪ .‬ونحن نتشاطر نفس القيم‬
‫احترام مختلف الثقافات والديانات واالشخاص من خلفيات متنوعة ؛ هذه‬
‫القيم أصبحت ضرورية في المجتمع الحديث في أيامنا هذه‪ .‬العديد من‬
‫التهنئة لكتابك الجديد وافضل تمنياتي لك بكل النجاح في المستقبل …“‬
‫(ترجمة)‬
‫نيكوس أناستاسيادس ‪ ،‬رئيس جمهورية قبرص‬
‫نيقوسيا (قبرص)‪ 6 ،‬يونيو ‪2017‬‬

‫***‬

‫”صديقي العزيز… أشار إلي صاحب الجاللة أن أعبر لك ‪ ،‬باسمه ‪ ،‬عن‬


‫شكره وأن أبلغك تحياته الودية ‪ ،‬هأنا أفعل ذلك بكل سرور‪( “ .‬ترجمة)‬
‫إميليو تومي دي ال فيغا ‪ ،‬رئيس قسم التخطيط والتنسيق لمكتب‬
‫جاللة الملك فيليب السادس‬
‫قصر زارزويال ‪ ،‬مدريد‪ ،‬في ‪ 05‬يونيو ‪2017‬‬

‫***‬
‫‪PRESIDENCE DE LA REPUBLIQUE‬‬
‫رئاسة الجمهورية‬
‫السيد والسيدة إيمانويل ماكرون‬

‫”نتوجه لكم بخالص الشكر إلرسال مؤلفكم والذي كان له أطيب األثر على‬
‫نفوسنا ومشاعرنا‪“ .‬‬
‫ب‪.‬ماكرون ‪( .‬ترجمة الرسالة المخطوطة)‬
‫باريس (فرنسا) في ‪ 31‬مايو ‪2017‬‬

‫***‬

‫”… هذا اإلنجاز يتوجه لجميع المعتقدات واآلراء والمناحي الفلسفية‪ .‬في‬
‫الواقع ‪ ،‬إن المسألة التي تناولتها دراستكم تشجع على التفكير والتأمل‪ .‬كل‬
‫شخص مهما كان اعتقاده‪ ،‬يستفيد بتبني منهجكم من أجل تفهم واحترام‬
‫متبادل للتعدد الثقافي لالنسانية‪ .‬بصفتي مسؤوال عن مؤسسة جامعية ‪ ،‬من‬
‫بلد مسلم ‪ ،‬ال يسعني إال أن أهنئكم على العمل المنجز وأشجعكم على‬
‫المثابرة في هذا االتجاه‪ .‬أما بصفتي أستاذا جامعيا أجد منهجكم عقالنيا ‪،‬‬
‫وباختصار علميا“ (ترجمة)‬
‫األستاذ أحمد بوراس ‪ ،‬عميد جامعة العربي بن المهيدي‬
‫أم البواقي ‪ -‬الجزائر في ‪ 25‬يوليو ‪2016‬‬

‫***‬
‫”أود أن أعبر لكم عن تهاني على نوعية هذا العمل ‪ ،‬الذي سيساهم بال شك‬
‫في نشر القيم العالمية العظمى لإلسالم‪( “ .‬ترجمة)‬
‫ادريس منصوري رئيس جامعة الحسن الثاني‬
‫الدار البيضاء في ‪ 7‬يونيو ‪2016‬‬

‫***‬

‫”أهنئكم على صدور كتابكم “طلوع الشمس من مغربها” و نشكركم على‬


‫هديتكم وعلى الطرح القيم والتحليل المنطقي لمشاكل مجتمعاتنا الحالية ‪،‬‬
‫في هذا الكتاب دافعتم عن القيم الكونية واإلنسانية بطريقة علمية ومنطقية‬
‫وبحث دقيق متميز‪“ .‬‬
‫األستاذ محجوب العوني رئيس جامعة المنستير‪ ،‬تونس‬
‫المنستير في ‪ 18‬مايو ‪2016‬‬

‫***‬
‫”هذه الطبعة الجديدة التي أثرت نتاجكم الفكري ‪ ،‬تسلط ضوءا مفيدا على‬
‫اإلسالم ورسالة السالم والمحبة والتسامح التي جاء بها‪ .‬نبعث لكم بأحر‬
‫التهاني على جودة هذا العمل ونشيد بالتزامكم للسعي وراء المعرفة ‪،‬‬
‫كمصدر للتقدم االجتماعي واالقتصادي والثقافي‪( “ .‬ترجمة)‬
‫روش مارك كرستيان كابوري رئيس فاسو‬
‫وغادوغو في ‪ 11‬مايو ‪2016‬‬

‫***‬

‫”…هذا العمل المتميز‪ ،‬في ثالثة أجزاء‪ ،‬إنجاز موثق و ثري وإنه على‬
‫قدر من االلتزام وفق ما تعتقدون (…) سوف يساهم هذا المنشور في‬
‫إثراء خزانة المؤسسة بكتب مرجعية‬
‫متاحة للباحثين …“ (ترجمة)‬
‫إدريس خروز مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية‬
‫الرباط في ‪ 10‬مايو ‪2016‬‬

‫***‬
‫”…أود أن أقول لكم كل االحترام الذي أكنه لجميع أولئك الذين ‪ ،‬مثلكم ‪،‬‬
‫يساهمون في معرفة أعمق وأصح لألديان‪ .‬إن كتابكم يساهم في التصدي‬
‫للظالمية وانحرافاتها‪ .‬أتمنى أن يلقى الجمهور الذي يستحقه والنجاح‬
‫الكامل…“ (ترجمة)‬
‫جاك النغ ‪ ،‬رئيس معهد العالم العربي بباريس‬
‫باريس في ‪ 3‬مايو ‪2016‬‬

‫***‬

‫”…إن عملكم سيكون معينا ال ينضب ألي باحث ‪ ،‬ال ألنه يجيب عن‬
‫أسئلة تتعلق باآلخرة فحسب بل وببساطة لبعده الباعث على السلم والتسامح‬
‫إذ يتيح اكتشاف ومعرفة اآلخر‪ ،‬وتبديد األحكام المسبقة والمخاوف‬
‫للوصول إلى وفاق بين الشعوب…“ (ترجمة)‬
‫بسيرو سين ‪ ،‬سفير السنغال في فرنسا‬
‫باريس في ‪ 29‬أبريل ‪2016‬‬

‫***‬
‫”…إن المساس بالتنوع الثقافي والحرية الدينية هو انتهاك لحقوق اإلنسان‬
‫غير القابلة للتصرف‪ .‬في الوقت ذاته إنه يهدد أسس مجتمعاتنا ونسيجها‬
‫االجتماعي وتماسكها‪ .‬لذلك ‪ ،‬فإني أتوجه لكم بتهنئة خالصة على التزامكم‬
‫الذي ينم عن دعوة علمية حقيقية وحازمة لتعزيز والدفاع عن القيم العالمية‬
‫‪ ،‬التي هي صلب مهمة اليونسكو ‪ ،‬والدفاع عن رؤية إلنسانية تستوعب‬
‫الثقافات واألديان على تعددها وثرائها ‪ ،‬إنسانية حيث االحترام المتبادل‬
‫والتعايش المنسجم سعي يومي …“ (ترجمة)‬
‫إيرينا بوكوفا المديرة العامة لهيئة اليونسكو‬
‫باريس في ‪ 28‬أبريل ‪2016‬‬

‫***‬

‫”…إن كتاب “طلوع الشمس من مغربها ‪ ،‬علم للساعة” أصبح مرجعا‬


‫عالميا‪ .‬في ملتقى اللغة والعددية إنكم قد نهلتم من نبع القرآن الغزير‬
‫للبرهنة بجالء على خلود القرآن وإحكامه‪ .‬متخطيا الحواجز والمعتقدات ‪،‬‬
‫وفي زخم فكري كريم جدير بالثناء ‪ ،‬استطعتم توسيع نطاق البحث لكتب‬
‫التوحيد المقدسة ‪ ،‬للتوصل إلى نتائج تساهم في ترسيخ إسالم تآلفي (…)‪.‬‬
‫إذ أعبر لكم عن تهاني الحارة لجودة وعمق هذا البحث ‪ ،‬تقبلوا مني‬
‫حضرة األستاذ ‪ ،‬أسمى عبارات التقدير…“ (ترجمة)‬
‫عبدو مباي الوزير األول لجمهورية السنغال‬
‫داكار في ‪ 15‬مايو ‪2012‬‬

‫***‬
‫”… إني حريص على تهنئتكم على الشجاعة والمنهج وعلى بعض‬
‫استنتاجاتكم‪ .‬من المؤكد أنه البد من متابعة هذا المجهود ‪ ،‬وإنكم تلقون‬
‫أضواءا على النص القرآني لم تكن في الحسبان…“ (ترجمة)‬
‫الدكتور عبد الوهاب بوحديبة رئيس أكاديمية الجمهورية التونسية‬
‫قرطاج في ‪ 12‬سبتمبر ‪2000‬‬

‫***‬

‫”… إن عملكم يقرن العلم والصرامة الرياضية باكتشاف اإليمان الديني‪،‬‬


‫فأنتم بهذا تضيفون نورا إضافيا لمعرفة القرآن وتضاعفون البراهين‬
‫الرياضية والفيزيائية على حداثته واتساقه…“ (ترجمة)‬
‫حسن محمد فوده مدير مركز اإلعالم لألمم المتحدة‬
‫باريس في ‪ 18‬أغسطس ‪2000‬‬

‫***‬

‫”… نشكركم على اهتماماتكم البالغة ووصالكم المبارك ومساعيكم‬


‫المتجلية في كتابكم “طلوع الشمس من مغربها‪-‬علم للساعة ” سائال هللا لكم‬
‫مزيد البذل والعطاء وأن يوفقكم لنصر دينه وإعالء كلمته…“‬
‫الشيخ أحمد بن حميد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان‬
‫سلطنة عمان في ‪ 8‬أغسطس ‪2000‬‬

‫***‬
‫”أتقدم لكم بجزيل الشكر…على المجهودات التي تبذلونها في سبيل نشر‬
‫العلم والمعرفة…“‬
‫عمار صخري وزير التعليم و البحث العلمي‬
‫للجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية‬
‫الجزائر في ‪ 11‬يونيو ‪2000‬‬

‫***‬

‫”… هذا التأليف سيبقى دينا على كل المهتمين بالدراسات القرآنية أن‬
‫يهتموا به كفتح جديد على نحو ما سيهتم به سائر الذين يشتغلون‬
‫بالميتافيزيقا كذلك…“‬
‫الدكتور عبد الهادي التازي عضو أكاديمية المملكة المغربية‬
‫الرباط في ‪ 6‬يونيو ‪2000‬‬

‫***‬

‫”… ليس من بد إال االنحناء أمام جودة مؤلفكم والقائمة الطويلة‬


‫للتشجيعات والتهاني التي تلقيتموها والصادرة عن شخصيات علمية‪ .‬إن‬
‫لغز اإليمان ولغز األعداد هما حقا من مصدر إلهي‪ .‬البحث علميا عن قاسم‬
‫مشترك بينهما يدل بالتأكيد على روح سامية…“ (ترجمة)‬
‫المستشار ريمون بيانشري مكتب سمو أمير موناكو‬
‫موناكو في ‪ 31‬مايو ‪2000‬‬

‫***‬
‫”… إنه حدث فريد من نوعه‪ ،‬وجهد مشكور غير مسبوق‪ .‬بارك هللا لكم‬
‫وفيكم لخدمة الدعوة إلى التوحيد‪ ،‬وإلى نشر رسالة السماء بأسلوب جديد ‪،‬‬
‫وإقناع متميز ‪ ،‬راجيا من هللا أن يحقق القصد منه ويثيبكم خير الجزاء…“‬
‫الدكتور صالح عوض عرم عميد جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا‬
‫عجمان في ‪ 14‬مايو ‪2000‬‬

‫***‬

‫”… فإني أشكركم جزيل الشكر على المجهود المبارك الذي بذلتموه في‬
‫تأليفكم القيم الباعث على التأمل والتدبر…“‬
‫الدكتور العربي كشاط عميد مسجد الدعوة بباريس‬
‫باريس في ‪ 3‬مايو ‪2000‬‬

‫***‬

‫”… معبرين عن أمانينا لعملكم وضامنين لكم مؤازرتنا…“ (ترجمة)‬


‫الدكتور دليل بوبكر عميد المعهد اإلسالمي لمسجد باريس الكبير‬
‫باريس في ‪ 18‬أبريل ‪2000‬‬

‫***‬
‫”… وإننا لنشكركم على المساهمة العلمية التي تؤكد مرة أخرى إعجاز‬
‫قرآننا الكريم…“‬
‫موالي رشيد بن الحسن ‪ ،‬المملكة المغربية‬
‫الرباط في‪ 27‬مارس ‪2000‬‬

‫***‬

‫”… ونود أن نشكركم على تقديم هذا العمل الفكري إلى جاللتنا والذي يدل‬
‫على جهد وتأمل ‪ ،‬وتشبع باإليمان وبحقائق الغيب التي جاءت بها الكتب‬
‫السماوية ‪ ،‬ونطق بها القرآن الكريم المهيمن عليها جميعا ‪ ،‬شكر هللا لكم‬
‫صنيعكم …“‬
‫محمد السادس ‪ ،‬عاهل المغرب‬
‫الرباط ‪ ،‬في ‪ 15‬مارس ‪2000‬‬

‫***‬

‫”… راجين من العظيم القدير أن يرافقكم في بحوثكم عن الحق ‪ ،‬إن‬


‫قداسته يلتمس البركات اإللهية لكم ولكل أعزائكم …“ (ترجمة)‬
‫مونسنيور ب‪ .‬لوبيز كانتانا‬
‫أمانة الفاتيكان في ‪ 11‬سبتمبر ‪1999‬‬

‫***‬
‫”… إن األمين العام يولي اهتماما كبيرا لكل الثقافات والديانات الممثلة‬
‫داخل منظمة األمم المتحدة (…) وبكثير من االهتمام ‪ ،‬تعرفنا على‬
‫األعمال التي يعرضها كتابكم‪ .‬نشجعكم على مواصلة هذه البحوث …“‬
‫(ترجمة )‬
‫جيليان مارتن سورانسن نائبة األمين العام لألمم المتحدة للعالقات الخارجية‬
‫نيويورك في ‪ 4‬أغسطس ‪1999‬‬

‫***‬

‫”… يكفي الشروع في فقرة واحدة لتنشأ مباشرة الرغبة في المواصلة‬


‫(…) إن مؤلفكم يرفع النقاب عن عوالم مجهولة ويسمح الكشف عن‬
‫حقائق خفية من خالل الكلمات والحروف‪ .‬إن لغة األرقام تكلمت وبدت‬
‫فائقة التعبير…“ (ترجمة)‬
‫موإيز كوهين رئيس الكونزستوار اليهودي بباريس‬
‫باريس في ‪ 29‬يوليو ‪1999‬‬

‫***‬

‫”… هاهو كتاب سيكون حقا ذا شأن‪ ،‬إذ سيصم بأثر ال يمحى رؤى‬
‫الدوائر العلمية ويحدث ثورة فيها بشأن النصوص الدينية القديمة وخاصة‬
‫القرآن ‪ ،‬كتاب اإلسالم (…) إن األعمال المنشورة في كتابكم هي األولى‬
‫حول ظاهرة العددية في القرآن ‪ ،‬في تكاملها وإماطة اللثام عن هذا‬
‫الموضوع ‪ .‬إنها أيضا األولى التي يمكن وصفها بأنها علمية…“ (ترجمة)‬
‫المهندس جون دوبروك رئيس المركز الدولي للبحث العلمي‬
‫باريس في ‪ 18‬يوليو ‪1999‬‬

‫***‬
‫”… هذا المؤلف ذو قيمة ناذرة هو شهادة قوية و ذو بعد ديني عالي على‬
‫كمال القرآن‪ .‬إني أريد أن أثني ثناءا حارا على الباحث الموهوب والمفسر‬
‫المتمعن و الملهم المتمثل في شخصكم‪ .‬إن سعيكم هذا هو مساهمة أساسية‬
‫لفهم أدق للسمة اإللهية الثابتة عبر األزمنة في القرآن الكريم…“ (ترجمة)‬
‫عبدو ضيوف رئيس جمهورية السنغال (‪)2000-1981‬‬
‫داكار في ‪ 23‬أبريل ‪1998‬‬

‫***‬

‫كما تلقى سيادته تهاني من شخصيات علمية ذات صيت عالمي ‪،‬‬
‫نذكر على سبيل المثال ال الحصر ‪:‬‬

‫الدكتور مارك تيسيير‪-‬الفيني ‪ ،‬رئيس جامعة ستانفورد‪ .‬مكتب الرئيس ‪،‬‬


‫بالو ألتو ‪ ،‬كاليفورنيا – الواليات المتحدة‪ 3 .‬أغسطس ‪.2017‬‬

‫***‬

‫األستاذة درو غيلبين فاوست ‪ ،‬رئيسة جامعة هارفارد‪ .‬السيدة أمي فانتاسيا‬
‫‪ ،‬مديرة المراسالت الرئاسية ‪ ،‬كامبريدج ‪ ،‬ماساشوستس – الواليات‬
‫المتحدة‪ 3 .‬يوليو ‪.2017‬‬

‫***‬
‫الدكتور فاروق الباز مدير مركز االستشعار عن بعد ‪ ،‬جامعة بوسطن ‪،‬‬
‫ماساتشوستس – الواليات المتحدة‪ 25 .‬يونيو ‪.2017‬‬

‫***‬

‫األستاذ يحيى بوغالب‪ ،‬رئيس جامعة شعيب دكالي – المغرب‪ .‬الجديدة في‬
‫‪ 03‬يونيو ‪.2016‬‬

‫***‬

‫األب جرمانوس جرمانوس ‪ ،‬رئيس الجامعة األنطونية ‪ ،‬لبنان‪ .‬بعبدا في‬


‫‪ 16‬مايو ‪.2016‬‬

‫***‬
‫الدكتور علي الكتاني رئيس الجامعة اإلسالمية الدولية ابن رشد ‪ -‬األندلس‬
‫‪ ،‬إسبانيا‪ .‬قرطبة في ‪ 31‬يوليو ‪.2000‬‬

‫***‬

‫الدكتور ناصر الدين األسد رئيس المجمع الملكي لبحوث الحضارة‬


‫اإلسالمية ‪ ،‬المملكة الهاشمية‪ .‬عمان في ‪ 17‬مايو ‪.2000‬‬

‫***‬

‫الدكتور علي عبد هللا الشمالن المدير العام لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي ‪،‬‬
‫إمارة الكويت‪ .‬الصفاة في ‪ 22‬ديسمبر ‪ 17 – 1999‬أبريل ‪.2000‬‬

‫***‬
‫األستاذ عبد هللا بن محمد الفيصل‪ ،‬رئيس جامعة الملك سعود المملكة‬
‫العربية السعودية‪ .‬الرياض في ‪ 17‬أبريل ‪.2000‬‬

‫***‬

‫األستاذ يحيى محمود بن الجنيد ‪ ،‬السكرتير العام لمركز الملك فيصل‬


‫للبحوث والدراسات اإلسالمية ‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ .‬الريا ض في‬
‫‪ 17‬أبريل ‪.2000‬‬

‫***‬

‫الدكتورة فايزة محمد الخرافي رئيسة جامعة الكويت ‪ -‬إمارة الكويت‬


‫الصفاة في ‪ 12‬أبريل ‪.2000‬‬

‫***‬
‫الدكتور صالح بن عبد الرحمن العذل رئيس مدينة الملك عبد العزيز‬
‫للعلوم والتقنية ‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ .‬الرياض في ‪ 11‬أبريل ‪.2000‬‬

‫***‬

‫المهندس منيف رافع الزعبي مدير عام األكاديمية اإلسالمية للعلوم ‪،‬‬
‫المملكة األردنية الهاشمية‪ .‬عمان في ‪ 09‬أبريل ‪.2000‬‬

‫***‬

‫الدكتور عبد العزيز بن عبد هللا الدخيل مدير جامعة الملك فهد للبترول‬
‫والمعادن ‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ .‬الظهران في ‪ 07‬أبريل ‪.2000‬‬

‫***‬
‫الدكتور عبد هللا بن أحمد الرشيد نائب الرئيس لدعم البحث العلمي بمدينة‬
‫الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ .‬الرياض في‬
‫‪ 05‬أبريل ‪.2000‬‬

‫***‬

‫األستاذ الدكتور محمد عدنان البخيب رئيس جامعة آل البيت ‪ ،‬المملكة‬


‫األردنية الهاشمية‪ .‬عمان في ‪ 04‬أبريل ‪.2000‬‬

‫***‬

‫الدكتور عبد هللا مبارك الرفاعي رئيس جامعة الخليج العربي ‪ ،‬إمارة‬
‫البحرين‪ .‬المنامة في ‪ 02‬أبريل ‪.2000‬‬

‫***‬
‫الدكتور زهير الدين ميمون الجامعة السيفية ‪ ،‬الهند‪ .‬سرات في ‪ 02‬أبريل‬
‫‪.2000‬‬

‫***‬

‫األستاذ رشيد بن المختار بن عبد هللا رئيس جامعة األخوين ‪ ،‬المملكة‬


‫المغربية‪ .‬إفران في ‪ 26‬ديسمبر ‪.1999‬‬

‫***‬

‫نذكر أيضا رسائل تلقاها سيادته‪ ،‬صدرت عن ‪:‬‬

‫السيدة فاليري بالنت ‪ ،‬عمدة مونريال ‪ ،‬كندا‬


‫‪2017/12/19‬‬

‫***‬
‫عن السيد نروندا مودي ‪ ،‬رئيس وزراء جمهورية الهند ‪ ،‬السيد ش‪ .‬شندريش سونا ‪،‬‬
‫األمين المساعد‬
‫‪2017/09/21‬‬

‫***‬

‫السيدة فرانسواز نيسن ‪ ،‬وزيرة الثقافة للجمهورية الفرنسية‪.‬‬


‫‪ 22‬أغسطس ‪.2017‬‬

‫***‬

‫عن جاللة الملك كارل السادس عشر غوستاف ‪ ،‬ملك السويد ‪ ،‬هيلينا‬
‫غاروفالو سكرتيرة جاللة الملك‪ 16 .‬أغسطس ‪.2017‬‬

‫***‬
‫عن السيد مارك روت رئيس وزراء هولندا ‪ ،‬السيدة ا‪ .‬دى جونغ المكتب‬
‫االعالمى للحكومة الهولندية‪ 12 .‬يوليو ‪.2017‬‬

‫***‬

‫السيد عبد هللا داودا ديالو‪ ،‬وزير الداخلية واألمن العام لجمهورية السنغال‪.‬‬
‫‪ 05‬يوليو ‪.2017‬‬

‫***‬

‫عن السيد أداما بارو‪ ،‬رئيس غامبيا ‪ ،‬السيد إبريما سيساي ‪ ،‬أمين عام‪.‬‬
‫‪ 27‬يونيو ‪.2017‬‬

‫***‬
‫السيد دونالد تاسك ‪ ،‬رئيس المجلس األوروبي‪ 22 .‬يونيو ‪.2017‬‬

‫***‬

‫عن السيد كريستيان كيرن ‪ ،‬المستشار االتحادي النمساوي ‪ ،‬السيدة هيلغا‬


‫بانديون ‪ ،‬رئيسة قسم مسائل السياسة العامة ‪ ،‬البروتوكول ‪ ،‬المستشارية‬
‫االتحادية للنمسا‪ 19 .‬يونيو ‪.2017‬‬

‫***‬

‫عن السيدة أنجيال ميركل ‪ ،‬المستشارة االتحادية أللمانيا ‪ ،‬المستشار‬


‫المسؤول عن العالقات مع الطوائف الدينية ‪ ،‬الدكتور رودولف تاوسن‪.‬‬
‫‪ 16‬يونيو ‪.2017‬‬

‫***‬
‫عن جاللة الملك هارالد الخامس ملك النرويج ‪ ،‬السكرتير الخاص لجاللة‬
‫الملك ‪ ،‬السيد كنوت براكستاد‪ 15 .‬يونيو ‪.2017‬‬

‫***‬

‫عن سمو أمير ليخشتنشتاين ‪ ،‬هانز آدم الثاني ‪ ،‬سكرتيرة األمير‪ ،‬إليزابت‬
‫فان أك‪ 08 .‬يونيو ‪.2017‬‬

‫***‬

‫السيد محمد حصاد ‪ ،‬وزير التربية الوطنية والتدريب المهني والتعليم‬


‫العالي والبحث العلمي في المملكة المغربية‪ 07 .‬يونيو ‪.2017‬‬

‫***‬
‫عن دولة رئيس وزراء نيوزلندا بيل إنجلش ‪،‬‬
‫المسؤول عن المراسالت ‪ ،‬أ‪ .‬إيرتون‪ 07 .‬يونيو ‪.2017‬‬

‫***‬

‫عن جاللة الملك فيليب األول ‪ ،‬ملك بلجيكا‪ ،‬رئيس المراسم في بيت جاللة‬
‫الملك ‪ ،‬والعقيد في القوة الجوية ‪ BEM‬آالن جيراردي‪ 06 .‬يونيو ‪.2017‬‬

‫***‬

‫عن جاللة الملك فيليب السادس ‪ ،‬ملك إسبانيا ‪ ،‬رئيس مكتب قسم التخطيط‬
‫والتنسيق ‪ ،‬السيد إميليو تومي دي ال فيغا‪ 05 .‬يونيو ‪.2017‬‬

‫***‬
‫السيد هوتمانجراجا بانجاتان ‪ ،‬سفير جمهورية اندونيسيا في باريس‪02 .‬‬
‫يونيو ‪.2017‬‬

‫***‬

‫السيد جيرار كولومب ‪ ،‬وزير الداخلية للجمهورية الفرنسية‪.‬‬


‫‪ 02‬يونيو ‪.2017‬‬

‫***‬

‫السيد باسيرو سين ‪ ،‬سفير السنغال في فرنسا‪.‬‬


‫في ‪ 29‬أبريل ‪ 2016‬وفي ‪ 01‬يونيو ‪.2017‬‬

‫***‬
‫السيد إيمانويل ماكرون والسيدة حرمه ‪ ،‬رئاسة الجمهورية الفرنسية‪31 .‬‬
‫مايو ‪.2017‬‬

‫***‬

‫عن السيد مايكل دانييل هيجينز‪ ،‬رئيس جمهورية أيرلندا‪ ،‬السكرتارية ‪،‬‬
‫السيدة هيلين وولش‪ 31 .‬مايو ‪.2017‬‬

‫***‬

‫عن جاللة الملكة مارغريت الثانية ملكة الدنمارك ‪ ،‬المساعدة الشخصية‬


‫لجاللتها ‪ ،‬السيدة انجليز رييدل‪ 30 .‬مايو ‪.2017‬‬

‫***‬
‫السيد شكيب بنموسى ‪ ،‬سفير جاللة الملك ‪ ،‬سفارة المملكة المغرية‬
‫بباريس‪ 29 .‬مايو ‪.2017‬‬

‫***‬

‫عن السيد جاستن ترودو ‪ ،‬رئيس وزراء كندا ‪ ،‬وكيل مراسالت المديرية‪.‬‬
‫أ‪.‬إبراهيم‪ .‬في ‪ 19‬يوليو ‪ 2016‬وفي ‪ 05‬يوليو ‪.2017‬‬

‫***‬

‫عن صاحب السمو الملكي الدوق األكبر هنري للوكسمبورغ ‪ ،‬العقيد‬


‫هنري كريستناخ‪ .‬في ‪ 20‬يونيو ‪ 2016‬وفي ‪ 29‬أغسطس ‪.2017‬‬

‫***‬
‫السيد شارل ميشال الوزير األول لبلجيكا‪ 15 .‬يونيو ‪.2016‬‬

‫***‬

‫عن السيد جان كلود يونكر رئيس المفوضية األروبية ‪ ،‬المستشار القانوني‬
‫الخاص السيد ميكائيل شوطر‪ 26 .‬مايو ‪.2016‬‬

‫***‬

‫السيدة نجاة فالو بلقاسم وزيرة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث‬
‫العلمي للجمهورية الفرنسية‪ 19 .‬مايو ‪.2016‬‬

‫***‬
‫السيد يوهان شنايدر‪ -‬آمان رئيس االتحاد السويسري‪.‬‬
‫بيرن في ‪ 9‬مايو ‪.2016‬‬

‫***‬

‫عن السيد فرنسوا هوالند ‪ ،‬رئيس الجمهورية الفرنسية حررته مديرة‬


‫المكتب السيدة إزابيل سيما‪ .‬باريس في ‪ 09‬مايو ‪.2016‬‬

‫***‬

‫عن السيد فليب كويار‪ ،‬الوزير األول لكبيك حررته مديرة المكتب السيدة‬
‫جاد نادو‪ .‬كبيك في ‪ 05‬مايو ‪.2016‬‬

‫***‬
‫السيد برنار كازنوف وزير الداخلية للجمهورية الفرنسية‪.‬‬
‫‪ 03‬مايو ‪.2016‬‬

‫***‬

‫عن جاللته الملك فليب األول ‪ ،‬ملك البلجكيين ‪ ،‬نائب رئيس مكتب‬
‫والمستشار الدبلوماسي لجاللته‪ .‬السيد بيير كارتوبالز بروكسيل في ‪28‬‬
‫أبريل ‪.2016‬‬

‫***‬

‫عن السيد رفيق حريري ‪ ،‬رئيس وزراء جمهورية لبنان السيدة كريستيان‬
‫سطاحل‪ ،‬مكلفة بمهمة‪ .‬بيروت في ‪ 05‬يوليو ‪.2000‬‬

‫***‬
‫عن سمو األمير شارل‪ ،‬أمير الغال‪ .‬مكتب سمو أمير الغال ‪ ،‬السيدة‬
‫هيلتون أولواي‪ .‬لندن في ‪ 19‬يونيو ‪.2000‬‬

‫***‬

‫عن سمو ولي العهد األمير ألبير دو موناكو‪ .‬األمانة الخاصة ‪ ،‬السيدة‬
‫ميراي فيال‪ .‬موناكو في ‪ 08‬يونيو ‪.2000‬‬

‫***‬

‫عن جاللة الملك خوان كارلوس ‪ ،‬ملك إسبانيا‪ .‬حرره األمين العام السيد‬
‫ميجال جيطار‪ 05 .‬يونيو ‪.2000‬‬

‫***‬
‫عن السيد جاك شيراك‪ ،‬رئيس الجمهورية الفرنسية‪ .‬حررته مديرة المكتب‬
‫السيدة آني ليرتبي‪ .‬باريس ‪ :‬في ‪ 07‬أغسطس ‪ 1998‬وفي ‪ 17‬أغسطس‬
‫‪ 1999‬وفي ‪ 18‬مايو ‪2000‬‬

‫***‬

‫جاللة الملك محمد السادس ‪ ،‬ملك المغرب‪ .‬الرباط في ‪ 02‬أغسطس‬


‫‪ 1998‬والرباط في ‪ 15‬مارس ‪2000‬‬

‫***‬

‫السيد فيصل الحجيالن ‪ ،‬سفير المملكة العربية السعودية بباريس بتاريخ‬


‫‪ 22‬يوليو ‪ 1998‬و ‪ 20‬سبتمبر ‪1999‬‬

‫***‬
‫عن قداسة البابا جان بولس الثاني‪ .‬حرره مونسنيور ب‪.‬لوبز كنتانا ‪ -‬أمانة‬
‫الفاتيكان بتاريخ ‪ 20‬أغسطس ‪ 1998‬و ‪ 11‬سبتمبر ‪1999‬‬

‫***‬

‫عن السيد كوفي عنان ‪ ،‬األمين العام لألمم المتحدة‪ .‬حرره نائب األمين‬
‫العام للعالقات الخارجية‪ ،‬السيد جيليان مارتن سوارنسن‪ .‬في ‪ 13‬أغسطس‬
‫‪ 1998‬وفي ‪ 04‬أغسطس ‪1999‬‬

‫***‬

‫عن السيد حسني مبارك ‪ ،‬رئيس جمهورية مصر العربية‪.‬‬


‫حرره الدكتور إبراهيم بدر رئيس اإلدارة المركزية للعالقات العامة‬
‫القاهرة في ‪ 16‬أغسطس ‪.1998‬‬

‫***‬
‫عن السيد بطرس بطرس غالي األمين العام للمنظمة العالمية للفرنكفونية ‪،‬‬
‫حرره المستشار الخاص السيد هارفي كاسان ‪ 24‬يوليو ‪.1998‬‬

‫***‬

‫السيد علي ماهر السيد ‪ ،‬سفير جمهورية مصر العربية بباريس باريس في‬
‫‪ 22‬يوليو ‪.1998‬‬

‫***‬

‫السيد المنجي بوسنينة ‪ ،‬سفير الجمهورية التونسية بباريس ‪،‬‬


‫باريس في ‪ 22‬يوليو ‪.1998‬‬
‫فريـد قبطاني‬

‫طلـوع الشمـس من مغربهـا‬

‫طبعـــــة كاملــــــة‬

‫‪SCDOFG‬‬
‫‪www.scdofg.info‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا‬

‫العبطة التعساة ﻤراجعة وﻤتم ّمة – ‪2018‬‬

‫ﻣﺘﺮﺟﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻷﺻﻠﻲ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ‪Le Soleil se lève à l’Occident:‬‬

‫‪© SCDOFG‬‬
‫إﯾﺪاع ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ‪ :‬ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ ، 2018‬ﻓﺮﻧﺴﺎ‪.‬‬
‫‪ISBN : 978-2-490002-02-3‬‬
‫ﻛﺎﻓﺔ ﺣﻘﻮق اﻟﻄﺒﻊ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻔﻮظﺔ‬
‫لٱ لَّٱ ِنَٰم ِه‬ ‫ ِه‬
‫لٱ لَّٱ ِه‬
‫لٱ لَّيٱِ ٱلٱ لٱ ‬ ‫ِمۡسِب‬

‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ ِه‬ ‫ُ‬ ‫ ِه‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ ۡ ُ ِه ُ َ‬


‫‪ ‬قللٱ ه َولٱ لَّلٱ أيدلٱ ‪1‬لٱ لَّلٱ لّصمدلٱ ‪ 2‬لٱ ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ۡ َ ۡ َ َ ۡ ُ َ ۡ َ َ ۡ َ ُ ِه ُ ُ ُ َ‬
‫ّ لٱ ي ٱِللٱ وّ لٱ يوَللٱ ‪3‬لٱ وّ لٱ يكنلٱ َّلۥلٱ كف ًوالٱ أيدلٱ ‪4‬لٱ ‪‬‬
‫ُۢ‬

‫ُ َُ ۡ َ‬
‫خَل ٱ لٱ ‬
‫ص‬ ‫لٱ اإل لٱ ‬
‫سورة ٱ‬

‫الحمد هلل قبل كل شيء‪ .‬أود أن أتوجه بشكري العميق لكل الذين شجعوني‬
‫وشدوا أزري ‪ ،‬من جميع أنحاء المعمورة وبتنوع معتقداتهم الدينية والفكرية ‪،‬‬
‫سواء كانوا مواطنين عاديين أو طالبا أو جامعيين أو أكادميين أو علميين‬
‫أو رجال دين أو مسؤولين أو دبلوماسيين أو وزراء أو رؤساء حكومات أو‬
‫رؤساء دول أو ملوكا ‪ ،‬ومنهم َمن رافقني منذ اإلصدارات األولى لكتبي‬
‫حول القرآن الكريم‪ .‬وال يفوتني بمناسبة صدور الطبعة العربية لكتابي أن‬
‫أتوجه بخالص الثناء إلى األستاذ أحمد أمين حجاج أول تقدي ار على إتقانه‬
‫ترجمة الكتاب إلى اللغة العربية غاية اإلتقان‪ .‬وإني مقر بالجميل للجميع‬
‫وهللا المستعان وهو على كل شيء شهيد والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫فريد عباس رجا قبطاني‬


‫الفهرس‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا‬
‫الجزء األول ‪ :‬عـلم للساعــة‬

‫ص ‪51‬‬ ‫تمهـ ـي ـ ــد ‪ ،‬الدكتورة فوزية مدني‪.‬‬

‫ص ‪61‬‬ ‫العلم الحديث بين اإللحاد واإليمان‬

‫ص ‪89‬‬ ‫الرسالة األصلية لإلسالم‬

‫ص ‪133‬‬ ‫مدخل للقـرآن‬

‫ص ‪171‬‬ ‫الجـدول العـام للقـرآن رقم ‪1‬‬

‫ص ‪175‬‬ ‫بسم ّللا ‪ -‬تحلـيـل لغـوي أللـفـاظ الـبسـمـلـة‬

‫ص ‪185‬‬ ‫الرحمـن ‪ -‬التأويـل‬

‫ص ‪231‬‬ ‫الرحيـم ‪ -‬الحــج و االحتجــاج‬

‫ص ‪277‬‬ ‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطـاء‬

‫ص ‪325‬‬ ‫الخاتمة‬

‫ص ‪329‬‬ ‫الملحقات‬

‫الئحة استشهادات فريد قبطاني‬


‫الجزء الثاني ‪ :‬الصدفة المنظمة‬

‫ص ‪371‬‬ ‫تمهيد ‪ ،‬الدكتور إسماعيل عمرجي‪.‬‬

‫ص ‪381‬‬ ‫وتكلمت األعداد‪...‬‬

‫ص ‪417‬‬ ‫رموز الحروف في القرآن‬

‫ص ‪475‬‬ ‫رموز عد فواصل اآلي‬

‫ص ‪517‬‬ ‫الترميز المزدوج ‪ :‬بالحروف وبفواصل اآلي‬

‫ص ‪537‬‬ ‫الخاتمة‬

‫ص ‪543‬‬ ‫الملحقات‬
‫فريـد قبطاني‬

‫المجلد األول ‪:‬‬


‫علم للساعة‬
‫ترجمة أحمد أمين حجاج أول‬

‫‪SCDOFG‬‬
‫فريد قبطاني‬

‫طلـوع الشمـس من مغربهـا‬

‫اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺮاﺟﻌﺔ وﻣﺘ ّﻤﻤﺔ – ‪2018‬‬

‫ﻣﺘﺮﺟﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻷﺻﻠﻲ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ‪Le Soleil se lève à l’Occident :‬‬

‫‪© SCDOFG‬‬
‫إﯾﺪاع ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ‪ :‬ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ ، 2018‬ﻓﺮﻧﺴﺎ‪.‬‬
‫‪ISBN : 978-2-490002-02-3‬‬
‫ﻛﺎﻓﺔ ﺣﻘﻮق اﻟﻄﺒﻊ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻔﻮظﺔ‬
‫تـــمـــهـــيــــــــــــــد‬

‫صدور كتاب "طلوع الشمس من مغربها"‪ 1‬للسيد فريد قبطاني حدث هام‬
‫يؤسس لرؤية فكرية شاملة تقوم على التوحيد‪ .‬وهو كذلك موعد جديد مع‬
‫القرآن في سياق حاد تُواجه اإلنسانية فيه مختلف المشكالت المثيرة للقلق‬
‫والتي تحتاج إلى تمثل للقيم الدينية النبيلة لمشروع حضارة إنسانيَّة عالميَّة‪.‬‬

‫ينطلق الباحث في هذه الدراسة من القرآن كمرجعية أصلية وينفض عنه‬


‫غبار التراكمات التي أثقلته عبر التاريخ بقصد إلقاء الضوء على الطابع‬
‫المتفرد للقرآن‪ .‬ويعتمد في ذلك على منهج االستقراء مفاده التوصل إلى‬
‫نتائج علمية يمكن التحقق من صحتها‪ .‬يعرض الكتاب عددا هائال من‬
‫مالحظات مذهلة يزخر بها النص الكريم ‪ ،‬الغاية منها تقديم أدلة علمية‬
‫تجزم أنه وحي إلهي وليس من كالم البشر‪ .‬إن المعطيات التي رصدها‬

‫‪ 1‬فريد قبطاني ‪" ،‬طلوع الشمس من مغربها" ‪ ،‬طبعة البراق سنة ‪ ، 1999‬و ‪، 2000‬‬
‫‪.2018 SCDOFG‬‬
‫; ‪Farid Gabteni, Le Soleil se lève à l’Occident, éd. al-Bouraq, 1999, 2000‬‬
‫‪éd. CIRS, 2003, 2004, 2008, 2010 ; éd. SCDOFG, 2016, 2017, 2018.‬‬
‫‪Farid Gabteni, The Sun Rises in the West, Paris, SCDOFG, 2017, 2018.‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫الباحث تكشف عن اتساق دقيق في بنية القرآن سواء في ترتيب السور‬


‫واآليات وعددها أو في عدد الكلمات والحروف‪.‬‬

‫إلتزمت الدراسة بالمنهج العلمي بحيث خضعت إلى شروط منطقية صارمة‬
‫انسجمت فيها المقدمات مع النتائج انسجاما منطقيا ضروريا بحيث أعطت‬
‫رؤية أكثر وضوحا عن الظواهر العددية في القرآن وبمنهجية عالية‪ .‬وقد‬
‫توافقت النتائج فيما بينها لتظهر نظاما في غاية الدقة ومنظومة على قدر‬
‫عال من التناسق واإلحكام تصب في اتجاه واحد مفاده وجود إعجاز‬
‫رياضي في القرآن‪.‬‬

‫اعتمد البحث على قواعد في العد واإلحصاء ولجأ إلى المعطيات الرقمية‬
‫لتسجيل ووصف الظواهر المتكررة والظواهر المفردة في نص القرآن مع‬
‫اإلشارة إلى االرتباطات والعالقات فيما بينها‪ .‬فمن الضروري االطالع‬
‫على األدوات المتاحة من جداول وبيانات ومقدمات في تاريخ جمع القرآن‬
‫وعلم المخطوطات القرآنية التي تساعد القارئ على الولوج إلى بحوث‬
‫متشعبة حتى ال تظل هذه الدراسة حك ار على النخبة‪ .‬يضاف إلى هذا‬
‫توظيف هذه الدراسة مجاالت متخصصة لم يسبق إليها كالقراءات القرآنية‬
‫واالختالفات في عد آي القرآن‪.‬‬

‫لكن األمر لم يقتصر على عرض هذه البيانات بل تعداه إلى ما يكمن‬
‫وراء هذا النسيج من مفاهيم ومعاني عميقة في القرآن بشكل مستقل عن‬

‫‪52‬‬
‫تـ ـمـ ـهـ ـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬

‫النزعات التقليدية واإلسقاطات المذهبية المختلفة التي يعج بها المأثور‬


‫الطويل في علم التفسير‪.‬‬

‫فقد قام السيد فريد قبطاني بتحليل جوانب عدة للنص القرآني دون اإلغراق‬
‫في العموميَّة أو الخطاب البالغي المعهود ‪ ،‬كما توخي األسلوب العلمي‬
‫باالعتماد على الرياضيات واإلحصاء في تحري معالم االتساق في القرآن‬
‫الكريم متجاو از ما هو معهود في مجال دراسات النصوص الدينية‪ .‬فمن‬
‫المؤكد أن هذه الطبعة المنقحة من كتاب "طلوع الشمس من مغربها"‬
‫ستكون لها تداعيات علمية ودينية مهمة ستغير جذريا النظرة السائدة تجاه‬
‫ظاهرة العددية في القرآن الكريم‪.‬‬

‫ال شك أن هذه الظاهرة ال تزال مجهولة وتظل مثا ار للجدل والتحفظ‬


‫وتتعرض النتقادات واسعة بسبب السذاجة والخلط في المفاهيم التي سادت‬
‫بعض البحوث التي لم تقم على ضوابط علمية بحتة‪ .‬إال أننا نجزم عن‬
‫قناعة أن هذا الكتاب يختلف نوعيا عن كل ما أُِّلف في هذا المجال وأن‬
‫مصطلح العددية غير الئق لوصف وتحديد طبيعة الدراسات التي‬
‫ضمنها‪ .‬فمن األهمية بمكان القول أنه قدم رؤية مغايرة لظاهرة العدد في‬
‫تَ َّ‬
‫القرآن فتحت أفاقا جديدة حينما راجعت وصححت بعض المحاوالت‬
‫السابقة التي أفرغت النص القرآني من محتواه الداللي ‪ ،‬فالباحث ما فتئ‬
‫يؤكد أن كل هذه المعطيات العددية والروابط الرقمية المكتشفة هي مدخل‬
‫لفهم كنه المعاني السامية للتنزيل اإللهي‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫مما تقدم البد من وصف هذه الدراسة بأنها قراءة علمية للقرآن الكريم‪.‬‬
‫فالباحث عمد إلى فك رموز بنية تحتية في النص دون أن يتجاهل البعد‬
‫الفكري والروحي للقرآن الكريم بل تعداه إلى توظيف المقاييس اللغوية‬
‫والعددية في الفهم واالستنباط‪ .‬وهكذا استطاع التوفيق بين المناهج الكمية‬

‫والتحليل الداللي والتفسيري للنص القرآني ُ‬


‫ووفق في إظهار تفاعل بين‬
‫الشكل والمضمون‪.‬‬

‫ولعل أبسط نموذج على هذا األسلوب في التعامل مع نص القرآن هو‬


‫الباب الذي يحمل اسم "التأويل" ‪ ،‬إذ يعطي فريد قبطاني للقارئ صورة‬
‫مناسبة عن األنماط العددية في بنية النص القرآني الكريم ويعرض‬
‫المعطيات والروابط الرقمية بين اآليات المختلفة والسور‪ ،‬لكنه ال يكتفي‬
‫بهذا بل أعاد صياغة مفاهيم متوارثة ووظف مهارات أخرى كعلم المعاني‬
‫والتحليل اللغوي ‪ ،‬للوقوف عما هو خلف هذا البناء‪ .‬إذ نجده يؤكد على‬
‫ضرورة فهم العالقة الوطيدة بين المضمون والبنية الشكلية لآليات لتوضيح‬
‫النص القرآني وتفسيره باعتباره نصا كليا يستوجب نفاذا علميا بالغا‪.‬‬

‫للزيادة في التوضيح ‪ ،‬يمكن استشفاف الخلفية المعرفية والرؤية الفلسفية‬


‫لهذا العمل والقول أن مبادرة السيد فريد قبطاني في إعادة التفكير في‬
‫المفاهيم العلمية والتفسيرية للقرآن قائمة على فكرتين سائدتين في اإلسالم‬
‫هما مسألة عالقة الوحي بالعلم وظاهرة اإلعجاز العلمي‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫تـ ـمـ ـهـ ـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬

‫ال يوجد تعارض في القرآن بين الوحي والعلم ‪ ،‬نقصد بمصطلح العلم كل‬
‫نوع من العلوم والمعارف والتطبيقات ‪ ،‬وإن لم يخل التاريخ اإلسالمي من‬
‫بعض السجال بين علماء الدين والفالسفة‪ .‬ففي القرآن تتحقق معرفة هللا‬
‫عن طريق الوحي والعلم معا ويترتب عن ذلك مفهوم وحدة المعرفة ‪ ،‬أي‬
‫أن جميع المعارف تؤدي بالضرورة إلى معرفة هللا تعالى‪ .‬فالحث في‬
‫القرآن على النظر في ملكوت السماوات واألرض هدفه معرفة الخالق‪.‬‬

‫أجمع العلماء والفالسفة المسلمون على عدم التعارض بين العقل والنقل‬
‫في اإلسالم وتلخص مقالة ابن رشد هذه الفكرة إذ يقول "وإذا كانت هذه‬
‫الشرائع حقاً وداعية إلى النظر المؤدي إلى معرفة الحق فإنا معشر‬
‫المسلمين نعلم على القطع أنه ال يؤدي النظر البرهاني إلى مخالفة ما ورد‬
‫به الشرع‪ .‬فإن الحق ال يضاد الحق بل يوافقه ويشهد له"‪.1‬‬

‫هذا ما تبناه السيد فريد قبطاني في كتابه لما نظر لهذه المسألة بجدية‬
‫حيث ذهب إلى االستدالل ‪ -‬في باب "الرحمن" و "الرحيم" من الكتاب ‪-‬‬
‫على الغاية من حث القرآن الكريم على العلم والتعليم وعلى مدى توافق‬
‫العلم والوحي اإللهي‪ .‬فال تعارض بين القرآن وما جاء به العلم إذ لم يأت‬
‫القرآن بشيء قد يتعارض مع مستجدات العلم الحديث في ثوابته ونتائجه‬
‫المجمع عليها ال في نظرياته المتخالف حولها‪ .‬يكرس فريد قبطاني‬
‫اليقينية ُ‬
‫هذا المعنى التوحيدي للوجود إذ يطرح أدلة على وجود بناء علمي ُمحكم‬

‫‪1‬‬
‫ابن رشد ‪ ،‬فصل المقال ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ‪ ، 1982 ،‬ص ‪.34-33‬‬
‫‪55‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫للقرآن الكريم يعتمد الرياضيات وأنه يجري على ٍ‬


‫سنن تحاكي القوانين‬
‫المتناهية الدقة في الكون‪.‬‬

‫يترتب عن هذه األفكار تداخل وتوافق منهجي عميق بين منهجية القرآن‬
‫ومنهجية الكون وأن ال تعارض بين المعرفة العلمية والوحي القرآني‬
‫فكالهما تعبير عن الحقيقة وعن العناية اإللهية الفائقة‪ .‬فالوحي المنزل‬
‫يوجب تدبر القرآن والتمعن في كتاب الكون واالهتداء بهما معا‪.‬‬

‫فإذا كان من البداهة أن القرآن يؤكد على أهمية العلوم في بيان القوانين‬
‫الضابطة لهذا الوجود فإن الباحث يؤكد على أن هذه الدراسة تثبت من‬
‫خالل عرض واسع ألدلة علمية أن العلم الحديث يحسم إعجاز القرآن‬
‫الكريم باألدلة العقلية والعلمية حيث ال مجال للمزاجية أو المقاييس الذاتية‪.‬‬

‫ومن قبيل هذا ما كان يعتقده غاليليو في أن لغة الطبيعة التي كتبت‬
‫ِّ‬
‫العالم يصل في نهاية المطاف إلى‬ ‫بالرياضيات هي وحي أيضا ألن‬
‫اكتشاف قوانين هذه الطبيعة عن طريق العقل والتجربة وأنه ال يخترع شيئا‬
‫إنما يكتشف القوانين التي تحكم الظواهر‪ .‬انطالقا من هذا تُطرح أسئلة‬
‫جذرية وجوهرية من قبيل ماذا لو كان التنزيل القرآني كذلك ؟ أي ِّل َم ال‬
‫يمكن أن نتصور أن قوانين تنتظم هذا الوحي بمقدور العقل أن يصفها‬
‫المحاجة الرياضية الصارمة ؟‬
‫َّ‬ ‫بتطبيق‬

‫‪56‬‬
‫تـ ـمـ ـهـ ـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬

‫هذا ويسوقنا كتاب "طلوع الشمس من مغربها" إلى موضوع إعجاز القرآن‬
‫وظواهره المتعددة التي شغلت العلماء المسلمين قديما وحديثا إذ عنيت‬
‫الدراسات فيه ببالغة القرآن وأسلوبه وغيرهما من ظواهر البيان‪ .‬لقد عني‬
‫القدامى بإبراز أوجه إعجاز القرآن الكريم المتعددة من وجوه البالغة‬
‫وصور البديع وألفوا فيه المصنفات ‪ ،‬فالجاحظ المتوفى سنة ‪255‬هـ ‪ ،‬مثال‬
‫صنف كتابا سماه "نظم القرآن" كما كرس الباقالني المتوفى سنة ‪402‬هـ‬
‫لهذه الظاهرة كتابه "إعجاز القرآن"‪.‬‬

‫وفي أيامنا كثر الحديث على أن القرآن يشير إلى حقائق علمية كثيرة في‬
‫عدد من اآليات كبرهان على أن مصدره إلهي وأن القرآن الذي أنزل منذ‬
‫قرون أشار إلى عدة حقائق اكتشفها العلم حديثا‪ .‬وتستمد ظاهرة اإلعجاز‬
‫في القرآن شرعيتها من آيات القرآن ذاته والتي تتحدى العالمين بأن يأتوا‬
‫بمثله أو بسورة من مثله‪.‬‬

‫وينحو كتاب "طلوع الشمس من مغربها" مثل هذا المنحى وخاصة في‬
‫المجلد الثاني إذ يشرح بعناية أنواعا عديدة من الموافقات الرياضية التي‬
‫تساعد على تصور معالم هذا اإلعجاز ليبني على ضوئها أنها تشير‬
‫جميعها إلى وجهة واحدة وتفصح بقوة عن عالمات قصد وحكمة تفوق‬
‫قدرة اإلنسان وإمكانياته‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫بفضل اطالعه الواسع على الديانات الرئيسة الثالث ؛ اليهودية والمسيحية‬


‫واإلسالم ‪ ،‬ومعرفته بثقافات مختلفة وإحاطته العلمية والمنهجية استطاع‬
‫الباحث تخطي المساحات المعرفية المختلفة ومد جسور بين ميادين فكرية‬
‫وعقائدية مختلفة لصياغة رؤية تكاملية‪.‬‬

‫إننا ال نبالغ إذا قلنا إن كتاب "طلوع الشمس من مغربها" مشروع طموح ذو‬
‫أهمية علمية استثنائية تؤكد العمق الفكري والقيمي للقرآن الكريم مع‬
‫التركيز على مفهوم التوحيد الكامل والخالص ‪ ،‬وليد المعرفة الدينية‬
‫والعلمية‪ُ .‬يتوقع أنه سيلقى عناية الخبراء والعاملين في مجال نظرية العلوم‬
‫والفلسفة ‪ Epistemology‬والمتخصصين في حقول واسعة من المعرفة‬
‫كالرياضيات وفروعها من الجبر والمنطق وكذا االحتماالت واإلحصاء‬
‫لقياس مدى اتساق ومنهجية هذا العمل وتوضيح نتائجه‪.‬‬

‫فوزية مدني‬
‫دكتورة في تاريخ وفلسفة العلوم‬

‫‪58‬‬
‫لٱ لۡمّرلٱ ِن ه‬ ‫ه‬
‫لٱ لَّ ه‬
‫لٱ لۡم لٱ ‬ ‫ِمۡسِب‬

‫َ ۡ ُ ً َ ۡ ّٗ ه َ ُ ْ َ َ‬
‫‪َ ‬وۡ ۡو َج َعل َنَٰ ُلٱ ه ق ۡم َءانا أع َجم الٱ لق لٱ اۡوالٱ ۡ ۡوللٱ ‬

‫لٱ ه َولٱ ۡ هَّل َ‬


‫ينلٱ ‬
‫ُ َ ۡ َ َ َٰ ُ ُ َ ۡ َ ي ‪ َ َ َ 1‬ي ُ ۡ ُ‬
‫ب ي قل‬
‫م لٱ وعم لٱ ‬
‫ت ءايتهۥلٱ ء۬اعج لٱ ‬
‫فصل لٱ ‬

‫َ‬ ‫َ َ ُ ْ ُ ّٗ َ َ ي َ ه َ َ ۡ‬
‫ينلٱ للٱ يُؤم ُن لٱ ‬
‫ون فلٱ ‬ ‫ءامنوالٱ هدى وشفا لٱ ء ولَّل‬

‫َ َ ۡ َ ۡ ي َ ُ َ َ َ ۡ ۡ َ ً ُ ْ َ َٰٓ َ ُ َ َ ۡ َ‬
‫ك ينادونلٱ ‬ ‫ملٱ أولئ لٱ ‬
‫ءاذانه لٱ وقملٱ وهولٱ عل ه لٱ ع ى‬
‫ه َ‬
‫نلٱ بَع دلٱ ‪‬‬
‫منلٱ مَك ِۢ‬

‫السورة ‪( 41‬فصلت) ‪ ،‬اآلية ‪.44‬‬

‫َنزلَناهُ ُق ْرًآنا َع َربِّيًّا َّل َعَّل ُك ْم تَ ْعِّقُلو َن ‪( ‬يوسف ‪ ، 12‬اآلية ‪ .)2‬معنى‬


‫يقول هللا تعالى‪ِّ  :‬إَّنا أ َ ْ‬
‫‪1‬‬

‫صح ‪ ،‬أما لفظة أعجمي من مادة ع ج م تعني‬ ‫الر ُج ُل من مادة ع ر ب ‪ :‬أَبان وأ ْف َ‬ ‫َع ُر َب َّ‬
‫خالف‬
‫ُ‬ ‫الذي ال يفصح وال يبين كالمه فكالمه يأتي مبهما ال انكشاف فيه ومعقد ‪ ،‬والعجم ‪:‬‬
‫ص ُعب وِّا ْستَ ْب َه َم‪ .‬فكلمة عرب تشير إلى الكالم البين‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الكالم َعَل ْيه ‪َ :‬خف َي ‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫استَ ْع َج َم‬
‫الع ْرب تقول ْ‬
‫ُ‬
‫والفصيح أما أعجمي فتشير إلى كالم غامض يحتاج تَ ِّبيينا ُليفهم‪ .‬فالقرآن أنزل بلسان عربي ‪،‬‬
‫أي بلغة ِّبينة ؛ فهو ليس مخصوصا بلغة قوم بعينهم‪.‬‬
‫العلم الحديث بين ال لحاد والميما‬

‫غالبا ما تناَقش هذه المسألة في الغرب حيث درجت العادة على القول‬
‫بالتعارض بين اإليمان والعقل‪ .‬بيد أن المتأمل في هذا األمر يدرك أن‬
‫القطيعة بين اإليمان والعقل ظاهرة خاصة بالثقافة الغربية وقد بلغت فيها‬
‫حدا ال نظير له مقارنة بالثقافات األخرى ؛ إذ ال توجد ثقافة أخرى اقترن‬
‫الدين فيها إلى هذا الحد بالظالمية أي االعتقاد بأن الدين ينفي الملكات‬
‫العقلية التي يزن اإلنسان بها األمور ويحكم بموجبها‪.‬‬

‫تم إرساء أسس هذا الفكر في القرن الثامن عشر‪ ،‬فيما يسمى بعصر‬
‫التنوير‪ .‬ففي تلك الحقبة عمل المفكرون والفالسفة على بعث حركة‬
‫للتحرر من سلطة الكنيسة والنتزاع الشرعية عن التأثير الديني في المجال‬
‫الفكري‪ .‬شكلت هذه الحركة ثورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية ‪ ،‬إذ‬
‫ال تزال آثارها الثقافية واضحة حتى اآلن أي بعد ثالثة قرون‪.‬‬

‫لكن الواقع أن هذه الفترة لم تحظ بالدراسة النقدية الوافية لفهم كل‬
‫المالبسات التي أفرزتها ؛ فغالبا ما ُع ِّرضت على أنها انتصار اإلنسان‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫على الالمعقول والخرافة‪ .‬وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة نشأت في‬


‫المحيط األوروبي وأنها وليدة بيئة الغرب المريض بإرثه الديني اليهودي‬
‫والمسيحي دون أية عالقة آنذاك باألديان والثقافات األخرى في سائر‬
‫المعمورة ‪ ،‬فإن القطيعة بين اإليمان والعقل ما لبثت أن ُع ِّم َمت على سائر‬
‫المعتقدات البشرية وانسحب ذلك الموقف على الدين بمفهومه العام‪.‬‬
‫فالطعن والتشكيك استهدَفا ظاهرة اإليمان ذاتها حتى أصبح أي بصيص‬
‫لفكر أو َمظهر ديني ُينعت بأنه تعبير عن القصور العقلي لإلنسان وخوفه‬
‫الخرافي من المجهول‪.‬‬

‫فالمادية اإللحادية ظالمية متنكرة في شكل تقدمية‪ .‬هي مخادعة ومدمرة إذ‬
‫البعد الروحي لإلنسان‬
‫تنقل علما مبتو ار وإدراكا قاصرا‪ .‬فهي بإنكارها ُ‬
‫وبتقليصها لغايته وبالتشهير به وبنزعها صفة اإلنسانية عن الفرد والمجتمع‬
‫من خالل نظريات مبسطة ظاهريا تنزع عن اإلنسانية جوهرها وسبب‬
‫وجودها‪.‬‬

‫والواقع أن الدين شبيه بالدواء ؛ ال غنى عنه لمعالجة شر من الشرور ولكن قد‬
‫تكون له آثار جانبية غير مستحبة في حالة سوء فهم أو عدم االلتزام بوصف‬
‫العالج أو بكليهما‪ .‬والروحانية بالنسبة للدين هي العالج بالنسبة للشفاء ‪ :‬ال‬
‫يوجد دين بدون روحانية حقيقية كما ال يوجد شفاء بدون عالج فعال‪.‬‬

‫وهنا يجوز التساؤل عما إذا كان هذا الفكر الثوري مغاليا في استنتاجاته‬
‫جز وعقبات ضد أي شكل من أشكال الفكر‬
‫بل ومتطرفا لدرجة أنه أقام حوا ا‬
‫‪62‬‬
‫العلم الحديث بين اإللحاد واإليمان‬

‫له عالقة بالدين أو يمت بصلة إلى اإليمانيات الغيبية الميتافيزيقية‪ .‬إن نقد‬
‫الحركة التنـويرية التي ظهرت في الغرب وموقفها من الدين وتداعيات ذلك‬
‫كله أمر جوهري ألنه يرتبط بمعنى الوجود ومفهوم الحياة‪.‬‬

‫***‬

‫في فجر األلفية الجديدة ‪ ،‬ي ِّ‬


‫جمع الكل على أن العالم يواجه العديد من‬ ‫ُ‬
‫األزمات البيئية واالجتماعية والسياسية واالقتصادية واألخالقية‪ ...‬وذلك‬
‫على الرغم من أن التقدم في مجاالت العلم والتكنولوجيا مذهل للغاية‪.‬‬
‫وبالتالي ثمة مفارقة عجيبة بين العلم والمعرفة التقنية من جهة وتداعي‬
‫النظام الذي أنتجهما من جهة أخرى‪.‬‬

‫طرح بقوة من جديد ‪،‬‬‫إن مسألة مغزى الوجود والمصير قد عادت لتُ َ‬
‫واضعة في الواجهة التحول المحموم لمجتمعات تُ ِّ‬
‫وغل في العولمة ‪ ،‬يعيش‬
‫أفرادها في ارتباك بدون هداية‪ .‬ارتبطت العولمة بالتطور التكنولوجي‬
‫الهائل‪ .‬فالتطور لم يعد ُمتحكما فيه ألن االكتشافات التكنولوجية هي‬
‫الوحيدة التي تقوده دون مراعاة العوامل االجتماعية واالقتصادية والنفسية‬
‫أي دون االكتراث بالعوامل اإلنسانية‪.‬‬

‫في هذه الظروف وألسباب أخرى َتْلقى مسألة الخالق اهتماما من جديد‪.‬‬
‫فالمجتمع العلمي يكتشف أكثر من أي وقت مضى النظام المذهل للكون‬
‫وللحياة ولإلنسان‪ .‬وقد أصبح معروفا علميا أن الكون كان منذ البداية‬
‫يحتوي على الخصائص الضرورية لوجود اإلنسان والتي بمقدور العقل‬
‫‪63‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫البشري استيعابها‪ .‬من أجل ذلك أضحت مسأل ُة الخالق ‪ ،‬مسأل ُة المبدأ األول‬
‫أو سبب األسباب كقوة عاقلة ومدركة ‪ ،‬مسأل ًة علمية ال مفر منها‪ .‬فنحن على‬
‫عتبة فكر له تداعيات خطيرة ‪ ،‬البد أن يعيد النظر في مسلمات لها قرنين من‬
‫الزمن‪.‬‬

‫***‬

‫سأعمد لتلخيص بعض النظريات العلمية بغرض فهم ُبعدها الفلسفي‬


‫أثرها على فهمنا للوجود ‪ ،‬وأعني‬ ‫وسأسرد بعض الحقائق المثبتة علميا و َ‬
‫بذلك االستدالل على أن كل ما في الكون ْ‬
‫مسلم هلل وأنه يشهد بوحدانية هللا‬
‫سبحانه وتعالى ‪ ،‬الذي خلق كل شيء وأحكم خلقه‪ .‬يمكن لكل قارئ‬
‫استبيان صحة الحقائق التي أعرضها هنا إذ سأذكر بعض األعمال‬
‫والمكتشفات لعلماء كبار‪ .‬فالعلماء المؤمنون ال يتغاضون في تذكير العالم‬
‫بأن المكتشفات العلمية كلها تشهد بوجود مبدأ واحد خالق مدبر هو هللا‬
‫عند المؤمنين‪ .‬هذه هي الرسالة التي أسعى إلى تبليغها لكم بدوري‪.‬‬

‫َ ۡ َ َ ُّ ِه ۡ ُ‬
‫لٱ ه َ‬ ‫ ِه ُ ِه َ َ ۡ ُ‬ ‫َ‬
‫لٱ َك َنلٱ م ۡ‬ ‫‪ ‬قُ ۡللٱ أَ َر َء ۡي ُت ۡ‬
‫لٱ فلٱ ‬
‫ٱ‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ٱم‬‫م‬ ‫لٱ ‬ ‫ل‬‫ض‬ ‫لٱ أ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫لٱ ‬ ‫ٱۦ‬ ‫ه‬‫ٱ‬ ‫ب‬‫لٱ ‬ ‫ت‬ ‫َ‬‫ف‬ ‫لٱ ك‬ ‫لٱ ث‬‫ٱ‬ ‫ٱلٱ لَّ‬ ‫د‬ ‫ٱن‬‫ع‬ ‫لٱ ‬ ‫ٱن‬ ‫ن‬ ‫ٱ‬ ‫إ‬ ‫لٱ ‬
‫َ َ َ ُ ۡ َ ِه َ َ َ ِه َ َ‬ ‫ش َٱقاق لٱ بَعِد لٱ ‪ 52‬لٱ َس ُ ۡ َ َ َ‬
‫َّي لٱ ّ ُه ۡ لٱ ‬ ‫َّت لٱ يتب‬‫س ٱه لٱ ي َٰ‬ ‫اق لٱ و ٱِف لٱ أنف ٱ‬ ‫ُني ٱه لٱ ءايَٰتٱنا ٱ‬
‫لٱ ف لٱ لٓأۡلف ٱلٱ ‬ ‫ٱ‬ ‫ِۢ ٱ‬
‫لٱ فلٱ ‬ ‫ِد لٱ ‪ 53‬لٱ َأ َل لٱ إ ِهن ُه ۡ‬
‫لٱ شه ٌ‬ ‫َ َ َ ِه ُ َ َ َٰ ُ َ ۡ َ‬
‫ء‬ ‫لٱ َش‬ ‫لٱ ك‬ ‫ۥلٱ لَع‬ ‫ه‬‫ن‬ ‫لٱ أ‬ ‫ك‬
‫َ ِه ُ ۡ َ ُّ َ َ َ ۡ َ ۡ‬
‫ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫أنه لٱ لۡلق يلٱ أو لٱ ّ لٱ ي ٱ ٱ ٱ‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫لٱ ‬ ‫ف‬ ‫ك‬
‫ُ َ ۡ ُّ‬ ‫َ َ ِه‬ ‫لٱ منلٱ ل َٱقاءٱ َ‬
‫‪1‬‬
‫لٱ َشءلٱ ُّمٱُِۢطلٱ ‪54‬لٱ ‪‬‬ ‫لٱ رب ٱ ٱه ۡ يلٱ أللٱ إٱن ُهۥلٱ بٱك ٱل‬ ‫م ۡٱَ َية ٱ‬

‫سورة فصلت ‪ ،‬اآلية ‪.54-53-52 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪64‬‬
‫العلم الحديث بين اإللحاد واإليمان‬

‫رزحت أوروبا لعدة قرون تحت نير الفكر الواحد ومحاكم التفتيش التي لم‬
‫لغ نهائيا في إسبانيا إال في غضون سنة ‪ .1834‬فقد كان التعبير عن‬
‫ُت َ‬
‫أفكار جديدة أو رأي مخالف للدين الرسمي يعرض صاحبه ألشنع أنواع‬
‫التعذيب والقمع وربما للقتل‪ .‬لذا ال يوجد في إسبانيا وصقلية أثر لمسلمين‬
‫محليين على الرغم من تواجد المسلمين بهما لعدة قرون‪ .‬ففي بداية القرن‬
‫العشرين لم يبق في أوروبا جراء حمالت التنصير والتهجير القسري إال‬
‫المسيحيون وأقلية ناجية من اليهود ‪ ،‬بل وتم إبادة الكثير من هؤالء أثناء‬
‫الحرب العالمية الثانية‪ .‬لم تبلغ أية حضارة هذه الدرجة من القمع لحرية‬
‫الفكر والمعتقد ‪ ،‬بينما ال تزال أقليات عرقية ودينية تتعايش في الهند‬
‫والصين والشرق األوسط وفي إفريقيا وغيرها‪ .‬ففي القرن الثامن عشر على‬
‫سبيل المثال ‪ ،‬ناضل أمريكان الشمال ال للتخلص من القبضة االقتصادية‬
‫والسياسية للتاج البريطاني فحسب بل ومن نظام قديم مستبد يلغي الحريات‬
‫أوال وقبل كل شيء ‪.‬‬

‫بدأ العلم والفلسف ـة الحديثـة في أوروب ـا مع علم ـاء أمثال غاليليو‬


‫)‪ ، (1564-1642‬يوهانس كبلر )‪ ، (1571-1630‬رينيه ديكارت‬
‫)‪ ، (1596-1650‬بليز باسكال )‪ ، (1623-1662‬إسحاق نيوتن‬
‫)‪ ، (1643- 1727‬إدموند هالي )‪ (1656-1743‬وديفيد هيوم‬
‫)‪ (1711-1776‬وإيمانويل كانط )‪ (1724-1804‬وأنطوان الفوازييه‬
‫وكارل‬ ‫)‪(1770-1831‬‬ ‫هيغل‬ ‫وفريدريك‬ ‫)‪(1743-1794‬‬

‫‪65‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫غاوس )‪ (1777-1855‬وتشارلز داروين )‪ (1809-1882‬وكارل‬


‫‪ ...‬وفي‬ ‫ماركس )‪ (1818-1883‬ولويس باستور)‪(1822-1895‬‬
‫أعقابهم بدأ المثقفون األوروبيون في القرن الثامن عشر والتاسع عشر‬
‫يطالبون بإصالحات اجتماعية وسياسية ‪ ،‬ثم تصدوا باسم المعرفة‬
‫المخنق‪.‬‬
‫"العلمية" لإلطاحة بنظام الكنيسة الظالمي ُ‬

‫ولما كانت الكنيسة هي السلطة المتحكمة والسائدة ‪ ،‬آنذاك في أوروبا ‪ ،‬لم‬


‫يكن لهذه النخب مفهوم عن هللا إال من خالل المسيحية أو اليهودية ‪ ،‬فإن‬
‫أنصار التنوير كانوا يعتقدون أنه إذا تم نقض المغالطات العلمية في‬
‫الكتاب المقدس ونزع القداسة عنه فإن مبدأ وجود هللا سوف يتالشى‬
‫ويزول‪.‬‬

‫أما مفهوم الكون فقد تغير تدريجيا وأصبح الكثيرون يرون ‪ ،‬استنادا‬
‫للميكانيكا السماوية ‪ ،‬أنه ليس أكبر من مجرة درب التبانة ‪ ،‬وأنه ثابت‬
‫وأبدي‪ .‬وقد ساد االعتقاد أن الحياة نشأت بشكل تلقائي من مادة ميتة ‪،‬‬
‫تحت تأثير العوامل الفيزيائية والكيميائية ؛ وعليه فإن مكونات الكون كله‬
‫وما يتكون فيه هو وليد الصدفة‪.‬‬

‫تزامنت بوادر العلم الحديث في الغرب مع حمالت اضطهاد مارستها‬


‫الكنيسة في أوروبا خالل عهود طويلة ؛ وقد نتج عن هذا ردة فعل طبيعية‬
‫وثورة عنيفة على ذلك الواقع ال تزال آثارها قائمة في القرن الحادي‬

‫‪66‬‬
‫العلم الحديث بين اإللحاد واإليمان‬

‫والعشرين‪ .‬فانطالقا من نظرية التطور الداروينية وجدلية هيغل والمادية‬


‫الجدلية لماركس تم صياغة اإللحاد كأيديولوجية‪ .‬منذ ذلك الحين وعلى‬
‫مدى أكثر من مائة سنة وتحت ستار العلم ‪ُ ،‬فتح الباب على مصراعيه‬
‫لدعاة اإللحاد لتشكيل وتكييف العقليات وفق مفاهيمه ‪ ،‬من خالل التعليم‬
‫ووسائل اإلعالم وجميع وسائل االتصال‪.‬‬

‫والواقع أن الترويج لزرع اإللحاد قد بلغ اليوم درجة أصبح فيها غالبية الناس‬
‫يظنون أن اإليمان يتعارض مع العلم‪ .‬فاالهتمام الحصري لإلنسانية بالمادة‬
‫وباالستهالك أصبح قيمة وغاية في حد ذاته‪ .‬أما المسائل الجوهرية كخلق‬
‫الكون ومغزى الحياة فقد أصبحت أسئلة ثانوية بل وغريبة في نظر البعض‪.‬‬

‫إن االعتقاد الشائع بأن العلماء أهل إلحاد وأنهم ينكرون الخالق أمر غير‬
‫صحيح وال يمت للواقع بصلة‪ .‬والصحيح أن أكثر المشتغلين بالعلوم في‬
‫عصرنا هذا مؤمنون ‪ ،‬وأن منهم من تحول ِّمن اإللحاد إلى اإليمان‪ .‬لكن هذا‬
‫المضِّلَلة السيما أن بعضا من‬
‫أمر ُيتَفادى التصريح به وسط اإلحصائيات ُ‬
‫هؤالء العلماء يكتم إيمانهم خوفا على مسارهم المهني‪ .‬فاإللحاد أصبح يسيطر‬
‫على أماكن القرار بعد أن استحوذ على مكان الكنيسة وأصبح له نفوذ في كل‬
‫مجاالت الحياة إلى درجة أنه يمارس الضغط واإلقصاء ضد معارضيه‪.‬‬

‫والحقيقة أن االكتشافات العلمية في كافة المجاالت تثبت وجود هللا أكثر‬


‫من أي وقت مضى وكلما ارتقى العلم أصبحت األدلة على وجود هللا كثيرة‬

‫‪67‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫لدرجة ال يمكن دحضها علميا‪ .‬فالعلم الحديث أكثر داللة على وجود‬
‫الخالق وتأييدا لإليمان باهلل‪ .‬اإليمان باهلل ‪ ،‬كقدرة خالقة مدبرة تقف وراء‬
‫الوجود‪.‬‬

‫***‬

‫في نهاية القرن التاسع عشر والنصف األول من القرن العشرين ساد‬

‫االعتقاد أن الكون أبدي وثابت‪ُ .‬‬


‫وعرف هذا النموذج الكوني باسم "نظرية‬
‫الحالة المستقرة"‪ .‬لقد بذل أنصار هذه النظرية جهودا كبيرة لتحسينها نظ ار‬
‫ألنها تدعم أن الكون أزلي موجود منذ األبد ‪ ،‬فال بداية له وال نهاية ؛ لذلك‬
‫ال يحتاج إلى خالق‪ .‬لكن جهودهم أخفقت ألن العديد من االكتشافات ‪ ،‬بما‬
‫في ذلك شكل الجسم األسود‪ 1‬والخلفية الكونية المكروية الموجة‪ ، 2‬يثبتان‬
‫عدم دقة هذا النموذج‪ .‬وال تزال البقية القليلة من مؤيدي هذه النظرية تعتقد‬
‫أن الكون نظام عظيم ومغلق ‪ ،‬يتكون مما هو موجود من المادة والطاقة‪.‬‬
‫حجتهم في ذلك قانون الديناميكا الحراري األول ‪ ،‬ومبدأ حفظ الطاقة ‪ ،‬أي‬
‫أن الطاقة ال تفنى وال تُستحدث وإنما تتحول من صورة إلى أخرى‪.‬‬

‫لكن هذا الدليل ال يقوم إال في حالة تجاهل القانون الثاني للديناميكا‬
‫الح اررية الذي ينص على أنه مع مرور الزمن يصبح أي نظام معزول‬
‫ومغلق غير مستقر بل ويفقد تنظيمه حتما وبشكل ال رجعة فيه‪ .‬لنفرض‬

‫حيث يخضع الطيف الكهرومغناطيسي لدرجة الح اررة فقط‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬اإلشعاع الكهرومغناطيسي‬
‫‪68‬‬
‫العلم الحديث بين اإللحاد واإليمان‬

‫جدال أن الكون أزلي كيف يمكن إذاً تفسير أن الكون ليس في حالة من‬
‫الفوضى حتى اآلن إن كان وجد منذ األزل ؟ والرد هو أن الكون البد أن‬
‫يكون بدأ في حالة أنتروبية منخفضة للغاية عند نشأته ‪ ،‬ومنذ ذلك الحين‬
‫بدأت الديناميكا الح اررية في العمل وهذا يعني أن القانون األول للديناميكا‬
‫الح اررية ‪ ،‬إذا تأكد فعال ‪ ،‬ال ينطبق إال بعد خلق الكون ‪ ،‬أي بداخله ‪ ،‬وال‬
‫ينطبق على أصل الكون‪.‬‬

‫َ َ َ ۡ‬
‫ـقـ َنَٰ ُهم لٱ ـالٱ َ‬ ‫َ َ َ ۡ َ َ ِه َ َ َ ُ ْ َ ِه ِه َ َٰ َ َٰ َ ۡ َ َ َ َ َ َ ۡ ّٗ‬
‫تلٱ ولۡلۡرضلٱ َكنتالٱ رت لٱ قــالٱ فـفـت‬ ‫‪‬لٱ أولٱ ّ لٱ يَلٱ لَّلٱينلٱ ك لٱ فــَوالٱ أنلٱ لّسملٱ ـو ٱ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ۡ َ َ ۡ َ ُ ِه َ ۡ َ َ َ َ ۡ‬
‫‪1‬‬
‫لٱ حلٱ أفَللٱ يُؤم ُلٱ ٱنـونلٱ ‪30‬لٱ ‪‬‬
‫وجعلنالٱ مٱنلٱ لّماءٱلٱ كلٱ َش ٍء ٍ‬
‫َ‬ ‫ ِه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪2‬‬
‫لّس َما َءلٱ بَن ِۡ َنَٰ َهالٱ بٱأ ۡيِْدلٱ ِإَونالٱ ّ ُموس ُٱعونلٱ ‪47‬لٱ ‪‬‬
‫‪َ ‬و ِه‬

‫َ َ ّٗ‬ ‫ۡرض لٱ لئۡت ٱ َِ َ‬‫ُ َ ي َ َ َ ََ َ ۡ َ‬ ‫ى لٱ إ ََل لٱ ِه‬ ‫ُ ِه ۡ َ َ‬


‫الٱ ط ۡو ًًع لٱ أ ۡو لٱ ك َۡهالٱ لٱ ‬ ‫الٱ وّ ٱۡل ٱ‬ ‫ِه لٱ دخان لٱ فقال لٱ ّه‬ ‫لّس َماء َ‬
‫ٱلٱ و ٱ َ‬ ‫‪ ‬ث لٱ لستو َٰٓ ٱ‬
‫لٱ طائع َ‬ ‫َ َ َََۡ‬
‫َّيلٱ ‪11‬لٱ ‪‬‬ ‫قاَلَالٱ أتينا َ ٱ ٱ‬
‫‪3‬‬

‫ََ‬ ‫َ ِه ۡ ُ َ َ َ َ َ ُ ۡ َ ۡ َ َ َ َ َ ِه ۡ ُ َ ُ ِه َ َ ُ ي‬
‫لٱ ف لٱ فلكلٱ ‬
‫‪ ‬ل لٱ لّشمس لٱ يۢنب ٱِغ لٱ ّها لٱ أنلٱ تدرٱك لٱ للقمَ لٱ ول لٱ لَّلل لٱ سابٱق لٱ لنلهارٱى لٱ و ٱ‬
‫ك‬
‫َۡ َ ُ َ‬
‫‪4‬‬
‫حونلٱ ‪40‬لٱ ‪‬‬ ‫يسب‬

‫من النظريات الفيزيائية السائدة بين العلماء في يومنا الحاضر أن للكون‬


‫بداية وقبل نشأته لم يكن للفضاء وال للزمان وال للمادة وال للطاقة وجود ‪،‬‬

‫سورة األنبياء ‪ ،‬اآلية ‪.30‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة الذاريات ‪ ،‬اآلية ‪.47‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة فصلت ‪ ،‬اآلية ‪.11‬‬ ‫‪3‬‬

‫سورة يس ‪ ،‬اآلية ‪.40‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪69‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫لم يكن ثمة شيء‪ .‬وفجأة ‪ ،‬بدأ الكون يظهر ويتطور‪ ...‬ويفسر بعضهم‬
‫ذلك بميكانيكا الكم‪ .‬ففي البدء كانت هناك الطاقة والجسيمات وأن كل‬
‫شيء ‪ ،‬بما في ذلك المعلومات ‪ ،‬قد نتج عن ذلك‪ .‬فإن كانت ميكانيكا‬
‫الكم تُخبرنا بأن الجسيمات تحت الذرية يمكن أن تنشأ من ال شيء ‪ ،‬وهذا‬
‫يعرف بالفراغ الكوانتى ‪ ،‬فإن هذه التقلبات تحدث ابتداء من القوانين‬
‫الكمومية‪.‬‬

‫تحتوي قوانين ميكانيكا الكم على المعلومات حول تشكيل الجسيمات‬


‫وتحوليها إلى جسيمات أخرى أو تدميرها‪ .‬فالطاقة والجزيئات ليست هي‬
‫مصدر المعلومات ‪ ،‬بل العكس‪ .‬فالكون بدأ مع المعلومات وقوانين‬
‫الفيزياء والطاقة والجزيئات‪ ...‬ويستخلص بعضهم‪ 1‬على عجل ‪ ،‬أن الكون‬
‫ظهر بفضل قوانين الفيزياء ‪ ،‬أي بفضل قانون الجاذبية مثال ‪ ،‬وأن الكون‬
‫قد خلق نفسه بنفسه من العدم‪.‬‬

‫إذا سلمنا أن المعلومة هي أساس كل شيء‪ ،2‬فالعدد ‪ 1‬ال يخلق شيئا ‪،‬‬
‫والقانون الحسابي ‪ 2 = 1 + 1‬يوضح على سبيل المثال أنه إذا تم إضافة‬

‫وأشهرهم ستيفين هاوكينغ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬حتى على مستوى الكم يمكن مالحظة التماثالت‪ .‬وهكذا فإن تصرف سالسل الذرات مثل‬
‫حدث سلسلة من النغمات التي يتردد صداها‪ .‬ومالحظة‬ ‫وتر الغيتارة على مقياس النانو ي ِّ‬
‫ُ‬
‫النغمتين األولى والثانية تثبت عالقة كاملة بينهما ‪ ،‬ونسبة تردداتهما تساوي ‪ .1،618‬انظر‬
‫إيان أفليك ‪" ،‬النسبة الذهبية المرئية في المغناطيس"‪ ،‬مجلة الطبيعة ‪ ،‬عدد ‪ ، 464‬ص ‪-362‬‬
‫‪ ، )2010( 363‬ر‪ .‬كولديا ‪ ،‬د‪ .‬أ‪ .‬تينانت ‪ ،‬إ‪.‬م‪ .‬ويلر ‪ ،‬أ‪ .‬وارزنسكا ‪ ،‬د‪ .‬برابهكران ‪ ،‬م‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫العلم الحديث بين اإللحاد واإليمان‬

‫كتاب إلى كتاب نحصل على كتابين ‪ ،‬لكن إذا لم نقم بعملية اإلضافة‬
‫والزيادة فقانون الحساب وحده ال يحدث شيئا‪ .‬فالقوانين الرياضية التي‬
‫تسمح بتفسير الظواهر الطبيعية وبتََوق ِّعها ليست قادرة على أن تخلق هذه‬
‫الظواهر‪ .‬كذلك األمر بالنسبة لقانون الجاذبية والذي ال يفسر الجاذبية‬
‫نفسها ‪ ،‬ليس بقادر على أن يصنع الجاذبية وال األجسام والكتل التي تؤثر‬
‫فيها الجاذبية‪ .‬وبالتالي فإنها أقل خلقا للكون‪.‬‬

‫البد من التنويه بأن قوانين الفيزياء بذاتها ال تخلق شيئا ‪ ،‬إنها مجرد‬
‫تفسير للظواهر بعد حدوثها بسبب‪ .‬فالسيارة وجدت وتسير على الطريق‬
‫بفضل قوانين الفيزياء ‪ ،‬لكن هذه القوانين لم تخلق السيارة وال الطريق‪.‬‬
‫ضعت بمحض إرادة عاقلة كما‬ ‫وبالتالي يمكن القول أن قوانين الفيزياء و ِّ‬
‫ُ‬
‫هو األمر بالنسبة للسيارة وللطريق‪ .‬وكما أنه البد للسيارة من مصمم ُيبدئ‬
‫تشغيلها ويسوقها فكذلك األمر بالنسبة للوجود ‪ ،‬ال بد من وجود فاعل‬
‫مخطط يحدد المعادالت و يدفع بالكون للوجود والتطور‪.‬‬

‫منذ اكتشاف ما يقارب من عشرين عدد أساسي في الفيزياء الذرية ‪ ،‬تفيدنا‬


‫المعاينات في علم الفلك وفي فيزياء الكم أن للكون منظومة معقدة‬

‫تلينغ ‪ ،‬ك‪ .‬هابيش ‪ ،‬ب‪ .‬سميبيلد ‪ ،‬ك‪ .‬كيفر‪ :‬حرجية الكم في سلسلة إيزينغ ‪ :‬األدلة التجريبية‬
‫من ظهور التماثل ‪ ، "E8‬مجلة علوم ‪ 8 ،‬يناير ‪.2010‬‬
‫‪" ...Cf. Affleck, I., “Golden ratio seen in a magnet”, Nature 464, 362-‬‬
‫‪363 (2010), R. Coldea, D. A. Tennant, E. M. Wheeler, E. Wawrzynska,‬‬
‫‪D. Prabhakaran, M. Telling, K. Habicht, P. Smeibidl, K.‬‬
‫‪Kiefer. "Quantum Criticality in an Ising Chain: Experimental Evidence‬‬
‫)‪for Emergent E8 Symmetry". Science (Jan. 8, 2010‬‬
‫‪71‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫ومذهلة‪ .‬هذه األرقام التي هي ثوابت كونية ‪ ،‬تصف لنا القيم الفيزيائية‬
‫وخصائص عالمنا التي لو حدث أي تغير بسيط للغاية فيها لما نشأ‬
‫الكون‪ .‬كما تَ َم َّكَّنا من تحديد قيم كل هذه األرقام األساسية ‪ ،‬مثل قوة‬
‫الجاذبية وقوة المجال الكهرومغناطيسي ‪ ...‬وهذه القيم متوازنة ومنضبطة‬
‫تماما‪.‬‬

‫***‬

‫اليوم بات من الواضح أن قوانين الفيزياء كان البد أن تكون دقيقة ومحددة‬
‫جدا للسماح بتطور الكون ونشوء الحياة‪ .‬فمن المستحيل أن تنسب هذه‬
‫الدقة البالغة في الشروط األولية لوجود الكون إلى الصدفة‪ .‬ومن الواضح‬
‫أن ثمة إرادة على قدر عال من الذكاء كانت السبب في ضبط هذه‬
‫اإلعدادات‪ .‬على سبيل المثال إن الدقة في نهاية حقبة بالنك ‪ ،‬لضبط‬
‫ناب ٍل استطاع أن‬
‫كثافة الكون كانت بنسبة ‪ ، 10-60‬وهو ما يعادل دقة ِّ‬
‫يرمي بسهمه هدفا مساحته ‪ 1‬سم‪ 2‬وضع في الجانب األخر من الكون‬
‫على بعد ‪ 14‬مليار سنة ضوئية‪.1‬‬

‫ترينه كزويان توان (‪.)Trinh Xuan Thuan‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪72‬‬
‫العلم الحديث بين اإللحاد واإليمان‬

‫ََُ ُ َ َ ََََۡ َ‬ ‫َ ِه‬ ‫َ ُ َ ۡ َ ُ َََ ُۡ ۡ َ ُ ۡ‬


‫ضع لٱ للكٱتَٰب لٱ فَتىلٱ لّمج ٱَمٱّي لٱ مشفٱ ٱقّي لٱ مٱمالٱ فٱِهٱلٱ ويقوّون لٱ يَٰو لٱ يلتنالٱ م ٱ‬
‫اللٱ ‬ ‫‪ ‬وو ٱ‬
‫َ ُ َ ُ َ َ ّٗ َ َ َ َ ً ِه َ ۡ َ َٰ َ َ َ َ ُ ْ َ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ َ‬
‫صىها لٱ ووجدوا لٱ ما لٱ ع ٱملوالٱ ‬ ‫ب لٱ ل لٱ يغادٱر لٱ صغٱريلٱ ة لٱ ول لٱ كبٱرية لٱ إٱل لٱ أي لٱ ‬ ‫هَٰذا لٱ للكٱتَٰ ٱ‬
‫َ ّٗ َ َ َ ۡ ُ َ َ َ ّٗ‬
‫‪1‬‬
‫لٱ ر ُّبكلٱ أ َي لٱ دالٱ ‪49‬لٱ ‪‬‬ ‫اضلٱ ايلٱ وللٱ يظل ٱ‬
‫ي ٱ‬

‫لٱ َش لٱ ء أ َ ۡي َص ِۡ َنَٰ ُ‬
‫ ِه َ ۡ ُ ُ ۡ ۡ َ ۡ َ َٰ َ َ ۡ ُ ُ َ َ ِه ُ ْ َ َ َ َٰ َ ُ ۡ َ ُ ِه َ‬
‫لٱ فلٱ ‬
‫ٱ‬ ‫ه‬ ‫لٱ وك ۡلٱ ٍ‬ ‫وا لٱ وءاثَه‬ ‫ۡح لٱ لّموَت لٱ ونكتب لٱ ما لٱ قدم لٱ ‬ ‫‪ ‬إٱنا لٱ َنن لٱ ن ٱ‬
‫‪2‬‬ ‫إ َمام ُّ‬
‫لٱ مبٱّيلٱ ‪12‬لٱ ‪‬‬ ‫ٱ‬
‫لٱ ك َ ۡ‬ ‫َ ۡ َ َ َ َ ۡ َ ۡ َ ُ ْ َ َٰ َ َٰ َ ۡ َ َ َ َ َ َ َ ۡ ۡ َ َ ۡ َ َٰ ُ ِه‬
‫لٱ َش ٍءلٱ ‬ ‫ت لٱ رب ٱ ٱه لٱ وأياط لٱ بٱما لٱ َلي ٱه لٱ وأيَص‬ ‫‪ ‬لٱ ٱَّلعل لٱ أن لٱ قد لٱ أبلغوا لٱ رٱسل ٱ‬
‫َ َ‬
‫‪3‬‬
‫ع َددُۢالٱ ‪28‬لٱ ‪‬‬
‫َ‬ ‫َ ُ ِه َ َ‬
‫‪4‬‬
‫لٱ َش ٍءلٱ أ ۡي َص ِۡ َنَٰ ُهلٱ كٱتَٰ ّٗبالٱ ‪29‬لٱ ‪‬‬
‫‪ ‬وك ۡ‬

‫َ َ ۡ َ ۡ َ َٰ ُ ۡ َ َ ُ َ ّٗ‬
‫‪5‬‬
‫لٱ وع ِهده ۡ لٱ ع لٱ دالٱ ‪94‬لٱ ‪‬‬ ‫صىه‬
‫‪ ‬لقدلٱ أي لٱ ‬

‫ ِه ۡ ُ َ ۡ َ‬
‫لٱ ِبُ ۡس َبان لٱ ‪ 6 5‬الشمس تبعد عن األرض بحوالي ‪150‬‬
‫لٱ وللق َم َُ ٱ‬ ‫‪ ‬لٱ لّشمس‬

‫مليون كيلومتر‪ ،‬القمر يبعد عنها بـ ‪ 400000‬كلم‪ .‬إن القمر أصغر من‬
‫الشمس بأربعمائة مرة ‪ ،‬وهو أقرب لألرض من الشمس بأربعمائة مرة‪.‬‬
‫فحجم القمر وموضعه محكمان بدقة مذهلة لدرجة أنه يخفي الشمس‬

‫سورة الكهف ‪ ،‬اآلية ‪.49‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة يس ‪ ،‬اآلية ‪.12‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة الجن ‪ ،‬اآلية ‪.28‬‬ ‫‪3‬‬

‫سورة النبأ ‪ ،‬اآلية ‪.29‬‬ ‫‪4‬‬

‫سورة مريم ‪ ،‬اآلية ‪.94‬‬ ‫‪5‬‬

‫سورة الرحمن ‪ ،‬اآلية ‪.5‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪73‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫بكاملها خالل الكسوف الكلي‪ .‬هذه األبعاد والنسب تعطي انطباعا أن‬
‫قرصي الشمس والقمر لهما نفس الحجم‪.‬‬

‫إن االعتقاد أن نشوء الكون والحياة والبشر نتج عن ضربات متتالية من‬
‫الحظ هو بمثابة االعتقاد أنه يمكن الفوز في اليانصيب في كل مرة وفي‬
‫كل ثانية ‪ ،‬على مدى أربع وعشرين ساعة دون انقطاع لمدة أربعة عشر‬
‫مليار سنة‪ .‬إن العجز عن تفسير اإلحكام الدقيق لقوانين الفيزياء بمجرد‬
‫الصدفة أدى ببعض العلماء إلى صياغة نظرية األوتار أو نظرية األكوان‬
‫المتعددة ‪ ،‬أي أن الوجود متعدد األكوان بما فيها الكون الذي نعيش فيه‪.‬‬
‫ولكل كون من هذه األكوان قوانين خاصة به‪ .‬وعليه ال بد أن يكون هناك‬
‫كون من هذه األكوان منتظم بالضرورة‪ .‬حسنا ‪ ،‬إن صح هذا القول فمعنى‬
‫ذلك أنه من حسن الحظ أو بمحض الصدفة (مرة أخرى ؟) كان الكون‬
‫َّللاِّ َع َّما ُي ْش ِّرُكو َن‪.‬‬
‫ان َّ‬
‫المنتظم هو الذي نحيا فيه‪ُ .‬س ْب َح َ‬

‫االعتقاد بوجود أكوان أخرى هو من محض التخمين ‪ ،‬فإن لم يكن‬


‫باستطاعتنا إنكار وجود هذه "األكوان المتعددة" فليس باستطاعتنا قطعا‬
‫الجزم بوجودها‪ .‬ففي الواقع ليس هناك أي دليل علمي على وجودها ‪ ،‬ال‬
‫عن طريق التنظير وال عن طريق المشاهدة والرصد ‪ ،‬إنه أمر مستحيل‪.‬‬
‫وعالوة على ذلك ‪ ،‬فإن هذه الفرضية ‪ ،‬وإن كانت توسع مجال‬
‫االحتماالت فهي ال تصل إلى التشكيك في مبدأ الخالق والمنظم الذي‬
‫تثبته يوميا األدلة العلمية المتراكمة في جميع المجاالت وعلى كل‬

‫‪74‬‬
‫العلم الحديث بين اإللحاد واإليمان‬

‫المستويات من العيانية إلى المجهرية‪ .‬إن نظرية األوتار‪/‬األكوان المتعددة‬


‫ال تنقص كماً وال كيفاً من احتماالت وجود المبدأ األول للوجود‪.‬‬

‫***‬

‫سمحت العديد من الخصائص الفيزيائية بظهور الكون والحياة‪ .‬فإن كانت‬


‫إحدى هذه القوانين مختلفة قيد أنملة َلما أمكن نشوء الحياة على الشكل‬
‫الذي نعرفه‪ .‬فعلى سبيل المثال الكربون الذي يعتبر حجر األساس للحياة‬
‫تم تكوينه داخل األفران النووية للنجوم من خالل عملية دقيقة للغاية‪ .‬فقد‬
‫اتضح أن ذلك لم يتم إال بفضل تأثير الرنين وهو تأثير التقوية الذي يزيد‬
‫من فعالية العملة ومن كمية الكربون‪ .‬وهذا الرنين يحدث بفضل الدقة‬
‫البالغة لقوانين الفيزياء النووية‪ .‬فال بد من توافر ظروف مالئمة ومستويات‬
‫خاصة للطاقة ليحدث هذا التفاعل ويتم ذلك في حيز من الزمن قصير‬
‫وحساس للغاية ليحصل منتوج وافر من عنصر الكربون‪.‬‬

‫يمكن القول أن للكون لغة عالمية تتكون من تعليمات رياضية هي أساس‬


‫قوانين الفيزياء وكل ما هو موجود في هذا الكون‪ .‬فكل ما يمكن أن نعرفه‬
‫ونشاهده في هذا العالم يتم من خالل التمكن من هذه اللغة التي تعبر عن‬
‫كل شيء‪ .‬فدراسة السماء واألرض واإلنسان والنمل والجزيء والذرة أو أي‬
‫شيء تسمح بالوقف على هذه اللغة‪ .‬فهي خاتَم خالق السماوات واألرض‬
‫وما بينهما‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫َ ِه ۡ ُ َ ۡ َ‬ ‫َۡ‬ ‫َّلٱ ُۤدُجۡسَيلٱ ۤۥُهَل لٱ َمنلٱ ف ِه َ َ‬ ‫‪َ ‬أّ َ ۡ لٱ تَ ََلٱ أ َ ِهنلٱ ل ِه َ‬


‫لٱ وللق َم َُلٱ ‬ ‫ۡرضلٱ ولّشمس‬ ‫لٱ و َم ٱ لٱ ‬
‫نلٱ ف لٱ لۡل ٱ‬ ‫ت َ‬ ‫لٱ لّسمَٰو َٰ ٱ‬ ‫ٱ‬
‫َ َ ٌ َ ِه َ َ ۡ ۡ‬
‫لٱ لل َع َذ ُ‬ ‫َ‬ ‫لّش َ‬‫َ ُّ ُ ُ َ ۡ َ ُ َ ِه‬
‫ابيلٱ ‬ ‫رييلٱ م َٱنلٱ لنل ِهاسلٱ وكثٱريلٱ يقلٱ علِهٱ‬ ‫لَل َوا ُّبلٱ َوكث ٱ لٱ ‬‫لٱ و ِه‬ ‫ج َُ َ‬ ‫لۡلباللٱ و‬ ‫ولنلجوملٱ و ٱ‬
‫ ِه ِه َ َ ۡ َ ُ َ َ‬ ‫ُّ ۡ‬ ‫َ‬ ‫ ِه ُ َ‬
‫‪1‬‬
‫لٱ مالٱ يَشا ُءلٱ ‪18‬لٱ ‪‬‬ ‫لٱ مك ٱَ ٍمىلٱ إٱنلٱ لَّلٱ يفعل‬ ‫لٱ ف َما ُ‬
‫لٱ َّلۥلٱ ٱمن‬ ‫َو َمنلٱ يُ ٱه ٱنلٱ لَّ‬
‫َۡ َ َۡ ۡ َ َ ُ‬
‫لٱ و َمالٱ ت ۡسق ُطلٱ ‬ ‫لٱ لل َغ ِۡ َ َ ۡ َ ُ َ ِه ُ َ َ َ ۡ َ ُ َ‬ ‫َ َُ ََ ُ ۡ‬
‫لٱ فلٱ للبٱلٱ ولۡلح ٱَى‬
‫بلٱ للٱ يعلمهالٱ إٱللٱ هولٱ ويعل لٱ ما ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫لٱ مفات ٱح‬ ‫‪ ‬وعٱندهۥ لٱ ‬
‫ ِه‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫لٱ ظلُ َمَٰت لٱ ۡلۡل ٱ َ َ َ ۡ‬ ‫ُ‬ ‫ٱنلٱ و َرقَ ٍة لٱ إ ِهل َلٱ ي ۡعلَ ُم َه َ‬
‫الٱ و َل َ‬
‫لٱ فلٱ ‬‫ۡرض لٱ ول لٱ رطبلٱ لٱ ول لٱ ياب ٱ ٍس لٱ إٱل ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫لٱ ي ِهبةلٱ لٱ ٱف‬ ‫ٱ‬
‫م َ‬
‫َ‬
‫‪2‬‬
‫كٱتَٰبلٱ لٱ ُّمبٱّيلٱ لٱ ‪59‬لٱ ‪‬‬

‫إن الكائنات الحية من األشجار والنبات واألوراق واألزهار واأللوان تمتثل‬


‫هي أيضا وفق آليات لقوانين الطبيعة‪ .‬لنأخذ معادلة فيبوناتشي مثال الذي‬
‫صل بجمع العددين السابقين ‪2 + 1 ، 2 = 1 + 1 ، 1 = 1 + 0 :‬‬
‫ُي َح َّ‬
‫= ‪= 13 + 8 ، 13 = 8 + 5 ، 8 = 5 + 3 ، 5 = 3 + 2 ، 3‬‬
‫‪ ...21‬إنها قاعدة رياضية تظهر في كل شيء في الطبيعة‪ .‬فأوراق البلوط‬
‫مثال تلتف حول قضيب بنسبة ‪ 5/2‬بالنسبة للسابقة ‪ ،‬وأوراق خشب الزان‬
‫بنسبة ‪ ، 3/1‬وأغصان الدردار تنمو على القضيب في منتصف الطريق‬
‫بعضها من بعض‪ .‬كما أن عدد بتالت زهرة األقحوان أيضا تخضع لهذه‬
‫المعادلة الرياضية‪...‬‬
‫إذا أردنا أن نلم بكل ما يخضع في الطبيعة لهذه القاعدة‬
‫الستوجبت كتابته مئات المجلدات الضخمة‪ .‬فأيًّا ما كان الموضوع يمكننا‬

‫سورة الحج ‪ ،‬اآلية ‪.18‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة األنعام ‪ ،‬اآلية ‪.59‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪76‬‬
‫العلم الحديث بين اإللحاد واإليمان‬

‫أن نميز بكل وضوح أن األمر متعلق ببرنامج تعليمات دقيق يقوم وفق‬
‫هياكل رياضية تسير بكمال وقصد منذ بداية الخلق‪ .‬فكل شيء وكل نفس‬
‫صغي ار كان أم كبي ار ‪ ،‬يخضع لهذا التصميم وبالتالي لألصل الذي وضع‬
‫هذا التصميم‪.‬‬

‫َ ۡ‬ ‫ ِه‬ ‫ك ۡ لٱ إ َل َٰ لٱ هي لٱ َوَٰي يٱد ِه لٱ َ َ ِه ُ َ ِه ۡ َ ُ ِه ُ‬ ‫َ َٰ ُ ُ‬


‫لٱ ف لٱ خل ٱقلٱ ‬ ‫لٱ ل لٱ إٱلَٰه لٱ إٱل لٱ هو لٱ لَّيمَٰن لٱ لَّيٱِ لٱ ‪ 163‬لٱ إٱن ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫‪ِ ‬إَوله‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ ِه‬ ‫ۡ َ ِه َ َ ۡ ُ ۡ‬ ‫ ِه‬ ‫َ ۡ َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬
‫لٱ ف لٱ لۡلَ ۡح ٱَ لٱ ب ٱ َمالٱ ‬ ‫ك لٱ لل ٱَّت لٱ َت ٱَي ٱ‬ ‫لٱ وللفل ٱ‬ ‫ۡرض لٱ ولختٱل َٰ ٱف لٱ لَّل ٱل لٱ ولنلهارٱ‬ ‫لٱ ولۡل ٱ‬ ‫ت َ‬ ‫ ِه َ َ‬
‫لّسمَٰو َٰ ٱ‬
‫َۡ َ‬ ‫ ِه َ َ‬ ‫نز َل ِه ُ‬‫لٱ و َما لٱ أ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫لٱ ماءلٱ لٱ فأ ۡي َِا لٱ بٱهٱلٱ لۡلۡرض َلٱ ب ۡع َد لٱ َم ۡوت َٱهالٱ ‬ ‫لٱ لَّ لٱ م َٱن ِه‬
‫لٱ لّس َماءٱ لٱ مٱن‬ ‫اس َ‬ ‫نف ُع لٱ لنل ِه َ‬ ‫ي‬
‫لّس َما ٱءلٱ ‬ ‫َّي لٱ ِه‬ ‫حاب لٱ لّ ۡ ُم َس ِهخَ َلٱ ب ۡ َ‬ ‫لٱ دٓاب ِهةلٱ لٱ َوتَ ۡۡصيف َ َ ِه َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ِه‬
‫ٱ‬ ‫لٱ لَّيَٰحٱ لٱ ولّس ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫ٱ ٱ‬ ‫ك‬ ‫وبث لٱ فٱِها لٱ مٱن ٱ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َۡ‬
‫‪1‬‬
‫ۡرضلٱ ٓأَليَٰتلٱ ل ٱق ۡوملٱ لٱ َي ۡع ٱقلونلٱ ‪164‬لٱ ‪‬‬ ‫َولۡل ٱ‬

‫لٱ ومٱنلٱ َ‬ ‫لٱ ُّم َتل ًٱفا َلٱ أ ۡل َو َٰ ُن َها َ‬


‫َ َ َ َٰ ُّ ۡ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ۡ َ َ َ ِه ِه َ َ َ َ َ ِه َ َ ّٗ َ َ ۡ‬
‫‪ ‬أّ لٱ تَلٱ أنلٱ لَّلٱ أنزللٱ مٱنلٱ لّسماءٱلٱ ماءلٱ فأخَجنالٱ بٱهٱۦلٱ ثمرت‬
‫ُ َ ُ ُۢ ي َ ُ ۡ ي ُّ ۡ َ ٌ َ ۡ َ َٰ ُ َ َ َ َ ُ ُ ي‬ ‫ۡ‬
‫اسلٱ ‬ ‫لٱ سود لٱ ‪ 27‬لٱ َوم َٱن لٱ لنل ِه ٱ‬ ‫لۡل َبا ٱل لٱ جدد لٱ بٱِض لٱ وُحَ لٱ ُّمتل ٱف لٱ ألونها لٱ وغَابٱِب‬ ‫ٱ‬
‫ََُۡ ُْ‬
‫لٱ لَّ لٱ م ۡٱن لٱ ع َٱبادٱه ٱلٱ للعل َٰٓ‬ ‫َ ۡ َ ۡ َ َٰ ُ ۡ َ ٌ َ ۡ َ َٰ ُ ُ َ َ َٰ َ ِه َ َ ۡ‬
‫الٱ َي ََش ِه َ‬ ‫َ ِه َ‬
‫م يؤالٱ ‬ ‫ب لٱ ولۡلنع ٱ لٱ ُّمت لٱ ل ٱف لٱ ألونهۥلٱ كذّ ٱك يلٱ إٱنم‬
‫ولَلوا ٱ‬
‫‪2‬‬ ‫ ِه ِه َ َ ٌ َ‬
‫لٱ غ ُف ٌ‬
‫ورلٱ ‪28‬لٱ ‪‬‬ ‫إٱنلٱ لَّلٱ ع ٱزيز‬

‫***‬
‫يتكون جزيء الحامض النووي )‪ (DNA‬من خيطين مجدولين مع‬
‫بعضهما على شكل لولبي‪ .‬وجميع المعلومات والخصائص البدنية‬
‫والفسيولوجية لكائن حي مشفرة في الوحدات البنائية ‪ ،‬الجينات من‬
‫الحلزون المزدوج مطوية داخل الكروموسومات في نواة الخلية‪ .‬تتشكل‬

‫سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.164-163‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة فاطر ‪ ،‬اآلية ‪.28-27‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪77‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫جدائل الحمض النووي عن طريق سلسلة من النيوكليوتيدات التي تتألف‬


‫من ثالثة عناصر وهي السكر)‪ (desoxypentose‬ومجموعة فوسفات‬
‫واحدة أو أكثر وقاعدة نيتروجينية‪.‬‬

‫إن مخزون المعلومات الوراثية والخصائص الجينية للكائنات الحية تتشكل‬


‫من اتحاد مثاني أربعة أنواع من جزيئات النيكليوتيد والتي تكون سلسلة‬
‫متصلة من هذه الجزيئات والتي تعتبر قاعدة بيانات بحد ذاتها تماثل تماما‬
‫"الشيفرة المصدرية"‪.‬‬

‫وكما أن شفيرة المورس المكونة من ثالثة عناصر (النقطة والواصلة‬


‫والفرجة) تشكل الحروف ومنها الكلمات ومنها الجمل فإن القواعد األربع‬
‫التي تُ َك ِّون الحامض النووي تندمج فيما بينها لتشكل اثنان وعشرين حمضا‬
‫أمينيا هي اللبنات الرئيسية لبناء ما يقارب مائة ألف بروتينا‪ .‬كل هذا‬
‫يشير إلى لغة قد بدأ المختصون في علوم األحياء الكشف عنها‪.‬‬
‫فالمعلومات المضمنة في الحامض النووي ال يمكن أن تكون وليدة‬
‫الصدفة وإال ما هو مصدر المعلومات الموجودة في الصحف والكتب‬
‫واألقراص المدمجة أو الصلبة ؟‬

‫يحتوي جسم اإلنسان على أكثر من خمسين ألف مليار من الخاليا ‪،‬‬
‫تعمل كل واحدة منها بمفردها وبالتنسيق مع الخاليا األخرى بال انقطاع‬
‫وعلى مدى أربع وعشرين ساعة‪ .‬إن حجم الخلية ال يتعدى ‪1/100‬‬

‫‪78‬‬
‫العلم الحديث بين اإللحاد واإليمان‬

‫مليمتر‪ ،‬وهي تحتوي على ثالث مليارات من نيكلوتيدات داخل مترين‬


‫مكثفين من الحامض النووي‪.‬‬

‫تحتوي نواة الخلية على الجينات والجينوم الذي يتضمن المعلومات التي‬

‫تعطي تعليمات للخلية نفسها ولألجهزة والجسم كله ألداء وظائفه‪ .‬فثمة إذاً‬
‫سجل للمعلومات يحتوي على إرشادات دقيقة في الجينوم لكل نواة خلية ‪،‬‬
‫وهو ما يعادل نحو تسع مئة وخمسين مجلدا كل منها يتألف من خمسمائة‬
‫صفحة من المعلومات المشفرة تملي على الخلية مهامها‪ .‬في هذه الحالة‬
‫لكي تسلك الخاليا مثل هذا السلوك المنطقي البد من إرادة واعية وذكية ‪،‬‬
‫كما البد ألي برنامج من مخطط ‪ ،‬فمن المسؤول عن ذلك ‪ ،‬الصدفة ؟‬
‫الزمن ؟ التطور؟‬

‫إن إلقاء الحبر بطريقة عشوائية على صفحات بيضاء لباليين السنين لن‬
‫يخلق فقرة وال جملة وال كلمة بل وال حرفا واحدا ‪ ،‬ناهيك عن موسوعة من‬
‫المعلومات الوافية والتعليمات الدقيقة التي تحتويتها الخلية‪.‬‬

‫الخلية الحية أكثر تعقيداً وكفاءة من أي مدينة على وجه المعمورة‪ .‬السيما‬
‫إذا تصورنا أن مدينة ما تتكرر بشكل مماثل في غضون بضع ساعات‬
‫كل يوم ‪ ،‬كما هو الحال في الخلية‪ .‬في عصرنا الحاضر ال يستطيع‬
‫العلماء تركيب جزء من خلية حتى في أعظم المختبرات وأكثرها تقدماً‪ .‬إن‬
‫لكل خلية غشاء حام يتوفر على مداخل ‪ ،‬عليه حراس يتكونون من‬

‫‪79‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫بروتينات وإنزيمات معينة مهمتهم حراسة المداخل ؛ فال يسمحون بالدخول‬


‫إال ألنواع معينة من المواد الكيميائية‪ .‬وفي الخلية شبكة مواصالت ممتازة‬
‫لها أنظمة خاصة لتوجيه ونقل المواد المسموح لها بالدخول إلى أن‬
‫توصلها بدقة إلى وجهتها التي يجب أن تبلغها‪ .‬وتحتوي كل خلية على ما‬
‫يسمى بالميتوكوندريا التي تعمل على توفير الطاقة للخلية‪ .‬ففي كل خلية‬
‫وحدات إنتاج البروتين والريبوسومات ولكي ال يكون هناك أي خلل أثناء‬
‫عملية النقل يتم حمل هذه البروتينات في حزم صغيرة مغَلفة‪ .‬حين يصل‬
‫البروتين إلى مكان عمله تعمل وحدات كيميائية على تفريغه ليأخذ دوره‬
‫ووظيفته‪ .‬أضف إلى ذلك أن في كل خلية ‪ ،‬باستثناء خاليا الدم الحمراء ‪،‬‬
‫الي ْحُلول يحيط بها غشاء وتحتوي على أنزيمات هاضمة‬
‫عضيات تدعى َ‬
‫تتخلص من كل النفايات الضارة في الخلية حتى ال تتراكم بداخلها‪.‬‬
‫فمن يقف وراء هذا الخلق وهذا التنظيم ؟‬

‫ ِه َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َٰٓ َ ُّ َ ِه ُ ُ َ َ َ ي َ ۡ َ ُ ْ َ ُ ِه ِه َ َ‬


‫ٱينلٱ ت ۡد ُعونلٱ ٱمنلٱ دو ٱنلٱ لَّٱلٱ لنلٱ ‬ ‫‪ ‬يأيهالٱ لنلاسلٱ ضٱبلٱ مثللٱ لٱ فٱست ٱمعوالٱ َّلۥلٱ إٱنلٱ لَّل‬
‫ۡ‬ ‫َ ُ‬ ‫ ِه‬ ‫َ ۡ ُ ۡ ُ ُ ُّ َ ُ َ ۡ ّٗ‬ ‫لٱ لجتَ َم ُعوا ْ َ ُ‬
‫الٱ وَّو ۡ‬ ‫ََيۡلُ ُقوا ْلٱ ذُب َ ّٗ‬
‫اب لٱ شيلٱ الٱ ل لٱ ي َ ۡستنقٱذوهُ لٱ مٱن ُهلٱ ‬ ‫لٱ َّلۥ لٱ ِإَونلٱ يسلبه لٱ لَّلب‬ ‫ٱ‬
‫ابلٱ َ‬
‫ ِه ِه َ َ َ‬
‫لٱ لَّ لٱ لقوٱ ٌّيلٱ ‬
‫َ َ َ ُ ْ ِه َ َ َ‬
‫لٱ ي ِهق لٱ ق ۡدرٱه ٱۦلٱ لٱ إٱن‬ ‫وب لٱ ‪ 73‬لٱ ما لٱ قدروا لٱ لَّ‬ ‫لٱ ولّ ۡ َم ۡطلُ ُ‬
‫ٱب َ‬ ‫للطال ُ‬‫ض ُع َف لٱ ِه‬ ‫َ‬
‫‪1‬‬
‫يزلٱ ‪ 74‬‬ ‫َعز ٌ‬
‫ٱ‬

‫سورة الحج ‪ ،‬اآلية ‪.74-73‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪80‬‬
‫العلم الحديث بين اإللحاد واإليمان‬

‫ولنأتي إلى الحديث عن البروتين ‪ ،‬عمد العلماء‪ 1‬لقياس احتمالية تكوين بروتين‬
‫وظيفي بسيط بالصدفة ‪ ،‬يبلغ طوله مئة وتسعة وأربعون من األحماض‪.‬‬
‫فالحصول على تسلسل وظيفي من األحماض األمينية يشترط فرصة واحدة في‬
‫‪ .1074‬ولتشكيل جزيء بروتين يجب أن ترتبط األحماض األمينية معا بروابط‬
‫ببتيدية وثمة فرصة من اثنتين من كل جانب ليحدث هذا االرتباط ‪ ،‬كما أنه ال‬
‫يقع بشكل منتظم‪ .‬إذاً فرصة من اثنتين حوالي أس ‪ ، 149‬وللتبسيط‬
‫‪ ،150‬أي ما يعادل فرصة واحدة في ‪ .1045‬والحامض األميني يتطلب‬
‫نسخة يمينية التناظر أو نسخة يسارية التناظر ‪ ،‬إال أن النسخة اليسارية‬
‫التناظر هي الوحيدة التي يمكنها تكوين البروتين أي ما يوافق فرصة‬
‫واحدة من اثنتين‪ .‬المجموع عن طريق جمع األسس ‪× 1045 × 1074 :‬‬
‫‪ = 1045‬فرصة واحدة في ‪.10164‬‬
‫ليمكن تصور هذا األمر يجب مقابلته بالحقائق التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬مضى على االنفجار الكبير ‪ 1016‬ثانية فقط‪.‬‬
‫‪ ‬عدد الذرات الموجودة في الكون كله ‪.1080‬‬
‫‪ ‬جميع األحداث منذ بداية الكون هي ‪.10139‬‬

‫َۡۡ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ََ ۡ َ‬ ‫ٱيلٱ خلَ َ‬


‫َ‬ ‫ۡ َ ۡ ۡ َ َ ِه‬
‫لٱ و َربُّكلٱ ‬ ‫لٱ لإلنسَٰ َن لٱ م ۡٱن لٱ ع ل ٍق لٱ ‪ 2‬لٱ لقَأ‬
‫ٱ‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫لٱ ‬ ‫‪1‬‬ ‫لٱ ‬ ‫ق‬ ‫لٱ لَّل‬ ‫‪ ‬لقَأ لٱ بٱٱس ٱ لٱ رب ٱك‬
‫َۡ ۡ‬
‫‪2‬‬
‫لۡلك ََ ُملٱ ‪ 3‬‬

‫‪ 1‬أنظر أبحاث ‪Stephen C. Meyer, Francis Crick, Stanley Miller, Leslie :‬‬
‫‪.Orgel‬‬
‫سورة العلق ‪ ،‬اآلية ‪.3-1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪81‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫َ‬ ‫ُ ِه َ ۡ ُ َ ّٗ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َََ ۡ َ َۡ َ ۡ‬


‫لٱ ج َعل َن َٰ ُه لٱ ن ۡطف لٱ ة لٱ ٱف لٱ ق ََارلٱ لٱ ‬ ‫ٱنلٱ سلَٰلةلٱ لٱ مٱنلٱ طٱَّيلٱ لٱ ‪ 12‬لٱ ث‬ ‫الٱ لإل َ َٰ‬
‫نس َن لٱ م‬ ‫‪ ‬ولقد لٱ خلقن ٱ‬
‫ُ ِه َ َ ۡ َ ُّ ۡ َ َ َ َ َ ّٗ َ َ َ ۡ َ ۡ َ َ َ َ ُ ۡ َ ّٗ َ َ َ ۡ ۡ ۡ َ َ‬
‫لٱ مضغ لٱ ةلٱ فخلقنَالٱ لّ ُمضغةلٱ ‬ ‫ ِهمكٱَّيلٱ لٱ ‪13‬لٱ ث لٱ خلقنالٱ لنلطفةلٱ علق لٱ ة لٱ فخلقنالٱ للعلقة‬
‫َ َ َ َ َ َ ِه ُ َ‬ ‫َ َٰ ّٗ َ َ َ ۡ َ ۡ َ َٰ َ َ ۡ ّٗ ُ ِه َ َ ۡ َ َٰ ُ َ‬
‫لٱ خلۡ ًقلٱ ا َ‬
‫لٱ لَّ لٱ أ ۡي َس ُنلٱ ‬ ‫لٱ ءاخ ََ لٱ فتبارك‬ ‫عٱظملٱ ا لٱ فكسونلٱ ا لٱ للعٱظ لٱ ۡلملٱ ا لٱ ث لٱ أنشأنه‬
‫ۡ‬ ‫ُ ِه ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ ِه ِه ُ‬ ‫ۡ َ‬
‫لٱ ب ۡع َد لٱ ذَّٰ ٱك لٱ ّ َمِ ٱ ُتون لٱ ‪ 15‬لٱ ث ِه لٱ إٱنك ۡ لٱ يَ ۡو َم لٱ للقٱ َي َٰ َمةٱلٱ ‬‫ك َ‬ ‫خَٰلٱق َ‬
‫َّي لٱ ‪ 14‬لٱ ث لٱ إٱن‬ ‫ٱ‬ ‫لل‬
‫ُ ُ َ‬
‫‪1‬‬
‫ت ۡب َعث لٱ ‬
‫ونلٱ ‪16‬لٱ ‪‬‬

‫طالما كان االعتقاد السائد هو أن الخلية هي الوحدة األساسية وأنها‬


‫بسيطة وليست معقدة وغير فعالة ‪ ،‬يمكن للمرء أن يتصور أنها نشأت‬
‫بشكل طوعي وعفوي وأن ثمة تطور عفوي للكائن وحيد الخلية إلى‬
‫الكائنات متعددة الخاليا أكثر تعقيدا‪ .‬ولكن اليوم ‪ ،‬نكتشف المزيد من‬
‫تعقيد الفعالية للخلية الواحدة‪ .‬فحتى الكائن الحي وحيد الخلية له قدرات‬
‫معقدة للغاية‪.‬‬
‫فالمواد المستخدمة لصنع باب أو نافذة أو خزانة إلخ ‪ ...‬يمكن أن تكون‬
‫هي نفسها ‪ ،‬لكن الخطة والغرض والتنفيد يكون مختلفا والنتيجة أيضا‪.‬‬
‫ويتميز اإلنسان بالذكاء عن غيره من الكائنات التي تعيش على األرض‪.‬‬
‫ولئن كان يشترك مع بعض الكائنات الحية كالقردة والذباب والدودة في‬
‫العديد من المميزات والقدرات إال أن ذلك ال يغير من خصوصية اإلنسان‬
‫وال يمكن بأية حال من األحوال أن يكون هذا من قبيل الصدفة أو نتيجة‬
‫لٱ لَل ۡهَ لٱ ّ َ لٱ ۡ‬ ‫نسن لٱ ي ي‬
‫ٱَّي لٱ م َٱن ِه‬ ‫َٰ‬ ‫َ ۡ َ َ َٰ َ َ ۡ َ‬
‫ٱ‬ ‫مجرد تطور إذا كان هناك تطور ‪ ‬لٱ هل لٱ أَت لٱ لَع ٱ‬
‫لٱ لإل ٱ‬

‫سورة المؤمنون ‪ ،‬اآلية ‪.16-12‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪82‬‬
‫العلم الحديث بين اإللحاد واإليمان‬

‫الٱ م ۡذ ُك ً‬
‫ورالٱ ‪ 1‬لٱ ‪ ، 1‬فكل كائن حي يتطور إال أن نظرية التطور‬
‫َ ُ َ ۡ ّٗ‬
‫يلٱ ِه‬ ‫لٱ يكنلٱ ش‬
‫اجع‪.‬‬
‫كما تم فهمها إلى اآلن ال بد أن تَُر َ‬

‫***‬

‫كل شيء في الوجود له علة ‪ ،‬فللكون بداية ‪ ،‬وهللا هو السبب األول‪ .‬خلق‬
‫وحدد جميع شروط الوجود‪ .‬ولكل حدث سبب‪ .‬ولكل سبب سبب آخر‬
‫منطقيا ‪ ،‬فما هو سبب المسبب األول ؟ قبل اإلجابة عن‬‫ً‬ ‫يمكننا تفسيره‬
‫هذا السؤال لنتساءل ‪ :‬يا تُرى إن أردنا معرفة سبب حقيقة ما ‪ ،‬هل يشترط‬
‫معرفة سبب ذلك السبب الذي نسعى إلى معرفته ؟ ال حاجة إليجاد هذا‬
‫السبب‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬لمعرفة أن الخبز قد قام بتحضيره خباز ‪ ،‬ال‬

‫يشترط أن نعرف من أين صدر الخباز‪ .‬وإن اشتُ ِّر َ‬


‫ط ذلك فمعنى هذا أننا‬
‫لن نتوصل لمعرفة أن الخباز هو الذي َّ‬
‫حضر الخبز ما لم نعرف من أين‬
‫صدر الخباز‪ .‬ورغم ذلك يبقى السؤال شرعيا في كون كل شيء له سبب‬
‫لكنه ليس شرطا‪.‬‬

‫واآلن ‪ ،‬دعونا نتذكر أنه قبل خلق الكون لم يكن هناك وجود للفضاء وال‬
‫للزمن وال للمادة‪ ...‬قبل أن يكون أي شيء ‪ ،‬ثمة حيث ال وجود لشيء من‬
‫الكون الذي نعرفه ‪ ،‬فإن السبب األول ال يخضع للمادة وال للزمان وال‬
‫للمكان وال ألي شيء آخر‪ .‬والسبب األول لم ينشأ من سواه بما أن ال‬

‫سورة االنسان ‪ ،‬اآلية ‪.1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪83‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫شيء قبله‪ .‬فهو موجود بذاته ‪ ،‬قيوم بذاته ‪ ،‬غني بذاته‪ .‬هذا هو في نهاية‬
‫المطاف المبدأ األول ‪ ،‬الصمد ‪ ،‬القادر ‪ ،‬العليم ‪ ،‬الحي ‪ ،‬األول واآلخر‪.‬‬

‫***‬

‫كل الرسل واألنبياء عليهم السالم بعثوا بالمعجزات وكان أقوامهم شهداء‬
‫عليها‪ .‬إن موسى ‪ ‬شق البحر بعصاه وبنو إسرائيل كانوا على ذلك‬
‫شاهدين ‪ ،‬وعيسى ‪ ‬كان يشفي األكمه واألبرص ويحيي الموتى بإذن‬
‫هللا وكان قومه على ذلك شاهدين‪ .‬أما نحن فلم نشهد هذه المعجزات‬
‫الفانية ولم يبق منها إال الخبر عنها وليس لنا دليل قاطع على حدوثها‪ .‬أما‬
‫معجزة محمد ‪ ، ‬القرآن الكريم ‪ ،‬فهي تتميز عن سائر المعجزات بأنها‬
‫معجزة المعجزات التي حدثت باألمس وال تزال اليوم وهي مستمرة وباقية ‪،‬‬
‫َش ِّهدتها األجيال السابقة وسوف تشهدها األجيال القادمة‪ .‬فكل األديان‬
‫تزعم أن كتبها المقدسة صادقة وبالتالي معجزة ‪ ،‬في حين أن القرآن هو‬
‫الكتاب الوحيد الذي يصف نفسه بكونه هو المعجزة‪.‬‬

‫ۡ ُ َ ۡ ُّ َ َ َٰٓ َ َ ۡ ُ ْ ۡ َ َٰ َ ۡ ُ ۡ َ َ ۡ ُ َ‬ ‫‪ ‬قُللٱ ِهلئن ۡ‬


‫لٱ لج َت َم َ‬
‫ان لٱ ل لٱ يَأتونلٱ ‬
‫لۡلن لٱ لَع لٱ أنلٱ يأتوا لٱ ب ٱ ٱمث ٱل لٱ هذالٱ للقَء ٱ‬ ‫لٱ لإلنس لٱ و ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫ت‬ ‫ٱ‬ ‫ع‬ ‫ٱٱ‬
‫َ َ‬ ‫ريا لٱ ‪ 88‬لٱ َولَ َق ۡد َ ِه‬
‫لٱ َص ۡف َنا لٱ ّ ِه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫ۡ‬
‫لٱ ف لٱ هَٰذالٱ ‬
‫اس ٱ‬ ‫ٱلن ٱ‬ ‫لٱ وّ ۡو لٱ َكن َلٱ ب ۡعض ُه ۡ لٱ ۡلٱَلٱ ۡعضلٱ لٱ ظ ٱه ّٗلٱ ‬ ‫ب ٱ ٱمثلٱهٱۦ‬
‫ ِه ُ ُ‬ ‫كَُ‬‫ُ َ َ َ َ َ َٰٓ َ ۡ‬ ‫َُۡۡ‬
‫‪1‬‬
‫اسلٱ إٱللٱ كف ّٗلٱ ‬
‫ورالٱ ‪89‬لٱ لٱ ‪‬‬ ‫َثلٱ لنل ِه ٱ‬ ‫انلٱ ٱمن ٱ‬
‫لٱ كلٱ مثللٱ لٱ فأَبلٱ أ‬ ‫للقَء ٱ‬
‫لٱ ‬

‫سورة اإلسراء ‪ ،‬اآلية ‪.89-88‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪84‬‬
‫العلم الحديث بين اإللحاد واإليمان‬

‫ ِه‬ ‫َ ۡ‬
‫الٱ م َت َصد ّٗٱًع لٱ م ۡٱن لٱ خش َِةٱلٱ لَّلٱ ٱلٱ ‬ ‫ۥلٱ خ َٰ ّٗع ُّ‬‫َ‬ ‫لٱ لَع َ ِه َ َ‬ ‫ان َ َ َٰ‬ ‫َ ۡ َ َ ۡ َ َ َٰ َ ۡ ُ ۡ َ َ‬
‫لٱ ج َبل لٱ ل ََأ ۡيت ُه شٱ‬ ‫‪ ‬لٱ ّو لٱ أنزنلالٱ هذالٱ للقَء‬
‫َ َ ِه‬ ‫ُ َ ِه ُ ِه‬
‫لٱ لَّ لٱ لَّلٱيلٱ ل لٱ إٱل َٰ َه لٱ إٱللٱ ‬ ‫ون لٱ ‪ 21‬لٱ هو‬
‫َ ِه َ‬ ‫َ ِه‬
‫اس لٱ ل َعل ُه ۡ َلٱ ي َتفك َُ لٱ ‬ ‫ٱلن ٱ‬ ‫لٱ لۡلَ ۡم َثَٰ ُل لٱ نَ ۡۡض ُب َهالٱ ّ ِه‬
‫َ ۡ َ ۡ‬
‫وت ٱلك‬
‫ٱ‬
‫ُ َ ِه ُ ِه َ َ ِه ُ‬ ‫لٱ لَّ ۡي َم َٰ ُن ِه‬ ‫ُ َ َ َٰ ُ ۡ َ ۡ َ ِه َ َٰ َ ٱ ُ‬
‫لٱ لَّلٱ لَّلٱيلٱ للٱ إٱل َٰ َهلٱ إٱللٱ ه َولٱ ‬ ‫لٱ لَّيٱِ ُ لٱ ‪22‬لٱ هو‬ ‫لٱ ه َو ِه‬ ‫بلٱ ولّشهدةِۖ‬ ‫هولٱ عل ٱ لٱ للغِ ٱ‬
‫ ِه‬ ‫لٱ س ۡب َ‬
‫ب ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ ِه َ َٰ ُ ۡ ُ ۡ ُ ۡ ُ َ ۡ ُ ۡ َ ُ ۡ َ ِه ُ ۡ ُ َ َ‬ ‫َۡ ُ ۡ‬
‫لٱ لل ُق ُّد ُ‬
‫حَٰ َن لٱ لَّٱلٱ ‬ ‫لٱ لۡلبار لٱ لّمت ٱ‬ ‫وس لٱ لّسل لٱ لّمؤمٱن لٱ لّمهِ ٱمن لٱ للعزٱيز‬ ‫لّمل ٱك‬
‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫ُ َ ِه ُ َ َٰ ُ َ ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِه ُ ۡ‬
‫ن ىلٱ ي ُ َسب ٱ ُحلٱ ‬ ‫لٱ لۡل ۡس َ َٰ‬
‫لٱ َّل لٱ لۡل ۡس َما ُء ُ‬
‫ئ لٱ لّ ُم َصو ُر ُ‬
‫ٱ‬ ‫ۡشكون لٱ ‪ 23‬لٱ هو لٱ لَّ لٱ للخل ٱق لٱ لۡلارٱ‬ ‫عمالٱ ي ٱ‬
‫ ِه َ َ َ ۡ َ‬
‫‪1‬‬ ‫يز ۡ َ‬
‫لٱ لۡلكٱِ ُ لٱ ‪24‬لٱ ‪‬‬ ‫لٱ و ُه َولٱ ل ۡل َعز ُ‬
‫ۡرض َ‬
‫ِۖ‬ ‫ٱ‬ ‫لۡل‬‫لٱ و‬ ‫ت‬
‫ٱ‬ ‫َٰ‬ ‫و‬ ‫َٰ‬ ‫م‬ ‫لٱ لّس‬ ‫لٱ ف‬
‫ٱ‬ ‫ا‬ ‫َ َُّلۥ َ‬
‫لٱ م‬
‫ٱ‬

‫اإلسالم هو أول وآخر األديان السماوية ‪ ،‬للبشرية جمعاء ‪ ،‬إلى أن يرث‬


‫هللا األرض ومن عليها‪ .‬يقوم على شهادة أن ال إله إال هللا وحده ال شريك‬
‫له وأن محمدا عبده ورسوله‪ .‬فهو بذلك دين ِّ‬
‫اإلخالص ‪ ،‬دين التوحيد‬
‫الخالص ‪ ،‬ال يضعف أمام أي عائق ‪ ،‬بل ينتشر ويتقدم في كل أنحاء‬
‫العالم ؛ وهو يتوسع بقوة الحجة والمنطق ليعم جميع الشعوب بمختلف‬
‫تنوعاتها الوطنية والعرقية واالجتماعية والثقافية‪ .‬وإن تجاهل هذا الواقع‬
‫والتغاضي عنه ينمان عن عدم المسؤولية إذ يفتح بشكل خطير ‪ ،‬وعلى‬
‫حساب رسالة اإلسالم األصلية ‪ ،‬جميع أبواب اإلنحرافات الفكرية‬
‫واأليديولوجية النابعة من المعتقدات التقليدية‪.‬‬

‫إذا دخل اإلنسان بيتا فإنه يرى ويعترف أن الجدران قد بناها َّبناء ‪،‬‬
‫واألبواب والنوافذ صنعها نجار‪ ،‬وأن األسالك الكهربائية قد وضعها‬
‫سباك‪ ...‬فهل يعقل أن هذا البيت يكون قد صنع نفسه بنفسه ؟‬

‫سورة الحشر ‪ ،‬اآلية ‪.24-21‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪85‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫إن ثمة نظاماً كونيا عظيما يجري على كل شيء في الوجود على مستوى‬
‫الكم أو في نطاق الفلكية والقوانين ‪ ،‬في مجال الطاقة والمادة والجسيمات‬
‫والذرة والجزيء والخلية والكواكب والنجوم والمجرة‪ ...‬الكون وحدة متماسكة‬
‫ومتسقة تدل على خالق ذي قدرة متناهية في التصميم واإلبداع والخلق‬
‫ويشهد أن ال إله إال هللا وأن محمدا رسول هللا‪.‬‬

‫فقد علمنا أن ما من شيء في الكون إال وقد أذعن هلل سبحانه وتعالى ‪،‬‬
‫فهو يسير بموجب القوانين والنظم السائدة في الطبيعة‪ .‬فالعلم الحديث قد‬
‫بدأ بـ "ال إله"‪ ،‬ليستكمل الجزء األول من شهادة المسلم "ال إله إال هللا وحده‬
‫ال شريك له"‪ .‬وأخي ار ‪ ،‬أثبت العلم الحديث الشق الثاني من الشهادة ‪ ،‬أي‬
‫أن السماوات واألرض وكل ما فيها مسلم منقاد إلى هللا طوعا أو كرها‪.‬‬

‫َ َ ِه ُ َ ِه ُ َ َ َٰ َ ِه ُ َ َ ۡ َ َ َٰٓ َ ُ َ ُ ْ ُ ْ ۡ ۡ َ َ ُۢ ۡ ۡ َ َ‬
‫طلٱ للٱ إٱل َٰ َلٱ هلٱ ‬ ‫‪ ‬ش ٱهدلٱ لَّلٱ أنهۥلٱ للٱ إٱلهلٱ إٱللٱ هولٱ ولّملئٱكةلٱ وأوّوالٱ للعٱل ٱ لٱ قائٱمالٱ بٱٱلقٱس ٱ ى‬
‫ينلٱ ‬ ‫لٱ لَّل َ‬ ‫ۡ َ َ ِه‬
‫لٱ و َما لٱ لخ َتلف ٱلٱ ‬
‫َ ِه ۡ‬
‫ٱلٱ لإل ۡس َل َٰ ُ ي َ‬ ‫ ِه‬ ‫يز ۡ َ‬
‫لٱ لۡلكٱِ ُ لٱ ‪ 18‬لٱ إٱن لٱ لَل َلٱ ‬
‫ ِه ُ َ ۡ‬
‫لٱ لل َعز ُ‬
‫ٱين لٱ عٱند لٱ لَّ ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫إٱل لٱ هو‬
‫َٰ‬ ‫ُ ُ ْ ۡ َ َٰ َ ِه ُۢ َ ۡ َ َ َ ُ ُ ۡ ۡ ُ َ ۡ َ ُۢ َ ۡ َ ُ ۡ َ َ َ ۡ ُ ۡ َ‬
‫تلٱ ‬ ‫ل لٱ ٱمن لٱ بع ٱد لٱ مالٱ جاءه لٱ للعٱل لٱ بغِالٱ بينه يلٱ ومنلٱ يكفَ لٱ أَ‍ِي ٱ‬ ‫ب إ ٱ لٱ ‬‫أوتوا لٱ للكٱت لٱ ‬
‫‪1‬‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫لٱ لَّ َ ُ‬ ‫لَّٱلٱ فَإ ِهن ِه َ‬
‫ ِه‬
‫ابلٱ ‪19‬لٱ ‪‬‬ ‫لٱ َسيعلٱ لۡل ٱس ٱ‬‫ٱ‬ ‫ٱ‬
‫لٱ ‬
‫َ ۡ ّٗ َ َ ّٗ‬ ‫َ َۡ‬ ‫لٱ و َ َُّلۥ لٱ أَ ۡسلَ َ َ‬ ‫ ِه َ ۡ ُ َ‬ ‫‪ ‬لٱ أ َ َف َغ ۡ َ‬
‫لٱ وك َۡ لٱ هالٱ ‬ ‫ۡرض لٱ طو لٱ ‬
‫ًع‬ ‫لٱ ولۡل ٱ‬ ‫ت‬‫لٱ لّس َم َٰ َو ٱَٰ‬
‫لٱ من لٱ ف ِه‬
‫ٱ‬
‫ون َ‬ ‫غ‬ ‫ب‬‫ٱلٱ ي‬ ‫لٱ لَّ‬ ‫ٱين‬
‫ٱ‬ ‫د‬‫لٱ ‬ ‫ري‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ ِه‬ ‫ام ِه‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َۡ ُۡ َ ُ َ‬
‫لٱ لَع لٱ إٱبۡ َرَٰهٱِ َ لٱ ‬
‫لٱ و َما لٱ أنزل َٰٓ‬
‫ٱ‬
‫لٱ عل ِۡ َنا َ‬ ‫ل‬ ‫نز‬
‫ٱ‬ ‫لٱ أ‬ ‫ا‬‫م‬‫لٱ و َ‬
‫ٱَّ ٱ َ‬
‫ٱ‬ ‫ب‬‫لٱ ‬ ‫ا‬‫ن‬ ‫لٱ ء َ‬
‫ون لٱ ‪ 83‬لٱ قل َ‬ ‫ِإَوَّلهٱ لٱ يَجع‬

‫سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪.19-18‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪86‬‬
‫العلم الحديث بين اإللحاد واإليمان‬

‫َ‬
‫لٱ ولنل ِهب ٱ ُِّون لٱ ٱمنلٱ ‬ ‫لٱ وع َ َٰ‬
‫ٱيَس َ‬ ‫وَس َ‬‫لٱ م َ َٰ‬
‫وَت ُ‬ ‫َ ُ‬
‫لٱ و َما لٱ أ َ‬ ‫اط‬
‫ٱ‬ ‫لٱ و ۡلۡلَ ۡس َ‬
‫ب‬ ‫وب َ‬ ‫لٱ و َي ۡع ُق َ‬
‫حَٰ َق َ‬ ‫لٱ ِإَوس َ‬
‫ِل ۡ‬ ‫ۡ َ َٰ َ‬
‫ِإَوسم ٱع‬
‫ٱ‬
‫َ َ ََۡ َ َۡ ۡ َ‬ ‫ ِه ۡ َ ُ َ ُ َ ۡ َ َ ۡ ُ ۡ َ َ ۡ ُ َ ُ ُ ۡ ُ َ‬ ‫َ‬
‫لٱ لإل ۡسل َٰ ٱ لٱ ‬
‫يدلٱ لٱ مٱنه لٱ وَنن لٱ َّلۥلٱ مسل ٱمون لٱ ‪ 84‬لٱ ومنلٱ يبتغٱ لٱ غري ٱ‬ ‫رب ٱ ٱه لٱ ل لٱ نف ٱَق لٱ بَّي لٱ أ لٱ ‬
‫‪1‬‬ ‫خَٰ ٱِس َ‬ ‫َ َ ۡ َ‬ ‫د ّٗلٱ َ َ ُ ۡ َ َ ۡ ُ َ ُ َ‬
‫ينلٱ ‪85‬لٱ ‪‬‬ ‫ٱ‬ ‫لٱ فلٱ لٓأۡلخٱَةٱلٱ مٱنلٱ لل‬
‫ٱينالٱ فلنلٱ يقبللٱ مٱنهلٱ وهو ٱ‬
‫لٱ ‬
‫ ِه ُ َ َ ۡ َ ُ َ ۡ َ ۡ َ ۡ َ ُ ۡ ۡ َ َٰ َ َ ُ ۡ َ ُ ِه َ ۡ ۡ‬ ‫َ‬
‫ضل ُلٱ هۥلٱ َي َعللٱ ‬ ‫‪ ‬ف َمنلٱ يُ ٱَدٱلٱ لَّ لٱ أنلٱ يهدٱيهۥلٱ يۡشح لٱ صدرهۥلٱ ّ ٱٱۡلسل ٱِۖلٱ ومنلٱ ي ٱَد لٱ أنلٱ ي ٱ‬
‫ََ‬
‫لٱ لَّ ۡج َس لٱ لَعلٱ ‬
‫ ِه َ ٱ َ َ َٰ َ َ ۡ‬
‫لٱ َي َع ُل ِه ُ‬
‫لٱ لَّ‬ ‫ٱك‬ ‫ّ‬ ‫ذ‬ ‫لٱ ك‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫لٱ لّس‬ ‫لٱ ف‬ ‫الٱ ك َأ ِهن َمالٱ يَ ِهص ِهع ُ‬
‫د‬
‫َ ۡ َ ُ َ ً َ َ ّٗ َ‬
‫صدرهۥلٱ ضِٱقالٱ يَ لٱ ‬
‫ج‬
‫ٱ‬ ‫ى‬ ‫ٱ‬
‫َ‬ ‫ ِه َ َ ۡ‬
‫‪2‬‬
‫ٱينلٱ للٱ يُؤم ُٱنونلٱ ‪125‬لٱ ‪‬‬ ‫لَّل‬

‫***‬

‫ليس هذا العرض إال غيض من فيض من األدلة على وجود هللا‪.‬‬
‫وباستطاعة أيا كان التحقق من ذلك ولو أن حياة امرئ كلها ال تكفي‬
‫إلحصاء هذه الدالئل الباهرة واإلحاطة بها‪ .‬فوجود هللا لم يعد لغ از ‪ ،‬تخمينا‬
‫أو حدسا‪ .‬أصبح اإليمان أكثر من أي وقت مضى ينبع من المعرفة‬
‫الموضوعية للوجود‪ .‬فهو إيمان يتسم بالطمأنينة والثبات والكمال ‪ِّ ،‬‬
‫آمن‬
‫من هزات المزاج والنوازل‪ .‬ومن ثمرات هذا اإليمان أنه ال يثير األهواء وال‬
‫يستفز مشاعر الكره والعداوة والعنف بل يدعو للسلم والسالم‪.‬‬

‫سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪.85-83‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة األنعام ‪ ،‬اآلية ‪.125‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪87‬‬
‫الرسالـة األصلية لإلســالم‬

‫بعد االطالع على النتاج المعرفي في موضوع العلم واإليمان وقبل تناول‬
‫مسألة رسالة اإلسالم األصلية أريد أن أنوه بأن أبحاثي تكتسي طابعا‬
‫علميا وتحظى باعتراف ذوي االختصاص‪ .‬على الرغم من ذلك فإن بعضا‬
‫بعض ما استخلصتُه‬
‫من هؤالء ‪ ،‬وهم من التقليديين ‪ُ ،‬يبدي تحفظا إزاء َ‬
‫من أبحاثي وهي العودة كليا إلى التنزيل اإللهي الحكيم كمرجع لإلسالم‬
‫الحق (‪ )632-610‬واعتبار الموروث الديني التقليدي اجتهادات إنسانية‬
‫نسبية وليدة سياق تاريخي معين ال يمكن اعتباره مرجعا مقدسا البد من‬
‫التقيد به وال يمكن الخروج عنه‪.‬‬

‫يخاطب كتابي هذا المسلمين بكل تأكيد ولكنه يخاطب أيضا‪ ،‬إن لم يكن‬
‫أكثر‪ ،‬غير المسلمين؛ وذلك من أجل التمييز بين الحق والباطل ‪ ،‬بين‬
‫رسالة اإلسالم العالمية وكل ما َعِّلق به من مغالطات ألغراض يطول‬
‫ذكرها‪.‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫درست القرآن الكريم ‪ ،‬الحديث والسنة والسيرة ‪ ،‬الفقه وعلم الكالم ‪ ،‬كل‬
‫عتبرون المرجع‬
‫أصول الدين من أمهات الكتب وعن كبار العلماء الذين ُي َ‬
‫للتيار التقليدي‪ .‬و قد التزمت بمثل هذا المنحى الفكري بشكل معتدل لفترة‪.‬‬
‫لكن حينما تخصصت ودرست بما في ذلك علم التأريخ ‪ ،‬تناولت القرآن‬
‫بالبحث بإتباع منهج علمي متعدد التخصصات ؛ كم كانت دهشتي كبيرة‬
‫لما اكتشفت أن رسالة اإلسالم كما نص عليها كتاب هللا تتعارض بشكل‬
‫صريح مع الكثير من محدثات األمور التي تناقلها ودونها القدامى في‬
‫كتبهم والتي صارت أساسا للفكر التقليدي السلفي‪.‬‬

‫***‬

‫مفهوم كلمة اإلسالم في لغة القرآن هو المسالمة ‪ ،‬ومفهومها في الدين هو‬


‫االنقياد لطاعة هللا والقبول بأمره‪ .‬وهذه المسالمة تجعل المرء في حالة من‬
‫في ْسلم وجهه هلل في سالم‪.‬‬
‫السلم واألمان وتمنحه السكينة واالطمئنان ُ‬
‫إحكام وتحك ٌم في اضطراب وهيجان‬
‫تفعيل للسالم والسكينة و ٌ‬
‫ٌ‬ ‫فاإلسالم هو‬
‫النفس إلى أن يصبح المرء مسلما سليما ومسالما للخلق كله فيأتي ربه‬
‫بقلب سليم‪.‬‬

‫ما أشبه السياق التاريخي لظهور اإلسالم بالظروف التي نعيشها في‬
‫عصرنا‪ .‬وكما هي الحال اليوم ‪ ،‬كان يسيطر على العالم المعروف في‬
‫أوائل القرن السابع قوتان متخاصمتان هما اإلمبراطوريتان الفارسية‬
‫‪90‬‬
‫الرسالة األصلية لإلسالم‬

‫والبيزنطية‪ .‬وكانت هناك حضارات وشعوب كبيرة أخرى مثل الهنود‬


‫والصينيون ‪ ،‬فضال عن حضارات ما قبل كولومبوس ‪ ،‬فمنها دول غنية‬
‫ومنها دول فقيرة‪ .‬كما كانت هناك أيضا شعوب بدائية وقبائل تعيش منذ‬
‫قرون على نمط واحد ال تطور فيه كما هي اليوم وضعية بعض‬
‫الجماعات التي تعيش على هامش الحضارة‪...‬‬

‫كانت المعتقدات الدينية والفلسفية لدى قبائل الجزيرة العربية متسمة بشيء‬
‫من البدائية مقارنة باألديان السائدة آنذاك في بقاع العالم والمناطق النائية‬
‫من صحراء الجزيرة ‪ ،‬سواء كانت تلك األديان ِّ‬
‫توحد الخالق مثل اليهودية‬
‫والنصرانية والزرادشتية أو أديان ُينظر إليها أنها تقوم على االعتقاد بتعدد‬
‫اآللهة مثل الطاوية والشنتوية والهندوسية والبوذية ‪...‬‬

‫وكانت الوثنية والشرك وعبادة األصنام سائدة في القبائل العربية لدرجة أن‬
‫األصنام التي كانت تمثل اآللهة أصبحت هي نفسها آلهة ‪ ،‬ورغم أن ُعبَّاد‬
‫هذه األصنام كانوا يعتقدون بإله اآللهة إال أن ربوبية هذا اإلله لم تكن‬
‫أولى من ربوبية غيره من اآللهة الصغرى بل وقد تنافسه في عدة مواقف‬
‫وتُعبد أكثر منه‪ .‬ولهذا كانت درجة تطور العرب آنذاك متدنية مقارنة‬
‫بالحضارات العظيمة آنذاك‪.‬‬

‫***‬

‫‪91‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫عاش محمد‪ ،  1‬رسول هللا وخاتم النبيين ‪ ،‬في سياق تاريخي وديني‬
‫وثقافي واجتماعي شبيه بالظروف التي عاش فيها إبراهيم ‪ ، ‬أب‬
‫المسلمين ‪ ،‬حيث كانت ممارسة طقوس التضحية بالبشر وخاصة األطفال‬
‫أم ار غير ناذر‪ .‬كما أن الفقر في جزيرة العرب خالل القرن السابع كان‬
‫يبعث بعضهم إلى قتل أوالدهم‪ .‬وكان غيرهم يئد بناتهم اتقاء للعار السيما‬
‫إن كانت أول مولود ‪ ،‬وكان آخرون يضحون بأول أو بآخر مولود َذ َك ٍر‬
‫وفاء لنذر قضاه على نفسه‪ .‬فاإلسالم ظهر في صحراء عمت‬
‫قربانا لصنم ً‬
‫جاهلية مضطر ِّ‬
‫بة التصورات والعقائد‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫فيها ظلمات‬

‫بدأ األمر برجل يدعى "محمد" ‪ ، ‬يبغض األوثان وينفر منها ‪ ،‬وكان‬
‫المَلك جبريل ‪‬‬
‫يلقب باألمين‪ .‬وهو الذي اصطفاه هللا عز وجل إذ جاءه َ‬
‫بالوحي وهو كعادته في كل شهر رمضان منذ خمس سنوات بغار حراء‬
‫يتدبر في خلق السماوات واألرض‪ .‬وقد كان يقضي باقي السنة يتاجر‬
‫بمال زوجته في القوافل عبر الصحراء‪.‬‬

‫إن هللا يجتبي المتواضعين من عباده لكنه يخصهم بميزات تفردوا بها عن‬
‫سائر البشر؛ ليكونوا مهبط كلماته فيجعل لهم نو ار من علمه ويجعلهم‬
‫أئمة يهتدي بهم أولوا األلباب‪ .‬إن هللا عز وجل اصطفى محمدا ‪، ‬‬
‫وهو أعلم حيث يضع رساالته ‪ ،‬اصطفى رجال يعيش عيشة طبيعية‬

‫‪ 632-570‬م‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪92‬‬
‫الرسالة األصلية لإلسالم‬

‫فأوحى إليه كما أوحى للذين من قبله ‪ ،‬أنه ال إله إال هو رب العالمين‬
‫كافـ ـة ‪ ،‬األول واآلخـ ـر ‪ ،‬الحـي الـقـي ـوم الـذي ق ـال في الـقـ ـ ـرآن الكري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ‪:‬‬
‫َ ۡ َ ُ ََ‬ ‫ۡ َۡ َ َ ُ َ َ‬ ‫َ َ َ َٰ َ َ ۡ َ ۡ َ َ ۡ َ‬
‫لٱ وللٱ ‬ ‫نت لٱ ت ۡدرٱي لٱ ما لٱ للكٱتَٰب‬ ‫ويا لٱ مٱن لٱ أمَٱنا لٱ ما لٱ ك‬ ‫لٱ ر ّٗ‬
‫ك ُ‬ ‫‪ ‬وكذّ ٱك لٱ أويِنا لٱ إٱَّل‬
‫َ‬ ‫َ ِه َ‬ ‫َ َ ۡ َ َٰ ُ ُ ّٗ ِه‬ ‫ۡ َ َٰ ُ َ َ‬
‫لٱ منلٱ نشا ُءلٱ م ۡٱنلٱ عٱبَادٱنالٱ (‪)...‬لٱ ‪52‬لٱ ‪1‬لٱ ‪.‬‬ ‫ورالٱ ن ۡه ٱديلٱ بٱهٱۦ‬ ‫كنلٱ جعلنهلٱ ن‬ ‫لٱ ول َٰ ٱ‬ ‫لإللٱ يمن‬
‫ٱ‬
‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ َ َُۡ ْ‬
‫نتلٱ تتلوالٱ ٱمنلٱ ق ۡبلٱهٱۦلٱ ٱمنلٱ كٱتَٰبلٱ لٱ َوللٱ َت ُّط ُهۥلٱ ب ٱ َِ ٱمِن ٱكلٱ (‪)...‬لٱ ‪48‬لٱ ‪.2‬‬ ‫‪ ‬ومالٱ ك‬

‫إن هللا اجتبى محمدا ‪ ‬بأن أتاه النور‪ ،‬العلم المكنون في القرآن ‪ ،‬الفرقان ‪،‬‬
‫كتاب هللا ليبلغه للناس كافة‪ .‬لقد كان محمد ‪ ‬غنيا بثروة زوجته ‪ ،‬وكان‬
‫عزي از بين ذويه وعشيرته حتى أنه سمي األمين وها هو أصبـح مستـودع‬
‫ابتلي الرسـل واألنبيـاء وأوليـاء‬ ‫الحق وأمـيـنـا عليه ُليبتلى بالخيـر والشـر كما ُ‬
‫َ‬ ‫وَل لٱ ‪ 4‬لٱ َو ّ َ َس ۡو َف ُ‬ ‫ُۡ َ‬ ‫َ ُ َ ۡ ي ِه َ‬ ‫َ‬
‫لٱ ي ۡع ٱط ِك لٱ ‬ ‫ك لٱ م َٱن لٱ لۡل َٰ‬ ‫هللا من ق ـب ـل ـ ـ ـه ‪  :‬لٱ َو ل ٓأۡلخٱَة لٱ خ ري لٱ ل‬
‫َ َ َ َ َ َ ّٗ َ‬
‫لٱ ف َه َد َٰ‬ ‫او َٰ‬ ‫َ َ ۡ َ ۡ َ َ ّٗ َ‬
‫لٱ فَلٱ َ‬ ‫َت َ َٰٓ‬ ‫َ ُّ َ َ‬
‫لٱ ف َ ۡ‬
‫ى لٱ ‪7‬لٱ ‬ ‫ى لٱ ‪ 6‬لٱ و وج د ك لٱ ض ٓال‬ ‫َض لٱ ‪ 5‬لٱ أ ّ لٱ َي ٱ د ك لٱ ي ت ٱِم ا‬ ‫ربك‬
‫ ِه َ َ َ َ ۡ‬ ‫َ‬ ‫ََ َۡ‬ ‫ََ ۡ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ّٗ َ ۡ‬
‫الٱ لّس ا ئ ٱل لٱ ف َل لٱ ت ن َه َۡ لٱ ‬ ‫لٱ ًع ئ ٱَل لٱ فَأ غ َ َٰ‬
‫ن لٱ ‪ 8‬لٱ ف أ ِهم الٱ لَّل َت ٱِ َ لٱ ف َل لٱ ت ق َه َۡ لٱ ‪ 9‬لٱ َوأ ِهم‬ ‫و وج د ك‬
‫ۡ َ َ َ َ َ ۡ‬ ‫َ‬
‫ح دٱث لٱ ‪11‬لٱ ‪.3‬‬ ‫‪10‬لٱ َوأ ِهم الٱ ب ٱن ٱع م ةٱلٱ ر ب ٱك لٱ ف‬

‫تلقــى محمد ‪ ‬كتابا إلهيا جديدا ‪ ،‬القـ ـرآن ‪ ،‬مصدقا لما بين يديــه من‬
‫الكتب السماويــة ومكمـال للديـن بعد موكب مـتـواصـ ــل من الرس ـ ـ ـاالت‬

‫سورة الشورى ‪ ،‬اآلية ‪.52‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة العنكبوت ‪ ،‬اآلية ‪.48‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة الضحى ‪ ،‬اآلية ‪.11-4‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪93‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫ُبعث بها الـرســل إلى أقـوامـهـم‪ .‬فـبـمـحـمــد ‪ ، ‬خـاتـم الـنـبـيـيـ ــن عليهـم‬
‫وح ِّـسـم األمــر بأن ُك ِّـرس الـتـوحـيـ ــد الخـالــص نـهـائـي ـ ـا‪.‬‬
‫الســالم ‪ ،‬اكتمـل الديـن ُ‬
‫ ِه ُ َ ِه َ َ َ‬ ‫َ ُ ۡ ََ‬ ‫َ َ َُ َ َ‬
‫لٱ وخات َ لٱ لنل ِهب ٱ ٱيلٱ َنيلٱ ‬ ‫كن لٱ رسول لٱ لَّٱ‬ ‫لٱ ول َٰ ٱ‬ ‫‪ِ ‬هما لٱ َكن لٱ ُّم ِهم ٌلٱ د لٱ أبَا لٱ أ َيدلٱ لٱ مٱن لٱ رٱجال ٱك‬
‫ََۡۡ َ ۡ َ ۡ ُ َ ُ‬ ‫ُ َ ۡ َ‬ ‫َو ََك َن ِه ُ‬
‫ت لٱ لك ۡ لٱ ‬ ‫كـ لٱ مـ لٱ لـ‬
‫ٱِما لٱ ‪ 40‬لٱ ‪  .1‬لٱ (‪ )...‬لٱ لَّلوم لٱ أ لٱ ‬‫لٱ َش ٍء لٱ عل ّٗلٱ ‬ ‫لٱ لَّ لٱ بٱك ٱل‬
‫ُ َ ُ ُ ۡ َ‬ ‫َ ُ ۡ ََۡ َ ۡ ُ َ َۡ ُ‬
‫لٱ لإل ۡسل َٰ َ لٱ د ّٗٱينلٱ ا لٱ (‪ )...‬لٱ ‪ 3‬لٱ ‪.2‬‬
‫ٱ‬ ‫ك‬ ‫لٱ ل‬ ‫ِت‬ ‫ض‬
‫ٱ‬ ‫ر‬ ‫ك ۡ لٱ ن ۡٱع َمَّت َ‬
‫لٱ و َ‬
‫ٱ‬ ‫دٱينك لٱ وأتممت لٱ علِ‬
‫َ ِه ۡ َ‬ ‫ ِه‬
‫لٱ لإل ۡسل َٰ ُ يلٱ (‪)...‬لٱ ‪19‬لٱ ‪.3‬‬
‫ٱينلٱ عٱندلٱ لَّٱ ٱ‬ ‫‪‬لٱ إٱنلٱ لَل َلٱ ‬

‫ظل الشرك راسخـا في جزيـرة العرب وظلت جذوره موغلة في القدم رغـم‬
‫ذيــوع ديانات التوحيــد قبل اإلســالم والتي لم تنجـح في اجتثاثـه‪ .‬فقد بقي‬
‫األمر في جزيرة العرب على حاله حتى جاءت رسالة اإلســالم لتُ ِّ‬
‫خرج‬
‫الشرك‬
‫ُ‬ ‫فشرع‬
‫الناس من عبادة العبـاد واألصنام إلى عبادة هللا وحده ؛ َ‬
‫ينكص على عقبيه وهو ال يزال كذلك السيمــا في عصرنا مع تقدم العلم‬
‫ُۡ ُ‬
‫لٱ ه َو ِه ُ‬
‫لٱ لَّلٱ ‬ ‫حيث أصبــح مدار الحديث بين العلماء خاصة هو التوحيد‪  .‬لٱ قل‬
‫ ِه ُ ِه َ ُ َ ۡ َ ۡ َ َ ۡ ُ َ ۡ َ َ ۡ َ ُ ِه ُ ُ ُ َ‬ ‫َ‬
‫لٱ َّلۥلٱ كف ًوالٱ أ َي ُدُۢلٱ ‪4‬لٱ ‪.4‬‬‫أ َي ٌدلٱ ‪1‬لٱ لَّلٱ لّصمدلٱ ‪2‬لٱ ّ لٱ ي ٱِللٱ وّ لٱ يوَللٱ ‪3‬لٱ وّ لٱ يكن‬

‫سورة األحزاب ‪ ،‬اآلية ‪.40‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة المائدة ‪ ،‬اآلية ‪.3‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪.19‬‬ ‫‪3‬‬

‫سورة اإلخالص ‪ ،‬اآلية ‪.4-1‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪94‬‬
‫الرسالة األصلية لإلسالم‬

‫َۡۡ َ َ ۡ َ ۡ ُ َ ُ ۡ َ ُ ۡ ََۡ َ ۡ ُ َ َۡ ُ‬
‫ك ۡ لٱ ن ۡع َمَّت َ‬
‫لٱ و َرض ُ‬
‫تلٱ ‬ ‫‪ ‬لٱ (‪ )...‬لٱ لَّلوم لٱ أكملت لٱ لك لٱ دينك لٱ ونتممت لٱ عل‬
‫َ ُ ۡ َ‬
‫ينا لٱ (‪ )...‬لٱ ‪ 3‬لٱ ‪ .1‬إن هذه اآلية هي آخر ما أوحي إلى محمد‬ ‫لك ُ لٱ لإل ۡسل َٰ َ لٱ د ّٗلٱ ‬

‫‪ ، ‬إنها ختمة الوحي ليكون اإلسالم من حينها أول وآخر دين سماوي‬
‫ارتضاه هللا سبحانه لخلقه‪ .‬فكل ما أضيف في اإلسالم بعد هذه اآلية إنما‬
‫هو وليد الظروف التاريخية واإلف ارزات االجتماعية للمسلمين وال يمكن بأية‬
‫حال من األحوال اعتباره من صلب اإلسالم‪ .‬ادعاء غير ذلك هو اإلقرار‬
‫بأن الدين من بعد ما أنزلت هذه اآلية بقي فيه قصور يستدعي اإلضافة ‪،‬‬
‫وهو ما يخالف ما تقر به اآلية الكريمة وتؤكده‪.‬‬

‫إن دعـوة اإلســالم بدأت في فجر البشرية مع أول إنسـان ‪ ،‬آدم ‪،‬‬
‫وخِّتمت بمحمد ‪ ‬خاتم النبيين مرو ار بإبراهيم وموسى وعيسى عليهم‬
‫ُ‬
‫السالم ‪ ،‬فقد بقيت رسالة اإلسالم الخالص هي هي ‪ ،‬ال تتبدل بتبدل‬
‫الرساالت وإن كانت محكومة بظروف كل منها ثم ختمت بنزول القرآن الكريم‪.‬‬

‫***‬

‫لئن كان القرآن الذي أُنزل على محمد ‪ ‬جاء بأول وآخر دين فإن رسالته‬
‫بقيت هي الرسالة اإللهية الوحيدة التي طالما نشرتها األديان السماوية‬
‫األولى ‪ :‬فاهلل قد أنعم على اإلنسان وكرمه بالعقل ليسير في األرض‬
‫درس الماضي والحاضر مستني ار بالعلم والمعرفة وليتدبَّر في ملكوت‬
‫ولي ُ‬
‫َ‬

‫سورة المائدة ‪ ،‬اآلية ‪.3‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪95‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫السماوات واألرض والبحر والحياة والموت وكل كبيرة وصغيرة ‪ ،‬عندها إذًا‬
‫يعرف اإلنسان خالقه ويمكنه أن يشهد أن ال إله إال هللا ‪ ،‬وعندها يعي‬
‫مغزى الوجود والخلق ؛ فلن يعبد غير هللا الواحد الصمد ولن يتضرع لغير‬
‫الحق عز وجل‪ .‬حينئذ يعمل اإلنسان بعدل وإحسان فال يسيء وال يفسد‬
‫في األرض وكل ذلك لعلمه بأن هللا هو الخالق البارئ‪.‬‬

‫فكلمة "أمن" و "إيمان" و "تأمين" لها مادة واحدة وهي تتألف من ثالثة‬
‫حروف ‪" :‬أ م ن"‪ .‬واإليمان يتصف في لغة القرآن بالعلم والمعرفة فهو‬
‫ليس إيمانا تقريبيا ونسبيا‪ .‬إن مسألة وجود هللا واضحة بينة عقليا وال يسعنا‬
‫سوى أن نشهد بذلك ؛ لكن يجب أن تكون هذه الشهادة على علم ووعي‬
‫ليصبح المؤمن آمنا بعلم من هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫اح لٱ لّۡم ۡص َب ُ‬ ‫ٱِهالٱ م ۡٱص َب ٌ‬ ‫ك َٰوةلٱ لٱ ف َ‬ ‫َ ۡ َ‬ ‫ََُ ُ‬ ‫َ َۡ‬ ‫ور ِه َ َ‬ ‫لَّ لٱ ن ُ ُ‬


‫‪ ‬لٱ ِه ُ‬
‫احلٱ ‬ ‫ٱ‬ ‫لٱ مثل لٱ نورٱه ٱۦلٱ ك ٱمش‬ ‫لٱ ولۡل ٱ ى‬
‫ۡرض‬ ‫ت‬‫لٱ لّسمَٰو َٰ ٱ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ َ َ ُ َ َ ِه َ َ ۡ َ ي ُ ي َ‬
‫ج ََةلٱ لٱ ُّم َب َٰ ََك ةلٱ لٱ َزيۡتُون ةلٱ لٱ ‬ ‫ٱنلٱ ش َ‬ ‫بلٱ لٱ د ر ٱي لٱ يُوق ُد لٱ م‬ ‫اج ٍةِۖلٱ لّزجاجة لٱ كأنه الٱ كوك‬ ‫ج َ‬ ‫لٱ ز َ‬‫ف ُ‬
‫ٱ‬
‫ ِه َ ۡ ِه َ َ َ ۡ ِه َ َ ُ َ ۡ ُ َ ُ ُ َ َ ۡ َ ۡ َ ۡ َ ۡ ُ َ ي ُّ ٌ َ َ َٰ ُ‬
‫ور ىلٱ ‬
‫لٱ لَع لٱ ن لٱ ‬ ‫ار لٱ نور‬ ‫كاد لٱ زيتها لٱ ي ٱِضء لٱ وّو لٱ ّ لٱ تمسسه لٱ ن لٱ ‬ ‫للٱ لٱ َشقٱِةلٱ لٱ ول لٱ غَبٱِةلٱ لٱ ي لٱ ‬

‫لٱ َش ٍءلٱ ‬ ‫كل َ ۡ‬ ‫ُ‬


‫ب‬‫لٱ ‬ ‫لٱ و ِه ُ‬
‫لَّ‬ ‫اس َ‬ ‫ٱ‬ ‫لٱ لۡلَ ۡم َثَٰ َل لٱ ّ ِه‬
‫ٱلن‬
‫َ َ َ ُ َ َ ۡ ُ ِه ُ ۡ‬
‫ۡضب لٱ لَّ‬ ‫ ِه ُ ُ‬ ‫َۡ‬
‫ٱ ٱ‬ ‫ِۗ‬ ‫يهدٱي لٱ لَّ لٱ نلٱ ورٱه ٱۦ لٱ من لٱ يشاء لٱ وي ٱ‬
‫ۡ‬
‫لٱ له َت َد َٰ‬ ‫َۡ َ‬ ‫ب لٱ ّ ِه‬ ‫ ِه َ َ ۡ َ َ َ ۡ َ ۡ‬
‫لٱ للك َٱتَٰ َ‬ ‫َ‬
‫ىلٱ ‬ ‫ٱۡل ٱقِۖ لٱ ف َم ٱن‬ ‫اس لٱ ٱب‬ ‫ٱلن ٱ‬ ‫عل ٱِ يلٱ لٱ ‪ 35‬لٱ ‪  .1‬لٱ إٱنا لٱ أنزنلا لٱ علِك‬
‫لٱ علَ ِۡه لٱ ب َ‬ ‫َ َ َ ِه َ ِه َ َ ُّ َ َ ۡ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َۡ‬
‫ٱِللٱ ‪.2 41‬‬ ‫ٱ ٱ ٍ‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫ضللٱ علِهالٱ ومالٱ أنت‬ ‫سهٱۦلٱ ومنلٱ ضللٱ فّٱنمالٱ ي ٱ‬ ‫فل ٱنف ٱ‬

‫سورة النور ‪ ،‬اآلية ‪.35‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة الزمر ‪ ،‬اآلية ‪.41‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪96‬‬
‫الرسالة األصلية لإلسالم‬

‫َ ّٗ ۡ َ َ ِه ِه َ َ َ ِه َ َ َ ۡ َ َ َ ۡ َ‬ ‫ََ ۡ َ ۡ َ َ‬
‫لنلــاسلٱ علِهالٱ للٱ تبدٱيللٱ ‬ ‫ٱِفالٱ ف ٱطَتلٱ لَّٱلٱ لل ٱَّتلٱ فطَلٱ لٱ ‬
‫‪‬لٱ فأق ٱ لٱ وجهكلٱ ّ ٱِلٱيــ ٱنلٱ ين لٱ ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َۡ‬ ‫َ‬ ‫ُ َۡ ُ ََ‬ ‫ ِه َ َ‬ ‫َۡ‬
‫اس لٱ ل َلٱ ي ۡعل ُلٱ مــون لٱ ‪30‬لٱ ‪.1‬‬ ‫ك ِهن لٱ أك لٱ ثــ ََ لٱ ‬
‫لٱ لنل ِهــ ٱ‬ ‫لٱ ول َٰ ٱ‬ ‫ٱِلل ٱق لٱ لَّٱلٱ ذَّٰ ٱك لٱ لَلٱين لٱ للقِ ٱ‬
‫اإلسالم دين العمل الصالح واإلحسان والوسط واالعتدال ‪ ،‬إنه دين العلم‬
‫ومعرفة هللا من خالل خلقه‪ .‬فمن بين ميزات القرآن ‪ ،‬وهي ليست بالهينة ‪،‬‬
‫التي تميزه عن الكتب التي أنزلت من قبله هي تأكيده على مفاهي ـم العلم‬
‫ۡ‬ ‫ۡ ۡ‬
‫والمعرفـة‪ .‬أليس أول ما أوحي إلى محمد ‪ ‬هو قوله تعالى ‪  :‬لق ََألٱ بٱٱس ٱ لٱ ‬
‫ ِه‬ ‫َۡۡ َ َ ۡ َ ۡ‬ ‫ََ‬ ‫َ ََ ۡ‬
‫لٱ لإل َ َٰ‬ ‫ٱيلٱ خلَ َ‬
‫َ‬ ‫َ َ ِه‬
‫لَّليلٱ ‬‫لٱ و َر ُّبك لٱ لۡلك ََ ُم لٱ ‪ 3‬لٱ ٱ‬ ‫نس َن لٱ م ۡٱن لٱ عل ٍق لٱ ‪ 2‬لٱ لقَأ‬ ‫ٱ‬ ‫ق‬‫ل‬ ‫خ‬ ‫لٱ ‬ ‫‪1‬‬ ‫لٱ ‬ ‫ق‬ ‫لٱ لَّل‬ ‫ربٱك‬
‫َ‬ ‫َ ِه َ ۡ َ َٰ َ َ َ‬ ‫َ ِه َ ۡ َ َ‬
‫لٱ مالٱ ّ ۡ َلٱ ي ۡعل ۡ لٱ ‪5‬لٱ ‪.2‬‬‫لٱ لإلنسن‬
‫ٱ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫لٱ ‬ ‫‪4‬‬ ‫لٱ ‬ ‫ٱ‬ ‫عل لٱ بٱٱلقل‬

‫َ ِه‬
‫أما أول إنسـان ‪ ،‬آدم ‪ ، ‬فقد جاء ذكره في القـرآن مقترنا بالعلم ‪ :‬لٱ َوعل َ لٱ ‬
‫ُ ِه‬ ‫َ َۡ‬
‫َءاد َلٱ ملٱ لۡل ۡس َما َءلٱ ُك َهالٱ (‪)...‬لٱ ‪31‬لٱ ‪.3‬‬

‫من الواضـح في الق ـرآن أن اإلنسانيــة اقترنت منذ البداية بالعلم‪ .‬وأول ما تلقاه‬
‫آدم ‪ ‬من هللا عز وجل هو العلم باألسماء كلها كما أن أول ما أ ُِّمر به‬
‫محمد ‪ ‬هو "إقـ أر"‪ .‬فالرسالة اإللهية للنـاس أجمعيـن ‪ ،‬منذ البدء إلى أن يرث‬
‫هللا األرض ومن عليها ‪ ،‬هي القراءة والعلم ومعرفة الخلق للوصول إلى معرفة‬
‫الخالق ‪ ،‬واالستقامة والع ـمــل بما يتطلبه اإليـمــان ‪ ،‬أي عـمـل الصالحـ ــات ألن‬
‫اإلنسـ ـان ال محـالـة ُمحاس ـ ـ ٌب ‪ ،‬ثم يوم الـق ـ ـيـامـة يقـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪:‬‬

‫سورة الروم ‪ ،‬اآلية ‪.30‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة العلق ‪ ،‬اآلية ‪.5-1‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.31‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪97‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫ك َٰفٱَ َ‬ ‫ ِه َ ُ ُ ْ ۡ ۡ َ ِه ۡ ۡ َ ۡ َ ۡ َ َ ُّ َ َ َ ۡ َ‬
‫ين لٱ ‪ 27‬لٱ ‪.1‬‬ ‫ٱ‬ ‫‪ ‬لٱ (‪ )...‬لٱ لَّلٱين لٱ أ وت وا لٱ للعٱل لٱ إ ٱن لٱ لِل ٱزي لٱ لَّل وم لٱ ولّسوء لٱ لَع لٱ لل‬
‫ۡ ۡ‬ ‫ ِه َ‬ ‫َ‬ ‫لٱ و ۡلإل َ‬
‫يم َٰ َن لٱ لَ َق ۡد َلٱ ۡل ۡث ُت ۡ‬ ‫َ َ َ ِه َ ُ ُ ْ ۡ‬
‫لٱ للعٱ ۡل َ َ‬
‫ب لٱ لَّٱلٱ إ ٱ ََٰل لٱ يَ ۡو ٱم لٱ لۡلَع ِۖٱ‬
‫ثلٱ ‬ ‫ٱ‬ ‫َٰ‬ ‫ٱت‬ ‫ك‬ ‫لٱ ‬ ‫لٱ ف‬
‫ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫‪ ‬لٱ وقال لٱ لَّلٱين لٱ أوتوا‬
‫َ َ َٰ َ َ ۡ ُ ۡ َ ۡ َ َ َٰ ِه ُ ۡ ُ ُ َ َ َ َ‬
‫نت ۡ لٱ ل لٱ ت ۡعل ُمون لٱ ‪ 56‬لٱ ‪ .2‬فمن اهتمام اإلسالم‬ ‫ث لٱ ولكٱنك لٱ ك‬ ‫فهذا لٱ يوم لٱ لۡلع ٱ‬
‫بالعلم وإعالء شأنه أن أول آية نزلت من القرآن أمرت بالقراءة‪.‬‬

‫إن إمعان النظر واالنتباه ألدنى شيء مما نقول ونسمع ونرى يعني أننا‬
‫ندرك األشياء وأنفسنا والغير‪ .‬أما تفهم األمور وراء ما تدركه الحواس بفكها‬
‫على الوجه الصحيح فهو إدراك ووعي كلي وشامل‪ .‬ووراء هذين الجانبين‬
‫يوجد الحق سبحانه عما يصفون‪.‬‬

‫تحث على التفكر والتدبر وت َ ْذكر العلماء أولي‬ ‫ّ‬ ‫وفي القـرآن آيات عديدة‬
‫َ‬
‫َ ۡ َ َۡ‬ ‫َ‬ ‫ ِه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ ِه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ ۡ‬
‫األلباب ‪ )...(  :‬لٱ فٱق ُص ٱص لٱ للق َص َص لٱ ل َعل ُه ۡ َلٱ يتفك َُون لٱ ‪ 176‬لٱ ‪ّ  .3‬و لٱ أنزنلالٱ ‬
‫َ َٰ َ ۡ ُ ۡ َ َ َ َ َٰ َ َ ِه َ َ ۡ َ ُ َ َٰ ّٗ ُّ َ َ ّٗ ۡ َ ۡ َ ِه َ ۡ َ ۡ َ َ ُ‬
‫لٱ وت ٱلكلٱ لۡل ۡمثَٰللٱ ‬ ‫هذالٱ للقَءانلٱ لَعلٱ جبللٱ لَأيتهۥلٱ خشٱ عالٱ متصدٱًعلٱ مٱنلٱ خشِةٱلٱ لَّٱ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َُ ُ‬ ‫َ ِه َ‬ ‫َ ِه‬ ‫نَ ۡۡض ُب َهالٱ ّ ِه‬
‫ت لٱ ل ٱق ۡوملٱ لٱ ‬
‫ون لٱ ‪ 21‬لٱ ‪  . ‬لٱ (‪ )...‬لٱ كذَّٰ ٱك لٱ نف ٱصل لٱ لٓأۡلي َٰ ٱ‬
‫‪4‬‬
‫اس لٱ ل َعل ُه ۡ َلٱ ي َتفك َُ لٱ ‬
‫ٱلن ٱ‬ ‫ٱ‬
‫َ َ َٰ َ ُ َ ُ ِه ُ َ ُ ُ َ َٰ َ ِه ُ َ َ ِه َ‬ ‫َ َ ِه َ‬
‫تلٱ ل َعلك ۡ لٱ ت َتفك َُونلٱ ‬ ‫َيتفك َُونلٱ ‪24‬لٱ ‪ . ‬لٱ (‪)...‬لٱ كذّ ٱكلٱ يب ٱَّيلٱ لَّلٱ لك لٱ لٓأۡلي ٱ‬
‫‪5‬‬

‫ۡ َ َ ِه َ‬
‫لٱ و يَتَ ف ك َُ ون لٱ ‬
‫ ِه َ َ ۡ ُ ُ َ ِه َ َ َٰ ّٗ َ ُ ُ ّٗ‬
‫ودلٱ الٱ َو َ َ َٰ ُ ُ‬
‫لَع لٱ ج ن وب ٱهٱ‬ ‫‪ 219‬لٱ ‪  .6‬لٱ لَّل ٱين لٱ ي ذ ك َ ون لٱ لَّ لٱ ق ٱي ملٱ الٱ وق ع‬

‫سورة النحل ‪ ،‬اآلية ‪.27‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة الروم ‪ ،‬اآلية ‪.56‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة األعراف ‪ ،‬اآلية ‪.176‬‬ ‫‪3‬‬

‫سورة الحشر ‪ ،‬اآلية ‪.21‬‬ ‫‪4‬‬

‫سورة يونس ‪ ،‬اآلية ‪.24‬‬ ‫‪5‬‬

‫سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.219‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪98‬‬
‫الرسالة األصلية لإلسالم‬

‫َ‬ ‫َ ِه َ َ َ َ ۡ َ َ َٰ َ َ َٰ ّٗ ُ ۡ َ َٰ َ َ َ‬ ‫َ َۡ‬ ‫لٱ خ لۡق ِه َ َ‬ ‫َ‬


‫ۡرض لٱ ر ب ن ا لٱ م ا لٱ خ ل ق ت لٱ ه ذ ا لٱ ب ٱط َللٱ لٱ س ب ح نلٱ ك لٱ ف قٱن الٱ ‬ ‫لٱ لّس م َٰو َٰ ٱ‬
‫ت لٱ ولۡل ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫ٱف‬
‫َع َذ َ‬
‫اب لٱ لنل ِهار ٱلٱ ‪191‬لٱ ‪.1‬‬

‫َ ْ َ َ‬ ‫َ ّٗ َ ۡ َ َ َ ُ ّٗ َ َ ِه َ ُ َ َ‬ ‫َ َ َ ِه‬ ‫ُ ِه‬
‫لٱ م َنازٱل لٱ َلٱ َ ۡعل ُموا لٱ ع َددلٱ ‬ ‫ورا لٱ وقدرهۥ‬ ‫لٱ ضِا لٱ ء لٱ وللقمَ لٱ ن لٱ ‬ ‫‪ ‬لٱ ه َو لٱ لَّلٱي لٱ جعل لٱ لّش ۡم َس ٱ‬
‫َ‬
‫ت لٱ ل لٱ ٱقـ ۡوملٱ لٱ ‬
‫َ‬
‫لٱ لٓأۡلي َٰـ ٱ‬
‫صـل لٱ ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ق لٱ لٱ يُـ لٱ فـ ٱلٱ ‬ ‫لٱ ذَّٰ َٱك لٱ إ ٱ ِهل لٱ ب ۡ َ‬
‫ٱۡللٱ ـ ٱ ى‬
‫َ َ َ َ َ ِه ُ َ‬
‫َّ‬ ‫لٱ ل‬ ‫ق‬ ‫ـ‬‫لٱ ‬
‫ل‬ ‫الٱ خ‬ ‫لٱ م‬ ‫اب‬ ‫ــ‬ ‫لٱ ‬
‫ٱس‬
‫َ َ ۡ‬
‫لۡل َ‬ ‫لّسنٱَّي لٱ و‬
‫ٱ‬
‫ٱ‬
‫ۡ َ ُ‬ ‫َ َۡ‬ ‫لٱ ء َايَٰتهٱۦ لٱ َخ ۡل ُق ِه َ َ‬ ‫َ‬ ‫َۡ‬
‫ۡرض لٱ َولختٱلَٰفلٱ ‬ ‫لٱ ولۡل ٱ‬ ‫ت‬‫لٱ لّسمَٰو َٰ ٱ‬ ‫َيعل ُلٱ مـــون لٱ ‪ 5‬لٱ ‪  . ‬لٱ َوم ۡٱن َ ٱ‬
‫‪2‬‬

‫ۡ َ‬ ‫َۡ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ۡ َ ُ ۡ َ َ ۡ َ َٰ ُ ۡ ِه‬


‫ِـــن لٱ ‪ 22‬لٱ ‪  .3‬لٱ َو ت ٱل ك لٱ ‬ ‫َ‬ ‫لٱ ف لٱ ذَّٰ ٱك لٱ ٓأَليَٰتلٱ لٱ ل ٱلعَٰل ٱ ٱم‬
‫أّسٱنتٱك لٱ وألون ٱك لٱ إ ٱ ٱ‬
‫ن‬
‫ ِه‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُ ِه ۡ َ‬ ‫ۡ َ ۡ َ َٰ ُ َ ۡ‬
‫الٱ ي ۡعقٱل َها لٱ إٱل لٱ للع َٰل ُٱمونلٱ لٱ ‪ 43‬لٱ ‪  .4‬لٱ (‪ )...‬لٱ إٱن َمالٱ ‬ ‫ٱلن ٱ‬
‫اسِۖ لٱ وم‬ ‫ضلٱ ـَ بُلٱ ـ َه الٱ ّ ِه‬
‫ٱ‬ ‫لۡلمثلٱ ـل لٱ ن‬
‫لٱ ء َاي َٰ ُ ُۢ‬ ‫َۡ ُ‬ ‫لٱ غ ُف ٌ‬‫ۡ ُ َ َ َٰٓ ُ ْ ِه ِه َ َ ٌ َ‬ ‫َي ََش ِه َ‬‫َۡ‬
‫تلٱ ‬ ‫لٱ ه َو َ‬ ‫ور لٱ ‪ 28‬لٱ ‪  .5‬لٱ بل‬ ‫لٱ لَّ لٱ م ۡٱن لٱ ع َٱبادٱه ٱلٱ للعلم يؤا لٱ إٱن لٱ لَّ لٱ عزٱيز‬
‫ ِه َ ُ ُ ْ ۡ ۡ َ َ َ َ ۡ َ ُ َ َٰ َ ِه ِه َٰ ُ َ‬ ‫َ َ ي‬
‫لٱ ص ُدورٱلٱ لَّلٱين لٱ أوتوا لٱ للعٱل لٱ ومالٱ َيحد لٱ أَ‍ِيتٱنا لٱ إٱل لٱ للظل ٱمون لٱ ‪ 49‬لٱ ‪. ‬‬
‫‪6‬‬ ‫تلٱ لٱ ف ُ‬
‫بِٱن َٰ ٱ‬
‫لٱ و ِه ُ‬
‫لَّ لٱ ب ٱ َمالٱ ‬ ‫جَٰت َ‬ ‫ُ ۡ َ ِه َ ُ ُ ْ ۡ ۡ َ َ َ َ‬ ‫َ ۡ َ ِه ُ ِه َ َ َ ُ ْ‬
‫‪ ‬لٱ (‪ )...‬لٱ يَفعٱ لٱ لَّ لٱ لَّلٱين لٱ ءامنوا لٱ مٱنك لٱ ولَّلٱين لٱ أوتوا لٱ للعٱل لٱ در ى‬
‫َ ُ َ َ‬
‫ت ۡع َملونلٱ خبٱرييلٱ ‪11‬لٱ ‪.7‬‬

‫إن إنكار الطابع العلمي للقرآن الكريم هو جهل وتناسي أن الحضارة‬


‫اإلسالمية والعلماء المسلمين هم نتاج ثقافة قرآنية تحث على التفكر‬

‫سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪.191‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة يونس ‪ ،‬اآلية ‪.5‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة الروم ‪ ،‬اآلية ‪.22‬‬ ‫‪3‬‬

‫سورة العنكبوت ‪ ،‬اآلية ‪.43‬‬ ‫‪4‬‬

‫سورة فاطر ‪ ،‬اآلية ‪.28‬‬ ‫‪5‬‬

‫سورة العنكبوت ‪ ،‬اآلية ‪.49‬‬ ‫‪6‬‬

‫سورة المجادلة ‪ ،‬اآلية ‪.11‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪99‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫والبحث العلمي‪ .‬إن تأثير القرآن في فكر العلماء المسلمين وإسهامه في‬
‫بناء الحضارة حقيقة تاريخية ال يمكن إنكارها‪.‬‬

‫كل العلماء المسلمين كانوا مؤمنين باهلل واليوم اآلخر ‪ ،‬نشؤوا وتعلموا في‬
‫كنف القرآن‪ .‬تفقه معظمهم في الدين قبل أن يتخصص في مختلف‬
‫العلوم‪ .‬لقد أثروا العلوم بإسهاماتهم وأضافوا إليها إضافات هامة ؛ بعد أن‬
‫نقبوا واستوعبوا سائر علوم وآثار الشعوب األخرى‪ .‬تعتبر انجازاتهم‬
‫واكتشافاتهم أساسا للبحث العلمي الحديث ‪ ،‬وهي بشهادتهم تمت في ظل‬
‫المنطق القرآني‪.‬‬

‫ۡ ۡ‬ ‫لٱ و ۡلإل َ‬ ‫َ َ َ ِه َ ُ ُ ْ ۡ‬
‫لٱ لل ٱع ۡل َ َ‬
‫يم َٰ َنلٱ (‪)...‬لٱ ‪56‬لٱ ‪ .1‬جاء ذكر " ٱل ِّعل َم " في هذه‬ ‫ٱ‬ ‫‪ ‬وقاللٱ لَّلٱين لٱ لٱ أوتوا‬
‫ۡ‬
‫يم َن" لكنهما متزامنان ال يمكن فصلهما‪ .‬فالواقع أن المعرفة‬ ‫اآلية قبل " ِّ‬
‫ٱإل ََٰ‬
‫إذا اقترنت باإليمان تؤول بصاحبها إلى السالم والطمأنينة والقلب السليم ؛‬
‫ألن اإليمان بدون بصيرة يبقى رهينة الظروف واألهواء وقد ال تحمد‬
‫عواقبه كما أثبت التاريخ ذلك‪.‬‬

‫كل العلماء المسلمين دون استثناء كانوا قرآنيين ‪ ،‬بمعنى ‪ :‬ربانيون بما‬
‫كانوا يعلمون كتاب هللا وبما كانوا يدرسون ‪ ،‬انتهجوا نهج القرآن اقتداء‬
‫بالرسول ‪ ، ‬أما المتطرفون المنحرفون ‪ ،‬سواء القدامى أو المعاصرون ‪،‬‬
‫فجميعهم من أهل التقليد‪ .‬في عصورهم الزاهرة بالعلوم نقل المسلمون‬

‫سورة الروم ‪ ،‬اآلية ‪.56‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪100‬‬
‫الرسالة األصلية لإلسالم‬

‫لإلنسانية اللبنة األساسية لجميع المعارف الحديثة‪ .‬فاإلسالم هو الدين‬


‫الوحيد الذي أقام حضارة علمية‪ .‬أما الرجعيون والمتعصبون والمجرمون‬
‫فقد كانوا في كل العصور وفي كل المجتمعات أمراضا البد للبشرية الوقاية‬
‫منها وعالجها‪.‬‬

‫إن كان الدخول في اإلسالم يقتضي شهادة أن ال إله إال هللا ‪ ،‬إال أن‬
‫حقيقة الشهادة ال تتم إال بتحصيل العلم ومعرفة الحقائق‪ .‬متى ُك ِّسبت هذه‬
‫وي ْك ِّسب صاحبه التواضــع‬
‫المعرفة يسكن اإليمــان صميــم العقل والوجدان ُ‬
‫ليعيش في ســالم وحب هللا سبحانــه وتعالى ؛ إذ يعرف المرء من أين أتى‬
‫وإلى أين هو ماض فيعمل الصالحــات ويميز بين الخير والشر والحق‬
‫والباطل‪.‬‬

‫فالمسلم ذو العلم والمعرفة ال محالة إنسان ِس ٍلم وسالم ‪ ،‬سمح في معامالته ‪،‬‬
‫طيب وخيّر وبار بغيره ؛ يؤمن باهلل وحده وال يشرك به ‪ ،‬إله إسرائيل‬
‫والمسيح ومحمد عليهم الســالم ‪ ،‬إله جميع النـاس بدون تـفـرقـة ‪ ،‬إله‬
‫السـمـاوات واألرض وما بينهما‪ .‬إله من في السماوات ومن في األرض‪.‬‬
‫وبما أن الدين عند هللا اإلسالم ‪ ،‬فاهلل يرفع من يشاء ويغفر لمن يشاء‪ .‬كتب‬
‫على نفسه الرحمة‪ .‬رحمته وسعت كل خلقه ال يتحكم فيها أحد غيره‪ .‬وأؤكد‬
‫ ِه َ‬ ‫َ َ ۡ َ َ ِه َ ُ ُ ْ ۡ ۡ َ ِه ۡ‬
‫لٱ ر ب ٱك لٱ لٱ ‬ ‫ٱينلٱ أ وت والٱ للعٱل َ لٱ أ ن ُهلٱ لۡلَ ُّقلٱ مٱن‬ ‫أن هذه ليست نقطة ثانوية‪  .‬و ٱَّل عل لٱ لَّل‬

‫‪101‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫ام نُوا ْ لٱ إ َ َٰ‬ ‫ه‬ ‫َ ُ ۡ َ َُ ُ ُ ُ ُ ۡ ه هَ َ‬ ‫َ ۡ ْ‬


‫َل لٱ ص َر َٰطلٱ لٱ ‬ ‫لٱ ء َ‬
‫ين َ‬‫لٱ لَّل َ‬ ‫لٱ لَّ لٱ ۡ َهاد‬ ‫ف ُؤمنُوا لٱ ب ه ۦ لٱ ف تخب ت لٱ َّل ۥ لٱ قلوبه ي لٱ ِإَون‬

‫ُّم ۡس تَق ملٱ لٱ ‪54‬لٱ ‪.1‬‬

‫***‬

‫القرآن ليس كتابا خفيا مخصصا للعارفين ببواطن األمور؛ فهو كتاب مبين‬
‫للعالمين يجب تلقينه وتعليمه للمأل‪ .‬ولكن نظرا لطبيعته أي إلى كونه وحيا‬
‫إلهيا ‪ ،‬فإنه يتضمن عدة مستويات للقراءة تتقارب وتتكامل ؛ ال يمكن ألي‬
‫تفسير حرفي أو معنوي أن يستعيض عنها‪ .‬إن المعنى المفهوم من النص‬
‫هو الذي يتوصل إليه بعد تحليل الخطاب وفق سياقه الخاص والعام ويتم‬
‫الوقوف على هذا المعنى حينما يتضافرلصالحه أقصى حد من المعطيات‪.‬‬
‫القرآن إذن في متناول جميع البشر الذين يتمتعون بالعقل والمنطق ؛ وال‬
‫يستعصي إال على الصم البكم والعمي الذين ال يعقلون‪.‬‬

‫يجد القارئ في كتابي عشرات األمثلة على أن القرآن يولي أهمية خاصة‬
‫للتف ّكر ويدعو إليه ‪ ،‬التفكير المنطقي والبحث عن المعرفة ‪ ،‬ومن ثم معرفة‬
‫هللا‪ .‬القرآن ليس شريعة أو قانونا في حد ذاته وإنما وحي ‪ ،‬هو دين ألنه‬
‫يؤسس الصلة بين اإلنسان وبين سنن هللا في خلقه ‪ ،‬الحق الذي ال يحق إال‬
‫والبر والرحمة وفعل الخير واجتناب‬
‫ّ‬ ‫بالعلم واإليمان ‪ ،‬باإلسالم والسالم‬
‫السوء ؛ تلك هي رسالة اإلسالم األصلية‪.‬‬

‫سورة الحج ‪ ،‬اآلية ‪.54‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪102‬‬
‫الرسالة األصلية لإلسالم‬

‫وخالفا للكتاب المقدس وأغلبية الكتب الدينية التي تعرض زمنيا وبشكل‬
‫متسلسل قصة خلق العالم وخلق اإلنسان والرسل واألنبياء ‪ ،‬فإن القرآن‬
‫الكريم ‪ ،‬باستثناء بعض الحاالت ومنها قصة يوسف ‪ ، ‬ال يسرد‬
‫صلها في‬
‫األحداث والوقائع بشكل متواتر ومتتابع في سورة معينة وإنما يف ّ‬
‫عدة أجزاء عبر النص بحسب ما تقتضيه الموعظة وال َهدْي‪ .‬فالقصد من‬
‫عرض األحداث وتكرارها بأساليب مختلفة ليس مفاده السرد التاريخي‬
‫وإنما العبرة والتدبر والبحث العلمي للتسامي بالنفس إلى اإلسالم‪.‬‬

‫وعلى عكس ما يظن بعضهم ويدعو إليه فإن القرآن ليس كتاب تاريخ وال‬
‫قانون مدني أو جنائي بالمعنى االصطالحي للكلمة ؛ إذ يتطلب فهمه‬
‫العميق تحليال دقيقا متعدد التخصصات جملة وتفصيــال‪ .‬فهو الوحي‬
‫اإللهي وكالم هللا الذي يخاطب عقل اإلنسـان ووجدانه معا‪.‬‬

‫ ِه‬ ‫كَُ‬ ‫ُ َ َ َ َ َ َٰٓ َ ۡ‬ ‫َ َ َُۡۡ‬ ‫‪َ ‬ولَ َق ۡد َ ِه‬


‫لٱ َص ۡف َنا لٱ ّ ِه‬
‫اس لٱ إٱللٱ ‬ ‫َث لٱ لنل ِه ٱ‬ ‫لٱ ك لٱ مثللٱ لٱ فأَب لٱ أ‬
‫ان لٱ مٱن ٱ‬‫لٱ ف لٱ هَٰذا لٱ للقَء ٱ‬‫اس ٱ‬‫ٱلن ٱ‬
‫ّٗ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ّٗ‬ ‫َ ۡ َ َ ۡ َ َ َٰ َ ۡ ُ ۡ َ َ َ َ َٰ َ َ ِه َ َ ۡ َ ُ َ‬ ‫ُُ‬
‫َٰ‬
‫ورالٱ ‪ّ  ،1  89‬و لٱ أنزنلالٱ هذالٱ للقَءان لٱ لَع لٱ جبل لٱ لَأيتهۥلٱ خشٱ عالٱ متصدٱًعلٱ ‬ ‫كف ّٗلٱ ‬
‫َ َ ِه ُ ۡ َ َ َ ِه ُ َ‬ ‫ ِه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ َ ۡ َ ِه َ ۡ َ ۡ َ ۡ َ َٰ ُ َ ۡ‬
‫ونلٱ ‪.  21‬‬
‫‪2‬‬
‫اسلٱ لعله لٱ يتفكَ لٱ ‬ ‫ۡضبهالٱ ّ ٱلن ٱ‬‫مٱنلٱ خشِةٱلٱ لَّٱلٱ وت ٱلكلٱ لۡلمثللٱ ن ٱ‬

‫***‬

‫ومن الصفات التي وصف هللا عز وجل بها نفسه ذكرت عبارة "رب‬
‫العالمين" اثنتان وأربعين مرة في القرآن ‪ ،‬لتعبّر عن مفهوم عالمية اإلسالم‬

‫سورة اإلسراء ‪ ،‬اآلية ‪.89‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة الحشر ‪ ،‬اآلية ‪.21‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪103‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫وهو الدين الذي يدعو الناس كافة‪ .‬فاهلل سبحانه وتعالى ليس رب السماء‬
‫فحسب وال رب األرض فحسب بل هو رب العالمين ‪ ،‬رب السماوات‬
‫واألرض وما بينهما‪ .‬ولئن استعصى هذا المفهوم بعض الشيء على المسلمين‬
‫األوائـل فإنـه يتجسـد بكل معانيـه على ضوء المعطيــات العلميـة الـحـديـثــة ‪:‬‬
‫َ َ َ ُّ ِه َ َ َ ۡ َ‬ ‫َ َ ۡ َۡ ُ ََ َ َۡ َ‬
‫لٱ و َمالٱ بَ ۡي َن ُه َمالٱ إٱنلٱ ‬
‫ۡرض َ‬ ‫لٱ ولۡل ٱ‬ ‫ت‬‫َّيلٱ ‪23‬لٱ قاللٱ ربلٱ لّسمَٰو َٰ ٱ‬ ‫لٱ ر ُّبلٱ للعَٰل ٱم َلٱ ‬ ‫‪ ‬قاللٱ ف ٱَعونلٱ وما‬
‫َ َۡ‬ ‫ك ۡ لٱ لَ َوَٰي يٱد لٱ ‪ 4‬لٱ ِهلٱ ر ُّب ِه َ َ‬
‫ ِه َ َٰ َ ُ‬ ‫نت ُّ‬ ‫ُك ُ‬
‫لٱ و َمالٱ ‬
‫ۡرض َ‬ ‫لٱ ولۡل ٱ‬ ‫ت‬ ‫لٱ لّسمَٰو َٰ ٱ‬ ‫ٱَّي لٱ ‪ 24‬لٱ ‪  ، 1‬إٱن لٱ إٱله‬ ‫لٱ موقٱن َلٱ ‬
‫ۡ‬
‫لٱ و َر ُّبلٱ لّ َم َ َٰ‬
‫ش ٱَ ٱقلٱ ‪5‬لٱ ‪.2‬‬ ‫بَ ۡي َن ُه َما َ‬

‫لئن كان العلماء ال يزالون يتساءلون فيما إذا كانت هناك كائنات حية أخرى في‬
‫يقر ذلك ‪:‬‬‫الكون في خضم المليارات من المجرات واألنظمة الشمسية فإن القرآن ّ‬
‫َ ِه َ ۡ َ َ َ ُ َ ُ َ‬ ‫َۡ‬ ‫لّس َم َٰ َو َٰ َ َ‬ ‫‪ ‬لٱ َو ٱ ََّٱ لٱ ي َ ْس ُ‬
‫ج ُلٱ د لٱ َما لٱ ف لٱ ِه‬
‫لٱ وه ۡ لٱ للٱ ‬ ‫ۡرض لٱ مٱن لٱ دٓابةلٱ لٱ ولّم َٰٓ‬
‫لئٱكة‬ ‫لٱ ف لٱ لۡل ٱ‬
‫ت لٱ وما ٱ‬
‫ٱ‬ ‫ٱ‬
‫َ‬ ‫َۡ ۡ ََۡ َُ َ َ ۡ‬ ‫ََ ُ َ‬ ‫َۡ َ ۡ ُ َ‬
‫لٱ مالٱ يُؤ َم َُونلٱ ‪.3 50‬‬ ‫لٱ ر ِهب ُه ٱ‬
‫لٱ منلٱ فوق ٱ ٱه لٱ ويفعلون‬ ‫ون َ‬ ‫بونلٱ ‪49‬لٱ َياف‬ ‫يستك ٱ‬

‫***‬

‫منذ أكثر من أربعة عشر قرنا وفي وسط الصحراء أوحى هللا ج ّل وعال‬
‫إلى محمد ‪ ‬أن القرآن المنزل هو ذكرى لإلنسانية قاطبة ‪ ،‬ال تبديل‬
‫لكلماته ‪ ،‬حفظه هللا من التحريف ومن التغيير‪ .‬فأهل االختصاص اليوم‬
‫صلَنا من أقدم‬
‫يقرون بأن المصحف الذي بأيدينا اليوم ال يختلف عما و َ‬
‫ّ‬

‫سورة الشعراء ‪ ،‬اآلية ‪.24-23‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة الصافات ‪ ،‬اآلية ‪.5-4‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة النحل ‪ ،‬اآلية ‪.50-49‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪104‬‬
‫الرسالة األصلية لإلسالم‬

‫ۡ َ ِه َ ُ َ َ ُ َ‬ ‫ ِه َ ۡ َ ۡ‬
‫حَٰ ٱفظون لٱ ‪9‬لٱ ‪ .1‬ولكن‬‫المخطوطات القرآنية‪  .‬لٱ إٱنالٱ َن ُن لٱ ن ِهزنلَالٱ لَّلٱكَ لٱ ِإَونالٱ َّل لٱ ‬
‫ۥلٱ ل‬
‫هذا األمر ال يضمن الوصول إلى فحوى القرآن والمغزى العظيم لرسالته‬
‫ ِه ۡ‬ ‫َ‬ ‫ ِه َ ُ ي َ‬
‫لٱ مك ُنونلٱ ‪78‬لٱ ‬ ‫ّإال بسلطان العلم وااليمان ‪ :‬لٱ إٱن ُهۥلٱ لق َۡ َءانلٱ كَٱي يلٱ لٱ ‪77‬لٱ ٱفلٱ كٱتَٰب‬
‫ۡ ُ‬ ‫ۡ‬
‫لٱ لل َعَٰلَم َ‬ ‫َ ي‬ ‫ ِه َ َ ُّ ُ ِه ۡ ُ َ ِه ُ َ‬
‫َّي لٱ ‪ 80‬لٱ ‪  ، 2‬لٱ بَل لٱ ه َولٱ ‬ ‫ٱ‬ ‫ب‬ ‫ ِه‬
‫ل لٱ يمسهۥ لٱ إٱل لٱ لّمطهَون لٱ ‪ 79‬لٱ تزنٱيل لٱ مٱن لٱ ر ٱ‬
‫َ ِه ۡ ُ‬ ‫ُ ۡ َ ي ِه ي‬
‫وظلٱ ‪22‬لٱ ‪.3‬‬ ‫لٱ َّمِدلٱ ‪21‬لٱ ٱفلٱ ّ ۡوحلٱ ُّمف ِۢ‬
‫قَءان ٱ‬

‫على عهد رسول هللا ‪ ‬كانت لكل حضارة قيمها األخالقية كما كانت‬
‫مفاهيم الخير والشر مختلفة من شعب آلخر‪ ،‬و لكن منذ النصف الثاني من‬
‫القرن العشرين بلغت اإلنسانية مستوى عال من الحضارة والمعرفة ‪ ،‬كما‬
‫أن العلوم والتكنولوجيا تشهد طفرة غير مسبوقة‪ .‬لكن حقيقة اإلنسان ال‬
‫تزال كما كانت أول مرة ؛ فالضعف في أصل بنيته ‪ ،‬ورغم تغير مظاهره‬
‫مستشرين بمسميات‬
‫ّ‬ ‫بقي جوهره هو هو لم يتغير‪ .‬ال يزال الفساد والشر‬
‫جديدة كالظلم والتدليس والتـالعـب بالجماهـيـر والظالميـة والبـؤس‬
‫والمجازر وجميع أنـواع األزمات والتجارة المغشوشة وتدهور البيئـة‬
‫َۡ َ ۡ‬ ‫َ َ َۡ َ ُ‬
‫لٱ ولۡلَ ۡحَٱلٱ ‬ ‫والتلوث وتغير المنــاخ‪  .‬لٱ ظه ََ لٱ للفساد ٱ‬
‫لٱ ف لٱ للبٱ‬ ‫ّ‬ ‫وانقراض األنواع‬
‫ُ َ ُ َ ۡ َ ِه‬ ‫َ َ َ َ ۡ َ‬
‫َ‬
‫ج ُعونلٱ ‪41‬لٱ ‪.4‬‬ ‫َ‬‫لٱ ع ٱملُواْلٱ لَ َع ِهل ُه ۡ لٱ يَ ۡ‬
‫َ‬
‫ي‬‫لٱ لَّل‬
‫ٱ‬ ‫ض‬‫ع‬ ‫لٱ ب‬ ‫ه‬‫ٱيق‬
‫ذ‬ ‫لٱ َّل‬
‫ٱ‬ ‫ٱ‬
‫اس‬ ‫تلٱ أيۡ ٱديلٱ لنل ِه‬‫بٱمالٱ كسب‬
‫ٱ‬

‫اليوم أصبح اإلسالم والمسلمون هاجس العالم‪ .‬ارتبط الحديث عنهم بسياق‬
‫الحروب واإلرهاب والمهاجرين‪ .‬ففي أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية وفي‬

‫سورة الحجر ‪ ،‬اآلية ‪.9‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة الواقعة ‪ ،‬اآلية ‪.80-77‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة البروج ‪ ،‬اآلية ‪.22-21‬‬ ‫‪3‬‬

‫سورة الروم ‪ ،‬اآلية ‪.41‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪105‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫جف البحيرات واألنهار وتد ّمر‬


‫مناطق عدة من العالم تستنزف الغابات وت ّ‬
‫شرد األهالي ‪ ،‬كما يعيش الماليين من الناس دون‬
‫األراضي والقرى وت ّ‬
‫مستوى الفقر المدقع ومئات اآلالف يموتون ضحايا المجاعة والقتل‬
‫والخطف واالتجار باألعضاء باإلضافة إلى الماليين من النساء الالتي‬
‫يتعرضن للضرب والعنف ومئات اآلالف من األطفال الذين يقاسون من‬
‫العبودية ‪ ...‬كل هذه الحاالت ال يتحدث عنها إال حين تبلغ درجة قصوى‬
‫من الفظاعة أو في مناسبات المباريات العالمية لكرة القدم‪.‬‬

‫***‬

‫َۡ ُ ۡ ََُ َ َ َ ُ‬ ‫ُ ُ ِه ُ ُ َ َ َ ُ ۡ َ َ ۡ َ ُ ۡ ُ َ َ ِه‬


‫وب لٱ عل ِۡك ۡ يلٱ ‬ ‫لٱ لَّل َ‬
‫ٱينلٱ مٱنلٱ قبل ٱك لٱ ويت‬ ‫لٱ َّلب ٱَّيلٱ لك لٱ ويهدٱيك لٱ سَن‬ ‫‪‬لٱ ي ٱَيدلٱ لَّ ٱ‬
‫َ ُ َ َ َ ۡ ُ ۡ َ ُ ُ ِه َ ِه َ‬ ‫َ‬ ‫لٱ يكٱِ يلٱ لٱ ‪ 26‬لٱ َو ِه ُ‬ ‫َ ِه ُ َ‬
‫لٱ عل ٱِ ٌ َ‬
‫ٱين لٱ يَتب ٱ ُعونلٱ ‬
‫يد لٱ أن لٱ يتوب لٱ علِك لٱ ويَٱيد لٱ لَّل‬ ‫لَّ لٱ يَُ ُ‬
‫ٱ‬ ‫ولَّ‬
‫َُ َ َ ُ ۡ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫يد لٱ ل ِه ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫لّش َه َوَٰت لٱ أن لٱ تَمِلوا َ‬ ‫ ِه‬
‫لٱ وخل َٱقلٱ ‬ ‫َّ لٱ أن لٱ َيفٱف لٱ عنك‬ ‫ِما لٱ ‪ 27‬لٱ يَُ ُ‬
‫ٱ‬ ‫لٱ م َِۡل لٱ ع ٱظ ّٗلٱ ‬ ‫ٱ‬ ‫ٱ‬
‫ۡ َ َٰ َ ّٗ‬
‫ِفالٱ ‪28‬لٱ ‪.1‬‬ ‫نس ُنلٱ ض ٱع لٱ ‬ ‫لإل‬
‫ٱ‬

‫تعاظم اإلسالم في تزايد مستمر ولو عدديا بحوالي ملياري مسلم عبر‬
‫المعمورة كما يتضاعف عدد معتنقيه مما سيجعله عاجال أم آجال أول دين‬
‫في العالم‪ .‬كما أن تقدم اإلسالم يتناقض مع انحطاط بعض المسلمين‬
‫سر إال بالبعد العالمي لرسالة اإلسالم‬
‫وانحسار شأنهم وهذه المفارقة ال تف َّ‬
‫األصيلة التي ال تخضع للتقلبات المختلفة التي يواجهها المسلمون منذ قرون‪.‬‬

‫سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪.28-26‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪106‬‬
‫الرسالة األصلية لإلسالم‬
‫َ َۡ َ‬
‫لٱ كَهلٱ َ‬ ‫ُ‬ ‫َۡ ُ ۡ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َٰ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ِه َ ۡ َ َ َ ُ َ ُ ۡ‬
‫لٱ َّلظ ٱهَهۥلٱ لَعلٱ لَل ٱ‬
‫ٱينلٱ ُكٱهٱۦلٱ وّو ٱ‬ ‫‪‬لٱ هولٱ لَّلٱيلٱ أرسللٱ رسوَّلۥلٱ بٱٱّهدىلٱ ود ٱ‬
‫ٱينلٱ لۡل ٱق ٱ‬
‫ُۡ ۡ ُ َ‬
‫ۡشكونلٱ ‪9‬لٱ ‪ .1‬لذلك يجب أن ندعو لإلســـــ الم الذي يسمو بالروح وأن‬ ‫لّم ٱ‬
‫نرفض الظالمية والتعصب واإلرهاب‪ .‬فمن كان مؤمنا على يقين ومسلما‬
‫على علم تكون له بالضرورة قيم إنسانية فال يمكن بأية حال من األحوال‬
‫أن يصبح ظالميا أو مجرما‪.‬‬

‫أضحى ظهور الد ّجال والشعوذة اليوم في العالم أمرا واقعيا ؛ ومن‬
‫مميزاتهما التظاهر بالفضيلة وبالتقوى‪ .‬أتباعهما كثير إلى أن يتم هللا نوره‬
‫بالعلم والمعرفة ويزهق الباطل وتندحر قوى الظالم والشر‪ .‬تَحْ ت غطاء‬
‫حرف الجهلة المتعصبون الدينَ السمح باقتراف أبشع الجرائم‬
‫مشوه ّ‬
‫إسالم ّ‬
‫ضد هللا وضد اإلنسانية‪ .‬وبتشويههم القيم العالمية لإلسالم أشعلوا نار الفتنة‬
‫والكراهية بين الناس وزرعوا الفساد والعنف والطائفية‪ .‬وإن كان من‬
‫البدهي أن هؤالء المجرمين األشرار يستهدفون ويهددون الحضارة‬
‫اإلنسانية جمعاء فإن المسلمين هم أول ضحايا نظرياتهم وممارساتها‬
‫الفاجعة‪.‬‬

‫المجرمون ال دين لهم وال ملة ‪ ،‬يرتكبون الجرائم ويعيثون في األرض‬


‫فسادا‪ .‬إن اإلسالم يدين ويتوعد كل الفجار المجرمين وأولياء الشيطان‪.‬‬
‫الويل لهم في هذه الدنيا وفي اآلخرة‪ .‬إن اإلسالم بريء من الجرائم‬
‫والفظائع والمجازر التي يرتكبها باسمه وبغير حق المارقون المنحرفون‬
‫والمجرمون‪ .‬أولئك هم أولياء الشيطان وأولئك هم المفسدون في األرض‬

‫سورة الصف ‪ ،‬اآلية ‪.9‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪107‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫حقا‪ .‬إن هللا ال يحب العــدوان والـمـعـتـديـن وال الـمـفـسـديــن في األرض وال‬
‫سـافـكي الــدمـ ـ ـ ـ ــاء والـمـجـرم ـيـ ــن‪.‬‬

‫تَ ْك ُمن مشكلة اإلرهاب الذي ُيرتكب باسم اإلسالم في العقيدة الظالمية‬
‫العنيفة التي تحث على التعصب وتدعو إلى الكراهية والقتل‪ .‬هذه‬
‫المعتقدات القائمة على البدع المخالفة لتعاليم اإلسالم األصلية والخائنة لها‬
‫هي التي تؤثر على الجهلة وذوي العقول الضعيفة وتجعل منهم مجرمين‬
‫عتاة‪ .‬يجب علينا تبليغ وتعليم وتوعية المسلمين برسالة اإلسالم األصلية‬
‫التي تحمل العلم والتقدم والتسامح والسالم والحضارة‪.‬‬

‫اإلحسان والخير من حقيقة اإليمان‪ .‬أما الشقاق فمن الوحشية والعنف‪.‬‬


‫فالرسول ‪ ‬لم يخض طول حياته حروبا هجومية أي عدوانية إجرامية ‪،‬‬
‫مضطرا على خوضها كانت كلها دفاعية وناذرا ما كانت وقائية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وما كان‬
‫أما الذين جاؤوا من بعده وسلكوا نهجا مختلفا فهم يتحملون مسؤوليته أمام‬
‫هللا وأمام التاريخ‪ .‬فرسالة اإلسالم األصلية إنسانية وعالمية بينما العقائد‬
‫التقليدية الموروثة تفضي إلى الطائفية واالنطواء على الذات‪ .‬الرسالة‬
‫األصلية لإلسالم هي تعاليم هللا رب العالمين ؛ أما العقائد التقليدية‬
‫المتحجرة فهي كل ما يتشبث به المتعصبون والمذهبيون وضيقو األفق‪.‬‬

‫لقد بلغ التنافر وتمزيق الشمل بين أهل الضالل مبلغا بعيدا فهم يتقطعون‬
‫أمـرهـم بـيـنـه ـم ‪ ،‬كل حزب بما لديهم فرحون ‪ ،‬وكل منهم يصرخ بكلمة "هللا‬
‫أكبر" ‪ ،‬وكل منهم يدعي الدفاع عن اإلسالم الحق وهم في غمرة من‬
‫الجهل الذي آل بهم إلى االنحدار إلى مدارج الظلمات والخرافات والعنف‬

‫‪108‬‬
‫الرسالة األصلية لإلسالم‬

‫حتى أصبح العديد منهم رهينة معتقدات بالية أكل الدهر عليها وشرب‪.‬‬
‫فماذا يـبق ـى بعد ذلك إال قول "ال حـول وال قـوة إال باهلل العل ـي الـعـظـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم"‪.‬‬
‫َ َ‬ ‫ُ ۡ َ ۡ َ ۡ َ َ َ َ ِه ْ َ ۡ‬ ‫ُۡ َ ََۡ ۡ َ َ َۡ ُ ْ‬
‫لٱ وللٱ تتب ٱ ُعوالٱ أه َوا َءلٱ ق ۡوملٱ لٱ ق ۡدلٱ ‬ ‫لٱ فلٱ دٱين ٱك لٱ غريلٱ لۡل ٱق‬ ‫بلٱ للٱ تغلوا ٱ‬ ‫ٱتَٰ ٱ‬ ‫‪‬لٱ قل َٰٓ‬
‫لٱ يأهللٱ للك لٱ ‬
‫لٱ س َلٱ وا ٱء ِه‬ ‫َ ُّ ْ ٱ َ ۡ ُ َ َ َ ُّ ْ َ ّٗ َ َ ُّ ْ َ‬
‫لٱ عن َ‬
‫ِللٱ ‪77‬لٱ ‪.1‬‬ ‫ٱ ٱ‬ ‫ب‬ ‫لٱ لّس‬ ‫ريالٱ وضلوا‬
‫ضلوالٱ منلٱ قبللٱ وأضلوالٱ كث ٱ لٱ ‬

‫وعلى سبيل المثال نذكر إحياء يوم عاشوراء عند المسلمين‪ .‬فهو يوم عيد‬
‫لبعض المسلمين َي ِّشيع فيه الفرح والبهجة والسرور وفي الوقت نفسه يوم‬
‫حداد وحزن لمسلمين آخرين ي ِّ‬
‫عذبون فيه أنفسهم‪ .‬ال يعقل أن يكون هذا‬ ‫ُ‬
‫يوم فرح وسرور وال يوم كرب وعذاب‪ .‬يجمع المؤرخون المسلمون بال‬
‫اليوم َ‬
‫ُ‬
‫استثناء على أن مسلمين مزعومين قتلوا الحسين حبيب رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وآله وسلم وحفيده وقطعوا رأسه في يوم عاشوراء (‪ 10‬محرم ‪61‬‬
‫هجرية‪ 10/‬أكتوبر ‪ 680‬ميالدية)‪ .‬فمن يا تُرى من أمة محمد ‪ ‬يمكنه‬
‫أن يبتهج ويفرح في ذلك اليوم ؟ وبالمقابل كيف يمكن لمسلم أن يعذب‬
‫نفسه في ذلك اليوم ِّتذكا ار لمقتل الحسين وللتنكيل بآل بيت رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله وسلم ؟ أي نص قرآني يتبعه هؤالء وأولئك ؟ إن يوم‬
‫عاشوراء يوم يجب أن يكون مناسبة للتدبر والتأمل في تاريخنا لنعتبر‬
‫عسى أن يكون لنا غد أفضل‪.‬‬

‫أما فيما يخص األعياد ‪ ،‬أعياد ميالد األنبياء ومن واالهم عليهم السالم ‪،‬‬
‫لم يعهد أن أنبياء هللا موسى وعيسى ومحمد عليهم السالم قد احتفلوا بعيد‬
‫ميالدهم‪ .‬ولم يعرف أن اليهود والمسيحيين أو المسلمين األوائل قد أحيوا‬
‫حفالت احتفاء بميالد أنبيائهم‪ .‬وإذا تتبعنا تاريخ األديان فال نجد أث ار يدل‬

‫سورة المائدة ‪ ،‬اآلية ‪.77‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪109‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫على أن الرسل قد حثوا أتباعهم على إقامة ذكرى لمولدهم بل هو أمر‬


‫محدث‪ .‬لكن مع هذا ال بأس من إحياء هذه األعياد ما دامت ال تكتسي‬
‫طابعا مقدسا‪.‬‬

‫كان الرسول ‪ ‬يعين ويرسل موفدين ومعلمين لتبليغ التوحيد الذي جاءت‬
‫به رسالة اإلسالم‪ .‬ولكنه لم يعين سلطة دينية وال حكومة ؛ وال شخصا‬
‫على وجه التحديد وبشكل مؤكد وقطعي لممارسة سلطة سياسية أو دينية‬
‫ف إذًا صفة الشرعية على‬ ‫أو كلتيهما من بعده‪ .‬فاإلسالم األصلي لم يض ِّ‬
‫ُْ‬
‫إقامة مؤسسة أياً كانت صورتها وأيا كانت طبيعتها ؛ العقائد التقليدية هي‬
‫التي شرعت ذلك وال زالت تشرعه إلى يومنا هذا‪ .‬اإلسالم ينقل فلسفة‬
‫الحياة ؛ أما التقاليد فتنقل أيديولوجية نظام‪ .‬فاإلسالم ال يمكن أن يمثله‬
‫رجال الدين وال أية سلطة دينية بل وال أية مؤسسة تابعة للدولة‪ .‬أما علماء‬
‫الدين اإلسالمي فليست لديهم سوى صالحية واحدة هي اإلدالء بآرائهم‪.‬‬
‫وقد روي أن رسول هللا ‪ ‬قال ‪" :‬الدين النصيحة"‪.‬‬

‫بعد وفاة الرسول ‪ )632( ‬وفي ظروف تاريخية يطول سردها هنا ‪ ،‬أدت‬
‫بعضهم‬
‫أحداث ووقائع بالكثير إلى التشريع في جميع المجاالت ‪ ،‬ففسر ُ‬
‫القرآن وسنة الرسول ‪ ‬وفقا لما رآه صحيحا من وجهة نظره ‪ ،‬وبالغ آخرون‬
‫ففسروهما تبعا ألهوائهم ومصالحهم‪ .‬ونتج عند المسلمين عن ذلك كله ما‬
‫ُيعرف بالتشريع والشريعة وعلم الكالم والفقه‪ .‬واليوم يجب علينا أكثر من‬
‫أي وقت مضى أن ندرس ونبحث بالتفصيل وبعمق وبطريقة علمية‬
‫وموضوعية تاريخ اإلسالم في عهد الرسول ‪ ‬وما آل إليه بعد وفاته ‪،‬‬
‫وكيف نشأ علم الفقه وعلم أصول الدين لدى المسلمين ‪ ،‬كي يتسنى لنا‬
‫العودة إلى حقيقة رسالة اإلسالم في صورتها األصلية‪.‬‬
‫‪110‬‬
‫الرسالة األصلية لإلسالم‬

‫َ َ ِه َ َ َ ْ َ ْ َ ُ‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬وعل لٱ ٓادملٱ اۡلسماءلٱ ُكهالٱ (‪ )...‬لٱ ‪ . ‬ليتفكر اإلنسان ويعقل ويتدبر األمور‬
‫ويشرع تبعا لذلك‪ .‬فشريعة هللا الوحيدة التي ال تتبدل وال تتغير هي‬
‫السنن الجارية الثابتة مثل قوانين الفيزياء المضطردة منذ أن خلق هللا‬
‫الكون ‪ ،‬ال غير‪ .‬وكل ما عداها مـرهـون بالـزمـ ـان والـمـك ـان واألسبـاب‬
‫والغايات‪ .‬لكن الجـهـلـة وأهـل الـتـطـ ـ ـرف هم كما جـاء وصـفـهـم في قولـ ـ ـه تـعـالـ ـ ـ ـ ـى ‪:‬‬
‫َ ٌ‬ ‫ُْ ُ َ َ ََ‬
‫الٱ وّ ُه ْ لٱ ٓاذان لٱ للٱ ‬ ‫ۡصون لٱ بٱه‬ ‫ون لٱ ب َها لٱ َوّ َ ُه ْ لٱ أَ ْع ُ ٌ‬
‫َّي لٱ للٱ يب ٱ‬
‫ََُْ َ‬
‫ه‬‫ق‬ ‫ف‬ ‫لٱ للٱ ي‬ ‫‪ ‬لٱ )‪ (...‬لٱ ّ َ ُه ْ لٱ قُلُ ٌ‬
‫وب‬
‫ٱ‬
‫َ ْ َ ُ َ َ ُ َ َٰ َ َ ْ َ ْ َ ْ ُ َ ُّ َ َ ُ َ ُ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫املٱ بَللٱ ه ْ لٱ أضللٱ أولَٰئٱكلٱ ه ُ لٱ الغاف ٱلونلٱ ‪179‬لٱ ‪.2‬‬ ‫يسمعونلٱ بٱهالٱ أولئٱكلٱ َكۡلنع ٱ‬

‫فالمسلم الذي أوتي نصيبا من العلم يدرك أن القرآن وحده وحي إلهي ‪ ،‬أما‬
‫سواه فهو من اجتهاد البشر ‪ ،‬أي أنه عرضة للصواب والخطأ‪ .‬والقرآن‬
‫يؤكد صراحة على حرية الرأي والتعبير بل وحرية المعتقد ؛ فحينما قال هللا‬
‫يها َم ْن‬ ‫ِّ‬
‫جل وعال للمالئكة أنه جاعل في األرض خليفة ‪َ  :‬قاُلوا أَتَ ْج َع ُل ف َ‬
‫اء َوَن ْح ُن ُن َسِّب ُح ِّب َح ْم ِّد َك َوُنَق ِّد ُس َل َك ‪ ،3‬جاء الرد‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫يها َوَي ْسف ُك الد َم َ‬
‫ِّ ِّ‬
‫ُيْفس ُد ف َ‬
‫ِّ‬
‫اإللهي بالحجة دون تقريع وال تعنيف ‪ِّ  :‬إني أ ْ‬
‫َعَل ُم َما َال تَ ْعَل ُمو َن ‪ .4‬وهذا‬
‫يجري على إبليس أيضا ‪ ،‬فالقرآن يذكر كيف ِّأذن له هللا سبحانه وتعالى‬
‫باختيار المعصية بل وبالتصريح بعصيانه وتبريره‪ .‬من هذا الموقف وفي‬
‫الكثير من آيات القرآن يستنبط موقف اإلسالم الصريح من حرية االعتقاد‬
‫والتعبير‪.‬‬

‫سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.31‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة األعراف ‪ ،‬اآلية ‪.179‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.30‬‬ ‫‪3‬‬

‫سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.30‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪111‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫إن الحرية جزء من مقومات اإلنسان األساسية وهي ليست حك ار على‬


‫اإلنسان الغربي‪ .‬ناشد الحرية وهتف بها كل المضطهدين والمستضعفين‬
‫في األرض ‪ ،‬من سائر األقوام والشعوب عبر تاريخ اإلنسانية‪ .‬وقد ساهم‬
‫كفاح الشعوب المستعمرة والنهيبة والمستعبدة في ترسيخ وإقرار هذا المفهوم‬
‫النبيل للحرية‪ .‬فالحرية وثيقة الصلة بتطور اإلنسان ورقيه‪.‬‬

‫ّ‬
‫الرق ‪ ،‬وذلك‬ ‫إن البلدان التي يقال عنها "إسالمية" هي آخر من ألغى‬
‫التخلف في حق البشر يبرهن على مدى تناقض اإليديولوجية التقليدية مع‬
‫تعاليم القرآن الكريم وسلوك الرسول ‪ ‬التي تحث على عتق الرقيق‪ .‬كما‬
‫أن التقليديين الذين يخرجون اآليات القرآنية عن سياقها ‪ ،‬المرتبط بظروف‬
‫العصر والمكان واألسباب والغايات ‪ ،‬يدعون إلى إبقاء المرأة تحت‬
‫وصاية الرجل ؛ وكثير من المسلمين يصدقون لألسف خطابهم دون تمييز‬
‫وال يزالون متخلفين فيما يتعلق بتحرر المرأة‪ .‬وهذا يتناقض تماما كذلك‬
‫مع فحوى القرآن والرسالة األصلية لإلسالم‪.‬‬

‫جميع البشر‪ ،‬رجاال ونساء ‪ ،‬يولدون ويظلون بالضرورة أح ار ار وسواسية في‬


‫الحقوق أمام هللا حتى يوم القيامة ؛ إن القراءة التحليلية للقرآن الكريم ال‬
‫تدع أي مجال للشك في هذا الشأن ‪ ،‬لكن التقليديين الضالين الذين‬
‫يعرفون الكلمات بتشويه معانيها وإخراجها عن السياق القرآني شأنهم شأن‬
‫اليهود والمسيحيين الذين يروجون أن المرأة هي التي ارتكبت الخطيئة‬
‫األولى ‪ ،‬بل إنهم ينقلون ذلك حرفيا من كتبهم المقدسة‪.1‬‬

‫سفر التكوين‪ -‬اإلصحاح الثالث ‪ ،‬اآلية ‪.6‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪112‬‬
‫الرسالة األصلية لإلسالم‬

‫وللبرهنة على أن المرأة ليست مساوية للرجل وعلى وجوب أن تكون تحت‬
‫وصايته ‪ ،‬يؤكد التقليديون الضالون ضمن ِّادعاءات أخرى أن هللا لم يجعل‬
‫نساء أنبياء‪ .‬أيمكن تخيل نساء نبيات ينشرن الدعوة وسط قوم غالظ ال‬
‫يحكمهم قانون وال دين ‪ ،‬يتحاربون ويتقاتلون ‪ ،‬ويضحون باألطفال‬
‫ويناصبون المرأة أشد العداء ‪ ،‬قوم لم تكن للمرأة قيمة عندهم في أي وقت‬
‫أكثر من قيمة المتاع ؟ وإذا علمنا ما يعانيه كثير من النساء في عصرنا‬
‫الحاضر‪ ،‬فبأي كلمات يمكن أن نصف الظروف الفظيعة التي كانت‬
‫تعيش فيها النساء منذ عقود وقرون وآالف السنين ؟‬

‫***‬
‫فأصحاب البدع يشوهون اإلسالم ‪ ،‬دين التوحيد والمعرفة وحرية االعتقاد‬
‫وحرية االختيار والتسامح والمسالمة ليستحدثون منه عقائد ظالمية ومتخلفة‬
‫وبغيضة وعنيفة‪ .‬لكن الرسالة األصلية لإلسالم والمضمنة في القرآن تدعو‬
‫إلى غير ذلك ؛ فالمعاملة السمحة هي القاعدة في التعامل االجتماعي‬
‫فحتى عند مـخـاطـبـة طاغيـة مثل فرعون ‪ ،‬أمر هللا موسى وهارون عليهما‬
‫َ ُ َ َ ُ َ ۡ ّٗ ِه‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬
‫ل لٱ َّل ٱّٗلٱ نالٱ ‬ ‫لذ َه َبا لٱ إ ٱ ََٰل لٱ ف ۡٱَ َع ۡو َن لٱ إٱن ِه ُهۥ لٱ َط َ َٰ‬
‫ِغ لٱ ‪ 43‬لٱ فقول لٱ َّلۥ لٱ قو لٱ ‬ ‫السالم بالقول اللين ‪ ‬لٱ ‬
‫ ِه َ ِه ُ َ َ َ ِه ُ َ ۡ َ ۡ‬
‫لٱ َي َ َٰ‬
‫َشلٱ ‪ 1  44‬فبهذه اآلية ‪ ،‬وأمثالها ُك ْث ُر ‪ ،‬البد أن يقتدي‬ ‫لعلهۥلٱ يتذكَلٱ أو‬
‫المسلم‪ .‬مثال آخر يدل على المرونة والمسالمة في اإلسالم ‪ ،‬فإذا كان‬
‫دخول المساجد محظو ار عموما على غير المسلمين ‪ ،‬فإن الرسول ‪ ‬كان‬
‫يستقبل اليهود والنصارى وغيرهم في المسجد‪.‬‬

‫سورة طه ‪ ،‬األية ‪.44-43‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪113‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫يشير القرآن الكريم بكل وضوح إلى أن العنصرية هي أول خطيئة ارتكبت‬
‫بحق الناموس اإللهي وأن الشيطان هو أول من ارتكبها ؛ ّ‬
‫إن الشيطان كان‬
‫لإلنسان عدوا مبينا ‪  :‬قَا َل أَنَا َخيْر ِ ّم ْنه َخلَ ْقت َ ِني ِمن نَّ ٍ‬
‫ار َو َخلَ ْقت َه ِمن ِط ٍ‬
‫ين ‪.1‬‬
‫ومن ثَم كل من ادّعى أنه خير من غيره ِعرقا ونسبا ونظر إليه بازدراء فهو‬
‫بذلك يتّبع خطوات الشيطان ‪ ،‬فاهلل يعلم أن العنصريين كثيرون في جميع أنحاء‬
‫العالم وقد جعـل التفاضل بين النـاس مقترنا بتقواهم ال بأصولهـم أو أنسابهـم‬
‫َ َ َ ُ َ َٰ َ َ َ ۡ َ َٰ ُ ۡ ُ ُ ّٗ َ َ َ‬ ‫َ َٰٓ َ ُّ َ ِه ُ ِه َ َ ۡ ُ‬
‫لٱ وق َبائٱللٱ ‬ ‫اس لٱ إٱنا لٱ خلق َنَٰك لٱ مٱن لٱ ذكَ لٱ وأنَث لٱ وجعلنك لٱ شعوبا‬ ‫‪ ‬يأيها لٱ لنل‬
‫َ‬ ‫َ ِه َ ۡ َ َٰ ُ ۡ ِه ِه َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ُ ْ ِه َ ۡ‬
‫لٱ لَّ لٱ عل ٱِ ٌ لٱ خبٱريي لٱ ‪ .2 ‬وكل‬ ‫ارفوا لٱ إٱن لٱ أك ََ َمك ۡ لٱ عٱند لٱ لَّٱلٱ أتقىك لٱ إٱن‬ ‫َلٱ ع‬
‫عاقـل يدرك أن المرء يمكن أن يعلو في مقـام ويعلى عليـه في مقــام آخر‬
‫ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ َ ٌ ِه َ ُ َ َ َ َ َ‬
‫لٱ ر ُّبكلٱ بٱغاف ٍٱللٱ ع ِهما َلٱ يع َمل لٱ ‬
‫ون ‪.3  132‬‬ ‫ٱكلٱ درجاتلٱ مٱمالٱ ع ٱملوالٱ وما‬
‫‪ ‬ول ٍ‬

‫يبدأ ك ّل عرض بمقدمة يتبعها توسيع لينتهي بخاتمة‪ .‬والقرآن يتبن ّ‬


‫ى هذا‬
‫المنحى إذ يستهل بسورة الفاتحة ليتوسع في معانيه ومضامينه ابتداء من‬
‫السورة الثانية ‪ ،‬سورة البقرة ‪ ،‬ويختتم بالسور القصار التي يعود معظمهما‬
‫إلى بدايات نزول الوحي للداللة على مدى أهمية التأويل بالرجوع إلى‬
‫األصل‪.‬‬

‫سورة األعراف ‪ ،‬اآلية ‪ 12‬وسورة ص ‪ ،‬اآلية ‪.76‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة الحجرات ‪ ،‬اآلية ‪.13‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة األنعام ‪ ،‬اآلية ‪.132‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪114‬‬
‫الرسالة األصلية لإلسالم‬

‫خالفا لما استقر عليه األمر بعد عهد الرسول ‪ ، ‬ليست هجرته إلى‬
‫المدينة المنورة (‪ )622‬هي بداية التقويم اإلسالمي ؛ فهذا التقويم يمكن أن‬
‫ْ‬ ‫ََُْ َْ ْ َ ٌْ ْ َْ َ‬
‫يستنبط من القرآن ‪َّ ‬للةلٱ القدرٱلٱ خريلٱ مٱنلٱ أل ٱفلٱ شهَلٱ ‪ ، ‬أي مع بداية‬
‫‪1‬‬

‫نزول الوحي (اآليات الخمس األولى من سورة العلق) سنة ‪ .610‬ورسالة‬


‫اإلسالم األصلية تشمل كل مدة الوحي (‪ )632-610‬بينما يفضل التيار‬
‫التقليدي والمعتقدات المتوارثة التمسك بالتقويم الهجري واالعتماد عليه‪.‬‬
‫يقر جميع المؤرخين المسلمين ‪ ،‬بما فيهم التقليديون أن التقويم الهجري تم‬
‫ّ‬
‫إحداثه (‪ )638‬بعد عهد الرسول ‪ .‬بينما يتحدث القرآن الكريم عن تاريخ‬
‫ليلة نزول الوحي (‪ .)610‬فالحس السليم والمنطقي يقضي بأن ي َحدَّد التقويم‬
‫ابتداء بأهم حدث في اإلسالم أي نزول الوحي ؛ فاإلسالم لم يبدأ مع الهجرة‬
‫وإنما مع بداية نزول القرآن المجيد‪.‬‬

‫إن تبنّي التقويم الهجري بعد عهد الرسول ‪ ‬له انعكاسات هائلة ذات طابع‬
‫سياسي وديني وفقهي‪ .‬فقد أتاح وال يزال يتيح للتقليديين دعم عقائدهم زيفا‬
‫وزورا إذ يفضلون اآليات المدنية (التي نزلت بعد الهجرة) على حساب‬
‫اآليات المكية (التي نزلت قبل الهجرة)‪ .‬يقول هللا تبارك وتعالى ‪)...(  :‬‬
‫لٱ ‬ ‫ََ ُْ َ ْ‬ ‫ضلٱ الْك َ‬ ‫َ ْ َ ْ‬
‫لٱ وتكف َُونلٱ ب ٱ َبع ٍ لٱ ‬
‫ضلٱ (‪.2 )...‬‬ ‫اب‬
‫ٱ‬ ‫ٱت‬ ‫أَف ُتؤم ُٱنونلٱ ب ٱ َبع ٱ لٱ ‬

‫بعد وفاة الرسول ‪ ‬سنة ‪ 632‬م والفتنة الكبرى (‪ 680-656‬م) وخالل‬


‫قرون كانت األسباب التي نجمت عنها الخالفات والصراعات والعداوات‬

‫سورة القدر ‪ ،‬اآلية ‪.3‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.85‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪115‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫بين المسلمين سياسية محضة ثم تعقّبها ترجيح وتقديم مرجعية سنة‬


‫الرسول ‪ ‬وأحاديثه اللذَيْن ج ِمعا ود ّ ِونا في سياق تلك الصراعات الحادة‬
‫ولخدمتها‪ .‬فقد لعبت تلك الخالفات دورا هاما في العناية بجمع وتدوين‬
‫األحاديث والروايات المنسوبة لرسول هللا ‪ ‬وتوظيفها انتصارا للمذاهب‬
‫وتؤوله بمنظار ما تعتدّ‬
‫ّ‬ ‫والنحل وردا على الخصوم‪ .‬كل فرقة تفهم القرآن‬
‫به من الحديث والسنة‪ .‬ونظرا الختالف تلك األحاديث والروايات ‪ ،‬والتي‬
‫كثيرا ما تكون متناقضة ‪ ،‬اختلفت تأويالت القرآن ونتج عن ذلك خالفات‬
‫عقائدية وفقهية أصلها اجتماعي وسياسي ليس إال‪ .‬فال يزال النقاش دائرا بين‬
‫المؤرخين والمحدثين بشأن قيمة تلك األحاديث ‪ ،‬أصحيحة هي أم ضعيفة أم‬
‫موضوعة‪ .‬ومع هذا راجت وانتشرت تلك األحاديث بين الناس ونالت قيمة‬
‫هائلة لدى الكثير من المسلمين حتى فاقت قيمة القرآن الذي أصبح مهجـــورا‬
‫َ ُ ّٗ‬
‫َٰ‬ ‫ۡ َ ۡ َ ۡ َ َ َ َ َ ِه ۡ َ َٰ ُ ۡ َ‬ ‫َ‬ ‫ ِه َ ۡ َ َ ِه‬
‫ول لٱ ‪29‬لٱ ‬
‫ٱكَٱ لٱ بعد لٱ إٱذ لٱ جاء ٱِن ِۗلٱ وَكن لٱ لّشِطن لٱ ّ ٱٱۡلنس ٱن لٱ خذ لٱ ‬
‫‪ ‬لقد لٱ أضل ٱن لٱ ع ٱن لٱ لَّل لٱ ‬
‫لٱ م ۡه ُ‬
‫ان َ‬ ‫ ِه َ ُ ْ َ َٰ َ ۡ ُ ۡ َ َ‬ ‫ ِه َ‬ ‫َ َ َ ِه ُ ُ َ َ‬
‫ورالٱ ‪ 30‬لٱ ‪ .1‬وأصبحت‬ ‫ج ّٗلٱ ‬ ‫ب لٱ إٱن لٱ ق ۡو ٱِم لٱ لَتذوا لٱ هذالٱ للقَء‬ ‫وقال لٱ لَّسول لٱ يََٰ ٱ‬
‫هذه األحاديث هي الباعث األول على تفرقة جمعهم وتشتت شملهم‪.‬‬

‫إن مصنفات السنة والحديث قد دونت في فترة تتراوح بين قرن ونصف‬
‫وقرنين ونصف بعد وفاة رسول هللا ‪ ‬والدراسة العلمية تثبِت أن الكثير‬
‫من هذه الكتب ال يضمن بشكل مقنع صحة محتواها وال مدى وثوقه ودقته‪.‬‬
‫فهذه المصنفات تعتمد على الروايات بالسند وال تعرض الحقائق التاريخية‬
‫إال بطريقة تقريبية‪ .‬ويجب التنبيه هنا إلى أن األحاديث كانت تعد ببعض‬

‫سورة الفرقان ‪ ،‬اآلية ‪.30-29‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪116‬‬
‫الرسالة األصلية لإلسالم‬

‫المئات‪ 1‬في بداية جمعها ثم تفاقم عددها بعد أقل من قرن لتعدّ باآلالف‪ .‬كما‬
‫‪2‬‬
‫أن دراسة السند تبيّن أن أقدم األحاديث ظهرت في أواخر القرن السابع‬
‫للميالد وأوائل القرن الثامن تزامنا مع انتهاء الفتن والحروب األهلية‪ .‬ففي‬
‫هذه الفترة نشأت التيارات السياسية والفكرية والعقائدية والكالمية والفقهية‬
‫والتي أصبحت أساسا لكل المذاهب اإلسالمية وأصبح الموروث الديني‬
‫للمسلمين امتدادا لها‪.‬‬

‫لعبت األحداث والظروف التي مر بها المسلمون بعد وفاة الرسول ‪ ‬دورا‬
‫مهما في انتشار مدونات الحديث والسيرة‪ .‬فهذه النصوص تمثّل الرواسب‬
‫ّ‬
‫يوظف‬ ‫والمفاهيم األيديولوجية والسياسية واالجتماعية لتلك الفترة‪ .‬لذلك‬
‫أعداء اإلسالم من داخله وخارجه هذه الكتب ذات المضامين غير اليقينية‬
‫فيشوهون بذلك صورة اإلسالم‪ .‬والشك أن‬
‫ّ‬ ‫لما يخدم أغراضهم ومقاصدهم‬
‫ثمة روايات وأحاديث تعطي تفسيرا ف ّجا للقرآن يتناقض مع صريح نص‬
‫وتصرفــات تتنافى وشخصيته‬
‫ّ‬ ‫اآليات كما تعزو إلى الرســول ‪ ‬أقواال‬
‫وتناقض رسالة اإلسالم األصلية‪.‬‬

‫المتعصبون المحسوبون على الدين يلتمسون أفكارهم من التقاليد التي لم‬


‫يأت بها اإلسالم البتة بل أفرزها تاريخ المسلمين‪ .‬علينا إذاً أن نسعى إلى‬
‫نشر رسالة اإلسالم األصلية وتعليمها كما جاء بها الرسول ‪ ‬لتمييزها‬
‫ونصبتها الظروف السياسية واالجتماعية‬
‫ْ‬ ‫عن تقاليد المسلمين التي أنتجتها‬

‫حوالي ‪.700‬‬ ‫‪1‬‬

‫بعد سنة ‪.680‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪117‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫والتاريخية التي غرقت فيها الفرق اإلسالمية خالل عدة قرون حتى أصبح‬
‫من الصعب التفريق بينها وبين الدين اإلسالمي السمح المبني على‬
‫التوحيد والداعي إلى اإلصالح والبر واإلحسان والتسامح والمسالمة‪.‬‬

‫فالظالميون المنغلقون فكريا والمجرمون والذين يكرهون اإلسالم يوهمون‬


‫الجهلة بأن اإلسالم مرادف للكراهية والعنف‪ .‬فهذا يخدم خطابهم المثير‬
‫والدنيء ويثير العداوة والبغضاء ويوقع الفرقة ؛ فيشجع بذلك على حرب‬
‫الحضارات‪ .‬إذا لم نحذرهم فالنتيجة ستكون الفوضى‪.‬‬

‫ۡ ُ ۡ َ َٰ َ َ ۡ َ َٰ َ ۡ َ ۡ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ ِه ِه َ َ ۡ ُ ُ ۡ َ ۡ َ ۡ‬


‫ن لٱ للفحشاءٱلٱ ‬ ‫لإليس ٱن لٱ ِإَويتايلٱ لٱ ذٱي لٱ للقَب لٱ وينَه لٱ ع ٱلٱ ‬ ‫َٰ‬ ‫‪ ‬لٱ إٱن لٱ لَّ لٱ يأمَ لٱ بٱٱلعد ٱل لٱ و ٱ‬
‫ٱينلٱ ‬ ‫لٱ ك ِهٱَّل َ‬
‫ََ َ ُ ُ ْ َ‬
‫ون لٱ ‪ 90‬لٱ ‪ 1‬؛ ‪ ‬لٱ ول لٱ تكونوا‬
‫ُ ُ َ ِه ُ َ َ ِه َ‬
‫ِغ لٱ يَعٱظك ۡ لٱ ل َعلك ۡ لٱ تذك َُ لٱ ‬
‫َ ُۡ َ َ َۡۡ‬
‫لۡل ٱ ى‬ ‫ولّمنك ٱَ لٱ و‬
‫َ َ ِه ُ ْ َ ۡ َ َ ُ ْ ٱ ُۢ َ ۡ َ َ َ ُ ُ ۡ َ َ َٰ ُ َ ُ ْ َ َٰٓ َ َ ُ ۡ َ َ ٌ َ‬
‫اب لٱ ع ٱظ ِ يلٱ لٱ ‬ ‫تفَقوا لٱ ولختل ف وا لٱ من لٱ بع ٱد لٱ م الٱ ج اء ه لٱ لۡل ِ ٱن ت لٱ وأ ول ئٱك لٱ ّ ه لٱ عذ‬
‫ٱين لٱ فَ ِهَقُوا ْ لٱ د َ‬ ‫َ ِه‬ ‫كونُوا ْ لٱ م َٱن لٱ لّ ۡ ُم ۡۡشك َ‬ ‫ََ َ ُ‬
‫ٱين ُه ۡ لٱ ‬ ‫لٱ لَّل َ‬ ‫ٱَّي لٱ ‪ 31‬لٱ مٱن‬ ‫ٱ‬ ‫‪ 105‬لٱ ‪ 2‬؛ ‪ )...( ‬ول لٱ ت‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫لٱ َليۡ ٱه ۡ لٱ ف ٱَ ُيونلٱ ‪32‬لٱ ‪.3‬‬ ‫لٱ كلٱ ي ۡٱزبلٱ ب َما َ َ‬
‫َ َ ُ ْ َ ّٗ ُ ُّ‬
‫وَكنوالٱ شٱِ لٱ عا‬
‫ِۢ ٱ‬

‫على الرغم من هذه المعاني السامية التي تضمنتها مثل هذه اآليات تفرق بعض‬
‫المسلمين إلى فرق وملل وتقطعوا أمرهم يكفر بعضها بعضا غلوا وظلما ‪،‬‬
‫واضعين خلف ظهورهم رسالة اإلسالم األصيلة ؛ فأولوا القرآن وأخرجوا‬

‫سورة النحل ‪ ،‬اآلية ‪.90‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪.105‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة الروم ‪ ،‬اآلية ‪.32-31‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪118‬‬
‫الرسالة األصلية لإلسالم‬

‫النصوص عن مدلوالتها بل واعتمدوا دونه على روايات غير موثوقة ما أنزل هللا‬
‫بها من سلطـ ـان نـسـخـ ـوا بها كـالم هللا "فال حـول وال قـوة إال باهلل العـلـ ـي الـعـظـيـ ـ ـم"‪.‬‬
‫َ َ‬ ‫ ِه َ ۡ ۡ َ ُ ّٗ‬ ‫َ ُ َ َٰ ُ‬
‫ريلٱ عٱلملٱ لٱ َوللٱ ه لٱ دىلٱ َوللٱ كٱتَٰبلٱ لٱ ُّمن ٱريلٱ لٱ ‪8‬لٱ ‪.1‬‬
‫ٱ‬ ‫غ‬‫ٱ‬ ‫ب‬‫لٱ ‬‫ٱ‬ ‫لٱ لَّ‬ ‫لٱ ف‬
‫ٱ‬ ‫ٱل‬ ‫‪‬لٱ َوم َٱنلٱ لنل ِه ٱ‬
‫اسلٱ منلٱ يجد‬

‫المؤسف للغاية َمَث ُل الشخص الذي ينصت ولكنه ال يسمع شيئا ‪ ،‬يتعلم لكنه ال‬
‫يفهم شيئا ‪ ،‬يعتقد أنه يعرف لكنه ال يفقه شيئا ‪ ،‬يرتجل في عمله لكنه ال يتقن‬
‫شيئا ؛ في نهاية المطاف ال يفلح سوى في التذاكي ؛ حتى ُيفني حياته في خدمة‬
‫باطله ‪ ،‬حياة بكاملها تسري في عجلتها اليومية‪.‬‬

‫أنا مسلم ‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له وأشهد أن محمدا عبده‬
‫ورسوله ‪ ،‬أي أن الدين عند هللا هو اإلسالم ‪ ،‬إسالم الوجه هلل واالنقياد لطاعته‬
‫والقبول بأمره‪ .‬أنا ال أشهد أن أبا بكر أو عمر أو عثمان أو عليا رسل هللا‪ .‬إنما‬
‫هم مسلمون من أصحاب الرسول ‪ ، ‬أصابوا وأخطأوا ‪ ،‬وليسوا معصومين من‬
‫الخطأ‪ .‬هللا وحده منزه ومطلق أدعوه هو وال أشرك به أحدا‪ .‬أنا ال أنتمي‬
‫إلى أي مذهب ديني أو فقهي بالتحديد ‪ ،‬وهذا ال يحول دون إحساسي العميق‬
‫بأن من واجبي أن أدافع عن المسلمين ‪ ،‬وأنا واحد منهم ‪ ،‬على اختالف مآربهم‬
‫ومشاربهم ؛ وأرفض بشدة إيقاع مزيد من الفرقة بينهم‪ .‬أقف ضد الذين يفرقون‬
‫بين الناس ويوقعون الفتنة بينهم ‪ ،‬أياً كانوا‪ .‬هللا ال يحب العدوان وال المعتدين‪.‬‬

‫سورة الحج ‪ ،‬اآلية ‪.8‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪119‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫هو يحكم بينهم وهو على كل شيء شهيد ؛ وال أحد سواه يمكن أن يقول من‬
‫يدخل الجنة ومن يدخل النار‪.‬‬

‫المؤمن يعتقد أن هللا هو الحق ‪ ،‬الحقيقة التي تعلو على كل شيء ؛ ال أحد سواه‬
‫يملك الحقيقة المطلقة‪ .‬كل له حقيقة خاصة به ‪ ،‬فآراء الناس حول الحقيقة‬
‫تختلف باختالف وجهات نظرهم حولها ؛ ومع ذلك " الحقيقة تتسم بالوحدة ليس‬
‫إال ‪ ،‬بينما النقض والبدع تلجأ إلى السهولة دائما وال تستهدف إال صغائر األمور"‬
‫(موريشيوس بلونديل\‪ .)1949-1861‬الحقيقة هي المعرفة المعترف بها كحق‬
‫وبأنها موضوعية مطابقة للواقع وهي بهذه الصفة تكتسب قيمة عالمية ومطلقة‬
‫ونهائية ؛ إنها معيار ومبدأ االستقامة والحكمة عند الكل كمثل أعلى في نظام‬
‫الفكر أو العمل أو كليهما‪.‬‬

‫بعض من العقائد الفقهية السياسية الموروثة من تاريخ المسلمين بعد وفاة‬


‫الرسول ‪ ‬تخالف رسالة اإلسالم األصلية نفسها‪ .‬ومع ذلك يعتبرها‬
‫الكثيرون لألسف حقائقا ثابتة وباقية إلى يوم الدين‪ .‬لم تعد رسالة اإلسالم‬
‫األصلية وقيمه العالمية هي التي تُ َّ‬
‫علم وتُ َّ‬
‫عزز في المقام األول ‪ ،‬إنها‬
‫علم هي عقائد مبنية على طقوس من‬ ‫محجوبة أو منسية ‪ ،‬إنما الذي ي َّ‬
‫ُ‬
‫عصر أكل الدهر عليه وشرب حيث ُينظر الى آفاق المستقبل بمنظار‬
‫الماضي البعيد ! اإلسالم ال يحتاج إلى إصالح ‪ ،‬وإنما يجب غربلة‬
‫التراث ونزع صفة القدسية عنه‪ِّ .‬ع وض تدريـس الدين الحنيــف يُ َد َّرس‬
‫الـتـراث الديني على أنه اإلســالم بزعمهم ‪ ،‬فأين نحن من ‪ِ ‬هاَّل َ‬
‫ٱينلٱ ‬
‫‪120‬‬
‫الرسالة األصلية لإلسالم‬

‫لٱ خلْق ِه‬


‫لٱ اّس َم َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ ِه َ َ ً َ ُ ُ ً َ َ َ ُ ُ ْ َ َ َ َ ِه َ‬
‫اتلٱ ‬
‫او ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫يذك َُون لٱ اَّ لٱ قٱِاما لٱ وقعودا لٱ ولَع لٱ جنوب ٱ ٱه لٱ ويتفك َُون ٱ‬
‫لٱ ف‬
‫‪1‬‬ ‫ ِه‬ ‫َ‬ ‫َ ِه َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ً ُ ْ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ‬
‫لٱ سبحانكلٱ فقٱنالٱ عذابلٱ انلارلٱ ‪.  191‬‬ ‫واۡلر ٱضلٱ ربنالٱ مالٱ خلقتلٱ هذالٱ باطٱَل لٱ ‬

‫أغلبية المؤسسات الدينية الراهنة تنشر المعتقدات التقليدية البالية وتشجع‬


‫على التمسك بالطقوس الجوفاء واالنصياع األعمى لها ؛ فليس من‬
‫أولويات هذه المؤسسات ترجيح كفة رسالة اإلسالم األصلية التي جاء بها‬
‫القرآن وبلغها الرسول ‪ ‬على كفة العقائد المبنية على التقاليد التي ظهرت‬
‫بعد وفاة الرسول ‪ ‬وترسخت كديانة منذ ذلك الحين‪ .‬لقد آن األوان أن‬
‫يقوم المسلمون بهذا التمييز ويسترجعون المعنى األصلي لإلسالم فيصلحوا‬
‫أنفسهم وفقا لذلك‪.‬‬

‫اإلسالم كما جاء به الرسول ‪ ‬والمذكور والموضح في القرآن الكريم يجب‬


‫أن يكون المرجع األساس لكل مسلم جدير بهذا االسم‪ .‬هذا اإلسالم مرادف‬
‫للعلم والمعرفة والتسامح والتقدم‪ .‬أما التيار التقليدي فهو إيديولوجية مرادفة‬
‫لماض متجمد في التاريخ ‪ ،‬أصبح ماضيا ولن يعود ‪ ،‬التاريخ يتقدم وال‬
‫يعود للوراء مهما فعلنا ‪ ،‬إنه ناموس هللا عز وجل‪ .‬وعالوة على ذلك فمآل‬
‫العقائد المبنية على التقاليد هو الركود الفكري والخرافات والتقديس األعمى‬
‫والعقائد العمياء والدخول في قوالب متكررة والجهالة والظالمية ؛ كلها‬
‫شرور يجب اجتنابها‪.‬‬

‫سور آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪.191‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪121‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫راح المقلدون ‪ ،‬على حساب القرآن والفكر والعقل ‪ ،‬يروجون لألحاديث واألقوال‬
‫المنسوبة إلى الرسول ‪ ‬انتصا ار وتعصبا لمذاهبهم وأهوائهم وتأويالتهم للقرآن‬
‫الكريم دون مراعاة الرسالة األصلية لإلسالم ودون االنتباه للظروف التاريخية‬
‫واالجتماعية أو األحداث التي أفرزت الموروث الديني للمسلمين على الرغم من‬
‫لٱ ه َولٱ إ ِهل َ‬
‫لٱ و ۡ ي‬
‫حلٱ يُ َ َٰ‬ ‫ۡ ُ‬ ‫لٱ عنلٱ لّ ۡ َه َو َٰٓ‬
‫ََ َ ُ َ‬
‫وحلٱ ‪4‬لٱ ‪.1‬‬ ‫ىلٱ ‪3‬لٱ إٱن ٱ‬ ‫أن هللا قد أنذر ‪  :‬ومالٱ ين ٱطق ٱ‬

‫هذه اآليات تثبت بأن كالم رسول هللا ‪ ‬يقينا إنما هو الوحي اإللهي ال غير‪.‬‬
‫فعبارة " قل" قد وردت ‪ 332‬مرة في القرآن الكريم‪ .2‬وهذا األمر اإللهي المكرر‬
‫عدة مرات هو من صلب الخطاب القرآني لتبليغ رسالته التي ال تنضب‪ .‬فما‬
‫قاله الرسول ‪ ‬بالتأكيد وباليقين هو ما أمره هللا بقوله وحيا وهو في القرآن‬
‫َ ۡ َ ِه‬ ‫َ‬ ‫ۡ َ َ‬ ‫ۡ َ َ َ ُ ِه َ ۡ ُ َ َ َ ۡ َ‬
‫ك لٱ ب َ‬
‫ٱيث لٱ بعد لٱ لَّٱلٱ ‬
‫ٱۡل ٱقِۖلٱ فبٱأ ٱي لٱ يد ِۢلٱ ‬‫شاف كاف‪  .‬لٱ ت ٱلك لٱ ءايَٰت لٱ لَّٱلٱ نتلوهالٱ علِ ٱ‬
‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬
‫َو َءايَٰتٱهٱۦلٱ يُؤم ُٱنونلٱ ‪6‬لٱ ‪.3‬‬

‫أما سنة الرسول ‪ ‬من أفعال وسلوك فهي صحيحة بالتأكيد واليقين في‬
‫القرآن الذي يصفه بالحكمة والرأفة والرحمة والخلق العظيم‪ .‬فالقرآن سرد لنا‬
‫ما أمر هللا به رسوله ‪ ‬من قول وفعل وتبليغ رسالة ربه كما نقل لنا‬
‫أسلوبه في تدبر األمور وتسييرها ‪ ،‬بل يصف القرآن سيرة الرسول محمد‬
‫‪ ‬حتى مع آل بيتـ ـ ـه ومع زيد ومع المؤمني ـ ـن ومع الناس كافـة بما في‬

‫سورة النجم ‪ ،‬اآلية ‪.4-3‬‬ ‫‪1‬‬

‫في أغلب األحيان ُو ِّجه هذا األمر للنبي ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة الجاثية ‪ ،‬اآلية ‪.6‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪122‬‬
‫الرسالة األصلية لإلسالم‬

‫ذلك الزواج والطالق‪ .‬وقد ذكرت كلمة "السنة" ست عشرة مرة‪ 1‬في القرآن ‪،‬‬
‫كلها مرتبطة باهلل أو باألولين ‪ ،‬وال يمكن العثور في القرآن ‪ ،‬على‬
‫اإلطالق ‪ ،‬عن كلمة "سنة" مرتبطة مباشرة بالرسول محمد ‪.‬‬

‫لذلك إذا ثَبتت صحة حديث أو سنة نبوية علميا يجب اعتبارها في اإلطار‬
‫السياقي التاريخي الذي نبعت منه‪ .‬فالمتعصبون الذين يدعون التدين‬
‫يستلهمون مواقفهم من التقاليد التي تقترن بتاريخ المسلمين ال من اإلسالم‬
‫نفسه‪ .‬يجب إذاً أن نتحرك لإلخبار وتعليم ونشر رسالة اإلسالم األصلية ‪،‬‬
‫كما عرفت في عهد الرسول ‪ ، ‬المعرفة والتوحيد واإليمان والصالح‬
‫والبر واإلحسان والتسامح والمسالمة ؛ والتمييز بينها وبين اإلسالم‬
‫المحتجب بالتقاليد والذي نسجته وكونته وأسسته الظروف الفقهية السياسية‬
‫واالجتماعية والتاريخية التي اختلطت برسالة اإلسالم األصلية‪.‬‬

‫إن الدين عند هللا هو اإلسالم ‪ ،‬والسالم كما ينص القرآن جوهره ومن أهم‬
‫ۡ َ ِه ّٗ َ َ َ ِه ُ ْ‬ ‫َ َ ُّ َ ِه َ َ َ ُ ْ ۡ ُ ُ ْ‬
‫لّسل ٱ لٱ كٓاف لٱ ة لٱ ول لٱ تتبٱعوالٱ ‬
‫لٱ ف لٱ ٱ‬
‫يأيها لٱ لَّلٱين لٱ ءامنوا لٱ لدخلوا ٱ‬ ‫مبادئه وقيمه ‪َٰٓ  :‬‬
‫ ِه َ ُ َ ي‬ ‫ ِه‬ ‫ُ َ‬
‫َّي ‪ ،2‬أما التيار التقليدي فهو‬ ‫ت لٱ لّش ِۡ َطَٰ ٱ ىن لٱ إٱن ُهۥ لٱ لك ۡ لٱ ع ُدولٱ لٱ ُّمب ٱ يلٱ ‬
‫خ ُطو َٰ ٱ‬
‫إيديولوجية نتجت عن تاريخ المسلمين بعد وفاة الرسول ‪ ‬وال يمكن عده‬
‫أصال من الدين‪ .‬وفي ظل الظروف الراهنة ‪ ،‬الخطيرة والمثيرة للقلق في‬
‫مجتمعنا الحديث ‪ ،‬أرى أنه من واجب جميع العقالء تشجيع ودعم وتعزيز‬
‫األعمال والمؤلفات العلمية المتعلقة برسالة اإلسالم األصلية‪.‬‬

‫أربع عشرة مرة في المفرد ومرتان في الجمع‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.208‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪123‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫والمدرك لألمور واع بأن اإلسالم األصيل هو األكثر قدرة على مواجهة‬
‫األيديولوجية التقليدية بكفاءة علمية والتصدي لها ؛ وهذه األيديولوجية هي‬
‫سبب أسباب الجهل والتجاهل والتخلف في مجتمعنا ‪ ،‬وهي التي تتناقل‬
‫الكثير من محدثات األمور التي أنتجت األفكار واألفعال الشائنة‪.‬‬
‫المغرورون ُي ْحدثون ضجيجا ؛ ولكنك عندما تعرض موضوعا بطريقة‬
‫علمية وبتمكن ‪ ،‬يرتبكون وينكصون على أعقابهم وال يبقى لديهم إال‬
‫عرض باطلهم‪.‬‬

‫تالزما وثيقا‪ .‬على المسلمين‬


‫ً‬ ‫إن اإليمان باهلل تعالى والعمل الصالح متالزمان‬
‫االلتزام بمبدأ البر واإلحسان ورعاية الحرمات وشجب كل ما يسيء‬
‫لإلسالم ويشوه سمعته وردع المخالفين الذين ينشرون العنف والشحناء‪.‬‬
‫ينبغي على المسلمين النهوض لتعزيز عظمة اإلسالم األصيل ‪ ،‬على مرأى‬
‫العالم ‪ ،‬بكل قيمه السامية ومقوماته الحضارية كالعلم والسلم والحرية والتسامح‪.‬‬

‫***‬

‫لِّـنـْلـتـ ِّزم إذاً بالقـرآن الكري ـم وهو كتـاب هللا للناس كافة‪ .‬ولكي نفهم‬
‫ُ‬
‫الـق ـرآن على الشكـل الصـحـي ـ ح المناص من تدبر اآلية الكريمــة ‪  :‬ه َولٱ ‬
‫َُ‬
‫لٱ وأ َخَلٱ ُ‬ ‫َٰ‬ ‫َ َ َ َ َ ۡ َ ۡ َ َٰ َ ۡ ُ َ َ َٰ ي ُّ ۡ َ َ َٰ ٌ ُ ِه ُ ُّ ۡ َ‬ ‫ ِه‬
‫ب‬ ‫ت لٱ ُّمكمت لٱ هن لٱ أم لٱ للكٱت ٱ‬ ‫لَّلٱيلٱ لٱ أنزل لٱ علِك لٱ للكٱتب لٱ مٱنه لٱ ءاي لٱ ‬
‫َ ۡ ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ ُ ۡ َ ۡ ي َ َ ِه ُ َ‬
‫ون لٱ َما لٱ ت َ َ َٰ‬
‫ش َب َه لٱ مٱن ُه لٱ لبۡتٱغا َء لٱ للفٱت َن ٱةلٱ ‬ ‫شب َه َٰ يلٱ َ َ ِه ِه َ‬ ‫َُ َ‬
‫لٱ ف لٱ قلوب ٱ ٱه لٱ زيغ لٱ فِتبٱع‬
‫ت لٱ فأما لٱ لَّلٱين ٱ‬ ‫مت َٰ ٱ‬

‫‪124‬‬
‫الرسالة األصلية لإلسالم‬

‫لٱ ء َامنالٱ ِه‬


‫ون َ‬ ‫ۡ ۡ َُ ُ َ‬ ‫َ َ َ ۡ َ ُ َ ۡ َ ُ ِه ِه ُ َ ِه َٰ ُ َ‬ ‫ۡ َ َۡ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫لٱ ف لٱ لل ٱعل ٱ لٱ يقوّ‬
‫ولبتٱغاء لٱ تأوٱيلٱهٱۦ لٱ ومالٱ يعل لٱ تأ لٱ وٱيلهۥ لٱ إٱل لٱ لَّيلٱ وللرسٱخون ٱ‬
‫َ َ َ َ َ ِه ِه ُ ِه ُ ْ ُ ْ ۡ َ ۡ َ‬ ‫بهٱۦ ُ يلٱ ۡ‬
‫لٱ كلٱ مٱنلٱ عٱندٱلٱ ربٱنايلٱ ومالٱ يذكَلٱ إٱللٱ أوّوالٱ لۡللبَٰ ٱ‬
‫بلٱ ‪7‬لٱ ‪.1‬‬ ‫ٱ‬

‫تنص هذه اآلية على معاني دقيقة وعميقة ‪ ،‬سيما حينما يتناولها العالم‬
‫المجتهد في السياق القرآني ؛ إذ ثمة مستويان من الفهم والتحليل على قدم‬
‫المساواة من األهمية وال غناء عن كليهما ‪ ،‬أحدهما على مستوى المقطع‬
‫أي الجملة واآلخر على مستوى السياق ككل أي الجمل فيما بينها‪.‬‬
‫فالمستوى األول يخص فحوى الكتاب نفسه وجوهره وهو ثابت ال يتغير‬
‫بتغير الزمان والمكان ‪ ،‬فهو لب رسالة اإلسالم األصيلة‪ .‬أما المستوى‬
‫الثاني فيخص أشكال وسبل تطبيقه التي يمكن أن تتخذ عدة أوجه حسب‬
‫ظروف الزمان والمكان واألسباب والغايات وفقا للسقف المعرفي‬
‫والحضاري لكل جيل ولكل بيئة‪.‬‬

‫تحتاج قناعتنا أحيانا إلى إعادة النظر وإلى تقييم جديد وربما إلى إصالح‬
‫للوصول إلى حقيقة معنى قضية ما‪ .‬يذكر القرآن مثال القصاص في زمان‬
‫كانت تعيش فيه مجتمعات متخلفة وبدائية ؛ وعلى هذا األساس يرجح‬
‫القرآن الكريم أسلوب القص "‪( "narrative‬القدرة على القص والعمل‬
‫ ِه َ َ ْ َ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ ِه ُ َ َ ْ َ َ ُ ُ َ َ ِه‬
‫لٱ اَّل َ‬
‫ٱينلٱ ‬ ‫تبعا لذلك) لدى ‪ ‬اَّلٱين لٱ يست ٱمعون لٱ القول لٱ فِتبٱعون لٱ أيسنه لٱ أولئٱك‬
‫َ َ ُ ُ ِه ُ َ ُ َ َ ُ ُ ُ ْ َ ْ‬
‫اب ‪ .2 ‬إن مستوى المعرفة والحضارة‬ ‫لٱ وأولئٱك لٱ ه ْ لٱ أوّو لٱ اۡلۡلَ ٱلٱ ‬ ‫هداه لٱ اَّ‬

‫سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪.7‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة الزمر‪ ،‬اآلية ‪.18‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪125‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫الذي بلغته مجتمعاتنا الحديثة ال يسمح لنا على اإلطالق بالتصرف‬


‫الغريزي وبروح االنتقام ‪ ،‬وإنما بعدالة ووقاية وبأسـل ـوب متحضـر‪ .‬يـق ـ ـول هللا‬
‫َ‬ ‫ََ ٌ َ ُ‬
‫َ ِه ُ‬
‫اب لٱ ل َعلك ْ لٱ ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ٱ‬ ‫ك ْ لٱ ف لٱ الْق َ‬
‫ََ ُ‬
‫تبـ ـارك وتع ـالـ ـ ـى ‪  :‬ول‬
‫وَل لٱ اۡلۡل ٱ‬
‫ٱ‬ ‫لٱ أ‬ ‫ا‬ ‫لٱ ي‬ ‫اة‬ ‫ِ‬‫لٱ ي‬ ‫اص‬ ‫ص‬ ‫ٱ‬ ‫ٱ‬
‫َ ُ َ‬
‫ون ‪ .1‬ما لم تفرغ قلبك من الغيظ والضغينة لن تستطيع أن تمأله بحب‬ ‫ت ِهتق لٱ ‬
‫هللا وتنشره في خلقه‪.‬‬

‫مثال آخر وبغض النظر عن التقاليد ‪ ،‬هل يوجد في القرآن نص يلزم‬


‫المسلمين بالتضحية بالحيوانات أيا كانت الظروف ؟ بكل تأكيد ال‪ .‬كلمة‬
‫"الهدي" باللغة العربية يمكن أن تكون لها معان كثيرة ترتبط بظروف‬
‫الزمان والمكان واألسباب والغايات‪ .‬إنه المصطلح المستخدم في القرآن‬
‫فيما يتعلق بالحج ‪ ،‬بينما كلمة "ذبح" استخدمت في ما يخص تضحية‬
‫إبراهيم ‪ ‬؛ الفارق كبير وهو مقصود من الناحية اللغوية‪ .‬فأين هو ذبح‬
‫حيوان من تقديم هدي‪ .‬وبناء على هذا هل يتفق ذبح ماليين وماليين‬
‫المواشي كل عام في عيد األضحى مع رسالة اإلسالم األصلية ؟ إنه‬
‫سؤال جوهري يجب أن يتفكر فيه كل من يؤمن باهلل ويخشاه‪.‬‬

‫وللتذكرة ‪ ،‬يروى ِّفي السَن ِّن أن الرسول ‪ ‬ضحى في حجة الوداع عمن لم‬
‫يضح من أمته ممن شهد بالتوحيد والبالغ‪ .‬هذا الصنيع يضاهي كل‬
‫أضاحي الحيوانات التي تمت منذ ذلك الحين وحتى قيام الساعة‪ .‬أي في‬
‫يوم عيد األضحى ‪ ،‬يمكن لكل مسلم أن يكتفي بهدي أيا كانت طبيعته‬

‫سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.179‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪126‬‬
‫الرسالة األصلية لإلسالم‬

‫َُ‬ ‫َ َ َ َ ِه َ ُ ُ ُ َ َ َ‬
‫الٱ ول لٱ د َٱماؤهالٱ ‬ ‫دون أن يكون ملزما بالذبح أو النحر ‪  :‬لنلٱ ينال لٱ اَّ لٱ ۡلومه‬
‫ ِه َ َ َ‬
‫لٱ لَع َ‬ ‫ك ُ‬‫ُ ْ َ َ َ َ ِه َ َ َ ُ ْ ُ َ‬ ‫َولَ ٱ َ َ ُ ُ ِه ْ َ‬
‫لٱ مالٱ ‬ ‫بوا لٱ اَّ‬‫كن لٱ يناَّل لٱ اَلقوى لٱ مٱنك لٱ كذّ ٱك لٱ سخَها لٱ لك لٱ َلٱ ٱ‬
‫ْ ْ‬ ‫َ َ ُ ْ ََ‬
‫سن ٱ َلٱ ‬
‫َّي ‪.1‬‬ ‫ۡشلٱ اّ ُمح ٱ‬
‫هداك لٱ وب ٱ ٱ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ َ َ ِه ُ َ ْ َ ُ ُ‬ ‫لٱ و َل َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ِه‬
‫ايِْهٱلٱ إٱللٱ أ َم ٌ لٱ أمثالك لٱ ِهمالٱ ف ِهَ ْط َنالٱ ‬ ‫ريلٱ ٱِبن‬
‫لٱ طائ ٱ ٍَلٱ ي ٱط لٱ ‬ ‫لٱ اۡل ْر ٱض َ‬ ‫ََ‬
‫‪ ‬ومالٱ ٱمنلٱ داب ٍة ٱ‬
‫لٱ ف‬
‫َ ْ ُ ِه َ َ ْ ُ ْ َ ُ َ‬ ‫ْ َ‬
‫ون ‪ .2‬المسلم الحق ال يزدري أي‬ ‫ۡش لٱ ‬ ‫اب لٱ مٱنلٱ َش ٍء لٱ ث لٱ إٱَل لٱ رب ٱ ٱه لٱ ُي‬
‫ٱف لٱ الكٱت ٱ‬
‫كائن ‪ ،‬فال يحقره وال يهينه وال يسيء معاملته أبدا ‪ ،‬وال يروعه وال يسجنه‬
‫وال يقتله بدون مبرر وجيه وشرعي ناهيك عن أن يكون ذلك عبثا أو‬
‫استلذاذا‪ .‬وحتى في حاجته للتغذي ال يحق له أن يقتل حيوانا باستخفاف‬
‫بل يجب عليه أن يذكر اسم هللا ويراعي جدية وجسامة العملية وهو واع‬
‫بخصوصيتها كتضحية‪ .‬فاتقوا هللا يا أولي األلباب لعلكم تفلحون‪.‬‬
‫َ ّٗ ُّ َ َ ّٗ ِه َ َ َ ۡ َ ُّ ۡ ُ ُ ُ ُ ِه‬
‫لٱ لَّل َ‬ ‫َ‬ ‫ ِه ُ َ ِه َ َ ۡ َ َ ۡ‬
‫ٱينلٱ ‬ ‫اِن لٱ تقشعٱَ لٱ مٱنه لٱ جلود‬ ‫ٱ‬ ‫ث‬‫لٱ م‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ٱ‬ ‫ب‬‫ش‬‫َٰ‬ ‫ت‬ ‫لٱ م‬ ‫ا‬ ‫ب‬‫َٰ‬ ‫لٱ ‬
‫ٱت‬ ‫ك‬ ‫لٱ ‬ ‫ٱيث‬
‫ٱ‬ ‫د‬ ‫لٱ لۡل‬ ‫‪ ‬لٱ لَّ لٱ نزل لٱ أيسن‬
‫ ِه‬ ‫َ ۡ ِه َ َ ُ‬ ‫لٱ وقُلُ ُ‬ ‫ود ُه ۡ َ‬ ‫َ ۡ َ ۡ َ َ ِه ُ ۡ ُ ِه َ ُ ُ ُ ُ‬
‫وب ُه ۡ لٱ إ ٱ ََٰل لٱ ذٱك ٱَ لٱ لَّٱلٱ ذَّٰ ٱك لٱ ه َدىلٱ لَّٱ َلٱ ي ۡه ٱديلٱ ‬ ‫َيشون لٱ ربه لٱ ث لٱ تل ٱَّي لٱ جل‬
‫َ‬
‫لٱ َّلۥلٱ م ۡٱنلٱ ها ٍدلٱ ‪23‬لٱ ‪.3 ‬‬ ‫لٱ ف َما َ ُ‬‫ ِه ُ َ‬ ‫ۡ‬ ‫لٱ منلٱ ي َ َشا ُء َ‬
‫لٱ و َمنلٱ يُضل ٱٱللٱ لَّ‬ ‫بهٱۦ َ‬
‫ٱ‬

‫فاإلســالم إذاً يـحـث على توخي الوسط واالعـتـدال في كل شيء بعيــدا عن كل‬
‫َ ْ ُ ْ َ ً‬ ‫َ َ َ َ َ ْ َ َ َْ َ َْ ُ‬
‫لٱ ورٱيشالٱ ‬ ‫اسالٱ يُ َوارٱيلٱ سوٓات ٱك‬
‫ك ْ لٱ ۡلٱ َ ً‬ ‫أشكال التطــرف‪  .‬يالٱ ب ٱنلٱ ٓادملٱ قدلٱ أنزنلالٱ علِ‬

‫سورة الحج ‪ ،‬اآلية ‪.37‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة األنعام ‪ ،‬اآلية ‪.38‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة الزمر ‪ ،‬اآلية ‪.23‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪127‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫ ِه ِه َ‬ ‫ ِه َ ِه‬ ‫ ِه ْ َ َ َ َ ْ ٌ َ َ‬
‫ات لٱ اَّٱ لٱ ل َعل ُه ْ لٱ يَذك َُونلٱ ‪ .1‬تغطية‬
‫ري لٱ ذّ ٱك لٱ م ْٱن لٱ ٓايَ ٱ‬ ‫َلٱ وۡلٱ َ ُ لٱ ‬
‫اس لٱ اَلقوى لٱ ذّ ٱك لٱ خ‬
‫الرأس أو إطالق اللحية وارتداء القميص‪/‬الدافة ‪ ،‬أو البوبو أو الجالب والحجاب أو‬
‫النقاب أو البرقع أو التشادور‪ ،‬كل ذلك ناتج عن التقاليد والتآويل وال شأن له برسالة‬
‫اإلسالم األصلية كدين‪ .‬بل على العكس ‪ ،‬هذه المظاهر جميعا تسيء اليوم إلى‬
‫سمعة اإلسالم والمسلمين وتؤذيهم ال سيما في الدول غير اإلسالمية ‪ ،‬وهي في‬
‫نظر الكثير مرادفة لالنغالق الفكري والطائفية واالستفزاز والعدوان‪.‬‬

‫المسلم العالم والمسؤول والواعي بحقيقة اإلسالم ال يمكنه بأية حال من األحوال أن‬
‫يدعم أن يكون تفشي هذه المظاهر الخارجية هو الم ِّ‬
‫عبر عن اإلسالم‪ .‬إسالم النور‬ ‫ُ‬
‫الذي كان وراء نشوء العلوم الحديثة أُْلِّبس رداء التقاليد العقائدية ليتحول إلى دين‬
‫طقوس رجعية متخلف ما كان لها أن تخرج من الماضي‪ .‬يجب أن يعود‬
‫المسلمون إلى رسالة اإلسالم األصلية ‪ ،‬إسالم العلم والحضا ةر والتقدم ؛ كما يجب‬
‫عليهم أيضا أن ال ُيلقوا بأنفسهم إلى التهلكة وأن يحفظوا دينهم وأنفسهم من األذى‬
‫ومن كل حكم مسبق ضار‪.‬‬

‫فعبادة هللا ال تتجسد بمالبس غريبة تلفت األنظار وال بطقوس وشطحات‬
‫تخدع األبصار وال بإيماءات وهمية وبكلمات تلفيقية وبتضحيات َب ْخسة‬
‫زهيدة‪ .‬عبادة هللا تتجسد في قرار صائب يعقبه عمل صالح‪ .‬عبادة هللا‬
‫والتقرب إليه هو أن تحب خلقه وتخدمه وتعمل صالحا وتكون نافعا غير‬
‫عقيم‪ .‬المسلم والمؤمن والملتزم هو الذي يكون سليم القلب مطمئن النفس‬
‫يفشو السالم واألمن واألمان ‪ ،‬يحسن للناس فتطمئن له القلوب وتركن إليه‬
‫األفئدة ‪ ،‬يعيش ويموت في أمن وسالم‪.‬‬

‫سورة األعراف ‪ ،‬اآلية ‪.26‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪128‬‬
‫الرسالة األصلية لإلسالم‬

‫ََ ُ َ‬ ‫ ِه‬ ‫َ َ َ َ َ َ ۡ َ ُ ۡ ُ ِه ّٗ َ َ ّٗ َ ُ ُ ْ ُ َ َ َ َ َ‬
‫اس لٱ وي كون لٱ ‬ ‫لٱ َل كون وا لٱ شهد اء لٱ لَع لٱ لنل ٱ‬ ‫‪ ‬لٱ وكذ َّٰ ٱك لٱ جعل ن َٰك لٱ أ مةلٱ لٱ وسطلٱ ا ٱ‬
‫ُ‬ ‫ ِه َ ِه‬ ‫َ َ ُ ْ‬ ‫ ِه ُ ُ َ َ ۡ ُ ۡ َ ّٗ‬
‫ج َها ٱده ٱۦلٱ ه َولٱ ‬
‫لٱ فلٱ لَّٱلٱ يقلٱ ٱ‬ ‫لَّس ول لٱ علِ ك لٱ شهٱِدلٱ الٱ ي (‪)...‬لٱ ‪143‬لٱ ‪ ، ‬لٱ وج َٰ ٱهدوا ٱ‬
‫‪1‬‬

‫ُ‬ ‫ ِه َ َ ُ‬ ‫ۡ َ َ َٰ ُ ۡ َ َ َ َ َ َ َ ۡ ُ‬
‫ج لٱ مٱلة لٱ أبٱِك ۡ لٱ إٱبۡ َرَٰهٱِ َ لٱ ه َولٱ ‬ ‫ك ۡ لٱ ف لٱ لَلٱين لٱ م ۡٱن َ‬
‫لٱ ي ََ ىلٱ ‬ ‫ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫لجتبىك لٱ وما لٱ جعل لٱ علِ‬

‫ِد الٱ ‬‫لٱ شه ً‬ ‫َ ِه ُ ُ َ‬


‫لٱ َّلَكلٱ ــون لٱ لَّسلٱ ــول‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫لٱ و ٱِف لٱ ه َٰذ ا ٱ‬
‫َ‬
‫لٱ قبۡ ُل َ‬ ‫َّي لٱ مٱن‬ ‫ك ُ لٱ لّ ۡ ُم ۡسل ٱم َ‬
‫َ ِه َٰ ُ‬
‫س لٱ مى‬
‫ٱ‬ ‫ٱ‬
‫يد ِه ُ‬ ‫اس لٱ (‪ )...‬لٱ ‪ 78‬لٱ ‪  ، 2‬لٱ )…( لٱ يَُ ُ‬ ‫َ َۡ ُ ۡ َ َ ُ ُ ْ ُ َ َ َ ََ‬
‫لٱ لَع لٱ لنل ِه‬
‫لٱ لَّلٱ ‬ ‫ٱ‬ ‫ى‬ ‫ٱ‬ ‫علِ ك لٱ و ت كونلٱ وا لٱ شهد ا ء‬
‫ُ ُ ُۡ ۡ َ ََ ُ ُ ُ ُ ۡ‬
‫لٱ لل ُع ۡ َ‬
‫ِسلٱ (‪)...‬لٱ ‪185‬لٱ ‪.3‬‬ ‫كـ‬‫بٱك لٱ لليِسلٱ وللٱ ي ٱَيدلٱ ب ٱ لٱ ‬

‫والمسلم يعاهد هللا على أن يؤمن به مخلصا له الدين‪ .‬إنه يسارع في‬
‫الخيرات وهو محسن ‪ ،‬فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعو الناس‬
‫إلى هللا واإلصالح والعدل‪ .‬له في الحياة الدنيا نصيب واآلخرة خير وأبقى‬
‫وإن خير الزاد التقوى‪ .‬فالمؤمن الحق هو الذي يستشعر وجود هللا ‪ ،‬وال‬
‫يشتغل بسواه ‪ ،‬في كل حال إن نام أو قام ومتى عمل أو استراح ‪ ،‬في‬
‫حالة المرض أو الصحة‪ ،‬في شبابه وشيخوخته فهو يعيش مع هللا ويتطلع‬
‫إليه ‪ ،‬فال يموت إال وذكر هللا في قلبه وعلى شفتيه‪ .‬هذا المؤمن له الدنيا‬
‫واآلخرة‪ .‬فالمؤمن الذي يقبل على هللا ويحيا في حضرته ‪ ،‬يعيش في سلم‬
‫وسالم ‪ ،‬وكله رضى واطمئنان مع بني جنسه ‪ ،‬سالم مع األحياء ومع‬
‫الوجود كله ‪ ،‬سالم مع هللا الرحمن الرحيم‪ .‬أولئك هم المقسطون‪.‬‬

‫سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.143‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة الحج ‪ ،‬اآلية ‪.78‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.185‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪129‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫على المسلمين الرجوع إلى رسالة اإلسالم األصلية والخالدة ليكونوا أمة‬
‫ََ‬ ‫َ ََ ۡ‬ ‫ٱيلٱ خلَ َ‬ ‫ۡ َ ۡ ۡ َ َ ِه‬
‫لٱ لإل َ َٰ‬
‫نس َن لٱ م ۡٱن لٱ عل ٍق لٱ ‪ 2‬لٱ ‪، 1‬‬ ‫ٱ‬ ‫ق‬‫ل‬ ‫خ‬ ‫لٱ ‬ ‫‪1‬‬ ‫لٱ ‬ ‫ق‬
‫َ‬
‫لٱ لَّل‬ ‫وسطا ‪ ،‬أمة ‪ ‬لٱ لقَأ لٱ بٱٱس ٱ لٱ ربٱك‬

‫ُمستنيرين في ذلك بما علمهم هللا‪ .‬عليهم أوال أن ينفضوا ما اعتراهم من‬
‫االحباط والخوف وال يتهاونون ‪ ،‬بشتى الطرق والوسائل ‪ ،‬عن التنديد بكل‬
‫ما وكل من يشوه دينهم بالحقد والعنف إذ على عاتقهم ُتلقى مسؤولية‬
‫الصحوة واستعادة حقيقة اإلسالم األصلي والتعريف به أمام العالم‪.‬‬
‫فاإليمان باهلل مقرون بالعمل الصالح وباإلحسان ‪ ،‬فال إيمان بال عمل ‪،‬‬
‫وال عمل بال إيمان‪.‬‬

‫َََۡۡ َ َ ُۡ َ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َُۡ ُ َ ۡ‬ ‫ت لٱ ّ ِه‬‫ري لٱ أ ُ ِهمة لٱ أ ُ ۡخَ َج ۡ‬ ‫ُ ُۡ َ‬


‫لٱ خ ۡ َ‬
‫وف لٱ وتنهون لٱ ع ٱن لٱ لّمنك ٱَلٱ ‬ ‫ون لٱ بٱٱّمعَ ٱ لٱ ‬ ‫اس لٱ تأمَ لٱ ‬ ‫ٱلن ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬كنت‬
‫َ‬ ‫ۡ ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َ َ َ َ ۡ ّٗ ِه‬ ‫ ِه َ َ ۡ َ َ َ َ ۡ ُ ۡ َ‬ ‫َُۡ ُ َ‬
‫ريا لٱ ّ ُه ىلٱ لٱ مٱن ُه ُ لٱ لّ ُمؤم ُٱنونلٱ ‬ ‫ب لٱ لَكن لٱ خ لٱ ‬ ‫وتؤمٱنون لٱ بٱٱَّٱي لٱ وّو لٱ ءامن لٱ أهل لٱ للكٱتَٰ ٱ‬
‫ ِه‬ ‫ُ‬
‫لٱ خ ۡ‬ ‫ ِه ۡ َ َٰ َ َ‬ ‫ون لٱ ‪ 110‬لٱ ‪َ  .2‬لٱ و ۡلل َع ۡ‬ ‫َ َ ۡ َ ُ ُ ُ ۡ َ َٰ ُ َ‬
‫ِس لٱ ‪ 2‬لٱ إٱللٱ ‬‫ٍ‬ ‫ِف‬ ‫ٱ‬ ‫لٱ ل‬ ‫ن‬ ‫نس‬ ‫لٱ لإل‬
‫ٱ‬ ‫ن‬ ‫ٱ‬ ‫إ‬ ‫لٱ ‬ ‫‪1‬‬ ‫لٱ ‬ ‫ۡص‬
‫ٱ‬ ‫سق‬‫وأكَثه لٱ للف ٱ‬
‫بلٱ ‪3‬لٱ ‪.3‬‬ ‫ٱّص ۡ‬‫اص ۡواْلٱ ب ِه‬ ‫لٱ وتَ َو َ‬
‫ٱۡلق َ‬ ‫اص ۡواْلٱ ب ۡ َ‬ ‫لٱ وتَ َو َ‬
‫ت َ‬ ‫ٱ‬ ‫َٰ‬ ‫ٱح‬
‫ ِه َ َ َ ُ ْ َ َ ُ ْ ِه‬
‫لٱ للصَٰل َ‬ ‫لَّلٱينلٱ ءامنوالٱ وع ٱملوا‬
‫ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫ٱ ٱ‬

‫***‬

‫سورة العلق ‪ ،‬اآلية ‪.2-1‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪.110‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة العصر‪ ،‬اآلية ‪.3-1‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪130‬‬
‫الرسالة األصلية لإلسالم‬

‫إن اإلنسان بكل ما أوتي من المعرفة يشعر بالحاجة إلى تغذية روحه ‪،‬‬
‫والبد من تلبية سعيه الروحي هذا في الوقت الذي تدفـقـت فيه موجة من‬
‫مستلهمة من معتقدات الشرق األقصى‬
‫َ‬ ‫طوائف يهودية مسيحية وأخرى‬
‫كالبوذية أو الهندوسية‪ .‬وقد تمت محاوالت تسعى إلى إضفاء صبغة‬
‫روحية على المادية وأخرى تسعى إلى إضفاء صبغة مادية على الروحانية‬
‫لكنها باءت بالفشل‪ .‬وكذلك هي حال الطائفية في أوساط المسلمين‬
‫المنحرفين ‪ ،‬لكن رسالة اإلسالم األصـلـيـة هي هدايـة اإلنســان لـيـدرك ما يميز‬
‫ۡ‬ ‫ ِه َ َ ۡ َ ِه ُ َ ۡ‬
‫للٱ َّلۥلٱ ُّم ََ ّٗجالٱ ‪ 2‬لٱ َو َي َۡ ُزق ُهلٱ ‬ ‫نلٱ ي ِهت ٱق لٱ لَّ لٱ َيع‬
‫بشريتـه والغايـة من وجوده‪  .‬لٱ (‪َ )...‬و َم َ‬
‫َ‬ ‫ۡ َ ۡ ُ َ َ ۡ َ ُ َ َ َ َ ِه ۡ َ َ ِه َ ُ َ ۡ ُ ُ ِه ِه َ ُ َ‬
‫لٱ لَّ َلٱ بَٰل ٱغ لٱ أ ۡم ٱَه ٱۦ لٱ ق ۡدلٱ ‬ ‫مٱن لٱ يِث لٱ ل لٱ ُيتسٱب لٱ ومنلٱ يت َوك لٱ لَع لٱ لَّٱلٱ فه َو لٱ يسبهۥ لٱ إٱن‬
‫َ َ َ ِه ُ ُ َ ۡ َ‬
‫لٱ َشءلٱ ق ۡد ّٗرالٱ ‪3‬لٱ ‪.1‬‬ ‫ٱك‬
‫جعللٱ لَّلٱ ل ٱ‬

‫سورة الطالق ‪ ،‬اآلية ‪.3-2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪131‬‬
‫مدخل للقــــرآ‬

‫كـث ـرت الدراسـ ـات حول الـقـرآن ‪ ،‬وتباينت اآلراء بشأنه ‪ ،‬إيجابية كانت أو‬
‫سلبية ‪ ،‬صحيحة أو خاطئة ‪ ،‬عن جهل أو بسوء نية‪ .‬سأعرض في هذا‬
‫البحث حقائقا حول القرآن غير قابلة للنقض ؛ إذ يمكن التأكد منها‪.‬‬
‫فالبحث التالي يعتمد على دراسات جدية وذات قيمة علمية عالية‪.‬‬

‫***‬

‫يؤمن المسلمون بأن القرآن هو كالم هللا المنزل على رسول هللا محمد ‪‬‬
‫إبتداء من سنة ‪ 610‬م وهو في سن األربعين إذ أتاه جبريل ‪ ‬وهو في‬
‫خلوته بغار حراء على مرتفعات مكة ‪ ،‬فأوحى إليه اآليات األولى من‬
‫القرآن الكريم‪ .‬ثم تتابع الوحي وامتد على مدى ‪ 22‬سنة‪ .‬ولم يكتمل الوحي‬
‫إال مدة قصيرة قبل وفاة الرسول ‪ ‬سنة ‪ 632‬م‪.‬‬

‫إن النص القرآني يحمل في طياته بعض المعالم على تاريخ نزوله على‬
‫محمد ‪ .1‬وموازًاة لذلك نقلت كتب السيرة والتاريخ روايات وأخبا ار ثرية‬
‫ومتعددة ومتشعبة حول تاريخ القرآن رواي ًة وكتاب ًة وجمعا‪ .‬لكن كل هذه‬

‫‪ 1‬سورة اإلسراء ‪ :‬اآليات ‪ ، 106-105‬سورة الفرقان ‪ :‬اآلية ‪ ، 32‬سورة القيامة ‪ :‬اآليات ‪16‬‬
‫إلى ‪ ، 19‬سورة األعلى ‪ :‬اآلية ‪...6‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫األخبار المتناقلة تتطلب تمحيصا وتحليال دقيقا بشكل متواصل دائم للتأكد‬
‫من صحتها ومن مدى مصداقيتها‪.‬‬

‫ومن جانب آخر تحظى ظروف ومالبسات جمع القرآن الكريم وروايته‬
‫وكتابته بدراسات عميقة لعدد من المختصين في علوم شتى كعلم اللغة‬
‫والتاريخ وعلم الكتابات القديمة وعلم المخطوطات‪ .‬كما أن نطاق المصادر‬
‫المتاحة لهذه الدراسات في تزايد مستمر وطرق معالجة هذه المسألة‬
‫ومناهج البحث فيها متعددة‪ .‬فالدراسات الناضجة والجدية في مجال تاريخ‬
‫القرآن في القرون األولى لإلسالم تقر وتعزز بشكل كبير عددا من‬
‫األخبار التي تناقلتها مصادر التراث اإلسالمي‪.‬‬

‫أقل ما تتفق عليه الدراسات العلمية الحديثة من جهة وروايات المصادر‬


‫اإلسالمية من جهة أخرى مسألتان مهمتان‪ .‬كلتاهما تؤكد على أن القرآن‬
‫الكريم قد ُج ِّمع بكامله منذ القرن األول للهجرة‪ .1‬فالمخطوطات التي تم‬
‫فحصها علميا في إطار هذه الدراسات قد تم تأريخها بنحو عشرين سنة‬

‫‪ 1‬يبدأ التقويم الهجري في فاتح محرم (الموافق ليوم ‪ 15‬أو ‪ 16‬يوليو سنة ‪ )622‬واألساس‬
‫الذي يعتمد عليه هذا التقويم هو هجرة الرسول ‪ ‬من مكة إلى المدينة‪ .‬وهذا التقويم له‬
‫انعكاسات ذات طابع فقهي وسياسي‪ .‬ويظهر أثر ذلك في الموروث الثقافي الذي يستنقص من‬
‫أهمية المرحلة المكية ويعظم المرحلة المدنية لدرجة أفضت ببعضهم للقول بنسخ كثير من‬
‫مدنية بل وبأحاديث منسوبة لرسول هللا ‪ ‬الذي لم يبعث إال بالقرآن‪ .‬قال‬ ‫اآليات المكية بآيات‬
‫َ َ َ َ ُ َ َ ۡ َ ُ َ َٰ َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ۡ َ َٰ َ َ ۡ ُ ُ َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ََُۡ ُ َ‬
‫ض لٱ فما لٱ جزاء لٱ من لٱ ي لٱ فعل لٱ ذّ ٱكلٱ ‬ ‫ب لٱ وتكفَون لٱ بٱبع ىلٱ ‬ ‫هللا تبارك وتعالى ‪  :‬أفتؤمٱنون لٱ بٱبع ٱض لٱ للكٱت ٱ‬
‫َ‬ ‫َ َ ِه ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬
‫ۡ َ َ َٰ ُّ ۡ َ َ َ ۡ َ ۡ َ َٰ َ ُ َ ُّ َ َٰٓ َ‬
‫َ‬ ‫ُ ِه‬
‫لٱ لَّ لٱ بٱغَٰف ٍٱل لٱ ع ِهمالٱ ‬ ‫اب لٱ وما‬
‫َل لٱ أش ٱد لٱ للعذ ٱ ِۗ‬ ‫مٱنك ۡ لٱ إٱل لٱ خ ۡٱز يلٱ ‬
‫ي لٱ ٱف لٱ لۡلِوة ٱ لٱ لَلنِا لٱ ويوم لٱ للقٱيمةٱ لٱ يَدون لٱ إ ٱ‬
‫َ ُ َ‬
‫ون ‪ . 85‬السورة ‪ ، 2‬اآليـة ‪ .85‬لـقـد كـان األولى بالـمـسـلـمـيـن أن يحددوا الـتـقـويـم‬ ‫ت ۡع َمل لٱ ‬
‫بداية نزول الوحي سنة ‪ 610‬م انطالقا من قوله تعالى في سورة القدر ‪:‬‬ ‫اإلسالمي اعتمادا على‬
‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َۡ َُ َۡ ۡ َ ۡ ي ۡ َۡ‬
‫‪َّ ‬للة لٱ للقدرٱ لٱ خري لٱ مٱن لٱ أل ٱف لٱ شهَ لٱ ‪  3‬ألن رسالة اإلسالم األصلية تشمل كل سنوات نزول‬
‫الوحي (‪ )632-610‬بينما يفضل أصحاب العقائد التقليدية التمسك بالتقويم الهجري والتركيز‬
‫على المرحلة المدنية على حساب المرحلة المكية‪.‬‬
‫‪134‬‬
‫مدخل للقـرآن‬

‫بعد مصحف عثمان ‪ ،‬ثالث الخلفاء (‪ 656-644‬م) ‪ ،‬وهو ما يمثل في‬


‫ذاته دليال ماديا قاطعا على مدى قدمها‪ .‬ومن جانب آخر أثبتت هذه‬
‫الدراسات أن هذه المخطوطات تتوافق إلى حد بعيد في شكلها األساس مع‬
‫المصاحف التي بين أيدينا اليوم أي المصاحف العثمانية المطبوعة‪.‬‬

‫***‬

‫يهدف هذا المدخل إلى إعطاء نظرة عامة ومختصرة على تاريخ جمع وتبليغ‬
‫القرآن رواية وكتابة وعن تطور رسمه‪ُ .‬يطلق مصطلح جمع القرآ على‬
‫معنيين أساسيين‪ .‬األول حفظه في الصدور‪ ،‬والثاني جمعه كتابة بين دفتين‪.‬‬

‫حفظ القرآ مشافهة ‪:‬‬

‫لقد اشتهر قدماء العرب بحدة الذاكرة ؛ فكانوا ال يضاهون في حفظ‬


‫األشعار‪ .‬وقد بقيت هذه المزية لدى بعضهم إلى يومنا هذا ؛ إذ ال يزال‬
‫االستماع للقرآن وتالوته من العبادات التي يحرص عليها المسلمون‪.‬‬
‫ويظل القرآن الكريم وقراءته وحفظه محببا بين المسلمين عربا وأعاجم وهم‬
‫يشكلون األمة األكثر حفظا لكتابها المنزل‪.‬‬

‫إن التراث اإلسالمي يؤكد على أولوية التبليغ الشفوي ودوره الحاسم في‬
‫عملية جمع القرآن وحفظه‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫يجد الباحث أن كتب التراث تتفق على أن الرواية الشفاهية لعبت دو ار‬
‫كبي ار في عملية جمع القرآن وحفظه ؛ إذ لم يكن التدوين كثير التداول عند‬
‫العرب قبل اإلسالم شأنهم في ذلك شأن الشعوب القديمة حينذاك‪ .‬فقد‬
‫كانت الرواية والحفظ الوسيلة األولَى عند العرب الذين عرف عنهم‬
‫استظهار النصوص واألشعار بعناية فائقة‪.‬‬

‫أما الكتابة فرغم وجود دالالت علمية تُ ِّثبت وجودها لم يكن لها شيوع إال‬
‫بعد ظهور االسالم ونزول القرآن إذ عرفت تطو ار وانتشا ار لم يعهده العرب‬
‫لتقاليد الشفوية أضحى‬
‫من قبل‪ .‬عند ظهور اإلسالم في مجتمع تسوده ا ُ‬
‫من الطبيعي أن يكون هذا النقل السمعي أهم وسائل تبليغ الوحي المنزل‬
‫وأن تكون الكتابة مجرد مساعدة للذاكرة وضمانا لها‪.‬‬

‫تـنـاقـلـت كتب السيرة أن محمدا رسول هللا ‪ ‬كان أول من حفظ القرآن‬
‫الكريم‪ .‬وكان يحث آل بيته وصحابته على حفظه واستظهاره‪ .‬ومن ذلك‬
‫أن رسول هللا ‪ ‬كان يعرض على جبريل ‪ ‬كل ما نزل من القرآن مرة‬
‫في كل عام خالل شهر رمضان‪ .1‬لكن األخبار وردت بأن جبريل ‪‬‬
‫عارضه القرآن آخر رمضان قبل وفاته مرتين عوض مرة واحدة كالمعتاد ؛‬
‫لذلك ُعرفت هذه المراجعة بالعرضة األخيرة‪.2‬‬

‫***‬

‫‪ 1‬رمضان هو الشهر التاسع (‪ )9‬في الحساب القمري الذي يصوم فيه المسلمون تأدية ألحد‬
‫أركان اإلسالم الخمسة‪.‬‬
‫‪ 2‬وعادة رسول هللا ‪ ‬في عرض القرآن كله خالل شهر رمضان ساهمت في نشوء سنّة لدى‬
‫المسلمين وهي قراءة القرآن بكامله في أيام رمضان فرادى أو جماعات‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫مدخل للقـرآن‬

‫ال شك أن هذه العرضة تكتسي أهمية بالغة إذ كانت إيذانا بختم القرآن‬
‫وثبوت مضمونه نهائيا وذلك في حياة الرسول ‪ ‬من بعد أن أُثبت ما‬
‫ونسخ ما ُنسخ وبعد أن ُحددت مواضع اآليات والسور نهائيا‪.‬‬
‫أُثبت ُ‬

‫إن حفظ القرآن في الصدور وعرضه سنة اتبعها المسلمون لتبليغه شفويا ‪،‬‬
‫والتزال هذه القاعدة قائمة إلى يومنا هذا‪ .‬لكن التدوين بالكتابة ال يقل‬
‫أهمية عن التناقل الشفوي ؛ فالكتابة والرواية هما الدعامتان الرئيسيتان‬
‫المعتمدتان في تبليغ وحفظ الوحي‪ .‬من ذلك أن القرآن يذكرهما كبعدين‬
‫أساسيين لتبليغ الوحي‪.‬‬

‫التبليغ الشفوي تُ ِّثبته آيات عديدة من القرآن ذاته بألفاظ معبرة مثل أول‬
‫كلمة من الوحي ‪" :‬إقرأ" ‪ ،‬و"القرآن" ‪ ،‬ومشتقات كلمة "التالوة" ‪" ،‬الذكر" ‪،‬‬
‫"القول" وفعل األمر "قل"‪ .‬يضاف إلى ذلك اإليقاع الصوتي في القرآن‬
‫اللذين يزيدهما الترتيل‪ 1‬بيانا وعذوبة لدى السامعين‪.‬‬
‫وبالغة أسلوبه ْ‬

‫والقرآن يعج بالدالئل التي تُثبت تزامن كتابته بتبليغه شفويا وعالوة على‬
‫ذلك توجد العديد من الروايات في هذا الشأن‪ .‬فالقرآن يركز على أهمية‬
‫الكتابة‪ 2‬لدرجة أنه يصف نفسه بعبارة "الكتاب"‪.3‬‬

‫سورة المزمل ‪ ،‬اآلية ‪.4‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬عدد الكلمات المشتقة من جذر ك – ت – ب في القرآن هو ‪ 279‬كلمة‪.‬‬


‫‪ 3‬سورة الكهف ‪ ،‬اآلية ‪ 27‬وسورة العنكبوت ‪ ،‬اآلية ‪ 45‬وسورة فاطر ‪ ،‬اآلية ‪ 31‬وسورة‬
‫الشورى ‪ ،‬اآلية ‪.52‬‬
‫‪137‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫جمع القرآ كتاب ًة ‪:‬‬

‫ما إن توفرت الشروط ُجمع القرآن كتاب ًة بكامله‪ .‬وقد تواترت الروايات‬
‫واألخبار بشأن لجوء المسلمين المبكر لكتابة القرآن ولو جزئيا‪.‬‬

‫فالحفظ عن طريق التلقي الشفوي رغم أولويته لم يكن الوسيلة الوحيدة‬


‫للحفاظ على النص القرآني وتبليغه‪ .‬فقد بدأت كتابة الوحي على عهد‬
‫الرسول ‪ ‬ومن المرجح أن يكون ذلك قد َّ‬
‫تم منذ الفترة المكية أي قبل‬
‫الهجرة‪ .‬فكان الرسول ‪ ‬يملي الوحي مباشرة على الكتبة‪ .‬وأشهر ُكتاب‬
‫الوحي علي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأقل منهما أُبي بن كعب وغيرهم‬
‫كثير‪ .‬كما يتضح أن الرسول ‪ ‬نفسه هو الذي بادر بعملية كتابة الوحي‬
‫الذي أنزل عليه منجما أي مفرقا‪.‬‬

‫لكن رغم هذا وبغياب أدلة قاطعة فإن جمع القرآن كتاب ًة بين لوحين على‬
‫عهد الرسول ‪ ‬أمر بعيد االحتمال فضالً عن أن أخبار التراث الكثيرة‬
‫التي وصفت لنا عملية كتابة الوحي تشير إلى وجود نصوص من الوحي‬
‫مكتوبة على عهد الرسول ‪ ‬وأنها عند وفاته كانت مفرقة بحوزة آل البيت‬
‫والصحابة‪ .‬أما القرآن كامال فقد كان محفوظا في ذاكرة عدد من المؤمنين‪.‬‬
‫وكان كتبة رسول هللا ‪ ‬يكتبون الوحي على ما تيسر لهم في ذلك العهد‬
‫من خشب وعظام وحجارة وألواح وجلد وعسب ورقاع‪ .‬فبعد وفاته ‪ ‬لم‬
‫يكن القرآن مجموعا في كتاب بل بقي مفرقا على الحالة التي ُكِّتب بها‪.‬‬
‫وهنا يمكن التساؤل عن السبب في عدم جمع القرآن في كتاب على حياة‬
‫الرسول ‪ .‬يمكننا أن نلتمس من خالل دراسة تاريخ القرآن الجوانب التي‬

‫‪138‬‬
‫مدخل للقـرآن‬

‫فسرت هذا الوضع‪ .‬من ذلك أن الوحي في حياة الرسول ‪ ‬لم يكن قد‬
‫اكتمل وأن بعض التعديالت مثل النسخ كانت تط أر عليه من حين آلخر‪.‬‬

‫أما جمع القرآن كله كتاب ًة بين لوحين ‪ ،‬حسب ما تناقلته الروايات‪ ،1‬فقد تم‬
‫على فترتين ‪ ،‬بعد مرور أقل من سنة من وفاة الرسول ‪ ، ‬أي في‬
‫خالفة أبي بكر (‪ 634-632‬م) ‪ ،‬ثم في عهد الخليفة الثالث عثمان بن‬
‫عفان (‪ 656-644‬م)‪ .‬وقد وردت أخبار كثيرة حول ظروف وأهداف جمع‬
‫القرآن كتابة ؛ إذ كان الهدف من أمر الخليفة األول أساسا دعم ذاكرة‬
‫حفاظ القرآن للحيول دون ضياع الوحي‪.‬‬

‫تذكر لنا كتب التراث اإلسالمي أن األحداث التي شهدتها الدولة اإلسالمية‬
‫في بدايتها والسيما موقعة اليمامة سنة ‪ 633‬م ‪ ،‬حيث استشهد كثير من‬
‫الصحابة الحفاظ ‪ ،‬كانت سببا في خشية الصحابي عمر بن الخطاب‬
‫(‪ 644-580‬م) على ضياع القرآن باستشهادهم ‪ ،‬لذلك أقنع الخليفة أبا‬
‫بكر بجمع القرآن بين دفتين‪ .‬فكلف أبو بكر أحد القراء وهو زيد بن ثابت‬
‫بهذه المهمة ِّلما توفر لديه من مؤهالت للقيام بها‪ .‬فقد كان حافظا للقرآن ‪،‬‬
‫ُمتقنا للكتابة ومن أكثر كتاب الوحي مالزمة لرسول هللا ‪ ‬وكتابة عنه‪.‬‬
‫ومن أشهر الروايات التي ذكرت عن أول جمع للقرآن ما أورده البخاري‬
‫في صحيحيه‪: 2‬‬

‫‪ 1‬ثمة عدة روايات مختلفة في جزئياتها حول عملية جمع القرآن كتابة‪.‬‬
‫‪ 2‬صحيح البخاري ‪ ،‬كتاب فضائل القرآن‪.‬‬
‫‪139‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫ال‬ ‫ِّ‬ ‫"أَرسل ِّإَلي أَبو ب ْك ٍر مْقتل أَه ِّل اْليم ِّ‬
‫امة َفإذا ُع َم ُر بن الخطاب ع ْن َدهُ ‪َ ،‬ق َ‬ ‫ْ َ َ َّ ُ َ َ َ َ ْ َ َ َ‬
‫أ َُبو َب ْك ٍر‪ 1‬رضي هللا عنه ِّإ َّن ُعمر أَتَ ِّاني َفَق ِّ‬
‫استَ َح َّر َي ْوَم‬ ‫ال إ َّن اْلَق ْت َل َق ْد ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫اط ِّن‬ ‫اْليمام ِّة ِّبقراء القرآن ‪ ،‬وِّإِّني أَخ َشى أَن يستَ ِّح َّر اْلَق ْتل ِّباْلُق َّر ِّاء باْلمو ِّ‬
‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ير ِّم ْن اْلُق ْر ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ف‬ ‫بجم َع اْلُق ْرآن ُقْل ُت ل ُع َم َر َك ْي َ‬ ‫َن تأمر َ‬ ‫آن ‪َ ،‬وِّإني َأرى أ ْ‬ ‫َفَي ْذ َه َب َكث ٌ‬
‫َّللاِّ‬
‫ال ُع َم ُر هذا َو َّ‬ ‫ِّ َّ‬ ‫صَّلى َّ‬ ‫تْفعل شيئا َلم يْفعْله رسول َّ ِّ‬
‫َّللاُ َعَل ْيه َو َسل َم َق َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫َ ُ َ ًْ ْ َ َ ُ َ ُ ُ‬
‫ص ْدرِّي ِّل َذِّل َك ‪َ ،‬وَأَرْي ُت في ذلك‬ ‫َّللاُ َ‬‫اج ُعِّني َحتَّى َش َرَح َّ‬ ‫َخ ْيٌر َفَلم ي َزل ُعمر ير ِّ‬
‫ْ َ ْ َ ُ َُ‬
‫اب َعاق ٌل الَ َنتَّ ِّه ُم َك وقد‬ ‫ِّ‬ ‫ال َزْي ُد قال أبو بكر ِّإَّن َك َر ُج ٌل َش ٌّ‬ ‫َّ ِّ‬
‫الذي َأرَى ُع َم ُر ‪َ ،‬ق َ‬
‫اج َم ْع ُه ‪،‬‬ ‫ِّ َّ‬ ‫صَّلى َّ‬ ‫ول َّ ِّ‬‫ُك ْن َت تَ ْكتُب اْلوحي ِّلرس ِّ‬
‫آن َف ْ‬ ‫َّع اْلُق ْر َ‬‫َّللاُ َعَل ْيه َو َسل َم َفتَتَب ْ‬ ‫َّللا َ‬ ‫ُ َ ْ َ َُ‬
‫َم َرِّني ِّب ِّه ِّم ْن‬ ‫ِّ‬
‫ان أَ ْثَق َل َعَل َّي م َّما أ َ‬ ‫ال َما َك َ‬ ‫وني َنْقل جب ٍل ِّم ْن اْل ِّجب ِّ‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َّللاِّ َلو َكَّلَف ِّ‬
‫َف َو َّ ْ‬
‫َّللاُ َعَل ْي ِّه َو َسَّل َم‬
‫صَّلى َّ‬ ‫َِّّ‬ ‫ِّ‬
‫ف تَْف َعلون َش ْيًئا َل ْم َيْف َعْل ُه النبي َ‬ ‫آن ‪ُ ،‬قْل ُت َك ْي َ‬ ‫َج ْم ِّع اْلُق ْر ِّ‬
‫ص ْدرِّي ِّلَّل ِّذي َش َرَح َل ُه‬ ‫َّللاِّ َخ ْيٌر َفَل ْم َيزْل يراجعني َحتَّى َش َرَح َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ال ُه َو َو َّ‬ ‫َفَق َ‬
‫َج َم ُع ُه ِّم ْن اْل ُع ُس ِّب‬ ‫آن أ ْ‬ ‫ص ْد َر أَِّبي َب ْك ٍر َو ُع َم َر رضي هللا عنهما َفتَتَب ْ‬
‫َّع ُت اْلُق ْر َ‬ ‫َ‬
‫الرَجال (‪.")...‬‬ ‫ِّ‬ ‫ور ِّ‬ ‫واللخاف َوص ُد ِّ‬
‫ُ‬

‫بدأ زيد بن ثابت ‪ ،‬وفق هذه الرواية ‪ ،‬بجمع ما كان مفرقا من القرآن على‬
‫الرقاع والعسب وفي صدور الرجال ثم عارضه على ما حفظه هو وغيره‬
‫من الحفاظ مشترطا شاهدين على األقل لكل آية‪ .‬وأنجزت بذلك كتابة‬
‫القرآن ألول مرة بين دفتين عرفت بالصحف‪.‬‬

‫ُحفظت هذه الصحف عند أبي بكر حتى موته في أغسطس سنة ‪ 634‬م ‪،‬‬
‫ثم عند عمر بن الخطاب حتى وفاته سنة ‪ 644‬م وبقيت بعد ذلك عند‬
‫ابنته حفصة أم المؤمنين ‪ ،‬إحدى زوجات الرسول ‪ .‬كما أفادت أخبار‬

‫‪ 1‬أبو بكر الصديق (‪ 634-573‬م) أول خليفة في الدولة اإلسالمية (‪ 634-632‬م)‪.‬‬


‫‪140‬‬
‫مدخل للقـرآن‬

‫عديدة على أن بعضا من آل البيت والصحابة حافظوا على صحف كانوا‬


‫قد كتبوها ألنفسهم‪.‬‬

‫في خالفة عثمان بن عفان (‪ 656-644‬م) تناقلت الروايات شيوع‬


‫االختالف في وجوه القراءة بين المسلمين مما دفع بالخليفة إلى األمر‬
‫بكتابة مصحف إمام‪ .‬فأثناء غزوات فتح أرمينية وأذربيجان شهد حذيفة بن‬
‫اليمان خالفات حادة بشأن قراءة القرآن فهاله األمر وأسرع بإنذار الخليفة‬
‫عثمان ليتدارك الخالف بين المسلمين حول كتابهم‪.1‬‬

‫عهد عثمان لزيد بن ثابت ‪ ،‬الذي كان قد قام بالجمع األول ‪ ،‬مهمة جمع‬
‫القرآن ثانية بالرجوع إلى الصحف التي كانت بحوزة حفصة ثم جعله على‬
‫رأس لجنة من الحفاظ‪ .‬وقد أوصى الخليفة عثمان بترجيح لغة (عربية)‬
‫قريش‪ 2‬على باقي اللغات في حالة وجود خالفات في القراءة‪ .‬كان الهدف‬
‫من وراء هذا االنجاز الكبير وضع مصحف موثوق به رسما وُنطقا للحد‬
‫من الخالف حول قراءة القرآن وجمع الناس على مصحف إمام هو المرجع‬
‫لألمة اإلسالمية وهو ما عرف بمصحف عثمان أو المصحف اإلمام‪.‬‬

‫أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان ‪ ،‬وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية‬ ‫‪ّ )...( « 1‬‬
‫وأذربيجان مع أهل العراق ‪ ،‬فأفزع حذيفة اختالفهم في القراءة ‪ ،‬فقال حذيفة لعثمان ‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين أدرك هذه األ ّمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختالف اليهود والنصارى ‪ .‬فأرسل عثمان‬
‫إلى حفصة ‪ :‬أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ‪ ،‬ث ّم نردّها إليك ؛ فأرسلت بها‬
‫حفصة إلى عثمان ‪ ،‬فأمر زيد بن ثابت وعبدهللا بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن‬
‫الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف‪ .‬قال عثمان للرهط القرشيين الثالثة ‪ :‬إذا اختلفتم أنتم‬
‫وزيد بن ثابت في شيءٍ من القرآن ‪ ،‬فأكتبوه بلسان قريش ‪ ،‬فإنما نزل بلسانهم ‪ ،‬ففعلوا ‪ ،‬حتّى‬
‫إذا نسخوا الصحف في المصاحف ‪ ،‬ردّ عثمان الصحف إلى حفصة ‪ ،‬وأرسل إلى ك ّل أف ٍ‬
‫ق‬
‫بمصحف م ّما نسخوا ‪ ،‬وأمر بما سواه من القرآن في ك ِّل صحيف ٍة أو مصحفٍ أن يحرق"‪.‬‬
‫صحيح البخاري ‪ ،‬كتاب فضائل القرآن‪ .‬مع اإلشارة إلى وجود روايات أخرى تختلف نصا عن‬
‫هذه الرواية‪.‬‬
‫‪ 2‬وهي قبيلة الرسول محمد ‪.‬‬
‫‪141‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫وإتماما لهذه الخطوة نسخت منه عدة نسخ بقيت إحداها في المدينة‬
‫وأرسلت البقية إلى مختلف األمصار منها مكة والكوفة والبصرة ودمشق‪.1‬‬
‫هذه أول مرة توزع فيها طبعة كاملة ورسمية للقرآن على أهم أمصار الدولة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫ويبدو أن الخليفة عثمان قد أمر بعد ذلك بحرق كل مصحف أو صحيفة‬


‫كانت بحوزة الصحابة ؛ مما أثار حسب المؤرخين بعض الجدل ؛ إذ‬
‫رفض بعض الصحابة االمتثال لذلك األمر‪ .‬الشك أن أمر عثمان كان‬
‫تحظ كما حظيت النسخ الرسمية بمراجعة‬ ‫مفاده الحد من رواج صحف لم ْ‬
‫وتمحيص لجنة مؤهلة ؛ فال معنى الستبقائها بما أنه استقر األمر على‬
‫مصحف َوثََّقه عدد من الذين عاينوا الوحي مباشرة‪ .‬وال يستبعد أن قرار‬
‫عثمان كان يصبو لتفادي تداول صحف ربما َح َو ْت آيات منسوخة أو‬
‫زيادات خارجة عن النص القرآني وهي في األصل تعليق أو تفسير أو‬
‫حديث نبوي‪.‬‬

‫لم يعثر على أي أثر مادي يثبت وجود مصحف كامل للنص القرآني قبل‬
‫مصحف عثمان ‪ ،‬كما ال يعرف إلى اآلن ما آلت إليه المصاحف‬
‫العثمانية األصلية وال وجود ألي دليل على أن بعضا منها يوجد بين‬
‫المصاحف القديمة المتواجدة في مكتبات العالم‪ .‬ومهما يكن من أمر‬
‫وبشهادة كبار المختصين في المخطوطات القرآنية من علماء الغرب‪ ، 2‬ال‬

‫‪ 1‬تذكر بعض الروايات أن عدد النسخ الكاملة هو سبعة وفي غيرها من الروايات ثمانية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪François DÉROCHE, La transmission écrite du Coran dans les‬‬
‫‪débuts de l’islam. Le codex Parisino-petropolitanus, éd. Brill, Leiden,‬‬
‫‪Boston, 2009.‬‬
‫‪142‬‬
‫مدخل للقـرآن‬

‫فرق بين أقدم مخطوطات القرآن الكريم والتي تعود إلى أواخر القرن األول‬
‫للهجرة وبين المصاحف التي بين أيدينا اليوم ما عدا في بعض‬
‫الخصوصيات‪.‬‬

‫ترتيب اآلميات والسور ‪:‬‬

‫يتبع تنظيم محتوى القرآن ترتيبا محكما‪ .‬إن عدد سور المصحف ‪114‬‬
‫سورة وهي مرتبة باعتبار الطول والقصر وبشكل تنازلي ‪ ،‬وليس وفقا‬
‫للترتيب الزمني للوحي‪.‬‬

‫فثمة إذاً فرق بين ترتيب السور كما هو في المصحف والترتيب الذي نزلت‬
‫عليه والذي تحدده عموما بداية السور‪.‬‬

‫من ذلك أن أصبحت اآليات األولى من الوحي بدايـ ًة للسورة التي تحمل‬
‫رقم ‪ 96‬في المصحف (العلق) ‪:‬‬

‫َۡۡ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫ۡ‬


‫لٱ خلَ َق لٱ ‪ 1‬لٱ َخلَ َق لٱ لإل َ َٰ‬
‫َ‬ ‫َۡۡ ۡ َ َ ه‬
‫لٱ و َر ُّبكلٱ ‬ ‫نس َن لٱ م ۡن لٱ عل ٍلٱ ‬
‫ق لٱ ‪ 2‬لٱ لقمأ‬ ‫لٱ ربك لٱ لَّلي‬ ‫‪ ‬لقمأ لٱ بٱس‬
‫َ ه َ ۡ َ َٰ َ َ َ ۡ َ ۡ َۡ‬ ‫َ هَ َۡ َ‬ ‫َۡ ۡ َُ ه‬
‫لۡلكمملٱ ‪3‬لٱ لَّليلٱ عل لٱ بٱلق لٱ ل لٱ ‪4‬لٱ عل لٱ لإلنسنلٱ مالٱ ۡ لٱ يعل لٱ ‪5‬لٱ ‪‬‬

‫تشير نصوص كثيرة على أن ترتيب اآليات أمر توقيفي بتوجيه من‬
‫الرسول ‪ ‬؛ إذ جاءت روايات في السنة تبين أنه ‪ ‬كان يأمر كتب َة‬
‫الوحي‪ 1‬عند نزوله بكتابته في الموضع الذي يعينه له‪ .‬وكذلك ترتيب‬

‫روي عن الخليفة الثالث عثمان بن عفان (‪ )656-579‬قولة ‪" :‬كان رسول هللا مما يأتي‬ ‫‪1‬‬

‫عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد ‪ ،‬فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من‬
‫كان يكتب ‪ ،‬فيقول ‪ :‬ضعوا هؤالء اآليات في السور التي يذكر فيها كذا وكذا ‪ ،‬فإذا نزلت‬
‫‪143‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫السور ‪ ،‬فهو أيضا ليس مرتبا حسب العامل الزمني لنزول السور‪ .‬أما‬
‫ضع حسب توجيهات الرسول ‪ ‬بعد اآلية الثانية من‬ ‫آخر وحي فقد و ِّ‬
‫ُ‬
‫السورة الخامسة (المائدة) ‪:‬‬

‫لٱ و َأ ۡت َم ۡم ُ َ َ ُ ۡ‬ ‫ََۡۡ َ ۡ َ ۡ ُ َ ُ ۡ َ ُ‬
‫ض ُ‬
‫ِتلٱ ‬ ‫ت لٱ عل ِۡك ۡ لٱ ن ٱع َم ٱَّتلٱ َو َر ٱ‬ ‫كۡ َ‬ ‫‪ ‬لٱ (‪ )...‬لٱ لَّلوم لٱ أكملت لٱ لك لٱ دٱين‬
‫َ ُ ُ ۡ َ‬
‫لٱ لإل ۡسل َٰ َ لٱ د ّٗلٱ ‬
‫ٱينالٱ (‪)...‬لٱ ‪3‬لٱ ‪‬‬ ‫لك ٱ‬

‫ظروف تبليغ القرآ كتابة ‪:‬‬

‫لئن كانت عملية كتابة القرآن األولى التي توالها زيد بن ثابت بأمر من‬
‫الخليفة أبي بكر تهدف إلى جمع وحفظ الوحي الذي تلقاه الرسول محمد‬
‫‪ ‬فإن المهمة الثانية بأمر من الخليفة عثمان كانت تهدف أساسا إلى‬
‫الحد من الخالف الذي وقع بين بعض المسلمين بشأن تالوة القرآن‪ .‬يفهم‬
‫من هذا أن َن ْسخ المصحف على عهد عثمان كان يرمي إلى جمع الناس‬
‫على مصحف واحد على قدر كبير من الدقة والتحري وهو ما عرف‬
‫بالمصحف اإلمام‪ .‬فقد كتبت المصاحف حسب قواعد الرسم والهجاء‬
‫المتاحة حينئذ والتي لم يتمكن المسلمون من خاللها اإلجماع على قراءة‬
‫واحدة ؛ فبقيت إشكاالت عديدة حاول العلماء بعد ذلك تداركها لتوثيق‬
‫القراءات التي يعتبرونها صحيحة‪.‬‬

‫عليه اآلية فيقول ‪ :‬ضعوا هذه اآلية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا"‪( .‬أبو داود ‪ ،‬رقم‬
‫‪ 786‬والترمذي ‪ ،‬رقم ‪ 3086‬والنسائي وابن ماجة وصححه ابن حبان في فتح الباري ‪ :‬ج ‪، 9‬‬
‫ص ‪).29‬‬
‫‪144‬‬
‫مدخل للقـرآن‬

‫رسم الكتابة العربية ‪:‬‬

‫يقودنا الحديث عن جمع المصحف إلى التطرق إلى بعض ظواهر الخط‬
‫العربي التي استدعت تطويره توخيا للدقة في كتابة النص القرآني بتحسين‬
‫وتطوير رسمه‪ .‬فالكتابة العربية في تلك الفترة خالية من النقط والشكل‬
‫كالفتحة والضمة والكسرة ‪ ،‬وبما أن بعض حروف األبجدية لها رسم‬
‫ص ُعب التفريق بين بعض منها‪.‬‬
‫مشترك َ‬

‫المالحظ أن الحروف العربية وعددها ثمانية وعشرون حرفا ‪ ،‬زيادة عن‬


‫الهمزة التي أضيفت فيما بعد ‪ ،‬تكتب بخمسة عشر رسما مختلفا منها ستة‬
‫ال تشتبه بغيرها كما يوضحه الجدول التالي ‪:‬‬

‫رسم الحروف العربية‬

‫ز س ش ص‬ ‫ر‬ ‫ذ‬ ‫د‬ ‫ب ت ث ج ح خ‬ ‫ا‬


‫‪14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬
‫هـ و ي‬ ‫م‬ ‫ض ط ظ ع غ ف ق ك ل‬
‫‪28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15‬‬

‫رسم الحروف العربية قبل تمييزها بالنقاط‬

‫رر‬ ‫دد‬ ‫حـ حـ حـ‬ ‫ىـ ىـ ىـ ىـ ىـ‬ ‫ا‬


‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ٯـ ٯـ‬ ‫عـ عـ‬ ‫طـ طـ‬ ‫صـ صـ‬ ‫سـ سـ‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫و‬ ‫هـ‬ ‫مـ‬ ‫لـ‬ ‫كـ‬
‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪145‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫رسم الحروف العربية بعد تمييزها بالنقاط‬

‫رز‬ ‫دذ‬ ‫جـ حـ خـ‬ ‫بـ تــ ثــ نــ يــ‬ ‫ا‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫فـ قـ‬ ‫عـ غـ‬ ‫طـ ظـ‬ ‫صـ ضـ‬ ‫سـ شـ‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫و‬ ‫هـ‬ ‫مـ‬ ‫لـ‬ ‫كـ‬
‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬

‫وقد توالت جهود علماء الرسم واللغة لتفادي اإلبهام بإدخال تعديالت على‬
‫الكتابة كاإلعجام بإضافة نقاط لبعض الحروف وتحديد عددها ومكانها‬
‫حتى تتميز فيما بينها‪.‬‬

‫تُ ِّبرز نقوش ما قبل اإلسالم بوضوح االستخدام العرضي لنقاط الحروف‪ .‬وأقدم‬
‫المخطوطات التي تتضمن هذه النقاط تعود إلى فترة الخليفة عمر بن الخطاب‬
‫ثاني الخلفاء‪ .‬فقد ُعثر على نص ُكِّتب على ورق البردي‪ 1‬في السنة ‪22‬‬
‫من الهجرة وهي تحمل رموز التنقيط ولو كان عرضيا مما يدل على أن‬
‫هذه الظاهرة كانت معروفة قبل كتابة مصحف عثمان‪.‬‬

‫‪ 1‬صورة البردية المؤرخة سنة ‪ 22‬هـ (‪ 643‬م) و ِجدت في حفائر بلدة اهنس في مصر‪ .‬وهي‬
‫بالخط العربي النسخي القديم مع ترجمة نصه باليوناني ب ِعثت إلى الخليفة عمر‪ .‬وهي تحتوي‬
‫على قائمة من األسلحة والماشية‪( .‬محفوظة في متحف فيينا بالنمسا – مجموعة األرشيدوق‬
‫رينر رقم ‪ .)558‬نقال عن جروهمان ‪:‬‬
‫‪Adolf Grohmann, From The World Of Arabic Papyri, 1952, Royal‬‬
‫‪Society of Historical Studies, al-Maaref Press, Cairo.‬‬
‫‪146‬‬
‫مدخل للقـرآن‬

‫تطور الرسم العثماني ‪:‬‬

‫ال شك أن بساطة نظام الكتابة العربية في القرن األول لإلسالم وقصورها‬


‫كانت عائقا ألن الهجاء المستعمل آنذاك لم يكن بالدقة التي تفي بالغرض‬
‫لخلوه من النقط والشكل والهمز ؛ السيما حين بدأت الشعوب غير العربية‬
‫تعتنق اإلسالم وفشت العجمة واللحن بين الناس‪ .‬ورغم أن الكتابة كانت‬
‫في أول األمر مجرد مساعد للذاكرة فإن حالة الكتابة العربية ساهمت في‬
‫حدوث بعض الغموض في قراءة بعض المقاطع من النص القرآني‪ .‬من‬
‫ذلك أن رسم بعض الكلمات يمكن أن ُيْق َأَر على عدة أوجه تعطي كلمات‬
‫مختلفة للرسم الواحد‪ .‬فالمثال التالي يظهر جليا اللبس الناتج عن غياب‬
‫نقاط الحروف‪ .‬فلو كتبنا كلمة "بيت" بدون نقاط لحصلنا على هذا الرسم ‪:‬‬
‫"ٮٮٮ" الذي يمكن أن يق أر على عدة أوجه منها ‪:‬‬

‫ثََب َت‬ ‫ِّب ْن ٌت‬ ‫َب ْي ٌت‬

‫وإذا كتبنا هذه الكلمات بالنقاط لكن بدون حركات لحصلنا على عدة‬
‫كلمات منها هذه الست ‪:‬‬

‫ثبت‬ ‫بنت‬ ‫بيت‬

‫َّت‬
‫ثَب َ‬ ‫ثََب َت‬ ‫َبَن ْت‬ ‫ِّب ْن ٌت‬ ‫َّت‬
‫َبي َ‬ ‫َب ْي ٌت‬

‫‪147‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫فمعرفة اللغة العربية وحفظ القرآن يعتبران من شروط قراءة القرآن في‬
‫المصاحف القديمة‪ .‬وفي سبيل ضمان قراءة صحيحة والتغلب على‬
‫الصعوبات الناجمة عن الرسم العربي القديم لزم تطوير الكتابة العربية‪.‬‬
‫فاجتهد العلماء لضبط المصحف بإجراء سلسلة من التعديالت التدريجية‬
‫على مدى عدة قرون بغية تطوير الكتابة العربية وتوضيح الرسم العثماني‬
‫بصورة أدق‪.‬‬

‫كان الهدف من وضع قواعد النسخ الجديدة التي أُدخلت على الكتابة‬
‫العربية هو صيانة النص القرآني والتمكين من قراءته قراءة صحيحة وذلك‬
‫بتحديد ما كان يمكن قراءته وفهمه على عدة أوجه من هجاء الرسم‬
‫العثماني‪.‬‬

‫ال تتوفر دالئل صريحة على رسوم مصاحف األمصار‪ ،‬لكن المصاحف‬
‫المخطوطة للقرآن الكريم الحديثة العهد بزمن الخليفة عثمان والمحفوظة‬
‫في المكتبات والمتاحف تبين أن استخدام النقاط والحركات لم يكن شامال ‪،‬‬
‫حتى بعد التحسينات‪ .‬ويحتمل أن تلك التحسينات لم تكن قد رسخت بصفة‬
‫بعد‪ .‬كما قد يتوقف األمر على مدى دقة المخطوط األصلي الذي‬ ‫كافية ُ‬
‫تعين نسخه أو على كفاءة الناسخ وإتقانه لعمله وتقييمه لدرجة صعوبة‬
‫قراءة كلمة بغياب النقاط‪ .‬إلى جانب ذلك قد خضعت بعض المخطوطات‬
‫إلى لمسات الحقة حيث تمت إضافة بعض النقاط‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫مدخل للقـرآن‬

‫اللوحة رقم ‪ : 1‬الورقة رقم ‪ 141‬من المخطوطة ‪Ma VI 165‬‬


‫المحفوظة بمكتبة جامعة توبنجن (ألمانيا)‬

‫مهما كانت الصعوبات التي نشأت عن نقص عالمات النقط والشكل في‬
‫كتابة المصاحف القديمة فإن تأثيرها على النص القرآني يبقى نسبيا فال‬
‫يجب أن ننخدع بعدد القراءات المحتملة لرسم واحد إذ السياق يرفع معظم‬
‫هذه االلتباسات‪.‬‬

‫وقد كان رفع اللبس واالبهام عن الرسم وراء عدة إصالحات مهمة دخلت‬
‫على هجاء الكتابة العربية‪ .‬من أقدم التعديالت التي طرأت على الرسم‬
‫القرآني هي إضافة حرف ألف المد كما في كلمة "قال" التي كانت تكتب‬
‫"قل" من قبل‪ .‬وبذلك تم الحد من االلـتـبـاس بين فـعـلـيـن كانا ُي ـك ـت ـبـا بـرسـم‬
‫ال" و "ُق ْل"‪.‬‬
‫واح ـد وهـما "َقـ َ‬

‫‪149‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫أول من‬
‫حسب بعض الروايات كان أبو األسود الدؤلي (‪ 688-603‬م) َ‬
‫أدخل الشكل على المصاحف بأن لجأ إلى نظام للتنقيط ‪ :‬فنقطة فوق‬
‫الحرف تجعله ُينطق منصوبا (أي بفتحة) وإذا كانت تحت الحرف ينطق‬
‫مجرو ار (أي بكسرة) وإذا كانت النقطة قبل الحرف فينطق مرفوعا (أي‬
‫بضمة)‪ .‬أما في حالة وجود نقطتين فوق بعض فينطق الحرف بالتنوين‪.‬‬
‫أما غياب هذه النقاط فيدل على السكون‪ .‬وهذه النقاط كانت عادة تُكتب في‬
‫المصاحف بمداد لونه أحمر خالفا للحروف التي كانت تُكتب بلون أسود‪.‬‬

‫وكانت الخطوة التالية تعميم الشكل تدريجيا‪ .‬فبأمر من حاكم العراق‬


‫الحجاج بن يوسف الثقفي (‪ 714‬م) ‪ ،‬في عهد الحاكم األموي عبد الملك‬
‫بن مروان (‪ 705-685‬م)‪ ،‬أضيف تنقيط الحروف للتمييز بين الحروف‬
‫المتشابهة في النص القرآني في شكل نقاط مستديرة أو مكعبة‪ .‬وتفاديا‬
‫للبس بين النقاط الحمراء التي تمثل الحركات وهذه النقاط ُكِّتبت هذه‬
‫األخيرة بمداد لونه أسود مثل الحروف ألنها جزء منها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اللوحة رقم ‪ : 2‬صحيفة من مخطوطة القيروان ‪ ،‬رقم ‪33‬‬

‫‪ 1‬طيار آلتي قوالج ‪ ،‬المصحف الشريف المنسوب إلى عثمان بن عفان ‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪150‬‬
‫مدخل للقـرآن‬

‫إن إدخال عالمات النقط في النص القرآني سمح بتمييز الحروف ذات‬
‫الرسم الواحد ‪ ،‬لكنه بقي محدودا إذ يبدو أن النساخ لم يلتزموا بقواعده‬
‫وأهملوا فارق اللون بين النقاط وعالمات الشكل فوقع التباس جديد بين‬
‫النظامين ‪ ،‬نظام التنقيط ونظام الحركات‪.‬‬

‫ولمعالجة هذه المشكلة تم استبدال النقاط برموز جديدة للتعبير عن الحركات ‪:‬‬
‫خط أفقي يقع فوق الحرف يدل على الفتحة ‪ ،‬وإذا وقع أسفل الحرف يدل‬
‫على الكسرة ‪ ،‬وعالمة صغيرة تقترب من شكل حرف الواو تشير إلى‬
‫الضمة‪ .‬وأخي ار مضاعفة كل من هذه اإلشارات في حالة التنوين‪.‬‬

‫يولي المتَ ِّ‬


‫خصصون المحدثون أهمية بالغة للتغيرات التي طرأت على الرسم‬ ‫ُ‬
‫القرآني في مختلف المصاحف المخطوطة ويتابعون تطور النقط والشكل‬
‫والمراحل التي َمَّر بها ؛ ألنها تساهم مع روايات أئمة علماء الرسم ‪ ،‬في‬
‫تحديد تاريخ كتابة المصاحف المخطوطة القديمة واألوضاع التي نسخت فيها‪.‬‬

‫قـرآ واحـد وقـراءات متعـددة ‪:‬‬

‫سبق وأن ذكرت أن الهدف من نسخ مصحف عثمان هو جمع المسلمين‬


‫على مصحف واحد ال خالف فيه ‪ ،‬لكن هذا لم يحل دون وجود شبه‬
‫اختالفات داخل النص‪ .‬وقد تولى العلماء المسلمون دراسة هذه االختالفات‬
‫ودونوا فيها مؤلفات كثيرة‪ .‬واليوم الزالت هذه االختالفات تجذب اهتمام‬
‫صص لها عدد كبير من الدراسات‪ .‬على أن هناك‬ ‫الباحثين ‪ ،‬وقد خ ِّ‬
‫ُ‬
‫نوعين من االختالفات في قراءة القرآن‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫النوع األول لغوي ‪ ،‬تنضوي تحته اختالفات صرفية وصوتية ونحوية ‪،‬‬
‫وهو ما يعرف بالقراءات‪ .‬أما النوع الثاني فعددي ‪ ،‬يمس تقسيم السور إلى‬
‫آيات ‪ ،‬أو ما يعرف بفواصل اآليات ‪ ،‬وهو الذي يتصل مباشرة بدراستنا هذه‪.‬‬

‫قـراءات القـرآ ‪:‬‬

‫ليس الهدف هنا تفصيل موضوع القراءات وإنما أكتفي بالقول أن تعدد‬
‫وجوه القراءات له طابع لغوي ‪ ،‬منه ما يرجع إلى طبيعة الكتابة أي الرسم‬
‫وبالتالي ينطوي بالضرورة على حاالت صرفية ‪ ،‬كما في قراءة كلمتي‬
‫"وصى" و "أوصى"‪.1‬‬

‫ومنه ما يتعلق بنطق الحروف والكلمات فيكون طابعه صوتيا‪ .‬ففي بعض‬
‫الحاالت يتم استبدال حركة بحركة ؛ مثال ذلك كلمة "ضعف" تق أر بفتح‬
‫"ض ْعف"‪.2‬‬
‫"ض ْعف" وضمها ُ‬
‫الضاد َ‬

‫ومن االخـتـ ـالفـ ـات أيـضا ما له طـاب ـ ـع نـحـ ـوي مـثـل اآلي ـة الـتـالـي ـة التي تق ـ أر ‪:‬‬
‫َ َ َ َ ْ‬ ‫ْ َ ََْ‬ ‫َ َ َ َ ْ‬
‫‪ )...( ‬لٱ قال لٱ أخ ََق َت َهالٱ َلٱ ُغ ٱَق لٱ أهل َهالٱ (‪  )...‬كم ـا تق أر ‪ )...(  :‬لٱ قال لٱ أخ ََق َت َهالٱ ‬
‫ْ َ َُْ‬
‫َّلَ لٱ غ َلٱ َقلٱ أه لٱ ل َهالٱ (‪.3 )...‬‬
‫ٱلٱ ‬

‫في بعض الحاالت ال يكون لهذه االختالفات سوى أثر محدود وفي حاالت‬
‫أخرى ‪ ،‬كما في المثال األخير ‪ ،‬قد تؤدي االختالفات النحوية إلى تغيير‬

‫سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.132‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة الروم ‪ ،‬اآلية ‪.54‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة الكهف ‪ ،‬اآلية ‪.71‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪152‬‬
‫مدخل للقـرآن‬

‫معاني الكلمات مع الحفاظ على المعنى العام لآلية‪ .‬وأخي ار فإن بعضا من‬
‫هذه االختالفات يؤثر نسبيا على المعنى العام لآلية وله أثر في استيضاح‬
‫معان جديدة من القرآن‪.‬‬

‫فسر األقدمون بعضا من هذه االختالفات في القراءات بتعدد لهجات‬


‫القبائل العربية‪ .‬وقد كانت نتيجة لرخصة من الرسول ‪ ‬في قراءة النص‬
‫القرآني بلهجات عربية خاصة‪ .‬تواردت األخبار على اختالف بعض‬
‫الصحابة في زمن الرسول ‪ ‬وبحضرته على قراءة آيات بلهجات مختلفة‬
‫وذهب الرسول ‪ ‬في التوسعة في قراءة القران بأن أجاز هذه القراءات‪.‬‬

‫كما يروى عنه ‪ ‬أنه قال ‪ِّ" :‬إن ه َذا اْلُقرآن أ ُْن ِّزل عَلى سبع ِّة أَحر ٍ‬
‫ف ‪،‬‬ ‫َ َ َ َْ ُْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫َفا ْق َأُروا َما تََيس َر ِّم ْن ُه" ‪ .‬وعلى هذا الحديث ُي َّ‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫عول إلقرار الرخصة بقراءات‬
‫عدة‪ .‬وذهبوا في معنى الحديث مذاهب شتى ولم يحسم األمر إلى اآلن‪.‬‬

‫يبدو أن نشر ُنسخ مصاحف في األمصار تحتمل جميع وجوه القراءات‬


‫المروية أدى إلى أن يتبنى كل مصر من األمصار إحدى القراءات تبعا‬
‫للقارئ الذي ق أر بها أو الراوي الذي رواها عن قارئها‪ .‬فكانت هناك قراءة‬
‫أهل مكة وقراءة أهل المدينة وقراءة أهل الكوفة وقراءة أهل البصرة وقراءة‬
‫أهل الشام أي بحسب مصاحف األمصار‪ .‬مع المالحظ أن بعض‬
‫المصاحف المخطوطة القديمة تقدم مادة مهمة وقيمة عن بعض القراءات‪.3‬‬

‫‪ 1‬صحيح البخاري ‪ ،‬باب أنزل القرآن على سبعة أحرف‪.‬‬


‫‪ 2‬الداني ‪ ،‬المقنع‪ .‬وانظر مقدمة كتاب السبعة في القراءات البن مجاهد‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Yasin Dutton, An Early Mushaf According To The Reading Of Ibn‬‬
‫‪`Amir, Journal Of Qur'anic Studies, 2001, Volume III (no. I).‬‬
‫‪153‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫كان عمل ابن مجاهد عالمة فارقة في تاريخ نسخ القرآن في مطلع القرن‬
‫الرابع للهجرة ‪ ،‬إذ وضع أصوال وضوابط للقراءة بقبول‪ 1‬سبع‪ 2‬قراءات‬
‫اعتبرها صحيحة وفق ثالثة شروط ‪:‬‬
‫‪ .1‬التواتر ؛‬
‫‪ .2‬موافقة أحد المصاحف العثمانية ولو احتماال ؛‬
‫‪ .3‬موافقة وجه من أوجه اللغة العربية‪.‬‬
‫ثم صنفها كما يلي‪: 3‬‬

‫صاحب القراءة‬ ‫البلد‬


‫نافع (ت ‪ 169‬ه‪ 786/785 -‬م)‬ ‫‪1‬‬ ‫قراءة المدينة‬

‫عبد هللا بن كثير (ت ‪ 120‬ه – ‪ 738/737‬م)‬ ‫‪2‬‬ ‫قراءة مكة‬

‫عاصم بن أبي النجود بهدلة (ت ‪ 127‬ه – ‪ 745/744‬م)‬ ‫‪3‬‬


‫قراءات‬
‫حمزة بن حبيب الزيات (ت ‪ 156‬ه‪ 773/772 -‬م)‬ ‫‪4‬‬
‫الكوفة‬
‫أبو الحسن علي الكسائي (ت ‪ 189‬ه‪ 805/804 -‬م)‬ ‫‪5‬‬
‫أبو عمرو بن العالء التميمي المازني‬
‫‪6‬‬ ‫قراءة البصرة‬
‫(ت ‪ 154‬ه‪ 771/770 -‬م)‬

‫عبد هللا بن عامر اليحصبي (ت ‪ 118‬ه‪ 736/735 -‬م)‬ ‫‪7‬‬ ‫قراءة الشام‬

‫‪ 1‬في كتابه "السبعة في القراءات"‪ .‬وهو أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس المعروف بابن‬
‫مجاهد المتوفى سنة ‪ 324‬ه‪ 936/‬م‪.‬‬
‫‪ 2‬تجدر المالحظة إلى أن بعضا من العلماء القراء كانوا قد وضعوا كتبا جمعوا فيها بعض‬
‫القراءات التي يعدونها صحيحة وغالبا ما كان عددها يتجاوز بكثير هذا العدد وذلك منذ أوائل‬
‫القرن التاسع الميالدي‪.‬‬
‫‪ 3‬ويجدر بنا التنبيه هنا إلى أنه ال توجد أية عالقة بين عدد هذه القراءات وهو سبعة وبين‬
‫الحديث السابق ذكره "إن القرآن أنزل على سبعة أحرف"‪ .‬فااللتباس يرجع إلى أمرين أولهما‬
‫أن عدد القراءات التي اختارها ابن مجاهد اجتهادا يناسب عدد األحرف الوارد في الحديث‪ .‬أما‬
‫الثاني ففي عهد ابن مجاهد كانت القراءات تسمى أيضا حروفا فالتبس األمر بين القراءات التي‬
‫اختارها وأحرف الحديث‪.‬‬
‫‪154‬‬
‫مدخل للقـرآن‬

‫عرفت هذه القراءات السبع رواجا كبي ار في أوساط القراء‪ .‬ثم جاء المحقق‬
‫ابن الجزري‪ 1‬واختار ثالث قراءات أخرى التزم فيها بشروط ابن مجاهد‬
‫الثالثة وأضافها إلى القراءات السبعة وهي ‪:‬‬

‫صاحب القراءة‬ ‫البلد‬


‫أبو جعفر يزيد بن القعقاع (ت ‪ 128‬ه‪ 746/745 -‬م)‬ ‫‪8‬‬ ‫قراءة المدينة‬
‫يعقوب بن إسحاق الحضرمي (ت ‪ 205‬ه‪ 821/820 -‬م)‬ ‫‪9‬‬ ‫قراءة البصرة‬
‫خلف بن هشام البزار (ت ‪ 229‬ه‪ 844/843 -‬م)‬ ‫‪10‬‬ ‫قراءة الكوفة‬

‫ثم أضيفت إلى هذه القراءات العشر (‪ )10‬أربع (‪ )4‬قراءات تفاوتت‬


‫األقوال في تواترها ‪ ،‬وهي ‪:‬‬

‫صاحب القراءة‬ ‫البلد‬


‫محمد بن محيصن (ت ‪ 123‬ه‪ 741/740 -‬م)‬ ‫‪11‬‬ ‫قراءة مكة‬
‫يحيى بن المبارك اليزيدي (ت ‪ 202‬ه‪ 818/817 -‬م)‬ ‫‪12‬‬
‫قراءة البصرة‬
‫الحسن البصري (ت ‪ 110‬ه‪ 729/728 -‬م )‬ ‫‪13‬‬
‫األعمش (ت ‪ 148‬ه‪ 766/765 -‬م)‬ ‫‪14‬‬ ‫قراءة الكوفة‬

‫مجموع القراءات المعتمدة لدى القراء‪ -‬ولو بتفاوت ‪ -‬أربع عشرة (‪)14‬‬
‫قراءة كلها موافقة حسب الروايات لمصاحف عثمان التي بعث بها إلى‬
‫األمصار‪ .‬ولكل من هذه القراءات سند يذكر قارئها وراويها أو رواتها‪.‬‬

‫‪ 1‬توفى ‪ 832‬ه‪ 1429/1428 -‬م‪.‬‬


‫‪155‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫فعادة تعرف القراءة برٍاو أو راويين ساهما في نشرها وذيوعها بطريقة‬


‫مباشرة أو غير مباشرة‪ .‬فقراءة نافع على سبيل المثال رواها ورش وقالون‪.1‬‬

‫وبالمقابل للقراءات العشر المتواترة واألربع األقل توات ار ثمة قراءات لم‬
‫تكتمل فيها الشروط الالزمة فاعتُبرت شاذة‪ .‬لكنها مع هذا ُقِّيدت في كتب‬
‫القراءات واللغة ألهداف فقهية ولغوية‪.‬‬

‫االختالف في فواصل اآلميات ‪:‬‬

‫النوع الثاني من االختالفات موضوعه تقسيم السور إلى آيات وهو ما‬
‫يسمى بفواصل اآليات‪ .‬غالبا ما يترتب عن االختالفات في هذه الفواصل‬
‫اختالف في عدد آيات السور ‪ ،‬في حين أنه ال يترتب عنها اختالف في‬
‫المعنى إال في القليل الناذر‪ .‬وهذا النوع يندرج في علم القراءات ويسمى‬
‫علم الفواصل أو علم العدد أو علم عد آي القرآن الكريم ‪ ،‬أي العلم الذي‬
‫يعتني بمجموع آيات القرآن ‪ ،‬ورؤوسها وخواتمها‪ .‬من ذلك دراسة‬
‫االختالفات بين القراءات في تقسيم السور إلى آيات وما يترتب عنها في‬
‫بعض األحيان من اختالف في عدد آيات السور من قراءة ألخرى‪.‬‬

‫فيما يلي مثـال عـن االخـتالف بـين قـراءتين ‪ ،‬أو بـاألحرى بـين عـدين ‪ ،‬فـي‬
‫تقسيم اآليات بداخل السور وهو مقتبس من السورة ‪( 18‬الكهف) ‪:‬‬

‫‪ 1‬أنظر جدول القراءات األربعة عشر بقرائها ورواتها‪.‬‬


‫‪156‬‬
‫مدخل للقـرآن‬

‫روامية ورش‬ ‫روامية حفص‬


‫عن نافع‬ ‫عن عاصم‬

‫رقم اآلية‬ ‫اآليـــــــــــات‬ ‫رقم اآلية‬


‫َۡ‬ ‫َ َ ُ ُ َ َ َ َٰ َ ي ه ُ ُ ۡ َ ۡ ُ ُ ۡ َ ُ ُ َ َ ۡ ي‬
‫لٱ و َيقوۡونلٱ َخ َس لٱ ةلٱ َساد ُس ُه ۡ لٱ ُك ُب ُه ۡ لٱ ‬ ‫س قوۡونلٱ ثلثةلٱ رابعه لٱ ُكبه‬
‫ۡ َ‬ ‫َ‬ ‫لٱ ُكۡ ُب ُه ۡ لٱ قُل ه‬
‫َ ۡ َ ُۢ ۡ َ ۡ َ َ ُ ُ َ َ ۡ َ ي َ َ ُ ُ ۡ َ‬
‫‪22‬‬ ‫لٱ ربلٱ أعل ُ لٱ ‬ ‫رجالٱ بٱلغ بِۖلٱ ويقوۡونلٱ سبع لٱ ةلٱ لٱ وثامن لٱ ه‬ ‫‪22‬‬
‫ه ََُُۡۡ ه َ ي‬
‫بع هدته لٱ مالٱ يعلمه لٱ إللٱ قل لٱ ‬
‫لي‬
‫َ ّٗ‬ ‫ۡ ه َ ّٗ َ َٰ ّٗ َ َ َ ۡ‬ ‫ََ ُ‬
‫‪23‬‬ ‫لٱ وللٱ ت ۡس َتفتلٱ ف ه لٱ م ۡن ُه ۡ لٱ أ َ لٱ دا‬ ‫فَللٱ ت َمارلٱ ف ه لٱ إللٱ م لٱ ما لٱ ءلٱ ظه لٱ ما‬

‫َ ي َ َ َ‬ ‫َ َُ َ َ ْ‬
‫للٱ ذَٰۡكلٱ غ ًدا‬ ‫َوللٱ تقول هنلٱ ۡشا ۡلٱ ‬
‫ي ٍءلٱ إِنلٱ فاع لٱ ‬ ‫‪23‬‬
‫‪24‬‬ ‫هُ َ ۡ ُ هه َ َ َ َ َُۡ َ َ َ‬ ‫ه َ َ‬
‫َسلٱ أن َلٱ ي ۡهديَنلٱ ‬ ‫إللٱ أنلٱ ي َ لٱ ‬
‫شا َءلٱ لَّلٱ ولذكملٱ ربكلٱ إذالٱ نس تلٱ وقللٱ ع َٰٓ‬ ‫‪24‬‬
‫َ ۡ َ َ ۡ َ َٰ َ َ َ ّٗ‬
‫لٱ رش لٱ دا‬ ‫َربلٱ ۡلقمبلٱ منلٱ هذا‬

‫أصل تقسيم السور إلى آيات نابع من القرآن نفسه‪ .‬فمع أن كلمة "آية" في‬
‫كثير من السياقات تعني "معجزة" فإنها تعني أيضا وحدة قرآنية منفصلة عما‬
‫قبلها وما بعدها‪ .‬وسأذكر عدة آيات وردت فيها كلمة "آية" بالمفرد وبالجمع‬
‫تؤكد أن كلمة "آمية" جاءت بمعنى "وحدة قرآنية" في النص القرآني‪.‬‬

‫القرآن ـي‬ ‫فكما هو الشــأن بالنسبــة لكلم ــة "سورة"‪ 1‬فإن بعض مقاط ـع النص‬
‫َ‬ ‫َ َُۡ َ َ‬
‫ۡ لٱ َءاي َٰ ُت َنالٱ ‬ ‫َللٱ عل ۡه‬
‫تذكـر أن الق ـرآن أو الكت ـاب يتألف من "آيـات"‪ِ  : 2‬إَوذالٱ تت َٰ‬

‫‪ 1‬ذ ِكرت كلمة "سورة" تسع مرات (‪ )9‬بصيغة المفرد في القرآن ومرة واحدة )‪ (1‬بصيغة‬
‫الجمع "سور"‪ .‬وفي اآلية األولى من سورة النور ذ ِكرت كلمة "سورة" مع كلمة "آيات"‪.‬‬
‫‪ 2‬في سبع مرات ذ ِكرت في عبارة "آيات الكتاب"‪ .‬وكلمة "آية" بمعنى مقطوعة من سورة جاء‬
‫ذِكرها في ما يروى عن الرسول ‪ ‬قوله ‪ :‬من حفظ عشر آيات من ّأول سورة الكهف ع ِ‬
‫ص َم‬
‫إن هذا الحديث يبيّن جيّدا ّ‬
‫أن اآليات القرآنيّة كانت منذ البداية مميّزة بعضها‬ ‫من فتنة الدجّال"‪ّ .‬‬
‫عن بعض بما أنّه يمكننا تمييز اآليات العشر األولى عن غيرها في هذه السورة‪ .‬وهناك عدة‬
‫‪157‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫ُ ُ ه َ َ َ ُ ْ ُۡ َ َ َ َ ُ َ َۡ ُ َ ه َ ُۡ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ين َلٱ يتلونلٱ ‬ ‫َب َنَٰتلٱ لٱ ت ۡعمفلٱ فلٱ وجوهلٱ لَّلينلٱ كفموالٱ لۡمنكملٱ يكادونلٱ يسطونلٱ بٱَّل‬
‫ۡ َ‬ ‫ُ ً َ ۡ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫عل ۡهلٱ ۡ لٱ َءايَٰتنَايلٱ (‪)...‬لٱ ‪72‬لٱ ‪ 1‬؛ وفي سورة اإلسراء ‪َ  :‬وق ۡم َء لٱ انالٱ ف َمق َن َٰـ ُهلٱ َلَق َمأ لٱ هُ ۥلٱ ‬
‫ً‬ ‫َ ۡ َ‬ ‫َ َ َٰ ۡ‬ ‫ََ‬
‫ثلٱ َون هزنلَ َٰـ ُلٱ هلٱ تزن لٱ ‬
‫يَللٱ ‪106‬لٱ ‪‬‬ ‫لَعلٱ ُمك ٍ لٱ ‬
‫لَعلٱ لنلهاسلٱ لٱ لٱ ‬
‫لٱ ‬

‫ابلٱ أُ ْ ك َمتلٱ ْ‬ ‫صل في آيات ‪  :‬اۡملٱ ك َت ٌ‬ ‫وتنص آيات أخرى على أن القرآن ُف ِّ‬
‫ُ ُ ً‬ ‫اب لٱ فُصلٱ لَ ْ‬ ‫ري لٱ ‪ 2‬؛ ‪ ‬ك َت ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ُُ ُ َ ُ َ ْ ْ َُ ْ‬
‫ت لٱ ٓايَات ُلٱ ه لٱ ق ْمٓانالٱ ‬ ‫لٱ َلن لٱ َ ك ٍم لٱ خب ٍلٱ ‬ ‫ٓايات لٱ ه لٱ ث لٱ فصلت لٱ من‬
‫َْ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ َ ْ ْ َ َْ ُْ َ َ‬ ‫َ ْ َ ُ َ ‪3‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ري لٱ من َهالٱ أ ْولٱ ‬ ‫ٍ‬ ‫لٱ ِب‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫الٱ ن‬‫ه‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫لٱ ن‬ ‫و‬‫أ‬ ‫لٱ ‬ ‫لٱ ‬
‫ة‬‫ٍ‬ ‫ٓاي‬ ‫لٱ ‬ ‫ن‬ ‫لٱ م‬ ‫خ‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫الٱ ن‬‫م‬ ‫‪‬‬ ‫؛‬ ‫ع َمب ًالٱ لق ْو ٍم لٱ يعلم لٱ ‬
‫ون لٱ ‪‬‬
‫ً َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ هَ َ َ ُ َ ْ َ‬
‫يم لٱ ‪ 4‬؛ ‪ِ ‬إَوذالٱ بَ َدنلَالٱ ٓايَ لٱ ة لٱ َمَكن لٱ ٓايَ ٍلٱ ةلٱ ‬ ‫لٱ َش ٍء لٱ قد ٌلٱ ‬ ‫مثلهالٱ أۡ لٱ تعل لٱ أن لٱ اَّ لٱ لَع لٱ ك‬
‫َ َ‬ ‫َ َُّ َ ْ َ ُ َ ُ َ ُ َ ُ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ َ ْ َ ُ ُ َ‬
‫ونلٱ ‪.5‬‬ ‫َثه ْ لٱ ل َلٱ ي ْعل ُم لٱ ‬ ‫َتلٱ بللٱ أك‬ ‫واَّ لٱ لٱ أعل لٱ بمالٱ يزنللٱ قاۡوالٱ إنمالٱ أنتلٱ مف ٍ‬

‫ال ندري ما كان عليه تقسيم السور إلى آيات في مصحف عثمان إذ لم‬
‫يتح إلى اآلن الوقوف على نسخة من نسخه‪ .‬لكن المؤكد أن أقدم‬
‫المخطوطات المتوفرة حاليا والتي يفترض أنها ُكِّتبت في أواخر القرن‬
‫السابع (األول للهجرة) تتضمن عالمات تفصل بين اآليات‪.‬‬

‫وكانت هذه العالمات على هيئة خطوط أفقية أو عمودية صغيرة (اللوحة‬
‫رقم ‪ ، )3‬ثم ما فتئ شكلها يتطور شيئا فشيئا (اللوحة رقم ‪: 6)4‬‬

‫روايات تخبر بأن رسول هللا ‪ ‬كان يوجه كتبة الوحي لوضع اآليات في موضع معين من هذه‬
‫السورة أو تلك‪.‬‬
‫‪ 1‬سورة الحج ‪ ،‬اآلية ‪ .72‬وانظر سورة األنفال ‪ ،‬اآلية ‪.31‬‬
‫‪ 2‬سورة هود ‪ ،‬اآلية ‪.1‬‬
‫‪ 3‬سورة فصلت ‪ ،‬اآلية ‪.3‬‬
‫‪ 4‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.106‬‬
‫‪ 5‬سورة النحل ‪ ،‬اآلية ‪.101‬‬
‫‪ 6‬الدكتور طيار آاتي قوالج ‪ ،‬المصحف الشريف المنسوب إلى عثمان ‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪158‬‬
‫مدخل للقـرآن‬

‫اللوحة رقم ‪ : 3‬أقدم فواصل اآليات‬

‫اللوحة رقم ‪ : 4‬فواصل اآليات بشكل دائري‬

‫أمــا اســتخدام األعــداد لتمييــز اآليــات وتــرقيم كـل منهـا وعــدها فلــم يظهــر إال‬
‫في وقـت متـأخر‪ .‬لـذلك لـم يميـز القـراء فـي العهـود األولـى اآليـة عـن غيرهـا‬
‫برقمها بل بفاصـلتها‪ .‬والفاصـلة عنـد علمـاء العـد هـي آخـر كلمـة فـي اآليـة‪.‬‬
‫فعلــى ســبيل المثــال كــان ُيشــار إلــى اآليــة األولــى مــن ســورة العلــق بكلمــة "‬
‫َخَل َق" ‪ ،‬والثانية بكلمة " َعَل ٍق" وهلم جرا‪.‬‬

‫فجمعت وُقِّيدت‬
‫لقد حظيت االختالفات في فواصل اآليات بعناية كبيرة ُ‬
‫وصنفت في عدد من الكتب‪ .‬ويخضع علم الفواصل لقواعد دقيقة يشترط‬ ‫ُ‬
‫في تدريسها الرواية والسند الصحيح‪ .‬ومكتبة علم الفواصل غنية للغاية‬
‫بالمصنفات القديمة والبحوث الحديثة مثلها في ذلك مثل االختالفات في‬
‫القراءات ولو بشكل أقل‪.1‬‬

‫ورتبا كل ما هو معروف في هذا‬


‫إن مكتبة علم الفواصل تعتمد أساسا على كتابين َجمعا َ‬
‫‪1‬‬

‫الموضوع وهما ‪ :‬البيان في عد آي القرآن ألبي عمرو الداني المتوفى سنة ‪ ، 1052‬وناظمة‬
‫الزهر لإلمام الشاطبي المتوفى سنة ‪ ، 1194‬ولها عدة شروح‪ .‬إضافة إلى ذلك يحسن الرجوع‬
‫إلى كتاب حديث وهو الفرائد الحسان في عد آي القرآن لعبد الفتاح بن عبد الغني القاضي‬
‫المتوفى سنة ‪.1982‬‬
‫‪159‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫إن كان عدد القراءات المختلفة لفظا والمعتمدة لدى علماء القراءات استقر‬
‫على أربع عشرة (‪ )14‬فإنه في العد المختلف والمعتمد هو أحد عشر‬
‫(‪ )11‬عداً‪ .1‬قد ينتج عن االختالفات في تحديد رؤوس اآلي اختالف في‬
‫عدد آيات السور‪ .‬ومعلوم أن هذا كما سبق وذكرت ال يغير شيئا في‬
‫المضمون ؛ إذ يقتصر االختالف على تقسيم النص القرآني إلى آيات‪.‬‬
‫وخالصة االختالف في عدد اآلي في هذا الجدول ‪:‬‬

‫عدد اآليات‬ ‫عن‬ ‫الراوي‬ ‫العد‬


‫‪6214‬‬ ‫أبو جعفر‬ ‫‪1‬‬
‫نافع‬ ‫المدني األول‬ ‫‪1‬‬
‫‪6217‬‬ ‫شيبة‬ ‫‪2‬‬
‫‪6210‬‬ ‫أبو جعفر‬ ‫‪3‬‬ ‫المدني‬
‫إسماعيل بن جعفر‬ ‫‪2‬‬
‫‪6214‬‬ ‫شيبة‬ ‫‪4‬‬ ‫الثاني‬
‫‪6218‬‬ ‫أُبي‬ ‫‪5‬‬ ‫ابن كثير عن‬
‫المكي‬ ‫‪3‬‬
‫‪6221‬‬ ‫زيد‬ ‫‪6‬‬ ‫مجاهد‬

‫حمزة الزيات‬
‫‪6236‬‬ ‫علي بن أبي طالب‬ ‫‪7‬‬ ‫الكوفي‬ ‫‪4‬‬
‫وسفيان بن سعيد‬
‫‪6204‬‬ ‫أيوب بن المتوكل‬ ‫‪8‬‬
‫عطاء بن يسار‬
‫أيوب بن المتوكل‬ ‫البصري‬ ‫‪5‬‬
‫‪6205‬‬ ‫‪9‬‬ ‫وعاصم الجحدري‬
‫ويعقوب الحضرمي‬
‫‪6226‬‬ ‫عبد هللا بن عامر‬ ‫‪10‬‬ ‫يحيى الذماري‬ ‫الدمشقي‬ ‫‪6‬‬
‫خالد بن معدان‬
‫‪6232‬‬ ‫‪11‬‬ ‫شريح بن يزيد‬ ‫الحمصي‬ ‫‪7‬‬
‫السلمي‬

‫أنظر الملحق رقم ‪ : 1‬الجدول العام للقرآن رقم ‪ ، 2‬عدد آيات السور بحسب اختالف العد‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪160‬‬
‫مدخل للقـرآن‬

‫ظل ــت طبع ــات القـ ـرآن مخطوط ــة ع ــدة ق ــرون حت ــى بع ــد اكتش ــاف الطباع ــة‬
‫الحديثــة‪ .‬وقــد تمــت أول طبعــة للقـرآن لقيــت قبـوال لــدى المســلمين فــي ســانت‬
‫بيترسبورغ سنة ‪ .11787‬وتوالت بعدها طباعة المصـاحف فـي إيـران والهنـد‬
‫وتركيا ومصر‪ .‬وفي سنة ‪ 1918‬قررت جامعة األزهر في القاهرة أن تخرج‬
‫طبعة جديدة لتتجاوز بها هنات طبعة سـنة ‪ .1890‬وضـبط هـذا المصـحف‬
‫طبقا لقراءة حفص عن عاصم وكانت فواصل آياته تتبع العـد الكـوفي الـذي‬
‫ُرِّو َي عن علي بن أبي طالب‪.‬‬

‫وامتثاال للدقة العلمية لم يعتمد علماء لجنة األزهر في ضبط حروف القـرآن‬
‫على النسخ الخطية فحسب بل اعتمدوا على ما تناقلته كتب القراءات والعـد‬
‫فــأخرجوا فــي ســنة ‪ 1923‬طبعــة للمصــحف حظيــت بــرواج واســع فــي العــالم‬
‫اإلسالمي وعرفـت باسـم طبعـة الملـك فـؤاد أو طبعـة مصـر‪ .‬وأصـبحت هـذه‬
‫الطبعة هي المرجع األساس لكل الطبعات الالحقة‪.‬‬

‫كما ظهرت أول طبعة سعودية بمكة في سنة ‪ .1949‬وقد تولى إخراجها‬
‫لجنة من علماء مكة المكرمة قامت بمراجعتها وتدقيقها لجنة من جامعة‬
‫األزهر بمصر‪ .‬وكان إلعادة طبعها برعاية الملك فهد سنة ‪ 1984‬أثر في‬
‫انتشارها الواسع في كل العالم اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ 1‬بعد أن أصدرت ‪ :‬كاترين الثانية قرارا رسميا بتاريخ ‪ 17‬يونيو ‪ 1773‬وأ ْنشِأ َ منصب لإلفتاء‬
‫سنة ‪ 1782‬في أورنبورغ أ ِم َر بطباعة القرآن باللغة العربية‪ .‬وقد طبِعت منه عشرون نسخة‬
‫بالمطبعة اآلسيوية بسانت بيترسبورغ التي أ ْنشِئت سنة ‪ .1787‬ثم أعيد طبعه خمس مرات‬
‫وذلك في سنة ‪ 1789‬و ‪ 1790‬و ‪ 1793‬و ‪ 1796‬و ‪.1798‬‬
‫‪161‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫تلتزم معظم المصاحف حاليا برواية حفص عن عاصم وتتبع في فواصل‬


‫اآليات العد الكوفي‪ .‬لكن مصاحف المغرب اإلسالمي عادة ما تطبع‬
‫برواية ورش أو قالون عن نافع‪ .‬أما عد آياتها فيتبع في بعضها العد‬
‫المدني األول أو الثاني أو الكوفي بال تحديد‪ .‬فطباعة القرآن ال تلتزم بربط‬
‫بع ٍد محدد ؛ إذ يبقى االختيار بيد اللجنة العلمية التي تشرف على‬ ‫ٍ‬
‫قراءة ماِّ َ‬
‫طباعة المصحف‪.‬‬

‫وقد اعتمدت في نشر بحثي هذا على الطبعة المصرية نظ ار لشهرتها في‬
‫كل األوساط وشيوعها الواسع‪ .‬وهذا ال يعني البتة تفوق قراءة عاصم على‬
‫غيرها وال تفوق العد الكوفي على غيره‪ .1‬لكن كان من البدهي اختيار هذه‬
‫الرواية وهذا العد لشيوعهما في أوساط المسلمين‪ .‬فالمالحظات العددية‬
‫لهذه الدراسة تستند أوال على هذه الطبعة ‪ ،‬وال مانع من اإلشارة إلى عد‬
‫غيره متى كانت النتائج متممة ومفيدة‪.‬‬

‫***‬

‫لم يفصل اإلسالم أبدا اإليمان عن العلم‪ .‬فهو يعتبرهما في الواقع وجهين‬
‫لعملة واحدة ‪ ،‬جانبين لحقيقة واحدة‪ .‬ألم يبدأ نزول القرآن بكلمة "اقرأ"‬
‫بصيغة األمر‪ 2‬؟ ال يمكن أن تقوم العقيدة اإلسالمية على أساس ما يمكن‬
‫أن نسميه بالقناعة الذاتية وحسب ‪ ،‬وإنما تقوم بالخصوص على أساس‬

‫ونتائج هذه الدراسة تدل على شيء من ذلك‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫في سورة العلق ‪ ،‬اآلية ‪( 1‬أول سورة نزلت من القرآن)‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪162‬‬
‫مدخل للقـرآن‬

‫المعرفة والتفكير المنطقي‪ .‬المسلم شاهد وشهيد‪ .‬المقصود هنا عقيدة‬


‫علمية تستوعب كل العالم المعروف من أجل بناء ودعم هذه العقيدة‪.‬‬
‫فيصبح اإليمان بهذا المعنى معرفة كونية ولكنها شخصية أيضا وكل‬
‫إنسان مدعو الكتسابها على وتيرته وحسب مستواه‪.‬‬

‫***‬

‫إن كتاب "الصدفة المنظمة ‪ ،‬اإلعجاز العددي في القرآن"‪ 1‬كشف عن‬


‫وجود وأهمية الظاهرة الرياضية في القرآن الكريم ‪ ،‬إذ أثبتت حقيقة هذا‬
‫االكتشاف غير المتوقع‪ .‬ومع هذه الطبعة الجديدة من كتابي "طلوع‬
‫الشمس من مغربها" وهي خالصة عشرين عاما من التحليل والدراسة ‪،‬‬
‫أصبح واضحا اآلن أن هذه األعمال‪ 2‬بعد اإللمام بها وتطويرها وتكملتها‬
‫من شأنها أن تقلب رأسا على عقب تاريخ العلوم التي تعتني بالنصوص‬
‫المقدسـة‪ .‬إن هذه الد ارسـة ال تكتفي بمالحظـات عددية ‪ ،‬ال يمكن إنكارها ‪،‬‬
‫وإنما أبعد من هذا أنها تكشف عن علم كلي كامن في القرآن الكريم ‪،‬‬
‫يقبله بالضرورة كل فكر منطقي‪.‬‬

‫فريـد قبطانـي ‪" ،‬الصدفة المنظمة ‪ ،‬اإلعجـاز العـددي في القـرآن"‪ ، 1997 La V.I ،‬المركز‬ ‫‪1‬‬

‫الدولي للبحث العلمي (‪ ، 1998 ، )CIRS‬الطبعة ‪.1999 ، 3‬‬


‫إن بعضا من الناس ‪ ،‬وخاصة المسلمين ‪ ،‬ينشرون مقتطفات من أعمالي انتحاال ودون‬ ‫‪2‬‬

‫إحالة إلى كتبي التي تم تسجيل ملكيتها الفكرية في جميع أنحاء العالم‪ .‬وهذا يتعارض أمام هللا‬
‫والتاريخ مع األخالق ومع األمانة العلمية‪ .‬وعالوة على ذلك فإن الضرر الحق بالقراء الذين‬
‫ُيحرمون من الوصول واالطالع على كامل أعمالي‪.‬‬
‫‪163‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫القرآن الكريم ككتاب ماورائي (ميتافيزيقي) ومجازي ٌ‬


‫ثناء حقيقي على الفكـر‬
‫العلمــي وإعــالء لــه‪ .‬فعلــى ســبيل المثــال توجــد أكثــر مــن ثمانمائــة وخمســين‬
‫كلمــة مشــتقة مــن جــذر لفظــة علــم (ع – ل – م) فــي الق ـرآن‪ .‬فــي ح ـين ال‬
‫يشتمل إال على مائتين وخمسين آية تخص المجـال التشـريعي وهـي ظرفيـة‬
‫تخضع لمتطلبات العصر والمكان والضرورة والغاية‪ .‬إضـافة إلـى ذلـك فـإن‬
‫ق اربــة ســبعمائة وخمســين آيــة تشــجع علــى د ارســة الظـواهر الطبيعيــة والتــدبر‬
‫وإعمال العقل ‪ ،‬وباختصـار تجعـل مـن المشـروع العلمـي جـزءا ال يتجـ أز مـن‬
‫الحيــاة‪ .‬وهكــذا فــإن الــدين اإلســالمي أصــال ‪ ،‬بكاملــه ومنــذ ظهــوره ‪ ،‬يتحلــى‬
‫بــالعلم‪ .‬والــدليل علــى ذلــك مــا روي عــن الرســول ‪ ‬مــن أن "العلمــاء ورثــة‬
‫األنبيــاء"‪ .1‬وبــذلك يكــون اإلســالم هــو الــدين الوحيــد فــي العــالم الــذي بنــى‬
‫حضارة علمية بالمعنى الحقيقي للكلمة كما يشهد على ذلك التـاريخ والعديـد‬
‫من الكتب في هذا الموضوع‪.‬‬

‫ـاجم باســم محاربــة الظالميــة‪ .‬وقـد ســاهم فــي‬


‫ومــن المفارقــات أن اإلســالم ُيهـ َ‬
‫هذا الهجـوم ولألسـف الجهـل الكبيـر بهـذا الـدين سـواء كـان ذلـك فـي أوسـاط‬
‫غيـ ــر المس ـ ــلمين أو المس ـ ــلمين أنفس ـ ــهم‪ .‬لك ـ ــن يج ـ ــب االعت ـ ـراف أن الع ـ ــالم‬
‫اإلس ــالمي يع ــيش ف ــي انحـ ـراف َيظه ــر م ــدى ابتع ــاده ع ــن رس ــالة اإلس ــالم‬
‫األصــيلة والقــيم الحقيقيــة للــوحي الــذي أنــزل علــى الرســول محمــد ‪ .‬وهــذا‬
‫الجهــل المش ــترك زاد م ــن اتس ــاع الفج ــوة بــين ه ــذا ال ــدين والغ ــرب ؛ إذ أق ــام‬

‫صحيح البخاري ‪ ،‬سنن أبي داود ‪ ،‬سنن الترمذي ‪ ،‬سنن ابن ماجة ـ مسند أحمد ‪ ،‬موطأ‬ ‫‪1‬‬

‫مالك ‪ ،‬سنن الدارمي‪.‬‬


‫‪164‬‬
‫مدخل للقـرآن‬

‫جدار من سوء الفهم والعداء في حين أن قلـة فقـط تعـرف مـدى سـخافة هـذه‬
‫ا‬
‫المعارضة في جوهرها وأنه ال لزوم لوجودها‪.‬‬

‫***‬

‫الجميع يعلـم أن القـرآن هـو المرجـع األسـاس والمطلـق للمسـلمين‪ .‬إنـه كتـاب‬
‫هللا‪ .‬وعلــى الــرغم مــن خالفــاتهم فالمســلمون قاطبــة يعترفــون بق ـرآن واحــد ‪،‬‬
‫بقي كما كان منـذ أكثـر مـن أربعـة عشـر قرنـا‪ .‬والجانـب الـذي سـيتم تطـويره‬
‫فــي هــذا الكتــاب رياضــي ولغــوي‪ .‬إن القـرآن الكـريم فــي الواقــع ينطــوي علــى‬
‫لغ ــة متع ــددة األبع ــاد ‪ ،‬وه ــو م ــنظم ‪َ ،‬ب ـ ِّـين ومرم ــوز ف ــي آن واح ــد ‪ ،‬ي ــدور‬
‫الخطاب فيه حول موضوعات رئيسة‪.‬‬

‫في هذا القرن ال ُيعتبر تفكيـ ار علميـا ال جـدال فيـه إال ذلـك الـذي يسـتند إلـى‬
‫أســس رياضــية‪ .‬فاألرقــام هــي القاســم المشــترك فــي جميــع المجــاالت العلميــة‬
‫فــي وقتنــا الحاضــر ‪ ،‬س ـواء فــي الفيزيــاء الفلكيــة أوالمعلوماتيــة علــى ســبيل‬
‫المثال أو في كل مجاالت التقنيات‪ .‬والواقع أن الرياضيات هـي الـرحم التـي‬
‫تحتضن جميع العلوم ‪ ،‬إنها لغة الكون‪.‬‬

‫وقد أشار علماء مسلمون منذ فترة طويلة إلى وجود بعد عددي في القرآن‬
‫الكريم‪ .‬ويعتقد العديد أن هذا البعد يبقى سريا ال يمكن فهمه إلى آخر‬

‫‪165‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫للنفس الجديد الذي أنتجه تعميم‬


‫الزمان ‪ .‬وفي السبعينيات ونظ ار َ‬
‫‪1‬‬

‫المعلوماتية برهن بعض الباحثين على وجود هذه الظاهرة‪ .‬إال أن أعمالهم‬
‫اقتصرت على بعض المالحظات المتفرقة نشرت بشكل متسرع دون احترام‬
‫المنهج العلمي أي إثبات الحقائق بطريقة ال تدع مجاال للجدل‪.‬‬

‫كــان المصــري األمريكــي رشــاد خليفــة أحــد أوائــل الــذين كتبـوا عــن الظــاهرة‬
‫العددي ــة ف ــي القـ ـرآن ‪ ،‬س ــنة ‪ .1974‬فق ــد أحص ــى وق ــدم قائم ــة م ــن ث ــالث‬
‫وعش ـرين مالحظــة عدديــة‪ .‬بعــد ذلــك ِّ‬
‫اته ـم بادعــاء النبــوة واغتيــل فــي عــام‬
‫‪ .1990‬واســتأنف الداعيــة أحمــد ديــدات ‪ ،‬المتــوفي عــام ‪ 2005‬وهــو مــن‬
‫جن ــوب أفريقي ــا م ــن أص ــل هن ــدي ه ــذه األعم ــال وروجه ــا م ــن قب ــل أن ي ــتم‬
‫التشكيك في صحتها العلمية‪ .‬وفعال كانت بعض الشروح مغلوطة وبعضـها‬
‫اآلخـر يفتقـر إلــى الدقـة العلميـة‪ .‬إضــافة إلـى ذلـك كــان عمـوم هـذه األعمــال‬
‫غير متماسك لذلك لم تحظ بأي اعتراف أكاديمي‪.‬‬

‫إن نشــر هــذه البحــوث بهــذه الطريقــة عرضــها للنقــاش وأخرجهــا مــن المجــال‬
‫العلمــي إلــى دائـرة الجــدل‪ .‬فبــادر بعــض الــدعاة المســلمين ‪ ،‬وهــم ال يفقهــون‬
‫هــذه المســائل ‪ ،‬إلــى النــداء بعــدم مواصــلة هــذه األبحــاث بــدعوى أنهــا تشــجع‬
‫تــأويالت خاطئــة وانح ارفــات شــتى‪ .‬لكــن فــي هــذا الســياق كــان األجــدى أن‬

‫آخر الزمان هو آخر زمان الجاهلية القائمة من بعد الرسول ‪ ‬إلى يومنا هذا وهي طبعا‬ ‫‪1‬‬

‫الجهل والتجاهل والدجل والتدجيل والظلم والعنف وسفك الدماء والفساد بكل أشكاله‪ .‬فبهذا‬
‫المعنى ِّ‬
‫أورد م ار ار عبارة "آخر زما الجاهلية" في كتابي‪.‬‬
‫‪166‬‬
‫مدخل للقـرآن‬

‫يخضع الموضوع للتحليل النقدي لترسيخ مـا تـم التحقـق منـه علميـا والتخلـي‬
‫عما دون ذلك‪.‬‬

‫إن نتــائج األعمــال المعروضــة فــي هــذا الكتــاب تكفــي إلظهــار أن األبحــاث‬
‫األول ــى ف ــي ه ــذا الموض ــوع كان ــت تنقص ــها المنهجي ــة العلمي ــة ل ــذلك تعط ــل‬
‫نجاحها فقد كانت في الواقع محض ارهاصات‪.‬‬

‫***‬

‫إن كــان الــتكهن باألرقــام الــذي يســعى إلــى اســتخالص النتــائج مــن األرقــام‬
‫واألعــداد يرمــي إلــى استكشــاف المســتقبل رجمــا بالغيــب فإنــه ال وجــود لمثــل‬
‫هــذه الشــطحات فــي هــذه الد ارســة التــي تعــرض حقــائق ذات طــابع عــددي‬
‫ورياض ــي ؛ إذ تت ــألف م ــن مجموع ــة م ــن المالحظ ــات الت ــي تس ــمح برؤي ــة‬
‫واضحة للنتائج كما تعطـي للجميـع الفرصـة الكتشـاف تناسـق رياضـي غيـر‬
‫متوقع وراء مظاهر اآليات القرآنية‪.‬‬

‫جمعها تسليط الضوء على‬


‫تعتمد هذه الدراسة على رصد عناصر يتيح ُ‬
‫روابط تسمح في نهاية المطاف بالكشف عن وجود بنية متماسكة كامنة‬
‫في القرآن الكريم‪ .‬وتبرز هذه البنية من خالل إلتقاء عدة مالحظات علمية‬
‫كلها حقائق‪ .‬فكل مالحظة جديدة تعزز سابقتها ‪ ،‬وهلم ج ار ‪ ،‬حتى يتبين‬
‫بكل وضوح أن هذه البنيــة ليست بأية حال من األحوال وليدة الصدفة‪.‬‬
‫‪167‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫وعالوة على ذلك ‪ ،‬كما سنرى ‪ ،‬سوف تقودنا هذه المالحظات إلى‬
‫معادالت رياضية ولغوية تُثبت وتؤكد بحكم طبيعتها صحة نتائج هذه‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫إن المعطيات التي اكتشفت في هذه الدراسة للقرآن ال تقتصر على تسجيل‬
‫حسابي ‪ ،‬فهي تُثبت التقارب الموجود بين األرقام والحروف والصوتيات‬
‫ورسم الكلمات‪ .‬كما أن المالحظات هذه ال تقتصر على عمليات الجمع‬
‫والضرب أو الطرح وإنما هي معززة أحيانا بنتائج جمع األرقام عددا عددا‬
‫أو بقراءتها جنبا إلى جنب‪ .‬فالقرآن الكريم كله لغة ‪ ،‬من أدنى حرف إلى‬
‫أقل إحصاء ‪ ،‬ومن أية داللة إلى أي رسم سواء كان حرفا أو رقما‪.‬‬

‫وإضافة إلى ذلك ‪ ،‬فإن القارئ يالحظ على امتداد هذه الدراسة أن سؤالين‬
‫يفرضا نفساهما باستمرار ‪ :‬هل الصدفة منظمة ؟ و إن كانت كذلك ‪ِّ ،‬‬
‫فمن‬
‫الذي نظمها ؟‬

‫***‬

‫إن كانت األعمال المقدمة في هذا الكتاب قد تمت بشكل طبيعي انطالقا‬
‫من اللغة العربية وهي اللغة األصلية للقرآن الكريم ‪ ،‬فإن اإلصدار األول‬

‫‪168‬‬
‫مدخل للقـرآن‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫وبعد ذلك إلى‬ ‫ثم ترجم إلى اللغة العربية‬ ‫كان باللغة الفرنسية‬
‫االنجليزية‪ .3‬وسنرى في هذه الدراسة أن اختيار اللغة الفرنسية ليس‬
‫عرضيا‪.‬‬

‫منذ نشرت هذه األعمال ألول مرة في عام ‪ 1997‬تحت عنوان "الصدفة‬
‫المنظمة ‪ ،‬اإلعجـاز العـددي في القـرآن" ‪ ،‬لم يطعن في الطابع العلمي‬
‫لنتائجها العلمية الدامغة وهي ال تزال غير قابلة للطعن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Farid Gabteni, Le Soleil se lève à l’Occident, Paris, éd. SCDOFG,‬‬
‫‪2016, 2017 et 2018.‬‬
‫‪ 2‬حرصت بنفسي على مراجعة ترجمة كتابي إلى اللغة العربية‪ .‬وأخذت في االعتبار أصحاب‬
‫هذه اللغة وثقافتهم ‪ ،‬فأثريت الترجمة بعناصر الداللة والدقة والبرهان ‪ ،‬وكلها مفيدة وفي‬
‫بعض الحاالت ضرورية للطبعة العربية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Farid Gabteni, The Sun Rises in the West, Paris, éd. SCDOFG, 2017,‬‬
‫‪2018.‬‬
‫‪169‬‬
‫الجـدول العـام للقـرآ رقم ‪1‬‬

‫ســور القــرآ‬

‫يجمـ ــع الجـ ــدول التـ ــالي أسـ ــماء‪ 1‬سـ ــور الق ـ ـرآن وأرقامهـ ــا فـ ــي كـ ــل مـ ــن ترتيـ ــب‬
‫المصحف وترتيب التنزيل‪.‬‬

‫هـ ــو الترتيـ ــب الـ ــذي وضـ ــعت عليـ ــه سـ ــور الق ـ ـرآن فـ ــي‬ ‫ترتيــــب المصــــح‬
‫المصـحف‪ .‬وهـو ترتيـب تـوقيفي أمـاله رسـول هللا ‪ ‬علـى كتبـة الـوحي كلمـا‬
‫تتابع نزول القرآن‪ .‬وكثي ار ما كانت أطراف بعض السور تـتـنـزل على فترات‬
‫متباعدة ثم تجمع في سورة واحدة‪.‬‬

‫أمـا ترتيب التنزيل فهـو ترتيـب السـور تبعـا لنزولهـا الزمنـي ‪ ،‬و تحـدده عـادة‬
‫بداية السورة‪.‬‬

‫إن بعض سور القرآن لها أسماء عدة ‪ ،‬لكنها ليست أسماء بل هي صفات أعطاها بعض‬ ‫‪1‬‬

‫الصحابة وتناقلتها الكتب‪.‬‬


‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫أسماء السور‬ ‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫أسماء السور‬

‫‪84‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الفاتحة‬


‫‪57‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪87‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪75‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬ ‫‪89‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫‪90‬‬ ‫‪33‬‬ ‫األحزاب‬ ‫‪92‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫‪58‬‬ ‫‪34‬‬ ‫سبأ‬ ‫‪112‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪43‬‬ ‫‪35‬‬ ‫فاطر‬ ‫‪55‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪41‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫‪39‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪56‬‬ ‫‪37‬‬ ‫الصافـّات‬ ‫‪88‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬
‫‪38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪113‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬
‫‪59‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬ ‫‪51‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫‪60‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪52‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪61‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصّلت‬ ‫‪53‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬
‫‪62‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫‪96‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬
‫‪63‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬ ‫‪72‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهيم‬
‫‪64‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪54‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬
‫‪65‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪70‬‬ ‫‪16‬‬ ‫النحل‬
‫‪66‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬ ‫‪50‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬
‫‪95‬‬ ‫‪47‬‬ ‫محمد‬ ‫‪69‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬
‫‪111‬‬ ‫‪48‬‬ ‫الفتح‬ ‫‪44‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫‪106‬‬ ‫‪49‬‬ ‫الحجرات‬ ‫‪45‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬
‫‪34‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬ ‫‪73‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬
‫‪67‬‬ ‫‪51‬‬ ‫الذاريات‬ ‫‪103‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الح ّج‬
‫‪76‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الطور‬ ‫‪74‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬
‫‪23‬‬ ‫‪53‬‬ ‫النجم‬ ‫‪102‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬
‫‪37‬‬ ‫‪54‬‬ ‫القمر‬ ‫‪42‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الفرقان‬
‫‪97‬‬ ‫‪55‬‬ ‫الرحمن‬ ‫‪47‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬
‫‪46‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الواقعة‬ ‫‪48‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬
‫‪94‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬ ‫‪49‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬
‫‪105‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المجادلة‬ ‫‪85‬‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬
‫ترتيب المصحف ترتيب التنزيل‬ ‫أسماء السور‬ ‫أسماء السور ترتيب المصحف ترتيب التنزيل‬

‫‪8‬‬ ‫‪87‬‬ ‫األعلى‬ ‫‪101‬‬ ‫‪59‬‬ ‫الحشر‬


‫‪68‬‬ ‫‪88‬‬ ‫الغاشية‬ ‫‪91‬‬ ‫‪60‬‬ ‫الممتحنة‬
‫‪10‬‬ ‫‪89‬‬ ‫الفجر‬ ‫‪109‬‬ ‫‪61‬‬ ‫الصف‬
‫ّ‬
‫‪35‬‬ ‫‪90‬‬ ‫البلد‬ ‫‪110‬‬ ‫‪62‬‬ ‫الجمعة‬
‫‪26‬‬ ‫‪91‬‬ ‫الشمس‬ ‫‪104‬‬ ‫‪63‬‬ ‫المنافقون‬
‫‪9‬‬ ‫‪92‬‬ ‫الليل‬ ‫‪108‬‬ ‫‪64‬‬ ‫التغابن‬
‫‪11‬‬ ‫‪93‬‬ ‫الضحى‬ ‫‪99‬‬ ‫‪65‬‬ ‫الطالق‬
‫‪12‬‬ ‫‪94‬‬ ‫الشرح‬ ‫‪107‬‬ ‫‪66‬‬ ‫التحريم‬
‫‪28‬‬ ‫‪95‬‬ ‫التين‬ ‫‪77‬‬ ‫‪67‬‬ ‫الملك‬
‫‪1‬‬ ‫‪96‬‬ ‫العلق‬ ‫‪2‬‬ ‫‪68‬‬ ‫القلم‬
‫‪25‬‬ ‫‪97‬‬ ‫القدر‬ ‫‪78‬‬ ‫‪69‬‬ ‫الحاقـّة‬
‫‪100‬‬ ‫‪98‬‬ ‫البينة‬ ‫‪79‬‬ ‫‪70‬‬ ‫المعارج‬
‫‪93‬‬ ‫‪99‬‬ ‫الزلزلة‬ ‫‪71‬‬ ‫‪71‬‬ ‫نوح‬
‫‪14‬‬ ‫‪100‬‬ ‫العاديات‬ ‫‪40‬‬ ‫‪72‬‬ ‫الجنّ‬
‫‪30‬‬ ‫‪101‬‬ ‫القارعة‬ ‫‪3‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ّ‬
‫المز ّمل‬
‫‪16‬‬ ‫‪102‬‬ ‫التكاثر‬ ‫‪4‬‬ ‫‪74‬‬ ‫المدثر‬
‫‪13‬‬ ‫‪103‬‬ ‫العصر‬ ‫‪31‬‬ ‫‪75‬‬ ‫القيامة‬
‫‪32‬‬ ‫‪104‬‬ ‫الهمزة‬ ‫‪98‬‬ ‫‪76‬‬ ‫اإلنسان‬
‫‪19‬‬ ‫‪105‬‬ ‫الفيل‬ ‫‪33‬‬ ‫‪77‬‬ ‫المرسالت‬
‫‪29‬‬ ‫‪106‬‬ ‫قريش‬ ‫‪80‬‬ ‫‪78‬‬ ‫النبأ‬
‫‪17‬‬ ‫‪107‬‬ ‫الماعون‬ ‫‪81‬‬ ‫‪79‬‬ ‫النازعات‬
‫‪15‬‬ ‫‪108‬‬ ‫الكوثر‬ ‫‪24‬‬ ‫‪80‬‬ ‫عبس‬
‫‪18‬‬ ‫‪109‬‬ ‫الكافرون‬ ‫‪7‬‬ ‫‪81‬‬ ‫التكوير‬
‫‪114‬‬ ‫‪110‬‬ ‫النصر‬ ‫‪82‬‬ ‫‪82‬‬ ‫االنفطار‬
‫‪6‬‬ ‫‪111‬‬ ‫المسد‬ ‫‪86‬‬ ‫‪83‬‬ ‫المطفّفين‬
‫‪22‬‬ ‫‪112‬‬ ‫اإلخالص‬ ‫‪83‬‬ ‫‪84‬‬ ‫االنشقاق‬
‫‪20‬‬ ‫‪113‬‬ ‫الفلق‬ ‫‪27‬‬ ‫‪85‬‬ ‫البروج‬
‫‪21‬‬ ‫‪114‬‬ ‫الناس‬ ‫‪36‬‬ ‫‪86‬‬ ‫الطارق‬
‫بسـم اللـه‬
‫تحلـيـــل لـغـــــوي‬

‫أللـفـــاظ الـبسـمـلــــــة‬

‫أول مــا نقـ أر مــن كــالم هللا عنــدما نفــتح القـرآن الكـريم هــو "بســم ا الــرحمن‬
‫الرحيم"‪.‬‬

‫وســبب وجــود هــذه العبــارة التــي تســمى "البســملة" اختصــا اًر هــو التــذكير بــأن‬
‫مــا مــن شــيء إال وباســم هللا بدايتــه ووجــوده‪ .‬ولهــذا فــإن المســلمين ينطقــون‬
‫بهذه العبارة عند مبادرتهم ألي عمل ؛ فباسم هللا يبدأ المسلم كل شيء‪.‬‬

‫البسملـة ‪:‬‬

‫البسملة مكونة من أربع كلمات هي علـى التـوالي ‪ :‬بسـم ‪ ،‬ا ‪ ،‬الـرحمن ‪،‬‬
‫الرحيم‪.‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫‪" ‬بســم" و " باســم" بمعنــى واحــد‪ .‬وهــذه الكلمــة تكتــب عــادة بــاأللف أي‬
‫"باسم"‪ .‬وكتابتها بدون ألف استثناء من جهة وخاصة باهلل تعالى من جهة‬
‫أخـرى فال تكتب بدون ألـف حين تكـون متبوعة بغير اسم هللا‪.‬‬
‫‪" ‬ا" اس ــم الجالل ــة ‪ ،‬وه ــذه اللفظ ــة حس ــب اللغ ــويين ق ــد حص ــل عليه ــا‬
‫بحذف األلف الثانية في "الاله" وإدغام الالم األولى في الثانية‪.‬‬
‫‪ ‬أمــا لفظــة "الــرحمن" و "الــرحيم" فهمــا اســمان مــن أســماء هللا الحســنى‪.‬‬
‫كما أنهما مشتقان من مادة واحدة وهي "ر ‪ -‬ح ‪ -‬م"‪.‬‬

‫وهــذا االشــتقاق يؤكــد علــى مفهــوم "األصــل" ال ـذي نستشــفه مــن خــالل جميــع‬
‫الكلمات المشتقة من الحروف الثالثة "ر ‪ -‬ح ‪ -‬م"‪ .‬والتحليل اللغـوي التـالي‬
‫يوضح ذلك‪.‬‬

‫فلفظ ــة "الرحمـــن" فــي العربيــة مشــتقة مــن "الــرحم"‪ .‬و"الــرحم" نظ ـ ار لطبيعتــه‬
‫ـيء مـا ‪ ،‬وبالتـالي يولـد مفهـوم "الرحمـة" كمثـل رحمـة‬ ‫ووظيفته هـو أصـل لش ٍ‬
‫األم بمــن حملــت فــي رحمهــا ‪ ،‬ومــن الالئــق هنــا أن نــذكر بــأن مــن معــاني‬
‫كلمة "األم" في العربية ‪" :‬األصل"‪.‬‬

‫أما لفظة "الرحيم" فرغم كونها تتضمن مفهوم "العط " الشتراكها في المـادة‬
‫مــع كلمــة "رحمــة" إال أن رحمــة هللا ســبحانه وتعــالى وســعت كــل شــيء فهــي‬
‫ليست كرحمة البشر‪ .‬فليس لها أن تكون عاطفية وبالتـالي اندفاعيـة كرحمـة‬
‫البش ــر‪ .‬إن ه ــا رحم ــة مت س ــمة بالحكم ــة والعل ــم‪ .‬وال ــدليل عل ــى ذل ــك قول ــه‬
‫َ َ ۡ َ َ َ ۡ ُ ِه‬
‫لٱ كلٱ لٱ َ ۡ‬
‫ف ــ م ـــا ح ـاج ــــــــــة‬ ‫‪1‬‬
‫َش لٱ ء ىلٱ لٱ (…)لٱ ‪ 156‬‬ ‫تع ـــال ــــ ى ‪ ) … ( ‬لٱ ورُح ٱَّتلٱ وسٱعت‬

‫‪ 1‬سورة األعراف ‪ ،‬اآلية ‪.156‬‬


‫‪176‬‬
‫تحليل لغوي أللفاظ البسملة‬

‫الجمــاد مــثال إلــى ال أرفــة والرحمــة إن كانــت لفظــة "رحــيم" تعنــي "ذو الرحمــة"‬
‫من نـوع رحمـة البشـر ؟ وبنـاء علـى ذلـك فهـي رحمـة مـن طبيعـة أخـرى مـن‬
‫حيث أنهـا رحمـة هللا ُم ِّثبـت كـل شـيء ومـنظم كـل شـيء ومحكـم كـل شـيء‪.‬‬
‫وه ــذه الرحم ــة بطبيع ــة الح ــال تتض ــمن مفه ــوم العط ــف وال أرف ــة بخص ــوص‬
‫الدواب والبشر وال سيما بخصوص المؤمنين‪.‬‬

‫اشتقاق الكلمـة ‪:‬‬


‫إن كلمت ــي "الـــرحمن" و "الـــرحيم" مش ــتقتان م ــن "الرحمـــة" وه ــي المص ــدر‪.‬‬
‫فمادة الكلمة هي "ر ح م" وفعلها "رحم"‪ .‬واسم الفاعل فيها هـو "الراحم" وإذا‬
‫تحلى بالمبالغة قيل "الرحمن" و"الرحيم"‪.‬‬

‫فلفظــة "الـــرحمن" التــي تنطــق "الرحمـــا " مبنيــة علــى وزن " َف ْعـــالَ "‪ .‬وه ــذا‬
‫الوزن ‪ ،‬أي زيادة ألف مد ونون في آخر مادة كلمة ثالثية يدل علـى الكثـرة‬
‫والتأكيد والمبالغة‪.‬‬

‫أما لفظة "رحيـم" فهي مبنية على وزن "فعيل" ‪ ،‬وهذا الـوزن ‪ ،‬أي زيـادة يـاء‬
‫الم ــد ب ــين الح ــرف الث ــاني (ح) والثال ــث (م) م ــن الم ــادة ي ــدل عل ــى التميي ــز‬
‫والمبالغــة أي أن صــاحبه يتميــز بتلــك الصــفة لدرجــة أنهــا أصــبحت غالبــة‬
‫عليه ومثل ذلك الحكيم والعليم والسميع والحفيظ‪.‬‬

‫التحليل اللغـوي للقدماء ‪:‬‬


‫م ــا نج ــده ف ــي كت ــب اللغ ــة والتفس ــير ه ــو أن لفظت ــي "الـــرحمن" و "الـــرحيم"‬
‫صــيغتان لكلمــة واحــدة‪ .‬فلفظــة "الــرحمن" المبنيــة علــى وزن " َف ْعــالَ " أكبــر‬
‫وأبلغ وأعم من لفظة "الرحيم" المبنية على وزن "فعيل"‪ .‬لذلك ذهـب بعضـهم‬
‫‪177‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫قص ـد ب ــه‬ ‫ِّ‬


‫إلــى أن ذ ْك ـر لفظ ــة "الـــرحيم" بعــد لفظ ــة "الـــرحمن" فــي البس ــملة ُي َ‬
‫التخصيص‪.‬‬

‫فج ـيء بلفظــة "الــرحيم" بعــد لفظــة "الــرحمن" بعــد اســتغراق لفظــة "الــرحمن"‬
‫معن ــى "الرحمــــة"‪ .‬فل ــئن ك ــان هللا ه ــو "الــــرحمن" بك ــل العب ــاد فإن ــه "رحــــيم"‬
‫بالمؤمنين فقط‪ .‬والمثال الذي يورده القدماء لتأييد هذا القول هو قوله تعالى ‪:‬‬
‫َ َ َ ۡ َ َٰ َ ۡ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ۡ َ ۡ ۡ َ َ ِه‬
‫ق‪2‬‬
‫لإلنسنلٱ مٱنلٱ عل ٍلٱ ‬
‫قلٱ ٱ‬
‫ق ‪ 1‬خل لٱ ‬
‫لٱ لَّليلٱ خل لٱ ‬
‫‪ ‬لقَألٱ بٱٱس ٱ لٱ ربٱك ٱ‬

‫ففــي هــذا المثــال نــرى أن لفظــة "خلـ " قــد تكــررت بغيــة التخصــيص‪ .‬وبنـ ً‬
‫ـاء‬
‫علـى هــذا فـإن لفظــة "الــرحمن" تعنــي "ذو الرحمــة التــي ال اميــة بعــدها فــي‬
‫الرحمة أل فعال بناء من أبنية المبالغة" أكثـر مـن "فعيـل"‪ .‬فهـذا التحليـل‬
‫أعط ــى لفظ ــة "الــــرحيم" ح ــين ِّتبع ــت "الــــرحمن" دور التخص ــيص أي خاص ــة‬
‫بالمؤمنين فقط‪.‬‬

‫تحليل القدماء في المي از ‪:‬‬


‫إن هذا التحليل للفظتي "الـرحمن" و "الـرحيم" مبنـي علـى هفـوتين أديتـا إلـى‬
‫فهم خاطئ‪.‬‬

‫الهفــوة األولــى ‪ :‬هــي االعتقــاد بــأن كلمــة "الــرحيم" حــين تســتعمل بعــد كلمــة‬
‫"الــرحمن" يقصــد بهــا "التخصــيص" فــي حــين أن لفظــة "الــرحيم" غيــر لفظــة‬
‫"الرحمن" وذلك بطبيعة الحال الختالف بناءهما‪.‬‬

‫فالتخص ــيص يك ــون باس ــتعمال الكلم ــة نفس ــها ال باس ــتعمال غيره ــا وال أدل‬
‫على ذلك من المثال المضروب أعاله "خل " ‪:‬‬

‫‪178‬‬
‫تحليل لغوي أللفاظ البسملة‬

‫ََ‬ ‫َ ََ ۡ‬ ‫ۡ َ ۡ ۡ َ َ ِه‬
‫لٱ لَّليلٱ َخلَ َ‬
‫لإل َ َٰ‬
‫نس َنلٱ م ۡٱنلٱ عل ٍلٱ ‬
‫ق‪2‬‬ ‫ٱ‬ ‫لٱ ‬‫لٱ ‬
‫ق‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫‪1‬‬ ‫لٱ ‬
‫ق‬ ‫ٱ‬ ‫‪ ‬لقَألٱ بٱٱس ٱ لٱ ربٱك‬

‫ولنا في السورة ‪ 96‬نفسها (العل ) مثال آخر يبين كيـف يكـون التخصيــص‬
‫وهو لفظة "ناصية" في اآلية ‪ 15‬و ‪: 16‬‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫اص َِةلٱ لٱ كَٰذٱبَ ٍةلٱ خاط َٱئةلٱ ‪ 16‬‬
‫َ‬ ‫َ ِه َ ِه َ َ َ ۡ َ َ‬
‫‪ّ ‬لَكلٱ لئٱنلٱ ل ۡ لٱ يَنتهٱلٱ لنسفعُۢالٱ بٱٱنل ِه ٱ‬
‫اص َِةٱلٱ ‪ 15‬ن ٱ‬

‫ه ــذا ه ــو التخص ــيص‪ .‬أم ــا الق ــول بالتخص ــيص ف ــي كلمت ــين ذوات ــي بن ــائين‬
‫مختلفين فال أصل له‪.‬‬

‫ثــم إن الق ــول بــأن هللا "ذو رحمــة مطلقــة بكــل المخلوقــات" لكنــه "ذو رحمــة‬
‫خاصة بالمؤمنين" قول متناقض ‪ ،‬إذ أن مفهوم الرحمـة المطلقـة يتعـارض‬
‫مع مفهوم الرحمة الخاصة ‪:‬‬

‫وم ــن ناحي ــة أخ ــرى ف ــإن َم ــن ذه ــب إل ــى معن ــى التخص ــيص ق ــال ‪ :‬إن هللا‬
‫"رحمن" بكل الناس لكنه "رحيم" بالمؤمنين فقط‪ .‬فالقرآن نفسه وهو كـالم هللا‬
‫يناقض هذا االدعاء ؛ إذ ليس للقول بكون هللا "رحيم" بالمؤمنين فقـط أصـل‬
‫وال أثر في القرآن‪ .‬فلئن نجد فـي القـرآن بعـض اآليـات التـي تـنص علـى أن‬
‫هللا رحيم بالمؤمنين فإن فيه آيات أخرى تنص صـراحة أن هللا رحـيم بالنـاس‬
‫أيضا‪ .‬من ذلك قوله تعالى في اآلية ‪ 143‬من السورة ‪( 2‬البقرة) ‪:‬‬

‫َ ي‬ ‫‪ )…( ‬إ ِهن ِه َ‬


‫وفلٱ ِهريٱِ يلٱ ‪ 143‬‬ ‫لٱ لَّلٱ بٱٱنل ِه ٱ لٱ ‬
‫اسلٱ ّ ََ ُء لٱ ‬ ‫ٱ‬

‫والعبارة نفسها واردة في اآلية ‪ 65‬من السورة ‪( 22‬الحج) ‪:‬‬

‫‪179‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫َ ي‬ ‫‪ )…( ‬إ ِهن ِه َ‬


‫وفلٱ ِهريٱِ يلٱ لٱ ‪ 65‬‬ ‫لٱ لَّلٱ بٱٱنل ِه ٱ لٱ ‬
‫اسلٱ ّ ََ ُء لٱ ‬ ‫ٱ‬

‫إضافة إلى ذلك نق أر في اآلية ‪ 24‬من السورة ‪( 33‬األحزاب) قوله تعالى ‪:‬‬
‫لٱ شا َء لٱ أَ ۡو َلٱ ي ُت َ‬
‫َ‬ ‫ٱب لٱ لّ ۡ ُم َنَٰفق َ‬
‫ٱَّي لٱ ب ٱص ۡدقٱه ۡ لٱ َو ُي َعذ َ‬
‫َ‬ ‫َ ۡ َ ِه ُ ِه‬
‫وبلٱ ‬ ‫َّي لٱ إٱن‬‫ٱٱ‬ ‫ٱ‬ ‫‪ ‬ٱَّلجزٱي لٱ لَّ لٱ للص َٰ ٱدق ٱ‬
‫َ َ ۡ ۡ ِه ِه َ َ َ َ ُ‬
‫ٱِما ‪ 24‬‬ ‫لٱ ري ّٗلٱ ‬ ‫لٱ لَّلٱ َكنلٱ غف ّٗلٱ ‬
‫ورا ِه‬ ‫علِ ٱه لٱ إٱن‬

‫الهف ــوة الثاني ــة ‪ :‬م ــن الصـ ـواب أن نق ــول أن كلمت ــي "الــــرحمن" و "الــــرحيم"‬
‫مشتقتان من كلمة "الرحمة" بمعنى الرقة والتعطف واإلحسـان والـرزق‪ .‬لكـن‬
‫ليس من الصواب أن نقف هنا‪ .‬بل علينا أن نصل إلى الكلمة التي اشتقت‬
‫منها كلمة "الرحمة" وهي "الرحم"‪ .‬فالبحث في معنى كلمة في اللغة العربية‬
‫يبدأ بالبحث في أصلها ومادتها‪.‬‬

‫فاس ــتعمال لفظت ــين مختلفت ــين ف ــي البس ــملة الب ــد أن يك ــون ل ــه قص ــد مع ــين‬
‫وحكمة الزمة‪.‬‬

‫وكلمة "الرحم" تعني وعاء في بطن األم تنبت بـه البويضـة الملقحـة إلـى أن‬
‫يتم تكون الجنين‪ .‬وجمعه "أرحام"‪ .‬فـالرحم لإلنسـان هـو منبتـه ‪ ،‬أي المكـان‬
‫الذي تكونت فيه حياته ؛ وبالتالي األصل الذي أتى منه‪.‬‬

‫‪" ‬الـرحـمـن" ‪:‬‬


‫إن كلمــة "الـــرحمن" المبنيــة علــى وزن "فعـــال " والمشــتقة مــن كلمــة "رحـــم"‬
‫تتضمن معنى "الرحم" بتأكيد وكثرة ومبالغة لتـدل بـذلك علـى األصـل األول‬

‫‪180‬‬
‫تحليل لغوي أللفاظ البسملة‬

‫والمطلق أو أصل األصول مطلقاً أي "أرحم الرحمين"‪ .1‬زيادة علـى هـذا‬


‫فإن مفهوم العطف والحنان واإلحكام والتنظيم الموجـود فـي الرحمـة مضـمن‬
‫كذلك في لفظة "الرحمن" نظ ار للعالقة بين الشيء وأصله‪.‬‬

‫إضــافة إلــى ذلــك فــإن كلمــة "الــرحمن" لــم تســتعمل فــي الق ـرآن بكيفيــة تؤيــد‬
‫موقف القائلين بأن لفظة "الرحمن" تعبر عن مفهوم العطف والحنان لكونها‬
‫تعني "ذو الرحمة التي ال غاية بعدها في الرحمة ألن فعالن بناء من أبنيـة‬
‫المبالغة"‪ .‬فالقرآن قـاموس نفسـه وحـين نتفحصـه ونطلـع علـى سـياق اآليــات‬
‫التــي ذكــر فيهــا لفــظ الجاللــة "الرحمـــن" يتأكــد لنــا أنــه ال عالقــة مباشـرة بــين‬
‫كلمــة "الـــرحمن" ومفهــوم "الرحمـــة" بمعنــى العطــف واإلحســان‪ 2‬بــل جــاءت‬
‫بمعنى هللا ‪ ،‬األصل ‪ ،‬السبب األول‪.‬‬

‫والعالقــة بــين لفظــة "الــرحم" ولفظــة "الــرحمن" وطيــدة جــداً لدرجــة أن حــديثا‬
‫قدسيا‪ 3‬يثبت العالقة السببية المتينة الموجودة بينهما نهائيا ‪:‬‬

‫"قـال هللا تبـارك وتعـالى ‪ :‬أنـا هللا وأنـا الـرحمن خلقـت الـرحم وشـققت لهـا مـن‬
‫اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته"‪.4‬‬

‫بهذا الحديث القدسي نرى أن "الرحم" و "الرحمن" من اشتقاق واحد‪.‬‬

‫إن القرآن كله يثبت أن كلمة "الرحمن" تختلف عن باقي أسماء هللا الحسنى‬
‫ابتداء من قول هللا سبحانه وتعالى ‪:‬‬

‫‪ 1‬سورة األعراف ‪ ،‬اآلية ‪.151‬‬


‫‪ 2‬أنظر الملحق رقم ‪ : 5‬لفظ الجاللة "الرحمن" في القرآن‪.‬‬
‫إن مضمون القرآن وشكله من عند هللا‪ .‬أ ّما مضمون الحديث وشكله‬ ‫‪ 3‬تعريف الحديث القدسي ‪ّ :‬‬
‫ي فهو كالم نطق به الرسول ‪‬‬ ‫فهو من عند البشر أي كالم محمد ‪ .‬أ ّما شكل الحديث القدس ّ‬
‫لكن مضمونه إلهي كالقرآن‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫شرين‬‫البر والصلة‪ .‬وأحمد ‪ ،‬مسند أحمد ‪ ،‬مسند العشـرة المب ّ‬‫الترمذي ‪ ،‬سنن الترمذي ‪ ،‬كتاب ّ‬
‫بالجنّة‪ .‬وأبو داود ‪ ،‬سنن أبي داود ‪ ،‬كتاب الزكاة‪.‬‬
‫‪181‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫َ‬ ‫لَّ ۡي َم َٰ َنلٱ لٱ َأيّٗلٱ ا ِه‬ ‫ُ ۡ ُ ْ ِه َ َ ۡ‬


‫لٱ ما لٱ تَ ۡد ُعوا ْ لٱ فَلَ ُه لٱ ۡلۡل ۡس َما ُء ۡ ُ‬
‫لٱ لۡل ۡس َ َٰ‬
‫ىىلٱ لٱ ‬ ‫لٱ لد ُعوا ْ لٱ ِه‬
‫‪ ‬ق ٱل لٱ لدعوالٱ لٱ لَّلٱ لٱ أوٱ‬
‫(…) ‪ 1 110‬لٱ ‬

‫إن هــذه اآليــة هــي أهــم حجــة يحــتج بهــا فــي القــول بــأن لفظــة "الــرحمن" ال‬
‫يجــوز اســتعمالها لغيــر هللا ‪ ،‬فلــم يســتعمل هللا ســبحانه وتعــالى لدعائــه غيــر‬
‫ـاد َل بلفظ ِّـة "الـرحمن" االس َـم الـذي‬
‫هذين االسمين‪ .‬وهـذا يـدل علـى أن هللا ع َ‬
‫ال يشركه فيه أحد وهـو "ا"‪ .‬وزيـادة علـى هـذا فـإن هـذه اللفظـة ال يوصـف‬
‫بها بشر على اإلطالق لذلك فهي ال تستعمل بدون ألف والم التعريف‪.‬‬

‫وأخي ار بشأن هذه اللفظة لم يكن عرب الجاهلية يفقهون أو يدركون معناها‬
‫ٱلَ ْ َ‬
‫ُح ٱنلٱ ‬ ‫ج ُدوالٱ ّ ِه‬ ‫ٱِل لٱ ّ َ ُه ُ ْ‬
‫لٱ اس ُ‬ ‫َ َ‬
‫الحقيقي والدليل على ذلك اآلية التالية ‪ِ  :‬إَوذالٱ ق‬
‫‪2‬‬ ‫ً‬ ‫َ ُ َ َ ِه ْ َ ُ َ َ ْ ُ ُ َ َ ْ ُ ُ َ َ َ َ ُ ْ ُ ُ‬
‫ن لٱ أنسجد لٱ ّ ٱما لٱ تأمَنا لٱ وزاده لٱ نفورا ‪ . ‬واآلية التي قبلها‬ ‫قاّوا لٱ وما لٱ اَُّح لٱ ‬
‫ٱيلٱ خلَ َق ِه‬‫َ‬ ‫ ِه‬
‫اتلٱ ‬‫لٱ اّس َم َو ٱ‬ ‫تشير إلى أن الرحمن هو السبب األصلي للخلق ‪  :‬اَّل‬
‫ ِه ْ َ ُ َ ْ َ ْ‬ ‫ََ ْ‬ ‫ ِه َ ِه ُ‬ ‫َو ْاۡلَ ْر َض َ‬
‫اسأل لٱ بٱهٱلٱ ‬ ‫لٱ اس َت َوى لٱ لَع لٱ ال َع َْ ٱش لٱ اَُّح لٱ ‬
‫ن لٱ ف‬ ‫لٱ ث ِه ْ‬ ‫لٱ و َما لٱ بَيْنَ ُه َما لٱ ٱف لٱ سٱتةٱ لٱ أيا ٍم‬
‫‪3‬‬ ‫َخب ً‬
‫ريا ‪‬‬‫ٱ‬

‫‪" ‬الـرحـيـم" ‪:‬‬


‫إن لفظ ــة "الـــرحيم" مس ــتعملة ع ــادة ف ــي القـ ـرآن ف ــي س ــياق الرق ــة والتعط ــف‬
‫واإلحسان وعادة ما تكون مصحوبة بلفظة "رءوف"‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة اإلسراء ‪ ،‬اآلية ‪.110‬‬


‫‪ 2‬سورة الفرقان ‪ ،‬اآلية ‪.60‬‬
‫‪ 3‬سورة الفرقان ‪ ،‬اآلية ‪.59‬‬
‫‪182‬‬
‫تحليل لغوي أللفاظ البسملة‬

‫لقد رأينا أعاله أن لفظة "الرحيم" مشتقة من لفظة "رحمة" ‪ ،‬وأن هـذه نفسـها‬
‫مش ــتقة م ــن لفظ ــة "رحـــم"‪ .‬كم ــا رأين ــا أن لفظ ــة "الـــرحيم" المبني ــة عل ــى وزن‬
‫"فعيل" تؤدي مفهوم التمييز والمبالغة‪ .‬فالموصوف بها يتميز بها لدرجة أنه‬
‫سمي بها‪.‬‬

‫ولفظة "الرحيم" تتضـمن مفهـوم الرقـة وال أرفـة والتعطـف واإلحسـان ك أرفـة األم‬
‫بمن حملت في رحمها تسعة (‪ )9‬أشهر‪.‬‬

‫وخالفــا للفظــة "الـــرحمن" فــإن لفظــة "رحـــيم" تســتعمل أيضــا لوص ــف البشــر‬
‫شريطة أن تكون نكرة أي بدون ألف والم التعريف‪.‬‬

‫والمثال القرآني الذي يؤيد ذلك هو اآلية ‪ 128‬من السورة ‪( 9‬التوبة) حيـث‬
‫وردت هذه الكلمة للمرة الوحيدة في القرآن صفة للرسول ‪.1‬‬

‫ُ ۡ َ ٌ َ َۡ َ َ‬
‫لٱ عن ُّٱت ۡ َ‬
‫لٱ يَ ٌ‬ ‫ََ ۡ َ َ ُ ۡ َُ ي ۡ َ ُ‬
‫يصلٱ ‬ ‫ٱ‬ ‫ا‬‫ٱلٱ م‬ ‫ه‬‫ِ‬‫ل‬‫ع‬ ‫لٱ ‬ ‫لٱ ‬
‫يز‬ ‫ٱ‬ ‫ز‬‫لٱ ع‬ ‫ٱك‬
‫س‬ ‫نف‬ ‫ول لٱ مٱن لٱ أ‬
‫‪ )…( ‬لقد لٱ جاءك لٱ رس لٱ ‬
‫ُۡ ۡ َ َ ي‬ ‫ََ ُ‬
‫وفلٱ ِهريٱِ يلٱ لٱ ‪ 128‬‬
‫لٱ ر ُء لٱ ‬ ‫عل ِۡك لٱ بٱٱّمؤ ٱمن ٱَّي‬

‫فلفظــة "رحــيم" فــي هــذه اآليــة مقترنــة بالرســول ‪ ‬وهــي خاصــة بــالمؤمنين ‪،‬‬
‫فهنا يظهر بوضوح أن المقصود منها هو الرقة والرأفة والتعطف واإلحسان‪.‬‬
‫َۡ‬ ‫ـو ِه ٱ ُ َ ُ ُ ۡ‬
‫لٱ فلٱ لۡل ۡر َيـ ٱلٱ ‬
‫ـام‬ ‫فـاهلل "الـرح ـم ـ ـن" هــو "الرح ـي ـ ـم" مـطـ ـلق ـ ـا ‪ُ  :‬هـ َ‬
‫لٱ لَّليلٱ يصــوٱرك ٱ‬
‫(‪ .2 6 )...‬وهو الذي ليست رحمته عاطفية وال اندفاعيـة كرحمـة البشـر ‪،‬‬
‫بل هي مطبوعة بالحكمة والمعرفة‪.‬‬

‫فهكذا إذاً يتجلى المعنى المنفرد والمتكامل لألسماء المذكورة في البسملة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إنّها ّ‬
‫المرة التاسعة لورود لفظة "رحيم" في السورة ‪ .9‬إن مدة الحمل لدى اإلنسان ‪ 9‬أشهر ‪،‬‬
‫والشهر التاسع (‪ )9‬مميز عن غيره بكونه شهر الوالدة‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪.6‬‬
‫‪183‬‬
‫الــرحــــــمـــــــــــــــــــن‬

‫التــأويــــل‬

‫لٱ لَّٱ ِنَٰم ِه‬ ‫ ِه‬


‫لٱ لَّٱ ِه‬
‫لٱ لَّيٱِ ٱ لٱ ‪1‬لٱ ‪.1‬‬ ‫أول ما يبدأ به القرآن هو عبارة ‪ِ ‬مۡسِب‬

‫يتألف القرآن من ‪ 114‬سورة‪ .‬والسورة الوحيدة التي تحمل اسما من بين‬


‫ألفاظ البسملة هي سورة الرحمن ‪ ،‬ورقمها ‪.55‬‬
‫َ ََ ۡ‬ ‫َ ِه َ ۡ ُ ۡ َ َ‬
‫لٱ لإل َ َٰ‬
‫نس َنلٱ ‪3‬لٱ ‬ ‫ٱ‬ ‫ق‬‫ل‬‫خ‬ ‫لٱ ‬ ‫‪2‬‬ ‫لٱ ‬ ‫ان‬ ‫لَّ ۡي َم َٰ ُنلٱ ‪1‬لٱ عل لٱ لٱ للقَء‬
‫أول هذه السورة قولـه تعـالى ‪ِ  :‬ه‬
‫َ ِه ۡ َ‬
‫عل َم ُلٱ هلٱ لۡلَ َِانلٱ ‪4‬لٱ ‪.2‬‬

‫خلَقلٱ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ۡ َ ۡ ۡ َ َ ِه‬


‫أول وحي من القرآن هو ‪  :‬لقَألٱ لٱ بٱٱس ٱ لٱ رب ٱك لٱ لَّلٱي لٱ خ لق لٱ ‪ 1‬لٱ ‬
‫َ ِه‬ ‫َ ِه َ ۡ َ َ‬ ‫ ِه‬ ‫ُ‬ ‫ۡ َ ۡ َ َ ُّ َ ۡ َ ۡ‬ ‫َ َ‬ ‫ۡ َ‬
‫لإلنسَٰ َن لٱ م ۡٱن لٱ ع ل ٍق لٱ ‪ 2‬لٱ لقَأ لٱ و ربك لٱ لۡلكَم لٱ ‪ 3‬لٱ لَّلٱي لٱ ع ل لٱ لٱ بٱٱلق ل ٱ لٱ ‪ 4‬لٱ ع ل لٱ لٱ لٱ ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ٱ‬
‫ۡ َ َٰ َ َ َ ۡ َ َ‬
‫لٱ ي ۡع ل ۡ لٱ ‪5‬لٱ ‪.3‬‬ ‫لإلنس نلٱ مالٱ ّ‬
‫ٱ‬

‫‪ 1‬أنظر في "التحليل اللغوي أللفاظ البسملة"‪.‬‬


‫‪ 2‬سورة الرحمن ‪ ،‬اآلية ‪.4 - 1‬‬
‫‪ 3‬سورة العلق ‪ ،‬اآلية ‪.5-1‬‬
‫‪185‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫أول إنسان بدأت به البشرية هو آدم ‪ .‬الذي ذكر ألول مرة في قوله‬
‫ويلٱ ‬ ‫ٱلٱ ف َق َال لٱ أَ ُ‬
‫ۢنب‬
‫لٱ ‬
‫َ َ ِه َ َ َ َ ۡ َ ۡ َ َ ُ ِه َ ُ ِه َ َ َ ُ ۡ َ َ ۡ َ َ َٰٓ َ َ‬
‫تعالى ‪ ‬وعل لٱ لٱ ءادم لٱ لۡلسماء لٱ ُكهالٱ ث لٱ عَضه لٱ لَع لٱ لّملئٱكة‬
‫ٱ ٱ‬
‫ُ ُۡ َ‬
‫لٱ ص َٰ ٱدق َ‬ ‫َ ۡ َ َ َٰٓ ُ َ‬
‫ٱَّيلٱ ‪31‬لٱ ‪.1‬‬ ‫لٱ هؤلءٱلٱ إٱنلٱ كنت‬ ‫بٱأسماءٱ‬

‫وأول استعاذة ذكرت في القرآن كانت من الجهل في قوله تعالى ‪:‬‬


‫ ِه ِه َ َ ۡ ُ ُ ُ ۡ َ َ ۡ َ ُ ْ َ َ َ ّٗ َ ُ ْ َ َ ِه ُ َ ُ‬ ‫ۡ َ َ ُ َ َٰ َ‬
‫خذنالٱ ه ُز ّٗلٱ والٱ ‬
‫وَسلٱ ل ٱق ۡو ٱمهٱۦلٱ إٱنلٱ لَّلٱ يأمَك لٱ أنلٱ تذِبوالٱ بقَلٱ ةلٱ قاّوالٱ أتت ٱ‬ ‫‪ِ ‬إَوذلٱ قاللٱ م‬
‫َ َ َ ُ ُ ِه َ ۡ َ ُ َ َ ۡ‬
‫لٱ لل َ‬
‫جَٰ ٱهل َلٱ ‬
‫ٱَّيلٱ ‪67‬لٱ ‪.2‬‬ ‫قاللٱ أعوذلٱ بٱٱَّٱلٱ أنلٱ أكونلٱ مٱن‬

‫***‬

‫من خالل هذه اآلياات يظهار جلياا أن القارآن شادد علـى العلـم والتعلـيم مـن‬
‫أول القرآن ‪ ،‬منذ بداية اإلنسانية إلى يوم البعث‪.‬‬

‫إن كلمة "الرحمن" اسم من أسماء هللا الحسنى ‪ ،‬والتركيز الكبير عليها في‬
‫القرآن يظهر أن "االسم" يحظى بأهمية خاصة من األول ‪:‬‬

‫لٱ لَّٱ ِنَٰم ِه‬ ‫ ِه‬


‫لَّ ٱ ِه‬
‫لٱ لَّيٱِ ٱلٱ لٱ ‪ ‬؛‬ ‫فأول ما يبتدئ به القرآن قوله تعالى‪ِ  :‬مۡسِبلٱ ‬

‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ۡ َ ۡ ۡ َ َ ِه‬
‫وأول ما نزل من القرآن الكريم قوله تعالى ‪  :‬لقَألٱ بٱٱس ٱلٱ لٱ ربٱك ٱ‬
‫لٱ لَّليلٱ خلقلٱ ‪1‬لٱ ‬
‫َ ِه‬ ‫َ ِه ۡ َ َ‬ ‫ ِه‬ ‫َۡۡ َ َ ۡ َ ۡ‬ ‫ََ‬ ‫َ ََ ۡ‬
‫لٱ لإل َ َٰ‬
‫لٱ و َر ُّبك لٱ لۡلك ََ ُم لٱ ‪ 3‬لٱ لَّلٱيلٱ عل َ لٱ بٱٱلقل ٱ لٱ ‪ 4‬لٱ عل َ لٱ ‬ ‫نس َن لٱ م ۡٱن لٱ عل ٍق لٱ ‪ 2‬لٱ لقَأ‬ ‫خلق ٱ‬
‫َ‬ ‫ۡ َ َٰ َ َ َ‬
‫لٱ مالٱ ّ ۡ َلٱ ي ۡعل ۡ لٱ ‪.1 5‬‬ ‫لإلنسن‬
‫ٱ‬

‫سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.31‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.67‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪186‬‬
‫الــرحـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن‬

‫َ‬ ‫َ َ ه َ َ َ َ ۡ َۡ َ َ ُه‬
‫وأول آيــ ة ذكر فيه ـ ا آدم ‪ ‬قول ــه تـع ـالـــ ى ‪  :‬وعل لٱ ءادملٱ لۡلسما لٱ ءلٱ ُكهالٱ ‬

‫(‪.2 31 )...‬‬

‫لنتتبع إذاً اسم ا‪.‬‬

‫ـمّرلٱ ِنلٱ لۡـ ه‬ ‫ه‬


‫لٱ لَّلٱ لۡـ ه‬
‫ـم لٱ ‪ ‬باســتثناء الســورة ‪9‬‬ ‫تبــدأ ســور القـرآن بعبــارة ‪ِ  :‬مۡسِب‬

‫"التوبة" ‪ ،‬التي تتحلى بشكل جديد إذ ال تظهر البسملة في أولها‪.‬‬

‫‪ 113‬سورة تبدأ بالبسملة‬

‫‪‬‬
‫‪ 114‬سورة‬
‫‪‬‬

‫السورة ‪( 9‬التوبة) ال تظهر البسملة في أولها‬

‫السورة ‪( 9‬التوبة) تبدأ إذاً مباشرة باآلية األولى دون أن تُسبق ببسملة ‪:‬‬

‫ورةُ ه‬
‫لٱ اَل ۡلٱ و َب لٱ ة‬ ‫ُس َ‬

‫رقم ‪ 9‬في المصحف ‪ -‬رقم ‪ 113‬في التنزيل‬

‫َ ه َ َ‬
‫لٱ ع َٰ َهدتُّ لٱ م َنلٱ لۡ ۡ ُم ۡۡشك َ‬ ‫‪ ‬بَ َما َء لٱ ة يلٱ م َنلٱ ل هَّ َ‬
‫ّيلٱ ‪1‬لٱ ‪‬‬ ‫لٱ و َر ُسوَّلۦلٱ إَللٱ لَّلين‬

‫سورة العلق ‪ ،‬اآلية ‪.5 - 1‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.31‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪187‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫هذه الحالة الخاصـة باقيـة بـدون تغييـر منـذ ‪ 14‬قرنـا‪ .‬فلسـنا بصـدد خطـأ أو‬
‫نسيان بل بالمضمون الدقيق للتنزيل اإللهي‪.1‬‬

‫ومن جانب آخر فالبسملة ال تظهر إال على رأس السور باستثناء بسملة‬
‫واحدة ذكرت داخل السورة ‪( 27‬النمل) ‪:‬‬

‫ه‬ ‫ه‬ ‫ُ َ‬ ‫ه‬


‫لَّلٱ لۡ همّرلٱ ِن ه‬
‫لٱ لۡم لٱ لٱ ‪30‬لٱ ‪‬‬ ‫لٱ سل ۡ َم َٰ َنلٱ ِإَون ُهۥلٱ ِمۡسِبلٱ ‬‫‪ ‬إن ُهۥلٱ من‬

‫‪2‬‬
‫ب ـداخلها هــي الســورة ‪ 27‬فــي‬ ‫الســورة الوحيــدة التــي تتضــمن بســملة فريــدة‬
‫ترتيب المصحف‪ .‬مجموع العددين اللذين يتألف منهما هذا الـرقم هـو ‪7( 9‬‬
‫‪ )9 = 2 +‬أي كرقم سورة "التوبة" في ترتيب المصحف وهي الوحيدة التي‬
‫تتميز بعدم ظهور بسـملة فـي أولهـا‪ .‬إضـافة إلـى ذلـك فـإن ‪ 27‬هـو حاص ـل‬
‫ضرب ‪ 3‬في ‪.)27 = 9 x 3( 9‬‬

‫***‬

‫تتميز السـورة ‪ 9‬عـن غيرهـا مـن السـور بخاصـية فريـدة فهـي ال تبـدأ ببسـملة‬
‫ظــاهرة ‪ ،‬كمــا أن الســورة ‪ 27‬هــي الوحيــدة فــي الق ـرآن التــي تتضــمن بســملة‬
‫عالوة على بسملة االفتتاح‪.‬‬

‫‪ 1‬تذكر كتب التراث أن السورة ‪ 9‬نزلت في السنة ‪ 9‬من الهجرة أي في سنة ‪ 630‬أو ‪ 631‬من‬
‫التاريخ الميالدي‪.‬‬
‫‪ 2‬سأستخدم في بقية الكتاب تعبير "البسملة الفريدة" عند الكالم عن البسملة الواردة في اآلية‬
‫‪ 30‬من سورة النمل نظرا لخصوصيتها‪ .‬وسأستخدم عبارة "البسملة" في الكالم عن بقية‬
‫البسمالت‪.‬‬
‫‪188‬‬
‫الــرحـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن‬

‫نش ــير بص ــدد العالق ــة ب ــين الع ــددين ‪ 9‬و ‪ 27‬إل ــى أن الع ــدد ‪ 9‬ه ــو الع ــدد‬
‫الوحيد الذي ذكر مرتين‪ 1‬في السورة ‪( 27‬النمل) ‪:‬‬

‫‪ ‬المرة األولى في اآلية ‪ ، 12‬قوله تعالى ‪:‬‬


‫َ‬
‫ت لٱ إ ٱ ََٰللٱ ‬
‫ۡ َ َ‬ ‫ٱن لٱ َغ ۡري ُ‬‫ضا َء لٱ م ۡ‬ ‫َ ۡ َ َُۡ ۡ َۡ َ‬ ‫‪َ ‬وأ َ ۡدخ ۡٱل لٱ يَ َد َ‬
‫ف لٱ ت ٱس ٱلٱ ع لٱ ءاي َٰ ٍ‬
‫لٱ سو لٱ ءِۖلٱ ٱ لٱ ‬ ‫ٱ‬ ‫لٱ ‬ ‫لٱ ‬ ‫ِ‬‫لٱ ب‬ ‫ج‬ ‫َ‬ ‫لٱ َت‬ ‫ك‬ ‫ٱ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬‫لٱ ج‬ ‫لٱ ف‬
‫ٱ‬ ‫ك‬
‫سق َ‬ ‫ ِه َ ُ ْ َ ّٗ َ‬ ‫ۡ َۡ َ ََ‬
‫َّيلٱ ‪12‬لٱ ‪‬‬ ‫لٱ وق ۡو ٱمهٱۦلٱ إٱن ُه ۡ لٱ َكنوالٱ ق ۡو لٱ مالٱ ف َٰ ٱ ٱ‬‫ف ٱَعون‬

‫‪ ‬المرة الثانية في اآلية ‪ ، 48‬قوله تعالى ‪:‬‬

‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َۡ‬ ‫َۡ َ ۡ َُ َ ۡ ُۡ ُ َ‬ ‫ََ َ‬


‫لٱ وللٱ يُ ۡصل ُٱحونلٱ ‪48‬لٱ ‪‬‬ ‫لٱ فلٱ لۡل ٱ‬
‫ۡرض‬ ‫سدون ٱ‬ ‫لٱ فلٱ لّمدٱينةٱلٱ ت ٱسع لٱ ةلٱ رهطلٱ لٱ يف ٱ‬
‫‪ ‬وَكن ٱ‬

‫المالحـ ــظ هنـ ــا هـ ــو أن هـ ــاذين العـ ــددين ‪ 9‬و ‪ 9‬فـ ــي السـ ــورة ‪ 27‬يحيطـ ــان‬
‫بالبسملة الفريدة إحاطة محكمة‪ .‬فهما يبعدان بنفس المسافة عن اآلية ‪30‬‬
‫التي تتضمن البسملة الفريدة‪.‬‬

‫وهذه المسافة قدرها ‪ 19‬آية‪ .‬فمن اآلية ‪ 12‬إلى اآلية ‪ - 30‬حيث البسملة‬
‫الفريدة ‪ -‬نحصي ‪ 19‬آية ‪ ،‬و كذلك من اآلية ‪ 30‬إلى اآلية ‪.48‬‬

‫‪ 1‬أنظر الملحق رقم ‪ ، 16‬األعداد األصلية في القرآن‪.‬‬


‫‪189‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫السورة ‪( 27‬النمل)‬

‫َ‬ ‫نلٱ َغ ۡري ُ‬ ‫َ َ َۡ ۡ َ‬ ‫َۡ ۡ‬


‫لٱ سو لٱ ءِۖلٱ فلٱ لٱ ت ۡسعلٱ َءاي َٰ ٍ لٱ ‬
‫ت لٱ ‬ ‫لٱ ج ۡبكلٱ َت ُمج َلٱ ب ۡ لٱ ‬
‫ضا َءلٱ م ۡلٱ ‬ ‫َوأدخللٱ يَ َد َكلٱ ف‬
‫ه َ ُ ْ َ َ‬ ‫َ َٰ ۡ َ ۡ َ َ َ‬ ‫اآلية ‪12‬‬
‫لٱ وق ۡومهۦلٱ إن ُه ۡ لٱ َكنوالٱ ق ۡو ّٗلٱ مالٱ فَٰسق َلٱ ‬
‫ّي‬ ‫إَللٱ فمعون‬

‫‪13‬‬
‫‪14‬‬
‫‪15‬‬
‫‪16‬‬
‫‪17‬‬
‫‪18‬‬
‫‪19‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ 19‬آيــة‬

‫‪21‬‬
‫‪22‬‬
‫‪23‬‬
‫‪24‬‬
‫‪25‬‬
‫‪26‬‬
‫‪27‬‬
‫‪28‬‬
‫‪29‬‬

‫ه‬ ‫ه‬ ‫ُ َ‬ ‫ه‬


‫لٱ لۡمّرلٱ ِن ه‬
‫لٱ لۡملٱ لٱ لٱ ‬ ‫لٱ لَّ ه‬ ‫لٱ سل ۡ َم َٰ َنلٱ ِإَون ُهۥلٱ ِمۡسِب‬ ‫إن ُهۥلٱ من‬ ‫اآلية ‪30‬‬

‫‪31‬‬
‫‪32‬‬
‫‪33‬‬
‫‪34‬‬
‫‪35‬‬
‫‪36‬‬
‫‪37‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ 19‬آيــة‬

‫‪39‬‬
‫‪40‬‬
‫‪41‬‬
‫‪42‬‬
‫‪43‬‬
‫‪44‬‬
‫‪45‬‬
‫‪46‬‬
‫‪47‬‬

‫ََ ُ ۡ ُ َ‬ ‫َۡ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ ۡ‬ ‫َو ََك َنلٱ فلٱ لۡ ۡ َمد َ‬


‫حونلٱ ‬‫ينةلٱ ت ۡس َع لٱ ةلٱ َرهطلٱ لٱ ُيفس ُدونلٱ فلٱ لۡلۡرضلٱ وللٱ يصل‬ ‫اآلية ‪48‬‬

‫‪190‬‬
‫الــرحـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن‬

‫البــد مــن اإلشــارة هنــا ب ـأن عــدد الســور مــن الســورة ‪( 9‬التوبــة) وهــي الســورة‬
‫الوحي ـدة التــي ال تظهــر فيهــا البســملة إلــى الســورة ‪( 27‬النماال) التــي تتميــز‬
‫ببسملة فريدة هو ‪ 19‬سورة‪.‬‬

‫السـ ـور‬
‫"النمل"‬ ‫"التوبة"‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12‬‬ ‫‪11 10 9‬‬
‫‪ 19‬سورة‬

‫وما يجلب االنتباه هنا هو أن البسملة تعد ‪ 19‬حرفا‪.‬‬

‫بـسـم ا لـلـه ا لـرحـمـن ا لـرحـيـم‬

‫ا ل ر ح ي م‬ ‫ب س م ا ل ل ه ا ل ر ح م ن‬
‫‪19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1‬‬

‫‪ 19‬حرفــا‬

‫منهجنـا فـي هـذه الد ارســة هـو العـودة فـي كــل مـرة إلـى الســبب واألول ‪،‬‬
‫أصل كل شيء‪ .‬كذلك دراسة كلمـة فـي اللغـة العربيـة تقتضـي البحـث‬
‫عن مادتها أو جذرها أي الحروف التي تتكون منهـا تلـك الكلمـة بـدون‬
‫لواصق‪.‬‬

‫أشير مرة أخرى إلى أن رسم أقدم مخطوطات القرآن التي وصلتنا والتي‬
‫يعود تاريخها إلى نهاية القرن السابع ال يتضمن نقاطا وال حركات‪.1‬‬

‫أنظر "قـرآن واحـد وقـراءات متعـددة"‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪191‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫لنعد إلـى البسـملة الفريـدة فـي السـورة ‪( 27‬النمـل) ‪ ،‬وهـي الوحيـدة التـي تقـع‬
‫داخل نص سورة ‪:‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ُ َ‬ ‫ه‬
‫لٱ لۡمّرلٱ ِن ه‬
‫لٱ لۡم لٱ لٱ ‪30‬لٱ ‪‬‬ ‫لٱ لَّ ه‬ ‫لٱ سل ۡ َم َٰ َنلٱ ِإَون ُهۥلٱ ِمۡسِب‬‫‪ ‬إن ُهۥلٱ من‬

‫إن دور هذه البسـملة هنـا يختلـف عـن غيرهـا ‪ ،‬فقـد جـاءت فـي سـياق قصـة‬
‫النبي سليمــان ‪ .‬وهـي العبــارة التـي تفتـتح الكتــاب الـذي بعثـه إلـى المـرأة‬
‫لٱ لۡمّرلٱ ِن ه‬ ‫ه‬
‫لٱ لَّ ه‬
‫لٱ لۡم لٱ "‪.‬‬ ‫التي كانت تحكم قوم سبأ ‪ِ " :‬مۡسِب‬

‫وســياق هــذه البســملة فــي الســورة ‪ 27‬هــو قصــة نقــل عــرش ملكــة ســبأ إلــى‬
‫سليمان ‪ ‬وفي الوقت نفسه تنبه هذه القصة إلى نقل البسملة من السـورة‬
‫‪ 9‬إلـى اآليـ ـة ‪ 30‬مـن الس ـورة ‪ .27‬وكمــا أن نـق ـل الـبـسمـلـ ـة أصـب ـح واضـحـ ـا‬
‫للـع ـي ـ ـان بـعـلــــم م ــن الـكــتــــــاب فــإن نقــل عــرش ملكــة ســبأ تــم علــى يــد مــن‬
‫َ َ ه‬
‫لٱ لَّليلٱ ع َ‬ ‫َُ ۡ ي َ ۡ َ‬ ‫ه‬
‫نـدهُۥلٱ ‬ ‫ـنلٱ للكتَٰـبلٱ ‪  : ‬قـال‬ ‫وصفه هللا بأنـه ‪ ‬لَّليلٱ عندهۥلٱ عل لٱ م‬
‫لٱ م ۡس َ‬ ‫ََۡ َ َۡ َ ه َۡ َ َ ۡ ُ َ‬
‫كلٱ فَلَ هما َ‬
‫لٱ ر َءاهُ ُ‬ ‫ۡ ي َ ۡ َ َٰ َ َ ۠ َ َ‬
‫ـتق امالٱ ‬ ‫لٱ ءات كلٱ بهۦلٱ قبللٱ أنلٱ يمت لٱ دلٱ إَّلكلٱ طمف‬ ‫عل لٱ منلٱ للكتبلٱ لٱ أنا‬
‫َ َ َ ه‬ ‫َ ۡ َ َۡ َُ ََ ۡ ُ ُ َۡ َ ۡ‬
‫ك ُف ُ‬ ‫َ َ َ َ َ‬
‫لٱ و َمـنلٱ شـك َملٱ فّن َمـالٱ ‬ ‫ـم َ‬ ‫َّلبلويلٱ ءأشكملٱ أملٱ أ‬ ‫ندهُۥلٱ قاللٱ هَٰذالٱ منلٱ فضللٱ ربلٱ لٱ ‬ ‫ع‬
‫َََ َ ه َ َ ي َ‬ ‫َۡ ُ‬
‫ك ُلٱ ملٱ نلَ ۡفسهۦ َ‬
‫نلٱ كمي يلٱ ‪40‬لٱ ‪.1‬‬ ‫لٱ و َمنلٱ كفملٱ فّنلٱ ربلٱ غ لٱ ‬ ‫يش‬

‫الخالصة ‪ :‬انفردت سورة واحدة فقط عن باقي السور بكون البسملة ال‬
‫تظهر في أولها وهي السورة ‪( 9‬التوبة) ‪ ،‬وتظهر البسملة بحالة استثنائية‬

‫‪ 1‬سورة النمل ‪ ،‬اآلية ‪.40‬‬


‫‪192‬‬
‫الــرحـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن‬

‫للغاية داخل نص السورة ‪( 27‬النمل)‪ .‬نحصي من السورة ‪ 9‬إلى السورة‬


‫‪ 27‬مجموع ‪ 19‬سورة ‪ ،‬والبسملة تتضمن ‪ 19‬حرفا‪.‬‬
‫عودة إلى أول ما نزل على رسول هللا محمد ‪ .‬إنها خمس آيـات تبـدأ بهـا‬
‫سورة "العل " ‪:‬‬

‫ُ َُ ََ‬
‫لٱ العلقلٱ لٱ ‬‫سورة‬

‫ترتيبها في المصحف ‪ 96 :‬وفي التنزيل ‪.1‬‬


‫لٱ لۡمّرلٱ ِن ه‬ ‫ه‬
‫لٱ لَّ ه‬
‫لٱ لۡم لٱ ‬ ‫ِمۡسِب‬
‫َۡۡ َ َ ۡ َ ۡ‬ ‫ََ‬ ‫ۡ‬
‫لٱ خلَ َقلٱ ‪1‬لٱ َخلَ َقلٱ لإل َ َٰ‬ ‫َ‬ ‫َۡۡ ۡ َ َ ه‬
‫لٱ و َر ُّبكلٱ لۡلك َم ُملٱ ‬ ‫نس َنلٱ م ۡنلٱ عل ٍقلٱ ‪2‬لٱ لقمأ‬ ‫لٱ ربكلٱ لَّلي‬ ‫‪ ‬لقمألٱ بٱس‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ه‬ ‫ۡ‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ِغلٱ ‪6‬لٱ أنلٱ ‬ ‫لٱ مالٱ ۡ ۡ َلٱ ي ۡعلَ ۡ لٱ ‪5‬لٱ َّلَكلٱ إ هنلٱ لإل َ َٰ‬
‫نس َنلٱ َّلَ ۡط َ َٰٓ‬ ‫نس َن َ‬ ‫لٱ عل َ لٱ بٱل َقلَ لٱ ‪4‬لٱ َعل َ لٱ لإل َ َٰ‬ ‫َ‬
‫‪3‬لٱ لَّلي‬
‫ًَۡ َ َ ه‬ ‫َََۡ َ ه‬ ‫ه َ َٰ َ َ‬
‫َللٱ ‪10‬لٱ ‬ ‫لٱ ص َٰٓ‬ ‫َهلٱ ‪9‬لٱ عبدالٱ إذا‬ ‫تلٱ لَّلي َلٱ ي ۡن َ َٰ‬ ‫ىلٱ ‪8‬لٱ أرءي‬ ‫لٱ لۡم ۡج َ َٰٓ‬
‫ك ُّ‬ ‫َللٱ رب‬
‫نلٱ ‪7‬لٱ إنلٱ إ لٱ ‬
‫هَ ُ ۡ ۡ‬
‫لٱ لس َتغ َ َٰٓلٱ ‬ ‫رءاه‬
‫َ ه َ َ ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫أ َ َر َءيۡ َ‬
‫َللٱ ‪13‬لٱ ‬ ‫لٱ وتَ َو َٰٓ‬ ‫تلٱ إنلٱ كذب‬ ‫ىلٱ ‪12‬لٱ أ َر َءيۡ َ‬ ‫ٱَل ۡق َو َٰٓ‬
‫ىلٱ ‪11‬لٱ أ ۡولٱ أ َم َملٱ ب ه‬ ‫لٱ لَعلٱ لۡ ۡ ُه َد َٰٓ‬‫تلٱ إنلٱ َكن‬
‫َ‬
‫نته لٱ لن ۡسف َعُۢا لٱ بٱنلهاص َة لٱ ‪ 15‬لٱ ناص َةلٱ ‬
‫َه َ ه ۡ َ َ ََ َ‬
‫ى لٱ ‪ 14‬لٱ ّلَك لٱ لئن لٱ ل لٱ ي لٱ ‬ ‫َنۡ َ ۡ َلٱ ي ۡعلَ لٱ بأَ هن ه َ‬
‫لٱ لَّ لٱ يَ َم َٰ‬
‫َه َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َۡ ُ‬ ‫َۡ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لٱ لۡز َبان َلٱ ــةلٱ ‪18‬لٱ ّلَكلٱ للٱ تط ۡع ُهلٱ ‬ ‫ع ه‬ ‫كَٰذبَ ٍةلٱ خاط َلٱ ئــةلٱ ‪16‬لٱ فل َ ۡدعلٱ نادلٱ يَــ ُهۥلٱ ‪17‬لٱ سند‬
‫َۡ‬
‫َوۤۡدُجۡسٱلٱ َولقَتبلٱ ‪19‬لٱ ‪‬لٱ ‬

‫تعد سورة "العلـ " ‪ 19‬آية‪ .‬ومن هذه السورة إلى نهاية القرآن نحصي ‪19‬‬
‫سورة ‪:‬‬

‫الســور‬
‫"الناس"‬ ‫"العل "‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪114 113‬‬ ‫‪112 111 110 109 108 107 106 105 104 103 102 101 100 99 98‬‬ ‫‪97 96‬‬

‫‪ 19‬سورة‬
‫‪193‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫لنتبع هذه السلسلة من العدد ‪…19‬‬


‫عند إحصاء مجمل األعداد التي ذكرها القرآن الكريم نجد ‪ 30‬عددا مختلفا ‪:‬‬

‫ترتيب ظهور جميع األعداد المختلفة حسب المصح‬


‫‪3 000 100‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1 000‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪2 000 200‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5 000‬‬
‫‪19 50 000 60‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪100 000 50‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬

‫ترتيب ظهور جميع األعداد المختلفة حسب التنزيل‬


‫‪70‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1 000‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪300‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4 100 000 11‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪5 000 3 000 2 000‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪50 50 000‬‬

‫مجموع هذه األعداد الثالثين (‪ )30‬يعطي مضاعف ‪: 19‬‬

‫‪+ 3000 + 100 + 4 + 10 + 3 + 1000 + 1 + 12 + 40 + 7‬‬


‫‪9 + 11 + 2000 + 200 + 20 + 70 + 30 + 6 + 8 + 2 + 5000‬‬
‫‪19 + 50000 + 60 + 99 + 100000 + 50 + 80 + 300 + 5 +‬‬
‫= ‪162146‬‬
‫= ‪19 x 8534‬‬

‫آخر األعداد فـي ترتيـب المصـحف ضـمن األعـداد الثالثـين (‪ )30‬المختلفـة‬


‫في القرآن الكريم هو العدد ‪ .19‬كما أنه أول عدد في ترتيب التنزيل‪.‬‬

‫جاء ذكر العدد ‪ 19‬في اآلية ‪ 30‬من السورة ‪( 74‬المدثر) ‪:‬‬

‫َ َ َ‬ ‫ََ‬
‫‪‬لٱ عل ۡ َها‪ 1‬ت ۡس َعةلٱ ع َلٱ ‬
‫ۡشلٱ ‪30‬لٱ ‪‬‬

‫‪ 1‬الضمير "ها" يعود على "سقر" وهي من أسماء جهنم‪ .‬والمقصود باآلية أن المالئكة القائمين‬
‫على جهنم عددهم ‪.19‬‬
‫‪194‬‬
‫الــرحـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن‬

‫وجاءت البسملة الفريدة التي تتألف مـن ‪ 19‬حرفـا فـي اآليـة ‪ 30‬مـن السـورة‬
‫‪( 27‬النمل) ‪:‬‬

‫‪ ‬البسملة الفريدة الموجودة داخل السورة (‪ 19‬حرفا)‬ ‫السورة ‪ - 27‬اآلية ‪30‬‬


‫‪‬‬
‫‪ ‬ورود العدد ‪19‬‬ ‫السورة ‪ - 74‬اآلية ‪30‬‬

‫إضــافة إلــى هــذا فــإن الســورة ‪ 27‬فــي ترتيــب المصــحف هــي الســورة ‪ 48‬فــي‬
‫ترتيب التنزيل‪ .‬في حين أن العد من السورة ‪ 27‬إلى السورة ‪ 74‬يعطـي ‪48‬‬
‫سورة ‪:‬‬

‫الس ـور‬
‫"المدثر"‬ ‫"النمل" وهي السورة ‪ 48‬في ترتيب التنزيل‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪74 73 72 71 70 69 68 67 66 )...( 35 34 33 32 31 30 29 28 27‬‬
‫‪ 48‬سـورة‬

‫مــن اآليــة ‪ 30‬فــي الســورة ‪( 27‬النمذذل) إلــى اآليــة ‪( 30‬الم ذدّثر) فــي الســورة‬
‫‪ 74‬نحصي ‪ 2337‬آية‪ .‬والعدد ‪ 2337‬هو حاصل ضرب ‪ 19‬في ‪: 123‬‬

‫‪123 x 19 = 2337‬‬

‫ومـ ــن جانـ ــب آخـ ــر عنـ ــدما نض ـ ـع أرقـ ـ ـام هاتيـ ـ ـن السورتـيـ ـ ـن وفقـ ــا لـتـرتـي ـ ـ ـب‬
‫المصح ـ ـ ـف أي ‪ 27‬و ‪ ، 74‬الواح ـ ــد ف ـ ــوق اآلخ ـ ــر يمك ـ ــن قراءتهم ـ ــا أفقي ـ ــا‬
‫وعموديا على حد سواء ‪:‬‬

‫‪195‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪27‬‬


‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪74‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪74‬‬

‫والملفت لالنتباه عند وضع هذين العددين جنبا إلى جنب أننا نحصـل علـى‬
‫مضاعف للعدد ‪: 19‬‬

‫‪19 x 146 = 2774‬‬

‫لقــد رأينــا أنـه انطالقــا مــن الســورة ‪ – 9‬وهــي الوحيــدة التــي ال تبتــدئ ببســملة‬
‫ظــاهرة – إلــى غايــة الســورة ‪ – 27‬التــي توجــد بــداخلها البســملة الفريــدة فــي‬
‫القرآن في اآلية ‪ – 30‬نحصي ‪ 19‬سورة‪.‬‬

‫ونظير ذلك فـي السـورة ‪( 74‬المـدثر)‪ .‬عنـد العـد ابتـداء مـن هـذه السـورة ‪-‬‬
‫حيث ذكر العدد "‪ "19‬فـي آيتهـا رقـم ‪ - 30‬إلـى غايـة السـورة ‪ 9‬فـي ترتيـب‬
‫التنزيل (ورقمها في ترتيب المصحف ‪" 92‬الليل") نحصي ‪ 19‬سورة‪.‬‬

‫‪ 19‬سورة‬
‫السورة ‪ - 27‬اآلية ‪: 30‬‬ ‫السورة ‪9‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ُ َ‬ ‫ه‬
‫لٱ لۡمّرلٱ ِن ه‬
‫لٱ لۡم لٱ لٱ ‪‬‬ ‫لٱ لَّ ه‬ ‫لٱ سل ۡ َم َٰ َنلٱ ِإَون ُهۥلٱ ِمۡسِب‬ ‫‪ ‬إن ُهۥلٱ من‬
‫‪ 19‬سورة‬
‫السورة ‪ 92‬في ترتيب المصحف ‪:‬‬ ‫السورة ‪ - 74‬اآلية ‪30‬‬
‫َ ََۡ ۡ ََ َ َ‬
‫ورقمها ‪ 9‬في ترتيب التنزيللٱ ‬ ‫لٱ ع َلٱ ‬
‫ۡشلٱ ‪‬‬ ‫‪ ‬عل هالٱ تسعة‬

‫***‬
‫‪196‬‬
‫الــرحـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن‬

‫إن العدد ‪ 19‬لم يذكر في القرآن كله إال مرة واحدة وذلك في اآليـة ‪ 30‬مـن‬
‫الســورة ‪( 74‬المــدثر)‪ .‬وقــد جــاء ذكـره بصــفة مميـزة وذلــك فــي ســياق الكــالم‬
‫عن عدة لها وظيفة خاصة ومحددة تُـبـي ـنـها اآلية ‪ 31‬من السورة نفسها ‪:‬‬

‫َ َ َ َ ۡ َ َ ۡ َ َٰ َ ِه ِه َ َ َ ّٗ َ َ َ ۡ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ََ‬
‫لٱ ج َعل َنالٱ ‬ ‫لئٱكة لٱ وما‬ ‫ۡش لٱ ‪ 30‬لٱ وما لٱ جعلنا لٱ أصحب لٱ لنلارٱ لٱ إٱل لٱ م َٰٓ‬ ‫‪ ‬عل ِۡ َها لٱ ت ۡٱس َعة لٱ ع َلٱ ‬
‫ ِه َ ُ ۡ ِه ۡ َ ّٗ ِه َ َ َ ُ ْ َ ۡ َ ۡ َ ِه َ ُ ُ ْ ۡ َ َ َ َ ۡ َ َ ِه‬
‫لٱ لَّل َ‬
‫ٱينلٱ ‬ ‫عٱدته لٱ لٱ إٱل لٱ ف ٱتنة لٱ ل ٱَّلٱين لٱ كفَوا لٱ ل ٱيستِقٱن لٱ لَّلٱين لٱ أوتوا لٱ للكٱتَٰب لٱ ويزداد‬
‫َ َ ُ ْ َ ّٗ َ َ َ ۡ َ َ ِه َ ُ ُ ْ ۡ َ َ َ ۡ ُ ۡ ُ َ َ َ ُ َ ِه‬
‫لٱ لَّل َ‬
‫لٱ فلٱ ‬
‫ٱ‬ ‫ٱين‬ ‫ٱتَٰب لٱ ولّمؤمٱنون لٱ و ٱَّلقول‬ ‫ءامنوا لٱ إٱيمَٰنا لٱ ول لٱ يَتاب لٱ لَّلٱين لٱ أوتوا لٱ للك لٱ ‬
‫لٱ منلٱ ي َ َشاءلٱ ُ‬ ‫ض ُّل ِه ُ‬
‫لٱ لَّ َ‬ ‫ ِه َ ي َ ۡ َ َٰ ُ َ َ َ َ َ َ ِه ُ َ َ َ َ ّٗ َ‬
‫لٱ ك َذَّٰ َٱكلٱ ي ٱُ‬ ‫ُُ‬
‫قلوب ٱ ٱه لٱ مَضلٱ وللكفٱَونلٱ ماذالٱ أرادلٱ لَّلٱ بٱهَٰذالٱ مثَل‬
‫َ َ َ ُ َ َ َ ۡ َ ُ ُ ُ َ َ َ ِه ُ َ َ َ َ ِه ۡ َ َٰ ۡ َ َ‬
‫ۡشلٱ ‪31‬لٱ ‪‬‬ ‫ىلٱ ّ ٱلب ٱ‬ ‫لٱ ِهلٱ إٱللٱ ذٱكَ لٱ ‬ ‫َو َي ۡه ٱديلٱ منلٱ يشاءلٱ ومالٱ يعل لٱ جنودلٱ ربٱكلٱ إٱللٱ هولٱ وما ٱ‬

‫قـراءة اآليتــين ‪ 30‬و ‪ 31‬تُظهــر مــدى صــعوبة فهــم فكـرة أن "عــدة" يمكنهــا‬
‫أن تزيــد الكفــار ضــالال والمــؤمنين إيمانــا ‪ ،‬اللهــم إال إذا كانــت هــذه "العــدة"‬
‫مفتاحا لـ"الـيين أوتـوا الكتـاب"‪ 1‬يتـيح كشـف الغطـاء عـن عديـد مـن المسـائل‬
‫الخفية لحد اآلن‪ .‬وهذا هو بالتحديد ما سأحاول توضيحه في هذه الدراسة‪.‬‬

‫***‬

‫إن مقارن ــة ش ــكل األرق ــام الهندي ــة المس ــتعملة فـــي تـ ـرقيم آي ــات القـ ـرآن فـــي‬
‫المصــاحف مــع األرقــام العربيــة المســتعملة عالميــا تظهــر علــى أن عــددين‬
‫فقط يكتبان بالطريقة نفسها في اللغتين‪ .‬وهذان العددان هما العدد ‪ 1‬والعدد ‪: 9‬‬

‫‪ 1‬من اآلية ‪ ، 31‬السورة ‪.74‬‬


‫‪197‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪٩‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫‪٧‬‬ ‫‪٦‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪.‬‬

‫يتميــز العــدد ‪ 19‬فــي النظــام العشــري المعمــول بــه لــدى الجميــع فــي الوقــت‬
‫الحاضــر‪ ،‬أنــه يكتــب ب ـأول عــدد (‪ )1‬وآخــر عــدد (‪ )9‬مــن هــذا النظــام‪ .‬أمــا‬
‫الصـ ــفر فهـ ــو عـ ــدد مجـ ــرد‪ .1‬فالعـ ــدد ‪ 19‬إذاً بمثابـ ــة أبجديـ ــة األعـ ــداد ألنـ ــه‬
‫يتضمن ألف وياء لغة األعداد‪.‬‬

‫‪(0) 1 2 3 4 5 6 7 8 9‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪19‬‬

‫والجدير بالذكر هو كون لغة األرقام لغة عالمية يعترف بها الجميـع‪ .‬فـاليوم‬
‫مهمــا اختلفــت اللغــات باســتطاعة الجميــع فهــم لغــة األرقــام ‪ ،‬فهــي بــذلك لغــة‬
‫عالمية مشتركة بين جميع البشر‪.‬‬

‫***‬

‫خالصة ‪ :‬لم يذكر العدد ‪ 19‬سوى مرة واحدة في القرآن وذلك في اآلية‬
‫‪ 30‬من السورة ‪( 74‬المدثر)‪ .‬والبسملة المكونة من ‪ 19‬حرفا ال تغيب عن‬
‫رؤوس السور إال مرة واحدة وذلك في السورة ‪( 9‬التوبة) ‪ ،‬كما أنها ال‬
‫تظهر بداخل سورة سوى مرة واحدة ال غير وذلك في اآلية ‪ 30‬من سورة‬
‫رقمها ‪( 27‬النمل)‪ .‬وقد أوضحنا الروابط العددية بين السورتـيـن ‪ 27‬و ‪74‬‬
‫حيث توجد هاتان اآليتان اللتان تحمالن رقم ‪ 30‬والمرتبطتان بالعدد ‪.19‬‬

‫‪ 1‬الكتابة العشرية تتضمن عشرة أعداد أولها ‪ 0‬وآخرها ‪ .9‬والعدد ‪ 0‬له دور محايد إذا كتب‬
‫على يسار عدد آخر كما هو األمر في ‪ 09‬الذي يعادل ‪ .9‬فكتابته على يسار عدد ال تغير قيمة‬
‫هذا العدد‪.‬‬
‫‪198‬‬
‫الــرحـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن‬

‫نالحظ اآلن أن العدد ‪ 30‬ذكر مرتين في القرآن ‪:‬‬

‫‪ ‬أول م ـرة فــي اآليــة ‪ 142‬مــن الســورة ‪( 7‬األع ـراف) ورقمهــا فــي التنزيــل‬
‫‪: 39‬‬

‫َ ۡ َ َ َ ۡ َ ّٗ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َٰ‬ ‫َ َ َٰ َ ۡ َ ُ َ َٰ َ َ َٰ َ َ ۡ َ ّٗ َ َ ۡ َ ۡ َ َٰ َ َ ۡ َ َ ِه َ‬


‫‪ ‬ووعدنالٱ موَسلٱ ثلثٱَّيلٱ لٱ َّللةلٱ لٱ وأتممنهالٱ بٱعۡشلٱ لٱ فت لٱ مٱِقتلٱ ربٱهٱۦلٱ أربعٱَّيلٱ َّللةلٱ لٱ ‬
‫َ َ ۡ ۡ َ َ َ ِه ۡ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ۡ ُۡ‬ ‫َ‬ ‫َوقَ َال ُ‬
‫لٱ م َ َٰ‬
‫لٱ سبٱِللٱ ‬ ‫لٱ ف لٱ ق ۡو ٱِم لٱ وأصل ٱح لٱ ول لٱ تتبٱع‬
‫لٱ ۡلخٱِهٱ لٱ ه َٰ َُون لٱ لخلف ٱن ٱ‬ ‫وَس ٱ‬
‫ۡ ۡ‬
‫ٱينلٱ ‪142‬لٱ ‪‬‬‫سد َ‬‫لّ ُمف ٱ‬

‫‪ ‬وثاني مرة في اآلية ‪ 15‬من السورة ‪( 46‬األحقاف) ‪ ،‬ورقمها في ترتيب‬


‫التنزيل ‪: 66‬‬

‫َ َ ِه ۡ َ ۡ َ َٰ َ َ َ ۡ ۡ َ َٰ ً َ َ َ ۡ ُ ُ ُّ ُ ُ ۡ ّٗ َ َ َ َ ۡ ُ ُ ۡ ّٗ َ َ ۡ ُ‬
‫لٱ وُحل ُهۥلٱ ‬ ‫لٱ لإلنسن لٱ بٱو َٰ ٱَليهٱ لٱ إٱيسنا لٱ ُحلته لٱ أمهۥ لٱ كَها لٱ ووضعته لٱ كَها‬ ‫‪ ‬ووصِنا ٱ‬
‫َ َ َٰ ُ ُ َ َ َٰ ُ َ َ ۡ ً َ ِه َٰٓ َ َ َ َ َ ُ ِه ُ َ َ َ َ َ ۡ َ َ َ َ ّٗ َ َ َ َ ۡ‬
‫ب لٱ أ ۡوزٱع ٱنلٱ ‬ ‫ون لٱ شهَا لٱ يَّت لٱ إٱذالٱ بلغ لٱ أشدهۥلٱ وبلغ لٱ أربعٱَّي لٱ سنة لٱ قال لٱ ر ٱ‬ ‫وف ٱصلهۥلٱ ثلث لٱ ‬
‫َ َ‬ ‫َ ۡ َ ۡ ُ َ ۡ َ َ َ ِه َ ۡ َ ۡ َ َ َ ِه َ َ َ َٰ َ َٰ َ ِه َ َ ۡ َ ۡ َ َ‬
‫لٱ وأن لٱ أع َمل لٱ صَٰل ّٗٱحا لٱ ت َۡضى َٰ ُهلٱ ‬ ‫أن لٱ أشكَ لٱ ن ٱعمتك لٱ لل ٱَّت لٱ أنعمت لٱ لَع لٱ ولَع لٱ و ٱَلي‬
‫كلٱ ِإَوِنلٱ م َٱنلٱ لّ ۡ ُم ۡسلٱم َ‬
‫َّيلٱ ‪15‬لٱ ‪‬‬
‫ُۡ ُ َۡ َ‬
‫لٱ ‬
‫َّل‬ ‫إ‬ ‫لٱ ‬ ‫ت‬ ‫ب‬‫لٱ ت‬‫ِن‬ ‫إ‬ ‫لٱ ‬‫َّت‬‫ي‬
‫ُ‬
‫لٱ ذر ِه‬ ‫لٱ ف‬‫لٱ َل‬ ‫َوأ َ ۡصل ۡ‬
‫ٱح‬
‫ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫ٱ ٱ ٱ ٱ ِۖ ٱ ٱ‬

‫نالحــظ أوال أن مجمــوع ‪ 7‬و ‪ ، 39‬وهمــا ترتيبــي المصــحف والتنزيــل لســورة‬


‫"األعـــراف" حيــث ورد العــدد ‪ 30‬ألول م ـرة ‪ ،‬يســاوي ‪ .46‬وهــو تحديــدا رقــم‬
‫سـورة "األحقـاف" فــي ترتيـب المصـحف حيـث ذكــر العـدد ‪ 30‬لثـاني مـرة (‪7‬‬
‫‪.)46 = 39 +‬‬

‫ونالحظ ثانيا أن العد من السورة ‪ 7‬إلى السورة ‪ 46‬يعطي ‪ 40‬سورة ‪:‬‬


‫‪199‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫الس ـور‬

‫"األحقاف"‬ ‫"األعراف"‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪46 45 44 43 42 41 40 39 38 )...( 15 14 13 12 11 10 9 8 7‬‬

‫‪ 40‬ســورة‬

‫والجدير بالذكر هنا أنه كلما ذكـر العـدد ‪ 30‬فـي القـرآن ذكـر معـه العـدد ‪.40‬‬
‫كمــا أن هــذا األخيــر يبعــد فــي كــل م ـرة بســبع (‪ )7‬كلمــات عــن العــدد ‪، 30‬‬
‫كرقم السورة ‪( 7‬األعراف) حيث يظهر العدد ‪ 30‬ألول مرة‪.‬‬

‫‪ ‬إن العدد ‪ 30‬في اآلية ‪ 142‬من السورة ‪( 7‬األعراف) هو اللفظة الثالثـة‬


‫(‪ )3‬والعدد ‪ 40‬هو اللفظة العاشرة (‪: )10‬‬

‫َ ۡ َ َ َ َ ّٗ‬ ‫ت َ‬ ‫َ َ َٰ َ ۡ َ ُ َ َٰ َ َ َٰ َ َ ۡ َ ّٗ َ َ ۡ َ ۡ َ َٰ َ َ ۡ َ َ ِه َ‬
‫ٱِقَٰ ُ‬
‫َّيلٱ لٱ َّلۡلةلٱ لٱ ‬ ‫لٱ ربٱهٱۦلٱ أرب ٱع‬ ‫‪ ‬ووعدنالٱ موَسلٱ ثلثٱَّيلٱ لٱ َّللةلٱ لٱ وأتممنهالٱ بٱعۡشلٱ لٱ فت لٱ م‬
‫َ َ ۡ ۡ َ َ َ ِه ۡ َ َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ َٰ ُ َ ۡ ُ ۡ‬ ‫َ‬ ‫َوقَ َال ُ‬
‫لٱ م َ َٰ‬
‫لٱ ف لٱ قو ٱِم لٱ وأصل ٱح لٱ ول لٱ تتبٱع لٱ سبٱِللٱ لٱ ‬ ‫لٱ ۡلخٱِهٱ لٱ هَون لٱ لخلف ٱن ٱ‬ ‫وَس ٱ‬
‫ۡ ۡ‬
‫سد َ‬
‫ٱينلٱ ‪142‬لٱ ‪‬‬ ‫لّ ُمف ٱ‬

‫فتم‬ ‫بعشر‬ ‫وأتممنها‬ ‫ليلة‬ ‫ثلـثين‬ ‫موسى‬ ‫ووعدنا‬


‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ألخيه‬ ‫موسى‬ ‫وقال‬ ‫ليلة‬ ‫أربعين‬ ‫ربه‬ ‫ميقت‬
‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬
‫تتبع‬ ‫وال‬ ‫وأصلح‬ ‫قومي‬ ‫في‬ ‫آخلفني‬ ‫هرون‬
‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬
‫المفسدين‬ ‫سبيل‬
‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪200‬‬
‫الــرحـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن‬

‫‪ ‬في اآلية ‪ 15‬من السورة ‪( 46‬األحقـاف) العدد ‪ 30‬هو الكلمة الثانية‬


‫عشرة (‪ )12‬والعدد ‪ 40‬هو الكلمة التاسعة عشر (‪: )19‬‬

‫َ َ ِه ۡ َ ۡ َ َٰ َ َ َ ۡ ۡ َ َٰ ً َ َ َ ۡ ُ ُ ُّ ُ ُ ۡ ّٗ َ َ َ َ ۡ ُ ُ ۡ ّٗ َ َ ۡ ُ‬
‫لٱ وُحل ُهۥلٱ ‬ ‫لٱ لإلنسن لٱ بٱو َٰ ٱَليهٱ لٱ إٱيسنا لٱ ُحلته لٱ أمهۥ لٱ كَها لٱ ووضعته لٱ كَها‬ ‫‪ ‬ووصِنا ٱ‬
‫َ َ َٰ ُ ُ َ َ َٰ ُ َ َ ۡ ً َ ِه َٰٓ َ َ َ َ َ ُ ِه ُ َ َ َ َ َ ۡ َ َ َ َ ّٗ َ َ َ َ ۡ‬
‫ب لٱ أ ۡوزٱع ٱنلٱ ‬ ‫َّي لٱ سنة لٱ قال لٱ ر ٱ‬
‫ون لٱ شهَا لٱ يَّت لٱ إٱذالٱ بلغ لٱ أشدهۥلٱ وبلغ لٱ أربعٱ لٱ ‬ ‫وف ٱصلهۥلٱ ثلث لٱ ‬
‫َ َ‬ ‫َ ۡ َ ۡ ُ َ ۡ َ َ َ ِه َ ۡ َ ۡ َ َ َ ِه َ َ َ َٰ َ َٰ َ ِه َ َ ۡ َ ۡ َ َ‬
‫لٱ وأن لٱ أع َمل لٱ صَٰل ّٗٱحا لٱ ت َۡضى َٰ ُهلٱ ‬ ‫ك لٱ لل ٱَّت لٱ أنعمت لٱ لَع لٱ ولَع لٱ و ٱَلي‬ ‫أن لٱ أشكَ لٱ ن ٱعمت لٱ ‬
‫كلٱ ِإَوِنلٱ م َٱنلٱ لّ ۡ ُم ۡسلٱم َ‬
‫َّيلٱ ‪15‬لٱ ‪‬‬
‫ُۡ ُ َۡ َ‬
‫َّل‬ ‫إ‬ ‫لٱ ‬ ‫ت‬ ‫ب‬‫لٱ ت‬‫ِن‬ ‫إ‬ ‫لٱ ‬‫َّت‬ ‫ي‬
‫ُ‬
‫لٱ ذر ِه‬ ‫لٱ ف‬‫لٱ َل‬ ‫َوأ َ ۡصل ۡ‬
‫ٱح‬
‫ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫ٱ ٱ ٱ ٱ ِۖ ٱ ٱ‬

‫كرها‬ ‫أمه‬ ‫حملته‬ ‫إحسنا‬ ‫بولديه‬ ‫اإلنسن‬ ‫ووصـينا‬


‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫حتى‬ ‫شهرا‬ ‫ثلثون‬ ‫وفصله‬ ‫وحمله‬ ‫كرها‬ ‫ووضعته‬
‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬
‫قال‬ ‫سنة‬ ‫أربعين‬ ‫وبلغ‬ ‫أشده‬ ‫بلغ‬ ‫إذا‬
‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬
‫أنعمت‬ ‫التي‬ ‫نعمتك‬ ‫أشكر‬ ‫أن‬ ‫أوزعني‬ ‫رب‬
‫‪28‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬
‫ترضه‬ ‫صلحا‬ ‫أعمل‬ ‫وأن‬ ‫ولدي‬ ‫وعلى‬ ‫علي‬
‫‪35‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪29‬‬
‫إليك‬ ‫تبت‬ ‫إني‬ ‫ذريتي‬ ‫في‬ ‫لي‬ ‫وأصلح‬
‫‪42‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪36‬‬
‫المسلمين‬ ‫من‬ ‫وإني‬
‫‪45‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪201‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫خالصة هذا في الجدول التالي ‪:‬‬

‫السورة ‪( 46‬األحقـاف)‬ ‫السورة ‪( 7‬األعراف)‬


‫اآلية ‪15‬‬ ‫اآلية ‪142‬‬
‫في المرتبة ‪12‬‬ ‫في المرتبة ‪3‬‬ ‫موضع العدد ‪30‬‬
‫في المرتبة ‪19‬‬ ‫في المرتبة ‪10‬‬ ‫موضع العدد ‪40‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪7 = 12 – 19‬‬ ‫‪7 = 3 – 10‬‬

‫المالحظ أن عملية جمع األرقام التي يتركب منها العددان ‪ 30‬و ‪ 40‬هو‪7‬‬
‫‪.)7 = 0 + 4 + 0 + 3( :‬‬

‫إن إتـق ـاـنا عدديا من هذا النوع يـذك ـر ببعـض آيـ ـات الـق ـرآن من مثل قوله‬
‫َ ۡ َ َ َ َ ۡ َ ۡ َ ُ ْ َ َٰ َ َٰ َ ۡ َ َ َ َ َ َ َ ۡ ۡ َ َ ۡ َ َٰ ُ ِه‬
‫َص لٱ كلٱ ‬ ‫تعالى ‪  :‬ٱَّلعل لٱ أنلٱ قد لٱ أبلغوا لٱ رٱسل ٱ‬
‫ت لٱ رب ٱ ٱه لٱ وأياط لٱ بٱمالٱ َلي ٱه لٱ وأي‬
‫َ ۡ َ َ‬
‫َش ٍءلٱ ع َددُۢالٱ ‪28‬لٱ ‪.1‬‬

‫***‬

‫كمــا أن العــدد ‪ 30‬ورد للم ـرة الثانيــة واألخي ـرة فــي الق ـرآن داخــل الســورة ‪46‬‬
‫(األحقاف) فـي اآليـة ‪ 15‬؛ والعـدد ‪ 15‬هـو نصـف العـدد ‪ .30‬فـي حـين أن‬
‫هــذه اآليــة أي اآليــة ‪ 15‬تشــتمل علــى ‪ 15‬كلمــة تتكــرر بكاملهــا وبالصــيغة‬
‫نفسها في آية أخرى‪ .‬وبتعبير آخر فـإن هـذه الكلمــات الخمسـة عشـر (‪)15‬‬
‫ذكــرت م ـرتين بصــورة متطابقــة تمامــا فــي عبــارة فــي الق ـرآن كلــه‪ .‬وضــرب‬
‫العدد ‪ 15‬في ‪ 2‬يعطي ‪.)30 = 15 x 2( 30‬‬

‫‪ 1‬سورة الجن ‪ ،‬اآلية ‪.28‬‬


‫‪202‬‬
‫الــرحـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن‬

‫في اآلية ‪ 19‬من السورة ‪( 27‬النمل) توجد هذه الكلمات الخمسة عشر‬
‫المتطابقة تماما ‪:‬‬

‫َ ِه‬ ‫َۡ َۡ ُ‬ ‫َۡ َ َ َ َ َ َ ۡ‬ ‫َ َ َ ِه َ َ ّٗ‬


‫ب لٱ أ ۡوزٱع ٱن لٱ أن لٱ أشك ََ لٱ ن ۡٱع َم َتك لٱ لل ٱَّتلٱ ‬ ‫‪ ‬فتبس لٱ ضايٱَكلٱ لٱ مٱن لٱ قوّ ٱها لٱ ولٱ قاللٱ لٱ ر ٱ‬
‫َ َۡ َ‬ ‫َ ۡ َ ۡ َ َ َ ِه َ َ َ َٰ َ َ ِه َ َ ۡ َ ۡ َ َ َ َٰ ّٗ َ ۡ َ َٰ ُ َ َ ۡ ۡ‬
‫لٱ فلٱ ‬
‫ضىهلٱ لٱ وأدخٱل ٱن لٱ بٱَُحتٱك ٱ‬ ‫أنعمت لٱ لَع لٱ ولَع لٱ ولٱ َٰ ٱَلي لٱ وأن لٱ أعمل لٱ صل لٱ ‬
‫ٱحا لٱ تَ لٱ ‬
‫َ َ ِه‬
‫لٱ للصَٰلٱح َ‬
‫َّيلٱ ‪19‬‬ ‫ٱ‬ ‫عٱبادٱك‬

‫فيما يلي هذه الكلمات ‪ 15‬بالتفصيل ‪:‬‬


‫َ َ َ َ ۡ ۡ َ ۡ َ ۡ ُ َ ۡ َ َ َ ِه َ ۡ َ ۡ َ َ َ ِه َ َ َ َٰ َ َٰ َ ِه َ َ ۡ‬
‫لٱ وأنلٱ ‬ ‫ب لٱ أوزٱع ٱن لٱ أن لٱ أشكَ لٱ ن ٱعمتك لٱ لل ٱَّت لٱ أنعمت لٱ لَع لٱ ولَع لٱ ‬
‫لٱ و ٱَلي‬ ‫‪ )...( ‬قال لٱ ر ٱ‬
‫َ ۡ َ َ َ َٰ ّٗ َ َ‬
‫ضى َٰ ُلٱ ه (‪ )...‬‬
‫ٱحالٱ ت َۡ لٱ ‬
‫أعمللٱ صل لٱ ‬

‫أنعمت‬ ‫التي‬ ‫نعمتك‬ ‫أشكر‬ ‫أن‬ ‫أوزعني‬ ‫رب‬ ‫قال‬


‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ترضه‬ ‫صلحا‬ ‫أعمل‬ ‫وأن‬ ‫ولدي‬ ‫وعلى‬ ‫علي‬
‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬

‫فــي اآليــة التــي ورد فيهــا العــدد ‪ 30‬لثــاني وآخــر م ـرة نجــد تك ـ ار ار للكلمــات‬
‫الخمســة عشــر نفســها الـواردة فــي اآليــة ‪ 19‬مــن الســورة ‪ 27‬لكــن هــذه المـرة‬
‫وردت هـ ــذه الكلمـ ــات الخمسـ ــة عشـ ــر فـ ــي آيـ ــة رقمهـ ــا ‪ 15‬فـ ــي السـ ــورة ‪46‬‬
‫(األحقاف)‪ .‬وبجمع رقمي هذين السورتين عددا عددا نحصل علـى ‪6( 19‬‬
‫‪.)19 = 2 + 7 + 4 +‬‬

‫‪203‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫المالحــظ أيضــا أن الســورة ‪ 27‬فــي ترتيــب المصــحف رقمهــا ‪ 48‬فــي ترتيــب‬


‫التنزيـ ــل ‪ ،‬وأن السـ ــورة ‪ 46‬فـ ــي ترتيـ ــب المصـ ــحف رقمهـ ــا ‪ 66‬فـ ــي ترتيـ ــب‬
‫التنزيل‪ .‬وعليه فإن العد من ‪ 48‬إلى ‪ 66‬يعطي ‪.19‬‬

‫سورتي النمل واألحقاف في ترتيب التنزيل‬


‫"األحقاف"‬ ‫"النمل"‬
‫‪ 46‬في ترتيب المصحف‬ ‫‪ 27‬في ترتيب المصحف‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪66‬‬ ‫‪65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48‬‬

‫‪19‬‬ ‫‪18 17 16 15 14 13 12 11 10 9 8 7 6 5 4 3 2‬‬ ‫‪1‬‬

‫لنــذكر هنــا بالنقطــة التــي انطلقنــا منهــا ‪ :‬آيتــان رقمهمــا ‪ 30‬مميزتــان بالعــدد‬
‫‪: 19‬‬
‫‪ ‬اآليــة ‪ 30‬مــن الســورة ‪ 74‬حيــث ذكــر العــدد ‪ 19‬للم ـرة الوحيــدة فــي‬
‫القرآن ؛‬
‫‪ ‬اآليــة ‪ 30‬مــن الســورة ‪ 27‬حيــث الح ــروف ‪ 19‬للبســملة تظهــر للم ـرة‬
‫الوحيدة في القرآن بداخل سورة‪.‬‬

‫نالحظ أخـي ار أن البسملـة في اآلية ‪ 30‬من السورة ‪ 27‬تفتح الكتـاب الذي‬


‫بعث به سليمان ‪ ‬إلى ملكة سبأ ‪ ،‬وأن الكلمات ‪ 15‬الموجودة في بداية‬
‫اآلية ‪ 19‬من السورة ‪ 27‬جاءت في دعاء سليمان ‪.‬‬

‫***‬

‫‪204‬‬
‫الــرحـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن‬

‫عودة إلى "الرحمن" وإلى "االسم"‪.‬‬

‫إن لفظ "الرحمن" ُذ ِّكر في مجمل القـرآن ‪ 169‬مـرة‪ .‬وحـين نميـز بـين جميـع‬
‫المرات التي ذكر فيها لفظ "الـرحمن" فـي البسـمالت عـن بـاقي المـرات التـي‬
‫ُذكــر فيهــا فــي الق ـرآن نجــد أن ‪ 114‬منهــا جــاءت فــي البســمالت و ‪ 55‬م ـرة‬
‫في باقي النص القرآني‪.‬‬

‫‪ 114‬في البسمالت‬
‫‪‬‬
‫‪ 169‬مرة ذكر فيها‬
‫لفظ الجاللة "الرحمن"‬
‫‪‬‬
‫‪ 55‬مرة في باقي القرآن‬

‫في حين أن ‪ 55‬هو رقم سورة "الرحمن" في ترتيب المصحف‪.‬‬

‫***‬
‫إن األبح ــاث األول ــى ح ــول العددي ــة ف ــي القـ ـرآن والت ــي أنج ــزت قب ــل كت ــاب‬
‫"الص ــدفة المنظم ــة"‪ 1‬رك ــزت عل ــى الع ــدد ‪ 19‬بالخص ــوص وأعطت ــه أهمي ــة‬
‫مبالغا فيها‪ .‬والغريب أنه لم يتنبه أحـد إلـى أن السـورة التـي تحمـل الـرقم ‪19‬‬
‫في ترتيب المصحف هي سورة "مريم" المعروفة عالميا بكونها والـدة عيسـى‬
‫عليهما السالم‪.‬‬

‫فريد قبطاني ‪" ،‬الصدفة المنظمة ‪ ،‬اإلعجـاز العـددي في القـرآن" ‪ ،1997 La V.I ،‬المركز‬ ‫‪1‬‬

‫الدولي للبحث العلمي (‪.1999 ، 1998 ، )CIRS‬‬


‫‪205‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫من ضمن ‪ 55‬مرة التي ُذ ِّكر فيها لفظ الجاللة "الرحمن" خارج البسمالت‬
‫نالحظ أن السورة التي تتضمن أكبر عدد من هذا اللفظ هي السورة ‪، 19‬‬
‫وذلك بمجموع ‪ 16‬مرة زيادة على البسملـة‪ .‬إضافة إلى ذلك لما ُذكرت هذه‬
‫اللفظة للمرة التاسعة عشر (‪ )19‬كان ذلك في السورة ‪ ، 19‬دون‬
‫البسمالت‪ 1‬بالطبع‪.‬‬

‫***‬

‫اسمها عليها السالم ‪ 3‬مرات ‪:‬‬


‫تحمل السورة ‪ 19‬اسم "مريم" ‪ ،‬وقد ُذكر فيها ُ‬

‫‪ ‬في اآلية ‪: 16‬‬


‫َ َ َ ۡ ۡ َ ۡ َ َ َ ّٗ َ ۡ ّٗ‬ ‫ۡ َ‬ ‫ۡ ُ‬
‫لٱ َشق لٱ الٱ ‪16‬لٱ ‪‬‬ ‫‪َ ‬ولذك ۡملٱ فلٱ للكتَٰبلٱ َم ۡم َي َلٱ لٱ إذلٱ لنتبذتلٱ منلٱ أهلهالٱ مَك لٱ نا‬

‫‪ ‬وفي اآلية ‪: 27‬‬


‫َ ۡ ّٗ َ ّٗ‬ ‫ََ‬ ‫َۡ ُ َ ُ ْ َ‬
‫لٱ ي َٰ َم ۡم َي ُلٱ لٱ لق ۡدلٱ ج ۡئتلٱ شيلٱ الٱ فم لٱ يالٱ ‪27‬لٱ ‪‬‬
‫َ‬ ‫‪ ‬فَ َأتَ ۡ‬
‫تلٱ بهۦلٱ ق ۡو َم َهالٱ َتمل ُهۥلٱ قاۡوا لٱ ‬

‫‪ ‬وفي اآلية ‪: 34‬‬


‫َ ۡ َُ َ‬ ‫َ ۡ ُ َ ۡ َ َ َ ۡ َ َۡ ه‬ ‫َ َ‬
‫َتونلٱ ‪34‬لٱ ‪‬‬ ‫لٱ لۡلقلٱ لَّليلٱ ف هلٱ يم‬‫‪ ‬ذَٰۡكلٱ عيَسلٱ لبنلٱ ممي لٱ لٱ قول‬

‫مــن أول آيــة ورد فيهــا اســم "مــريم" عليهــا الســالم وهــي اآليــة ‪ 16‬إلــى آخــر‬
‫آية ورد فيها هذا االسم وهي اآلية ‪ 34‬توجد ‪ 19‬آية ‪ ،‬تماما مثل رقم سورة‬
‫"مريم" (‪ )19‬في ترتيب المصحف‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر الملحق رقم ‪ : 5‬لفظ الجاللة "الرحمن" في القرآن‪.‬‬


‫‪206‬‬
‫الــرحـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن‬

‫اآلي ــات‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪34‬‬ ‫‪33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16‬‬
‫‪ 19‬آيـــة‬

‫***‬

‫إن أول مرة ذكرت فيها "مريم" عليها السالم بذاتها‪ 1‬كان فـي السـورة ‪( 3‬آل‬
‫عم ار ) ‪:‬‬

‫َ َ ۡ ُ َ ُ َ َ ِه ُ َ ۡ َ ُ َ َ َ َ ۡ َ َ‬ ‫َ َ ِه َ َ َ ۡ َ َ َ ۡ َ‬
‫لٱ وليۡ َسلٱ ‬ ‫نَث لٱ ولَّ لٱ أعل لٱ بٱما لٱ وضعت‬ ‫ب لٱ إ ٱ ٱِن لٱ وضعتها لٱ أ َٰ‬
‫‪ ‬فلما لٱ وضعتها لٱ قالت لٱ ر ٱ‬
‫ ِه‬ ‫ُ ُ َ َ َ ُ‬ ‫ ِه َ َ ۡ ُ‬
‫لَّلك َُ لٱ كٱۡل َ َٰ‬
‫لٱ وذرٱ ِهي َت َها لٱ م َٱن لٱ لّش ِۡ َطَٰ ٱنلٱ ‬ ‫ِإَوِن لٱ أعٱِذها لٱ بٱك‬ ‫َ ِه ۡ ُ َ َ ۡ َ َ‬
‫نَثِۖ ٱ‬
‫لٱ ِإَوِن لٱ سمِتها لٱ مَي لٱ لٱ ٱ‬
‫جِ ٱ لٱ ‪36‬لٱ ‪‬‬ ‫ ِه‬
‫لَّ ٱ‬

‫أم ــا آخـــر مـ ـرة فف ــي الس ــورة ‪( 66‬التحـــريم) وهن ــا س ــميت ‪" :‬ابنـــم عمـــر "‬
‫بالتحديد وللمرة الوحيدة في القرآن ‪:‬‬

‫الٱ و َص ِهدقَ ۡ‬ ‫َ َ ۡ َ َ ۡ َ َ ۡ َ َٰ َ ِه َ ۡ َ َ ۡ َ ۡ َ َ َ‬
‫الٱ ف َن َف ۡخ َنالٱ فٱِهٱلٱ م ُّ‬
‫ٱنلٱ روي َٱن َ‬
‫تلٱ ‬ ‫ن لٱ لل ٱَّت لٱ أيصنت لٱ فَجه‬ ‫‪ ‬لٱ ومَي لٱ لٱ لبنت لٱ عٱمر لٱ ‬
‫ۡ‬
‫تلٱ م َٱنلٱ لل َقَٰنٱت َ‬ ‫َ‬ ‫لٱ و ُك ُتبهٱۦ َ‬
‫لٱ وَكنَ ۡ‬ ‫َ‬
‫كل َٱم َٰ ٱ َ‬
‫لٱ رب َها َ‬
‫َّيلٱ ‪12‬لٱ ‪‬‬ ‫ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫ت ٱ‬ ‫بٱ‬

‫ونشير هنا إلى أن العد في ترتيب التنزيـل من سـورة "آل عمـ ار " إلـى سـورة‬
‫"التحريم" يعطي ‪ 19‬سورة‪.‬‬

‫‪ 1‬إن الكالم هنا ال يخص المرات التي جاء فيها ذكر اسم "مريم" كمضاف إليه في عبارة "ابن‬
‫مريم" ألن الحديث يكون عن ابنها ال عنها هي‪.‬‬
‫‪207‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫سورة آل عم ار وسورة التحريم في ترتيب التنزيل‬


‫"التحريم"‬ ‫"آل عم ار "‬
‫رقم ‪ 66‬في ترتيب المصحف‬ ‫رقم ‪ 3‬في ترتيب المصحف‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪107 106 105 104 103 102 101 100 99 98 97 96 95 94 93 92 91 90 89‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪18 17 16 15 14 13 12 11 10 9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫***‬

‫إن مجمــوع الم ـرات التــي ورد فيهــا اســم مــريم عليهــا الســالم فــي الق ـرآن كلــه‬
‫س ـواء جــاء مفــردا أو بكونــه مضــافا إليــه أي فــي عبــارة "ابــن م ـريم" هــو ‪34‬‬
‫مرة‪ .‬لكنها لم تذكر إال مرة واحدة في آية رقمها ‪ ، 34‬وذلك في السـورة ‪19‬‬
‫بالتحديد أي التي تحمل اسمها‪.‬‬

‫َ ۡ َُ َ‬ ‫َ ۡ ُ َ ۡ َ َ َ ۡ َ َۡ ه‬ ‫َ َ‬
‫َتونلٱ ‪34‬لٱ ‪‬‬ ‫لٱ لۡلقلٱ لَّليلٱ ف هلٱ يم‬‫‪ ‬ذَٰۡكلٱ عيَسلٱ لبنلٱ ممي لٱ لٱ قول‬

‫أمــا عيســى‪  1‬فاســمه لــم يــذكر فــي الســورة ‪ 19‬إال مـرة واحــدة وذلــك فــي‬
‫اآلية ‪ 34‬نفسـها مقرونـا باسـم أمـه عليهمـا السـالم‪ .‬والجـدير بالمالحظـة هنـا‬
‫هو أن ذكر عيسى ‪ ‬في هذه اآلية كـان للمـرة التاسـعة عشـر (‪ )19‬مـن‬
‫بداية القرآن كما أن ذكر أمه مـريم كـان للمـرة السـابعة والعشـرين (‪ )27‬مـن‬
‫أول القرآن أيضا‪.‬‬

‫وأول مرة ذكر فيها اسم مريم عليها السـالم فـي السـورة ‪ 19‬جـاء فـي اآليـة‬
‫رقم ‪ ، 16‬وهي المرة الخامسة والعشـرون (‪ )25‬مـن بدايـة القـرآن‪ .‬فـي حـين‬

‫‪ 1‬أنظر الملحق رقم ‪ : 8‬إسم "عيسى" ‪ ‬في القرآن‪.‬‬


‫‪208‬‬
‫الــرحـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن‬

‫نالحــظ أن العــدد ‪ 25‬يوافــق عــدد المـرات التــي ذكــر فيهــا اســم ابنهــا عيســى‬
‫‪ ‬في القرآن كله‪.‬‬

‫***‬

‫عودة مرة أخرى للفظ الجاللـة "الرحمن"‪ .‬لقـد رأينـا مـن قبـل كيـف أن السـورة‬
‫‪( 19‬مريم) تتضمن أكبر عدد من لفظ الجاللة "الرحمن"‪.‬‬

‫والســورة التــي تتضــمن بعــدها أكبــر عــدد مــن اس ـم الجاللــة "الـــرحمن" هــي‬
‫السورة ‪( 43‬الزخرف) فهي تعد هذا اللفظ ‪ 7‬مرات دون البسملة طبعا‪.‬‬

‫وكم ــا أن المـ ـرة ‪ 19‬الت ــي ذك ــر فيه ــا ه ــذا اللف ــظ ف ــي القـ ـرآن ‪ ،‬زي ــادة عل ــى‬
‫البسمالت تقع في السورة ‪ ، 19‬فإن المرة ‪ 43‬التي ذكر فيها هذا اللفظ فـي‬
‫القرآن ‪ ،‬زيادة على البسمالت ‪ ،‬تقع في السورة ‪ 43‬هي األخرى‪.‬‬

‫فاسم الجاللة "الرحمن" يربط ربطا وثيقا بين السورة ‪( 19‬مريم) والسورة ‪43‬‬
‫(الزخرف)‪ .‬وفي السورتين إشارة قوية إلى عيسى بن مريم ‪: ‬‬

‫‪ ‬فالسورة ‪ 19‬تحمل اسم أمه عليها السالم ؛‬


‫‪ ‬أما السورة ‪ 43‬فتنص على أنه ‪" ‬علم للساعة" ‪:‬‬

‫لٱ ه َٰ َذالٱ ص َر َٰ يط ُّ‬


‫َ‬ ‫َت ِهنلٱ ب َها َ ِه ُ‬ ‫ ِه ُ َ ۡ ي ِه َ‬
‫اعةٱلٱ لٱ فَ ََل َلٱ ت ۡم َ ُ‬
‫لٱ م ۡس َتقٱِ يلٱ ‪61‬لٱ ‪‬‬ ‫ٱ‬ ‫ون‬
‫لٱ ولتبٱع ٱ ى‬ ‫ٱ‬ ‫‪ِ ‬إَونهۥلٱ ل ٱعل لٱ ل ٱلس‬

‫ها قد عدنا إلى العلم و التعليم‪.‬‬

‫***‬
‫‪209‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫يشير اسم السورة ‪" 43‬الزخرف" أيضا إلى قيام "الساعة" إذ نق أر في اآلية‬
‫‪ 24‬من السورة رقم ‪( 10‬يونس)‪:‬‬
‫ََ ُ َۡ‬ ‫َ ۡ َ‬ ‫الٱ ك َما ٍءلٱ أ َ َ‬
‫نز ۡل َنَٰ ُهلٱ م َن ه‬ ‫ه َ َ َ ُ ۡ َ َ َٰ ُّ ۡ َ َ‬
‫اتلٱ لۡلۡرضلٱ ‬ ‫لٱ لۡس َماءلٱ فٱخ َتل َطلٱ بهۦلٱ نب‬ ‫لٱ لَلن‬
‫‪ ‬إنمالٱ مثللٱ لۡل وة لٱ ‬
‫َۡ ُ ُ ۡ ََُ َ ههَ ۡ ََ‬ ‫ه َ ۡ ُ ُ ه ُ َ ۡ َ ۡ َ َٰ ُ َ ه َٰٓ َ َ َ َ‬
‫لٱ وظ هنلٱ ‬ ‫َّت لٱ إذا لٱ أخذت لٱ لۡلۡرض لٱ زخمفها لٱ ولزينت‬ ‫مما لٱ يأكل لٱ لنلاس لٱ ولۡلنع لٱ ‬
‫ّٗ َ َ ه‬ ‫َ ۡ ُ َ َ ه ُ ۡ َ ُ َ َ َ ۡ َ َ َ َٰ َ َ ۡ ُ َ َ ۡ ً َ ۡ َ َ ّٗ َ َ ۡ‬
‫ج َعل َنَٰ َهالٱ َ ص لٱ دالٱ كأنلٱ ل ۡ لٱ ‬ ‫أهلهالٱ ننه لٱ قَٰدرونلٱ عل هالٱ نتىهالٱ أممنا لٱ ‬
‫لٱ َّلَللٱ أولٱ نه لٱ ‬
‫ارالٱ ف‬
‫َ ه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َُ ُ‬
‫سلٱ كذَٰۡكلٱ نفصللٱ لٓأۡليَٰتلٱ لق ۡوملٱ لٱ َي َتفك ُمونلٱ ‪24‬لٱ ‪‬‬ ‫َت ۡغ َنلٱ ب ۡٱۡلَ ۡ‬
‫م‬
‫ى‬

‫موضوع هذه اآلية هـو األرض وزخرفهـا الـذي أصـبح اليـوم واقعـا‪ .‬فكـل مـن‬
‫سافر على متن طائرة ليال تمكن من التمتع بمنظر األرض المزخرفـة بزينـة‬
‫األنـوار ‪ ،‬علمــا بــأن مثــل هــذه المنــاظر لــم تكــن ممكنــة قبــل زمننــا هــذا‪ .‬فقــد‬
‫توصل اإلنسان اليـوم إلـى درجـة مـن العلـم والتكنولوجيـا لـم يعهـدها مـن قبـل‬
‫جعلتــه يعتقــد أنــه فعــال قــادر علــى الــتحكم فــي األرض‪ .‬ونشــير هنــا إلــى أن‬
‫رقــم هــذه اآليــة هــو ‪ ، 24‬وهــذا العــدد هــو رقــم ســورة "النــور"‪ .‬فــانظر إلــى‬
‫العالقة بين "الزخرف" و "النور" واألنوار ‪.‬‬

‫لٱ م ۡس َتق يلٱ " ‪:‬‬


‫تنص اآلية ‪ 61‬من السورة ‪( 43‬الزخرف) على اتباع "ص َر َٰ يط ُّ‬

‫لٱ هَٰ َذالٱ ص َر َٰ يط ُّ‬


‫َ‬ ‫َت هنلٱ ب َها َ ه ُ‬ ‫هُ َ ۡ ي ه َ‬
‫اعةلٱ فَ ََل َلٱ ت ۡم َ ُ‬
‫لٱ م ۡس َتق يلٱ لٱ ‪61‬لٱ ‪‬‬ ‫ون‬
‫لٱ ولتبع ى‬ ‫‪ِ ‬إَونهۥلٱ لعل لٱ للس‬

‫طلٱ ُّم ۡس َتق يلٱ " تظهر ثالث مـرات فـي السـورة ‪ : 43‬مرتـان بشـأن‬
‫إن عبارة "ص َر َٰ ي لٱ ‬
‫عيسى بن مريم ‪ ‬وذلك في اآلية ‪ 61‬كما رأينا ‪ ،‬وفي اآلية ‪: 64‬‬

‫لٱ هَٰ َذالٱ ص َر َٰ يط ُّ‬


‫لٱ م ۡس َتق يلٱ لٱ ‪64‬لٱ ‪‬‬
‫ه ه َ ُ َ َ َ َ ُّ ُ ۡ َ ۡ ُ ُ ُ َ‬
‫‪ ‬إنلٱ لَّلٱ هولٱ ربلٱ وربك لٱ فٱعبدوه‬

‫‪210‬‬
‫الــرحـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن‬

‫ومرة في اآلية ‪: 43‬‬


‫َ ۡ َ ۡ ۡ ِه ُ َ َ ۡ َ ِه َ َ َ‬
‫لٱ م ۡس َت ٱقِملٱ لٱ ‪43‬لٱ ‪‬‬
‫لٱ لَعلٱ ص َرَٰط ُّ‬
‫ٱ‬ ‫َٰ‬ ‫‪ ‬فٱستمسٱكلٱ بٱٱَّلٱيلٱ أ ٱ‬
‫وحلٱ إٱَّلكلٱ إٱنك‬

‫من أول مرة جاءت هذه العبارة في هذه السورة ‪ ،‬أي في اآلية ‪ ، 43‬إلى أول مرة‬
‫وردت فيها بشأن عيسى بن مريم ‪ ، ‬أي في اآلية ‪ ، 61‬ثمة ‪ 19‬آية‪.‬‬

‫اآليـــــــــــات‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪61‬‬ ‫‪60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪ 19‬آي ـــة‬

‫وما يصح في اآليات يصح أيضا في السور أي من السورة ‪( 43‬الزخرف)‬


‫إلى السورة ‪( 61‬الص ) توجد ‪ 19‬سورة ‪:‬‬

‫الســــــــــــــــــــــور‬
‫سورة الصف‬ ‫سورة الزخرف‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪61 60 59 58 57 56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43‬‬

‫‪ 19‬ســورة‬

‫في سورة "الص " ذكر ثالثة أنبياء في الصف التالي ‪:‬‬

‫‪ ‬موسى ‪ ، ‬اآلية ‪ 5‬؛‬


‫‪ ‬عيسى ‪ ، ‬اآلية ‪ 6‬؛‬
‫‪ ‬أحمد (محمد) ‪ ، ‬اآلية ‪ 6‬؛‬
‫‪ ‬ثــم عيســى ‪ ‬مــن جديــد فــي اآليــة ‪ ، 14‬وقــد ذكــر هنــا للمـرة ‪25‬‬
‫واألخيرة في القرآن (حسب ترتيب المصحف)‪.1‬‬

‫‪ 1‬أنظر الملحق ‪ : 8‬إسم "عيسى" ‪ ‬في القرآن‪.‬‬


‫‪211‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫ُذكــر النبــي محمــد ‪ ‬فــي القـرآن الــذي أنــزل إليــه ‪ ،‬خمــس مـرات‪ .1‬فــي أربــع‬
‫م ـرات فقــط ُذ ِّكــر باســمه "محمــد"‪ ، 2‬أمــا الم ـرة الخامســة فقــد جـۡـاء ِّذك ـره علــى‬
‫ۡشُۢالٱ ب ٱ ََ ُسوللٱ يَأ ٱَتلٱ ٱم ُۢن َلٱ ب ۡعـ ٱديلٱ ‬
‫لسان عيسـى الـذي سـماه "أحمـد" ‪َ )...(  :‬و ُمبَ ٱ َ‬
‫لس ُم ُهۥلٱ أَ ۡ َ‬
‫ُح ُدلٱ (‪.3  )...‬‬ ‫ۡ‬

‫"الفرقـــا " هـ ـو اس ــم الس ــورة ‪ 25‬حي ــث يوج ــد أكب ــر ع ــدد م ــن لف ــظ الجالل ــة‬
‫"الرحمن" بعد السورة ‪ 19‬و ‪ : 43‬وفي السورة ‪( 25‬الفرقا ) ورد هذا اللفظ‬
‫‪ 5‬مرات زيادة عن البسملة‪.‬‬

‫حــين نتأمــل توزيـع لفــظ الجاللــة "الــرحمن" فــي الســور الــثالث نالحــظ وجــود‬
‫‪ 25‬سورة من السورة ‪ 19‬إلى السورة ‪ 25 .43‬كرقم سورة "الفرقا " ‪:‬‬

‫الســـــــــــــــــــور‬
‫سورة الزخرف‬ ‫سورة مريم‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪43 42 41 40 39 38 37 36 35 )...( 27 26 25 24 23 22 21 20 19‬‬

‫‪ 25‬ســورة‬

‫كلمة"الساعة" بألف والم التعريف تشير في القرآن إلى يوم القيامة ‪:‬‬
‫ُۡ‬ ‫ث َ‬ ‫َ َ ِه ِه َ َ َ َ ي ِه َ ۡ َ َ َ َ ِه ِه َ َ ۡ َ ُ‬
‫‪4‬‬
‫لٱ فلٱ للق ُبورٱلٱ ‪7‬لٱ ‪‬‬
‫ٱ‬ ‫ن‬‫لٱ م‬ ‫‪ ‬وأنلٱ لّساع لٱ ةلٱ ءاتٱِةلٱ للٱ ريبلٱ فٱِهالٱ وأنلٱ لَّلٱ يبع‬

‫أنظر الملحق رقم ‪ : 14‬اسم رسول هللا ‪ ‬في القرآن‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫وذلك في اآلية ‪ 144‬من السورة ‪( 3‬آل عمران) واآلية ‪ 40‬من السورة ‪( 33‬األحزاب) واآلية‬
‫‪ 2‬من السورة ‪( 47‬محمد) واآلية ‪ 29‬من السورة ‪( 48‬الفتح)‪.‬‬
‫‪ 3‬سورة الصف ‪ ،‬اآلية ‪.6‬‬
‫‪ 4‬سورة الحج ‪ ،‬اآلية ‪.7‬‬
‫‪212‬‬
‫الــرحـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن‬

‫ُذ ِّكرت كلمة "ساعة" في القرآن ‪ 48‬مرة‪ .‬منها ‪ 40‬مرة مرتبطة بمعنى يوم‬
‫القيامة‪ .1‬لكنها ُذ ِّكرت مرة واحدة مرتبطة برسول حيث ُيذكر عيسى ‪‬‬
‫متصال بالساعة وذلك في اآلية ‪ 61‬من السورة ‪( 43‬الزخرف) ‪:‬‬

‫لٱ ه َٰ َذالٱ ص َر َٰ يط ُّ‬


‫َ‬ ‫َت ِهنلٱ ب َها َ ِه ُ‬ ‫ ِه ُ َ ۡ ي ِه َ‬
‫اع ٱلٱ ةلٱ فَ ََل َلٱ ت ۡم َ ُ‬
‫لٱ م ۡس َت ٱقِ يلٱ ‪61‬لٱ ‪‬‬ ‫ٱ‬ ‫ون‬
‫لٱ ولتبٱع ٱ ى‬ ‫ٱ‬ ‫‪ِ ‬إَونهۥ لٱ لٱ ل ٱعل لٱ ل ٱلس‬

‫وحدها هذه اآلية ‪ ،‬من بين ‪ 40‬آية جاء فيها ِّذكر الساعة ‪ ،‬متصلة‬
‫برسول مخول بدور ومهمة في "الساعة"‪ .‬فاآلية تنص بصريح العبارة على‬
‫أن عيسى ‪ ‬هو علم للساعة‪.2‬‬

‫***‬
‫‪3‬‬
‫وكذلك شأن عبارة "يوم القيامة" ‪ ،‬فرغم أنها ذكرت في القرآن ‪ 70‬مرة‬
‫يالحظ أنه لم يخول نبي أو رسول بمهمة صريحة بشأنها إال مرة واحدة‪.‬‬
‫ومجددا هذا الرسول هو عيسى بن مريم ‪ ‬ال غيره‪ .‬فقد جاء عنه في‬
‫اآلية ‪ 159‬من السورة ‪( 4‬النساء) ‪:‬‬

‫ُ ُ‬ ‫ۡ‬ ‫لٱ ق ۡب َل َ‬
‫لٱ م ۡوتٱهٱۦ لٱ َويَ ۡو َم لٱ للقٱ َيَٰ َمةٱلٱ لٱ يَكونلٱ ‬
‫َ‬ ‫‪ِ ‬إَون لٱ م ۡٱن لٱ أَ ۡهل لٱ للۡك َٱتَٰب لٱ إ ِهل َلٱ َّلُ ۡؤم َ ِه‬
‫ٱَن لٱ بٱهٱۦ‬ ‫ٱ ٱ‬ ‫ٱ‬
‫َ ّٗ‬ ‫ََ‬
‫ِدالٱ ‪159‬لٱ ‪‬‬‫عل ِۡ ٱه ۡ لٱ ش ٱه لٱ ‬

‫إن هذه اآلية صريحة إذ تنص على أن ما من أحد من الذين ينعتهم‬


‫َٰ‬ ‫َۡ ۡ َ‬
‫بلٱ " إال ليؤمنن به قبل موته وعلى أن عيسى بن مريم‬
‫القرآن ب ـ "لٱ أه ٱللٱ للك ٱ‬
‫ٱت‬
‫‪ ‬سيكون عليهم "شهيدا" يوم القيامة‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر الملحق رقم ‪ : 10‬كلمة "الساعة" في القرآن‪.‬‬


‫‪ 2‬ترى غالبية المفسرين أن الكالم عن عيسى بن مريم عليهما السالم وبعضهم يرى أنه عن‬
‫القرآن وغيرهم يرى أنه عنهما معا‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر الملحق رقم ‪ : 11‬عبارة "يوم القيامة" في القرآن‪.‬‬
‫‪213‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫بلٱ " حسب المفسرين تطلق عرفيا على اليهود والنصارى‬ ‫َٰ‬ ‫َۡ ۡ َ‬
‫وعبارة "لٱ أه ٱللٱ للك ٱ‬
‫ٱت‬
‫والمسلمين‪ .1‬لكن إذا التزمنا بالمعنى القرآني يمكن أن تعمم على كل األمم‬
‫مـمـن أوت ـي الـقـدرة عـلـى الـق ـراءة أي التبين وبالتـال ـ ـي على الـعـل ـم ومـعـنـى‬
‫ ِه َ ُ ُ ْ‬ ‫ ِه َ ُ ُ ْ ۡ َ‬
‫ب ‪ 2‬يمكن أن يكونوا من بين ‪ ‬لَّلٱين لٱ أوتوالٱ ‬ ‫ٱين لٱ أوتوا لٱ للكٱتَٰ َ لٱ ‬
‫ذلك أن ‪ ‬لَّل‬
‫ۡ ۡ‬
‫لل ٱعل َلٱ ‪.3‬‬

‫إن عبــارة "يــوم الـقـيـامــــة" ذكــرت ‪ 70‬مـرة فــي القـ ـرآن‪ 35 .‬مـرة قبــل الســورة‬
‫‪ 19‬و ‪ 35‬ابتداء منها‪.‬‬
‫إن اســم الســورة ‪ 19‬وهــو "مــريم" يشــير مباش ـرة إلــى عيســى بــن م ـريم ‪.‬‬
‫وإضافة إلى هذه السورة ثمة سورتان فقط مـن بـين ‪ 114‬تتعلقـان مـن خـالل‬
‫أسمائها مباشرة بعيسى بن مريم ‪.‬‬
‫‪ ‬السـورة ‪" ، 3‬آل عمـ ار " بما أن مريم عليها السالم هي ابنة عمران ؛‬
‫‪ ‬الســورة ‪" ، 5‬المائــدة" نســبة إلــى المائــدة التــي طلبهــا حواريــو عيســى‬
‫‪ .‬وهي المائدة المنزلة من السماء‪.‬‬
‫وضع العدد ‪ 5‬إلى جنب العدد ‪ 3‬يعطي ‪.35‬‬

‫‪ 1‬المسلمون ال يعتقدون بموت عيسى ‪ ‬على الصليب ؛ بل يؤمنون بأن هللا رفعه إليه‪ .‬ومثال‬
‫ذلك الماء الذي يتحول إلى بخار فيرتفع إلى السماء ثم ينزل منها ‪َ )...(  :‬و َما قَت َلوه َو َما‬
‫صلَبوه َو َٰلَ ِكن ش ِبّهَ لَه ۡۚۡم َوإِ َّن ٱلَّذِينَ ۡ‬
‫ٱختَلَفواْ فِي ِه لَ ِفي ش َّٖكّ ِ ّم ۡن ۚۡه (‪  157 )...‬اآلية ‪ 157‬من السورة ‪4‬‬ ‫َ‬
‫(النساء)‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة المدثر ‪ ،‬اآلية ‪.31‬‬
‫‪ 3‬سورة اإلسراء ‪ ،‬اآلية ‪.107‬‬
‫‪214‬‬
‫الــرحـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن‬

‫ۡ َ َ ۡ َ َ َ ۡ َ ۡ َ ُ َ ُّ َ َ ُ َ َ َ َ‬ ‫ون َلٱ يَٰع َ‬ ‫ۡ َ َ ۡ َ َ ُّ َ‬


‫زنل لٱ عل ِۡ َنالٱ ‬ ‫ٱ‬ ‫لٱ ي‬ ‫ن‬ ‫لٱ أ‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫لٱ ر‬ ‫ِع‬‫ط‬‫ٱ‬ ‫ت‬‫س‬ ‫لٱ ي‬ ‫ل‬ ‫لٱ ه‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫لٱ م‬ ‫ن‬ ‫لٱ لب‬ ‫يَس‬ ‫ٱ‬ ‫‪ ‬إٱذ لٱ قال لٱ لۡلوارٱي‬
‫َ ُ ْ ُ ُ َ ِه ۡ ُ َ‬ ‫لٱ م ۡؤ ٱمن َ‬‫نت ُّ‬ ‫ُ‬
‫نلٱ ك ُ‬ ‫َ َ ّٗ َ ِه َ َ َ ِه ُ ْ ِه َ‬
‫يد لٱ أنلٱ نأكللٱ ‬ ‫ٱَّيلٱ ‪ 112‬لٱ قاّوا لٱ ن ٱَ‬ ‫مائٱد لٱ ة لٱ مٱن لٱ لّس لٱ ماءٱِۖلٱ قال لٱ لتقوا لٱ لَّ لٱ إ ٱ‬
‫لٱ للشهد َ‬‫لٱ علَ ِۡ َها لٱ م َٱن ِه ٱَٰ‬ ‫ۡ َ َ َ ۡ َ ِه ُ ُ ُ َ َ َ ۡ َ َ َ َ ۡ َ َ ۡ َ َ َ َ ُ َ َ‬
‫ٱينلٱ ‬ ‫مٱنها لٱ وتطمئٱن لٱ قلوبنا لٱ ونع لٱ ل لٱ أن لٱ قد لٱ صدقتنا لٱ ونكون‬
‫َ ُ ُ‬ ‫َ ۡ ُ َ ۡ َ َ ِه ُ ِه َ ِه َ َ ۡ َ‬
‫لٱ علَ ِۡ َنالٱ َمائ َد ّٗلٱ ة لٱ م َٱن ِه‬ ‫َ َ‬
‫لٱ لّس َلٱ ماءٱلٱ تكونلٱ ‬ ‫ٱ‬ ‫نزل‬‫‪ 113‬لٱ قال لٱ عٱيَس لٱ لبن لٱ مَي لٱ لّله لٱ ربنا لٱ أ ٱ‬
‫َ َ‬ ‫لٱ للرَٰزق َ‬ ‫ري ِه‬ ‫َ َ ۡ َُۡ ََ َ َ‬
‫لٱ خ ۡ ُ‬ ‫ّٗ َ ِه َ َ َ َ َ َ َ ّٗ‬ ‫َ‬
‫ٱَّي لٱ ‪ 114‬لٱ قاللٱ ‬ ‫ٱ‬ ‫نت‬ ‫أ‬‫لٱ و‬ ‫ا‬‫ن‬‫ق‬ ‫ز‬ ‫لر‬ ‫لٱ و‬ ‫ك‬ ‫ٱن‬
‫م‬ ‫لٱ ‬ ‫لٱ ‬
‫ة‬ ‫لٱ ۡلونلٱلٱ ا لٱ وءاخ ٱٱَنا لٱ وءاي‬
‫ٱِدا ٱ‬‫نلَا لٱ ع لٱ ‬
‫َ َ ِه‬ ‫ُ َ ُ َ‬ ‫ۡ ُ‬ ‫َُ ُ ََ ُ َ‬ ‫ ِه ُ‬
‫زنّ َها لٱ عل ِۡك ۡ لٱ ف َمن لٱ يَكف َۡ َلٱ ب ۡع ُد لٱ مٱنك ۡ لٱ فإ ٱ ٱِن لٱ أعذٱبُ ُهۥ لٱ عذ ّٗلٱ ابا لٱ للٱ ‬ ‫لَّ لٱ إ ٱ ٱِن لٱ م ٱ‬
‫َ‬ ‫ُ َ ُ ُ َ َ ّٗ َ ۡ َ َٰ َ‬
‫‪1‬‬
‫أعذٱبهۥلٱ أي لٱ دالٱ مٱنلٱ للعل ٱمَّيلٱ ‪115‬لٱ ‪‬‬

‫جاءت عبارة "القيامة" مرة واحدة فقط في السورة ‪( 19‬مريم) اآلية ‪، 95‬‬
‫وجاءت عبارة "الساعة" مرة واحدة فقط في السورة ‪( 19‬مريم) وذلك في‬
‫اآلية ‪: 75‬‬

‫ ِه َ َٰ َ َ ۡ َ ۡ ُ ۡ َ ُ ِه ۡ َ َٰ ُ َ ًّ َ ِه َٰٓ َ َ َ ۡ ْ َ َ َ‬ ‫ُۡ َ َ َ‬
‫لٱ مالٱ يُوع ُدونلٱ إ ٱ ِهمالٱ ‬ ‫لٱ فلٱ لّضللةٱلٱ فلِمددلٱ َّللٱ لَّيمنلٱ مدالٱ يَّتلٱ إٱذالٱ رأوا‬
‫‪ ‬قللٱ منلٱ َكن ٱ‬
‫ۡ َ َ َ ِه ِه َ َ َ َ َ ۡ َ ُ َ َ ۡ ُ َ َ ي ِه َ ّٗ َ َ ۡ َ ُ ُ ّٗ‬
‫ندالٱ ‪75‬لٱ ‪‬‬
‫لٱ ج لٱ ‬ ‫للعذابلٱ ِإَومالٱ لّساع لٱ ةلٱ فسِعلمونلٱ منلٱ هولٱ َشلٱ لٱ مَك لٱ نالٱ وأضعف‬

‫والعدد ‪ 75‬هو رقم سورة "القيامة"‪ .‬و ُذ ِّكرت عبارة "يوم القيامة" آلخر‬
‫مرة في القرآن في سورة "القيامة" ورقمها ‪.75‬‬
‫من السورة ‪( 19‬مريم) إلى السورة ‪( 75‬القيامة) ذكرت عبارة "يوم القيامة"‬
‫‪ 35‬مرة ‪ ،‬وذلك في ‪ 19‬سورة مختلفة‪: 2‬‬

‫‪ 1‬هذه اآليات من السورة ‪( 5‬المائدة) مجازية للغاية‪ .‬الحديث في أيامنا يدور حول مائدة العلم‬
‫والدراسة والعلميات الرياضية والهندسية والتحليلية‪...‬‬
‫‪ 2‬أنظر الملحق رقم ‪ ، 11‬عبارة "يوم القيمة" في القرآن‪.‬‬
‫‪215‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫‪ ‬إن العدد ‪ 35‬هو حاصل ضرب ‪ 5‬فـي ‪ ، 7‬فـي حـين أن العـدد ‪75‬‬
‫هو رقم سورة "القيامة" المكون من ‪ 5‬و ‪.7‬‬
‫‪ 19 ‬سـ ـ ــورة مختلفـ ـ ــة ‪ 19 :‬مثـ ـ ــل رقـ ـ ــم سـ ـ ــورة "مــــــريم" فـ ـ ــي ترتيـ ـ ــب‬
‫المصحف‪.‬‬

‫إن السورة ‪ 19‬في ترتيب المصحف تحمل الرقم ‪ 44‬في ترتيب التنزيل‪.‬‬
‫أما السورة ‪ 75‬في ترتيب المصحف فتحمل الرقم ‪ 31‬في ترتيب التنزيل‪.‬‬
‫فجمع عددي ترتيب التنزيل يعطي ‪ .)75 = 31 + 44( 75‬وهذا ما‬
‫يوافق من جديد رقم سورة "القيامة"‪.‬‬

‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫اسم الســـور‬


‫‪44‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫‪31‬‬ ‫‪75‬‬ ‫القيامة‬
‫‪‬‬
‫‪75 = 31 + 44‬‬

‫من السورة ‪ 19‬إلى السورة ‪ 75‬نحصي ‪ 57‬سورة ‪:‬‬


‫‪ 57‬ســـورة‬

‫الســورة ‪75‬‬ ‫الســورة ‪19‬‬

‫‪ 35‬مرة ذ ِكرت فيها عبارة " يـوم القيـامـة"‬


‫وذلك من خالل ‪ 19‬سورة‬

‫و ‪ 57‬هو حاصل ضرب ‪ 19‬في ‪: 3‬‬

‫‪57 = 3 x 19‬‬

‫‪216‬‬
‫الــرحـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن‬

‫هناك ‪ 19‬سورة من بين ‪ 57‬تتضمن عبارة "يوم القيـامـة" ‪ 35‬مرة‪ .‬و ‪57‬‬
‫هو مقلوب ‪ 75‬؛ في حين أن ‪ 35‬هو حاصل ضرب ‪ 7‬في ‪ 5‬أو ‪ 5‬في ‪.7‬‬
‫إن السورة ‪ 75‬في ترتيب المصحف تحمل الرقم ‪ 31‬في ترتيب التنزيل‪.‬‬
‫في حين أن السورة رقم ‪ 31‬في ترتيب المصحف هي سورة "لقما " وهي‬
‫تحمل رقم ‪ 57‬في ترتيب التنزيل ‪:‬‬

‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫أسماء السور‬


‫‪31‬‬ ‫‪75‬‬ ‫القيامة‬
‫‪57‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬

‫والســورة ‪ 57‬فــي ترتيــب المصــحف هــي ســورة "الحديــد" ورقمهــا فــي ترتيــب‬
‫التنزيل هو ‪.94‬‬

‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫اسم السورة‬


‫‪94‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬

‫فـ ــي حـ ــين أن ‪ 94‬هـ ــو حاصـ ــل جمـ ــع رقـ ــم سـ ــورة "مــــريم" ‪ 19‬ورقـ ــم سـ ــورة‬
‫"القيامــة" ‪ .)94 = 75 + 19( 75‬والســورة رقــم ‪ 94‬فــي ترتيــب المصــحف‬
‫هي سورة "الشرح"‪.‬‬

‫***‬

‫من ضمن جميع أرقام اآليات التي ذكر فيها اسم مريم عليها السالم‬
‫يتكرر رقم واحد فقط وهو ‪ .27‬وقد جاء ذلك في السورة ‪ 19‬و ‪.57‬‬

‫‪217‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫‪ ‬في السورة ‪( 19‬مريم)‪:‬‬

‫َ ۡ َ َ َ ۡ ُ ُ َ ُ ْ َ َٰ َ ۡ َ ُ َ َ ۡ ۡ َ ۡ ّٗ َ ّٗ‬
‫تلٱ شيلٱ الٱ ف ٱَ لٱ يالٱ ‪27‬لٱ ‪‬‬ ‫َََ ۡ‬
‫جئ ٱ‬
‫‪ ‬فأتتلٱ بٱهٱۦلٱ قومهالٱ َت ٱملهۥلٱ قاّوالٱ يمَي لٱ لٱ لقدلٱ ٱ‬

‫‪ ‬وفي السورة ‪( 57‬الحديد)‪:‬‬

‫َ‬ ‫لٱ و َق ِهفِۡنَا لٱ بع َ‬


‫يَس لٱ لب ۡ ٱن لٱ َم َۡيَ َلٱ لٱ َو َء اتِۡ َن َٰ ُه لٱ ‬ ‫ٱٱ‬ ‫لٱ ء َاث ََٰهٱ لٱ ب َُ ُسل ٱنَا َ‬
‫ٱ‬ ‫لٱ ق ِهفِۡنَا َ َ َٰٓ‬
‫لٱ لَع َ‬ ‫ُ ِه َ‬
‫‪ ‬ث‬
‫ٱ‬
‫َ‬ ‫ۡ‬
‫لإل جنٱِل لٱ (‪)...‬لٱ ‪27‬لٱ ‪‬‬ ‫ٱ‬

‫نشير إلى أن ‪ ، 57‬رقم سورة "الحديد" فـي ترتيـب المصـحف ‪ ،‬هـو حاصـل‬
‫ضرب ‪ 19‬في ‪: 3‬‬

‫‪ 19 ‬هو رقم سورة "مريم" في ترتيب المصحف ؛‬


‫‪ 3 ‬هــو رقــم ســورة "آل عمـ ار " فــي ترتيــب المصــحف‪ .‬وقــد ُذكــر اســم‬
‫عمران ‪ 3‬مرات في القرآن‪.1‬‬

‫***‬

‫إن الســورة التــي تحمــل رقــم ‪ 57‬فــي ترتيــب المصــحف هــي ســورة "الحديــد"‪.‬‬
‫وثمة صلة مباشرة في القرآن بين "الحديد" و "يوم القيامة"‪.‬‬

‫نق أر في السورة ‪( 50‬ق) قوله تعالى ‪:‬‬

‫ي‬ ‫ََۡ ۡ َ َ َ َ َ َۡ َ َ َ َ َ ََ َ ُ ۡ‬ ‫ ِه َ ۡ ُ َ‬
‫ۡص َكلٱ لَّلَ ۡو َملٱ َيد لٱ ‬
‫ٱيدلٱ ‪22‬لٱ ‪‬‬ ‫لٱ فلٱ غفلةلٱ مٱنلٱ هَٰذالٱ فكشفنالٱ عنكلٱ غٱطاءكلٱ فب‬
‫‪ ‬لقدلٱ كنت ٱ‬

‫‪ 1‬اآليتان ‪ 33‬و ‪ 35‬من السورة ‪( 3‬آل عمران) واآلية ‪ 12‬من السورة ‪( 66‬التحريم)‪.‬‬
‫‪218‬‬
‫الــرحـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن‬

‫ونقـ ـ أر ف ــي الس ــورة ‪( 17‬الســـراء) ف ــي ترتي ــب المص ــحف و ‪ 50‬ف ــي ترتي ــب‬
‫التنزيل قوله تعالى في اآلية ‪: 50‬‬

‫ً‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُۡ ُ ُ ْ َ ًَ َ‬


‫‪ ‬قللٱ كونوالٱ جارةلٱ أولٱ ديدالٱ ‪50‬لٱ ‪‬‬

‫أما في السورة ‪( 57‬الحديد) فقد جاء قوله تعالى عن "الحديد" ‪:‬‬

‫لٱ و َم َنَٰف ُلٱ علٱ ۡ ه‬ ‫َۡ ي َ ي‬ ‫‪َ )...( ‬وأ َ َ‬


‫نز ۡنلَالٱ ۡ َ‬
‫لناسلٱ (‪)...‬لٱ ‪25‬لٱ ‪‬‬ ‫يد َ‬ ‫لۡلد َلٱ ‬
‫يدلٱ ف هلٱ لٱ بأسلٱ شد‬

‫فـي حـين أن عبـارة "البـأس الشـديد" ذكـرت أيضـا فـي السـورة ‪( 18‬الكهـ )‬
‫على سبيل اإلنذار من "يوم القيامة" ‪:‬‬

‫هُُۡ َ َُ َ ُۡ ۡ َ ه َ َ ۡ َ ُ َ‬ ‫َ ّٗ ُ َ َ ۡ ّٗ َ ّٗ‬
‫يدا لٱ من لٱ َلنه لٱ ويبۡش لٱ لۡ لٱ مؤمنّي لٱ لَّلين لٱ يعملونلٱ ‬‫سا لٱ شد لٱ ‬ ‫‪ ‬ق لٱ ما لٱ َّلنذر لٱ بأ لٱ ‬
‫َه َ َ‬ ‫ه‬
‫للصَٰل َ‬
‫حَٰتلٱ أنلٱ ۡ ُه ۡ لٱ أ ۡج ًمالٱ َ َس ّٗلٱ نالٱ ‪2‬لٱ ‪‬‬

‫ي‬ ‫َ ۡ ي َ‬
‫َذ َكـر هللا ســبحانه وتعــالى اســم "الحديــد" وقــال بــأن فيــه "بــأسلٱ شــدلٱ يدلٱ "‪ .‬كمــا‬

‫ُذكــرت هــذه الكلمــة أي "الحديــد" وصــفا لحاســة "البصــر" فــي "يــوم القيامــة"‪.‬‬
‫فكلمــة "الحديــد" هنــا ليســت اســما بــل صــفة للبصــر ‪ ،‬فالبصــر الحديــد هــو‬
‫بصــر كثيــر الحــدة ‪ ،‬بصــر نافــذ‪ .‬وبصــر المــرء يــوم القيامــة نافــذ ألن كــل‬
‫شيء يكون بينا وواضحا يومها‪.‬‬

‫فيــوم القيامــة يكــون البصــر فيــه حديــدا‪ .‬والمبالغــة فــي وصــف شــيء بالحــدة‬
‫تعطــي هــذه الصــيغة أي "حديــد" علــى وزن "فعيــل"‪ .‬كمــا أنــه مــن الممكــن أن‬
‫نقول "حاد" أو "كثير الحدة" ‪ ،‬لكن هللا سبحانه وتعالى قال "حديد" ال غيرها‪.‬‬
‫‪219‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫لذا يسهل الربط بين "الحديد" المقصود منه ذلـك المعـدن المنيـع و "الحديـد"‬
‫المقصود به كثرة الحدة والنفاذ يوم الهول األكبر‪.‬‬

‫فالعالقــة إذاً وطيــدة بــين "الحديــد" وبــين "يــوم القيامــة" وأهوالهــا ال ســيما ‪-‬‬
‫كمــا ذكرنــا ‪ -‬أن كلمــة "حديـــد" جــاءت أيضــا فــي ســياق الحــديث عــن أه ـوال‬
‫جهنم في السورة ‪( 17‬السراء) ‪:‬‬

‫ً‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُۡ ُ ُ ْ َ ًَ َ‬


‫‪ ‬قللٱ كونوالٱ يٱجارةلٱ أولٱ يدٱيدالٱ ‪50‬لٱ ‪‬‬

‫وهــذا اليــوم هــو يــوم "الفرقــا " اليــوم الــذي يتضــح فيــه كــل شــيء ويســتفيق‬
‫المرء من غفلته ‪ ،‬وهو يوم الشرح‪.‬‬

‫وإلى هذا كله يشير ترتيب التنزيل لسـورة "الحديد" ‪ .94‬فالسـورة التـي تحمـل‬
‫هذا الرقم في ترتيب المصحف هي سورة "الشرح"‪.‬‬

‫***‬

‫استعرضــنا أعــاله أنــه مــن الســورة ‪ 19‬إلــى الســورة ‪ 75‬توجــد ‪ 19‬ســورة مــن‬
‫بين ‪ 57‬تتضمن عبـارة "يـوم القيامـة"‪ .‬وهـذه العبـارة ال توجـد إال مـرة واحـدة‬
‫في السورة ‪: 19‬‬

‫َ ً‬ ‫ۡ‬ ‫‪َ ‬و ُُكُّ ُه ۡ َ‬


‫لٱ ءاتٱِهٱلٱ يَ ۡو َملٱ للقٱ َيَٰ َم لٱ ةٱلٱ ف َۡدالٱ ‪95‬لٱ ‪‬‬

‫‪220‬‬
‫الــرحـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن‬

‫جــاءت عبــارة "القيامـــة" مصــحوبة بلفظــة "فـــردا" وهــي صــفة ‪ ،‬أي أن يــوم‬
‫القيامة َي ْم ُث ُل كل امرئ بمفرده أمام هللا‪.‬‬

‫وهذه اللفظة نفسها أي "فردا" جاءت في موضـع آخـر ‪ ،‬فـي السـورة ‪ 19‬فـي‬
‫سياق الكالم عن يوم القيامة ‪:‬‬

‫َ َ ُ ُ َ َ ُ ُ َ َ ۡ َ َ ّٗ‬
‫ينالٱ ف ۡم لٱ دالٱ ‪80‬لٱ ‪‬‬ ‫‪ ‬لٱ ونمثهۥلٱ مالٱ يقوللٱ ويأت‬

‫من هذه اآلية إلى آخر السورة ‪ 19‬توجد ‪ 19‬آيـة‪ 19 .‬كعـدد السـور التسـعة‬
‫عشر (‪ )19‬التـي تتضـمن عبـارة "يـوم القيامـة" مـن السـورة ‪( 19‬اآليـة ‪)95‬‬
‫إلـ ــى السـ ــورة ‪" 75‬القيامــــة"‪ .‬ففـ ــي اآليـ ــة ‪ 95‬وردت عبـ ــارة "يــــوم القيامــــة"‬
‫مصحوبة بلفظة "فردا"‪.‬‬

‫إن كلمة "فردا" ذكرت ثالث مرات في القرآن ‪:‬‬

‫‪ ‬مرتان في السورة ‪( 19‬مريم) في اآليتين ‪ 80‬و ‪ 95‬؛‬


‫‪ ‬ومرة واحدة في اآلية ‪ 89‬من السورة ‪( 21‬األنبياء) على لسان نبي ‪:‬‬

‫َ َ َ ه ۡ َ َ َٰ َ ه ُ َ َ َ َ ۡ َ ۡ ّٗ َ َ َ َ ۡ ُ ۡ‬
‫ريلٱ لل َوَٰرث َلٱ ‬
‫ّيلٱ ‪89‬لٱ ‪‬‬ ‫‪ ‬وزكميالٱ إذلٱ نادىلٱ ربهۥلٱ ربلٱ للٱ تذريلٱ فم لٱ دالٱ وأنتلٱ خ‬

‫جــاءت كلمــة "فــردا" لثالــث مـرة فــي ســورة "األنبيــاء" علــى لســان زكريــا ‪.‬‬
‫فــي حــين أن الحــديث عــن زكريــا ‪ ‬يفتــتح الســورة ‪( 19‬مــريم) التــي فيهــا‬
‫ُذكر لفظة "فردا" مرتين ‪:‬‬

‫‪221‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫ورةُ َ‬
‫لٱ م ۡلٱ َ َي َلٱ لٱ ‬ ‫ُس َ‬

‫تَتيبهالٱ فلٱ المصحفلٱ ‪ 19 :‬وفي التنزيل ‪.44‬‬

‫لٱ لَّٱ ِنَٰم ِه‬ ‫ ِه‬


‫لٱ لَّٱ ِه‬
‫لٱ لَّيٱِ ٱلٱ لٱ ‬ ‫ِمۡسِب‬
‫َ ّٗ‬ ‫ۡ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُۡ ََۡ َ َ َ‬
‫لٱ ر ِهب ُهۥلٱ ن َٱدا ًء لٱ خفٱ لٱ ِالٱ ‪3‬لٱ ‬
‫ى َ‬ ‫اد َٰ‬ ‫لٱ ربٱك لٱ ع ۡب َدهُۥلٱ َزكَٱ ِهيالٱ لٱ ‪ 2‬لٱ إٱذ لٱ ن‬ ‫ت‬ ‫‪ ‬كهِعص لٱ ‪ 1‬لٱ ذٱكَ لٱ رُح ٱ‬
‫ك َ‬ ‫َ ۡ َ َ َ ِه ۡ ُ َ ۡ ّٗ َ َ ۡ َ ُ ُۢ ُ َ َ‬ ‫ََ َ َۡۡ ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫بلٱ ‬ ‫ٱ‬ ‫لٱ ر‬ ‫ب لٱ إ ٱ ٱِن لٱ وهن لٱ للعظ لٱ م ٱٱن لٱ ولشتعل لٱ لَّأس لٱ شي لٱ با لٱ وّ لٱ أكن لٱ بٱدًعئ ٱ‬ ‫قال لٱ ر ٱ‬
‫ ِه ُ َ‬ ‫ۡ َ َ َ ّٗ َ‬
‫الٱ ف َه ۡ‬ ‫ََ َ‬ ‫تلٱ لّ ۡ َم َو َٰ ٱ َ‬ ‫َشقٱ ّٗلٱ ِالٱ ‪ 4‬لٱ ِإَوِن لٱ خ ۡٱف ُ‬
‫ٱنلٱ َلنكلٱ لٱ ‬ ‫لٱ َللٱ م‬
‫ٱ‬ ‫ب‬ ‫تلٱ لمَأ ٱَتلٱ ًعق لٱ ٱَ‬ ‫ٱيلٱ وَكن ٱ‬ ‫ٱنلٱ و َراء‬
‫َل لٱ م َ‬
‫ٱ‬
‫َ ّٗ َ ُ َ َ ُ ۡ َ َ ۡ ُ َ َ ۡ َ ۡ ُ َ َ ّٗ‬
‫ض لٱ ِالٱ ‪6‬لٱ ‪‬‬ ‫بلٱ ر ٱ‬ ‫ثلٱ مٱنلٱ ءا ٱللٱ يعقوبلٱ ولجعلهلٱ ر ٱ‬ ‫نلٱ لٱ وي ٱَ لٱ ‬
‫َّلالٱ ‪5‬لٱ ي ٱَث ٱ لٱ ‬
‫و ٱلٱ ‬

‫من جانب آخر يالحظ أن اآليـة األولـى التـي ُذكـرت فيهـا لفظـة "فـردا"‪ 1‬فـي‬
‫الق ـرآن تبــدأ بكلمــة "ونرثــه" ‪ ،‬فــي حــين أن اآليــة األخي ـرة التــي ُذكــرت فيهــا‬
‫لفظة "فردا"‪ 2‬تنتهي بكلمة "الوارثين"‪.‬‬
‫ومفهوم الميـراث أيضا يشير ص ارحـة وبكل وضوح إلى يوم القيامة ‪ ،‬مثال ‪:‬‬
‫‪ ‬في اآلية ‪ 40‬من السورة ‪( 19‬مريم) ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ ِه َ ۡ ُ َ ُ ۡ َ َ َ َ ۡ َ‬
‫لٱ علَ ِۡ َها َ ۡ‬
‫لٱ ِإَوَّل َنالٱ يُ َۡ َج ُعونلٱ ‪40‬لٱ ‪‬‬ ‫ثلٱ لۡلۡرضلٱ ومن‬
‫‪ ‬إٱنالٱ َننلٱ ن ٱَ لٱ ‬

‫‪ ‬في اآلية ‪ 105‬من السورة ‪( 21‬األنبياء) ‪:‬‬


‫ۡ َ ِه ۡ َ َ‬
‫ۡرضلٱ يََ ُث َه ا لٱ عٱبَاد َ‬ ‫لٱ ب ۡ‬ ‫َََ ۡ َ‬
‫لٱ كتَبۡنَا لٱ ف لٱ ِه‬
‫لّز بُور لٱ مٱ ُۢن َ‬
‫ٱيلٱ ‬ ‫ٱ‬ ‫لٱ لۡل‬ ‫ن‬ ‫لٱ أ‬ ‫ٱ‬ ‫َ‬ ‫ٱك‬ ‫لٱ لَّل‬ ‫د‬
‫ٱ‬ ‫ع‬ ‫ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫‪ ‬و للٱ ق د‬
‫َ‬ ‫ ِه‬
‫للص َٰل ُٱحونلٱ ‪105‬لٱ ‪‬‬

‫‪ 1‬سورة مريم ‪ ،‬اآلية ‪.80‬‬


‫‪ 2‬سورة األنبياء ‪ ،‬اآلية ‪.89‬‬
‫‪222‬‬
‫الــرحـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن‬

‫‪ ‬في اآلية ‪ 5‬من السورة ‪( 28‬القصص)‪:‬‬


‫َ َ ۡ َ َ ّٗ َ ۡ َ‬ ‫َۡ‬ ‫َُ ُ َ ه ُ ه ََ ه َ ۡ ۡ ُ ْ‬
‫لٱ ون َعل ُه ۡ لٱ أئ هم لٱ ة لٱ َون َعل ُه ُ لٱ ‬ ‫لٱ لس ُتضعفوا لٱ ف لٱ لۡلۡرض‬ ‫‪ ‬ونميد لٱ أن لٱ نمن لٱ لَع لٱ لَّلين‬
‫ۡ‬
‫لل َوَٰرث َلٱ ‬
‫َّيلٱ ‪5‬لٱ ‪‬‬

‫***‬

‫جاءت لفظة "فردا" للمرة األولى في اآلية ‪ 80‬من السورة ‪ .19‬والسورة التـي‬
‫تحمل الرقم ‪ 80‬في ترتيب المصحف هي سورة "عبس"‪.‬‬
‫ه ََ ُ‬
‫لٱ رب َنـالٱ ‬
‫افلٱ مـن ه‬ ‫يوصف يوم القيامة في القـرآن بكونـه يومـا عبوسـا‪  : 1‬إنالٱ َن‬
‫وسالٱ َق ۡم َطم ّٗ‬
‫يمالٱ ‪.2‬‬ ‫يَ ۡو ًمالٱ َع ُب ّٗ‬

‫كثي ار ما نجد في ترجمات القرآن إلى الفرنسية أن اسم السورة ‪" 80‬عبس"‬
‫تُ ِّ‬
‫رجم بكلمة ”‪" “Renfrogné‬مقطب"‪ ،‬وهي كلمة في اللغة الفرنسية ال‬
‫تستخدم سوى لقسمات جبهة االنسان عندما تكون مقطبة من جراء‬
‫االستياء‪ .‬ولكن كلمة "عبس" ومشتقاتها في اللغة العربية وفي القرآن ال‬
‫تستخدم حصريا لجبهة االنسان أو للوجه فحسب‪ ،‬مثال نقول عبس اليوم‬
‫بمعنى اشتد‪ .‬لذلك ال نستطيع مثال أن نترجم "يــومــا عــبــوســا" بـ ‪“un‬‬

‫‪ 1‬إن كلمة "العبوس" ال يوصف بها "يوم القيامة" و"الساعة" فحسب وإنما توصف بها‬
‫"أشراط الساعة" أيضا‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة اإلنسان ‪ ،‬اآلية ‪.10‬‬
‫‪223‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫”‪ jour renfrogné‬أي "يوم مـقـطـَّب" بل ”‪ “un jour froncé‬أي "يوم‬


‫عبوس" ‪" ،‬مغضن ‪ ،‬متجعد ومنعقد‪."1‬‬

‫وفكرة التغضن هذه ترتبط أيضا بالـيـوم اآلخـر كما توضح اآلية التالي ـة ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ۡ ُ ُ َ َ َ َ ۡ َ َ ه َ َ ۡ ُّ‬ ‫َ‬ ‫‪ ‬يَ ۡو َم َلٱ ن ۡطوي ه‬
‫ُ‬
‫بلٱ كمالٱ بدأنالٱ أوللٱ خلقلٱ لٱ نع دهۥلٱ (‪)...‬‬ ‫لٱ لۡس َما َءلٱ ك َلٱ ‬
‫طيلٱ لۡسجللٱ ۡلكت ى‬
‫‪ .2 104‬نشير هنا بالرجوع إلى هذه اآلية إلى أن فكرة تقلص الكون‬
‫وكذلك فكرة اتساعه ليست غريبة عن علم الكونيات‪.‬‬

‫إن المفهوم الذي يعبر عنه فعل "عبس" ِّ‬


‫وصفة "العبوس" أو "العبـاس" هـو‬
‫ص ــفة م ــن الص ــفات الت ــي ت ــرد ف ــي س ــياق الك ــالم ع ــن ي ــوم القيام ــة ال ف ــي‬
‫اإلسالم فحسب بل في كل األديان ومنها اليهودية والمسيحية أيضا‪.‬‬

‫إضافة إلى أنه اسم إلحدى سور القرآن فإن فعل "عبس" ورد مرتين في‬
‫القرآن‪:‬‬
‫‪ ‬أولها في اآلية ‪ 22‬من السورة ‪( 74‬المدثر) ‪:‬‬
‫سلٱ َوب َ َ َ‬ ‫ُ َ‬
‫ِسلٱ ‪22‬لٱ ‪‬‬ ‫‪‬لٱ ث ه لٱ عبَ َ لٱ ‬

‫‪ ‬ثانيها في اآلية ‪ 1‬من السورة ‪( 80‬عبس) ‪:‬‬


‫َۡۡ‬ ‫َللٱ ‪1‬لٱ أَن َ‬ ‫ه‬
‫سلٱ َوتَ َو َٰٓ‬ ‫َ‬
‫لٱ جا َءهُلٱ لۡلع َ َٰلٱ ‬
‫ملٱ ‪2‬لٱ ‪‬‬ ‫‪ ‬عبَ َ لٱ ‬

‫‪ 1‬تلميح محتمل لتقلص الزمان والمكان وهللا أعلم‪.‬‬


‫‪ 2‬سورة األنبياء ‪ ،‬اآلية ‪.104‬‬
‫‪224‬‬
‫الــرحـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن‬

‫ولما استُعملت كلمة "عبس" في اآلية ‪ 1‬من السورة ‪ 80‬كان السياق‬


‫يخص رجال "أعمى"‪ .‬في حين لما استعملت ألول مرة اقترنت بحاسة‬
‫سلٱ َوب َ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ ََ‬
‫ِسلٱ ‪22‬لٱ ‪.1‬‬ ‫النظر الذي جاء ذكره قبلها ‪  :‬ث ه لٱ نظ َلٱ ملٱ ‪21‬لٱ ث ه لٱ عبَ َ لٱ ‬

‫ُه َ‬
‫لٱ وب َ َ َلٱ ‬
‫ِسلٱ ‬ ‫لٱ عبَ َس َ‬ ‫زيـادة على هذا فإن اآليـة ‪ 22‬تسوق فعلين متتالييـن ‪  :‬لٱ ث‬

‫‪22‬لٱ ‪ ‬ولفظ ــة "بســــر" قريب ــة ص ــوتيا م ــن لفظ ــة "بصــــر" أي حاس ــة النظ ــر‬
‫والرؤي ــة‪ .‬ولفظ ــة "البصـــــر" ظه ــرت ف ــي اآلي ــة ‪ 22‬م ــن الس ــورة ‪ 50‬الت ــي‬
‫ي‬ ‫ََ َ ُ َ ۡ‬
‫كلٱ لَّلَ ۡو َملٱ َ د لٱ ‬
‫يدلٱ ‪22‬لٱ ‪.‬‬ ‫رأيناهـا من قبل ‪  :‬لٱ فبۡص لٱ ‬

‫***‬
‫إن لفظتي "الحديد" و "عبس" لهما عالقة بالنظر والرؤية‪ .‬ومن جهة أخرى‬
‫فإن "الحديد" و "عـبس" همـا علـى التـوالي اسـم السـورة ‪ 57‬والسـورة ‪ 80‬فـي‬
‫ترتيب المصحف‪.‬‬

‫نحصي من األولى إلى الثانية ‪ 24‬سورة ‪:‬‬

‫الســــــــــــــــــور‬
‫سورة عبس‬ ‫سورة الحديد‬
‫‪ 24‬في ترتيب التنزيل‬ ‫‪ 94‬في ترتيب التنزيل‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪80 79 78 77 76 75 74 73 )...( 65 64 63 62 61 60 59 58 57‬‬
‫‪ 24‬ســورة‬

‫سورة المدثر ‪ ،‬اآلية ‪ 21‬و ‪.22‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪225‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫‪ 24‬في ترتيب التنزيل هو رقم السورة ‪( 80‬عبس) في ترتيب المصحف‪.‬‬


‫وهو أيضا رقم سورة "النور" في ترتيب المصحف‪ .‬والنور هو الذي يسمح‬
‫بالرؤية واإلبصار‪ .‬كما أن السورة ‪ 57‬في ترتيب المصحف ‪ ،‬رقمها في‬
‫التنزيل ‪ .94‬والسورة ‪ 94‬في ترتيب المصحف هي سورة "الشرح"‪.‬‬

‫ويليق أن نذكر هنا بأن عيسى بن مريم ‪ ‬كان يبرئ األكمه أو األعمى‬
‫وبعث أيضا لتبصرة الناس على الحقائق إذ نق أر في إنجيل‬
‫باذن َّللا ‪ُ ،‬‬
‫يوحنا ‪ » :‬قال يسوع ‪" :‬إني جئت لهذا العالم إلصدار حكم ‪ :‬أن يبصر‬
‫الذين ال يبصرون ويعمى الذين يبصرون"‪.1« 39‬‬

‫***‬

‫لنعد اآلن إلى السورتين ‪( 9‬التوبة) و ‪( 27‬النمل)‪ .‬رأينا من قبل الصلة‬


‫بين هاتين السورتين‪ .‬فالسورة ‪ 9‬تعتبر استثناء ألن البسملة التظهر في‬
‫افتتاحها ‪ ،‬والسورة ‪ 27‬تعتبر استثناء بسبب البسملة الفريدة التي توجد في‬
‫اآلية ‪: 30‬‬

‫ه‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ه‬


‫لٱ لۡمّرلٱ ِن ه‬
‫لٱ لۡم لٱ لٱ ‪30‬لٱ ‪‬‬ ‫لٱ لَّ ه‬ ‫‪ ‬إن ُهۥلٱ منلٱ ُسل ۡ َم َٰ َنلٱ لٱ ِإَون ُهۥلٱ ِمۡسِب‬

‫بمــا أن اآليــة ‪ 30‬مــن الســورة ‪ 27‬اســتثنائية بكونهــا تتضــمن البســملة الفريــدة‬


‫لنتأمل اآلن اآلية ‪ 230‬من السورة ‪: 9‬‬

‫‪ 1‬يوحنا ‪.39/9 :‬‬


‫‪ 2‬رقم اآلية هذا يوافق ‪ 9‬من بين ‪ 11‬عدا في فواصل اآليات‪ .‬أنظر "مدخل للقرآن" (االختالف‬
‫في فواصل اآليات)‪.‬‬
‫‪226‬‬
‫الــرحـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن‬

‫ ِه َ َ َ ُ‬ ‫ٱِح ۡ‬‫تلٱ لنل ِه َص َٰ ََىلٱ لّ ۡ َمس ُ‬ ‫َ َ َ ۡ َ ُ ُ ُ َ ۡ ٌ ۡ ُ ِه َ َ َ‬


‫لٱ لب ُنلٱ لَّٱلٱ ذَّٰ ٱكلٱ ق ۡوّ ُه لٱ ‬ ‫لٱ وقال ٱ‬‫تلٱ لَّلهودلٱ عزي لٱ َلٱ لبنلٱ لَّٱ‬
‫‪ ‬وقال ٱ‬
‫َ ۡ ُ َ َٰ َ َ ُ ُ ِه ُ َ ِه َٰ ۡ َ ُ َ‬ ‫َ ۡ َ ۡ ُ َ َٰ ُ َ َ ۡ َ ِه َ َ َ ْ‬
‫ِنلٱ يُؤفكونلٱ ‪30‬لٱ ‪‬‬ ‫ٱينلٱ كف َُوالٱ ٱمنلٱ قبللٱ قتله لٱ لَّلٱ أ‬ ‫بٱأفوَٰهٱ ٱه لٱ يض ٱهلٱ ونلٱ قوللٱ لَّل‬

‫تش ــتمل كلت ــا اآليت ــين عل ــى اس ــم َعَلـ ـم ‪" :‬ســـليما " ‪ ‬ف ــي اآلي ــة ‪ 30‬م ــن‬
‫الســورة ‪ ، 27‬و"عزيـــر" فــي اآليــة ‪ 30‬مــن الســورة ‪ .9‬لكــن "ســـليما " ‪‬‬
‫معــروف لــدى الجميــع خــالف "عزيــر" الــذي لــم يــرد ذكـره إال مـرة واحــدة فــي‬
‫القرآن‪.‬‬

‫تذكر التفاسير أن ُعزي ار هذا هو العزيز والنبي الذي مكن اليهود من‬
‫استرجاع التوراة بعد أن فقدوها ونسوها‪.‬‬
‫وكلمة "عزير" منصرفة على صـيغة "ف َعْيـل" وهـي صـيغة تسـتعمل للتصـغير‬
‫فــي العربيــة‪ .‬وعلــى هــذا فهــي تصغيــر مــن كلمــة "عــزر" التــي تعنــي النصـرة‬
‫والتقوية‪.1‬‬

‫هذا عـن معناهـا فـي العربيـة‪ .‬لكـن يبـدو أن كلمـة "عزيـر" زيـادة علـى كونهـا‬
‫تصغير لكلمة "عزر" بالمعنى الـذي رأينـاه فإنهـا ‪ ،‬اسـتنادا للقـواميس العربيـة ‪،‬‬
‫اسـم َعَلـم بالعبريـة‪ .‬وهــذا االســم الـذي جــاء فـي القـرآن علــى لسـان اليهــود قــد‬
‫يكون له أثر في توراة اليهود‪.‬‬

‫وهي كلمة فيها تضاد‪ .‬فمن ناحية تعني الردع والضرب والتأديب ومن ناحية أخرى تعني‬ ‫‪1‬‬

‫النصرة والتقوية أي العزر والتعزير لذلك ربط المفسرون "عزير" بـ"العزيز"‪.‬‬


‫‪227‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫فعال يعثر على كلمـة "عـزور" فـي التـوراة العبريـة‪ ، 1‬وهـي بالعبريـة تصـغير‬
‫لكلمة "عزريا" و "عزريه" التي تعني "يه‪ 2‬ناصر وأغاث"‪ .‬وهذا يوافق معنى‬
‫"العزر" في العربية ‪ ،‬ومن هذه الكلمة اشتَُّقت كلمة "عزير"‪.‬‬

‫النصرة ‪ ،‬اإلغاثة ‪ ،‬التقوية‬ ‫بمعنى‬ ‫ِّمن العزر‬ ‫عزير‬ ‫العربية‬

‫عزريا ‪،‬‬ ‫עזוﬧ‬


‫ناصر ‪ ،‬أغاث ‪ ،‬قوى‬ ‫بمعنى‬ ‫ِّمن‬ ‫العبرية‬
‫عزريه‬ ‫عزور‬

‫"ع َزْرَيه" في التوراة العبرية كان في‬


‫ومن المفيد أن أول من ُذكر باسم َ‬
‫خدمة سليما ‪ 1" : ‬وكان الملك سليمان ملكا على كل إسرائيل ‪2‬‬
‫وهؤالء هم كبار الموظفين الذين له ‪ :‬عزريا بن صادوق الكاهن"‪.3‬‬

‫أمـا أق ـدم "عــزريـا" ُذك ـر ف ـي ال ـت ـوراة ال ـع ـب ـريـ ـة فـه ـ ـو حـفـي ـد "زارح" بن‬
‫"يـهـوذا" و "تامار" ‪ 1" :‬وهؤالء بنو إسرائيل ‪ :‬رأوبين وشمعون والوي‬
‫ويهوذا (…) ‪ )...( 3 )…( 2‬وكان عير ‪ ،‬بكر يهوذا ‪ ،‬شري ار في عينـي‬
‫الرب فأماته‪ 4 .‬وولدت له تامار كنتـه فارص وزارح‪6 )…( 5 .)…( .‬‬
‫وبنو زارح ‪ :‬زمري وأيتان وهيمان وكلكول ودارع‪ .‬مجموعهم خمسة‪7 .‬‬
‫(…) ‪ 8‬وابن أيتان ‪ :‬عزريا"‪.4‬‬

‫‪ 1‬سفر إرميا ‪ ، 1/28‬سفر حزقيال ‪ ، 1/11‬سفر نحميا ‪ .18/10‬إن مصادر الكتاب المقدس في‬
‫هذه الدراسة هي التوراة العبرية والعهد الجديد‪.‬‬
‫‪" 2‬يه" تصغير لكلمة "يهفي" بالعبرية التي تعني هللا‪.‬‬
‫‪ 3‬سفر الملوك األول ‪ 1/4 ،‬و ‪.2‬‬
‫‪ 4‬سفر األخبار األول ‪ /2 ،‬من ‪ 1‬إلى ‪.8‬‬
‫‪228‬‬
‫الــرحـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن‬

‫وزارح المولود ليهوذا وتامـار جـاء ذكـره فـي الحـديث عـن نسـب عيسـى ‪‬‬
‫فــي إنجيــل متــى ‪ ،‬مــع ذكــر أخيــه الت ـوأم فــارص ‪ 1 " :‬نســب يســوع المســيح‬
‫ابـ ــن داود ابـ ــن إب ـ ـراهيم ‪ 2 :‬إب ـ ـراهيم َوَل ـ ـ َد إسـ ــحق ‪ ،‬وإسـ ــحق َوَل ـ ـ َد يعقـ ــوب ‪،‬‬
‫ويعقوب َوَل َد يهوذا وإخوته ‪ 3‬ويهوذا ولد فارص وزارح من تامار ‪ ،‬وفارص‬
‫ولد حصرون ‪ ،‬وحصرون ولد أرام (‪ .1")...‬فمن اسم ازرح جاء اسم عـزور‬
‫و عزريا و عزريه وكلهم يعني "ناصر"‪.‬‬

‫وبتعبيــر آخــر فــإن مقولــة اليهــود فــي اآليــة ‪ 30‬مــن الســورة ‪ 9‬بشــأن "عزيــر"‬
‫تشير إلـى مـا ذهـب إليـه النصـارى حـول نسـب السـيد المسـيح ‪ .‬والكـالم‬
‫فــي الكتــاب المقــدس ع ــن نســب الســيد المســيح ‪ ‬يب ــين بوضــوح الـ ـوالدة‬
‫البشرية ال اإللهية للمسيح ‪ .‬وهو نسب من ولد فارص أخ زارح‪.‬‬

‫إن اآليــة ‪ 30‬مــن الســورة ‪( 27‬النمــل) تَـ ْذ ُكر ســيدنا ســليمان ‪ ‬واآليــة ‪30‬‬
‫مــن الســورة ‪( 9‬التوبــة) تــذكر ُعزيــر الــذي يفضــي إلــى نســب ســيدنا عيســى‬
‫‪ .‬واآلي ــة ‪ 30‬م ــن الس ــورة ‪( 19‬مـــريم) تؤك ــد نس ــبه البش ــري وتُ ِّفنـ ـد ك ــل‬
‫الدعاوى‪.‬‬

‫َ ۡ ُ ِه َ َ َٰ َ ۡ َ َٰ َ َ َ َ ّٗ‬ ‫َ َ‬
‫لٱ و َج َعل ٱنلٱ نب ٱلٱ ِالٱ ‪30‬لٱ ‪‬‬‫‪ ‬قاللٱ إ ٱ ٱِنلٱ عبدلٱ لَّٱلٱ ءاتى ٱنلٱ للكٱتب‬

‫وإنه لمن الالئق هنا ذكر قوله تعالى في السورة ‪( 78‬النبأ) ‪َ  :‬و ُ ِهك َ ۡ‬
‫لٱ َش ٍءلٱ ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أ ۡي َص ِۡ َنَٰ ُهلٱ كٱتَٰ ّٗبالٱ ‪29‬لٱ ‪.‬‬

‫‪ 1‬إنجيل متى ‪ 1/1 ،‬إلى ‪.3‬‬


‫‪229‬‬
‫الـرحــيــم‬

‫(الحــج و االحتجــاج)‬

‫ب ــدأنا د ارس ــتنا بإس ــم هللا ث ــم بلف ــظ الجـ ــاللة "الــــرحمن" ‪ ،‬لنت ــابع بد ارس ــة لف ــظ‬
‫الجاللة "الرحيم" ‪ ،‬وهو الكلمة الرابعة واألخيرة من البسملة‪.‬‬

‫بـسـم ا لـلـه ا لـرحـمـن ا لـرحـيـم‬


‫الر ِحيم‬
‫َّ‬ ‫الرحْ َمـن‬
‫َّ‬ ‫هللا‬ ‫بسم‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫تتضمن السـورة ‪( 9‬التوبـة) ‪ 9‬مـرات آخـر كلمـة مـن البسـملة "الـرحيم" وهـي‬
‫السورة الوحيدة التي ال تظهر البسملة في أولها‪ .‬كما أن المرة التاسـعة (‪)9‬‬
‫واألخيرة التي جاءت فيها لفظة "رحيم" في السورة ‪ 9‬كانت صفة للرسـول ‪.‬‬
‫وهي المرة الوحيدة‪ 1‬في القـرآن كله التي لم تكن اسما من إسماء هللا الحسنى ‪:‬‬

‫أنظر الملحق رقم ‪ : 2‬فرائد البسملة والملحق رقم ‪ : 6‬لفظ الجاللة "رحيم" في القرآن (دون‬ ‫‪1‬‬

‫بسمالت رؤوس السور)‪.‬‬


‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫ُ ۡ َ ٌ َ َ ۡ َ َ ُّ ۡ َ ٌ َ َ ۡ ُ‬ ‫ََ ۡ َ َ ُ ۡ َُ ي ۡ َ ُ‬
‫يز لٱ علِهٱلٱ مالٱ عن ٱت لٱ ي ٱَيص لٱ علِك لٱ ‬
‫ول لٱ مٱن لٱ أنفسٱك لٱ ع ٱز لٱ ‬
‫‪ ‬لقد لٱ جاءك لٱ رس لٱ ‬
‫ُۡ ۡ َ َ ي‬
‫وفلٱ ِهريٱِ يلٱ لٱ لٱ ‪128‬لٱ ‪.‬‬
‫لٱ ر ُء لٱ ‬ ‫بٱٱّمؤ ٱمن ٱَّي‬

‫فــالمرات الثماني ـة (‪ )8‬األولــى التــي وردت فيهــا لفظــة "رحــيم" فــي الســورة ‪9‬‬
‫اس ــتعملت كاس ــم م ــن أس ــماء هللا الحس ــنى ‪ ،‬أم ــا المـ ـرة التاســـعة (‪ )9‬فه ــي‬
‫استثناء بما أنها تميزت عن سابقاتها بكونها صفة للرسول ‪. ‬‬

‫بـ ــالموازاة مـ ــع ذلـ ــك نالحـ ــظ أن السـ ــور الثمانيــــة األولـ ــى مـ ــن الق ـ ـرآن تبـ ــدأ‬
‫بالبســملة‪ .‬أمــا الســورة التاســعة فهــي تتميــز بعــدم ظهــور البســملة‪ .‬وكمــا أن‬
‫الســورة ‪ 9‬التــي ال تظهــر بهــا بســملة هــي االســتثناء الوحيــد فــي القـرآن كلــه‬
‫فــإن لفظــة "رحـــيم" التاســـعة (‪ )9‬فــي الســورة ‪ 9‬هــي االســتثناء الوحيــد فــي‬
‫القرآن كله ألنها تنطبق على الرسول‪. 1‬‬

‫***‬

‫علل بعض المفسـرين عـدم وجـود البسـملة فـي أول السـورة ‪( 9‬التوبـة) بعـدة‬
‫ ِه‬
‫لٱ لَّٱ ِه‬
‫لٱ لّـَٱ ِنَٰملٱ ‬ ‫أسباب منها محتواها الشديد اللهجة‪ .‬فهي لهذا ال تبـدأ ب ـ " ِمۡسِب‬
‫ ِه‬
‫لَّيٱِ ٱلٱ "‪ .‬لكني شخصيا أعتقد أن السبب أعظم من ذلك بكثير‪.‬‬

‫‪ 1‬مرة أخرى يأتي العدد ‪ 9‬بالجديد‪ .‬إضافة إلى ذلك فإن الحمل البشري يدوم ‪ 9‬أشهر‪ ،‬إذ أن‬
‫الشهر التاسع يأتي بجديد وهو نهاية مدة الحمل وخروج المولود الجديد من الرحم‪ .‬ومن‬
‫"الرحم" اشتقَّت كلمة "الرحيم"‪ .‬أنظر "تحليل لغوي أللفاظ البسملة"‪ .‬وكما أن هللا عز وجل‬
‫رحيم بالناس فإن رسوله رحيم بالمؤمنين واألم رحيمة بابنها الذي حملته ‪ 9‬أشهر‪.‬‬
‫‪232‬‬
‫الرح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫من الواضح أن سـورة "التوبـة" تشـدد علـى التوبـة كمـا يفيـد اسـمها أوال ‪ ،‬ثـم‬
‫ألن المـرة التاســعة التــي ُذ ِّكــرت فيهــا كلمــة "رحــيم" لــم تكــن صــفة هلل ســبحانه‬
‫وتعالى بل صفة للرسول ‪ ‬فهو رحيم بالمؤمنين وهم ليسوا معصومين من‬
‫الذنوب‪.1‬‬

‫***‬

‫ف ــإن الس ــورة الوحي ــدة ف ــي القـ ـرآن الت ــي تش ــارك الس ــورة ‪ 9‬احتواءه ــا عل ــى ‪9‬‬
‫مـرات لفظــة "رحــيم" هــي الســورة ‪( 26‬الشــعراء) فضـال علــى البســملة طبعــا‪.‬‬
‫فــي حــين أن لفظــة "رحيـــم" جــاءت ألول مـرة فــي الســورة ‪ 26‬فــي آيــة رقمهــا‬
‫‪ .9‬أمــا تاســـع (‪ )9‬م ـرة جــاءت فيهــا هــذه اللفظــة فإنهــا أتــت بجديـــد‪ 2‬هــي‬
‫األخـرى ؛ ففـي المـرات الثمانيـة (‪ )8‬األولـى والمتتابعـة وردت لفظـة "رحـيم"‬
‫في العبارة نفسها وهي ‪:‬‬

‫ ِه َ ِه َ َ ُ َ ۡ‬
‫لٱ لل َعز ُ‬
‫لَّيٱِ ُلٱ لٱ ‪.3‬‬
‫يزلٱ ِه‬
‫‪ِ ‬إَونلٱ ربكلٱ ّهو ٱ‬

‫أما المرة التاسعة (‪ )9‬فجاءت في عبارة مختلفة ‪:‬‬

‫يزلٱ ِه‬
‫لَّيٱِ ٱلٱ لٱ ‪217‬لٱ ‪.‬‬ ‫َ َ َ ِه ۡ َ َ ۡ َ‬
‫‪ ‬وتوكلٱ لَعلٱ للع ٱز لٱ ٱ‬

‫‪ 1‬مثل ما جاء في اآليتين ‪ 2‬و ‪ 3‬من السورة ‪( 61‬الصف)‪.‬‬


‫‪ 2‬أذ ّكـر هنا أن العـدد ‪ 9‬يأتـي بالشـيء الجـديـد (‪.)Le 9 signale quelque chose de neuf‬‬
‫‪ 3‬اآليات‪.191 – 175 – 159 – 140 – 122 – 104 – 68 – 9 :‬‬
‫‪233‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫فيما يلي أرقام اآليات التي وردت فيها كلمـة "رحـيم" فـي السـورتين ‪ 9‬و ‪26‬‬
‫هي كالتالي ‪:‬‬

‫أرقام اآليات التي وردت فيها كلمة "رحيم"‬


‫السـورة ‪ : 26‬الشعراء‬ ‫الســورة ‪ : 9‬التوبة‬
‫‪217 191 175 159 140 122 104 68 9 128 118 117 104 102 99 91 27 5‬‬

‫عن ــد جم ــع ك ــل ه ــذه األع ــداد نحص ــل عل ــى ‪ 1976‬وه ــذه النتيج ــة حاص ــل‬
‫ضرب ‪ 19‬في ‪: 104‬‬

‫‪128 + 118 + 117 + 104 + 102 + 99 + 91 + 27 + 5‬‬


‫‪217 + 191 + 175 + 159 + 140 + 122 + 104 + 68 + 9 +‬‬
‫= ‪19 x 104 = 1976‬‬

‫كم ــا نالح ــظ أن الع ــدد ‪ ، 104‬وه ــو مض ــاعف ‪ 19‬ال ــذي يعط ــي النتيج ــة‬
‫‪ 1976‬هــو العــدد المشــترك الوحيــد بــين سلســلتي أرقــام اآليــات‪ .‬إضــافة إلــى‬
‫ذلــك فــإن هــذا العــدد فــي السلســلة األولــى يحتــل المرتبــة السادســة وأنــه فــي‬
‫السلسلة الثانية يحتل المرتبة الثالثة وأن ‪.9 = 3 + 6‬‬

‫***‬

‫لــم تــرد لفظــة "رحــيم" إذاً ‪ 9‬مـرات داخــل نــص الســور إال فــي ســورتين وهمــا‬
‫فــي ترتيــب المصــحف ‪ :‬الســورة ‪( 9‬التوبــة) والســورة ‪( 26‬الشــعراء)‪ .‬وعليــه‬

‫‪234‬‬
‫الرح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫يكــون مجمــوع لفظــة "رحيـــم" فــي الســورتين هــو ‪ )18 = 9 + 9( 18‬و ‪19‬‬
‫بإحصاء لفظة "رحيم" في البسملة االفتتاحية للسـورة ‪ .26‬فـي حـين أن عـدد‬
‫السور من السورة ‪( 9‬التوبة) إلى السورة ‪( 26‬الشعراء) هو ‪ 18‬سورة ‪:‬‬

‫الســور‬
‫"الشعراء"‬ ‫"التوبة"‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9‬‬
‫‪ 18‬سورة‬

‫إن اســم الســورة ‪ 18‬ه ـو "الكهـــ " الشــتمالها علــى قصــة أصــحاب الكهــف‬
‫المروية بها‪ .‬إنها قصة فتيـة آمنـوا بـربهم ولجئـوا إلـى كهـف بحثـا عـن مـأوى‬
‫فــارين مــن قهــر وظلــم قــومهم‪ .‬هــذه القصــة تبــدأ فــي اآليــة ‪ 19‬وتنتهــي فــي‬
‫اآلية‪ 26 2‬من هذه السورة ‪:‬‬

‫َ ُ ْ ۡ َ َ َٰ َ َ‬
‫لٱ ع َ‬ ‫َ ۡ َ ۡ َ َ ه َ ۡ َ َٰ َ ۡ َ‬
‫ك ۡهفلٱ لٱ َو ه‬
‫ج ًبالٱ ‪9‬لٱ ‪.‬‬ ‫لۡمق لٱ َكنوالٱ منلٱ ءايتنا‬ ‫نلٱ أصحبلٱ لل‬‫‪ ‬أملٱ سبتلٱ أ لٱ ‬

‫هــذه اآليــة ‪ 9‬هــي التــي ظهــرت فيهــا كلمــة "الكه ـ " ألول مـرة فــي القـرآن‪.3‬‬
‫أمــا آخــر م ـرة فكانــت فــي اآليــة ‪ 25‬مــن الســورة نفســها ‪( ،‬أي الســورة ‪)18‬‬
‫وآخر كلمة من هذه اآلية هي لفظة "تسعا" (‪: )9‬‬

‫َ َ َۡ ُ ْ‬ ‫ََ َ َْ‬ ‫َ ُ ْ َ‬
‫لزدادوالٱ ت ۡس ّٗلٱ عالٱ ‪25‬لٱ ‪.‬‬‫‪َ ‬وۡل لٱ ثوالٱ فلٱ ك ۡهفه ۡلٱ لٱ ثلَٰثلٱ مائةلٱ لٱ سنّيلٱ و‬

‫‪ 1‬وذلك في العد الكوفي وغيره‪ .‬أنظر "مدخل للقرآن" ‪( :‬قرآن واحد وقـراءات متعـددة)‪.‬‬
‫‪ 2‬ما عدا العد الدمشقي والحمصي‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر الملحق رقم ‪ : 12‬كلمة "الكهف" في القرآن‪.‬‬
‫‪235‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫كما رأينا أن لفظة "رحيم" تتصل بالعدد ‪ 9‬اتصاال ممي از فإن لفظـة "الكه "‬
‫أيضا تتصل بالعدد ‪ 19‬اتصاال ممي از وذلك كما يلي ‪:‬‬

‫‪ ‬ذكرت كلمة "الكه " ألول مرة في آية رقمها ‪، 9‬‬


‫‪ ‬و ذك ــرت آلخـــر مـ ـرة ف ــي اآلي ــة ‪ 25‬الت ــي ذك ــر ف ــي آخره ــا الع ــدد ‪9‬‬
‫"تسعا"‪.‬‬

‫***‬

‫يالحــظ أن العــدد ‪ 19‬يظهــر دومــا كمجموعــة واحــدة ؛ فالبســملة مــثال تكــون‬


‫مجموعــة واحــدة مــن ‪ 19‬حرف ـا‪ .‬أمــا العــدد ‪ 18‬فيبــدو أنــه يظهــر غالبــا فــي‬
‫مجمــوعتين مــن العــدد ‪ 9( 9‬و ‪ )9‬؛ كمــا هــو األمــر بالنســبة لعــدد الم ـرات‬
‫التــي ُذك ـرت فيهــا لفظــة ‪" :‬رحـــيم" ‪ ،‬آخــر كلمــة فــي البســملة ‪ ،‬فــي نــص‬
‫السورتين ‪ 9‬و ‪.26‬‬

‫ذكرت كلمة "كه " في القرآن للمرة األولى واألخيرة في السورة ‪18‬‬
‫(الكه ) وكلتاهما مرتبطة بالعدد ‪ ، 9‬مع التنويه بأن العدد ‪ 18‬هو‬
‫حاصل جمع ‪ 9‬و ‪.)18 = 9 + 9( 9‬‬

‫إن اآليــة ‪ 9‬التــي وردت فيهــا لفظــة "كه ـ " ألول م ـرة تعــد ‪ 10‬كلمــات‪ .‬أمــا‬
‫اآليــة ‪ 25‬التــي وردت فيهــا آلخــر م ـرة مــع ذكــر العــدد ‪( 9‬تســـعا) فتعــد ‪8‬‬

‫كما يمكن اعتبار رحم األم كهفا لوليدها الذي مكث فيه ‪ 9‬أشهر‪ .‬مثل ذلك سورة مريم ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫والدة عيسى عليهما السالم ‪ ،‬التي تأتي بعد سورة الكهف‪.‬‬


‫‪236‬‬
‫الرح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫كلمــات‪ .‬وعليــه يكــون مجمــوع هــذه الكلمــات فــي اآليتــين ‪ 18‬أي رقــم ســورة‬
‫الكهف في المصحف‪.‬‬

‫‪ ‬اآلية رقم ‪ 9‬من السورة ‪: 18‬‬

‫َ ُ ْ ۡ َ َ َٰ َ َ‬
‫لٱ ع َ‬ ‫َ ۡ َ ۡ َ َ ِه َ ۡ َ َٰ َ ۡ َ‬
‫ج ًبالٱ ‪9‬لٱ ‪‬‬ ‫لَّقٱِ ٱلٱ لٱ َكنوالٱ مٱنلٱ ءايتٱنا‬ ‫بلٱ للك ۡه ٱ لٱ ‬
‫فلٱ َو ِه‬ ‫تلٱ أنلٱ أصح‬ ‫‪ ‬أملٱ يسٱب لٱ ‬

‫من‬ ‫كانوا‬ ‫و الرقيم‬ ‫الكهف‬ ‫أصحب‬ ‫أن‬ ‫حسبت‬ ‫أم‬


‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫عجبا‬ ‫ء ايتنا‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪ ‬اآلية رقم ‪ 25‬من السورة ‪: 18‬‬

‫َ َ َۡ ُ ْ‬ ‫ََ َ َْ‬ ‫ََ ُ ْ َ‬


‫لزدادوالٱ ت ۡٱس ّٗلٱ عالٱ ‪25‬لٱ ‪‬‬‫لٱ فلٱ ك ۡهفٱ ٱه ۡلٱ لٱ ثلَٰثلٱ مٱائةلٱ لٱ ٱسنٱَّيلٱ و‬
‫‪ ‬وۡلٱثوا ٱ‬

‫تسعا‬ ‫و ازدادوا‬ ‫سنين‬ ‫مـائة‬ ‫ثلـث‬ ‫كهفهـم‬ ‫فـي‬ ‫ولـبـثـوا‬


‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫لقد بدأنا هذا الفصل من الكتاب بصحبة آخر كلمة فـي البسـملة "الـرحيم" ‪،‬‬
‫داخل نص سورتين ‪ 9 :‬و ‪ 9‬أي ‪ .18‬وها نحن نصـل إلـى لفظـة "الكهـ "‬
‫بلٱ ‬ ‫تلٱ أَ ِهنلٱ أَ ۡصـ َ‬
‫ــحَٰ َ‬ ‫ٱــب َ‬ ‫المصــحوبة بلفظــة "الرقيـــم" فــي الســورة ‪ " : 18‬أَ ۡم َ‬
‫لٱ يس ۡ‬
‫َ ُ ْ ۡ َ َ َٰ َ َ‬
‫لٱ ع َ‬ ‫ۡ َ‬
‫ج ًبالٱ ‪9‬لٱ "‬ ‫للك ۡه ٱ لٱ ‬
‫فلٱ َلٱ و ِه‬
‫لَّقٱِ ٱلٱ لٱ َكنوالٱ مٱنلٱ ءايتٱنا‬

‫‪237‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫والكهـ هو أيضا المكان الذي أمـر فيـه محمـد رســول هللا ‪ ‬بالق ـراءة ‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫ۡ َ ۡ ۡ َ َ ِه‬
‫لٱ لَّليلٱ خل َقلٱ ‪1‬لٱ ‪ .1‬لٱ ‬
‫لٱ ربٱك ٱ‬ ‫‪ ‬لقَألٱ بٱٱس ٱ‬

‫***‬

‫ذكرت لفظـة "الكهـ " فـي اآليـة ‪ 9‬مـن السـورة ‪ 18‬مـع لفظـة أخـرى عطفـت‬
‫عليها وهـي لفظـة "الـرقيم"‪ .‬و"الـرقيم" مـن َ"رقـم يـرقم ترقيمـا" و "الترقيــم" لـه‬
‫عدة معان نكتفي منها باثنين فقط لكونهما المقصودين في اآلية الكريمة ‪:‬‬

‫‪ ‬أوال ‪" :‬الترقيم" هو تبيين الكتاب أو ما هو مكتوب وتوضيحه‪ .‬فإن‬


‫أخـذت كتابـا مكتوبـا بحــروف لـيس بهـا نقـاط ثــم وضـعت لكـل حـرف مــا‬
‫يتطلبه من نقاط فقد "رقمتـه" ؛ وبـذلك تكـون قـد بينتـه أو بينـم معانيـه‬
‫التي كانت خفية أو صعبة المنال‪.‬‬
‫كما تستعمل هذه الكلمـة فـي عصـرنا للداللـة علـى قواعــد وضـع النقــاط‬
‫فــي آخــر الجمــل والفواصــل بــداخلها إلبـراز المعنــى المقصــود مــن تتــابع‬
‫الكلمات … الخ‬

‫فالترقي ــم إذاً يمكــن أن يكــون بــالتنقيط أو بغي ـره ‪ ،‬المهــم أن ينــتج عــن‬
‫عملية "الترقيم" ‪ :‬التبيين والتوضيح والظهار والكش ‪.‬‬

‫‪ ‬ثانيـــا ‪" :‬التـــرقيم" ه ــو أيض ــا وضــع األرق ــام علــى عناص ــر متتابع ــة‬
‫بقصد التمكين من العد واإلحصاء‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة العلق ‪ ،‬اآلية ‪.1‬‬


‫‪238‬‬
‫الرح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫ولفظــة "الــرقيم" علــى وزن "فعيــل" المقصــود بــه وصــف "اســم الفاعــل"‬
‫بالمبالغة والتمييز في فعله كالسـميع والعلـيم‪ .‬وعليـه يكـون "الرقيــم" هـو‬
‫"اليي ميحسن جيدا ويتقن الترقيم لدرجة أنه سمي به"‪ .‬ونظـ ار للسـياق‬
‫العام لكل اآليات التي تخبرنا عن أصحاب الكهـف مـن خـالل األعـداد‬
‫واألرق ــام ف ــإن "الـــرقيم" بمعن ــاه الكام ــل هن ــا ه ــو ال ــذي "يـــتقن التبيـــين‬
‫باألرقام"‪.‬‬ ‫والتوضيح والظهار والكش‬

‫حين درسنا كلمة "الرحيم" التي ُذكرت ‪ 9‬مرات فـي السـورة ‪( 9‬التوبـة) و ‪9‬‬
‫مرات داخل السورة ‪( 26‬الشعراء) وصلنا إلى كلمـة "الرقيم" فـي السـورة ‪18‬‬
‫(الكه ) ‪ ،‬وال اختالف بين هاتين الكلمتين إال في حـرف واحـد‪ .‬ففـي حـين‬
‫تكتب لفظة "الرحيم" بحرف "الحاء" تكتب لفظة "الرقيم" بحرف "القاف"‪.‬‬

‫رحــيم‬
‫رقــيم‬

‫إذا كتبن ــا ه ــذين الحـ ـرفين عمودي ــا يظه ــر الع ــدد ‪ 9‬م ــن خ ــالل الح ــرف "قــــ"‬
‫والعــدد ‪ 1‬مــن خــالل الحــرف "حــــ" وبالتــالي نحصــل علــى العــدد ‪ .19‬كمــا‬
‫نالحــظ أن اآليــة ‪ 9‬فــي الســورة ‪ 18‬تبــدأ بعبــارة "أم حســبم" وتنتهــي بكلمــة‬
‫"عجبا"‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫رحــــىـم‬
‫رڡـــــىـم‬
‫‪1‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪9‬‬

‫إن هــذه المالحظــة تتضــح أكثــر متــى علمنــا أن الحــروف كانــت تُكتَــب فــي‬
‫مصاحف القرن األول لإلسالم بدون نقاط وال حركات‪.1‬‬

‫عندما نصل هاذين الحرفين ببعضهما نحصل باألرقام على العـدد ‪ 19‬كمـا‬
‫ُ‬ ‫َ َۡ َ ُ َ َ‬
‫ـب ۡ لٱ أ ۡيقاظـالٱ َوهـ ۡ لٱ ‬ ‫كونـان علـى األخـص كلمـة "حـ "‪  .‬لٱ و لٱ ‬
‫َتس لٱ ‬ ‫رأينا ‪ ،‬لكنهم ُي ِّ‬
‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َۡ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُرقُ ٌلٱ َ ُ َ ُ ُ ۡ َ َ ۡ َ‬
‫لٱ وُك ُب ُه لٱ بَ َٰـس ٌ لٱ ‬
‫ٱطلٱ ذ َٱراع ِۡهٱلٱ بٱٱّ َو ٱ‬
‫صـِ ٱلٱ دلٱ ّـوٱلٱ ‬ ‫لٱ لّشما ٱللٱ ‬
‫لٱ وذات ٱ‬ ‫ودلٱ ونقل ٱبه لٱ ذاتلٱ لَّل ٱم ٱ‬
‫َّي‬
‫ ِه َ ۡ َ َ َ ۡ ُ ۡ َ َ ِه ۡ َ ۡ ُ ۡ َ ً َ َ ُ ۡ َ ۡ ُ ۡ ُ ۡ‬
‫لٱ رعبـالٱ ‪18‬لٱ ‪ .2‬لـم تـرد كلمـة‬ ‫ارالٱ وّمل ٱئتلٱ م لٱ ٱن لٱ ه‬‫لطلعتلٱ عل لٱ ِ لٱ ه لٱ ّوَّلتلٱ مٱنه لٱ ف ٱَ لٱ ‬
‫"ح " في السورة ‪( 19‬مريم)‪ 3‬كلها إال مرة واحدة وذلك في اآليـة ‪ 34‬وهـي‬
‫تتعلق بعيسى ‪: ‬‬

‫َ ۡ َُ َ‬ ‫َ ۡ ُ َ ۡ َ َ َ ۡ َ ۡ َ ِه‬ ‫َ َ‬
‫َتونلٱ ‪34‬لٱ ‪.‬‬ ‫لَّليلٱ فٱِهٱلٱ يم‬
‫قلٱ ٱ‬‫‪ ‬ذَّٰ ٱكلٱ عٱيَسلٱ لبنلٱ مَي لٱ قو لٱ للٱ لۡل ٱلٱ ‬

‫وللتــذكير ف ـإن اســم "عيســى" ‪ ‬ل ـم ُي ـذكر فــي الســورة ‪ 19‬إال مــرة واحــدة‬
‫وذلــك فــي هــذه اآليــة بالضــبط وهــي الم ـرة التاســعة عشــر (‪ )19‬مــن بدايــة‬
‫القرآن‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر "مدخل للقرآن" ‪ :‬رسم الكتابة العربية وتطور الكتابة العربية‪.‬‬


‫‪ 2‬سورة الكهف‪.‬‬
‫‪ 3‬من ضمن ‪ 244‬مرة في القرآن كله موزعة في ‪ 228‬آية (‪ .)4 x 57 = 228‬أنظر جدول‬
‫كلمة "حق" في اللواحق‪.‬‬
‫‪240‬‬
‫الرح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫عالوة علـى ذلـك إن كلمـة "حـ " قـد ُذكـرت فـي ‪ 57‬سـورة ‪ ،‬والسـورة الثامنـة‬
‫عشـ ــر (‪ )18‬ضـ ــمن هـ ــذه السـ ــور هـ ــي السـ ــورة ‪( 19‬مــــريم)‪ .‬والسـ ــورة ‪18‬‬
‫(الكه ) هي التي تكشفت عن المعادلة ‪ = 19‬ح ‪.1‬‬

‫ومــن ضــمن الســور الســبعة والخمســين (‪ )57‬التــي ُذ ِّكــرت فيهــا كلمــة "ح ـ "‬
‫توجــد ســور اشــتملت علــى كلمــة "ح ـ " مـرة واحــدة فقــط وهــذه الســور عــددها‬
‫خمــس عش ـرة (‪ )15‬ســورة ‪ ،‬أولهــا الس ــورة ‪( 19‬م ـريم) وآخرهــا هــي الس ــورة‬
‫‪( 103‬العصر)‪.‬‬

‫فــإذا ضـربنا ‪ 19‬فــي ‪ 103‬تكــون النتيجــة ‪ ، 1957‬وهــذا العــدد هــو بطبيعــة‬


‫الحال حاصل ضرب ‪ ، 19‬إال أنه يعطي عددين متجاورين كل منهمـا هـو‬
‫حاصل ضرب ‪ 19‬أيضا ‪ ،‬فهما ُم َمَّيزان بعالقتهما بكلمة "ح " ‪:‬‬

‫‪ 57 ‬كعدد السور التي ُذ ِّكرت فيها كلمة "ح " ؛‬


‫‪ 19 ‬كرقم السورة ‪ 19‬وهي أول السور الخمسة عشر التي وردت‬
‫فيها كلمة "ح " مرة واحدة‪.‬‬

‫‪1957 = 103 x 19‬‬

‫َ َ َٰ ُ ُ ه ُ َ ُّ ُ ُ ۡ َ ُّ َ َ َ َ ۡ َ ۡ َ ه ه َ َٰ ُ َ َ ه َٰ ُ ۡ َ ُ َ‬
‫ۡصفونلٱ ‪.2 32‬‬ ‫‪ ‬فذلك لٱ لَّلٱ ربك لٱ لۡلقلٱ فماذالٱ بعدلٱ لۡلقلٱ إللٱ لۡضلللٱ فأِنلٱ ت‬

‫‪ 1‬إن هذه المعادلة المتميزة ستفرض نفسها تماما في الجزء الثاني ‪ :‬الصدفة المنظمة ‪،‬‬
‫"رموز الحروف في القرآن"‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة يونس ‪ ،‬اآلية ‪.32‬‬
‫‪241‬‬
‫‪242‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫‪Photo SIPA-Press‬‬

‫مخطوطة من المصحف الشريف (متحف طوب قبو سراي – إستنبول)‬


‫إن هذه المخطوطة مكتوبة بالخط الكوفي المتقدم والتي أ ُِّرخت بنهاية القرن الثامن ه‪.‬‬
‫الرح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫إن كلمة "الرقيم" لم ترد في القرآن كله إال مرة واحدة وذلك فـي اآليـة ‪ 9‬مـن‬
‫السورة ‪ .18‬وقـد رأينـا أن "التـرقيم" مـن "الـرقم"‪ .‬كمـا يالحـظ أيضـا أن اآليـة‬
‫التي تتضمن أكبر قدر من األرقام واألعداد فـي القـرآن كلـه ‪ ،‬أصـلية كانـت‬
‫أو ترتيبيــة ‪ ،‬جــاء ذكرهــا فــي الســورة ‪( 18‬الكهـ ) نفســها ‪ ،‬وهـي اآليــة رقــم‬
‫‪: 22‬‬

‫َ َ ُ ُ َ َ َ َٰ َ ي ه ُ ُ ۡ َ ۡ ُ ُ ۡ َ َ ُ ُ َ َ ۡ َ ي َ ُ ُ ۡ َ ۡ ُ ُ ۡ َ ۡ َ ۡ َ‬
‫جُۢالٱ بٱلغ ۡبِۖلٱ ‬ ‫‪ ‬س قوۡونلٱ ثلث لٱ ةلٱ رابعه لٱ لٱ ُكبه لٱ ويقوۡونلٱ َخس لٱ ةلٱ سادسه لٱ لٱ ُكبه لٱ ر‬
‫ه ََُُۡ ۡ ه َ ي ََ‬ ‫َ َُ ُ َ َ ۡ َ ي َ َ ُُ ۡ َُُۡ ۡ ُ ه َ ۡ َ‬
‫لٱ ربلٱ أعل ُ لٱ بع هدته لٱ مالٱ يعلمه لٱ إللٱ قل لٱ ‬
‫ل يلٱ فَللٱ ‬ ‫ويقوۡونلٱ سبع لٱ ةلٱ لٱ وثامن لٱ ه لٱ لٱ ُكبه لٱ قل‬
‫ۡ َ ّٗ‬ ‫ۡ ه َ ّٗ َ َٰ ّٗ َ َ َ ۡ‬ ‫ُ‬
‫لٱ وللٱ ت ۡس َتفتلٱ ف ه لٱ من ُه ۡ لٱ أ َ لٱ دالٱ ‪22‬لٱ ‪.‬‬‫ت َمارلٱ ف ه لٱ إللٱ م لٱ ما لٱ ءلٱ ظه لٱ ما‬

‫إذا جمعنـا ُكـال مـن األعــداد األصـلية واألعــداد الترتيبيـة الـواردة مـن اآليــة ‪9‬‬
‫إلــى اآليــة ‪ 25‬فــي الســورة ‪( 18‬الكهـــ ) ‪ ،‬أي مــن أول م ـرة ظهــرت فيهــا‬
‫كلمة "كه " إلى آخر مرة ‪ ،‬لحصلنا على النتيجة التالية ‪:‬‬

‫اآليات التي وردت فيها األعداد‬


‫من اآلية ‪ 9‬إلى اآلية ‪ 25‬في السورة ‪18‬‬

‫األعداد الميكورة‬ ‫اآليـــــات‬


‫َ َ ُ ُ َ َ َ َٰ َ ي ه ُ ُ ۡ َ ۡ ُ ُ ۡ َ ُ ُ َ‬
‫‪4،3‬‬ ‫لٱ و َيقوۡ لٱ ‬
‫ون‬ ‫‪ ‬س قوۡونلٱ ثلث لٱ ةلٱ رابعه لٱ لٱ ُكبه‬
‫َ ۡ َ ي َ ُ ُ ۡ َ ۡ ُ ُ ۡ َ ۡ َ ُۢ ۡ َ ۡ َ ُ َ‬
‫ُ‬
‫‪6،5‬‬ ‫لٱ و َيقوۡ لٱ ‬
‫ون‬ ‫َخس لٱ ةلٱ سادسه لٱ لٱ ُكبه لٱ رجالٱ بٱلغ بِۖ‬
‫َۡ‬ ‫ي َ‬
‫‪8،7‬‬ ‫َس ۡب َع لٱ ةلٱ َوثام ُن ُلٱ ه ۡلٱ لٱ ُك ُب ُه ۡلٱ لٱ (‪22 )...‬لٱ ‪.‬‬
‫َ َ َۡ ُ ْ‬ ‫ََ َ َْ‬ ‫َ ُ ْ َ‬
‫‪9 ، 300‬‬ ‫لزدادوالٱ ت ۡس ّٗعالٱ ‪25‬لٱ ‪.‬‬‫‪َ ‬وۡلثوالٱ فلٱ ك ۡهفه ۡ لٱ ثلَٰثلٱ مائةلٱ لٱ سنّيلٱ و‬

‫‪243‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫إن جمــع األعــداد األصــلية يعطــي ‪ .324‬وهــذه النتيجــة هــي حاصــل ضــرب‬
‫‪ 18‬في ‪: 18‬‬

‫‪18 x 18 = 324 = 9 + 300 + 7 + 5 + 3‬‬

‫مــن الملفــت لالنتبــاه أن النتيجــة هــي حاصــل ضــرب العــدد ‪ 18‬فــي نفســه إذ‬
‫أننــا جمعنــا األعــداد المــذكورة مــن أول إلــى آخــر م ـرة اســتعملت فيهــا لفظــة‬
‫"كهـــ " ‪ ،‬ف ــي ح ــين وص ــلنا إل ــى الس ــورة ‪( 18‬الكهـــ ) وإل ــى ه ــذه النت ــائج‬
‫بـ ــالمجموعتين المكـ ــونتين مـ ــن تسـ ــع (‪ )9‬م ـ ـرات لفظـ ــة "رحــــيم" وذلـ ــك فـ ــي‬
‫الســورتين ‪ 9‬و ‪ .26‬وحاصــل جمعهمــا هــو ‪ .)18 = 9 + 9( 18‬كمــا أنــه‬
‫توجد ‪ 18‬سورة من السورة ‪ 9‬إلى السورة ‪.26‬‬

‫أضــف إلــى ذلــك أن جمــع األعــداد الترتيبيــة فــي اآليــة ‪ 22‬مــن الســورة ‪18‬‬
‫(الكهف) يعطي ‪: 18‬‬

‫‪18 = 8 + 6 + 4‬‬

‫وختاما ِّ‬
‫نذكر بأن لفظة "كه " جاءت ألول مرة في اآلية رقم ‪ 9‬وآلخـر مـرة‬
‫في آية ذكر فيها العدد ‪( 9‬اآلية ‪.)25‬‬

‫***‬

‫‪244‬‬
‫الرح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫ثم إن اآلية ‪ 22‬تضمنت أيضا كلمة "عدتهم" بصيغة النسبة للجمع المذكر‬
‫وهذه الكلمة ال توجد في القرآن كلـه سـوى مـرتين ‪ :‬مـرة فـي هـذه اآليـة ومـرة‬
‫أخيـرة فــي اآليــة ‪ 31‬مــن الســورة ‪( 74‬المــدثر)‪ .‬وهــي العــدة التــي جعلهــا هللا‬
‫"فتنة" للذين كفروا وتثبيتا للمؤمنين‪.‬‬

‫إن العالقــة بــين "الســاعة" و "القيامــة" و "العــدة" وطيــدة وأكيــدة إذ أن "يــوم‬


‫ ِه‬ ‫َ َ ُ ْ َ ِه َ َ‬
‫جللٱ نلَالٱ ق ِهٱط َنالٱ ‬
‫القيامة" يسمى أيضا في القرآن "يـوم الحسـاب" ‪ ‬وقاّوالٱ ربنالٱ ع ٱ‬
‫ۡ‬ ‫َ َ‬
‫ق ۡبللٱ يَ ۡو ٱملٱ لۡل َٱس ٱلٱ ‬
‫ابلٱ ‪16‬لٱ ‪.1‬‬

‫جاء ذكر الجـدل حـول عـدة أصـحاب الكهـف فـي اآليـة ‪ 22‬مـن السـورة ‪18‬‬
‫ليطــرح عــدة افت ارضــات‪ .‬فــي كــل افت ـراض عــدد أصــلي (ثالثــة ‪ ،‬خمســة ‪،‬‬
‫سبعة) وعدد ترتيبي (رابعهم ‪ ،‬سادسهم ‪ ،‬ثامنهم)‪.‬‬

‫واألعداد الترتيبية تخص دوما "كلبهم" ‪:‬‬

‫‪ )…(  ‬رابعهم كلبهم (…) ‪‬‬


‫‪ )…(  ‬سادسهم كلبهم (…)‪‬‬
‫‪ )…(  ‬ثامنهم كلبهم (…) ‪‬‬

‫لقد رأينا أعاله أن حاصل جمع هذه األعداد الترتيبيـة والتـي تخـص "كلـبهم"‬
‫هــو ‪ 18‬فــي حــين أن اآليــة ‪ 18‬مــن الســورة ‪ 18‬تحتــوي علــى كلمــة "كلــبهم"‬
‫َۡ‬
‫وهي المرة األولى التي جاءت فيها هذه الكلمة في هـذه السـورة ‪َ  :‬وَت َس ُب ُه ۡ لٱ ‬

‫‪ 1‬سورة ص ‪ ،‬اآلية ‪.16‬‬


‫‪245‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫َ‬ ‫اتلٱ لّش َماللٱ َلٱ و َُكۡ ُب ُه لٱ َبَٰس ي‬


‫َ َ َ‬ ‫َ ۡ َ ّٗ َ ُ ۡ ُ ُ ي َ ُ َ ُ ُ ۡ َ َ ۡ‬
‫ٱـطلٱ لٱ ذ َٱراع ِۡـهٱلٱ ‬ ‫ٱ ٱ ِۖ‬ ‫ذ‬ ‫لٱ و‬ ‫َّي‬ ‫َ‬
‫اظالٱ وه لٱ رقودلٱ لٱ ونقل ٱبه لٱ ذات ٱ ٱ‬
‫م‬ ‫لٱ لَّل‬ ‫أيق لٱ ‬
‫َ ِه َ ۡ َ َ َ ۡ ۡ َ َ ِه ۡ َ ۡ ُ ۡ َ ّٗ َ َ ُ ۡ َ ۡ ُ ۡ ُ ۡ‬ ‫ۡ‬
‫لٱ رع ّٗلٱ بالٱ ‪18‬لٱ ‪.‬‬ ‫ارالٱ وّمل ٱئتلٱ مٱنه‬ ‫صِ ٱ ىدلٱ ّوٱلٱ لطلعتلٱ علِ ٱه لٱ ّوَّلتلٱ مٱنه لٱ ف ٱَ لٱ ‬ ‫بٱٱّ َو ٱ‬

‫تعتبر اآلية ‪ 18‬من السـورة ‪ 18‬قلـب القـرآن أو وسـطه إذ أن عـدد الحـروف‬


‫قب ــل ه ــذه اآلي ــة م ــن أول القـ ـرآن يس ــاوي ع ــدد الح ــروف بع ــدها إل ــى آخ ــر‬
‫الق ـرآن‪ .1‬كمــا نالحــظ بهــذا الشــأن أن كلمــة "كلـــبهم" ال تختلــف عــن كلمــة‬
‫"قلــــبهم" إال بالق ــاف ع ــوض الك ــاف علم ــا ب ــأن الق ــاف والك ــاف مش ــتركتان‬
‫صــوتيا فــي كونهمــا لهــويتين‪ .‬فمخرجاهمــا متقاربــان جــدا ‪ ،‬فهمــا بــين عكــدة‬
‫اللســان وبــين اللهــات فــي أقصــى الفــم‪ .‬وســوف نــرى أن كلمــة "كلــبهم" يمكــن‬
‫أن تكون مفتاحا للكلمة الثانية "قلبهم"‪.‬‬

‫***‬

‫ذكــرت كلمــة "القلـــب" ألول مـرة فــي اآليــة ‪ 14‬مــن الســورة ‪ : 18‬لٱ َو َر َب ۡط َن ـالٱ ‬
‫َ َ ُ ُ ۡ ۡ َ ُ ْ َ َ ُ ْ َ ُّ َ َ ُّ ِه َ َ َ ۡ َ‬
‫لٱ ولۡل ٱ‬
‫ۡرضلٱ (‪14 )...‬لٱ ‪.‬‬ ‫ت‬ ‫َٰ‬
‫لَعلٱ قلوب ٱ ٱه لٱ إٱذلٱ قاموالٱ فقاّوالٱ ربنالٱ ربلٱ لّسمَٰو َٰ ٱ‬

‫يالحــظ هنــا أن لفظــة "قلــوب" فــي هــذه اآليــة قــد وردت فــي صــيغة الجمــع‪.‬‬
‫وفــي الوقــت نفســه جــاءت فــي عبــارة يقصــد منهــا الـربط والتــأليف ‪" :‬وربطنــا‬
‫علــى قلــوبهم" أي أُِّلفــت قلــوبهم كقلــب واحــد باإليمــان ؛ فمــن كلمــة "قلــوبهم"‬
‫جمعا ننتقل إلى كلمة "قلبهم" إفرادا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Jacques Berque, Le Coran. Essai de traduction de l'arabe annoté et‬‬
‫‪suivi d'une étude exégétique, Paris éd. Sindbad, 1990 ; révisée en‬‬
‫‪1995, éd. Albin Michel.‬‬
‫‪246‬‬
‫الرح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫كما يالحظ أن كلمـة "قلوبهم" جـاءت فـي اآليـة ‪ 14‬مـن السـورة ‪ 18‬مقرونـة‬
‫بالضــمير المتصــل "هــم" الــذي يفيــد الجمــع‪ .‬كمــا يظهــر هــذا الضــمير بعينــه‬
‫في كلمة "كلبهم" في اآلية ‪ 18‬و ‪: 22‬‬

‫اآليـة ‪14‬‬ ‫قلـوبهـم‬


‫قلبهــم‬
‫اآليـات ‪ 18‬و ‪22‬‬ ‫كلبهــم‬

‫إن الوسط أو القلب من اآلية ‪ 14‬إلى اآلية ‪ 22‬هو اآلية ‪ 18‬أيضا‪.‬‬


‫فسواء بدأنا العد من اآلية ‪ 14‬أو من اآلية ‪ 22‬فإننا في اآلية ‪ 18‬نصل‬
‫إلى ‪: 5‬‬

‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫زيادة على هذا فإن العد من اآلية ‪ 14‬إلى اآلية ‪ 22‬يعطي ‪: 9‬‬

‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪ 9‬آيــــات‬

‫… وللتذكير فإن لفظة "كه " جاءت ألول مرة في القرآن في اآليـة ‪ 9‬مـن‬
‫الس ــورة ‪ 18‬وللمـ ـرة األخيـ ـرة مقرون ــة بلفظ ــة "تســـعا" (‪ )9‬ف ــي اآلي ــة ‪ 25‬م ــن‬
‫السورة نفسها‪.‬‬
‫‪247‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫ومــن ناحيــة أخــرى فــإن اآليــة ‪ 18‬مــن الســورة ‪ 18‬تتضــمن لفظــة "نقلــبهم"‪.‬‬
‫وه ــذه الكلم ــة تت ــألف م ــن م ــادة "قلوبهــــم" نفس ــها أي "ق ل ب" وه ــي قريب ــة‬
‫صوتيا من لفظة "كلبهـم" أي "ك ل ب"‪ .‬وقد جـاء فـي هـذه اآليـة ‪)…(  :‬‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ ۡ‬ ‫َُ‬
‫لٱ وذاتلٱ لۡش َم لٱ ‬
‫الِۖ (‪.  18 )...‬‬ ‫َونقل ُب ُه ۡ لٱ ذاتلٱ لَّلَمّي‬

‫فكــذلك األمــر فــي الســورة ‪ 18‬فــإن النصــف األول مــن الق ـرآن الك ـريم يكــون‬
‫على اليمين والنصف الثـاني علـى الشـمال وذلـك لكـون هـذه اآليـة هـي قلـب‬
‫القرآن‪ .‬هذا يحيلنا على آية أخرى نجـد فيهـا كلمـة "قلـوب" مرتبطـة بكلمـة‬
‫ُۡ ُ ُ َۡ َ‬ ‫ونلٱ يَ ۡو ّٗلٱ مالٱ َت َت َق هل ُ‬
‫ََ ُ َ‬
‫وبلٱ َولۡلبۡص َٰ ُملٱ ‪.1 37‬‬
‫بلٱ ف هلٱ للقل لٱ ‬ ‫"تتقلب" ‪)...(  :‬لٱ َياف‬

‫***‬

‫لقــد رأينــا فيمــا ســبق كيــف أن األعــداد الـواردة فــي اآليــة ‪ 22‬مــن الســورة ‪18‬‬
‫جاءت مثنى مثنى‪ .‬كل عدد أصلي متبوع بعدد ترتيبي ‪:‬‬

‫كلبهم‬ ‫رابعهم‬ ‫ثلثة‬ ‫"سيقولو‬


‫خمسة سادسهم كلبهم (…)‬ ‫ويقولو‬
‫كلبهم (…)"‬ ‫وثامنهم‬ ‫سبعة‬ ‫ويقولو‬

‫سورة النور ‪ ،‬اآلية ‪.37‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪248‬‬
‫الرح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫المالح ــظ هن ــا أن الع ــدد ‪ 22‬مرك ــب م ــن الع ــدد "‪ "2‬مـ ـرتين الواح ــدة بجان ــب‬
‫األخــرى‪ .‬فــإذا وضــعنا هــذه األعــداد جنبــا إلــى جنــب أي األعــداد األصــلية‬
‫بجانب األعداد الترتيبية نحصل على األعداد ‪.87 ، 65 ، 43‬‬

‫كلبهم‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫"سيقولو‬


‫كلبهم (…)‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ويقولو‬
‫كلبهم (…)"‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ويقولو‬

‫ف ـي حـيـ ـن أن الف ـرق الع ـددي بـي ـن ‪ 43‬و ‪ 65‬هــو ‪ .22‬وكــذلك الف ــرق بـيـ ـن‬
‫‪ 87‬و ‪.165‬‬

‫‪65 – 87‬‬ ‫و‬ ‫‪43 – 65‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫= ‪22‬‬ ‫= ‪22‬‬

‫وإضافة إلى ذلك فإن العدد ‪ 22‬هو رقم اآلية المعنية بـاألمر هنـا ‪ ،‬كمـا أن‬
‫االفت ارضــات الثالثــة ال ـواردة فــي اآليــة ‪ 22‬مــن الســورة ‪ 18‬تُحيــل إلــى العــدد‬
‫‪.22‬‬

‫***‬

‫‪ 1‬البد عند إحالة هذه المعطيات إلى اللغة الفرنسية من اتباع اتجاه الكتابة في هذه اللغة أي من‬
‫ضع العددين‬‫الشمال إلى اليمين ‪ ،‬وعليه تصبح الوحدات عشرات والعشرات وحدات ‪ ،‬فمثال و ْ‬
‫‪ 3‬و ‪ 4‬جنبا إلى جنب يعطي ‪ 34‬في الفرنسية ِع َوض ‪ 43‬في العربية‪ .‬ومع هذا ونظرا ألن‬
‫األعداد الواردة في هذه اآلية تصاعدية فإن النتيجة المحصل عليها هي هي سواء قرأنا ‪ 43‬و‬
‫‪ 65‬و ‪ 87‬أو ‪ 34‬و ‪ 56‬و ‪ .78‬فالفرق بين هذه األعداد هو دوما ‪ 22‬سواء قرئت بالعربية أو‬
‫بالفرنسية‪.‬‬
‫‪249‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫َ َ ُ ُ َ َ َ َ ي ِه ُ ُ ۡ َ ۡ ُ ُ ۡ َ َ ُ ُ َ َ ۡ َ ي َ ُ ُ ۡ َ ۡ ُ ُ ۡ َ ۡ َ ُۢ ۡ َ ۡ‬
‫‪ ‬سِقوّونلٱ ثلَٰثةلٱ رابٱعه لٱ ُكبه لٱ ويقوّونلٱ َخس لٱ ةلٱ سادٱسه لٱ ُكبه لٱ رجالٱ بٱٱلغِ ٱ ِۖ‬
‫ـبلٱ ‬
‫ ِه َ ۡ َ ُ ُ ۡ ِه َ ي َ َ‬ ‫ ِه‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ ُ َ َ ۡ َ ي َ َ ُ ُ ۡ َ ۡ ُ ُ ۡ ُ ِه َ ۡ َ‬
‫ٱِل يلٱ فـَللٱ ‬
‫ويقوّونلٱ سبع لٱ ةلٱ وثامٱن لٱ ه لٱ ُكبه لٱ قللٱ ر ٱبلٱ أعل لٱ بٱعٱدت ٱ ٱه لٱ مالٱ يعلمه لٱ إٱللٱ قل لٱ ‬
‫ۡ ُ ۡ َ َ ّٗ‬ ‫َ َۡ َۡ‬ ‫َ‬ ‫ ِه‬ ‫ُ‬
‫ت َمارٱلٱ فٱِ ٱه ۡ لٱ إٱللٱ م َلٱ ٱَا ّٗلٱ ءلٱ ظَٰ ٱه ّٗلٱ َالٱ َوللٱ تستف ٱ‬
‫تلٱ فٱِ ٱه لٱ مٱنه لٱ أي لٱ دالٱ ‪22‬لٱ ‪‬‬

‫خلــص النقــاش بشــأن االفت ارضــات الثالثــة حــول عــدد الفتيــة‪ 1‬فــي اآليــة ‪22‬‬
‫َ ُ‬
‫من السورة ‪ 18‬إلى النهي عن الجدل حول هذه القضـية ‪ )...(  :‬للٱ ت َمارٱلٱ ‬
‫َ‬ ‫ۡ ِه َ ّٗ َ َٰ ّٗ َ َ َ ۡ َ ۡ‬
‫تلٱ فٱِ ٱه لٱ م ۡٱن ُه ۡ لٱ أ َي ّٗلٱ دالٱ ‪ . 22‬وذهــب المفســرون‬
‫لٱ وللٱ تستف ٱ‬ ‫فٱِ ٱه لٱ إٱللٱ م لٱ ٱَا لٱ ءلٱ ظ ٱه لٱ َا‬

‫إل ــى أن "االمت ـ ـراء الظ ــاهر والمم ــاراة الظاه ـ ـرة" تعن ــي المحاج ـ ـة بم ــا يذه ـ ـب‬
‫بحجــة الخصــم‪ .‬أي االحتجـ ـاج بالحجـ ـة الداحضـ ـة‪ .‬لكنــي أرى أن االمت ـراء‬
‫دون ذل ــك إذ أن كلم ــة "حـــاج" ه ــي الت ــي تف ــي بمعن ــى االحتج ـ ـاج بالحج ـ ـة‬
‫الداحضـة‪.‬‬

‫ۡ‬ ‫َ َۡ َۡ‬
‫تلٱ فٱــِ ٱه لٱ مٱــن ُه ۡلٱ لٱ ‬
‫فــالمراد هنــا لــيس االحتجـ ـ ـاج القطعـ ـي ‪َ )...( ‬وللٱ تســتف ٱ‬
‫َ َ ّٗ‬
‫يدلٱ ا ‪ . 22‬فاالفتراضات الثالثة جميعهـا مهمـة بمـا أن األمـر هنـا يخـص‬ ‫أ‬

‫إحصاء رياضيا شامال‪ .‬والخطاب في اآلية ‪ 22‬مـن السـورة ‪( 18‬الكهـف)‬


‫مجازي والـدليل علـى ذلـك أن أسـلوب اآليـة ال يقصـد طـرح لغـز يتعـين حلـه‬
‫بشــأن عــدة أصــحاب الكهــف إذ لــم يبــث فــي أمــرهم بتقــديم واحــد مــن هــذه‬
‫االحتمــاالت وإقصــاء البــاقي‪ .‬يمكــن إذاً الجــزم بــأن المقصــود مــن العــد فــي‬

‫في السورة منع االستفتاء في الفتية‪ .‬فتية ‪ :‬جمع فتى ‪ ،‬والفتى ‪ :‬الشاب أول شبابه بين‬ ‫‪1‬‬

‫المراهقة والرجولة‪ .‬ومعنى فتي ‪ :‬حديث ‪ ،‬جديد ‪ ،‬قريب العهد ‪ ،‬في أول مراحل النمو‪.‬‬
‫‪250‬‬
‫الرح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫اآليــة ومــن خــالل هــذه القصــة هــو جلــب االنتبــاه إلــى اتســاق دقيــق فــي بنيــة‬
‫القرآن يدل على تدبير خالق‪.‬‬

‫يمكن أن نعتبر من خالل هذه القصـة أن أصـحاب الكهـف (الفتيـة) يمثلـون‬


‫آي ــات القـ ـرآن ف ــي بنيت ــه اللغوي ــة والرياض ــية وأن الكه ــف ي ــومئ إل ــى القـ ـرآن‬
‫الكـريم فــي مجملــه ‪ ،‬الكتــاب المكنــون ‪ ،‬والــذي يتطلــب جهــدا وعلمــا وبصــيرة‬
‫َ ۡ َ‬ ‫َ‬ ‫ه ۡ‬ ‫ه‬
‫ونلٱ لٱ ‪)...(  .1 79‬لٱ هربلٱ أعل ُ لٱ بع هدته لٱ ‬
‫لفك رمـوزه‪  .‬ل َلٱ ي َم ُّس ُهۥلٱ لٱ إللٱ لٱ لۡ ُم َط هه ُم لٱ ‬
‫ه َ ي‬ ‫َ‬
‫هلٱ ما َلٱ ي ۡعل ُم ُه ۡ لٱ إللٱ قل لٱ ‬
‫ل يلٱ لٱ (‪)...‬لٱ ‪22‬لٱ ‪.2 ‬‬

‫الدليل على هذا أن رقم هذه اآلية هو ‪ 22‬كرقم سورة "الحج"‪ .‬ومعنـى كلمـة‬
‫"الحـــج" فــي الق ـرآن هــو "الغلبــة بالحجــة" و "القصــد"‪ .‬أي مــن جهـ ٍـة ترتيــب‬
‫األفكار بتتابع األدلة والبـراه ـي ـن بقصد الوصول إلـى خاتمـة معينـة ومفيـدة ‪،‬‬
‫ومــن جهــة أخــرى قصــد أمــاكن معروفــة ألداء فريضــة دينيــة ‪ ،‬مثــل فريضــة‬
‫الحج‪ .‬فالذي "ميحتج" إنما "ميقصد" الوصول إلى نتيجة معينة‪.‬‬

‫***‬

‫‪ 1‬سورة الواقعة ‪ ،‬اآلية ‪.79‬‬


‫‪ 2‬سورة الكهف ‪ ،‬اآلية ‪.22‬‬
‫‪251‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫لنعد إلى القلب ‪ .‬علمنا في ما سبق أن اآلية ‪ 18‬من السـورة ‪ 18‬هـي قلـب‬
‫القرآن وأنها تقع في الوسط تماما بين اآلية ‪ 14‬و‪ .122‬فما يصح قوله عـن‬
‫الوسط في أرقام اآليات يصح أيضا في أرقام السور‪.‬‬

‫إن الســورة ‪ 14‬هــي ســورة "إب ـراهيم" والســورة ‪ 22‬اســمها "الحــج"‪ .‬والحــج هــو‬
‫الــركن الخــامس (‪ )5‬مــن أركــان اإلســالم وهــو الــركن الــذي ي ـرتبط ارتباطــا‬
‫وثيقا بإبراهيم ‪.‬‬

‫وهــا قــد عــدنا مــن جديــد إلــى البدايــة ‪ ،‬إلــى األول ‪ ،‬إلــى بدايــة وأصــل اســم‬
‫المســلمين‪ .‬فــالقرآن يســمي إب ـراهيم ‪ ‬أبــا للمســلمين كافــة‪ .‬إنــه هــو الــذي‬
‫ ِه َ َ ُ ۡ ۡ َ َٰ َ ُ َ َ ِه ُ‬
‫ـمىَٰك ُ لٱ ‬
‫سمى المسلمين باسمهم هـذا ‪ )…(  :‬مٱلةلٱ أبٱِك لٱ لٱ إٱبـرهٱِ لٱ هـولٱ س لٱ ‬
‫ۡ‬
‫لّ ُم ۡسل ٱ ٱم َلٱ ‬
‫َّي (…) ‪.2  87‬‬

‫ومــن طــرف آخــر ‪ ،‬إب ـراهيم ‪ ‬هــو النبــي الــذي اختــاره هللا ليــؤذن فــي النــاس‬
‫َ ِه‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ۡ َ ِه ۡ َ ۡ َ َ َ َ َ ۡ‬
‫ِّ‬
‫ـتلٱ أنلٱ للٱ لٱ تُشـركلٱ ٱَبلٱ ‬ ‫لٱ إلبرَٰهٱِ لٱ مَكنلٱ لۡلِ ٱ‬ ‫بالحج كما جـاء فـي اآليـة ‪ِ  :‬إَوذلٱ بوأنا ٱ ٱ‬
‫َ ْ‬ ‫لٱ لّس ُ‬‫لَّ ِهكـعٱ ُّ‬ ‫لٱ و ۡلل َقـائم َ‬ ‫َّتلٱ ّ ٱل ِهطائف َ‬ ‫َ ۡ ّٗ‬
‫يلٱ الٱ َو َط ٱه َۡلٱ بَ ۡي ٱ َ‬
‫ـاسلٱ ‬ ‫ـجودٱلٱ ‪26‬لٱ َوأذ لٱ ‬
‫نلٱ ٱفلٱ لنل ِه ٱ‬ ‫لٱ و ُّ‬ ‫َّي َ‬ ‫ٱٱ‬ ‫َّي َ‬ ‫ٱٱ‬ ‫ش‬
‫َۡ َ ٱ ُ َ َ‬ ‫ۡ َ َ ۡ ُ َ َ ّٗ َ َ َ َٰ ُ َ‬
‫جلٱ ع ٱمِقلٱ لٱ ‪27‬لٱ ‪.3‬‬ ‫لٱ كلٱ ف ٍ لٱ ‬
‫ٱ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫لٱ ‬ ‫ٱَّي‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫لٱ ‬ ‫ٱَ‬
‫لٱ ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫لٱ ض‬‫ك‬‫اللٱ ولَعلٱ ٱ‬
‫جلٱ يأتوكلٱ رٱج لٱ ‬ ‫بٱٱۡل ٱلٱ ‬

‫***‬

‫‪ 14 1‬هو رقم اآلية التي جاء فيها "وربطنا على قلوبهم" ؛‬


‫‪ 18‬هو رقم اآلية التي جاءت فيها كلمة "كلبهم" ألول مرة ؛‬
‫‪ 22‬هو رقم اآلية التي جاءت فيها كلمة "كلبهم" ثالث مرات وآلخر مرة‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة الحج ‪ ،‬اآلية ‪.87‬‬
‫‪ 3‬سورة الحج ‪ ،‬اآلية ‪.27-26‬‬
‫‪252‬‬
‫الرح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫تشــير كــل مــن الســورتين‪ :‬الســورة ‪ 14‬الموجــودة قبــل الســورة ‪( 18‬الكهــ )‬


‫والسـورة ‪ 22‬الموجودة بعـدها إلى إبراهيـم ‪ .‬فالصلة هنا وثيقة بين قصـة‬
‫أصــحاب الكهــف مــن جهــة وقصــة إبراهي ــم ‪ ‬مــن جهــة أخــرى فــي الســرد‬
‫القرآني ‪ ،‬وذلك من خالل عامل مشترك‪.‬‬

‫والعام ـ ـ ـل المشـ ــترك هـ ــذا هـ ــو "القيامــــــة" أو "البعــــــث" أو "الساعــــــة"‪ .‬فعـ ــن‬
‫ََ َ َ‬ ‫َ ََْ َ ََ‬
‫لٱ لَعلٱ قُلُــوبه ْ لٱ إ لٱ ذْلٱ قَـ ُ‬
‫ـذ َّٰ ٱكلٱ ‬
‫ـاموالٱ (‪)...‬لٱ ‪ 14‬وكـ لٱ ‬ ‫ٱٱ ٱ‬ ‫أصـحاب الكهـف جــاء ‪  :‬وربطنـا‬
‫َ ْ‬
‫لٱ َّلَ ۡعل ُمـوالٱ ‬ ‫َب َع ۡث َنَٰ ُه ۡلٱ لٱ ٱَّلَتَ َسا َءُّواْلٱ بَ ۡي َن ُه ۡ لٱ (‪)...‬لٱ ‪19‬لٱ لٱ (‪20 )...‬لٱ َو َك َذَّٰ َٱكلٱ أ َ ۡع َ ۡ‬
‫َثنَالٱ َعلَ ۡ‬
‫ـِ ٱه ۡ ٱ‬
‫لٱ ر ۡي َ‬
‫بلٱ ف َ‬ ‫َ ِه َ ۡ َ ِه َ ي َ َ ِه ِه َ‬
‫اع َلٱ ةلٱ َل َ‬
‫‪1‬‬
‫ٱِهالٱ لٱ (‪)...‬لٱ ‪21‬لٱ ‪.‬‬ ‫قلٱ وأنلٱ لّس‬ ‫أنلٱ وعدلٱ لَّٱلٱ ي لٱ ‬

‫ينقل القرآن قصة إبراهيم ‪ ‬وكيف أنه دعا هللا ليريـه كيـف يحيـي المـوتى ‪:‬‬
‫َ َ َ‬ ‫َ ۡ َ ُ ۡ ۡ َ ۡ َ َٰ َ َ َ َ ُ ۡ‬ ‫َ َ‬
‫ِإَوذلٱ قَ َاللٱ إبۡ َرَٰهٱلٱ لٱ ُ‬
‫ۡ‬
‫َتِۖلٱ قـاللٱ أ َولٱ ّـ ۡ لٱ تـؤ ٱمنِۖلٱ قـاللٱ بَ َٰلٱ ‬
‫ـَللٱ ‬ ‫ـۡحلٱ لّمـو لٱ ‬ ‫ٱ‬ ‫لٱ ت‬ ‫ف‬ ‫ِ‬‫لٱ ك‬ ‫ي‬‫ٱٱ‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫لٱ ‬ ‫لٱ ‬
‫ب‬ ‫ٱ‬ ‫لٱ ر‬ ‫ٱ‬ ‫‪‬‬
‫َ ۡ َ ِه َ ۡ َ َ َ ُ ۡ َ ۡ َ َ ّٗ َ ِه ۡ َ ُ ۡ ُ ِه َ ۡ َ ُ ِه ۡ ۡ‬ ‫ََ‬
‫لٱ لج َعـللٱ ‬ ‫ريلٱ لٱ فۡصهنلٱ لٱ إٱَّلكلٱ ثـ‬‫ٱ‬ ‫للط‬ ‫لٱ ‬ ‫ٱن‬
‫م‬ ‫لٱ ‬ ‫لٱ ‬‫لٱ ‬
‫ة‬ ‫ع‬‫ب‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫لٱ ‬‫لٱ ‬ ‫ذ‬ ‫خ‬ ‫لٱ ف‬ ‫ال‬ ‫لٱ ق‬ ‫ِۖ‬ ‫ِب‬
‫ٱ‬ ‫ل‬ ‫لٱ ق‬ ‫ن‬ ‫ٱ‬ ‫ئ‬ ‫م‬ ‫ط‬ ‫لٱ َّل‬
‫ٱ‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ٱ‬ ‫َٰ‬ ‫ل‬‫و‬
‫لٱ عز ٌ‬ ‫َ َ َٰ ُ َ َ ‪ِ ُ ۡ 2‬ه ُ ۡ ّٗ ُ ِه ۡ ُ ُ ِه َ ۡ َ َ َ ۡ ّٗ َ ۡ َ ۡ َ ِه ِه َ َ‬
‫يـزلٱ ‬ ‫لٱ كلٱ جبللٱ لٱ مٱنهنلٱ جز لٱ ءالٱ ثـ لٱ لدعهـنلٱ يأت ٱينـكلٱ سـع لٱ ِالٱ لٱ ولعلـ لٱ أنلٱ لَّ ٱ‬ ‫لَع ٱ‬
‫َيكٱِ يلٱ لٱ ‪260‬لٱ ‪.3‬‬

‫في سياق هذا الدعاء جاءت لفظة "كي " وهي قريبة صوتيا من "كه "‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة الكهف ‪ ،‬اآلية ‪.21-14‬‬


‫‪ 2‬إن كلمة جبل تعني كذلك الخلقة والجسد والبدن‪.‬‬
‫‪ 3‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.260‬‬
‫‪253‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫يظهر جليا من هذه اآلية أن دعاء إبراهيم ‪ ‬لم يكن عن عدم إيمـان بـل‬
‫كــان مــن ســبيل تفهــم كيــف يحيــي هللا المــوتى أي فهــم شــأن هللا تعــالى فــي‬
‫َ َ ُ ۡ‬
‫اإلحيـاء وكيفية حدوثه ولم يكن عـن شـك‪ .‬فعنـد سؤالــه ‪  :‬أ َولٱ ّ ۡ لٱ تـؤ ٱم لٱ ‬
‫نِۖ ‪‬‬
‫َۡ‬ ‫َ َ َ‬
‫ـِبِۖ ‪ ‬ونالحــظ هنــا أيضــا ورود لفظــة‬ ‫لٱ َّلَ ۡط َم ـئ ٱ ِهنلٱ قلـ ٱ لٱ ‬
‫ك ـن ٱ‬‫ـَللٱ َول َٰ ٱ‬
‫أجــاب ‪  :‬بـ َٰلٱ ‬
‫َۡ‬
‫ِب"‪.‬‬
‫"قل ٱ لٱ ‬
‫َۡ َ ُ ۡ َۡ ۡ َ‬ ‫َ َ‬
‫َتِۖ ‪ ‬رد هللا عـز‬ ‫ـو َٰلٱ ‬ ‫ـۡحلٱ لّم‬ ‫ٱ‬ ‫ت‬ ‫لٱ ‬ ‫لٱ ‬
‫ـف‬ ‫ِ‬‫لٱ ‬
‫لٱ ك‬ ‫ي‬ ‫حين دعـا إبراهيـم ‪ ‬ربه ‪  :‬ر ٱلٱ ‬
‫بلٱ أ ٱ ٱ‬
‫ر‬
‫َ ُ ۡ َ ۡ َ َ ّٗ َ ِه ۡ َ ُ ۡ ُ ِه َ َ‬
‫ك ‪ .‬كـان الـرد بـأن ميصـر‬ ‫نلٱ إ ٱ َّۡل لٱ ‬
‫ريلٱ فۡصه لٱ ‬ ‫وجـل قـائال ‪  :‬فخذلٱ أربع لٱ ةلٱ مٱنلٱ للط ٱ‬
‫َ‬
‫إليه أربعة من الطير‪ .‬وهكذا ضـم إبـراهيم ‪ ‬إليـه "أ ۡر َب َع ّٗلٱ ةلٱ م َٱنلٱ ِه‬
‫ري" وكـان‬ ‫للط ۡ ٱلٱ ‬
‫هــو خامســهم ‪ ،‬وبتعبيــر آخــر يصــبح هــو القلــب‪ .1‬وكــذلك شــأن أصحــاب‬
‫ۡ‬ ‫َ َ َ ۡ َ َ َ َٰ ُ ُ‬
‫لَعلٱ قلوب ٱ ٱه ۡلٱ لٱ إٱذلٱ ‬ ‫الكهف الذين ربط هللا على قلوبهم حـين قـاموا ‪  :‬وربطنالٱ ‬
‫َ ُ ْ‬
‫اموالٱ (‪)...‬لٱ ‪14‬لٱ ‪‬لٱ ‪.2‬‬ ‫ق‬

‫يمكـ ــن ق ـ ـراءة الـ ــرد الـ ــذي تلقـ ــاه إب ـ ـراهيم ‪ ‬فـ ــي رقـ ــم سـ ــورة "إبــــراهيم" فـ ــي‬
‫المص ــحف ‪ ،‬أي ف ــي الع ــدد ‪ .14‬إذ نحص ــل عل ــى الع ــدد ‪ 5‬بوض ــع الع ــدد ‪1‬‬
‫للط ۡ ٱلٱ ‬
‫ـري ‪ .‬وإبـراهيم‬ ‫ٱـنلٱ ِه‬
‫بجانب العدد ‪ 1 : 4‬كإبراهيم ‪ ‬الذي تأتيـه ‪  4‬م َ‬

‫‪ ‬هو الذي َّأذن بالحج ‪ ،‬الركن الخامس في اإلسالم‪.‬‬

‫َ ُ ِه َ َٰ‬
‫يمكـ ــن تقري ـــب ه ــذا المعنـ ــى (الطي ــر) م ــن اآلي ـ ـة التاليـ ـ ـ ـة ‪  :‬وكلٱ إٱنس ٍ‬
‫ـــنلٱ ‬
‫َ ُ ۡ ُ َ ُ َ ۡ َ ۡ َ َٰ َ َ َٰ ّٗ َ ۡ َ َٰ ُ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َۡ‬
‫نش ً‬
‫ورالٱ ‪.3 13‬‬ ‫أّ َز ۡم َنَٰ ُهلٱ َ َٰٓ‬
‫طئ ٱ ََهُۥلٱ ٱفلٱ ع ُنقٱهٱۦلٱ وَن ٱَجلٱ َّلۥلٱ يوملٱ للقٱيمةٱلٱ لٱ كٱت لٱ بالٱ يلقىهلٱ م‬

‫َّللاِّ أ ََال ِّب ِّذ ْك ِّر‬


‫وب ُهم ِّب ِّذ ْك ِّر َّ‬ ‫‪ 1‬وقال تعالى في سورة الرعد ‪ ،‬اآلية ‪َّ  : 28‬ال ِّذين آمنوا وتَ ْ ِّ‬
‫ط َمئن ُقُل ُ‬ ‫َ َُ َ‬
‫وب ‪.‬‬ ‫َّللاِّ تَ ْ ِّ‬
‫ط َمئن اْلُقُل ُ‬ ‫َّ‬
‫‪ 2‬سورة الكهف ‪ ،‬اآلية ‪.14‬‬
‫‪ 3‬سورة اإلسراء ‪ ،‬اآلية ‪.13‬‬
‫‪254‬‬
‫الرح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫َ‬
‫كما يمكن تقريبه بآي ـة أخ ـرى تذك ـر قـول عيسـى بـن مري ـم ‪ )...(  : ‬نِنلٱ ‬
‫َ َ َۡ ه ۡ ََ ُ ُ‬ ‫ُ َ َ ۡ ُ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ق ۡدلٱ ج ۡئ ُتك لٱ أَ‍ِبيَةلٱ لٱ منلٱ هربك ۡ لٱ نِنلٱ أخل ُقلٱ لك لٱ م َنلٱ للطّيلٱ كهيلٱ ةلٱ للط لٱ ‬
‫ريلٱ فأنفخلٱ ‬
‫ََ ُ ُ َ َۡ ۡ ه‬
‫ريُۢالٱ بإذنلٱ لَّلٱ لٱ (‪)...‬لٱ ‪49‬لٱ ‪.1‬‬‫ف هلٱ ف كونلٱ ط‬

‫***‬

‫ج ــاء الح ــديث ف ــي الس ــورة ‪( 18‬الكهـــ ) ع ــن ع ــدة الفتي ــة م ــع ذك ــر الع ــدد‬
‫الترتيبي لكلبهم‪ .‬ولفظة "كلبهم" تخفي كلمة "قلبهم"‪.‬‬

‫وهاتــان الكلمتــان ال تختلف ــان إال فــي الح ــرف األول منهمــا فالق ــاف يصــبح كاف ــا‬
‫كأول حرف من كلمة "الكهف" ‪:‬‬

‫قـلـبـهـم‬
‫كـلـبـهـم‬

‫نذكر هنا باآلية ‪ 18‬من السورة ‪ 18‬حيث جـاءت كلمـة ‪ ‬نقلـبهم ‪ ‬المشـتقة‬
‫من مادة كلمة "قلب"‪.‬‬

‫يالحــظ هنــا أن رســم حــرف الكــاف "كـــ" قريــب مــن رســم العــدد "‪ ."5‬وال يبقــى‬
‫بعد حرف الكاف إال ‪ 4‬حروف ‪:‬‬

‫‪ 1‬سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪.49‬‬


‫‪255‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫ﻛﻠﺑﻬـﻡ‬
‫‪‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪3 2 1‬‬ ‫‪5‬‬

‫عالوة على ذلك فإن كلمة "الكلب" ذكرت ‪ 5‬مرات في القرآن ‪:‬‬

‫‪ ‬مرة ‪ 1‬على صيغة "الكلب" ؛‬


‫‪ ‬ثم ‪ 4‬مرات على صيغة "كلبهم"‪.1‬‬

‫كما يالحظ أن قوله تعالى "ربطنا على قلـوبهم" جـاء فـي اآليـة ‪ .214‬العـدد‬
‫‪ 1‬والعدد ‪.4‬‬

‫***‬

‫بعد أن تـم صـر العناصـر األربعـة إلبـراهيم ‪ ‬فـي اآليـة ‪ 260‬مـن السـورة‬
‫ّٗ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِه ۡ ُ ُ ِه َ ۡ َ َ‬
‫ـكلٱ سـع لٱ ِالٱ لٱ (…) ‪ .‬جـاءت كلمـة "سـعيا"‬
‫‪ 2‬نق أر ‪ )…(  :‬ث لٱ لدعهـنلٱ يأت ٱين لٱ ‬

‫بمعنــى التقــدم والتحــرك ‪ ،‬مــن ســعى يســعى إلــى غايــة‪ .‬أمــا كلمــة "الســاعة"‬
‫فهي تشير إلى تقدم الوقت ومسيرته‪ .‬فـ"الساعة" و "سعيا" متقاربتان صوتيا‬
‫ومعنويا‪.‬‬

‫‪" 1‬الكلب" في السورة ‪( 7‬األعراف) اآلية ‪ 176‬و"كلبهم" في السورة ‪( 18‬الكهف) اآلية‬


‫‪ 18‬و ‪.22‬‬
‫‪ 2‬سورة الكهف‪.‬‬
‫‪256‬‬
‫الرح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫َ َ َ‬
‫والكش ـف عن أصح ـاب الكـه ـف له عالقة بـ"السـ ـاع ـة" و"القيامـة" ‪َ  :‬وكذَٰۡكلٱ ‬
‫َ ۡ ََۡ َ َۡ ۡ َۡ َُ ْ َ ه َ ۡ َ ه َ ي ََ ه ه َ‬
‫اع َة َلٱ ل َ‬
‫لٱ ر ۡي َ‬
‫بلٱ ف َهالٱ لٱ (‪21 )...‬لٱ ‪.1‬‬ ‫قلٱ وأنلٱ لۡس‬
‫أعَثنالٱ عل ه لٱ َّلعلموالٱ أنلٱ وعدلٱ لَّلٱ لٱ ‬

‫ومــن جهــة أخــرى فــإن عــدة أصــحاب "الكه ـ " تنتهــي بعــدة "الكلــب"‪ .‬ولــم‬
‫يستأنس الكلب باإلنسان عبر التاريخ كماهو في هـذا الـزمن ولـم يكـن "خيـر‬
‫رفيــق لإلنســان" كمــا هــو ابتــداء مــن القــرن العشــرون وهــو قــرن "الســـاعة"‬
‫بفضــل رواج الســاعات الفرديــة التــي أصــبحت فــي متنــاول أكبــر نســبة مــن‬
‫النــاس ونظ ـ ار للعولمــة وال ـدخول فــي عهــد العلــوم والرياضــيات واالتصــاالت‬
‫السلكية والالسلكية والتلفزة واألنترنيت والمواصالت‪...‬‬

‫َۡ ۡ َ َ ۡ ۡ َ‬ ‫َ َ ۡ َۡ‬
‫ونق أر في القـرآن قولـه تعـالى ‪ )...(  :‬ك َمثللٱ للَكبلٱ لٱ إنلٱ َتمللٱ عل ۡهلٱ يَل َهثلٱ أ ۡولٱ ‬
‫ۡ‬ ‫َ ََ ۡ َ ََۡ َ َ ه َ َ‬
‫لٱ كث ّٗ‬ ‫َت ۡ ُ ۡ ُ َ ۡ َ‬
‫ـريلٱ الٱ مـ َنلٱ لۡلـنلٱ ‬ ‫ث لٱ (‪)...‬لٱ ‪177‬لٱ (‪)...‬لٱ ‪ 178‬لٱ ولقـد لٱ ذرننـالٱ ۡلهـن‬ ‫َتكه لٱ يله ى‬
‫َُ ۡ ُ ُ ي ه َ ۡ َ ُ َ َ َ َُ ۡ َ ۡ ُ ي ه ُ ۡ ُ َ َ َ َُ ۡ َ َ ي ه‬ ‫َ ۡ‬
‫انلٱ للٱ ‬ ‫ّيلٱ للٱ يبۡصونلٱ بهـالٱ وۡهـ لٱ ءاذ لٱ ‬ ‫وبلٱ للٱ يفقهونلٱ بهالٱ وۡه لٱ أع لٱ ‬
‫نسلٱ ۡه لٱ قل لٱ ‬ ‫ولإل ِۖ‬
‫ُ َ َ َ ۡ َ ۡ َ ۡ ُ َ َ ُّ ُ َ َ ُ ۡ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ي َ ۡس َم ُعونلٱ ب َهالٱ لٱ أ ْو َٰٓلئكلٱ كٱۡلنع َٰ لٱ بَللٱ ه ۡ لٱ أضللٱ أ ْو َٰٓلئكلٱ ه ُ لٱ للغَٰفلونلٱ ‪.2 179‬‬

‫***‬

‫قادتنا‬ ‫"الرحيم"‬ ‫إن كلمة‬


‫التي قادتنا بدورها‬ ‫"الرقيم"‬ ‫إلى كلمة‬
‫"إبراهيم"‬ ‫إلى كلمة‬

‫‪ 1‬سورة الكهف ‪ ،‬اآلية ‪.21‬‬


‫‪ 2‬سورة األعراف ‪ ،‬اآلية ‪.179-178-177‬‬
‫‪257‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫إن مجــال البحــث العلمــي ال يعــرف حــدودا اللهــم إال حــدود المقاصــد‪ .‬ولنــا‬
‫مث ــال عل ــى ذل ــك ف ــي إبـ ـراهيم ‪ ‬ال ــذي أراد فه ــم كـيـفـيـ ـ ـة البع ــث وإحيـ ـ ـاء‬
‫الموت ـى‪ .‬إن المنه ـج العلمـي يتوخ ـى االحتج ـاج وال يتـرك مجـ ـاال للجـ ـدل‬
‫جي لٱ (‪.1 197 )...‬‬ ‫لٱ ف ۡ َ‬
‫لٱ لۡل ٱلٱ ‬
‫َ َ‬
‫جدال ٱ‬
‫ََ‬
‫‪ ‬لٱ (‪ )...‬وللٱ ٱ‬

‫إن كلمــة "الحـــج" و مشــتقاتها جــاءت فــي الق ـرآن بمعنــى "القصـــد" وخاصــة‬
‫بمعنـ ــى "الغلبــــة بالحجــــة"‪ .‬وهـ ــذان المعنيـ ــان مختلفـ ــان لكنهمـ ــا متكـ ــامالن‬
‫ومتالزمان‪.‬‬

‫وأي ــا ك ــان معن ــى كلم ــة "الحـــج" ف ــي الس ــياقات المختلف ــة ف ــإن ك ــل المع ــاني‬
‫مرتبطـ ـة ب ــإبراهيم ‪ ‬أكث ــر م ــن غيـ ـره‪ .‬وكم ــا ذك ــرت فـ ـالحج ال ــذي أذن ب ــه‬
‫إبراهيم ‪ ‬هو الركن الخامس من اإلسالم‪.‬‬

‫ارتبطــت كلمــة االحتجــاج فــي الق ـرآن ارتباطــا وثيقــا بــإبراهيم ‪ ‬فــي عــدة‬
‫مناسبات‪ .‬فحين نقل لنا القرآن الكريم ما دار بـين إبـراهيم ‪ ‬وقومـه سـاق‬
‫كلمة "حاج" م ار ار ‪:‬‬

‫جلٱ إبۡ َرَٰهٱلٱ لٱ ۧ َ لٱ ف َ‬‫َ ِه‬ ‫َ َ َ َ ِه‬


‫لٱ ربٱهٱۦلٱ (…) ‪258‬لٱ ‪ 2‬؛‬ ‫ٱ‬ ‫‪  ‬أّ ۡ لٱ ت ََلٱ إٱَل ٱ‬
‫لٱ لَّليلٱ يا لٱ ٱ‬
‫ ِه َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫لٱ وق ۡدلٱ ه َدى َٰ ٱ ىنلٱ (…) لٱ ‪80‬لٱ ‪3‬؛‬‫يلٱ ٱفلٱ لَّٱ‬ ‫ح ُّ‬
‫جو ٱ لٱ ‬ ‫‪َ  ‬و َيا ِهج ُهۥلٱ قَ ۡو ُم ُهۥلٱ قَاللٱ أتُ َ َٰٓ‬

‫‪ 1‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.197‬‬


‫‪ 2‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.258‬‬
‫‪ 3‬سورة األنعام ‪ ،‬اآلية ‪.80‬‬
‫‪258‬‬
‫الرح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫َ ۡ َ ُ ه ُ َ َ َ ۡ َ َٰ َ ۡ َ َٰ َ َ َ َٰ َ‬
‫لٱ لَعلٱ ق ۡومهۦلٱ (…)لٱ ‪83‬لٱ ‪.1‬‬ ‫‪  ‬وتلكلٱ جتنالٱ لٱ ءات نهالٱ إبره‬

‫إن سنة إبراهيم ‪ ‬كما يذكرها القرآن أبلـغ مثـال علـى مـا ينبغـي أن يكـون‬
‫علي ــه الم ــنهج العلمـ ــي الح ــق‪ .‬فق ــد ب ــدأ بمالحظـ ــة م ــا يح ــيط ب ــه ‪ ،‬ث ــم خ ــرج‬
‫ـل َ‬‫ََه َ ه َ َۡ هۡ ُ‬
‫لٱ ر َءالٱ ‬ ‫بفرضيـات عرضهـا بعد ذلك على محك العقــل ‪ :‬لٱ فلمـالٱ جـنلٱ عل ـهلٱ لَّل‬
‫َ ۡ َ ّٗ َ َ َ‬
‫لٱ هَٰ َذا َ‬
‫لٱ ربِۖلٱ (‪)...‬لٱ ‪76‬لٱ ‪ .2‬وال يستنكف بعد ذلك أن يعيـد النظـر فـي‬ ‫كوك لٱ بالٱ قال‬
‫ََه ََ َ َ َ َ‬
‫ـللٱ قـاللٱ للٱ ‬ ‫فرضياته بل وأن يدحضها إن كانت خاطئـة ‪ )...(  :‬فلمـالٱ أف لٱ ‬
‫ــبلٱ لٓأۡلفل َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫ــَّيلٱ ‪ .3 76‬وحــين ننقــل ن ـص هــذه اآلي ــة إلــى اللغــة الفرنســية‬ ‫أ‬
‫نـكـتـش ـف تطابقـ ـا صوتيـ ـا ومعنويــا بــين كلمـ ـة "أفــل" ونظيرتـ ـ ـها فــي الفرنســية‬
‫(‪/a filé‬أَف ـل)‪ .‬كمــا أن هــذا يــذكر بعبــارة (‪/les étoiles filantes‬إط ـوال‬
‫فيالنت) ‪ ،‬وهي في العربية النجوم الثاقبة أو الرجوم والشهب‪.‬‬

‫وهكــذا يتــابع إب ـراهيم ‪ ‬بحثــه بكــل موضــوعية وصــبر إلــى أن يتوصــل إلــى‬
‫َ َ ه َ َ ۡ َ َ َ َ ّٗ َ َ َ َٰ َ َ َ َ ه َ َ َ َ َ َ‬
‫للٱ قاللٱ لئنلٱ ‬ ‫غلٱ قاللٱ هذالٱ ربِۖلٱ فلمالٱ أف لٱ ‬ ‫اليقـين عـن طريـق العلـم ‪  :‬فلمالٱ رءالٱ للقم لٱ ملٱ باز لٱ ‬
‫َ ّٗ َ َ َ َ‬ ‫ه‬ ‫َّيلٱ ‪77‬لٱ فَلَ هما َ‬ ‫َ ََ ُ َ ه َ َۡ ۡ ه‬
‫لٱ لۡضٓال َ‬ ‫ه‬
‫سلٱ بَازغ لٱ ةلٱ لٱ قاللٱ هَٰذالٱ ‬
‫لٱ ر َءالٱ لۡش ۡم َ لٱ ‬ ‫ل ۡ َلٱ ي ۡهدِنلٱ ربلٱ ۡلكوننلٱ منلٱ للقوم‬
‫لٱ و هج ۡه ُ‬ ‫ي ه ُۡ ُ َ‬ ‫َ َ َٰ َ َ ۡ َ ُ َ َ ه َ َ َ ۡ َ َ َ َ‬
‫ـتلٱ ‬ ‫ونلٱ ‪78‬لٱ إِن َ‬ ‫تلٱ قاللٱ يَٰق ۡوملٱ إِنلٱ بَـمف لٱ ءلٱ ممـالٱ تۡشـك‬ ‫ربلٱ هذالٱ أكبلٱ فلمالٱ أفل لٱ ‬
‫ۡشك َ‬ ‫ۡ ۡ‬ ‫َ َ َ ه َ َٰ َ َ ۡ َ َ َ ّٗ َ َ َ ۠‬ ‫َ ۡ َ ه‬
‫َّيلٱ ‪.4 79‬‬ ‫لٱ و َمالٱ أنالٱ م َنلٱ لۡ ُم لٱ ‬ ‫َهلٱ َّۡلفلٱ فطملٱ لۡسموَٰتلٱ ولۡلۡرضلٱ ن لٱ فا‬ ‫وج‬

‫‪ 1‬سورة األنعام ‪ ،‬اآلية ‪.83‬‬


‫‪ 2‬سورة األنعام ‪ ،‬اآلية ‪.76‬‬
‫‪ 3‬سورة األنعام ‪ ،‬اآلية ‪.76‬‬
‫‪ 4‬سورة األنعام ‪ ،‬اآليات ‪ 77‬إلى ‪.79‬‬
‫‪259‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫تشــترك كلمـة "عــاَلم" وكلمــة "عـ ِّ‬


‫ـالم" فــي الجــذر نفســه (ع – ل – م)‪ .‬فالعــاَلم‬
‫مـرتبط ارتباطــا وثيقــا بعلمنــا ومعرفتنــا الموضــوعية بــه ‪ ،‬فــال وجــود لــه خــارج‬
‫هــذه المعرفــة الجوهريــة‪ .‬ال يمكــن ســبر حقيقــة العــالم إال مــن خــالل المعرفــة‬
‫العلميــة وكــل م ـا ابتعــد عنهــا يكــون غيــر موضــوعي ونــاتج عــن الخ ارفــات‬
‫واألســاطير واألوهــام التــي بنــى عليهــا أغلبيــة القــدماء تصــورهم لعـوالم خياليــة‬
‫وعجيبة بطريقة نظرية بعيدا عن األسس العلمية الحقيقيـة‪ .‬لكـن علـى الـرغم‬
‫من بدائية تفكيرهم إال أنه البد من االعتراف بأنه كـان لـديهم وعـي وتحديـدا‬
‫إدراك بأن العالم لـه معنـى وهـدف ممـا دفـع اإلنسـان للسـعي الـدؤوب إلدراك‬
‫كنــه العــالم والتحــري فــي حقيقــة األشــياء مــن حولــه والبحــث الــذي أثمــر فــي‬
‫عصرنا االكتشافات العلمية التي نشهدها كل يوم‪.‬‬

‫لمــا تحقــق إب ـراهيم ‪ ‬أن الخ ارف ـات هــي قمــة الجهــل فـ َّ‬
‫ـك عــن نفســه قيــد‬
‫السـ ــيطرة العقائديـ ــة أو التزمـ ــت (‪ )indoctrination‬السـ ــائدين فـ ــي عص ـ ـره‬
‫فبــادر بمحاجــاة قومــه بالحجــة العلميــة التــي تفــرض نفســها بــالمنطق والعقــل‪.‬‬
‫وهكذا يقص لنا القرآن الكـريم كيـف أن إبـراهيم ‪ ‬كسـر أصـنام المعبـد مـا‬
‫عدا كبيرها‪ .‬فلما أوتي به على أعـين النـاس وسـأله قومـه مـا كـان جوابـه إال‬
‫أن راوغ عليَّة قومه حتى يرغمهم على التفكير ‪:‬‬
‫َ َ َۡ َ َ َ ُ َ ُ ُ َ َ‬ ‫َ ُ ْ ََ َ َ َ ۡ َ َ‬
‫لٱ هَٰ َذالٱ أَ‍ِّ َٱهت ٱ َنا َ َٰٓ‬
‫ـريه ۡ لٱ هَٰـذالٱ ‬ ‫لٱ يّٱبۡ َرَٰهٱِ ُ لٱ ‪62‬لٱ قاللٱ بللٱ فعلـهۥلٱ ك ٱب‬ ‫‪ ‬قاّوالٱ ءأنتلٱ فعلت‬
‫كـ ۡ لٱ أَنـ ُ‬
‫ـت ُ لٱ ‬
‫ۡ َ َ ُ ْ ِه ُ‬
‫سـ ٱه لٱ فقــاّوالٱ إٱن‬
‫َ َ َ ُ ْ َ َٰٓ َ ُ‬ ‫َ ُ ْ َ ُ َ‬ ‫َ ۡ َُ ُ ۡ‬
‫َللٱ أنف ٱ‬ ‫فسـلٱ لوه لٱ إٱنلٱ َكنــوالٱ ين ٱطقــونلٱ ‪63‬لٱ فَجعــوالٱ إ ٱ‬
‫ُ َ‬
‫لٱ هـؤلءٱلٱ يَن ٱطقـونلٱ ‪65‬لٱ ‬
‫ۡ َ َ ۡ َ ۡ َ َ َ َٰٓ ُ َ‬
‫لٱ ر ُءو ٱس ٱه لٱ لقدلٱ عل ٱمتلٱ مـا‬ ‫ك ُسوا ْ َ َ َٰ‬
‫لٱ لَع ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ ِه‬
‫للظَٰل ُٱمونلٱ ‪64‬لٱ ث ِه لٱ ن ٱ‬

‫‪260‬‬
‫الرح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫ُ ِه ُ‬
‫كـ لٱ ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ ِه َ َ َ َ ُ ُ ۡ َ ۡ ّٗ َ َ َ ُ ُّ ُ‬ ‫َ َ َََُۡ ُ َ ٱ ُ‬
‫فلٱ ل‬
‫ونلٱ لَّٱلٱ مالٱ للٱ ينفعك لٱ شيلٱ الٱ وللٱ يۡضك لٱ ‪66‬لٱ أ لٱ ‬
‫قاللٱ أفتعبدونلٱ منلٱ د ٱ‬
‫ ِه َ َ َ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َُُۡ َ‬
‫ونلٱ لَّٱلٱ أفَللٱ ت ۡعقٱلونلٱ ‪.1 67‬‬
‫وّ ٱمالٱ تعبدونلٱ ٱمنلٱ د ٱ‬
‫ويصف القرآن واقعة أخرى تُظهر كيف احتج إبراهيم ‪ ‬ليدحض الباطل ‪:‬‬
‫َ ۡ َ َ َٰ ُ ِه ُ ۡ ُ ۡ َ ۡ َ َ‬
‫ـاللٱ إبۡ َ‬ ‫لٱ يا ِهجلٱ إبۡ َرَٰهٱلٱ لٱ َ لٱ ف َ‬
‫لٱ لَّلي َ‬ ‫َ َ ۡ َ َ َ ِه‬
‫ـرَٰهٱلٱ لٱ ُ لٱ ‬ ‫ٱ‬ ‫لٱ ق‬ ‫ذ‬‫ٱ‬ ‫إ‬ ‫لٱ ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫لٱ لّ‬ ‫لٱ لَّ‬ ‫ه‬ ‫ى‬ ‫ات‬‫لٱ ء‬ ‫ن‬ ‫لٱ أ‬ ‫ٱۦ‬ ‫ه‬ ‫ب‬
‫ٱ ٱ‬‫لٱ ر‬ ‫ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫‪ ‬أّ لٱ تَلٱ إٱَل‬
‫َ ِه ِه َ َ ۡ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُۡ َُ ُ َ َ‬ ‫َ َ ِه‬
‫ـرَٰهٱلٱ لٱ ُ لٱ فـّٱنلٱ لَّلٱ يـأ ٱَتلٱ ‬ ‫ـاللٱ إبۡ َ‬ ‫لٱ وأمٱِـتلٱ ق‬ ‫ـاللٱ أنَـا۠لٱ أ ۡحۦ َ‬ ‫ۡحۦلٱ وي ٱمِتلٱ ق‬
‫ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫لٱ لَّليلٱ ي ٱ‬
‫ب ٱ‬ ‫رٱ‬
‫َ َ َ َ ِه ُ َ‬ ‫َ ِه‬ ‫َ‬ ‫َ َ َۡ‬‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ ِه‬
‫لٱ لَّليلٱ كفـَيلٱ ولَّلٱ للٱ ‬ ‫بلٱ ف ُلٱ بـ ٱهــت ٱ‬ ‫ـَ ٱ‬‫تلٱ بٱهالٱ مٱنلٱ لّمغ ٱ‬ ‫شـ ٱَ ٱقلٱ فأ ٱ‬ ‫بٱٱّش ۡم ٱسلٱ م َٱنلٱ لّ َم لٱ ‬
‫ ِه‬ ‫َۡ‬
‫َّيلٱ ‪.2 258‬‬ ‫َي ۡه ٱديلٱ للق ۡو َملٱ للظَٰل ٱ ٱم َلٱ ‬

‫وهكــذا نــرى أن الحــج غالبــا مــا يتصــل بالمالحظــة ســيما تلــك التــي تخــص‬
‫السماوات واألرض‪.‬‬

‫***‬

‫ولنــذكر هنــا بعضــا مــن اآليــات التــي تكشــف فــي الق ـرآن الك ـريم عــن خلــق‬
‫الس ــماوات واألرض والتـ ــي تتفـــق مـ ــع أح ــدث االكتشـ ــافات فـــي علـ ــم الفيزيـ ــاء‬
‫الفلكية ‪:‬‬

‫َ‬ ‫َ َ َ ۡ َ َ ِه َ َ َ ُ ْ َ ِه ِه َ َ َ ۡ َ َ َ َ َ َ ۡ ّٗ َ َ َ ۡ َ ُ َ َ َ َ ۡ‬
‫تلٱ ولۡلۡرضلٱ َكنتالٱ رت لٱ قالٱ ففت لٱ قنَٰهمالٱ لٱ وجعلنـالٱ ‬‫‪ ‬أولٱ ّ لٱ يَلٱ لَّلٱينلٱ كفَوالٱ أنلٱ لّسمَٰو َٰ ٱ‬
‫َ‬ ‫ُ ِه َ ۡ َ َ َ َ ۡ‬ ‫َ َۡ‬
‫حلٱ أفــَللٱ يُؤم ُٱنــونلٱ ‪30‬لٱ ‪ : 3‬إشـارة إلـى االنفـالق الكبيــر‬ ‫مٱـنلٱ لّمــاءٱلٱ كلٱ َش ٍلٱ ءلٱ ٍ‬
‫(‪ )Big-bang‬وإلى كون الماء أصال للحياة ؛‬

‫‪ 1‬سورة األنبياء‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة‪.‬‬
‫‪ 3‬سورة األنبياء‪.‬‬
‫‪261‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫لۡس َما َءلٱ بَن ۡ َنَٰ َهالٱ بأ ۡي ْدلٱ ِإَونالٱ ۡ ُموس ُع لٱ ‬
‫ونلٱ ‪ : 1 47‬إشارة إلى امتداد الكون ؛‬ ‫‪َ ‬و ه‬

‫ۡ َ َ ۡ َ َ ّٗ‬ ‫ُ َ ي َ َ َ ََ َ ۡ َ‬ ‫ىلٱ إ ََللٱ ه‬ ‫‪ُ ‬ث ه ۡ‬


‫ـو ًًعلٱ أ ۡولٱ ك ۡمهـالٱ ‬ ‫لٱ وۡۡلۡرضلٱ لئت ـالٱ ط‬ ‫انلٱ فقاللٱ ۡها‬ ‫لۡس َماء َ‬
‫لٱ و َ‬
‫ِهلٱ دخ لٱ ‬ ‫لٱ لس َت َو َٰٓ‬

‫َّيلٱ ‪11‬لٱ ‪ : 2‬إشـارة إلـى "السـديم األولـي" الـذي نشـأت منـه‬ ‫قَ َاَلَا َلٱ أتَ ۡي َنـا َ‬
‫لٱ طـائلٱ ع َ‬

‫مجموعتنا الشمسية ؛‬

‫ََ َۡ َ ُ َ‬ ‫َ ََ هَۡ َ هَ َ َ ه ۡ َ َ َۡ ُ ي‬ ‫ُ ه‬
‫‪3‬‬
‫حونلٱ ‪ 33‬‬ ‫لٱ وللق َم َم لٱ ‬
‫لٱ كلٱ فلٱ فلكلٱ لٱ يسـب‬ ‫‪َ ‬وه َولٱ لَّليلٱ خلقلٱ لَّلللٱ ولنلهارلٱ ولۡشمس‬

‫إش ــارة إل ــى حرك ــة الكواك ــب والنج ــوم ‪ ،‬الش ــمس تق ــع ف ــي فل ــك ح ــول مح ــور‬
‫المجموعة الشمسية والقمر يقع في فلك حول األرض‪.‬‬

‫كان من المعلـوم أن مجموعتنـا الشمسـية ‪ ،‬حتـى بدايـة القـرن الواحـد والعشـرون ‪،‬‬
‫تتألف من نجم واحد ‪( 1‬الشمس) و ‪" 9‬كواكب"‪ .‬وفي يوم ‪ 24‬أغسطس ‪2006‬‬
‫قــررت هيئــة االتحــاد العــالمي الفلكــي أن تغيــر تســمية وضــعية بلوتــون الــذي كــان‬
‫يعتبــر تاس ــع كوكــب ف ــي مجموعتن ــا الشمســية بع ــد اكتشــافه ف ــي س ــنة ‪ 1930‬إذ‬
‫أصــبح ينظ ــر إليــه كمج ــرد "كوكــب ق ــزم" ش ــأنه شــأن هيئ ــات أخــرى م ــن النظ ــام‬
‫اكم ِّ‬
‫اك و أ ِّ‬
‫ُوميا‪ .‬وهكذا يأتي الكوكب التاسع بالجديد‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫الشمسي وهي سيريس و َم َ‬

‫فكلم ــة "الحـــج" بمعن ــى "الغلب ــة بالحج ــة" إذاً ش ــديدة االرتب ــاط ب ــإبراهيم ‪.‬‬
‫ويظهر سياق اآليات جليا أن إبراهيم ‪ ‬قد فتح باب المنهج العلمي الذي‬
‫يخالف التزمت والتخلف الفكري المحجر للعقول‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة الذاريات‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة فصلت‪.‬‬
‫‪ 3‬سورة األنبياء‪.‬‬
‫‪262‬‬
‫الرح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫ما يلي يفيد أن استعمال كلمة "الحج" ومشتقاتها بمعنى "القصد" هـي أيضـا‬
‫شديدة االرتباط بإبراهيم ‪ ، ‬بل وتلقي الضوء على فهم علم الساعة‪.‬‬

‫فاستعمال كلمة "الحج" في القرآن بمعنى "القصد" يشير إلـى "الكعبــة" بمكـة‬
‫المكرمــة ‪ ،‬وإلــى الــركن الخــامس مــن اإلســالم فريضــة م ـرة فــي العمــر لمــن‬
‫استطاع إليها سبيال‪.‬‬

‫والكعبة فـي مكـة ترمـز إلـى بيـت هللا‪ .‬إنـه بنـاء مـن حجـر ذو شـكل مكعـب‪.‬‬
‫ومن شعائر الحج الطـواف بالكعبـة ‪ 7‬مـرات فـي االتجـاه المعـاكس ألقـراص‬
‫الساعة كدوران الكواكب حول الشمس‪.‬‬

‫وكما ذكرت آنفا ‪ :‬االحتجـاج وفريضة الحج في القـرآن مقترنـان بإبراهيـ ـم ‪‬‬
‫لٱ و َط ٱه َۡلٱ بَ ۡي ٱ َ‬
‫َّتلٱ ّ ٱل ِهطائف َ‬ ‫َ ۡ ّٗ‬
‫يلٱ ا َ‬ ‫ۡ َ ِه ۡ َ ٱ ۡ َ َٰ َ َ َ َ ۡ َ ۡ َ ِه ُ ۡ ۡ‬
‫َّيلٱ ‬ ‫ٱٱ‬ ‫ۡشك ٱلٱ َبلٱ ش‬ ‫تلٱ أنلٱ للٱ ت ٱ‬ ‫‪ِ  :‬إَوذلٱ بوأنالٱ ٱإلبرهٱِ لٱ لٱ مَكنلٱ لۡلِ ٱ‬
‫ۡ َ َ ۡ ُ َ َ ّٗ َ َ َ َٰ ُ‬ ‫جودٱلٱ ‪26‬لٱ َوأَذٱنلٱ فلٱ لنل ِه‬ ‫لَّ ِهكعٱ ُّ‬
‫لٱ لّس ُ‬ ‫َو ۡلل َقائم َ‬
‫َّي َ‬
‫لٱ و ُّ‬
‫كلٱ ‬‫ٱ‬ ‫لٱ ‬‫لَع‬ ‫لٱ و‬‫لٱ ‬
‫ـال‬ ‫ج‬ ‫ٱ‬ ‫لٱ ر‬ ‫وك‬ ‫ت‬ ‫ـأ‬ ‫ي‬ ‫لٱ ‬‫ج‬ ‫ٱۡل‬
‫ٱ ٱ‬ ‫ب‬ ‫لٱ ‬‫اس‬‫ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫ٱٱ‬
‫َ َ ٱ ُ َ َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬
‫لٱ كلٱ ف ٍجلٱ لٱ ع ٱمِقلٱ لٱ ‪27‬لٱ ‪.1‬‬
‫ضامٱَلٱ لٱ يأتٱَّيلٱ من ٱ‬

‫ـعلٱ ّ ِه‬ ‫ ِه َ َ‬
‫ٱلن ٱ‬
‫ـاسلٱ ‬ ‫ض َ‬‫جاءت كلمـة "بكـة" فـي القـرآن لتعيـين مكـة ‪ :‬لٱ إٱنلٱ أ ِهول َلٱ ب ِۡـتلٱ لٱ ُو ٱ‬
‫ـَّيلٱ ‪ .2 96‬وكلمــة "بكــة" قريبـة مـن كلمـة‬ ‫ـدىلٱ ل ۡٱل َعَٰلَم َ‬ ‫َ ِه َ ُ َ َ ّٗ َ ُ ّٗ‬
‫لٱ وه لٱ ‬
‫َ ِه‬
‫َّليلٱ بٱبك لٱ ةلٱ م لٱ بار لٱ َك‬
‫ّ ٱ‬
‫ٱ‬
‫"بكم" التي تعني " لب بالحجـة"‪ .‬والغلبة بالحجة من صفات إبراهيم ‪.‬‬

‫و"الحج" إذاً هو قصد بيت هللا ‪ ،‬وهو أيضا "الغلبة بالحجـة" إلـى درجـة بكـم ‪،‬‬
‫إلــى التبكيــت بالحجــة ‪ ،‬مثلمــا فعــل إبـراهيم ‪ ‬مــع قومــه ‪ :‬فالقصــد والغلبــة‬
‫بالحجة يلتقيان‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة الحج‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة آل عمران‪.‬‬
‫‪263‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫فكلمــة "الحـــج" التــي جــاءت بمعنــى "القصـــد" يجــب أن تفهــم أيضــا بمعنــى‬
‫الغلبة بالحجة‪ .‬والقرآن يؤكد على ذلك حين ذكر إبراهيم ‪ ‬كقدوة تتبع ‪:‬‬
‫ ِه َ ۡ َ َ ُ َ ّٗ‬ ‫َ َ ۡ ّٗ َ ِه ُ ْ‬ ‫لٱ م َثابَ ّٗلٱ ةلٱ ل ِه‬
‫ت َ‬ ‫ۡ َ ََۡ ۡ‬
‫لٱ لۡلَ ِۡ َ‬
‫َل ِۖلٱ لٱ (‪)...‬‬ ‫َٰ‬ ‫ٱ‬
‫اس وأم لٱ نالٱ ولَتٱذوالٱ ٱمنلٱ مقاملٱ إٱبرهٱلٱ لٱ لٱ مص لٱ ‬
‫ٱلن ٱ لٱ ‬ ‫‪‬لٱ ِإَوذلٱ جعلنا‬
‫‪ .1 125‬ومقــام إبـراهيم ‪ ‬يقــع بمكــة قريبــا مــن الكعبــة وهــو آثــار قــدمين‬
‫في الصخر يقول بعضهم أنه المكان الذي وقف به إبراهيم ‪ ‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫وعبارة "مقام إبراهم" ال تخص المعنى المادي فحسب أي المكان الذي أقـام‬
‫بــه بــل أيضــا المقــام العــالي والعلمــي الــذي بلغــه بفضــل جهــده‪ .‬ومــن جهــة‬
‫أخرى فإن لفظة "مقام" قريبة جدا من عبارة "ما قام (به)" أي ما أنجزه‪.‬‬

‫إن كانــت كلمــة "مصــلى" تفهــم عــادة بمعنــى المكــان الــذي تقــام فيــه الصــالة ‪،‬‬
‫لكــن هــذا المعنــى يقلــل مــن مفهــوم هــذه الكلمــة التــي قــد ُذكــرت مـرة واحــدة فــي‬
‫الق ـ آرن ‪ ،‬فهــي قريبــة جــدا فــي مادتهــا مــن كلمــة "موصــل" التــي تعنــي "الــيي‬
‫يوصل" المشتق من "وصل"‪.‬‬

‫قــد يكــون تقــارب فــي المعنــى بــين كلمت ـين مكــونتين مــن مــادتين مختلفتــين‬
‫ومتقــاربتين‪ .‬مثــال ذلــك العالقــة بــين كلمــة "صــالة" ومادتهــا (ص‪ -‬ل‪ -‬ي)‬
‫وكلمــة "صــلة" التــي مــن مــادة (و‪ -‬ص‪ -‬ل)‪ .‬فالصــالة هــي الوســيلة التــي‬
‫توصل اإلنسان باهلل‪.‬‬

‫والمغزى من مقام إبراهيم ‪ ‬ليس هو السجود على آثار قدميه لكـن اتبـاع‬
‫مثله في التبين واالقتداء به أي عدم تقبل األشياء لمجرد كونها متفق عليها‬
‫في المجتمع بـل مالحظـة الظـواهر وإخضـاعها للتفكيـر العلمـي والنقـد البنـاء‬

‫‪ 1‬سورة البقرة‪.‬‬
‫‪264‬‬
‫الرح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫للتأكد من صحتها وإيجاد الحجـج الداحضـة للوصـول إلـى المعرفـة الحقيقيــة‬


‫التــي عــادة ال تســمح لنــا حواســنا بالوصــول إلــى كنههــا‪ .‬فــالحواس تــوحي لنــا‬
‫بأن األرض مسطحة ‪ ،‬والحقيقة أنها كروية‪.‬‬

‫حـين أمـر هللا سـبحانه وتعـالى إبـراهيم ‪ ‬بـأن يـؤذن فـي النـاس بـالحج فـي‬
‫الســورة ‪( 22‬الحـــج) قــال ‪  :‬ميـــأتوك ‪ 1‬أي إلي ــك‪ .‬فمغ ــزى "القصـــد" ل ــيس‬
‫المكان الحسي والمادي فحسب بل هو األسوة والقدوة الواجب اتباعها‪.‬‬

‫فضــال عــن الجوانــب الماديــة ف ـإن أهــم مــا فــي الحــج هــو المعنــى و المغــزى‬
‫الروحــي والعقالنــي أوال وقبــل كــل شــيء‪ .‬إذ لــيس مــن الصــعب علــى العقــل‬
‫البش ـ ـري أن يســتوعب أن "بيــم ا" ال يتحــدد فــي بنــاء مكعــب مــن الحجــارة‪.‬‬
‫َ َ ۡ‬
‫ت ‪ 2‬يرفع فيه التوحيد الخالص بعد تطهيره من األرباب الباطلة‪.‬‬ ‫فـ ـ‪َ ‬مَكنلٱ لۡلَ ِۡ ٱلٱ ‬

‫إن إبراهيـ ـم ‪ ‬قــد تخلــص مــن المعتقـ ـدات الخرافيــة بــالعلم وبالحجــة وبهمــا‬
‫ۡ َ َ َ ِه ُ َ ۡ َ‬
‫وصل إلى اإلسالم واإليم ــان والسـالم ‪  :‬إٱذلٱ جاءلٱ ربهۥلٱ بٱقلبلٱ سل ٍ‬
‫ٱِملٱ ‪84‬لٱ ‪‬‬
‫‪3‬‬

‫فالمثـ ــل الواجـ ــب اتباعـ ــه هـ ــو مثـ ــل إب ـ ـراهيم ‪ ‬فـ ــي طريقتـ ــه العلميـ ــة‬
‫المحض ــة و "القصـــد" منه ــا الوص ــول إل ــى "معرفـــة" الح ــق ال ــذي ه ــو هللا ‪،‬‬
‫سبحانه وتعالى عما يصفون‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة الحج ‪ ،‬اآلية ‪.27‬‬


‫‪2‬‬
‫سورة الحج ‪ ،‬اآلية ‪.26‬‬
‫سورة الصافات ‪ ،‬اآلية ‪.84‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪265‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫والدليل على ذلك أن ذروة الحج إنما هي يوم عرفة‪ .1‬وقد جاء في الحـديث‬
‫أن رسـ ـول هللا ‪ ‬قــال ‪" :‬الح ــج ح ــج عرفــة"‪ .2‬وكلمــة "عرفــــة" مشتقـ ـة مــن‬
‫مادة "ع – ر ‪ -‬ف" التي منها كلمـة "عـرف" بمفهـوم "المعرفـة" و "العلـم" ‪،‬‬
‫جي لٱ (‪.3 197 )...‬‬ ‫لٱ ف ۡ َ‬
‫لٱ لۡل ٱلٱ ‬
‫َ َ‬
‫جدال ٱ‬
‫ََ‬
‫فالحج هو االحتجاج بالمعرفة‪ .‬لٱ (‪ )...‬وللٱ ٱ‬

‫إن ي ــوم عرف ــة ف ــي حس ــاب الس ــنة القمري ــة يك ــون بالتحدي ــد ي ــوم ‪ 9‬م ــن ذي‬
‫الحجة‪ .‬وعبارة "الحج األكبر" لم ترد إال مرة واحدة في القرآن كله وذلك فـي‬
‫َ‬ ‫نلٱ م َٱنلٱ ل ِهَّٱ َ‬‫ََ ي‬
‫لٱ و َر ُس ٱ‬
‫ـوَّلٱۦلٱ إٱَللٱ لنل ِه ٱ‬
‫ـاسلٱ ‬ ‫اآلية رقم ‪ 3‬من السـورة ‪( 9‬التوبـة) ‪َ  :‬وأذ َٰ لٱ ‬
‫وَّلۥلٱ لٱ (‪3 )...‬لٱ ‪. ‬‬ ‫بلٱ أَ ِهن ِه َ‬
‫لٱ لَّلٱ بََي لٱ ءيلٱ م َٱنلٱ لّ ۡ ُم ۡۡشك َ‬
‫ٱَّيلٱ َو َر ُس ُ ُ‬ ‫لٱ ‬
‫َ ۡ َ َۡ ۡ َ ۡ‬
‫كَ‬ ‫يو لٱ ملٱ لۡل ٱجلٱ لۡل‬
‫ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫ٱ‬

‫ومــن الســورة ‪( 9‬التوبـــة) التــي فيهــا عبــارة "الحــج األكبــر" إلــى الســورة ‪22‬‬
‫(الحج) في ترتيب المصحف توجد ‪ 14‬سورة ‪:‬‬

‫الســور‬
‫الحج‬ ‫التوبة‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪ 14‬ســورة‬

‫‪ 1‬في الحج يقف الحجاج "يوم عرفة" بمكان يبعد عن مكة بمسافة ‪ 21‬كيلومتر‪ .‬وهذا المكان‬
‫يقع فيه "جبل الرحمة"‪ .‬وفيه خطب رسول هللا ‪ ‬خطبة الوداع‪ .‬وهذه الوقفة هي الفريضة التي‬
‫ال يتم الحج بدونها‪.‬‬
‫‪ 2‬مسند أحمد‪.‬‬
‫‪ 3‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.197‬‬
‫‪266‬‬
‫الرح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫‪ 14‬مثل رقـم سـورة "إبـراهيم" ‪ ‬وهـو أب المسـلمين ‪ ،‬الـذي كـان أول مـن‬
‫أذن بالحج‪.‬‬

‫***‬

‫ ِه َ َ ُّ‬ ‫ََۡ ََ ۡ َ ُ ُ َ َ َ ُ َ ۡ َ ُ َ ْ‬
‫ـه َداءٱلٱ ‬
‫لّش َ‬ ‫جـاي َءلٱ بٱـٱنلب ٱ ٱيلٱ نلٱ و‬
‫ضعلٱ للكٱتَٰـبلٱ و ٱ‬‫تلٱ لۡلۡرضلٱ بٱنورٱلٱ ربٱهالٱ وو ٱ‬ ‫‪ ‬وأَشق ٱ‬
‫َۡ َ ُ َ ۡ َ َ‬ ‫َوقُ ٱ َ‬
‫لٱ وه ۡ لٱ ل ُلٱ يظل ُمونلٱ ‪.1 69‬‬ ‫ِضلٱ بَ ۡي َن ُه لٱ بٱٱۡل ٱق‬

‫زيادة على بسمالت أوائل السور ال تظهر لفظتا "الرحمن" و "الرحيم" سـوى‬
‫في ‪ 9‬سور فقط من بين ‪ .114‬وجمـع أرقـام هـذه السـور التسـعة فـي ترتيـب‬
‫المصحف تعطي ‪ 234‬وهو حاصـل ضـرب ‪ 9‬فـي ‪ .26‬والعـددان ‪ 9‬و ‪26‬‬
‫هما رقما السورتين الوحيدتين اللتين ذكرت فيهما لفظة "رحـيم" ‪ 9‬مـرات فـي‬
‫آياتهما‪.‬‬

‫وتذكي ار لما سبق فإن لفظ الجاللة "رحيم" ذكر ‪ 9‬مرات في سورتين فقط ‪:‬‬

‫‪ ‬في السورة ‪ 9‬؛‬


‫‪ ‬وبـ ـداخل الس ــورة ‪ ، 26‬حي ــث ذك ــرت لفظ ــة "رحــــيم" ألول مـ ـرة بع ــد‬
‫البسملة في اآلية ‪.9‬‬

‫‪ 1‬سورة الزمر ‪ ،‬اآلية ‪.69‬‬


‫‪267‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫أرقام اآلميات التي تتضمن لفظتي "الرحمن" و "الرحيم"‬ ‫ترتيب‬


‫أسماءالسور‬
‫الرحيم‬ ‫الرحمن‬ ‫المصح‬

‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الفاتحة‬ ‫‪1‬‬


‫‪143 128 54 37‬‬
‫‪182 173 163 160‬‬ ‫‪163‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪2‬‬
‫‪226 218 199 192‬‬
‫‪66‬‬ ‫‪110‬‬ ‫السراء‬ ‫‪17‬‬
‫‪59‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪70‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الفرقا‬ ‫‪25‬‬

‫تـــســع ســور‬
‫‪63‬‬ ‫‪)2( 60‬‬
‫‪104‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪159‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الشعراء‬ ‫‪26‬‬
‫‪217‬‬ ‫‪191‬‬ ‫‪175‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪30‬‬ ‫النمل‬ ‫‪27‬‬
‫‪58‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪52 23 15 11‬‬ ‫ميس‬ ‫‪36‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫فصلم‬ ‫‪41‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحشر‬ ‫‪59‬‬

‫‪59 + 41+ 36 + 27 + 26 + 25 + 17 + 2 + 1‬‬


‫‪‬‬
‫‪26 x 9 =234‬‬

‫أما السور التي احتوت ‪ 5‬مرات لفظة "رحيم" زيادة عن البسملة فهي ‪:‬‬

‫‪ ‬السورة ‪ 5‬؛‬
‫‪ ‬السـورة ‪ ، 24‬حيـث جــاءت لفظـة "رحــيم" ألول مـرة بعــد البسـملة فــي‬
‫اآلية ‪.5‬‬

‫‪268‬‬
‫الرح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫السورة ‪9‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ 9‬مرات ذكر لفظة "رحيم"‬


‫السورة ‪( 26‬ابتداء من اآلية ‪.)9‬‬ ‫‪-‬‬ ‫زيادة على البسمالت‪.‬‬

‫السورة ‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ 5‬مرات ذكر لفظة "رحيم"‬


‫السورة ‪( 24‬ابتداء من اآلية ‪.)5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫زيادة على البسمالت‪.‬‬

‫***‬

‫إن مــنهج إب ـراهيم ‪ ‬فــي البحــث هــو وضــع أســس الســببية بالتأويــل‪ .‬إنــه‬
‫تفسير الظواهر من أصلها األول وذلك بـالتعمق فـي األمـور حتـى الوصـول‬
‫إلـى كنههـا وهكـذا يمكـن كشـف غطـاء المظـاهر للوصـول إلـى مـا هـو خفــي‬
‫عميق‪.‬‬

‫وقد ذكر القرآن الكـريم هـذه "العـودة إلـى التأويـل" ‪ ،‬مـن ذلـك ‪َ )...(  :‬و َمـالٱ ‬
‫ۡ ۡ َُ ُ َ‬ ‫َ ۡ َ ُ َ ۡ َ ُ ِه ِه ُ َ ِه َٰ ُ َ‬
‫لٱ ء َام ِهنالٱ بٱهٱۦلٱ (‪)...‬لٱ ‪ .1 7‬وقولـه‪:‬‬
‫ون َ‬ ‫لٱ فلٱ للعٱل ٱ لٱ يقوّ‬ ‫يعل لٱ تأوٱيلهۥلٱ لٱ إٱللٱ لَّيلٱ وللرسٱخ ٱ‬
‫ون‬
‫َ‬ ‫ُ ُ ِه‬ ‫َۡ ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ ۡ َ ُ ُ َ ِه َ ۡ َ‬
‫يلـ ُهۥلٱ َيقوللٱ لَّلٱيــ َنلٱ ن ُلٱ ‬
‫ســـوهُلٱ مٱـنلٱ ‬ ‫يلـ ُهۥلٱ لٱ يَ ۡو َملٱ يَألٱ ت ٱـيلٱ تأوٱ لٱ ‬
‫للٱ تأوٱ لٱ ‬
‫نظـَونلٱ إ ٱ لٱ ‬
‫‪ ‬هللٱ ي لٱ ‬

‫ٱۡل ٱقلٱ (‪)...‬لٱ ‪.2 53‬‬ ‫لٱ رب َنالٱ ب ۡ َ‬ ‫َُۡ َۡ َ َ ۡ ُُ ُ َ‬


‫قبللٱ ق لٱ دلٱ جاءتلٱ رسل ٱ ٱ‬

‫وقد ج ـاء في اآلية ‪ 49‬من السـ ـورة ‪ 18‬قوله تعالى ‪:‬‬

‫سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪.7‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬سورة األعراف ‪ ،‬اآلية ‪.53‬‬


‫‪269‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫لٱ مـا ٱللٱ ‬


‫ََُ ُ َ‬
‫ون َلٱ ي َٰ َو ۡيلَ َت َنـا َ‬ ‫َتىلٱ لّ ۡ ُم ۡجَم َ‬
‫ٱَّيلٱ ُم ۡشفق َ‬
‫َّيلٱ م ِهٱمالٱ فٱِهٱلٱ ويقوّ‬
‫َ ُ َ ۡ َ َٰ ُ َ‬
‫لٱ ف َ َ‬ ‫ضعلٱ للكٱتب‬
‫ٱٱ‬ ‫ٱ‬ ‫‪ ‬وو ٱ‬
‫َ ّٗ َ َ َ َ ً ِه َ ۡ َ َٰ َ َ َ َ ُ ْ َ َ ُ ْ‬ ‫لٱ للك َٱتَٰب َلٱ ل ُلٱ ي َغاد ُٱر َ‬
‫َ َ ۡ‬
‫لٱ صـغٱريلٱ ةلٱ وللٱ كبٱـريةلٱ إٱللٱ أيصـىهالٱ ووجـدوالٱ مـالٱ ع ٱملـوالٱ ‬ ‫ٱ‬ ‫هَٰذا‬
‫َ ّٗ َ َ َ ۡ ُ َ ُّ َ َ َ ّٗ‬
‫اضلٱ ايلٱ وللٱ يظل ٱ لٱ ربكلٱ أي لٱ دالٱ ‪. 49‬‬
‫‪1‬‬
‫ي ٱ‬
‫وكلمــة "تأويــل" تعنــي الرجــوع إلــى األول وهــي مشــتقة مــن كلمــة "أول" التــي‬
‫تعن ــي البداي ــة‪ .‬فلل ــتمكن م ــن الرج ــوع إل ــى المعن ــى األول للكلم ــات أي إل ــى‬
‫تأويلها والوقوف على معانيها ينبغي الـتخلص مـن التزمـت‪ .‬وهـذا ال يـتم إال‬
‫بارتقاء في العلم والمعرفة كمثل إبراهيم ‪ ‬الذي قد بلغ من العلم ما سمح‬
‫َ ۡ ۡ‬
‫ٱـنلٱ لل ٱعل ٱلٱ لٱ َمـالٱ ‬ ‫ي َأبَتلٱ لٱ إِنلٱ قَ ۡد َ‬
‫لٱ جا َء ٱِنلٱ م‬
‫َ‬
‫له بأن يواجه أهله وقومه على علم ‪ َٰٓ  :‬ٱ ٱ ٱ‬
‫‪2‬‬ ‫َ ۡ َ ۡ َ َ ِه ۡ َ ۡ َ َ َٰ ّٗ َ ّٗ‬
‫طالٱ سوٱلٱ يالٱ ‪.  43‬‬ ‫ّ لٱ يأت ٱكلٱ فٱتبٱع ٱنلٱ أهدٱك ٱ‬
‫لٱ صر لٱ ‬

‫فمــا كــان علــى إب ـراهيم ‪ ‬بعــد ذلــك إال أن يواجــه ثقــل المعتقــدات الباطلــة‬
‫التــي تســتمد ش ــرعيتها مــن التـ ـراث والتقاليــد الموروثــة عــن اآلب ــاء واألج ــداد‬
‫والتــي ال تعتمــد علــى التفكيــر العلمــي لفــرض نفســها بــل علــى كونهــا مقبولــة‬
‫ََ ۡ َ ُ ُ‬
‫ــِلك ۡلٱ لٱ َو َمــالٱ ‬
‫ومســلم بهــا لــدى الجميــع ؛ حتــى أنــه بــادر بــالهجرة ‪  :‬وأع ٱ‬
‫ ِه‬ ‫ُ‬ ‫َۡ ُ َ‬
‫ونلٱ لَّٱلٱ (‪48 )...‬لٱ ‪.3‬‬
‫تدعونلٱ ٱمنلٱ د ٱ‬

‫لعبــت الهج ـرة دو ار مهمــا فــي حيــاة الرســل واألنبيــاء علــيهم الســالم‪ .‬فــالهجرة‬
‫لغــة هــي االبتعــاد عــن المــوطن والبلــد والقــوم إلــى مكــان آخــر‪ .‬وهــي كــذلك‬
‫قطيعة وعزلة يقصد منها االستشراف واالكتشاف ‪:‬‬

‫‪ 1‬سورة الكهف ‪ ،‬اآلية ‪.49‬‬


‫‪ 2‬سورة مريم ‪ ،‬اآلية ‪.43‬‬
‫‪ 3‬سورة مريم ‪ ،‬اآلية ‪.48‬‬
‫‪270‬‬
‫الرح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــم‬
‫ ِه َ َ ۡ َ َ ُ ۡ َ َ َ َ ۡ ُ َ َ ُ ّٗ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ِه ۡ َ َ َ ُ ۡ َ َ َ ۡ ُ ُ َ‬
‫ونلٱ لَّٱلٱ وهبنـالٱ َّلۥلٱ إٱسـحَٰقلٱ ويعقـوبلٱ و لٱ ‬
‫ُلٱ ‬ ‫‪ ‬فلمالٱ لعِّه لٱ لٱ ومالٱ يعبدونلٱ ٱمنلٱ د ٱ‬
‫َ ّٗ‬ ‫َ‬ ‫ ِه ۡ َ َ َ َ َ ۡ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ۡ َ ّٗ‬
‫لٱ ص ۡد ٍقلٱ عل لٱ ٱِالٱ ‪50‬لٱ ‪.1‬‬
‫لٱ وجعلنالٱ ّ ُه ۡ لٱ ّ َٱسان ٱ‬ ‫َج َعل َنالٱ نب ٱلٱ ِالٱ ‪49‬لٱ َو َوه ۡب َنالٱ ّ ُه ٱ‬
‫لٱ منلٱ رُحتٱنا‬

‫وكمــا أن إبراه ـي ـ ـم ‪ ‬قــد اعتـ ـزل قوم ـ ـه هربــا بدين ـ ـه فــإن أصحـ ـ ـاب الكهــف‬
‫ُ‬ ‫ۡ ََۡ‬
‫َِلُ ُمــوه ۡلٱ لٱ ‬ ‫أيضــا اعتزل ـوا قــومهم المشركيـ ـن ولجــأوا إلــى الكهـ ـ ـف ‪ِ  :‬إَوذٱلٱ لع‬
‫َ َ َ ۡ ُ ُ َ ِه ِه َ َ ۡ ْ َ ۡ َ‬
‫فلٱ (‪)...‬لٱ ‪.2 16‬‬ ‫لٱ لَّلٱ فأ ُوۥالٱ إٱَللٱ للك ۡه ٱ لٱ ‬ ‫ومالٱ يعبدونلٱ إٱل‬

‫‪3‬‬
‫فــانظر إلــى الشــبه بــين هــاتين اآليتــين فــي صــيغتيهما وعالقتهمــا بــاالعتزال‬
‫والهجرة‪.‬‬

‫***‬

‫ـب فيـه األشـياء عـن األنظـار ‪،‬‬


‫والكهف هو المكان الذي من الممكن أن تُحج َ‬
‫فهو أصـال كـل مكـان َيختفـي بـه المـرء أو ُيخفـي بـه مـا يريـد س ْـتره‪ .‬ولنـا فـي‬
‫اكتشــافات علــم اآلثــار أمثلــة عديــدة علــى ذلــك‪ .‬كمــا أن الكهــوف الموجــودة‬
‫تحــت العديــد مــن البنايــات عبــر العــالم الحصــر لهــا‪ .‬وكــذلك األمــر بالنســبة‬
‫لألسرار التي تخفيها تلك الكهوف والتـي ال تكفـي لكشـفها مئـات السـنين بـل‬
‫وألوف السنين‪.‬‬

‫سورة مريم ‪ ،‬اآلية ‪.50-49‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة الكهف ‪ ،‬اآلية ‪.16‬‬ ‫‪2‬‬

‫بالمفهوم اللغوي القرآني ال الكالمي‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪271‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫ومَثـل ذلـك البسذملة‬


‫َف ْهم مثل هذه األسـرار يسـتوجب معرفـة خاصـة لكشـفها‪َ .‬‬
‫الموجذذذودة بذذذداخل الذذذنص القرآنذذذي إذ اختفذذذت فذذذي أول السذذذورة ‪( 9‬التوبذذذة)‬
‫وظهذذرت فذذي اآليذذة ‪ 30‬مذذن السذذورة ‪ 27‬وهذذي سذذورة النمذذل‪ .‬فالنملــة بطبعهــا‬
‫صغيرة وحجمها يكاد يحجبها عن األعين‪.‬‬

‫وفــي سـياق الكــالم عــن اإلخفــاء نــذكر أيضــا بـأن العــدد ‪ 19‬ورد فــي الســورة‬
‫‪ 74‬أي "المدثر"‪ .‬والمدثر في اللغة هو المغطى والمخفي عن األعين‪.‬‬

‫والسورة ‪ 74‬هي ال سـورة الراب عــة ( ‪ ) 4‬فـي ترت يـب التنزيــل ب عـد "العـ لــ "‬
‫و "الـقـلـم" و "المزمل"‪.‬‬

‫ترتيب المصحف‬ ‫أسماء السور‬ ‫ترتيب التنزيل‬


‫‪96‬‬ ‫"العل "‬ ‫‪1‬‬ ‫‪‬‬
‫‪68‬‬ ‫"القلم"‬ ‫‪2‬‬ ‫‪‬‬
‫‪73‬‬ ‫"المزمل"‬ ‫‪3‬‬ ‫‪‬‬
‫‪74‬‬ ‫"المدثر"‬ ‫‪4‬‬ ‫‪‬‬

‫للوصول إلى ما هو "مزمل" و "مدثر" ‪ ،‬وبتعبير آخـر إلـى مـا هـو محجـوب‬
‫عــن الرؤي ــة ‪ ،‬يســتوجب أوال الد اري ــة بــالقراءة كمــا تحــث عليــه أول آيــة مــن‬
‫لٱ خلَ َ‬
‫َ‬ ‫ۡ َ ۡ ۡ َ َ ِه‬
‫ـقلٱ ‪ . 1‬كمـا‬ ‫لٱ لَّلي‬
‫لٱ ربٱـك ٱ‬ ‫القرآن الكريم في سـورة "العل " ‪  :‬لقَألٱ بٱٱسـ ٱ‬
‫يجــب أيضــا الد اريــة بالكتابــة التــي تكــون بواســطة القلــم ‪ ،‬و "القلــم" هــو اســم‬
‫َ‬ ‫َ َۡ َ‬
‫لٱ وللقل ٱ لٱ َو َمالٱ ي َ ۡس ُط َُونلٱ ‪1‬لٱ ‪ .‬وقد ذكر‬
‫السورة الثانية في ترتيب التنزيل ‪  :‬ن لٱ ‬

‫‪272‬‬
‫الرح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــم‬
‫َ ِه‬ ‫ ِه‬
‫لَّليلٱ علـ َ لٱ ‬
‫"القلم" منذ السورة األولـى فـي التنزيـل أي فـي سـورة "العلـ " ‪  :‬ٱ‬
‫َۡ َ‬
‫بٱٱلقل ٱلٱ لٱ ‪4‬لٱ ‪.‬‬

‫ولفظــة "اق ـرأ" قريبــة صــوتيا مــن لفظــة "‪/écris‬إكــري" بالفرنســية التــي تعنــي‬
‫"أكتب"‪.‬‬

‫مــن الالئــق هنــا اإلشــارة إلــى قــوة وبالغــة المعــادالت بــين اللغتــين العربيــة‬
‫والفرنســية ‪ ،‬س ـواء كانــت صــوتية أو فــي بعــض األحيــان معنويــة‪ .‬إنهــا فــي‬
‫الواقــع مثــال ح ــي علــى تج ــاوز اإلعج ــاز اإلله ــي حـ ـواجز اخــتالف اللغ ــات‬
‫واأللسن ‪ ،‬كما أنها تبين بوضوح أن ما من لغة إال وفي كتاب مبين‪.‬‬

‫***‬
‫َ ُۡ ُ َ َ‬
‫كلٱ فََللٱ تَ َ َٰٓ‬
‫نَسلٱ ‪6‬لٱ ‬ ‫جاء في سورة األعلى مفهوم "الجهر" و "الخفي" ‪  :‬سنق ٱَئ‬
‫ََۡ‬ ‫لٱ لَّلٱ إٱن ِه ُهۥ َلٱ ي ۡعلَ ُ لٱ ۡ َ‬
‫لۡل ۡه َلٱ َلٱ َو َمالٱ َي َٰلٱ ‬
‫ِفلٱ ‪.1 7‬‬
‫ ِه َ َ‬
‫لٱ شا َء ِه ُ‬‫إٱللٱ ما‬

‫فالتنقيــب عمــا هــو خفــي والكشــف عنــه وإجــالء الغطــاء عنــه هــو فــي قــدرة‬
‫اإلنسان بفضل َّللا‪ .‬فالخفي موجـود هاهنـا لكـن اإلنسـان الغافـل ال يـراه ألنـه‬
‫محجوب بغطاء‪ .‬يكفي إذاً كشف هذا الغطاء لتصبح األشياء ظاهرة بينة‪.‬‬

‫***‬

‫‪1‬‬
‫سورة األعلى ‪ ،‬اآلية ‪.7-6‬‬
‫‪273‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫فالكتب السماوية سواء القرآن أو كتب اليهـود والنصـارى ‪ ،‬كلهـا تـنص علـى‬
‫أن آدم وزوجه عليهما السالم لم تظهر لهما سـوءاتهما إال مـن بعـد مـا أكـال‬
‫من الشجرة بإيعاز ووسوسة الشيطان لهمـا ‪ ،‬فأخـذا يخفيـان سـوءاتهما بـورق‬
‫ ِه َ َ َ َ َ ۡ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫ـدتلٱ ‬ ‫الجنة‪ .‬فقد جاء في القرآن قولـه تعـالى ‪)...(  :‬لٱ فل ِهمـالٱ ذاقـالٱ لّشـجَةلٱ ب‬
‫لٱ و َر ٱق ۡ َ‬
‫لٱ لۡل ِهنـةٱِۖلٱ (‪)...‬لٱ ‪ .1 22‬كمـا‬ ‫لٱ علَ ِۡه َمـالٱ مٱـن َ‬
‫َ‬
‫ان‬
‫َُ َ َ ۡ ُ ُ َ َ َ َ َۡ َ‬
‫ّهمالٱ سوَٰءتهمالٱ وطفٱقالٱ َي ٱصـف ٱ‬
‫ٱ‬
‫جــاء فــي ســفر التكــوين ‪ .7" :‬فانفتحــت أعينهمــا فعرفــا أنهمــا عريانــان‪.8 .‬‬
‫فخاطا من ورق التين وصنعا لهما منه مآزر"‪.2‬‬

‫إن أول معصـية اقترفهـا اإلنســان نحـو ربــه أدت إلـى إظهـار سـوءته ‪ ،‬فكــان‬
‫عليه من حينها أن يخفيها‪ .‬ومنذ ذلك الوقـت بـادر اإلنسـان بإخفـاء وتغطيـة‬
‫كل شيء حتى الحقيقة‪ .‬فاللباس من الناحية الرمزية هو ما يخفي ويحجب‬
‫عن األنظار‪.‬‬

‫والطقوس الدينية في مختلف الديانات تتسم أكثر من غيرها برمزيـة الخفـاء‪.‬‬


‫إن اله ــدف منه ــا ه ــو الوص ــول إل ــى الواق ــع غي ــر الم ــادي ال ــذي يهف ــو إلي ــه‬
‫اإلنسان والذي يبقى بعيد المنال عن حواسه‪ .‬فالرموز الدينية هـي محـاوالت‬
‫لتمثيل مادي للروحيات‪.‬‬

‫فالمالبس الخاصة بـالطقوس مثـل الجلبـاب األصـفر والبرتقـالي الـذي يرتديـه‬


‫الرهب ــان البوذي ــون والخم ــار ال ــذي يرتدي ــه اليه ــود ف ــي ص ــالتهم ‪ ،‬وأثـ ـواب‬

‫‪ 1‬سورة األعراف ‪ ،‬اآلية ‪.22‬‬


‫التوراة ‪ ،‬التكوين ‪ 7/3 ،‬و ‪.8‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪274‬‬
‫الرح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫الرهبــان المســيحيين ودروع الكهنــة وأثـواب القسيســين وقمصــانهم ‪ ،‬وعبــاءات‬


‫األئمــة المســلمين وقبعــات ه ـؤالء وأولئــك … كلهــا أقنعــة وأغطيــة الب ـد مــن‬
‫اختراقها للوصول إلى ما وراء المظاهر ‪ ،‬أي الوصول إلى الصمد األحد‪.‬‬

‫وكــذلك األمــر بالنســبة للمبــاني الدينيــة والتــي عــادة مــا تخفــي بيوتــا مقدســة‬
‫وس ـرية ال يــدخلها ســوى رجــال الــدين … فالمعابــد والكنــائس والمســاجد إنمــا‬
‫تواري عن األنظار ما يجب تخللـه والوصـول عبـره إلـى مـا هـو أسـمى‪ .‬كمـا‬
‫أن العيدان الرقيقـة والبخـور تبعثـر الـدخان فـي األجـواء مسـاهمة فـي تكثيـف‬
‫األجواء والحجب‪.‬‬

‫لَّلٱ ‬ ‫لٱ لَّلٱ أ َ َي ٌ‬


‫ـدلٱ ‪1‬لٱ ِه ُ‬ ‫للٱ ُه َو ِه ُ‬ ‫ُۡ‬
‫إن تجاوز هذه الحجب هو الوصول إلى الحـق ‪  :‬ق لٱ ‬
‫ ِه َ ُ َ ۡ َ ۡ َ َ ۡ ُ َ ۡ َ َ ۡ َ ُ ِه ُ ُ ُ َ‬
‫لٱ َّلۥلٱ كف ًوالٱ أ َي ُدُۢلٱ ‪.1 4‬‬ ‫لّصمدلٱ ‪2‬لٱ ّ لٱ ي ٱِللٱ وّ لٱ يوَللٱ ‪3‬لٱ وّ لٱ يكن‬

‫‪ 1‬سورة اإلخالص‪.‬‬
‫‪275‬‬
‫العــهـــود المهــدويــــة‬
‫الغطـاء‬ ‫كشــ‬

‫إن لف ــظ الجالل ــة "الـــرحمن" قادن ــا إل ــى بداي ــة النص ــف الث ــاني م ــن القـ ـرآن ‪،‬‬
‫الممتــد مــن الســورة ‪( 19‬مــريم) إلــى نهايــة الق ـرآن ‪ ،‬فقادنــا إلــى عيســى بــن‬
‫مريم ‪ ‬وإلى الساعة والقيامة‪.‬‬

‫ثــم قادنــا لفــظ الجاللــة "الــرحيم" إلــى نهايــة النصــف األول مــن القـرآن ‪ ،‬إلــى‬
‫السورة ‪( 18‬الكه ) ‪ ،‬فقادنا إلى إبراهيم ‪ ‬وإلـى الحـج واالحتجـاج حـول‬
‫مسألة الخلق والسببية لكشف الغطاء عن بيت هللا ورؤية ما فيه من إعجاز‬
‫وعظمة‪.‬‬

‫***‬

‫يكمـن فــي بنيــة القـرآن ذاتــه‪ .‬إن التحليــل‬


‫لقــد رأينــا أن ترميـ از لغويــا ورياضــيا ُ‬
‫الدقيق لهذه البنية ي َم ِ ّكن بطريقة علمية ال جادال فيهاا مان فاك رساالة تتعلـق‬
‫بفترة المعرفة الذي يمكن حسب أريـي أن نصـفها بـالعهود المهدويـة‪ .‬فـاألمر‬
‫أكبر مـن أن يكـون مجـرد جمـع مالحظـات عدديـة ولغويـة‪ .‬إنمـا هـي رسـالة‬
‫الحظــة تتتــابع وتتالقــى دومــا فــي‬
‫الم َ‬
‫بمعنــى الكلمــة نظ ـ ار إلــى أن الحقــائق ُ‬
‫اتجـاه واحد أال وهو "الساعـة" و "القيامة"‪.‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫وكم ــا أن العث ــور عل ــى أص ــحاب الكه ــف مـ ـرتبط بـ ـاليقين بالســـاعة‪ ، 1‬ف ــإن‬
‫اكتش ــاف ه ــذه البني ــة الخفي ــة ف ــي القـ ـرآن الكـ ـريم ي ــؤدي إل ــى اليق ــين بش ــأن‬
‫الساعــــة والقيامــة أيضــا‪ .‬فعــال بعــد اكتشــاف هــذه الرســالة الخلفيــة لــم يعــد‬
‫اإليمــان بالوعــد وبيــوم الخــالص ونصــر هللا مجــرد اعتقــاد دينــي فحســب بــل‬
‫أصبح إيمانا عقليا مثبتا بحقائق علمية محضة أيضا‪.‬‬

‫إنن ــا بص ــدد "وح ــي" جدي ــد ينبث ــق م ــن قل ــب ال ــوحي القرآن ــي ح ــين اكتش ــف‬
‫اإلنســان الــذرة والمعلوماتي ــة والتكنولوجي ــا الرقميــة‪ .‬إنــه "ثــورة" غايتهــا دع ــوة‬
‫اإلنســان إلــى التصــالح مــع فكـرة المطلــق حتــى يفهــم الخلــق ويفهــم دوره مــن‬
‫خالله‪.‬‬

‫ففــي العهــود المهدويــة ال يكــون اإليمــان حصــيلة مجــرد اعتقــاد بــل هــو ثمـرة‬
‫العلــم والمعرفــة‪ .‬وفــي التــوراة نق ـ أر ‪ .23" :‬بــل بهــذا ليفتخــر المفتخــر ‪ ،‬بأنــه‬
‫يفهم ويعرفني ‪ ،‬ألني أنا الرب المجـري الرحمـة ‪ ،‬والحكـم والبـر فـي األرض ‪،‬‬
‫ألن فيها رضاي ‪ ،‬يقول الرب"‪.2‬‬

‫***‬

‫كتشفة في القرآن الكريم وبين ظـاهرة‬


‫الم َ‬
‫ثمة تطابق بين هذه الرسالة الخلفية ُ‬
‫االنتظــار الموجــودة فــي كــل مــن اليهوديــة والمســيحية واإلســالم‪ .‬فعلــى ســبيل‬

‫لٱ ر ۡي َ‬
‫بلٱ ف َ‬ ‫‪ِ َ ْ ُ َ ۡ َ ۡ ۡ َ َ َ ۡ َ ۡ َ َ َٰ َ َ َ 1‬ه َ ۡ َ ِه َ ي َ َ ِه ِه َ‬
‫اع َة َلٱ ل َ‬
‫ٱِهالٱ لٱ (…) ‪( ‬اآلية ‪21‬‬ ‫قلٱ وأنلٱ لّس‬
‫لٱ َّلعلموالٱ أنلٱ وع لٱ دلٱ لَّٱلٱ ي لٱ ‬
‫‪ ‬وكذّ ٱكلٱ أعَثنالٱ علِ ٱه ٱ‬
‫من السورة ‪.)18‬‬
‫‪ 2‬التوراة ‪ ،‬سفر إرميا ‪.23/9 ،‬‬
‫‪278‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫المثــال نــرى أن ظــاهرة االنتظــار فــي الق ـرآن تتحــدث عــن كــون يــوم القيامــة‬
‫يوما "عبوسا"‪ ، 1‬يوما ذا بأس شديد كالحديد‪ ، 2‬يوم سخط وغضب‪.‬‬

‫إن هذا المفهوم موجود في اليهودية ‪ .9" :‬هو ذا يوم الرب قـد حضـر قاسـيا ‪،‬‬
‫يــوم ســخط واضــطرام غضــب ‪ ،‬ليجعــل األرض خ اربــا ويبيــد خطأتهــا منهــا‪.‬‬
‫(…)"‪ .13" .‬ل ــذلك س ــأزعزع الس ــماء ‪ ،‬وتتزل ــزل األرض ع ــن مقره ــا ‪ ،‬ف ــي‬
‫سخط رب القوات وفي يوم اضطرام ضبه"‪.3‬‬

‫… وفي المسيحية نجد ‪:‬‬

‫"‪ .34‬ال تظن ـوا أنــي جئــت ألحمــل الســالم إلــى األرض ‪ ،‬مــا جئــت ألحمــل‬
‫سالما بل سيفا"‪.4‬‬

‫"‪ .23‬الويــل للحوامــل والمرضــعات فــي تلــك األيــام ‪ ،‬فســتنزل الشــدة بهــيا‬
‫البلد وينزل الغضب على هيا الشعب"‪.5‬‬

‫إن هـ ــذا التطـ ــابق بـ ــين اليهوديـ ــة والمسـ ــيحية واإلسـ ــالم يوجـ ــد أيضـ ــا علـ ــى‬
‫المســتوى العــددي‪ .‬فالعــدد ‪ 19‬بصــفته عــددا أصــليا يوجــد م ـرتين فــي كتــاب‬
‫اليهود والنصارى ‪:‬‬

‫‪ ‬جــاء ألول م ـرة فــي ســفر يشــوع لــيس فقــط فــي البــاب التاســع عشــر‬
‫(‪ )19‬ب ــل أيضــا ف ــي اآليـ ــة ‪ .38‬و‪ 38‬هــو حاصــل ض ــرب ‪ 19‬ف ــي ‪2‬‬

‫‪ 1‬سورة اإلنسان ‪ ،‬اآلية ‪.10‬‬


‫‪ 2‬سورة اإلسراء ‪ ،‬اآلية ‪ ، 50‬سورة ق ‪ ،‬اآلية ‪ ، 22‬سورة الحديد ‪ ،‬اآلية ‪.25‬‬
‫‪ 3‬التوراة ‪ ،‬أشعيا ‪ .13-9 : 13 ،‬إن سياق هذا النص في التوراة هو حكاية ترحيل العبرانيين إلى‬
‫بابل‪ .‬لكن المفسرين اليهود ‪ ،‬إيمانا بوجود عدة مستويات للفهم في التوراة كغيرهم من المسيحيين ‪،‬‬
‫يرون في هذا النص تلميحا إلى فترة تحقق الوعد اإللهي‪.‬‬
‫‪ 4‬العهد الجديد ‪ ،‬متى ‪.34 : 10 ،‬‬
‫‪ 5‬العهد الجديد ‪ ،‬لوقا ‪.23 : 21 ،‬‬
‫‪279‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫(‪ .)19 x 2 = 38‬و ‪ 2‬كعدد المرات الوارد فيها العدد ‪ 19‬في الكتاب‬
‫المقدس ‪:‬‬

‫"‪ .38‬ويرؤون ومجدل إيل وحوريم وبيـت عناة وبيت شمس ‪ :‬فهناك تسع‬
‫عشرة مدينة بقراها"‪.‬‬

‫‪ ‬وجاء لثاني مرة في سفر صموئيل الثاني‪ ،‬الباب الثـاني ‪ ،‬فـي اآليـة‬
‫‪ .30‬و‪ 30‬كعدد اآلية التي ورد بهـا العـدد ‪ 19‬فـي القـرآن (السـورة ‪)74‬‬
‫‪:‬‬

‫"‪ .30‬ورجع يوآب من وراء أبنير ‪ ،‬وجمع كل الشعب ‪ ،‬فإذا رجال داود قد‬
‫فقد منهم تسعة عشر رجال وعسائيل"‪.‬‬

‫وفــي القـرآن تحمــل ســورة "مــريم" الــرقم ‪ .19‬ومــن ناحيــة أخــرى ُذكــرت مــريم‬
‫عليها السالم ‪ 19‬مرة في العهد الجديد‪.1‬‬

‫***‬

‫إن كــان "التأويــل" فــي الق ـرآن هــو العــودة بــاألمور إلــى أصــلها األول حتــى‬
‫تفهــم حــق الفهــم ‪ ،‬فــإن الســيد المســيح‪  2‬فــي اليهوديــة هــو الــذي ســيمكن‬

‫‪ 1‬النسخة اليونانية‪.‬‬
‫كلمة "المسيح" (משׁיח) عند اليهود ال تتعلق بعيسى ‪ ‬بل بمنقذ يأتي يوما إلنقاذ اليهود‬ ‫‪2‬‬

‫أوال وقبل كل شيء‪.‬‬


‫‪280‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫الناس من الوصول إلى الفهم الحق والكامل للتـوراة‪ .1‬فمسـتويات فهـم التـوراة‬
‫لــدى اليهــود ‪ .5‬منهــا ‪ 4‬يمكــن أن يصــل إليهــا اإلنســان والخامســة لــن تفهــم‬
‫ولن تكشف إال على يد السيد المسيح ‪.‬‬

‫وهذا المستوى الخامس عندهم يذكرنا باآليات الخمـس األولـى مـن القـرآن ‪،‬‬
‫والصــلوات الخمــس اليوميــة عنــد المســلمين ‪ ،‬والخــمـــــس ممــا يفــيء هللا بــه‬
‫عل ــى عبـ ـ ـاده ‪ ،‬وخــــــامس أرك ــان اإلس ـ ـ ـالم الح ــج‪ .‬كم ــا أن ه ــذا المس ــتوى‬
‫الخــامس (قيــام‪ )cinquième / cinq‬يــذكر باألصــابع الخمســة وبــالحواس‬
‫الخمسة (البصر ‪ ،‬السمع ‪ ،‬الشم ‪ ،‬التذوق واللمس)‪...‬‬

‫وهذا المستوى تسـميه اليهـود "התורה העתיקה" أي التـوراة "العتيقـة" ‪ ،‬وهـي‬


‫خفية وسيأتي تفسيرها وبها يمكن للناس أن يعرفوا هللا ويعترفوا به‪.‬‬

‫إن "الكعبــة" هــي األخــرى تســمى "البيــم العتي ـ "‪ 2‬إشــارة إلــى محــل التأويــل‬
‫بـالحج‪ .‬فقــد جـاء فـي الكتــاب المقـدس ‪ .34" :‬وال يعلــم بعـد كــل واحـد قريبــه‬
‫وك ــل واح ــد أخ ــاه ق ــائال ‪( :‬أع ــرف ال ــرب) ‪ ،‬أل جمـــيعهم ســـيعرفونني م ــن‬

‫توجد في التراث اليهودي التوراة المكتوبة (התורה שבכתב) المكونة من خمسة كتب وهي‬ ‫‪1‬‬

‫"سفر التكوين" و "سفر الخروج" و "سفر الالويين" و "سفر األعداد" و "سفر التثنية" ‪ ،‬كما توجد‬
‫التوراة الشفوية (התורה שבעל‪-‬פה) المكونة من "التلمود" و "المدراش"‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة الحج ‪ ،‬اآلية ‪ 29‬و ‪.33‬‬
‫‪281‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫صـ ــغيرهم إلـ ــى كبيـ ــرهم ‪ ،‬يقـ ــول الـ ــرب ‪ ،‬ألنـ ــي سـ ــأغفر إثمهـ ــم ولـ ــن أذكـ ــر‬
‫خطيئتهم من بعد"‪.1‬‬

‫***‬

‫إن غالبيــة الحاخامــات اليهــود يقولــون أن لفظــة "موشــه ‪ /‬משׁה " بالعبريــة‬
‫(أي موسـ ــى ‪ ‬بالعربيـ ــة) تخفـ ــي لفظـ ــة "ماشــــياخ‪/‬משׁיח" بالعبريـ ــة (أي‬
‫المس ــيح ‪ ‬بالعربي ــة)‪ .‬فه ــم يعتق ــدون أن الس ــيد المس ــيح ‪ ‬ه ــو الـ ــذي‬
‫سيعلم الناس المعنى الخفي للتوراة المنزلة على موسى ‪ ‬حسب سننهم‪.‬‬

‫***‬

‫إن مـــريم ( מרים ) تــربط رب طــا وثي قــا بــين " موشـــ ـ ه ‪ /‬משׁה ‪ /‬موســى"‬
‫‪ ‬و "ماشياخ ‪ /‬משׁיח ‪ /‬المسيح" ‪ ‬بما أن هذا االسـم يشـير قبـل كـل‬
‫شــيء إلــى أخــت موســى ‪ ‬عنــد اليهــود وإلــى أم الســيد المســيح ‪ ‬عنــد‬
‫المس ــيحيين والمس ــلمين‪ .‬فوال ــد مـ ـريم حس ــب الت ــوراة‪ 2‬ه ــو " َع ْمـــرام ‪ /‬עמרם"‬
‫تمام ــا مث ــل موس ــى (משׁה) وه ــارون (אהרן)‪ 3‬عليهم ــا الس ــالم ‪ ،‬كم ــا أنه ــا‬

‫‪ 1‬التوراة ‪ ،‬سفر إرميا ‪.34 : 31 ،‬‬


‫التوراة ‪ ،‬الخروج ‪.20 : 6 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫الكتاب المقدس ‪ ،‬األعداد ‪.59 : 26‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪282‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫ُسـ ــميت "أخـ ــت هـ ــارون" (אֲחֹות אַ הֲרֹן)‪ .1‬وهـ ــي عليهـ ــا السـ ــالم فـ ــي الق ـ ـرآن‬
‫ُسميت بـ"ابنم عم ار "‪ 2‬وناداها قومها باسم "أخم هارو "‪.3‬‬

‫إن لفظ ــة موســـى معناه ــا حس ــب م ــا ورد فــي الثـ ـرات اليه ــودي "المنَقـ ـذ م ــن‬
‫المي ـ ـ ــاه" أو "المي ـ ـ ــاه أنق ـ ـ ــذت أو أخرج ـ ـ ــت" ‪ )…( .10" :‬وس ـ ـ ــمته موس ـ ـ ــى‬
‫(مـِّيم‪/4‬מים)"‪ .5‬لمــا‬
‫(موشـه‪/‬משׁה) وقالــت ‪ » :‬ألنــي انتشــلته مــن المــاء « َ‬
‫أمر فرعون بقتـل الـذكران المولـودين لـدى العبـرانيين ‪ ،‬أوحـى هللا تعـالى إلـى‬
‫أم موسى ‪ ‬أن تلقيه في اليم‪ .‬ثم التقطته امرأة‪/‬ابنة فرعون‪.‬‬

‫تبتدئ قصة موسى ‪ ‬في مصر ‪ ،‬مـع الميـاه " َمـِّيم‪/‬מים)‪ .‬وقـد جـاء فـي‬
‫التــوراة ‪ )…(" :‬وجعلــت الولــد فيهــا ووضــعتها بــين القصــب علــى حافــة النهــر‬
‫ۡ‬ ‫ََۡ‬
‫لٱ فلٱ لَّلَ ـ ٱلٱ لٱ (…) ‪، 7 7‬‬
‫(נהר)" ‪ ،‬كمــا جــاء فــي القـرآن ‪ )…(  :‬فألقٱِ ـهٱ ٱ‬
‫‪6‬‬

‫وتنتهي قصة موسى ‪ ‬مع المياه في مصر‪.‬‬

‫وأكبــر آيــة أتاهــا هللا موســى ‪ ‬هــي أنــه ضــرب لبنــي إس ـرائيل فــي البحــر‬
‫طريقا لينجيهم من فرعون وجنوده‪ .‬وهنا أيضا نق أر في التوراة ‪" :‬ومد موسـى‬

‫الكتاب المقدس ‪ ،‬الخروج ‪.20 : 15‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة التحريم ‪ ،‬اآلية ‪.12‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة مريم ‪ ،‬اآلية ‪ ، 28‬بمعنى أنها ذات نسب بهارون‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫إن كلمة َ"يم‪/‬ים" في العبرية تعني "البحر"‪ .‬أما كلمة " َمِّيم‪/‬מים" والتي معناها المياه ‪ ،‬فهي‬ ‫‪4‬‬

‫(يم ים) والمياه ( َمِّيم מים)‪.‬‬


‫مكونة من حرف الميم و "يم" ؛ فالعالقة واضحة بين البحر َ‬
‫‪ 5‬التوراة ‪ ،‬سفر الخروج ‪.10 : 2 ،‬‬
‫‪ 6‬التوراة ‪ ،‬سفر الخروج ‪.3 : 2 ،‬‬
‫‪ 7‬سورة القصص ‪ ،‬اآلية ‪.7‬‬
‫‪283‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫يــده علــى البحــر (ميـــم‪/‬ים) فــدفع الــرب البحــر (ميـــم‪/‬ים فــي الــنص العبــري)‬
‫(…)"‪ 1‬؛ وفي القرآن نق أر ‪ )…(  :‬فنبذنهم في اليم (…) ‪.2 40‬‬

‫إن كلم ــة "بحـــر" ف ــي اللغ ــة الفرنس ــية تُكتَ ــب "‪ "mer‬وترجمته ــا ف ــي العربي ــة‬
‫والعبرية تُكتَب بحـرف اليـاء والمـيم (ميـم‪/‬ים)‪ .‬وهـذا هـو اللفـظ المسـتعمل فـي‬
‫التوراة العبرية وفي القـرآن العربـي ارتباطـا بقصـة موسـى ‪ . ‬وفـي القـرآن‬
‫لم تستعمل كلمة "ميم"‪ 3‬إال في الكالم عن قصة موسى ‪.‬‬

‫***‬

‫"مْرَيم" بالفرنسية تكتب "‪ "Maryam‬ونطقهـا فـي الفرنسـية كنطقهـا‬


‫إن كلمة َ‬
‫ف ــي العربي ــة كم ــا تنط ــق بإمال ــة "‪ ، "Meryem‬وه ــي تتك ــون م ــن مقطع ــين‬
‫"‪( "mer‬مـــر) و "‪( "yem‬ميـــم) وكلمــة (مـــر) فــي الفرنســية تعنــي "بحـــر" أو‬
‫"ميم"‪ .‬ورأينا من قبل أن "ميم" في العربية والعبريـة تعنـي "البحـر"‪ .‬وهـذا يعنـي‬
‫أن هناك تطابقا كليا في هـذه الكلمـة بـين المقطـع األول مـن كلمـة "مـريم" ‪:‬‬
‫"مــــر" ال ــذي يعن ــي ف ــي الفرنس ــية (‪ )mer‬أي البح ــر وب ــين المقط ــع الث ــاني‬
‫"ميـــم‪/‬ים" ال ــذي يعن ــي "البحـــر" ف ــي العربي ــة والعبري ــة‪ .‬ف ــأولوا العل ــم يقرن ــون‬
‫"مــر‪ "mer/‬مــع "ميــم‪ "yem/‬للحصــول علــى "مــريم" ويعرفــون أن "مــر‪"mer/‬‬
‫تعنــي "ميــم" أي "بحــر"‪ .‬فالفرنســية هــي اللغــة الوحيــدة التــي تبــين بصــفة جليــة‬

‫‪ 1‬التوراة ‪ ،‬سفر الخروج ‪.21 : 14 ،‬‬


‫‪ 2‬سورة القصص ‪ ،‬اآلية ‪.40‬‬
‫‪ 3‬وردت كلمة "يم" ‪ 8‬مرات فقط في القرآن مقارنة مع مرادفها "بحر" الذي ورد ‪ 41‬مرة منها‬
‫‪ 12‬مرة متصلة بقصة موسى ‪ .‬كما أن المحيط أيضا يعبَّر عنه بكلمة "بحر"‪.‬‬
‫‪284‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫مــن خــالل لفظــة "مــر = ميــم" التطــابق اللغــوي بينهــا مــن جهــة وبــين العربيــة‬
‫والعبرية من جهة أخرى‪.‬‬

‫ومــن جهــة أخــرى فــإن كلمــة "‪/mer‬مــر" فــي الفرنســية ‪ ،‬التــي تعنــي "ميــم" أو‬
‫"بحــــر" فيه ــا اش ــتراك لغ ــوي ص ــوتي م ــع كلم ــة أخ ــرى ف ــي الفرنس ــية وه ــي‬
‫"‪ "mère‬التــي تعنــي "األم"‪ .‬والمعــروف عنــد النــاس قاطبــة أن مــريم هــي أم‬
‫عيسى عليهما السـالم‪ .‬زيادة على هذا فإن كلمة " אם‪/‬أم" في العبريـة تعنـي‬
‫"أم" كم ــا ف ــي العربي ــة‪ .‬ولتأكي ــد العالق ــة الوطي ــدة ب ــين مفه ــوم "الـــيم" و "األم"‬
‫يكفي أن نذكر أن حمل الجنين فـي بطـن أمـه يـتم فـي وسـط مـائي معـروف‬
‫بعبارة "جيب المياه"‪ .‬فكل "أم" هي "ميم" لمولودها‪.‬‬

‫إن كلم ــة "مـــريم‪/‬מרים" ف ــي العبري ــة (م ــن يرف ــع) ه ــي ص ــيغة فعلي ــة لكلم ــة‬
‫"مروم‪/‬מרום" التي تعني "العلو"‪ .‬والمفسرون اليهود يقولون أن كلمة "مريم"‬
‫مستخرجة منها‪ .‬وفي القرآن الكريم نجد أن مريم عليهـا السـالم هـي الوحيـدة‬
‫َ َٰ َ ۡ َ ُ ِه ِه َ ۡ َ‬
‫لٱ و َط ِهه ََكٱ لٱ ‬
‫ك َ‬ ‫لٱ لَّلٱ لص َطفى َٰ ٱ‬ ‫التي وصفت على هـذا المنـوال ‪ )…(  :‬يمَي لٱ إٱن‬
‫َۡ َ‬ ‫ك َ َ َٰ‬
‫لٱ لَعلٱ ن َٱساءٱلٱ للعَٰل ٱم َلٱ ‬
‫َّي ‪.1 42‬‬
‫ۡ َ‬
‫َولص َطفى َٰ ٱ‬

‫من المسل م به علميـا أن المـاء منبـع الحيـاة والقـ ـرآن ينــص علـى ذلـك ‪:‬‬
‫َ َ َ ۡ َ َ ۡ َ ُ ِه َ ۡ َ‬
‫‪ )…( ‬وجعلنالٱ مٱنلٱ لّماءٱلٱ كلٱ َش ٍء ٍ‬
‫لٱ حلٱ (…) ‪ .2 30‬وفـي الفرنسـية نجـد‬

‫أن كلمة "‪ "eau‬تنطق "أو" وتعني ‪ :‬الماء ‪ ،‬وهي تخفي كلمة "‪ "haut‬التـي‬

‫سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪.42‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة األنبياء ‪ ،‬اآلية ‪.30‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪285‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫تنطق كذلك "أو" وتعنـي "علـي" ‪ ،‬ومعـروف أن المـاء يـأتي مـن السمــاء أي‬
‫ٱـنلٱ ‬ ‫لّس َما َءلٱ ب َنا ّٗلٱ ءلٱ َوأ َ َ‬
‫نـز َللٱ م َ‬ ‫لٱ و ِه‬
‫شا َ‬ ‫لٱ ‬
‫َ َ َ َ ُ ُ ۡ َ َ َ َٰ ّٗ‬ ‫ ِه‬
‫من مكان علي ‪  :‬ٱ‬
‫لَّليلٱ جعللٱ لك لٱ لۡلۡرضلٱ ف ٱر‬
‫ٱ‬
‫لّس َماءٱ َ‬
‫لٱ ما ّٗلٱ ءلٱ (‪)...‬لٱ ‪22‬لٱ ‪.1‬‬ ‫ ِه‬

‫الجَل َـد وفصـل بـين الميـاه ( َمـِّيم‪/‬מַ יִ ם) التـي‬


‫كما نقـ أر فـي التـوراة ‪" :‬وصـنع هللا َ‬
‫ِّ‬
‫الجَلــد ســماء‬
‫الجَلــد ‪ ،‬وســمى هللا َ‬ ‫الجَلــد والميــاه ( َم ـيم‪/‬מַ יִ ם) التــي فــوق َ‬
‫تحــت َ‬
‫‪2‬‬
‫وي ـ ْـروى ف ــي إنجي ــل مـ ـرقس أن يحي ــى ‪ ‬ق ــال ‪" :‬أن ــا‬
‫(שמים) (‪ ")...‬؛ ُ‬
‫ع َّمـ ْـدتكم بالمــاء ‪ ،‬وأمــا هــو في ِّ‬
‫عمــدكم بــالروح القــدس"‪ 3‬؛ والــروح القــدس يــأتي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫من العلي‪.‬‬

‫إن الســورة ‪ 87‬فــي ترتيــب المصــحف هــي ســورة "األعلـــى"‪ .‬وأول م ـرة ذكــر‬
‫فيهــا اســم عيســى ‪ ‬كــان مــع اســم موســـى ‪ ‬وذلــك فــي اآليــة ‪ 87‬مــن‬
‫السورة ‪( 2‬البقرة) وهي التي تحمل الرقم ‪ 87‬في ترتيب التنزيل ‪:‬‬

‫ُّ ُ َ َ‬
‫لٱ و َءات ۡي َنالٱ ع َ لٱ ‬
‫ٱيَس لٱ ۡلب َنلٱ ‬ ‫َۡ‬ ‫لٱ ءاتَ ۡي َنالٱ ُم َ لٱ ۡ َ َ َ َ ِه ۡ َ‬
‫‪َ ‬ولَ َق ۡد َ‬
‫وَس لٱ للكٱتَٰب لٱ وقفِنالٱ ٱم ُۢن لٱ بع ٱده ٱۦلٱ بٱٱَّس ٱلِۖ‬
‫َ ۡ َ َ ۡ َ َ َٰ َ َ ِه ۡ َ َٰ ُ ُ ٱ ۡ ُ‬
‫س (…) ‪ 87‬‬ ‫وحلٱ للق ُد ٱ ِۗلٱ ‬ ‫تلٱ وأيدنهلٱ بٱَ‬‫مَي لٱ لۡلِٱن ٱ‬

‫فاآليــة ص ـريحة فــي أن موســى ‪ ‬أوتــي "الكتـــب" وأن عيســى ‪ ‬أوتــي‬


‫"البينم"‪ .‬ويصعب بعد هذا أن ال نرى عالقــة بمـا جـاء عنـد اليهــود مـن أن‬

‫سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.22‬‬ ‫‪1‬‬

‫التوراة ‪ ،‬سفر التكوين ‪.8/7 : 1 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫إنجيل مرقس ‪.8 : 1 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪286‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫إسـ َـمي "موش ـه" (موســى) و"ماش ـياخ" (المســيح) مرتبطــان يشــير األول إلــى‬
‫ْ‬
‫الثــاني ‪ ،‬ومــن أن الســيد المســيح ‪ ‬سيشــرح المعنــى الخفــي للتــوراة التــي‬
‫جاء بها موسى ‪.‬‬

‫***‬

‫لــم تُ ـذكر كلمــة "األعلــى" بصــيغة المفــرد كصــفة لرســول إال م ـرة واحــدة فــي‬
‫ـكلٱ أ َ َ‬
‫نـتلٱ ‬
‫ُ ۡ َ َ َ َ ۡ ِه َ‬
‫القرآن وقد كان ذلـك فـي وصـف موسـى ‪  : ‬قلنالٱ للٱ َتـفلٱ إٱن‬
‫َۡ َۡ‬
‫لۡل َٰلٱ ‬
‫لَعلٱ ‪ .1 68‬فــي حــين جــاء ذكــر موســى ‪ ‬آلخــر م ـرة فــي الق ـرآن فــي‬

‫آخــر الســورة ‪( 87‬األعلــى) وهــي آخــر كلمــة مــن آخــر آيــة (‪ )19‬مــن ســورة‬
‫"األعلى" ‪:‬‬

‫لٱ و ُم َ َٰلٱ ‬
‫وَس ‪ 19‬‬ ‫ح ٱفلٱ إبۡ َرَٰهٱِ َ َ‬
‫ٱ‬
‫‪ُ ‬ص ُ‬

‫***‬

‫لقد رأينا فيما سبق عالقة العدد ‪ 19‬بعيسى ‪ .‬فالسورة ‪ 19‬تحمل اسم‬
‫أمه عليها السالم "مريم"‪ .‬وقد جاء ذكرها ‪ 19‬مرة في العهد الجديد (النص‬
‫اليوناني)‪.‬‬

‫ومــن الســورة ‪ 19‬فــي ترتيــب المصــحف (مــريم) إلــى الســورة ‪ 19‬فــي ترتيــب‬
‫التنزيل (الفيل – ‪ 105‬في ترتيب المصحف) نعد ‪ 87‬سورة‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة طه ‪ ،‬اآلية ‪.68‬‬


‫‪287‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫السور‬

‫سورة الفيل‬ ‫سورة مريم‬

‫رقم ‪ 19‬في التنزيل‬ ‫رقم ‪ 19‬في المصح‬


‫‪105 104 103 102 101 100 99 98 97 )...( 27 26 25 24 23 22 21 20 19‬‬

‫‪ 87‬سورة‬

‫‪ 87‬كرقم سورة "األعلى" في المصحف التي تعـد ‪ 19‬آيـة ‪ ،‬واآليـة رقـم ‪ 19‬منهـا‬
‫تذكر موسى ‪" : ‬صحف إبره و وسى " ؛ وهذا ما يؤكد العالقة بـين‬
‫"‪/eau‬أو" بمعن ــى "مـــاء" وب ــين "‪/haut‬أو" بمعن ــى "علـــي" ‪ ،‬والعالق ــة ب ــين‬
‫"موشه" و "ماشياخ" (موسـى والمسـيح)‪ .‬وللتـذكير فـإن موسـى ‪ ‬هـو ابـن‬
‫عمرام بالعبرية وعمران بالعربية وأن عيسى ‪ ‬هو ابن مريم ابنة عمران‪.‬‬

‫كما نالحظ أن ‪:‬‬

‫‪ ‬أول مرة جاء فيها ذكر موسـى ‪ ‬فـي القـرآن كـان فـي السـورة ‪87‬‬
‫في ترتيب التنزيل‪.1‬‬
‫‪ ‬آخر مرة كان في السورة ‪ 87‬في ترتيب المصحف‪.2‬‬

‫سورة "البقرة"‬
‫‪‬‬ ‫أول مرة ذكر فيها مـوسـى ‪‬‬
‫السورة ‪ 87‬في ترتيب التنزيل‬
‫سورة "األعلى"‬
‫‪‬‬ ‫آخر مرة ذكر فيها مـوسـى ‪‬‬
‫السورة ‪ 87‬في ترتيب المصحف‬

‫‪ 1‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.51‬‬


‫‪ 2‬سورة األعلى ‪ ،‬اآلية ‪.19‬‬
‫‪288‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫وف ــي هــذا السيــ ـاق نالح ــظ أن الســورة ‪( 87‬األعلــــى) ف ــي القـ ـ ـرآن كل ــه ه ــي‬
‫ ِه ُ َ ۡ َ ُ ۡ َ ۡ َ َ َ َ ۡ‬
‫لٱ َي َ َٰ‬
‫ـِفلٱ لٱ ‪7‬‬ ‫الوح ـي ـدة التي تتضمن العبارة التاليـة ‪ )…(  :‬إٱنهۥلٱ يعل لٱ لۡلهَلٱ ومـا‬
‫ ِه َ َ‬
‫لٱ شا َلٱ ءلٱ ِه ُ‬
‫لَّلٱ (…) ‪. 7‬‬ ‫‪ ‬وهذه العبـارة هنا سبقتها عبارة ‪  :‬إٱللٱ ما‬

‫***‬

‫نبقــى مــع موســى ‪ .‬فبينمــا ورد العــدد ‪ 9‬أربــع مـرات (‪ )4‬فــي القـرآن فقــد‬
‫ُذ ِّكر فيهـا مـرتين (‪ )2‬فـي سـياق الحـديث عـن اآليـات التـي أتاهـا هللا موسـى‬
‫‪ ، ‬وذلك في السورة ‪ 17‬و ‪: 27‬‬

‫‪ ‬أولها في السورة ‪( 17‬السراء) ‪ ،‬اآلية ‪: 101‬‬

‫ۡ َ َٰٓ َ ۡ َ ُ َ َ َ‬ ‫َ َ َ ۡ َ َ ۡ َ ُ َ َٰ ۡ َ َ َ َٰ َ َ َٰ َ ۡ َ ۡ‬
‫لٱ جا َءه ۡ لٱ فقـاللٱ ‬ ‫سلٱ للٱ بَ ٱنلٱ إٱسٰٓءٱيللٱ إٱذ‬ ‫تلٱ بِٱنتِۖلٱ لٱ ف‬ ‫‪ ‬ولقدلٱ ءاتينالٱ موَسلٱ ت ٱسع لٱ ءاي ِۢ‬
‫لٱ م ۡس ُ‬ ‫َ َ ُ ُّ َ‬
‫ك َلٱ ي َٰ ُم َ َٰ‬
‫وَس َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ورا ‪ 101‬‬ ‫ح ّٗلٱ ‬ ‫َُّلۥلٱ ف ۡٱَع ۡونلٱ إ ٱ ٱِنلٱ ۡلظن‬

‫‪ ‬واألخيرة في السورة ‪( 27‬النمل) ‪ ،‬اآلية ‪: 12‬‬

‫ـتلٱ إ ٱ ََللٱ َٰ‬‫َٰ‬ ‫َ َ‬ ‫ۡ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ ۡ َ َُۡ ۡ َۡ َ َ ۡ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََۡ ۡ‬
‫ـعلٱ ءاي ٍ‬
‫فلٱ ت ٱس ٱلٱ ‬ ‫لٱ فلٱ جِبٱكلٱ َتَجلٱ بِضـاءلٱ مٱـنلٱ غ ٱ‬
‫ـريلٱ سـو لٱ ءِۖلٱ ٱ لٱ ‬ ‫‪ ‬وأدخٱللٱ يدك ٱ‬
‫ ِه َ ُ ْ َ ّٗ َ‬ ‫ۡ َۡ َ ََ‬
‫َّي ‪ 12‬‬‫سقٱ َلٱ ‬
‫لٱ وق ۡو ٱمهٱۦلٱ إٱن ُه ۡ لٱ َكنوالٱ ق ۡو لٱ مالٱ ف َٰ ٱ‬‫ف ٱَعون‬

‫أمــا التــوراة فتتحــدث عــن الطامــات التــي ســلطها هللا تعــالى علــى مصــر فــي‬
‫عهــد موســى ‪ ‬اآليــات المفص ــالت أو الض ـربات العشــر وعــن الوص ــايا‬

‫‪289‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫العشــر التــي تلقاهــا موســى ‪ ‬فــي األل ـواح‪ .1‬والعــدد ‪ 9‬ال ـوارد م ـرتين فــي‬
‫القرآن مع موسى ‪ ‬قد جاء في سـورتين تختلـف أرقامهمـا بعش ٍـر (‪: )10‬‬
‫(‪ ، )10 = 17 – 27‬والشائع في تفاسير الحاخامات أن لموسى ‪ ‬اسـم‬
‫واحد (‪ )1‬خفي وتسعة (‪ )9‬أسماء معروفة‪.‬‬

‫***‬

‫لقد رأينا أن اسم عيسى ‪ ‬لم يذكر إال مرة واحدة في السورة ‪ ، 19‬وهي في‬
‫المرتبة ‪ 19‬من أول القـرآن‪ .2‬وآدم ‪ ‬لـم يـذكر إال مـرة واحـدة فـي السـورة‬
‫‪ 19‬وذل ــك فـ ـي اآلي ــة ‪ ، 58‬وه ــي أيض ــا ف ــي المرتب ــة ‪ 19‬ابت ــداء م ــن أول‬
‫القرآن‪.3‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ َ َ ِه َ َ ۡ َ َ ِه ُ َ َ‬
‫لَّلٱ عل ِۡ ٱه لٱ م َٱنلٱ لنل ِهب ٱ ٱيلٱ َنلٱ ٱمنلٱ ذرٱ ِهيةٱلٱ َءاد َلٱ ملٱ لٱ (…) ‪ 58‬‬ ‫‪ ‬أو َٰٓلئٱكلٱ لَّلٱينلٱ أنع لٱ ‬

‫ابتــداء مــن اآليــة ‪ 34‬حيــث ذكــر "عيســى" ‪ ‬إلــى اآليــة ‪ 58‬حيــث ذكــر‬
‫"ءادم" ‪ ‬ثمــة ‪ 25‬آيــة‪ .‬فــي حــين ُذ ِّكــر كــل مــن اســم عيســى وآدم عليهمــا‬
‫الس ــالم دون غيرهم ــا ‪ 25‬مـ ـرة ف ــي القـ ـرآن كل ــه‪ .‬إن ه ــذه المالحظـ ــة تجسـ ــد‬
‫تمثيل عيسى بآدم عليهما السالم في قولــه تعالــى فـي اآليـة ‪ 59‬مـن السـورة‬
‫‪( 3‬آل عم ار ) ‪:‬‬

‫‪ 1‬التوراة ‪ ،‬تثنية االشتراع ‪.4 : 10 ،‬‬


‫‪ 2‬أنظر اللواحق ‪ ،‬جدول ورود كلمة "عيسى" في القرآن‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر اللواحق ‪ ،‬جدول ورود كلمة "آدم" في القرآن‪.‬‬
‫‪290‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫ُ َ َ َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َ ِه َ َ‬
‫ُ‬
‫ٱند لٱ لَّ ٱ لٱ ك َم ث ٱل لٱ َء اد َملٱ لٱ خل ق ُهۥ لٱ مٱن لٱ ت ََابلٱ لٱ ث ِهلٱ قال لٱ َّلُ ۥلٱ ‬ ‫لٱ مثَ َل لٱ ع َ َٰ‬
‫ٱيَسلٱ لٱ ع‬ ‫‪ ‬إ ِهن َ‬
‫ٱ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ك نلٱ فَِكونلٱ لٱ ‪ 59‬‬

‫ففي هذه اآلية ُذ ِّكر عيسى و آدم عليهما السـالم للمـرة السـابعة (‪ )7‬ابتـداء‬
‫من أول القرآن وللمرة التاسعة عشر (‪ )19‬ابتداء من آخر القرآن‪.‬‬

‫إن مثــل عيســى كمثــل آدم فــاألمر بــدأ بــآدم ‪ ‬الــذي تعلــم األســماء كلهــا‬
‫وينتهــــي بعيس ــى ‪ ‬ال ــذي يعل ــم الن ــاس معن ــى األش ــياء كله ــا أي بين ــات‬
‫األسماء‪.‬‬

‫أول مرة ذكر فيها آدم ‪ ‬جاءت في اآلية ‪ 31‬من السورة ‪( 2‬البقرة) ‪:‬‬
‫ُ ِه‬ ‫َ َ ِه َ َ ۡ َ‬
‫لٱ ءاد َملٱ لۡل ۡس َما َءلٱ ُك َها (…) ‪ 31‬‬
‫‪ ‬وعل َ‬

‫وأول مرة ذكر فيها عيسى ‪ ‬كانت في اآلية ‪ 87‬من السورة ‪( 2‬البقرة) ‪:‬‬

‫َ ۡ َ َ ۡ َ َ ۡ َ َ َٰ َ َ ِه ۡ َ َٰ ُ ُ ٱ ۡ ُ‬ ‫ََۡ‬
‫وحلٱ للق ُد ِۗٱ‬
‫سلٱ (…) ‪ 87‬‬ ‫تلٱ وأيدنهلٱ بٱَ‬ ‫‪َ )…( ‬و َءاتينالٱ عٱيَسلٱ لبنلٱ مَي لٱ لۡلِٱن ٱ‬

‫إن البينات هـي ‪ ،‬كمـا يـدل عليهـا اسـمها ‪ ،‬العناصـر التـي تسـمح لإلنسـانية‬
‫بالتوصل إلى يقين المعرفة ‪ ،‬العلم الحقيقـي ‪ ،‬اإليمـان بالحجـة البالغـة وهـي‬
‫كلها من مميزات فترة تحقيق الوعد اإللهي‪.‬‬
‫مــن أول آيــة ذكــر فيهــا اســم آدم ‪ ‬إلــى أول مـرة ذكــر فيهــا اســم عيســى‬
‫‪ ‬توج ــد ‪ 57‬آي ــة‪ .‬وللت ــذكير ف ــإن ‪ 57‬ه ــو حاص ــل ض ــرب ‪ 19‬ف ــي ‪، 3‬‬
‫عددان يعودان بنا إلى نسب عيسى ‪: ‬‬

‫‪291‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫‪ 3 ‬هو رقم سورة "آل عم ار " في ترتيب المصحف ؛‬


‫‪ 19 ‬رقم سورة "مريم" في ترتيب المصحف‪.‬‬
‫وعيسى هو ابن مريم عليهما السالم ‪ ،‬ومريم هي ابنة عمران‪ .‬وكالهما من‬
‫ذري ــة آدم ‪ .‬وآدم ‪ ‬يرم ــز إل ــى بداي ــة خل ــق اإلنس ــان كم ــا أن عيس ــى‬
‫‪ ‬يرمز إلى آخر زمان الجاهلية عند اإلنسانية ‪ ،‬إلى الساعة والقيامة‪.‬‬

‫***‬

‫فــي الســورة ‪ 19‬توجــد آيتــان تثيـران االنتبــاه كثيـرا‪ .‬أولهمــا تــذكر ميحيــى ‪.1‬‬
‫ولفظة "ميحيى" تعني "ميعيش"‪:‬‬
‫َ َ َ َٰ ٌ َ َ ۡ َ ۡ َ ُ َ َ َ ۡ َ َ ُ ُ َ َ ۡ َ ُ ۡ َ ُ َ ّٗ‬
‫لٱ ي لٱ ِا ‪ 15‬‬‫‪ ‬وسل لٱ علِهٱلٱ يوملٱ و ٱَللٱ ويوملٱ يموتلٱ ويوملٱ يبعث‬

‫والثانية تذكر عيسى ‪: ‬‬

‫َ ِه َ َٰ ُ َ َ ِه َ ۡ َ ُ ُّ َ َ ۡ َ َ ُ ُ َ َ ۡ َ ُ ۡ َ ُ َ ّٗ‬
‫لٱ ي لٱ ِا ‪ 33‬‬‫‪ ‬ولّسل لٱ لَعلٱ يوملٱ و ٱَلتلٱ ويوملٱ أموتلٱ ويوملٱ أبعث‬

‫ثمة صلة وثيقة بين هاتين اآليتين من حيث أن كال منهما تتعلق بنبي ‪،‬‬
‫يحيى وعيسى عليهما السالم وكلتاهما مفردة في القرآن أي أنهما ال توجدان‬
‫في مكـان آخر منه‪ .‬ومن اآليـة ‪ 15‬في السورة ‪ 19‬وهي الخاصة بيحيى‬
‫‪ ‬إلى اآلية ‪ 33‬وهي الخاصة بعيسى ‪ ‬توجد ‪ 19‬آية‪.‬‬

‫هو يحيى بن زكرياء عليهما السالم ويعرف عند المسيحيين بيوحنا المعمدان‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪292‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫اآلي ـ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ ــ ـ ـات‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19 18 17 16 15‬‬

‫‪ 19‬آي ـ ــة‬

‫***‬

‫يضم الجدول التالي مختلف أسماء الرسل واألنبيـاء التـي ذكـرت فـي السـورة‬
‫‪( 19‬مريم) ‪:‬‬

‫رقم اآلميات الواردة فيها هذه األسماء‬ ‫أسماء الرسل واألنبياء‬


‫‪7–2‬‬ ‫زكريا‬
‫‪49 – 6‬‬ ‫ميعقوب‬
‫‪12 – 7‬‬ ‫ميحيى‬
‫‪53 – 28‬‬ ‫هارو‬
‫‪34‬‬ ‫عيسى‬
‫‪58 – 46 – 41‬‬ ‫إبراهيم‬
‫‪49‬‬ ‫إسحاق‬
‫‪51‬‬ ‫موسى‬
‫‪54‬‬ ‫إسماعيل‬
‫‪56‬‬ ‫إدريس‬
‫‪58‬‬ ‫آدم‬
‫‪58‬‬ ‫نوح‬
‫‪58‬‬
‫‪1‬‬
‫إسرائيل‬
‫‪‬‬
‫‪ 19‬مرة ذكر فيها أنــبــيــــاء ورســـل‬

‫‪ 1‬إسرائيل هو يعقوب ‪ ‬في القرآن وفي الكتاب المقدس‪.‬‬


‫‪293‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫أي ‪ 13‬اســما مختلفــا مــن أســماء الرســل واألنبيــاء مــن بــين ‪ 19‬فــي الســورة‬
‫‪ .19‬فمن أول اسم وهو ‪ :‬زكريــا‪ 1‬إلـى آخـر اسـم وهـو ‪ :‬إسرائيــل ‪ ،‬توجـد ‪57‬‬
‫آية ‪ ،‬أي ‪:‬‬

‫‪( 3‬آل عم ار ) ‪( 19 x‬مريم) = ‪( 57‬الحديد)‬

‫***‬

‫ذكرت كلمة "كتاب" في القـرآن غالبـا بمعنـى معـين يقصـد بـه مفهـوم الكتـاب‬
‫ذاته ال كتابا معينا‪ .‬وهذا المفهوم يعرفه اللغويون ب ـ "اسم الجـنس"‪ .‬إن كـالم‬
‫هللا واحد وقد أوحـاه إلى كثير من الرسـل واألنبيـاء فـي أزمنـة مختلفـة وألقـوام‬
‫مختلف ــة‪ .‬واآلي ــة ‪ 87‬مـــن الس ــورة ‪( 2‬البقــــرة) تص ــور لن ــا تت ــابع الرس ــاالت‬
‫الرباني ــة م ــن موس ــى ‪ ‬إل ــى عيس ــى ‪ ‬م ــرو ار بالرس ــل واألنبي ــاء ال ــذين‬
‫َ‬ ‫بلٱ َو َق هف ۡ َنالٱ م ُۢن َلٱ ب ۡعدهۦلٱ ب ُّ‬ ‫َََ ۡ َ ََۡ ُ َ ۡ‬
‫لٱ للك َتَٰ َ‬
‫لِۖلٱ َو َءات ۡي َنالٱ ‬
‫ٱۡم ُس لٱ ‬ ‫أُ ِّ‬
‫رسـلوا بينهمـا ‪  :‬ولقدلٱ ءاتينالٱ موَس‬
‫َ‬ ‫ۡ ُ ُ َ َ ُ ه َ َ َ ُ ۡ َ ُ ُۢ‬ ‫َ هَۡ ُ ُ‬
‫َ‬ ‫َ ۡ َ َََۡ ۡ َ‬
‫لٱ ر ُسوللٱ ب َمـالٱ للٱ ‬ ‫َكمالٱ جاءك‬ ‫سلٱ أف لٱ ‬ ‫عيَسلٱ لبنلٱ ممي لٱ لۡلَ نَٰتلٱ ونيدنَٰهلٱ بموحلٱ للقد ِۗ‬
‫َ ۡ َ َٰٓ َ ُ ُ ُ ُ ۡ َ ۡ َ ۡ ُ ۡ َ َ ّٗ َ ه ۡ ُ ۡ َ َ ّٗ َ ۡ ُ َ‬
‫ون ‪. 87‬‬ ‫يقالٱ تق ُتل لٱ ‬ ‫يقالٱ كذبت لٱ وفم لٱ ‬ ‫تهوىلٱ أنفسك لٱ لستكبت لٱ ففم لٱ ‬

‫ۡ َ‬
‫لٱ لم َمأَتلٱ ‬
‫ََ َ‬
‫لٱ وَكنت‬ ‫لٱ و َراءي‬ ‫ت لٱ لۡ ۡ َم َو َٰ َ‬
‫َل لٱ من َ‬ ‫‪ 1‬إن دعاء زكريا ‪ ‬الوارد في هذا الجدول ‪  :‬لٱ ِإَوِن لٱ خ ۡف ُ‬
‫ه ُ َ َ ّٗ َ ُ َ َ ُ ۡ َ َ ۡ ُ َ َ ۡ َ ۡ ُ َ َ ّٗ‬ ‫َ ّٗ َ‬
‫لٱ ف َه ۡ‬
‫لٱ رض لٱ الٱ ‪6‬لٱ ‪ُ ‬يجلي العالقة‬ ‫كلٱ وَّللٱ الٱ ‪5‬لٱ يمثنلٱ ويمثلٱ منلٱ ءاللٱ يعقوبلٱ ولجعلهلٱ رب‬ ‫بلٱ َللٱ منلٱ َلن لٱ ‬ ‫ًعق لٱ ما‬
‫الوطيدة بين زكريا وإسرائيل (يعقوب) عليهما السالم من حيث أن زكريا ‪ ‬هو أول من ُذ ِّكر‬
‫وأن إسرائيل ‪ ‬هو آخر من ذكر في هذه السورة‪.‬‬
‫‪294‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫وكما أن لفظة "الكتـاب" كثيـ ار مـا اسـتعملت للداللـة علـى القـرآن فإنهـا طالمـا‬
‫اسـتعملت أيضـا للداللــة علـى التـوراة ‪ ،‬لدرجـة أن "كتـاب" هـو مـرادف للقـرآن‬
‫والتــوراة فــي آن واحــد‪ .‬وكلمــة "التــوراة" عنــد اليهــود تعنــي "الشـريعة" ‪ ،‬إذ أن‬
‫االلت ـزام بــالتوراة هــو تطبيــق الش ـريعة‪ .‬لكــن معنــى "التــوراة‪ /‬חוﬧה" بالدرجــة‬
‫األولــى فــي العبريــة هــو التــدريس والتبليــغ‪ .‬فالكتــاب هــو فــي حــد ذاتــه أداة‬
‫للتدريس والتبليغ‪.‬‬

‫يتــألف الكتــاب المقــدس العبــري مــن ثالثــة أج ـزاء كبــرى هــي علــى الت ـوالي ‪:‬‬
‫التــوراة‪( 1‬الش ـريعة) واألنبيــاء والكتــب‪ .‬كمــا تُعــرف كلهــا باســم مختصــر هــو‬
‫" َتـــَنخ"‪ .‬فهــذه الكلمــة تجمــع األحــرف الثالثــة األولــى لهــذه األج ـزاء لتســمية‬
‫الكتــاب المقــدس العبــري الــذي كــان فــي األصــل يســمى "م ْقـ َــر" وهــي كلمــة‬
‫مصرفة من "قرأ" و "قراءة" (קרא) ‪ ،‬ومقابلها في العربية هي كلمة "قرآ "‪.‬‬

‫فعــال إن كلمــة "ق ـرآ " فــي العربيــة تعنــي قمــة الق ـراءة وســناها‪ .‬فهــي الق ـراءة‬
‫الكاملة المطلقة المعلنة‪.‬‬

‫وأصل كلمة "القرآ " هو "القراءة"‪ .‬وفـي كلمـة "القـراءة" مشـترك لغـوي ‪ ،‬أي‬
‫أن الكلمة نفسـها تعنـي أكثـر مـن معنـى واحـد‪ .‬فمـن معانيهـا‪" 2‬العـراب عـن‬
‫الشــيء" أي فهــم نــص وتوضــيح وتبيــين مــا خفــي منــه ولزمــت الحاجــة إلــى‬

‫‪ 1‬هي ما تعرف في اليونانية القديمة بكلمة "‪ "Πεντάτευχος‬أي البانتاتوك وهو اسم الكتب‬
‫الخمسة األولى من الكتاب المقدس‪.‬‬
‫‪ 2‬إضافة إلى معنى آخر وهو القراءات القرآنية والتي يكمن االختالف بينها في كيفية نطق‬
‫بعض الكلمات وفي تقسيم بعض اآليات وبالتالي عدد آيات بعض سور القرآن ‪ ،‬أنظر باب‬
‫"قرآن واحد وقراءات متعددة"‪.‬‬
‫‪295‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫توض ــيحه وتبيينـــه‪ .‬وعلي ــه ف ــإن القـ ـراءة تعن ــي أيض ــا ح ــل الرم ــوز وكش ــف‬
‫مســتويات الق ـراءة فــي الــنص‪ .‬ومفهــوم مســتويات الق ـراءة هــذا موجــود عنــد‬
‫العــرب ‪ ،‬وكمــا رأينــا ‪ ،‬عنــد اليهــود أيضــا‪ .‬فللتــوراة خمســـة (‪ )5‬مســـتويات‬
‫للفهم‪.‬‬

‫وق ـراءة جديــدة لــنص مــا تتطلــب اســتخدام أســلوب جديــد للكشــف عمــا كــان‬
‫خفيا فيه وإظهاره جليا‪ .‬وكلمة "العراب"‪ 1‬هنا نقيض كلمة "العجـام"‪ .‬نقول‬
‫"أعــرب كالمــا معجمــا أي أبانــه وبينــه وشــرحه"‪ .2‬كثي ـ ار مــا تســتخدم كلمــة‬
‫"اإلعـ ـ ـراب" بمعن ـ ــى "الترجم ـ ــة" لكـ ــن ه ـ ــذا المعن ـ ــى وليـ ــد المعن ـ ــى األول أي‬
‫اإليضاح والتبيين‪.‬‬

‫فــالقراءة فــي مســتويات الــنص تعنــي إعـراب الــنص واإلعـراب ضــد اإلعجــام‪.‬‬
‫فاإلعجــام هــو إخفــاء معنــى أو رســالة فــي نــص واإلع ـراب هــو اســتخراجها‬
‫منـ ــه‪ ،‬فهـ ــو التوضـ ــيح واإلبانـ ــة‪ .‬لـ ــذلك اسـ ــتعملت كلمـ ــة "العــــراب" بقصـ ــد‬
‫"الترجمة"‪ .‬فحـين ننقـل معـاني نـص مـن لغـة إلـى لغـة أخـرى فإننـا نكـون قـد‬
‫أعربنــاه أو أعربنــا عــن معانيــه لمــن ال يعــرف لغــة الــنص األولــى‪ .‬وهــذه هــي‬
‫بالضــبط العمليــة التــي ســمح بهــا هــذا العلــم القرآنــي الجديــد‪ .‬فاألرقــام بمثابــة‬
‫الخــيط الموصــل الــذي يـربط بــين عناصــر متتاليــة وموجهــة فــي مســار واحــد‬
‫تجلي تصميم الرسالة الخلفية في القرآن الكريم وتسمح بالكشف عنها‪.‬‬

‫‪ 1‬ال نقصد بهذه الكلمة المصطلح النحوي الذي ظهر بعد ميالد الدراسات اللغوية والنحوية‪.‬‬
‫‪ 2‬وأعجمت الكتاب خالف قولك أعربته‪.‬‬
‫‪296‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫ ِه َ َ َ ِه ُ ِه ُ َ ۡ َ ُ ۡ َ ۡ َ َ َ َ ۡ‬
‫لٱ َي َ َٰ‬
‫َ ُۡ ُ َ َ‬
‫كلٱ فََللٱ تَ َ َٰٓ‬
‫ـِفلٱ لٱ ‪ 7‬لٱ ‪1‬لٱ ‪،‬‬ ‫نَسلٱ ‪6‬لٱ إٱللٱ مالٱ شاءلٱ لَّلٱ إٱنهۥلٱ يعل لٱ لۡلهَلٱ ومـا‬ ‫‪ ‬سنق ٱَئ‬
‫َ‬ ‫َسلٱ أَن َلٱ ي ۡهـدٱيَن َ‬ ‫ ِه َ َ َ َ ِه ُ َ ۡ ُ ِه ِه َ َ َ َ َ ُ ۡ َ‬
‫ـَ َبلٱ ‬‫لٱ ۡل ۡق َ‬
‫لٱ ر ٱب ٱ‬ ‫َٰٓ‬ ‫لٱ ع َ‬ ‫شاءلٱ لَّلٱ ولذكَلٱ ربكلٱ إٱذالٱ نسٱِتلٱ وقل‬ ‫‪ ‬إٱللٱ أنلٱ ي لٱ ‬
‫ٱ‬
‫ۡ َ َٰ َ َ َ ّٗ‬
‫لٱ رش لٱ دا ‪‬لٱ ‪.2‬‬ ‫مٱنلٱ هذا‬

‫ونالحظ أيضا أن رسم كلمة "قْرآ " قريـب جـدا مـن رسـم كلمـة "قـَار " والتـي‬
‫تعنــي الوصــل وال ـربط والجمــع بــين عنص ـرين أو عــدة عناصــر‪ .‬زيــادة علــى‬
‫هذا فإن العرب تستعمل رسم لفظة "ق ار " بدون همزة وال مـدة‪ 3‬للداللـة علـى‬
‫كلمة "القرآ "‪ .‬وعليه يكون رسم لفظة "ق ار " للداللة على كتاب هللا و"ق ار "‬
‫التي تعنـي الوصـل والـربط والجمـع رسـما واحـدا‪ .‬زيـادة علـى ذلـك فـإن كلمـة‬
‫"قرآ " تُْق َأُر "ُق َران" في قراءة ابن كثير وهو من أئمة القراء السبعة‪.‬‬

‫قران‬ ‫‪‬‬ ‫قران‬

‫إن عملية القراءة هي بـذاتها ربـط الحـروف ببعضـها وجعلهـا مقترنـة لتك ِّـون‬
‫الكلمــة ثــم ربـــط الكلمــات ببعضــها وجعلهــا مقترنـــة لتكـ ِّـون الجملــة ثــم ربـــط‬
‫الجمل ببعضها وجعلهـا مقترنـة لإلبانـة عـن الرسـالة المقصـودة مـن الـنص‪.‬‬
‫وهكــذا فــالقراءة والق ـرآ إذاً يبــدآن ب ـالق ار والوصــل والــربط ليصــالن إلــى‬
‫الفهم‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة األعلى ‪ ،‬اآلية ‪.7-6‬‬


‫‪ 2‬سورة الكهف ‪ ،‬اآلية ‪.24‬‬
‫‪ 3‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬لفظة "القرآن" ‪ ،‬الجزء ‪ ، 1‬ص ‪.129‬‬
‫‪297‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫إن أول ما أوحي من القرآن هو فعل أمر "اقرأ"‪ .1‬فزيـادة علـى التقـاء كلمتـي‬
‫ومعن ـى‪ 2‬فــإن أول مــا نــزل بــه‬
‫معن ـى والق ـرآن والق ـران رســماً ً‬
‫القـ ـراءة والق ـران ً‬
‫الوحي هو الكالم عن القراءة والقران‪ .‬فالقراءة في قوله تعـالى "اقرأ" والقـران فـي‬
‫قوله تعـالى "العــل " الـذي منـه "العالقـة"‪ .‬وهكـذا نعـود إلـى فكـرة الصـلة والـربط‬
‫ََ‬ ‫َ ََ ۡ‬ ‫لٱ خلَ َ‬ ‫ۡ َ ۡ ۡ َ َ ِه‬
‫ق ‪.3 2‬‬ ‫لٱ لإل َ َٰ‬
‫نس َنلٱ م ۡٱنلٱ عل ٍلٱ ‬ ‫ٱ‬ ‫ق‬‫ل‬ ‫خ‬ ‫‪1‬‬ ‫لٱ ‬
‫ق‬
‫َ‬
‫ي‬‫لٱ لَّل‬
‫ٱ‬ ‫والجمع ‪  :‬لقَلٱ ألٱ بٱٱس ٱ لٱ ربٱك‬

‫لئن كانت كلمـة "اقـرأ" هـي الكلمـة األولـى مـن اآليـة األولـى مـن الـوحي فـإن‬
‫كلمـة "خل " هـي آخـر هـذه اآليـة‪ .‬ثـم تكـررت كلمـة "خلـ " بعـد ذلـك لتكـون‬
‫أول كلمة في اآلية الثانيـة ؛ فهـي العالقـة بـين اآليتـين األولـى والثانيـة التـي‬
‫تنتهي بكلمة "العل " الذي منه ُخِّلق اإلنسان‪.‬‬

‫وللتذكير فإن كلمتي "إقرأ" و "قرآن" فـي العربيـة لهمـا جـذر واحـد وهـو "ق ر‬
‫ـرْ" (קﬧא) و ِّ‬
‫"مْقـ َـر" (מקרא) فــي العبريــة لهمــا جــذر واحــد‬ ‫أ" وأن كلمتــي "ُقـ ِّأ‬
‫وهو " ק‪-‬ﬧ‪-‬א"‪.‬‬

‫***‬

‫فـ ــالمنهج العلمـ ــي يقتضـ ــي المالحظـ ــة والمقارنـ ــة والتجربـ ــة لفهـ ــم العالقـ ــات‬

‫الســببية والبحـ ـث عــن السببيـ ـة يتطلـ ـب الوص ــل بشكـ ـل واضـ ـح بــين مختلـ ـف‬
‫َ ِه َ ُ َ َ ّٗ َ ُ ّٗ‬ ‫َ ِه‬ ‫ ِه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ ِه َ ِه َ‬
‫ـدىلٱ ‬
‫ـَّليلٱ بٱبكـةلٱ مبـار لٱ َكلٱ وه لٱ ‬ ‫ضعلٱ ّ ٱلن ٱ‬
‫ـاسلٱ ّ ٱ‬ ‫تجليـ ـات الخلـق ‪  :‬إٱنلٱ أوللٱ بِتلٱ لٱ و ٱ‬

‫‪ 1‬سورة العلق‪.‬‬
‫‪ 2‬هذا زيادة على كون "القراءة" و "القرآن" من مادة واحدة وهي "ق ر ء"‪.‬‬
‫‪ 3‬سورة العلق‪.‬‬
‫‪298‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫َ َ ُ ُۢ َ َ ي ِه َ ُ ۡ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ ّٗ َ ِه َ َ‬ ‫ل ۡٱل َعَٰلَم َ‬
‫َّيلٱ ‪96‬لٱ فٱِهٱلٱ ءايَٰتلٱ بِٱنَٰتلٱ مقاملٱ إٱبرَٰهٱِ لٱ ومنلٱ دخلهۥلٱ َكنلٱ ءامٱنـا ي لٱ ‬
‫لٱ و ٱَّٱلٱ لَعلٱ ‬ ‫ٱ‬
‫َ َ َ َ ِه ِه َ َ ٌّ َ‬ ‫لٱ و َ‬
‫َِل َ‬ ‫ُّ ۡ َ ۡ َ ۡ َ َ َ َ ۡ َ ّٗ‬
‫ـنلٱ ‬
‫ٱ‬ ‫لٱ ع‬ ‫ـن‬
‫ٱ‬ ‫لٱ غ‬ ‫َّ‬ ‫لٱ ل‬ ‫ن‬‫ٱ‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫لٱ ف‬ ‫ـَ‬ ‫ف‬ ‫لٱ ك‬ ‫ن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫لٱ ‬ ‫تلٱ م ٱنلٱ لستطاعلٱ إٱَّلهٱلٱ سب ٱ‬
‫اسلٱ يٱجلٱ لۡلِ ٱ‬ ‫لنل ِه ٱ‬
‫َۡ َ‬
‫للعَٰل ٱم َلٱ ‬
‫َّيلٱ ‪97‬لٱ ‪.1 ‬‬

‫والص ــال ف ــي العربي ــة كم ــا ج ــاء ف ــي لس ــان الع ــرب ه ــو "وس ــط الظه ــر م ــن‬
‫اإلنســان ومــن كــل ذي أربــع وقيــل هــو مــا انحــدر مــن الــوركين وقيــل هــي‬
‫الفرجـة بـين الجـاعرة والـذنب وقيـل هـو مـا عـن يمـين الـذنب وشـماله والجمــع‬
‫صلوات وأصالء (‪ .)...‬والمصلي مـن الخيـل الـذي يجـيء بعـد السـابق ألن‬
‫رأسه يلي صال المتقدم وهـو تـالي السـابق وقـال اللحيـاني إنمـا سـمي مصـليا‬
‫ألنه يجيء ورأسه على صال السابق (‪ .)...‬وأصل هذا فـي الخيـل فالسـابق‬
‫األول والمصــلي الثــاني قيــل لــه مصــل ألنــه يكــون عنــد صــال األول وصــاله‬
‫جانبــا ذنبــه عــن يمينــه وشــماله ثــم يتلــوه"‪ .‬كــذلك "الصـــالة" التــي هــي ضــم‬
‫حرك ــة إل ــى حرك ــة وعب ــارة إل ــى عب ــارة بالتت ــابع الف ــوري حت ــى تص ــبح جمي ــع‬
‫الحرك ــات والعب ــارات وكأنه ــا حرك ــة وعب ــارة واح ــدة مركب ــة م ــن ع ــدة أجـ ـزاء‬
‫متتالية فتكون بذلك صالة‪.‬‬

‫وكذلك رفع إبراهيم وإسماعيل عليهما السالم القواعد من البيت بضم أجـزاءه‬
‫بعض ــها إل ــى بع ــض وباإلبته ــال إل ــى هللا ف ــي نف ــس واح ــد ‪ ،‬وك ــذلك نط ــوف‬

‫‪ 1‬سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪.97-96‬‬


‫‪299‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫بالبيت الحرام‪ 1‬ونصل بـين الصـفا والمـروة‪ ، 2‬ونقـوم فـي الصـالة نبتهـل إلـى‬
‫هللا فنتلو بالوقوف والركوع والسجود والقعود الخ‪...‬‬

‫َ ۡ‬ ‫ــرَٰهلٱ ُلٱ لٱ ۡلل َق َواع َ‬ ‫ِإَوذلٱ يَ ۡم َف ُ‬


‫ــعلٱ إبۡ َ‬ ‫ۡ‬
‫ــنلٱ لۡلَ ۡــتلٱ ‬ ‫ــدلٱ م‬ ‫فالصــالة ديــن وعبــادة ودعــاء ‪‬‬
‫َ َ َ َ‬ ‫ۡ‬
‫لٱ لۡسـم ُعلٱ لل َعلـ ُلٱ لٱ ‪ ، 3 ‬لٱ فـّذالٱ قضـ ۡ ُت ُ لٱ ‬ ‫نـت ه‬ ‫ـكلٱ أ َ َ‬
‫ۡ َ َٰ ُ َ ه َ َ َ ه ۡ ه ه َ‬
‫ِإَوسمع للٱ ربنالٱ تقبللٱ منـالٱ إن‬
‫ُ ۡ َ َ ۡ َ َۡ ُ َ َ‬
‫ْ‬
‫نت ۡ لٱ فـأق ُموالٱ ‬ ‫لَعلٱ ُج ُنـوبك لٱ فـّذالٱ لطمـأن‬ ‫لٱ و َ َ َٰ‬ ‫ه َ َٰ َ َ ۡ ُ ُ ْ ه َ َ َٰ ّٗ َ ُ ّٗ‬
‫لٱ وق ُع لٱ ‬
‫ـودا َ‬ ‫لۡصلوةلٱ فٱذكموالٱ لَّلٱ قي لٱ ما‬
‫ُ ّٗ‬ ‫ه َ َٰ َ ه ه َ َٰ َ َ َ ۡ َ َ ۡ ُ ۡ َ َ‬
‫وتالٱ ‪‬لٱ ‪.4‬‬ ‫ّيلٱ كتَٰ ّٗلٱ بالٱ هم ۡوق لٱ ‬ ‫لۡصلوةلٱ إنلٱ لۡصلوةلٱ َكنتلٱ لَعلٱ لۡمؤمن‬

‫إن اليهــود يســمون الســيد المســيح ‪" ‬رب الصـــالة" ألن هللا ســيجعله يق ـ أر‬
‫ويقرن ويبين األمور بإذن هللا‪ .‬إنه يمسح الغشاوة وينزع الحجـاب ويجلـي مـا‬
‫خف ــي فيجعل ــه ظــاه ار بين ــا‪ .‬ويحقــق القـ ـراءة المطلق ــة وه ــذا هــو معن ــى كلم ــة‬
‫"القرآ " في العربية وكلمة "م ْقَر" (מקרא) في العبرية‪ .‬كمـا أنـه يعلـم النـاس‬
‫مــا يســميه اليهــود "التــوراة العتيقـة‪/‬התורה העתיקה" وهــو المســتوى الخــامس‬
‫(‪ )5‬واألخير من مستويات فهم التوراة‪.‬‬

‫تقول عقيدة اليهود أن السيد المسيح ‪ ‬سيعيد بنـاء المعبـد ‪" ،‬بيـت صـالة‬
‫لجميع الشعوب"‪ .5‬إنـه لـيس معبـدا مـن حجـارة ‪ ،‬كالمعابــد األولـى ‪ ،‬بـل هـو‬

‫نتاج التصفح والتثبت والتدبر حول الموضع والموضوع هو حج أو عمرة أو كليهما معا ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫إدراك أو مطالعة أو كليهما معا‪.‬‬


‫كذلك بين صفاء القلب وترويته بمعرفة هللا‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.127‬‬


‫‪ 4‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪.103‬‬
‫‪ 5‬التوراة ‪ ،‬سفر أشعيا ‪.7 : 56 ،‬‬
‫‪300‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫معبد العلم ومعرفـة هللا ‪ ،‬فهـو يبنـى بصـلوات اإلنسـانية جمعـاء بقيـادة السـيد‬
‫المسيح ‪.‬‬

‫إن السيد المسيح ‪ ‬سيشرح الجهر والخفي‪ .‬وكلمة "المسيح" فـي العربيـة‬
‫مســتعملة فــي القـرآن داللــة علــى عيســى بــن مـريم ‪ .‬وهــذه الكلمــة مشــتقة‬
‫م ــن "مســـح ميمســـح" أي م ــرر ي ــده عل ــى ش ــيء‪ .‬وف ــي العبري ــة تُسـ ـتعمل كلم ــة‬
‫"ماشياخ‪/‬משׁיח" والحروف نفسها مستعملة في اللغتين وهي " מ‪-‬שׁ‪-‬ח ‪/‬م‪-‬‬
‫س‪-‬ح"‪ .‬فكلمة " ماشياخ " تعني "المسيح"‪ .‬وهي في العبرية مرتبطة أيضـا‬
‫ـيخه‪/‬שיחה" التــي‬
‫بكلمــة "שׂח‪/‬ســخ" التــي تعنــي "الكــالم المجهــور بــه" و "سـ َ‬
‫تعن ــي الحـ ـوار والن ــداء‪ .‬فالمس ــيح ‪ ‬إذاً ه ــو كلم ــة هللا الت ــي تمس ــح الباط ــل‬
‫وتكشف عن الحق‪.‬‬

‫كمــا نجــد أن أهــم ممي ـزات الســيد المســيح ‪ ‬فــي التفاســير اليهوديــة هــي‬
‫"אף‪/‬أف" التـي تعنــي "األنـ "‪ .‬واألنــف مكــون مــن منخـرين ‪ ،‬وهمــا فجوتــان‬
‫تلتقيــان فــي منبتيهمــا‪ .‬ففــي هــذا المكــان تكمــن "נשׁמה יחידה‪/‬نش ـ َمه ميخ ـ َده"‬
‫وهــي الــروح الفريــدة والم َميـ َـزة للســيد المســيح ‪ ‬التــي تلقاهــا مــن عنــد هللا‬
‫سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫ولــئن كــان األنــف رمــز الســيد المســيح ‪ ‬فــي تفاســير اليهــود ‪ ،‬فــذلك ألن‬
‫العــين واألذن لهمــا قابليــة للخطــأ خالفــا لألنــف ؛ فمــا كانــت رائحتــه طيب ــة‬
‫يشــمه األنــف طيبــا ومــا كانــت رائحتــه نتنــة يشــمه األنــف نتنــا وال يخطــأ فــي‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪301‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫فحسب التفاسير العبرية يعتبر األنف المدخل الذي نفخت من خالله الـروح‬
‫فــي الــنفس‪ .‬فــاألنف هــو مركــز الحيويــة ‪ ،‬ومنبــت األنــف هــو مركــز الــروح‬
‫لدرجة أن األنف ومفهوم الروح ممتزجان‪.‬‬

‫أما األناجيل فتتكلم عن الروح القدس ‪:‬‬

‫"‪ .16‬واعتمد يسوع وخرج لوقته من الماء ‪ ،‬فـإذا السـموات قـد انفتحـت فـرأى‬
‫روح ا يهبط كأنه حمامة وينزل عليه"‪.1‬‬

‫أما في القرآن الكريم فخاصية السيد المسيح ‪ ‬هي الروح القدس ‪:‬‬
‫َ ۡ َ َ ۡ َ َ ۡ َ َ َٰ َ َ ِه ۡ َ َٰ ُ ُ ٱ ۡ ُ‬ ‫ََۡ‬
‫وحلٱ للق ُد ٱ ِۗلٱ ‬
‫سلٱ (…) ‪.2 87‬‬ ‫‪َ )…( ‬و َءاتينالٱ عٱيَسلٱ لبنلٱ مَي لٱ لۡلِٱن ٱ‬
‫تلٱ وأيدن لٱ هلٱ بٱَ‬

‫واللغــة العربيــة هــي األخــرى يوجــد بهــا مثــل هــذا الــتالحم وذلــك بــين "األنــف"‬
‫و"الــن َفس"‪ 3‬و"الــن ْفس"‪ .‬فــإن كــان الفــم هــو اآلخــر باســتطاعته المســاهمة فــي‬
‫عملية التنفس ‪ ،‬إال أن خاصيته األولى هي األكل والشرب والكـالم‪ .‬فـاألداة‬
‫الرئيســة لعمليــة التــنفس هــي األنــف‪ .‬و"الــن َفس" و "الــن ْفس" مــن مــادة واحــدة‬
‫هــي " ‪ -‬ف ‪ -‬س"‪ .‬وعالقــة هــاتين الكلمتــين تكمــن فــي كــون كــل واحــدة‬
‫منهما تدوم ما دامت األخرى‪ .‬فحين يتوقف "َن َفس" المرء تخرج "َن ْفسه"‪.‬‬

‫وفــي العربيــة كلمــة أخــرى تعبــر عــن هــذا المفهــوم وهــي "الــروح"‪ .‬و"الــروح"‬
‫مقترنة بـ"الريح"‪ .‬وإن كانت كلمة "النفس" تطلـق للتعبيـر عمـا هـو حـي فـإن‬

‫‪ 1‬العهد الجديد ‪ ،‬إنجيل متى ‪.16 : 3 ،‬‬


‫‪ 2‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.87‬‬
‫‪ 3‬زيادة على هذا فإن لفظة "األنف" ولفظة "النفس" لهما حرفان مشتركان ‪ :‬النون والفاء‪.‬‬
‫‪302‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫كلمة "الروح" أعم وأشمل منها ألنها تدل علـى الـروح ذاتهـا أي تلـك التـي ال‬
‫تخضع ألي عامل مادي‪.1‬‬

‫وتسمى "الروح" فـي العبريـة "נשׁמה‪/‬ن َشـ َمه" و "ﬧוח‪/‬رواح" ‪ ،‬وهمـا مرادفـان‬
‫يعبـ ـران ع ــن مس ــتويين مختلف ــين‪ .‬كم ــا تس ــتعمل كلم ــة "נפש‪/‬نِ ِفمممش" أيضذذذا‬
‫للتعبير عن الروح والحياة وعملية التنفس‪.‬‬

‫***‬

‫لنع ــد إل ــى فكـ ـرة عالق ــة مفه ــوم األن ــف بالس ــيد المس ــيح ‪ .‬فف ــي التـ ـراث‬
‫اليهودي مسيحان‪ .‬ومخطوطات قمران‪ 2‬المكتشفة في القرن العشـرين أكـدت‬
‫ذلــك‪ .‬إال أن المفس ـرين اليهــود وعلمــاءهم يتكلمــون عــن صــورتين لشخصــية‬
‫واحــدة‪ .‬فــاألمر متعلــق بشــخص واحــدا منــاط بمهمتي ــن تمامــا كــاألنف ‪ ،‬إنــه‬
‫عضــو واحــد بــه منخ ـران يلتقيــان بمنبــت واحــد‪ .‬فالمســيح هــو فــي رأي بعضــهم‬
‫أرض وجسد (مادي) وسماء وروح (معنوي) وغضب ورقة وسيف وسالم‪.‬‬

‫واألرجح في نظري أن المهمة األولـى ‪ ،‬وفـاء للوعـد اإللهـي ‪ ،‬كانـت تخـص‬


‫البعثة األولى للسيد المسيح ‪ ‬حين أرسـل إلـى بنـي إسـرائيل ‪ ،‬لكـن أكثـر‬
‫اليهـ ــود لـ ــم يتمكن ـ ـوا مـ ــن معرفتـ ــه فلـ ــم يعترف ـ ـوا بـ ــه‪ .‬وهـ ــذه هـ ــي زلـ ــة اليهـ ــود‬

‫‪ 1‬يمكن للقارئ العودة إلى القرآن وقراءة كل اآليات التي وردت فيها كلمة "الروح" ليتأكد من‬
‫أن استعمالنا اليومي لكلمة "الروح" يختلف عن االستعمال الحقيقي أي القرآني لهذه الكلمة‪.‬‬
‫‪ 2‬وهي ‪ 870‬مخطوطة ‪ ،‬كتِبَت فيما بين القرن الثالث قبل الميالد والقرن األول بعده‪ .‬وقد‬
‫وجدت هذه المخطوطات في سنة ‪ 1947‬و ‪ 1956‬في مغارات قمران بفلسطين‪.‬‬
‫‪303‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫التاريخي ــة‪ .‬أمـ ــا مهمتـ ــه الثاني ــة وه ــي عالمي ــة ‪ ،‬فإن ــه مبع ــوث فيه ــا للبشـ ـرية‬
‫جمع ــاء وه ــذه المـ ـرة يتعل ــق األم ــر بـ ـآخر زم ــان الجاهلي ــة وبالس ــاعة وبي ــوم‬
‫القيامة‪.‬‬

‫أم ــا زل ــة المس ــيحيين التاريخي ــة رغ ــم اعتـ ـرافهم بالمس ــيح ‪ ‬فه ــي دعـ ـواهم‬
‫معرفــة طبيعتــه وتَق ـولهم فيهــا‪ .‬فــإن كــان اليهــود يلحــون علــى كــون المســيح‬
‫ِّ‬
‫طبيعته حـين مجيئـه ‪ ،‬فـإن المسـيحيين‬ ‫‪ ‬هو الذي يشرح ويوضح حقيق َة‬
‫يقرون أنه أعلنها لما جاء للمرة األولى وذلك بقوله حسب ادعاءهم أنـه ابـن‬
‫هللا‪ .‬إن اليهــود والمســلمين يرفضــون قطعيــا هــذا االعتقــاد عنــد المســيحيين‬
‫فرغم أنهم يرون خصوصية فـي طبيعـة السـيد المسـيح ‪ ‬إال أنهـم يقـرون‬
‫بأنه ليس بإله وال ابن إله‪ .‬وفي القرآن قال هللا تعالى ‪:‬‬

‫َ‬ ‫ُ ۡ َ َ َ ُ ُ ْ َ َ ه ه َۡ ه ه‬ ‫َ َُۡ ْ‬
‫َٰ‬ ‫َ َٰٓ َ ۡ َ ۡ َ‬
‫‪ ‬يأهـللٱ للكتــبلٱ للٱ تغلــوالٱ فلٱ ديــنك لٱ وللٱ تقوۡــوالٱ لَعلٱ لَّلٱ إللٱ لۡلــقلٱ إنمـالٱ ‬
‫وحلٱ م ۡن ُ‬
‫ـهلٱ ‬ ‫لٱ و ُر يلٱ ‬ ‫ـم َي َ َ‬ ‫ـهۥ َلٱ ن ۡل َقى َٰ َهـالٱ إ َ ََٰل َ‬
‫لٱ م ۡلٱ ‬ ‫لٱ و َُك َم ُت ُ‬ ‫َ ۡ ُ َََۡ َُ ُ ه‬
‫لٱ لَّ َ‬ ‫حلٱ عيَسلٱ لبنلٱ ممي لٱ رسـول‬ ‫لۡ َمس ُلٱ ‬
‫ۡ‬

‫ي‬ ‫َ َ َ ُ ُ ْ َ َ َٰ َ ٌ َ ُ ْ َ ۡ ّٗ ه ُ ۡ ه َ ه ُ َ‬ ‫ََ ُ ْ ه‬
‫ـهيلٱ َو َٰ ـدلٱ ‬ ‫َّلٱ إل َٰ لٱ ‬ ‫ريالٱ لك لٱ إنمالٱ ل‬ ‫لٱ و ُر ُسلهۦلٱ وللٱ تقوۡوالٱ ثلثةلٱ لنتهوالٱ خ لٱ ‬ ‫ٱَّ َ‬ ‫فلٱ امنوالٱ ب‬
‫ََ‬ ‫َۡ‬ ‫َل ۘ‪ ٞ‬ه ُلٱ َ‬
‫لٱ و َ ي‬ ‫ُ ۡ َ َٰ َ ُ َ َ ُ َ‬
‫ون َ ُ‬
‫ـٱَّلٱ ‬
‫ه‬
‫ـِفلٱ ب لٱ ‬ ‫لٱ وك َ َٰ‬ ‫ه َ َ ََ‬
‫لٱ َّلۥلٱ مالٱ فلٱ لۡسـمَٰوَٰتلٱ ومـالٱ فلٱ لۡل ِۗ‬
‫ۡرض‬ ‫لٱ َّلۥ َ‬ ‫سبحنهۥلٱ أنلٱ يك‬
‫ّٗ‬
‫َوك لٱ ‬
‫َللٱ ‪‬لٱ ‪.1‬‬

‫أما زلة المسلمين التاريخية فـتمس شخصـية المسـيح عيسـى بـن مـريم ‪.‬‬
‫ربما خشية ربط أو خلـط ديـنهم السـمح بالمسـيحية ‪ ،‬بكـل المبـاالة قللـوا مـن‬

‫‪ 1‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪.171‬‬


‫‪304‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫أهمية دوره وظهوره وأخفوه حتى أصبحت أهميته مستنقصة ومستصـغرة مـع‬
‫أن هذه الدراسة تثبت قطعيا أنه فـي القـرآن هـو المعنـي األول بـأمر السـاعة‬
‫والقيامة‪.‬‬

‫والقرآن الذي ما فرط هللا تعالى فيه من شيء قد أشار إلى هذا الموقف‬
‫َ َ ِه ُ َ ۡ ُ َ ۡ َ َ َ َ ً َ َ ۡ ُ َ ۡ ُ َ ُّ َ‬
‫ون ‪.1 57‬‬
‫ـد لٱ ‬ ‫وذلك في قوله ‪  :‬وّما ٱ‬
‫لٱ ضبلٱ لبنلٱ مَي لٱ مثَللٱ إٱذالٱ قومكلٱ مٱن لٱ هلٱ ي ٱص‬

‫وبعــد بضــع آيــات نقـ أر تحــذي ار حــول "الصــد" المــذكور فــي اآليــة ‪ 57‬وذلــك فــي‬
‫َ َ َ ُ ِه ِه ُ ُ ِه ۡ َ َٰ ُ ِه ُ َ ُ ۡ َ‬
‫لٱ ع ُد يو ُّ‬
‫ـَّي ‪ 2 62‬؛ وقـد‬ ‫لٱ مب ٱ يلٱ ‬ ‫قولــه تعـالى‪  :‬وللٱ يصدنك لٱ لّشِطنلٱ إٱنهۥلٱ لك‬
‫ ِه ُ َ ۡ ي ِه َ َ َ َ ۡ َ ُ ِه‬
‫ـَتنلٱ ب ٱ َهـالٱ ‬ ‫قال تعالى قبلهـا عـن عيسـى ‪ِ  : ‬إَونهۥلٱ لعٱل لٱ ل ٱلساعةٱلٱ فـَللٱ تم‬
‫لٱ هَٰ َذالٱ ص َر َٰ يط ُّ‬
‫لٱ م ۡس َتقٱِ يلٱ ‪.3 61‬‬
‫َ‬ ‫ ِه ُ‬
‫ٱ‬ ‫َولتبٱع ٱ ى‬
‫ون‬

‫هكذا إذاً رغم أن ظـاهرة االنتظـار توجـد فـي اإلسـالم وفـي كـل مـن اليهوديـة‬
‫والمســيحية إال أنهــا أقــل حيويــة عنــد المســلمين ممــا هــي عليــه عنــد اليهــود‬
‫والمسيحيين‪.‬‬

‫ويليــق هنــا أن نقــف عنــد نقطــة مهمــة هــي أن المســلمين مــع إجمــاعهم علــى‬
‫عــودة المســيح عيســى ابــن م ـريم ‪ ‬فــي آخــر زمــان الجاهليــة كمــا تــنص‬

‫‪ 1‬سورة الزخرف ‪ ،‬اآلية ‪.57‬‬


‫‪ 2‬سورة الزخرف ‪ ،‬اآلية ‪.62‬‬
‫‪ 3‬سورة الزخرف ‪ ،‬اآلية ‪.61‬‬
‫‪305‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫عليه اآلية ‪ 61‬من السـورة ‪( 43‬الزخرف) ‪  :‬وإنه لعلم للسذاعة (…) ‪، ‬‬
‫فإن أكثرهم ينتظر عودة‪ 1‬أو مجيء‪ 2‬اإلمام المهدي ‪ ‬أيضا‪.‬‬

‫فكما وجدنا مفهوم انتظار شخصيتين في اليهودية فـإن هـذا المفهـوم موجـود‬
‫ف ـ ــي اإلس ـ ــالم أيض ـ ــا‪ .‬والحقيق ـ ــة أن الشخص ـ ــيتين تتطابق ـ ــان م ـ ــع وظيفت ـ ــين‬
‫ومهمت ــين تلتقي ــان ف ــي كونهم ــا تس ــعيان إل ــى اله ــدف نفس ــه واألم ــر متعل ــق‬
‫بشخص واحد وَّللا أعلم‪.‬‬

‫***‬

‫جاء في القـرآن ذكـر صـريح لرجـوع المسـيح عيسـى بـن مـريم ‪ ‬فـي آخـر‬
‫زمـان الجاهلية ووصف أنه "عـلـم للسـاعة" ‪ ،‬وقـولـه سبح ـانــه وتع ـال ــى ‪:‬‬
‫ُ ُ‬ ‫ََ ۡ ۡ‬ ‫َۡ َ‬ ‫ۡ َۡ ۡ‬
‫لٱ للك َٱتَٰبلٱ إ ِهللٱ ََّلُ ۡؤم َ ِه‬
‫ـو َملٱ للقٱ َيَٰ َمـةٱلٱ يَكـونلٱ ‬ ‫ـل َ‬
‫لٱ م ۡوت ٱـهٱۦلٱ وي‬ ‫ٱَنلٱ بٱهٱۦلٱ قب‬ ‫ٱ ٱ‬ ‫‪ِ ‬إَونلٱ مٱنلٱ أه ٱل‬
‫ّٗ‬ ‫ََ ۡ َ‬
‫ِدا ‪ .3 159‬لكــن لــم يــأت كــالم ص ـريح عــن المهــدي ‪.‬‬ ‫ــِ ٱه ۡ لٱ شــ ٱه لٱ ‬ ‫عل‬

‫ف ـ ــالقرآن ال ي ـ ــذكر إال شخص ـ ــية واح ـ ــدة‪ .‬ل ـ ــذلك ال نج ـ ــد ف ـ ــي القـ ـ ـرآن لفظ ـ ــة‬
‫"المهــــدي"‪ .‬لك ــن نج ــد كلم ــة قريب ــة منه ــا رس ــما ونطق ــا ب ــل وتكت ــب ب ــنفس‬
‫الحــروف المنطوقــة فــي الكلمتــين‪ .‬وهــذه الكلمــة هــي "المهــد"‪ .‬والمهــد معنــاه‬
‫الموضع الذي يهيأ فيه فراش الصبي‪ .‬أما الصيغة الفعليـة لهـذه الكلمـة فلهـا‬
‫عدة معان منها بسط ووطأ وسوى وأصلح‪.‬‬

‫‪ 1‬حسب الشيعة‪.‬‬
‫‪ 2‬حسب السنة‪.‬‬
‫‪ 3‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪.159‬‬
‫‪306‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫فــرغم أن مــادتي هــاتين الكلمتــين (المهــدي مــن ه د ي و المهــد مــن م ه‬


‫د) مختلفتان فإنهما قريبتان بطريقة تثير التساؤل ال سـيما أن كلمـة "المهـد"‬
‫لم ترد في القرآن إال بالكسـر أي مجرورة الدال مما يجعلها دوما في صيغة‬
‫تسهل على القارئ إيصالها وربطها بكلمة "المهدي"‪.‬‬

‫وأهـم مــن ذلـك هــو أن كلمـة "المهــد" لــم تــرد إال ثـالث مـرات فـي القـرآن كلــه‬
‫وذلك في ثالث سور مختلفة أي بنسبة مرة واحدة في كل سورة ‪ ،‬واسم كـل‬
‫ســورة م ــن ه ــذه الس ــور يش ــير إل ــى المس ــيح عيس ــى ب ــن مـ ـريم ‪ ‬مباشـ ـرة‪.‬‬
‫أضــف إلــى ذلــك أن هــذه الكلمــة وردت فــي القـرآن دومــا فــي ســياق الحــديث‬
‫عن المسيح عيسى بن مريم ‪ ‬دون غيره من العالمين ‪:‬‬
‫‪ ‬جــاءت هــذه الكلمــة ألول م ـرة فــي الق ـرآن فــي اآليــة ‪ 46‬مــن الســورة ‪3‬‬
‫واس ــمها "آل عمـــ ار "‪ .‬وه ــي س ــورة تحم ــل اس ــم أب مـ ـريم أم الس ــيد المس ــيح‬
‫عليهما السالم فهي ابنة عمران ‪:‬‬

‫ۡ‬ ‫َ‬
‫كل َمةلٱ لٱ م ۡن ُه ۡ‬ ‫ۡ َ َ َٰٓ َ‬
‫ك ُة َلٱ ي َٰ َم ۡميَ ُ لٱ إ هن ه َ‬ ‫ۡ َ َ‬
‫لٱ لس ُم ُه لٱ لۡ َمس ُحلٱ ‬ ‫ۡش كلٱ لٱ ب‬ ‫لٱ لَّ لٱ يُبَ ُلٱ ‬ ‫‪ ‬إذ لٱ ق لٱ الـت لٱ لۡملئ‬

‫اسلٱ ‬‫كل ُ لٱ لنله َ‬‫َُ َ‬


‫ّي لٱ ‪ 45‬لٱ وي‬ ‫ن لٱ لۡ ۡ ُم َق همب َ‬ ‫لٱ لَل ۡن َلٱ َ‬
‫الٱ ولٓأۡلخ َمة َ‬
‫لٱ وم َلٱ ‬ ‫لٱ وج ّٗلٱ هالٱ ف ُّ‬
‫لٱ م ۡم َي َ َ‬ ‫يَس لٱ ۡلب ُن َ‬ ‫ع َ‬
‫ه‬ ‫َ ّٗ‬ ‫ۡ‬
‫ّي ‪ 46‬‬ ‫لٱ وم َنلٱ للصَٰلح َلٱ ‬ ‫َل َ‬ ‫فلٱ لۡ َم ۡهدلٱ لٱ َوك ۡه لٱ ‬

‫‪ ‬أما ثاني مرة ففي اآلية ‪ 110‬من السورة ‪ 5‬واسمها "المائدة" إشارة إلى‬
‫حادثة في حياة المسيح عيسى بن مريم ‪: ‬‬

‫‪307‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫َ ۡ َ ُّ َ‬ ‫لٱ و َ َ َٰ‬ ‫َ َۡ َ‬ ‫ۡ ُ‬ ‫‪ ‬إ ۡذ لٱ قَ َال ه ُ‬


‫لٱ لَّ َلٱ يَٰع َ‬
‫لَع َلٱ و َٰ ََلتلٱ ك لٱ إذ لٱ نيهدتكلٱ ‬ ‫ك َ‬ ‫لٱ م ۡم َي َ لٱ لذك ۡم لٱ ن ۡع َمَّت لٱ عل‬
‫لٱ لب َن َ‬
‫يَس ۡ‬
‫َ ّٗ‬ ‫ۡ‬ ‫كل ُ لٱ لنله َ‬‫ُۡ ُ ُ َ‬
‫َللٱ (…) ‪ 110‬‬ ‫اسلٱ فلٱ لۡ َم ۡهدلٱ لٱ َوك ۡه لٱ ‬ ‫ب ُموحلٱ للقدسلٱ ت‬

‫‪ ‬وأما آخر مرة جاء فيها ذكر "المهد" ففـي اآليـة ‪ 29‬مـن السـورة ‪ 19‬أي‬
‫"مريم" وهي أمه عليهما السالم ‪:‬‬

‫ّٗ‬ ‫ۡ‬ ‫ََ َ َ ۡ َۡ َ ُ ْ َ ۡ َ ُ َ ُ َ َ َ‬


‫لٱ منلٱ َكنلٱ فلٱ لۡ َم ۡهدلٱ َصب لٱ ا ‪ 29‬‬ ‫‪ ‬فأشارتلٱ إَّلهِۖلٱ قاۡوالٱ ك فلٱ نكل‬

‫إن كلمــة "مهــد" مكونــة مــن ثالثــة أحــرف "م – هـــ ‪ -‬د" ومنهــا اشــتقت كلمــة‬
‫"تمهيــد"‪ .‬وبالتــالي فــإن عبــارة " فممي رحـ هممـو ولهمما " هــي إشــارة إلــى كــون‬
‫عيسى ‪ ‬قد ُو ِّكل بمهمتين األولى كانت تمهيدا والثانيـة اكتمـاال فـي سـن‬
‫الكهول ـة‪ ، 1‬ففــي هــذه الفت ـرة تــتم المهمــة الثانيــة لعيســى بــن م ـريم ‪ ‬وهللا‬
‫أعلم‪.‬‬

‫***‬

‫إن غداة آخر يوم من شهر رمضان يـوم عيـد عنـد المسـملين‪ .‬كمـا أن غـداة‬
‫يـوم عرفـة ‪ ،‬وعرفـة قمــة الحـج‪ 2‬وســناه ‪ ،‬هـو يـوم عيــد أيضـا‪ .‬ورمضـان هــو‬

‫‪ 1‬وسن الكهولة هو انتهاء الشباب واكتمال القوة ‪ ،‬والعرب تقول اكتهل النبت‪ :‬طال وانتهى‬
‫منتهاه وفي الصحاح تم طوله وظهر نوره‪.‬‬
‫‪ 2‬وقفة عرفة هي الفريضة التي ال يتم الحج بدونها‪.‬‬
‫‪308‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫الشــهر التاســع (‪ )9‬فــي حســاب الســنة القمريــة وعرفــة هــو اليــوم التاســع (‪)9‬‬
‫من ذي الحجة‪.‬‬

‫إن كلمــة "العيــد" مشــتقة مــن "عــاد – ميعــود" أي رجــع‪ .‬والعيــد إعــادةُ وعــودةُ‬
‫ورجــوعُ مناســبة مــا بعــد وقــت معــين‪ .‬فــالمعنى األول لكلمــة "العيــد" إذاً‬
‫هــو اإلعــادة والعــودة والرجــوع‪ .‬وقــد جــاءت كلمــة "عيــد" فــي القـرآن كلــه مــرة‬
‫واحدة‪ 1‬فقط ‪ ،‬وأرادت حكمة العلي القـدير أن تكـون علـى لســان عيسـى بـن‬
‫مريـم ‪: ‬‬

‫ۡ َ َ ۡ َ َ َ ۡ َ ۡ َ ُ َ ُّ َ َ ُ َ َ َ‬
‫لٱ علَ ِۡنالٱ َ‬ ‫ۡ َ َ ۡ َ َ ُّ َ َ َ‬
‫زنل‬ ‫‪ ‬إٱذ لٱ قال لٱ لۡلوارٱيون لٱ يَٰعٱيَس لٱ لبن لٱ مَي لٱ هل لٱ يست ٱطِع لٱ ربك لٱ أن لٱ ي ٱ‬
‫َ ُ ْ ُ ُ َ‬ ‫نت لٱ لٱ ُّم ۡؤ ٱمن َ‬ ‫ُ‬
‫لٱ ك ُ‬ ‫لٱ لت ُقوا ْ ِه َ‬
‫َ َ ِه‬ ‫َمائ َد ّٗلٱ ة لٱ م َٱن ِه‬
‫يد لٱ أنلٱ ‬ ‫ٱَّي لٱ لٱ ‪ 112‬لٱ لٱ قاّوا لٱ ن ٱَ‬ ‫لٱ لَّ لٱ إٱن‬ ‫لٱ لّس َلٱ ماءٱِۖلٱ لٱ قال‬ ‫ٱ‬
‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫لٱ ص َدقتنا لٱ َونكون لٱ عل ِۡ َها لٱ م َٱنلٱ ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬
‫لٱ ونعل َ لٱ أن لٱ قد َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وبنا َ‬ ‫لٱ وت ۡط َمئ ِهن لٱ قل ُ‬ ‫َ‬ ‫ن ِهأكل لٱ مٱن َها َ‬
‫ۡ‬ ‫ُ‬
‫ٱ‬
‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ ِه‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ ۡ َ َ ّٗ‬
‫لٱ مائ ٱ َد لٱ ة لٱ لٱ م َٱنلٱ لٱ ‬ ‫نزل لٱ علِنا‬ ‫ۡ ُ َ ۡ َ َ ُ ِه َ ِه َ‬ ‫َ‬
‫ٱين لٱ لٱ ‪ 113‬لٱ لٱ قال لٱ عٱيَس لٱ لبن لٱ مَي لٱ لّله لٱ ربنا لٱ أ ٱ‬ ‫للش ٱهد َلٱ ‬ ‫ ِه َٰ‬
‫َ َ ۡ َُۡ ََ َ َ‬
‫لٱ خ ۡريلٱ ُ‬ ‫ّٗ َ ِه َ َ َ َ َ َ َ ّٗ‬ ‫َ ُ ُ َ‬ ‫ ِه‬
‫ٱِدا لٱ ٱۡلونلٱلٱ ا لٱ وءاخ ٱٱَنا لٱ وءاي لٱ ة لٱ مٱنك لٱ ولرزقنا لٱ وأنت‬ ‫لّس َلٱ ماءٱ لٱ تكون لٱ نلَا لٱ ع لٱ ‬
‫‪2‬‬
‫ٱَّيلٱ ‪ 114‬‬ ‫للرَٰزٱق َلٱ ‬ ‫ ِه‬

‫والعيــد احتفــال بمناسـ ِّ‬


‫ـبة حــدث مهــم حصــل بالماضــي‪ .‬وهــذا المعنــى يقــوي‬ ‫ٌ‬
‫فك ـرة عــودة المهــدي عيســى بــن مــريم ‪ ‬وإتيانــه بعــد الصــوم بالمائــدة ‪،‬‬

‫‪ 1‬أنظر الملحق رقم ‪ : 3‬الفرائد القرآنية في الجزء األول‪.‬‬


‫‪ 2‬سورة المائدة ‪ ،‬اآلية ‪.114-113-112‬‬
‫‪309‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫مائدة العلم ومائـدة ال ِّـنعم اإللهيـة والحـج والمعرفـة‪ ، 1‬هـذا هـو العيـد الحقيقـي‬
‫للمؤمنين‪.‬‬

‫***‬
‫"آل عمران" هـم عائلـة "عمـران" أب مـريم عليهـا السـالم‪ .‬ومـن بـين الكلمـات‬
‫التــي تشــترك فــي كتابتهــا مــع "عم ـران" كلمتــان تثي ـران االنتبــاه‪ .‬أوالهمــا ‪:‬‬
‫"العم ار " برفع العين وهو مثنـى "عمر" أي "حياة" ‪ ،‬فلـو أضـفناها إلـى "آل"‬
‫قلنــا "آل ُع ُم ـران" إشــارة إلــى عيســى بــن م ـريم ‪ ‬الــذي عــاش عم ـره األول‬
‫والذي يعود ثانية في آخر زمان الجاهلية وهللا أعلم‪.‬‬

‫والكلمــة الثانيــة هــي "ع ْمـ ار " بمعنــى "البنيــان والتعميــر فــي األرض"‪ .‬فمنــذ‬
‫بــدأت اإلنساني ــة س ــيرها وتقــدمها لــم تص ــل إلــى درجــة م ــن العمـ ـران ك ــالتي‬
‫وصــلت إليهــا فــي عصـرنا هــذا‪ .‬فــالقرن الواحــد والعشــرون هــو قــرن العم ـران‬
‫والبنيــان وقــد ذكــرت هــذه الظــاهرة فــي حــديث تطــاول البنيــان كعالمــة مــن‬
‫‪2‬‬
‫عالمات الساعة‪.‬‬

‫هــذه النقــاط كلهــا تثبــت أن مــا ُروي عــن رســول هللا محمــد ‪" ‬ال مهــدي إال‬
‫‪4‬‬
‫عيسى بن مريم" إنما هو الحديث الصـحيح‪ .3‬كمـا روي عـن اإلمـام البـاقر‬
‫خــامس أئمــة أهــل البيــت علــيهم الســالم أنــه علــق علــى اآليــة ‪ 61‬مــن الســورة‬

‫ِدالٱ ‪. ‬‬
‫َ ّٗ‬ ‫َََۡ ۡ َ َ َ ُ ُ ََ‬
‫لٱ عل ِۡ ٱه ۡلٱ لٱ ش ٱه لٱ ‬ ‫لٱ ق ۡب َل َ‬
‫لٱ م ۡوتٱهٱۦ لٱ ويوم لٱ للقٱيَٰمةٱلٱ يكون‬
‫َ‬ ‫‪ِ  1‬إَون لٱ م ۡٱن لٱ أَ ۡهل لٱ للۡك َٱتَٰب لٱ إ ِهل َلٱ َّلُ ۡؤم َ ِه‬
‫ٱَن لٱ بٱهٱۦ‬ ‫ٱ ٱ‬ ‫ٱ‬
‫سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪.159‬‬
‫‪ 2‬البخاري ‪ ،‬كتاب الفتن‪.‬‬
‫‪ 3‬رواه أنس بن مالك ‪ ،‬سنن ابن ماجة ‪ ،‬كتاب الفتن‪.‬‬
‫‪ 4‬المتوفي سنة ‪ 114‬ه‪ 733/‬م‪.‬‬
‫‪310‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫‪ ‬بقولــه ‪" :‬هــو المهــدي ‪،‬‬ ‫‪ 43‬أي قولــه تعــالى ‪  :‬وإنممم حعلممم حلسممم‬
‫يكون في آخر الزمان‪ .‬وبعد خروجه يكـون قيـام السـاعة وإماراتهـا ودالالتهـا‬
‫وقيامها"‪.1‬‬

‫***‬
‫لنعـ ــد اآلن إلـ ــى اآليـ ــة التـ ــي تـ ــنص علـ ــى أن عيسـ ــى بـ ــن م ـ ـريم ‪" ‬علــــم‬
‫للساعة"‪ .‬إن الكلمة المستعملة هنا هـي "عْلـم" ‪ ،‬وقـد ُقـ ِّرأت أيضـا بفـتح العـين‬
‫العَلـم ‪ :‬الشــيء أو الشــخص الــذي تُ َمَّيـ ُز‬
‫"عَلـم للســاعة" ومــن معــاني َ‬
‫والــالم ‪َ :‬‬
‫به األشيـاء وتعرف وفي السياق الحالي به تعرف الساعة أو قـدومها‪ .‬كمـا أن‬
‫العَلـم ‪ :‬ال اريــة‪ .‬وهــذا المعنــى يــذكرنا بالحــديث المــروي عــن رســول‬
‫مــن معــاني َ‬
‫هللا ‪ ‬ح ــول ق ــدوم اإلم ــام المه ــدي ‪ ‬وفي ــه تلم ــيح لألع ــداد والرق ــوم ‪" :‬إن ــه‬
‫يخرج في آخر الزمان مـن المغـرب األقصـى يمشـي النصـر بـين يديـه أربعـين‬
‫ميال رامياته بيض وصفر فيها رقوم فيها اسم هللا األعظـم مكتوب فال تهزم لـه‬
‫راية وقيام هذه الرايات وانبعاثها من ساحل البحر بموضع يقال له ماسـنة مـن‬
‫قبل المغرب فيعقد هذه الراميات مع قوم قد أخذ هللا لهم ميثـاق النصـر والظفـر‬
‫ُ ْ َ َٰٓ َ ۡ ُ ِه َ َ ِه ۡ َ ِه ُ ُ ۡ ُ ۡ ُ َ‬
‫‪ )…( ‬أولئٱكلٱ يٱزبلٱ لَّ ٱلٱ أللٱ إٱنلٱ يٱزبلٱ لَّٱلٱ ه لٱ لّمفلٱ ل ٱحونلٱ ‪.  22‬‬
‫‪3 2‬‬

‫‪4‬‬ ‫ ِه ُ َ ۡ ي ِه َ‬
‫ٱلسـاعةٱلٱ ‪‬‬ ‫إن العالقة بين اآلية ‪ 61‬من السـورة ‪( 43‬الزخـرف) ‪ِ ‬إَونهۥلٱ ل ٱعلـ لٱ ل‬

‫وهــذا الحــديث لهــا أهميتهــا مــن عــدة أوجــه‪ .‬كــل منهمــا يفســر اآلخــر‪ .‬فاآليــة‬

‫‪ 1‬منتخب األثر ص ‪ ، 149‬وإلزام الناصب ص ‪ 85‬ونور األبصار ص ‪.169‬‬


‫‪ 2‬سورة المجادلة ‪ ،‬اآلية ‪.22‬‬
‫‪ 3‬روي من حديث ابن مسعود وغيره من الصحابة وأورده القرطبي في التذكرة‪.‬‬
‫‪ 4‬ترى غالبية المفسرين أن الكالم عن عيسى بن مريم عليهما السالم وبعضهم يرى أنه عن‬
‫القرآن وغيرهم يرى أنه عنهما معا‪.‬‬
‫‪311‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫تنص على أن عيسى بن مريم ‪ِّ ‬عْلـم أو َعَلـم للسـاعة ‪ ،‬والحـديث يـنص‬
‫على أن أعالم المهدي ‪ ‬وراياته تحوي رقوما فيهـا اسـم هللا‪ .‬والرقـوم هـي‬
‫الرموز المرقمة وعليه فهي رموز باألرقام أي أن األرقام لغة‪.‬‬

‫ورســالة مكتوبــة بلغــة مرقومــة تســتلزم علمــا ُي َم ِّكـن مــن قراءتهــا والكشــف عــن‬
‫فحواها حتـى يـتم فهمهـا‪ .‬فـالتمكن مـن قـراءة هـذه اللغـة المرقمــة أو المكتوبـة‬
‫باألرق ــام يس ــمح بقـ ـراءة المكت ــوب عل ــى اري ــات المه ــدي ‪ ‬وه ــو اســـم ا‬
‫األعظم‪ .‬فاألمر يتعلق هنا بعلـم يسـمح بالوصـول إلـى معرفـة هللا مـن خـالل‬
‫اسمـه‪.‬‬

‫وهذه المعرفة هي إحدى ميزات الفترة المعروفة فـي اليهوديـة بفتـرة االنتظـار‬
‫أي انتظار السيد المسيح ‪: ‬‬

‫"‪ .1‬ويخرج غصن من جـذع ميسـى وينمـى فـرع مـن أصـوله ‪ .2‬ويحـل عليـه‬
‫روح ال ـ ــرب ‪ ،‬روح الحكم ـ ــة والفه ـ ــم ‪ ،‬روح المش ـ ــورة والق ـ ــوة ‪ ،‬روح المعرف ـ ــة‬
‫وتقوى الرب (…) ‪ .9‬ال يسيئون وال يفسـدون ‪ ،‬فـي كـل جبـل قدسـي ‪ ،‬ألن‬
‫األرض تمتلئ من معرفة الرب ‪ ،‬كما تغمر المياه البحر"‪.1‬‬

‫و"ميسي" هو أب داود ‪ ، ‬والمسيح ‪ ‬عند اليهود والنصارى يسمى ‪:‬‬


‫"ابن داود" ألنه من ساللته‪ .‬ثم إن كلمة "ميسى‪( "Jessé/‬التي تنطق في‬
‫الفرنسية جسي) تخفي عالقة مع اسم "عيسى‪( "Jésus/‬التي تنطق في‬

‫التوراة ‪ ،‬سفر أشعيا ‪.9-1 : 11 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪312‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫الفرنسية جيزو)‪ .‬وفي العربية ال تختلف كتابة هاتين الكلمتين إال بحرف‬
‫واحـد هو العين (ع) ‪" :‬عيسى ‪ /‬ميسى"‪ .‬أما في الفرنسية فلفظة "‪/ Jessé‬‬
‫جسي" قريبة جدا على المستوى الصوتي من لفظة "‪ / Jésus‬جيزو"‪ .‬وهللا‬
‫يمكنه أن يقول بشأن عيسى ‪ / J’ai su" ‬جي سي" أي "علمم" أو‬
‫"‪ / Je sais‬جو سي" أي "أعلم"‪ .‬فانظر إلى التقارب الصوتي بين ‪:‬‬
‫"‪ " Je sais/ J’ai su/Jésus / Jessé‬والتي تنطق "جيسي ‪ /‬جيزو ‪/‬‬
‫جي سي ‪ /‬جو سي" والتي تخفي "علمم ‪ /‬أعلم" وبالعربية تنطق "ميسى ‪/‬‬
‫عيسى"‪ .‬وفي القـ ـ ـرآن الـك ـري ـ ـ ـم نجد شه ـادة عيسى ‪ ‬للحق عز‬
‫َ ۡ َ ِه َ َ َ َ ِه‬ ‫لٱ و َل لٱ أ َ ۡعلَ ُ َ‬ ‫وجل ‪َ )…(  :‬ت ۡعلَ ُ َ‬
‫لٱ مالٱ ف َلٱ ن ۡف ٱَس َ‬
‫نت لٱ عل َٰ ُ لٱ ‬ ‫الٱ ف لٱ نفسٱك لٱ إٱنك لٱ أ‬
‫ٱ‬ ‫لٱ م‬ ‫ٱ‬
‫ُۡ‬
‫للغ ُِ ٱلٱ ‬
‫وب ‪.1 116‬‬

‫***‬

‫إن كلمة "الدخا " جاءت في القرآن مرتين فقط ‪:‬‬


‫ُ ِه ۡ َ َ َٰٓ َ ِه َ َ َ ُ َ ي‬
‫انلٱ ‬
‫ِهلٱ دخ لٱ ‬‫‪ ‬أول مرة ارتباطـا ببدايـة الخلـق ‪  :‬ث لٱ لستوىلٱ إٱَللٱ لّسماءٱلٱ و ٱ‬
‫َّي ‪ 2 11‬؛‬ ‫لٱ ك َۡ ّٗهالٱ قَ َاَلَا َلٱ أتَ ۡي َنا َ‬
‫لٱ طائٱعٱ َلٱ ‬
‫ۡ َ َ ۡ ً َۡ َ‬ ‫َ َ َ ََ َ ۡ َ‬
‫لٱ وّ ٱۡل ٱ‬
‫ۡرضلٱ لئتٱِالٱ طوًعلٱ أو‬ ‫فقاللٱ ّها‬
‫ۡ‬
‫ـو َملٱ تَـأَت ِه‬ ‫ٱرتَق ۡ‬ ‫َ‬
‫لٱ لّس َ‬
‫ـما ُءلٱ ‬ ‫ـبلٱ يَ ۡ‬ ‫‪ ‬وثاني وآخر مـرة كعالمـة للسـاعة ‪  :‬ف ۡ ٱ‬
‫ٱ‬
‫ ِه َ َ َ َ َ ٌ َ‬ ‫ۡ َ‬ ‫َ‬
‫‪3‬‬
‫ابلٱ أ ٱَّل ‪ 11‬‬ ‫اسلٱ هَٰذالٱ عذ‬ ‫ب ٱ ُدخانلٱ لٱ ُّمبٱَّيلٱ ‪َ 10‬يغَشلٱ لنل لٱ ‬

‫‪ 1‬سورة المائدة ‪ ،‬اآلية ‪.116‬‬


‫‪ 2‬سورة فصلت ‪ ،‬اآلية ‪.11‬‬
‫‪ 3‬سورة الدخان ‪ ،‬اآلية ‪.11-10‬‬
‫‪313‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫و "الدخا " هو االسـم الـذي تحملـه فـي المصـحف السـورة ‪ .44‬والسـورة ‪19‬‬
‫(مــريم) تحمــل الــرقم ‪ 44‬فــي ترتيــب التنزيــل ؛ و "مــريم" هــي أم مــن وصــفه‬
‫هللا بكونه "علم للساعة"‪ .1‬كما جاء في الحديث أيضا أن "الدخــا " ونـزول‬
‫عيسى بن مريم ‪ ‬من عالمات الساعة ‪" :‬قال إنهـا لـن تقـوم حتـى تـرون‬
‫قبلها عشر آيات فذكر الـدخان والـدجال والدابـة وطلـوع الشـمس مـن مغربهـا‬
‫ونزول عيسى ابن مريم صلى اللهم عليه وسلم (…)"‪.2‬‬

‫فهــل وجــد قبــل ه ـذا العصــر زمــان عــاش فيــه اإلنســان وســط الــدخان كمــا‬
‫يعيشه في عصرنا هذا ؟ فالمدن العالمية الكبرى مـثال كلهـا يغشـاها حجـاب‬
‫من الـدخان نظـ ار لكثـرة التلـوث النـاجم عـن تفـاقم الصـناعة وكثـرة السـيارات‪.‬‬
‫كمــا أن نطــاق ظــاهرة التــدخين قــد اتســع لدرجــة أن عــدة ق ـوانين ُسـ َّـنت لمنــع‬
‫التدخين في األماكن العامة‪.‬‬

‫الكل يعلـم أن انتشـار الـدخان ‪ ،‬مهمـا كـان نوعـه ‪ ،‬لـه آثـار مضـرة بالصـحة‬
‫العامة (مشاكل في عملية التنفس ‪ ،‬السـرطان‪ .)...‬كمـا ال يخفـى علـى أحـد‬
‫أن النتائج السلبية الناتجة عن التلوث الصناعي والتي تنعكس بصفة بشـعة‬
‫علــى التغييــر المنــاخي فــي المعمــورة قــد بــدأت أضـرارها علــى المــدى القريــب‬
‫تتجلى يوما بعد يوم مهددة مستقبـل الكرة األرضية وبالتالي الحياة عليها‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة الزخرف ‪ ،‬اآلية ‪.61‬‬


‫‪ 2‬رواه مسلم ‪ ،‬باب الفتن وأشراط الساعة‪.‬‬
‫‪314‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫فبعد أن أصبح الدخان آفة ِّ‬


‫وعام َل مـوت وتهديـد للحيـاة نـراه يتطابــق مـع مـا‬
‫َ َ ٌ َ‬
‫ابلٱ أ ٱَّل لٱ ‪ ، 1‬وذلك سواء على المستوى الشخصي‬ ‫وصفه به القرآن ‪  :‬عذ‬

‫نظ ار لعادة التدخين أو على المستوى العام نظ ار للتلـوث الصـناعي الـذي مـا‬
‫لبث يخرب الطبيعة‪.‬‬

‫***‬

‫وم ــن عالم ــات الس ــاعة الـ ـواردة ف ــي األحادي ــث خ ــروج ال ــدجال وه ــو اتب ــاع‬
‫الخ ارفـات والجهــل والكفــر وكـل مــن يســعى إلــى مخادعـة اإلنســان عــن قصــد‬
‫ووع ــي‪ .‬لك ــن ال ــدجالين به ــم َع ـ َـور ال ي ــرون العل ــم إال بع ــين واح ــدة وإن رأوه‬
‫عورونه‪ .‬كمـا أن محـاوالت طمـس كـل سـعي روحـي لإلنسـانية لكـي تنسـيها‬ ‫ُي ِّ‬
‫هللا ‪ ،‬ل ــم يبل ــغ عل ــى م ــدى الت ــاريخ درج ــة أبع ــد مم ــا وص ــل إليه ــا ف ــي ه ــذا‬
‫العصر‪ .‬ولنذكر أن كلمة "المسيح" هي صـيغة فعيـل مـن "مسـح" فالمسيــح‬
‫الــدجال هــو نقــيض المســيح ‪ ‬وبالتــالي هــو نقــيض المســح‪ .‬إنــه يحــافظ‬
‫على قناع الباطل‪.‬‬
‫َ ُ ۡ ُ ُ ي ِه َ ۡ َ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ ۡ َ َ ۡ َ َ َ ِه َ َ ّٗ َ ۡ َ ۡ‬
‫لٱ وّ ُهـ ۡ لٱ ‬‫وبلٱ للٱ يفقهونلٱ بٱهـا‬
‫نسلٱ ّه لٱ قل لٱ ‬ ‫لٱ لۡل ٱنلٱ ول ٱإل ٱ ِۖ‬
‫ريالٱ مٱن ٱ‬ ‫‪ ‬ولقدلٱ ذرأنا ٱ‬
‫لٱ ۡلهن لٱ كث ٱ لٱ ‬
‫ۡ ُ‬ ‫ُ َ َ َ ۡ َۡ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ۡ ُ ي ِه ُ ۡ ُ َ َ َ َ ُ ۡ َ َ ي ِه‬
‫انلٱ للٱ ي َ ۡس َم ُعونلٱ ب ٱ َهالٱ لٱ أ ْو َٰٓلئٱـكلٱ كـٱۡلنع َٰ ٱ لٱ بَـللٱ هـ ۡ لٱ ‬
‫ۡصونلٱ بٱهالٱ وّه لٱ ءاذ لٱ ‬ ‫َّيلٱ للٱ يب ٱ‬
‫أع لٱ ‬

‫‪ 1‬سورة الدخان ‪ ،‬اآلية ‪.11‬‬


‫‪315‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫لٱ ء َاي َٰ ُ ُۢ‬ ‫َۡ ُ‬ ‫َۡ ُ َ‬ ‫َ َ ُّ ُ ْ َ َٰٓ َ ُ‬


‫لٱ ص ُ‬
‫ـدورلٱ ‬ ‫ـت َلٱ ب َنَٰ يلٱ ‬
‫ـتلٱ ف ُ‬ ‫ـو َ‬ ‫لٱ ه َ‬ ‫ُ لٱ للغَٰفلونلٱ ‪179‬لٱ ‪ 1 ‬؛ ‪ ‬بل‬ ‫أضللٱ أولئكلٱ ه‬
‫َ ََ َۡ َ ُ َ َ ه ه ُ َ‬ ‫ه َ ُ ُ ْ ۡ ۡ‬
‫حدلٱ أَ‍ِبيَٰتنالٱ إللٱ للظَٰلمونلٱ ‪.  49‬‬ ‫لٱ ومالٱ َي لٱ ‬ ‫ينلٱ أوتوالٱ للعل‬ ‫لَّل‬
‫‪2‬‬

‫***‬

‫إن بعض سور القرآن تحمل أسماء حيوانات وهي على التوالي ‪:‬‬

‫"البقرة" (السورة ‪ )2‬؛‬ ‫‪.1‬‬


‫"النحل" (السورة ‪ )16‬؛‬ ‫‪.2‬‬
‫"النمـل" (السورة ‪ )27‬؛‬ ‫‪.3‬‬
‫"العنكبـوت" (السورة ‪ )29‬؛‬ ‫‪.4‬‬
‫"الفيل" (السورة ‪ )105‬؛‬ ‫‪.5‬‬
‫"قريش" (السورة ‪.)106‬‬ ‫‪.6‬‬

‫ومجموعها ‪ 6‬سور ؛ والمالحـظ أن السـورة رقـم ‪ 6‬فـي المصـحف هـي سـورة‬


‫"األنعام"‪.‬‬

‫ومــن عالمــات الســاعة أيضــا دابــة تخــرج مــن األرض‪ .‬وقــد ذكرهــا هللا ســبحانه‬
‫َ ََ َ َۡ ُۡ َ َ‬
‫ـوللٱ عل ـ ۡه ۡ لٱ ‬
‫وتعــالى فــي اآليــة ‪ 82‬مــن الســورة ‪( 27‬النمــل) ‪ِ  :‬إَوذالٱ وقــعلٱ للقـ‬
‫َ‬ ‫ُ َ ُُۡ َه ه َ َ ُ ْ َ َ‬ ‫َۡ‬ ‫َ َ ّٗ‬ ‫َ ۡ‬
‫اسلٱ َكنوالٱ أَ‍ِبيَٰت َنالٱ للٱ يُوق ُن لٱ ‬
‫ون ‪. 82‬‬ ‫أخ َم ۡج َنالٱ ۡ ُه ۡ لٱ دٓابه لٱ ةلٱ م َنلٱ لۡلۡرضلٱ لٱ تكلمه لٱ أ لٱ ‬
‫نلٱ لنل‬

‫أول م ــا يالح ــظ هن ــا ه ــو التق ــارب الص ــوتي ب ــين كلم ــة "دابـــة" ف ــي العربي ــة‬
‫ومقابلتها في الفرنسية "ديبات‪ "des bêtes/‬جمع دابة‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة األعراف ‪ ،‬اآلية ‪.179‬‬


‫‪ 2‬سورة العنكبوت ‪ ،‬اآلية ‪.49‬‬
‫‪316‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫والســورة ‪ 27‬تحمــل اســم دابــة صــغيرة هــي "النمــل"‪ .‬وهــذه اللفظــة قريبــة صــوتيا‬
‫مـ ــن لفظـ ــة "‪ "animal‬الفرنسـ ــية التـ ــي تنطـ ــق "أَن َمــــل" والتـ ــي تعنـ ــي "دابـ ــة ‪،‬‬
‫حيـوان"‪ .‬و"النمــل" جمــع "نملــة"‪ .‬ونالحــظ هنــا أن الكلمــة مؤنثــة فهــي تحمــل‬
‫تــاء فــي آخرهــا‪ .‬ومعــروف أن العــرب ال تنطــق هــذه التــاء فــي آخــر الكــالم‪.‬‬
‫فتقول "َن ْمَل ْه" أو "َن ْم َل" بفتح الالم وهو الغالـب فـي النطـق‪ .‬وأقـرب كلمـة فـي‬
‫العربية من هذه الكلمة هي لفظة "نمأل" وهي كلمة تعبر عن مفهـوم الكثـرة‪.‬‬
‫فـورميي) ‪،‬‬
‫وهذا المفهوم يعبر عنه أيضا بالفرنسية بلفظـة "‪ْ ( "fourmiller‬‬
‫وهــي لفظــة مشــتقة مــن كلمــة "‪( ، "fourmi‬فـــورمي) التــي تعنــي "نملـــة"‪.‬‬
‫ ِه‬ ‫ ِه‬ ‫ ِه‬
‫لٱ لّــَيٱِ ٱلٱ ‪‬‬ ‫لٱ لّــَٱ ِنَٰم‬‫والســورة ‪ 27‬مليئــة بــالعلوم الربانيــة وقمتهــا ‪‬لٱ ِمۡسِبلٱ لَّٱ‬

‫الواردة في اآلية ‪.30‬‬

‫إن كلمة "األرض" تقترن بكلمة "دابة" في هاتين اآليتين‪:‬‬


‫َ ََ َ َۡ ُۡ‬
‫ـوللٱ ‬ ‫من السورة ‪( 27‬النمل) قولـه تعـالى ‪ِ  :‬إَوذالٱ وقـعلٱ للق‬ ‫‪ ‬في اآلية ‪82‬‬
‫َ‬ ‫ُ َ ُ ُ ۡ َ ِه ِه َ َ ُ ْ َ‬ ‫ۡ َ ِه ّٗ َ ۡ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ۡ‬ ‫ََ‬
‫ـاسلٱ َكنـوالٱ أَ‍ِيَٰت ٱ َنـالٱ للٱ ‬ ‫نلٱ لنل‬ ‫ٱـنلٱ لۡل ٱ لٱ ‬
‫ۡرضلٱ تكل ٱمهـ لٱ أ لٱ ‬ ‫ـةلٱ م‬
‫لٱ دٓاب لٱ ‬ ‫عل ِۡ ٱه ۡ لٱ أخ ََ ۡج َنالٱ ّ ُه‬
‫َ‬
‫ونلٱ ‪  82‬؛‬ ‫يُوق ُٱن لٱ ‬

‫َ َ ِه َ َ ۡ َ َ َ ۡ ۡ َ ۡ َ‬
‫ت َ‬
‫لٱ مـالٱ ‬ ‫‪ ‬وفي اآلية ‪ 14‬من السورة ‪( 34‬سبأ) ‪  :‬فلمالٱ قضِنالٱ علِـهٱلٱ لّمـو‬
‫ۡ َ ِه‬ ‫ك ُللٱ م َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ ِه َ ِه ُ ۡ َ ٱ َ ۡ ُ‬ ‫َدّ ِه ُه ۡ َ َ َٰ‬
‫لٱ لَع َ‬
‫لٱ لۡل ُّنلٱ أنلٱ ل ۡولٱ ‬
‫ت ٱ‬ ‫ٱنسأتهۥلٱ فل ِهمالٱ خ ِهَلٱ تب ِهِن ٱ‬ ‫لٱ م ۡوتٱهٱۦلٱ إٱللٱ دٓابةلٱ لۡل لٱ ‬
‫ۡرضلٱ تأ‬
‫ۡ‬ ‫َ ُ ْ ََُۡ َ َۡۡ َ َ َ ُ ْ َۡ َ‬
‫َّي ‪. 14‬‬ ‫ابلٱ لّ ُم ٱه ٱلٱ ‬
‫لٱ فلٱ للعذ ٱ‬‫َكنوالٱ يعلمونلٱ للغِبلٱ مالٱ ۡلٱثوا ٱ‬

‫‪317‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫هذه اآلية التي جاء فيها ذكـر دابـة األرض تـذكر مـوت سـليمان ‪ ، ‬فـي‬
‫َ ِه َٰٓ َ‬
‫َّتلٱ إٱذالٱ ‬ ‫حين أن النمل في السورة ‪ 27‬جاء ذكره متصال بسـليمان ‪  : ‬ي‬
‫َ َ ۡ ََۡ ي َ َ‬ ‫َأتَـ ۡ‬
‫ُ َ‬
‫ســك َٱنك ۡ لٱ للٱ ‬ ‫لد ُخلُــوا ْ َ‬
‫لٱ م َ َٰ‬ ‫ ِه ۡ ُ ۡ‬
‫يأ ُّي َهــالٱ لنلمـ لٱ ‬
‫ـللٱ ‬ ‫ـةلٱ َٰٓ‬ ‫لٱ وادٱلٱ لنل ِه ۡمـ ٱلٱ ‬
‫ـللٱ قالــتلٱ نملـ لٱ ‬ ‫ـوا ْ َ َ َٰ‬
‫لٱ لَع َ‬
‫َ ۡ َ ِه ُ ۡ ُ َ ۡ َ َٰ ُ َ ُ ُ ُ ُ َ ُ ۡ َ َ ۡ ُ َ‬
‫ون ‪  18‬نالحـظ هنـا أن النملـة‬ ‫ـع َُ لٱ ‬ ‫ُي ٱطمنك لٱ سلِمنلٱ وجنودهۥلٱ وهـ لٱ للٱ يش‬
‫تتكلم والدابة تتكلم‪ 1‬والهدهد يتكلم‪ ، 2‬كالجان الذي يتكلم هو اآلخر‪.3‬‬

‫وكلمة "الجا " يقابلها صـوتيا فـي الفرنسـية كلمـة "‪/gènes‬جـا " التـي تعنـي‬
‫َ َ‬
‫"الجينات"‪ .‬فالقرآن يتحدث عن أصل الجان وذلك فـي قولـه تعـالى‪  :‬خل َقلٱ ‬
‫ ِه‬
‫لٱ مارٱج ٱ‬
‫لٱ منلٱ نارلٱ ‪.4 15‬‬ ‫ٱل َف ِهخارلٱ ‪14‬لٱ َو َخلَ َق ۡ َ‬
‫لٱ لۡلا ِهنلٱ ٱمن ِه‬ ‫َ ۡ َ َٰ َ ۡ‬
‫لٱ ك‬ ‫ل‬‫ص‬‫ل‬ ‫لٱ ص‬‫ن‬‫م‬‫ٱ‬ ‫لٱ ‬ ‫نس َ‬
‫ن‬ ‫َٰ‬ ‫ۡ َ‬
‫لإل‬
‫ٱ‬ ‫ٱ‬

‫وف ــي الفرنسيـ ـ ـة ف ــإن الك ـل ـمـ ـ ــة الت ــي تـعـب ـ ـر ع ـ ـن "الـجـيـن ـ ـ ـات" (‪/gènes‬جــــا )‬
‫أصــلها كلمــة (‪/géhenne‬جهــا )‪ .‬وهــذه الكلمــة تعنــي "جهــنم" أي النــار وهــذا‬
‫نلٱ ٱمن ِه‬ ‫َ َ َ َ ۡ َ ِه‬
‫لٱ منلٱ ‬ ‫لٱ مارٱج ٱ‬ ‫لۡلا لٱ ‬ ‫يتطابق مع جبلة الجان بما أنهم خلقوا من نار‪  :‬وخلقلٱ ‬
‫ ِه‬
‫نار ‪ . 15‬وعلـم الجينـات يخبرنـا بـأن الجينـات مسـؤولة عـن أعـراض مرضـية‬
‫َ‬ ‫َ َ ۡ َ َ ۡ ُ ُ ُ ۡ َ ّٗ َ َ ۡ َ َ ۡ‬
‫ـنلٱ قـ ٱلٱ دلٱ ‬
‫ٱ‬ ‫لٱ لۡل‬
‫ٱ‬ ‫ٱِعالٱ يَٰمعۡش‬ ‫مختلفـة‪ .‬ومنهـا يتناسـل اإلنسـان ‪  :‬ويوملٱ ُيۡشه لٱ ج لٱ ‬

‫‪ 1‬سورة النمل ‪ ،‬اآلية ‪.82‬‬


‫‪ 2‬سورة النمل ‪ ،‬اآلية ‪.22‬‬
‫‪ 3‬سورة النمل ‪ ،‬اآلية ‪.39‬‬
‫‪ 4‬سورة الرحمن ‪ ،‬اآلية ‪.15-14‬‬
‫‪318‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ َ ُۡ َ ه ي‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ َ ۡ َُۡ‬


‫َثت لٱ م َنلٱ لإلنسِۖلٱ (…) ‪ِ )…(  ، 1 128‬إَوذلٱ أنـت لٱ أجن لٱ ‬
‫ـةلٱ فلٱ بطـونلٱ ‬ ‫لستك‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أ هم َهَٰتك ۡ لٱ (…) ‪.2 32‬‬

‫زيادة على هذا فإن علم الجينات وعلماء الجينات مـن الظـواهر التـي ارجـت‬
‫فــي القــرن العش ـرين‪ .‬وفــي القــرن العش ـرين علــى وجــه التحديــد اعتبــر بعــض‬
‫العلم ــاء المس ــلمين أن الج ــن ‪ ،‬وه ــي كائنـ ــات غي ــر مرئي ــة للع ــين المجـ ــردة‬
‫المذكورة في القرآن‪ ،‬يمكن أن تتوافق أيضا مع الكائنات الحية الدقيقـة التـي‬
‫يذكرها العلم الحديث وهللا أعلم‪.‬‬

‫إن العالقــة اللفظيــة والمعنويــة بــين اللغتــين العربيــة والفرنســية تتجســد فيمــا‬
‫"جنــاز‪ "genèse/‬؛‬ ‫يخــص كلمــة "جهــنم" و "جهــان‪ "géhenne/‬؛ "جَّنــة" و ِّ‬
‫َ‬
‫"جينوتيـ ـ ــب‪ "génotype/‬؛ ِّ‬
‫"الجَّنـ ـ ــة"‬ ‫"الجـ ـ ــان" و ""جـ ـ ــان‪ "gène/‬؛ "أجنـ ـ ــة" و ِّ‬
‫و"تر ِّ‬
‫انسجناز‪ "transgénèse /‬؛ "مجنـون" و "ترانسـجينيك‪"transgénique /‬‬
‫فهي كلها كلمات وعوامل مشتركة في كونها خفية للعين المجردة‪.‬‬
‫ه‬ ‫َ ۡ َ‬ ‫ه َ َ َ َۡ‬ ‫َ ۡ‬ ‫ه‬
‫ۡ‬ ‫َٰ‬
‫جاء في السورة ‪( 2‬البقرة) ‪  :‬إنلٱ فلٱ خلقلٱ لۡسمَٰوَٰتلٱ ولۡلۡرضلٱ ولختلفلٱ لَّلللٱ ‬
‫نـز َل ه ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َۡ ۡ َ َ َ‬ ‫َ هَ َ ُۡ ۡ ه َۡ‬
‫لٱ لَّلٱ م َ‬
‫ـنلٱ ‬ ‫لٱ و َمـالٱ أ َ‬ ‫ـعلٱ لنلهـاس‬ ‫نف ُ‬ ‫لٱ وللفلكلٱ للَّتلٱ َتميلٱ فلٱ لۡلحملٱ بمـالٱ ي‬ ‫ولنلهار‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َۡ َ َۡ َ َۡ َ َ ه‬ ‫ه ََ‬
‫لٱ و َبثلٱ ف َهالٱ منلٱ كلٱ دٓابهةلٱ لٱ َوت ۡۡصيفلٱ ‬ ‫لٱ ماءلٱ لٱ فأ ۡ َالٱ بهلٱ لۡلۡرضلٱ بعدلٱ موتها‬ ‫لۡ هس َماءلٱ من‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُۡ َ ه ََۡ ه َ َ َۡ‬ ‫لۡم َيَٰح َ‬
‫ون ‪ 164‬‬ ‫لٱ ولۡلۡرضلٱ ٓأَليَٰتلٱ لٱ لق ۡوملٱ لٱ َي ۡعقل لٱ ‬ ‫حابلٱ لۡمسخملٱ بّيلٱ لۡسماء‬ ‫لۡس َ‬‫لٱ و ه‬

‫***‬

‫‪ 1‬سورة األنعام ‪ ،‬اآلية ‪.128‬‬


‫سورة النجم ‪ ،‬اآلية ‪.32‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪319‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫إن اآلية‪ 1‬التي تذكر لنا مـوت سـليمان ‪ ‬تقـع بسـورة اسـمها "سـبأ"‪ .‬وسـبأ‬
‫هذه هي بلدة الملكة التي كانت تحكم قومها وقد أخبر الهدهـد سـليمان ‪‬‬
‫بخبرهــا وقصــتها ترويهــا الســورة ‪( 27‬النمــل)‪ .‬كمــا أن قصــة ســليمان ‪، ‬‬
‫وهو صاحب ملك شرعي باسم هللا الرحمن الرحيم‪ ، 2‬موازية لقصة الملكـة التـي‬
‫كانت على ملك سبأ ‪ "S a b a " ،‬بالفرنسية‪.‬‬

‫وهذه اللفظة كأنما توحي إلى عبـارة "‪ /ci-bas‬سب" والتـي تعنـي "األدنـى"‬
‫والمقصــود بهــا عــادة "الحيــاة الــدنيا" بالفرنســية‪ .‬وملكــة ســبأ بهــذا المعنــى‬
‫ترمز إلـى ملـك هـذه الـدنيا ‪ ،‬وهـي التـي تسـجد وقومهــا للشـمس مـن فـوقهم‬
‫َ َ ُّ َ َ َ ۡ َ َ َ ۡـ ُ َ‬
‫ج ُدونلٱ ‬ ‫كاألرض التـي تدور حولها في هذه الدنيا ‪  :‬وجدتهالٱ وقومهالٱ يس‬
‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫ۡلٱ لش ۡمسلٱ منلٱ دونلٱ لَّلٱ (…) ‪.3 24‬‬

‫***‬

‫ف ـ ــي اآلي ـ ـ ـة ‪ 17‬م ـ ــن الس ـ ـ ـورة ‪( 18‬الكهـــــــ ) ذك ـ ـ ـ ـرت الش ـمـ ـ ـ ـ ـس مـقـتـرن ـ ـ ـ ـة‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ه ۡ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫لٱ طل َعتلٱ تـ َ َٰ َو ُرلٱ عـنلٱ ك ۡهفهـ ۡلٱ لٱ ذاتلٱ لٱ ‬ ‫سلٱ إذا‬ ‫بأصـح ـ ــاب الكهـ ــف ‪َ  :‬وت َمىلٱ لۡشم لٱ ‬
‫ۡ َ َ‬ ‫ۡ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫هۡ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ۡ‬
‫لٱ ءايَٰـتلٱ ‬ ‫لَّلَمَّيلٱ لٱ ِإَوذالٱ غ َم َبتلٱ تقمض ُه ۡ لٱ ذاتلٱ لۡش َماللٱ لٱ َوه ۡ لٱ فلٱ ف ۡج َوةلٱ لٱ من ُهلٱ ذَٰۡكلٱ مـن‬
‫ه َ َ ۡ ه ُ َ ُ َ ۡ ُ ۡ َ َ َ ُ ۡ ۡ َ َ َ َ َ ُ َ ّٗ ُّ ّٗ‬
‫لٱ م ۡمش لٱ دا ‪. 17‬‬ ‫َّلا‬
‫لَّيلٱ منلٱ يهدلٱ لَّلٱ فهولٱ لۡمهتدِۖلٱ ومنلٱ يضلللٱ فلنلٱ َتدلٱ َّلۥلٱ و لٱ ‬

‫فلــو قلبنــا العــدد ‪ 18‬يصــبح ‪ .81‬والســورة ‪ 81‬اســمها "التكويـــر" وذلــك إشــارة‬


‫إلى الشمس في آخر زمان الجاهلية كعالمة من عالمات الساعة ‪:‬‬

‫‪ 1‬سورة سبأ ‪ ،‬اآلية ‪.14‬‬


‫‪ 2‬سورة النمل ‪ ،‬اآلية ‪.30‬‬
‫‪ 3‬سورة النمل ‪ ،‬اآلية ‪.24‬‬
‫‪320‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫َ َ ۡ َ ۡ ي ِه َ ۡ َ َ ۡ‬ ‫ُ ۡ‬ ‫َ ِه‬
‫‪ ‬إٱذالٱ لّش ۡم ُسلٱ كوٱ َر لٱ ‬
‫تلٱ ‪ )…( 1‬عل ٱمتلٱ نفسلٱ مالٱ أيۡضتلٱ ‪. 14‬‬

‫ولــو قلبنــا العــدد ‪ 19‬يصــبح ‪ .91‬والســورة التــي تحمــل هــذا الـرقم فــي الق ـرآن‬
‫هي سورة "الشمس"‪.‬‬

‫فــي الحــديث المــذكور أعــاله حــول قيــام الســاعة ‪" :‬إنهــا لــن تقــوم حتــى تــرون‬
‫(…) وطلوع الشمس من مغربهـا ونـزول عيسـى بـن مـريم ‪ ، 1")…( ‬جـاء‬
‫"طلــوع الشــمس مــن مغربهــا" كعالمــة تنبــئ بــآخر زمــان الجاهليــة‪ .‬ومنــذ القــرن‬
‫العش ـرين أصــبحت المعمــورة كلهــا "مسـ ِّ‬
‫ـتغربة" تــأث ار بالحضــارة الغربيــة‪ .‬فالشــمس‬
‫ترمز إلى النور وهو يرمز إلى العلم والمعرفـة اللـذين يتجسـدا فـي التقـدم العلمـي‬
‫والتكنولوجي الغربي المنتشر في أقطار العالم‪.‬‬

‫إن العربية والعبرية تكتبـان من اليمين إلى الشمال‪ .‬أما اللغات الغربية فتبدأ‬
‫مــن الشــمال نحــو اليمــين‪ .‬والشــرق هــو منبــت الحضــارة اإلنســانية ‪ ،‬لكنهــا‬
‫نض ــجت وتط ــورت ف ــي الغ ــرب وه ــي في ــه تكتم ــل إيجابي ــا أو س ــلبيا عالمي ــا‬
‫ونتمنى أن يكون ذلك إيجابيا ‪ ،‬إن شاء هللا‪.‬‬

‫فــي اللغ ـ ـة الفرنسيــــة يكتــب ويق ـ أر العــدد ‪ 80‬وينطــق ‪/ quatre-vingt" :‬‬


‫كــاتر فــا " أي عكــس مــا يكتــب وينطــق بــه العــدد ‪/ vingt-quatre" 24‬‬
‫فا كاتر‪ ."24 /‬فحين ننطـق بالعـدد ‪ 80‬نقـول ‪ / quatre-vingt" :‬كــاتر‬
‫(‪ )4‬فــا (‪ ")20‬بمعنــى ‪ .80 = 20 × 4‬ف ـإذا جمـعـن ـا "‪ / quatre‬كـــــاتر"‬
‫أي ‪ 4‬و "‪ / vingt‬فــــــا " أي ‪ 20‬نحص ـ ــل علــ ــى ‪.)24 = 20 + 4( 24‬‬

‫‪ 1‬رواه مسلم ‪ ،‬باب الفتن وأشراط الساعة‪.‬‬


‫‪321‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬علم للساعة‬

‫والعــدد ‪ 24‬هــو رقــم ســورة "النــور" فــي المصــحف ‪ ،‬وفــي الوقــت نفســه رقــم‬
‫سورة "عبس" في التنزيل‪.‬‬

‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫اسم السور‬

‫‪24‬‬ ‫‪80‬‬ ‫عبس‬

‫كمــا نالحــظ أن العـدد ‪ 80‬ورد مـرة واحــدة فــي القـرآن كلــه وذلــك فــي الســورة‬
‫‪( 24‬النور) ‪ ،‬اآلية ‪ .4‬ومن بين األعداد الثالثـين (‪ )30‬المختلفـة المـذكورة‬
‫في القرآن فإن العدد ‪ 80‬جاء في المرتبة ‪ 24‬في ترتيب المصحف‪.‬‬

‫الترتيب اليي وردت عليه جميع األعداد المختلفة حسب المصح‬


‫‪3 000‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1 000‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪2 000‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5 000‬‬

‫‪19‬‬ ‫‪50 000‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪100 000‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬

‫***‬

‫إن ُكالًّ من اليهود والمسيحيين والمسلمين يتفق على أن السيد المسـيح ‪‬‬
‫آت كالسـارق ‪،‬‬ ‫يأتي على حين غفلة‪ .‬وقد جاء في العهد الجديد ‪" :‬هاء نذا ٍ‬
‫َ‬
‫فطوبى للذي يسهر ويحفظ ثيابه لئال يسير عريانا فتـرى عورتـه" ‪ .‬ومـن ُس َـنن‬
‫‪1‬‬

‫‪ 1‬العهد الجديد ‪ ،‬الرؤيا ‪.15 : 16 ،‬‬


‫‪322‬‬
‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطــاء‬

‫اليهـود أن " (‪ )...‬المســيح يوجــد بـأبواب رومــا (‪ .1")...‬لقــد رأينـا العالقــة بــين‬
‫العددين ‪ .30/19‬فإن كانت السورة ‪ 19‬هي سورة "مريم" ‪ ،‬فـإن السـورة ‪30‬‬
‫هي سورة "الروم"‪ .2‬إن قصة عيسى ‪ ‬مرتبطة بـالروم ‪ :‬ففلسـطين كانـت‬
‫تحــت حكــم الــروم حــين أرســل للم ـرة األولــى‪ .‬أمــا اليــوم ‪ ،‬وبعــد مــا يقــارب‬
‫‪ 2000‬سنة ‪ ،‬فإن كلمة "روما" تُسمى بها أهم كنيسة مسيحية وهي الكنيسة‬
‫الكاثوليكيــة الرومانيــة‪ .‬ثــم إن رومــا أو أب ـواب رومــا موجــودة جغرافيــا بأوربــا‬
‫الغربية‪.‬‬

‫***‬

‫لٱ وّ َ ۡ لٱ يُ َ ۡ‬
‫وَللٱ ‬ ‫ِل َ‬ ‫لٱ لّص َم ُد لٱ ‪ 2‬لٱ ّ َ ۡ لٱ يَ ٱ ۡ‬ ‫لٱ لَّ لٱ أ َ َي ٌد لٱ ‪ 1‬لٱ ِه ُ‬
‫لَّ ِه‬ ‫ُۡ ُ‬
‫لٱ ه َو ِه ُ‬ ‫ ِه‬
‫ٱ ِنَٰملٱ لَّيٱِ ٱلٱ ‪ .‬لٱ قل‬
‫ ِه‬
‫ِمۡسِبلٱ لَّٱ ِه‬
‫لٱ لَّ‬ ‫‪‬‬
‫ ِه‬ ‫ُ‬ ‫ُ ۡ َ َ َ ۡ ُ ِه َ ۡ ُ َ‬ ‫َ َ ۡ َ ُ ِه ُ ُ ُ ً َ َ ُ‬
‫ون لٱ لَّٱلٱ ‬ ‫‪ 3‬لٱ وّ لٱ يكن لٱ َّلۥلٱ كفوالٱ أيد ُۢ لٱ ‪ 4‬لٱ ‪ ‬لٱ ‪ .‬لٱ ‪ ‬قل لٱ أرءيت لٱ مالٱ تدعون لٱ مٱنلٱ د ٱ‬
‫‪3‬‬

‫كتَٰب ٱ‬
‫َ‬ ‫ ِه َ َٰ َ َٰ ۡ‬
‫لٱ لئ ُ‬ ‫َ َ َ َُ ْ َ ۡ َ ٱ َۡ َُ ۡ ۡ ي‬ ‫أَ ُ‬
‫لٱ منلٱ ‬ ‫وي لٱ ب ٱ ٱ‬ ‫ٱ‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ِۖ‬ ‫ٱ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫لٱ لّس‬ ‫لٱ ف‬
‫ٱ‬ ‫ك‬ ‫لٱ َش‬‫ٱ‬ ‫ه‬‫لٱ ّ‬ ‫م‬ ‫لٱ أ‬ ‫ۡرض‬ ‫لٱ لۡل‬ ‫ٱن‬ ‫م‬ ‫لٱ ‬ ‫وا‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫الٱ خ‬ ‫اذ‬ ‫لٱ م‬ ‫وي‬
‫ٱ‬ ‫ر‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ٱَّيلٱ ‪.4  4‬‬ ‫لٱ ص َٰ ٱدق َلٱ ‬
‫نت ۡ لٱ ‬ ‫ق ۡب ٱللٱ هَٰذالٱ أ ۡولٱ أث َٰ ََةلٱ م ۡٱنلٱ عٱل ٍملٱ إٱنلٱ ك‬

‫‪ 1‬التلموذ ‪ ،‬الساندران ‪.98 ،‬‬


‫‪ 2‬وكلمة "الروم" تجاوزا تعني الغرب بصفة عامة وهللا أعلم‪.‬‬
‫‪ 3‬سورة اإلخالص ‪ ،‬اآلية ‪.4-1‬‬
‫‪ 4‬سورة األحقاف ‪ ،‬اآلية ‪.4‬‬
‫‪323‬‬
‫الخــــاتـمـــــــــــــــــــــــــة‬

‫ۡ َ ۡ َ ِه‬ ‫َ ۡ َ َ ۡ َ َ َٰ َ ۡ ُ ۡ َ َ َ َ َٰ َ ِه َ َ َ‬
‫ـِةٱلٱ لَّٱلٱ ‬ ‫لٱ م َت َصد ّٗٱًعلٱ مٱـنلٱ خش‬‫لٱ خ َٰ ّٗعا ُّ‬
‫لٱ ج َبللٱ ل ََأ ۡيت ُهۥ شٱ‬ ‫‪ ‬لٱ ّولٱ أنزنلالٱ هذالٱ للقَءانلٱ لَع‬
‫ُ َ ِه ُ ِه َ َ َ ِه‬
‫ـهلٱ إٱللٱ ‬ ‫لٱ لَّليلٱ للٱ إٱل َٰ‬
‫ونلٱ ‪21‬لٱ هـولٱ لَّ ٱ‬
‫َ ِه َ‬ ‫َ ِه‬
‫اسلٱ ل َعل ُه ۡ َلٱ ي َتفك َُ لٱ ‬ ‫ٱلن ٱ‬ ‫لٱ لۡلَ ۡم َثَٰ ُللٱ نَ ۡۡض ُب َهالٱ ّ ِه‬
‫َ ۡ َ ۡ‬
‫وت ٱلك‬
‫ٱ‬
‫ُ َ ِه ُ ِه َ َ َٰ َ ِه ُ‬ ‫لٱ لَّ ۡي َم َٰ ُن ِه‬ ‫ُ َ َ َٰ ُ ۡ َ ۡ َ ِه َ َٰ َ ٱ ُ‬
‫لٱ ه َ‬
‫ـولٱ ‬ ‫لٱ لَّيٱِ ُ لٱ ‪22‬لٱ هولٱ لَّ ٱ‬
‫لٱ لَّليلٱ للٱ إٱلهلٱ إٱل‬ ‫لٱ ه َو ِه‬ ‫بلٱ ولّشهدةِۖ‬ ‫هولٱ عل ٱ لٱ للغِ ٱ‬
‫ ِه‬ ‫ـب َ‬ ‫لٱ س ۡ‬
‫ـب ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ ِه َ َٰ ُ ۡ ُ ۡ ُ ۡ ُ َ ۡ ُ ۡ َ ُ ۡ َ ِه ُ ۡ ُ َ َ‬ ‫َۡ ُ ۡ‬
‫لٱ لل ُق ُّد ُ‬
‫حَٰ َنلٱ لَّٱلٱ ‬ ‫لٱ لۡلبارلٱ لّمت ٱ‬ ‫وسلٱ لّسل لٱ لّمؤمٱنلٱ لّمهِ ٱمنلٱ للعزٱيز‬ ‫لّمل ٱك‬
‫َ‬
‫ـنىلٱ ي ُ َسـب ٱ ُحلٱ ‬ ‫لٱ لۡل ۡس َما ُء ۡ ُ‬
‫لٱ لۡل ۡس َ َٰ‬
‫ُ َ ِه ُ ۡ َ ُ ۡ َ ُ ۡ ُ َ ُ َ ُ ۡ‬
‫لٱ لۡلارٱئلٱ لّمصوٱرلٱ َّل‬ ‫ۡشكونلٱ ‪23‬لٱ هولٱ لَّلٱ للخَٰل ٱق لٱ ‬
‫َ ِه ُ ۡ ُ َ‬
‫عمالٱ ي ٱ‬
‫ ِه َ َ َ ۡ َ‬
‫لٱ لۡلكٱِ ُلٱ لٱ ‪.1 24‬‬ ‫يز ۡ َ‬ ‫ََُ ۡ‬
‫لٱ لل َعز ُ‬ ‫و‬ ‫ه‬‫لٱ و‬ ‫ۡرض‬
‫ِۖ‬ ‫ٱ‬ ‫لۡل‬ ‫لٱ و‬ ‫ت‬
‫ٱ‬ ‫َٰ‬ ‫و‬ ‫َٰ‬ ‫م‬ ‫لٱ لّس‬ ‫لٱ ف‬
‫ٱ‬ ‫ا‬ ‫َ َُّلۥ َ‬
‫لٱ م‬
‫ٱ‬

‫في نهاية هذا الجزء األول "علم للساعة" من كتاب "طلوع الشمس من مغربهـا"‬
‫يمكننــا القــول بــأن مجــيء المســيح ‪ ، ‬المهــدي ‪ ‬ممكــن بــل ومحتمــل‪.‬‬
‫ولكــن يمكننــا أيضــا أن نقــول بــأن األمــر هــو مجــرد مجــاز وأن ـه متصــل بــالفترة‬
‫المهدوية التي تأتي في ساعتها من الغرب في زمن تعد فيه النسانية جمعاء‬
‫الشهور والسنين بالتاريخ الميالدي أي تاريخ ميالد السيد المسيح ‪.‬‬

‫سورة الحشر ‪ ،‬اآلية ‪24-21‬‬ ‫‪1‬‬


‫طلـوع الشمـس من مغربهـا‬

‫إن بعض ــا م ــن اليه ــود والنص ــارى ل ــن يرض ــى ب ــأن يك ــون اإلع ــالن العلم ــي ‪،‬‬
‫المثبــت قطعيــا ‪ ،‬عــن قــدوم الســيد المســيح ‪ ، ‬نابعــا مــن القـرآن ولــيس مــن‬
‫إحــدى كتــبهم‪ .‬لكــن مــع هــذا لــو اعترف ـوا بــالحق لمــا جــاءهم فــإن إيمــانهم لــن‬
‫يذهب هباء منثو ار بما أنهم أكثر األمـم تفصـيال لظـاهرة انتظـار مجـيء السـيد‬
‫المسيح ‪ ‬وإيمانا يقينيا بمجيئـه‪ .‬فهـذه الفتـرة هـي اليـوم "علـم للسـاعة" أكثـر‬
‫مما مضى ‪ ،‬إنها ساعة آخـر زمـان الجاهليـة ‪ ،‬سـاعة إيقـاظ الضـمائر الحيـة ‪،‬‬
‫ساعة القيامة وساعة الحق ‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫إن ـ ــه لم ـ ــن الس ـ ــهل عل ـ ــى الباح ـ ــث والق ـ ــارئ أن ي ـ ــتفهم أن ك ـ ــل األعم ـ ــال‬
‫المطروحة هنا ما هي إال الجزء الظاهر من جبل ثلجـي عـائم مـن العلـم‬
‫َۡ‬ ‫َ َ ۡ َ ِه‬
‫ۡرضلٱ ‬ ‫ـولٱ أن َمـا ٱلٱ فلٱ لۡل ٱ‬ ‫وأن هذا العلم ال حد له كما تقـول اآليـة الكريمـة ‪  :‬لٱ وّ‬
‫َ ۡ َ ُ َ ۡ ُ ِه َ َ ۡ َ َ َٰ ُ ِه‬
‫لٱ لَّٱلٱ إ ِهن ِه َ‬ ‫ج ََةلٱ أَ ۡق َل َٰ يلٱ لٱ َو ۡلۡلَ ۡح َُ َلٱ ي ُم ُّدهُۥلٱ ٱم ُۢن َلٱ ب ۡ‬‫َ َ‬
‫لٱ لَّلٱ ‬ ‫ٱ‬ ‫ـت‬ ‫ٱم‬ ‫لٱ ُك‬‫ت‬ ‫د‬‫ف‬
‫ٱ‬ ‫لٱ ن‬‫ا‬‫م‬‫لٱ ‬‫َ‬
‫لٱ ‬ ‫ِب‬‫لٱ أ‬‫ة‬‫ع‬‫ب‬‫لٱ س‬‫ۦ‬‫ٱ‬ ‫ه‬‫د‬‫ٱ‬ ‫ع‬ ‫ٱمنلٱ ش ٍ‬
‫لٱ يكٱِ يلٱ ‪.1 27‬‬ ‫يز َ‬ ‫َعز ٌ‬
‫ٱ‬

‫أعتبر أنني قدمت للباحثين من خالل مجموع دراساتي حول الطابع العلمي‬
‫للقـرآن الكـريم ‪ 2‬جميــع مــا وفقنــي هللا عــز وجــل إليــه مــن النتــائج المطبوعــة‪.‬‬
‫وإني ألضع ثقتي باهلل العلي العظيم متأكـداً بـأن هـذا العلـم الجديـد ُمَق َّـدر لـه‬
‫ف للعالمين‪.‬‬
‫أن ُي ْك َش َ‬

‫‪ 1‬سورة لقمان ‪ ،‬اآلية ‪.27‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Le Soleil se lève à l’Occident en trois tomes (Science pour l’Heure, Le‬‬
‫‪Hasard Programmé et Au cœur du Qorân) incluant schémas, tableaux, index,‬‬
‫‪références et traductions ; éd. SCDOFG, 2016, 2017, 2018.‬‬
‫‪326‬‬
‫الـخ ــاتـ ـم ـ ــة‬

‫َّ‬
‫المنظمــة" ســأتطرق إلــى‬ ‫وفــي الجــزء الثــاني مــن هــذا الكتــاب وهــو "الصــدفة‬
‫الح ــديث ع ــن ع ــدة أنظم ــة ترميزي ــة ف ــي القـ ـرآن الكـ ـريم الترميـ ـز بـ ـالحروف‬
‫والترميز بعد اآلي والرمز المزدوج أي بهما معا‪.‬‬

‫والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫‪327‬‬
‫المــلــحـــقــــــات والجــد ا و ل‬
‫الملح رقم ‪1‬‬

‫الجدول العام للقرآ رقم ‪2‬‬

‫عدد آيات السور بحسب اختالف العد‬

‫الجدول التالي يجمع عدة معطيات عددية في القرآن ‪:‬‬

‫‪ ‬أرقام السور في ترتيب المصحف وترتيب التنزيل‬


‫‪ ‬عدد اآليات في السور بحسب اختالف العد‬

‫‪331‬‬
‫عدد اآليات بحسب اختالف العد‬ ‫عدد اآليات بحسب اختالف العد‬
‫البصري‬ ‫المكي‬ ‫المدني ‪2‬‬ ‫المدني ‪1‬‬ ‫البصري‬ ‫المكي‬ ‫المدني ‪2‬‬ ‫المدني ‪1‬‬
‫الحمصي‬

‫الحمصي‬
‫الدمشقي‬

‫الدمشقي‬
‫الكوفي‬

‫الكوفي‬
‫أيوب يعقوب‬

‫أيوب يعقوب‬
‫أبو جعفر‬

‫أبو جعفر‬

‫أبو جعفر‬

‫أبو جعفر‬
‫الجحدري‬

‫الجحدري‬
‫شيبة‬

‫شيبة‬

‫شيبة‬

‫شيبة‬
‫أسماء السور ‪ 114‬سورة‬ ‫أسماء السور ‪ 114‬سورة‬

‫أُ ّ‬

‫أُ ّ‬
‫زيد‬

‫زيد‬
‫بي‬

‫بي‬
‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22 21‬‬ ‫‪21 21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المجادلة‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الفاتحة‬
‫‪24‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪24 24‬‬ ‫‪24 24‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪59‬‬ ‫الحشر‬ ‫‪285‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪287‬‬ ‫‪287‬‬ ‫‪286‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13 13‬‬ ‫‪13 13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪60‬‬ ‫الممتحنة‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14 14‬‬ ‫‪14 14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪61‬‬ ‫الصف‬
‫ّ‬ ‫‪177‬‬ ‫‪177‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11 11‬‬ ‫‪11 11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪62‬‬ ‫الجمعة‬ ‫‪122‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11 11‬‬ ‫‪11 11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪63‬‬ ‫المنافقون‬ ‫‪166‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪165‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18 18‬‬ ‫‪18 18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪64‬‬ ‫التغابن‬ ‫‪205‬‬ ‫‪205‬‬ ‫‪205‬‬ ‫‪205‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12 12‬‬ ‫‪12 12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪65‬‬ ‫الطالق‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬
‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12 12‬‬ ‫‪12 12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪66‬‬ ‫التحريم‬ ‫‪130‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬
‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪30 31‬‬ ‫‪31 31‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪67‬‬ ‫الملك‬ ‫‪110‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪52 52‬‬ ‫‪52 52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪68‬‬ ‫القلم‬ ‫‪122‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪52‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪52 52‬‬ ‫‪52 52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪69‬‬ ‫الحاقـّة‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬
‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44 44‬‬ ‫‪44 44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪70‬‬ ‫المعارج‬ ‫‪47‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬
‫‪30‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪28 30‬‬ ‫‪30 30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪71‬‬ ‫نوح‬ ‫‪55‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهيم‬
‫‪28‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪28 28‬‬ ‫‪28 28‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪72‬‬ ‫ّ‬
‫الجن‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬
‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪20 19/20 19/20 18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ّ‬
‫المز ّمل‬ ‫‪128‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪16‬‬ ‫النحل‬
‫‪56‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪56 55‬‬ ‫‪55 55‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪74‬‬ ‫المدثر‬ ‫‪110‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬
‫‪40‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪40 39‬‬ ‫‪39 39‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪75‬‬ ‫القيامة‬ ‫‪106‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬
‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪31 31‬‬ ‫‪31 31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪76‬‬ ‫اإلنسان‬ ‫‪98‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫‪50‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪50 50‬‬ ‫‪50 50‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪77‬‬ ‫المرسالت‬ ‫‪139‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬
‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪40 40/41 40/41 40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪78‬‬ ‫النبأ‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬
‫‪45‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪46 45‬‬ ‫‪45 45‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪79‬‬ ‫النازعات‬ ‫‪74‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الح ّج‬
‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪42 42‬‬ ‫‪42 42‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪80‬‬ ‫عبس‬ ‫‪118‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬
‫‪29‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪29 29‬‬ ‫‪29 29‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪81‬‬ ‫التكوير‬ ‫‪63‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬
‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19 19‬‬ ‫‪19 19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪82‬‬ ‫االنفطار‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الفرقان‬
‫‪36‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪36 36‬‬ ‫‪36 36‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪83‬‬ ‫المطفّفين‬ ‫‪227‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬
‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪ 94 94 94‬االنشقاق‬ ‫‪94 93 95 95 95 95 95 95 48‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬
‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪85‬‬ ‫البروج‬ ‫‪88 88 88‬‬ ‫‪88 88 88 88 88 88 88 88 49‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬
‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪ 70 69 69‬الطارق‬ ‫‪69 69 69 69 69 69 69 69 85‬‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬
‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪87‬‬ ‫األعلى‬ ‫‪60 60 60‬‬ ‫‪60 60 59 59 59 59 60 60 84‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬
‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪88‬‬ ‫الغاشية‬ ‫‪34 34 34‬‬ ‫‪34 34 33 33 33 33 33 33 57‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬
‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪89‬‬ ‫الفجر‬ ‫‪30 30 29‬‬ ‫‪29 30 30 30 30 30 30 30 75‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬
‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪90‬‬ ‫البلد‬ ‫‪73 73 73‬‬ ‫‪73 73 73 73 73 73 73 73 90‬‬ ‫‪33‬‬ ‫األحزاب‬
‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪91‬‬ ‫الشمس‬ ‫‪55 55 54‬‬ ‫‪54 54 54 54 54 54 54 54 58‬‬ ‫‪34‬‬ ‫سبأ‬
‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪92‬‬ ‫الليل‬ ‫‪44 46 45‬‬ ‫‪45 45 45 45 46 46 45 45 43‬‬ ‫‪35‬‬ ‫فاطر‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪ 82 82 82‬الضحى‬ ‫‪82 83 82 82 82 82 82 82 41‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬
‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪ 182 182 181‬الشرح‬ ‫‪181 182 182 182 182 181 182 181 56‬‬ ‫‪37‬‬ ‫الصافـّات‬
‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪95‬‬ ‫التين‬ ‫‪86 86 86‬‬ ‫‪85 88 86 86 86 86 86 86 38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬
‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪96‬‬ ‫العلق‬ ‫‪72 73 72‬‬ ‫‪72 75 72 72 72 72 72 72 59‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬
‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪97‬‬ ‫القدر‬ ‫‪84 86 82‬‬ ‫‪82 85 84 84 84 84 84 84 60‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬
‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪98‬‬ ‫البينة‬ ‫‪52 52 52‬‬ ‫‪52 54 53 53 53 53 53 53 61‬‬ ‫‪41‬‬ ‫صلت‬ ‫ف ّ‬
‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪99‬‬ ‫الزلزلة‬ ‫‪53 50 50‬‬ ‫‪50 53 50 50 50 50 50 50 62‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪ 88 88 89‬العاديات‬ ‫‪89 89 89 89 89 89 89 89 63‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬
‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪ 56 56 57‬القارعة‬ ‫‪57 59 56 56 56 56 56 56 64‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬
‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪102‬‬ ‫التكاثر‬ ‫‪36 36 36‬‬ ‫‪36 37 36 36 36 36 36 36 65‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪103‬‬ ‫العصر‬ ‫‪34 34 34‬‬ ‫‪34 35 34 34 34 34 34 34 66‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬
‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪104‬‬ ‫الهمزة‬ ‫‪41 39 40‬‬ ‫‪40 38 39 39 39 39 39 39 95‬‬ ‫‪47‬‬ ‫محمد‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪105‬‬ ‫الفيل‬ ‫‪29 29 29‬‬ ‫‪29 29 29 29 29 29 29 29 111‬‬ ‫‪48‬‬ ‫الفتح‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪106‬‬ ‫قريش‬ ‫‪18 18 18‬‬ ‫‪18 18 18 18 18 18 18 18 106‬‬ ‫‪49‬‬ ‫الحجرات‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪ 45 45 45‬الماعون‬ ‫‪45 45 45 45 45 45 45 45 34‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪108‬‬ ‫الكوثر‬ ‫‪60 60 60‬‬ ‫‪60 60 60 60 60 60 60 60 67‬‬ ‫‪51‬‬ ‫الذاريات‬
‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪ 49 49 48‬الكافرون‬ ‫‪48 49 47 47 47 47 47 47 76‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الطور‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪110‬‬ ‫النصر‬ ‫‪62 61 61‬‬ ‫‪61 62 61 61 61 61 61 61 23‬‬ ‫‪53‬‬ ‫النجم‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪111‬‬ ‫المسد‬ ‫‪55 55 55‬‬ ‫‪55 55 55 55 55 55 55 55 37‬‬ ‫‪54‬‬ ‫القمر‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪ 78 78 76‬اإلخالص‬ ‫‪76 78 77 77 77 77 77 77 97‬‬ ‫‪55‬‬ ‫الرحمن‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪113‬‬ ‫الفلق‬ ‫‪96 99 97‬‬ ‫‪97 96 99 99 99 99 99 99 46‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الواقعة‬
‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪114‬‬ ‫الناس‬ ‫‪28 28 29‬‬ ‫‪29 29 28 28 28 28 28 28 94‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬
‫الملح رقم ‪2‬‬

‫فرائــد البسملــة‬

‫البسملة ‪:‬‬

‫لم ترد عبارة "بسـم ا الـرحمن الـرحيم" فـي بدايـة سـورة كآيـة مفـردة إال مـرة‬
‫واحدة وذلك في السورة ‪( 1‬الفاتحة) ‪ ،‬اآلية ‪.1‬‬

‫إن عبارة "بسم ا الرحمن الرحيم" لم ترد بداخل سورة إال مرة واحـدة وذلـك‬
‫في اآلية ‪ 30‬من السورة ‪( 27‬النمل)‪.‬‬

‫***‬

‫كتابة كلمة "باسم"‬


‫إن كلمــة "باســم" فــي البســملة تكتــب بطريقــة ممي ـزة ألنهــا ال تتضــمن ألفــا ‪:‬‬
‫"بســم" بمــا فــي ذلــك بســملة اآليــة ‪ 30‬مــن الســورة ‪( 27‬النمــل) ‪ .‬وعــدا ذلــك‬
‫فهي تكتب باأللف باستثناء مرة واحدة تكتب فيها بغير ألف وذلك في اآلية‬
‫لٱ و ُم َۡ َسى َٰ َهالٱ إ ِهن َ‬
‫لٱ ر ٱبلٱ ‬
‫ ِه َ ۡ‬
‫لٱ َّم‪ٜ‬رٰ َٰ َها َ‬ ‫لٱ لر َك ُبواْلٱ ف َ‬
‫ٱِهالٱ ِمۡسِبلٱ لَّٱ‬ ‫‪ 41‬من السورة ‪( 11‬هود)‪َ  :‬وقَ َال ۡ‬
‫ٱ‬
‫ََُ‬
‫وريلٱ ِهريٱِ يلٱ ‪. 41‬‬
‫لغف لٱ ‬
‫‪335‬‬
‫لفظ الجاللة "الرحمن"‬
‫إن القرآن مكون مـن ‪ 114‬سـورة‪ .‬كـل سـورة تحمـل اسـما مكتوبـا فـي أولهـا‪.‬‬
‫س ــورة واح ــدة فق ــط ســـميم بلفظ ــة م ــن ألف ــاظ البســـملة‪ .‬إنه ــا الس ــورة ‪: 55‬‬
‫"الرحمن"‪.‬‬

‫لفظ الجاللة "الرحيم"‬

‫إن صــفة "رحيــــم" بهــذه الصــيغة لــم تســتعمل صــفة إلنس ــان إال م ـرة واحــدة‬
‫وذلك في اآليـة ‪ 128‬مـن السـورة ‪( 9‬التوبـة)‪ .‬وقـد اسـتعملت فـي هـذه اآليـة‬
‫صفة للرسول ‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫الملح رقم ‪3‬‬

‫الفرائد القرآنية في الجزء األول‬

‫أنظر‬ ‫ترتيب‬ ‫الفرائد القرآنية في‬


‫رقم اآلية‬ ‫أسماء السور‬
‫صفحة‬ ‫المصحف‬ ‫"طلوع الشمس من مغربها"‬
‫‪187‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫البسملة غير المرئية‬
‫‪188‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫البسملة الفريدة‬
‫‪194‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪74‬‬ ‫المدثر‬ ‫تسعة عشر‬
‫‪206‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬ ‫فريا‬
‫‪207‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪66‬‬ ‫التحريم‬ ‫مريم ابنت عمرن‬
‫زخرفها (في الكالم عن‬
‫‪210‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫آخر زمان الجاهلية)‬
‫‪212‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪61‬‬ ‫الصف‬
‫ّ‬ ‫أحمد‬
‫الساعة (تكليف رسول‬
‫‪213‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬
‫بمهمة خاصة بها)‬
‫يوم القيامة (مقرون‬
‫‪213‬‬ ‫‪159‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫برسول)‬
‫‪223‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪76‬‬ ‫اإلنسان‬ ‫عبوسا‬
‫‪224‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪74‬‬ ‫المدثر‬ ‫بسر‬
‫‪227‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫عزير‬
‫‪231‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫رحيم (صفة للرسول‪)‬‬
‫‪235‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬ ‫الرقيم‬
‫‪246‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬ ‫نقلبهم‬
‫‪254‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬ ‫طئره‬
‫‪259‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬ ‫حجتنا‬
‫‪261‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬ ‫رتقا‬
‫‪337‬‬
‫أنظر‬ ‫ترتيب‬ ‫الفرائد القرآنية في‬
‫رقم اآلية‬ ‫أسماء السور‬
‫صفحة‬ ‫المصحف‬ ‫"طلوع الشمس من مغربها"‬
‫‪261‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬ ‫فتقنهما‬
‫‪262‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪51‬‬ ‫الذاريات‬ ‫موسعون‬
‫‪263‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫بكّة‬
‫‪264‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬ ‫مصلى‬
‫‪266‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫يوم الحج األكبر‬
‫‪273‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪87‬‬ ‫األعلى‬ ‫الجهر وما يخفى‬
‫‪283‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬ ‫أخت هرون‬
‫‪287‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫األعلى (صفة لنبي)‬
‫‪300‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬ ‫موقوتا‬
‫‪309‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬ ‫عيدا‬
‫‪322‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬ ‫ثمنين‬

‫‪338‬‬
‫الملح رقم ‪4‬‬

‫القراءات األربع عشرة‬

‫نكتفي في هذا الجدول بذكر األمصار التي اشتهرت فيها القراءات األربع‬
‫عشرة وأسماء األئمة القراء التي ُرويت عنهم هذه القراءات وراويين لكل‬
‫قارئ‪ .‬أما سند القراءات فيمكن االطالع عليه في كتب علم القراءات‪.‬‬

‫الرواة‬ ‫صاحب القراءة‬ ‫البلد‬


‫ورش‬
‫(توفى ‪ 197‬ه – ‪ 813/812‬م)‬
‫نافع‬ ‫‪1‬‬
‫قالون‬
‫(توفى ‪ 220‬ه‪ 835/834 -‬م)‬ ‫قراءة‬
‫عيسى بن وردان‬ ‫المدينة‬
‫(توفى ‪ 160‬ه‪ 777/776 -‬م)‬ ‫أبو جعفر يزيد‬
‫‪2‬‬
‫سليمان بن جماز‬ ‫بن القعقاع‬
‫(توفى ‪ 170‬ه‪ 787/786 -‬م)‬
‫قنبل‬
‫(توفى ‪ 291‬ه‪ 904/903 -‬م)‬
‫عبد هللا بن كثير‬ ‫‪3‬‬
‫أحمد بن محمد البزي‬ ‫قراءة‬
‫(توفى ‪ 250‬ه‪ 865/864 -‬م)‬ ‫مكة‬
‫أحمد بن محمد البزي‬ ‫محمد بن‬
‫‪4‬‬
‫(توفى ‪ 250‬ه‪ 865/864 -‬م)‬ ‫محيصن‬
‫‪339‬‬
‫الرواة‬ ‫صاحب القراءة‬ ‫البلد‬
‫ابن شنبوذ‬
‫(توفى ‪ 328‬ه‪ 939 -‬م)‬
‫حفص‬
‫(توفى ‪180‬ه‪ 797/796 -‬م)‬ ‫عاصم بن أبي‬
‫‪5‬‬
‫شعبة أبو بكر بن عياش‬ ‫النجود بهدلة‬
‫(توفى ‪ 193‬ه‪ 809/808 -‬م)‬
‫خلف بن هشام البزار‬
‫(توفى ‪ 229‬ه‪ 844/843 -‬م)‬ ‫حمزة بن‬
‫‪6‬‬
‫خالد الصيرفي‬ ‫حبيب الزيات‬
‫(توفى ‪ 220‬ه‪ 835/834 -‬م)‬
‫حفص بن عمر الدوري‬
‫(توفى ‪ 246‬ه‪ 861/860 -‬م)‬ ‫أبو الحسن علي‬ ‫قراءة‬
‫‪7‬‬
‫الليث بن خالد‬ ‫الكسائي‬ ‫الكوفة‬
‫(توفى ‪ 240‬ه‪ 855/854 -‬م)‬
‫إسحاق بن إبراهيم‬
‫(توفى ‪ 286‬ه‪ 899/898 -‬م)‬ ‫خلف بن هشام‬
‫‪8‬‬
‫إدريس الحداد‬ ‫البزار‬
‫(توفى ‪ 292‬ه‪ 905/904 -‬م)‬
‫الشنبوذي‬
‫(توفى ‪ 388‬ه‪ 998/997 -‬م)‬
‫األعمش‬ ‫‪9‬‬
‫المطوعي‬
‫(توفى ‪ 371‬ه‪ 982/981 -‬م)‬
‫‪340‬‬
‫الرواة‬ ‫صاحب القراءة‬ ‫البلد‬
‫حفص بن عمر الدوري‬
‫أبو عمرو بن‬
‫(توفى ‪ 246‬ه‪ 861/860 -‬م)‬
‫العالء التميمي‬ ‫‪10‬‬
‫صالح بن زياد السوسي‬
‫المازني‬
‫(توفى ‪ 261‬ه‪ 875/874 -‬م)‬
‫رويس اللؤلئي‬
‫يعقوب بن‬
‫(توفى ‪ 238‬ه‪ 853/852 -‬م)‬
‫إسحاق‬ ‫‪11‬‬
‫روح بن عبد المؤمن‬
‫الحضرمي‬
‫(توفى ‪ 235‬ه‪ 850/849 -‬م)‬ ‫قراءة‬
‫سليمان بن الحكم‬ ‫البصرة‬
‫(توفى ‪ 235‬ه‪ 850/849 -‬م)‬ ‫يحيى بن‬
‫‪12‬‬
‫أحمد بن فرج‬ ‫المبارك اليزيدي‬
‫(توفى ‪ 303‬ه‪ 916/915 -‬م)‬
‫شجاع البلخي‬
‫(توفى ‪ 190‬ه‪ 806/805 -‬م)‬
‫الحسن البصري‬ ‫‪13‬‬
‫حفص بن عمر الدوري‬
‫(توفى ‪ 246‬ه‪ 861/860 -‬م)‬
‫هشام بن عمار الظفري‬
‫(توفى ‪ 245‬ه‪ 860/859 -‬م)‬ ‫عبد هللا بن‬ ‫قراءة‬
‫‪14‬‬
‫عبد هللا بن ذكوان‬ ‫عامر اليحصبي‬ ‫الشام‬
‫(توفى ‪ 242‬ه‪ 857/856 -‬م)‬

‫‪341‬‬
‫الملح رقم ‪5‬‬
‫لفظ الجاللة "الرحمن" في القرآ (دو بسمالت رؤوس السور)‬

‫رقم اآليات‬ ‫أسماء السور ترتيب المصحف‬


‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الفاتحة‬
‫‪163‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪30‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬
‫‪110‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬
‫‪- 69 - 61 - 58 - 45 - 44 - 26 - 18‬‬
‫‪- 92 - 91 - 88 - 87 - 85 - 78 - 75‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫‪96 - 93‬‬
‫‪109 - 108 - 90 - 5‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬
‫‪112 - 42 - 36 - 26‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬
‫‪63 - (2) 60 – 59 - 26‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الفرقان‬
‫‪5‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬
‫‪1‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬
‫‪52 - 23 - 15 - 11‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬
‫‪2‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬
‫‪81 - 45 - 36 - 33 - 20 - 19 - 17‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬
‫‪33‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬
‫‪1‬‬ ‫‪55‬‬ ‫الرحمن‬
‫‪22‬‬ ‫‪59‬‬ ‫الحشر‬
‫‪29 - 20 - 19 - 3‬‬ ‫‪67‬‬ ‫الملك‬
‫‪38 - 37‬‬ ‫‪78‬‬ ‫النبأ‬
‫‪56‬‬ ‫المجمـوع‬

‫البسملة الفريدة ‪ ،‬الواقعة داخل السورة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪342‬‬
‫الملح رقم ‪6‬‬
‫لفظ الجاللة "رحيم" في القرآ (دو بسمالت رؤوس السور)‬

‫أرقام اآليات‬ ‫أسماء السور ترتيب المصحف‬


‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الفاتحة‬
‫‪- 160 - 143 - 128 - 54 - 37‬‬
‫‪- 199 - 192 - 182 - 173 - 163‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪226 - 218‬‬
‫‪129 - 89 - 31‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫‪- 96 - 64 - 29 - 25 - 23 - 16‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫‪152 - 129 - 110 - 106 - 100‬‬
‫‪98 - 74 - 39 - 34 - 3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪165 - 145 - 54‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪167 - 153‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪70 - 69‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬
‫‪- 104 - 102 - 99 - 91 - 27 - 5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬
‫‪128 - 118 - 117‬‬
‫‪107‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫‪90 - 41‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪98 - 53‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬
‫‪36‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهيم‬
‫‪49‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬
‫‪119 - 115 - 110 - 47 - 18 - 7‬‬ ‫‪16‬‬ ‫النحل‬
‫‪66‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬
‫‪65‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬
‫‪62 - 33 - 22 - 20 - 5‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬
‫‪70 - 6‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الفرقان‬

‫‪343‬‬
‫أرقام اآليات‬ ‫أسماء السور ترتيب المصحف‬
‫‪159- 140 - 122 - 104 - 68 - 9‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬
‫‪217 - 191 - 175 -‬‬
‫‪1‬‬
‫‪30 - 11‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬
‫‪16‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬
‫‪5‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬
‫‪6‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬
‫‪73 - 59 - 50 - 43 - 24 - 5‬‬ ‫‪33‬‬ ‫األحزاب‬
‫‪2‬‬ ‫‪34‬‬ ‫سبأ‬
‫‪58 - 5‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬
‫‪53‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬
‫‪32 - 2‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬
‫‪5‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬
‫‪42‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬
‫‪8‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬
‫‪14‬‬ ‫‪48‬‬ ‫الفتح‬
‫‪14 - 12 - 5‬‬ ‫‪49‬‬ ‫الحجرات‬
‫‪28‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الطور‬
‫‪28 - 9‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬
‫‪12‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المجادلة‬
‫‪22 - 10‬‬ ‫‪59‬‬ ‫الحشر‬
‫‪12 - 7‬‬ ‫‪60‬‬ ‫الممتحنة‬
‫‪14‬‬ ‫‪64‬‬ ‫التغابن‬
‫‪1‬‬ ‫‪66‬‬ ‫التحريم‬
‫‪20‬‬ ‫‪73‬‬ ‫المزمل‬

‫‪114‬‬ ‫المجموع‬

‫البسملة الواقعة داخل السورة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪344‬‬
‫الملح رقم ‪7‬‬

‫اسم "مريم" عليها السالم في القرآ‬

‫ترتيب‬ ‫أسماء‬
‫رقم اآليات‬
‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪- 43 - 42 - 37 - 36‬‬
‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫‪45 - 44‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪171 - 156‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬ ‫مريم‬
‫‪27 - 16‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫‪12‬‬ ‫‪66‬‬ ‫التحريم‬
‫‪45‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫المسيح عيسى‬
‫‪3‬‬
‫‪171 - 157‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬ ‫ابن مريم‬
‫‪253 - 87‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪- 110 - 78 - 46‬‬
‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪116 - 114 - 112‬‬ ‫عيسى ابن‬
‫‪13‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬ ‫مريم‬
‫‪7‬‬ ‫‪33‬‬ ‫األحزاب‬
‫‪27‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬
‫‪14 - 6‬‬ ‫‪61‬‬ ‫الصف‬
‫‪5‬‬ ‫‪75 - 72 - (2) 17‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬ ‫المسيح ابن‬
‫‪31‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫مريم‬
‫‪2‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬
‫ابن مريم‬
‫‪57‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬
‫‪34‬‬ ‫المجموع‬

‫‪345‬‬
‫الملح رقم ‪8‬‬

‫اسم "عيسى" ‪ ‬في القرآ‬

‫رقم اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬


‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪136‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪84 - 59 - 55 - 52‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫‪163‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫‪9‬‬ ‫عيسى‬
‫‪85‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪13‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬
‫‪63‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬
‫‪253 - 87‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪- 110 - 78 - 46‬‬
‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪116 - 114 - 112‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬ ‫عيسى ابن‬
‫مريم‬
‫‪7‬‬ ‫‪33‬‬ ‫األحزاب‬
‫‪27‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬
‫‪14 - 6‬‬ ‫‪61‬‬ ‫الصف‬
‫‪45‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫المسيح‬
‫‪3‬‬ ‫عيسى ابن‬
‫‪171 - 157‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬ ‫مريم‬
‫‪25‬‬ ‫المجموع‬
‫أما كلمة "المسيح" بال لواصق فقد ذكرت ‪ 3‬مرات في القرآن ‪ :‬في سورة‬
‫النساء ‪ ،‬اآلية ‪ 172‬وسورة المائدة ‪ ،‬اآلية ‪ 72‬وسورة التوبة ‪ ،‬اآلية ‪.30‬‬

‫‪346‬‬
‫الملح رقم ‪9‬‬

‫اسم "ءادم" ‪ ‬في القرآ‬

‫رقم اآليات‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫أسماء السور‬


‫‪37 - 35 - 34 - 33 - 31‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪59 - 33‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫‪27‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪- 31 - 27 - 26 - 19 - 11‬‬
‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪172 - 35‬‬
‫‪70 - 61‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬
‫‪50‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬
‫‪58‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫‪- 120 - 117 - 116 - 115‬‬
‫‪20‬‬ ‫طه‬
‫‪121‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬
‫‪25‬‬ ‫المجموع‬

‫‪347‬‬
‫الملح رقم ‪10‬‬
‫كلمة "ساعة" في القرآ‬

‫رقم اآليات‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫أسماء السور‬


‫‪34‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪117‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬
‫‪49 - 45‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫‪8‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪16‬‬ ‫النحل‬ ‫ساعة‬
‫‪55‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬
‫‪30‬‬ ‫‪34‬‬ ‫سبأ‬
‫‪35‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬
‫‪40 - 31‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪187‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪107‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوس‬
‫‪85‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬
‫‪77‬‬ ‫‪16‬‬ ‫النحل‬
‫‪36 - 21‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكه‬
‫‪75‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫‪40‬‬ ‫الساعة‬
‫‪15‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬
‫‪49‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬
‫‪55 - 7 - 1‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬
‫‪)2( 11‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الفرقا‬
‫‪55 - 14 - 12‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬
‫‪34‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقما‬
‫‪)2( 63‬‬ ‫‪33‬‬ ‫األحزاب‬

‫‪348‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪34‬‬ ‫سبأ‬
‫‪59 - 46‬‬ ‫‪40‬‬ ‫افر‬
‫‪50 - 47‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلم‬
‫‪18 - 17‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬
‫‪85 - 66 - 61‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬
‫‪)2( 32 – 27‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬
‫‪18‬‬ ‫‪47‬‬ ‫محمد‬
‫‪)2( 46 – 1‬‬ ‫‪54‬‬ ‫القمر‬
‫‪42‬‬ ‫‪79‬‬ ‫النازعات‬
‫‪48‬‬ ‫المجموع‬

‫‪349‬‬
‫الملح رقم ‪11‬‬

‫عبارة "يوم القيمة" في القرآ‬

‫رقم اآليات‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫أسماء السور‬


‫‪212 - 174 - 113 - 85‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪- 180 - 161 - 77 - 55‬‬
‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫‪194 - 185‬‬
‫‪159 - 141 - 109 - 87‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫‪64 - 36 - 14‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪12‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪172 - 167 - 32‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪93 - 60‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫‪99 - 98 - 60‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪124 - 92 - 27 - 25‬‬ ‫‪16‬‬ ‫النحل‬
‫‪97 - 62 - 58 - 13‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬
‫‪105‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬
‫‪95‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫‪124 - 101 - 100‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬
‫‪47‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬
‫‪69 - 17 - 9‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬
‫‪16‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬
‫‪69‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الفرقان‬
‫‪72 - 71 - 61 - 42 - 41‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬
‫‪25 - 13‬‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬

‫‪350‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬
‫‪14‬‬ ‫‪35‬‬ ‫فاطر‬
‫‪- 47 - 31 - 24 - 15‬‬
‫‪39‬‬ ‫الزمر‬
‫‪67 - 60‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬
‫‪45‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬
‫‪26 - 17‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬
‫‪5‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬
‫‪7‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المجادلة‬
‫‪3‬‬ ‫‪60‬‬ ‫الممتحنة‬
‫‪39‬‬ ‫‪68‬‬ ‫القلم‬
‫‪6-1‬‬ ‫‪75‬‬ ‫القيامة‬
‫‪70‬‬ ‫المجموع‬

‫‪351‬‬
‫الملح رقم ‪12‬‬

‫كلمة "الكه " في القرآ‬

‫ترتيب‬ ‫أسماء‬
‫رقم اآليات‬
‫المصحف‬ ‫السور‬

‫‪4‬‬ ‫‪16 - 11 - 10 - 9‬‬ ‫الكه‬


‫‪18‬‬ ‫الكه‬
‫‪2‬‬ ‫‪25 - 17‬‬ ‫كهفهم‬

‫‪6‬‬ ‫المجموع‬

‫‪352‬‬
‫الملح رقم ‪13‬‬

‫كلمة "ح " في القرآ‬

‫ترتيب‬ ‫أسماء‬
‫رقم اآليات‬
‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪- 109 - 91 - 71 - 61 - )2( 42 – 26‬‬
‫‪- 149 - 147 - 146 - 144 - 121 - 119‬‬
‫‪2‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪1‬‬
‫‪- 241 - 236 - )2( 213 – 180 - 176‬‬
‫‪)2( 282 – 252‬‬
‫‪102 - 86 - )2( 71 – 62 - 60 - 21 - 3‬‬
‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫‪2‬‬
‫‪181 - 154 - 112 - 108 -‬‬
‫‪171 - 170 - 155 - 151 - 122 - 105‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬ ‫‪3‬‬
‫‪116 - 84 - 83 - 77 - )2( 48 – 27‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬ ‫‪4‬‬
‫‪– 91 - )2( 73 – 66 - 62 - 57 - 30 - 5‬‬
‫‪6‬‬ ‫األنعام‬ ‫‪5‬‬
‫‪151- 114 - 93‬‬
‫‪105 – 89 - 53 - )2( 44 – 43 - 33 - 8‬‬
‫‪7‬‬ ‫األعراف‬ ‫‪6‬‬
‫‪181 - 169 - 159 - 146 - 118 -‬‬
‫‪74 - 32 - 8 - 7 - 6 - 5 - 4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬ ‫‪7‬‬
‫‪111 - 48 - 33 - 29‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫‪8‬‬
‫‪– )3( 35 – )2( 32 – 30 - 23 - 5 - 4‬‬
‫‪– 82 - 77 - 76 - 55 - )2( 53 – 36‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬ ‫‪9‬‬
‫‪108 - 103 - 94‬‬
‫‪120 - 79 - 45 - 17‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬ ‫‪10‬‬
‫‪100 - 51‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬ ‫‪11‬‬
‫‪19 - 17 - 14 - 1‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬ ‫‪12‬‬

‫‪353‬‬
‫ترتيب‬ ‫أسماء‬
‫رقم اآليات‬
‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪22 - 19‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهيم‬ ‫‪13‬‬
‫‪85 - 64 - 55 - 8‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬ ‫‪14‬‬
‫‪102 - 38 - 3‬‬ ‫‪16‬‬ ‫النحل‬ ‫‪15‬‬
‫‪)2( 105 – 81 - 33‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬ ‫‪16‬‬
‫‪98 - 56 - 44 - 29 - 21 - 13‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬ ‫‪17‬‬
‫‪34‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬ ‫‪18‬‬
‫‪114‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫‪19‬‬
‫‪112 - 97 - 55 - 24 - 18‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬ ‫‪20‬‬
‫‪78 - 74 - 62 - 54 - 40 - 6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬ ‫‪21‬‬
‫‪116 - 90 - 71 - )2( 70 – 62 - 41‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬ ‫‪22‬‬
‫‪49 - )2( 25‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬ ‫‪23‬‬
‫‪68 - 33 - 26‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الفرقان‬ ‫‪24‬‬
‫‪79‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪25‬‬
‫‪75 - 53 - 48 - 39 - 13 - 3‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬ ‫‪26‬‬
‫‪68 - 44‬‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬ ‫‪27‬‬
‫‪60 - 47 - 8‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪28‬‬
‫‪33 - 30 - 9‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪29‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬ ‫‪30‬‬
‫‪53 - 4‬‬ ‫‪33‬‬ ‫األحزاب‬ ‫‪31‬‬
‫‪49 - 48 - 43 - 26 - 23 - 6‬‬ ‫‪34‬‬ ‫سبأ‬ ‫‪32‬‬
‫‪31 - 24 - 5‬‬ ‫‪35‬‬ ‫فاطر‬ ‫‪33‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪37‬‬ ‫الصافات‬ ‫‪34‬‬
‫‪)2( 84 – 64 - 26 - 22‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪35‬‬
‫‪75 - 69 - 67 - 41 - 5 - 2‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬ ‫‪36‬‬
‫‪78 - 77 - 75 - 55 - 25 - 20 - 5‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪37‬‬
‫‪53 - 15‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬ ‫‪38‬‬

‫‪354‬‬
‫ترتيب‬ ‫أسماء‬
‫رقم اآليات‬
‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪42 - 24 - 18 - 17‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫‪39‬‬
‫‪86 - )2( 78 – 30 - 29‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬ ‫‪40‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪41‬‬
‫‪32 - 29 - 22 - 6‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪42‬‬
‫‪34 - 30 - 20 - 17 - 7 - 3‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬ ‫‪43‬‬
‫‪3-2‬‬ ‫‪47‬‬ ‫محمد‬ ‫‪44‬‬
‫‪28 – 27‬‬ ‫‪48‬‬ ‫الفتح‬ ‫‪45‬‬
‫‪42 - 19 - 5‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬ ‫‪46‬‬
‫‪23 – 19‬‬ ‫‪51‬‬ ‫الذاريات‬ ‫‪47‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪53‬‬ ‫النجم‬ ‫‪48‬‬
‫‪95‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الواقعة‬ ‫‪49‬‬
‫‪27 – 16‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬ ‫‪50‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪60‬‬ ‫الممتحنة‬ ‫‪51‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪61‬‬ ‫الصف‬ ‫‪52‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪64‬‬ ‫التغابن‬ ‫‪53‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪69‬‬ ‫الحاقة‬ ‫‪54‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪70‬‬ ‫المعارج‬ ‫‪55‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪78‬‬ ‫النبأ‬ ‫‪56‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪103‬‬ ‫العصر‬ ‫‪57‬‬

‫‪244‬‬ ‫المجموع‬

‫‪355‬‬
‫الملح رقم ‪14‬‬

‫اسم رسول ا ‪ ‬في القرآ‬

‫ترتيب‬ ‫أسماء‬
‫رقم اآليات‬
‫المصحف‬ ‫السور‬

‫‪144‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عم ار‬ ‫محمد‬

‫‪40‬‬ ‫‪33‬‬ ‫األحزاب‬


‫‪4‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪47‬‬ ‫محمد‬

‫‪29‬‬ ‫‪48‬‬ ‫الفتح‬

‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪61‬‬ ‫الص‬ ‫أحمد‬

‫‪5‬‬ ‫المجموع‬

‫‪356‬‬
‫الملح رقم ‪15‬‬

‫كلمة "اسم" في القرآ‬

‫ترتيب‬
‫رقم اآليات‬ ‫أسماء السور‬
‫المصحف‬
‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪138 - 121 - 119 - 118‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪40 - 36 - 34 - 28‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬
‫‪11‬‬ ‫‪49‬‬ ‫الحجرات‬
‫‪78‬‬ ‫‪55‬‬ ‫الرحمن‬
‫‪96 - 74‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الواقعة‬
‫‪52‬‬ ‫‪69‬‬ ‫الحاقة‬
‫‪8‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ا ّ‬
‫لمز ّمل‬
‫‪25‬‬ ‫‪76‬‬ ‫اإلنسان‬
‫‪15 - 1‬‬ ‫‪87‬‬ ‫األعلى‬
‫‪1‬‬ ‫‪96‬‬ ‫العلق‬
‫‪19‬‬ ‫المجموع‬

‫‪357‬‬
‫الملح رقم ‪16‬‬

‫األعداد الصحيحة في القرآ‬

‫(األعداد األصلية)‬

‫رقم اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬ ‫األعداد‬


‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪213 - 163 - 133 - 61‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪- 102 - 12 - (2) 11- 3 - 1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫‪171‬‬
‫‪73-48‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪98-19‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪189‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪31‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬
‫‪19‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫‪61‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬ ‫‪1‬‬
‫‪67 - 39 - 31‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬
‫‪16 - 4‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬
‫‪52 - 48‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهيم‬
‫‪93 - 51 - 22‬‬ ‫‪16‬‬ ‫النحل‬
‫‪110‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬
‫‪108 - 92‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬
‫‪34‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬
‫‪52‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬

‫‪358‬‬
‫رقم اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬ ‫األعداد‬
‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪2‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬
‫‪32 - 14‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الفرقان‬
‫‪46‬‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬
‫‪28‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬
‫‪46‬‬ ‫‪34‬‬ ‫سبأ‬
‫‪53 - 49 - 29‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬
‫‪19 - 4‬‬ ‫‪37‬‬ ‫الصافات‬
‫‪65 - 23 - 15 - 5‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬
‫‪6-4‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬
‫‪16‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬
‫‪6‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬
‫‪8‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬
‫‪33‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬
‫‪50 - 31 - 24‬‬ ‫‪54‬‬ ‫القمر‬
‫‪14 - 13‬‬ ‫‪69‬‬ ‫الحاقة‬
‫‪13‬‬ ‫‪79‬‬ ‫النازعات‬
‫‪176 - 11‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫‪106‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪(2) 144 - (2) 143‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪40‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬
‫‪40‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪15‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬
‫‪51‬‬ ‫‪16‬‬ ‫النحل‬
‫‪27‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬
‫‪14‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬
‫‪(2) 11‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬
‫‪359‬‬
‫رقم اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬ ‫األعداد‬
‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪228 - 196‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪41‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫‪171‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫‪89 - 73‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪118‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬
‫‪65‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪22‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬
‫‪17‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫‪(2) 58‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬
‫‪6‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬
‫‪7‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الواقعة‬
‫‪7‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المجادلة‬
‫‪4‬‬ ‫‪65‬‬ ‫الطالق‬
‫‪30‬‬ ‫‪77‬‬ ‫المرسالت‬
‫‪260 - 234 - 226‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪15‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫‪12‬‬ ‫‪36 - 2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫‪4‬‬
‫‪45 - 13 - 8 - 6 - 4‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬
‫‪10‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬
‫‪22‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬
‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المجادلة‬
‫‪54‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪3‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬ ‫‪6‬‬
‫‪59‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الفرقان‬
‫‪4‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬
‫‪360‬‬
‫رقم اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬ ‫األعداد‬
‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪38‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬
‫‪4‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬
‫‪261 - 196 - 29‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪48 - 47 - (3) 46 - (3) 43‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬
‫‪87 - 44‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬
‫‪44‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬
‫‪22‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬
‫‪86 - 17‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬
‫‪24‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪7‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬
‫‪12‬‬ ‫‪65‬‬ ‫الطالق‬
‫‪3‬‬ ‫‪67‬‬ ‫الملك‬
‫‪7‬‬ ‫‪69‬‬ ‫الحاقة‬
‫‪15‬‬ ‫‪71‬‬ ‫نوح‬
‫‪12‬‬ ‫‪78‬‬ ‫النبأ‬
‫‪143‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪27‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬
‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬
‫‪17 - 7‬‬ ‫‪69‬‬ ‫الحاقة‬
‫‪101‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬
‫‪4‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬ ‫‪9‬‬
‫‪48 - 12‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬
‫‪234 - 196‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪89‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪160‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪142‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪361‬‬
‫رقم اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬ ‫األعداد‬
‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪13‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪103‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬
‫‪27‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬
‫‪2‬‬ ‫‪89‬‬ ‫الفجر‬
‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬ ‫‪11‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪12‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪5‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪(2) 160‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪36‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬
‫‪1‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪74‬‬ ‫المدثر‬ ‫‪19‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬ ‫‪20‬‬
‫‪142‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪2‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬
‫‪51‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪26‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪4‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪142‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪15‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬
‫‪1‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬ ‫‪50‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المجادلة‬ ‫‪60‬‬
‫‪155‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪3‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫‪70‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪69‬‬ ‫الحاقة‬
‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬ ‫‪80‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪99‬‬
‫‪261 - )2( 259‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪6‬‬ ‫‪100‬‬
‫‪66 - 65‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬
‫‪362‬‬
‫رقم اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬ ‫األعداد‬
‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪2‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬
‫‪2‬‬ ‫‪66 - 65‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬ ‫‪200‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬ ‫‪300‬‬
‫‪96‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪66 - 65 - 9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬
‫‪47‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬
‫‪8‬‬ ‫‪1000‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬
‫‪5‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬
‫‪3‬‬ ‫‪97‬‬ ‫القدر‬
‫‪1‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬ ‫‪2000‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫‪3000‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫‪5000‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪70‬‬ ‫المعارج‬ ‫‪50000‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪147‬‬ ‫‪37‬‬ ‫الصافات‬ ‫‪100000‬‬
‫‪199‬‬ ‫المجموع‬

‫أما األعـداد الـتـرتـيـبـيـة فيي القير ن فهيي "أول" ‪" ،‬ثااني" ‪" ،‬ثالا""‪،‬‬
‫"رابع" ‪" ،‬خامس" ‪" ،‬سادس" ‪" ،‬ثامن"‪.‬‬

‫‪363‬‬
‫فهـرس‬

‫الجزء األول ‪ :‬علم للساعـــة‬

‫‪51‬‬ ‫تمهـــيـــــد ‪ ،‬الدكتورة فوزية مدني‪.‬‬

‫‪61‬‬ ‫العلم الحديث بين اإللحاد واإليمان‬

‫‪89‬‬ ‫الرسالة األصلية لإلسالم‬


‫‪133‬‬ ‫مدخل للقرآن‬
‫‪171‬‬ ‫الجـدول العـام للقـرآن رقم ‪1‬‬

‫تحليـل لغـوي أللفـاظ البسملـة‬


‫‪175‬‬ ‫للا ‪ -‬تحلـيـل لغـوي أللـفـاظ الـبسـمـلـة‬
‫بسم ّ‬
‫‪185‬‬ ‫الرحمـن ‪ -‬التأويـل‬
‫‪231‬‬ ‫الرحيـم ‪ -‬الحــج و االحتجــاج‬
‫‪277‬‬ ‫العهود المهدوية ‪ -‬كشـف الغطـاء‬

‫‪325‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪329‬‬ ‫الملحقــات‬

‫‪331‬‬ ‫الملحق رقم ‪: 1‬‬

‫الجدول العام للقرآن رقم ‪ 2‬عدد آيات السور بحسب اختالف العد‬
‫‪335‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 2‬فرائــد البسملــة‬
‫‪337‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 3‬الفرائد القرآنية في الجزء األول‬
‫‪339‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 4‬القراءات األربع عشرة‬

‫‪342‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 5‬لفظ الجاللة "الرحمن" في القرآن‬


‫‪343‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 6‬لفظ الجاللة "رحيم" في القرآن‬
‫‪345‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 7‬اسم "مريم" عليها السالم في القرآن‬
‫‪346‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 8‬اسم "عيسى" ‪ ‬في القرآن‬
‫‪347‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 9‬اسم "ءادم" ‪ ‬في القرآن‬
‫‪348‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 10‬كلمة "ساعة" في القرآن‬

‫‪350‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 11‬عبارة "يوم القيمة" في القرآن‬


‫‪352‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 12‬كلمة "الكهف" في القرآن‬
‫‪353‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 13‬كلمة "حق" في القرآن‬
‫‪356‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 14‬اسم "محمد" ‪ ‬في القرآن‬
‫‪357‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 15‬كلمة "اسم" في القرآن‬
‫‪358‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 16‬األعداد األصلية في القرآن‬

‫‪366‬‬
‫‪© SCDOFG‬‬

‫إﯾﺪاع ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ‪ :‬ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ ، 2018‬ﻓﺮﻧﺴﺎ‪.‬‬


‫‪ISBN : 978-2-490002-02-3‬‬
‫ﻛﺎﻓﺔ ﺣﻘﻮق اﻟﻄﺒﻊ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻔﻮظﺔ‬
‫الئحة استشهادات فريد قبطاني‬
‫فريـد قبطاني‬

‫المجلد الثاني ‪:‬‬


‫الصدفة المنظمة‬
‫ترجمة أحمد أمين حجاج أول‬

‫‪SCDOFG‬‬
‫فريد قبطاني‬

‫طلـوع الشمـس من مغربهـا‬

‫اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺮاﺟﻌﺔ وﻣﺘ ّﻤﻤﺔ – ‪2018‬‬

‫ﻣﺘﺮﺟﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻷﺻﻠﻲ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ‪Le Soleil se lève à l’Occident :‬‬

‫‪© SCDOFG‬‬
‫إﯾﺪاع ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ‪ :‬ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ ، 2018‬ﻓﺮﻧﺴﺎ‪.‬‬
‫‪ISBN : 978-2-490002-02-3‬‬
‫ﻛﺎﻓﺔ ﺣﻘﻮق اﻟﻄﺒﻊ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻔﻮظﺔ‬
‫تـــمـــهـــيــــــــــــــد‬

‫خلص كثير من أهل العلم ومن مؤسسي العلم الحديث إلى طرح مسائل‬
‫جوهرية ذات بعد ماورائي ‪ ،‬ميتافيزقي قادتهم إليها بالضرورة دراساتهم لنظم‬
‫الطبيعة التي بمقدور العقل البشري أن يكشف عن مجاهلها وعن سر النظام‬
‫والضبط واإلحكام الدقيق والالمتناهي في الظواهر المادية للكون‪.‬‬

‫تكمن وراء فكرة وجود نظام للعالم قوة حكيمة عليمة قد ميزت على سبيل‬
‫المثال فكر نيوتن‪ .‬إذ يقول في خاتمة مؤلفه الرئيس "األصول الرياضية‬
‫للفلسفة الطبيعية " ‪" :‬هذا النظام األنيق للغاية للمجموعة الشمسية والكواكب‬
‫والمجرات لم يكن لينشأ دون تخطيط وهيمنة متناهية لذات أو روح واعية فائقة‬
‫الذكاء والقدرة "‪ .1‬ناهيك عن آينشتاين الذي كتب ‪" :‬إن اإلنسان يدرك مدى‬
‫عدم جدوى الرغبات والغايات اإلنسانية حينما يدرك الطابع الراقي والرائع‬
‫للقوانين التي تتجلى في الطبيعة وفي عالم الفكر‪ .‬لهذا يشعر بوجوده كفرد‬
‫‪2‬‬
‫سجين ويتوق إلى أن يعيش الوجود كله كشيء ذي وحدة ومغزى‪".‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Newton, Isaac, Les Principes mathématiques de la philosophie‬‬
‫‪naturelle, Scholie général.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Einstein, Albert, Œuvres choisies, Tome 5, Seuil-CNRS, 1991, p. 156.‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫ويقول الفلكي جورج لوميتر ‪ ،‬أحد مؤسسي علم الكونيات الحديث ‪" :‬العلم‬
‫رائع ‪ ،‬يستحق أن يحب و يمارس ألنه يعكس التدبير اإللهي الخالق‪ 1".‬في‬
‫حين يقول عبدوس السالم وهو عالم فيزياء بارز في القرن العشرين ‪" :‬هذه‬
‫البنية الرائعة للعالم التي تدركها العقول ‪ ،‬ليست في عين المؤمن سوى خطوة‬
‫صغيرة لفهم الحكمة اإللهية ‪ ،‬كما لو أنك تعمل على فك بعض الخيوط‬
‫لنسيج رائع‪ .‬ال سبيل إال الوقوف بإجالل وخشوع أمام عمق هذا الجمال‬
‫والروعة الباهرة للعالم" ‪.2‬‬

‫إن مسألة ماهية أصل الوجود والحياة ال تزال تثار إلى يومنا في األوساط‬
‫العلمية ‪ ،‬ففي سنة ‪ 1999‬نظمت "الجمعية العلمية للتقدم العلمي" ‪ ،‬وهي التي‬
‫تصدر مجلة "سيانس" ملتقى حول المسائل الكونية لطرح السؤال التالي ‪" :‬هل‬
‫ثمة تخطيط في الكون؟" وقد تم خالل هذا الملتقى التأكيد مثال على توافق‬
‫نظرية االرتقاء الدارويني واإليمان بخالق‪ .‬كما تم الـتأكيد على أن فيزياء الكم‬
‫ال تنقص من مصداقية المادية )‪ (materialism‬والعلموية )‪.(scientism‬‬
‫ومن جانب آخر‪ ،‬قال بعض العلماء ‪ ،‬استنادا إلى تقدم الفيزياء الفلكية ‪،‬‬
‫بضرورة عدم استبعاد فكرة أن الكون في تطوره وخصائصه يحمل بصمات‬
‫تصميم خالق‪ .‬و مما قيل أيضا هو أن من شروط إمكانية ظهور الحياة أو‬
‫الذكاء هي كون قوانين الكون مضبوطة بدقة متناهية ومعقدة للغاية بحيث‬
‫أنها لو تغيرت ولو قليال الستحال أي شكل من أشكال الحياة في الكون‪ .‬البد‬
‫من التنويه إلى أن أصحاب هذه األفكار‪ ،‬باحثون يؤمنون بنظريات العلم‬

‫‪1‬‬
‫مقولة لجورج لوميتر حين حصل سنة ‪1934‬على جائزة فرانكي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Abdus Salam un physicien, Entretien avec Jacques Vauthier, éd.‬‬
‫‪Beauchesne, 1990.‬‬
‫‪372‬‬
‫تـ ـمـ ـهـ ـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬

‫الحديث كما أنهم ليسوا من دعاة نظرية الخلق (‪ )Creationism‬أو التصميم‬


‫الذكي (‪ ،)Intelligent design‬النظريتان اللتان تتحفظتان إزاء نظرية التطور‪.‬‬

‫يالحظ أنه في سياق السجال الحاد الذي تتضارب اآلراء فيه حول مبدأي‬
‫‪1‬‬
‫إن‬
‫الخلق والتطور ‪ ،‬تم اقتراح حلول للتوفيق بينهما ‪ ،‬ال داعي للخوض فيها‪ّ .‬‬
‫ما يعنينا هنا المرجعية الدينية اإلسالمية التي صدر عنها كتاب "طلوع‬
‫الشمس من مغربها"‪ .‬فالدراسات اإلسالمية تتفق في عدم تعارض القرآن مع‬
‫برمته ؛ إذ ال مانع أن يكون التطور من السنن‬
‫فكرة تطور طبيعي للكون ّ‬
‫الكونية هلل في الوجود ونمطا لظهور وتطور الخلق والحياة والوعي‪ .‬فمن‬
‫تداعيات قبول هذه المفاهيم ‪ ،‬التوافق بين نظريتي التط ـور والخلق وبين العلم‬
‫الحديث و الدين‪.‬‬

‫وأخي ار وفي إطار هذه الرؤية التوحيدية للكون ‪ ،‬إن كان ثمة معجزة فهي‬
‫ليست في الكل ‪ ،‬بل هي ممثلة في الكل ذاته ‪ :‬كل ما في الكون وقوانينه‬
‫وهو كل موحد ومتنظم‪ .‬وليس هذا الكل معجزات أو خلقا خارجا من حيز‬
‫الزمان أو أحداثا خارج نطاق النظم والقوانين أو شاذة أو ماورائية‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫يرجع التضارب بين نظريتي الخلق واالرتقاء أساسا إلى قراءة حرفية للكتاب المقدس من جهة‬
‫وإلى البحث العلمي الذي يرافقه في بعض األحيان تفسير مخالف آليات الكتاب المقدس من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ككل‬
‫يستشهد في هذا الصدد بآيات تنص على أصل واحد للتعدد في الظواهر الكونية والوجود ّ‬
‫وأن الكون اآلن في حالة تطور مع توسع ‪:‬‬
‫َ َ َ ۡ َ َ ذ َ َ َ ُ ٓ ْ َ ذ ذ َ َٰ َ َ ۡ َ َ َ َ َ َ ۡ َ َ َ ۡ َ ُ َ َ َ َ ۡ َ َ ۡ َ ٓ‬
‫ت وٱۡلۡرض َكنتا رتقا ففتقنَٰهماۖ وجعلنا مِن ٱلما ِء‬ ‫‪  -‬أو لم ير ٱَّلِين كفروا أن ٱلسمو َٰ ِ‬
‫َ‬ ‫ُذ َ ۡ َ َ َََ ۡ‬
‫حٍّۚ أفَل يُؤم ُِنون ‪( ‬اآلية ‪ 30‬السورة ‪.)21‬‬‫ُك َش ٍء ٍ‬
‫ذ َُ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ۡ‬ ‫ذ ٓ َََۡ َ َ‬
‫‪َ  -‬وٱلس َما َء بنينَٰها بِأيي ٖد ِإَونا لموسِعون ‪( ‬اآلية ‪ ،47‬السورة ‪.)51‬‬
‫‪373‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫يالحظ أن القرآن يتحدث عن مدى انتظام الخلق ‪ )...(  :‬فَلَ ْن َ َ َ‬


‫ت‬‫َتد ل ُِسن ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ ً‬
‫اَللِ تبْدِيَل (‪ 1)...‬وتجدر اإلشارة هنا إلى أن بنية الظواهر الكونية المنتظمة‬
‫ِ‬
‫فالعالم المؤمن يرى أن النواميس‬ ‫والمضبوطة مثال ‪ ،‬موضوع عالجه القرآن‪.2‬‬
‫والثوابت (‪ )constants‬والبعد الرياضي للكون والطابع الموحد للعالم ( ‪the‬‬

‫‪ )unitary features of the world‬هي تعبير عن إرادة إلهية ‪ ،‬كما أنها‬


‫تفصح عن حكمة وموازين وسنن تسود الكون ‪ ،‬مِنحت كلها للعـقـل اإلنسان ـي‪.‬‬
‫لذا يحث القـ ـرآن على إمعـان الـنـظ ـر وإعم ـال الفـك ـ ـر في ملك ـوت السمـ ـ ـوات‬
‫واألرض كقوله تعالى ‪:‬‬
‫َ َ ُ ْ ۡ ۡ ََ‬ ‫ٱخت ِ َل َٰ ِف ذ ۡ َ ذ َ‬
‫َ ۡ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫‪ ‬إ ذن ِف َخ ۡلق ذ َ َ‬
‫ت ِۡلو ِ ي ٱۡلبَٰٰ ِ ‪190‬‬ ‫ٱَّل ِل وٱنلهارِ ٓأَلي َٰ ٖ‬ ‫ت َوٱۡل ِ‬
‫ۡرض و‬ ‫ٱلسمَٰو َٰ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ون ِف َخ ۡلق ذ َ َ‬ ‫َ َ َ َٰ ُ ُ ۡ َ َ َ َ ذ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ذ َ َۡ ُُ َ‬
‫ون ذ َ‬
‫ٱلسمَٰو َٰ ِ‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٱَلل ق َِيَٰما َوق ُعودا ولَع جنوب ِ ِهم ويتفكر‬ ‫ٱَّلِين يذكر‬
‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ُ ۡ َ َٰ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ذ َ َ َ َ ۡ َ َ َٰ َ‬ ‫َ َۡ‬
‫َٰ‬
‫ۡرض ربنا ما خلقت هذا ب ِطَل سبَٰنك ف ِقنا عذاب ٱنلارِ ‪.  191‬‬
‫‪3‬‬
‫وٱۡل ِ‬

‫وعموما فإن القرآن يلح في العديد من اآليات ‪ ،‬ابتداء من اآليات األولى ‪،‬‬
‫التفكر والنظر فيه بإمعان‪ .‬وبالتالي يمكن تعريف هذا‬
‫على معرفة خلق هللا ‪ ،‬و ّ‬
‫النهج الروحي أو الديني على أنه نهج طبيعي وعقالني ‪ ،‬يجمع بين الضمير‬
‫التعرف على الحضور اإللهي الفاعل‪.‬‬
‫والعلم وممارسة للمعرفة و ّ‬

‫‪ 1‬سورة فاطر ‪ ،‬اآلية ‪.43‬‬


‫‪ 2‬مثال ذلك قوله تعالى "الشمس والقمر بحسبان" في اآلية ‪ 5‬من سورة الرحمن‪.‬‬
‫‪ 3‬سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪.191-190‬‬
‫‪374‬‬
‫تـ ـمـ ـهـ ـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬

‫وقيمه‬
‫يتّضح أن السيد فريد قبطاني سلك ‪ ،‬بحكم إيمانه باإلسالم الصحيح ّ‬
‫المعرفية ‪ ،‬منهجا خاصا في البحث في القرآن الكريم توسع فيه إلى باقي‬
‫الكتب السماوية المنزلة‪.‬‬

‫فقد توصل المؤلف من خالل بحوثه إلى الكشف عن نظام رياضي مشفر‬
‫مضمن في صلب القرآن وإلى حساب كامن ومذهل ‪ ،‬ال يمكن البتة أن يكون‬
‫وليد الصدفة ؛ فتمكن بذلك أن يكشف عن فحوى رسالة خلفية ممنهجة وذات‬
‫مغزى‪.‬‬

‫من هذا يمكن استنتاج ما يلي ‪:‬‬


‫إن القرآن ‪ ،‬أي الكتاب المسطور والكتاب المنظور‪ ،‬وهو الكون يقومان على‬
‫ٍّ‬
‫كل‬
‫بنية رياضية تحتية يمكن فهمها‪ .‬يفهم من هذا أن تاريخ نشوء وتطور ّ‬
‫منهما موجه رياضيا‪ .‬وهذا التوجيه تعبير عن ٍّ‬
‫ذات سامية وعاقلة تتجلى من‬
‫خالل وفي العقل اإلنساني ذاته‪ .‬وبعبارة أخرى تــنجلي رؤية فكرية ونظام‬
‫شامل وقاعدة رياضية عامة ويتكشف علم يفصح عن وحدة يجري عليها كل‬
‫َ َ ً‬
‫ت اَللِ تبْدِيَل (‪ 1 )...‬فالخلق والقرآن‬ ‫َ‬ ‫ما هو كائن ‪ )...( ‬فَلَ ْن َ َ‬
‫َتد ل ُِسن ِ‬
‫ِ‬
‫فضيان إلى أصل مشترك وواحد‪.‬‬ ‫ي ِ‬

‫إن هذا النظام الطبيعي أو النسق الرياضي " للكتاب الكبير" ‪ ،‬حسب عبارة‬
‫جاليليو ‪ ،‬يبدو كأنما أوجد بصورة دقيقة للغاية لكي يعيه ويفهمه عقل البشر‪،‬‬
‫عقل هو ثمرة تطور تعود جذوره إلى أولى بدايات الكون‪ .‬فالعلم والوعي‬

‫‪ 1‬سورة فاطر ‪ ،‬اآلية ‪.43‬‬


‫‪375‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫يصبحان دليال عن قصد وإرادة‪ .‬وأن ما مِنح اإلنسان من وسائل إدراك وعلم‬
‫كلها تشير إلى مصدر واحد ‪ ،‬وإلى غاية بعينها أي األصل أو العقل الكِّلي‬
‫الشامل والواحد‪.‬‬

‫البد من اإلشارة إلى أن أعمال فريد قبطاني تكتسي بعدا إضافيا ألنها دراسة‬
‫فريدة من نوعها في حقل التوحيد‪ .‬فانطالقا من القرآن اتسع البحث إلى‬
‫الكتاب المقدس واإلنجيل‪ .‬وقد عرض الجزء األول من الكتاب بابا تحت‬
‫عنوان "العهود المهدوية" وهي دراسة متقاطعة بين الكتب السماوية الثالثة‬
‫كشفت عن عناصر تتوافق وتتكامل بشكل ملفت للنظر مما يجعل هذه‬
‫الدراسة نموذجا فعليا للقاء الديانات اإلبراهيمية الثالثة القائمة على التوحيد‪.‬‬

‫ويؤكد كون‬ ‫هذا الكتاب الذي يميط الحجاب عن معاني القرآن وثرائه ِّ‬
‫يذكر ّ‬
‫هذا القرآن وحيا خالدا من هللا األحد الواحد الذي ال شريك له ‪ ،‬الصمد الخالق‬
‫الذي لم يلد ولم يولد‪ .‬لذا جاء جآز هذا الكتاب متكاملين‪ .‬كما أن االستنتاجات‬
‫الحاسمة التي خلص إليها في الجزء األول يؤكدها ويدعمها ما جاء في الجزء‬
‫الثاني‪ .‬فعلى سبيل المثال ‪ ،‬فواتح السور‪ 1‬التي بقيت حينا من الدهر‬
‫مستشكلة وغير واضحة ‪ ،‬اندرجت بسهولة في سياق هذه الدراسة التي تطرح‬
‫مشفر لم يخطر على بال ‪ ،‬وتكشف عن بعد ذا معنى يضيء جوانبا‬ ‫ًا‬ ‫علما‬
‫ً‬
‫عديدة في القرآن‪ .‬وفي نهاية المطاف تشكل هذه الدراسة نموذجا يشجع على‬
‫البحث العميق والموسع‪ 2‬لكتاب هللا عز وجل الذي ال يضاهي ِعلمه شيء‪.‬‬

‫تكون كلمات‪.‬‬
‫وهي الحروف الموجودة على رؤوس بعض السور دون أن ّ‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫وباألخص متعددة التخصصات‪.‬‬
‫‪376‬‬
‫تـ ـمـ ـهـ ـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬

‫تتمتع هذه الطبعة ألعمال السيد فريد قبطاني بإثراء وافر‪ .‬فدقة الدراسات‬
‫الرياضية والنصية وجوهرها وطابعها المجدد‪ 1‬والرائد وكذا عمق نتائجها في‬
‫المجال العلمي والفلسفي والديني ‪ ،‬كل ذلك يجعل هذا االنجاز فريدا من نوعه‬
‫ومتمي از عن غيره في تاريخ الفكر‪ .‬فهو يكرس حقال معرفيا ‪ ،‬ذا أبعاد عميقة ‪،‬‬
‫ّ‬
‫المتبصر‪ .‬ال شك أنه سوف يترتب عنه إثراء لمسائل‬‫ِ‬ ‫يتحد فيه العلم واإليمان‬
‫ّ‬
‫مهمة كمفهومي ماهية الواقع‪ 2‬ومفهوم المعرفة‪.3‬‬

‫أخي ار ‪ ،‬نضيف إلى أن هذا الكتاب يتـف ّـرد في إطار التخصص الدقيق‬
‫لمجاالت العلوم ببعض المزايا المنهجية والموضوعية إذ أنه يتوجه للباحث‬
‫المختص وللقارئ غير المختص‪.‬‬

‫إسماعيل عمرجي‬
‫دكتور في تاريخ وفلسفة العلوم‬

‫ونصية إضافة إلى التفاسير والبحوث التاريخية واللغوية‪.‬‬


‫ّ‬ ‫‪ 1‬يحتوي الكتاب على بحوث رياضية‬
‫جوهر الكتاب هو أنه يشرح بشكل واضح المعطيات الرياضية والنصية‪.‬‬
‫أي إثراء النقاش حول الوحي ‪ ،‬وماهية الطبيعة ومكانة اإلنسان في الكون ‪ ،‬معنى الغائية‬ ‫‪2‬‬

‫والدالئل على وجود هللا‪.‬‬


‫‪3‬‬
‫لهذه األسباب يمثل هذا العمل مصد ار هاما للغاية لمختلف التخصصات ‪ ،‬من العلوم الدقيقة‬
‫إلى نظرية المعرفة والميتافيزيقيا‪.‬‬
‫‪377‬‬
‫ٱلرِنَٰمۡح ذ‬ ‫ذ‬
‫ٱَللِ ذ‬
‫ٱلرحِي ِم‬ ‫ِمۡسِب‬

‫ذَ ُ ْ َ َ‬ ‫َ ۡ ُ ً َ ۡ‬
‫‪َ ‬ول ۡو َج َعل َنَٰ ُه ق ۡر َءانا أع َج ِم َيا بقالوا ل ۡول‬
‫بي ي قُ ۡل ُه َو ل ذَِّل َ‬
‫ِين‬ ‫م‪َ 1‬و َع َر َ‬ ‫ت َء َاي َٰ ُت ُه ۖ ٓۥ َء۬ا ۡع َج َ ي‬‫فُ َصلَ ۡ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َٓي َ ذ َ َ ُۡ ُ َ‬ ‫ْ ُ‬
‫ون ِ ٓ‬
‫ِف‬ ‫َء َام ُنوا هدى وشِفاء ٍّۚ وٱَّلِين ل يؤمِن‬
‫َ َ‬ ‫َ َ ۡ َ ۡ ي َ ُ َ َ َ ۡ ۡ َ ً ُ ْ َ َٰٓ َ‬
‫لئِك ُي َناد ۡون‬ ‫م أو‬ ‫ءاذان ِ ِهم وقر وهو علي ِهم ع ى‬
‫ذ َ‬
‫ن بَعِي ٖد ‪‬‬ ‫مِن مَك ِۢ‬

‫السورة ‪( 41‬فصلت) ‪ ،‬اآلية ‪.44‬‬

‫‪ 1‬يقول هللا تعالى‪ِ  :‬إَّنا أنزلناه قرًآنا عربِيًّا َّلعَّلكم تعِقلون ‪( ‬يوسف ‪ ، 12‬اآلية ‪ .)2‬معنى‬
‫الرجل من مادة ع ر ب ‪ :‬أبان وأفصح ‪ ،‬أما لفظة أعجمي من مادة ع ج م تعني‬ ‫عرب َّ‬
‫الذي ال يفصح وال يبين كالمه فكالمه يأتي مبهما ال انكشاف فيه ومعّقد ‪ ،‬والعجم ‪ :‬خالف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العرب تقول استعجم الكالم عليه ‪ :‬خفي ‪ ،‬صعب وِاستبهم‪ .‬فكلمة عرب تشير إلى الكالم ِّ‬
‫البين‬
‫والفصيح أما أعجمي فتشير إلى كالم غامض يحتاج تبِيينا ليفهم‪ .‬فالقرآن أنزل بلسان عربي ‪،‬‬
‫أي بلغة ِّبينة ؛ فهو ليس مخصوصا بلغة قوم بعينهم‪.‬‬
‫وتكلمـت األعـداد‬

‫تطبيقا لمنهج علمي ألقيـت الضـوء بفضـل هللا تعـالى فـي الجـزء األول "علـ‬
‫خفيــة فــي القـرآن ‪ ،‬وهــذه الرســالة تثبــت‬
‫للســاعة" علــى وجــود رســالة خلفيــة و ّ‬
‫بالحجة والدليل من خالل العودة إلى التأويل‪ 1‬وإلـى المعنـى العتيـ ‪/‬העתיק‬
‫ـنص علي ــه مختل ــف ال ــديانات‪.‬‬
‫البش ــارة بع ــودة مخّل ــص ف ــي آخ ــر الزم ــان ت ـ ّ‬
‫ـدل بشـكل مكثّـف علـى آخـر‬ ‫تمكنا من قراءته وإع اربـه إلـى اليـوم ي ّ‬‫فجميـع ما ّ‬
‫زمان الجاهلية‪ 2‬وتحقق البشارة بعودة السـيد المسـيح ‪ّ .‬إنهـا الحقبـة مـن‬
‫الزمن التي يكون فيها اإليمان باهلل معز از بالعلم والمعرفة‪.‬‬

‫وتفصل هذه الرسالة الخلفية‪.‬‬


‫ّ‬ ‫فالقرآن الكريم يزخر بمالحظات تدعم‬
‫وسنعرض بداية لهذا الجزء بعض العناصر الرياضية المتسلسلة والمقتطفة‬

‫األول أي إعـادة األمـور إلـى ّأولهـا للوصـول إلـى فهمهـا‬ ‫التأويل بالمفهوم الذي رأيناه في الجزء ّ‬
‫‪1‬‬

‫الفهـم الصــحيح وهــو المعنــى المقصــود فــي قولــه تعــالى فــي الســورة ‪( 3‬آل عمـران) ‪َ )…( ‬و َمااا‬
‫ُ َي‬ ‫ۡ ۡ ُ ُ َ‬ ‫َ ۡ َ ُ َۡ َُ ٓ ذ ذُ َ ذ ُ َ‬
‫ٱبرَٰسِخون ِِف ٱبعِل ِم َيقولون َء َام ذنا بِهِۦ ُك َم ِۡن عِن ِد َر َب ِ َناي (…) ‪. 7‬‬‫يعلم تأوِيلهۥ إِل ٱَللي و‬
‫وّللا أعلم هو آخر زمان الجاهلية القائمة‬
‫قد أشرت في الجزء األول أن آخر الزمان في رأيي ّ‬
‫‪2‬‬

‫من بعد الرسول ‪ ‬إلى يومنا هذا وهي طبعا الجهل والتجاهل والدجل والتدجيل والظلم والعنف‬
‫وسفك الدماء والفساد بكل أشكاله‪ .‬فبهذا المعنى أ ِ‬
‫ورد م ار ار عبارة "آخر زمان الجاهلية" في‬
‫كتابي‪.‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫من كتاب "الصدفة المنظمة"‪ 1‬الذي أثريته هنا باكتشافات جديدة وعديدة‬
‫تذكر غالبا بتسلسل عناصر الرسالة الخلفية التي كشفنا عنها في الجزء‬
‫األول "عل للساعة"‪ .‬وعالوة على ذلك فإن هذه االكتشافات تحِّلي بطابع‬
‫صلنا إليها‪.‬‬
‫علمي النتائج التي تو ّ‬
‫***‬

‫لقد الحظنا في الجزء األول أن "البداية" و"األول" يطبعهما "اإلس " ‪:‬‬
‫أول ال ـب ـس ـم ـلـ ـ ــة ‪ ،‬وبالت ــالي أول القـ ـ ـرآن بم ــا أن ــه يـفـت ـتـ ـ ــح بالبسمل ـ ـ ـة ‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫عبارة ‪ ‬بس هللا الرحمن الرحي ‪ ‬؛‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َۡۡ ۡ ََ َ‬
‫‪ ‬أول تنزيل من القرآن ‪  :‬ٱقرأب ِٱس ِم ربِك ٱَّلِي خلق ‪  1‬؛‬
‫‪2‬‬

‫َ ۡ َ ٓ ُذ‬ ‫َذ‬
‫‪ ‬أول اإلنسانية في القرآن ‪َ  :‬وعل َم َءاد َم ٱۡل ۡس َما َء ُك َها (…) ‪.3 31‬‬

‫أول مرة ذكرت فيها لفظة "اس " في ترتيب التنزيل هي أيضـا آخـر مـرة فـي‬
‫ترتيب المصحـف ‪ ،‬وذلك في اآلية ‪ 1‬من السورة ‪ ، 96‬األولى في التنزيل ‪:‬‬

‫َ َ‬ ‫َ ذ‬ ‫ٱق َرأۡب ۡ‬
‫ٱس ِم َر َبِك ٱَّلِي خل َق ‪ 1‬‬
‫ۡ‬
‫ِ‬ ‫‪‬‬

‫باستثناء البسملة ‪ ،‬ذكرت كلمة "اسم" ‪ 19 4‬مرة باأللف ا‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫ظمة ‪ ،‬اإلعجاز العددي في القـرآن" ‪ 1997 (La VI) ،‬والمركز‬
‫فريد قبطاني ‪" ،‬الصدفة المن ّ‬
‫الدولي للبحث العلمي (‪.1999 ، 1998 ، )CIRS‬‬
‫‪2‬‬
‫السورة ‪( 96‬العلق) ‪ ،‬وهي األولى في ترتيب التنزيل‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.31‬‬
‫حول كتابة كلمة "اسم" بدون ألف أنظر الجزء األول ‪" :‬تحليل لغوي أللفاظ البسملة"‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬‬
‫أنظر الملحق رقم ‪ 2‬فرائد البسملة ‪ ،‬والملحق رقم ‪ ، 15‬كلمة "اسم" في القرآن‪.‬‬
‫‪382‬‬
‫وتكلمـت األعـداد‬

‫ـذكر هنــا أن العــدد ‪ 19‬هــو أول عــدد فــي ترتيــب التنزيــل و آخــرعــدد فــي‬
‫نـ ّ‬
‫ترتيب المصحف‪.‬‬

‫ترتيب ظهور جميع األعداد المختلفة وفق ترتيب التنزيل‬


‫‪70‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1 000‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪300‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4 100 000 11‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪5 000 3 000 2 000‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪50 000‬‬

‫ترتيب ظهور جميع األعداد المختلفة وفق ترتيب المصحف‬


‫‪3 000 100‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1 000‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪2 000‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5 000‬‬
‫‪19 50 000‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪100 000 50‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬

‫***‬

‫ورد العدد ‪ 19‬مرة واحـدة في الق ـرآن وذلك في اآلي ـة ‪ 30‬من الس ـورة ‪74‬‬
‫(الـم ـدث ـر) ‪َ  :‬علَ ۡي َها ت ِۡس َع َة َع َ َ‬
‫ش ‪ .1  30‬كلمة "عليهـا" تعود على "ســقـــر"‬

‫وهي اسـم من أسم ـاء جهنم ‪ ،‬والتي ذكـرت قبيل اآلي ـة ‪ 30‬من السـورة‬
‫َ‬ ‫ٓ َۡ َ‬
‫نفسها وبالضبـط في اآليـ ـة ‪َ  : 27‬و َما أد َرىَٰك َما َسق ُر ‪. 27‬‬
‫َ َ َ َ ۡ َ ٓ َ ۡ َ َٰ َ ذ ذ َ َ َٰٓ َ‬
‫لئِكة ۖ (…) ‪. 31‬‬ ‫وبداية اآلية ‪ 31‬تؤكد ‪  :‬وما جعلنا أصَٰ ٱنلارِ إِل م‬

‫ومن هنا نستنتج أن النار تحت إمرة ‪ 19‬من المالئكة‪.‬‬

‫إن السـ ــورة رقـ ــم ‪ 19‬فـ ــي ترتيـ ــب المصـ ــحف تحمـ ــل الـ ــرقم ‪ 44‬فـ ــي ترتيـ ــب‬
‫التنزي ــل‪ .‬ف ــي ح ــين أن الس ــورة رق ــم ‪ 44‬ف ــي ترتي ــب المص ــحف ه ــي س ــورة‬
‫"الدخان"‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" ،‬الرحمن ‪ -‬التأويل"‪.‬‬
‫‪383‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫نجمل هذا في الجدول التالي ‪:‬‬

‫"عليها تسعة عشر" ‪" : 19‬وما جعلنا أصحب النار إال ملئكة"‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫تقارب في المعنى بين "النار" و "الدخان"‬ ‫"مري "‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ : 44‬سورة "الدخان"‬

‫إن "الدخان" و نزول عيسى ابـن "مـري " عليهمـا السـالم فـي القـرآن وفـي اإلسـالم عمومـا‬
‫من عالمات وأشـراط الساعة أي عالمات آخر زمان الجاهلية‪.1‬‬

‫** *‬

‫إن س ـ ــورة "الــــــدخان" وه ـ ــي الت ـ ــي تحم ـ ــل ال ـ ــرقم ‪ 44‬ف ـ ــي ترتي ـ ــب المص ـ ــحف ‪ ،‬تس ـ ــمح‬
‫بالمالحظات التالية ‪:‬‬
‫ففي ترتيب المصحف نعد ‪:‬‬
‫‪ 14‬ســورة مــن الســورة ‪ 57‬فــي ترتيــب التنزيــل "لقمــان" إلــى الســورة ‪ 44‬فــي ترتيــب‬ ‫‪‬‬
‫المصحف "الدخان"‪.‬‬
‫و ‪ 14‬سورة أيضا من السـورة ‪ 44‬فـي ترتيـب المصـحف "الـدخان" إلـى السـورة ‪57‬‬ ‫‪‬‬
‫في ترتيب المصحف "الحديد" ‪:‬‬

‫السورة ‪ 57( 31‬في التنزيل) "لقمان"‬


‫‪ 14‬سورة‬

‫السورة ‪" 44‬الدخان"‬


‫‪ 14‬سورة‬

‫السورة ‪" 57‬الحديد"‬

‫‪ 1‬أنظر الجزء األول ‪" ،‬العهود المهدوية ‪ -‬كشف الغطاء"‪.‬‬


‫‪384‬‬
‫وتكلمـت األعـداد‬

‫هذه المالحظة تؤكد على وجود رابط بين األعداد ‪ 44‬و ‪ 57‬و ‪.14‬‬
‫فاتباعا للخطة نفسها نحصل على ‪:‬‬

‫‪ 44‬سورة من السورة ‪ 14‬في ترتيب المصحف "إبراهي " إلى السورة‬ ‫‪‬‬

‫‪ 57‬في ترتيب المصحف أيضا "الحديد" ؛‬


‫‪ 44‬ســورة أي ــا مــن الســورة ‪ 57‬فــي ترتيــب المصــحف إلــى الســورة‬ ‫‪‬‬

‫‪ 14‬في ترتيب التنزيل "العاديات" ‪:‬‬

‫السورة ‪ " 14‬إبراهيم"‬


‫‪ 44‬سورة‬

‫السورة ‪ " 57‬الحديد"‬


‫‪ 44‬سورة‬

‫السورة ‪ 14( 100‬في التنزيل) " العاديات"‬

‫فاألعداد ‪ 57، 44‬و‪ 14‬متصلة فيما بينها مرتين دون أن يحكم ذلك أي‬
‫منطق حسابي يمكن التنبؤ به بما أن ترتيب المصحف وترتيب التنزيل‬
‫َّ‬
‫مستقالن عن بعضهما‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" :‬مدخل للقرآن ‪ -‬ترتيب اآليات والسور"‪.‬‬
‫‪385‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫فالعدد ‪ 44‬هو رقم سورة "الدخان"‪ 1‬في المصحف ورقم سورة‬ ‫‪‬‬

‫"مريم"‪ 2‬في التنزيل ‪ ،‬وكل منهما متصل بالساعة ؛‬


‫والعدد ‪ 57‬هو رقم سورة "الحديد" في المصحف والحديد أيضا‬ ‫‪‬‬

‫متصل بيوم القيامة‪ 3‬؛‬


‫والعدد ‪ 14‬هو رقم سورة "إبراهي " ‪ ‬في المصحف وهو متصل‬ ‫‪‬‬

‫بيوم البعث‪ 4‬وبالحج‪.‬‬

‫***‬

‫ف ــي الج ــزء األول م ــن ه ــذا الكت ــاب ب ــدا أن اس ــمي الجالل ــة الم ــذكورين ف ــي‬
‫البس ــملة "الـــرحمن" و "الـــرحي " بمثاب ــة خ ــيط وص ــل يس ــمح بقـ ـراءة الرس ــالة‬
‫الخلفية والخفية في القرآن‪.‬‬

‫فلفظ الجاللة "الرحمن" قادنا إلى السورة ‪( 19‬مـري ) ‪ ،‬و قـد جـاء ذكـره فيهـا‬
‫بأعلى نسبة بالمقارنة مع غيرها ‪ 16 :‬مرة إضافة إلى البسملة‪.‬‬
‫ثم قادنا لفظ الجاللة "الرحي " مع العدد ‪ ، 9‬إلى السورة ‪( 18‬الكهف) ‪:‬‬
‫ّ‬

‫ُ ذ ۡ َ َ َٰٓ َ ذ َ ٓ َ َ ُ َ ي‬
‫ِه دخان (‪)...‬‬‫قولــه تعالــى عن أول الخلـق في سورة فصلـت ‪  :‬ثم ٱستوى إَِل ٱلسماءِ و ِ‬ ‫‪1‬‬

‫ني‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ٱرتَقِ ۡ يَ ۡو َم تَأِۡت ذ‬


‫ٱلس َما ٓ ُء ب ُد َخان ُّ‬ ‫‪  11‬وقوله عن آخر الزمان في سورة الدخان ‪  :‬فَ ۡ‬
‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪. 10‬‬
‫ب ِإ اَّل لَي ُۡؤ ِمن اَن ِب ِهۦ قَ ۡب َل َم ۡو ِت ِۦه‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َٰ‬
‫ت‬ ‫ك‬‫ل‬‫ۡ‬ ‫ٱ‬ ‫ل‬ ‫ۡ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ۡ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬‫إ‬‫و‬
‫َ ِ ِّ‬ ‫‪‬‬ ‫‪:‬‬ ‫النساء‬ ‫سورة‬ ‫في‬ ‫‪‬‬ ‫عيسى‬ ‫عن‬ ‫تعالى‬ ‫‪ 2‬قوله‬
‫(‪  159 )...‬وفي سورة الزخرف ‪َ  :‬وإِناهۥُ لَ ِع ۡل ‪ٞ‬م ِلّلساا َع ِة (‪. 61 )...‬‬
‫َ ۡ َ َ ۡ َ َٰ َ َ َ َ ۡ َ َ َ َ ٓ َ َ َ َ َ ُ َ ۡ َ ۡ َ َ ي‬ ‫‪  3‬ذب َق ۡد ُك َ‬
‫نت ِِف غفل ٖة مِن هذا فكشفنا عنك غِطاءك فبَصك ٱَّلوم حدِيد ‪ . 22‬سورة ق‪.‬‬
‫ََۡ ُۡ ۡ‬ ‫َ َ َ‬
‫ح ٱل َم ۡو َ َٰ‬ ‫ۡ َ َ َۡ ُ‬
‫تى (‪  206 )...‬في سورة‬ ‫ب أرِ ِِ كيف ت ِ‬ ‫إشارة إلى قوله تعالى ‪ِ  :‬إَوذ قال إِبر َٰ ِهۧم ر ِ‬
‫‪4‬‬

‫البقرة‪.‬‬
‫‪386‬‬
‫وتكلمـت األعـداد‬

‫‪ ‬ذكررر اس ر "رحيييم" ‪ 9‬مررراف فرري السررو ‪( 9‬التوبررة) ‪ ،‬و ‪ 9‬مررراف‬


‫داخر السررو ‪( 26‬الشررعرا )‪ 1‬أي أن جمعهمــا يعطـي ‪ 18‬كعــدد الســور‬
‫من السورة ‪ 9‬إلى السورة ‪.26‬‬
‫و ‪ 18‬هو رقم سـورة "الكهـف" فـي ترتيـب المصـحف ‪ ،‬حيـث ذكـرت‬ ‫‪‬‬

‫أمــا آخــر مـ ّـرة‬


‫كلمــة "الكهــف" ألول مـ ّـرة فــي الق ـرآن فــي آيــة رقمهــا ‪ّ .9‬‬
‫فكانت في اآلية ‪ ، 25‬وآخر كلمة من هذه اآلية هي العدد "تسعا"‪.‬‬

‫فلفظة "الـرحمن" ولفظـة "الـرحي " تؤديـان علـى التـوالي إلـى السـورتين ‪19‬‬
‫و ‪ 18‬أي إلى منتصف أو وسط القرآن‪.‬‬

‫***‬

‫هد‬ ‫الموصننولة يننمير ال ا ن‬ ‫ومننن ة ننة خننرع فن ن ع ننارة عددهم‬


‫ذكرت مرتين فقط في القرآن ‪:‬‬

‫‪ ‬أول مرة في السورة ‪: 18‬‬

‫َ َ ُ ُ َ َ َ َ ي ذ ُ ُ ۡ َ ۡ ُ ُ ۡ َ َ ُ ُ َ َ ۡ َ ي َ ُ ُ ۡ َ ۡ ُ ُ ۡ َ ۡ َ َۢ ۡ َ ۡ‬
‫‪ ‬سيقولون ثلَٰثة رابِعهم ُكبهم ويقولون َخسة سادِسهم ُكبهم رجا بِٱبغي ِ ى‬
‫ذ َ ي ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ُ َ َ ۡ َ ي َ َ ُُ ۡ َُُۡ ۡ ُ ذ َٓ َ ۡ َ‬
‫ب أعل ُم بِعِ ذدت ِ ِهم ذما َي ۡعل ُم ُه ۡم إِل قل ِيل ي فَل‬ ‫ويقولون سبعة وثامِنهم ُكبه ٍّۚم قل ر ِ‬
‫ۡ َ‬ ‫َ َۡ َۡ‬ ‫ٓ َ‬ ‫ذ‬ ‫ُ‬
‫ت فِي ِهم َمِن ُه ۡم أ َحدا ‪ 22‬‬ ‫ت َمارِ فِي ِه ۡم إِل م َِراء ظَٰ ِهرا َول تستف ِ‬

‫‪1‬‬
‫إضافة إلى لفظة "رحيم" في البسملة‪ .‬أنظر الجزء األول ‪" ،‬الرحيم"‪.‬‬
‫‪387‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫‪ ‬وثاني وآخر مرة مرتبطة بالعدد ‪ 19‬في اآليتين ‪ 30‬و‪ 31‬من السورة‬
‫‪: 74‬‬
‫ۡ‬ ‫َ َ َ َ ۡ َ ٓ َ ۡ َ َٰ َ ذ ذ َ َ َٰٓ َ‬ ‫‪َ ‬علَ ۡي َها ت ِۡس َع َة َع َ َ‬
‫لئِكة ۖ َو َما َج َعل َنا‬ ‫ش ‪ 30‬وما جعلنا أصَٰ ٱنلارِ إِل م‬
‫ذ َ ُ ۡ ذ ۡ َ َ ذ َ َ َ ُ ْ َ ۡ َ ۡ َ ذ َ ُ ُ ْ ۡ َ َٰ َ َ َ ۡ َ َ‬
‫اد ذٱَّل َ‬
‫ِين‬ ‫عِدتهم إِل ف ِتنة ب َِّلِين كفروا ب ِيستيقِن ٱَّلِين أوتوا ٱبكِت ويزد‬
‫ول ذٱَّل َ‬ ‫َ َ ُ ْٓ َ َ َ َۡ َ َ ذ َ ُ ُ ْ ۡ َ َ َ ُۡ ۡ ُ َ َ َُ َ‬
‫ِين ِِف‬ ‫ءامنوا إِيمَٰنا ول يرتاب ٱَّلِين أوتوا ٱبكِتَٰ وٱلمؤمِنون و َِّلق‬
‫َ ٓ‬ ‫ض ُّل ذ ُ‬ ‫ذ َ ي َ ۡ َ َٰ ُ َ َ َ ٓ َ َ َ ذ ُ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ُُ‬
‫ٱَلل َمن يَشا ُء‬ ‫ٱَلل بِهَٰذا مثَل ٍّۚ كذَٰل ِك يُ ِ‬ ‫قلوب ِ ِهم مرض وٱبكفِرون ماذا أراد‬
‫َ َ َ ٓ ُ َ َ َ ۡ َ ُ ُ ُ َ َ َ َ ذ ُ َ َ َ َ ذ ۡ َ َٰ ۡ َ َ‬ ‫ََۡ‬
‫ش ‪ 31‬‬ ‫ويهدِي من يشاء ٍّۚ وما يعلم جنود ربِك إ ِل هو ٍّۚ وما ِِه إِل ذِكرى ل ِلب ِ‬

‫***‬

‫فعبارة "عـدتـهـ " الموصولة بالضمي ـر "هــ " ذكـرت إذاً فـي الس ـورة ‪ 18‬وفـي‬
‫السـورة ‪ .74‬ومن الواحدة إلى األخرى نعد ‪ 57‬سورة ‪:‬‬

‫الســــور‬
‫سورة" المدثر"‬ ‫سورة "الكهف"‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪74 73 72 71 70 69 68 67 66 )...( 26 25 24 23 22 21 20 19 18‬‬

‫‪ 57‬ســـورة‬

‫إن كلمة "عدته " مشتقة من كلمة "عدد" وفي القرآن توجد ‪ 57‬كلمة مشتقة‬
‫ّ‬
‫من كلمة "عدد"‪.‬‬

‫‪388‬‬
‫وتكلمـت األعـداد‬

‫إضــافة إلــى ذلــك فــإن العــدد ‪ 57‬هــو أيضــا مجمــوع كلمــات اآليــة ‪ 31‬مــن‬
‫عدته " لثاني وآخر مرة ‪:‬‬
‫السورة ‪ 74‬التي جاءت فيها كلمة " ّ‬
‫ملئكة‬ ‫إالّ‬ ‫النار‬ ‫أصحب‬ ‫جعلنا‬ ‫وما‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫للذين‬ ‫فتنة‬ ‫إالّ‬ ‫عدته‬ ‫جعلنا‬ ‫وما‬
‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬
‫ويزداد‬ ‫الكتب‬ ‫أوتوا‬ ‫الذين‬ ‫ليستيقن‬ ‫كفروا‬
‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬
‫الذين‬ ‫يرتاب‬ ‫وال‬ ‫إيمنا‬ ‫ءامنوا‬ ‫الذين‬
‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬
‫في‬ ‫الذين‬ ‫وليقول‬ ‫والمؤمنون‬ ‫الكتب‬ ‫أوتوا‬
‫‪30‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪25‬‬
‫هللا‬ ‫أراد‬ ‫ماذا‬ ‫والكفرون‬ ‫مرض‬ ‫قلوبهم‬
‫‪36‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪31‬‬
‫من‬ ‫هللا‬ ‫يضل‬
‫ّ‬ ‫كذلك‬ ‫مثال‬ ‫بهذا‬
‫‪42‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪37‬‬
‫يعلم‬ ‫وما‬ ‫يشاء‬ ‫من‬ ‫ويهدي‬ ‫يشاء‬
‫‪48‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬
‫هي‬ ‫وما‬ ‫هو‬ ‫إالّ‬ ‫رّبك‬ ‫جنود‬
‫‪54‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪49‬‬
‫للبشر‬ ‫ذكرى‬ ‫إالّ‬
‫‪57‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪55‬‬

‫إجماال نحصي ما يلي ‪:‬‬


‫ذ‬
‫‪ 57 ‬سورة من أول مرة وردت فيها كلمة "بِعِدتِهِم" إلى آخر مرة‬
‫َ‬
‫حيث جاءت كلمة "ع ذِدت ُه ۡم" ؛‬
‫َ‬
‫‪ 57‬كلمة في اآلية ‪ 31‬من السورة ‪ 74‬حيث ذكرت كلمة "ع ذِدت ُه ۡم"‬ ‫‪‬‬

‫لثاني وآخر مرة في القرآن ؛‬


‫‪ 57‬كلمة في القرآن مشتقة من الجذر "ع – د – د"‪.1‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر الملحق رقم ‪ ، 17‬الكلمات المشتقة من الجذر "ع د د" في القرآن‪.‬‬
‫‪389‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫‪ 57‬هو مضروب ‪ 19‬في ‪: )57 = 3 x 19( 3‬‬


‫‪ 3‬هو رقم سورة "آل عمران" في ترتيب المصحف ‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 19‬هو رقم سورة "مري " في ترتيب المصحف‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪( 3‬آل عمران) ‪( 19 x‬مري ) = ‪( 57‬الحديد)‬

‫إن عيســى ‪ ‬ابــن م ـريم ابنــة عم ـران قــد ذكــر فــي الق ـرآن علــى أنــه "عل ـ‬
‫للساعة"‪.1‬‬

‫والع ــدة أيض ــا مرتبط ــة بالس ــاعة‪ .‬إذ نتل ــو ف ــي الس ــورة ‪ 18‬بش ــأن أص ــحاب‬
‫َ َ َ َٰ َ َ ۡ َ ۡ َ َ َ ۡ ۡ َ ۡ َ ُ ٓ ْ َ ذ َ ۡ َ ذ َ َ ي َ ذ‬
‫اق َوأن‬ ‫الكهف قوله تعـالى ‪  :‬وكذل ِك أعَثنا علي ِهم َِّلعلموا أن وعد ٱَللِ ح‬
‫َ َ ُ ُ َ َ َ َٰ َ ي ذ ُ ُ ۡ َ ۡ ُ ُ ۡ َ َ ُ ُ َ َ ۡ َ ي‬ ‫ذ ََ َ َۡ َ َٓ‬
‫ِيها (…) ‪ 21‬سيقولون ثلثة رابِعهم ُكبهم ويقولون َخسة‬ ‫ٱلساعة ل ري ف‬
‫َ ُ ُ ۡ َُُۡ ۡ َ َۡ ۡ َۡ َ َُ ُ َ َ ۡ َ ي َ َ ُُ ۡ َۡ ُُ ۡ ُ ذ َ َ‬
‫ب أ ۡعلَ ُ‬
‫ام‬ ‫سادِسهم ُكبهم رجَۢا بِٱبغي ِ ى ويقولون سبعة وثامِنهم ُكابه ٍّۚم قال ر ٓ‬
‫ِ‬
‫بِعِ ذدت ِ ِهم (‪. 22 )...‬‬

‫***‬

‫أوصلنا إسمـا الجاللـة ‪" :‬الرحمــن" و "الرحيــ " إلـى ‪ 19‬و ‪ 18‬علـى التـوالي‬
‫وهماعددان مرتبطان بالعدة‪ .‬لكن للوصول إلى ‪ 18‬البد مـن المـرور مـرتين‬
‫بالعدد ‪ 9‬في عـد لفظـة "الـرحي "‪ .2‬ومتـى وصـلنا إلـى ‪ 18‬أي إلـى "الكهـف"‬
‫نعثــر مـرتين علــى لفظــة "كهــف" المرتبطــة بالعــدد ‪( 9‬اآليــة ‪ 9‬حيــث ذكــرت‬
‫كلمة "كهف" للمرة األولى والعدد ‪"( 9‬تسعا") وهـو آخـر لفظـة فـي اآليـة ‪25‬‬

‫‪1‬‬
‫سورة الزخرف ‪ ،‬اآلية ‪ .61‬أنظر الجزء األول ‪" :‬الرحمن ‪ ،‬التأويل"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" :‬الرحيم"‪.‬‬
‫‪390‬‬
‫وتكلمـت األعـداد‬

‫حيــث جــاءت كلمــة "كهــف" آلخــر مـرة)‪ .1‬فمفهــوم العــدة مـرتبط إذن ارتباطــا‬
‫وثيقا بالعدد ‪ 19‬و ب ـ ‪.18 = 9 + 9‬‬
‫ولفظة "عدته " في اآلية ‪ 31‬من السورة ‪ 74‬هي اللفظة التاسعة (‪ )9‬بين‬
‫كلمات هذه اآلية ‪:‬‬

‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ َ َ َ ۡ َ ٓ َ ۡ َ َٰ َ ذ ذ َ َ َٰٓ َ‬


‫لئِكة ۖ َو َما َج َعل َنا ع ذِدت ُه ۡم (‪ 31 )...‬‬ ‫‪ ‬وما جعلنا أصَٰ انلارِ إِل م‬

‫ملئكة‬ ‫إالّ‬ ‫النار‬ ‫أصحب‬ ‫جعلنا‬ ‫وما‬


‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫عدته‬ ‫جعلنا‬ ‫وما‬
‫(‪)...‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬

‫كما أنها تحتل المرتبة الثامنة عشر (‪ )18‬في اآلية ‪ 22‬من السورة ‪: 18‬‬

‫َ َ ُ ُ َ َ َ َ ي ذ ُ ُ ۡ َ ۡ ُ ُ ۡ َ َ ُ ُ َ َ ۡ َ ي َ ُ ُ ۡ َ ۡ ُ ُ ۡ َ ۡ َ َۢ ۡ َ ۡ‬
‫‪ ‬سيقولون ثلَٰثة رابِعهم ُكبهم ويقولون َخسة سادِسهم ُكبهم رجا بِٱبغي ِ ى‬
‫َ َُ ُ َ َ ۡ َ ي َ َ ُُ ۡ َُُۡ ۡ ُ ذ َٓ َ ۡ َ‬
‫ب أعل ُم بِعِ ذدت ِ ِهم (‪ 22 )...‬‬ ‫ويقولون سبعة وثامِنهم ُكبه ٍّۚم قل ر ِ‬

‫خمسة‬ ‫ويقولون‬ ‫كلبهم‬ ‫رابعهم‬ ‫ثلثة‬ ‫سيقولون‬


‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫سبعة‬ ‫ويقولون‬ ‫بالغيب‬ ‫رجما‬ ‫كلبهم‬ ‫سادسهم‬
‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬
‫بعدته‬ ‫أعلم‬ ‫رّبي‬ ‫قل‬ ‫كلبهم‬ ‫وثامنهم‬
‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬
‫(…)‬

‫***‬
‫‪1‬‬
‫أنظر الملحق رقم ‪ : 12‬كلمة "الكهف" في القرآن‪.‬‬
‫‪391‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫أصــحاب الكهــف والتــي تبــدأ‬ ‫إن العــدة التــي تــذكرها الســورة ‪ 18‬هــي عــدة‬
‫ٱلرقِي ِم ََكنُاوا ْ م ۡ‬ ‫َ ۡ َ‬
‫ك ۡه ِف َو ذ‬ ‫ت أ َ ذن أ َ ۡص َ‬
‫س ۡب َ‬ ‫َۡ‬
‫ِان‬ ‫ٱب‬ ‫ََٰٰ‬ ‫قصتهم فـي اآليـة ‪  : 9‬أم َح ِ‬
‫َء َايَٰت َنا َع َ‬
‫ج ًبا ‪. 9‬‬ ‫ِ‬

‫وهــذه اآليــة تتحــدث فــي آن واحــد عــن الحســاب وعــن الــرقيم وعــن العجــب‪.‬‬
‫حقا ‪ ،‬إن العلم المستمد مـن القـرآن يسـتخدم الرياضـيات واللسـانيات كوسـيلة‬
‫لفك التشفير‪ .‬أوليس من العجب أن نرى ظهور هذا العلم اليوم ‪ ،‬بعـد أكثرر‬
‫من أربعة عشر ‪ 14‬قرنا من نزول القرآن الكريم ؟‬

‫***‬

‫نتذكر أن العدد ‪ 9‬يأتي دوما بالجديد ‪( neuf‬نف) ‪:‬‬


‫سورة واحدة فقط في القرآن كله ال تبدأ ببسملة ظاهرة ‪ ،‬وهي السـورة‬ ‫‪‬‬

‫‪( 9‬التوبة)‪.‬‬
‫مـرة واحــدة فــي القـرآن كلــه لــم تســتخدم لفظــة "رحــي " كاســم مــن أســماء‬ ‫‪‬‬

‫هللا الحسنى وهي لفظة "رحي " التاسعة (‪ )9‬من السورة ‪( 9‬التوبة)‪.‬‬

‫***‬

‫ذ ِكر في القرآن ثالثـون (‪ )30‬عـددا مختلفـا ‪ ،‬وقـد ذكـرت إجمـاال ‪ 199‬مـرة‪.‬‬


‫كون من العدد ‪ 19‬بجانب العدد ‪.9‬‬ ‫وهذا العدد يت ّ‬
‫و‪ 19‬و ‪ 9‬عــددان مــن بــين األعــداد الثالثــين (‪ )30‬المختلف رة المرروكورة فرري‬
‫القررررآن الكرررريم‪ .‬يحتــل العــدد ‪ 9‬المرتبــة ‪ 21‬فــي ترتيــب المصــحف أي أن‬
‫هناك ‪ 9‬أعداد مختلفة بعده ‪ ،‬وآخرها هو العدد ‪: 19‬‬

‫‪392‬‬
‫وتكلمـت األعـداد‬

‫ترتيب ظهور جميع األعداد المختلفة وفقا لترتيب المصحف‬


‫‪3 000 100‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1 000‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪2 000 200‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5 000‬‬
‫‪19 50 000 60‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪100 000 50‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫إضافة إلى هذا فإن حاصل األعداد التسعة المختلفة يعطي مضاعف ‪، 19‬‬
‫وهذه النتيجة ملفتة لالنتباه ألنها ليست خاضعة بأية حال من األحوال إلى‬
‫قاعدة حسابية يمكن التنبؤ بها ‪:‬‬

‫‪19 + 50 000 + 60 + 99 +100 000 + 50 + 80 + 300 + 5‬‬


‫= ‪150 613‬‬
‫= ‪19 x 7927‬‬

‫***‬

‫لنعد اآلن إلى ّأول ما نزل من القرآن وهو اآليات الخمس (‪ )5‬األولى من‬
‫السورة ‪( 96‬العل ) والتي تذكر مفهومين أساسين هما ‪" :‬االس " و"العل "‪.‬‬

‫متفحصة لمكونات اآليات الخمس (‪ )5‬األولى من التنزيل تظهـر أن‬


‫نظرة ّ‬
‫مكررة ‪:‬‬
‫ثمة ‪ 6‬أزواج لكلمات ّ‬
‫‪ - 1‬اق أر‬
‫‪ - 2‬ربك‬
‫‪ - 3‬الذي‬
‫‪ - 4‬خل‬
‫‪ - 5‬اإلنسن‬
‫‪ - 6‬عل‬
‫وهذه الكلمات الست وردت كالتالي ‪:‬‬
‫‪393‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫ربك الذي خل‬ ‫ِ‬


‫‪1‬‬ ‫اق أر باسم ّ‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫خل اإلنسن من علق ‪2‬‬


‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬

‫ربك األكرم ‪3‬‬


‫اق أر و ّ‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫الذي عّل بالقلم ‪4‬‬


‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬

‫عّل اإلنسن ما لم يعلم ‪5‬‬


‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬

‫إن هوه الكلماف الست (‪ )6‬المكر تتألف من ‪ 23‬حرفا وبالتالي يكون‬‫ّ‬


‫عددها الكام في اآلياف الخمس ضعف ‪ 23‬حرفا‪.‬‬
‫وهذا ينبه إلى عدد أزواج الكرومزومات البشرية‪ .‬السيما أن اآلية الثانيـة تـنص‬
‫َ َ َ ۡ َ َٰ َ ۡ َ َ‬
‫اق ‪ . 2‬فاإلنسـان‬ ‫ٱۡلنسن مِن عل ٍ‬‫على أن اإلنسان خِلـق مـن علـق ‪  :‬خلق ِ‬
‫ثمـرة علـــ بــين ‪ 23‬كرومــوزوم يرثهــا مــن أبيــه و ‪ 23‬كرومــوزوم يرثهــا مــن‬
‫أمه‪.‬‬
‫ّ‬
‫أمــا الكلمــات التــي ال تتكــرر فــي هــذه اآليــات فمجمــوع حروفهــا ‪ .30‬و ّأول‬
‫ّ‬
‫هذه الكلمات هي "باس " التـي تعيـدنا إلـى الكلمـة األولـى مـن البسـملة "بسـ‬
‫هللا"‪.‬‬

‫إن مجموع حروف اآليـات الخمس (‪ )5‬األولى في التنزيل هو ‪: 76‬‬


‫ّ‬
‫‪ 46‬حرفا التي تتكون منها الكلمات التي تتكر‬
‫‪ 30‬حرفا التي تتكون منها الكلمات التي ال تتكر‬ ‫‪+‬‬
‫‪ 76‬حرفا‬ ‫=‬
‫‪394‬‬
‫وتكلمـت األعـداد‬

‫ب‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ا‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ل‬ ‫خ‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ك‬
‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬
‫ع‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ق‬
‫‪30‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬
‫ك‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ل‬
‫‪40‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪31‬‬
‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫‪50‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪41‬‬
‫ع‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫‪60‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪51‬‬
‫ا‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫‪70‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪61‬‬
‫م‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫‪76‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪71‬‬

‫في حين أن العدد ‪ 76‬هو رقم سورة "اإلنسان" في المصحف‪ .‬وهذا يشير‬
‫ََ‬ ‫َ ََ ۡ‬
‫ٱۡل َ َٰ‬
‫نس َن م ِۡن عل ٍق ‪.1 2‬‬ ‫إلى قوله تعالى ‪  :‬خلق ِ‬
‫كما أن العدد ‪ 76‬هو أيضا مضروب ‪ 19‬في ‪.)76 = 4 x 19( 4‬‬
‫‪ 4‬هو رقم سورة النساء في المصحف‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 19‬هــو رقــم ســورة مـــري ‪ ،‬وهــي الســورة الوحيــدة التــي تحمــل اســم‬ ‫‪‬‬

‫امـرأة‪ .‬وفــي النصــود الدينيــة اليهوديــة والمســيحية فــإن المســيح ‪ ،‬الــذي‬


‫يثبت القرآن أنه عيسى بن مريم ‪ ، ‬يدعى "ابن اإلنسان"‪.‬‬

‫إن كان ــت اآلي ــات الخم ــس (‪ )5‬األول ــى م ــن الس ــورة ‪ 96‬تع ــد ‪ 76‬حرف ــا أي‬
‫حاصــل ضــرب ‪ 19‬فــي ‪ ، 4‬فــإن مجمــوع حــروف مجمــل ســورة العلــق التــي‬
‫تعد ‪ 19‬آية هو ‪ 285‬حرفا أي حاصل ضرب ‪ 19‬في ‪: 15‬‬
‫ّ‬

‫‪1‬‬
‫سورة العلق ‪ ،‬اآلية ‪.2‬‬
‫‪395‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫خ‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ا‬
‫‪19‬‬ ‫‪18 17 16 15 14 13 12 11 10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ر‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ن س ن‬ ‫إ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ل‬
‫‪38‬‬ ‫‪37 36 35 34 33 32 31 30 29 28 27 26 25 24 23 22 21 20‬‬
‫ق‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ب‬
‫‪57‬‬ ‫‪56 55 54 53 52 51 50 49 48 47 46 45 44 43 42 41 40 39‬‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن س ن‬ ‫إ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬
‫‪76‬‬ ‫‪75 74 73 72 71 70 69 68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58‬‬
‫ر‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫غ‬ ‫ط‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ن س ن‬ ‫إ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ك‬
‫‪95‬‬ ‫‪94 93 92 91 90 89 88 87 86 85 84 83 82 81 80 79 78 77‬‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ى‬ ‫ن‬ ‫غ‬ ‫س ت‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫ء‬
‫‪114 113 112 111 110 109 108 107 106 105 104 103 102 101 100 99 98 97 96‬‬
‫ب‬ ‫ع‬ ‫ى‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ي ي‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي ت‬ ‫ء‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫ر‬
‫‪133 132 131 130 129 128 127 126 125 124 123 122 121 120 119 118 117 116 115‬‬
‫ع‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ي ت‬ ‫ء‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫ا ص ل‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫‪152 151 150 149 148 147 146 145 144 143 142 141 140 139 138 137 136 135 134‬‬
‫ى‬ ‫و‬ ‫ت ق‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫‪171 170 169 168 167 166 165 164 163 162 161 160 159 158 157 156 155 154 153‬‬
‫ي‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ذ‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ي ت‬ ‫ء‬ ‫ر‬ ‫أ‬
‫‪190 189 188 187 186 185 184 183 182 181 180 179 178 177 176 175 174 173 172‬‬
‫ن‬ ‫ئ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ى‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫‪209 208 207 206 205 204 203 202 201 200 199 198 197 196 195 194 193 192 191‬‬
‫ي‬ ‫ا ص‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ن س ف ع‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫‪228 227 226 225 224 223 222 221 220 219 218 217 216 215 214 213 212 211 210‬‬
‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ئ‬ ‫ط‬ ‫ا‬ ‫خ‬ ‫ة‬ ‫ب‬ ‫ذ‬ ‫ك‬ ‫ة‬ ‫ا ص ي‬ ‫ن‬ ‫ة‬
‫‪247 246 245 244 243 242 241 240 239 238 237 236 235 234 233 232 231 230 229‬‬
‫ك‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫ز‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫س ن‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫‪266 265 264 263 262 261 260 259 258 257 256 255 254 253 252 251 250 249 248‬‬
‫ل ا ل ا ت ط ع ه و ا س ج ه و ا ق ت ر ب‬
‫‪285 284 283 282 281 280 279 278 277 276 275 274 273 272 271 270 269 268 267‬‬

‫إضافة إلى هذا كله فإن الكلمات السـت (‪ )6‬التـي تتكـرر فـي التنزيـل األول‬
‫مرتّبــة بشــكل ارئــع مــن الدقــة ؛ ممــا يجلــي درجــة اإلتقــان واإلعجــاز فــي بنيــة‬
‫النص القرآنـي‪ .‬فتكـرار هـذه الكلمـات كلهـا يخضـع إلـى ترتيـب واحـد‪ .‬وهكـذا‬
‫أن أربعــا مــن بــين هــذه الكلمــات الســت وهــي اقــ أر" و "ربــك" و"الــذي"‬
‫نجــد ّ‬
‫و"اإلنسن" يفصل بين تكرار كل منها ‪ 5‬كلمات أخرى هي أيضا مكررة‪.‬‬

‫‪396‬‬
‫وتكلمـت األعـداد‬

‫اإلنسن‬ ‫خل‬ ‫خل‬ ‫الذي‬ ‫ربك‬ ‫اق أر‬


‫اإلنسن‬ ‫عل‬ ‫عل‬ ‫الذي‬ ‫ربك‬ ‫اق أر‬

‫‪ 5‬كلماف تتكرر بين كلمتي اقرأ ‪:‬‬

‫اق أر‬ ‫اإلنسن‬ ‫خلق‬ ‫خلق‬ ‫الذي‬ ‫ربك‬ ‫اق أر‬


‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 5‬كلماف تتكرر بين كلمتي ربك ‪:‬‬

‫ربك‬ ‫اق أر‬ ‫اإلنسن‬ ‫خلق‬ ‫خلق‬ ‫الذي‬ ‫ربك‬


‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫والظاهرة نفسها تنطبق كذلك على لفظتي "الذي" و "اإلنسن"‪.‬‬

‫الذي‬ ‫ربك‬ ‫اق أر‬ ‫اإلنسن‬ ‫خلق‬ ‫خلق‬ ‫الذي‬


‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫اإلنسن‬ ‫علم‬ ‫علم‬ ‫الذي‬ ‫ربك‬ ‫اق أر‬ ‫اإلنسن‬


‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫ومــن بــين الكلمــات التــي تتكــرر نالحــظ أن كلمتــي ‪" :‬خل ـ " و"عّل ـ " همــا‬
‫الوحيدتان اللتان ال تفصل بينهما كلمـات ‪ ،‬وهـذا طبيعـي ألن تكرارهمـا جـاء‬
‫متتابعا‪: 1‬‬

‫‪1‬‬
‫تكرارها جاء متتابعا أي أنه ال توجد أية كلمة بين لفظة "خل " األولى والثانية ‪ ،‬وكذلك األمـر‬
‫بالنسبة لكلمة "عّل " األولى والثانية‪.‬‬
‫‪397‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫خل‬ ‫خل‬

‫عّل‬ ‫عّل‬

‫ف ــي ح ــين أن ع ــدد الكلم ــات الت ــي تتك ــرر والت ــي تفص ــل ب ــين لفظ ــة "خلـــ "‬
‫األولى ولفظة "عّل " األولى هو ‪ 5‬كلمات ‪:‬‬

‫عل‬ ‫الذي‬ ‫ربك‬ ‫اق أر‬ ‫اإلنسن‬ ‫خلق‬ ‫خل‬


‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫وكذلك األمر بالنسبة للفظة" خل " الثانية ولفظة "عل " الثانية ‪:‬‬

‫عل‬ ‫علم‬ ‫الذي‬ ‫ربك‬ ‫اق أر‬ ‫اإلنسن‬ ‫خل‬


‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫إن ترتيب كلمات أول تنزيل يسير وفق قاعدتين مختلفتين في الحالتين‬
‫لكنهما منسجمتان تماما‪.‬‬

‫***‬

‫إن ســورة "العل ـ " أول ســورة فــي ترتيــب التنزيــل هــي الســورة ‪ 96‬فــي ترتيــب‬
‫المص ــحف‪ .‬وبم ــا أن القـ ـرآن يش ــتمل عل ــى ‪ 114‬س ــورة ‪ ،‬فه ــي إذن الس ــورة‬
‫األولى ضمن السور التسعة عشر (‪ )19‬األخيرة‪.‬‬

‫‪398‬‬
‫وتكلمـت األعـداد‬

‫إن مجموع أرقام ترتيب هذه السور ‪ 19‬األخيـرة فـي المصـحف هـو مضـاعف‬
‫‪ 19‬وهــي خاصــية حســابية عاديــة‪ ، 1‬وكــذلك حاصــل ضــرب ‪ 19‬فــي ‪105‬‬
‫بالضبط ‪ ،‬أي العدد الوسط في هذه السلسلة ‪:‬‬

‫ترتيـب التنزيـل‬ ‫ترتيـب المصحف‬ ‫أسمـــاء الســــــور‬


‫‪1‬‬ ‫‪96‬‬ ‫العل‬
‫‪25‬‬ ‫‪97‬‬ ‫القدر‬
‫‪100‬‬ ‫‪98‬‬ ‫البينة‬
‫‪93‬‬ ‫‪99‬‬ ‫الزلزلة‬
‫‪14‬‬ ‫‪100‬‬ ‫العاديات‬
‫‪30‬‬ ‫‪101‬‬ ‫القارعة‬
‫‪16‬‬ ‫‪102‬‬ ‫التكاثر‬

‫‪ 19‬ســــــــــــــــــــــــــــــــــورة‬
‫‪13‬‬ ‫‪103‬‬ ‫العصر‬
‫‪32‬‬ ‫‪104‬‬ ‫الهمزة‬
‫‪19‬‬ ‫‪105‬‬ ‫الفيل‬
‫‪29‬‬ ‫‪106‬‬ ‫قريش‬
‫‪17‬‬ ‫‪107‬‬ ‫الماعون‬
‫‪15‬‬ ‫‪108‬‬ ‫الكوثر‬
‫‪18‬‬ ‫‪109‬‬ ‫الكافرون‬
‫‪114‬‬ ‫‪110‬‬ ‫النصر‬
‫‪6‬‬ ‫‪111‬‬ ‫المسد‬
‫‪22‬‬ ‫‪112‬‬ ‫اإلخالص‬
‫‪20‬‬ ‫‪113‬‬ ‫الفلق‬
‫‪21‬‬ ‫‪114‬‬ ‫الناس‬
‫‪‬‬
‫‪+ 105 + 104 + 103 + 102 + 101 + 100 + 99 + 98 + 97 + 96‬‬
‫‪= 114 + 113 + 112 + 111 + 110 + 109 + 108 + 107 + 106‬‬
‫‪= 1995‬‬
‫‪105 x 19‬‬

‫نظ ار لكون العدد اإلجمالي لسور القرآن (‪ )114‬هو مضاعف ‪.19‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪399‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫قررا حيــث يظهــر‬ ‫إال أن مررا ال يمكررن استخالصررب بشررك عررادذ مررن هرروه ا‬
‫اإلعجــاز القرآنــي هــو أن الســورة ‪" 105‬الفيـــل" فــي ترتيــب المصــحف هــي‬
‫السورة ‪ 19‬في ترتيب التنزيل‪ .‬و ‪ 19‬هنا هو مضروب ‪.105‬‬

‫***‬

‫مــن الســورة ‪ 19‬فــي ترتيــب المصــحف "مـــري " إلــى الســورة ‪ 19‬فــي ترتيــب‬
‫التنزيل "الفيل" (‪ 105‬في ترتيب المصحف) توجد ‪ 87‬سورة ‪:‬‬

‫الســــور‬
‫سورة" الفيل"‬ ‫سورة "مري "‬
‫رقم ‪ 19‬في التنزيل‬ ‫رقم ‪ 19‬في المصحف‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪105‬‬ ‫‪104 103 102 101 100 99 )...( 25 24 23 22 21 20‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪ 87‬ســـورة‬

‫إن السورة ‪" 87‬األعلى" تشتمل على ‪ 19‬آية‪.‬‬

‫***‬

‫الحظنا في الجزء األول أن السورة ‪( 9‬التوبة) تتميز عن غيرها مـن السـور‬


‫‪ 113‬الباقيــة بخفــاء البســملة فــي بــدايتها‪ .‬ونظ ـ ار لهــذا االســتثناء يكــون عــدد‬
‫السور التي تفتتح ببسملة مرئية هو ‪ 113‬من بين ‪.114‬‬

‫و الســورة ‪ 9‬هــي الســورة مــا قبــل األخي ـرة فــي التنزيــل أي أنهــا تحمــل الــرقم‬
‫‪ 113‬في ترتيب التنزيل‪.‬‬

‫‪400‬‬
‫وتكلمـت األعـداد‬

‫‪ 113‬سورة تبدأ ببسملة‬


‫‪‬‬
‫‪ 114‬ســورة‬
‫‪‬‬
‫سورة واحدة ال تظهر فيها البسملة وهي السورة ‪9‬‬
‫(التوبة) إنها السورة ‪ 113‬في ترتيب التنزيل‬

‫***‬

‫رأين ــا أع ــاله أن ــه اتباع ــا لترتي ــب المص ــحف نج ــد ‪ 87‬س ــورة م ــن الس ــورة ‪19‬‬
‫(مـريم) إلــى الســورة ‪ 19( 105‬فــي التنزيــل) ‪ ،‬فــال يبقــى إذاً ســوى ‪ 27‬ســورة‬
‫من بين ‪ .114‬ونالحظ هنا أن هذه السور المتبقة مقسمة بحيـث توجـد ‪18‬‬
‫سورة قبل السورة ‪ 19‬و ‪ 9‬سور بعد السورة ‪ 19( 105‬في التنزيل)‪.‬‬

‫والعدد ‪ 27‬هو رقم سورة النمل في المصحف وهـي التـي تحتـوي فـي نصـها‬
‫على البسلمة الفريدة االستثنائية في القرآن‪ 1‬كله و تتألف من ‪ 19‬حرف‪.‬‬

‫واتباع ـ ــا لترتي ـ ــب المص ـ ــحف أيض ـ ــا نج ـ ــد ‪ 105‬س ـ ــورة م ـ ــن الس ـ ــورة ‪ 9‬ف ـ ــي‬
‫المص ــحف ورقمه ــا ‪ 113‬ف ــي التنزي ــل إل ــى الس ــورة ‪ 113‬ف ــي المص ــحف‬
‫(الفلق) ‪:‬‬

‫الســــور‬
‫سورة "الفل "‬ ‫سورة "التوبة" (‪ 9‬في المصحف)‬
‫رقم ‪ 113‬في المصحف‬ ‫رقم ‪ 113‬في التنزيل‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪113 112 111 110 109 108 107 106 )...( 16 15 14 13 12 11 10 9‬‬

‫‪ 105‬ســـورة‬

‫‪1‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" :‬الرحمن ‪ ،‬التأويل"‪.‬‬
‫‪401‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫فــال يبقــى إذن إال ‪ 9‬ســور ‪ 8 ،‬ســور قبــل ســورة "التوبــة" وســورة واحــدة )‪(1‬‬
‫بعد سورة "الفلق"‪.‬‬

‫نجم ك ذلك كما يلي ‪:‬‬


‫‪ ‬مــن الســورة ‪ 19‬فــي المصــحف إلــى الســورة ‪ 19‬فــي التنزيــل توجــد‬
‫‪ 87‬سورة‪ .‬و‪ 87‬هـو فـي ترتيـب المصـحف رقـم لسـورة عـدد آياتهـا ‪.19‬‬
‫إضافة إلـى هـذه السـور السـبعة وثمـانين (‪ )87‬يتبقـى ‪ 27‬سـورة‪ .‬و ‪27‬‬
‫هــو فــي ترتيــب المصــحف رقــم الســورة الوحيــدة التــي تتضــمن البســملة‬
‫المكونة من ‪ 19‬حرفا بداخل نصها‪.‬‬

‫مـ ـ ــن السـ ـ ــورة ‪ 113‬فـ ـ ــي ترتيـ ـ ــب التنزيـ ـ ــل (السـ ـ ــورة ‪ 9‬فـ ـ ــي ترتيـ ـ ــب‬ ‫‪‬‬

‫المصحف) إلـى الســورة ‪ 113‬فـي ترتيـب المصحــف توجـد ‪ 105‬سـورة‪.‬‬


‫و ‪ 105‬هــو فــي ترتيــب المصــحف رقــم الســورة ‪ 19‬فــي ترتيــب التنزيــل‪.‬‬
‫إض ــافة إل ــى ه ــذه الس ــور ‪ 105‬يتبق ــى ‪ 9‬س ــور‪ .‬و ‪ 9‬ه ــو ف ــي ترتي ــب‬
‫المصــحف رقــم الســورة الوحيــدة التــي ال تظهــر بســملة فــي أولهــا وهــي‬
‫السورة ‪ 113‬في التنزيل‪.‬‬

‫***‬

‫إن العالقــة المتوصــل إليهــا بــين البســملة غيــر الظــاهرة فــي بدايــة الســورة ‪9‬‬
‫وب ــين البس ــملة ب ــداخل الس ــورة ‪ 27‬يب ــدو أكث ــر وض ــوحا م ــن خ ــالل أرق ــام‬
‫التنزيل من السـورة ‪ 1‬إلـى السـورة ‪ .27‬فأرقـام التنزيـل للسـور مـن السـورة ‪1‬‬
‫إلى السورة ‪ 9‬تتكون من ‪ 19‬عددا أحاديا ‪:‬‬

‫‪402‬‬
‫وتكلمـت األعـداد‬

‫ترتيـب التنزيـل‬ ‫ترتيــب المصحـف‬ ‫أسمـــــــاء الســـــــو ر‬


‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الفاتحة‬
‫‪1‬‬
‫‪‬‬ ‫‪8 7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪‬‬ ‫‪8 9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪‬‬ ‫‪9 2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1 1 2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪‬‬ ‫‪5 5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪‬‬ ‫‪3 9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪‬‬ ‫‪8 8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬
‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1 1 3‬‬
‫‪9‬‬ ‫التوبـة‬
‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬

‫وبعد السورة ‪ ، 9‬أي ابتـداء مـن السـورة ‪ ، 10‬نصـل إلـى العـدد التاسـع‬
‫عشر (‪ )19‬عند أول رقم أحادي في ترتيب ال تنزيل للسورة ‪: 19‬‬

‫ترتيـب التنزيـل‬ ‫ترتيــب المصحـف‬ ‫أسمـــــــاء الســـــــو ر‬


‫‪5 1‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪5 2‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪5 3‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪9 6‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬
‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪7 2‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهيم‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪403‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫‪5 4‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬


‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪7 0‬‬ ‫‪16‬‬ ‫النحل‬
‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪5 0‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬
‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪6 9‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬
‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪....4 4 ‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مري‬
‫‪19‬‬

‫وأخي ار ‪ ،‬اعتبا ار من ثاني رقم أحادي في ترتيب التنزيل للسـو ةر ‪ 19‬نصـل إلـى العـدد‬
‫التاسع عشر (‪ )19‬عند ثاني رقم أحادي في ترتيب التنزيل للسو ةر ‪: 27‬‬

‫ترتيـب التنزيـل‬ ‫ترتيــب المصحـف‬ ‫أسمــــــاء الســــــو ر‬


‫‪4 4‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫‪1‬‬
‫‪4 5‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪7 3‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪1 0 3‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬
‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪7 4‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪1 0 2‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬
‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪4 2‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الفرقان‬
‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪4 7‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬
‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪4 8‬‬ ‫النمل‬
‫‪27‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪404‬‬
‫وتكلمـت األعـداد‬

‫إن أرقام التنزيل من السورة ‪ 1‬إلى السورة ‪ 27‬تجمع ‪ 57‬عددا أحاديـا‪ .‬وهـو‬
‫حاصل ضرب ‪ 3‬في ‪: 19‬‬
‫‪ 19‬عددا أحاديا على مستوى رقم التنزيل للسورة ‪، 9‬‬ ‫‪‬‬

‫ثم ‪ 19‬عددا أحاديا على مستوى رقم التنزيل للسورة ‪، 19‬‬ ‫‪‬‬

‫ثم ‪ 19‬عددا أحاديا أيضا على مستوى رقم التنزيل للسورة ‪.27‬‬ ‫‪‬‬

‫***‬

‫إن كون سورة "التوبة" هي السورة ما قبل األخيرة فـي التنزيـل لـه داللـة كبيـرة ؛‬
‫ألنها تنص على قطيعة تامـة مـع الجاهليـة ومعاهـدة يرجـى منهـا نصـر مـن‬
‫هللا ول ــذلك فالس ــورة التـ ـي تتلوه ــا ف ــي ترتي ــب التنزي ــل أي األخيـ ـرة ف ــي ن ــزول‬
‫القرآن الكريم هي "النصر"‪.‬‬

‫ونلف ــت االنتب ــاه هن ــا إل ــى أن الس ــورة ‪ 113‬ف ــي التنزي ــل (‪ 9‬ف ــي المص ــحف)‬
‫اسمها "التوبة" وأن السورة ‪ 114‬واألخيرة في ترتيب التنزيـل ("النصر" ‪110‬‬
‫توابا"‪.‬‬
‫في المصحف) تنتهي بكلمة " ّ‬

‫سورة "النصر"‬
‫‪ 110‬في ترتيب المصحف ‪ 114 ،‬في ترتيب التنزيل‬

‫ٱلرِنَٰمۡح ذ‬ ‫ذ‬
‫ٱَللِ ذ‬
‫ِيم‬
‫ٱلرح ِ‬ ‫ِمۡسِب‬

‫َ َ َٓ َ ۡ ُ ذ َ َۡ ۡ ُ َ ََۡ َ ذ َ َ ۡ ُ ُ َ‬
‫ِين‬
‫ِ‬ ‫د‬ ‫ِف‬ ‫‪ ‬إِذا جاء نَص ٱَللِ وٱبفتح ‪ 1‬ورأيت ٱنلاس يدخل ِ‬
‫ون‬
‫َۢ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َ َ َۡ َۡ ََ َ َ ۡ َۡ ُۡ ذُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ذ َۡ‬
‫ٱَللِ أفواجا ‪ 2‬فسبِح ِِبم ِد ربِك وٱستغفِرهٍّۚ إِنهۥ َكن توابا ‪ 3‬‬

‫‪405‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫إن فــتح هللا وإظهــار الحــق مــن ممي ـ ازت العهــود المهدويــة‪ .‬فــأول ســورة فــي‬
‫تنزيــل القـرآن "العلـ " تعـ ّـد ‪ 19‬آيــة كمــا أن آخــر ســورة فــي التنزيــل "النصــر"‬
‫تعد ‪ 19‬كلمة ‪:‬‬

‫والفتح‬ ‫هللا‬ ‫نصر‬ ‫جاء‬ ‫إذا‬


‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫دين‬ ‫في‬ ‫يدخلون‬ ‫الناس‬ ‫ورأيت‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫ربك‬ ‫بحمد‬ ‫فسبح‬ ‫أفواجا‬ ‫هللا‬
‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬
‫توابا‬ ‫كان‬ ‫إنه‬ ‫واستغفره‬
‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬

‫ثم إن اآلية األولى فـي هـذه السـورة تتـألف مـن ‪ 5‬كلمــات هـي نفسـها تتـألف‬
‫من ‪ 19‬حرفا‪: 1‬‬

‫إذا جاء نصر هللا والفتح‬


‫‪‬‬
‫‪ 5‬كلمـات‬
‫والفتح‬ ‫هللا‬ ‫نصر‬ ‫جاء‬ ‫إذا‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪‬‬
‫‪ 19‬حرفـــــا‬
‫ا ج ا ء ن د ر ا ل ل ه و ا ل ف ت ح‬ ‫ذ‬ ‫إ‬
‫‪19 18 17 16 15 14 13 12 11 10 9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬
‫للتذكير فإن أول سورة في تنزيل القرآن وهي "العلق" المكونة من ‪ 19‬آية تبدأ ب ـ ‪ 5‬آيات هي‬
‫أول ما نزل من الوحي‪.‬‬
‫‪406‬‬
‫وتكلمـت األعـداد‬

‫أما آخر آية فيها فتشتمل على ‪ 30‬حرفا ‪:‬‬

‫فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا‬


‫‪‬‬
‫‪ 30‬حرف ـ ـ ــا‬
‫س ت‬ ‫ا‬ ‫ف س ب ح ب ح م د ر ب ك و‬
‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ا‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ن ت‬ ‫ا‬ ‫ه ك‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ه‬ ‫غ ف ر‬
‫‪30‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬

‫ونذكر هنـا مـرة أخـرى ب ّ‬


‫ـأن العـدد ‪ 19‬ذكـر فـي آيـة رقمهـا ‪( 30‬السـورة ‪)74‬‬ ‫ّ‬
‫الداخلية الفريـدة (السـورة ‪ 1)27‬جـاءت هـي األخـرى فـي آيـة‬
‫ّ‬ ‫كما أن البسملة‬
‫رقمها ‪.30‬‬

‫***‬

‫هنـ ــاك مجموع ـ ــة أخـ ــرى مـ ــن المالحظ ـ ــات تجلـ ــب االنتبـ ــاه إلـ ــى العـ ــدد ‪19‬‬
‫وبالتــالي إلــى القيمــة الرمزّيــة التــي يتضــمنها (‪ = 19‬حـ )‪ .2‬فلــو أخــذنا كــل‬
‫السور التي تحمل في ترتيب المصحف رقما هـو حاصـل ضـرب العـدد ‪19‬‬
‫ذذ بررد بررأن‬ ‫نجــد سلســلة مــن المالحظــات تتعلــق بالعــدد ‪ .19‬نــذكر برراد‬
‫أو آيرررة مسرررتقالن عرررن‬ ‫يّرررة سرررو‬ ‫ترتيرررل المصرررحف وترتيرررل التنزيررر‬
‫بعضهما‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" :‬الرحمن ‪ ،‬التأويل"‪.‬‬
‫‪ 2‬أنظر الجزء األول ‪" :‬الرحيم" ثم هذا الجزء ‪" ،‬رموز الحروف في القرآن"‪.‬‬
‫‪407‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫يشــتمل القـرآن علــى ‪ 114‬ســورة ‪ ،‬والعــدد ‪ 114‬هــو حاصــل ضــرب ‪ 19‬فــي‬


‫‪ .6‬فم ــن المنطق ــي أن نحص ــل عل ــى ‪ 6‬س ــور ترتيبه ــا ف ــي المص ــحف ه ــو‬
‫مضاعف ‪ .19‬وهي السور اآلتية ‪:‬‬

‫‪19 = 19 x 1‬‬ ‫‪( 19‬مريم)‬ ‫السورة‬


‫‪38 = 19 x 2‬‬ ‫‪( 38‬ص)‬ ‫السورة‬
‫‪57 = 19 x 3‬‬ ‫‪( 57‬الحديد)‬ ‫السورة‬
‫‪76 = 19 x 4‬‬ ‫‪( 76‬اإلنسان)‬ ‫السورة‬
‫‪95 = 19 x 5‬‬ ‫‪( 95‬التين)‬ ‫السورة‬
‫‪114 = 19 x 6‬‬ ‫‪( 114‬الناس)‬ ‫السورة‬

‫إن جمع هذه األرقام الست (‪ )6‬في ترتيب المصحـف ‪ ،‬والتـي هـي حاصــل‬
‫ضرب ‪ 19‬يعطي ‪: 399‬‬

‫‪399 = 114 + 95 + 76 + 57 + 38 + 19‬‬

‫وهذا المجموع أي العدد ‪ 399‬هـو بطبيعـة الحـال حاصـل ضـرب ‪ 19‬وذلـك‬


‫في ‪: 21‬‬

‫‪399 = 19 × 21‬‬

‫أن مجموع األعداد التي هي حاصل ضرب ‪ ، 19‬أي ‪ ، 399‬هـو أيضـا‬


‫وبما ّ‬
‫بطبيعة الحال حاصل ضرب ‪ 19‬فإن العدد ‪ 21‬الذي يمثل مضروب ‪ 19‬هو‬
‫حاصل األعداد من ‪ 1‬إلى ‪: )21 = 6 + 5 + 4 + 3 + 2 + 1( 6‬‬

‫‪408‬‬
‫وتكلمـت األعـداد‬

‫(‪= )19 x 6( + )19 x 5( + )19 x 4( + )19 x 3( + )19 x 2( + )19 x 1‬‬


‫‪19 x 21 = 399‬‬

‫َّ‬
‫المتوقع ــة هن ــا ه ــي أن الع ــدد ‪ ، 21‬وه ــو مض ــروب ‪ 19‬ال ــذي‬ ‫والظ ــاهرة غي ــر‬
‫يعطــي ‪ ، 399‬هــو أيضــا رقــم ســورة "النــا " فــي التنزيــل وهــي آخــر ســورة فــي‬
‫القرآن أي السورة ‪ .114‬إضافة إلى ذلك فإن عدد آيات هذه السورة هو ‪: 6‬‬

‫عدد‬ ‫الترتيل في‬ ‫الترتيل في‬ ‫اس‬


‫اآلياف‬ ‫التنزي‬ ‫المصحف‬ ‫السو‬
‫‪6‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪114‬‬ ‫الناس‬

‫هوه الملحوظة ا خير تدفعني إلى جوب االنتباه إلى ترتيل السو الست‬
‫التالية في التنزيل‪ .‬وقد جمعتها كما يلي ‪:‬‬

‫‪ 44‬في التنزي‬ ‫‪( 19‬مري )‬ ‫السو‬


‫‪ 38‬في التنزي‬ ‫‪( 38‬ص)‬ ‫السو‬
‫‪ 94‬في التنزي‬ ‫‪( 57‬الحديد)‬ ‫السو‬
‫‪ 98‬في التنزي‬ ‫‪( 76‬اإلنسان)‬ ‫السو‬
‫‪ 28‬في التنزي‬ ‫‪( 95‬التين)‬ ‫السو‬
‫‪ 21‬في التنزي‬ ‫‪( 114‬الناس)‬ ‫السو‬

‫‪409‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫وحاص أ قا ترتيل تنزي هوه السو الست يساوذ ‪: 323‬‬

‫‪323 = 21 + 28 + 98 + 94 + 38 + 44‬‬

‫وتتوالى النتائج التي نالحظها والتي ال تخضع أية منها ذ منطق حسابي ‪،‬‬
‫ومن ث فهي غير متوقعة وتدعو للدهشة ‪:‬‬

‫‪ 323 -‬هــو أيضــا حاصــل ضــرب ‪ 19‬و بالضــبط حاص ــل ضــرب ‪ 19‬فــي‬
‫‪ .17‬وهذه النتيجة ليست حتميـة بمـا أنهـا ليسـت حاصـل جمـع أرقـام هـي فـي‬
‫األصل حاصل ضرب ‪ 19‬باستثناء العدد ‪ 38‬طبعا‪.‬‬

‫‪21 + 28 + 98 + 94 + 38 + 44‬‬
‫= ‪19 × 17 = 323‬‬

‫‪ -‬كمــا أن جمــع هــاتين النتيجتــين أي ‪ 399‬وهــي مجمــوع أعــداد ترتيــب هــذه‬


‫السور السـت (‪ )6‬فـي المصـحف مرع ‪ 323‬وهـي مجمـوع أعـداد ترتيـب هـذه‬
‫الس ــور الس ــت (‪ )6‬ف ــي التنزيـ ــل تعط ــي ‪ .722‬وه ــذا األخيـ ــر ه ــو حاصـ ــل‬
‫ضرب ‪ 19‬في ‪ .38‬و ‪ 38‬هو حاصـل ضـرب ‪ 19‬في ‪: 2‬‬

‫مجموع أعداد الترتيب في المصحف مجموع أعداد الترتيب في التنزيل‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪323‬‬ ‫‪399‬‬
‫(‪)19 × 17‬‬ ‫(‪)19 × 21‬‬
‫‪722 = 323 + 399‬‬

‫= (‪)19 × 17( + )19 × 21‬‬


‫= ‪19 × 38‬‬
‫= ‪)19 × 2( × 19‬‬

‫‪410‬‬
‫وتكلمـت األعـداد‬

‫‪ -‬لئن كان مجموع هاتين النتيجتين (أي ‪ 399‬و ‪ )323‬الـذي يعطـي عـددا‬
‫حاصــل ضــرب ‪ 19‬هــو فــي ذاتــه شــيئا منطقيــا ألنــه خاضــع لقــانون حســابي‬
‫لكونــه مجمــوع حاصــلين ضــرب فــي ‪ ، 19‬ن ِّنبــه إلــى أن مضــاعف ‪ 19‬هــو‬
‫اآلخر حاصل ضرب ‪ 19‬فذلك في حده شيء مميَّز ألنه خـارج عـن نتيجـة‬
‫حسابية م َّ‬
‫توقعة‪.‬‬

‫‪ -‬إضــافة إلــى ذلــك فـإن ســورة واحــدة فقــط مــن بــين هــذه الســور الســت (‪)6‬‬
‫تحمــل الــرقم نفســه فــي ترتيــب المصــحف وترتيــب التنزيــل وهــي الســورة ‪38‬‬
‫(ص) ‪ ،‬و‪ 38‬هو حاصل ضرب ‪ 19‬في ‪.2‬‬

‫***‬

‫هناك سبع سور تحمل أسما رسل وأنبيا ‪:‬‬


‫‪ .1‬السورة ‪( 10‬يونس)‬
‫‪ .2‬السورة ‪( 11‬هود)‬
‫‪ .3‬السورة ‪( 12‬يوسف)‬
‫‪ .4‬السورة ‪( 14‬إبراهيم)‬
‫‪ .5‬السورة ‪( 31‬لقمان)‬
‫‪ .6‬السورة ‪( 47‬محمد)‬
‫‪ .7‬السورة ‪( 71‬نوح)‬

‫وهــي كلهــا أســماء ذكــور إذ ال يوجــد فــي القـرآن إال ســورة واحــدة تحمــل اســم‬
‫امرأة وهي السورة ‪( 19‬مريم) في ترتيب المصـحف‪ .‬كمـا أن اسـمي رسـولين‬

‫‪411‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫فقــط مــن بــين ه ـؤالء الســبعة ذك ـ ار فــي الســورة ‪ 19‬وفــي اآليــة نفســها وهمــا‬
‫إبراهيـ ونوح عليهما السالم‪ .‬فـ "إبـراهي " هـو اسـم السـورة ‪ 14‬و "نـوح" هـو‬
‫اسم السورة ‪.71‬‬

‫َُذ َ ََ َ ذ ۡ ََۡ‬ ‫َ‬ ‫َُْ َ ذ َ ََۡ َ ذُ َ َ‬


‫َحل َنا َم َع‬ ‫ٱَلل عل ۡي ِهم َم َِن ٱنلذب ِ ِيۧ َن مِن ذرِي ِة ءادم ومِمن‬ ‫‪ ‬أو َٰٓلئِك ٱَّلِين أنعم‬

‫ت‬ ‫ل َع َل ۡيه ۡم َء َاي َٰ ُ‬ ‫ٓ َ‬


‫ٱج َتبَ ۡي َنا ٍّۚ إِذا ُت ۡت َ َٰ‬ ‫ُ َ ذ ۡ َ َٰ َ ۡ َ َٰٓ َ‬
‫ِيل َوم ذِم ۡن َه َد ۡي َنا َو ۡ‬ ‫وح َومِن ذرِيةِ إِبرهِيم ِإَوسرء‬ ‫ن ٖ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ك َيا ‪ 58‬‬‫ٱلرِنَٰمۡح ْۤاوُّرَخ ۤاٗدَّجُس َو ُب ِ‬
‫ذ‬
‫‪1‬‬

‫من السورة ‪( 14‬إبراهي ) إلى السورة ‪( 71‬نوح) توجد ‪ 58‬سـورة بالتحديد مثل‬
‫‪19‬‬ ‫اآلية التي ذكر فيها نوح وإبراهيم عليهما السال سويا في السو‬
‫(مري )‪.‬‬

‫الســــور‬
‫سورة "نوح"‬ ‫سورة "إبراهي "‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪71 70 69 68 67 66 65 64 63‬‬ ‫(‪)...‬‬ ‫‪22 21 20 19 18 17 16 15 14‬‬

‫‪ 58‬ســـورة‬

‫زيادة على ذلك فإن هاتين السورتين متتابعتان في ترتيب التنزيل ‪ ،‬فسـورة‬
‫" نوح" هي السورة ‪ 71‬فـي ترتيـب التنزيـل وسـورة "إبـراهي " هـي السـورة ‪ 72‬فـي‬
‫ترتيب التنزيل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سورة مريم ‪ ،‬اآلية ‪.58‬‬
‫‪412‬‬
‫وتكلمـت األعـداد‬

‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫أسما الســور‬


‫‪72‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبــراهــيـــــــــم‬
‫‪71‬‬ ‫‪71‬‬ ‫نــــو ح‬

‫العدديــة‬
‫ّ‬ ‫وسـورة "نــوح" هـي منطلــق لمالحظـة تعطــي رؤيـة جديــدة لدقـة البنيــة‬
‫التي تنتظـم القرآن الكريم والتي لم تخطر ببال‪ .‬فهذه السورة تدخل في ِعـداد‬
‫مجموعة مـن ‪ 3‬سـور تتميـز عـن غيرهـا مـن سـور القـرآن ألنهـا تحمـل نفـس‬
‫األرقام في المصحف وفي التنزيل‪ .‬وهذه السور هي على التوالي ‪:‬‬

‫سورة "ص" ‪ 38 ،‬في ترتيب المصحف والتنزيل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وسورة "نوح" ‪ 71 ،‬في ترتيب المصحف والتنزيل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وسورة "االنفطار" ‪ 82 ،‬في ترتيب المصحف والتنزيل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫خاصية هذه السور ال تقف عند هذا الحد‪ .‬فالظاهر أن هذه السـور تخضـع‬
‫لتوازن آخر فـي القـرآن‪ .‬فـأولى هـذه السـور الـثث هـي السـورة ‪ 38‬مـن أول‬
‫القرآن ‪ ،‬وآخرها هي السورة ‪ 33‬بدءا بالعد من آخر القرآن‪.‬‬

‫حاصل جمع ‪ 38‬و‪ 33‬هو ‪ )71= 33 + 38( 71‬وهو بالتحديد رقم سورة‬
‫تتوسط السورتين‪ .‬ونوح مرادف لعهد‬
‫"نوح" في المصحف والتنزيل التي ّ‬
‫جديد بعد طوفان‪.‬‬

‫‪413‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫‪ 114‬ســورة‬

‫ترتيب التنزيل‬ ‫أسماء الســـور ترتيب المصحف‬


‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الفاتحة‬
‫‪87‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقر‬
‫)…(‬ ‫)…(‬ ‫)…(‬
‫‪ 38‬ســــورة‬

‫)…(‬ ‫)…(‬ ‫)…(‬


‫‪41‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬
‫‪56‬‬ ‫‪37‬‬ ‫الصافاف‬
‫‪38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬
‫‪59‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬
‫‪60‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬
‫)…(‬ ‫)…(‬ ‫)…(‬

‫)…(‬ ‫)…(‬ ‫)…(‬


‫‪78‬‬ ‫‪69‬‬ ‫الحاقة‬
‫‪79‬‬ ‫‪70‬‬ ‫المعا ج‬
‫‪71 = 33 + 38‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪71‬‬ ‫نـــوح‬
‫‪40‬‬ ‫‪72‬‬ ‫الجن‬
‫‪3‬‬ ‫‪73‬‬ ‫المزم‬
‫)…(‬ ‫)…(‬ ‫)…(‬

‫)…(‬ ‫)…(‬ ‫)…(‬


‫‪24‬‬ ‫‪80‬‬ ‫عبس‬
‫‪7‬‬ ‫‪81‬‬ ‫التكوير‬
‫‪82‬‬ ‫‪82‬‬ ‫االنفطار‬
‫‪86‬‬ ‫‪83‬‬ ‫المطففين‬
‫‪83‬‬ ‫‪84‬‬ ‫االنشقاق‬
‫‪ 33‬ســــورة‬

‫)…(‬ ‫)…(‬ ‫)…(‬

‫)…(‬ ‫)…(‬ ‫)…(‬


‫‪20‬‬ ‫‪113‬‬ ‫الفلق‬
‫‪21‬‬ ‫‪114‬‬ ‫الناس‬

‫***‬
‫‪414‬‬
‫وتكلمـت األعـداد‬

‫ما تظهره كل هذه الحقائق المثبتـة هـو ‪ ،‬كمـا سـبق أن ذكـرت ‪َّ ،‬‬
‫أن األعـداد‬
‫تــتكلم‪ .‬وهــي تــتكلم باســتمرار وبشــكل واضــح ومتـواتر‪ .‬وهكــذا فــإن المالحظــة‬
‫تتــيح رصــد العالقــات بــين العناصــر المختلفــة التــي تظهــر كمؤشـرات تــؤدي‬
‫إلى مالحظات جديدة تتضافر وتعطي معنى لما نالحظه‪.‬‬

‫نتأك ــد ونتحق ــق بش ــكل ال ل ــبس في ــه م ــن أن ك ــل ش ــيء‬
‫وه ــذا يت ــيح لن ــا ب ــأن ّ‬
‫بحسـبان فــي القـرآن الكـريم ‪ ،‬وأن كــل هـذه المالحظــات ليسـت مجــرد حقــائق‬
‫منفــردة ومنفصــلة عــن بعضــها بــل هــي علــى عكــس ذلــك مرتبطــة ارتباطــا‬
‫وثيقــا بتماســك كامــل يلقــي الضــوء علــى رســالة خلفيــة يمكررن فررك رمواهررا‬
‫وقرا تها وفهمها‪.‬‬
‫َ‬ ‫َۡ َ ُ ُ ُ ََۡ َ‬ ‫ۡ ۡ َ ۡ ۡ َ‬ ‫َ َ‬
‫ني أيۡدِي ِه ۡم َوبِأيۡ َمَٰن ِ ِه ىم‬ ‫َع نورهم ب‬ ‫ت يس َٰ‬ ‫‪ ‬يَ ۡوم ت َرى ٱل ُمؤ ِمن ِني َوٱل ُمؤمِنَٰ ِ‬
‫ِيها ٍّۚ َذَٰل َِك ُه َو ۡٱب َف ۡوزُ‬ ‫َتت ِ َها ۡٱۡلَنۡ َه َٰ ُر َخ َٰ ِِل َ‬
‫ِين ف َ‬ ‫َۡ‬
‫ت َت ِري مِن‬
‫ُ ۡ َ َٰ ُ ُ ۡ َ ۡ َ َ ذ َٰ ي َ ۡ‬
‫بشىكم ٱَّلوم جن‬
‫ْ ُ َ َۡ‬
‫ِين َء َام ُنوا ٱنظ ُرونا نق َتب ِ ۡس‬ ‫ت ل ذَِّل َ‬ ‫ون َوٱل ۡ ُم َنَٰفِ َقَٰ ُ‬ ‫َ ۡ َ َ ُ ُ ۡ ُ َ َٰ ُ َ‬
‫يم ‪ 12‬يوم يقول ٱلمن ِفق‬ ‫ۡٱب َع ِظ ُ‬

‫ُض َب بَ ۡي َن ُهم ب ُسور ذ َُّلۥ بَ ُ َۢ‬


‫اب‬ ‫ٱۡلَم ُسوا ْ نُورا فَ ُ‬
‫ۖ‬ ‫ِ‬
‫ُّ ُ ۡ َ ۡ ُ ْ َ َ ٓ َ ُ ۡ َ ۡ‬
‫جعوا وراءكم ف‬ ‫مِن نورِكم قِيل ٱر ِ‬
‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َََ‬ ‫َح ُة َو َظَٰه ُرهُۥ مِن ق َِبلِهِ ۡٱب َعا َذ ُ‬ ‫ٱلر ۡ َ‬
‫اب ‪ 1  13‬؛ ‪ ‬أفَل َي َت َدبذا ُرون‬ ‫ِ‬
‫بَاط ُِن ُهۥ فِيهِ ذ‬
‫ۡ ُ ۡ َ َ َ ۡ َ َ َٰ ُ ُ َ ۡ َ ُ ٓ‬
‫‪2‬‬
‫وب أقفال َهاا ‪. 24‬‬ ‫ٱبقاارءان أم لَع قل ٍ‬

‫‪1‬‬
‫سورة الحديد ‪ ،‬اآلية ‪.13-12‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة محمد ‪ ،‬اآلية ‪.24‬‬
‫‪415‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫لقد توصلنا من خالل هذه الدراسة إلى اكتشاف ومعرفة مدى أهميـة البداية‬
‫واألصل‪.‬‬

‫ففي بداية بعـض سـور القـرآن حـروف تبـدو كأنهـا ال تخضـع لنظـام ظـاهر‪.‬‬
‫وال يزال معنى هذه الحروف مجهوال منذ نزول القرآن الكريم‪.‬‬

‫ٍّ‬
‫بعض صفات هلل ‪ ،‬وفي اعتقاد بعض آخر "لغـة السـاعة أو‬ ‫فهي في اعتقاد‬
‫ـك فيــه هــو أنهــا اقترنــت منــذ نــزول الق ـرآن‬
‫يــوم الحســاب"‪ .‬لكـ ّـن الــذي ال شـ ّ‬
‫بالرموز أي أنها تتضمن رسالة خلفية مرموزة‪ .‬إن معرفة معنى هذه الرمـوز‬
‫وفـ ــك سـ ــرها يعنـ ــي لـ ــدى المسـ ــلمين انتظـ ــا ار ي ـ ـرتبط ب ـ ـآخر زمـ ــان الجاهليـ ــة‬
‫وبالعهود المهدوية أي باليوم الذي يتضح فيه كل أمر‪.‬‬

‫فاليوم وبعد أن اتضح من خالل كتاب "طلوع الشمس من مغربهـا" أن كـل‬


‫حرف وكل رقم في القرآن هو عنصر من رسالـة معجمة ومرموزة لهـا صـلة‬
‫بالساعة وبيوم القيامة ‪ ،‬يطرح السؤال عمـا إذا كانـت هـذه الحـروف متصـلة‬
‫بالرســالة الخلفيــة المكشــوف عنهــا فــي الق ـرآن ومــدى مســاهمتها فــي إع ـراب‬
‫المضمنة في القرآن وفك رموزها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫هذه الرسالة‬

‫***‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫تبتــدئ ‪ 29‬ســورة مــن الق ـرآن بحــروف ف ـواتح الســور‪ ،‬وعــدد الح ــروف التــي‬
‫تتـألف منهـا هـذه الفـواتح يتفـاوت مـن سـورة ألخــرى‪ .‬ففـي حـين تتـألف رمــوز‬
‫بعض السور من حرف واحد يصل عددها في غيرها إلـى ‪ 5‬حـروف‪ .‬ومـن‬

‫جهــة أخــرى فــإن هــذه الحــروف تكتــب متصــلة أي ّ‬


‫كأيــة كلمــة فــي العربيــة‪.‬‬
‫ولكنها َّل تِبين عن معنى معروف في اللغة العربية‪.‬‬

‫بعـد البسـملة ب ـ ‪ 3‬حـروف متّصــلة‬ ‫السورة ‪( 2‬البقرة) على سبيل المثال تبـدأ‬
‫ُ َل َر ۡي َ َۛ فِيهِ ُهدى َب ِۡل ُم ذتق َ‬
‫اني ‪ 2‬‬
‫ۡ‬ ‫ٓ‬
‫وكأنها تشكل كلمة ‪  :‬ال ٓم ‪َ 1‬ذَٰل َِك ٱبك َِتَٰ‬
‫ِ‬ ‫ِۛ‬
‫ال‬ ‫إن هننمح ال ننرو‬ ‫إالّ ّن ‪ ‬الييم ‪ ‬ليسننت ملمننة مات معنننى معننرو ‪ .‬ثن ّ ّ‬
‫ـر "ألــف الم‬
‫تنطننق وصوات ننـا ممننا ترقننر الملمننات بــل بأســمائها أي ّأنهــا تقـ أ‬
‫مي "‪.‬‬

‫معين وتق أر بطريقة معينة ودقيقة‪ .‬وهذا‬


‫إن هذه الرموز تكتب بشكل ّ‬ ‫ّ‬
‫المظهر الصارم هو الذي دعا لالعتقاد منذ وقت مبكر‪ ،‬منذ البداية ‪ ،‬بأن‬
‫األحرف التي تبدأ بها بعض سور القرآن بهذا الشكل تدعم رسالة خلفية‬
‫منظمة ‪ ،‬بل لغة سرية ‪ ،‬مبهمة وخفية‪.‬‬

‫***‬

‫أما عدد الرمـوز فهـو ‪ 30‬رمـ از‬ ‫إن عدد السور المرموزة بالحروف هو ‪ّ ، 29‬‬ ‫ّ‬
‫مختلفــا‪ .‬فهنــاك ‪ 28‬ســورة تبــدأ برمــز منفــرد وســورة واحــدة تبــدأ برمـزين ؛ أي‬
‫‪ 30‬إجماال ‪:‬‬

‫‪418‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫ّأول ظهور‬ ‫ّأول ظهور‬ ‫ترتيب‬ ‫السور المرموزة‬


‫رموز الحروف‬ ‫الســـور الرموز‬
‫للحرف‬ ‫للرمز‬ ‫المصحف‬ ‫بالحروف‬
‫ا‪.‬ل‪.‬م‬ ‫الــ‬ ‫الــ‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫الــ‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫ص‬ ‫المص‬ ‫المص‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬
‫ر‬ ‫الــر‬ ‫الــر‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬
‫الــر‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬
‫الــر‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬
‫الـمـر‬ ‫الـمـر‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬
‫الــر‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهي‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬
‫الــر‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬
‫ك‪.‬ه‪.‬ي‪.‬ع‬ ‫كهيعـص‬ ‫كهيعـص‬ ‫‪19‬‬ ‫مري‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬
‫ط‬ ‫طـه‬ ‫طـه‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬
‫طـسـ‬ ‫طـسـ‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬
‫طـس‬ ‫طـس‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬
‫طـسـ‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬
‫الــ‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬
‫الــ‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬
‫الــ‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬
‫الــ‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬
‫يــس‬ ‫يــس‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬
‫ص‬ ‫ص‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬
‫ح‬ ‫حـ‬ ‫حـ‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬
‫حـ‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬ ‫ّ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬
‫حـ‬ ‫‪23‬‬
‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫‪23‬‬
‫ق‬ ‫عـسـ‬ ‫عـسـ‬ ‫‪24‬‬
‫حـ‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬ ‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬
‫حـ‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪26‬‬ ‫‪25‬‬
‫حـ‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬
‫حـ‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬ ‫‪28‬‬ ‫‪27‬‬
‫ق‬ ‫ق‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬ ‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫‪68‬‬ ‫القل‬ ‫‪30‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪419‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫الس ـ ــورة االس ـ ــتثنائية الت ـ ــي تبت ـ ــدأ بع ـ ــد البس ـ ــملة برمزيـ ـ ــن هـ ـ ــي السـ ـ ــورة ‪42‬‬
‫ٱَلل‬
‫َۡ َ‬
‫ِاك ذ ُ‬ ‫ِين مِان قبل‬ ‫ِإَوَل ذٱَّل َ‬
‫َ َ َ ُ ٓ َۡ َ َ‬
‫وح إَِّلك‬‫حم ‪ٓ 1‬ع ٓس ٓق ‪ 2‬كذَٰل ِك ي ِ‬ ‫(الشـورى) ‪ٓ  :‬‬

‫ٱۡلك ُ‬
‫ِيم ‪. 3‬‬ ‫يز ۡ َ‬
‫ۡٱب َعز ُ‬
‫ِ‬

‫من الظاهر أن عدد الرموز هنـا هـو اثنـين ‪ ،‬فمـيم "حـ " مكتـوب كمـا يكتـب‬
‫فــي آخــر الكلمــة ال فــي وســطها‪ .‬فلــو كــان األمــر يتعلــق برمــز واحــد لكانــت‬
‫حروفــه متّصــلة‪ .‬زيــادة علــى هــذا فكـ ّـل رمــز مــن هــذين الرم ـزين يشــكل آيــة‬
‫األول "حـ " هو اآلية األولى والرمـز الثـاني "عسـ "‬ ‫مستقّلة بذاتها ؛ فالرمز ّ‬
‫أن السـورة ‪42‬‬
‫هو اآلية الثانيـة (قـراءة حفص‪/‬العـد الكـوفي)‪ .‬وأخيـ ار نالحـظ ّ‬
‫(الشورى) توجد ضمن مجموعة من السور تبدأ كّلها بالرمز "ح " ومعروفة‬
‫وتمتد إلى غاية السـورة ‪ .46‬أمـا السـورة‬
‫ّ‬ ‫باسم "الحوامي "‪ .‬وأولها السورة ‪40‬‬
‫‪ 42‬فهــي الوحيــدة التــي تنفــرد بوجــود حــروف رمــوز أخــرى زيــادة عــن الحــاء‬
‫والميم‪.‬‬

‫***‬

‫تامـا منـذ أكثـر مـن ‪ 14‬قرنـا ولـم يـنجح‬


‫ظل اللغز الذي يكتنـف هـذه الرمـوز ّ‬
‫إن‬
‫أحد في تقديم أدنى تفسيـر لهذه الحروف ماعدا بعض تأويالت نسبية‪ّ .‬‬
‫رسول هللا ‪ ‬نفسه لم يعط إيضاحا جليا بشأنها واقتصر على تبليغ الوحي‬
‫اإللهي بعناية بالغة‪.‬‬

‫والواقــع أن د ارســة وتحليــل رمــوز الحــروف هــذه ‪ ،‬كمــا ســنرى ‪ ،‬مــن حيــث‬
‫وكيفيــة انتظامهــا وتباينهــا ‪ ...‬تســاند وت ـدعم البشــارة المضــمنة فــي‬
‫ّ‬ ‫عــددها‬
‫القرآن بخصوا "علم للساعة"‪.‬‬

‫***‬
‫‪420‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫األول…‬ ‫لنبدأ من‬


‫ٱلرِنَٰمۡح ذ‬ ‫ذ‬
‫ٱَللِ ذ‬
‫ٱلرحِي ِم"‪ .‬وهذه العبارة تتألف من‬ ‫أول كالم يبدأ به القرآن هو "ِمۡسِب‬
‫ّ‬
‫تسعة عشر حرفا (‪ )19‬من بينها عشرة (‪ )10‬حروف مختلفة ‪:‬‬

‫بـسـم ا لـلـه ا لـرحـمـن ا لـرحـيـم‬


‫‪ 19‬حرفا‬

‫ا ل ر ح ي م‬ ‫ا ل ر ح م ن‬ ‫ا ل ل ه‬ ‫ب س م‬
‫‪19‬‬ ‫‪18 17 16 15 14‬‬ ‫‪13 12 11 10 9 8‬‬ ‫‪7 6 5 4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫ي‬ ‫ن‬ ‫ر ح‬ ‫ه‬ ‫ا ل‬ ‫ب س م‬


‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5 4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 10‬حروف مختلفة‬

‫المالحــظ هنــا أنــه مــن ضــمن ‪ 29‬ســورة مرمــوزة بحــروف تحتــل الســورة ‪19‬‬
‫المرتبة العاشرة‪ 1‬في ترتيب المصحف‪.‬‬
‫حرف واحد فقط مـن البسـملة ال يوجـد ضـمن رمـوز الحـروف خالفـا للحـروف‬
‫التسعة (‪ )9‬األخرى ‪:‬‬

‫بــسـم ا لـلــه ا لـرحـمـن ا لـرحــــيـم‬


‫ي‬ ‫ن‬ ‫ر ح‬ ‫ه‬ ‫ا ل‬ ‫ب س م‬
‫‪9‬‬ ‫‪17 16 15 14‬‬ ‫‪8 12 7 6 9 8‬‬ ‫‪5 6 4 3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 9‬حــروف مختلفــة‬
‫ال يوجد في حروف الرموز‬

‫الحرف الوحيد من حروف البسملة الذي ال يوجد ضمن حروف الرموز هـو‬
‫ح ــرف البـــاء ‪ ،‬أول ح ــرف ف ــي البس ــملة ‪ ،‬ول ــم ي ــذكر ف ــي البس ــملة إال مـ ـرة‬

‫‪1‬‬
‫أنظر الجدول د ‪.419‬‬
‫‪421‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫واحــدة‪ .‬ومــن ثــم فـإن الحــروف ‪ 9‬المختلفــة المتبقيــة فــي البســملة ذكــرت ‪18‬‬
‫مرة (‪.)18 = 2 x 9‬‬

‫عدد استعمال كل‬ ‫حروف الرموز التي‬


‫حرف في البسملة‬ ‫تتكون منها البسملة‬
‫‪1‬‬ ‫س‬
‫‪3‬‬
‫‪3‬‬ ‫ا‬
‫‪4‬‬ ‫ل‬
‫‪1‬‬ ‫ه‬
‫‪2‬‬ ‫ر‬
‫‪2‬‬ ‫ح‬
‫‪1‬‬ ‫ن‬
‫‪1‬‬ ‫ي‬
‫= ‪18‬‬ ‫=‪9‬‬

‫للتذكير‪:1‬‬
‫البســملة التــي تضــم ‪ 19‬حرفــا ‪ ،‬جــاءت فــي بدايــة كــل ســور القـرآن مــا عــدا‬
‫فــي بدايــة الســورة ‪ .9‬وآخــر لفظــة فــي البســملة وهــي "الـــرحي " جــاءت فــي‬
‫القـرآن كاســم مــن أســماء هللا الحســنى ‪ ،‬مــا عــدا فــي الســورة ‪ 9‬عنــد ظهورهــا‬
‫للمرة التاسعة (‪ )9‬واألخيرة في هذه السورة‪.‬‬

‫ال تظهــر البســملة بــداخل الســور مــا عــدا م ـرة واحــدة ‪ :‬فــي اآليــة ‪ 30‬مــن‬
‫السورة ‪ .27‬ومن السورة ‪ 9‬إلى السورة ‪ ، 27‬نعد ‪ 19‬سورة‪ .‬كما أن العدد‬
‫‪ 9‬ذكر مرتين في السـورة ‪ 27‬وذلـك بشـكل أحـاط بالبسـملة الداخليـة الفريـدة‬
‫إحاطــة محكمــة فــي هــذه الســورة‪ .‬فقــد ذ ِكــر للمـرة األولــى ‪ 19‬آيــة قبــل اآليــة‬
‫‪ 30‬ثم ذ ِكر للمرة الثانية ‪ 19‬آية بعد اآلية ‪.30‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" ،‬الرحمن ‪ ،‬التأويل "‪.‬‬
‫‪422‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫ذ ِكرت لفظة "الرحي " ‪ ،‬آخر لفظة في البسملة ‪ 9 ،‬مرات في سورتين فقط‬
‫من القرآن ‪ :‬السورة ‪ 9‬وداخل‪ 1‬السورة ‪ .262‬وعليه فإن حاصل جمعهما‬
‫في السورتيـن ‪ ، 18‬و ‪ 18‬هو عدد السور التي نحصيها من السورة ‪ 9‬إلى‬
‫السورة ‪.26‬‬

‫‪ 18‬هو رقم سورة "الكهف" في ترتيب المصحف‪ .‬وفي هذه السورة ينقسم‬
‫مرة في‬
‫العدد ‪ 18‬إلى ‪ 9‬و ‪ 9‬من جديد ‪ :‬إذ ذكرت كلمة "الكهف" ألول ّ‬
‫اآلية ‪ 9‬وللمرة األخيرة في اآلية ‪ 25‬حيث آخر كلمة فيها هي العدد ‪9‬‬
‫(تسعا)‪.‬‬

‫لفظــة "الــرحي " أوصــلتنا إلــى ســورة "الكهــف" ‪ ،‬مــع العــدد ‪ 9‬كمؤشــر‪ .‬وقــد‬
‫ذكرت لفظة "الكهف" في اآلية ‪ 9‬مع لفظة أخرى ع ِطفت عليها وهـي لفظـة‬
‫"الرقي "‪ .‬و ال فرق بين "الرحـي " و "الـرقي " نطقـا وكتابـة إالّ بحـرف واحـد‪.‬‬
‫ففي حين تكتب لفظة "الرحي " بحرف "حـ" تكتب لفظة "الرقي " بحرف "قـ"‪.‬‬

‫وهذان الحرفان حين يكتبان عموديا يقـرآن ‪ ، 19‬وقـد وصـلنا إلـى العـدد ‪19‬‬
‫مــن خــالل كلمــة "الرح ــي " وكلمــة "الرقـــي " المشــتقة مــن "رق ـ "‪ .‬وهــذه الكلمــة‬
‫َۡ‬
‫ذكــرت م ـرة واحــدة فــي الق ـرآن وذلــك فــي آيــة تتحــدث عــن الحســاب ‪  :‬أم‬
‫ٱلرقِيم ََكنُوا ْ م ِۡن َء َايَٰت َنا َع َ‬ ‫كۡ‬‫َ ۡ َ َ ذ َ ۡ َ َٰ َ ۡ َ‬
‫ج ًبا ‪.3 9‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ف‬‫حسِبت أن أصَٰ ٱب ِ‬
‫ه‬

‫أي بدون عد لفظة "الرحيم" في بسملة السورة ‪( 26‬الشعراء) لكي تكون المقارنة صحيحة مع‬ ‫‪1‬‬

‫السورة ‪( 9‬التوبة) بما أن البسملة ال تظهر فيها‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫أنظر الملحق رقم ‪ : 6‬لفظ الجاللة "رحيم" في القرآن‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫سورة الكهف ‪ ،‬اآلية ‪.9‬‬
‫‪423‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫رحــــٮــم‬
‫رڡـــــٮــم‬
‫‪1‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪9‬‬

‫هذا العدد ‪ 19‬المرّكب من حرف الحاء (حـ) في "رحـيم" وحـرف القـاف (قــ)‬
‫في "رقيم" يسمح بعدة مالحظات أهمها إثنتان ‪:‬‬
‫‪ ‬إن العدد ‪ 19‬هو أحد األعداد األساسية في هذا العلم الجديد النابع من‬
‫القرآن الكريم والذي تعرضه هذه الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬إن الح ـرفين الحــاء و القــاف ي ِ‬
‫كونــان كلمــة ح ـ فــي اللغــة العربيــة وإذا‬
‫ّ‬
‫‪1‬‬
‫كونان العدد ‪.19‬‬ ‫كِتبا عموديا ي ِ‬
‫ّ‬

‫‪ = 19‬ح‬

‫هكذا يتبين لنا كيف اتضح معنـى ‪ 19‬الذي ذكر بصفة خاصـة في القرآن ‪،‬‬
‫من منظور عقيدة انتظار‪ 2‬المسيح أو نزول عيسى ‪.)Parousia( ‬‬
‫كل هذا يصبح واضحا سيما إذا تذكرنا أن ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫أن الحروف كما هي مكتوبة في مخطوطات‬ ‫إن هذه المالحظة تتّضح أكثر حين نعلم ّ‬ ‫ّ‬
‫المصاحف القديمة ال تحمل نقاطا وال حركات ‪ ،‬أنظر الجزء األول ‪" ،‬رسم الكتابة العربية"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" :‬الرحيم" ‪ ،‬والجزء الثاني ‪" :‬رموز الحروف"‪.‬‬
‫‪424‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫‪ ‬السورة ‪ 19‬تحمل اسم "مري " أم عيسى عليهما السالم‪.‬‬


‫‪ ‬ذ ِكر اسـم السـيد المسـيح ‪ ‬مـرة واحـدة فـي السـورة ‪ 19‬و إنهـا المـرة‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫التاس ــعة عش ــر (‪ )19‬م ــن بداي ــة القـ ـرآن ف ــي قول ــه تع ــالى ‪  :‬ذَٰل ِاااك‬
‫َ ۡ َُ َ‬ ‫َ ۡ ُ َ ۡ َ َ َ ۡ َ َۡ ذ‬
‫َتون ‪.1  34‬‬ ‫ٱۡل َ ِق ٱَّلِي فِيهِ يم‬ ‫عِيَس ٱبن مريمۖ قول‬

‫‪ ‬ذكــرت كلمــة "ح ـ " فــي ‪ 57‬ســورة‪ 2‬فــي حــين نجــد أن الســورة التــي‬
‫تحتـل المرتبــة الثامنـة عشــر (‪ )18‬مـن هــذه السـور هــي الســورة ‪19‬‬
‫(مريم) حيث ذ ِكرت هذه الكلمة مرة واحدة‪ 3‬مقترنة بعيسى ‪ ‬في‬
‫اآلي ــة الس ــابقة‪ .‬وف ــي الس ــورة ‪ 18‬ت ـ ّـم الكش ــف ع ــن معادل ــة ‪= 19‬‬
‫‪4‬‬
‫ح ‪.‬‬

‫يؤكررد التعررادل بــين كلمتــي "رحــي " و "رقــي " علــى مفهــوم االنتظــام الم ـرتبط‬
‫باس ــم "الـــرحمن" و "الـــرحي "‪ .‬و "الـــرحي " ه ــو ال ــذي ال تك ــون رحمت ــه م ــن‬
‫العاطفة وال من الغريزة ‪ ،‬بل تطبعها الحكمة والمعرفة‪ .‬في نظـام ينـدرج فيـه‬
‫كــل شــيء بدقــة متناهيــة ‪ )...(  ،‬ورحمِتــي وِســعت كـ َّـل شــي ٍّء (‪، 5 )...‬‬
‫حيث كل شيء بحق‪.6‬‬

‫***‬

‫‪1‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" :‬الرحمن ‪ ،‬التأويل"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر الملحق رقم ‪ : 13‬كلمة "حق" في القرآن‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫السورة ‪ 19‬هي األولى التي ذكرت فيها كلمة "ح " مرة واحدة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" :‬الرحيم"‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫سورة األعراف ‪ ،‬اآلية ‪.156‬‬
‫أنظر "تحليل لغوي أللفاظ البسملة"‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪425‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫ويكونـان كلمـة‬
‫إن حرفي الحاء (حـ) و القـاف (قـ) اللـذين يشـّفران العـدد ‪ّ 19‬‬
‫"ح " هما حرفان من حروف الرمـوز‪ .‬إن القاف التي لها رسم كرسـم العـدد‬
‫‪ 9‬استعملت مرتين كحرف مـن حـروف الرمـوز ‪ :‬فـي رمـز السـورة ‪ 42‬وفـي‬
‫رمز السورة ‪.50‬‬

‫كما نالحظ أنه ضمن حـروف الرمـوز‪ ،‬نعـد مـن أول حـاء إلـى أول قـاف ‪9‬‬
‫حــروف مــن حــروف الرمــوز‪ .‬والحــرف الــذي يــأتي بعــد أول قــ هــو مــن جديــد‬
‫حــرف الحــاء‪ .‬والعــد ابت ــداء منــه إلــى غاي ـة القــاف الثــاني واألخي ــر يعطــي ‪9‬‬
‫حروف من جديد‪.‬‬

‫رموز الحروف‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫السور المرموزة بالحروف‬


‫‪1‬‬
‫غافر‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫حــّ‬ ‫‪40‬‬

‫فصلت‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪2‬‬ ‫وـّ‬ ‫‪41‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪3‬‬ ‫وـّ‬
‫‪42‬‬ ‫الشورى‬
‫‪4‬‬
‫‪9 87‬‬
‫عـســـق‬
‫‪2 1‬‬
‫‪5‬‬ ‫حــّ‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬

‫الدخان‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪6‬‬ ‫وـّ‬ ‫‪44‬‬

‫الجاثية‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪7‬‬ ‫وـّ‬ ‫‪45‬‬

‫األحقاف‬
‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪8‬‬ ‫وـّ‬ ‫‪46‬‬
‫‪9‬‬
‫‪9‬‬ ‫ق‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬

‫‪426‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫مجمـوع حـروف الرمـوز مـن أول حـاء إلـى ثـاني وآخـر قـاف هـو ‪ 18‬حرفـا‬
‫وهي موزعة على مجموعتين كل واحدة تتألف من ‪ 9‬حروف ‪ ،‬كما أن كـال‬
‫مركبـة مـن‬
‫منهما يبدأ بـحـاء وينتهي بـقــاف‪ .‬إضـافة إلـى ذلـك ثمـة ‪ 9‬رمـوز ّ‬
‫هــذه الح ــروف الثماني ــة عش ــر (‪ ، )18‬وذل ــك م ــن الس ــورة ‪( 40‬غ ــافر) إل ــى‬
‫السورة ‪( 50‬ق)‪ .‬كمـا أن جمـع أرقـام هـاتين السـورتين عـددا عـددا يعطـي ‪9‬‬
‫(‪ ،)9 = 5 + 0 + 4 + 0‬وأول حرف من حروف هذه الرمـوز التسرعة ‪9‬‬
‫هو حاء (في "حم" سورة غافر) وآخرهـا قـاف (فـي "ق" سـورة ق)‪ .‬إذا جمعرا‬
‫يشكالن من جديد كلمة حق وعموديا العدد ‪.19‬‬

‫ولتتــويج هــذه المعادلــة المؤكــدة تمامــا نالحــظ أن الســورة ‪( 42‬الشــورى) تبــدأ‬


‫بطريقة استثنائية أي برمزين خالفا للسور األخـرى‪ .‬ومجمـوع حـروف هـذين‬
‫الرم ـ ـزين هـ ــو ‪ ، 5‬كمجمـ ــوع حـ ــروف رمـ ــز السـ ــورة ‪( 19‬مـ ـريم)‪ .1‬أول هـ ــذه‬
‫الح ــروف "ح" وآخره ــا "ق"‪ .‬ف ــإذا جمعرررا سيشررركالن مرررن جديرررد كلمرررة حيييق‬
‫وعموديا العدد ‪.19‬‬

‫حــم عســــق‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬

‫باإلضافة إلى كل هذه الحقائق الواضحة فإن عملية العد من ‪ 1‬إلى ‪9‬‬
‫تمت إذن ثالث مرات ‪:‬‬
‫ابتداء من الحاء ووصوال إلى القاف ّ‬

‫‪1‬وهو "كـهـيـعـص"‪.‬‬
‫‪427‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬

‫حــ‬
‫ڡـــ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫وهكــذا فــإن حرفــي الرمــوز‪ :‬الحــاء والقــاف يؤكــدان ويثبتــان رياضــيا وبصــفة‬
‫كِّلية ونهائيـة مـن خـالل موضـع كـل منهمـا علـى أن األمـر يتعلـق بالعـدد ‪1‬‬
‫والع ــدد ‪ 9‬المش ــار إليهم ــا‪ .‬إن ه ــذين الع ــددين متص ــالن رياض ــيا ليش ــكالن‬
‫العــدد ‪ 19‬مــن خــالل حرفــي الحـــاء و القـــاف اللــذين تتركــب منهم ـا كلم ــة‬
‫"ح " فهذه الكلمة التي تظهر في شكل العدد ‪ 19‬هي بصمة تثبت في حـد‬
‫عرفـة بـاأللف والـالم اسـم مـن أسـماء هللا الحسـنى‪ .‬أولـم‬ ‫ذاتها ح ‪ .‬والح م ّ‬
‫أتتبــع أسم ـ ـ ــاء هللا شــيئا فشــيئا‬
‫ّ‬ ‫أبــدأ‪ 1‬د ارســتي هــذه باتبــاع أســماء هللا ؟ أولــم‬
‫َ‬ ‫ارأۡ ب ۡ‬
‫ٱسا ِم َر َبِاك‬ ‫ۡ َ‬
‫خالل هـذه الد ارس ــة ممتِثـ ـ ــال ألمـر المـولى عـز وجـل ‪  :‬ٱق ِ‬
‫َ َ‬ ‫ذ‬
‫ٱَّلِي خل َق‪2 1‬؟‬

‫***‬

‫إن السورة ‪( 19‬مريم) وهي سورة مرموزة بالحروف أيضا تشترك مـع السـورة‬
‫‪ 42‬دون غيرهــا بكونهــا تبــدأ ب ـ ‪ 5‬حــروف رمــوز‪ .‬لكــن الفــرق بــين الســورتين‬
‫ه ـو أن الح ــروف الخمســة لرمــز الســورة ‪ 19‬تشــكل رم ـ از واحــدا (كهــيعص)‬
‫بينما تشكل الحروف الخمسة لرمز السورة ‪ 42‬رمزيـن اثنين (ح عس )‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى نالحظ أنه ضـمن ‪ 29‬سـورة التـي تبتـدئ بحـروف الرمـوز‬
‫تقوم رموز الحروف في ‪ 19‬سورة منها مقام آية بمفردها ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" :‬الرحمن ‪ ،‬التأويل"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة العلق ‪ ،‬اآلية ‪.1‬‬
‫‪428‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫بداية السور‬ ‫الســور المرموزة بالحروف ترتيب المصحف‬


‫‪ ‬ال ‪ 1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقر‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬ال ‪ 1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬المص ‪ 1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ا عراف‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬كهيعص ‪ 1‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مري‬ ‫‪4‬‬
‫‪ ‬طب ‪ 1‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طب‬ ‫‪5‬‬
‫‪ ‬طس ‪ 1‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعرا‬ ‫‪6‬‬
‫‪ ‬طس ‪ 1‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬ ‫‪7‬‬
‫‪ ‬ال ‪ 1‬‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوف‬ ‫‪8‬‬
‫‪ ‬ال ‪ 1‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الرو‬ ‫‪9‬‬
‫‪ ‬ال ‪ 1‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪10‬‬
‫‪ ‬ال ‪ 1‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجد‬ ‫‪11‬‬
‫‪ ‬يس ‪ 1‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫‪12‬‬
‫‪‬ح ‪1‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪13‬‬
‫‪‬ح ‪1‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬ ‫‪14‬‬
‫‪ ‬ح ‪ 1‬عسق ‪ 2‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشو‬ ‫‪15‬‬
‫‪‬ح ‪1‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬ ‫‪16‬‬
‫‪‬ح ‪1‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪17‬‬
‫‪‬ح ‪1‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪18‬‬
‫‪‬ح ‪1‬‬ ‫‪46‬‬ ‫ا حقاف‬ ‫‪19‬‬

‫أشــير إلــى أن الســورتين ‪( 19‬م ـريم) و ‪( 42‬الشــورى) يــدخالن فــي ِع ـداد‬


‫هــذه الســور وهمــا تقعــان فــي المرتبــة الرابعــة (‪ )4‬والخامســة عشــر (‪4 .)15‬‬
‫و ‪.19 = 15‬‬

‫يليــق التذكي ـ ـر م ـرة أخــرى بأن ـه وفقــا لترتي ــب المصحـ ــف فــإن الســورة ‪، 19‬‬
‫وه ــي الت ــي تحم ــل اس ــم أم عيس ــى عليهم ــا الس ــالم ‪ ،‬تحت ــل المرتب ــة الثامن ــة‬
‫عشــر (‪ )18‬مــن بــين ‪ 57‬سـ ـورة وردت فيهــا كـل ـمـ ـة "حــ "‪ .‬كمـ ـا أنهــا أول‬
‫س ـ ـورة مــن بــين ‪ 15‬ســورة لــم تــرد فيهــا كلمــة "حــق" إال م ـرة واحــدة وذلــك‬

‫‪429‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬
‫َ ۡ ُ َ ۡ َ َ َ ۡ َ َۡ ذ‬ ‫َ َ‬
‫ٱۡل َ ِق ٱَّلِي فِياهِ‬ ‫لتشهد لعيسى ابـن مـريم ‪  ‬ذَٰل ِك عِيَس ٱبن مريمۖ قول‬
‫َ ۡ َُ َ‬
‫ااَتون ‪ .1 34‬وهرري المرررة التاسييعة عشيير (‪ )19‬الترري يرروكر فيهررا اسررم‬ ‫يم‬
‫عيسى ‪ ‬في القرآن‪.‬‬

‫***‬

‫يظهــر حــرف القــاف مـرتين فــي حــروف الرمــوز كظهــور العــدد ‪ 9‬الــذي يظهــر‬
‫مثنى مثنى ‪:‬‬
‫‪ -‬مرتــان فقــط ذكــرت فيهمــا كلمــة "رحــي " ‪ 9‬م ـرات (فــي الســورة ‪ 9‬وداخــل‬
‫السورة ‪ 26‬زيادة عن البسملة) ؛‬
‫‪ -‬ذكر العدد ‪ 9‬مرتين في السورة ‪ 27‬؛‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ذكر العدد ‪ 9‬مرتين في عالقة بموسى ‪ ‬؛‬
‫‪ -‬ذكر العدد ‪ 9‬مرتين في عالقة بالكهف‪...‬‬

‫أشــير إلــى أن مرررن السرررورة ‪( 42‬الشرررور ) إلرررى السرررورة ‪( 50‬ق) ‪ ،‬وهمــا‬


‫السورتان اللتان تحتويان على قاف في حروف رموزهما ‪ ،‬نعد ‪ 9‬سور‪.‬‬

‫الســــــــــــــور‬
‫سورة ق‬ ‫سورة الشورى‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪42‬‬
‫‪ 9‬ســــــــور‬

‫‪ 1‬سورة مريم ‪ ،‬اآلية ‪.34‬‬


‫‪2‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" ،‬كشف الغطاء"‪.‬‬
‫‪430‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫حاصل جمع رقمـي هـاتين السـورتين فـي ترتيـب المصـحف هـو ‪+ 42( 92‬‬
‫‪ )92 = 50‬وهو رقم سورة "الليل" في ترتيب المصـحف ‪ ،‬التاسـعة (‪ )9‬فـي‬
‫ترتيب التنزيل‪.‬‬

‫ُ ۡ ُ ْ ذ َ َ ۡ ُ ْ ذ ۡ َ َٰ َ َ َ ذ َ ۡ ُ ْ َ َ ُ ۡ َ ۡ َ ٓ ُ ۡ ُ ۡ َ َٰ َ َ ۡ‬
‫ن ى َول َت َه ۡر‬ ‫‪ ‬ق ِل ٱدعوا ٱَلل أوِ ٱدعوا ٱلرحمنۖ أيا ما تدعوا فله ٱۡلسماء ٱۡلس‬

‫ـتم تض ّـرعنا إلـى‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫‪1‬‬


‫يَل‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫ب َص ََلت َِك َو َل ُُتَاف ِۡت ب َها َو ۡٱب َتغِ َب ۡ َ‬
‫ني َذَٰل َِك َ‬
‫ّ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪110‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هللا ع ــز وج ــل ولنع ــد إل ــى نقط ــة االنط ــالق ف ــي بحثن ــا ه ــذا وه ــي اس ــم هللا‬
‫سبحانه وتعالى‪ .‬رأينا أعاله أن اإلسم يوجـد دومـا فـي البدايـة‪ .‬واسـم الجاللـة‬
‫"الـــرحمن" كم ــا رأين ــا ه ــو األص ــل األول مطلقـــا وه ــو اس ــم م ــن أس ــماء هللا‬
‫التالي ــة ‪:‬‬
‫الـحـسـن ـ ـى‪ .‬ولفظــة "الـرحـم ــن" يمكــن تركيبهــا مــن حــروف الرمـ ـوز ّ‬
‫"الر" و "ح " و "ن"‪.‬‬

‫لفــظ "الـــرحمن" هــو الوحيــد مــن بــين أســماء هللا الحســنى التســعة والتســعين‬
‫المعروفــة الــذي يمكــن كتابتــه مــن خــالل دمــج حــروف الرمــوز‪ .‬و "الــرحمن"‬
‫هو أيضا اسم السورة ‪ 55‬في ترتيب المصحـف‪ .‬كمـا أنـه اإلسـم الوحيـد مـن‬
‫بين أسماء السور الذي يمكن كتابته بتجميع حروف الرموز‪.2‬‬

‫زيادة على هنما ف ننه يممنن ترمين ملمنة الدرحنن ندم الرمنوز الثةثنة‬
‫المممورة آنفا مراعناة لترتين ورودهنا فني المصن ‪ .‬فـالرمز"الـر" ‪ ،‬رمـز‬
‫الســورة ‪( 10‬يــونس) ‪ ،‬هــو الرمــز الراب ـ (‪ )4‬ضــمن جميــع الرمــوز‪ .‬والرمــز‬

‫‪1‬‬
‫سورة اإلسراء ‪ ،‬اآلية ‪.110‬‬
‫‪2‬‬
‫ـص الســور التــي تحمــل أســماء هــي نفســها الرمــوز الموجــودة فــي بــدايتها‬
‫إن الكــالم هنــا ال يخـ ّ‬
‫ّ‬
‫وعدد هذه السور أربعة وهـي السـورة ‪( 20‬طـه) و السـورة ‪( 36‬يـس) والسـورة ‪( 38‬د) والسـورة‬
‫‪( 50‬ق)‪.‬‬
‫‪431‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫"حـــ " ‪ ،‬رمــز الســورة ‪( 40‬غــافر) ‪ ،‬هــو الرمــز الحيييادي والعشيييرون (‪)21‬‬
‫‪( 68‬القلر ) ‪ ،‬هرو الرمرز‬ ‫ضمن جميع الرموز ‪ ،‬والرمز "ن" ‪ ،‬مرز السرو‬
‫الثالثون‪ )30( 1‬ضمن مجموع الرموز‪.‬‬
‫ترتيب ظهور‬ ‫رمـوز‬ ‫ترتيـب‬ ‫السـور المرموزة‬
‫الرمــوز‬ ‫الحـروف‬ ‫المصحـف‬ ‫بحروف‬
‫‪4‬‬ ‫الر‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫‪21‬‬ ‫ح‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬
‫‪30‬‬ ‫ن‬ ‫‪68‬‬ ‫القل‬
‫الر ‪ +‬ح ‪ +‬ن = ‪= 30 + 21 + 4‬‬
‫‪55‬‬ ‫الرحمن‬

‫وحاصل أرقام ترتيب ظهور هذه الرموز الثالثة ‪ 4‬و ‪ 21‬و ‪ 30‬هو ‪، 55‬‬
‫أي رقم سورة "الرحمن" في ترتيب المصحف‪.‬‬

‫المكون ــة للفظ ــة "الـــرحمن"‪،‬‬


‫ّ‬ ‫نالح ــظ ب ــالتوازي م ــع مواضـ ـع رم ــوز الح ــروف‬
‫ضمن األعداد الثالثين المختلفة المذكورة في القرآن أن ‪:‬‬
‫العدد الرابع هو العدد ‪ 1‬؛‬ ‫‪‬‬

‫العدد الحادي والعشرون هو العدد ‪ 9‬؛‬ ‫‪‬‬

‫العدد الثالثون هو العدد ‪.19‬‬ ‫‪‬‬

‫ترتيل ظهو ا عداد وفقا لترتيل المصحف‬


‫‪3 000 100‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1 000‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪2 000‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5 000‬‬
‫‪19 50 000‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪100 000 50‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪ 1‬أنظر الجدول د ‪ .419‬في حالة تكرار أحد الرموز يأخذ بعين االعتبار ّأول ظهور له‪.‬‬
‫مثال ذلك الرمز "الر" و "ح "‪.‬‬
‫‪432‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫ونذكر هنا أن ‪:‬‬


‫والعدد ‪ 1‬و ‪ 9‬يكونان العدد ‪ّ .19‬‬
‫‪ -‬السورة التي ورد فيها أكبر عدد لكلمة "الرحمن" هي السورة ‪ 19‬؛‬
‫‪" -‬الرحمن" هو إحدى كلمات البسملة التي تشتمل على ‪ 19‬حرفا ؛‬
‫‪ -‬العدد ‪ 19‬يحيل إلى كلمة "ح "‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلك فإن عدد السور التي تتضمن أعدادا هو ‪.155‬‬

‫باستثناء "النـون" كـل حـروف الرمـوز التـي تتك ّـون منهـا لفظـة "الرحمـــن" قـد‬
‫تـكررت في رمـوز أخـرى‪.‬‬

‫عدد ورود كل‬ ‫الم َك ِّونة‬


‫الحروف ُ‬
‫حرف في الرموز‬ ‫لكلمة "الرحمن"‬
‫‪13‬‬ ‫ا‬
‫‪13‬‬ ‫ل‬
‫‪6‬‬ ‫ر‬
‫‪7‬‬ ‫ح‬
‫‪17‬‬ ‫م‬
‫‪1‬‬ ‫ن‬

‫حين نجمع عدد مراف ظهو هوه ا حرف كرموا نحص على ‪ ، 57‬وهو‬
‫حاص ضرب ‪ 19‬في ‪.3‬‬

‫‪57 = 1 + 17 + 7 + 6 + 13 + 13‬‬
‫‪ 19 -‬كرقم سورة "مري " في ترتيب المصحف ؛‬
‫‪ -‬و ‪ 3‬كرقم سورة "آل عمران" في ترتيب المصحف‪.‬‬

‫‪1‬أنظر الملحق رقم ‪ ، 16‬األعداد الصحيحة في القرآن‪.‬‬


‫‪433‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫أن الموضـوع الـرئيس للرسـالة الخلفيـة‬


‫ّبينت في الجزء األول "علـ للسـاعة" ّ‬
‫المعجمة في القررآن لـه عالقـة وطيـدة بالسـيد المسـيح عيسـى بـن مـريم ‪‬‬
‫فــي آخــر زمــان الجاهليــة ‪ ،‬قياا السنناعة ويــوم القيامــة‪ .‬وقــد رأينــا كيــف أن‬
‫الحديث يقود مـ ار ار إلـى السـورة ‪" 19‬مـري " وهـي التـي تحمـل اسـم أم عيسـى‬
‫علي ما السة في من سب ت عدة‪.‬‬

‫إن رمــوز الحــروف تشــير مــن جديــد إلــى الســورة ‪ .19‬فســورة "مــري " تــدخل‬
‫ضـمن السـور ‪ 29‬التـي تبتـدئ بحـروف الرمـوز وهـي تتميــز عـن غيرهـا مــن‬
‫السـور المرمـوزة باحتوائهـا أطـول رمــز بحـروف مرتبطـة‪ .‬وهـذا الرمـز يتكــون‬
‫من ‪ 5‬حروف ‪" :‬كهيعص"‪.‬‬

‫أول حرف في هذا الرمز هو حرف "الكاف" الوذ يماثل شكله شكل العدد ‪: 5‬‬

‫كـ‬
‫‪5‬‬

‫في حين أن رمز السورة ‪ 19‬هو الرمز الوحيد الذي يتكون من ‪ 5‬حروف ‪،‬‬
‫يتضمن حرف "الكاف"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫كما ّأنه الوحيد الذي‬

‫ولئن كان حرف "الكاف" لم يذكر إالّ في رمز السورة ‪ 19‬فاألحرف األربعة‬
‫األخرى تظهر في رموا سور أخر ‪:‬‬
‫‪ .1‬الهاء ‪ :‬في رمز السورة ‪( 20‬طه) ‪" :‬طه"‪.‬‬
‫‪ .2‬الياء ‪ :‬في رمز السورة ‪( 36‬يس) ‪" :‬يس"‪.‬‬
‫‪ .3‬العين ‪ :‬في الرمز الثاني للسورة ‪( 42‬الشورى) ‪" :‬عس "‪.‬‬

‫‪434‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫‪ .4‬الصــــاد ‪ :‬ف ــي رم ــز الس ــورة ‪( 7‬األعـ ـراف) ‪":‬المــــص" ‪ ،‬وف ــي رم ــز‬
‫السورة ‪( 38‬د) ‪" :‬ص"‪.‬‬

‫عدد حروف‬ ‫ترتيب‬ ‫السور المرموزة‬


‫رموز الحروف‬ ‫الحروف‬
‫الرموز‬ ‫المصحف‬ ‫بالحروف‬
‫‪5‬‬ ‫ك يعص‬ ‫‪19‬‬ ‫مري‬ ‫ك‬
‫‪2‬‬ ‫طـــه‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫ه‬
‫‪2‬‬ ‫يـــس‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫ي‬
‫‪3+2‬‬ ‫حـ عـــسـق‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫ع‬
‫‪4‬‬ ‫النـــص‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫ص‬
‫‪1‬‬ ‫ص‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬

‫فمجموع حروف رموز هذه السور هو ‪ .19‬إن عدد حروف رمز السورة‬
‫‪( 19‬مريـ ) ‪ ، 5 :‬والسورة ‪( 20‬طه) ‪ ، 2 :‬والسـورة ‪( 36‬يـس) ‪، 2 :‬‬
‫والسـورة ‪( 42‬الشـورى) ‪ 2 :‬و ‪ ، 3‬والسورة ‪( 7‬األعراف) ‪ ، 4 :‬والسورة‬
‫‪.19‬‬ ‫‪( 38‬ص) ‪ ، 1 :‬فالمجموع إذن هو‬

‫‪19 = 1 + 4 + 5 + 2 + 2 + 5‬‬

‫تحتل السورة ‪ 19‬ضمن ترتيب ‪ 29‬سورة مرموزة بالحروف المرتبة العاشرة‬


‫(‪ )10‬ويتبقى بعدها ‪ 19‬سورة مرموزة بالحروف (‪، )19 = 10 – 29‬‬
‫وهذه السور التسعة عشر (‪ )19‬الباقية تحتوي على ‪ 44‬حرفا من حروف‬
‫الرموز‪.‬‬

‫‪ 19‬و ‪ 44‬هم ــا عل ــى التـ ـوالي ترتي ــب المص ــحف والتنزي ــل لس ــورة "مــــري "‪.‬‬
‫والجدول التالي يظهر بوضوح السور المرموزة بعد سورة "مري " ‪:‬‬

‫‪435‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫أرقام السور المرموزة‬ ‫أسماء السور المرموزة‬


‫رموز الحروف‬
‫في المصحف‬ ‫بالحروف‬
‫كهيعص‬ ‫‪19‬‬ ‫مري‬
‫‪2 1‬‬
‫طــــــه‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫‪1‬‬
‫‪5 4 3‬‬
‫طــــــــــســـــــــــ‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬ ‫‪2‬‬
‫‪7 6‬‬
‫طـــــــــس‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪3‬‬
‫‪10 9 8‬‬
‫طــــــــــــســـــــــ‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬ ‫‪4‬‬
‫‪13 12 11‬‬
‫ا لــــــــــ‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬ ‫‪5‬‬
‫‪16 15 14‬‬
‫ا لــــــــــــ‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪6‬‬
‫‪19 18 17‬‬
‫ا لـــــــــــــ‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪7‬‬
‫‪22 21 20‬‬
‫ا لـــــــــــ‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬ ‫‪8‬‬
‫‪24 23‬‬
‫يـــــــــــــــس‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫‪9‬‬
‫‪25‬‬
‫ص‬ ‫‪38‬‬ ‫د‬ ‫‪10‬‬
‫‪27 26‬‬
‫حـــــــــــ‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪11‬‬
‫‪29 28‬‬
‫حـــــــــــ‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬
‫ّ‬ ‫‪12‬‬
‫‪34 33 32 31 30‬‬
‫حــــــــــــ عــــــســـــــــ‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫‪13‬‬
‫‪36 35‬‬
‫حـــــــــــ‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬ ‫‪14‬‬
‫‪38 37‬‬
‫حــــــــــ‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪15‬‬
‫‪40 39‬‬
‫حــــــــــــ‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪16‬‬
‫‪42 41‬‬
‫حـــــــــــ‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬ ‫‪17‬‬
‫‪43‬‬
‫ق‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬ ‫‪18‬‬
‫‪44‬‬
‫‪68‬‬ ‫القلم‬ ‫‪19‬‬
‫ن‬

‫‪436‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫األول مــن رمــز الســورة ‪19‬‬


‫إذا أحصــينا الرمــوز مــن أولهــا نجــد أن الحــرف ّ‬
‫(مــري ) هــو الحــرف الثثثــون (‪ .)30‬أمــا الحــرف الثثثــون (‪ )30‬مــن بــين‬
‫الحـروف ‪ 44‬المتبقيــة بعــد السـورة ‪ 19‬فهــو أول حــرف مـن رمــز الســورة ‪42‬‬
‫(الشـــورى)‪ .‬والس ــورة ‪ 19‬تش ــترك م ــع الس ــورة ‪ 42‬ف ــي كونه ــا تحت ــوي ه ــي‬
‫األخـرى على ‪ 5‬حروف في رمزها‪.1‬‬

‫***‬

‫ســورتان فقــط مــن الســور المرمــوزة بحــروف لهمــا رقــم فــي المصــحف هــو‬
‫مض ــاعف الع ــدد ‪ .19‬وهم ــا الس ــورة ‪ 19‬ورمزه ــا كهــــيعص والس ــورة ‪38‬‬
‫(‪ )2 x 19 = 38‬ورمزها "ص"‪.‬‬

‫فرمــز الســورة ‪ 38‬يتكــون مــن حــرف واحــد "ص" وهــو الحــرف الخامـــس فــي‬
‫رمز السورة ‪.19‬‬

‫كـهـيـعـص‬ ‫‪19‬‬ ‫مري‬


‫ص‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬

‫تت ـ ــوزع الس ـ ــورتان ‪ 19‬و‪ 38‬بش ـ ــكل متـ ـ ـوازن ض ـ ــمن الس ـ ــور ‪ 29‬المرم ـ ــوزة‬
‫العد نجد ‪:‬‬
‫بالحروف إذ أنها تقيم رابطا جديدا بين ‪ 19‬و ‪ .9‬فعال عند ّ‬

‫‪ 9‬سور مرموزة بالحروف قبل السورة ‪ 19‬؛‬ ‫‪‬‬

‫‪ 9‬سور مرموزة بالحروف بين السورة ‪ 19‬و السورة ‪ 38‬؛‬ ‫‪‬‬

‫‪ 9‬سور مرموزة بالحروف بعد السورة ‪.38‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫الحروف الخمسة (‪ )5‬التي تبدأ بها السورة ‪ 42‬مقسمة إلى رمزين ‪ ،‬أنظر الجدول أعاله‪.‬‬
‫‪437‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫رمـوز الحـروف‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫السور المرموزة بالحروف‬

‫الـّ‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪1‬‬


‫الـّ‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫‪2‬‬
‫المص‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬ ‫‪3‬‬
‫الـر‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 9‬سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور‬
‫الـر‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬ ‫‪5‬‬
‫الـر‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬ ‫‪6‬‬
‫المر‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬ ‫‪7‬‬
‫الـر‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهيم‬ ‫‪8‬‬
‫الـر‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬ ‫‪9‬‬

‫ك يعص‬ ‫‪19‬‬ ‫مري‬ ‫‪10‬‬

‫طـه‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫‪11‬‬


‫طـسـّ‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬ ‫‪12‬‬
‫طـس‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪13‬‬
‫طـسـّ‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬ ‫‪14‬‬

‫‪ 9‬سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور‬
‫الـّ‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬ ‫‪15‬‬
‫الـّ‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪16‬‬
‫الـّ‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪17‬‬
‫الـّ‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬ ‫‪18‬‬
‫يـس‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫‪19‬‬
‫ص‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪20‬‬
‫وـّ‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪21‬‬
‫وـّ‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬ ‫‪22‬‬
‫وـّ عـسـق‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫‪23‬‬
‫وـّ‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬ ‫‪24‬‬
‫‪ 9‬سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور‬

‫وـّ‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪25‬‬


‫وـّ‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪26‬‬
‫وـّ‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬ ‫‪27‬‬
‫ق‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬ ‫‪28‬‬
‫ن‬ ‫‪68‬‬ ‫القلم‬ ‫‪29‬‬

‫‪438‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫من السورة ‪ 19‬إلى السورة ‪ 38‬يوجد ‪ 30‬حرفا من حروف الرموز ‪:‬‬

‫الرموز وعدد حروفها‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫أسماء السور‬

‫مري‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫كـــ ــــيــــعــــص‬ ‫‪19‬‬

‫طه‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫طــــــه‬ ‫‪20‬‬

‫الشعراء‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬
‫طــــســــ‬ ‫‪26‬‬

‫النمل‬
‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬
‫طــــس‬ ‫‪27‬‬

‫القصص‬
‫‪15‬‬ ‫‪14 13‬‬
‫طــــســــ‬ ‫‪28‬‬

‫العنكبوت‬
‫‪18‬‬ ‫‪17 16‬‬
‫ا لـــــــ‬ ‫‪29‬‬

‫الروم‬
‫‪21‬‬ ‫‪20 19‬‬
‫ا لـــــــ‬ ‫‪30‬‬

‫لقمان‬
‫‪24‬‬ ‫‪23 22‬‬
‫ا لـــــــ‬ ‫‪31‬‬

‫السجدة‬
‫‪27‬‬ ‫‪26 25‬‬
‫ا لـــــــ‬ ‫‪32‬‬

‫يس‬
‫‪29 28‬‬
‫يــــس‬ ‫‪36‬‬
‫‪30‬‬
‫ص‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬

‫الحرف التاسع عشر (‪ )19‬من هذه الحروف الثالثين (‪ )30‬يقع في السـورة‬


‫أن الح ــرف‬
‫‪( 30‬الـــروم) بالض ــبط‪ .‬وإن ب ــدأنا الع ـ ّـد م ــن آخ ــر حـ ــرف نج ــد ّ‬
‫التاسـع عشـر (‪ )19‬مــن هـذه الحـروف الثالثــين (‪ )30‬يوجـد فـي الســورة ‪27‬‬
‫(النمل)‪.‬‬
‫‪439‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫الســور المرموزة‬
‫الرموز‬ ‫ترتيب المصحف‬
‫بالحروف‬
‫كهيعص‬ ‫‪19‬‬ ‫مري‬
‫الحرف التاسع عشر (‪)19‬‬
‫طه‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬
‫طسم‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬
‫ط‬ ‫طس‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬
‫طسم‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬
‫الم‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬
‫الحرف التاسع عشر (‪)19‬‬

‫الـ‬ ‫ال‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬


‫الم‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬
‫الم‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬
‫يس‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬
‫د‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬

‫للتذكير فإن البسملة تتكـون مـن ‪ 19‬حرفـا ‪ ،‬وفـي اآليـة ‪ 30‬مـن السـورة ‪27‬‬
‫توجد الحروف التسعة عشر (‪ )19‬للبسملة الداخلية الفريدة‪.‬‬

‫***‬

‫ومـن بـين ‪ 114‬سـورة فـي القـرآن ‪ ،‬توجـد ‪ 29‬سـورة مرمـوزة برمـوز الحــروف‬
‫و‪ 85‬غير مرمـوزة بـالحروف (‪ 29 . 1)85 = 29 – 114‬و ‪ 85‬همـا علـى‬
‫التـوالي رقمـا ســورة "العنكبــوت" فــي ترتيــب المصــحف وفــي ترتيــب التنزيــل ‪،‬‬
‫وهذه السورة هي إحدى السور ‪ 29‬المرموزة بالحروف‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر الملحق رقم ‪ : 18‬الجدول العام للقرآن رقم ‪.3‬‬


‫‪440‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫‪29‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ترتيـب سورة العنكبـوت‬ ‫عدد السور‬
‫في المصحف‬ ‫المرموزة بحروف‬
‫سورة "العنكبوت"‬
‫ترتيـب سورة العنكبـوت‬ ‫عدد السور‬
‫في التنزيـل‬ ‫غير المرموزة بحروف‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪85‬‬

‫إضافة إلى ذلك فإن عدد آيات السورة ‪ 29‬هو ‪ ، 69‬والمالحظ هنا هو‬
‫أنه ابتداء من السورة رقم ‪( 69‬الحاقة) لم يرد أي رمز للحروف في‬
‫القرآن‪ .‬فآخر سورة مرموزة بالحروف هي سورة "القل " الثامنة والستون‬
‫(‪ )68‬في المصحف و مزها نون (ن)‪.‬‬

‫‪ 29‬ببعض الخصائص المهمة فيمرا يتعلرق بنظـام الترميـز‬ ‫كما تتميز السو‬
‫فإن سورة "العنكبـوت" توجـد‬
‫أن العنكبوت تلتزم بوسط بيتها ّ‬ ‫بالحروف‪ .‬فكما ّ‬
‫بوس ــط الس ــور المرمــوزة ب ــالحروف ‪ ،‬فه ــي السرررو الخامسييية عشييير (‪)15‬‬
‫ضمن ‪ 29‬سورة‪ .‬توجد قبلها ‪ 14‬سورة مرموزة بـالحروف وبعـدها كـذلك ‪14‬‬
‫سورة مرموزة بالحروف (‪: )29 = 14 + 1 + 14‬‬

‫‪441‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫رموز الحروف‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫السور المرموزة بالحروف‬


‫الـّ‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪1‬‬
‫الـّ‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫‪2‬‬
‫المص‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬ ‫‪3‬‬
‫الـر‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬ ‫‪4‬‬
‫الـر‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬ ‫‪5‬‬
‫الـر‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬ ‫‪6‬‬

‫‪ 14‬سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور‬
‫المر‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬ ‫‪7‬‬
‫الـر‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهيم‬ ‫‪8‬‬
‫الـر‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬ ‫‪9‬‬
‫ل يعص‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬ ‫‪10‬‬
‫طـه‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫‪11‬‬
‫طـسـّ‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬ ‫‪12‬‬
‫طـس‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪13‬‬
‫طـسـّ‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬ ‫‪14‬‬
‫الـ‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬ ‫‪15‬‬
‫الـّ‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪16‬‬
‫الـّ‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪17‬‬
‫الـّ‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬ ‫‪18‬‬
‫يـس‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫‪19‬‬
‫ص‬ ‫‪38‬‬ ‫د‬ ‫‪20‬‬
‫وـّ‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪21‬‬
‫‪ 14‬سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور‬

‫وـّ‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬ ‫‪22‬‬


‫وـّ عـسـق‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫‪23‬‬
‫وـّ‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬ ‫‪24‬‬
‫وـّ‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪25‬‬
‫وـّ‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪26‬‬
‫وـّ‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬ ‫‪27‬‬
‫ق‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬ ‫‪28‬‬
‫ن‬ ‫‪68‬‬ ‫القلم‬ ‫‪29‬‬

‫ذكرت كلمة "العنكبوت" مرتين في القرآن كله‪ .‬وذلك في السورة ‪29‬‬


‫(العنكبوت) نفسها في اآلية ‪ 41‬بالضبط‪.‬‬
‫‪442‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫ذ‬ ‫ذَ َ ۡ‬ ‫ذ َۡ ََٓ َ ََ َۡ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََُ ذ َ ذَ ُ ْ‬


‫وت ٱُتذت بَ ۡيتاۖ ِإَون‬‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ب‬ ‫نك‬ ‫‪ ‬مثل ٱَّلِين ٱُتذوا مِن د ِ‬
‫ون ٱَللِ أو َِّلاء كمث ِل ٱبع‬
‫َۡ َ ُ ْ َ ۡ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََۡ ُ ۡ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َۡ َ َ ۡ‬
‫وت لو َكنوا يعلمون ‪ 41‬‬ ‫وت ۡليت ٱبعنكب ِ ى‬ ‫أوهن ٱۡلي ِ‬

‫إن ســورة "العنكبــوت" تعــد ‪ 69‬آيــة‪ .‬وعليــه ابتــداء مــن اآليــة ‪ 41‬التــي جــاء‬
‫فيها ذكر "العنكبوت" تبقى ‪ 29‬آية وهو رقم هذه السورة في المصحف‪.‬‬

‫فإن الحرف الواحد واألربعـين (‪ )41‬مـن هـذه اآليـة هـو آخـر‬ ‫عالوة على ذلك ّ‬
‫ألول مـ ّـرة‪ .‬و ‪41‬‬
‫حــرف مــن كلمــة "العنكبــوت" أي التــاء حــين ذكــرت الكلمــة ّ‬
‫هو رقم هذه اآلية نفسها أي الوحيدة التي تضمنت كلمة "العنكبوت"‪.‬‬

‫م‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ذ‬ ‫خ‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ث‬ ‫م‬
‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ك‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ن‬
‫‪30‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬
‫)…(‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ث‬ ‫م‬
‫‪41‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪31‬‬

‫نالحظ أيضا أن عدد كلمات اآلية ‪ 41‬هو ‪: 19‬‬

‫كمثل العنكبوت اتخذت‬ ‫أولياء‬ ‫هللا‬ ‫دون‬ ‫مثل الذين اتخذوا من‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫يعلمون‬ ‫كانوا‬ ‫لو‬ ‫أوهن البيوت لبيت العنكبوت‬ ‫وإن‬ ‫بيتا‬
‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15 14 13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬

‫***‬
‫لقد رأينا أن كل سورة تتميز عن غيرها من السور على نوعين من الترتيب ‪:‬‬
‫‪ -‬ترتيب المصحف ؛‬
‫‪ -‬وترتيب التنزيل‪.‬‬
‫‪443‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫لذلك وابتداء من اآلن سأشير إلى هذين الترتيبين بكلمة "معطيـات" السور‪.‬‬

‫***‬

‫عدد سور القرآن ‪ 114‬سورة‪ .‬لنهتم بمجموعتين جديدتين من هذه السور ‪:‬‬
‫‪ -‬مجموعة السور المرموزة بالحروف وعددها ‪ 29‬؛‬
‫‪ -‬مجموعة السور غير المرموزة بالحروف وعددها ‪.85‬‬

‫يمكنــا أن نرتّــب الســور حســب معطياتهــا داخــل هــاتين المجمــوعتين‪ 1‬فيكــون‬


‫لكل سورة ‪:‬‬
‫‪ -‬معطيات بحسب ترتيبها في المصحف ؛‬
‫‪ -‬ومعطيات بحسب ترتيبها في التنزيل‪.‬‬

‫وبــذلك يكــون لكــل ســورة معطي ــات داخــل هــاتين المجمــوعتين أيضــا‪ .‬فعلــى‬
‫سبيل المثال لو أخذنا سورة البقرة فمعطيــاتها فـي القـرآن كلـه هـي ‪ 2‬و ‪87‬‬
‫أي أن رقمهــا فــي ترتيــب المصــحف ‪ 2‬ورقمهــا فــي ترتيــب التنزيــل ‪ .87‬فــي‬
‫حين أن معطيـاتها بداخل مجموعة السور المرموزة بـالحروف هـي ‪ 1‬و ‪27‬‬
‫أي أن رقمه ـ ــا فـ ــي ترتي ـ ــب المصـ ــحف ب ـ ــداخل مجموع ـ ــة السـ ــور المرم ـ ــوزة‬
‫بالحروف هـو‪ 1‬ورقمهـا فـي ترتيـب التنزيـل بـداخل مجموعـة السـور المرمـوزة‬
‫بالحروف هو ‪.27‬‬

‫***‬

‫تحمل سورة "مريـ " الرقم ‪ 19‬في المصحف و ‪ 44‬في التنزيل ضمن سـور‬
‫العدديـة ضــمن السـور التـي ال‬
‫ّ‬ ‫وثمة سورة لها نفس المعطيــات‬
‫القـرآن كلها‪ّ .‬‬
‫‪1‬‬
‫أي من السورة ‪ 1‬إلى السورة ‪ 29‬ضمن السور المرموزة بالحروف ‪ ،‬ومن السورة ‪ 1‬إلى‬
‫السورة ‪ 85‬ضمن السور غير المرموزة بالحروف‪.‬‬
‫‪444‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫تبــدأ برمــوز الحــروف‪ .‬فالس ــورة ‪( 39‬الزمــر) ‪ ،‬هــي الســورة التاســعة عشــر‬
‫(‪ )19‬غي ــر المرم ــوزة ب ــأحرف ف ــي ترتي ــب المص ــحف والرابعـــة واألربعـــون‬
‫(‪ )44‬في ترتيب التنزيل ‪:‬‬

‫نظـام الترميز بالحـروف‬ ‫‪ 114‬سورة‬


‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫رموز‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬
‫‪85  1‬‬ ‫‪29  1‬‬ ‫‪85  1‬‬ ‫‪29  1‬‬ ‫الحروف‬ ‫المصحف التنزيل‬ ‫السور‬
‫‪6‬‬ ‫‪10‬‬ ‫كهيعص‬ ‫‪44‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫‪44‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬

‫بين هاتين السورتين ‪ ،‬توجد ‪ 19‬سورة في القرآن كله ‪:‬‬

‫نظـام الترميز بالحـروف‬ ‫‪ 114‬سورة‬


‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫رموز‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬
‫‪85  1 29  1 85  1 29  1‬‬ ‫الحروف‬ ‫المصحف التنزيل‬ ‫السور‬
‫‪6‬‬ ‫كهيعص ‪10‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مري‬
‫‪7‬‬ ‫‪11‬‬ ‫طه‬ ‫‪45‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬
‫)…(‬
‫‪ 19‬سورة‬

‫)…(‬
‫‪3‬‬ ‫‪20‬‬ ‫د‬ ‫‪38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬
‫‪44‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬

‫***‬

‫‪445‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫تتكر حالة السو ‪( 39‬الزمـر) مرر واحرد فري القررآن كلرب ‪ :‬فهنـاك سـورة‬
‫أخرى من السور غير المرمـوزة بـالحروف يو ِافـق رقمهـا فـي المصـحف وفـي‬
‫التنزيــل رقــم ســورة أخــرى فــي المصــحف وفــي التنزيــل ضــمن ســور الق ـرآن‬
‫كلها‪.‬‬

‫فالسورة ‪( 104‬الهمزة) في المجموعة الفرعية للسور غير المرموزة‬


‫بحروف ‪ ،‬هي السورة الخامسة والسبعون (‪ )75‬في ترتيب المصحف‬
‫والسورة الحادية والثثثون (‪ )31‬في ترتيب التنزيل ‪ ،‬تماما مثل سورة‬
‫"القيامة"‪ ،‬فهي السورة الخامسة والسبعون (‪ )75‬في ترتيب المصحف‬
‫والسورة الحادية والثثثون (‪ )31‬في ترتيب التنزيل في مجمل القرآن ‪:‬‬

‫نظـام الترميز بالحـروف‬ ‫‪ 114‬سورة‬


‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫رموز‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬
‫‪85  1‬‬ ‫‪29  1‬‬ ‫‪85  1‬‬ ‫‪29  1‬‬ ‫الحروف‬ ‫المصحف التنزيل‬ ‫السور‬
‫‪30‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪75‬‬ ‫القيامة‬
‫‪31‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪104‬‬ ‫الهمزة‬

‫ذكر بما أوضحتب في الجزء األول‪ 1‬بشأن العالقة بين‬


‫ال يفوتني هنا أن أ ّ‬
‫السورة ‪ 19‬والسورة ‪ 75‬ويوم القيامة حيث نحصي ‪ 57‬سورة من الواحدة إلى‬
‫األخرى من ضمنها ‪ 19‬سورة تحتوي على عبارة "يوم القيامة"‪ .‬وهوا الرابط‬
‫بين السورتين ‪ 19‬و ‪ 75‬وعالقتهما بـ "القيامة" مؤ ّكد ومد ّ‬
‫ع هنا حسابيا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" :‬الرحمن ‪ ،‬التأويل"‪.‬‬
‫‪446‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫الســـــــــــــــور‬
‫سورة القيامة‬ ‫سورة مري‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪75 74 73 72 71 70 69 68 67 66 )...( 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19‬‬

‫‪ 57‬ســــورة‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪31 / 75‬‬ ‫‪44 / 19‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 57‬ســــورة‬

‫‪75 74 73 72 71 70 69 68 67 66 )...( 28 27 26 25 24 23 22 21 20 19‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫الهمزة‬ ‫الزمر‬
‫الســـــور غير المرموزة بالحروف‬

‫***‬

‫إن العــدد اإلجمــالي لرمــوز الحــروف ‪ .30‬لكــن نظ ـ ار لكــون بعــض الرمــوز‬


‫فإن عدد رموز الحروف المختلفة هو ‪ 14‬فقط‪.‬‬
‫تتكرر ّ‬

‫‪447‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫السور التي تحوي نفس الرمز‬


‫رموز الحروف‬
‫ترتيب‬ ‫الحروف المختلفة‬
‫أسماء السور‬ ‫المختلفة‬
‫المصحف‬
‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫العنكبوت‬
‫‪29‬‬
‫‪30‬‬ ‫الروم‬
‫ا‪.‬ل‪.‬م‬ ‫ال‬ ‫‪1‬‬
‫‪31‬‬ ‫لقمان‬
‫‪32‬‬ ‫السجدة‬
‫‪7‬‬ ‫األعراف‬ ‫ص‬ ‫المص‬ ‫‪2‬‬
‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪12‬‬ ‫يوسف‬ ‫ر‬ ‫الر‬ ‫‪3‬‬
‫‪14‬‬ ‫إبراهيم‬
‫‪15‬‬ ‫الحجر‬
‫‪13‬‬ ‫الرعد‬ ‫المر‬ ‫‪4‬‬
‫‪19‬‬ ‫مريم‬ ‫ك‪.‬ه‪.‬ي‪.‬ع‬ ‫كهيعص‬ ‫‪5‬‬
‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫ط‬ ‫طه‬ ‫‪6‬‬
‫الشعراء‬
‫‪26‬‬
‫‪28‬‬ ‫القصص‬
‫طس‬ ‫‪7‬‬

‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫طس‬ ‫‪8‬‬


‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫يس‬ ‫‪9‬‬
‫‪38‬‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫‪10‬‬
‫‪40‬‬ ‫غافر‬
‫‪41‬‬ ‫فصلت‬‫ّ‬
‫‪42‬‬ ‫الشورى‬
‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬ ‫ح‬ ‫ح‬ ‫‪11‬‬
‫‪44‬‬ ‫الدخان‬
‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬
‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬
‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫ق‬ ‫عس‬ ‫‪12‬‬
‫‪50‬‬ ‫ق‬ ‫ق‬ ‫‪13‬‬
‫‪68‬‬ ‫القلم‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫‪14‬‬

‫هــذه الرمــوز ‪ 14‬المختلفــة تتكــون مــن ‪ 14‬حرفــا مختلفــا ‪ ،‬أي نصــف عــدد‬
‫تعد ‪ 28‬حرفا‪.‬‬
‫الحروف العربية والتي ّ‬
‫‪448‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ص‬ ‫ش‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ذ‬ ‫د‬ ‫خ‬ ‫ح‬ ‫ج‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫ا‬
‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ي‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫غ‬ ‫ع‬ ‫ظ‬ ‫ط‬ ‫ض‬
‫‪28‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪13 12 11 10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬

‫***‬

‫لنتوقـف عنــد رمــز الســورة ‪ 19‬وهــو أطـول الرمــوز والوحيــد المكــون مــن ‪5‬‬
‫حروف‪ .‬إنـه الخـامس (‪ ) 5‬ضـمن الرمـوز المختلفـة‪ .‬فهـو إذن متبـوع ب ـ ‪9‬‬
‫رموز مختلفـة (‪.)9 = 5 – 14‬‬

‫ففي ترتيب المصحف ‪:‬‬


‫السورة رقم ‪ ، 19‬تعقبها ‪ 19‬سورة مرموزة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫رمز السورة ‪ 19‬تعقبه ‪ 9‬رموز مختلفة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تتكــون هــذه الرمــوز ‪ 14‬المختلفــة مــن ‪ 14‬حرفــا مختلفــا وتش ــمل ‪ 36‬حرفـ ـا‬
‫إجماال ‪:‬‬

‫‪449‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫الحروف المختلفة‬ ‫رموز الحروف المختلفة‬


‫الم‬ ‫ا لــــــ‬
‫‪1‬‬
‫‪3 2 1‬‬ ‫‪3 2 1‬‬
‫ص‬ ‫ا لـــــمــــــص‬
‫‪4‬‬ ‫‪7 6 5 4‬‬
‫‪2‬‬
‫ر‬ ‫ا لــــــــر‬
‫‪5‬‬ ‫‪10 9 8‬‬
‫‪3‬‬
‫ا لــــــــــمــــــــر‬
‫‪14 13 12 11‬‬
‫‪4‬‬
‫كـ هـ ي ع‬ ‫كــــــــــهـــــــيـــــــــــعــــــــص‬
‫‪9 8 7 6‬‬ ‫‪19 18 17 16 15‬‬
‫‪5‬‬
‫ط‬ ‫طــــــــه‬
‫‪10‬‬ ‫‪21 20‬‬
‫‪6‬‬
‫طــــــــســــــ‬
‫‪11‬‬ ‫‪24 23 22‬‬
‫‪7‬‬
‫طـــــــس‬
‫‪26 25‬‬
‫‪8‬‬
‫يــــــس‬
‫‪28 27‬‬
‫‪9‬‬
‫ص‬
‫‪29‬‬
‫‪10‬‬
‫حـ‬ ‫حـــــــــ‬
‫‪12‬‬ ‫‪31 30‬‬
‫‪11‬‬
‫ق‬ ‫عــــــســـــــ‬
‫‪13‬‬ ‫‪34 33 32‬‬
‫‪12‬‬
‫ق‬
‫‪35‬‬
‫‪13‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫‪14‬‬ ‫‪36‬‬
‫‪14‬‬

‫وهنا أيضا تحتل السورة ‪ 19‬مكانة تربط بين ‪ 19‬و ‪.9‬‬


‫‪ -‬ضمن هذه الحروف السـت والثالثـين (‪ )36‬يوجـد الحـرف التاسـع عشـر‬
‫(‪ )19‬في رمز السورة ‪ 19‬سواء بدأنا العد من البداية أو من النهاية‪.‬‬
‫‪ -‬وضــمن الحــروف األربعــة عشــر (‪ )14‬المختلفــة يوجــد الحــرف التاســع‬
‫(‪ )9‬في رمز السورة ‪ 19‬سواء بدأنا العد من البداية أو من النهاية‪.‬‬

‫‪450‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫السور التي تحوي نفس‬


‫الرمز‬ ‫رموز الحروف‬
‫ترتيب‬ ‫الحروف المختلفة‬
‫السور‬ ‫أسماء‬ ‫المختلفة‬
‫المصحف‬
‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬ ‫‪3 2 1‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3 2 1‬‬
‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫الم‬ ‫ا لــــــ‬ ‫‪1‬‬
‫‪31‬‬ ‫لقمان‬
‫‪32‬‬ ‫السجدة‬
‫‪4‬‬
‫‪7‬‬ ‫األعراف‬ ‫ص‬
‫‪7 6 5 4‬‬
‫ا لـمـص‬ ‫‪2‬‬
‫‪‬‬
‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫يوسف‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10 9 8‬‬
‫‪12‬‬
‫‪14‬‬ ‫إبراهيم‬ ‫ر‬ ‫ا لــــــــر‬ ‫‪3‬‬

‫‪15‬‬ ‫الحجر‬
‫‪‬‬ ‫‪14 13 12 11‬‬
‫‪13‬‬ ‫الرعد‬ ‫ا لــــــمـــــــر‬ ‫‪4‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪8 7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪19 18 17 16 15‬‬
‫‪19‬‬ ‫مري‬ ‫كهيع‬ ‫كـــهـــــيـــــعــــــص‬ ‫‪5‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8 9‬‬ ‫‪18 19‬‬
‫‪‬‬
‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫ط‬ ‫‪‬‬
‫طــــــه‬ ‫‪6‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪16 17‬‬
‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬ ‫طــــســـ‬ ‫‪7‬‬
‫‪28‬‬ ‫القصص‬ ‫‪4‬‬ ‫‪13 14 15‬‬

‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫طـــس‬ ‫‪8‬‬


‫‪‬‬ ‫‪11 12‬‬
‫‪36‬‬ ‫يس‬
‫يــــس‬ ‫‪9‬‬
‫‪9 10‬‬

‫‪38‬‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫‪10‬‬


‫‪8‬‬
‫‪40‬‬ ‫غافر‬
‫‪41‬‬ ‫فصلت‬‫ّ‬
‫‪‬‬
‫الشورى‬
‫‪42‬‬
‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬ ‫ح‬ ‫حـــــــ‬ ‫‪11‬‬
‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪3‬‬ ‫‪6 7‬‬

‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬
‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬ ‫‪‬‬
‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫ق‬ ‫عـــــســــــ‬ ‫‪12‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪50‬‬ ‫ق‬ ‫ق‬ ‫‪13‬‬


‫‪2‬‬

‫‪68‬‬ ‫القلم‬ ‫ن‬ ‫‪‬‬ ‫ن‬ ‫‪14‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪451‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫إن الرموز األربعة عشر (‪ )14‬المختلفة تتكون من ‪ 36‬حرفا‪ .‬فلنهتم‬


‫بالسورة ‪( 36‬يس)‪ .‬إنها من السور المرموزة بالحروف وهي تحتل المرتبة‬
‫التاسعة عشر (‪ )19‬بالضبط‪.‬‬
‫رموز الحروف‬ ‫ترتيب‬
‫رموز الحروف‬ ‫السور المرموزة بالحروف‬
‫المختلفة‬ ‫المصحف‬
‫‪1‬‬ ‫ا لــــــ‬
‫‪3 2 1‬‬
‫ا لــــــ‬
‫‪3 2 1‬‬
‫‪2‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪1‬‬
‫ا لــــــ‬
‫‪6 5 4‬‬
‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬ ‫ا لــنــص‬
‫‪7 6 5 4‬‬
‫ا لــنــص‬
‫‪10 9 8 7‬‬
‫‪7‬‬ ‫األعراف‬ ‫‪3‬‬

‫‪3‬‬ ‫ا لـــــــر‬
‫‪10 9 8‬‬
‫ا لـــــــر‬
‫‪13 12 11‬‬
‫‪10‬‬ ‫يونس‬ ‫‪4‬‬
‫ا لـــــــر‬
‫‪16 15 14‬‬
‫‪11‬‬ ‫هود‬ ‫‪5‬‬
‫ا لـــــــر‬
‫‪19 18 17‬‬
‫‪12‬‬ ‫يوسف‬ ‫‪6‬‬

‫‪4‬‬ ‫ا لـــــنــــــر‬
‫‪14 13 12 11‬‬
‫ا لـــــنــــــر‬
‫‪23 22 21 20‬‬
‫‪13‬‬ ‫الرعد‬ ‫‪7‬‬
‫ا لـــــــر‬
‫‪26 25 24‬‬
‫‪14‬‬ ‫إبراهيم‬ ‫‪8‬‬
‫ا لـــــــر‬
‫‪29 28 27‬‬
‫‪15‬‬ ‫الحجر‬ ‫‪9‬‬

‫‪5‬‬ ‫كـــ ـــيـــــعـــص‬


‫‪19 18 17 16 15‬‬
‫كـــ ـــيـــــعـــص‬
‫‪34 33 32 31 30‬‬
‫‪19‬‬ ‫مريم‬ ‫‪10‬‬

‫‪6‬‬ ‫طـــــه‬
‫‪21 20‬‬
‫طـــــه‬
‫‪36 35‬‬
‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫‪11‬‬

‫‪7‬‬ ‫طــــســـ‬
‫‪24 23 22‬‬
‫طــــســـ‬
‫‪39 38 37‬‬
‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬ ‫‪12‬‬

‫‪8‬‬ ‫طــــس‬
‫‪26 25‬‬
‫طــــس‬
‫‪41 40‬‬
‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪13‬‬
‫طــــســـ‬
‫‪44 43 42‬‬
‫‪28‬‬ ‫القصص‬ ‫‪14‬‬
‫ا لــــــ‬
‫‪47 46 45‬‬
‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬ ‫‪15‬‬
‫ا لــــــ‬
‫‪50 49 48‬‬
‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪16‬‬
‫ا لــــــ‬
‫‪53 52 51‬‬
‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪17‬‬
‫ا لــــــ‬
‫‪56 55 54‬‬
‫‪32‬‬ ‫السجدة‬ ‫‪18‬‬
‫يـــس‬ ‫يـــس‬
‫‪9‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يــس‬ ‫‪19‬‬
‫‪452‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫الرمز التاسع ‪ 9‬ضمن رموز الحروف المختلفة هو رمز السورة ‪( 36‬يس) ‪،‬‬
‫والحرف األول منه "الياء" هو الحرف السابع والعشرون (‪ )27‬من بين‬
‫الرموز المختلفة‪.‬‬

‫وفي مجمل رموز الحروف الثالثين يحتل الرمز "يس" المرتبة التاسعة‬
‫عشر (‪ ،)19‬والحرف األول منه هو الحرف السابع والخمسون (‪ )57‬من‬
‫بين جميع حروف الرموز‪.‬‬

‫‪ 9‬من بين رموز الحروف‬ ‫يـس‬ ‫ضمن مجموع‬


‫‪3 x 9 = 27 ‬‬ ‫الرموز ‪14‬‬
‫‪ 27‬من بين حروف الرموز‬ ‫يـ‬ ‫المختلفة‬
‫‪ 19‬من بين رموز الحروف‬ ‫يـس‬ ‫ضمن مجموع‬
‫‪3 x 19 = 57 ‬‬
‫‪ 57‬من بين حروف الرموز‬ ‫يـ‬ ‫الرموز ‪30‬‬

‫***‬

‫أن بعــض أســماء الســور فــي الق ـرآن تســاهم فــي اإلع ـراب والكشــف‬
‫لقــد رأينــا ّ‬
‫عن سالة القرآن الخلفية والخفية‪ .‬ومثال ذلـك اسـم السـور ‪( 18‬الكهـف) ‪،‬‬
‫‪( 19‬مري ) ‪( 27 ،‬النمل) و ‪( 29‬العنكبوت) وغيرها كثر‪.‬‬

‫وهن ــاك س ــور أخ ــرى تثي ــر االنتب ــاه أيض ــا وه ــي تل ــك الت ــي تط ــابق أس ــماؤها‬
‫كل منها بحروف رموزها ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫حروف رموزها ؛ وهي أ بع (‪ )4‬سور س ّميت ّ‬

‫‪ ‬السورة ‪( 20‬طه) ‪،‬‬


‫‪‬السورة ‪( 36‬يس) ‪،‬‬
‫‪ ‬السورة ‪( 38‬ص) ‪،‬‬
‫‪ ‬السورة ‪( 50‬ق)‪.‬‬
‫‪453‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫مــن أول هــذه السـ ـور "طــــه"‪ ،‬حـتـ ـى السـ ـورة الـرابـع ـ ـة واألخي ـ ـرة "ق نعـ ّـد ‪18‬‬
‫سورة و ‪ 19‬رم از بالحروف ‪:‬‬

‫السور المرموزة‬
‫رموز الحروف‬ ‫ترتيب المصحف‬
‫بالحروف‬
‫‪1‬‬ ‫طـه‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫طـسـ‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬ ‫طـس‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪3‬‬
‫‪4‬‬ ‫طـسـ‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬ ‫‪4‬‬
‫‪5‬‬ ‫الــ‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬ ‫‪5‬‬
‫‪6‬‬ ‫الــ‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪6‬‬
‫‪7‬‬ ‫الــ‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪7‬‬
‫‪8‬‬ ‫الــ‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬ ‫‪8‬‬
‫‪9‬‬ ‫يــس‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫‪9‬‬
‫‪10‬‬ ‫ص‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪10‬‬
‫‪11‬‬ ‫حـ‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪11‬‬
‫‪12‬‬ ‫حـ‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬
‫ّ‬
‫‪12‬‬
‫‪13‬‬ ‫حـ‬
‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫‪13‬‬
‫‪14‬‬ ‫عـسـ‬
‫‪15‬‬ ‫حـ‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬ ‫‪14‬‬
‫‪16‬‬ ‫حـ‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪15‬‬
‫‪17‬‬ ‫حـ‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪16‬‬
‫‪18‬‬ ‫حـ‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬ ‫‪17‬‬
‫‪19‬‬ ‫ق‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬ ‫‪18‬‬
‫‪ 19‬رمز ‪‬‬ ‫‪ 18 ‬سورة‬

‫‪454‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫الرموز األربعة التي سـميت بهـا الســور األربـع تتــكون مـن حـرف أو حـرفين‬
‫فنالحظ أنه ‪:‬‬
‫من أول اسم مكون من حرفين (طه) إلى الثاني (يس) توجـد ‪ 9‬سـور‬ ‫‪‬‬

‫مرموزة بالحروف‪.‬‬
‫مكون من حرف واحـد (ص) إلـى الثـاني (ق) توجـد ‪9‬‬
‫‪ ‬من أول اسم ّ‬
‫سور أيضا مرموزة بالحروف ‪.‬‬

‫وهوا يؤكد مرة أخرر ‪ ،‬رياضريا وعلرى نحرو شرامل ‪ ،‬النترائج التـي توصـلنا‬
‫إليها من قبل حيث يرد العدد ‪ 9‬مرتين وذلك على مدى ‪ 18‬سورة كمـا كـان‬
‫األمر بالنسبة ل ـ ‪:‬‬

‫لفظة "الرحي " التي ذكـرت ‪ 9‬مـرات فـي سورتيــن ‪ :‬فـي السـورة ‪9‬‬ ‫‪‬‬

‫و ‪ 9‬م ـرات فــي داخــل الســورة ‪ 126‬علمــا بأنهمــا تبعــدان بنســبة ‪18‬‬
‫سورة‪.‬‬
‫حرفي الرموز "ح" و "ق" اللذان سمحا مرتين على التوالي ِبع ٍّّـد مـن‬ ‫‪‬‬

‫ـدء مــن "ح" ووص ـوال إلــى "ق" إشــارة بــذلك إلــى تطــابق‬
‫‪ 1‬إلــى ‪ 9‬بـ ً‬
‫بين ‪ 19‬و "ح " ‪ = 19‬حق ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫زيادة عن البسملة‪.‬‬
‫‪455‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫الرموز‬ ‫سور القرآن‬ ‫السور المرموزة بالحروف‬


‫حـ‬ ‫التوبة ‪ 9‬رحي‬ ‫طــه‬
‫‪2 1‬‬ ‫يونس‬ ‫الشعراء‬
‫حـ‬ ‫هود‬ ‫النمل‬
‫‪4 3‬‬ ‫يوسف‬ ‫القصص‬

‫‪ 9‬سـور‬
‫حـ‬ ‫الرعد‬ ‫العنكبوت‬
‫‪6 5‬‬ ‫إبراهيم‬ ‫الروم‬
‫عـسـق‬ ‫الحجر‬ ‫لقمان‬
‫‪ 18‬حروف الرموز‬

‫‪9‬‬ ‫‪87‬‬ ‫النحل‬ ‫‪ 18‬ســورة‬ ‫السجدة‬


‫حـ‬ ‫اإلسراء‬ ‫يس‬
‫‪2 1‬‬ ‫الكهف‬ ‫ص‬
‫حـ‬ ‫مريم‬ ‫غافر‬
‫‪4 3‬‬ ‫طه‬ ‫فصلت‬
‫حـ‬ ‫األنبياء‬ ‫الشورى‬
‫‪6 5‬‬ ‫الحج‬ ‫الزخرف‬ ‫‪ 9‬سـور‬
‫حـ‬ ‫المؤمنون‬ ‫الدخان‬
‫‪8 7‬‬ ‫النور‬ ‫الجاثية‬
‫ق‬ ‫الفرقان‬ ‫األحقاف‬
‫‪9‬‬ ‫الشعراء ‪ 9‬رحي‬ ‫ق‬

‫***‬

‫لنهــتم اآلن بالســورتين الوحيــدتين اللتــين لهمــا قاســم مشــترك عبررر مزيمهمررا‬
‫يتكون من حرف واحد كما أن كـل واحـدة منهمـا‬
‫واسميمهما‪ .‬فرمز ك منهما ّ‬
‫تسمى باسم رمزها وهما السورتين ‪" 38‬ص" و ‪" 50‬ق"‪.‬‬

‫‪456‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫عدد السو المرموا من الواحدة إلى األخرى كما نرى هو ‪ 9‬سور في‬
‫حين إذا أحصينا مجمـوع حروف الرمـوز المـوجودة من أول رمز وهو "ص"‬
‫(السورة ‪ )38‬إلى آخر رمز وهو "ق" (السورة ‪ )50‬نجد ‪ 19‬حرفا ‪:‬‬

‫رموز الحروف‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫أسماء السور‬


‫ص‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫ح ـ ـ ــم‬ ‫غافر‬ ‫‪2‬‬
‫‪3 2‬‬
‫‪40‬‬
‫حـ ـ ــم‬ ‫فصلت‬ ‫‪3‬‬
‫‪5 4‬‬
‫‪41‬‬ ‫ّ‬
‫ح ـ ــم عـ ـ ـ ــس ـ ـ ــق‬ ‫الشورى‬ ‫‪4‬‬
‫‪10 9 8 7 6‬‬
‫‪42‬‬
‫حـ ـ ـ ــم‬ ‫الزخرف‬ ‫‪5‬‬
‫‪12 11‬‬
‫‪43‬‬
‫حـ ـ ـ ــم‬ ‫الدخان‬ ‫‪6‬‬
‫‪14 13‬‬
‫‪44‬‬
‫ح ـ ـ ـ ـم‬ ‫الجاثية‬ ‫‪7‬‬
‫‪16 15‬‬
‫‪45‬‬
‫حـ ـ ـ ــم‬ ‫األحقاف‬ ‫‪8‬‬
‫‪18 17‬‬
‫‪46‬‬
‫ق‬
‫‪19‬‬
‫‪50‬‬ ‫ق‬ ‫‪9‬‬

‫ثم إن الحرف الذي يتوسط هـذه الحـروف التسـعة عشـر أي الحـرف العاشـر‬
‫هو حرف "القاف" وهو الحرف الرمـزي األخيـر فـي السـورة ‪( 42‬الشـورى)‪.‬‬
‫وهذا أمر يثير االنتباه ألن حرف القاف ‪ ،‬كما رأينا آنفا ‪ ،‬لم يرد إال مـرتين‬
‫في مجموع حروف الرموز‪.‬‬

‫***‬
‫‪457‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫ونالحـ ــظ اآلن عالقـ ــة أخـ ــرى بـ ــين الحـ ــرف "ص" والحـ ــرف "ق"‪ .‬فقـ ــد جـ ــاء‬
‫حرف "الصاد" في ‪ 3‬رموز ‪:‬‬

‫رمــز الســورة ‪( 7‬األع ـراف) ‪ ،‬ورمــز الســورة ‪( 19‬مــري ) ‪ ،‬ورمــز الســورة ‪38‬‬
‫(ص)‪ .‬وق ــد ورد ح ــرف الص ــاد ف ــي الس ــورة ‪( 7‬األعـــراف) ‪ 98‬مـ ـرة ‪ ،‬وف ــي‬
‫مرة وفي السورة ‪( 38‬ص) ‪ 29‬مرة‪.‬‬
‫السورة ‪( 19‬مري ) ‪ّ 26‬‬

‫عدد ورود الحرف‬ ‫ترتيب‬ ‫السور المرموزة‬


‫رموز الحروف‬
‫"ص"‬ ‫المصحف‬ ‫بالحروف‬
‫‪98‬‬ ‫الـمـص‬ ‫‪7‬‬ ‫ا عراف‬
‫‪26‬‬ ‫كـهــيــعــص‬ ‫‪19‬‬ ‫مري‬
‫‪29‬‬ ‫ص‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬

‫فقــد ذكــر حــرف الصــاد فــي هــذه الســور الثالثــة ‪ 153‬م ـرة‪ .‬وهــذا العــدد هــو‬
‫حاصل ضرب ‪ 17‬في ‪.9‬‬

‫‪9 x 17 = 153 = 29 + 26 + 98‬‬

‫من المهـم أن نشـير هنـا إلـى أن وجـود ‪ 98‬مـرة حـرف الصـاد فـي السـورة ‪7‬‬
‫لــم يــتم إال بخصوصــية فــي كيفيــة كتابــة كلمــة "بصــطة"‪ .‬فاألصــل فــي هــذه‬
‫الكلم ــة أن تكت ــب بالس ــين ال بالص ــاد‪ .‬لكنه ــا ف ــي اآلي ــة ‪ 69‬كتب ــت بالص ــاد‬
‫"بصــطة" لــذلك نــرى أنــه رغــم كتابتهــا فــي المصــحف بالصــاد فقــد كتــب فــي‬
‫مصاحف بعض القراءات بزيادة حرف سين صغير فوق الصـاد وهذا يعنـي‬

‫‪458‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫أن القراءة بالسين أولى ألن األصل هو حرف " "‪ .‬فمادة هـذه الكلمـة هـي‬
‫ط" ‪:‬‬ ‫"ب‬

‫ب َ ْۜص َط ًۭة‬
‫فإذا استثنينا هـذا الصـاد المميـز عـن غيـره نحصـل علـى ‪ 152‬صـادا ولـيس‬
‫‪ 153‬في السور ‪ ، 38 ، 19 ، 7‬وهذا العدد هو حاصل ضرب ‪ 19‬في ‪: 8‬‬

‫‪19 x 8 = 152‬‬

‫أم ــا ح ــرف الق ــاف "ق" ال ــذي س ــميت ب ــه الس ــورة رق ــم ‪ 50‬فنج ــده ف ــي رم ــز‬
‫السـ ــورتين ‪ 42‬و ‪ .50‬نحصـ ــي ‪ 57‬قافـ ــا فـ ــي السـ ــورة ‪ 42‬و ‪ 57‬قافـ ــا فـ ــي‬
‫السورة ‪.50‬‬

‫عدد ورود القاف‬ ‫ترتيب‬ ‫السور المرموزة‬


‫رموز الحروف‬
‫"ق"‬ ‫المصحف‬ ‫بالحروف‬
‫حـ‬
‫‪57‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشو‬
‫عـسـق‬
‫‪57‬‬ ‫ق‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬

‫وعليه يكون مجموع ذكر حرف القـاف فـي السـورتين هـو ‪ 114‬قافـا‪ .‬والعـدد‬
‫‪ 114‬هــو حـاصـ ـل ضــرب ‪ 19‬فــي ‪ )19 x 6 = 114( : 6‬وهــو عــدد‬
‫س ــور القـ ـرآن‪ .‬كم ــا ال يفوتن ــا أن ح ــرف القــــاف ه ــو أول ح ــرف ف ــي كلم ــة‬
‫"قرآن"‪.‬‬

‫‪19 x 6 = 114 = 57 + 57‬‬


‫‪459‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫كما أنه من المهم أن نشيـر هنا أيضا إلى أن إحصاء ‪ 57‬قاف فـي السـورة‬
‫‪( 50‬ق) يعكس خاصية أخر للقرآن الوذ يروكر "قـوم لـوط" بهـذه التسـمية‬
‫في كامل نصه باستثناء مرة واحدة وذلك في اآلية رقم ‪ 13‬مـن هـذه السـورة‬
‫حيث جاء ذكرهم في عبارة "إخوان لـوط"‪ .‬فلـوال هـذا االسـتثناء لوجـدت قـاف‬
‫إضـ ــافية فـ ــي العـ ـ ّـد وعليـ ــه ال يكـ ــون مجمـ ــوع القـ ــاف فـ ــي هـ ــاتين السـ ــورتين‬
‫مضروب ‪.19‬‬

‫ففــي هــذه المالحظــة يظهــر جليــا أن حرفــي الرمــوز ص و ق يشــيران إلــى‬


‫خاصية قرآنية فريدة‪ 1‬من نوعها في السور المرموزة بهاذين الحرفين‪.‬‬

‫***‬

‫لنعــد إلــى الحــرف "ص" الــذي ذكــر ‪ 3‬م ـرات فــي رمــوز الق ـرآن‪ .‬تتكـ ّـون‬
‫رمــوز الحــروف الثالثــين (‪ )30‬مــن ‪ 78‬حرفــا‪ .‬ف فــي هــذه المجموعــة نجــد‬
‫أن ثالــث‬
‫ـداء مــن ّأول "صــاد" ‪ ،‬كمــا ّ‬
‫أن ثـاني "صــاد " هـو الحــرف ‪ 25‬ابتـ ً‬
‫"صاد" هو الحرف الخمسون (‪ )50‬ابتداء من أول "صاد"‪.‬‬

‫والعدد ‪ 50‬هو ضعف ‪ ، 25‬فيظهر أن حرف "الصاد" يتوزع بشكل متوازن‬


‫ضمن مجموع حروف الرموز‪.‬‬

‫كما أن ثـاني "صاد" ‪ ،‬الخامس والعشرين اعتبا ا من الصاد ا ولى ‪ ،‬هـو‬


‫خامس وآخر حرف من حروف رمز السورة ‪( 19‬مريم)‪.‬‬

‫‪ 1‬خنظر الملوق رقّ ‪ : 3‬الفرا د القرآنية في الجزء األول‪.‬‬


‫‪460‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫أسماء السور المرموزة‬


‫رموز الحروف‬ ‫ترتيب المصحف‬
‫بالحروف‬
‫الـ ـمـ ـ ـص‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪1 ...‬‬
‫ا ل ـ ـ ــر‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫‪4 3 2‬‬
‫ا لـ ـ ـ ـر‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪7 6 5‬‬
‫ا ل ـ ـ ـ ــر‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬
‫‪10 9 8‬‬
‫ا ل ـ ـ ـ ـ ـ ــم ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬
‫‪14 13 12 11‬‬
‫ا لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهيم‬
‫‪17 16 15‬‬
‫ا لـ ـ ـ ـ ـ ـر‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬
‫‪20 19 18‬‬
‫ك ـ ـ ـه ـ ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ـع ـ ـ ـ ـص‬ ‫‪19‬‬ ‫مري‬
‫‪25‬‬ ‫‪24 23 22 21‬‬
‫ط ـ ـ ـ ـ ـه‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬
‫‪27 26‬‬
‫طـ ـ ـ ــسـ ـ ـ ــم‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬
‫‪30 29 28‬‬
‫ط ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬
‫‪32‬‬ ‫‪31‬‬
‫ط ـسـم‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬
‫‪35 34 33‬‬
‫ا ل ـ ـ ـ ـ ــم‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬
‫‪38 37 36‬‬
‫ا ل ـ ـ ـ ـ ـ ــم‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬
‫‪41 40 39‬‬
‫ا لـ ـ ـ ـ ــم‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬
‫‪44 43 42‬‬
‫ا لـ ـ ـ ـ ــم‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬
‫‪47 46 45‬‬
‫ي ـ ـ ـ ـ ـس‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬
‫‪49 48‬‬
‫ص‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬
‫‪50‬‬

‫‪461‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫إضــافة إلــى هــذا فــإن عــدد حــروف الرمــوز قبــل أول "صــاد" فــي الس ــورة ‪7‬‬
‫(األعــراف) هـو ‪ ، 9‬وأن عــدد حـروف الرمــوز بعـد آخـر "صـاد" فـي السـورة‬
‫‪ 38‬هو ‪: 19‬‬

‫أسماء السور المرموزة‬


‫رموز الحروف‬ ‫ترتيب المصحف‬
‫بالحروف‬
‫ا ل ـ ـ ـ ـ ــم‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪3 2 1‬‬
‫ا ل ـ ـ ـ ـ ــم‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫‪6 5 4‬‬
‫الـ ـمـ ـ ـص‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪987‬‬

‫ص‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬


‫حـ ـ ـ ـ ـ ــم‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫حـ ـ ـ ـ ـ ــم‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ّ‬
‫ح ـ ـ ــم ع ـ ـ ـ ـ ــسـ ـ ـ ـ ـ ـق‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬
‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6 5‬‬
‫حـ ـ ـ ـ ـ ــم‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬
‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬
‫حـ ـ ـ ـ ـ ــم‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬
‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬
‫حـ ـ ـ ـ ـ ــم‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬
‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬
‫حـ ـ ـ ـ ـ ــم‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬
‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬
‫ق‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬
‫‪18‬‬
‫ن‬ ‫‪68‬‬ ‫القلم‬
‫‪19‬‬

‫‪ 25‬هو رقم سورة "الفرقان" في ترتيـب المصـحف ‪ ،‬وهـذه الكلمـة هـي أيضـا‬
‫إحدى أسماء "القرآن"‪.‬‬
‫‪462‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫حاصل ‪ 25 x 2‬هو ‪ 50‬كرقم سورة "ق" التي تبدأ بحـرف الرمـز "ق" يتبعـه‬
‫ذكر كلمة "القرآن" كما أن القاف هو أول حرف في كلمة "قرآن" ‪:‬‬

‫جي ِد ‪ 1‬‬ ‫‪ٓ ‬قٍّۚ َو ۡٱب ُق ۡر َء ۡ َ‬


‫ان ٱلم ِ‬
‫ِ‬

‫***‬

‫المميـزة التـي تـربط بـين رمـوز الحــروف التـي تتـألف‬


‫َّ‬ ‫لندرس اآلن العالقات‬
‫مــن حــرف واحــد‪ .‬وهــي علــى الت ـوالي رمــز الســورة ‪( 38‬ص) ورمــز الســورة‬
‫‪( 50‬ق) ورمــز الســورة ‪( 68‬القل ـ )‪ .‬فهــذه الرمــوز الثالثــة (‪ )3‬التــي تتكــون‬
‫من حرف واحد تشكل عدة روابط مميزة أولها ترتيبها في التنزيل‪.‬‬

‫فالرمز "ن" هـو األول فـي التنزيـل ضـمن الرمـوز الثثثـة ‪ ،‬ولـم يـرد إال مـرة‬
‫واحدة ضمن مجمل حروف الرموز ‪ .78‬كما أن "ق" هو الرمز الثـاني فـي‬
‫التنزيل ضمن الرموز الثثثة ‪ ،‬ونجد هوا الحرف مرتين فـي جميـع حـروف‬
‫الرمـوز ‪ .78‬أمــا الرمـز "ص" وهــو الرمـز الثالــث فــي التنزيـل ضــمن الرمــوز‬
‫مرات في جميع حروف الرموز ‪.78‬‬
‫الثثثة ‪ ،‬فقد ورد ثث ّ‬

‫فالرموز الثالثة المكونة من حرف واحد تندرج في تسلسل عددي كما يلي ‪:‬‬

‫عدد ظهور الحرف في رموز الحروف‬ ‫ترتيب ظهور الرمز في التنزيل‬


‫‪1‬‬ ‫األول‬
‫ّ‬ ‫ن‬
‫‪2‬‬ ‫الثاني‬ ‫ق‬
‫‪3‬‬ ‫الثالث‬ ‫ص‬

‫‪463‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫وهناك مالحظات أخرى تعزز الروابط العدديـة بـين هـذه الرمـوز ‪ ،‬فـالنون أول‬
‫رمز في ترتيب التنزيل أصبح آخر رمز في ترتيب المصحف ‪:‬‬

‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب المصحف‬

‫ن‬ ‫الرمز ‪1‬‬


‫‪‬‬
‫ن‬ ‫الرمز ‪30‬‬

‫إن الق ــاف ‪ ،‬الثـــاني ف ــي التنزي ــل أص ــبح مـــا قبــــل األخيـــر ف ــي ترتي ــب‬
‫ث ـ ّـم ّ‬
‫المصحــف‪.‬‬
‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب المصحف‬

‫ق‬ ‫الرمز ‪2‬‬


‫‪‬‬
‫ق‬ ‫الرمز ‪29‬‬

‫خالصة ‪:‬‬
‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب المصحف‬

‫ن‬ ‫الرمز ‪1‬‬


‫ق‬ ‫الرمز ‪2‬‬
‫‪‬‬
‫ق‬ ‫الرمز ‪29‬‬
‫ن‬ ‫الرمز ‪30‬‬

‫‪464‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫لنو ّكر بأننا نتبع نفس المنهج ‪:‬‬


‫‪ ‬إن أول "اســـ " ف ــي ترتي ــب التنزي ــل أص ــبح آخ ــر اس ــم ف ــي ترتي ــب‬
‫المصحف‪.1‬‬
‫وأول "عــــدد" منـ ــزل ‪ ،‬العـ ــدد ‪ ، 19‬أصـ ــبح آخـ ــر عـ ــدد فـ ــي ترتيـ ــب‬ ‫‪‬‬

‫المصحف‪.2‬‬
‫ال توجد أية سورة مرمـوزة بالحروف أي ال يوجـد أي رمز بالحروف ‪ ،‬بين‬
‫السورتين ‪ 50‬و ‪ 68‬سواء كان ذلك في ترتيب المصحف أو في ترتيب‬
‫من الرمز قاف إلى الرمز نون‬ ‫التنزيل‪ .‬وفي القرآن نحصي ‪ 19‬سو‬
‫وفقا لترتيل المصحف‪.‬‬

‫الســـــور‬
‫الرمز "ن"‬ ‫الرمز "ق"‬
‫سورة "القل "‬ ‫سورة "ق"‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪68 67 66 65 64 63 62 61 60 59 58 57 56 55 54 53 52‬‬ ‫‪51 50‬‬

‫‪ 19‬ســـــورة‬

‫حاصل أرقـام سـورتي "ق" و"القلـ " فـي المصـحف عـددا عـددا يعطـي ‪، 19‬‬
‫أن حاصل أرقامهما في التنزيل (‪ 34‬و ‪ )2‬عدداً عدداً هو ‪: 9‬‬
‫في حين ّ‬

‫‪1‬‬
‫أي ورود لفظ "اس " ألول مرة في القرآن الكريم في قوله تعالى (اق أر باسم ربك الذي خلق ‪)1‬‬
‫السورة ‪( 96‬العلق)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫قوله تعالى ( عليها تسعة عشر ‪ )30‬السورة ‪( 74‬المدثر)‪.‬‬
‫‪465‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫رموز الحروف‬ ‫السور المرموزة بالحروف‬


‫‪34‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬ ‫ق‬
‫‪2‬‬ ‫‪68‬‬ ‫ن‬ ‫القلم‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪2+3+4‬‬ ‫‪6+8+5+0‬‬
‫=‪9‬‬ ‫= ‪19‬‬

‫كمــا نالحــظ مــن جهــة أخــرى ّ‬


‫أن الحـرفين "ق" و "ن" همــا علــى التـوالي ّأول‬
‫حرف وآخر حرف من كلمة قرآن ‪:‬‬
‫قـــــــر آن‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ن‬ ‫ق‬

‫هذه المالحظة تعززها قراءة اآليـة األولـى من السورة ‪" 50‬ق" ‪:‬‬

‫جي ِد ‪ 1‬‬ ‫‪ٓ ‬قٍّۚ َو ۡٱب ُق ۡر َء ۡ َ‬


‫ان ٱلم ِ‬
‫ِ‬

‫إضافة إلى هذا نرى أن كلمة "قرآن" بدون لواصق وردت فـي مجمـل القـرآن‬
‫‪ 168‬مـ ـ ّـرة تمامـ ــا ك ـ ـرقم سـ ــورة "القلــــ " التـ ــي تبـ ــدأ بـ ــالرمز "ن" فرررري ترتيررررل‬
‫المصحف‪.‬‬

‫بأنه الكتاب المطلـق ‪ ،‬أو القـراءة‬


‫يذكرنا ّ‬
‫إن اإلشــادة بـ "القرآن" وإعالء شأنه ّ‬
‫ّ‬
‫الكاملة المعلنة‪.‬‬

‫‪ّ 1‬إننـ ـي لـ ــم أح ــص هنـ ــا إالّ الم ـ ّـرات التـ ــي وردت فيه ــا كلمـ ــة "قــــرآن" لوح ــدها دون لواصـ ــق ‪ ،‬فقـ ـ ـد‬
‫آن) ‪ ،‬وبالكس ــر ( ق ـرآن‪-‬‬
‫آن) ‪ ،‬و بالفتـ ـح (قرآنــا‪-‬الق ـر َ‬
‫أحصيـ ـت هــذه الكلمـ ـة بالضــم (ق ـرآن‪-‬الق ـر ُ‬
‫آن)‪ .‬أما حين وردت باللواصق مثل كلمة "قرآنه" فلم أحصها وقد وردت مرتين ؛ ممـا يجعـل‬ ‫القر ِ‬
‫المجموع ‪ 70‬مرة كعدد ورود كلمة " القـيـامــة" ‪ ،‬على أن هاتين المرتين ذ ِك َر ترا فري سرو‬
‫"القـيـامــة" ‪ ،‬اآليتان ‪ 17‬و ‪.18‬‬
‫‪466‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫فكلمة "كتاب" و "قرآن" تلتقيان في بداية سورتين مرموزتين بالحروف وهما‬


‫تتميزان بتشابه اآلية‬
‫السورة ‪( 15‬الحجر) والسورة ‪( 27‬النمل)‪ّ .‬إنهما ّ‬
‫األولى فيهما ؛ فكل منهما تبدأ برمز مختلف عن الرمز اآلخر لكن بقية‬
‫اآلية بعد الرمز مطابقة تقريبا ‪ ،‬مع وجود فارق وحيد هو موضع كلمتي‬
‫كتاب و قرآن ‪:‬‬

‫ني ‪ 1‬‬ ‫ت ۡٱبك َِتَٰ َو ُق ۡر َء ُّ‬ ‫ك َء َاي َٰ ُ‬ ‫ٓ ۡ َ‬


‫ان مب ِ ٖ‬ ‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬الرى ت ِل‬ ‫السورة ‪15‬‬
‫ُّ‬ ‫ۡ‬
‫ت ٱب ُق ۡر َء َ َ‬ ‫ك َء َاي َٰ ُ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫‪ٓ ‬‬
‫ني ‪ 1‬‬
‫اب مب ِ ٍ‬ ‫ان وك ِت ٖ‬ ‫ِ‬ ‫طس ت ِل‬ ‫السورة ‪27‬‬

‫أول ما نالحظه هو أن عدد حروف اآلية األولى في كل من السورتين هو‬


‫‪( 15‬الحجر) تبدأ برمز من ‪ 3‬حروف ‪،‬‬ ‫‪ 25‬وهوا غ أن السو‬
‫‪( 27‬النمل) تبدأ برمز من حرفين‪.‬‬ ‫والسو‬

‫اآلية ‪ 1‬من السورة ‪( 15‬الحجر) ‪:‬‬


‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ء‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫أ‬
‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ء‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ت‬
‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬

‫اآلية ‪ 1‬من السورة ‪( 27‬النمل) ‪:‬‬


‫ر‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫ء‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ط‬
‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ء‬
‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬

‫فبمـا أن بقيـة هــاتين اآليتـين متطــابقتين تمامـا وأن عـدد حــروف رمزيهمـا مختلــف‬
‫كــان المفــروض أن يكــون مجمــوع عــدد حروفهمــا مختلف ـاً أيض ـاً ‪ ،‬أي ينبغــي أن‬
‫عدد الحروف في السورة ‪ 15‬يفوق عدد حروف السورة ‪ 27‬بحرف واحد ‪.‬‬

‫‪467‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫إال أن خاصية في الكتابة القرآنية أو باألحرى فـي الرسـم الق آرنـي جعلـت أعـداد‬
‫كيفي ــة كتاب ــة كلم ــة‬
‫الح ــروف ف ــي اآليت ــين متس ــاو‪ .‬وه ــذه الخاص ــية تتمث ــل ف ــي ّ‬
‫"كتاب"‪ ،‬بألف المد في السورة ‪( 27‬النمل) وبدونه في السورة ‪( 15‬الحجر) ‪:‬‬
‫السورة ‪( 27‬النمل)‬ ‫السورة ‪( 15‬الحجر)‬
‫كتاب‬ ‫كتب‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫كـ ت ا ب‬ ‫كـ ت ب‬
‫يمس سورتين مرموزتين بالحروف نحدد مواضع حـروف‬ ‫وبما أن األمر هنا ّ‬
‫إن ّأول ح ــرف فــي رمــز الس ــورة ‪15‬‬
‫رمزيه ــما فــي مجمــل ح ــروف الرمــوز‪ّ .‬‬
‫(األلـــــف) ه ـ ــو الحـ ـ ــرف ‪ 27‬ض ـ ــمن جمي ـ ــع ح ـ ــروف الرم ـ ــوز ف ـ ــي ترتي ـ ــب‬
‫المصحف‪ 27 .‬كرقم السورة ‪( 27‬النمل) ‪:‬‬

‫رموز الحروف‬ ‫بالحروفالمرموزة ترتيب المصحف‬


‫أسماء السور‬
‫ا ل ـ ـ ـ ـ ــم‬
‫‪3 2 1‬‬
‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫ا ل ـ ـ ـ ـ ــم‬
‫‪6 5 4‬‬
‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫ا لـ ـ ـ ـم ـ ـ ــص‬
‫‪10 9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫ا ل ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫‪13 12 11‬‬
‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫ا ل ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫‪16 15 14‬‬
‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫ا ل ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫‪19 18 17‬‬
‫‪12‬‬ ‫يوسف‬
‫ا ل ـ ـ ـمـ ـ ــر‬
‫‪23 22 21 20‬‬
‫‪13‬‬ ‫الرعد‬
‫ا ل ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫‪26 25 24‬‬
‫‪14‬‬ ‫إبراهيم‬
‫ا لـــــــــــر‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬
‫‪27‬‬

‫إضافة إلى ذلك‪ .‬فمن أول حرف في رمز السورة ‪ 15‬إلـى آخـر حـرف فـي رمـز‬
‫نعد ‪ 15‬حرفا ‪ ،‬كرقم ترتيب السورة ‪( 15‬الحجر) في المصحف‪.‬‬
‫السورة ‪ّ 27‬‬
‫‪468‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫رموز الحروف‬ ‫بالحروفالمرموزة ترتيب المصحف‬


‫أسماء السور‬
‫ا لـــــــــــر‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬
‫‪3 2 1‬‬
‫كـ ـ ـهـ ـ ـ ـي ـ ـ ــع ـ ـ ــص‬
‫‪8 7 6 5 4‬‬
‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫ط ـ ــه‬
‫‪10 9‬‬
‫‪20‬‬ ‫طه‬
‫ط ـ ــس ـ ــم‬
‫‪13 12 11‬‬
‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬
‫طــــــس‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬
‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬

‫أشير أخيـ ار إلـى أن السـورة ‪( 15‬الحجـر) هـي السـورة التاسـعة (‪ )9‬المرمـوزة‬


‫ب ــالحروف ف ــي ترتي ــب المص ــحف ‪ ،‬وأن الس ــورة ‪( 27‬النمــــل) ه ــي الس ــورة‬
‫التاسعة (‪ )9‬المرموزة بالحروف في ترتيب التنزيل ‪ ،‬وهذا ارتباط جديد بـين‬
‫العددين ‪ 9‬و ‪.9‬‬

‫نظـام الترميز بالحـروف‬ ‫‪ 114‬سورة‬


‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫رموز‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬
‫‪85  1‬‬ ‫‪29  1‬‬ ‫‪85  1‬‬ ‫‪29  1‬‬ ‫الحروف‬ ‫المصحف التنزيل‬ ‫السور‬
‫‪14‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الر‬ ‫‪54‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬

‫‪9‬‬ ‫‪13‬‬ ‫طس‬ ‫‪48‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬

‫مــن خــالل هــذه العالقــة بــين الســورتين ‪ 15‬و ‪ 27‬يتبـ ّـين أن التأكيــد يخــص‬
‫أهمية "القرآن" و"الكتاب"‪.‬‬
‫***‬
‫التحدي‪ .‬وكان اإلشكال هو معرفة إذا ما‬
‫ّ‬ ‫في بداية هذا الفصل أشرت إلى‬
‫الخاصة بعل للساعة‬
‫ّ‬ ‫كانت الحروف الرمزية تندرج في نطاق الرسالة الخلفية‬
‫المضمنة في القرآن‪ .‬وعند هوه المرحلة من الد اسة ال بد أن يكون الباحثون‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫قد الحظوا بالغة التحلي (الوصفي والتوضيحي والشام ) وتفسير نتائجب‪.‬‬
‫‪469‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫في القـرآن الكـريم آيـات تشـكل تحـديا يعتـرض كـل مـن يقـدم علـى االحتكـاك‬
‫به ‪ .‬وهذه اآليات تتحدى اإلنسان على اإلتيان بشيء من مثل القرآن ‪:‬‬
‫َ ُ ْ‬ ‫ۡ‬ ‫َۡ ُۡ ْ‬ ‫َ‬ ‫ذ ۡ‬ ‫َۡ َُ ُ َ ََ ذَ‬
‫او َُّل ٍّۚۥ بَال ل يُؤم ُِناون ‪ 33‬فل َياأتوا ِِبَادِي ٖ َمِثل ِاهِۦٓ إِن َكناوا‬‫‪ ‬أم يقولون تق‬
‫ِني ‪ .1 34‬أو اإلتيان بعشر سو با بسو واحد مثلب‪.‬‬ ‫َص َٰ ِدق َ‬

‫ثمة ست آيات أخرى ورد فيها مثل هذا التحدي ‪:‬‬


‫‪ ‬السورة ‪( 2‬البقرة) اآلية ‪: 23‬‬
‫َ ۡ ُ ْ‬ ‫ۡ‬ ‫َۡ َ ذ َذَۡ ََ‬
‫ۡ‬ ‫لَع َع ۡبدِنَا فَأتُوا ْ ب ُس َ‬
‫ورة ٖ َمِن َمِثلِهِۦ وٱدعوا‬ ‫َٰ‬ ‫‪ِ ‬إَون ُك ُ‬
‫نت ۡم ِِف ري ٖ مِما نزنلا‬
‫ِ‬
‫ِني ‪ 23‬‬ ‫ٱَللِ إن ُك ُ‬
‫نت ۡم َص َٰ ِدق َ‬ ‫ذ‬
‫ون‬
‫ُ َ ََٓ ُ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫شهداءكم مِن د ِ‬

‫‪ ‬السورة ‪( 10‬يونس) اآلية ‪: 38‬‬


‫ذ‬ ‫َ ۡ ُ ْ َ ۡ ََ ُۡ َ ُ‬ ‫َۡ َ ُ ُ َ ۡ ََ ُ ُۡ َُۡ ْ ُ َ َ ۡ‬
‫‪ ‬أم يقولون ٱفَتىَٰهۖ قل فأتوا بِسورة ٖ مِثلِهِۦ وٱدعوا م ِن ٱستطعتم مِن د ِ‬
‫ون ٱَلل ِ‬
‫ِني ‪ 38‬‬ ‫إن ُك ُ‬
‫نت ۡم َص َٰ ِدق َ‬
‫ِ‬

‫‪ ‬السورة ‪( 11‬هود) اآلية ‪: 13‬‬


‫ٱد ُعوا ْ َمن ۡ‬
‫ُ ۡ َ َ َ َٰ َ ۡ‬ ‫َ ۡ َ ُ ُ َ ۡ َ َ َٰ ُ ُ ۡ َ ۡ ُ ْ َ ۡ ُ َ َ ۡ‬
‫ٱس َت َط ۡع ُتم‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ت‬
‫ٖ‬ ‫ي‬ ‫َت‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ِۦ‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ل‬‫ِث‬ ‫ش سورٖ م‬
‫‪ ‬أم يقولون ٱفَتىهۖ قل فأتوا بِع ِ‬
‫ِني ‪ 13‬‬ ‫ٱَللِ إن ُك ُ‬
‫نت ۡم َص َٰ ِدق َ‬ ‫ذ‬
‫ون‬
‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫مِن د ِ‬

‫‪ ‬السورة ‪( 17‬اإلسراء) اآلية ‪: 88‬‬


‫ۡ ُ َ ۡ ُّ َ َ َٰٓ َ َ ۡ ُ ْ ۡ َ َٰ َ ۡ ُ ۡ َ َ ۡ ُ َ‬ ‫َۡ َ‬ ‫ُ ذ‬
‫ان ل يَأتون‬
‫ٱۡلن لَع أن يأتوا ب ِ ِمث ِل هذا ٱبقرء ِ‬
‫ٱۡلنس و ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫‪ ‬قل بئ ِ ِن ٱجت َمع ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ۡ‬
‫ب ِ ِمثلِهِۦ َول ۡو َكن َب ۡعض ُه ۡم ۡلِ َ ۡع ٖض ظ ِهيا ‪ 88‬‬

‫‪1‬‬
‫سورة الطور ‪ ،‬اآلية ‪.34-33‬‬
‫‪470‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫‪ ‬السورة ‪( 28‬القصص) اآلية ‪: 49‬‬


‫ى م ِۡن ُه َما ٓ َأتذب ۡع ُه إن ُك ُ‬
‫نت ۡم َص َٰ ِدق َ‬ ‫َٰ‬ ‫ٱَللِ ُه َو أَ ۡه َ‬
‫ذ‬ ‫ك َتَٰ َم ۡ‬ ‫ُۡ َُۡ ْ‬
‫ِني ‪ 49‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫د‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ِن‬
‫ع‬ ‫ِن‬ ‫‪ ‬قل فأتوا ِ ِ ٖ‬
‫ب‬

‫‪ ‬السورة ‪( 46‬األحقاف) اآلية ‪: 4‬‬

‫ك‬ ‫ۡرض أَ ۡم ل َ ُه ۡم ِ ۡ‬
‫ِش ي‬ ‫َۡ‬ ‫َ َ َُ ْ‬
‫وِ َماذا خلقوا م َِن ٱۡل ِ‬ ‫ر‬‫ٱَللِ أَ ُ‬
‫ذ‬
‫ون‬‫د‬
‫ُ‬
‫ِن‬‫م‬
‫ُۡ ََ َۡ ُ ذ َۡ ُ َ‬
‫ون‬‫‪ ‬قل أرءيتم ما تدع‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نت ۡم َص َٰ ِدق َ‬
‫ِني ‪ 4‬‬ ‫ٱلس َمَٰ َوَٰت ۡٱئ ُتوِ بك َتَٰ َمِن َق ۡبل َهَٰ َذا ٓ أَ ۡو أَ َث َٰ َرة َم ِۡن ع ِۡلم إن ُك ُ‬
‫ِف ذ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ٖ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ٖ‬ ‫ِى‬ ‫ِ‬

‫جمعــت ف ــي الج ــدول الت ــالي بعض ــا م ــن المعطي ــات العددي ــة له ــذه الس ــور الت ــي‬
‫تتضمن هذه اآليات الست ‪:‬‬

‫نظـام الترميز بالحـروف‬ ‫‪ 114‬سورة‬


‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫رموز‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬
‫‪85  1‬‬ ‫‪29  1‬‬ ‫‪85  1‬‬ ‫‪29  1‬‬ ‫الحروف‬ ‫المصحف التنزيل‬ ‫السور‬
‫‪27‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الم‬ ‫‪87‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪11‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الر‬ ‫‪51‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫‪12‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الر‬ ‫‪52‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪40‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬
‫‪10‬‬ ‫‪14‬‬ ‫طسم‬ ‫‪49‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬
‫‪22‬‬ ‫‪27‬‬ ‫حم‬ ‫‪66‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬

‫اعتبا ار من هنا‪ ،‬يمكن إبداء بعض المالحظات بشأن هذه السور مثل‬
‫حاصل أرقام ترتيبها في المصحف في مجمل القرآن ‪: 114‬‬

‫‪114 = 46 + 28 + 17 + 11 + 10 + 2‬‬

‫‪471‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫أشــرت مــن قبــل أن ‪ 114‬هــو عــدد ســور الق ـرآن الك ـريم ‪ ،‬كمــا أنــه حاصــل‬
‫ضرب ‪ 19‬في ‪ .6‬و ‪ 6‬كعدد السور الواردة فيها آيات التحدي‪.‬‬
‫يمكننــا أن نالحــظ أيضــا أنــه اعتبــا ار مــن أول ســورة مــن هــذه الســور الســت‬
‫وهـ ــي الس ـ ــورة ‪ 2‬إل ـ ــى آخره ـ ــا وه ـ ــي الس ـ ــورة ‪ 46‬توج ـ ــد ‪ 27‬س ـ ــورة مرم ـ ــوزة‬
‫بالحروف‪.‬‬
‫نظـام الترميز بالحـروف‬ ‫‪ 114‬سورة‬
‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫رموز‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬
‫‪85  1‬‬ ‫‪29  1‬‬ ‫‪85  1‬‬ ‫‪29  1‬‬ ‫الحروف‬ ‫المصحف التنزيل‬ ‫السور‬
‫‪27‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الم‬ ‫‪87‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪28‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الم‬ ‫‪89‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫المص‬ ‫‪39‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪11‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الر‬ ‫‪51‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫‪12‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الر‬ ‫‪52‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪13‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الر‬ ‫‪53‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬
‫‪29‬‬ ‫‪7‬‬ ‫المر‬ ‫‪96‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬
‫‪23‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الر‬ ‫‪72‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهيم‬
‫‪14‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الر‬ ‫‪54‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬
‫‪6‬‬ ‫‪10‬‬ ‫كهيعص‬ ‫‪44‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫‪7‬‬ ‫‪11‬‬ ‫طه‬ ‫‪45‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬
‫‪8‬‬ ‫‪12‬‬ ‫طسم‬ ‫‪47‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬
‫‪9‬‬ ‫‪13‬‬ ‫طس‬ ‫‪48‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬
‫‪10‬‬ ‫‪14‬‬ ‫طسم‬ ‫‪49‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬
‫‪26‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الم‬ ‫‪85‬‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬
‫‪25‬‬ ‫‪16‬‬ ‫الم‬ ‫‪84‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬
‫‪15‬‬ ‫‪17‬‬ ‫الم‬ ‫‪57‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬
‫‪24‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الم‬ ‫‪75‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬
‫‪5‬‬ ‫‪19‬‬ ‫يس‬ ‫‪41‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬
‫‪3‬‬ ‫‪20‬‬ ‫د‬ ‫‪38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫د‬
‫‪16‬‬ ‫‪21‬‬ ‫حم‬ ‫‪60‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬
‫‪17‬‬ ‫‪22‬‬ ‫حم‬ ‫‪61‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬ ‫ّ‬
‫‪18‬‬ ‫‪23‬‬ ‫حم عسق‬ ‫‪62‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬
‫‪19‬‬ ‫‪24‬‬ ‫حم‬ ‫‪63‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬
‫‪20‬‬ ‫‪25‬‬ ‫حم‬ ‫‪64‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬
‫‪21‬‬ ‫‪26‬‬ ‫حم‬ ‫‪65‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬
‫‪22‬‬ ‫‪27‬‬ ‫حم‬ ‫‪66‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬

‫‪472‬‬
‫رمـوز الحـروف في القـرآن‬

‫نالحظ هنا أن السورة ‪( 2‬البقرة) هي السورة رقم ‪ 27‬المرموزة بالحروف في‬


‫أن السـ ــورة ‪( 46‬األحقــــاف) هـ ــي السـ ــورة ‪ 27‬المرمـ ــوزة‬
‫ترتيـ ــب التنزيـ ــل ‪ ،‬و ّ‬
‫بالحروف في ترتيب المصحف‪.‬‬

‫نظـام الترميز بالحـروف‬ ‫‪ 114‬سورة‬


‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫رموز‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬
‫‪85  1‬‬ ‫‪29  1‬‬ ‫‪85  1‬‬ ‫‪29  1‬‬ ‫الحروف‬ ‫المصحف التنزيل‬ ‫السور‬
‫‪27‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ال‬ ‫‪87‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬

‫‪22‬‬ ‫‪27‬‬ ‫ح‬ ‫‪66‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬

‫كمــا نالحــظ أن جمــع أرقــام اآليتــين اللتــين جــاء فيهمــا التح ـ ّـدي القرآنــي فــي‬
‫الســورة ‪( 2‬البقرة) والســورة ‪( 46‬األحقـاف) أي ‪ 23‬و ‪ 4‬هـو ‪4 + 23( 27‬‬
‫= ‪ )27‬كرقم سورة ‪( 27‬النمل) في المصحف‪.‬‬

‫***‬

‫بهذا التحدي اإللهي العلمي أختم هذا الفصل‪ .‬فالقرآن الكريم مليء باآليـات‬
‫والبينات‪ .‬والحروف التي يتركـب منهـا هـي أيضـا كالنمـل تحمـل فـي طياتهـا‬
‫هذا العلم الجديـد ولـو أنـه مسـتنبط مـن كتـاب أنـزل منـذ أكثـر مـن ‪ 14‬قرنـا‪.‬‬
‫تعتبــر حــروف وكلمــات وآيــات وســور الق ـرآن معينــا علميــا ال ينفــذ‪ .‬كمــا أن‬
‫حروف الرموز في فواتح السـور تؤكـد وجـود رسـالة خلفيـة خفيـة فـي القـرآن‪.‬‬
‫وتكش ــف ع ــن جان ــب آخ ــر م ــن جوان ــب البني ــة المنظم ــة للقـ ـرآن ب ــل وتع ــزز‬
‫وتؤكد في الوقت نفسه المالحظات التي تبشر بنزول المسيح ‪ ‬وبصـدق‬
‫رسالة محمـد ‪.‬‬
‫‪473‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫ام‬‫ۡرض أ َ ۡم ل َ ُه ۡ‬ ‫َ َ َ َُ ْ َ َۡ‬
‫ِان ٱۡل ِ‬ ‫وِ مااذا خلقاوا م‬ ‫ٱَللِ أ َ ُ‬
‫ر‬
‫ذ‬
‫ون‬ ‫د‬
‫ُ‬
‫ِن‬‫م‬
‫ُۡ ََ َُۡ ذ َۡ ُ َ‬
‫ون‬ ‫‪ ‬قل أرءيتم ما تدع‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِان ع ِۡلام إن ُك ُ‬
‫نات ۡم‬ ‫ك َتَٰ َمِن َق ۡبل َهَٰ َذا ٓ أ َ ۡو أ َ َث َٰ َرة ٖ َم ۡ‬ ‫ٱلس َم َٰ َو َٰ ۡ ُ‬
‫ك ِف ذ‬ ‫ۡ ي‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وِ ب ِ ِ ٖ‬ ‫ت ٱئت ِ‬ ‫ِى‬ ‫ِِش ِ‬
‫ش ََكٓئه ۡم إن ََكنُاوا ْ َصَٰا ِدق َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬
‫او َم‬
‫ِني ‪ 41‬يَ ۡ‬ ‫ِش ََك ٓ ُء فَ ۡل َيأتُوا ْ ب ُ َ‬
‫ِني ‪ .1 4‬أ ۡم ل َ ُه ۡم ُ َ‬ ‫َص َٰ ِدق َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ۡ َ ُ َ َ َ ُ ۡ َ ۡ َ َ ُّ ُ َ َ َ ۡ َ ُ َ‬
‫يعون ‪.2 42‬‬ ‫اق ويدعون إَِل ٱلسجودِ فَل يست ِط‬ ‫يكشف عن س ٖ‬

‫َ َٰ ُ ۡ َ ۡ َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُۡ ۡ َ ۡ ٓ ََ ي ذ ُ َ ُ َ َۡ َۡ َ ُ َُ َ َ َ‬


‫ب أمدا ‪ 25‬عل ِم ٱبغي ِ فَل‬ ‫‪ ‬قل إِن أدري أقري ما توعدون أم َيعل َّلۥ ر ٓ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫لَع َغ ۡيبهِۦٓ أ َح ًدا ‪ 26‬إ ذل َمن ۡ‬
‫َ ۡ‬ ‫َ ذ ُ َۡ ُ ُ‬
‫َض مِن رسو ٖل فإِناهۥ يسالك مِا َۢن ب ِ‬
‫اني‬ ‫ذُ‬ ‫ٱرتَ َ َٰ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُي ۡظ ِه ُر َ َ َٰ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ام َوأ َح َ‬
‫ااب ب ِ َماا‬ ‫ت َر َبه ۡ‬ ‫َ‬
‫سال َٰ ِ ِ ِ‬ ‫يَ َديۡهِ َوم ِۡن َخ ۡلفِهِۦ َر َصدا ‪َِّ 27‬لَ ۡعلَ َم أن قَ ۡد أبۡل ُغوا رِ َ َٰ‬
‫ْ‬ ‫َ‬

‫َ َ ۡ ۡ َ َ ۡ َ َٰ ُ ذ َ ۡ َ َ‬
‫َش ٍء ع َددَۢا ‪.3 28‬‬ ‫َلي ِهم وأحَص ُك‬

‫‪1‬‬
‫سورة األحقاف ‪ ،‬اآلية ‪.4‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة القلم ‪ ،‬اآلية ‪.42-41‬‬
‫‪3‬‬
‫سورة الجن ‪ ،‬اآلية ‪.28-25‬‬
‫‪474‬‬
‫رمـوز عــ ّد فـواصـل اآلي‬

‫ذك ــرت ف ــي بداي ــة الج ــزء األول "عل ــم للس ــاعة" أنن ــي اخت ــرت له ــذه الد ارس ــة‬
‫العميقة لِبنية القرآن الكريم طبعة المصحف القاهرية لسنة ‪ 1923‬فـي عهـد‬
‫الملك فؤاد األول‪ .‬إنها الطبعة التـي أشـرفت عليهـا لجنـة مـن علمـاء األزهـر‬
‫منذ سنة ‪ .1918‬وقد اعتمـدت هـذه الطبعـة علـى قـراءة حفـص عـن عاصـم‬
‫وعلى العد الكوفي المروي عن علي بن أبي طالب‪ .‬وما كان اختياري لهذه‬
‫الطبعـة إال ألنهـا اليـوم أكثـر الطبعـات انتشـا ار فـي العـالم اإلسـالمي‪ .‬فكـذلك‬
‫كانـ ــت إرادة هللا سـ ــبحانه وتعـ ــالى وال شـ ــك أن هـ ــذا الواق ـ ـع لـ ــيس مـ ــن قبيـ ــل‬
‫الصدف كما الحظنا منذ بداية هذا العمل‪.‬‬

‫وكما هو الشأن في اختالف القراءات فإن تحديد أماكن الفواصل بين آيات‬
‫القـرآن الكـريم فيــه أيضــا اختالفــات نـتج عنــه ‪ ،‬كمــا رأينــا فــي الجــزء األول ‪،‬‬
‫أحــد عشــر عـ ّـداً‪ 1.‬وقــد نــتج عــن هــذا االخــتالف فــي الفواصــل اخــتالف فــي‬
‫عــدد آيــات الســور وبالتــالي فــي مجمــل عــدد آيــات الق ـرآن أيضــا‪ 2.‬ســندرس‬
‫فيما يلي بعض النتائج المترتبة عن اختالف عد آي القرآن‪.‬‬

‫سنتابع بحثنا باالعتماد على رواية حفص عن عاصم مقترنـة بالعـد الكـوفي‬
‫نظ ـ ار لكونهمــا األكثــر انتشــا ار كمــا رأينــا‪ .‬وســنقارنها بصــفة أساســية بروايــة‬

‫‪1‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" ،‬مدخل للقرآن"‪.‬‬
‫االختالف هنا متعلق بعدد اآليات فقط الناتج عن اختالف تقسيم السور مع كون النص‬ ‫‪2‬‬

‫واحد‪ .‬أنظر الملحق رقم ‪ ، 1‬الجدول العام للقرآن رقم ‪.2‬‬


‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫ورش ع ــن ن ــافع لكونه ــا األكث ــر انتش ــا ار بع ــد قـ ـراءة حف ــص‪ 1.‬وس ــنعتمد ف ــي‬
‫روايــة ورش علــى الطبعــة التــي أقـ ّـرت صــحتها ودقــة رســمها وضــبطها وعــد‬
‫آياتها لجنة م ارجعة المصـاحف بمجمـع البحـوث اإلسـالمية بالجـامع األزهـر‬
‫ب ــالقرار رق ــم ‪ 200‬بت ــاريخ ‪ 18‬مـ ــاي ‪ ، 1975‬وهـ ـذه الرواي ــة مقترن ــة بالعـ ــد‬
‫‪2‬‬
‫المدني األخير برواية إسماعيل بن جعفر عن شيبة‪.‬‬

‫وخالل هذا البحث سأشير كلمـا دعـت الحاجـة إلـى العـد المـدني األول (أبـو‬
‫جعفر وشـيبة) والعـد المـدني األخيـر (أبـو جعفـر وشـيبة) والعـد المكـي والعـد‬
‫البص ــري والع ــد الدمش ــقي والحمص ــي‪ .3‬وهك ــذا يك ــون ه ــذا البح ــث منهجي ــا‬
‫وعلميــا يســمح للباحــث بالمقارنــة بــين االختالفــات بــين أحــد عشــر عــدا ومــا‬
‫يترتب عنها من فوارق بين أرقام اآليات وعددها في كل سورة‪.‬‬

‫أن عــدد‬‫المنطقيــة المترتبــة عــن االختالفــات بــين عـ ّـد وآخــر هــي ّ‬


‫ّ‬ ‫إن النتيجــة‬
‫ّ‬
‫اآليــات فــي بعضــها يكــون أقصــر أو أطــول ّ‬
‫ممــا هــي عليــه فــي غيرهــا بينمــا‬
‫يبقى العدد االجمالي لكلمات السورة هو نفسه‪.‬‬

‫وكمــا هــو األمــر فــي رمــوز الحــروف ‪ ،‬فــإن التحــدي هنــا هــو معرفــة مــا إذا‬
‫كان االختالف في تقسيم اآليات وبالتـالي فـي ترقيمهـا هـو أيضـا ترميـ از فـي‬

‫‪1‬‬
‫تسهيال على القراء غير المختصين تستعمل عبارة "قراءة حفص" و "قراءة ورش" عوض‬
‫"رواية حفص عن عاصم" و "رواية ورش عن نافع"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫تختلف الرواية بين أبي جعفر وشيبة في أربعة سور ‪ :‬الملك والصافات وعبس والتكوير‪.‬‬
‫وهذه الطبعة ولو أنها اعتمدت على ما روي عن شيبة إال أنها في سورة الملك اعتمدت على ما‬
‫روي عن أبي جعفر ّ‬
‫فعدت ‪ 30‬آية فيها عوض ‪ 31‬لشيبة‪ .‬أنظر الجزء األول ‪" ،‬مدخل‬
‫للقرآن"‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" ،‬مدخل للقرآن"‪.‬‬
‫‪476‬‬
‫رمـوز عـ ّـد فـواصـل اآلي‬

‫ح ــد ذات ــه يؤك ــد عل ــى الرس ــالة الخلفي ــة المكش ــوف عنه ــا ف ــي القـ ـرآن الكـ ـريم‬
‫بخصود علم للساعة ؟‬

‫تأخــذ بعــض المالحظــات الرياضــية التــي عرض ـتها لحـ ّـد اآلن فــي االعتبــار‬
‫ـص عـ ّـداً مــا فــذلك يعنــي ّأنهــا ال تنطبــق دومــا‬
‫تــرقيم اآليــات‪ .‬فــإن كانــت تخـ ّ‬
‫عد آخر‪ .‬لكن مقارنة االختالفـات فـي العـد غالبـا مـا تعـزز المالحظـة‬ ‫ٍّ‬
‫على ّ‬
‫ـتم‬
‫األوليــة وتؤكــدها أو تتــيح المجــال لمالحظــات جديــدة بــنفس الدقــة بــل تـ ّ‬
‫ّ‬
‫المالحظات األولى‪.‬‬

‫لنأخذ كمثال كلمة "الساعة" التي وردت مرة واحدة في السورة ‪ .119‬وذلك‬
‫ذ َ َٰ َ َ ۡ َ ۡ ُ ۡ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُۡ‬
‫ادد َُّل‬ ‫في اآلية رقم ‪ 75‬فـي العـد الكـوفي ‪  :‬قل َمان َكن ِِف ٱلضاللةِ فليم‬
‫ذ ََ َ َ َ َ َ‬ ‫ذ ۡ َ َٰ ُ َ ًّ َ ذ َٰٓ َ َ َ ۡ ْ َ ُ َ ُ َ‬
‫ون إ ذما ۡٱب َع َذ َ‬
‫اي ۡعل ُمون‬ ‫اب ذ‬
‫ِإَوماا ٱلسااعة فس‬ ‫ٱلرحمن مداٍّۚ حَّت إِذا رأوا ما يوعد ِ‬
‫َ ۡ ُ‬ ‫َ ۡ ُ َ َ َي َ‬
‫ِش ذمَكنا َوأض َعف ُجندا ‪. 75‬‬ ‫من هو‬

‫فهذه اآلية التي تحمل الرقم ‪ 75‬في العد الكوفي تنقسم إلى آيتين في‬
‫العشر الباقية من العد مع وجود الفاصل في مكان واحد‪ .‬لكن رقم اآليتين‬
‫يختلف من عد إلى آخر في العشرة الباقية‪ .‬ففي ستة منها (أبو جعفر‬
‫وشيبة في المدني األول ‪ ،‬الجحدري وأيوب في البصري ‪ ،‬الدمشقي‬
‫والحمصي) ق ِّسمت اآلية ‪ 75‬كوفي إلى ‪ 74‬و ‪ .75‬وعند األربعة الباقية‬
‫(أبو جعفر وشيبة في المدني األخير ‪ ،‬وأ ب ي وما رواه الفضل بن‬
‫ّ‬
‫شاذان في المكي) فقد ق ِّس مت اآلية ‪ 75‬كوفي إلى ‪ 75‬و ‪ .76‬ولكن‬
‫"الساعة" ذكرت دوما في اآلية الثانية أي ‪ ،‬بحسب تعداد اآليات ‪،‬‬
‫في آية ‪ 75‬أو ‪.76‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر الملحق رقم ‪ : 10‬كلمة "الساعة" في القرآن‪.‬‬
‫‪477‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫العد‬ ‫رقم اآلية‬ ‫الســـــورة ‪19‬‬ ‫العد رقم اآلية‬


‫ذ َ َ َۡ ۡ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُۡ‬
‫‪ -‬أبو جعفر وشيبة في‬ ‫قل َمن َكن ِِف ٱلضلَٰل ِة فل َي ۡم ُدد َُّل‬
‫‪74‬‬ ‫ذ ۡ َ َ ًّ‬
‫المدني األول ‪،‬‬ ‫ٱلرحم َٰ ُن مداٍّۚ‬
‫‪ -‬الجحدري وأيوب في‬ ‫َ ذ َٰٓ َ َ َ ۡ ْ َ ُ َ َ‬
‫وع ُدون إ ِ ذما‬ ‫حَّت إِذا رأوا ما ي‬ ‫‪75‬‬ ‫الكوفي‬
‫البصري ‪،‬‬
‫‪75‬‬ ‫ذ ََ َ َ ََُۡ َ‬
‫ِإَوما ٱلساعة فسيعلمون‬ ‫اب ذ‬‫ۡٱب َع َذ َ‬
‫‪ -‬الدمشقي‬
‫َ ۡ ُ‬ ‫َ ۡ ُ َ َ َي َ‬
‫‪ -‬الحمصي‬ ‫ِش ذمَكنا َوأض َعف ُجندا‬ ‫من هو‬

‫العد‬ ‫رقم اآلية‬ ‫الســـــورة ‪19‬‬ ‫العد رقم اآلية‬


‫ذ َ َ َۡ ۡ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُۡ‬
‫‪ -‬أبو جعفر وشيبة في‬ ‫قل َمن َكن ِِف ٱلضلَٰل ِة فل َي ۡم ُدد َُّل‬
‫‪75‬‬ ‫ذ ۡ َ َ ًّ‬
‫المدني األخير‬ ‫ٱلرحم َٰ ُن مداٍّۚ‬
‫‪ -‬أبي والفضل بن شاذان‬ ‫َ ذ َٰٓ َ َ َ ۡ ْ َ ُ َ َ‬
‫ّ‬ ‫وع ُدون إ ِ ذما‬ ‫حَّت إِذا رأوا ما ي‬ ‫‪75‬‬ ‫الكوفي‬
‫في المكي‬
‫‪76‬‬ ‫ذ ََ َ َ ََُۡ َ‬
‫ِإَوما ٱلساعة فسيعلمون‬ ‫اب ذ‬ ‫ۡٱب َع َذ َ‬
‫َ ۡ ُ‬ ‫َ ۡ ُ َ َ َي َ‬
‫ِش ذمَكنا َوأض َعف ُجندا‬ ‫من هو‬

‫‪ 74‬هو رقم سورة "المدثر" في ترتيب المصحف ‪ ،‬و‪ 75‬هو رقم سورة‬
‫"القيامة" في ترتيب المصحف‪ ،‬و‪ 76‬هو رقم سورة "اإلنسان" في ترتيب‬
‫المصحف‪ .‬فالمدثر سيكشف عنه وسيدرك اإلنسان قيمة يوم القيامة يوم‬
‫تقوم الساعة‪.‬‬
‫َ ََ َ ََُ َ َۡ َ ٓ‬ ‫ۡ‬ ‫ُۡ ذ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذ َ‬ ‫َۡ َُ َ َ َ‬
‫ٱلساعةِ أيذان ُم ۡر َسه َٰ َهاۖ قل إِن َما عِل ُم َها عِند ر ِبى ل َيل ِيها ل ِوقتِهاا‬ ‫سلونك ع ِن‬ ‫‪‬ي‬
‫اك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ َۡ يَۡ َ ُ َ َ ذ َ‬ ‫ذ‬ ‫ُ‬
‫ِيك ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ٱلس َم َٰ َ‬
‫ت ِف ذ‬ ‫إ ذل ُه َو َث ُقلَ ۡ‬
‫ا‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫ك‬ ‫ون‬ ‫ل‬‫س‬ ‫ي‬ ‫ة‬‫ت‬ ‫غ‬‫ب‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ۡرض‬
‫ى‬ ‫ِ‬ ‫ٱۡل‬ ‫ت َ‬
‫و‬ ‫ِ‬ ‫َٰ‬ ‫و‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍّۚ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫كََ‬ ‫َ‬
‫َ ذ َ َ َٰ ذ ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َۡ ُۡ ذ‬
‫اس ل َي ۡعل ُمون ‪.1 187‬‬ ‫َث ٱنلذ ِ‬ ‫كن أ‬ ‫عن َهاۖ قل إِن َما عِل ُم َها عِند ٱَللِ ول ِ‬

‫***‬

‫‪1‬‬
‫سورة األعراف ‪ ،‬اآلية ‪.187‬‬
‫‪478‬‬
‫رمـوز عـ ّـد فـواصـل اآلي‬

‫نبدأ هذه المقارنة بين مختلف وجوه العـد بد ارسـة اسـم الجاللـة "الـرحمن" والـذي‬
‫كان نقطة االنطالق والعامـل الـذي يـربط بـين أجـزاء هـذه الد ارسـة منـذ بـدايتها‪.‬‬
‫إن المقارنــة بــين اآليــات التــي ذكــرت فيهــا لفظــة "الــرحمن" فــي العـ ّـدين الكــوفي‬
‫ّ‬
‫والمدني األخير (شيبة)‪ 1‬تكشف عن مالحظات رياضية جديرة بالنظر‪.‬‬

‫ـإن اســم الجاللــة ‪" :‬الــرحمن" هــو أيضــا اســم الســورة ‪ 55‬فــي ترتيــب‬
‫للتــذكير فـ ّ‬
‫مرة في القرآن كّله ‪ 114 :‬م ّـرة فـي البسـمالت‬
‫المصحف‪ .‬وقد جاء ذكره ‪ّ 169‬‬
‫و ‪ 55‬مـ ّـرة فــي بقيــة نــص الق ـرآن‪ ، 2‬وذلــك فــي ‪ 17‬ســورة مختلفــة زيــادة عــن‬
‫البسمالت‪ .‬وذكر ‪ 17‬مرة مع عد البسملة في سورة مريم عليها السالم‪.‬‬

‫ولقــد رأينــا‪ 3‬أيضــا أن اســم الجاللــة "الــرحمن" خــارج البســمالت أكثــر مــا ذكــر‬
‫كان في ‪ 3‬سور زيادة عن البسمالت ‪:‬‬
‫مرة ‪،‬‬
‫السورة ‪( 19‬مري ) ‪ّ 16 :‬‬ ‫‪‬‬

‫مرات ‪،‬‬
‫السورة ‪( 43‬الزخرف) ‪ّ 7 :‬‬ ‫‪‬‬

‫مرات‪.‬‬
‫السورة ‪( 25‬الفرقان) ‪ّ 5 :‬‬ ‫‪‬‬

‫في حين أن هذه السور الثالثة تشير إلى عيسى بن مريم ‪: ‬‬
‫فالسورة ‪ 19‬تحمل اسم أمه عليهما السالم ‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫والسورة ‪ 43‬فيها ذ ِكر أنه ‪" ‬عل للساعة"‪، 4‬‬ ‫‪‬‬

‫والسورة ‪ 25‬تذكر بعدد المرات التي ذ ِكر فيها اسم عيسى ‪ ‬في‬ ‫‪‬‬

‫القرآن وهو ‪ 25‬إضافة إلى أن اآلية رقم ‪ 2‬من هذه السورة تشير‬

‫‪1‬‬
‫"العدين"‪.‬‬
‫أكتفي أحيانا بتسمية العد الكوفي والعد المدني األخير (شيبة) بلفظة ّ‬
‫‪2‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" ،‬الرحمن – التأويل"‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" ،‬الرحمن – التأويل"‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫في اآلية ‪.61‬‬
‫‪479‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫أيضا إلى عيسى بن مريم ‪ ‬وأن بعدها بـتسع (‪ )9‬آيات ‪ ،‬أي في‬
‫اآلية رقم ‪ ، 11‬ذ ِكرت "الساعة" مرتين‪ .‬إنها ساعة الفرقان‪.‬‬

‫إن مقارنــة أرقــام اآليــات التــي جــاء فيهــا ذكــر لفظــة "الــرحمن" فــي الســورة ‪19‬‬
‫العدين (أنظـر‬
‫و‪ 43‬بين العد الكوفي والعد المدني ‪( 2‬ش) تظهر اختالفا بين ّ‬
‫األرقـ ــام المختلف ــة فـــي الع ـ ّـدين داخ ــل الجـ ــدول الت ــا لي ب ــالخط العـ ـريض) ‪،‬‬
‫واإلختالف هذا ال يخص السورة ‪: 25‬‬

‫أرقام اآليات الوارد فيها كلمة "الرحمن"‬ ‫عدد ورود‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬
‫العد المدني ‪( 2‬ش)‬ ‫العد الكوفي‬ ‫كلمة "الرحمن"‬ ‫المصحف‬ ‫السور‬

‫‪- 45 - 44 - 25 - 17 - 45 - 44 - 26 - 18‬‬
‫‪- 75 - 69 - 61 - 58 - 75 - 69 - 61 - 58‬‬ ‫‪ 16‬مرات‬
‫‪19‬‬ ‫مري‬
‫زيادة عن البسملة ‪- 89 - 88 - 86 - 79 - 88 - 87 - 85 - 78‬‬
‫‪97 - 94 - 93 - 92‬‬ ‫‪96 - 93 - 92 - 91‬‬
‫‪- 32 - 19 - 18 - 16 - 33 - 20 - 19 - 17‬‬ ‫‪ 7‬مرات‬
‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬
‫‪81 - 44 - 35‬‬ ‫زيادة عن البسملة ‪81 – 45 - 36‬‬
‫‪ 5‬مرات‬
‫‪63 - 60 - 60 - 59 - 26‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الفرقان‬
‫زيادة عن البسملة‬

‫العدين‪ .‬والعدد ‪ 7‬هو عدد‬


‫وهكذا ففي السورة ‪ 19‬توجد ‪ 7‬أرقام مختلفة بين ّ‬
‫مرات ورود كلمة "الرحمن" في السورة ‪.43‬‬ ‫ّ‬
‫وفـي الس ــورة ‪ 43‬توجــد ‪ 5‬أرقـام مختلفـة بـين الع ّـدين‪ .‬و ‪ 5‬هـو عـدد المـرات‬
‫التي ذ ِكرت فيها لفظة "الرحمن" في السورة ‪.25‬‬

‫يبقى أن مجموع األرقام التي ال تختلـف بـين الع ّـدين فـي السـور الثالثـة (‪)3‬‬
‫مرات التـي ذكـرت فيهـا لفظـة "الـرحمن" داخـل‬ ‫هو ‪ 16‬آية و ‪ 16‬هو عدد ال ّ‬
‫السورة ‪( 19‬مري )‪.‬‬

‫‪480‬‬
‫رمـوز عـ ّـد فـواصـل اآلي‬

‫السورة التي ذكر فيها أكبـر عـدد السـم "الـرحمن" هـي السـورة ‪( 19‬مـري ) ‪،‬‬
‫‪ 16‬مرة زيادة عن بسملتها‪.‬‬

‫كما أن "مري " عليها السالم ذكرت ألول مـرة فـي اآليـة ‪ 16‬مـن السـورة ‪19‬‬
‫في العد الكوفي ‪:‬‬

‫ت م ِۡن أَ ۡهل َِها َم ََكنا َ ۡ‬


‫ِشق َِيا ‪ 16‬‬
‫ََ َ ۡ‬ ‫ۡ َ‬ ‫ۡ ُ‬
‫‪َ ‬وٱذك ۡر ِِف ٱبكِتَٰ ِ َم ۡريَ َم إِذِ ٱنتبذ‬

‫ورقم هذه اآلية هو ا مر الوذ ينفرد بب العد الكوفي ‪ ،‬ففي العد البـاقي ذكرر‬
‫اس مريم عليها السالم للمر ا ولى في اآلية ‪.15‬‬

‫مرة في اآليـة ‪ 18‬مـن السـورة ‪ 19‬فـي العـد‬


‫ألول ّ‬
‫كما ذكرت لفظة "الرحمن" ّ‬
‫الكوفي ‪ ،‬وذكر في العد الباقي في اآلية ‪: 17‬‬

‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ۡ َٓ َ ُ ُ‬
‫نت تقِ َيا ‪‬‬ ‫وذ ب ذ‬
‫ٱلرِنَٰمۡح مِنك إِن ك‬‫‪ ‬قابت إ ِ ِن أع ِ‬

‫‪ 17‬هــو عــدد المـ ّـرات التــي ذكــرت فيهــا لفظــة "الــرحمن" مــع عــد البســملة فــي‬
‫سورة مريم عليها السالم‪ .‬و‪ 17‬هو أيضا عـدد السـور التـي ذكـرت فيهـا لفظـة‬
‫"الــرحمن" زيــادة علــى البســمالت‪ .‬وإذا أخــذنا فــي االعتبــار البســملة الداخليــة‬
‫الفريدة في القرآن في اآليـة ‪ 30‬مـن السـورة ‪ 27‬يكـون اسـم "الـرحمن" قـد ذكـر‬
‫داخل النص القرآني في ‪ 18‬سورة‪.‬‬

‫أمــا آخــر مـ ّـرة ظهــرت فيهــا كلمــة "الــرحمن" فــي ســورة "مــري " ففــي اآليــة ‪96‬‬
‫ّ‬
‫في العد الكوفي وفي اآلية ‪ 97‬في المدني األخير (ش) ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪1‬‬
‫وفي المدني األول والبصريين والدمشقي والحمصي‪.‬‬
‫‪481‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫َ‬ ‫ت َس َي ۡج َع ُل ل َ ُه ُم ذ‬
‫ٱلر ۡح َم َٰ ُن ُودا ‪‬‬ ‫‪ ‬إ ذن ذٱَّل َ َ ُ ْ َ ُ ْ ذ َ‬
‫ِين َءامنوا َوع ِملوا ٱبصَٰل ََِٰٰ ِ‬ ‫ِ‬

‫فالواضح أن تقسـيم اآليـات مـن ع ّـد آلخـر نـتج عنـه أن حاصـل رقمـي اآليـة‬
‫األولى واألخيرة اللتين ذكر فيهما اسـم "الرحمــن" هـو ‪ 114‬فـي العـدين رغـم‬
‫اختالف أرقام اآليات بينهما ‪:‬‬
‫أول وآخر مرة وردت فيها لفظة "الرحمن"‬
‫السورة ‪" 19‬مري "‬
‫العد المدني ‪( 2‬ش)‬ ‫العد الكوفي‬
‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬ ‫اآلية األولى‬
‫‪97‬‬ ‫‪96‬‬ ‫اآلية األخيرة‬
‫‪114 = 97 + 17‬‬ ‫‪114 = 96 + 18‬‬

‫المرات التي وردت فيها لفظـة‬


‫العدد ‪ 114‬هو عدد سور القرآن ‪ ،‬وكذا عدد ّ‬
‫"الرحمن" في بسمثت القرآن كلها‪.1‬‬

‫مرة في سـورة‬
‫إن كان ‪ 97‬هو رقم اآلية التي ذكر فيها اسم "الرحمن" آلخر ّ‬
‫"مــري " فــي العــد المــدني األخيــر (ش) فهــو أيضــا رقــم ســورة "الــرحمن" فــي‬
‫ترتيب التنزيل (رقم ‪ 55‬في المصحف)‪.‬‬
‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫اسم الســورة‬
‫‪97‬‬ ‫‪55‬‬ ‫الرحمن‬

‫***‬

‫ذكر اسم "مري " عليها السالم كما رأينا في الجزء األول ‪ 34‬مـرة فـي القـرآن‬
‫الكـ ـريم سـ ـواء ك ــان مف ــردا أو مضــافا إلي ــه‪ .2‬وأرق ــام اآلي ــات الت ــي ذك ــر فيه ــا‬

‫‪1‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" ،‬الرحمن ‪ -‬التأويل"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر اللواحق ‪ ،‬ورود اسم "مريم" في القرآن‪.‬‬
‫‪482‬‬
‫رمـوز عـ ّـد فـواصـل اآلي‬

‫مختلفة ما عدا آيتين فقط لهما نفس الرقم في العـد الكـوفي ‪ :‬اآليـة ‪ 27‬مـن‬
‫السورة ‪ 19‬واآلية ‪ 27‬من السورة ‪" 57‬الحديد"‪.1‬‬

‫وفي العد الباقي أيضا ‪ ،‬جاء ذكر اسم "مري " عليهـا السـالم فـي آيتـين فقـط‬
‫لهمــا نفــس ال ـرقم ‪ ،‬وهمــا اآليت ـان أعــاله إال أن رقميهمــا تغي ـ ار فأصــبحا فــي‬
‫باقي العد ‪ 26‬من السورة ‪ 19‬و ‪ 26‬من السورة ‪: 57‬‬

‫العد المدني‬ ‫العد الكوفي‬


‫‪( 2‬ش)‬
‫رقم اآليات‬ ‫رقم اآليات‬
‫ََ‬ ‫َۡ ُ َ ُ ْ َ‬
‫ت بِهِۦ ق ۡو َم َها ت ِمل ُه ۖۥ قالوا ي َٰ َم ۡر َي ُم بق ۡد‬
‫َ‬ ‫‪ ‬فَ َأتَ ۡ‬
‫‪26‬‬ ‫ۡ َ ۡ َ‬ ‫‪27‬‬
‫ت شيا ف ِر َيا ‪( ‬السورة ‪)19‬‬ ‫جئ ِ‬ ‫ِ‬
‫لَع َء َاثَٰرهِم ب ُر ُسل َِنا َو َق ذف ۡي َنا بع َ‬ ‫َ‬
‫‪ُ ‬ث ذم َق ذف ۡي َنا َ َٰٓ‬
‫يَس ٱبۡ ِن َم ۡر َي َم‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪26‬‬ ‫ََ َۡ ُ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫‪27‬‬
‫جنيل ۖ (‪(  )...‬السورة ‪)57‬‬ ‫وءاتينَٰه ِ‬
‫ٱۡل ِ‬

‫فهاتان اآليتان تحمالن الرقم ‪ 27‬في الكوفي و ‪ 26‬في الباقي‪.‬‬

‫ـذكر بـ ــأن البسـ ــملة التـ ــي تبتـ ــدئ السـ ــورة ‪( 27‬النمــــل) هـ ــي البسـ ــملة رقـ ــم‬
‫نـ ـ ّ‬
‫السادسييية والعشيييرون (‪ )26‬مــن بدايــة الق ـرآن نظ ـ ار للتفــاوت الــذي أحدثتــه‬
‫البسملة غير الظاهرة في بدايـة السـورة ‪ .9‬وعليـه أصـبحت البسـملة الداخليـة‬
‫الفريدة في اآلية ‪ 30‬من السورة ‪ 27‬هي البسملة السابعة والعشرون‪.‬‬
‫إن المرة التي ذكر فيها اسم مري في اآلية ‪ 26‬من السورة ‪ 19‬فـي مـا عـدا‬
‫الكــوفي (اآليــة ‪ 27‬فــي الكــوفي) هــي المـرة السادسيية والعشييرون مــن بدايــة‬
‫القـرآن‪ .‬كمــا أن الم ـرة التــي ذكــر فيهــا اســم مــري فــي اآليــة ‪ 26‬مــن الســورة‬

‫‪1‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" ،‬الرحمن ‪ -‬التأويل"‪.‬‬
‫‪483‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫‪ 57‬فـ ــي مـ ــا عـ ــدا الكـ ــوفي (اآليـ ــة ‪ 27‬فـ ــي الكـ ــوفي) هـ ــي الم ـ ـرة الحاديييييية‬
‫والثالثون منذ بداية القرآن‪.‬‬

‫أرقام اآليات التي ورد فيها اسم "مريم"‬ ‫ترتيب‬


‫أسماء السـور‬
‫المدني األخير (ش)‬ ‫الكوفي‬ ‫المصحف‬
‫‪251 - 86‬‬ ‫‪253 - 87‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪- 43 - 42 - 37 - 36‬‬ ‫‪- 43 - 42 - 37 - 36‬‬
‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫‪)2( 45 - 44‬‬ ‫‪)2( 45 - 44‬‬
‫‪)2( 170 - 156 - 155‬‬ ‫‪)2( 171 - 157 - 156‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫‪- 74 - 48 - )2( 19‬‬ ‫‪- 72 - 46 - )2( 17‬‬
‫‪- 112 - 80 - 77‬‬ ‫‪- 110 - 78 - 75‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪118 - 116 - 114‬‬ ‫‪116 - 114 - 112‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬
‫‪33 - 26 - 15‬‬ ‫‪34 - 27 - 16‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫‪51‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬
‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪33‬‬ ‫األحزاب‬
‫‪57‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬
‫‪26‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬
‫‪14 - 6‬‬ ‫‪14 - 6‬‬ ‫‪61‬‬ ‫الصف‬
‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪66‬‬ ‫التحريم‬

‫حاصـ ــل جمـ ــع ‪ 26‬و ‪ 31‬هـ ــو ‪ )57 = 31 + 26( 57‬أي مضـ ــروب ‪19‬‬
‫‪.3‬‬ ‫في‬

‫‪( 3‬آل عمران) ‪( 19 x‬مري ) = ‪( 57‬الحديد)‬

‫‪484‬‬
‫رمـوز عـ ّـد فـواصـل اآلي‬

‫‪ 57‬هو رقم سورة "الحديد" في ترتيب المصحف ورقم سورة "لقمان" في‬
‫ترتيب التنزيل (‪ 31‬في ترتيل المصحف)‪.‬‬

‫***‬

‫إن االخــتالف فــي فواصــل اآليــات أدى فــي بعــض األحيــان ‪ ،‬كمــا رأينــا إلــى‬
‫اخــتالف فــي عــدد آيــات بعــض الســور مــن عـ ّـد آلخــر‪ .‬وحــين نقــارن العــد‬
‫المعنية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الكوفي بالعشرة الباقية يتباين عدد السور‬

‫فيما يلي نقارن هذا النوع من التباين بين العد الكـوفي والعـد المـدني األخيـر‬
‫(ش) مــع العلــم أن عــدد الســور التــي تختلــف فــي عــدد آياتهــا هــو بالضــبط‬
‫‪ 49‬من ضمن ‪ ، 114‬وهذه السور هي على التوالي ‪:‬‬

‫عدد اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬ ‫أسمــاء‬


‫العد المدني‬
‫العد الكوفي‬ ‫المصحف التنزيل‬ ‫السور‬
‫األخير (ش)‬
‫‪285‬‬ ‫‪286‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪1‬‬
‫‪175‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬ ‫‪2‬‬
‫‪122‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬ ‫‪3‬‬
‫‪167‬‬ ‫‪165‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬ ‫‪4‬‬
‫‪76‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬ ‫‪5‬‬
‫‪130‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫‪6‬‬
‫‪121‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬ ‫‪7‬‬
‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعــد‬ ‫‪8‬‬
‫‪54‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهي‬ ‫‪9‬‬
‫‪110‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬ ‫‪10‬‬
‫‪105‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬ ‫‪11‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مري‬ ‫‪12‬‬
‫‪485‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫عدد اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬ ‫أسمــاء‬


‫العد المدني‬
‫العد الكوفي‬ ‫المصحف التنزيل‬ ‫السور‬
‫األخير (ش)‬
‫‪134‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫‪13‬‬
‫‪111‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬ ‫‪14‬‬
‫‪76‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬
‫ّ‬ ‫‪15‬‬
‫‪119‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬ ‫‪16‬‬
‫‪62‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬ ‫‪17‬‬
‫‪226‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬ ‫‪18‬‬
‫‪95‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪19‬‬
‫‪59‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪20‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪21‬‬
‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪35‬‬ ‫فاطر‬ ‫‪22‬‬
‫‪82‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫‪23‬‬
‫‪86‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪24‬‬
‫‪72‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬ ‫‪25‬‬
‫‪84‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪26‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬ ‫ّ‬ ‫‪27‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫‪28‬‬
‫‪56‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪29‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪30‬‬
‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬ ‫‪31‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪47‬‬ ‫محمد‬ ‫‪32‬‬
‫‪47‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الطور‬ ‫‪33‬‬
‫‪61‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪53‬‬ ‫النج‬ ‫‪34‬‬
‫‪77‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪55‬‬ ‫الرحمن‬ ‫‪35‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الواقعة‬ ‫‪36‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬ ‫‪37‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المجادلة‬ ‫‪38‬‬

‫‪486‬‬
‫رمـوز عـ ّـد فـواصـل اآلي‬

‫عدد اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬ ‫أسمــاء‬


‫العد المدني‬
‫العد الكوفي‬ ‫المصحف التنزيل‬ ‫السور‬
‫األخير (ش)‬
‫‪30‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪71‬‬ ‫نوح‬ ‫‪39‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪73‬‬ ‫المزّمل‬
‫ّ‬ ‫‪40‬‬
‫‪55‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪74‬‬ ‫المد ّثر‬
‫ّ‬ ‫‪41‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪75‬‬ ‫القيامة‬ ‫‪42‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪79‬‬ ‫النازعات‬ ‫‪43‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪89‬‬ ‫الفجر‬ ‫‪44‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪96‬‬ ‫العل‬ ‫‪45‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪99‬‬ ‫الزلزلة‬ ‫‪46‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪101‬‬ ‫القارعة‬ ‫‪47‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪106‬‬ ‫قريش‬ ‫‪48‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪107‬‬ ‫الماعون‬ ‫‪49‬‬

‫أمــا بــاقي الســور فــي القـرآن الترري لر تررد ج فرري هرروا الجرردول ومجموعهــا ‪65‬‬
‫أن فـي بعـض مـن‬‫العدين‪ .‬إالّ ّ‬
‫(‪ )65 = 49 – 114‬فعدد آياتها متساو في ّ‬
‫هذه السـور تر تقسري بعرض اآليراف أيضرا بصرو متباينرة مرن عرد آلخرر‪.1‬‬
‫لكــن هــذا االخــتالف لــم ينــتج عنــه اخــتالف فــي العــدد اإلجمــالي لآليــات فــي‬
‫العدين‪.‬‬
‫كل من ّ‬
‫ّ‬

‫***‬

‫إن عــدد الســور التــي يختلــف عــدد آياتهــا مــن عـ ّـد آلخــر هــو إذاً ‪ .49‬وهــذا‬
‫العـ ــدد هـ ــو حاصـ ــل جمـ ــع ‪ 19‬و ‪ .)49 = 30 + 19( 30‬وهـ ــذان العـ ــددان‬
‫مرتبطان ارتباطا وثيقا ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر الملحق رقم ‪ : 19‬الجدول العام للقرآن رقم ‪.4‬‬
‫‪487‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫المكونة من ‪ 19‬حرفـا‬
‫ّ‬ ‫عدا وردت البسملة الداخلية الفريدة‬
‫‪ ‬في أحد عشر ّ‬
‫في السورة ‪( 27‬النمل) في آية رقمها ‪: 30‬‬

‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬


‫ٱلرِنَٰمۡح ذ‬
‫ٱلرحِي ِم ‪ 30‬‬ ‫ٱَللِ ذ‬ ‫‪ ‬إِن ُهۥ مِن ُسل ۡي َم َٰ َن ِإَون ُهۥ ِمۡسِب‬

‫‪ ‬وفــي أحــد عشــر عـ ّـدا أيضــا ورد العــدد ‪ 19‬فــي الســورة ‪( 74‬المــدثر) فــي‬
‫آية رقمها ‪: 30‬‬

‫‪َ ‬علَ ۡي َها ت ِۡس َع َة َع َ َ‬


‫ش ‪ 30‬‬

‫جاءت هاتين اآليتين دوما في آية رقمها ‪ّ 30‬أيـاً مـا كـان الع ّـد مـع العلـم أن‬
‫عدد آيات السورة ‪ 27‬و السورة ‪ 74‬يختلف من عد آلخر‪.‬‬

‫***‬

‫إن الســورة التاســعة عشــر ‪ 19‬التــي يختلــف فيهمــا عــدد اآليــات بــين العـ ّـدين‬
‫الكوفي والمدني األخيـر (ش) هـي السـورة ‪( 27‬النمـل)‪ .‬وفـي اآليـة ‪ 30‬مـن‬
‫المكونــة مــن ‪ 19‬حرفــا‪ .‬إضــافة‬
‫ّ‬ ‫هــذه الســورة توجــد البســملة الداخليــة الفريــدة‬
‫إلى ذلك فإن القيمة المطلقـة الخـتالف عـدد اآليـات ضـمن هـذه السـور بـين‬
‫العدين هو ‪: 30‬‬
‫ّ‬

‫‪488‬‬
‫رمـوز عـ ّـد فـواصـل اآلي‬

‫الفرق العددي‬ ‫عدد اآليات‬ ‫ترتيب‬


‫أسمــاء السور‬
‫المدني األخير (ش) بين اآليات‬ ‫الكوفي‬ ‫المصحف‬
‫‪1‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪286‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪1‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬ ‫‪2‬‬
‫‪2+‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬ ‫‪3‬‬
‫‪2+‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪165‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬ ‫‪4‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬ ‫‪5‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫‪6‬‬
‫‪2+‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬ ‫‪7‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬ ‫‪8‬‬
‫‪2+‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهي‬ ‫‪9‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬ ‫‪10‬‬
‫‪5+‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬ ‫‪11‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مري‬ ‫‪12‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫‪13‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬ ‫‪14‬‬
‫‪2+‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬ ‫‪15‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬ ‫‪16‬‬
‫‪2+‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬ ‫‪17‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬ ‫‪18‬‬
‫‪2+‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪19‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫= ‪30‬‬

‫وبطريقة مماثلة لو بدأنا من السـورة ‪( 27‬النمـل) فـإن السـورة التاسـعة عشـر‬


‫‪ 19‬الت ــي تتض ــمن اختالفـ ـا ف ــي ع ــدد آياته ــا ب ــين الع ـ ّـدين ه ــي الس ــورة ‪57‬‬
‫(الحديد)‪ .‬كما أن القيمة المطلقـة الخـتالف عـدد اآليـات ضـمن هـذه السـور‬
‫العدين هو ‪: 30‬‬
‫بين ّ‬

‫‪489‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫الفرق العددي‬ ‫عدد اآليات‬ ‫ترتيب‬


‫أسمــاء السور‬
‫المدني األخير (ش) بين اآليات‬ ‫الكوفي‬ ‫المصحف‬
‫‪2‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪1‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪2‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪3‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪35‬‬ ‫فاطر‬ ‫‪4‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫‪5‬‬
‫‪2+‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪6‬‬
‫‪3+‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬ ‫‪7‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪8‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬‫ّ‬ ‫‪9‬‬
‫‪3+‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫‪10‬‬
‫‪3+‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪11‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪12‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬ ‫‪13‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪47‬‬ ‫محمد‬ ‫‪14‬‬
‫‪2+‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الطور‬ ‫‪15‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪53‬‬ ‫النج‬ ‫‪16‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪55‬‬ ‫الرحمن‬ ‫‪17‬‬
‫‪3+‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الواقعة‬ ‫‪18‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬ ‫‪19‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫= ‪30‬‬

‫‪ 30‬كرقم اآلية فـي السـورة ‪ 27‬التـي توجـد فيهـا الحـروف ‪ 19‬للبسـملة الداخليـة‬
‫الفريدة في القرآن‪ .‬كما ّأنه الفارق بين العدد ‪ 27‬و ‪.)30 = 27 – 57( 57‬‬

‫فإن كانت السورة ‪( 27‬النمل) هـي السـورة التاسـعة عشـر (‪ )19‬التـي تمثـل‬
‫العدين ‪ ،‬فإن السورة ‪( 30‬الروم) هي السـورة‬ ‫اختالفا في مجموع آياتها بين ّ‬
‫الثالثــون ‪ 30‬التــي تمثــل اختالفــا فــي مجمــوع آياتهــا بــين القـراءتين بــدءا‬
‫بالعـــد م ــن آخ ــر س ــورة تمث ــل اختالف ــا ف ــي مجم ــوع آياته ــا ب ــين الع ـ ّـدين ف ــي‬
‫المصحف بما أن الفرق بين ‪ 49‬و‪ 19‬هو ‪: )30 = 19 - 49( 30‬‬

‫‪490‬‬
‫رمـوز عـ ّـد فـواصـل اآلي‬

‫عدد اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬ ‫أسمــاء‬


‫العد المدني‬
‫األخير (ش)‬
‫العد الكوفي‬ ‫التنزيل‬ ‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪95‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪19‬‬ ‫‪‬‬
‫‪59‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪20 ‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪21‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪29‬‬
‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪35‬‬ ‫فاطر‬ ‫‪22‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪82‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫‪23‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪27‬‬
‫‪86‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪24‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪72‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬ ‫‪25‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪84‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪26‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬ ‫ّ‬ ‫‪27‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪23‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫‪28‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪56‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪29‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪30‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬ ‫‪31‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪47‬‬ ‫محمد‬ ‫‪32‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪47‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الطور‬ ‫‪33‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪61‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪53‬‬ ‫النج‬ ‫‪34‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪77‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪55‬‬ ‫الرحمن‬ ‫‪35‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الواقعة‬ ‫‪36‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬ ‫‪37‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المجادلة‬ ‫‪38‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪71‬‬ ‫نوح‬ ‫‪39‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪73‬‬ ‫المزّمل‬
‫ّ‬ ‫‪40‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪55‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪74‬‬ ‫المد ّثر‬
‫ّ‬ ‫‪41‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪75‬‬ ‫القيامة‬ ‫‪42‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪79‬‬ ‫النازعات‬ ‫‪43‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪89‬‬ ‫الفجر‬ ‫‪44‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪96‬‬ ‫العل‬ ‫‪45‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪99‬‬ ‫الزلزلة‬ ‫‪46‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪101‬‬ ‫القارعة‬ ‫‪47‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪106‬‬ ‫قريش‬ ‫‪48‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪107‬‬ ‫الماعون‬ ‫‪49‬‬ ‫‪1‬‬

‫***‬
‫‪491‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫اعتبــا ار مـ ـن الس ــورة ‪( 27‬النمـــل) أي التاســعة عش ــر ض ــمن الس ــور الت ــي به ــا‬
‫العدين ينبغـي أن نع ّـد ‪ 19‬سـورة فـي مجمـل القـرآن للوصـول إلـى‬ ‫اختـالف بين ّ‬
‫السـ ــورة الثالثرررررين ضـ ــمن السـ ــور التـ ــي يتبـ ــاين عـ ــدد آياتهـ ــا أي السـ ــورة ‪45‬‬
‫(الجاثية)‪.‬‬

‫عــدد اآليـــات‬
‫ترتيب ترتيب‬ ‫أسماء‬
‫العد المدني األخير‬ ‫العد الكوفي‬ ‫المصحف التنزيل‬ ‫السـور‬
‫(ش)‬
‫‪95‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪19‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪88‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬ ‫‪-‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪69‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬ ‫‪-‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪59‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪20‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪21‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪30‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪73‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪33‬‬ ‫األحزاب‬ ‫‪-‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪54‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪34‬‬ ‫سبأ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪35‬‬ ‫فاطر‬ ‫‪22‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪82‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫‪23‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪182‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪37‬‬ ‫الصافّات‬ ‫‪-‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪86‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪24‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪72‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬ ‫‪25‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪84‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪26‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪41‬‬ ‫صلت‬


‫ف ّ‬ ‫‪27‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪50‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫‪28‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪89‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬ ‫‪-‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪56‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪29‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪30‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪19‬‬

‫***‬
‫‪492‬‬
‫رمـوز عـ ّـد فـواصـل اآلي‬

‫‪1‬‬
‫ف ــإذا أخ ــذنا بع ــين االعتب ــار الس ــور "المرم ــوزة كوفي‪/‬م ــدني أخي ــر (ش)"‬
‫الثالثين ‪:‬‬ ‫‪ 19‬إلى السو‬ ‫من السو‬ ‫نحصي ‪ 19‬سو‬

‫عــدد اآليـــات‬
‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬
‫العد المدني‬ ‫أسماء السـور‬
‫التنزيل‬ ‫المصحف‬
‫العد الكوفي األخير (ش)‬
‫‪99‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬ ‫‪12‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪134‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫‪13‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪111‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬ ‫‪14‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪76‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬ ‫‪15‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪119‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬ ‫‪16‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪62‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬ ‫‪17‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪226‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬ ‫‪18‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪95‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪19‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪59‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪20‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪21‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪35‬‬ ‫فاطر‬ ‫‪22‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪82‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫‪23‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪86‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪24‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪72‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬ ‫‪25‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪84‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪26‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬ ‫‪27‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪50‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫‪28‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪56‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪29‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪30‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪ 1‬كما يوجد ترميز بالحروف فـإن االخـتالف فـي العـد بـين السـور هـو اآلخـر ترميـز فـي حـد ذاتـه ‪،‬‬
‫لــذلك ســنتّخذ هــذه العبــارة كاصــطالح نســمي بــه الســور التــي جــاء فــي عــدد آياتهــا اخــتالف بــين‬
‫العدين‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪493‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫ويتضح أيضا أنه من السورة ‪ 19‬إلى السـورة ‪ 74‬حيـث ذكـر العـدد ‪ 19‬فـي‬
‫اآلية ‪ ، 30‬نعد ‪ 30‬سورة مرموزة كوفي‪/‬مدني أخير (ش) ‪:‬‬

‫عــدد اآليـــات‬
‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬
‫العد المدني‬ ‫أسماء السـور‬
‫التنزيل‬ ‫المصحف‬
‫العد الكوفي األخير (ش)‬
‫‪99‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬ ‫‪‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪134‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪111‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬ ‫‪‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪76‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬ ‫‪‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪119‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬ ‫‪‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪62‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬ ‫‪‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪226‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬ ‫‪‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪95‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪59‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪35‬‬ ‫فاطر‬ ‫‪‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪82‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫‪‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪86‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪72‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬ ‫‪‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪84‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬ ‫‪‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪50‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫‪‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪56‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬ ‫‪‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪494‬‬
‫رمـوز عـ ّـد فـواصـل اآلي‬

‫عــدد اآليـــات‬
‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬
‫العد المدني‬ ‫أسماء السـور‬
‫التنزيل‬ ‫المصحف‬
‫العد الكوفي األخير (ش)‬
‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪47‬‬ ‫محمـد‬ ‫‪‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪47‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الطـور‬ ‫‪‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪61‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪53‬‬ ‫النجـم‬ ‫‪‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪77‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪55‬‬ ‫الرحمـن‬ ‫‪‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪99‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الواقعـة‬ ‫‪‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديـد‬ ‫‪‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المجادلة‬ ‫‪‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪30‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪71‬‬ ‫نوح‬ ‫‪‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ّ‬


‫المز ّمل‬ ‫‪‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪55‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪74‬‬ ‫الم ّدثّر‬ ‫‪‬‬ ‫‪30‬‬

‫يترتــب عــن العــددين ‪ 30‬و ‪ 44‬مالحظــات مهمــة‪ .‬ســورتان فــي القـرآن عــدد‬
‫‪:‬‬ ‫آياتهما ‪ 30‬وسورتان عدد آياتهما ‪ 44‬و هي‬

‫عــدد اآليـــات‬
‫ترتيب‬
‫العد المدني األخير‬ ‫أسماء السـور ترتيب المصحف‬
‫(ش)‬ ‫العد الكوفي‬ ‫التنزيل‬

‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعـد‬


‫‪30‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬
‫‪44‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪70‬‬ ‫المعارج‬
‫‪32‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪89‬‬ ‫الفجر‬

‫العدين توجد على بعد‬ ‫فالسورة ‪( 32‬السجدة) التي تشتمل على ‪ 30‬آية في ّ‬
‫‪ 19‬ســورة مــن الســورة ‪( 13‬الرعــد) التــي تشــتمل علــى ‪ 44‬آيــة فــي المــدني‬
‫األخير (ش) ‪:‬‬

‫‪495‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫عــدد اآليـــات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬


‫ترتيب التنزيل‬
‫العد المدني األخير‬
‫العد الكوفي‬ ‫المصحف‬ ‫السـور‬
‫(ش)‬
‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعـد‬
‫)…(‬

‫‪ 19‬سورة‬
‫)…(‬

‫‪30‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬

‫كمــا أن الســورة ‪( 89‬الفجـــر) التــي تشــتمل علــى ‪ 30‬آيــة فــي العــد الكــوفي‬
‫توجد على بعد ‪ 19‬سـورة مـن السـورة ‪( 70‬المعـارج) التـي تشـتمل علـى ‪44‬‬
‫العدين ‪:‬‬
‫آية في ّ‬

‫عــدد اآليـــات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬


‫ترتيب التنزيل‬
‫العد المدني األخير‬ ‫العد الكوفي‬ ‫المصحف‬ ‫السـور‬
‫(ش)‬
‫‪44‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪70‬‬ ‫المعارج‬
‫)…(‬
‫‪ 19‬سورة‬

‫)…(‬

‫‪32‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪89‬‬ ‫الفجر‬

‫‪496‬‬
‫رمـوز عـ ّـد فـواصـل اآلي‬

‫ثمة أمر آخـر يخـص السـورة ‪( 70‬المعـارج) التـي تشـتمل علـى ‪ 44‬آيـة فـي‬
‫الع ّـدين‪ .‬فهـذه السـورة توجـد علـى بعـد ‪ )3 x 19( 57‬سـورة مـن السـورة ‪13‬‬
‫(الرعد) التي تشتمل على ‪ 44‬آية في المدني األخير (ش) ‪:‬‬

‫عــدد اآليـــات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬


‫ترتيب التنزيل‬
‫العد المدني األخير‬ ‫العد الكوفي‬ ‫المصحف‬ ‫السـور‬
‫(ش)‬
‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعـد‬
‫)…(‬

‫‪ 57‬سورة‬
‫)…(‬

‫‪44‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪70‬‬ ‫المعارج‬

‫من المنطقي حسابيا أن تتواجـد السـورة ‪( 89‬الفجـر) التـي تشـتمل علـى ‪30‬‬
‫آيــة فــي العــد الكــوفي علــى بعــد ‪ 57‬ســورة مــن الســورة ‪( 32‬الســجدة) التــي‬
‫العدين ‪:‬‬
‫تشتمل على ‪ 30‬آية في كل من ّ‬

‫عــدد اآليـــات‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬


‫العد الكوفي العد المدني األخير (ش)‬ ‫التنزيل‬ ‫المصحف‬ ‫السـور‬

‫‪30‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬


‫)…(‬
‫‪ 57‬سورة‬

‫)…(‬

‫‪32‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪89‬‬ ‫الفجر‬

‫‪497‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫وهكذا يمكننا أن نجمل هذا كله فيما يلي ‪:‬‬

‫عــدد اآليـــات‬
‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬
‫العد المدني‬ ‫العد‬ ‫التنزيل‬ ‫المصحف‬ ‫السـور‬
‫األخير (ش)‬
‫العد المدني‬

‫الكوفي األخير (ش)‬


‫‪‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعـد‬
‫)…(‬

‫‪ 19‬سورة‬
‫)…(‬

‫‪ 57‬سورة‬
‫‪‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬
‫اآليات في العدين‬

‫)…(‬

‫)…(‬

‫‪ 57‬سورة‬
‫‪‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪70‬‬ ‫المعارج‬
‫)…(‬

‫‪ 19‬سورة‬
‫)…(‬
‫الكوفي‬

‫‪32‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪89‬‬ ‫الفجر‬


‫العد‬

‫‪‬‬

‫***‬

‫لنهــتم بــاالختالف فــي عــدد اآليــات بــين العـ ّـدين ‪ ،‬ســورة بســورة ‪ ،‬وبــالجمع‬
‫المتزايد الناتج عن هذا االختالف‪.‬‬

‫بعد وضع كل سور القرآن الكريم في جدول لنجمع تدريجيا كل فرق تلو‬
‫اآلخر حسب ترتيب المصحف ‪:‬‬

‫‪498‬‬
‫رمـوز عـ ّـد فـواصـل اآلي‬

‫عـدد اآليات‬
‫الجمع‬ ‫ترتيب‬
‫االختالف‬ ‫العد المدني‬ ‫أسماء السـور‬
‫المتزايد‬ ‫العد الكوفي‬ ‫المصحف‬
‫األخير (ش)‬

‫‪+1‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪286‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪1‬‬


‫‪+2‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬ ‫‪2‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬ ‫‪3‬‬
‫‪-2‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪165‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬ ‫‪4‬‬
‫‪-3‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬ ‫‪5‬‬
‫‪-4‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫‪6‬‬
‫‪-2‬‬ ‫‪+2‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬ ‫‪7‬‬
‫‪-3‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعــد‬ ‫‪8‬‬
‫‪-5‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهي‬ ‫‪9‬‬
‫‪-4‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬ ‫‪10‬‬
‫‪+1‬‬ ‫‪+5‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬ ‫‪11‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مري‬ ‫‪12‬‬
‫‪+1‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫‪13‬‬
‫‪+2‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬ ‫‪14‬‬
‫‪+4‬‬ ‫‪+2‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬
‫ّ‬ ‫‪15‬‬
‫‪+3‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬ ‫‪16‬‬
‫‪+5‬‬ ‫‪+2‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬ ‫‪17‬‬
‫‪+6‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬ ‫‪18‬‬
‫‪+4‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪19‬‬
‫‪+5‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪20‬‬
‫‪+6‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪21‬‬
‫‪+5‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪35‬‬ ‫فاطر‬ ‫‪22‬‬
‫‪+6‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫‪23‬‬
‫‪+8‬‬ ‫‪+2‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪24‬‬
‫‪+11‬‬ ‫‪+3‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬ ‫‪25‬‬
‫‪+12‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪26‬‬

‫‪499‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫عـدد اآليات‬
‫الجمع‬ ‫ترتيب‬
‫االختالف‬ ‫العد المدني‬ ‫أسماء السـور‬
‫المتزايد‬ ‫العد الكوفي‬ ‫المصحف‬
‫األخير (ش)‬

‫‪+13‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬ ‫ّ‬ ‫‪27‬‬


‫‪+16‬‬ ‫‪+3‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫‪28‬‬
‫‪+19‬‬ ‫‪+3‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪29‬‬
‫‪+20‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪30‬‬
‫‪+21‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬ ‫‪31‬‬
‫‪+20‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪47‬‬ ‫محمد‬ ‫‪32‬‬
‫‪+22‬‬ ‫‪+2‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الطور‬ ‫‪33‬‬
‫‪+23‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪53‬‬ ‫النج‬ ‫‪34‬‬
‫‪+24‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪55‬‬ ‫الرحمن‬ ‫‪35‬‬
‫‪+21‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الواقعة‬ ‫‪36‬‬
‫‪+22‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬ ‫‪37‬‬
‫‪+23‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المجادلة‬ ‫‪38‬‬
‫‪+21‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪71‬‬ ‫نوح‬ ‫‪39‬‬
‫‪+23‬‬ ‫‪+2‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ّ‬
‫المز ّمل‬ ‫‪40‬‬
‫‪+24‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪74‬‬ ‫الم ّدثرّ‬ ‫‪41‬‬
‫‪+25‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪75‬‬ ‫القيامة‬ ‫‪42‬‬
‫‪+26‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪79‬‬ ‫النازعات‬ ‫‪43‬‬
‫‪+24‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪89‬‬ ‫الفجر‬ ‫‪44‬‬
‫‪+23‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪96‬‬ ‫العلق‬ ‫‪45‬‬
‫‪+22‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪99‬‬ ‫الزلزلة‬ ‫‪46‬‬
‫‪+23‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪101‬‬ ‫القارعة‬ ‫‪47‬‬
‫‪+22‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪106‬‬ ‫قريش‬ ‫‪48‬‬
‫‪+23‬‬ ‫‪+1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪107‬‬ ‫الماعون‬ ‫‪49‬‬

‫‪500‬‬
‫رمـوز عـ ّـد فـواصـل اآلي‬

‫عد ما يلغي‬
‫أن االختالف في ّ‬ ‫نالحظ من خالل هذا الجمع التدريجي ّ‬
‫بعضه بعضا‪ 1‬في السورة ‪( 5‬المائدة) و ‪( 19‬مريم) ‪ ،‬أي سورتين من بين‬
‫السور التي يشير اسمها إلى عيسى بن مريم ‪.2 ‬‬

‫أن عيس ــى ب ــن مـ ـريم ‪ ‬ه ــو المعن ــي‬


‫‪ ‬الس ــورة ‪" 5‬المائــــدة" بم ــا ّ‬
‫وحواريوه بتنزيل المائدة‪.‬‬
‫السورة ‪ 19‬وهي "مري " اسم ّأم عيسى عليهما السالم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ومــن جهــة أخــرى نالحــظ نتيجــة ّ‬


‫ممي ـزة علــى مســتوى ســورة "الــدخان" وهرري‬
‫السورة الرابعية واألربعيون فري ترتيرب المصرحف‪ .‬فـالجمع المت ازيـد لفـوارق‬
‫األعداد يساوي ‪ 19‬على مسـتوى هـذه السـورة وهـي نتيجـة ال تحـدث إال مـرة‬
‫واح ــدة‪ .‬والع ــدد ‪ 44‬ه ــو رق ــم ســورة "مـــري " ف ــي ترتي ــب التنزيــل ورقمه ــا ف ــي‬
‫ترتيب المصحف ‪ .19‬إن "الدخان" و "عيسى بن مري " ‪ ‬عالمتان مـن‬
‫عالمات آخر زمان الجاهلية‪.3‬‬

‫***‬

‫نع ــود اآلن إل ــى الس ــورة ‪( 18‬الكهـــف) الت ــي درس ــناها ملي ــا‪ .4‬تحترررل هررروه‬
‫السررورة الترري تسرربق السررورة ‪ 19‬مباشرررة مكانررة خاصررة فرري مجمررل الســور‬
‫المرموزة كوفي‪/‬مدني أخير (ش)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫العدين يصبح متساويا من السورة ‪ 1‬إلى السورة ‪ 5‬و من السورة ‪ 1‬إلى‬
‫فعدد اآليات في ّ‬
‫السورة ‪ 19‬أيضا‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" ،‬الرحمن ‪ -‬التأويل"‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" ،‬العهود المهدوية"‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" ،‬الرحيم"‪.‬‬
‫‪501‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫يعرف المسلمون على اختالف مذاهبهم الحديث المـروي عـن رسـول هللا ‪‬‬
‫بشأن سـورة "الكهـف"‪" :‬مـن حفـظ عشـر آيـات مـن أول سـورة الكهـف ع ِ‬
‫صـم‬ ‫ّ‬
‫الدجال"‪.1‬‬
‫من فتنة ّ‬

‫اآليات العشر (‪ )10‬األوائـل فـي هـذه السـورة تعطـي مجـاال لعـدة مالحظـات‬
‫عدين ومجموع كلماتها ‪ 105‬كلمة ‪:‬‬
‫عددية ‪ ،‬فهي متطابقة في ال ّ‬

‫َ َ‬ ‫َ َۡ ذ‬ ‫ۡ َ‬ ‫ۡ َ ۡ ُ ذ ذ ٓ َ َ َ َ َ َٰ َ‬
‫لَع ع ۡب ِده ِ ٱبكِتَٰ َ َول ۡم َي َعل َُّلۥ ع َِو َجا ‪ 1‬ق َيِما َِّلُنذ َِر‬ ‫‪ ‬ٱۡلمد َِللِ ٱَّلِي أنزل‬
‫َذ َ َ‬ ‫ِني ذٱَّل َ ۡ ُ َ ذ َ‬ ‫ۡ‬
‫ت أن ل ُه ۡم أ ۡج ًرا‬
‫ِين َيع َملون ٱبصَٰل ََِٰٰ ِ‬ ‫بَأسا َشدِيدا َمِن ذ َُلنۡ ُه َو ُيبَ َ ِ َ‬
‫ش ٱل ۡ ُم ۡؤ ِمن َ‬

‫ٱَلل َو ََلا ‪ 4‬ذما ل َ ُهم بهِۦ مِنۡ‬ ‫َُ َ ذ َ َ ُ ْ ذ‬


‫ٱُتَ َذ ذ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كث َ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ني فِيهِ أبدا ‪ 3‬وينذِر ٱَّلِين قالوا‬‫ح َسنا ‪ 2‬م َٰ ِ ِ‬
‫ُ ُ َ ذ َ‬ ‫َۡ‬ ‫َۡ‬ ‫َٓ ۡ ََُ ۡ َ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬
‫ُبت ُك َِمة ُت ُر ُج م ِۡن أف َوَٰهِ ِه ۡ ٍّۚم إِن َيقولون إِل كذِبا ‪5‬‬ ‫عِل ٖم َول ٓأِلبائ ِ ِه ٍّۚم ك‬

‫ذ‬ ‫َ ً‬ ‫لَع َء َاثَٰره ِۡم إِن ذب ۡم يُ ۡؤم ُِنوا ْ ب َه َٰ َذا ۡ َ‬ ‫َََذ َ َ ي ذۡ َ َ ََ‬
‫ٱۡلدِي ِ أ َسفا ‪ 6‬إِنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َٰٓ‬ ‫خع نفسك‬ ‫فلعلك ب َٰ ِ‬

‫ذ َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َ ذ‬ ‫َ ََۡ َ ََ َۡ‬


‫جَٰعِلون َما‬ ‫ينة ل َها نلِ َ ۡبل َوه ۡم أ ُّي ُه ۡم أ ۡح َس ُن ع َمَل ‪ِ 7‬إَونا ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ۡرض‬‫جعلنا ما لَع ٱۡل‬
‫َ ُ ْ‬ ‫كۡ‬‫َ ۡ َ ۡ َ َ ذ َ ۡ َ َٰ َ ۡ َ‬ ‫ُ ً‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ِيم َكنوا م ِۡن‬
‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ذ‬
‫ٱلر‬‫و‬‫َ‬ ‫ف‬‫عل ۡي َها ص ِعيدا ج ُر ا ‪ 8‬أم حسِبت أن أصَٰ ٱب ِ‬
‫ه‬

‫ذُ َ‬
‫نك َر ۡ َ‬ ‫ََ ُ ْ ٓ‬ ‫ۡ ۡ ُ َ ۡ َ‬ ‫ۡ َ‬ ‫َء َايَٰت َنا َع َ‬
‫َحة‬ ‫ج ًبا ‪ 9‬إِذ أ َوى ٱب ِفت َية إَِل ٱبك ۡه ِف فقالوا َر ذب َنا َءات َِنا مِن َل‬ ‫ِ‬

‫َ َ َ‬ ‫َََ ۡ َ‬
‫ئ نلَا م ِۡن أ ۡم ِرنا َرشدا ‪ 10‬‬ ‫وهي ِ‬

‫‪1‬‬
‫أبو داود ومسلم وأحمد‪.‬‬
‫‪502‬‬
‫رمـوز عـ ّـد فـواصـل اآلي‬

‫عبده‬ ‫على‬ ‫أنزل‬ ‫الذي‬ ‫ّلل‬ ‫الحمد‬


‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ّقيما‬ ‫عوجا‬ ‫له‬ ‫يجعل‬ ‫ولم‬ ‫الكتب‬
‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬
‫يبشر‬
‫و ّ‬ ‫لدنه‬ ‫من‬ ‫شديدا‬ ‫بأسا‬ ‫لينذر‬
‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬
‫لهم‬ ‫أن‬
‫ّ‬ ‫الصلحت‬
‫ّ‬ ‫يعملون‬ ‫الذين‬ ‫المؤمنين‬
‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬
‫و ينذر‬ ‫أبدا‬ ‫فيه‬ ‫مكثين‬ ‫حسنا‬ ‫أج ار‬
‫‪30‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪25‬‬
‫ّما‬ ‫ولدا‬ ‫ّللا‬
‫ّ‬ ‫اتّخذ‬ ‫قالوا‬ ‫الذين‬
‫‪36‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪31‬‬
‫ألبائهم‬ ‫وال‬ ‫علم‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫لهم‬
‫‪42‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪37‬‬
‫إن‬ ‫أفوههم‬ ‫من‬ ‫تخرج‬ ‫كلمة‬ ‫كبرت‬
‫‪48‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬
‫نفسك‬ ‫بخع‬ ‫فلعّلك‬ ‫كذبا‬ ‫إالّ‬ ‫يقولون‬
‫‪54‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪49‬‬
‫بهذا‬ ‫يؤمنوا‬ ‫لم‬ ‫إن‬ ‫ءاثرهم‬ ‫على‬
‫‪60‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪55‬‬
‫على‬ ‫ما‬ ‫جعلنا‬ ‫ّإنا‬ ‫أسفا‬ ‫الحديث‬
‫‪66‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪61‬‬
‫أحسن‬ ‫ّأيهم‬ ‫لنبلوهم‬
‫ّ‬ ‫لها‬ ‫زينة‬ ‫األرض‬
‫‪72‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪67‬‬
‫صعيدا‬ ‫عليها‬ ‫ما‬ ‫لجعلون‬ ‫و ّإنا‬ ‫عمال‬
‫‪78‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪73‬‬
‫الكهف‬ ‫أصحب‬ ‫أن‬
‫ّ‬ ‫حسبت‬ ‫أم‬ ‫جر از‬
‫‪84‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪79‬‬
‫إذ‬ ‫عجبا‬ ‫ءايتنا‬ ‫من‬ ‫كانوا‬ ‫والرقيم‬
‫‪90‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪85‬‬
‫رّبنا‬ ‫فقالوا‬ ‫الكهف‬ ‫إلى‬ ‫الفتية‬ ‫أوى‬
‫‪96‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪91‬‬
‫لنا‬ ‫وهيىء‬
‫ّ‬ ‫رحمة‬ ‫ّلدنك‬ ‫من‬ ‫ءاتنا‬
‫‪102‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪97‬‬
‫رشدا‬ ‫أمرنا‬ ‫من‬
‫‪105‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪103‬‬

‫‪503‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫تشننتمل السننورة ‪ 18‬علننى ‪ 105‬آيننة فنني العنند المنندني األخيننر ( )‪ ، 1‬م ن‬


‫العلّ ن العد اللوفي ذو الوويد التي تعن ّد فينه ذنتا السنورة ‪ 110‬آينة‪ .‬ي‬
‫ن الفارق ذو ‪ 5‬آيات وذو ل ر فارق في عدد اآليات في القرآن لله‪.‬‬

‫العد المدني األخير ( )‬ ‫العد اللوفي‬


‫‪ 105‬آية‬ ‫‪ 110‬آية‬
‫‪5 = 105 - 110‬‬

‫إن الحديث عـن اآليـات العشـر األولـى فـي السـورة ‪" 18‬الكهـف" يشـير إلـى‬
‫فترة آخر زمان الجاهلية بما أن موضوعه هـو العصـمة مـن الـدجال‪ .‬والعلـم‬
‫الذي يسمح فـي القـرن الواحـد والعشـرين بف ّ‬
‫ـك رمـوز الرسـالة الخلفيـة المشـّفرة‬
‫في القرآن يوضح الحديث المروي عن رسول هللا ‪ ‬منذ أربعة عشر قرنا‪.‬‬

‫***‬

‫يلخ ــص الج ــدول الت ــالي جمي ــع ف ــروق تـ ـرقيم آي ــات الس ــورة ‪ 18‬ب ــين الع ـ ّـدين‬
‫الكوفي والمدني األخير (ش) ‪:‬‬

‫‪ 1‬ويشترك في هذا العدد خمسة من الباقي أي العد المدني األخير ألبي جعفر والمدني األول‬
‫ألبي جعفر وشيبة و ِّ‬
‫المكيان‪.‬‬
‫‪504‬‬
‫رمـوز عـ ّـد فـواصـل اآلي‬

‫العد المدني‬ ‫العد المدني‬ ‫العد المدني‬ ‫العد المدني‬


‫العد الكوفي‬ ‫العد الكوفي‬ ‫العد الكوفي‬ ‫العد الكوفي‬
‫األخير (ش)‬ ‫األخير (ش)‬ ‫األخير (ش)‬ ‫األخير (ش)‬
‫عدد اآليات عدد اآليات عدد اآليات عدد اآليات عدد اآليات عدد اآليات عدد اآليات عدد اآليات‬
‫‪83‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪85‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪84‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪86‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪85‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪86‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪89‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪87‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪88‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪63‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪92‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪89‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪93‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪92‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪93‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪94‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪95‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪96‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪97‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪98‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪103‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪104‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪22‬‬
‫‪101‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪23‬‬
‫‪102‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪23‬‬
‫‪103‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪51‬‬
‫‪24‬‬
‫‪108‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪104‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪105‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪82‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪505‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫تبــدأ الف ـوارق فــي ت ـرقيم اآليــات بــين العـ ّـدين فــي الســورة ‪ 18‬مــن اآليــة ‪22‬‬
‫وتستمر إلى غاية اآليتين ‪ 23‬و ‪ ، 24‬ثم يصبح التقسيم هو نفسه فـي الع ّـدين‬
‫ـذكر أن اآلي ــة ‪ 22‬م ــن الس ــورة ‪18‬‬
‫ابت ــداء م ــن اآلي ــة ‪ 25‬إل ــى اآلي ــة ‪ .35‬لن ـ ّ‬
‫‪1‬‬
‫تتضمن أكثر عدد من األعـداد المختلفة أصلية كانت أم ترتيبية‪.‬‬

‫النص نفــسه فــي كـل مـن الع ّـدين ‪،‬‬


‫من أول اآلية ‪ 22‬إلى آخر اآلية ‪ 24‬نجـد ّ‬
‫الفرق الوحيد يتمّثل في موقع فاصل اآليات ‪:‬‬

‫العد المدني ‪2‬‬


‫العد الكوفي‬
‫(ش)‬ ‫اآليـ ـ ـ ــات‬
‫رق اآلية‬ ‫رق اآلية‬
‫َ َ ُ ُ َ َ َ َٰ َ ي ذ ُ ُ ۡ َ ۡ ُ ُ ۡ َ َ ُ ُ َ َ ۡ َ ي‬
‫‪ ‬سيقولون ثلثة رابِعهم ُكبهم ويقولون َخسة‬
‫ي َ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َ ُ ُ ۡ َُُۡ ۡ َ َۡ ۡ َ‬
‫‪22‬‬ ‫جَۢا بِٱبغ ۡي ِ ى َو َيقولون َس ۡب َعة َوثام ُِن ُه ۡم‬ ‫سادِسهم ُكبهم ر‬
‫ذ ََُُۡۡ ذ َ ي‬ ‫ذ‬ ‫ُ‬ ‫َُُۡ ۡ ُ ذ َٓ َ ۡ َ‬
‫ُكبه ٍّۚم قل ر ِب أعلم ب ِ ِعدت ِ ِهم ما يعلمهم إِل قل ِيل ي ‪‬‬ ‫‪22‬‬
‫َ َۡ َۡ‬ ‫ٓ َ‬ ‫ذ‬ ‫ََ ُ‬
‫ت فِي ِهم‬ ‫‪ ‬فَل ت َمارِ فِي ِه ۡم إِل م َِراء ظَٰ ِهرا َول تستف ِ‬
‫ۡ َ‬
‫َمِن ُه ۡم أ َحدا ‪‬‬
‫‪23‬‬

‫َ َ ي َ َ َ‬ ‫َ َُ َ َ ْ‬
‫‪َ ‬ول تقوب ذن ل ِشا ۡي ٍء إ ِ ِن فاعِل َٰٰل ِك غ ًدا ‪‬‬ ‫‪23‬‬
‫ذٓ َ ََ َٓ ذُ َ ۡ ُ ذذ َ َ َ َ َُۡ‬
‫‪24‬‬ ‫‪ ‬إِل أن يشاء ٱَللٍّۚ وٱذكر ربك إِذا نسِ يت وقل‬
‫َ َ َٰٓ َ َ ۡ َ َ َ َ ۡ َ َ ۡ َ َٰ َ َ َ‬ ‫‪24‬‬
‫عَس أن يهدِي ِن ر ِب ِۡلقرب مِن هذا رشدا ‪‬‬

‫حاصل جمع أعداد هذه اآليات كلها أي ‪ 22‬و ‪ 23‬و ‪ 24‬هو ‪.69‬‬
‫‪69 = 24 + 23 + 22‬‬
‫و ‪ 69‬هو أيضا رقم سورة "الكهف" في ترتيب التنزيل‪.‬‬

‫***‬
‫‪1‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" ،‬الرحيم"‪.‬‬
‫‪506‬‬
‫رمـوز عـ ّـد فـواصـل اآلي‬

‫إن اآلية رقـم ‪ 22‬فـي العـد المـدني األخيـر (ش) ‪ ،‬وهـي كمـا رأينـا أول آيـة‬
‫فيها فروق بين ّ‬
‫العدين في هذه السورة ‪ ،‬تشتمل على ‪ 22‬كلمة‪.‬‬

‫العد المدني األخير (ش)‬


‫ۡ‬ ‫َۡ‬ ‫ُ ُ َ َۡ ي‬ ‫َۡ‬ ‫ُ ُ َ ََ َ ي‬
‫‪َ ‬سيَقولون ثلَٰثة ذراب ِ ُع ُه ۡم ُكبُ ُه ۡم َويَقولون َخ َسة َساد ُِس ُه ۡم ُكبُ ُه ۡم َرجََۢا‬
‫َ‬ ‫َۡۡ ََُ ُ َ َ ۡ َ ي َ َ ُُ ۡ َُُۡ ۡ ُ ذ َٓ َ ۡ َ‬
‫ب أعل ُم بِعِ ذدت ِ ِهم ذما َي ۡعل ُم ُه ۡم‬ ‫ب ِ ذٱبغي ِ ى ويقولون سبعة وثامِنهم ُكبه ٍّۚم قل ر ِ‬
‫َ ي‬
‫إِل قل ِيل ي ‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ 22‬كلمـــــة‬

‫خمسة‬ ‫ويقولون‬ ‫كلبهم‬ ‫رابعهم‬ ‫ثلثة‬ ‫سيقولون‬


‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫سبعة‬ ‫و يقولون‬ ‫بالغيب‬ ‫رجما‬ ‫كلبهم‬ ‫سادسهم‬
‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬
‫بعدتهم‬
‫ّ‬ ‫أعلم‬ ‫رّبي‬ ‫قل‬ ‫كلبهم‬ ‫وثامنهم‬
‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬
‫قليل‬ ‫إالّ‬ ‫يعلمهم‬ ‫ما‬
‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬

‫تعد ‪ 24‬كلمة‪.‬‬
‫أما اآلية رقم ‪ 24‬في نفس العد فهي ّ‬

‫العد المدني األخير (ش)‬


‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ُ َ ذ َ ْ ۡ َ َ ي َ َٰ َ َ ً ذ ٓ َ َ َ َ ذ ُ ۡ‬
‫ٓ‬
‫ٱَللٍّۚ َوٱذكر ذر ذبك إِذا‬ ‫‪ ‬ول تقوبن ل ِشاي ٍء إ ِ ِن فاعِل ٰل ِك غدا إِل أن يشاء‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َۡ‬ ‫َ َ َُۡ َ َ َ‬
‫َس أن َي ۡهدِيَ ِن َر ِب ِۡلق َر َب م ِۡن هَٰذا َرشدا ‪‬‬
‫نسِيت وقل ع َٰٓ‬
‫‪‬‬
‫‪ 24‬كلمـــــة‬

‫‪507‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫ذلك‬ ‫فاعل‬ ‫ّإني‬ ‫لشايء‬ ‫تقولن‬ ‫وال‬


‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫واذكر‬ ‫ّللا‬
‫ّ‬ ‫يشاء‬ ‫أن‬ ‫إالّ‬ ‫غدا‬
‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬
‫أن‬ ‫عسى‬ ‫وقل‬ ‫نسيت‬ ‫إذا‬ ‫رّبك‬
‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬
‫رشدا‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫ألقرب‬ ‫ربي‬ ‫يهدين‬
‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬

‫***‬
‫بذلك تشكل اآليات ‪ 22‬و ‪ 23‬و ‪ 24‬من سـورة "الكهـف" وحـدة متميـزة فـي‬
‫‪1‬‬

‫داخــل الســورة بمــا أن المضــمون واحــد والفواصــل مختلفــة‪ .‬فمجمــوع كلمــات‬


‫هــذه اآليــات هــو بــالطبع نفســه فــي العـ ّـدين ‪ ،‬وهــذا المجمــوع هــو ‪ 57‬كلمــة ‪،‬‬
‫أي حاصل ضرب العدد ‪ 19‬في ‪.3‬‬

‫خمسة‬ ‫ويقولون‬ ‫كلبهم‬ ‫رابعهم‬ ‫ثلثة‬ ‫سيقولون‬


‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫سبعة‬ ‫ويقولون‬ ‫بالغيب‬ ‫رجما‬ ‫كلبهم‬ ‫سادسهم‬
‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬
‫بعدتهم‬
‫ّ‬ ‫أعلم‬ ‫ربي‬ ‫قل‬ ‫كلبهم‬ ‫وثامنهم‬
‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬
‫تمار‬ ‫فال‬ ‫قليل‬ ‫إالّ‬ ‫يعلمهم‬ ‫ما‬
‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬
‫تستفت‬ ‫وال‬ ‫ظه ار‬ ‫مراء‬ ‫إالّ‬ ‫فيهم‬
‫‪30‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪25‬‬
‫لشاىء‬ ‫تقولن‬ ‫وال‬ ‫أحدا‬ ‫منهم‬ ‫فيهم‬
‫‪36‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪31‬‬
‫أن‬ ‫إالّ‬ ‫غدا‬ ‫ذلك‬ ‫فاعل‬ ‫ّإني‬
‫‪42‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪37‬‬
‫نسيت‬ ‫إذا‬ ‫ربك‬ ‫واذكر‬ ‫ّللا‬
‫ّ‬ ‫يشاء‬
‫‪48‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬
‫ألقرب‬ ‫ربي‬ ‫يهدين‬ ‫أن‬ ‫عسى‬ ‫وقل‬
‫‪54‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪49‬‬
‫رشدا‬ ‫هذا‬ ‫من‬
‫‪57‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪1‬‬
‫ما عدا في العد الدمشقي والحمصي‪.‬‬
‫‪508‬‬
‫رمـوز عـ ّـد فـواصـل اآلي‬

‫***‬

‫هنــاك فــروق عدديــة أخــرى بــين العــدين فــي بــاقي الســورة ‪( 18‬الكهــف) ‪ ،‬لكــن‬
‫خالفا لآليات الثالث التي درسناها ِلتّونا هـذه الفـروق ال تع ّـوض‪ .‬ومثـل ذلـك أن‬
‫تصــبح اآليت ـان ‪ 35‬و‪ 36‬مــن العــد الكــوفي اآليــة ‪ 35‬فــي العــد المــدني األخيــر‬
‫(ش)‪ .‬وهذا الفرق يحدث ‪ 5‬مرات في هذه السـورة لنصـل إلـى فـرق ‪ 5‬آيـات بـين‬
‫العدين ‪:‬‬
‫ّ‬
‫العد المدني األخير (ش)‬ ‫العد الكوفي‬

‫‪35‬‬ ‫‪‬‬ ‫اآليتان ‪ 35‬و ‪36‬‬

‫‪84‬‬ ‫‪‬‬ ‫اآليتان ‪ 85‬و ‪86‬‬

‫‪87‬‬ ‫‪‬‬ ‫اآليتان ‪ 89‬و ‪90‬‬

‫‪89‬‬ ‫‪‬‬ ‫اآليتان ‪ 92‬و ‪93‬‬

‫‪99‬‬ ‫‪‬‬ ‫اآليتان ‪ 103‬و ‪104‬‬

‫وعليه ‪:‬‬
‫‪ 1‬في العد الكوفي‬ ‫فاآلية ‪ 35‬في العد المدني األخير (ش) تصبح أبعد بآية‬
‫‪ 2‬في العد الكوفي‬ ‫واآلية ‪ 84‬في العد المدني األخير (ش) تصبح أبعد بآيتين‬
‫‪ 3‬آيات في العد الكوفي‬ ‫واآلية ‪ 87‬في العد المدني األخير (ش) تصبح أبعد ب ـ‬
‫‪ 4‬آيات في العد الكوفي‬ ‫واآلية ‪ 89‬في العد المدني األخير (ش) تصبح أبعد ب ـ‬
‫‪ 5‬آيات في العد الكوفي‬ ‫واآلية ‪ 99‬في العد المدني األخير (ش) تصبح أبعد بـ‬
‫لدينا إذاً تسلسل عددي من ‪ 1‬إلى ‪.5‬‬

‫‪509‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫درسنا بالتفصيل فروق تقسيم اآليات ‪ 22‬و ‪ 23‬و ‪ .24‬لنهتم اآلن بالفروق‬
‫في اآليات التالية في تقسيم السورة ‪: 18‬‬

‫العد المدني‬
‫العد الكوفي‬
‫األخير (ش)‬ ‫اآليـ ـ ـ ــات‬
‫رق اآلية‬ ‫رق اآلية‬
‫‪َ ‬و َد َخ َل َج ذن َت ُهۥ َو ُه َو َظال يِم َ ِنلَ ۡف هِۦ قَ َال َما ٓ أَ ُظ ُّن أَن تَب َ‬
‫يد‬ ‫ِ‬ ‫سِ‬ ‫َ‬
‫َهَٰ ِذه ِۦٓ أبَدا ‪‬‬
‫‪35‬‬
‫‪35‬‬ ‫ُّ ُّ َ َٰ َ َ َ َ َ ذ‬ ‫َ َ ٓ َ ُ ُّ ذ َ َ َ ٓ َ َ َ‬
‫ادن‬ ‫ج‬
‫ِ‬ ‫ۡل‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫َل‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ِدت‬ ‫د‬‫ر‬ ‫ن‬‫‪ ‬وما أظن ٱلساعة قائِمة وب ِ‬
‫ئ‬ ‫ا‬
‫َ َ‬
‫َخ ۡيا َم ِۡن َها ُمنقلبا ‪‬‬
‫‪36‬‬

‫ََۡ‬
‫‪ ‬فأت َب َع َسبَ ًبا ‪‬‬ ‫‪85‬‬

‫اني‬
‫َ ۡ‬ ‫َ َ َ َ َۡ ُ ُ‬ ‫‪َ ‬ح ذ َٰٓ َ َ َ َ َ ۡ َ ذ ۡ‬
‫‪84‬‬ ‫َّت إِذا بلغ مغ ِرب ٱلشم ِس وجدها تغارب ِِف ع َ ٍ‬
‫ٓ‬ ‫َُۡ َ َ َۡ َۡۡ‬ ‫َ َ َۡ‬ ‫َ َ ََ َ َ‬
‫ني إِ ذماا أن‬ ‫َحِئةٖ ووجد عِنادها قومااۖ قلناا يَٰاذا ٱبقارن ِ‬ ‫‪86‬‬
‫َُ َ َ ذَٓ َذ َ‬
‫خذ فِي ِه ۡم ُح ۡسنا ‪‬‬ ‫تعذِب ِإَوما أن تت ِ‬
‫ُ َۡ‬
‫‪ ‬ث ذم أت َب َع َسبَ ًبا ‪‬‬ ‫‪89‬‬
‫اع َ َ َٰ َ ۡ‬ ‫َ ذ َٰٓ َ َ َ َ َ ۡ َ ذ‬
‫ٱلش ۡم ِس َو َج َد َها َت ۡطلُ ُ‬
‫‪87‬‬ ‫لَع قاو ٖ‬ ‫‪ ‬حَّت إِذا بلغ مطلِع‬
‫ذ ۡ َۡ َ ذُ َ ُ َ ۡ‬ ‫‪90‬‬
‫بم جنعل لهم مِن دون ِها سَِتا ‪‬‬
‫ُ َۡ‬
‫‪ ‬ث ذم أت َب َع َسبَ ًبا ‪‬‬ ‫‪92‬‬
‫ذ‬ ‫َ‬ ‫َّت إ َذا بَلَ َغ َب ۡ َ‬
‫‪89‬‬ ‫ٱلس ذديۡ ِن َو َج َد مِان ُدون ِ ِه َماا ق ۡوماا ل‬
‫ني ذ‬ ‫َ ذ‬
‫‪ ‬ح َٰٓ ِ‬
‫َ َ ُ َ َۡ َ َ‬ ‫‪93‬‬
‫ادون َيفق ُهون ق ۡول ‪‬‬ ‫يك‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫ين أ ۡع َمََٰل ‪‬‬ ‫كم ب ۡٱۡل ۡخ ََس َ‬ ‫‪ ‬قُ ۡل َه ۡل نُنَ َب ُئ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪103‬‬
‫ۡ َ َ َٰ ُّ ۡ َ َ ُ ۡ َ ۡ َ ُ َ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ذ َ َ‬
‫‪99‬‬ ‫ِين ضل سع ُي ُهم ِِف ٱۡليوة ِ ٱَلنيا وهم َيسبون‬ ‫‪ ‬ٱَّل‬
‫َ‬ ‫َذُ ۡ ُۡ‬ ‫‪104‬‬
‫َيسِ ُنون ُص ۡن ًعا ‪‬‬ ‫أنهم‬

‫‪510‬‬
‫رمـوز عـ ّـد فـواصـل اآلي‬

‫نالح ــظ تقارب ــا ب ــين المجموع ــة األول ــى واألخيـ ـرة م ــن جه ــة ‪ ،‬والمجموع ــات‬
‫الثالث (‪ )3‬الوسطى من جهة أخرى‪.‬‬

‫فالمجموعة األولى واألخيرة تتحدث عن الذين حبطت أعمالهم ‪:‬‬

‫العد المدني‬
‫العد الكوفي‬
‫األخير (ش)‬ ‫اآليـ ـ ـ ــات‬
‫رق اآلية‬ ‫رق اآلية‬
‫‪َ ‬و َد َخ َل َج ذن َت ُهۥ َو ُه َو َظال يِم َ ِنلَ ۡفسِ هِۦ قَ َال َما ٓ أَ ُظ ُّن أَن تَب َ‬
‫يد‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫َهَٰ ِذه ِۦٓ أبَدا ‪‬‬
‫‪35‬‬

‫‪35‬‬ ‫ُّ ُّ َ َٰ َ َ َ َ َ ذ‬ ‫َ َ ٓ َ ُ ُّ ذ َ َ َ ٓ َ َ َ‬
‫ادن‬ ‫ج‬‫‪ ‬وما أظن ٱلساعة قائِمة وبائِن ردِدت إَِل ر ِب ۡل ِ‬
‫َ َ‬
‫َخ ۡيا َم ِۡن َها ُمنقلبا ‪‬‬
‫‪36‬‬

‫ُۡ َۡ ََُ ُ ُ ۡ َ ۡ َ َ َ ً‬
‫ين أ ۡع َمََٰل ‪‬‬ ‫َس‬
‫‪ ‬قل هل ننبِئكم بِٱۡلخ ِ‬ ‫‪103‬‬
‫َ‬ ‫ُ َۡ‬ ‫ۡ َ َ َٰ ُّ ۡ‬ ‫ذ‬ ‫‪ ‬ذٱَّل َ‬
‫‪99‬‬ ‫ٱَلن َيا َوه ۡم َي َس ُبون‬ ‫ِين َضل َس ۡع ُي ُه ۡم ِِف ٱۡليوة ِ‬
‫َ‬ ‫َذُ ۡ ُۡ‬
‫َيسِ ُنون ُص ۡن ًعا ‪‬‬
‫‪104‬‬
‫أنهم‬

‫القرنين‪: 1‬‬ ‫أما المجموعات الثالثة الوسطى فتتطرق لرحلة ذي‬


‫ّ‬

‫‪ 1‬مــن معــاني القــرن ‪ :‬القــرن مــن القــوم ‪ :‬سـ ّـيدهم ‪ ،‬والقــرن مــن الزمــان ‪ :‬مائــة ســنة ‪ ،‬والقــرن ‪:‬‬
‫وّللا أعلـم للسـيد المسـيح عيسـى بـن مـريم ‪ ‬الـذي كتـب لـه‬ ‫الجيل‪ .‬وبالتالي يكون هـذا تلميحـا ّ‬
‫عمران ‪ :‬العمر األول في بعثته األولى والثاني فـي عودتـه كعلـم للسـاعة‪ .‬عـالوة علـى ذلـك فـإن‬
‫يأجوج ومأجوج (اآلية ‪ 94‬و‪ )98‬من عالمات الساعة في التراث‪.‬‬
‫‪511‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫العد المدني‬
‫العد الكوفي‬
‫األخير (ش)‬ ‫اآليـ ـ ـ ــات‬
‫رقم اآلية‬ ‫رقم اآلية‬
‫ََۡ‬
‫‪ ‬فأت َب َع َسبَ ًبا ‪‬‬ ‫‪85‬‬

‫اني‬
‫َ ۡ‬ ‫َ َ َ َ َۡ ُ ُ‬ ‫‪َ ‬ح ذ َٰٓ َ َ َ َ َ ۡ َ ذ ۡ‬
‫َّت إِذا بلغ مغرِب ٱلشم ِس وجدها تغارب ِِف ع ٍ‬
‫‪84‬‬ ‫َٓ‬ ‫َُۡ َ َ َۡ َۡۡ‬ ‫َ َ َۡ‬ ‫َ َ ََ َ َ‬
‫ني إِ ذماا أن‬
‫َحِئ ٖة ووجد عِنادها قومااۖ قلناا يَٰاذا ٱبقارن ِ‬ ‫‪86‬‬
‫َُ َ َ ذَٓ َذ َ‬
‫خذ فِي ِه ۡم ُح ۡسنا ‪‬‬ ‫تعذِب ِإَوما أن تت ِ‬
‫ُ َۡ‬
‫‪ ‬ث ذم أت َب َع َسبَ ًبا ‪‬‬ ‫‪89‬‬
‫اع َ َ َٰ َ ۡ‬ ‫َ ذ َٰٓ َ َ َ َ َ ۡ َ ذ‬
‫ٱلش ۡم ِس َو َج َد َها َت ۡطلُ ُ‬
‫‪87‬‬ ‫لَع قاو ٖ‬ ‫‪ ‬حَّت إِذا بلغ مطلِع‬
‫ۡ‬ ‫ذ ۡ َۡ ذ‬
‫جن َعل ل ُهم َمِن ُدون َِها سَِتا ‪‬‬
‫‪90‬‬
‫بم‬
‫ُ َۡ‬
‫‪ ‬ث ذم أت َب َع َسبَ ًبا ‪‬‬ ‫‪92‬‬
‫ذ‬ ‫َ‬ ‫َّت إ َذا بَلَ َغ َب ۡ َ‬
‫‪89‬‬ ‫ٱلس ذديۡ ِن َو َج َد مِان ُدون ِ ِه َماا ق ۡوماا ل‬
‫ني ذ‬ ‫َ ذ‬
‫‪ ‬ح َٰٓ ِ‬
‫َ َ ُ َ َۡ َ َ‬ ‫‪93‬‬
‫ادون َيفق ُهون ق ۡول ‪‬‬ ‫يك‬

‫هنــا نلفــت النظــر إلــى أن اآليــات التــي تتحـ ّـدث عــن "ذي القــرنين" ‪ ،‬مقســمة‬
‫بطريقة تبرز جليا المراحل الثالث لمسيرته‪ .‬فالفارق يحدث في العد الكوفي‬
‫في اآليات ‪ 85‬و ‪ 89‬و‪ .92‬ففي هذه اآليات تم عزل عبارات متماثلة جدا ‪:‬‬
‫ََۡ‬
‫‪ ‬فأت َب َع َسبَ ًبا ‪ 85‬‬
‫ُ َۡ‬
‫‪ ‬ث ذم أت َب َع َسبَ ًبا ‪ 89‬‬
‫ُ َۡ‬
‫‪ ‬ث ذم أت َب َع َسبَ ًبا ‪ 92‬‬

‫‪.19‬‬ ‫وحاصل جمع أرقام هذه اآليات هو مضروب‬

‫‪19 × 14 = 266 = 92 + 89 + 85‬‬


‫‪512‬‬
‫رمـوز عـ ّـد فـواصـل اآلي‬

‫نالحظ أن رحلـة "ذي القرنيــن" األولـى سـاقته إلـى الغـرب "مغـرب الشـمس"‬
‫أن الثانية ساقته إلى الشـرق "مطل الشـمس" و ّ‬
‫أن الثالثـة سـاقته إلـى مكـان‬ ‫وّ‬
‫تقول اآلية أنه "بين السدين" ‪:‬‬

‫العد المدني‬ ‫العد الكوفي‬


‫اآليـ ـ ـ ــات‬
‫(ش)‬
‫األخيراآلية‬
‫رق‬ ‫رق اآلية‬
‫ََۡ‬
‫فأت َب َع َسبَ ًبا ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪85‬‬
‫‪84‬‬ ‫ذ‬ ‫َ ذ َٰٓ َ َ ۡ‬
‫َّت إِذا بَل َغ َمغ ِر َب ٱلش ۡم ِس (‪ )...‬‬ ‫ح‬ ‫‪‬‬ ‫‪86‬‬
‫ُ َۡ‬
‫ث ذم أت َب َع َسبَ ًبا ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪89‬‬
‫‪87‬‬ ‫ذ‬ ‫َ ذ َ َ‬
‫َّت إِذا بَل َغ َم ۡطل َِع ٱلش ۡم ِس (‪ )...‬‬ ‫ح َٰٓ‬ ‫‪‬‬ ‫‪90‬‬
‫ُ َۡ‬
‫ث ذم أت َب َع َسبَ ًبا ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪92‬‬
‫َّت إ َذا بَلَ َغ َب ۡ َ‬
‫‪89‬‬
‫ٱلس ذديۡ ِن (‪ )...‬‬
‫ني ذ‬
‫ح َٰٓ ِ‬
‫َ ذ‬ ‫‪‬‬ ‫‪93‬‬

‫ونالح ــظ أن م ــا يلق ــي الض ــوء عل ــى مس ــيرة ذي الق ــرنين إل ــى الغـ ــرب وإل ــى‬
‫عد شائع في مصاحف الشـرق اإلسـالمي وهـو العـد‬ ‫الشـرق هو الفروق بين ّ‬
‫وعد شائع في مصاحف الغرب اإلسالمي وهو العد المدني األخير (ش)‪.‬‬
‫الكوفي ّ‬

‫***‬

‫يمكن أن نبدي مالحظات أخرى فيما يخص الفروق بين الع ّـدين فـي تقسـيم‬
‫إن عــدد كلمــات اآليــة ‪ 57‬يختلــف مــن عـ ّـد آلخــر‪ .‬فه ـي‬
‫آيــات الســورة ‪ّ .18‬‬
‫في العد الكوفي تشتمل على (‪ )30‬كلمة ‪:‬‬

‫‪513‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫العد الكوفي‬
‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َۡ َ‬
‫ذ‬
‫ت يَ َداهٍُّۚ إِنا َج َعل َنا‬ ‫ت َر َبِهِۦ فَأ ۡع َر َض َع ۡن َها َون َ ِ َ‬
‫َس َما قَ ذد َم ۡ‬ ‫َ‬
‫‪َ ‬وم ۡن أظل ُم م ذِمن ذك َِر أَ‍ِبي َٰ ِ‬
‫َ ۡ ُ ُ ۡ َ ۡ ُ َ َٰ َ َ َ ۡ َ ُ ٓ ْ‬ ‫ۡ‬ ‫َ َ َٰ ُ ُ ۡ َ ذ ً َ َ ۡ َ ُ ُ َ ٓ َ‬
‫ِف َءاذان ِ ِه ۡم َوقراۖ ِإَون تدعهم إَِل ٱلهدى فلن يهتدوا‬ ‫كنة أن يفقهوه و ِ‬ ‫لَع قلوب ِ ِهم أ ِ‬
‫ً َ‬
‫إِذا أبَدا ‪ 57‬‬
‫‪‬‬
‫‪ 30‬كلمـــــة‬

‫رّبه‬ ‫بـئايت‬ ‫ذكر‬


‫ّ‬ ‫ممن‬
‫ّ‬ ‫أظلم‬ ‫ومن‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫يداه‬ ‫قدمت‬
‫ّ‬ ‫ما‬ ‫ونسي‬ ‫عنها‬ ‫فأعرض‬
‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬
‫أن‬ ‫أكنة‬
‫ّ‬ ‫قلوبهم‬ ‫على‬ ‫جعلنا‬ ‫ّإنا‬
‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬
‫تدعهم‬ ‫وإن‬ ‫وق ار‬ ‫ءاذانهم‬ ‫وفي‬ ‫يفقهوه‬
‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬
‫أبدا‬ ‫إذا‬ ‫يهتدوا‬ ‫فلن‬ ‫الهدى‬ ‫إلى‬
‫‪30‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪25‬‬

‫وفي العد المدني األخير (ش) تشتم اآلية ‪ 57‬على ‪ 19‬كلمة‪.‬‬

‫العد المدني األخير (ش)‬


‫ذ‬ ‫َ َ ُّ َ ۡ َ ُ ُ ُ ذ ۡ َ َ ۡ ُ َ ُ ُ َ َ َ ُ ْ َ َ ذ َ َ ُ ُ ۡ َ َ َ‬
‫اب بَل ل ُهم‬
‫‪ ‬وربك ٱبغفور ذو ٱلرَحةِى لو يؤاخِذهم بِما كسبوا بعجل لهم ٱبعذ ٍّۚ‬
‫ذۡ ي ذ َ ْ‬
‫َي ُدوا مِن ُدونِهِۦ َم ۡوئَِل ‪ 57‬‬
‫موعِد بن ِ‬
‫‪‬‬
‫‪ 19‬كلمـــــة‬

‫‪514‬‬
‫رمـوز عـ ّـد فـواصـل اآلي‬

‫بما‬ ‫يؤاخذهم‬ ‫لو‬ ‫الرحمة‬ ‫ذو‬ ‫الغفور‬ ‫ورّبك‬


‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫موعد‬ ‫لهم‬ ‫بل‬ ‫العذاب‬ ‫لهم‬ ‫لعجل‬


‫ّ‬ ‫كسبوا‬
‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬

‫موئال‬ ‫دونه‬ ‫من‬ ‫يجدوا‬ ‫لن‬


‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬

‫لن ــذكر أن ‪ 57‬ه ــو مض ــروب ‪ 19‬ف ــي ‪ 3‬وه ــو يمث ــل نص ــف س ــور القـ ـرآن‬
‫الكـ ـريم (‪ .)114 = 57 x 2‬وق ــد رأين ــا فيم ــا س ــبق العالق ــات الوطي ــدة ب ــين‬
‫العدد ‪ 19‬و ‪ ، 130‬وللتذكير‪:‬‬
‫المد ّثر)‪.‬‬
‫إن العدد ‪ 19‬ورد في اآلية ‪ 30‬من السورة ‪ّ ( 74‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬إن البسملة الداخلية الفريدة المؤلّفة من ‪ 19‬حرفا توجد في اآلية‬


‫‪ 30‬من السورة ‪( 27‬النمل)‪.‬‬
‫إن العدد ‪ 19‬هو أول األعداد ‪ 30‬المختلفة في القرآن في ترتيب‬ ‫‪‬‬

‫التنزيل وآخر األعداد ‪ 30‬المختلفة في ترتيب المصحف‪.‬‬


‫توجد ‪ 30‬سورة مرموزة بالرمز كوفي‪/‬مدني أخير (ش) من السورة‬ ‫‪‬‬

‫‪ 19‬إلى السورة ‪ 274‬حيث ذكر العدد ‪ 19‬في اآلية ‪.30‬‬

‫***‬
‫باستثناء نظام الترميز بالحروف ‪ ،‬لم يستشعر أحد في العالم اإلسـالمي بوجـود‬
‫نظام رمزّي من خالل عد فواصل آي القـرآن‪ .‬فـاليوم ‪ -‬وقـد أصـبح العـالم قريـة‬
‫يلتقـي فيهـا الشـرق بـالغرب ‪ -‬تؤكــدّ المـوازاة بــين العـّـدين ‪ ،‬الكـوفي المنتشــر فــي‬
‫الشرق والمدني األخيـر المنتشـر فـي الغـرب ‪ ،‬رسـوخ هـذه الرسـالة الخلفيـة التـي‬
‫فك رموزها‪.‬‬
‫تحاول هذه الدراسة ّ‬
‫‪1‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" ،‬الرحمن ‪ -‬التأويل"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر الجدول ا ‪.495-494‬‬
‫‪515‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫اتضــح إذاً وبشــكل غيــر متوقــع أن اخــتالف تفصــيل الســور إلــى آيــات الــذي‬
‫يبدو ألول وهلة عـديم المعنـى ‪ ،‬يـنم عـن انسـجام رياضـي أصـيل فـي القـرآن‪.‬‬
‫عــالوة علــى هــذا فــإن هــذا النظــام الكــامن منــذ أكثــر مــن أربعــة عشــر قرنــا‬
‫والذي كشفته هذه الدراسة العلمية الدقيقة يؤيد الرسالة القرآنية الخلفية بشأن‬
‫الساعة ونزول عيسى ‪.‬‬

‫وعلى غرار رموز الحروف ‪ ،‬يثبت هذا النظام الرمزي لفواصل اآلي بشكل‬
‫علمي أن ال شيء وليد الصدفة في القرآن الكريم بل وفي الخلق كّلـه‪ .‬فمـن‬
‫ّ‬
‫أدنــى حــرف إلــى أدنــى فاصــل كـ ّـل شــيء يخضــع إلــى نظــام محـ ّـدد مسـ ّـبقا‬
‫مقضياً‪.‬‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫ومقد ار أزالً جعله هللا سبحانه وتعالى أم ار‬

‫وال ب ــد م ــن القي ــام بد ارس ــات تكميلي ــة ومستفيض ــة بش ــأن الترمي ــز ب ــالحروف‬
‫وتعداد اآليات والقـراءات فـي مجملهـا‪ 1‬وفـوارق الفواصـل لتقيـيم مـداها وأثرهـا‬
‫على وجه التحديد‪.‬‬

‫اود ذٱَّلِيانَ‬
‫َ َٰ ُّ َ َ َٰ ذ َ َ َ ۡ َ ُّ ۡ ُ ُ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ذُ َذَ َ ۡ َ َ ۡ‬
‫ان تقشاعِر مِناه جل‬ ‫‪ ‬ٱَلل نزل أحسن ٱۡلدِي ِ كِتبا متشبِها مث ِ‬
‫ذ‬ ‫َ ۡ ذ َ َ ُ‬ ‫ود ُه ۡم َوقُلُ ُ‬
‫َۡ َ ۡ َ َذُ ۡ ُ ذ َ ُ ُ ُ ُ‬
‫وب ُه ۡم إ ِ ََٰل ذِك ِر ٱَللٍِّۚ َٰٰل ِك ه َدى ٱَللِ َي ۡهادِي‬ ‫َيشون ربهم ثم تل ِني جل‬
‫ُ‬ ‫َََ ْ‬ ‫ۡ َ‬ ‫َ‬
‫ذُ َ َ ُ‬ ‫َ ََ ُٓ ََ ُ ۡ‬
‫جئْ َنااه ْم‬‫بِهِۦ من يشاء ٍّۚ ومن يضل ِِل ٱَلل فماا َّلۥ مِان هاا ٍد‪  ،  23‬وبقاد ِ‬
‫‪2‬‬

‫ْ َ‬ ‫َ ذ َْ ُ ََ ْ ُ ً َ َ ًَْ َ‬ ‫ب َ‬
‫َحة ب ِق ْو ٍ يُؤم ُِنون ‪.3  52‬‬ ‫اب فصلناه لَع عِل ٍم هدى ور‬ ‫كت ٍ‬‫ِ ِ‬

‫‪1‬‬
‫أنظر الملحق رقم ‪ : 4‬القراءات األربع عشرة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة الزمر ‪ ،‬اآلية ‪.23‬‬
‫‪3‬‬
‫سورة األعراف ‪ ،‬اآلية ‪.52‬‬
‫‪516‬‬
‫الترميز المزدوج‬

‫بالحروف وبفواصل اآلي‬

‫مثل الترميز بفواصل اآلي كمثل الترميز بالحروف ‪ ،‬فهو نظام آخر‬
‫قسمنا ترتيب السور بحسب كونها أو عدم‬ ‫يستشف من داخل القرآن‪ .‬وكما ّ‬
‫كونها مرموزة بحروف يمكن تقسيم السور باعتبارها مرموزة أو غير مرموزة‬
‫بفواصل اآلي‪.‬‬

‫ثمة نقاط التقاء جديرة باالهتمام بين نظام الترميز بالحروف ونظـام الترميـز‬
‫بفواصل اآلي‪ .‬ولنأخذ على سبيل المثال مرة أخرى ّ‬
‫العدين الكـوفي والمـدني‬
‫األخي ــر (ش)‪ .‬م ــن ب ــين نقـ ـاط االلتق ــاء الكثيـ ـرة ب ــين ه ــذين النظ ــامين يب ــرز‬
‫أطول رمز في كل من النظامين ‪:‬‬
‫أطـ ــول رمـ ــز مـ ــن رمـ ــوز الحـ ــروف هـ ــو رمـ ــز السـ ــورة ‪( 19‬مـــــري ) ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫"كهيعص" الذي يتأّلف من ‪ 5‬حروف‪.‬‬

‫‪ ‬وأكبــر فــرق فــي عــدد اآليــات بــين العـ ّـدين يخـ ّ‬


‫ـص الســورة ‪( 18‬الكهــف)‬
‫تعد ‪ 105‬آية فـي العـد المـدني األخيـر (ش)‪ 1‬و ‪ 110‬آيـة فـي العـد‬ ‫والتي ّ‬
‫أن الفارق بينهما ‪ 5‬آيات‪.‬‬
‫الكوفي ‪ ،‬أي ّ‬
‫‪1‬‬
‫وكذلك األمر بالنسبة للعد المدني األول (شيبة وأبو جعفر ) والمدني األخير (أبو جعفر)‬
‫تعد ‪ 106‬آية ‪ ،‬وفي البصري ّ‬
‫تعد ‪111‬‬ ‫والمكيين‪ .‬أما في الدمشقي والحمصي فالسورة ‪ّ 18‬‬
‫آية‪.‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫يالح ــظ أن ه ــذين الرمـ ـزين يتواج ــدان ف ــي سورتيـ ـ ـن متتابعتي ـ ـن ف ــي ترتي ــب‬
‫المصــحف ‪ :‬الســورة ‪( 18‬الكهــف) والســورة ‪( 19‬مــري )‪ .‬وقــد ســبق أن رأينــا‬
‫أهميــة هــاتين الســورتين فــي الرســالة الخلفيــة (المهدويــة) المضـ ّـمنة والمشــفرة‬
‫فــي الق ـرآن مــن خــالل الجــزء األول "علــم للســاعة" وتــم تأكيــدها عــن طريــق‬
‫الترميز بالحروف التي درسناها آنفا‪.‬‬

‫األول مــن رمـز الســورة ‪ 19‬وهـو "الكــاف" (كــ) قريــب فــي‬


‫ـذكر بــأ ّن الحـرف ّ‬
‫ن ّ‬
‫شــكله مــن العــدد ‪ ، 5‬الســيما وأن اســم الســورة ‪" 18‬الكهــف" يتــألف مــن ‪5‬‬
‫حروف كما أن رمز السورة ‪ 19‬يتألف من ‪ 5‬حروف "كهيعص" أولهـا "كــ"‪.‬‬
‫ويتأكــد ذلــك بالتقــارب الصــوتي بــين صــوت "الكـــاف" فــي رمــز الســورة ‪19‬‬
‫وصوت اسم السورة ‪" 18‬كهف" والتي تبدأ أيضا بالحرف "كـ"‪.‬‬

‫***‬

‫‪ 5‬حروف رمزية و ‪ 5‬فواصـل مختلفـة بـين الع ّـدين كـ ـ ‪ 5‬أصـابع فـي كـل يـد‬
‫وك ـ ـ ‪ 5‬آيــات أول وحــي مــن الق ـرآن و ‪ 5‬أركــان فــي اإلســالم و ‪ 5‬صــلوات‬
‫وك ــالحج ال ــذي ه ــو خـــامس األرك ــان إض ــافة إل ــى المس ــتوى الخـــامس م ــن‬
‫مستويات فهم التوراة الذي تجّليه العهود المهدوية‪.‬‬

‫عــدد الســور المتباينــة فــي فواصــلها بــين العـ ّـدين الكــوفي مــن جهــة والمــدني‬
‫األخيـ ـ ــر (ش) مـ ـ ــن جهـ ـ ــة أخـ ـ ــرى هـ ـ ــو ‪ .49‬وهـ ـ ــذه المجموعـ ـ ــة المرمـ ـ ــوزة‬
‫كوفي‪/‬مدني أخير (ش) تحتوي على ‪ 49‬حرفا من حروف الرموز‪.‬‬

‫‪518‬‬
‫الترميز المزدوج ‪ -‬بالحروف وبفواصل اآلي‬

‫حروف‬ ‫عـدد اآليـات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬


‫المدني األخير‬
‫الرموز‬ ‫الكوفي‬ ‫المصحف‬ ‫السور‬
‫(ش)‬
‫‪3 2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ا ل م‬ ‫‪285‬‬ ‫‪286‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬ ‫‪2‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬ ‫‪3‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪165‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬ ‫‪4‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬ ‫‪5‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫‪6‬‬
‫‪6 5 4‬‬
‫ا ل ر‬ ‫‪121‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬ ‫‪7‬‬
‫‪10 9 8 7‬‬
‫ا ل م ر‬ ‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬ ‫‪8‬‬
‫‪13 12 11‬‬
‫ا ل ر‬ ‫‪54‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهي‬ ‫‪9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬ ‫‪10‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬ ‫‪11‬‬
‫‪18 17 16 15 14‬‬
‫ك ه ي ع ص‬ ‫‪99‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مري‬ ‫‪12‬‬
‫‪20 19‬‬
‫ط ه‬ ‫‪134‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫‪13‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬ ‫‪14‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬
‫ّ‬ ‫‪15‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬ ‫‪16‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬ ‫‪17‬‬
‫‪23 22 21‬‬
‫م‬ ‫ط‬ ‫‪226‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬ ‫‪18‬‬
‫‪25 24‬‬
‫ط‬ ‫‪95‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪19‬‬
‫‪28 27 26‬‬
‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫‪59‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪20‬‬
‫‪31 30 29‬‬
‫ا ل م‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪21‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪35‬‬ ‫فاطر‬ ‫‪22‬‬
‫‪33 32‬‬
‫ي‬ ‫‪82‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫‪23‬‬
‫‪34‬‬
‫ص‬ ‫‪86‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪24‬‬

‫‪519‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫حروف‬ ‫عـدد اآليـات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬


‫المدني األخير‬
‫الرموز‬ ‫الكوفي‬ ‫المصحف‬ ‫السور‬
‫(ش)‬
‫‪-‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬ ‫‪25‬‬
‫‪36 35‬‬
‫ح م‬ ‫‪84‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪26‬‬
‫‪38 37‬‬
‫ح م‬ ‫‪53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬
‫ّ‬ ‫‪27‬‬
‫‪43 42 41 40 39‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫‪28‬‬
‫ق‬ ‫ح م ع‬
‫‪45 44‬‬
‫ح م‬ ‫‪56‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪29‬‬
‫‪47 46‬‬
‫ح م‬ ‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪30‬‬
‫‪49 48‬‬
‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬ ‫‪31‬‬
‫ح م‬
‫‪-‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪47‬‬ ‫محمد‬ ‫‪32‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الطور‬ ‫‪33‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪53‬‬ ‫النج‬ ‫‪34‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪55‬‬ ‫الرحمن‬ ‫‪35‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الواقعة‬ ‫‪36‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬ ‫‪37‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المجادلة‬ ‫‪38‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪71‬‬ ‫نوح‬ ‫‪39‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪73‬‬ ‫المزّمل‬
‫ّ‬ ‫‪40‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪74‬‬ ‫المد ّثر‬
‫ّ‬ ‫‪41‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪75‬‬ ‫القيامة‬ ‫‪42‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪79‬‬ ‫النازعات‬ ‫‪43‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪89‬‬ ‫الفجر‬ ‫‪44‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪96‬‬ ‫العل‬ ‫‪45‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪99‬‬ ‫الزلزلة‬ ‫‪46‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪101‬‬ ‫القارعة‬ ‫‪47‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪106‬‬ ‫قريش‬ ‫‪48‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪107‬‬ ‫الماعون‬ ‫‪49‬‬

‫***‬

‫‪520‬‬
‫الترميز المزدوج ‪ -‬بالحروف وبفواصل اآلي‬

‫مجمــوع حــروف الرمــوز فــي الق ـرآن هــو ‪ ، 78‬وقــد رأينــا ‪ 49‬ســورة مرمــوزة‬
‫كوفي‪/‬مدني أخير (ش) تحتوي علـى ‪ 49‬حرفـا مـن حـروف الرمـوز‪ .‬وبـذلك‬
‫يك ــون ع ــدد الح ــروف المرم ــوزة ف ــي الس ــور المتبقي ــة ‪ ، 29‬وه ــذه الح ــروف‬
‫موزعة على ‪ 65‬سورة غير مرموزة كوفي‪/‬مدني أخير (ش)‪: 1‬‬
‫ّ‬
‫‪ 78‬حروف الرموز في القرآن‬
‫‪ 49 -‬حروف الرموز في السور المرموزة كوفي‪/‬مدني أخير (ش)‬
‫= ‪ 29‬حروف الرموز في السور غير المرموزة كوفي‪/‬مدني أخير (ش)‬

‫***‬

‫‪ 29‬هو أيضا عدد السور المرموزة بالحروف في مجمل القرآن‪.‬‬


‫وهكذا نالحظ الرابط بين ‪ 29/49‬مرتين ‪:‬‬
‫‪49‬‬ ‫عدد السور المرموزة كوفي‪/‬مدني أخير (ش)‬
‫‪29‬‬ ‫عدد السور المرموزة بنظام الحروف‬
‫‪49‬‬ ‫عدد حروف الرموز في السور المرموزة كوفي‪/‬مدني أخير (ش)‬
‫‪29‬‬ ‫عدد حروف الرموز في السور غير المرموزة كوفي‪/‬مدني أخير (ش)‬
‫نالحظ أن ‪ 19‬رم از من رموز الحروف من بـين ‪ 30‬فـي القـرآن تبـدئ سـو ار‬
‫مرموزة كوفي‪/‬مدني أخير (ش)‪ .‬وهذه عالقة جديدة بين العدد ‪ 19‬و ‪.30‬‬
‫في حين نجد أن ‪ 18‬سورة فقط ضمن ‪ 49‬سورة مرموزة كوفي‪/‬مـدني أخيـر‬
‫فس ـر هــذا الفــرق بوجــود رم ـزين فــي الســورة‬
‫(ش) مرمــوزة أيضــا بــالحروف‪ .‬ي َّ‬
‫‪ 42‬في ترتيب المصحف (الشورى) ‪ ،‬وهي السورة الوحيدة في القـرآن التـي‬
‫تبدأ برمزين بالحروف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أي السور التي عدد أياتها متساو في كل من العدين الكوفي والمدني األخير‪.‬‬
‫‪521‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫رموز‬ ‫عدد اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬


‫الحروف‬ ‫المدني األخير (ش)‬ ‫الكوفي‬ ‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪3 2 1‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪286‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪1‬‬
‫ا ل م‬
‫‪6 5 4‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬ ‫‪2‬‬
‫ا ل ر‬
‫‪10 9 8 7‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬ ‫‪3‬‬
‫ا ل م ر‬
‫‪13 12 11‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهي‬ ‫‪4‬‬
‫ا ل ر‬
‫‪18 17 16 15 14‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مري‬ ‫‪5‬‬
‫ك ه ي ع ص‬
‫‪20 19‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫‪6‬‬
‫ط ه‬
‫‪23 22 21‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬ ‫‪7‬‬
‫م‬ ‫ط‬
‫‪25 24‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪8‬‬
‫ط‬
‫‪28 27 26‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪9‬‬
‫ا ل م‬
‫‪31 30 29‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪10‬‬
‫ا ل م‬
‫‪33 32‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫‪11‬‬
‫ي‬
‫‪34‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪12‬‬
‫ص‬
‫‪36 35‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪13‬‬
‫ح م‬
‫‪38 37‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬
‫ّ‬ ‫‪14‬‬
‫ح م‬
‫‪40 39‬‬
‫‪15‬‬
‫ح م‬ ‫الشورى‬
‫‪15‬‬
‫‪43 42 41‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪42‬‬
‫‪16‬‬
‫ق‬ ‫ع‬
‫‪45 44‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪16‬‬
‫ح م‬
‫‪47 46‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪17‬‬
‫ح م‬
‫‪49 48‬‬ ‫األحقاف‬
‫‪19‬‬ ‫ح م‬ ‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪ 19‬رم از ‪‬‬ ‫‪ 18 ‬سورة‬


‫يحسن التقريب هنا ومن جديد بين العددين ‪ 18‬و ‪ 19‬على أساس أن‬
‫تتضمنان أطول رمز ؛ فالسورة ‪ 18‬تتضمن‬
‫ّ‬ ‫السورتين ‪ 18‬و ‪ 19‬في كونهما‬
‫‪522‬‬
‫الترميز المزدوج ‪ -‬بالحروف وبفواصل اآلي‬

‫أطول رمز في الترميز كوفي‪/‬مدني أخير (ش) والسورة ‪ 19‬تتضمن أطول‬


‫رمز في نظام الترميز بالحروف…‬

‫ينســج نظام ـا الترمي ـز فــي الق ـرآن رابط ـاً آخــر بــين الســورتين ‪ 18‬و ‪ .19‬فعــال‬
‫حــين نعـ ّـد حــروف الرمــوز فــي الســور المرمــوزة أيضــا بــالترميز كوفي‪/‬مــدني‬
‫أخير (ش) نحصل على ‪ 18‬حرفا من ّأول السورة ‪ 2‬إلى غاية السورة ‪.19‬‬

‫‪1‬‬
‫العددية في الترميز كوفي‪/‬مدني أخير (ش) بيــن ع ــدد‬
‫ّ‬ ‫أما إذا جمعنا الفروق‬
‫ّ‬
‫آيات هــذه الســور نحصل على ‪ 19‬آية على مستوى السورة ‪: 18‬‬

‫حروف‬ ‫الفارق بين‬ ‫عدد اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬


‫الرمز‬ ‫المدني األخير (ش) عدد اآليات‬ ‫الكوفي‬ ‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪3 2 1‬‬
‫الم‬ ‫‪1‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪286‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪165‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬
‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬
‫‪6 5 4‬‬
‫الر‬
‫‪2+‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪10 9 8 7‬‬
‫المر‬
‫‪1+‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬
‫‪13 12 11‬‬
‫ال ر‬
‫‪2+‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهي‬

‫‪-‬‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬


‫‪-‬‬ ‫‪5+‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬
‫‪18 17 16 15 14‬‬
‫كــــــهـــــــيـــــــعـــــــص‬ ‫‪‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مري‬

‫‪18 ‬‬ ‫=‬


‫‪19‬‬
‫حرفا رمزيا‬

‫باعتبار القيمة المطلقة لهذه الفوارق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪523‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫أي نتيجة تعادل ‪ 19‬عند الوصول إلى السورة ‪ 18‬ونتيجة تعادل ‪ 18‬عند‬
‫الوصول إلى السورة ‪ .19‬فهذا ترميز مزدوج ينتج عنه اقتران مزدوج بين‬
‫العددين ‪ 18‬و ‪ 19‬يعزز رياضيا وبشكل تام ونهائي الرابط بين العددين‬
‫ومن ثم بين السورتين‪.‬‬

‫تمـت‬
‫لنذكر أن كلمة "ح " ذكرت في ‪ 57‬سورة والمرة الثامنة عشـر (‪ّ )18‬‬ ‫ّ‬
‫في السورة ‪( 19‬مريم) في حين رأينا في فصـل "رمـوز الحـروف فـي القـرآن"‬
‫التأكيد الرياضي التام لمعادلة ‪ = 19‬ح التي ظهرت جليا في السـورة ‪18‬‬
‫(الكهف)‪.1‬‬

‫***‬

‫لنركز في الجدول التالي على السـور المرمـوزة بالنظـامين أي نظـام الترميـز‬


‫بالحروف ونظام الترميز كوفي‪/‬مدني أخير (ش) ‪:‬‬

‫عدد اآليات‬ ‫رموز‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬


‫المدني األخير (ش)‬ ‫الكوفي‬ ‫الحروف‬ ‫المصحف‬ ‫السور‬

‫‪285‬‬ ‫‪286‬‬ ‫ال‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪1‬‬


‫‪121‬‬ ‫‪123‬‬ ‫الر‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬ ‫‪2‬‬
‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬ ‫المر‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬ ‫‪3‬‬
‫‪54‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الر‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهي‬ ‫‪4‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪98‬‬ ‫كهيعص‬ ‫‪19‬‬ ‫مري‬ ‫‪5‬‬
‫‪134‬‬ ‫‪135‬‬ ‫طه‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫‪6‬‬
‫‪226‬‬ ‫‪227‬‬ ‫طس‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬ ‫‪7‬‬
‫‪95‬‬ ‫‪93‬‬ ‫طس‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪8‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر الجزء األول ‪" ،‬الرحيم"‪ .‬والجزء الثاني ‪" ،‬رموز الحروف في القرآن"‪.‬‬
‫‪524‬‬
‫الترميز المزدوج ‪ -‬بالحروف وبفواصل اآلي‬

‫‪59‬‬ ‫‪60‬‬ ‫ال‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪9‬‬


‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫ال‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪10‬‬
‫‪82‬‬ ‫‪83‬‬ ‫يس‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫‪11‬‬
‫‪86‬‬ ‫‪88‬‬ ‫ص‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪12‬‬
‫‪84‬‬ ‫‪85‬‬ ‫ح‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪13‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫ح‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬‫ّ‬ ‫‪14‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪53‬‬ ‫ح عس‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫‪15‬‬
‫‪56‬‬ ‫‪59‬‬ ‫ح‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪16‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫ح‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪17‬‬
‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬ ‫ح‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬ ‫‪18‬‬

‫عدد هذه السور هو ‪ 18‬ويمكن إبداء مالحظتين ‪:‬‬


‫‪ ‬مــن أول إلــى آخــر هــذه الســور الثمانيــة عشــر (‪" )18‬المزدوجــة الرمــز"‬
‫نع ــد ف ــي ترتي ــب المص ــحف ‪ 31‬س ــورة مرم ــوزة بنظ ــام الترمي ــز كوفي‪/‬م ــدني‬
‫أخير (ش)‪ .‬سواء كانت مرموزة بالحروف أم ال ‪:‬‬

‫رموز‬ ‫عدد اآليات‬


‫ترتيب المصحف‬ ‫أسماء السور‬
‫الحروف‬ ‫المدني األخير (ش)‬ ‫الكوفي‬
‫ا لـ‬ ‫‪285‬‬ ‫‪286‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬ ‫‪2‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬ ‫‪3‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪165‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬ ‫‪4‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬ ‫‪5‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫‪6‬‬
‫ا لـر‬ ‫‪121‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬ ‫‪7‬‬
‫ا لـنـر‬ ‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬ ‫‪8‬‬
‫ا لـر‬ ‫‪54‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهي‬ ‫‪9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬ ‫‪10‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬ ‫‪11‬‬
‫كميعص‬ ‫‪99‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مري‬ ‫‪12‬‬
‫طـه‬ ‫‪134‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫‪13‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬ ‫‪14‬‬

‫‪525‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫رموز‬ ‫عدد اآليات‬


‫ترتيب المصحف‬ ‫أسماء السور‬
‫الحروف‬ ‫المدني األخير (ش)‬ ‫الكوفي‬
‫‪-‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬ ‫‪15‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬ ‫‪16‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬ ‫‪17‬‬
‫طـسـ‬ ‫‪226‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬ ‫‪18‬‬
‫طـس‬ ‫‪95‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪19‬‬
‫ا لـ‬ ‫‪59‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪20‬‬
‫ا لـ‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪21‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪35‬‬ ‫فاطر‬ ‫‪22‬‬
‫يـس‬ ‫‪82‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫‪23‬‬
‫ص‬ ‫‪86‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪24‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬ ‫‪25‬‬
‫حـ‬ ‫‪84‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪26‬‬
‫حـ‬ ‫‪53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬ ‫‪27‬‬
‫ح عسق‬ ‫‪50‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫‪28‬‬
‫حـ‬ ‫‪56‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪29‬‬
‫حـ‬ ‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪30‬‬
‫حـ‬ ‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬ ‫‪31‬‬

‫‪ ‬عنــد جمــع الف ـوارق فــي عــدد اآليــات بــين العـ ّـدين لهــذه الســور اإلحــدى‬
‫والثالثــين (‪ )31‬المرمــوزة بنظــام الترميــز كوفي‪/‬مــدني أخيــر (ش) نجــد مــن‬
‫جديــد ‪ .49‬و ‪ 49‬كعــدد رمــوز الحــروف المرم ـوزة مــن أول إلــى آخــر هــذه‬
‫السور كما أنه عدد السور المرموزة بنظام الترميز كوفي‪/‬مدني أخير (ش)‪.‬‬

‫حروف‬ ‫الفرق بين‬ ‫عدد اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬


‫الرمز‬ ‫المدني األخير (ش) عدد اآليات‬ ‫الكوفي‬ ‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪3 2‬‬ ‫‪1‬‬
‫الم‬ ‫‪1‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪286‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬ ‫‪2‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬ ‫‪3‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪165‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬ ‫‪4‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬ ‫‪5‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫‪6‬‬

‫‪526‬‬
‫الترميز المزدوج ‪ -‬بالحروف وبفواصل اآلي‬

‫حروف‬ ‫الفرق بين‬ ‫عدد اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬


‫الرمز‬ ‫المدني األخير (ش) عدد اآليات‬ ‫الكوفي‬ ‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪6 5 4‬‬
‫الر‬ ‫‪2+‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬ ‫‪7‬‬
‫‪10 9 8 7‬‬
‫المر‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬ ‫‪8‬‬
‫‪13 12 11‬‬
‫الر‬ ‫‪2+‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهي‬ ‫‪9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬ ‫‪10‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪5+‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬ ‫‪11‬‬
‫‪18 17 16 15 14‬‬
‫كه يعص‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مري‬ ‫‪12‬‬
‫‪20 19‬‬
‫طه‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫‪13‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬ ‫‪14‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬
‫ّ‬ ‫‪15‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬ ‫‪16‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬ ‫‪17‬‬
‫‪23 22 21‬‬
‫م‬ ‫ط‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬ ‫‪18‬‬
‫‪25 24‬‬
‫ط‬ ‫‪2+‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪19‬‬
‫‪28 27 26‬‬
‫ا لم‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪20‬‬
‫‪31 30 29‬‬
‫الم‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪21‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪35‬‬ ‫فاطر‬ ‫‪22‬‬
‫‪33 32‬‬
‫ي‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫‪23‬‬
‫‪34‬‬
‫ص‬ ‫‪2+‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪24‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪3+‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬ ‫‪25‬‬
‫‪36 35‬‬
‫ح م‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪26‬‬
‫‪38 37‬‬
‫ح م‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬
‫ّ‬ ‫‪27‬‬

‫‪527‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫حروف‬ ‫الفرق بين‬ ‫عدد اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬


‫الرمز‬ ‫المدني األخير (ش) عدد اآليات‬ ‫الكوفي‬ ‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪43 42 41 40 39‬‬
‫‪3+‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬
‫ق‬ ‫ح مع‬ ‫‪28‬‬
‫‪45 44‬‬
‫ح م‬ ‫‪3+‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪29‬‬
‫‪47 46‬‬
‫ح م‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪30‬‬
‫‪49 48‬‬
‫ح م‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬ ‫‪31‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 49‬حرفا‬
‫= ‪49‬‬
‫رمزيا‬

‫توجد إذاً ‪ 31‬سورة مرمـوزة بنظـام الترميـز كوفي‪/‬مـدني أخيـر (ش) مـن أول‬
‫إلى آخـر سـورة مزدوجـة الرمـز‪ .‬كمـا توجـد ‪ 31‬سـورة مرمـوزة بنظـام الترميـز‬
‫كوفي‪/‬مدني أخير (ش) في القرآن كله ال تبدأ برموز الحروف ‪:‬‬

‫سورة مرموزة بنظام الترميز كوفي‪/‬مدني أخير (ش)‬ ‫‪49‬‬


‫سورة مزدوجة الترميز‬ ‫‪18 -‬‬
‫س ــورة مرم ــوزة بنظ ــام الترمي ــز كوفي‪/‬م ــدني أخي ــر (ش) ال توج ــد‬ ‫= ‪31‬‬
‫فيها حروف الرموز‪.‬‬

‫وبعد السورة الثامنة عشر ‪ 18‬واألخيرة المزدوجة الترميـز (وهـي السـورة ‪46‬‬
‫أي األحقاف) يبقى في ترتيب المصحف ‪ 18‬سـورة مـن القـرآن فقـط مرمـوزة‬
‫بنظام الترميز كوفي‪/‬مدني أخير (ش)‪.‬‬

‫‪528‬‬
‫الترميز المزدوج ‪ -‬بالحروف وبفواصل اآلي‬

‫إن هذه المالحظات تبرز العالقة بين ‪ 18‬و ‪.31‬‬


‫‪ 49‬هو حاصل جمع ‪ 19‬و ‪ 30‬كما أنها نتيجة جمع ‪ 18‬و ‪: 31‬‬

‫‪30 + 19 = 49 = 31 + 18‬‬

‫نجد في عملية الجمع األولى ‪ 19‬وفي الثانية نجد ‪: 18‬‬


‫‪ 19‬هــو رقــم ســورة "مــري " فــي المصــحف والتــي تحمــل أطــول رمــز‬ ‫‪‬‬

‫حروف ؛‬
‫‪ 18‬هو رقم سورة "الكهف" في المصـحف والتـي تتضـمن أكثـر عـدد‬ ‫‪‬‬

‫من فروق اآليات في نظام الترميز كوفي‪/‬مدني أخير (ش)‪.‬‬

‫***‬

‫ضمن مجموعة السور التسعة واألربعين (‪ )49‬المرموزة بنظام الترميز‬


‫كوفي‪/‬مدني أخير (ش) نالحظ أن ‪ 18‬سورة منها مزدوجة الترميز ‪ ،‬وهذه‬
‫السور تحصر مجموعة فرعية من ‪ 31‬سورة مرموزة بنظام الترميز‬
‫كوفي‪/‬مدني أخير (ش)‪ .‬يبقى إذاً ‪ 18‬سورة مرموزة بنظام الترميز‬
‫كوفي‪/‬مدني أخير (ش) وغير مرموزة بنظام الحروف وكلها تقع بعد السورة‬
‫الثامنة عشر (‪ )18‬واألخيرة من السور المزدوجة الترميز‪.‬‬

‫‪529‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫رموز‬ ‫عــدد اآليـــات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬


‫الحروف‬ ‫المدني األخير (ش)‬ ‫الكوفي‬ ‫المصحف‬ ‫السـور‬
‫‪1‬‬ ‫الـم‬ ‫‪285‬‬ ‫‪286‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬ ‫‪2‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬ ‫‪3‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪165‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬ ‫‪4‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬ ‫‪5‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫‪6‬‬
‫‪2‬‬ ‫الـر‬ ‫‪121‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬ ‫‪7‬‬
‫‪3‬‬ ‫المر‬ ‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬ ‫‪8‬‬
‫‪4‬‬ ‫الـر‬ ‫‪54‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهيم‬ ‫‪9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬ ‫‪10‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪18‬‬ ‫االكهف‬ ‫‪11‬‬
‫‪ 18‬سورة مرموزة بالنظام المزدوج‬

‫‪5‬‬ ‫كهيعص‬ ‫‪99‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬ ‫‪12‬‬


‫‪6‬‬ ‫طـه‬ ‫‪134‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫‪13‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬ ‫‪14‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬ ‫‪15‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬ ‫‪16‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬ ‫‪17‬‬
‫‪7‬‬ ‫طسم‬ ‫‪226‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬ ‫‪18‬‬
‫‪8‬‬ ‫طس‬ ‫‪95‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪19‬‬
‫‪9‬‬ ‫الـم‬ ‫‪59‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪20‬‬
‫‪10‬‬ ‫الـم‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪21‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪35‬‬ ‫فاطر‬ ‫‪22‬‬
‫‪11‬‬ ‫يـس‬ ‫‪82‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫‪23‬‬
‫‪12‬‬ ‫ص‬ ‫‪86‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪24‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬ ‫‪25‬‬
‫‪13‬‬ ‫حـم‬ ‫‪84‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪26‬‬
‫‪14‬‬ ‫حـم‬ ‫‪53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬ ‫‪27‬‬
‫‪15‬‬ ‫حم عسق‬ ‫‪50‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫‪28‬‬
‫‪16‬‬ ‫حـم‬ ‫‪56‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪29‬‬
‫‪17‬‬ ‫حـم‬ ‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪30‬‬
‫‪18‬‬ ‫حـم‬ ‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬ ‫‪31‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪47‬‬ ‫محمـد‬ ‫‪32‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الطـور‬ ‫‪33‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪53‬‬
‫كوفي‪/‬مديني ‪-2‬شيبة غير مرموزة بالحروف‬

‫‪3‬‬ ‫النجـم‬ ‫‪34‬‬


‫‪4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪55‬‬ ‫الرحمـن‬ ‫‪35‬‬
‫‪ 18‬سورة مرموزة بنظام الترميز‬

‫‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الواقعـة‬ ‫‪36‬‬


‫‪6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديـد‬ ‫‪37‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المجادلة‬ ‫‪38‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪71‬‬ ‫نوح‬ ‫‪39‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪73‬‬ ‫المزّ ّمل‬ ‫‪40‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪74‬‬ ‫الم ّدثّر‬ ‫‪41‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪75‬‬ ‫القيامة‬ ‫‪42‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪79‬‬ ‫النازعات‬ ‫‪43‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪89‬‬ ‫الفجر‬ ‫‪44‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪96‬‬ ‫العلق‬ ‫‪45‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪99‬‬ ‫الزلزلة‬ ‫‪46‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪101‬‬ ‫القارعة‬ ‫‪47‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪106‬‬ ‫قريش‬ ‫‪48‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪107‬‬ ‫الماعون‬ ‫‪49‬‬

‫‪530‬‬
‫الترميز المزدوج ‪ -‬بالحروف وبفواصل اآلي‬

‫إن السـ ــورة ‪ 19‬مـ ــن بـ ــين السـ ــور الثمانيـ ــة عشـ ــر (‪ )18‬المزدوجـ ــة الترميـ ــز‬
‫متميز ‪:‬‬
‫وموقعها في هذه المجموعة ّ‬
‫‪ -‬فهي السورة الخامسة (‪ )5‬ضمن السور المزدوجة الترميز؛‬
‫‪ -‬رمزها يتألف من ‪ 5‬حروف‪.‬‬

‫ين ــتج ع ــن ه ــذا أن ــه م ــن ب ــين حـ ــروف الترميـ ــز التســــعة واألربعــــين (‪)49‬‬
‫الموجــودة داخــل الســور المرمــوزة بنظــام الترميــز كوفي‪/‬مــدني أخيــر (ش) ‪،‬‬
‫يوجــد ‪ 44‬حرفــا خــارج حــروف الســورة ‪ .)44 = 5 - 49( 19‬والع ــدد ‪44‬‬
‫هـو رقـم هـذه السـورة فـي ترتيـب التنزيـل‪ .‬إضـافة إلـى أنـه بعـد السـورة ‪ 19‬ال‬
‫يؤكد مرة أخـرى‬ ‫يبقى إال ‪ 44‬حرفا من حروف الرموز في القرآن كله‪ .‬وهذا ّ‬
‫بطريق ــة رياض ــية تامـــة ونهائيـــة أن التركي ــز خ ــاا بس ــورة "مـــري " عليه ــا‬
‫السالم ومن ث ّـم بعيسـى بـن مـريم ‪" ‬قـول الحـ "‪ .1‬وهـذا مـا نالحظـه منـذ‬
‫بداية دراستنا‪.‬‬

‫مقسمة إلى ‪ 13‬حرفـا قبـل السـورة ‪19‬‬ ‫هذه الحروف األربع واألربعين (‪ّ )44‬‬
‫و ‪ 31‬حرف ـ ــا بع ـ ــدها (‪ .)44 = 31 + 13‬كم ـ ــا نالح ـ ــظ أيض ـ ــا أن األرق ـ ــام‬
‫تكون ‪ 13‬و ‪ 31‬هي هي‪.‬‬
‫األحادية التي ّ‬

‫‪1‬‬
‫سورة مريم ‪ ،‬اآلية ‪.34‬‬
‫‪531‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫رموز‬ ‫عدد اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬


‫الحروف‬ ‫المدني األخير (ش)‬ ‫الكوفي‬ ‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪3 2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ا ل م‬ ‫‪285‬‬ ‫‪286‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪1‬‬
‫‪6 5 4‬‬
‫ا ل ر‬ ‫‪121‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬ ‫‪2‬‬
‫‪10 9 8 7‬‬
‫ا ل م ر‬ ‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬ ‫‪3‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪12 11‬‬
‫إبراهي‬ ‫‪4‬‬
‫ا ل ر‬
‫‪54‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪14‬‬
‫كهيعص‬ ‫‪99‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مري‬ ‫‪5‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ط ه‬ ‫‪134‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫‪6‬‬
‫‪5 4 3‬‬
‫م‬ ‫ط‬ ‫‪226‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬ ‫‪7‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫ط‬ ‫‪95‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪8‬‬
‫‪10 9‬‬ ‫‪8‬‬
‫ا ل م‬ ‫‪59‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪9‬‬
‫‪13 12 11‬‬
‫ا ل م‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪10‬‬
‫‪15 14‬‬
‫ي‬ ‫‪82‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬ ‫‪11‬‬
‫‪16‬‬
‫ص‬ ‫‪86‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪12‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬
‫ح م‬ ‫‪84‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪13‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬
‫ح م‬ ‫‪53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬
‫ّ‬ ‫‪14‬‬
‫‪25 24 23 22 21‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫‪15‬‬
‫ق‬ ‫ح م ع‬
‫‪27 26‬‬
‫ح م‬ ‫‪56‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪16‬‬
‫‪29 28‬‬
‫ح م‬ ‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪17‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪30‬‬
‫األحقاف‬ ‫‪18‬‬
‫ح م‬
‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪46‬‬

‫رأينا أن من ضمن رموز الحروف الثالثين (‪ )30‬في القرآن ‪ ،‬يوجد ‪19‬‬


‫منها داخل السور المرموزة بنظام الترميز كوفي‪/‬مدني أخير (ش)‪ .‬ومعنى‬
‫هذا أنه يتبّقـى ‪ 11‬رم اًز حر ّفياً موجوداً في سور ليس فيها نظام الترميز‬
‫العدين هو نفسه ‪:‬‬
‫كوفي‪/‬مدني أخير (ش) ‪ ،‬أي أن مجموع آياتها في ّ‬
‫‪532‬‬
‫الترميز المزدوج ‪ -‬بالحروف وبفواصل اآلي‬

‫عدد اآليات‬
‫رموز الحروف‬ ‫ترتيب المصحف ترتيب التنزيل‬ ‫أسماء السور‬
‫في القراءتين‬
‫ال‬ ‫‪200‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫‪1‬‬
‫المص‬ ‫‪206‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬ ‫‪2‬‬
‫الر‬ ‫‪109‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬ ‫‪3‬‬
‫الر‬ ‫‪111‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬ ‫‪4‬‬
‫الر‬ ‫‪99‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬ ‫‪5‬‬
‫طس‬ ‫‪88‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬ ‫‪6‬‬
‫ال‬ ‫‪69‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬ ‫‪7‬‬
‫ال‬ ‫‪30‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬ ‫‪8‬‬
‫ح‬ ‫‪89‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬ ‫‪9‬‬
‫ق‬ ‫‪45‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬ ‫‪10‬‬
‫ن‬ ‫‪52‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪68‬‬ ‫القل‬ ‫‪11‬‬

‫لــنالحظ اآلن هــذه الســور اإلحــدى عشــر (‪ .)11‬حاصــل جمــع أرقامهــا فــي‬
‫ترتيب المصحف ‪ ، 297‬وهو مضروب ‪ 11‬في ‪: 27‬‬
‫عدد اآليات في‬
‫رموز الحروف‬ ‫ترتيب المصحف ترتيب التنزيل‬ ‫أسماء السور‬
‫القراءتين‬
‫ال‬ ‫‪200‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫‪1‬‬
‫المص‬ ‫‪206‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪7 +‬‬ ‫األعراف‬ ‫‪2‬‬
‫الر‬ ‫‪109‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪10 +‬‬ ‫يونس‬ ‫‪3‬‬
‫الر‬ ‫‪111‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪12 +‬‬ ‫يوسف‬ ‫‪4‬‬
‫الر‬ ‫‪99‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪15 +‬‬ ‫الحجر‬ ‫‪5‬‬
‫طس‬ ‫‪88‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪28 +‬‬ ‫القصص‬ ‫‪6‬‬
‫ال‬ ‫‪69‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪29 +‬‬ ‫العنكبوت‬ ‫‪7‬‬
‫ال‬ ‫‪30‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪32 +‬‬ ‫السجدة‬ ‫‪8‬‬
‫ح‬ ‫‪89‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪43 +‬‬ ‫الزخرف‬ ‫‪9‬‬
‫ق‬ ‫‪45‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪50 +‬‬ ‫ق‬ ‫‪10‬‬
‫ن‬ ‫‪52‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪68 +‬‬ ‫القل‬ ‫‪11‬‬
‫‪‬‬
‫= ‪297‬‬
‫= ‪27 x 11‬‬

‫‪533‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫أمــا حاصــل جمــع أرقــام هــذه الســور فــي ترتيــب التنزيــل فيســاوي ضــعف ‪297‬‬
‫أي ‪ ، 594‬وهو حاصل ضرب ‪ 11‬في ‪ 54‬بينما ترتيب المصـحف وترتيـب‬
‫التنزيل مستقل بعضه عن بعض كما نعرف‪.‬‬

‫رموز‬
‫القراءتين‬ ‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫أسماء السور‬
‫الحروف‬
‫ال‬ ‫‪200‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫‪1‬‬
‫المص‬ ‫‪206‬‬ ‫‪39 +‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬ ‫‪2‬‬
‫الر‬ ‫‪109‬‬ ‫‪51 +‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬ ‫‪3‬‬
‫الر‬ ‫‪111‬‬ ‫‪53 +‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬ ‫‪4‬‬
‫الر‬ ‫‪99‬‬ ‫‪54 +‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬ ‫‪5‬‬
‫طس‬ ‫‪88‬‬ ‫‪49 +‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬ ‫‪6‬‬
‫ال‬ ‫‪69‬‬ ‫‪85 +‬‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬ ‫‪7‬‬
‫ال‬ ‫‪30‬‬ ‫‪75 +‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬ ‫‪8‬‬
‫ح‬ ‫‪89‬‬ ‫‪63 +‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬ ‫‪9‬‬
‫ق‬ ‫‪45‬‬ ‫‪34 +‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬ ‫‪10‬‬
‫ن‬ ‫‪52‬‬ ‫‪2+‬‬ ‫‪68‬‬ ‫القل‬ ‫‪11‬‬
‫‪‬‬
‫= ‪594‬‬
‫= ‪11 x 54‬‬

‫وأخيـ ـ ار نالح ــظ بص ــدد ه ــذه الس ــور اإلح ــدى عش ــر (‪ )11‬المرم ــوزة بنظ ــام‬
‫الترميز بالحروف وغيـر المرمــوزة بنظـام الترميـز كوفي‪/‬مـدني أخيـر (ش) ‪،‬‬
‫أن مجموع أرقـام مواقعهـا فـي السـور المرمـوزة بـالحروف يعطـي ‪ 152‬وذلـك‬ ‫ّ‬
‫ف ــي ترتي ــب المص ــحف أو ف ــي ترتي ــب التنزي ــل عل ــى السـ ـواء‪ .‬و ‪ 152‬ه ــو‬
‫حاصل ضرب ‪ 19‬في ‪.)152 = 8 x 19( 8‬‬

‫‪534‬‬
‫الترميز المزدوج ‪ -‬بالحروف وبفواصل اآلي‬

‫السور المرموزة بالحروف‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬ ‫أسمـاء‬


‫ترتيب المصحف ترتيب التنزيل‬ ‫رموز الحروف‬ ‫التنزيل‬ ‫المصحف‬ ‫السـور‬

‫‪28‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ال‬ ‫‪89‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫‪1‬‬


‫‪4+‬‬ ‫‪3+‬‬ ‫المص‬ ‫‪39‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬ ‫‪2‬‬
‫‪11 +‬‬ ‫‪4+‬‬ ‫الر‬ ‫‪51‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬ ‫‪3‬‬
‫‪13 +‬‬ ‫‪6+‬‬ ‫الر‬ ‫‪53‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬ ‫‪4‬‬
‫‪14 +‬‬ ‫‪9+‬‬ ‫الر‬ ‫‪54‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬ ‫‪5‬‬
‫‪10 +‬‬ ‫‪14 +‬‬ ‫طس‬ ‫‪49‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬ ‫‪6‬‬
‫‪26 +‬‬ ‫‪15 +‬‬ ‫ال‬ ‫‪85‬‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬ ‫‪7‬‬
‫‪24 +‬‬ ‫‪18 +‬‬ ‫ال‬ ‫‪75‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬ ‫‪8‬‬
‫‪19 +‬‬ ‫‪24 +‬‬ ‫ح‬ ‫‪63‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬ ‫‪9‬‬
‫‪2+‬‬ ‫‪28 +‬‬ ‫ق‬ ‫‪34‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬ ‫‪10‬‬
‫‪1+‬‬ ‫‪29 +‬‬ ‫ن‬ ‫‪2‬‬ ‫‪68‬‬ ‫القل‬ ‫‪11‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫=‬ ‫=‬
‫‪152‬‬ ‫‪152‬‬

‫تكشــف الســور المزدوجــة النظــام علــى درجــة اإلحكــام العاليــة والقصــوى‬


‫لبنيــة القـرآن الرياضــية‪ .‬فعــال إنهــا ال تكتفــي بالتأكيــد بب ارعــة علــى النتــائج‬
‫التــي توصــلنا إليهــا علــى امتــداد د ارســتنا معـ ّـززة نظــامي الترمي ـز ‪ ،‬نظــام‬
‫الترميـز بــالحروف ونظــام الترميـز الشـرقي‪/‬الغربي (حفــص‪/‬ورش) فحســب ‪،‬‬
‫بل ت ثبت على وجه الخصـود الدرجـة التـي يمكـن لهـذا العلـم اإللهـي أن‬
‫عز من قائل ‪:‬‬
‫ينير بها العقل والضمير مصداقا لقوله ّ‬

‫‪535‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫ِيها م ِۡص َباح ٱلۡم ۡص َب ُ‬ ‫َ ۡ َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َۡ‬ ‫ور ذ َ َ‬‫ٱَلل نُ ُ‬


‫‪ ‬ذُ‬
‫اح ِِف‬ ‫ۖ ِ‬ ‫ك َٰوة ٖ ف َ‬ ‫ۡرض َمثل نورِه ِۦ ك ِمش‬
‫ت َوٱۡل ِ ى‬‫ٱلسمَٰو َٰ ِ‬
‫ج َرة ٖ ُّم ََٰٰ َر َك ٖة َز ۡي ُتونَ ٖة ذل َ ۡ‬ ‫ُ َ َ ُّ َ َ ُ َ َ ذ َ َ ۡ َ ي ُ َ َ ي ُ َ‬
‫وق ُد مِن َش َ‬
‫ِشق ذِي ٖة‬ ‫زجاج ٍةى ٱلزجاجة كأنها كوك درِي ي‬
‫لَع نُور َي ۡهدِي ٱ ذ ُ‬ ‫َ َ َ ۡ ذ َ َ ُ َ ۡ ُ َ ُ ُ َ َ ۡ َ ۡ َ ۡ َ ۡ ُ َ ي ُّ َ َ‬
‫َلل‬ ‫َضء ولو لم تمسسه نار ٍّۚ نور َٰ ٖى‬ ‫ول غربِي ٖة يكاد زيتها ي ِ ٓ‬
‫َش ٍء َعل ي‬ ‫ك َل َ ۡ‬ ‫َ َ َ ٓ ُ َ َ ۡ ُ ذ ُ ۡ َ ۡ َ َٰ َ ذ ِ َ ذ ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫‪1‬‬
‫ِيم ‪ 35‬‬ ‫اس وٱَلل ب ِ ِ‬ ‫ُضب ٱَلل ٱۡلمثل ل ِلن ِۗ‬ ‫نلِ ورِه ِۦ من يشاء ٍّۚ وي ِ‬

‫يتمم بحجة‬
‫ومن الواضح أن القرآن الكريم هو "رمز على رمز" وأنه ّ‬
‫وبالغة النبوءة بالعهود المهدوية المرتبطة بنهاية األزمنة الجاهلية‪ .‬لذلك‬
‫من الضروري مواصلة وتطوير هذا المجال من البحوث والدراسات‬
‫المخصصة للقرآن الكريم وهذا أمر بال األهمية السيما بعد النتائج التي‬
‫أدت إليها مالحظاتنا في هذين الجزئين‪.‬‬

‫َ َ ذُ َذ َ ٓ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ذ ُ َ ۡ ُ ۡ َ َ َ ۡ َ َ َٰ ُ ُ َ ۡ َ ُ ٓ‬
‫ٱَلل أن ُهۥ ل إِل َٰ َه‬ ‫وب أقفال َها ‪  ، 2 24‬ش ِهد‬ ‫‪ ‬أفَل يتدبرون ٱبقرءان أم لَع قل ٍ‬
‫ِيم ‪18‬‬ ‫ٱۡلك ُ‬‫يز ۡ َ‬‫ط َلٓ إ َل َٰ َه إ ذل ُه َو ۡٱب َعز ُ‬ ‫ى‬ ‫ك ُة َوأ ُ ْولُوا ْ ۡٱبع ۡلم قَآئ َمَۢا ب ۡٱبق ۡ‬
‫س‬
‫ذ ُ َ َ ۡ َ َ َٰٓ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إِل هو وٱلملئ ِ‬
‫ذ‬ ‫َ ذ ۡ ۡ َ َٰ ُ َ َ ۡ َ َ َ ذ َ ُ ُ ْ ۡ َ‬ ‫ذ َ َ‬
‫ِين أوتوا ٱبكِتَٰ َ إِل ِم َۢن َب ۡع ِد َما‬ ‫ٱۡلسلمي وما ٱختلف ٱَّل‬ ‫إِن ٱَلِين عِند ٱَللِ ِ‬
‫ذ َ ذ ذَ َ ُ ۡ‬
‫ٱۡل َ‬ ‫َ ٓ َ ُ ُ ۡ ۡ ُ َ ۡ َ َۢ َ ۡ َ ُ ۡ َ َ َ ۡ ُ ۡ َ‬
‫‪3‬‬
‫اب ‪ 19‬‬ ‫ِ‬ ‫ِس‬ ‫يع‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ٱَلل‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫إ‬‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ٱَلل‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫َٰ‬ ‫ي‬ ‫جاءهم ٱبعِلم بغيا بينهمي ومن يكفر أَ‍ِب‬

‫صدق هللا العظي‬

‫‪1‬‬
‫سورة النور ‪ ،‬اآلية ‪.35‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة محمد ‪ ،‬اآلية ‪.24‬‬
‫‪3‬‬
‫سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪.19-18‬‬
‫‪536‬‬
‫الـخــا تـــمـــــــــة‬

‫كل دراسة تستوجب خاتمة‪ .‬ولكن كيف يمكن استخالد نتائج الرسالة‬
‫الخلفية التي ألقي عليها الضوء في القرآن الكريم ؟ كيف يمكنني أن‬
‫ألخص في بضع صفحات االكتشافات الرائعة حول حروف فواتح السور‬
‫التي تم حل لغزها ولو جزئيا بعد أكثر من أربعة عشر قرن من وحيها‬
‫على رسول هللا ‪ .‬وكيف يمكنني أن أكثّف عمل تحديث االتساق المثالي‬
‫وغير المشكوك فيه بين القراءات المختلفة وعد فواصل آيات القرآن ؟ في‬
‫الواقع كل من هذه الدراسات ‪ ،‬وغيرها كثير ‪ ،‬تتطلب كتبا متفرغة لها‬
‫وحدها‪ .‬لذلك ال يسعني إال أن أقول بما أنه لكل أجل كتاب ‪ ،‬أني أنيط‬
‫إلى األجيال القادمة مهمة إثراء هذه األعمال بمساهماتها‪ .‬وهللا على كل‬
‫شيء قدير وشهيد‪.‬‬

‫القول األصوب في الواقع هو أن هذه الدراسة ليست سوى برقية‪ .‬إنها‬


‫مدخل لألزمنة المهدوية حيث كل شيئ يشير إلى أنها هاهنا‪ .‬كل البشرية‬
‫تدرك أننا في سنة ‪ 2018‬منذ ميالد المسيح عيسى بن مريم ‪ .‬وهذا‬
‫التاريخ الخاد بميالده يذكرنا دوما بعودته بدون أدنى مبالغة‪ .‬أما البقية‬
‫فاهلل كفيل بأن يرينا ويعلمنا إياها دون شك‪.‬‬

‫ظم مسألة‬
‫وتوضح وتع ّ‬
‫ّ‬ ‫تلخص‬
‫إن الرسالة الخلفية التي انبثقت من القرآن ّ‬
‫انتظار المخّلص أو المنقذ المعروفة بمسميات وأشكال مختلفة في جميع‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫الحضارات والثقافات على وجه األرض‪ .‬وتعتبر الديانة اليهودية والمسيحية‬


‫واإلسالمية أكثر الديانات إثراء لهذا الوعد بشأن مقدم المسيح المنتظر‬
‫‪ .‬كما أنها تبني هذا االعتقاد على وشك ظهور السيد المسيح ‪‬‬
‫ومن ثم على فترة ظهوره التي أصبحت في نظر بعضهم أعظم من‬
‫شخصية المسيح نفسه‪.‬‬

‫***‬

‫في نهاية القرن العشرين وبداية األلفية الجديدة ‪ ،‬دخلت البشرية أزمة‬
‫سياسية واجتماعية‪-‬اقتصادية وبيئية وأخالقية لم يسبق لها مثيل ؛ وفي‬
‫تشكل عصبة مترابطة‬
‫الوقت نفسه اتحدت وتواصلت حتى أصبحت ّ‬
‫تتعايش على كوكب واحد‪ .‬وقد آل األمر إلى أن أصبح هاذان الحدثان‬
‫واقعا ال رجعة فيه بحيث في وسعنا من اآلن فصاعدا أن نتحدث بالفعل‬
‫عن بشرية مترابطة األطراف‪.‬‬

‫يرى الكثير من المعاصرين في مختلف مظاهر العولمة عالمات آخر‬


‫زمان الجاهلية‪ 1‬المنَّبِإ بها منذ زمن طويل‪ .‬بينما العقالنيون الذين يعرضون‬
‫عن الرؤى المذهلة لنهاية العالم على غ ارر الفالسفة والمؤرخين وعلماء‬
‫اجتماع يفضلون الكالم عن مفهوم "نهاية التاريخ"‪ .‬ولكن من وراء ذلك كله ‪،‬‬
‫هناك إيذان بعهد جديد ‪ ،‬عهد مهدوي ظهر فيه السيد المسيح ‪ ‬عالنية‬

‫‪1‬‬
‫لم يعد في وسعنا أن نتجاهل التلوث والتغير المناخي والكوارث الطبيعية واألمراض واألوبئة‬
‫والحروب والمذابح وموجات الهجرة والالجئين والفقر والظلم ‪...‬‬
‫‪538‬‬
‫الـخ ــات ـم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫بشخصه أم لم يظهر‪ .‬فاهلل سبحانه و تعالى قد بشر بذلك وطبع في‬


‫المقدرة‪.‬‬
‫أعماق نفوسنا هذه النهاية ّ‬

‫ميز الجماعة‬ ‫ِ‬


‫موحدة أصبحت ت ّ‬
‫وباختصار‪ ،‬يمكن القول إن ثمة ظواهر ّ‬
‫البشرية ‪ :‬الحضارة والعلم والتكنولوجيا والعولمة والسياسة واالقتصاد‬
‫والثقافة والعامل االجتماعي وعلى األخص الترابط المكثّف عبر وسائل‬
‫االتصال واإلعالم ؛ كل هذه العوامل تتالقى في اتجاه واحد‪ .‬كما أن‬
‫مختلف التقاليد الثقافية تربط ظهور السيد المسيح ‪ ‬و‪/‬أو الفترة‬
‫المهدوية بحالة من الوعي العام تعيشه البشرية كافة‪ .‬هذا ما يحدث اليوم‬
‫وللمرة األولى في تاريخ اإلنسانية على اإلطالق‪.‬‬

‫وكذلك األمر بالنسبة لوحدة الفكر العلمي الحديث كما أوضحت في اول‬
‫هذا الكتاب ؛ فالواقع أن العلماء وبعد أن تعددت وتباينت مذاهبهم أمدا‬
‫طويال انحصر كل منهم خالله في مجال بحثه ‪ ،‬نراهم اليوم يسعون إلى‬
‫مد الجسور بين مختلف التخصصات وإلى تضافر الجهود الختراق سر‬
‫الكون واكتشاف المبدأ األساس للخلق والحياة‪.‬‬

‫إن الرسالة الخلفية والعلمية التي تخص الساعة والبعث والقيامة والتي‬
‫أثبتها القرآن أصبحت تبرهن بصدق على أن هللا سبحانه واسع عليم بيده‬
‫كل ما في السموات واألرض‪ .‬إن هذه الرسالة ترد على كل من زعموا‬
‫تفسير كل شيء بالمادية اإللحادية والصدفة والتطور والضرورة ‪ ...‬إن‬
‫كثير ومتزايدا من كبار العلماء ‪ ،‬وأي علماء ‪ ،‬آمنوا باهلل تعالى‬
‫ا‬ ‫عددا‬
‫جراء االكتشافات العلمية الجديدة في جميع المجاالت من الكبير للغاية‬
‫‪539‬‬
‫طلـوع الشمـس من مغربهـا ‪ -‬الصدفة المنظمــة‬

‫الكمية ‪ ،‬ومن‬
‫إلى الصغير للغاية ‪ ،‬ومن الفيزياء الكالسيكية إلى الفيزياء ّ‬
‫الكيمياء الحيوية إلى علم الوراثة وإحياء الجزيئات ‪...‬‬

‫لم يعد بوسع أي باحث أن ينكر ببراهين علمية حقيقة وجود مبدأ الخالق‪.‬‬
‫والرسالة الخلفية ذات الطابع الرياضي واللغوي التي ألقي الضوء عليها في‬
‫القرآن هي أيضا رسالة تتيح للبشرية الخروج من قوقعة اإللحاد التي‬
‫انحصرت فيها فأضحت بذلك ضحية سلطة نظام مادي بال روح عرقل‬
‫كثي ار تقدمها الروحي بدال من أن تستفيد أقصى استفادة من اكتشافاتها‬
‫العلمية المذهلة‪.‬‬

‫***‬

‫الرسالة الخلفية التي ف ّكت رموزها في القرآن الكريم لوحدها كافية لتحرير‬
‫اإلنسان من عبء ثقيل يرزح تحته‪ .‬ولكن أثر هذا االكتشاف أبعد من ذلك ‪:‬‬
‫َ ُ َ ُ َ َ ََ َ ًَ ذ ٓ َ‬
‫ية إِل أ ۡح َصه َٰ َها ٍّۚ ‪ 1‬ليس وليد‬ ‫فالقرآن المحكم الذي ‪ ‬ل يغادِر ص ِغية ول كب ِ‬
‫الصدفة بل هو نسيج كامل التأليف يكشف النقاب عن مجمل الخلق ويتيح‬
‫قراءة وفهم كل شيء‪.‬‬

‫وختاما فإن هذه الرسالة الخلفية تعلن حقائقا بشأن تحقق البشارة التي و ِعد‬
‫بها القدماء‪ .‬ومفاد شكل هذه الرسالة ومضمونها هو إخراج البشرية من‬

‫َ‬ ‫َ َ ۡ َ‬ ‫ُ ُ َ َ َ‬ ‫َتى ٱل ۡ ُم ۡجرم َ‬


‫ِني ُم ۡشفق َ‬ ‫‪َ  1‬و ُوضِ َع ۡٱبك َِتَٰ ُ َف َ َ‬
‫ِني م ذِما فِيهِ َو َيقولون ي َٰ َو ۡيل َت َنا َما ِل هَٰذا ٱبكِتَٰ ِ ل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ۡ‬ ‫َ ْ َ َ ُ ْ َ‬ ‫ِية َو َل َكب َ ً ذ ٓ َ ۡ َ‬ ‫ُي َغاد ُِر َصغ َ‬
‫اضاي َول َيظل ُِم َر ُّبك أ َحدا ‪ ،  49‬سورة‬ ‫ية إِل أحصه َٰ َها ٍّۚ َو َوج ُدوا ما ع ِملوا ح ِ‬ ‫ِ‬
‫الل ‪ ،‬اآلية ‪.49‬‬
‫‪540‬‬
‫الـخ ــات ـم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫الظلمات إلى النور‪ ،‬أي شهادة أن ال إله إال هللا ‪ ،‬ذلك أن معرفة العبد‬
‫تقي من تحصيل كل معرفة ‪.‬‬ ‫بربه سبحانه وتعالى هي غاية كل مجتهد‬
‫ٍّّ‬

‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َ ۡ َ‬ ‫َۡ‬ ‫خ لۡ ق ذ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬


‫ت ِۡل ْو ِ ي‬ ‫َ ذَ‬
‫ۡرض وٱختِل َٰ ِف ٱَّلۡ ِل وٱنلهارِ ٓأَلي َٰ ٖ‬ ‫ت َوٱۡل ِ‬ ‫ٱلسم َٰو َٰ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬إِن ِِف‬
‫َ ذ َ‬ ‫ٱَلل ق َِي َٰما َو ُق ُع ود ا َو َ َ َٰ‬
‫ون ذ َ‬ ‫ذ َ َۡ ُ ُ َ‬ ‫ۡ َۡ‬
‫جنُوب ِ ِه ۡم َويَتَفك ُر ون‬
‫لَع ُ‬ ‫ٱۡل ب َٰ َٰ ِ ‪ 190‬ٱَّلِين ي ذك ر‬
‫ُ ۡ َ َ َ‬ ‫َذَ َ َ َۡ َ َ َ‬ ‫َۡ‬ ‫خ لۡ ق ذ َ َ‬ ‫َ‬
‫َٰ َٰنَك ف قِنَا‬ ‫ت ه َٰذ ا َب َٰ ِطَل سب‬ ‫ۡرض ربن ا م ا خلق‬ ‫ت َوٱۡل ِ‬ ‫ٱلس م َٰو َٰ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِف‬

‫اب ٱنلذارِ ‪.1 191‬‬ ‫َع َذ َ‬

‫والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪ 190‬و ‪.191‬‬
‫‪541‬‬
‫المــلــحـــقــــــات والجــد ا و ل‬
‫الملحق رقم ‪1‬‬
‫الجدول العام للقرآن رقم ‪2‬‬

‫عدد آيات السور بحسب اختالف العد‬

‫الجدول التالي يجمع عدة معطيات عددية في القرآن ‪:‬‬


‫‪ ‬أرقام السور في ترتيب المصحف وترتيب التنزيل‬
‫‪ ‬عدد اآليات في السور بحسب اختالف العد‬
‫عدد اآليات بحسب اختالف العد‬ ‫عدد اآليات بحسب اختالف العد‬
‫البصري‬ ‫المكي‬ ‫المدني ‪2‬‬ ‫المدني ‪1‬‬ ‫البصري‬ ‫المكي‬ ‫المدني ‪2‬‬ ‫المدني ‪1‬‬
‫الحمصي‬

‫الحمصي‬
‫الدمشقي‬

‫الدمشقي‬
‫الكوفي‬

‫الكوفي‬
‫أيوب يعقوب‬

‫أيوب يعقوب‬
‫أبو جعفر‬

‫أبو جعفر‬

‫أبو جعفر‬

‫أبو جعفر‬
‫الجحدري‬

‫الجحدري‬
‫شيبة‬

‫شيبة‬

‫شيبة‬

‫شيبة‬
‫أسماء السور ‪ 114‬سورة‬ ‫أسماء السور ‪ 114‬سورة‬

‫أُ ّ‬

‫أُ ّ‬
‫زيد‬

‫زيد‬
‫بي‬

‫بي‬
‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22 21‬‬ ‫‪21 21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المجادلة‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الفاتحة‬
‫‪24‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪24 24‬‬ ‫‪24 24‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪59‬‬ ‫الحشر‬ ‫‪285‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪287‬‬ ‫‪287‬‬ ‫‪286‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13 13‬‬ ‫‪13 13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪60‬‬ ‫الممتحنة‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14 14‬‬ ‫‪14 14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪61‬‬ ‫الصف‬
‫ّ‬ ‫‪177‬‬ ‫‪177‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11 11‬‬ ‫‪11 11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪62‬‬ ‫الجمعة‬ ‫‪122‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11 11‬‬ ‫‪11 11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪63‬‬ ‫المنافقون‬ ‫‪166‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪165‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18 18‬‬ ‫‪18 18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪64‬‬ ‫التغابن‬ ‫‪205‬‬ ‫‪205‬‬ ‫‪205‬‬ ‫‪205‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12 12‬‬ ‫‪12 12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪65‬‬ ‫الطالق‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬
‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12 12‬‬ ‫‪12 12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪66‬‬ ‫التحريم‬ ‫‪130‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪129‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬
‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪30 31‬‬ ‫‪31 31‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪67‬‬ ‫الملك‬ ‫‪110‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪52 52‬‬ ‫‪52 52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪68‬‬ ‫القلم‬ ‫‪122‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪52‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪52 52‬‬ ‫‪52 52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪69‬‬ ‫الحاقـّة‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬
‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44 44‬‬ ‫‪44 44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪70‬‬ ‫المعارج‬ ‫‪47‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬
‫‪30‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪28 30‬‬ ‫‪30 30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪71‬‬ ‫نوح‬ ‫‪55‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهيم‬
‫‪28‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪28 28‬‬ ‫‪28 28‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪72‬‬ ‫ّ‬
‫الجن‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬
‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪20 19/20 19/20 18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ّ‬
‫المز ّمل‬ ‫‪128‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪16‬‬ ‫النحل‬
‫‪56‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪56 55‬‬ ‫‪55 55‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪74‬‬ ‫المدثر‬ ‫‪110‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬
‫‪40‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪40 39‬‬ ‫‪39 39‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪75‬‬ ‫القيامة‬ ‫‪106‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬
‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪31 31‬‬ ‫‪31 31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪76‬‬ ‫اإلنسان‬ ‫‪98‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫‪50‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪50 50‬‬ ‫‪50 50‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪77‬‬ ‫المرسالت‬ ‫‪139‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬
‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪40 40/41 40/41 40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪78‬‬ ‫النبأ‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬
‫‪45‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪46 45‬‬ ‫‪45 45‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪79‬‬ ‫النازعات‬ ‫‪74‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الح ّج‬
‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪42 42‬‬ ‫‪42 42‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪80‬‬ ‫عبس‬ ‫‪118‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬
‫‪29‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪29 29‬‬ ‫‪29 29‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪81‬‬ ‫التكوير‬ ‫‪63‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬
‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19 19‬‬ ‫‪19 19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪82‬‬ ‫االنفطار‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الفرقان‬
‫‪36‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪36 36‬‬ ‫‪36 36‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪83‬‬ ‫المطفّفين‬ ‫‪227‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪226‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬
‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪ 94 94 94‬االنشقاق‬ ‫‪94 93 95 95 95 95 95 95 48‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬
‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪85‬‬ ‫البروج‬ ‫‪88 88 88‬‬ ‫‪88 88 88 88 88 88 88 88 49‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬
‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪ 70 69 69‬الطارق‬ ‫‪69 69 69 69 69 69 69 69 85‬‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬
‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪87‬‬ ‫األعلى‬ ‫‪60 60 60‬‬ ‫‪60 60 59 59 59 59 60 60 84‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬
‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪88‬‬ ‫الغاشية‬ ‫‪34 34 34‬‬ ‫‪34 34 33 33 33 33 33 33 57‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬
‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪89‬‬ ‫الفجر‬ ‫‪30 30 29‬‬ ‫‪29 30 30 30 30 30 30 30 75‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬
‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪90‬‬ ‫البلد‬ ‫‪73 73 73‬‬ ‫‪73 73 73 73 73 73 73 73 90‬‬ ‫‪33‬‬ ‫األحزاب‬
‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪91‬‬ ‫الشمس‬ ‫‪55 55 54‬‬ ‫‪54 54 54 54 54 54 54 54 58‬‬ ‫‪34‬‬ ‫سبأ‬
‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪92‬‬ ‫الليل‬ ‫‪44 46 45‬‬ ‫‪45 45 45 45 46 46 45 45 43‬‬ ‫‪35‬‬ ‫فاطر‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪ 82 82 82‬الضحى‬ ‫‪82 83 82 82 82 82 82 82 41‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬
‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪ 182 182 181‬الشرح‬ ‫‪181 182 182 182 182 181 182 181 56‬‬ ‫‪37‬‬ ‫الصافـّات‬
‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪95‬‬ ‫التين‬ ‫‪86 86 86‬‬ ‫‪85 88 86 86 86 86 86 86 38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬
‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪96‬‬ ‫العلق‬ ‫‪72 73 72‬‬ ‫‪72 75 72 72 72 72 72 72 59‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬
‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪97‬‬ ‫القدر‬ ‫‪84 86 82‬‬ ‫‪82 85 84 84 84 84 84 84 60‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬
‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪98‬‬ ‫البينة‬ ‫‪52 52 52‬‬ ‫‪52 54 53 53 53 53 53 53 61‬‬ ‫‪41‬‬ ‫صلت‬ ‫ف ّ‬
‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪99‬‬ ‫الزلزلة‬ ‫‪53 50 50‬‬ ‫‪50 53 50 50 50 50 50 50 62‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪ 88 88 89‬العاديات‬ ‫‪89 89 89 89 89 89 89 89 63‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬
‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪ 56 56 57‬القارعة‬ ‫‪57 59 56 56 56 56 56 56 64‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬
‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪102‬‬ ‫التكاثر‬ ‫‪36 36 36‬‬ ‫‪36 37 36 36 36 36 36 36 65‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪103‬‬ ‫العصر‬ ‫‪34 34 34‬‬ ‫‪34 35 34 34 34 34 34 34 66‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬
‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪104‬‬ ‫الهمزة‬ ‫‪41 39 40‬‬ ‫‪40 38 39 39 39 39 39 39 95‬‬ ‫‪47‬‬ ‫محمد‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪105‬‬ ‫الفيل‬ ‫‪29 29 29‬‬ ‫‪29 29 29 29 29 29 29 29 111‬‬ ‫‪48‬‬ ‫الفتح‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪106‬‬ ‫قريش‬ ‫‪18 18 18‬‬ ‫‪18 18 18 18 18 18 18 18 106‬‬ ‫‪49‬‬ ‫الحجرات‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪ 45 45 45‬الماعون‬ ‫‪45 45 45 45 45 45 45 45 34‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪108‬‬ ‫الكوثر‬ ‫‪60 60 60‬‬ ‫‪60 60 60 60 60 60 60 60 67‬‬ ‫‪51‬‬ ‫الذاريات‬
‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪ 49 49 48‬الكافرون‬ ‫‪48 49 47 47 47 47 47 47 76‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الطور‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪110‬‬ ‫النصر‬ ‫‪62 61 61‬‬ ‫‪61 62 61 61 61 61 61 61 23‬‬ ‫‪53‬‬ ‫النجم‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪111‬‬ ‫المسد‬ ‫‪55 55 55‬‬ ‫‪55 55 55 55 55 55 55 55 37‬‬ ‫‪54‬‬ ‫القمر‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪ 78 78 76‬اإلخالص‬ ‫‪76 78 77 77 77 77 77 77 97‬‬ ‫‪55‬‬ ‫الرحمن‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪113‬‬ ‫الفلق‬ ‫‪96 99 97‬‬ ‫‪97 96 99 99 99 99 99 99 46‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الواقعة‬
‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪114‬‬ ‫الناس‬ ‫‪28 28 29‬‬ ‫‪29 29 28 28 28 28 28 28 94‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬
‫الملحق رقم ‪2‬‬

‫فرائــد البسملــة‬

‫البسملة ‪:‬‬

‫الـرنما الـرن م" فيي ددايية ريورة ة يية م يردة ة ميرة‬ ‫لم ترد عبارة "بسـم‬
‫واحدة وذلك في السورة ‪( 1‬الفاتحة) ‪ ،‬اآلية ‪.1‬‬
‫الرنما الرن م" لم ترد دداخل رورة ة مرة واحيدة وذليك‬ ‫ةن عبارة "بسم‬
‫في اآلية ‪ 30‬من السورة ‪( 27‬النمل)‪.‬‬

‫***‬

‫كتابة كلمة "باسم"‬


‫تت ييمن أل ييا ‪:‬‬ ‫ةن ةلميية "باســم" فييي البسييملة تبتييب بطريقيية ممي يزة من ييا‬
‫"بســم" بمييا فييي ذلييك بسييملة اآلييية ‪ 30‬ميين السييورة ‪( 27‬النمييل) ‪ .‬وعييدا ذلييك‬
‫ف ي تبتب باملف بارتثناء مرة واحدة تبتب في ا بغير ألف وذلك في اآلية‬
‫ه ِ‬ ‫ه َۡ‬ ‫ٱر َك ُبوا ْ ف َ‬
‫ِيها ِمۡسِب ٱَّللِ َم‪ٜ‬رى ٰ َها َو ُم ۡر َسى ٰ َها ۚٓ إِن َر ِّب‬ ‫‪ 41‬من السورة ‪( 11‬هود)‪َ  :‬وقَ َال ۡ‬
‫ََُ‬
‫لغفور هرحِيم ‪. 41‬‬

‫‪549‬‬
‫ل ظ الجاللة "الرنما"‬
‫ةن القرآن مكون مين ‪ 114‬ريورة‪ .‬ةيل ريورة تحميل اريما مكتو يا فيي أولهـا‪.‬‬
‫دل ظ يية م يين أل ييا البســـملة‪ .‬ةن ييا الس ييورة ‪: 55‬‬ ‫ر ييورة واح ييدة فقي ي ســـم‬
‫"الرنما"‪.‬‬

‫ل ظ الجاللة "الرن م"‬


‫ةن ص ي ة "رن ــــم" د ييال الصيييغة لييم تسييتعمل ص ي ة نس ييان ة م يرة واحييدة‬
‫وذلك في اآليية ‪ 128‬مين السيورة ‪( 9‬التوبـة)‪ .‬وقيد اريتعملف فيي يال اآليية‬
‫ص ة للررول ‪.‬‬

‫‪550‬‬
‫الملحق رقم ‪3‬‬

‫الفرائد القرآن"ة‬

‫أنظر‬ ‫ترتيب‬ ‫الفرائد القرآنية في‬


‫رقم اآلية‬ ‫أسماء السور‬
‫صفحة‬ ‫المصحف‬ ‫"طلوع الشمس من مغربها"‬
‫‪187‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫البسملة غير المرئية‬
‫‪188‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫البسملة الفريدة‬
‫‪194‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪74‬‬ ‫المدثر‬ ‫تسعة عشر‬
‫‪206‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬ ‫فريا‬
‫‪207‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪66‬‬ ‫التحريم‬ ‫مريم ابنت عمرن‬
‫زخرفها (في الكالم عن‬
‫‪210‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫آخر زمان الجاهلية)‬
‫‪212‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪61‬‬ ‫الصف‬ ‫أحمد‬
‫الساعة (تكليف رسول‬
‫‪213‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬
‫بمهمة خاصة بها)‬
‫يوم القيامة (مقرون‬
‫‪213‬‬ ‫‪159‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫برسول)‬
‫‪223‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪76‬‬ ‫اإلنسان‬ ‫عبوسا‬
‫‪224‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪74‬‬ ‫المدثر‬ ‫بسر‬
‫‪227‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫عزير‬
‫‪231‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫رحيم (صفة للرسول‪)‬‬
‫‪235‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬ ‫الرقيم‬
‫‪246‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬ ‫نقلبهم‬
‫‪254‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬ ‫طئره‬
‫‪259‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬ ‫حجتنا‬
‫‪261‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬ ‫رتقا‬

‫‪551‬‬
‫أنظر‬ ‫ترتيب‬ ‫الفرائد القرآنية في‬
‫رقم اآلية‬ ‫أسماء السور‬
‫صفحة‬ ‫المصحف‬ ‫"طلوع الشمس من مغربها"‬
‫‪261‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬ ‫فتقنهما‬
‫‪262‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪51‬‬ ‫الذاريات‬ ‫موسعون‬
‫‪263‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫بكة‬
‫‪264‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬ ‫مصلى‬
‫‪266‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫يوم الحج األكبر‬
‫‪273‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪87‬‬ ‫األعلى‬ ‫الجهر وما يخفى‬
‫‪283‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬ ‫أخت هرون‬
‫‪287‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫األعلى (صفة لنبي)‬
‫‪300‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬ ‫موقوتا‬
‫‪309‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬ ‫عيدا‬
‫‪322‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬ ‫ثمنين‬
‫‪458‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬ ‫بصطة (بالصاد ال بالسين)‬
‫‪460‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬ ‫إخوان لوط‬

‫‪552‬‬
‫الملحق رقم ‪4‬‬

‫القراءات األربع عشرة‬

‫نبت ي في اا الجدول داةر اممصار التي اشت رت في ا القراءات امر ع‬


‫عشرة وأرماء امئمة القراء التي ُرويف عن م ال القراءات وراويين لبل‬
‫قارئ‪ .‬أما رند القراءات فيمكن ا طالع عليه في ةتب علم القراءات‪.‬‬

‫الرواة‬ ‫صاحب القراءة‬ ‫البلد‬


‫ورش‬
‫(توفى ‪ 197‬ه – ‪ 813/812‬م)‬
‫نافع‬ ‫‪1‬‬
‫قالون‬
‫(توفى ‪ 220‬ه‪ 835/834 -‬م)‬ ‫قراءة‬
‫عيسى دن وردان‬ ‫المدينة‬
‫(توفى ‪ 160‬ه‪ 777/776 -‬م)‬ ‫أدو جع ر يزيد‬
‫‪2‬‬
‫رليمان دن جماز‬ ‫دن القعقاع‬
‫(توفى ‪ 170‬ه‪ 787/786 -‬م)‬
‫قنبل‬
‫(توفى ‪ 291‬ه‪ 904/903 -‬م)‬
‫عبد هللا دن ةثير‬ ‫‪3‬‬
‫أحمد دن محمد البزي‬ ‫قراءة‬
‫(توفى ‪ 250‬ه‪ 865/864 -‬م)‬ ‫مكة‬
‫أحمد دن محمد البزي‬ ‫محمد دن‬
‫‪4‬‬
‫(توفى ‪ 250‬ه‪ 865/864 -‬م)‬ ‫محيصن‬

‫‪553‬‬
‫الرواة‬ ‫صاحب القراءة‬ ‫البلد‬
‫ادن شنبوذ‬
‫(توفى ‪ 328‬ه‪ 939 -‬م)‬
‫حص‬
‫(توفى ‪180‬ه‪ 797/796 -‬م)‬ ‫عاصم دن أدي‬
‫‪5‬‬
‫شعبة أدو بكر دن عياش‬ ‫النجود د دلة‬
‫(توفى ‪ 193‬ه‪ 809/808 -‬م)‬
‫خلف دن شام البزار‬
‫(توفى ‪ 229‬ه‪ 844/843 -‬م)‬ ‫حمزة دن‬
‫‪6‬‬
‫خالد الصيرفي‬ ‫حبيب الزيات‬
‫(توفى ‪ 220‬ه‪ 835/834 -‬م)‬
‫ح ص دن عمر الدوري‬
‫أدو الحسن علي (توفى ‪ 246‬ه‪ 861/860 -‬م)‬ ‫قراءة‬
‫‪7‬‬
‫الليث دن خالد‬ ‫البسائي‬ ‫البوفة‬
‫(توفى ‪ 240‬ه‪ 855/854 -‬م)‬
‫ةرحاق دن ةد ار يم‬
‫(توفى ‪ 286‬ه‪ 899/898 -‬م)‬ ‫خلف دن شام‬
‫‪8‬‬
‫ةدريس الحداد‬ ‫البزار‬
‫(توفى ‪ 292‬ه‪ 905/904 -‬م)‬
‫الشنبوذي‬
‫(توفى ‪ 388‬ه‪ 998/997 -‬م)‬
‫امعمش‬ ‫‪9‬‬
‫المطوعي‬
‫(توفى ‪ 371‬ه‪ 982/981 -‬م)‬

‫‪554‬‬
‫الرواة‬ ‫صاحب القراءة‬ ‫البلد‬
‫ح ص دن عمر الدوري‬
‫أدو عمرو دن‬
‫(توفى ‪ 246‬ه‪ 861/860 -‬م)‬
‫‪ 10‬العالء التميمي‬
‫صالح دن زياد السوري‬
‫المازني‬
‫(توفى ‪ 261‬ه‪ 875/874 -‬م)‬
‫رويس اللؤلئي‬
‫يعقوب دن‬
‫(توفى ‪ 238‬ه‪ 853/852 -‬م)‬
‫‪ 11‬ةرحاق‬
‫روح دن عبد المؤمن‬
‫الح رمي‬
‫(توفى ‪ 235‬ه‪ 850/849 -‬م)‬ ‫قراءة‬
‫رليمان دن الحكم‬ ‫البصرة‬
‫(توفى ‪ 235‬ه‪ 850/849 -‬م)‬ ‫يحيى دن‬
‫‪12‬‬
‫أحمد دن فرج‬ ‫المبارك اليزيدي‬
‫(توفى ‪ 303‬ه‪ 916/915 -‬م)‬
‫شجاع البلخي‬
‫(توفى ‪ 190‬ه‪ 806/805 -‬م)‬
‫‪ 13‬الحسن البصري‬
‫ح ص دن عمر الدوري‬
‫(توفى ‪ 246‬ه‪ 861/860 -‬م)‬
‫شام دن عمار الظ ري‬
‫(توفى ‪ 245‬ه‪ 860/859 -‬م)‬ ‫عبد هللا دن‬ ‫قراءة‬
‫‪14‬‬
‫عبد هللا دن ذةوان‬ ‫عامر اليحصبي‬ ‫الشام‬
‫(توفى ‪ 242‬ه‪ 857/856 -‬م)‬

‫‪555‬‬
‫الملحق رقم ‪5‬‬
‫لفظ الجاللة "الرنما" في القرآن (دون بسمالت رؤوس السور)‬

‫رقم اآليات‬ ‫أسماء السور ترتيب المصحف‬


‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الفاتحة‬
‫‪163‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪30‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬
‫‪110‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬
‫‪- 69 - 61 - 58 - 45 - 44 - 26 - 18‬‬
‫‪- 92 - 91 - 88 - 87 - 85 - 78 - 75‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫‪96 - 93‬‬
‫‪109 - 108 - 90 - 5‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬
‫‪112 - 42 - 36 - 26‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬
‫‪63 - (2) 60 – 59 - 26‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الفرقان‬
‫‪5‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬
‫‪1‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬
‫‪52 - 23 - 15 - 11‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬
‫‪2‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬
‫‪81 - 45 - 36 - 33 - 20 - 19 - 17‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬
‫‪33‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬
‫‪1‬‬ ‫‪55‬‬ ‫الرحمن‬
‫‪22‬‬ ‫‪59‬‬ ‫الحشر‬
‫‪29 - 20 - 19 - 3‬‬ ‫‪67‬‬ ‫الملك‬
‫‪38 - 37‬‬ ‫‪78‬‬ ‫النبأ‬
‫‪56‬‬ ‫المجمـوع‬

‫‪ 1‬البسملة الفريدة ‪ ،‬الواقعة داخل السورة‪.‬‬


‫‪556‬‬
‫الملحق رقم ‪6‬‬
‫لفظ الجاللة "رم"م" في القرآن (دون بسمالت رؤوس السور)‬

‫أرقام اآليات‬ ‫أسماء السور ترتيب المصحف‬


‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الفاتحة‬
‫‪- 160 - 143 - 128 - 54 - 37‬‬
‫‪- 199 - 192 - 182 - 173 - 163‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪226 - 218‬‬
‫‪129 - 89 - 31‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫‪- 96 - 64 - 29 - 25 - 23 - 16‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫‪152 - 129 - 110 - 106 - 100‬‬
‫‪98 - 74 - 39 - 34 - 3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪165 - 145 - 54‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪167 - 153‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪70 - 69‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬
‫‪- 104 - 102 - 99 - 91 - 27 - 5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬
‫‪128 - 118 - 117‬‬
‫‪107‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫‪90 - 41‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪98 - 53‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬
‫‪36‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهيم‬
‫‪49‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬
‫‪119 - 115 - 110 - 47 - 18 - 7‬‬ ‫‪16‬‬ ‫النحل‬
‫‪66‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬
‫‪65‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬
‫‪62 - 33 - 22 - 20 - 5‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬
‫‪70 - 6‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الفرقان‬

‫‪557‬‬
‫أرقام اآليات‬ ‫أسماء السور ترتيب المصحف‬
‫‪159- 140 - 122 - 104 - 68 - 9‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬
‫‪217 - 191 - 175 -‬‬
‫‪1‬‬
‫‪30 - 11‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬
‫‪16‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬
‫‪5‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬
‫‪6‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬
‫‪73 - 59 - 50 - 43 - 24 - 5‬‬ ‫‪33‬‬ ‫األحزاب‬
‫‪2‬‬ ‫‪34‬‬ ‫سبأ‬
‫‪58 - 5‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬
‫‪53‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬
‫‪32 - 2‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬
‫‪5‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬
‫‪42‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬
‫‪8‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬
‫‪14‬‬ ‫‪48‬‬ ‫الفتح‬
‫‪14 - 12 - 5‬‬ ‫‪49‬‬ ‫الحجرات‬
‫‪28‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الطور‬
‫‪28 - 9‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬
‫‪12‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المجادلة‬
‫‪22 - 10‬‬ ‫‪59‬‬ ‫الحشر‬
‫‪12 - 7‬‬ ‫‪60‬‬ ‫الممتحنة‬
‫‪14‬‬ ‫‪64‬‬ ‫التغابن‬
‫‪1‬‬ ‫‪66‬‬ ‫التحريم‬
‫‪20‬‬ ‫‪73‬‬ ‫المزمل‬

‫‪114‬‬ ‫المجموع‬

‫‪ 1‬البسملة الواقعة داخل السورة‪.‬‬


‫‪558‬‬
‫الملحق رقم ‪7‬‬

‫اسم "مريم" عل"ها السالم في القرآن‬

‫ترتيب‬ ‫أسماء‬
‫رقم اآليات‬
‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪- 43 - 42 - 37 - 36‬‬
‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫‪45 - 44‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪171 - 156‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬ ‫مريم‬
‫‪27 - 16‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫‪12‬‬ ‫‪66‬‬ ‫التحريم‬
‫‪45‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫المسيح عيسى‬
‫‪3‬‬
‫‪171 - 157‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬ ‫ابن مريم‬
‫‪253 - 87‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪- 110 - 78 - 46‬‬
‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪116 - 114 - 112‬‬ ‫عيسى ابن‬
‫‪13‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬ ‫مريم‬
‫‪7‬‬ ‫‪33‬‬ ‫األحزاب‬
‫‪27‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬
‫‪14 - 6‬‬ ‫‪61‬‬ ‫الصف‬
‫‪5‬‬ ‫‪75 - 72 - (2) 17‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬ ‫المسيح ابن‬
‫‪31‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫مريم‬
‫‪2‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬
‫ابن مريم‬
‫‪57‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬
‫‪34‬‬ ‫المجموع‬

‫‪559‬‬
‫الملحق رقم ‪8‬‬

‫اسم "ع"سى" ‪ ‬في القرآن‬

‫رقم اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬


‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪136‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪84 - 59 - 55 - 52‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫‪163‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫‪9‬‬ ‫عيسى‬
‫‪85‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪13‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬
‫‪63‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬
‫‪253 - 87‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪- 110 - 78 - 46‬‬
‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪116 - 114 - 112‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬ ‫عيسى ابن‬
‫مريم‬
‫‪7‬‬ ‫‪33‬‬ ‫األحزاب‬
‫‪27‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬
‫‪14 - 6‬‬ ‫‪61‬‬ ‫الصف‬
‫‪45‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫المسيح‬
‫‪3‬‬ ‫عيسى ابن‬
‫‪171 - 157‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬ ‫مريم‬
‫‪25‬‬ ‫المجموع‬
‫أما ةلمة "المس"ح" بال لواصق فقد ذةرت ‪ 3‬مرات في القرآن ‪ :‬في رورة‬
‫النساء ‪ ،‬اآلية ‪ 172‬ورورة المائدة ‪ ،‬اآلية ‪ 72‬ورورة التو ة ‪ ،‬اآلية ‪.30‬‬

‫‪560‬‬
‫الملحق رقم ‪9‬‬

‫اسم "ءادم" ‪ ‬في القرآن‬

‫رقم اآليات‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫أسماء السور‬


‫‪37 - 35 - 34 - 33 - 31‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪59 - 33‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫‪27‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪- 31 - 27 - 26 - 19 - 11‬‬
‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪172 - 35‬‬
‫‪70 - 61‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬
‫‪50‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬
‫‪58‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫‪- 120 - 117 - 116 - 115‬‬
‫‪20‬‬ ‫طه‬
‫‪121‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬
‫‪25‬‬ ‫المجموع‬

‫‪561‬‬
‫الملحق رقم ‪10‬‬
‫كلمة "ساعة" في القرآن‬

‫رقم اآليات‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫أسماء السور‬


‫‪34‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪117‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬
‫‪49 - 45‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫‪8‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪16‬‬ ‫النحل‬ ‫ساعة‬
‫‪55‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬
‫‪30‬‬ ‫‪34‬‬ ‫سبأ‬
‫‪35‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األنقاف‬
‫‪40 - 31‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪187‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪107‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬
‫‪85‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬
‫‪77‬‬ ‫‪16‬‬ ‫النحل‬
‫‪36 - 21‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬
‫‪75‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫‪40‬‬ ‫الساعة‬
‫‪15‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬
‫‪49‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنب اء‬
‫‪55 - 7 - 1‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬
‫‪)2( 11‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الفرقان‬
‫‪55 - 14 - 12‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬
‫‪34‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬
‫‪)2( 63‬‬ ‫‪33‬‬ ‫األنزاب‬

‫‪562‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪34‬‬ ‫سبأ‬
‫‪59 - 46‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬
‫‪50 - 47‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصل‬
‫‪18 - 17‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬
‫‪85 - 66 - 61‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬
‫‪)2( 32 – 27‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاث ة‬
‫‪18‬‬ ‫‪47‬‬ ‫محمد‬
‫‪)2( 46 – 1‬‬ ‫‪54‬‬ ‫القمر‬
‫‪42‬‬ ‫‪79‬‬ ‫النازعات‬
‫‪48‬‬ ‫المجموع‬

‫‪563‬‬
‫الملحق رقم ‪11‬‬

‫عبارة "يوم الق مة" في القرآن‬

‫رقم اآليات‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫أسماء السور‬


‫‪212 - 174 - 113 - 85‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪- 180 - 161 - 77 - 55‬‬
‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫‪194 - 185‬‬
‫‪159 - 141 - 109 - 87‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫‪64 - 36 - 14‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪12‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪172 - 167 - 32‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪93 - 60‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫‪99 - 98 - 60‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪124 - 92 - 27 - 25‬‬ ‫‪16‬‬ ‫النحل‬
‫‪97 - 62 - 58 - 13‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬
‫‪105‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬
‫‪95‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫‪124 - 101 - 100‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬
‫‪47‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬
‫‪69 - 17 - 9‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬
‫‪16‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬
‫‪69‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الفرقان‬
‫‪72 - 71 - 61 - 42 - 41‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬
‫‪25 - 13‬‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬
‫‪25‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬
‫‪564‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪35‬‬ ‫فاطر‬
‫‪- 47 - 31 - 24 - 15‬‬
‫‪39‬‬ ‫الزمر‬
‫‪67 - 60‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬
‫‪45‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬
‫‪26 - 17‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬
‫‪5‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬
‫‪7‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المجادلة‬
‫‪3‬‬ ‫‪60‬‬ ‫الممتحنة‬
‫‪39‬‬ ‫‪68‬‬ ‫القلم‬
‫‪6-1‬‬ ‫‪75‬‬ ‫القيامة‬
‫‪70‬‬ ‫المجموع‬

‫‪565‬‬
‫الملحق رقم ‪12‬‬

‫كلمة "الكهف" في القرآن‬

‫ترتيب‬ ‫أسماء‬
‫رقم اآليات‬
‫المصحف‬ ‫السور‬

‫‪4‬‬ ‫‪16 - 11 - 10 - 9‬‬ ‫الكهف‬


‫‪18‬‬ ‫الكهف‬
‫‪2‬‬ ‫‪25 - 17‬‬ ‫كهفهم‬

‫‪6‬‬ ‫المجموع‬

‫‪566‬‬
‫الملحق رقم ‪13‬‬

‫كلمة "مق" في القرآن‬

‫ترتيب‬ ‫أسماء‬
‫رقم اآليات‬
‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪- 109 - 91 - 71 - 61 - )2( 42 – 26‬‬
‫‪- 149 - 147 - 146 - 144 - 121 - 119‬‬
‫‪2‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪1‬‬
‫‪- 241 - 236 - )2( 213 – 180 - 176‬‬
‫‪)2( 282 – 252‬‬
‫‪102 - 86 - )2( 71 – 62 - 60 - 21 - 3‬‬
‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫‪2‬‬
‫‪181 - 154 - 112 - 108 -‬‬
‫‪171 - 170 - 155 - 151 - 122 - 105‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬ ‫‪3‬‬
‫‪116 - 84 - 83 - 77 - )2( 48 – 27‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬ ‫‪4‬‬
‫‪– 91 - )2( 73 – 66 - 62 - 57 - 30 - 5‬‬
‫‪6‬‬ ‫األنعام‬ ‫‪5‬‬
‫‪151- 114 - 93‬‬
‫‪105 – 89 - 53 - )2( 44 – 43 - 33 - 8‬‬
‫‪7‬‬ ‫األعراف‬ ‫‪6‬‬
‫‪181 - 169 - 159 - 146 - 118 -‬‬
‫‪74 - 32 - 8 - 7 - 6 - 5 - 4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬ ‫‪7‬‬
‫‪111 - 48 - 33 - 29‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫‪8‬‬
‫‪– )3( 35 – )2( 32 – 30 - 23 - 5 - 4‬‬
‫‪– 82 - 77 - 76 - 55 - )2( 53 – 36‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬ ‫‪9‬‬
‫‪108 - 103 - 94‬‬
‫‪120 - 79 - 45 - 17‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬ ‫‪10‬‬
‫‪100 - 51‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬ ‫‪11‬‬
‫‪19 - 17 - 14 - 1‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬ ‫‪12‬‬
‫‪22 - 19‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهيم‬ ‫‪13‬‬
‫‪567‬‬
‫ترتيب‬ ‫أسماء‬
‫رقم اآليات‬
‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪85 - 64 - 55 - 8‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬ ‫‪14‬‬
‫‪102 - 38 - 3‬‬ ‫‪16‬‬ ‫النحل‬ ‫‪15‬‬
‫‪)2( 105 – 81 - 33‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬ ‫‪16‬‬
‫‪98 - 56 - 44 - 29 - 21 - 13‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬ ‫‪17‬‬
‫‪34‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬ ‫‪18‬‬
‫‪114‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬ ‫‪19‬‬
‫‪112 - 97 - 55 - 24 - 18‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬ ‫‪20‬‬
‫‪78 - 74 - 62 - 54 - 40 - 6‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬ ‫‪21‬‬
‫‪116 - 90 - 71 - )2( 70 – 62 - 41‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬ ‫‪22‬‬
‫‪49 - )2( 25‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬ ‫‪23‬‬
‫‪68 - 33 - 26‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الفرقان‬ ‫‪24‬‬
‫‪79‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬ ‫‪25‬‬
‫‪75 - 53 - 48 - 39 - 13 - 3‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬ ‫‪26‬‬
‫‪68 - 44‬‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬ ‫‪27‬‬
‫‪60 - 47 - 8‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬ ‫‪28‬‬
‫‪33 - 30 - 9‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬ ‫‪29‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬ ‫‪30‬‬
‫‪53 - 4‬‬ ‫‪33‬‬ ‫األحزاب‬ ‫‪31‬‬
‫‪49 - 48 - 43 - 26 - 23 - 6‬‬ ‫‪34‬‬ ‫سبأ‬ ‫‪32‬‬
‫‪31 - 24 - 5‬‬ ‫‪35‬‬ ‫فاطر‬ ‫‪33‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪37‬‬ ‫الصافات‬ ‫‪34‬‬
‫‪)2( 84 – 64 - 26 - 22‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪35‬‬
‫‪75 - 69 - 67 - 41 - 5 - 2‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬ ‫‪36‬‬
‫‪78 - 77 - 75 - 55 - 25 - 20 - 5‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬ ‫‪37‬‬
‫‪53 - 15‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬ ‫‪38‬‬
‫‪42 - 24 - 18 - 17‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬ ‫‪39‬‬

‫‪568‬‬
‫ترتيب‬ ‫أسماء‬
‫رقم اآليات‬
‫المصحف‬ ‫السور‬
‫‪86 - )2( 78 – 30 - 29‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬ ‫‪40‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬ ‫‪41‬‬
‫‪32 - 29 - 22 - 6‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬ ‫‪42‬‬
‫‪34 - 30 - 20 - 17 - 7 - 3‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬ ‫‪43‬‬
‫‪3-2‬‬ ‫‪47‬‬ ‫محمد‬ ‫‪44‬‬
‫‪28 – 27‬‬ ‫‪48‬‬ ‫الفتح‬ ‫‪45‬‬
‫‪42 - 19 - 5‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬ ‫‪46‬‬
‫‪23 – 19‬‬ ‫‪51‬‬ ‫الذاريات‬ ‫‪47‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪53‬‬ ‫النجم‬ ‫‪48‬‬
‫‪95‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الواقعة‬ ‫‪49‬‬
‫‪27 – 16‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬ ‫‪50‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪60‬‬ ‫الممتحنة‬ ‫‪51‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪61‬‬ ‫الصف‬ ‫‪52‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪64‬‬ ‫التغابن‬ ‫‪53‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪69‬‬ ‫الحاقة‬ ‫‪54‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪70‬‬ ‫المعارج‬ ‫‪55‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪78‬‬ ‫النبأ‬ ‫‪56‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪103‬‬ ‫العصر‬ ‫‪57‬‬

‫‪244‬‬ ‫المجموع‬

‫‪569‬‬
‫الملحق رقم ‪14‬‬

‫اسم رسول هللا ‪ ‬في القرآن‬

‫ترتيب‬ ‫أسماء‬
‫رقم اآليات‬
‫المصحف‬ ‫السور‬

‫‪144‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫محمد‬

‫‪40‬‬ ‫‪33‬‬ ‫األمزاب‬


‫‪4‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪47‬‬ ‫محمد‬

‫‪29‬‬ ‫‪48‬‬ ‫الفتح‬

‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪61‬‬ ‫الصف‬ ‫أممد‬

‫‪5‬‬ ‫المجموع‬

‫‪570‬‬
‫الملحق رقم ‪15‬‬

‫كلمة "اسم" في القرآن‬

‫ترتيب‬
‫رقم اآليات‬ ‫أسماء السور‬
‫المصحف‬
‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪138 - 121 - 119 - 118‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪40 - 36 - 34 - 28‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬
‫‪11‬‬ ‫‪49‬‬ ‫الحجرات‬
‫‪78‬‬ ‫‪55‬‬ ‫الرحمن‬
‫‪96 - 74‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الواقعة‬
‫‪52‬‬ ‫‪69‬‬ ‫الحاقة‬
‫‪8‬‬ ‫‪73‬‬ ‫المزمل‬
‫‪25‬‬ ‫‪76‬‬ ‫اإلنسان‬
‫‪15 - 1‬‬ ‫‪87‬‬ ‫األعلى‬
‫‪1‬‬ ‫‪96‬‬ ‫العلق‬
‫‪19‬‬ ‫المجموع‬

‫‪571‬‬
‫الملحق رقم ‪16‬‬

‫األعداد الصح"حة في القرآن‬

‫(األعداد األصل"ة)‬

‫رقم اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬ ‫األعداد‬


‫المصحف‬ ‫السور‬

‫‪213 - 163 - 133 - 61‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬


‫‪- 102 - 12 - (2) 11- 3 - 1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫‪171‬‬
‫‪73-48‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪98-19‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪189‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪31‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬
‫‪19‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫‪118‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪67 - 39 - 31‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬
‫‪16 - 4‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬
‫‪61‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪52 - 48‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهيم‬
‫‪93 - 51 - 22‬‬ ‫‪16‬‬ ‫النحل‬
‫‪110‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬
‫‪108 - 92‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬
‫‪34‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬
‫‪52‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬
‫‪2‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬
‫‪32 - 14‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الفرقان‬
‫‪46‬‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬
‫‪28‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬
‫‪572‬‬
‫رقم اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬ ‫األعداد‬
‫المصحف‬ ‫السور‬

‫‪46‬‬ ‫‪34‬‬ ‫سبأ‬


‫‪53 - 49 - 29‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬
‫‪19 - 4‬‬ ‫‪37‬‬ ‫الصافات‬
‫‪65 - 23 - 15 - 5‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬
‫‪6-4‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬
‫‪16‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬
‫‪6‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬
‫‪8‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬
‫‪33‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬
‫‪50 - 31 - 24‬‬ ‫‪54‬‬ ‫القمر‬
‫‪14 - 13‬‬ ‫‪69‬‬ ‫الحاقة‬
‫‪13‬‬ ‫‪79‬‬ ‫النازعات‬
‫‪176 - 11‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫‪106‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪(2) 144 - (2) 143‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪40‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬
‫‪40‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪15‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬
‫‪51‬‬ ‫‪16‬‬ ‫النحل‬
‫‪27‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬
‫‪14‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬
‫‪(2) 11‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬
‫‪228 - 196‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪41‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫‪17‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪171‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫‪89 - 73‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬

‫‪573‬‬
‫رقم اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬ ‫األعداد‬
‫المصحف‬ ‫السور‬

‫‪118‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬


‫‪65‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪22‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬
‫‪10‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫‪(2) 58‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬
‫‪6‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬
‫‪7‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الواقعة‬
‫‪7‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المجادلة‬
‫‪4‬‬ ‫‪65‬‬ ‫الطالق‬
‫‪30‬‬ ‫‪77‬‬ ‫المرسالت‬
‫‪260 - 234 - 226‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪15‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫‪12‬‬ ‫‪36 - 2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫‪4‬‬
‫‪45 - 13 - 8 - 6 - 4‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬
‫‪10‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬
‫‪22‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬
‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المجادلة‬
‫‪54‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪3‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫‪7‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪7‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الفرقان‬ ‫‪6‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬
‫‪38‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬
‫‪4‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬
‫‪261 - 196 - 29‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪24‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪48 - 47 - (3) 46 - (3) 43‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬

‫‪574‬‬
‫رقم اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬ ‫األعداد‬
‫المصحف‬ ‫السور‬

‫‪87 - 44‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬


‫‪44‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬
‫‪22‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬
‫‪86 - 17‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬
‫‪27‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬
‫‪12‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬
‫‪12‬‬ ‫‪65‬‬ ‫الطالق‬
‫‪3‬‬ ‫‪67‬‬ ‫الملك‬
‫‪7‬‬ ‫‪69‬‬ ‫الحاقة‬
‫‪15‬‬ ‫‪71‬‬ ‫نوح‬
‫‪12‬‬ ‫‪78‬‬ ‫النبأ‬
‫‪143‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪27‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬
‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬
‫‪17 - 7‬‬ ‫‪69‬‬ ‫الحاقة‬
‫‪101‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬
‫‪4‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬ ‫‪9‬‬
‫‪48 - 12‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬
‫‪234 - 196‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪89‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪160‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪142‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪103‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬
‫‪27‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬
‫‪2‬‬ ‫‪89‬‬ ‫الفجر‬

‫‪575‬‬
‫رقم اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬ ‫األعداد‬
‫المصحف‬ ‫السور‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬ ‫‪11‬‬


‫‪60‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪12‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪5‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪(2) 160‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪36‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬
‫‪1‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪74‬‬ ‫المدثر‬ ‫‪19‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬ ‫‪20‬‬
‫‪142‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪2‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬
‫‪51‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪26‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪4‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪142‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪15‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬
‫‪1‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬ ‫‪50‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المجادلة‬ ‫‪60‬‬
‫‪155‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪3‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬ ‫‪70‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪69‬‬ ‫الحاقة‬
‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬ ‫‪80‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫‪99‬‬
‫‪261 - )2( 259‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪6‬‬ ‫‪66 - 65‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬ ‫‪100‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬
‫‪2‬‬ ‫‪66 - 65‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬ ‫‪200‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬ ‫‪300‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬ ‫‪1000‬‬
‫‪576‬‬
‫رقم اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫أسماء‬ ‫األعداد‬
‫المصحف‬ ‫السور‬

‫‪66 - 65 - 9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬


‫‪47‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬
‫‪14‬‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬
‫‪5‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬
‫‪3‬‬ ‫‪97‬‬ ‫القدر‬
‫‪1‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬ ‫‪2000‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫‪3000‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫‪5000‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪70‬‬ ‫المعارج‬ ‫‪50000‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪147‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪ 100000‬الصافات‬

‫‪199‬‬ ‫المجموع‬

‫"أول" ‪" ،‬ثاني"" ‪" ،‬ثنلا""‪،‬‬ ‫أما األعـداد الـتـرتـيـبـي ـة ف الر ر ف ف‬


‫"رابع" ‪" ،‬خنمس" ‪" ،‬سندس" ‪" ،‬ثنمن"‪.‬‬

‫‪577‬‬
‫الملحق رقم ‪17‬‬
‫الكلمات المشتقة ما الجذر "ع د د" في القرآن‬

‫رقم‬ ‫ترتيب‬
‫عدد المــرات‬ ‫أســمـــاء الـســـور‬ ‫الكلمات‬
‫المصحف اآليات‬
‫‪24‬‬ ‫أعدت‬ ‫‪1‬‬
‫‪80‬‬ ‫معدودة‬ ‫‪2‬‬
‫‪184‬‬ ‫معدودات‬ ‫‪3‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪184‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬ ‫عدة‬ ‫‪4‬‬
‫‪185‬‬ ‫عدة‬ ‫‪5‬‬
‫‪185‬‬ ‫عدة‬ ‫‪6‬‬
‫‪203‬‬ ‫معدودات‬ ‫‪7‬‬
‫‪24‬‬ ‫معدودات‬ ‫‪8‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪131‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬ ‫أعدت‬ ‫‪9‬‬
‫‪133‬‬ ‫أعدت‬ ‫‪10‬‬
‫‪93‬‬ ‫وأعد‬ ‫‪11‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪102‬‬
‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫أعد‬ ‫‪12‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬ ‫أعدوا‬ ‫‪13‬‬
‫‪36‬‬ ‫عدة‬ ‫‪14‬‬
‫‪37‬‬ ‫عدة‬ ‫‪15‬‬
‫‪46‬‬ ‫أعدوا‬ ‫‪16‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪46‬‬
‫‪9‬‬ ‫التوبة‬
‫عدة‬ ‫‪17‬‬
‫‪89‬‬ ‫أعد‬ ‫‪18‬‬
‫‪100‬‬ ‫أعد‬ ‫‪19‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬ ‫عدد‬ ‫‪20‬‬
‫‪8‬‬ ‫معدودة‬ ‫‪21‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪104‬‬
‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫معدود‬ ‫‪22‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬ ‫معدودة‬ ‫‪23‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهيم‬ ‫تعدوا‬ ‫‪24‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪16‬‬ ‫النحل‬ ‫تعدوا‬ ‫‪25‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإسراء‬ ‫عدد‬ ‫‪26‬‬
‫‪11‬‬ ‫عددا‬ ‫‪27‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬
‫عدتهم‬
‫‪22‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪578‬‬
‫رقم‬ ‫ترتيب‬
‫عدد المــرات‬ ‫أســمـــاء الـســـور‬ ‫الكلمات‬
‫المصحف اآليات‬
‫‪84‬‬ ‫نعد‬ ‫‪29‬‬
‫‪84‬‬ ‫عدا‬ ‫‪30‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫عدهم‬
‫‪94‬‬ ‫‪31‬‬
‫‪94‬‬ ‫عدا‬ ‫‪32‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬ ‫تعدون‬ ‫‪33‬‬
‫‪112‬‬ ‫عدد‬ ‫‪34‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬
‫العادين‬
‫‪113‬‬ ‫‪35‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬ ‫تعدون‬ ‫‪36‬‬
‫‪8‬‬ ‫أعد‬ ‫‪37‬‬
‫‪29‬‬ ‫أعد‬ ‫‪38‬‬
‫‪35‬‬ ‫أعد‬ ‫‪39‬‬
‫‪44‬‬ ‫أعد‬ ‫‪40‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪33‬‬ ‫األحزاب‬
‫عدة‬
‫‪49‬‬ ‫‪41‬‬
‫‪49‬‬ ‫تعتدونها‬ ‫‪42‬‬
‫‪57‬‬ ‫أعد‬ ‫‪43‬‬
‫‪64‬‬ ‫أعد‬ ‫‪44‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬ ‫نعدهم‬ ‫‪45‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪48‬‬ ‫الفتح‬ ‫أعد‬ ‫‪46‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬ ‫أعدت‬ ‫‪47‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المجادلة‬ ‫أعد‬ ‫‪48‬‬
‫‪1‬‬ ‫عدتهن‬ ‫‪49‬‬
‫‪1‬‬ ‫عدة‬ ‫‪50‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪65‬‬ ‫الطالق‬
‫عدتهن‬
‫‪4‬‬ ‫‪51‬‬
‫‪10‬‬ ‫أعد‬ ‫‪52‬‬
‫‪24‬‬ ‫عددا‬ ‫‪53‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪72‬‬ ‫الجن‬
‫عددا‬
‫‪28‬‬ ‫‪54‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪74‬‬ ‫المدثر‬ ‫عدتهم‬ ‫‪55‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪76‬‬ ‫اإلنسان‬ ‫أعد‬ ‫‪56‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪104‬‬ ‫الهمزة‬ ‫وعدده‬ ‫‪57‬‬

‫‪579‬‬
‫الملحق رقم ‪18‬‬
‫الجدول العام للقرآن رقم ‪3‬‬

‫نظام الترم ز بالحروف‬

‫في اا الجدول جمعنا المعطيات العددية التالية التي تتميز د ا رور القرآن ‪:‬‬
‫‪ .1‬عناوين السور وترتيب ا في المصحف وفي التنزيل‪.‬‬
‫‪ .2‬نظام الترميز بالحروف‪.‬‬

‫‪581‬‬
‫نظـام الرمـز بالحـروف‬ ‫‪ 114‬سورة‬ ‫نظـام الرمـز بالحـروف‬ ‫‪ 114‬سورة‬
‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫رموز‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب المصحف‬ ‫رموز‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬
‫أسماء السور‬ ‫أسماء السور‬
‫‪85  1‬‬ ‫‪29  1‬‬ ‫‪85  1‬‬ ‫‪29  1‬‬ ‫الحروف‬ ‫المصحف التنزيل‬ ‫‪85  1‬‬ ‫‪29  1‬‬ ‫‪85  1‬‬ ‫‪29  1‬‬ ‫الحروف‬ ‫المصحف التنزيل‬
‫‪76‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المجادلة‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الفاتحة‬
‫‪72‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪59‬‬ ‫الحشر‬ ‫‪27‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الـم‬ ‫‪87‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪63‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪60‬‬ ‫الممتحنة‬ ‫‪28‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الـم‬ ‫‪89‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫‪80‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪61‬‬ ‫الصف‬ ‫‪64‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫‪81‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪62‬‬ ‫الجمعة‬ ‫‪83‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪75‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪63‬‬ ‫المنافقون‬ ‫‪41‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪79‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪64‬‬ ‫التغابن‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الـمـص‬ ‫‪39‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪70‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪65‬‬ ‫الطالق‬ ‫‪61‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬
‫‪78‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪66‬‬ ‫التحريم‬ ‫‪84‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬
‫‪53‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪67‬‬ ‫الملك‬ ‫‪11‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الـر‬ ‫‪51‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫‪1‬‬ ‫‪29‬‬ ‫ن‬ ‫‪2‬‬ ‫‪68‬‬ ‫القلم‬ ‫‪12‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الـر‬ ‫‪52‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪54‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪69‬‬ ‫الحاقـة‬ ‫‪13‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الـر‬ ‫‪53‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬
‫‪55‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪70‬‬ ‫المعارج‬ ‫‪29‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الـمـر‬ ‫‪96‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬
‫‪49‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪71‬‬ ‫نوح‬ ‫‪23‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الـر‬ ‫‪72‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهيم‬
‫‪36‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪72‬‬ ‫الجن‬ ‫‪14‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الـر‬ ‫‪54‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬
‫‪2‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪73‬‬ ‫المزمل‬ ‫‪48‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪16‬‬ ‫النحل‬
‫‪3‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪74‬‬ ‫المدثر‬ ‫‪40‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬
‫‪30‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪75‬‬ ‫القيامة‬ ‫‪47‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬
‫‪69‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪76‬‬ ‫اإلنسان‬ ‫‪6‬‬ ‫‪10‬‬ ‫كـهـيـعـص‬ ‫‪44‬‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫‪32‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪77‬‬ ‫المرسالت‬ ‫‪7‬‬ ‫‪11‬‬ ‫طـه‬ ‫‪45‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬
‫‪56‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪78‬‬ ‫النبأ‬ ‫‪50‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬
‫‪57‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪79‬‬ ‫النازعات‬ ‫‪74‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬
‫‪23‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪80‬‬ ‫عبس‬ ‫‪51‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬
‫‪6‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪81‬‬ ‫التكوير‬ ‫‪73‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬
‫‪58‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪82‬‬ ‫االنفطار‬ ‫‪37‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الفرقان‬
‫‪60‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪83‬‬ ‫المطففين‬ ‫‪8‬‬ ‫‪12‬‬ ‫طـسـم‬ ‫‪47‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬
‫‪59‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪84‬‬ ‫االنشقاق‬ ‫‪9‬‬ ‫‪13‬‬ ‫طـس‬ ‫‪48‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬
‫‪26‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪85‬‬ ‫البروج‬ ‫‪10‬‬ ‫‪14‬‬ ‫طـسـم‬ ‫‪49‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬
‫‪34‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪86‬‬ ‫الطارق‬ ‫‪26‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الـم‬ ‫‪85‬‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬
‫‪7‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪87‬‬ ‫األعلى‬ ‫‪25‬‬ ‫‪16‬‬ ‫الـم‬ ‫‪84‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬
‫‪46‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪88‬‬ ‫الغاشية‬ ‫‪15‬‬ ‫‪17‬‬ ‫الـم‬ ‫‪57‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬
‫‪9‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪89‬‬ ‫الفجر‬ ‫‪24‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الـم‬ ‫‪75‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬
‫‪33‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪90‬‬ ‫البلد‬ ‫‪62‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪33‬‬ ‫األحزاب‬
‫‪25‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪91‬‬ ‫الشمس‬ ‫‪43‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪34‬‬ ‫سبأ‬
‫‪8‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪92‬‬ ‫الليل‬ ‫‪38‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪35‬‬ ‫فاطر‬
‫‪10‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪93‬‬ ‫الضحى‬ ‫‪5‬‬ ‫‪19‬‬ ‫يـس‬ ‫‪41‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬
‫‪11‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪94‬‬ ‫الشرح‬ ‫‪42‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪37‬‬ ‫الصافـات‬
‫‪27‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪95‬‬ ‫التين‬ ‫‪3‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ص‬ ‫‪38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬
‫‪1‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪96‬‬ ‫العلق‬ ‫‪44‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬
‫‪24‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪97‬‬ ‫القدر‬ ‫‪16‬‬ ‫‪21‬‬ ‫حـم‬ ‫‪60‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬
‫‪71‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪98‬‬ ‫البينة‬ ‫‪17‬‬ ‫‪22‬‬ ‫حـم‬ ‫‪61‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬
‫‪65‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪99‬‬ ‫الزلزلة‬ ‫‪18‬‬ ‫‪23‬‬ ‫حـم عسق‬ ‫‪62‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬
‫‪13‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪100‬‬ ‫العاديات‬ ‫‪19‬‬ ‫‪24‬‬ ‫حـم‬ ‫‪63‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬
‫‪29‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪101‬‬ ‫القارعة‬ ‫‪20‬‬ ‫‪25‬‬ ‫حـم‬ ‫‪64‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬
‫‪15‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪102‬‬ ‫التكاثر‬ ‫‪21‬‬ ‫‪26‬‬ ‫حـم‬ ‫‪65‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬
‫‪12‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪103‬‬ ‫العصر‬ ‫‪22‬‬ ‫‪27‬‬ ‫حـم‬ ‫‪66‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬
‫‪31‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪104‬‬ ‫الهمزة‬ ‫‪67‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪47‬‬ ‫محمد‬
‫‪18‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪105‬‬ ‫الفيل‬ ‫‪82‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪48‬‬ ‫الفتح‬
‫‪28‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪106‬‬ ‫قريش‬ ‫‪77‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪49‬‬ ‫الحجرات‬
‫‪16‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪107‬‬ ‫الماعون‬ ‫‪2‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ق‬ ‫‪34‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬
‫‪14‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪108‬‬ ‫الكوثر‬ ‫‪45‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪51‬‬ ‫الذاريات‬
‫‪17‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪109‬‬ ‫الكافرون‬ ‫‪52‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الطور‬
‫‪85‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪110‬‬ ‫النصر‬ ‫‪22‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪53‬‬ ‫النجم‬
‫‪5‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪111‬‬ ‫المسد‬ ‫‪35‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪54‬‬ ‫القمر‬
‫‪21‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪112‬‬ ‫اإلخالص‬ ‫‪68‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪55‬‬ ‫الرحمن‬
‫‪19‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪113‬‬ ‫الفلق‬ ‫‪39‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الواقعة‬
‫‪20‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪114‬‬ ‫الناس‬ ‫‪66‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬
‫الملحق رقم ‪19‬‬
‫الجدول العام للقرآن رقم ‪4‬‬

‫سور القرآن‬
‫نظام الترم ز بالحروف‬
‫نظام الترم ز كوفي‪/‬مدني أخ ر (ش)‬

‫في اا الجدول جمعنا المعطيات العددية التالية التي تتميز د ا رور القرآن ‪:‬‬
‫‪ .1‬عناوين السور وترتيب ا في المصحف وفي التنزيل‪.‬‬
‫‪ .2‬نظام الترميز بالحروف‪.‬‬
‫‪ .3‬نظام الترميز كوفي‪/‬مدني أخير (ش)‬

‫‪585‬‬
‫نظام الرمز الكوفي‪/‬مدني ‪ 2‬ش‬ ‫نظـام الرمـز بالحـروف‬ ‫‪ 114‬سـورة‬ ‫نظام الرمز الكوفي‪/‬مدني ‪ 2‬ش‬ ‫نظـام الرمـز بالحـروف‬ ‫‪ 114‬سـورة‬
‫ترتيب‬ ‫عدد اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬ ‫عدد اآليات‬ ‫ترتيب المصحف ترتيب اتنزيل‬
‫ترتيب التنزيل‬ ‫المصحف‬ ‫ترتيب التنزيل‬ ‫المصحف‬ ‫رموز‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب اتنزيل‬ ‫المصحف‬ ‫رموز‬ ‫ترتيب‬
‫‪651‬‬ ‫‪491‬‬ ‫‪651‬‬ ‫‪491‬‬ ‫مدني ‪2‬‬ ‫الكوفي‬ ‫‪851‬‬ ‫‪291‬‬ ‫‪851‬‬ ‫‪291‬‬ ‫الحروف‬ ‫التنزيل‬ ‫المصحف‬ ‫أسماء السور‬ ‫‪651‬‬ ‫‪491‬‬ ‫‪651‬‬ ‫‪491‬‬ ‫مدني ‪2‬‬ ‫الكوفي‬ ‫‪851‬‬ ‫‪291‬‬ ‫‪851‬‬ ‫‪291‬‬ ‫الحروف‬
‫ترتيب اتنزيل‬ ‫المصحف‬ ‫أسماء السور‬
‫‪47‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪58‬‬ ‫المجادلة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الفاتحة‬
‫‪57‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪59‬‬ ‫الحشر‬ ‫‪37‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪285 286‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الـم‬ ‫‪87‬‬ ‫‪2‬‬ ‫البقرة‬
‫‪53‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪60‬‬ ‫الممتحنة‬ ‫‪51‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الـم‬ ‫‪89‬‬ ‫‪3‬‬ ‫آل عمران‬
‫‪62‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪61‬‬ ‫الصف‬ ‫‪39‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪175 176‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النساء‬
‫‪63‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪62‬‬ ‫الجمعة‬ ‫‪48‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪122 120‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المائدة‬
‫‪58‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪63‬‬ ‫المنافقون‬ ‫‪ 20‬الج‬ ‫‪4‬‬ ‫‪167 165‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األنعام‬
‫‪61‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪64‬‬ ‫التغابن‬ ‫معة‬
‫‪29‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الـمـص‬ ‫‪39‬‬ ‫‪7‬‬ ‫األعراف‬
‫‪55‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪65‬‬ ‫الطالق‬ ‫‪38‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪76 75‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪8‬‬ ‫األنفال‬
‫‪60‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪66‬‬ ‫التحريم‬ ‫‪49‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪130 129‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التوبة‬
‫‪43‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪67‬‬ ‫الملك‬ ‫‪33‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الـر‬ ‫‪51‬‬ ‫‪10‬‬ ‫يونس‬
‫‪1‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪29‬‬ ‫ن‬ ‫‪2‬‬ ‫‪68‬‬ ‫القلم‬ ‫‪19‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪121 123‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الـر‬ ‫‪52‬‬ ‫‪11‬‬ ‫هود‬
‫‪44‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪69‬‬ ‫الحاقـة‬ ‫‪34‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الـر‬ ‫‪53‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يوسف‬
‫‪45‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪70‬‬ ‫المعارج‬ ‫‪43‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪44 43‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الـمـر‬ ‫‪96‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الرعد‬
‫‪30‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪71‬‬ ‫نوح‬ ‫‪31‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪54 52‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الـر‬ ‫‪72‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إبراهيم‬
‫‪30‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪72‬‬ ‫الجن‬ ‫‪35‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الـر‬ ‫‪54‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الحجر‬
‫‪2‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪73‬‬ ‫المزمل‬ ‫‪41‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪16‬‬ ‫النحل‬
‫‪3‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪74‬‬ ‫المدثر‬ ‫‪18‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪110 111‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اإلسراء‬
‫‪9‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪75‬‬ ‫القيامة‬ ‫‪29‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪105 110‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الكهف‬
‫‪54‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪76‬‬ ‫اإلنسان‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪99 98‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪ 44‬كـهـيـعـص‬ ‫‪19‬‬ ‫مريم‬
‫‪24‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪77‬‬ ‫المرسالت‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪134 135‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪11‬‬ ‫طـه‬ ‫‪45‬‬ ‫‪20‬‬ ‫طه‬
‫‪46‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪78‬‬ ‫النبأ‬ ‫‪32‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪111 112‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األنبياء‬
‫‪35‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪79‬‬ ‫النازعات‬ ‫‪46‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪76 78‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الحج‬
‫‪18‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪80‬‬ ‫عبس‬ ‫‪33‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪119 118‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المؤمنون‬
‫‪4‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪81‬‬ ‫التكوير‬ ‫‪45‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪62 64‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النور‬
‫‪47‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪82‬‬ ‫االنفطار‬ ‫‪31‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الفرقان‬
‫‪50‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪83‬‬ ‫المطففين‬ ‫‪16‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪226 227‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪12‬‬ ‫طـسـم‬ ‫‪47‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعراء‬
‫‪48‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪84‬‬ ‫االنشقاق‬ ‫‪17‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪95 93‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪13‬‬ ‫طس‬ ‫‪48‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النمل‬
‫‪21‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪85‬‬ ‫البروج‬ ‫‪32‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪14‬‬ ‫طـسـم‬ ‫‪49‬‬ ‫‪28‬‬ ‫القصص‬
‫‪27‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪86‬‬ ‫الطارق‬ ‫‪49‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الـم‬ ‫‪85‬‬ ‫‪29‬‬ ‫العنكبوت‬
‫نظام الرمز الكوفي‪/‬مدني ‪ 2‬ش‬ ‫نظـام الرمـز بالحـروف‬ ‫‪ 114‬سـورة‬ ‫نظام الرمز الكوفي‪/‬مدني ‪ 2‬ش‬ ‫نظـام الرمـز بالحـروف‬ ‫‪ 114‬سـورة‬
‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب‬ ‫عدد اآليات‬ ‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب التنزيل‬ ‫ترتيب‬ ‫عدد اآليات‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬ ‫ترتيب‬
‫المصحف‬ ‫المصحف‬ ‫رموز‬ ‫ترتيب‬ ‫المصحف‬ ‫التنزيل‬ ‫المصحف‬ ‫رموز‬ ‫ترتيب‬
‫‪651‬‬ ‫‪491‬‬ ‫‪651‬‬ ‫‪491‬‬ ‫مدني ‪2‬‬ ‫الكوفي‬ ‫‪851‬‬ ‫‪291‬‬ ‫‪851‬‬ ‫‪291‬‬ ‫الحروف‬ ‫التنزيل‬ ‫المصحف‬ ‫أسماء السور‬ ‫‪651‬‬ ‫‪491‬‬ ‫‪651‬‬ ‫‪491‬‬ ‫مدني ‪2‬‬ ‫الكوفي‬ ‫‪851‬‬ ‫‪291‬‬ ‫‪851‬‬ ‫‪291‬‬ ‫الحروف‬ ‫التنزيل‬ ‫المصحف‬ ‫أسماء السور‬
‫‪5‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪87‬‬ ‫األعلى‬ ‫‪36‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪16‬‬ ‫الـم‬ ‫‪84‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الروم‬
‫‪40‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪88‬‬ ‫الغاشية‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪17‬‬ ‫الـم‬ ‫‪57‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لقمان‬
‫‪4‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪89‬‬ ‫الفجر‬ ‫‪42‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الـم‬ ‫‪75‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السجدة‬
‫‪26‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪90‬‬ ‫البلد‬ ‫‪52‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪33‬‬ ‫األحزاب‬
‫‪20‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪91‬‬ ‫الشمس‬ ‫‪37‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪34‬‬ ‫سبأ‬
‫‪6‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪92‬‬ ‫الليل‬ ‫‪12‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪35‬‬ ‫فاطر‬
‫‪7‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪93‬‬ ‫الضحى‬ ‫‪11‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪19‬‬ ‫يــس‬ ‫‪41‬‬ ‫‪36‬‬ ‫يس‬
‫‪8‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪94‬‬ ‫الشرح‬ ‫‪36‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪182‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪37‬‬ ‫الصافـات‬
‫‪22‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪95‬‬ ‫التين‬ ‫‪10‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ص‬ ‫‪38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص‬
‫‪1‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪96‬‬ ‫العلق‬ ‫‪22‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الزمر‬
‫‪19‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪97‬‬ ‫القدر‬ ‫‪23‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪21‬‬ ‫حـم‬ ‫‪60‬‬ ‫‪40‬‬ ‫غافر‬
‫‪56‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪98‬‬ ‫البينة‬ ‫‪24‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪22‬‬ ‫حـم‬ ‫‪61‬‬ ‫‪41‬‬ ‫فصلت‬
‫‪40‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪99‬‬ ‫الزلزلة‬ ‫‪25‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪ 62‬حـم عسق‬ ‫‪42‬‬ ‫الشورى‬
‫‪10‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪100‬‬ ‫العاديات‬ ‫‪38‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪24‬‬ ‫حـم‬ ‫‪63‬‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرف‬
‫‪8‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪101‬‬ ‫القارعة‬ ‫‪26‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪25‬‬ ‫حـم‬ ‫‪64‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الدخان‬
‫‪12‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪102‬‬ ‫التكاثر‬ ‫‪27‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪26‬‬ ‫حـم‬ ‫‪65‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الجاثية‬
‫‪9‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪103‬‬ ‫العصر‬ ‫‪28‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪27‬‬ ‫حـم‬ ‫‪66‬‬ ‫‪46‬‬ ‫األحقاف‬
‫‪23‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪104‬‬ ‫الهمزة‬ ‫‪42‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪47‬‬ ‫محمد‬
‫‪14‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪105‬‬ ‫الفيل‬ ‫‪64‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪48‬‬ ‫الفتح‬
‫‪7‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪106‬‬ ‫قريش‬ ‫‪59‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪49‬‬ ‫الحجرات‬
‫‪5‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪107‬‬ ‫الماعون‬ ‫‪25‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ق‬ ‫‪34‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ق‬
‫‪11‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪108‬‬ ‫الكوثر‬ ‫‪39‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪51‬‬ ‫الذاريات‬
‫‪13‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪109‬‬ ‫الكافرون‬ ‫‪34‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الطور‬
‫‪65‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪110‬‬ ‫النصر‬ ‫‪6‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪53‬‬ ‫النجم‬
‫‪3‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪111‬‬ ‫المسد‬ ‫‪28‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪54‬‬ ‫القمر‬
‫‪17‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪112‬‬ ‫اإلخالص‬ ‫‪44‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪55‬‬ ‫الرحمن‬
‫‪15‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪113‬‬ ‫الفلق‬ ‫‪15‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الواقعة‬
‫‪16‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪114‬‬ ‫الناس‬ ‫‪41‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪57‬‬ ‫الحديد‬
‫فهـرس‬
‫ظمــة‬
‫الجزء الثاني ‪ :‬الصدفة المن ّ‬

‫ص ‪371‬‬ ‫تم يد ‪ ،‬الدةتور ةرماعيل عمرجي‪.‬‬

‫ص ‪381‬‬ ‫وتبلمف امعداد‪...‬‬

‫ص ‪417‬‬ ‫رموز الحروف في القرآن‬

‫ص ‪475‬‬ ‫رموز عد فواصل اآلي‬

‫ص ‪517‬‬ ‫الترميز المزدوج ‪ :‬بالحروف و واصل اآلي‬

‫ص ‪537‬‬ ‫الخاتمة‬
‫ص ‪543‬‬ ‫الملحقات والجداول‬
‫الملحق رقم ‪: 1‬‬
‫ص ‪545‬‬ ‫الجدول العام للقرآن رقم ‪ 2‬عدد آيات السور بحسب اختالف العد‬
‫ص ‪549‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 2‬ف ارئااد البسملااة‬
‫ص ‪551‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 3‬ال رائد القرآنية في الجزء امول‬
‫ص ‪553‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 4‬القراءات امر ع عشرة‬
‫ص ‪556‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 5‬ل ظ الجاللة "الرحمن" في القرآن‬
‫ص ‪557‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 6‬ل ظ الجاللة "رحيم" في القرآن‬
‫ص ‪559‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 7‬ارم "مريم" علي ا السالم في القرآن‬
‫ص ‪560‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 8‬ارم "عيسى" ‪ ‬في القرآن‬
‫ص ‪561‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 9‬ارم "ءادم" ‪ ‬في القرآن‬
‫ص ‪562‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 10‬كلمة "راعة" في القرآن‬
‫ص ‪564‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 11‬عبارة "يوم القيمة" في القرآن‬
‫ص ‪566‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 12‬كلمة "الب ف" في القرآن‬
‫ص ‪567‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 13‬كلمة "حق" في القرآن‬
‫ص ‪570‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 14‬ارم "محمد" ‪ ‬في القرآن‬
‫ص ‪571‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 15‬كلمة "ارم" في القرآن‬
‫ص ‪572‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 16‬امعداد امصلية في القرآن‬
‫ص ‪578‬‬ ‫الملحق رقم ‪ : 17‬البلمات المشتقة من الجار "ع د د" في القرآن‬

‫الملحق رقم ‪ : 18‬الجدول العام للقرآن رقم ‪3‬‬


‫ص ‪581‬‬ ‫نظام الترميز بالحروف‬
‫الملحااق رقاام ‪ : 19‬رااور الق ارآن ‪ -‬نظااام الترميااز بااالحروف ‪ -‬نظااام‬
‫ص ‪585‬‬ ‫الترميز كوفي‪/‬مدني أخير (ش)‬
‫‪© SCDOFG‬‬

‫إﯾﺪاع ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ‪ :‬ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ ، 2018‬ﻓﺮﻧﺴﺎ‪.‬‬


‫‪ISBN : 978-2-490002-02-3‬‬
‫ﻛﺎﻓﺔ ﺣﻘﻮق اﻟﻄﺒﻊ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻔﻮظﺔ‬
‫ٱلرِنَٰمۡح ه‬ ‫ه‬
‫ٱَّللِ ه‬
‫ٱلرحِي ِم‬ ‫ِمۡسِب‬

‫ۡ‬ ‫هُ ه َ ُ َۡ َ ۡ ََۡ ُ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُۡ ُ هُ َ‬


‫‪ ‬قل ه َو ٱَّلل أحد ‪ 1‬ٱَّلل ٱلصمد ‪ 2‬لم ي ِِل ولم يوَل ‪3‬‬

‫ُ ه ُُ َ‬ ‫َ‬
‫َول ۡم يَكن َُّلۥ كف ًوا أ َح ُد ُۢ ‪ 4‬‬

‫فريد عبنس رجن قبطني"‬


‫‪Farid Abbès Raja Gabteni‬‬

‫السيد فريد عباس رجا قبطان عالم وباحث متعدد االختصاصات وهو‬
‫شخصية جزائرية و فرنسية‪ .‬ولد ف باريس بفرنسا ف ‪ 14‬نوفمبر‬
‫‪ ،1957‬والده محند أرزق عباس ناث عل ‪ 1‬مف مواليد إحسانيف ف يت‬
‫اسعاد ‪ ،‬يت غبري بالجزائر ووالدته ذهبية عزور مف مواليد تيروبعيف ‪،‬‬
‫ميزرانة ‪ ،‬يت واغنوف بالجزائر‪.‬‬

‫‪ 1‬سليمان قبطاني في الحالة المدنية الفرنسية‪.‬‬


© SCDOFG
. ، ‫ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ‬: ‫إﯾﺪاع ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ‬2018‫ﻓﺮﻧﺴﺎ‬
ISBN : 978-2-490002-02-3
‫ﺣﻘﻮق اﻟﻄﺒﻊ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻔﻮظﺔ ﻛﺎﻓﺔ‬

----------

Printed in France in september 2018


by COPY-MEDIA,
23, Av. de Guitayne - 33610 CANEJAN, FRANCE

Vous aimerez peut-être aussi