Vous êtes sur la page 1sur 39

‫وظائف اللغة يف ضوء نظريات االستعامل‬

‫‪-‬وظيفتا اإلنجاز والحجاج أمنوذجا‪-‬‬


‫عمر بوقمرة‬
‫حسيبة بن بوعيل الشلف ‪-‬الجزائر‬
‫‪dr.bouguemra@gmail.com‬‬

‫تاريخ االستالم‪ 2017/08/10 :‬تاريخ القبول‪2017/12/24 :‬‬


‫امللخّــص‬
‫اكتســبت اللغــة قيمتهــا مــن وظائفهــا التــي تؤديها يف صــدر املجتمــع؛ ولذلك‬
‫دأب اللســانيون عــى رصــد هــذه الوظائــف ودراســتها؛ وقــد تشــكل جـ ّراء تلــك‬
‫الجهــود اتجاهــان رئيســان هــا‪ :‬االتجــاه الشــكيل الصــوري‪ ،‬واالتجــاه التــداويل‬
‫االســتعاميل‪ ،‬وكالهــا يشــتغل عــى اللغــة ونظامهــا؛ إال أن األول يركــز عــى‬
‫البنيــة الداخليــة للغــة‪ ،‬والثــاين يتجــاوز ذلــك إىل املالبســات الخارجيــة للفعــل‬
‫الكالمــي؛ ومــن هنــا يجــب التأكيــد عــى أن االتجــاه الثــاين جــاء كــرد فعــل عــى‬
‫قصــور االتجــاه األول‪ ،‬وتركيــزه عــى نظــام اللغــة غفــا مــن اعتبــار اســتعاملها‬
‫ومســتعملها ووظائفهــا االجتامعيــة‪ ،‬وهــذا البحــث يجتهــد يف دراســة وظيفتــن‬
‫مــن وظائــف االتجــاه الثــاين هــا‪ :‬الوظيفــة اإلنجازيــة‪ ،‬والوظيفــة الحجاجيــة‪.‬‬
‫الكلامت املفاتيح‪:‬‬
‫اللغة ‪ -‬البنية ‪ -‬االستعامل ‪ -‬الوظيفة اإلنجازية ‪ -‬الوظيفة الحجاجية‪.‬‬
Les fonctions de la langue dans les théories de l'utilisation: les
modèles des fonctions de performance et d'argumentation
Résumé
La langue a gagné sa valeur de ses fonctions exercées dans la société, par
conséquent les linguistes ont suivi et étudié ces fonctions. Pour cette raison
deux tendances sont apparues dans la recherche linguistique: la direction
formelle et la direction pragmatique, toutes deux fonctionnent sur la langue
et son système, mais la première se concentre sur la structure interne de la
langue, et la seconde dépasse la structure interne de la langue pour examiner
les circonstances extérieures de l'acte performatif, il faut donc souligner
que la deuxième tendance était une réaction à l'insuffisance de la première
direction, car elle se se concentre sur le système linguistique et néglige les
facteurs pragmatiques et leurs fonctions sociales, cette recherche vise à
étudier deux des fonctions de la seconde direction: fonction performative
et fonction argumentative.
Mots clés:
Langue - structure - utilisation - fonction performative - fonction argu-
mentative.

Language functions in the theories of use: models of performance


and argumentation functions
Abstract
Language has gained its value from the functions it performs in the
society; therefore, the Linguists have been studying these functions. As a
result of these efforts, two main trends have appeared: the formalistic, the
pragmatic; both operate on the language and its structure; but the first trend
focus on the internal structure of language, and the second exceeds that to
the external circumstances of speech acts; hence it must be emphasized that
the second trend was a reaction to the inadequacy of the first trend, and its
focus on the language system, neglecting its use, user and social functions.
This research aims to study two functions of the second trend: the function
of performance, and the function of argumentation.
Key words :
Language - structure - use - performance function - argumentative
Function.
‫وظائف اللغة يف ضوء نظريات االستعامل ‪-‬وظيفتا اإلنجاز والحجاج أمنوذجا‪-‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫اختلــف اللســانيون يف دراســة اللغــة فرقتــن‪ ،‬ولــكل منهــا منهجهــا؛ تشــكل عــى إثــر‬
‫ذلــك اتجاهــان رئيســان لدراســة اللغــة هــا‪:‬‬
‫‪ -1‬االتجاه الشكيل الصوري‪:‬‬
‫والــذي اســتطاع مــن خاللــه العــرب القدامــى التأســيس لعلومهــم املختلفــة؛ ومنهــا‬
‫النحــو والــرف‪ ،‬ومتثــل يف الــدرس الغــريب يف اللســانيات البنيويــة التــي تعنــى بدراســة‬
‫نظــام اللغــة وقوفــا عنــد مســتوياته املختلفــة‪ ،‬بعيــدا عــن آثــار االســتخدام يف صــدر‬
‫املجتمــع‪ ،‬شــعارهم شــعار منشــئ العلــم األول "فردينانــد دي سوســر"؛ وهــو يحــد هــذا‬
‫العلــم بأنــه الدراســة العلميــة املوضوعيــة للســان البــري بعيــدا عــن كل االعتبــارات‬
‫األخــرى التــي ليســت مــن صلــب اهتــام اللســاين‪ ،‬فهــي هامشــية وثانويــة‪ ،‬وميكــن أن‬
‫يضطلــع بهــا علــاء ينتمــون لتخصصــات علميــة أخــرى‪ ،‬كعلــم االجتــاع‪ ،‬وعلــم النفــس‬
‫مثــا؛ لذلــك ضُ بِطــت حــدود الدراســة فيــه بدراســة اللســان منــه وإليــه؛ أي مــن أجلــه‬
‫ولذاتــه‪ ،‬فهــي دراســة وصفيــة شــكلية موضوعيــة تــروم رصــد الخصائــص العامــة املشــركة‬
‫بــن اللغــات البرشيــة كافــة‪.1‬‬
‫وقــد شــاع عنــد مؤرخــي اللســانيات املعــارصة فكــرة فحواهــا أن النتاج اللســاين املعارص‬
‫ينحــر يف مدرســتني لســانيتني اثنتــن؛ مدرســة تصنيفيــة‪ ،‬وأخــرى يســعى أصحابهــا إىل‬
‫مجــاوزة حــدود الوصــف والتصنيــف إىل التنظــر‪ ،‬وميثــل هاتــن املدرســتني تيــاران اثنــان‬
‫هــا‪ :‬تيــار البنيويــة‪ ،‬وتيــار النحــو التوليــدي التحويــي؛ اللــذان ســادا مــع مطلــع القــرن‬
‫العرشيــن‪ ،‬وحســب رأي هــؤالء املؤرخــن فــإن التيــار األول يقــف عــى جميــع املعطيــات‬
‫اللغويــة وصفــا وتصنيفــا بــدءا باملســتوى الصــويت وانتهــاء باملســتوى الرتكيبــي؛ متوســا‬
‫مبــدأي التقطيــع والتعاقــب‪ ،‬يف حــن يحــاول التيــار الثــاين تجــاوز مرحلــة وصــف الظواهــر‬
‫اللغويــة إىل مرحلــة التفســر؛ وذلــك بردهــا إىل نظريــة عامــة تتضمــن املبــادئ العامــة‬
‫التــي تتحكــم يف عمليــة تعلــم اللغــة ‪.2‬‬
‫والحقيقــة أن هذيــن التياريــن يخرجــان معــا مــن مشــكاة االتجــاه الشــكيل الصــوري‪،‬‬

‫‪11‬‬ ‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬


‫عمر بوقمرة‬
‫الــذي اســتبعد املعنــى مــن علــم اللغــة‪ ،‬وهــو املأخــذ الــذي وجــه للبنيويــن األمريكيــن‪،‬‬
‫وإن كان ال يصــدق إال عــى مرحلتــي التطــور األوىل والثانيــة‪ ،‬بخــاف التطــور األحــدث‬
‫للنحــو التوليــدي‪ ،‬ومل يســتبعد البنيويــون األمريكيــون املعنــى جهــا منهــم بوظيفــة اللغــة‬
‫التواصليــة‪ ،‬بــل قناعــة منهــم أنــه مــن غــر املمكــن علميــا آنــذاك دراســة ووصــف جانــب‬
‫الداللــة يف اللغــة وصفــا دقيقــا‪ ،‬وبهــذه النظــرة كانــوا مثاليــن باملفهــوم الفلســفي ألنهــم‬
‫ميارســون نظــرة محضــة إىل الشــكل ويفضلونــه عــى املضمــون‪.3‬‬
‫وكان مــن نتــاج ذلــك أن رفضــت التوليديــة "إعطــاء أي أولويــة للمحيــط الخارجــي يف‬
‫مســألة تعلــم اللغــة‪ ،‬فالقوانــن العامــة املتحكمــة يف تعلــم اللغــات هــي مبــادئ داخليــة؛‬
‫أي تــأيت مــن البنيــة الداخليــة للعقــل اإلنســاين نفســه"‪ .4‬كل ذلــك كان مــررا كافيــا مــن‬
‫وجهــة نظــر كثــر مــن اللســانيني للبحــث عــن منهــج آخــر يــويل عنايــة فائقــة للمعنــى يف‬
‫ســياقه التواصــي الخارجــي؛ فــكان االتجــاه التــداويل الوظيفــي‪.‬‬
‫‪ -2‬االتجاه التداويل االستعاميل‪:‬‬
‫إن لجــوء اللســانيني لهــذا املنهــج التــداويل الوظيفــي الحديــث ناجــم عــن قصــور‬
‫الدراســات الشــكلية‪ ،‬وإخراجهــا لــكل مقاربــة لغويــة تضــع نصــب عينيهــا العنــارص غــر‬
‫اللغويــة مــن دائــرة اهتامماتهــا "لذلــك يــرى" ليفنســون‪" :‬أن األســاس األول يف نشــوء‬
‫املنهــج التــداويل كان مبثابــة ردة فعــل عــى معالجــة تشومســي للغــة بوصفهــا شــيئا‬
‫تجريديــا‪ ،‬أو قرصهــا عــى كونهــا قــدرة ذهنيــة بحتــة‪ ،‬غفــا مــن اعتبــار اســتعاملها‬
‫ومســتعملها ووظائفهــا"‪.5‬‬
‫لقــد ســعد األمريكيــون كث ـرا بفكــرة أن اللســانيات علــم فيزيــايئ؛ ولذلــك مل ي ّدخــروا‬
‫جهــدا للتخلــص مــن إقحــام املعنــى يف إطــار اللســانيات‪ ،‬وحتــى عندمــا فتــح تشومســي‬
‫بــاب الداللــة التوليديــة التــي حاولــت تطبيــق منــوذج النحــو التوليــدي لحــل مشــكالت‬
‫تداوليــة اكتأدتهــا‪ ،‬كاالفـراض املســبق‪ ،‬والقــوة اإلنجازيــة‪ ،‬فشــلت يف ذلــك فشــا ذريعــا؛‬
‫والســبب واضــح جــدا ألن النحــو التوليــدي يــرى أن اللغــة ظاهــرة عقليــة تتكــون مــن‬
‫مجموعــة مــن الجمــل‪ ،‬وإذا كان األوروبيــون قــد درســوا اللغــة ال الــكالم فــإن األمريكيــن‬

‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬ ‫‪12‬‬


‫وظائف اللغة يف ضوء نظريات االستعامل ‪-‬وظيفتا اإلنجاز والحجاج أمنوذجا‪-‬‬
‫قــد درســوا مــا يقابــل اللغــة والــذي دعــاه تشومســي بالكفــاءة مهملــن مــا يقابلهــا وهــو‬
‫األداء‪ ،‬لقــد "أبعــد أي اعتبــار يخــص اســتخدام اللغــة ووظيفتهــا ‪ ...‬فهــو يهتــم بنظريــة‬
‫الكفــاءة أكــر مــن اهتاممــه بنظريــة األداء‪ ،‬إن هــذا التعريــف يعنــي أن اللســانيات تهتــم‬
‫بالنواحــي العقليــة وتبتعــد قــدر اإلمــكان عــن التلــوث بآثــار االســتخدام والســياق"‪.6‬‬
‫وكان لهــذا اإلبعــاد آثــاره الســلبية‪ ،‬إذ بــدأ النحــو التوليــدي يفقــد مكانتــه‪ ،‬وأصبــح‬
‫اللســانيون "يرفضــون االقتصــار عــى دراســة الجمــل اللغويــة عــى نحــو تجريــدي‬
‫مبعــزل عــن الســياقات التــي تســتخدم فيهــا‪ ،‬رافضــن فكــرة تشومســي بشــأن املخاطــب‬
‫الســليقي املثــايل"‪ .7‬وبــرزت الحاجــة امللحــة لتطويــر الدراســات اللغويــة بتوســيع دائــرة‬
‫البحــث لتشــمل عنــارص جديــدة أهملهــا االتجــاة الشــكيل‪ ،‬وعــى رأســها الســياق الــذي‬
‫تجــري فيــه عمليــة "التلفــظ بالخطــاب اللغــوي بــدءا مــن تحديــده؛ مبعرفــة عنــارصه‪،‬‬
‫ودور كل عنــر منهــا يف تشــكيل الخطــاب‪ ،‬وتأويلــه‪ ،‬وكذلــك دراســة افرتاضــات ِ‬
‫املرســل‬
‫عنــد إنتــاج خطابــه ووســائله وأهدافــه ومقاصــده‪ ،‬أو التنبــؤ بهــا‪ ،‬ومعرفــة أنــواع الســياق‬
‫النفــي واالجتامعــي‪ ،‬وإدراك تأثــر كل منهــا يف توليــد الخطــاب والضوابــط لــكل ذلــك"‪.8‬‬
‫وقــد متثــل االتجــاه التواصــي يف مناهــج عديــدة منهــا الدراســات التداوليــة‪ ،‬والنحــو‬
‫الوظيفــي‪ ،‬واللســانيات االجتامعيــة‪ ،‬وتحليــل الخطــاب‪ ،‬وغريهــا‪ ،‬وهــي كلهــا كــا تــرى‬
‫تنــدرج ضمــن إطــار عــام أطلــق عليــه أحمــد املتــوكل مصطلــح اللســانيات الوظيفيــة‪ ،‬يف‬
‫مقابــل اللســانيات غــر الوظيفيــة؛ ويقصــد بذلــك اللســانيات الشــكلية‪ ،‬وعــى هــذا املعيار‬
‫(وظيفــي غــر وظيفي)اســتطاع حــر أهــم وجــوه االختــاف بــن االتجاهــن منهــا‪:‬‬
‫‪ -‬اللســانيات غــر الوظيفيــة تعــد اللغــة نســقا مجردا(مجموعــة مــن الجمــل املجــردة)‬
‫يقــوم بوظيفــة التعبــر عــن الفكر‪،‬بخــاف اللســانيات الوظيفيــة التــي تعــد اللغــة وســيلة‬
‫للتواصــل االجتامعــي؛ أي نســقا رمزيــا يــؤدي مجموعــة مــن الوظائــف أهمهــا وظيفــة‬
‫التواصــل‪.‬‬
‫‪ -‬اللســانيات الوظيفيــة تعتمــد فرضيــة أن بنيــة اللغــات الطبيعيــة ال ميكــن رصــد‬
‫مميزاتهــا ودراســتها إال مــن خــال ربــط هــذه البنيــة بوظيفــة التواصــل‪ ،‬بينــا اللســانيات‬

‫‪13‬‬ ‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬


‫عمر بوقمرة‬
‫غــر الوظيفيــة تــرى أن اللغــة نســق مجــرد مبقــدور اللســاين وصفــه دون اللجــوء إىل‬
‫الوظيفــة‪ ،‬وبعبــارة أوضــح ال ميكــن يف نظــر الوظيفيــن وصــف خصائــص اللغــة دون‬
‫مراعــاة الطبقــات الســياقية التــي ميكــن أن تجــري فيهــا‪ ،‬بخــاف غــر الوظيفيــن الذيــن‬
‫يســوغون وصــف تلــك املمي ـزات بعيــدا عــن ســياق االســتعامل‪.‬‬
‫‪ -‬قــدرة املتكلــم مــن وجهــة نظــر غــر الوظيفيــن هــي معرفــة قواعــد اللغــة الصوتيــة‬
‫والرصفيــة والرتكيبيــة والدالليــة‪ .‬أمــا يف رأي الوظيفيــن فهــي معرفــة املتكلــم للقواعــد‬
‫التــي تعينــه عــى تحقيــق أهــداف تواصليــة معينــة بواســطة اللغــة؛ فالقــدرة حســب‬
‫الوظيفيــن هــي قــدرة تواصليــة تتضمــن القواعــد الصوتيــة‪ ،‬والرصفية‪،‬والرتكيبيــة‪،‬‬
‫والدالليــة‪ ،‬والتداوليــة؛ وبنــاء عــى ذلــك فالطفــل يتعلــم نحــو لغتــه مســتعينا باملبــادئ‬
‫التــي فطــر عليهــا عنــد غــر الوظيفيني‪،‬ويتعلمهــا حســب النســق الثــاوي خلــف اللغــة‬
‫واســتعاملها؛ أي العالقــات املوجــودة بــن األغــراض التداوليــة والوســائل اللغويــة عنــد‬
‫الوظيفيــن‪.9‬‬
‫أنواع وظائف اللغة‪:‬‬
‫وبناء عىل هذين االتجاهني ميكن تقسيم وظائف اللغة إىل قسمني هام‪:‬‬
‫‪ -1‬وظائــف موضوعيــة داخليــة بنيويــة‪ :‬تتعلــق مبســتويات النســق اللغــوي صوتــا‪ ،‬ورصفا‪،‬‬
‫ونحــوا‪ ،‬وداللــة‪ ،‬وهــي مســتويات لهــا وظائفهــا الدالليــة‪ ،‬املهمــة واملحــدودة ‪ -‬يف آن‪ -‬عــى‬
‫مســتوى النظــم اللغــوي؛ لذلــك نجــد علــاء الداللــة يبحثونهــا تحــت مســمى‪" :‬أنــواع‬
‫الداللــة"‪ ،‬فيقولــون‪ :‬الداللــة الصوتيــة‪ ،‬والداللــة الرصفيــة‪ ،‬والداللــة النحويــة أو الرتكيبيــة‪،‬‬
‫والداللــة املعجميــة أو االجتامعيــة‪ ،‬بــل نجــد كثــرا مــن املحدثــن يجنــح إىل توظيــف‬
‫مصطلــح الوظيفــة بــدل الداللــة‪ ،‬فيقولــون‪ :‬الوظائــف الصوتيــة‪ ،‬والوظائــف الرصفيــة‪،‬‬
‫والوظائــف النحويــة‪ ،‬وهكــذا‪.‬‬
‫واملـراد بالوظيفــة الصوتيــة تلــك املعــاين املســتفادة مــن طبيعــة بعــض األصــوات‪ ،‬فــإذا‬
‫أبدلنــا صوتــا مــكان صــوت أخــر يف كلمــة مــا؛ أدى ذلــك إىل تغيــر الداللــة‪ ،‬وهــو مــا‬
‫يعــرف باإلحــال الصــويت يف الــدرس الصــويت الحديــث‪ ،‬كالفــرق بــن كلمتــي "الخضــم"‬

‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬ ‫‪14‬‬


‫وظائف اللغة يف ضوء نظريات االستعامل ‪-‬وظيفتا اإلنجاز والحجاج أمنوذجا‪-‬‬
‫و"القضــم"‪ ،‬و"النضــح" و"النضــخ" ‪ ،10‬كــا أن للتنغيــم والنــر أثرهــا الــداليل‪ ،‬أو قــل‬
‫بعبــارة تناســب طبيعــة البحــث وظيفتهــا الدالليــة‪ .11‬أمــا الوظيفــة الرصفيــة فيقصــد بهــا‬
‫تلــك املعــاين املســتمدة عــن طريــق الصيــغ وأبنيتهــا؛ فكلمــة "ك ـ ّذاب" تزيــد يف داللتهــا‬
‫عــن كلمــة "كاذب"‪ ،‬وتلــك الزيــادة مصدرهــا صيغــة املبالغــة؛ ولوالهــا مــا كان للســامع‬
‫أن يصــل إليهــا‪.12‬‬
‫أمــا الوظيفــة النحويــة فهــي تلــك الــدالالت املســتقاة مــن العالقــات النحويــة بــن‬
‫الكلــات داخــل الجملــة‪ ،‬وذلــك حســب قواعــد اللغــة‪ ،‬إذ لــكل لغــة هندســتها الخاصــة‬
‫بالجملــة‪ ،‬لــو اختــل نظامهــا تعــذر فهــم معناهــا أو تعــر‪" ،‬فهنــاك عالقــة بــن املعنــى‬
‫الــداليل والوظيفــة النحويــة لــكل كلمــة داخــل الجملــة‪ ،‬فــكل تغيــر يف مــكان الكلمــة يف‬
‫الجملــة يــؤدي إىل تغيــر املعنــى"‪ .13‬وتــأيت أخـرا الداللــة املعجميــة؛ وهــي تلــك الــدالالت‬
‫التــي وضعهــا األســاف للكلــات املختلفــة‪ ،‬ويكفــي للوقــوف عليهــا الرجــوع إىل معاجــم‬
‫اللغــة حســب مــا ارتضتــه الجامعــة اللغويــة واصطلحــت عليــه‪ .14‬بحيــث تنتظــم هــذه‬
‫الكلــات يف الجملــة وفــق نســق نحــوي معــن وفيــه تــؤدي كل كلمــة وظيفــة معينــة‪.15‬‬
‫‪ -2‬وظائــف تداوليــة خارجيــة اجتامعيــة‪ :‬وهــي تلــك األغـراض التــي يطمــح إليهــا املتكلم‪،‬‬
‫وهــو يســتعمل اللغــة كنظــام متكامــل ُو ِضــع أصــا للتواصــل والتفاهــم بــن بنــي البــر؛‬
‫ويف هــذا املقــام تكــون الوظيفــة "مرادفــة لكلمــة اســتعامل؛ لذلــك حــن نتحــدث عــن‬
‫وظائــف اللغــة فنحــن ال نعنــي إال الطريقــة التــي يســتعمل بهــا النــاس لغتهــم‪ ،‬أو لغاتهــم‬
‫إن كان لهــم أكــر مــن لغــة‪ ،‬وإذا عربنــا عــن ذلــك بصــورة عامــة؛ قلنــا إن النــاس ينجــزون‬
‫بلغتهــم أشــياء كثــرة‪ ،‬أي إنهــم يتوقعــون أن ينجــزوا بالــكالم والكتابــة والقـراءة واالســتامع‬
‫عــددا كثـرا مــن األهــداف املختلفــة واألغـراض"‪.16‬‬
‫إنهــا تلــك الوظائــف التــي تشــبع حاجيــات الفــرد واملجتمــع املختلفــة؛ ولذلــك اهتــم‬
‫علــاء اللغــة واالجتــاع والفلســفة بدراســتها منــذ وقــت مبكــر‪ ،‬والزالــت الدراســات‬
‫فيهــا تســتمر وتتكوثــر‪ ،‬مســتثمرة مــا اســتجد يف مختلــف الفــروع العلميــة يف التطويــر‬
‫والرتشــيد‪ ،‬ويف هــذا النــوع مــن الوظائــف يرتكــز بحثنــا‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬


‫عمر بوقمرة‬
‫اللغة والوظيفة‪:‬‬
‫عرف ابن جني (ت ‪ )392‬اللغة بأنها‪" :‬أصوات يعرب بها كل قوم عن أغراضهم"‪.17‬‬
‫وقد استشف من هذا التعريف ثالث خصائص للغة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬صوتية اللغة‪.‬‬
‫‪ -‬اجتامعية اللغة‪.‬‬
‫‪ -‬وظيفية اللغة‪.‬‬
‫فوظيفــة اللغــة عنــد ابــن جنــي هــي التعبــر عــن األغ ـراض والحوائــج‪ ،‬وتبعــه عــى‬
‫ذلــك َمــن بعــده ‪ ،‬فابــن ســنان الخفاجــي مثــا يــرى أن الــكالم غــر مقصــود لذاتــه "وإمنــا‬
‫احتيــج إليــه ليعــر النــاس عــن أغراضهــم‪ ،‬ويفهمــوا املعــاين التــي يف نفوســهم"‪ .18‬ومــن‬
‫هــذه املعطيــات ذهــب بعــض املحدثــن إىل أن وظيفــة اللغــة انحــرت قدميــا يف التواصل‬
‫والتبليــغ‪.19‬‬
‫وهــذا يف تقديرنــا غــر صحيــح‪ ،‬فالتواصــل هــو الوظيفــة الكــرى للغــة وتتفــرع عنهــا‬
‫وظائــف شــتى‪ ،‬ولعــل هــذا مــا ملــح إليــه ابــن جنــي وابــن ســنان بقولهــا‪" :‬يعــر بهــا‬
‫النــاس عــن أغراضهــم" فاألغـراض كثــرة والتواصــل ســبيل للتعبــر عنهــا جميعــا؛ صحيــح‬
‫أن املتقدمــن مل يبعجــوا هــذه الوظائــف تفريعــا ودراســة‪ ،‬ولكــن أقوالهــم تحتملــه‪،‬‬
‫ومامرســاتهم تؤكــده‪.‬‬
‫عرفــت الوظيفــة لســانيا حســب معجــم جــون ديبــوا (‪ )JEAN DUBOIS‬بأنهــا‪:‬‬
‫"الــدور الــذي تضطلــع بــه العالمــة اللغويــة يف بنــاء املركــب امللفــوظ‪ ،‬إذ يعــد كل عنــر‬
‫مــن الجملــة مســهام يف املعنــى العــام"‪.20‬‬
‫ويف معجــم جــورج مونــان (‪" :)JEORGES MOUNIN‬هــي تحليــل لســاين يقــوم‬
‫بوصــف بنيــة لغــة مــا‪ ،‬والتــي تعــ ّرف بأنهــا وســيلة تواصــل؛ وعليــه فــكل العالمــات‬
‫اللغويــة وعالقاتهــا فيــا بينهــا تُ َحلــل بحثــا عــن دورهــا داخــل مؤسســة التواصــل"‪ .21‬وقــد‬
‫آثــرت هذيــن التعريفــن؛ ألنهــا ميثــان االتجاهــن معــا‪ ،‬فــاألول يتحــدث عــن الوظائــف‬
‫الداخليــة‪ ،‬والثــاين يتحــدث عــن الوظائــف الخارجيــة؛ مــا يؤكــد صحــة تقســيم الوظائــف‬

‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬ ‫‪16‬‬


‫وظائف اللغة يف ضوء نظريات االستعامل ‪-‬وظيفتا اإلنجاز والحجاج أمنوذجا‪-‬‬
‫وتحديدهــا عــى فكــرة دور وقيمــة كل عنــر يف امللفــوظ‪،‬أو االســتعاملية يف عمليــة‬
‫التواصــل‪.‬‬
‫بعض جينالوجيا الوظيفة‪:‬‬
‫يجــب أن نعــرف بــأن الـرارة األوىل النطــاق التوجــه الوظيفــي يف الدراســات اللغويــة‬
‫كانــت بإيعــاز مــن أب اللســانيات الحديثــة "دي سوســر"؛ بعــد أن أقــر بــأن الوظيفــة‬
‫األساســية للغــة هــي التبليــغ والتواصــل بــن النــاس؛ وكان هــذا اإلق ـرار مبثابــة انقــاب‬
‫عــى االتجاهــن التاريخــي واملقــارن اللذيــن ســيطرا عــى الدراســات اللغويــة قبــل القــرن‬
‫العرشيــن‪ ،‬إذ كانــت تربــط اللغــة بالفكــر وتربــأ أن تنــزل بهــا إىل عامــة النــاس كأداة‬
‫للتبليــغ‪ ،‬فمفهــوم الوظيفــة مــن مبتكـرات دي سوســر‪ ،‬وقناعــة بهــذه الفكــرة مــن أتباعــه‬
‫املوصوفــن بالوظيفيــن رأوا أن دراســة اللغــة تكمــن يف البحــث عــن الوظائــف التــي‬
‫تؤديهــا عنارصهــا وأقســامها ونســقها‪.22‬‬
‫ومــا أن دخــل العقــد الثالــث مــن القــرن العرشيــن حتــى اســتقر االتجــاه الوظيفــي يف‬
‫حقــل الدراســات اللغويــة الحديثــة؛ وذلــك بعــد ظهــور مدرســة ب ـراغ التشيكســلوفاكية‬
‫التــي أولــت عنايــة خاصــة ملفهــوم التواصــل كوظيفــة أساســية يف النشــاط اللغــوي‪ ،‬وعــى‬
‫رأســها جاكُبســون (‪ .23)JAKOBSON‬الــذي كان منطلقــه يف تحديدها هــو عنارص االتصال‬
‫مــن مرســل ورســالة ومرجــع وقنــاة وســنن ومرســل إليــه‪ ،‬فاللغــة حســب جاكُبســون هــي‬
‫يشء منفصــل وخــارج عــن هــذه العنــارص‪ ،‬والتحكــم فيهــا منــوط باملرســل‪ ،‬وقــد أعطــى‬
‫لــكل عنــر وظيفــة؛ فكانــت ســت وظائــف‪:‬‬
‫‪ )1‬الوظيفة التعبريية أو االنفعالية‪ :‬تسمح للمرسل التعبري عن موقفه‪.‬‬
‫‪ )2‬الوظيفة الندائية أو اإليعازية‪ :‬كنداء املرسل إليه وأمره وسؤاله‪.‬‬
‫‪ )3‬الوظيفة املرجعية‪ :‬وتتمركز حول املرجع؛ أي محتوى الرسالة(املفهوم)‪.‬‬
‫‪ )4‬وظيفــة إقامــة االتصــال‪ :‬وتتمحــور حــول القنــاة أي وســيلة االتصــال كقولنــا يف‬
‫الهاتــف‪ :‬هــل تســمعني ؟ للتأكــد مــن وضــوح الصــوت‪ ،‬أو اســتمرار الخــط عــر الهاتــف‪.‬‬
‫‪ )5‬وظيفــة مــا فــوق اللغــة‪ :‬وتتمركــز حــول لغــة الرســالة وشــفرتها (الســنن)‪ ،‬كالســؤال‬

‫‪17‬‬ ‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬


‫عمر بوقمرة‬
‫عــن معنــى كلمــة غامضــة‪.‬‬
‫‪ )6‬الوظيفــة الشــعرية‪ :‬وتتمحــور حــول الرســالة مثــل الشــكليات التــي يتطلبهــا‬
‫اإليقــاع‪.24‬‬
‫والحقيقــة أن مثــة عــدد مــن التصنيفــات املألوفــة لوظائــف اللغــة قبــل جاكُبســون منها‬
‫تصنيــف عــامل األنرثبولوجيــا مالينوفســي (‪1923‬م)‪ ،‬وعــامل النفــس النمســاوي كارل بيولــر‬
‫(‪1934‬م)‪ ،‬وبعــده نجــد روبــول‪ ،‬وليتــش‪ ،‬وبوبــر‪ ،‬وهاليــدي وغريهــم‪ ،‬ومــا يالحــظ عــى‬
‫هــذه التصنيفــات أنهــا ال تبتعــد كثـرا عــن بعضهــا؛ فنجــد مدرســة بـراغ قــد تبنــت خطــة‬
‫"بيولــر" ثــم وســعها مــن بعـ ُد "جاكُبســون" بــأن أضــاف لهــا ثــاث وظائــف أخرى‪،‬وهــي‪:‬‬
‫‪ -‬الوظيفة الشعرية (‪ ،)poetic‬وتوجه إىل الرسالة (‪.)message‬‬
‫‪ -‬الوظيفة التعاملية (‪ ،)transactional‬وتوجه إىل قناة االتصال (‪.)channel‬‬
‫‪ -‬الوظيفة املاورائية أو الواصفة (‪ ،)metalinguistic‬وتوجه إىل الشفرة (‪.25)code‬‬
‫ونجــد "روبــول" أيضــا مل يبتعــد كثـرا عــن تصنيــف جاكُبســون‪ ،‬بــل منــه انطلــق مــع‬
‫اعرتاضــه عــى بعــض التســميات التــي يراهــا غــر مالمئــة؛ فــرى أن التســمية األنســب‬
‫"للوظيفــة املرجعيــة" هــي "وظيفــة التســمية"؛ وحجتــه يف ذلــك أن بعــض العبــارات‬
‫اللغويــة ال تحيــل عــى مراجــع مثــل األســاليب اإلنشــائية‪ ،‬والتســمية املناســبة "للوظيفــة‬
‫االنفعاليــة" هــي "الوظيفــة التعبرييــة" فليــس كل تعبــر عــن الــذات بالــرورة انفعــاال‪.26‬‬
‫وتنحــر وظائــف اللغــة عنــد "بوبــر" يف أربعــة وظائــف هــي‪ :‬الوظيفــة التعبرييــة‪،‬‬
‫والوظيفــة اإلشــارية‪ ،‬والوظيفــة الوصفيــة‪" ،‬والوظيفــة الحجاجيــة"‪ .27‬والجديــد يف هــذا‬
‫التصنيــف هــو إضافــة الوظيفــة الحجاجيــة التــي هــي محــور بحثنــا كــا ســيأيت‪.‬‬
‫وجعــل هاليــدي للغــة ثــاث وظائــف كــرى هــي‪ :‬الوظيفــة التصوريــة‪ ،‬والوظيفــة‬
‫التعامليــة‪ ،‬والوظيفــة النصيــة‪ ،‬وهــي بدورهــا تفرعــت إىل تســع وظائــف‪ ،‬وهــي‪:‬‬
‫‪ -‬الوظيفــة النفعيــة‪ :Instrumental function :‬ويقصــد بها اســتعامل اللغة للحصول‬
‫عــى األشــياء املاديــة‪ ،‬مثــل‪ :‬الطعــام والـراب‪ ،‬ويلخصهــا هاليــدي يف عبــارة‪" :‬أنــا أريــد"‬
‫(‪.)I want‬‬

‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬ ‫‪18‬‬


‫وظائف اللغة يف ضوء نظريات االستعامل ‪-‬وظيفتا اإلنجاز والحجاج أمنوذجا‪-‬‬
‫‪ -‬الوظيفــة التنظيميــة‪ :Regulatory function :‬وفيهــا تســتعمل اللغــة إلصــدار‬
‫األوامــر لآلخريــن‪ ،‬وتوجيــه ســلوكهم‪ ،‬ويلخصهــا هاليــدي يف عبــارة‪" :‬افعــل كــا أطلــب‬
‫منــك" (‪.)Do as I tell you‬‬
‫‪ -‬الوظيفــة التفاعليــة‪ :Interactional function :‬وي ـراد بهــا اســتعامل اللغــة مــن‬
‫أجــل تبــادل املشــاعر واألفــكار بــن الفــرد واآلخريــن‪ ،‬ويوجزهــا هاليــدي يف عبــارة‪" :‬أنــا‬
‫وأنــت" (‪.)Me and you‬‬
‫‪ -‬الوظيفــة الشــخصية‪ :Personal function :‬ويقصــد بهــا اســتعامل اللغــة للتعبــر‬
‫عــن مشــاعر الفــرد وأفــكاره‪ ،‬ويوجزهــا هاليــدي يف عبــارة‪" :‬إننــي قــادم" (‪.)I come here‬‬
‫‪ -‬الوظيفــة االستكشــافية‪ :Heuristic function :‬ويقصــد بهــا اســتخدام اللغــة مــن‬
‫أجــل االســتفهام عــن أســباب الظواهــر‪ ،‬والرغبــة يف التعلــم منهــا‪ ،‬ويلخصهــا يف عبــارة‪:‬‬
‫"أخــرين عــن الســبب" (‪.)Tell me why‬‬
‫‪ -‬الوظيفــة التخيليــة‪ :Imaginative function :‬ويســتعمل فيهــا املتكلــم اللغــة‬
‫للتعبــر عــن تخيــات وتصــورات مــن إبداعــه‪ ،‬وإن مل تطابــق الواقــع‪ ،‬ويلخصهــا هاليــدي‬
‫يف عبــارة‪" :‬دعنــا نتظاهــر وندعــي" (‪.)Let us pretend‬‬
‫‪ -‬الوظيفــة البيانيــة‪ :Representational function :‬ويقصــد بهــا توظيــف اللغــة مــن‬
‫أجــل متثــل األفــكار واملعلومــات‪ ،‬وإيصالهــا لآلخريــن‪ ،‬ويلخصهــا هاليــدي يف عبــارة‪" :‬لــدي‬
‫يشء أريــد إبالغــك بــه" (‪.)I have got something to tell you‬‬
‫‪ -‬وظيفــة التالعــب باللغــة‪ :Play function :‬ويقصــد بهــا اللعــب باللغــة وبنــاء‬
‫كلــات منهــا حتــى ولــو كانــت بــا معنــى‪ ،‬ومحاولــة اســتغالل كل إمكانــات نظــام اللغــة‪،‬‬
‫وتوجزهــا "وليجــا ريفــرز" يف عبــارة‪.)Billy billy(:‬‬
‫‪ -‬الوظيفــة الشــعائرية‪ :Ritual function :‬ويقصــد بهــا اســتعامل اللغــة لتحديــد‬
‫شــخصية الجامعــة‪ ،‬والتعبــر عــن الســلوكيات فيهــا‪ ،‬ويلخصهــا هاليــدي يف عبــارة‪" :‬كيــف‬
‫حالــك"‪.)How do you do( 28‬‬
‫وتبقــى قامئــة الوظائــف مفتوحــة‪ ،‬وطويلــة‪ ،‬وقابلــة للتكوثــر‪ ،‬و مهــا متادينــا يف‬

‫‪19‬‬ ‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬


‫عمر بوقمرة‬
‫الحديــث عــن وظائــف اللغــة وأنواعهــا فإننــا لــن نظفــر برؤيــة موحــدة‪ ،‬وال عــدد محــدود‬
‫وال مصطلحــات متفــق عليهــا‪ ،‬ورمبــا يعــود ذلــك إىل األســباب التاليــة‪:‬‬
‫‪ -‬اختــاف الخلفيــات املعرفيــة للدراســات بحيــث يظــل الباحــث متأثــرا بالحقــل‬
‫املعــريف الــذي يشــتغل عليــه‪ ،‬فقــد يــرى اإلعالمــي ‪ -‬أن وظيفــة اللغــة إعالميــة‪ ،‬والســيايس‬
‫يراهــا تأثرييــة‪ ،‬واالقتصــادي يراهــا إشــهارية‪ ،‬واملــؤرخ يراهــا تدوينيــة‪ ،‬وهكــذا‪.‬‬
‫‪ -‬اختــاف التســميات واملصطلحــات ‪ ،‬وميكــن إرجــاع هــذا العامــل إىل ســابقه‪ ،‬ولكــن‬
‫االختــاف يف االصطــاح يقــع حتــى بــن املنتمــن إىل حقــل معــريف واحــد‪ ،‬وهــذا أمــر‬
‫طبيعــي ال يناقــش‪ ،‬فمثــا الوظيفــة الشــعرية عنــد رومــان جاكُبســون ســاها ريفاتــر‬
‫بالوظيفــة األســلوبية ألنــه مــن مؤســي األســلوبية‪.29‬‬
‫‪ -‬تعــدد حاجــات النــاس وأغراضهــم حتــا يــؤدي إىل تعــدد الوظائــف‪ ،‬فلــكل غــرض‬
‫وظيفــة ورمبــا أكــر‪.‬‬
‫وعــى الرغــم مــن هــذا التعــدد الــذي ال ميكــن أن ينكــره أحــد فــإن االعـراف ببعضهــا‬
‫ال يلغــي بعضهــا اآلخــر‪ ،‬بــل ميكــن أن تجتمــع وظائــف متعــددة يف النــص الواحــد‪.30‬‬
‫"فمــن املســتبعد أن تســتعمل عبــارة مــا مــن عبــارات لغــة طبيعيــة يف أي ظــرف مــن‬
‫الظــروف ألداء وظيفــة واحــدة فقــط مــع اســتبعاد الوظيفــة األخــرى بصفــة كليــة"‪.31‬‬
‫وظائف اللغة يف نظريات االستعامل‪:‬‬
‫أظــن أنــه قــد اســتبان الفــرق بــن نوعــن مــن الوظائــف؛ وظيفــة باعتبارهــا عالقــة‬
‫دالليــة‪ ،‬أو تركيبيــة‪ ،‬أو تداوليــة‪ ،‬تقــوم بــن مكونــات الجملــة‪ ،‬ووظيفــة بع ِّدهــا دورا‬
‫تقــوم بــه اللغــة ككل يف ســياقها االجتامعــي‪ ،‬وعــى النــوع الثــاين يــدور بحثنــا‪ ،‬ومل نقــف‬
‫فيــه عــى النــوع األول إال بقــدر مــا يتضــح لنــا قســيمه إذ األشــياء مبقابالتهــا تتبــن‪ ،‬بــل‬
‫وحتــى الوظائــف التداوليــة مــا وقفنــا عليهــا إال توطئــة للوظيفــة مجــال الــدرس؛ أال وهــي‬
‫الوظيفــة اإلنجازيــة يف نظريــة األعــال اللغويــة ألوســتني (‪ ،)Austin‬والوظيفــة الحجاجيــة‬
‫يف نظريـ�ة الحجـ�اج يف اللغـ�ة عنـ�د األلسـ�ني الفرنـسي أوزوالـ�د ديكـ�رو( (�‪Oswald Du‬‬
‫‪)crot‬؛ وهنــا أجــدين مضطــرا علميــا ومنهجيــا إلدخــال تعديــل جوهــري عــى معيــار‬

‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬ ‫‪20‬‬


‫وظائف اللغة يف ضوء نظريات االستعامل ‪-‬وظيفتا اإلنجاز والحجاج أمنوذجا‪-‬‬
‫أحمــد املتــوكل الــذي اقرتحــة ســابقا "وظيفــي غــر وظيفــي"؛ ألننــي مــن اآلن فصاعــدا‬
‫لــن أوظــف مصطلحــي الوظيفيــة والتداوليــة مبعنــى واحــد‪ ،‬ولــن أقابــل بــن الوظيفــي‬
‫وغــر الوظيفــي‪ ،‬بــل ســتنتقل العالقــة الدالليــة مــن ال ـرادف‪ ،‬إىل عالقــة الجــزء بالــكل‪،‬‬
‫فــا اللســانيات التداوليــة إال جــزء مــن اللســانيات الوظيفيــة‪ ،‬ففــي أوائــل الســبعينيات‬
‫صــار االهتــام باملعنــى يف االســتعامل أكــر مــن االهتــام باملعنــى املجــرد‪ ،‬وأُوليــت أفعــال‬
‫الــكالم عنايــة خاصــة؛ "وهكــذا بــرزت التداوليــة يف اللســانيات الوظيفيــة"‪.32‬‬
‫وهنــا يجــب أن نقــ ّر بــأن بدايــة دراســة املســائل التداوليــة كانــت يف إطــار التيــار‬
‫الفلســفي املســمى‪" :‬فلســفة اللغــة العاديــة"‪ ،‬حيــث عالــج مســائل دالليــة وتداوليــة‬
‫للغــات الطبيعيــة مــن قبيــل اإلحالــة‪ ،‬واالقتضــاء‪ ،‬واالســتلزام الحــواري‪ ،‬واألفعــال اللغويــة‪،‬‬
‫وغريهــا‪ ،‬ثــم ترحلــت تلــك القضايــا عــى ســبيل االق ـراض واســتوطنت حقــل الدراســات‬
‫اللغويــة‪ ،‬فطــاب املقــام‪ ،‬وحســن التوظيــف واالســتخدام‪.‬‬
‫فلسفة اللغة العاديةإكسري نظريات االستعامل‪:‬‬
‫أســس الفيلســوف والريــايض األملــاين غوتلــوب فريــج ‪ GOTLOB FREGE‬الــذي‬
‫عــاش بــن ســنتي (‪1848‬م) و (‪1925‬م)؛ ملــا يســمى بالفلســفة التحليليــة مبفهومهــا‬
‫العلمـ�ي الصـ�ارم يف كتابـ�ه ‪" :‬أســس علــم الحســاب"‪ ،33‬وتابعــه برترانــد رســل �‪B . RUS‬‬
‫‪ SEL‬؛ (‪1972‬م ‪1970 -‬م) فالفلســفة التحليليــة يف الحقيقــة هــي نتــاج تطويــر النظريــة‬
‫الفلســفية التــي تســمى‪" :‬منطوقيــة" ‪LOGICISME‬؛ مــا أدى إىل تفضيــل الفلســفة‬
‫التحليليــة عــى النظريــات التــي تســمى بـــ "التأليفيــة" وعليهــا بنيــت فلســفة أوســتني‬
‫فيــا بعــد‪.34‬‬
‫ومــن أهــم األفــكار التــي جــاء بهــا فريــج ودعمهــا رســل تتمثــل يف حرصهــا الشــديد‬
‫عــى متييــز اللغــة العلميــة التــي يهمهــا مــا يســاعد عــى تحديــد الحقيقــة‪ ،‬مــن اللغــة‬
‫العاديــة التــي يهمهــا وبدرجــة أوىل نجــاح التواصــل‪ ،‬إذ عــى األوىل أن تكــون ثابتــة املعنــى‬
‫محافظــة عليــه‪ ،‬بينــا الثانيــة هــي يف حاجــة إىل إبهــام لتأديــة وظيفتهــا‪ ،‬فهــي غنيــة‬
‫ومبهمــة وغــر واضحــة‪ ،‬فــاألوىل تســجل وبدقــة عاليــة روابطهــا املنطقيــة‪ .‬أمــا الثانيــة‬

‫‪21‬‬ ‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬


‫عمر بوقمرة‬
‫فتــدع ذلــك فضفاضــا ُمضَ ّببــا وغــر محــدد‪ ،‬وتتمتــع اللغــة العلميــة باالســتقاللية عــن‬
‫عالقــات التفاعــل والتشــخيص‪ ،‬يف حــن أن اللغــة العاديــة تظــل خاضعــة لعنــارص التفاعل‪،‬‬
‫مشــحونة برغبــة اإلقنــاع والتأثــر‪ ،‬مســتعينة بقواعــد البالغــة واالنفعــال‪.35‬‬
‫لقــد حســمت الفلســفة التحليليــة األمــر يف تحديــد مهمتهــا‪ ،‬وهــي إعــادة صياغــة‬
‫املوضوعــات الفلســفية وإشــكاالتها وفــق قواعــد علميــة جديــدة‪ ،‬م َّوليــة ظهرهــا للفلســفة‬
‫الكالســيكية‪ ،‬عائبــة عليهــا تركيزهــا عــى اللغــات الشــكلية الصوريــة؛ ومــن هنــا راحــت‬
‫تؤكــد أن أوىل املهــام الفلســفية هــي البحــث يف اللغــة وتوضيحهــا‪ ،‬وقــد عــ ّد فالســفة‬
‫التحليــل هــذا املبــدأ هــو نقطــة القــوة يف منهجهــم؛ ألنــه ال ميكــن فهــم عالقتنا بالعــامل وما‬
‫فيــه مــن كائنــات برشيــة إال عــر اللغــة واللغــة وحدهــا‪" .‬إن جميــع الحــاالت املوضوعيــة‬
‫لشــؤوننا وجميــع العالقــات الذاتيــة مــع األفـراد واملجتمــع‪ ،‬ومــع تاريــخ الجنــس البــري‪،‬‬
‫قائــم عــى أســاس لغــوي‪ ،‬إن أراد أن يكــون لــه معنــى‪ ،‬فالطابــع اللغــوي مرتبــط دامئــا‬
‫وأبــدا بالفهــم‪ ،‬مــادام املعنــى الــذي تنقلــه لنــا اللغــة ال يصــر ملموســا إال عــى هــذا‬
‫النحــو‪ ،‬فالوجــود الــذي ميكــن أن يكــون مفهومــا أ َّوال هــو اللغــة"‪.36‬‬
‫وقد تفرعت الفلسفة التحليلية إىل ثالثة اتجاهات وهي‪:‬‬
‫‪ -‬الوضعانية املنطقية‪ :POSITIVISME LOGIQUE :‬بزعامة رودولف كارناب‪.‬‬
‫‪ -‬الظاهراتيــة اللغويــة‪ :PHENOMENOLOGIE DE LA LANGUE :‬بزعامــة‬
‫إدموندهــورسل‪.‬‬
‫‪-‬فلســفة اللغــة العاديــة‪:PHILOSOPHIE DU LANGAGE ORDINAIRE :‬‬
‫بزعامــة فيتغنشــتاين ‪، WITGENSTEIN‬وهــو فيلســوف إنجليــزي مــن أصــل منســاوي‬
‫عــاش بــن ســنتي ( ‪1889‬م و ‪1951‬م )‪ ،‬ويف أحضــان الفــرع األخــر نشــأت ظاهــرة األفعــال‬
‫الكالميــة بزعامــة أوســن ثــم ســرل‪.‬‬
‫ــل‬
‫ويــرى فيتغنشــتاين يف فلســفة اللغــة العاديــة أن جميــع مشــكالت الفلســفة ت ُ َح ُّ‬
‫باللغــة "فاللغــة هــي املفتــاح الســحري الــذي يفتــح مغاليــق الفلســفة‪ ،‬بــل كان يُعتقــد‬
‫أن الخالفــات والتناقضــات املنتــرة بــن الفالســفة ســببها األســايس ســوء فهمهــم للغــة‪ ،‬أو‬
‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬ ‫‪22‬‬
‫وظائف اللغة يف ضوء نظريات االستعامل ‪-‬وظيفتا اإلنجاز والحجاج أمنوذجا‪-‬‬
‫إهاملهــم لهــا‪ ،‬وراح يطـ ّور فلســفته الجديــدة التــي تــويص مبراعــاة الجانــب االســتعاميل يف‬
‫اللغــة‪ ،‬فاالســتعامل هــو الــذي يكســب تعليــم اللغــة واســتخدامها"‪.37‬‬
‫كان فيتغنشــتاين يف أول أمــره مــن أنصــار اللغــة املثــى أي‪ :‬اللغــة التمثيليــة التــي ال‬
‫تقبــل ســوى امللفوظــات القابلــة ألن يحكــم عليهــا بالصــدق أو الكــذب‪ ،‬املنضويــة يف‬
‫إطــار منطــق القضايــا؛ ألن هــذا هــو موضــوع لغــة العلــم‪ ،‬ولكــن رسعــان مــا تخـ ّـى عــن‬
‫دراســة اللغــة املثــى لوصــف العــامل ســنة ‪1918‬م‪ ،‬وانضــم إىل فالســفة أكســفورد مــن‬
‫أنصــار دراســة اللغــة الطبيعيــة‪ ،‬وقــد اســتهل هــذه املرحلــة بكتــاب لــه تحــت عنــوان‬
‫"األبحــاث الفلســفية"‪ .38‬معتمــدا يف فلســفته الجديــدة عــى ثالثــة مفاهيــم وهــي‪:‬‬
‫‪ - 1‬الداللــة‪ :‬حيــث أكــد فيهــا عــدم الخلــط بــن املعنــى املحصــل ‪ ،SENS‬واملعنــى‬
‫املقــدر ‪SIGNIFICATION‬؛ ألن ذلــك يعنــي عنــده خلطــا بــن الجملــة والقــول‪،‬‬
‫فالجملــة معناهــا مق ّدر‪.‬أ َّمــا الــكالم فمعنــاه محصــل‪.‬‬
‫‪ - 2‬القاعــدة‪ :‬ويــرى فيهــا أنــه يجــب عــى مســتعمل اللغــة أن يراعــي التواضــع‬
‫واالصطــاح االجتامعــي القواعــدي‪ ،‬فكــا أن لعبــة الشــطرنج لهــا قواعدهــا‪ ،‬فكذلــك‬
‫اللغــة‪ ،‬إال أن فيتغنشــتاين "يقيــد معنــى القاعــدة الــذي ال يعــدو كونــه لعبــة مــن ألعــاب‬
‫اللغــة؛ ونظـرا لعــدم وجــود قواعــد معينــة تلــزم العــب التنــس بارتفــاع معــن ال يجــب‬
‫عــى الكــرة أن تجــاوزه‪ ،‬فــإن هــذا األمــر يصــدق كذلــك عــى مــن يشــارك لعبــة اللغــة‪،‬‬
‫حيــث يتعــن أن متتثــل القواعــد األساســية؛ أي االصطالحــات االجتامعيــة‪ ،‬بيــد أنــه ال‬
‫يجــب أن تجهــل القواعــد غــر األساســية‪ ،‬بعبــارة أخــرى القواعــد الفرديــة‪ ،‬والحــال أن‬
‫هــذه القواعــد هــي منــاذج ومثــل صالحــة لعــدد مــن األحــوال واملتكلمــن"‪.39‬‬
‫‪ -3‬ألعــاب اللغــة‪ JEUX DE LANGUE :‬وهــي فكرتــه األساســية‪ ،‬ولكنهــا ال تنفصــل‬
‫عــن الداللــة والقاعــدة‪ ،‬ومعناهــا‪ :‬أنــه ال توجــد طريقــة واحــدة الســتخدام جملــة مــا‪ ،‬بــل‬
‫مثــة عــدد غــر متنــاه مــن الطــرق التــي تتيــح ملســتعمل اللغــة اختيــار مــا يـراه مناســبا‪40‬؛‬
‫ولذلــك تســاءل قائــا‪" :‬مــا الــذي يعطــي الحيــاة إىل العالمــة ؟ إنهــا تعيــش مــن خــال‬
‫االســتعامل فهــل متتلــك نفــس الحيــاة يف ذاتهــا ؟ أو إن االســتعامل هــو ذاتهــا؟"‪.41‬‬

‫‪23‬‬ ‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬


‫عمر بوقمرة‬
‫إن األمــر ال يتعلــق فقــط باســتعامل كلمــة يف الجملــة‪ ،‬بــل يتعــدى ذلــك إىل اســتعامل‬
‫الجملــة يف مواقــف ملموســة وفعليــة‪ ،‬ومنهــا تكتســب معانيهــا "فوجهــة النظــر املعــر‬
‫عنهــا هــي وجهــة تداوليــة باملعنــى الواســع لالصطــاح بحكــم ارتباطهــا بالفعــل‪ ،‬وبإطــار‬
‫حــريك غــر شــفوي‪ ،‬وبنهايــات تطبيقيــة؛ ولذلــك يفــرض عــى القائــل أن يطــرح عــى‬
‫نفســه جملــة مــن األســئلة منهــا‪ :‬مــا مناســبة الحديــث وموضوعــه؟ مــا أهدافــه وغاياتــه؟‬
‫ومــا هــي الحــركات واإلشــارات التــي تصحبــه؟ ويف أي زمــان ومــكان ومــع مــن؟ وغريهــا‬
‫مــن األســئلة‪.42‬‬
‫األفعال الكالمية والوظيفة اإلنجازية للغة‪:‬‬
‫ثــم جــاء جــون النجشــو أوســتني الربيطــاين (‪1911‬م ‪1960 -‬م) ‪JHON LANSHAW‬‬
‫‪ AUSTIN‬أســتاذ الفلســفة بجامعــة أكســفورد فوضــع نــواة التداوليــة اللســانية املتمثلــة‬
‫يف فكــرة أفعــال الــكالم‪ ،‬حــن ألــف كتابــا بعنــوان ‪HOW TO DO THINGS WITH‬‬
‫‪ .43WORDS‬هــو عبــارة عــن مجموعــة مــن املحــارضات ألقاهــا يف جامعــة هارفــاد ســنة‬
‫‪1955‬م ضمــن برنامــج ســمي بـــ‪" :‬محــارضات وليــام جيمــس ‪.44"WILLYAM JAMES‬‬
‫وميكن إيجاز فكرة أوستني يف نقطتني أساسيتني هام‪:‬‬
‫‪ -‬األوىل‪ :‬إنــكاره أن تكــون الوظيفــة األم للتعابــر هــي اإلخبــار‪ ،‬وهــي وصــف حــال‬
‫الواقــع وصفــا يحتمــل إمــا الصــدق وإمــا الكــذب‪ ،‬وســاه باملغالطــة الوصفيــة‪ ،‬وراح‬
‫يثبــت إىل جانــب التعابــر الوصفيــة قســا آخــر مــن العبــارات قــد يكــون شــبيها لهــا‪،‬‬
‫ولكنــه ال يصــف الواقــع‪ ،‬وال يحتمــل الصــدق والكــذب‪ ،‬فــإذا طلــب منــك شــخص يــد‬
‫ابنتــك فقلــت لــه‪ :‬ز ّوجتــك ابنتــي‪ .‬فأنــت هنــا ال تصــف عاملــا خارجيــا‪ ،‬وال ميكــن أن‬
‫يوصــف قولــك بالصــدق أو الكــذب‪ ،‬بــل مبجــرد تلفظــك بهــذه العبــارة فأنــت تنجــز‬
‫فعــا ترتتــب عليــه أشــياء أخــرى‪ ،‬وخلــص أوســتني يف األخــر إىل التمييــز بــن نوعــن‬
‫مــن األفعال‪:‬أفعــال إخباريــة ‪ CONSTATIVE‬تصــف العــامل الخارجــي‪ ،‬وتحتمــل الصــدق‬
‫والكــذب‪ ،‬وأخــرى أدائيــة ‪ ،PERFORMATIVE‬وتســتخدم إلنجــاز فعــل مــا‪ ،‬كالتســمية‪،‬‬
‫والوصيــة‪ ،‬واالعتــذار‪ ،‬وغريهــا‪ ،‬وتحتمــل التوفيــق واإلخفــاق‪.‬‬
‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬ ‫‪24‬‬
‫وظائف اللغة يف ضوء نظريات االستعامل ‪-‬وظيفتا اإلنجاز والحجاج أمنوذجا‪-‬‬
‫وعــى الرغــم مــن الجهــد الكبــر الــذي بذلــه أوســتني يف التمييــز بــن هذيــن النوعــن‬
‫مــن األفعــال‪ ،‬فقــد اســتقر رأيــه يف األخــر عــى أن معــامل التمييــز بينهــا مازالــت مبهمــة‪،‬‬
‫ـرة‪ ،‬قــام بتقســيم األفعــال الكالميــة إىل خمســة‬ ‫ويف محارضتــه األخــرة‪ ،‬وهــي الثانيــة عـ ْ‬
‫أصنــاف مــع ترصيحــه بأنــه غــر راض عنهــا‪ ،‬وهــي‪:‬‬
‫أفعال األحكام‪ :‬وهي التي تعرب عن حكم يصدره حك َـم‪.‬‬
‫أفعال القرارات‪ :‬وهي التي تعرب عن اتخاذ قرار ما‪.‬‬
‫أفعال التعهد‪ :‬وهي التي تعرب عن تعهد متكلم بأمر ما‪.‬‬
‫أفعال السلوك‪ :‬وهي التي تعرب عن رد فعل اتجاه سلوك اآلخرين‪.‬‬
‫أفعــال اإليضــاح‪ :‬وهــي التــي تســتعمل لتوضيــح وجهــة نظــر مــا‪ ،‬وذكــر الحجــة‬
‫كاإلثبــات‪ ،‬واإلنــكار‪ ،‬واالســتفهام‪ ،‬وغريهــا‪.45‬‬
‫‪ -‬الثانيــة‪ :‬توصــل أوســتني يف فكرتــه األوىل إىل أن الجمــل اإلنشــائية تنــاز عــن الوصفية‬
‫بجملــة مــن الخصائــص منهــا‪ :‬أن تســند إىل ضمــر املتكلــم يف زمــن الحــارض‪ ،‬وتتضمــن‬
‫فعــا مثــل "أمــر" ‪" ،‬وعــد"‪" ،‬أقســم"‪" ،‬حكــم"‪ ،‬ويفيــد معنــاه إنجــاز عمــل مــا‪ ،‬ولكنــه‬
‫الحــظ أن املقابلــة بــن الجمــل الوصفيــة والجمــل اإلنشــائية ليســت بالســهولة التــي ظنهــا‬
‫يف بــادئ األمــر‪ ،‬فجملــة " ُر ِفعــت الجلســة" مثــا مل تســند إىل ضمــر املتكلــم‪ ،‬وال هــي يف‬
‫زمــن الحــارض‪ ،‬وال تتضمــن فعــا‪ ،‬وقــد دفعتــه هــذه املالحظــة إىل متييــز جديــد مــازال‬
‫مقبــوال إىل يومنــا هــذا‪.46‬‬
‫لقــد رفــض املقابلــة التــي أقامهــا بــن نوعــي األقــوال‪ ،‬وخلــص إىل أن كل قــول عمــل‪،‬‬
‫وال يوجــد‪ -‬إن أمعنــا النظــر ‪ -‬جمــل وصفيــة"‪ .47‬فــكل عبــارة تامــة كاملــة مســتعملة البــد‬
‫وأن تتضمــن إنجــاز عمــل لغــوي واحــد عــى األقــل‪ ،‬حيــث ميــز بــن ثالثــة أرضب مــن‬
‫األعــال اللغويــة أولهــا‪ :‬العمــل القــويل ويتحقــق مبجــرد التلفــظ بــيء مــا ‪ ،‬وثانيهــا‪:‬‬
‫العمــل املتضمــن يف القــول ويتحقــق بقولنــا شــيئا مــا‪ ،‬وثالثهــا‪ :‬هــو عمــل التأثــر بالقــول‪،‬‬
‫ويتحقــق نتيجــة قولنــا شــيئا ما‪.‬فعندمــا يأمــر األب ابنــه بتنظيــف األســنان قائــا‪ ":‬نظــف‬
‫أســنانك " فهــو ينجــز عملــن متزامنــن‪ :‬عمــا قوليــا‪ ،‬وهــو نطقــه بالجملــة‪ ،‬وعمــا‬

‫‪25‬‬ ‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬


‫عمر بوقمرة‬
‫متضمنــا‪ ،‬وهــو أمــره بتنظيــف األســنان‪ ،‬وعندمــا يجيبــه الولــد قائــا‪ ":‬ال أشــعر بالنعــاس"‪،‬‬
‫فهــو ينجــز ثالثــة أفعــال لغويــة‪ :‬عمــل قــويل وهــو نطقــه بالجملــة‪ ،‬وعمــل متضمــن يف‬
‫القــول‪ ،‬وهــو إخبــار أبيــه عــدم رغبتــه يف النــوم‪ ،‬وعمــل التأثــر بالقــول‪ ،‬وهــو إقنــاع أبيــه‬
‫بإمهالــه لتنظيــف أســنانه مبــا أن النعــاس مل يهجــم عليــه بعــد‪.48‬‬
‫جـ�اء مـ�ن بعـ�ده تلميـ�ذه سـيرل (املولـ�ود سـ�ن ة ‪1932‬م)‪ ،‬وأســتاذ بجامعــة بــركيل�‪BER‬‬
‫‪ KELEY‬بكاليفورنيــا؛ فبنــى عــى مــا ابتــدأه فأحكــم هــذه النظريــة‪ ،‬واصلــت درجــة‬
‫النضــج‪ ،‬وقــد قســم األفعــال الكالميــة إىل خمســة أقســام مثــل أوســتني‪:‬‬
‫اإلخباريــات‪ :‬وغرضهــا اإلنجــازي نقــل املتكلــم حدثــا مــا‪ ،‬ويحتمــل هــذا القســم‬
‫الصــدق والكــذب‪ ،‬ويحتــوي هــذا الصنــف عــى معظــم أفعــال اإليضــاح‪ ،‬وبعــض أفعــال‬
‫األحــكام عنــد أوســتني‪.‬‬
‫التوجيهــات‪ :‬ويفهــم معناهــا مــن كلمــة توجيــه‪ ،‬أي توجيــه املتلقــي إىل ســلوك مــا‪،‬‬
‫ويدخــل فيهــا االســتفهام‪ ،‬واألمــر‪ ،‬والنصــح‪ ،‬والتحــدي‪.‬‬
‫االلتزاميات‪ :‬وغرضها اإلنجازي هو التزام املتكلم بفعل ىشء ما يف املستقبل‪.‬‬
‫التعبــرات‪ :‬وهدفهــا اإلنجــازي هــو التعبــر عــن الشــعور الداخــي‪ ،‬ويدخــل فيهــا‬
‫أفعــال الشــكر‪ ،‬والتهنئــة‪ ،‬والرتحيــب‪ ،‬واملواســاة‪ ،‬وغريهــا‪.‬‬
‫اإلعالنيات‪ :‬وهي التي يكون إنجاز الفعل فيها موازيا إلعالن اللفظة‪.49‬‬
‫وجملــة القــول ميكــن التمييــز يف عمــل أوســتني بــن مرحلتــن؛ ميــز يف األوىل منهــا‬
‫بــن نوعــن مــن األقــوال؛ األقــوال التقريريــة اإلخباريــة التــي وظيفتهــا وصــف الواقــع‪،‬‬
‫واألقــوال اإلنشــائية‪ ،‬أو األدائيــة التــي وظيفتهــا إنجــاز األعــال‪ ،‬أو األفعــال‪ ،‬وكأنــه حــاول‬
‫يف هــذه املرحلــة إدخــال الشــك والتناقــض يف االعتقــاد الســائد يف الوســط الفلســفي‬
‫اإلنجلوسكســوين؛ القائــل بــأن اإلثبــات خصوصــا واللغــة عمومــا لهــا وظيفــة وصــف حالــة‬
‫األشــياء‪ ،‬وأنهــا ال تكــون إال صادقــة أو كاذبــة؛ ألنــه ألفــى عــددا من األقــوال حتــى اإلثباتية‬
‫منهــا ال ميكــن الحكــم عليهــا بالصــدق أو الكــذب؛ فاعتربهــا "إثباتــات زائفــة"؛ ومــن هنــا‬
‫بــدأ التشــكيك يف أساســية الوظيفــة الوصفيــة للغــة‪ ،‬وســمى ذلــك "بالوهــم الوصفــي"‪،‬‬
‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬ ‫‪26‬‬
‫وظائف اللغة يف ضوء نظريات االستعامل ‪-‬وظيفتا اإلنجاز والحجاج أمنوذجا‪-‬‬
‫ورشع يف عــزل هــذه األقــوال‪ ،‬وســاها األقــوال اإلنشــائية‪ ،‬وميكــن الحكــم عليهــا بــدل‬
‫الصــدق والكــذب بالتوفيــق واإلخفــاق؛ ألن األمــر هنــا متعلــق بوظيفــة اإلنجــاز واألداء‪،‬‬
‫وليــس الوصــف واإلخبــار‪.‬‬
‫فــإذا قــال قائــل‪" :‬أعدكــم باملجــيء"‪ ،‬وليــس يف نيتــه املجــيء‪ ،‬ال ميكننــا القــول بأنــه‬
‫كاذب‪ ،‬أو إنــه مل ي ِع ـ ْد‪ ،‬بــل نقــول إن القــول غــر موفــق‪ ،‬وأن العمــل مخفــق‪ ،‬والوعــد‬
‫كاذب‪ ،‬ولكــن ال نعنــي بــكاذب هنــا عــدم مطابقــة القــول للواقــع؛ ألن ذلــك متعــذر يف‬
‫مثــل هــذه األقــوال‪ .50‬وكذلــك الحــال يف املثــال املذكــور آنفــا‪ ،‬فــإن األب الــذي أمــر ولــده‬
‫بتنظيــف أســنانه مل يوفــق يف أمــره إيــاه؛ ألن ولــده مل يشــعر بالنعــاس ومــن ثــم فــا‬
‫حاجــة للتنظيــف اآلن‪ ،‬ولــو امتثــل أمــر أبيــه لتكلــل األمــر بالنجــاح أي بالتوفيــق‪.51‬‬
‫ويف املرحلــة الثانيــة تراجــع عــن تلــك املقابلــة بــن وظيفتــي الوصــف واإلنجــاز؛ ليؤكــد‬
‫يف نهايــة املطــاف بــأن اللغــة إنجازيــة جميعهــا‪ ،‬فحتــى األقــوال اإلثباتيــة التقريريــة ال‬
‫ميكــن عزلهــا عــن البعــد اإلنجــازي‪ ،‬فاملتكلــم وهــو يف حالــة اإلثبــات ينجــز عمــا متضمنــا‬
‫يف القــول‪.52‬‬
‫إن نظريــة األعــال اللغويــة قــد رســخت فكــرة تحليــل اللغــة والداللــة يف التنــاول‪،‬‬
‫الــذي يهتــم بقــول املتكلــم‪ ،‬واملعنــى املحصــل منــه‪ ،‬بخــاف اللســانيات البنيويــة التــي‬
‫تعنــى بالجملــة ومعناهــا املقــدر‪ ،‬فهــي ال تأخــذ بعــن االعتبــار ســوى القواعــد الداخليــة‬
‫للغــة‪ ،‬مبتوتــة عــن مؤ ِّوليهــا؛ وبذلــك تجــاوزت الحــدود التــي رســمها "دي سوســر"‬
‫لتشــمل دراســة اللغــة والــكالم معــا‪ ،‬كــا أن نظريــة "أوســتني" قطعــت العالقــة مــع تلــك‬
‫النظــرة الكالســيكية للغــة التــي تــرى بــأن الوظيفــة األســاس للغــة هــي وصــف الواقــع‪.53‬‬
‫وهكــذا أخــذت الوظيفــة اإلنجازيــة مكانهــا ضمــن التصنيفــات املختلفــة لوظائــف‬
‫اللغــة؛ لتصبــح وظيفــة امللفوظــات اإلنشــائية يف نظــر أوســتني ومــن ســار عــى نهجــه‪،‬‬
‫ليســت وصــف الواقــع‪ ،‬وتقديــم صــورة فاســدة أو صادقــة عــن مكوناتــه‪ ،‬وإمنــا هــي بنــاء‬
‫ذلــك الواقــع وإنشــاؤه مبوجــب عمليــات التلفــظ نفســها‪ ،‬وهكــذا تتحــول اللغــة مــن‬
‫وظيفــة جعــل القــول مطابقــا للواقــع إىل وظيفــة معاكســة‪ ،‬وهــي جعــل الواقــع مطابــق‬

‫‪27‬‬ ‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬


‫عمر بوقمرة‬
‫للقــول ‪.‬‬
‫‪54‬‬

‫إن ظاهــرة األفعــال الكالميــة هــي يف الحقيقــة نتــاج الفلســفة التحليليــة التــي قاربــت‬
‫اللغــة بغــر املنظــار السوســري‪ ،‬حــن اقتنــع روادهــا بــأن فهــم اإلنســان لنفســه وللعــامل‬
‫الــذي يعيــش فيــه‪ ،‬ال يقــوم إال عــى اللغــة بع ّدهــا الوســيلة املثــى لذلــك‪ ،‬وقــد رأينــا‬
‫كيــف انقســمت بدورهــا إىل ثالثــة فــروع‪ ،‬حظــي الفــرع األخــر منهــا (فلســفة اللغــة‬
‫العاديــة بزعامــة فيتغنشــتاين) باحتضــان ظاهــرة األفعــال الكالميــة‪ ،‬بعدمــا حفــت‬
‫الفرعــن اآلخريــن مزالــق منهجيــة يف فهــم اللغــات البرشيــة‪ ،‬حيــث الرتكيــز عــى املنطــق‬
‫واللغــات الصوريــة املصطنعــة‪ .55‬والــيء األكيــد أن النظريــات الصوريــة التــي كانــت قــد‬
‫حظيــت بتأييــد واســع يف النصــف األول مــن القــرن العرشيــن مــن خــال تطبيــق األدوات‬
‫املنطقيــة التــي ابتكرهــا فريجــه ورســل عــى اللغــة‪ ،‬رسعــان مــا تعرضــت لهجــوم عنيــف‬
‫مــن فيتغنشــتاين املتأخــر وأوســتني ومــن جاراهــا مطلــع النصــف الثــاين مــن القــرن‬
‫العرشيــن؛ وكان مثــرة ذلــك أن تحــول مركــز االهتــام مــن اللغــة الصوريــة املنطقيــة إىل‬
‫اللغــة الطبيعيــة‪".56‬‬
‫لقــد "بــن هــذا التحــول حــدود البنيوية(وليــس خطأهــا)‪ ،‬وحاجتهــا إىل تجديــد‬
‫البحــث"‪ ،57‬وتجديــد الوظائــف أيضــا‪ ،‬يف ظــروف أتــت فيهــا الحربــان العامليتــان عــى‬
‫تدمــر بنــى العــامل يف شــتى املجــاالت‪ ،‬فــكان األنســب للعــامل مجتمعــا أن يفكــر يف إعــادة‬
‫بنــاء هــذه البنــى ال وصفهــا‪ ،‬وقــد تكــون لهــذه الظــروف التداوليــة الدوليــة املتنافــرة أثــر‬
‫يف البحــث عــن وظيفــة جديــدة للغــة تنجــز الواقــع ال تصــف خرابــه وتبــي عــى طللــه‪،‬‬
‫مســتعينة بعلــوم شــتى‪،‬كاألنرثوبولوجيا‪ ،‬وعلــم النفــس‪ ،‬وعلــم االجتــاع‪ ،‬والفلســفة‪،‬‬
‫واملنطــق‪ ،‬وغريهــا‪ ،‬مع ِّرضــة باالنغــاق البنيــوي املشــبع باألنانيــة (دراســة اللغــة يف ذاتهــا‬
‫وألجــل ذاتهــا)‪ ،‬والــذي رمبــا كان انعكاســا ألنانيــة اإلنســان التــي أفضــت إىل خـراب جــزء‬
‫واســع مــن هــذا العــامل‪.‬‬
‫الوظيفة الحجاجية للغة عند ديكرو‪:‬‬
‫عندمــا نتحــدث عــن الوظيفــة الحجاجيــة للغــة؛ فــإن ذلــك يعنــي بالــرورة الوقــوف‬

‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬ ‫‪28‬‬


‫وظائف اللغة يف ضوء نظريات االستعامل ‪-‬وظيفتا اإلنجاز والحجاج أمنوذجا‪-‬‬
‫عــى نظريــة الحجــاج اللغــوي لأللســني الفرنــي أوزوالــد ديكــرو (‪ ،)O. Ducrot‬وأدعــو‬
‫القــارئ هنــا للرتكيــز معــي عــى الصفــة "اللغــوي" فهــي هنــا قيــد مانــع مــن االختــاط‬
‫ببقيــة املقاربــات الحجاجيــة‪ ،‬التــي ليســت لغويــة‪ ،‬كالحجــاج البالغــي‪ ،‬والحجــاج املنطقي‪،‬‬
‫ومــا يعنينــا يف هــذا املقــام املقاربــة اللغويــة (اللســانية)؛ التــي تناولــت الحجــاج مــن‬
‫وجهــة نظــر قوليــة تداوليــة‪ ،‬إذ بحثــت عــن الوظيفــة الحجاجيــة للعبــارة اللســانية‪.58‬‬
‫انبثقــت نظريــة ا الحجــاج يف للغــة مــن داخــل نظريــة األفعــال اللغويــة لــكل مــن‬
‫أوســتني‪ ،‬وســرل‪ ،‬وهــي نظريــة تقــدم تصــورا جديــدا للمعنــى مــن حيــث طبيعتــه‬
‫ومجالــه‪ ،‬وهــي تنــدرج ضمــن تيــار حديــث يف اللســانيات‪ ،‬ظهــرت عــى يــد األلســني‬
‫الفرنــي "أوزوالــد ديكــرو" (‪ - ،)O. Ducrot‬بعــد إضافتــه فعلــن لغويــن هــا‪ :‬االقتضــاء‪،‬‬
‫والحجــاج‪ ،-‬يف كتابــه "الحجــاج يف اللغــة" ‪)langue) L’argumentation Dans La‬‬
‫عـ�ا م ‪1983‬م‪ ،‬الــذي ألفــه مبشــاركة زميلــه جــون كلــود أنســكومرب (�‪Jean Cloud Ans‬‬
‫‪ ،)combre‬مفادهــا أن اللغــة تحمــل يف جوهرهــا بعــدا حجاجيــا‪ ،‬ومــن ث َــ َّم فهــي ال‬
‫تــرى بــأن الوظيفــة اإلبالغيــة اإلخباريــة هــي الوظيفــة األســاس والوحيــدة للغــة‪ ،‬بــل إن‬
‫الوظيفــة الحجاجيــة هــي أهــم وظائفهــا‪ .59‬ومــن األخــر (فعــل الحجــاج) انبثقــت نظريــة‬
‫الحجــاج يف اللغــة؛ وبنــاء عليــه" فــا الفعــل الحجاجــي إال نــوع مــن األفعــال اإلنجازيــة‬
‫التــي يحققهــا الفعــل التلفظــي يف بعــده الغــريض"‪.60‬‬
‫وقــد رأينــا آنفــا كيــف أثبــت أوســن نوعــا آخــر مــن الجمــل‪ ،‬وهــي اإلنشــائية (األدائية)‬
‫إىل جانــب الوصفيــة؛ ليرتاجــع الحقــا مؤكــدا أنــه إذا أ ْم َع َّنــا النظــر ألفينــا كل عبــارة تامــة‬
‫تتضمــن عــى األقــل فعــا لغويــا واحــدا مــن بــن ثالثــة أرضب مــن األعــال اللغويــة‪،‬‬
‫أولهــا‪ :‬العمــل القــويل‪ ،‬ويتحقــق مبجــرد التلفــظ بــيء مــا‪ ،‬وثانيهــا‪ :‬العمــل املتضمــن يف‬
‫القــول‪ ،‬ويتحقــق بقولنــا شــيئا مــا‪ ،‬وثالثهــا‪ :‬هــو عمــل التأثــر بالقــول‪ ،‬ويتحقــق نتيجــة‬
‫قولنــا شــيئا مــا؛ ومنــه انتبــه ديكــرو إىل فعــل الحجــاج‪.‬‬
‫أسســت هــذه النظريــة مفهومــا جديــدا للحجــاج يختلــف عــن مفهــوم بريملــان‬
‫وتيتيــكا‪ ،‬يقــوم أساســا عــى اللغــة بخــاف مفهــوم بريملــان القائــم عــى تقنيــات وأســاليب‬

‫‪29‬‬ ‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬


‫عمر بوقمرة‬
‫يف الخطــاب‪ ،‬تكــون شــبه منطقيــة‪ ،‬أو شــكلية‪ ،‬أو رياضيــة‪" ،‬فهــي تفــرض أن اللغــة‬
‫ليســت لهــا باألســاس وظيفــة التمثيــل والوصــف؛ والنتيجــة النظريــة املتولــدة مــن ذلــك‬
‫هــي أن القيمــة املرجعيــة لألقــوال ليســت مــن الناحيــة الدالليــة قيمــة مــن درجــة أوىل‪،‬‬
‫بــل قيمــة مــن درجــة ثانيــة‪ .‬ويف مقابــل ذلــك نجــد أن القيــم الحجاجيــة التــي تعتربهــا‬
‫بصفــة عامــة آثــارا للخطــاب أو الســياق التــداويل‪ ،‬هــي قيــم مــن درجــة أوىل مســجلة يف‬
‫البنيــة اللغويــة ذاتهــا لــدى "أنســكومرب" "ودكــرو"‪.61‬‬
‫وبعبــارة أكــر وضوحــا؛ اللغــة تحمــل وبصفــة ذاتيــة جوهريــة (‪ )Intrinsèque‬وظيفــة‬
‫حجاجيــة‪ ،‬مــؤرشا لهــا يف البنيــة اللغويــة جمــا وأقــواال‪ ،‬فهــي موجــودة يف الظواهــر‬
‫الصوتيــة‪ ،‬والرصفيــة‪ ،‬والنحويــة‪ ،‬والدالليــة‪ ،‬والتداوليــة‪62‬؛ فــأرىس بذلــك مبــدأ تداوليــا‬
‫فحــواه‪ :‬أن البعــد الحجاجــي ســابق عــن البعــد اإلخبــاري يف الــكالم‪ ،‬فــكل كالم حســب‬
‫هــذه النظريــة هــو حجاجــي بالقــوة‪ ،‬قبــل أن يقــوم بــدوره اإلخبــاري اإلعالمــي‪ ،‬فالســمة‬
‫الحجاجيــة منغرســة يف اللغــة أصالــة؛ فهــي نظريــة لســانية تهتــم بالوســائل اللغويــة‬
‫وإمكاناتهــا الطبيعيــة الحجاجيــة‪ ،‬بعيــدا عــن املنطــق األرســطي وأحافــره الشــكلية؛‬
‫وعليــه فخالصــة عالقــة اللغــة بالحجــاج مــن هــذا املنظــور الحــدايث هــي‪" :‬أن ال تواصــل‬
‫مــن غــر حجــاج‪ ،‬وال حجــاج مــن غــر تواصــل"؛ وذلــك تجســيد لتلــك الفكــرة الشــائعة‬
‫التــي مفادهــا "أننــا نتكلــم عامــة بقصــد التأثــر"‪ ،‬كــا يــرى أبــو بكــر الع ـزاوي‪.63‬‬
‫املعنى الحجاجي واملعنى اإلخباري وحرب الرتب‪:‬‬
‫وخصوهــا‬‫اجتهــد اللغويــون يف بحــث الفــروق بــن هذيــن النمطــن مــن املعنــى‪ّ ،‬‬
‫بجملــة مــن البحــوث والدراســات؛ وقــد خلصــوا إىل أن هنــاك أنواعــا مختلفــة مــن املعنــى‬
‫الظاهــر‪ ،‬نذكــر منهــا املعنــى الحــريف‪ ،‬واملعنــى البنيــوي‪ ،‬واملعنــى املعجمــي‪ ،‬واملعنــى‬
‫اإلخبــاري اإلعالمــي‪ ،‬وغريهــا‪ ،‬وأنواعــا مــن املعنــى الضمنــي‪ ،‬نذكــر منهــا االقتضــاء‪،‬‬
‫واالســتلزام الــداليل‪ ،‬والتضمــن‪ ،‬واملعنــى الحجاجــي‪ ،‬وغريهــا‪.‬‬
‫وقــد ذهــب العديــد مــن الفالســفة واللغويــن قدميــا وحديثــا إىل أن وظيفــة اللغــة‬
‫األساســية هــي وصــف الكــون واإلخبــار عنــه‪ ،‬قناعــة منهــم أن اللغــة ليســت ســوى‬

‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬ ‫‪30‬‬


‫وظائف اللغة يف ضوء نظريات االستعامل ‪-‬وظيفتا اإلنجاز والحجاج أمنوذجا‪-‬‬
‫مجــرد نظــام مــن الرمــوز توظــف أساســا يف نقــل املعلومــة الواصفــة للعــامل‪ ،‬مرجئــن‬
‫املعــاين األخــرى إىل مراتــب هامشــية ثانويــة‪ ،‬ويف املقابــل كانــت هنــاك محــاوالت منــذ‬
‫القديــم تســتميت يف التقليــل مــن أهميــة هــذا التوجــه‪ ،‬ومحاولــة إبــراز محدوديــة‬
‫الجمــل واألقــوال التــي لهــا وظيفــة وصفيــة متثيليــة للعــامل‪ ،‬ويف هــذا اإلطــار تنــدرج‬
‫نظريــة الحجــاج‪ ،‬ضمــن مــا ميكــن أن نســميه بالدالليــات غــر اإلعالميــة أو غــر اإلخباريــة‬
‫(‪ ،)La semantique informationnelle‬التــي تعــد املعنــى اإلخبــاري ثانويــا وهامشــيا‬
‫بالنســبة للمعــاين األخــرى‪.64‬‬
‫وهنــا يجــب أن ننـ ّوه أن البالغيــن العــرب القدمــاء بتقســيمهم اللفــظ املفيــد إىل خــر‬
‫وإنشــاء‪ ،‬كانــوا يســبحون يف فلــك هــذا التيــار‪ ،‬بــل كانــوا روادا لــه‪ ،‬فقــد" توصلــوا إىل‬
‫وضــع معايــر علميــة متفاوتــة الدقــة‪ ،‬مختلفــة يف الهويــة املعرفيــة للتمييــز بــن الخــر‬
‫واإلنشــاء‪ ،‬وأن آخــر مــا اســتقرت عليــه البالغــة العربيــة يف مراحــل نضجهــا‪ ،‬هــو التصــور‬
‫الــذي مييــز بــن األســلوبني مبعيــار "القصــد" ومعيــار "إيجــاد النســبة الخارجيــة"؛ وقــد‬
‫متخــض عــن هذيــن املعياريــن خصوصــا تعريــف دقيــق لــكل مــن الخــر واإلنشــاء‪ ،‬وأن‬
‫األول مــن هذيــن معيــار تــداويل‪ ،‬والثــاين منهــا معيــار منطقــي"‪.65‬‬
‫فنظريــة الحجــاج لديكــرو ومــن قبلهــا نظريــة األعــال اللغويــة ألوســتني وســرل‪ ،‬ومــن‬
‫قبلهــم البالغيــون العــرب (يف تفريقهــم بــن الخــر واإلنشــاء) تشــكل تيــارا تداوليــا يعــارض‬
‫تيــار الداللــة املنطقيــة القائــم عــى تصــور خطــي تتابعــي تراتبــي للعالقــة بــن الرتكيــب‬
‫والداللــة والتــداول "فدراســة اللغــة ســواء أكانــت طبيعيــة أم اصطناعيــة‪ ،‬ترتكــز حســب‬
‫هــذا التصــور عــى مراحــل ثــاث‪ :‬يعنــى الرتكيــب يف أولهــا بقواعــد التوليــف بــن املكونات‬
‫اللغويــة لتحديــد "نحويتهــا"‪ ،‬وتعنــى الداللــة بالعالقــة بــن العالمــات ومراجعهــا‪ ،‬والحكــم‬
‫عــى الجملــة بالصــدق أو الكذب‪،‬انطالقــا مــن ضبــط مــدى اســتيفائها لــروط الصــدق‪،‬‬
‫ويعنــى التــداول أخــرا باســتعامل الجمــل يف التخاطــب للبحــث يف مــدي مناســبتها‬
‫للمقــام‪ ،‬أو خروجهــا عــن املوضــوع‪ ،‬وتحديــد العمــل القــويل املتحقــق هــل تجيــز ظــروف‬
‫التخاطــب إنجــازه؟ ومــا التأثــر الــذي يســعى إليــه املتكلــم مــن خــال ذلــك القــول"‪.66‬‬

‫‪31‬‬ ‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬


‫عمر بوقمرة‬
‫إذن هنــاك صنفــان مــن الخطــاب اللغــوي يهــدف أحدهــا إىل نقــل املعلومــة كــا‬
‫هــي دون زيــادة أو نقصــان بــدءا باألحــداث الحقــرة إىل األحــداث الجليلــة‪ ،‬ويدخــل‬
‫فيــه األخبــار اليوميــة والنظريــات العلميــة‪ ،‬حيــث يلعــب فيهــا املرســل دور الصحفــي أو‬
‫ال ـراوي‪ ،‬ويشــرط فيــه الصــدق واملوضوعيــة‪ ،‬مكتفيــا يف ذلــك بنقــل املعلومــة الخــر إىل‬
‫املتلقــي لتفهــم وتعلــم فقــط‪ .‬أمــا ثانيهــا فيتجــاوز بــه صاحبــه الفهــم إىل غايــة أبعــد‬
‫أال وهــي إقنــاع املتلقــي مبحتــوى خطابــه‪ ،‬ومــن ثــم صدقهــا الــذي غالبــا مــا يرتجــم إىل‬
‫ســلوكات عمليــة بالفعــل‪ ،‬أو الكــف‪ ،‬والــرك‪ .‬إنهــا (ديكــرو وأنســكومرب)يرفضان املبــدأ‬
‫القائــل‪ :‬إن اللســان يســتخدم للتواصــل باملعنــى الضيــق للعبــارة‪ ،‬أي لنقــل املعلومــة أو‬
‫الخــر‪" .‬إننــا نريــد أن نصــل إىل القــول إن اإلخباريــة يف الواقــع تعــد مــن درجــة ثانيــة‬
‫باملقارنــة مــع الحجاجيــة‪ ،‬فالزعــم بوصــف الحقيقــة قــد ال يكــون إذن إال ِقناعــا لزعــم‬
‫أكــر جوهريــة مبامرســة ضغــط عــى آراء اآلخــر"‪.67‬‬
‫لقــد ب ّينــا أن "اللغــة حجاجيــة يف ذاتهــا أي إنهــا ال تحمــل فقــط معلومــات وتعب ـرا‪،‬‬
‫ولكنهــا تحتــوي يف نفســها‪ ،‬وبــرف النظر عن اســتعاملها يف الســياق عىل عنــارص حجاجية‬
‫بحتــة"‪ .68‬فامللفوظــات إذن تتضمــن قضيــة حجاجيــة ليســت مضافــة أو دخيلــة‪ ،‬ولكنهــا‬
‫كامنــة يف اللغــة بوصفهــا عــادا لــكل داللــة‪ ،‬وعليــه فالحجــاج مل يعــد نشــاطا لســانيا‬
‫ثانويــا مــن بــن أنشــطة أخــرى‪ ،‬ولكنــه أســاس املعنــى عينــه‪ ،‬وأســاس تأويــل الخطــاب‪69‬؛‬
‫ومــع العوامــل التداوليــة الخارجيــة تشــتد الظاهــرة وتتقــوى‪" .‬فالحجــج ال تنبنــي يف فـراغ‬
‫وال تصــاغ يف مجــال معــزول‪ ،‬أو ســياق منفصــل عــن رشوط تك ُّونــه وســرورته"‪ .70‬فاللغــة‬
‫تحمــل بعــدا حجاجيــا يف جميــع مســتوياتها‪ ،‬فهــي عنــد أوزوالــد ديكــرو وســيلة للســجال‬
‫بــن الــذوات البرشيــة‪ ،‬والحجــاج جوهرهــا بــرف النظــر عــن اســتعامالتها املختلفــة‪.71‬‬

‫التوجيه جوهر الوظيفة الحجاجية‪:‬‬


‫تجــدر اإلشــارة هنــا إىل أهــم مفهــوم يف نظريــة ديكــرو وزميلــه الحجاجيــة وهــو‬
‫التوجيــه (‪)L’orientation‬؛ إذ حـرا فيــه غايــة الحجــاج ووظيفتــه‪ ،‬فحينــا نقول لشــخص‬

‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬ ‫‪32‬‬


‫وظائف اللغة يف ضوء نظريات االستعامل ‪-‬وظيفتا اإلنجاز والحجاج أمنوذجا‪-‬‬
‫مــا‪ :‬إن هــذا الفنــدق مريــح‪ ،‬وتتوفــر فيــه جميــع وســائل الراحــة‪ ،‬فنحــن ال نريــد إخبــاره‬
‫بذلــك بقــدر مــا ندعــوه إىل زيارتــه‪ ،‬فنحــن جهدنــا أنفســنا يف توجيهــه إىل اســتنتاج أن‬
‫إقامتــه بهــذا الفنــدق ســيكون لهــا األثــر اإليجــايب عليــه‪ ،‬ومــن ثــم فهــي دعــوة لإلقامــة‬
‫بهــذا الفنــدق‪ ،‬فاإلخباريــة إذن ثانويــة بالنســبة للوظيفــة الحجاجيــة‪.72‬‬
‫الحــظ ديكــرو أن بــن بعــض األقــوال اللغويــة املتواليــة تشــكل "تسلســات اســتنتاجية‬
‫داخــل الخطــاب‪ ،‬وبعبــارة أخرى‪...‬متواليــات مــن األقــوال‪ ،‬بعضهــا هــو مبثابــة الحجــج‬
‫اللغويــة‪ ،‬وبعضهــا اآلخــر هــو مبثابــة النتائــج التــي تســتنتج منهــا‪ .‬إن كــون اللغــة لهــا‬
‫وظيفــة حجاجيــة يعنــي أن التسلســات الخطابيــة محــددة ال بواســطة الوقائــع املعــر‬
‫عنهــا داخــل األقــوال فقــط‪ ،‬ولكنهــا محــددة أيضــا بواســطة بنيــة هــذه األقــوال نفســها‪،‬‬
‫وبواســطة املــواد اللغويــة التــي تــم توظيفهــا وتشــغيلها"‪.73‬‬
‫إن منطــق اللغــة "يعنــي وجــود طابــع اســتداليل يف بنيــة اللغــة الطبيعيــة‪ ،‬ووجــود‬
‫عالقــات اســتنباطية بــن مكوناتهــا دون اللجــوء إىل اصطنــاع هــذه املكونــات‪ ،‬أو‬
‫صورنتهــا"‪ ،74‬وهــذا مــا أكــده ديكــرو حــن قــال‪" :‬توجــد بــن بعــض ملفوظــات اللغــة‬
‫الطبيعيــة عالقــات حتميــة‪ ،‬حيــث إننــا عندمــا نقبــل هــذه امللفوظــات؛ نكــون مجربيــن‬
‫عــى تقبــل بعضهــا اآلخــر"‪.75‬‬
‫إذن هــذه التوجيهــات الحجاجيــة (‪ )Orientations argumentatives‬هــي التــي‬
‫تســمح باتبــاع ملفــوظ معــن مللفــوظ آخــر‪ ،‬ومتنــع متابعتــه مبلفوظــات أخــرى‪ ،‬أي إنهــا‬
‫ترجــع نتيجــة معينــة دون غريهــا مــن النتائــج‪ ،‬التــي قــد تكــون مرصحــا بهــا‪ ،‬أو متضمنــة‬
‫يف القــول‪ ،‬أو قــل إنهــا التــي تتحكــم يف بنيــة منطــق اللغــة بنــاء وســرورة‪ ،‬ونتيجــة؛ أي من‬
‫خاللهــا تتحــدد غايــات الخطــاب الحجاجــي التــي يســعى لفرضهــا عــى املخاطــب‪ ،‬كنتيجة‬
‫حتميــة ووحيــدة؛ ومــن هــذا املنطلــق تتعاظــم ســلطة الخطــاب الحجاجــي بســده كل‬
‫الطــرق أمــام أي حجــاج مضــاد؛ مــن شــأنه أن يبطــل ذلــك التوجيــه الحجاجــي أو أن‬
‫يضعفــه‪.76‬‬
‫وجملة القول إن نظريتهام تقوم عىل ثالثة أسس وهي‪:‬‬

‫‪33‬‬ ‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬


‫عمر بوقمرة‬
‫‪ -1‬الوظيفة األساسية للغة هي الحجاج‪.‬‬
‫‪ -2‬املكون الحجاجي يف املعنى أسايس‪ ،‬واملكون اإلخباري ثانوي‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم الفصل بني الدالليات والتداوليات‪.77‬‬
‫مناذج تطبيقية‪:‬‬
‫بينــا آنفــا أن فعــي الحجــاج والتوجيه(وظيفتــي الحجــاج والتوجيــه) يحدثــان بفعــل‬
‫تتابــع األقــوال وترابطهــا يف سلســلة كالميــة‪ ،‬يكــون بعضهــا حججــا‪ ،‬وبعضهــا اآلخــر‬
‫نتائج‪،‬وهــذه النتائــج بعضهــا ظاهــر وبعضهــا مســترت‪ ،‬وعــى امل َخاطــب اســتنتاجها ال مــن‬
‫مضامــن هــذه األقــوال اإلخباريــة‪ ،‬بــل اعتــادا عــى بنيتهــا اللغويــة فحســب‪ ،78‬وقــد‬
‫رضب الباحثــان جملــة مــن األمثلــة منهــا قولنــا‪:‬‬
‫‪" -‬لنخرج إىل النزهة مبا أن الطقس جميل"‪.‬‬
‫‪ -‬أو "الطقس جميل فلنخرج للنزهة"‪.‬‬
‫‪ -‬يكون ق‪ 1‬هو الطقس جميل‪ ،‬وهو الحجة‪.‬‬
‫‪ -‬ويكون ق‪ 2‬فلنخرج للنزهة‪ ،‬وهو النتيجة‪.‬‬
‫وقــد تكــون النتيجــة‪ ،‬ضمنيــة لكنهــا يشــرطان ســهولة الوصــول إليهــا‪ ،‬ومثــال ذلــك‬
‫الحــوار التــايل‪:‬‬
‫‪ -‬هل ترغب يف مرافقتي لنشاهد هذا الرشيط السيناميئ؟‬
‫‪ -‬لقد شاهدته‪.‬‬
‫فقولنــا‪ :‬لقــد شــاهدته حجــة موصلــة إىل نتيجــة مفــاده أنــه ال يريــد املرافقــة ملشــاهدة‬
‫الرشيط ‪.79‬‬
‫وميكن أن نأخذ أمثلة أخرى مثل‪:‬‬
‫‪ -‬السامء صافية‪.‬‬
‫‪ -‬الربد قارس‪.‬‬
‫‪ -‬الجو جميل‪.‬‬
‫فعندمــا يتلفــظ متكلــم بالجملــة األوىل مثــا (الســاء صافيــة)‪ ،‬فهــل يريــد أن يخــر‬

‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬ ‫‪34‬‬


‫وظائف اللغة يف ضوء نظريات االستعامل ‪-‬وظيفتا اإلنجاز والحجاج أمنوذجا‪-‬‬
‫الســامع بــيء يجهلــه‪ ،‬الشــك أن الســامع يــرى مثــل املتكلــم أن الســاء صافيــة ‪-‬إال‬
‫إذا كان أعمــى‪ -‬ويف مثــل هــذه الحــال يفقــد القــول طبيعتــه اإلخباريــة‪ ،‬وبعبــارة أدق‬
‫وظيفتــه اإلخباريــة‪ ،‬وإن ظــل محتفظــا مبحتــواه القضــوي اإلخبــاري‪ ،‬لكنــه يتزحلــق إىل‬
‫فســحا املجــال للمكــون الــداليل الحجاجــي‪ ،‬وهــو الــذي يوجهنــا‬ ‫درجــة ثانويــة هامشــية‪ُ ،‬م ِ‬
‫الســتنتاج املتواليــات التاليــة‪:‬‬
‫‪ -‬السامء صافية لنخرج إىل النزهة‪.‬‬
‫‪ -‬السامء صافية لنتجول قليال‪.‬‬
‫‪ -‬لنذهب إىل الشاطئ‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫وهكــذا تكشــفت النتيجــة املتواريــة خلــف املكــون الــداليل الحجاجــي؛ ومــا كان لهــا أن‬
‫تظهــر لــواله‪ ،‬فهــو الــذي يتحكــم يف قوانــن اشــتغال األقــوال داخــل الخطــاب‪ ،‬ومــا قيــل‬
‫عــن هــذا املثــال يقــال عــن املثالــن اآلخريــن‪.80‬‬
‫لرنتــق إىل مثــال قــرآين‪ ،‬ولتكــن آيــات مطلــع ســورة األعــى‪ ،‬وهــي قولــه تعــاىل‪﴿ :‬ســبح‬
‫اســم ربــك األعــى الــذي خلــق فســوى والــذي قــدر فهــدى والــذي أخــرج املرعــى فجعلــه‬
‫غثــاء أحــوى﴾‪ .81‬حيــث تبــدأ الســورة باآليــة ﴿ســبح اســم ربــك األعــى﴾ كنتيجــة يريــد‬
‫اللــه عــز وجــل أن يقنــع بهــا امل َخاطبني(عبــاده) ويدفهــم للعمــل بهــا‪ ،‬ويقتــي هــذا‬
‫االســتدالل حتــى يكــون مقنعــا وللعمــل دافعــا‪ ،‬إي ـراد الحجــج القوليــة املفضيــة إليهــا؛‬
‫فكانــت اآليــات األربــع املواليــة‪:‬‬
‫‪﴿ -‬الذي خلق فسوى﴾‪.‬‬
‫‪﴿ -‬والذي قدر فهدى﴾‪.‬‬
‫‪﴿ -‬والذي أخرج املرعى﴾‪.‬‬
‫‪﴿ -‬فجعله غثاء أحوى﴾‪.‬‬
‫فهــذه الحجــج وحجــج أخــرى مبثوثــة يف الســورة‪ ،‬ميكــن اســتنباطها عنــد التدقيــق؛ كلها‬
‫تخــدم نتيجــة واحــدة‪ ،‬وهــي تســبيحه ســبحانه وتعــاىل‪ ،‬وليــس التســبيح ســوى تنزيهــه‬
‫عــن الرشيــك‪ ،‬وإفـراده بالعبــادة‪ ،‬فمــن خــال املقطــع األول مــن الســورة نكتشــف تلــك‬

‫‪35‬‬ ‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬


‫عمر بوقمرة‬
‫الشــبكة الحجاجيــة القامئــة بــن النتيجــة وثــاث حجــج تلتهــا‪ ،‬كلهــا تســر يف اتجــاه واحــد‬
‫يخــدم النتيجــة ويقويهــا‪ ،‬وميكــن صياغــة عالقــات هــذه الشــبكة بأســاليب أخــرى‪ ،‬تتــرج‬
‫مــن خاللهــا الروابــط الحجاجيــة‪ ،‬وبصــور مختلفــة عــى النحــو التــايل‪:‬‬
‫‪ -1‬سبح اسم ربك األعىل ألنه هو الذي خلق فسوى‪ ،‬وقدر فهدى‪...‬‬
‫‪ -2‬مبا أن ربك هو الذي خلق فس ّوى‪ ،‬وقدر فهدي‪...‬إذن فسبحه‪.‬‬
‫‪ -3‬إن ربك خلق فسوى‪،‬وقدر فهدى‪ ،‬فسبحه‪.82‬‬
‫وقامئة االحتامالت تطول ولكن يكفي منها ما أرشنا إليه يف هذه العجالة‪.‬‬
‫وصفــوة القــول إن نظريــات االســتعامل ‪-‬ومنهــا نظريتــا األفعــال اللغويــة والحجــاج‬
‫اللغــوي‪ -‬كان لهــا الفضــل يف تطويــر البحــث اللســاين‪ ،‬ومــده ‪ -‬قهـرا‪ -‬بآليــات منهجية‪ ،‬كان‬
‫ينظــر إليهــا البحــث للســاين البنيــوي نظــرة ريبــة ودونيــة‪ ،‬ودليــل ذلــك أن التداوليــة قــد‬
‫تطهــرت مــن عبــارة "ســلة مهمــات للســانيات" التــي كانــت توصــف بهــا يف ســبعينيات‬
‫القــرن العرشيــن‪ ،‬عبــارة تــدل عــى أن التداوليــة غــر مؤهلــة لبحــث ودراســة أي مســألة‬
‫لســانية‪ ،‬وإمنــا يســمح لهــا تفضــا مبعالجــة بعــض املســائل التــي عافتهــا اللســانيات‪،‬‬
‫لتتحــول إىل رشيــك عديــل للســانيات ‪-‬إن مل يكــن بديــا‪ ،-‬ومنهــج فعــال يف اإلصــاح‬
‫وتــدارك إخفاقــات اللســانيات التــي كانــت مســكوتا عنهــا؛ وكانــت رشارة هــذا التحــول‬
‫تحــول فلســفي مــن التأليــف إىل التحليــل‪ ،‬ومــن اللغــة الصوريــة إىل اللغــة العاديــة‪،‬‬
‫ومــن املعنــى املقــدر إىل املعنــى املحصل‪،‬لتتحــول وظيفــة اللغــة مــن وصــف العــامل‪ ،‬إىل‬
‫الفعــل ومنــه فعــل الحجــاج‪ ،‬وذانــك معنيــان ال ميكــن تحصيلهــا إال يف رضب خــاص مــن‬
‫الســياقات االجتامعيــة املحوطــة بأعـراف معلومــة؛ وذلــك مــا نســميه املعنــى االســتعاميل‪.‬‬

‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬ ‫‪36‬‬


‫وظائف اللغة يف ضوء نظريات االستعامل ‪-‬وظيفتا اإلنجاز والحجاج أمنوذجا‪-‬‬
‫اإلحــاالت‬
‫‪ -1‬ينظــر‪ :‬خولــة طالــب اإلبراهيمــي‪ :‬مبــادئ يف اللســانيات‪ ،‬ط‪ ،2‬دار القصبــة للنــر‪ ،‬الجزائــر‪2006 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.10‬‬
‫‪ -2‬ينظــر‪ :‬أحمــد املتــوكل‪ :‬اللســانيات الوظيفيــة مدخــل نظــري‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الكتــب الجديــدة املتحــدة‪،‬‬
‫بــروت‪ ،‬لبنــان‪2010 ،‬م‪ ،‬ص‪.13-12‬‬
‫‪ -3‬ينظــر‪ :‬جرهــارد هلبــش‪ :‬تاريــخ علــم اللغــة الحديــث‪ ،‬ترجمــة‪ :‬ســعيد حســن بحــري‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبــة‬
‫زهـراء الــرق‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪2003 ،‬م‪ ،‬ص‪.136‬‬
‫‪ -4‬مصطفــى غلفــان‪ :‬يف اللســانيات العامــة تاريخهــا‪ ،‬طبيعتهــا‪ ،‬موضوعهــا‪ ،‬مفاهيمهــا‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتاب‬
‫الجديــدة املتحدة‪ ،‬بــروت ‪ ،‬لنــان‪2010 ،‬م‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪ -5‬عبــد الهــادي بــن ظافــر الشــهري‪ :‬إسـراتيجيات الخطــاب‪ ،‬مقاربــة لغويــة تداوليــة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتاب‬
‫الجديــدة املتحدة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪2004 ،‬م‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -6‬صالح الدين صالح حسنني‪ :‬الداللة والنحو‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة اآلداب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪-‬ت‪ ،‬ص‪.189‬‬
‫‪ -7‬محمــد محمــد يونــس عيل‪:‬مقدمــة يف علمــي الداللــة والتخاطــب‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتــب الجديــدة‬
‫املتحــدة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪2004 ،‬م‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -8‬عبد الهادي بن ظافر الشهري‪ :‬إسرتاتيجيات الخطاب‪ ،‬مقاربة لغوية تداولية‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫‪ -9‬أحمد املتوكل‪ :‬اللسانيات الوظيفية مدخل نظري‪ ،‬ص‪.16-15‬‬
‫‪ -10‬الخضــم ألكل الرطــب‪ ،‬والقضــم ألكل الصلــب اليابــس‪ .‬النضــح الســيالن الضعيــف‪ ،‬والنضــخ‬
‫الســيالن القــوي‪.‬‬
‫‪ -11‬ينظــر‪ :‬فريــد عــوض حيــدر‪ :‬علــم الداللــة دراســة نظريــة وتطبيقيــة‪،‬ط‪ ،1‬مكتبــة اآلداب‬
‫القاهــرة‪2005،‬م‪ ،‬ص‪.34 - 30‬‬
‫‪ -12‬إبراهيم أنيس‪ :‬داللة األلفاظ‪ ،‬د‪-‬ط‪ ،‬مكتبة األنجلو املرصية القاهرة‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫‪ -13‬ينظــر‪ :‬عــي حســن مزبــان‪ :‬الوجيــز يف علــم الداللــة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار شــموع الثقافــة‪ ،‬الزاويــة‪ ،‬ليبيــا‪،‬‬
‫‪2004‬م‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪ -14‬ينظر‪ :‬عبد الغفار حامد هالل‪ :‬الداللة اللغوية‪ ،‬ط‪ ،1‬د‪-‬ت‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ -15‬إبراهيم أنيس‪ :‬داللة األلفاظ‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ -16‬أليســكندر كــر كــوود هاليــدي‪ :‬وظائــف اللغــة‪ ،‬ترجمــة‪ :‬محمــود أحمــد نحلــة‪ ،‬مقــال يف مجلــة‬
‫اللســان العــريب‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪37‬‬ ‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬
‫عمر بوقمرة‬
‫‪ -17‬ابن جني‪ :‬الخصائص‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عيل النجار‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب‪ ،‬القاهرة‪1952 ،‬م‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪ -18‬ابــن ســنان الخفاجــي‪ :‬رس الفصاحــة‪ ،‬تحقيــق‪ :‬عــي فــودة‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبــة الخانجــي‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬
‫‪1994‬م‪ ،‬ص ‪.209‬‬
‫‪ -19‬ينظــر‪ :‬عبــد الهــادي بــن ظافــر الشــهري‪ :‬إســراتيجيات الخطــاب مقاربــة لغويــة تداوليــة‪،‬‬
‫ص ‪.12 - 11‬‬
‫‪20- Dubois jean et autres: dictionnaire de linguistique la rousse, paris, france 1998,‬‬
‫‪p216.‬‬
‫‪21- Mounin jeorges: dictionnaire de la linguistique quadrige, puf, edition, 1974, p‬‬
‫‪143 – 144.‬‬
‫‪22- Ducrot oswald et todorov tzvetan: dictionnaire encyclopédique des sciences du‬‬
‫‪langage, édition du seuil, paris, 1972, p 42.‬‬
‫‪ -23‬ينظــر‪ :‬مصطفــى غلفــان‪ :‬اللســانيات العربيــة الحديثــة‪ ،‬دراســة نقديــة يف املصــادر واألســس‬
‫النظريــة واملنهجيــة‪ ،‬ص ‪.252‬‬
‫‪ -24‬ينظــر‪ :‬عبــد الهــادي بــن ظافــر الشــهري‪ :‬إســراتيجيات الخطــاب‪ ،‬مقاربــة لغويــة تداوليــة‪،‬‬
‫ص‪.13 - 12‬‬
‫‪ -25‬ينظر‪ :‬هاليدي‪ :‬وظائف اللغة‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمود أحمد نحلة‪ ،‬ص‪.4-3‬‬
‫‪ -26‬محمــد ســبيال وعبــد الســام بــن عبــد العــايل‪ :‬اللغــة‪ ،‬ط‪ ،2‬دار توبقــال للنــر‪ ،‬الــدار البيضــاء‪،‬‬
‫املغــرب‪1998 ،‬م‪ ،‬ص‪.55-52‬‬
‫‪ -27‬ينظر‪ :‬عبد الهادي بن ظافر الشهري‪ :‬إسرتاتيجيات الخطاب‪ ،‬مقاربة لغوية تداولية‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -28‬ينظــر‪ :‬ســامي الرشيــف‪ ،‬وأميــن منصــور نــدا‪ :‬اللغــة اإلعالميــة املفاهيــم –األســس‪ -‬التطبيقــات‪،‬‬
‫‪2004‬م‪ ،‬ص ‪ .22-21‬وينظــر‪ :‬رشــدي طعيمــة‪ ،‬ومحمــود كامــل الناقــة‪ :‬مفهــوم اللغــة ووظائفهــا‪،‬‬
‫ص‪.8-6‬‬
‫‪ -29‬إدريــس قصــوري‪ :‬أســلوبية الروايــة‪ ،‬مقاربــة أســلوبية لروايــة زقــاق املــدق لنجيــب محفــوظ‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫عــامل الكتــاب الحديــث‪ ،‬إربــد‪ ،‬األردن‪2008 ،‬م‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ -30‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ -31‬عبد الهادي بن ظافر الشهري‪ :‬إسرتاتيجيات الخطاب‪ ،‬مقاربة لغوية تداولية‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -32‬صالح الدين صالح حسنني‪ :‬الداللة والنحو‪ ،‬ص‪.190‬‬

‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬ ‫‪38‬‬


‫وظائف اللغة يف ضوء نظريات االستعامل ‪-‬وظيفتا اإلنجاز والحجاج أمنوذجا‪-‬‬
‫‪ -33‬ينظــر‪ :‬مســعود صحـراوي‪ :‬التداوليــة عنــد العــرب‪ ،‬دراســة تداوليــة لظاهــرة (األفعــال الكالميــة)‬
‫يف ال ـراث اللســاين العــريب‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الطليعــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪2005 ،‬م‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ 34-‬ينظــر‪Philipe Blanchet: La Pragmatique d’Austin A Goffman Collection reference :‬‬
‫‪., Edition, Bertrand-La Coste, Paris France, 1995, pp14 -15‬‬
‫‪ -35‬ينظــر‪ :‬فرانســواز أرمينكــو‪ :‬املقاربــة التداوليــة‪ ،‬ترجمــة‪ :‬ســعيد علــوش‪ ،‬د‪-‬ط‪ ،‬مركــز اإلمنــاء‬
‫القومــي‪ ،‬الربــاط‪ ،‬املغــرب‪1986 ،‬م‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -36‬ينظــر‪ :‬فــان دايــك‪ :‬النــص والســياق‪ ،‬اســتقصاء البحــث يف الخطــاب الــداليل والتــداويل‪ ،‬ترجمــة‬
‫عبــد القــادر قنينــي‪ ،‬إفريقيــا الــرق‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪2000 ،‬م‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ -37‬فان دايك‪ :‬النص والسياق‪ ،‬استقصاء البحث يف الخطاب الداليل والتداويل‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -38‬ينظر‪ :‬فرانسواز أرمينكو‪ ،‬املقاربة التداولية‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -39‬الجيــايل دالش‪ :‬مدخــل إىل اللســانيات التداوليــة‪ ،‬ترجمــة محمــد يحياتــن‪ ،‬ديــوان املطبوعــات‬
‫الجامعيــة‪ ،‬الســاحة املركزيــة بــن عكنــون الجزائــر‪1992 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.19 -18‬‬
‫‪ -40‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -41‬فرانسواز أرمينكو‪ :‬املقاربة التداولية‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -42‬فرانسواز أرمينكو‪ :‬املقاربة التداولية‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -43‬هــذا هــو عنوانــه األصــي باإلنجليزيــة وترجــم إىل الفرنســية بـــ ‪ .quand dire c’est faire‬أمــا يف‬
‫العربيــة فمنهــم مــن ســاه "نظريــة أفعــال الــكالم"‪ ،‬ومنهــم ترجمــه "كيــف ننجــز أفعــاال بالكلــات"‪،‬‬
‫وبعضهــم "عندمــا نقــول نفعــل"‪.‬‬
‫‪ 44-‬ينظــر‪quand dire c’ est faire ( how to do things with words . j-l Austin ) tra , gilles :‬‬
‫‪.lan , seuil , 1970 , p – 40‬‬
‫‪ -45‬ينظــر‪ :‬محمــود أحمــد نحلــة‪ :‬آفــاق جديــدة يف البحــث اللغــوي املعــارص‪ ،‬دار املعرفــة الجامعيــة‪،‬‬
‫‪2002‬م‪ ،‬ص‪.70 - 60‬‬
‫‪ -46‬ينظــر‪ :‬آن روبــول وجــاك موشــار‪ :‬التداوليــة اليــوم علــم جديــد يف التواصــل‪ ،‬ترجمــة ســعد الديــن‬
‫دغفــوس‪ ،‬ومحمــد الشــيباين‪ ،‬دار الطليعــة بــروت‪ ،‬لبنــان‪ ،‬د ‪ -‬ت‪ ،‬ص ‪.31 - 30‬‬
‫‪ -47‬الجياليل دالش‪ :‬مدخل إىل اللسانيات التداولية‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -48‬ينظر‪ :‬آن روبول وجاك موشالر‪ ،‬التداولية اليوم علم جديد يف التواصل‪ ،‬ص ‪.31 - 31‬‬
‫‪ -49‬ينظــر‪j. s .searl, les actes de langage (essai de philosophie du langage) collection :‬‬

‫‪39‬‬ ‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬


‫عمر بوقمرة‬
‫‪.savoir, les lettres Herman ,paris, nouveau tirage, 1996, p 60-62‬‬
‫‪ -50‬ينظــر‪ :‬جــاك موشــار‪ -‬آن ريبــول‪ :‬القامــوس املوســوعي للتداوليــة‪ ،‬ترجمــة‪ :‬عــز الديــن املجــدوب‬
‫وآخــرون‪ ،‬مراجعــة‪ :‬خالــد ميــاد‪ ،‬ط‪ ،2‬دار ســيناترا‪ ،‬املركــز الوطنــي للرتجمــة‪ ،‬تونــس‪2010 ،‬م‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪.57-56‬‬
‫‪ -51‬ينظر‪ :‬آن روبول وجاك موشالر ‪ ،‬التداولية اليوم علم جديد يف التواصل‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -52‬ينظــر‪ :‬عيــد بلبــع‪ :‬التداوليــة ح البعــد الثالــث يف ســيميوطيقا موريــس مــن اللســانيات إىل النقــد‬
‫األديب والبالغــي‪ ،‬ط‪ ،1‬بلنســية للنــر والتوزيــع‪ ،‬املنوفيــة‪ ،‬مــر‪2009 ،‬م‪ ،‬ص ‪.234‬‬
‫‪ -53‬ينظــر‪ :‬فليــب بالنشــيه‪ :‬التداوليــة مــن أوســتني إىل غوفــان‪ ،‬ترجمــة‪ :‬صابــر الحباشــة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الحــوار للطباعــة والنــر والتوزيــع‪ ،‬الالذقيــة‪ ،‬ســوريا‪2007 ،‬م‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪ -54‬ينظــر‪ :‬إدريــس رسحــان‪ :‬األمــر كفعــل إنجــازي غــر مبــارش‪ ،‬مجلــة كليــة اآلداب والعلوم اإلنســانية‪،‬‬
‫(دراســات لســانية)‪ ،‬جامعــة ســيدي محمــد بــن عبــد اللــه‪ ،‬ظهــر املهـراز‪ ،‬فــاس‪ ،‬املغــرب‪ ،‬عــدد خــاص‬
‫‪1995 ،11‬م‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ -55‬ينظــر‪ :‬ذهبيــة الحــاج حمــو‪ :‬مــن اللســانيات إىل اللســانيات التداولية يف إشــكالية التحــور والتطور‪،‬‬
‫مقــال ضمــن كتــاب‪ :‬التداوليــات وتحليــل الخطــاب بحــوث محكمــة‪ ،‬إرشاف‪ :‬حافــظ إســاعييل علــوي‪،‬‬
‫ومنتــر أمــن عبــد الرحيــم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار كنــوز املعرفــة للطباعــة والنــر والتوزيع‪،‬عــان‪ ،‬األردن‪2014،‬م‪،‬‬
‫ص‪.166‬‬
‫‪ -56‬ينظــر‪ :‬نظريــة املعنــى يف فلســفة بــول غرايــس‪ :‬صــاح إســاعيل‪ ،‬الــدار املرصيــة الســعودية‬
‫للطباعــة والنــر والتوزيع‪،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪2005 ،‬م‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ -57‬ذهبيــة الحــاج حمــو‪ :‬مــن اللســانيات إىل اللســانيات التداوليــة يف إشــكالية التحــور والتطــور‪،‬‬
‫ص‪.170‬‬
‫‪ -58‬ينظــر‪ :‬محمــد طــروس‪ :‬النظريــة الحجاجيــة مــن خــال الدراســات البالغيــة واملنطقيــة واللســانية‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬دار الثقافــة‪ ،‬الــدار البيضــاء‪ ،‬املغــرب‪2005 ،‬م‪ ،‬ص‪.94‬‬
‫‪ -59‬أبو بكر الع ّزاوي‪ :‬اللغة والحجاج‪ ،‬ط‪ ،1‬العمدة يف الطبع‪ ،‬الدار البيضاء‪2006 ،‬م‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ -60‬آليــات الحجــاج والتواصــل يف ضــوء النظريــة التداوليــة‪ :‬رتيبــة محمــدة بولــدواين‪ ،‬مجلــة مقاربــات‪،‬‬
‫دوريــة محكمــة تهتــم بالبحــث العلمــي‪ ،‬العــدد الثــاين عــر‪ ،‬فــاس‪ ،‬املغــرب‪ ،‬املجلــد الســادس ‪2013‬م‪،‬‬
‫ص‪.27‬‬
‫‪ -61‬جاك موشلر وآن ريبول‪ :‬القاموس املوسوعي للتداولية‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬ص‪.321‬‬
‫‪ -62‬أبو بكر العزاوي‪ :‬الخطاب والحوار‪ ،‬ط‪ ،1‬األحمدية للنرش‪2007،‬م‪ ،‬ص‪.09‬‬
‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬ ‫‪40‬‬
‫وظائف اللغة يف ضوء نظريات االستعامل ‪-‬وظيفتا اإلنجاز والحجاج أمنوذجا‪-‬‬
‫‪ -63‬ينظر‪ :‬أبو بكر الع ّزاوي‪ :‬اللغة والحجاج‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -64‬ينظــر‪ :‬أبــو بكــر العـزاوي‪ :‬الحجــاج واملعنــى الحجاجــي‪ ،‬مقــال ضمــن كتــاب‪ :‬التحاجــج طبيعتــه‬
‫ومجالــه ووظائفــه‪ ،‬تنســيق‪ :‬حمــو النقــاري‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعــة النجــاح الجديــدة‪ ،‬الــدار البيضــاء‪ ،‬املغــرب‪،‬‬
‫‪2006‬م‪ ،‬ص‪.71-70‬‬
‫‪ -65‬مســعود صح ـراوي‪ :‬التداوليــة عنــد العــرب‪ ،‬دراســة تداوليــة لظاهــرة "األفعــال الكالميــة" يف‬
‫الـراث اللســاين العــريب‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الطليعــة للطباعــة والنــر والتوزيــع‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪2005 ،‬م‪ ،‬ص‪.86‬‬
‫‪ -66‬شــكري املبخــوت‪ :‬نظريــة الحجــاج يف اللغــة‪ ،‬مقــال ضمــن كتــاب‪ :‬أهــم نظريــات الحجــاج‬
‫يف التقاليــد الغربيــة مــن أرســطو إىل اليــوم‪ ،‬إرشاف‪ :‬حــادي صمــود‪ ،‬كليــة اآلداب منوبــة تونــس‪،‬‬
‫ص‪.353‬‬
‫‪ -67‬صابــر الحباشــة‪ :‬تلويــن الخطــاب فصــول مختــارة مــن اللســانيات والعلــوم الدالليــة واملعرفيــة‬
‫والتداوليــة والحجــاج‪ ،‬ط‪ ،1‬الــدار املتوســطية للنــر تونــس‪2007 ،‬م‪ ،‬ص‪.197‬‬
‫‪ -68‬كورنيليافــون راد صكوحــي‪ :‬الحجــاج يف املقــام املــدريس مالحظــات حــول تعليــم الحجــاج يف‬
‫املرحلــة الثانيــة يف التعليــم األســايس‪ ،‬تحــت إرشاف‪ :‬فريــق البحــث يف البالغــة والحجــاج برئاســة‬
‫حــادى صمــود‪ ،‬كليــة اآلداب‪ ،‬منوبــة‪ ،‬تونــس‪ 15 ،‬أفريــل‪2001 ،‬م‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪ -69‬ينظــر‪ :‬صابــر الحباشــة‪ :‬تلويــن الخطــاب فصــول مختــارة مــن اللســانيات والعلــوم الدالليــة‬
‫واملعرفيــة والتداوليــة والحجــاج‪ ،‬ص‪.197‬‬
‫‪ -70‬عــارة نــارص‪ :‬الفلســفة والبالغــة‪ ،‬مقاربــة حجاجيــة للخطــاب الفلســفي‪،‬ط‪ ،1‬منشــورات‬
‫االختــاف‪ ،‬الجزائــر العاصمــة‪ ،‬الجزائــر‪ ،‬الــدار العربيــة للعلــوم نــارشون‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪ ،‬عــام ‪2009‬م‪.‬‬
‫ص‪.99‬‬
‫‪ -71‬عبــد اللــه صولــة‪ :‬الحجــاج يف القــرآن الكريــم مــن خــال أهــم خصائصــه األســلوبية‪ ،‬جامعــة‬
‫منوبــة‪ ،‬تونــس‪ ،‬كليــة منوبــة‪ ،‬عــام ‪2001‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.38‬‬
‫‪ -72‬عمــر بلخــر‪ :‬تحليــل الخطــاب املرسحــي يف ضــوء النظريــة التداوليــة‪،‬ط‪ ،1‬منشــورات االختــاف‪،‬‬
‫الجزائــر‪2003 ،‬م‪ ،‬ص‪.123‬‬
‫‪ -73‬أبو بكر العزاوي‪ :‬الحجاج واملعنى الحجاجي‪ ،‬ص‪.57‬‬
‫‪ -74‬عامرة نارص‪ :‬الفلسفة والبالغة مقاربة حجاجية للخطاب الفلسفي‪ ،‬ص‪.104‬‬
‫‪ -75‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.105-104‬‬
‫‪ -76‬ينظــر‪ :‬ســامية الدريــدي‪ :‬الحجــاج يف الشــعر العــريب القديــم مــن الجاهليــة إىل القــرن الثــاين‬
‫وبنيتــه األســلوبية‪ ،‬عــامل الكتــاب الحديــث للنــر والتوزيــع‪ ،‬جــدار للكتــاب العاملــي‪ ،‬إربــد‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪41‬‬ ‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬
‫عمر بوقمرة‬
‫الطبعــة األوىل‪ ،‬عــام ‪2008‬م‪ .‬ج‪ ،1‬ص‪.24‬‬
‫‪ -77‬الحجــاج يف درس الفلســفة‪ :‬مليكــة غبــار وآخــرون‪ ،‬أفريقيــا الــرق‪ ،‬الــدار البيضــاء‪ ،‬املغــرب‪ ،‬د‪-‬ط‪،‬‬
‫‪2006‬م‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫‪ -78‬ينظر‪:‬ســامية الدريــدي‪ :‬الحجــاج يف الشــعر العــريب القديــم مــن الجاهليــة إىل القــرن الثــاين وبنيتــه‬
‫األســلوبية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.23‬‬
‫‪ -79‬ينظر‪:‬عبــد اللــه صولــة‪ :‬الحجــاج يف القــرآن الكريــم مــن خــال أهــم خصائصــه األســلوبية‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪.37-36‬‬
‫‪ -80‬أبو بكر العزاوي‪ :‬الحجاج واملعنى الحجاجي‪ ،‬ص‪.74‬‬
‫‪ -81‬سورة األعىل‪ ،‬اآليات ‪.5-1‬‬
‫‪ -82‬ينظــر‪ :‬أبــو بكــر الع ـزاوي‪ :‬الخطــاب والحجــاج‪ ،‬ط‪ ،1‬األحمديــة للنــر‪ ،‬الــدار البيضــاء‪2007،‬م‪،‬‬
‫ص‪.19-18‬‬

‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬ ‫‪42‬‬


‫وظائف اللغة يف ضوء نظريات االستعامل ‪-‬وظيفتا اإلنجاز والحجاج أمنوذجا‪-‬‬
‫قامئة املصادر واملراجع‬
‫‪--‬القرآن الكريم برواية حفص عن نافع‪.‬‬
‫‪--‬خولــة طالــب اإلبراهيمــي‪ :‬مبــادئ يف اللســانيات‪ ،‬ط‪ ،2‬دار القصبــة للنــر‪ ،‬الجزائــر‪،‬‬
‫‪2006‬م‪.‬‬
‫‪--‬أحمــد املتــوكل‪ :‬اللســانيات الوظيفيــة مدخــل نظــري‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الكتــب الجديــدة‬
‫املتحــدة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪2010 ،‬م‪.‬‬
‫‪--‬جرهــارد هلبــش‪ :‬تاريــخ علــم اللغــة الحديــث‪ ،‬ترجمــة‪ :‬ســعيد حســن بحــري‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫مكتبــة زه ـراء الــرق‪ ،‬القاهــرة ‪ ،‬مــر‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫‪--‬مصطفــى غلفــان‪ :‬يف اللســانيات العامــة تاريخهــا‪ ،‬طبيعتهــا‪ ،‬موضوعهــا‪ ،‬مفاهيمهــا‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫دار الكتــاب الجديــدة املتحــدة‪ ،‬بــروت ‪2010،‬م‪.‬‬
‫‪--‬عبــد الهــادي بــن ظافــر الشــهري‪ :‬إسـراتيجيات الخطــاب‪ ،‬مقاربــة لغويــة تداوليــة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫دار الكتــاب الجديــدة املتحــدة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪2004 ،‬م‪.‬‬
‫‪--‬صالح الدين صالح حسنني‪ :‬الداللة والنحو‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة اآلداب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪-‬ت‪.‬‬
‫‪--‬محمــد محمــد يونــس عــي‪ :‬مقدمــة يف علمــي الداللــة والتخاطــب‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتــب‬
‫الجديــدة املتحــدة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪2004 ،‬م‪.‬‬
‫‪--‬فريــد عــوض حيــدر‪ :‬علــم الداللــة دراســة نظريــة وتطبيقيــة‪،‬ط‪ ،1‬مكتبــة اآلداب‬
‫القاهــرة‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫‪--‬إبراهيم أنيس‪ :‬داللة األلفاظ‪ ،‬د‪-‬ط‪ ،‬مكتبة األنجلو املرصية القاهرة‪.‬‬
‫‪--‬عــي حســن مزبــان‪ :‬الوجيــز يف علــم الداللــة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار شــموع الثقافــة‪ ،‬الزاويــة‪ ،‬ليبيــا‪،‬‬
‫‪2004‬م‪.‬‬
‫‪--‬عبد الغفار حامد هالل‪ :‬الداللة اللغوية‪ ،‬ط‪ ،1‬د‪-‬ت‪.‬‬
‫‪--‬أليســكندر كــر كــوود هاليــدي‪ :‬وظائــف اللغــة‪ ،‬ترجمــة‪ :‬محمــود أحمــد نحلــة‪ ،‬مقــال‬
‫يف مجلــة اللســان العــريب‪.‬‬
‫‪--‬ابــن جنــي‪ :‬الخصائــص‪ ،‬تحقيــق‪ :‬محمــد عــي النجــار‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتــب‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬

‫‪43‬‬ ‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬


‫عمر بوقمرة‬
‫‪1952‬م‪.‬‬
‫‪--‬ابــن ســنان الخفاجــي‪ :‬رس الفصاحــة‪ ،‬تحقيــق‪ :‬عــي فــودة‪ ،‬ط‪ ،2‬مكتبــة الخانجــي‪،‬‬
‫القاهــرة‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫‪--‬هاليدي‪ :‬وظائف اللغة‪ ،‬ترجمة‪ :‬أحمد محمود نحلة‪.‬‬
‫‪--‬محمــد ســبيال وعبــد الســام بــن عبــد العــايل‪ :‬اللغــة‪ ،‬ط‪ ،2‬دار توبقــال للنــر‪ ،‬الــدار‬
‫البيضــاء‪ ،‬املغــرب‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫‪--‬ســامي الرشيــف وأميــن منصــور نــدا‪ :‬اللغــة اإلعالميــة املفاهيــم –األســس‪ -‬التطبيقــات‪،‬‬
‫‪2004‬م‪.‬‬
‫‪--‬رشدي طعيمة‪ ،‬ومحمود كامل الناقة‪ :‬مفهوم اللغة ووظائفها‪.‬‬
‫‪--‬إدريــس قصــوري‪ :‬أســلوبية الروايــة‪ ،‬مقاربــة أســلوبية لروايــة زقــاق املــدق لنجيــب‬
‫محفــوظ‪ ،‬ط‪ ،2‬عــامل الكتــاب الحديــث ‪ ،‬إربــد‪ ،‬األردن‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫‪--‬مســعود صحـراوي‪ :‬التداوليــة عنــد العــرب‪ ،‬دراســة تداوليــة لظاهــرة (األفعــال الكالمية)‬
‫يف الـراث اللســاين العــريب‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الطليعــة‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنــان‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫‪--‬فرانســواز أرمينكــو‪ :‬املقاربــة التداوليــة‪ ،‬ترجمــة‪ :‬ســعيد علــوش‪ ،‬د‪-‬ط‪ ،‬مركــز اإلمنــاء‬
‫القومــي‪ ،‬الربــاط‪ ،‬املغــرب‪1986 ،‬م‪.‬‬
‫‪--‬فــان دايــك‪ :‬النــص والســياق‪ ،‬اســتقصاء البحــث يف الخطــاب الــداليل والتــداويل ترجمــة‬
‫عبــد القــادر قنينــي‪ ،‬إفريقيــا الــرق‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪2000 ،‬م‬
‫‪--‬الجيــايل دالش‪ :‬مدخــل إىل اللســانيات التداوليــة‪ ،‬ترجمــة محمــد يحياتــن‪ ،‬ديــوان‬
‫املطبوعــات الجامعيــة‪ ،‬الســاحة املركزيــة بــن عكنــون الجزائــر‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫‪--‬محمــود أحمــد نحلــة‪ :‬آفــاق جديــدة يف البحــث اللغــوي املعــارص‪ ،‬دار املعرفــة‬
‫الجامعيــة‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪--‬آن روبــول وجــاك موشــار‪ :‬التداوليــة اليــوم علــم جديــد يف التواصــل‪ ،‬ترجمــة ســعد‬
‫الديــن دغفــوس‪ ،‬ومحمــد الشــيباين‪ ،‬دار الطليعــة بــروت‪ ،‬لبنــان‪ ،‬د ‪ -‬ت‪.‬‬
‫‪--‬جــاك موشــار‪ -‬آن ريبــول‪ :‬القامــوس املوســوعي للتداوليــة‪ ،‬ترجمــة‪ :‬عــز الديــن‬

‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬ ‫‪44‬‬


‫وظائف اللغة يف ضوء نظريات االستعامل ‪-‬وظيفتا اإلنجاز والحجاج أمنوذجا‪-‬‬
‫املجــدوب وآخــرون‪ ،‬مراجعــة‪ :‬خالــد ميــاد‪ ،‬ط‪ ،2‬دار ســيناترا‪ ،‬املركــز الوطنــي للرتجمــة‪،‬‬
‫تونــس‪2010 ،‬م‪ ،‬ج‪.1‬‬
‫‪--‬عيــد بلبــع‪ :‬التداوليــة ح البعــد الثالــث يف ســيميوطيقا موريــس مــن اللســانيات إىل‬
‫النقــد األديب والبالغــي‪ ،‬ط‪ ،1‬بلنســية للنــر والتوزيــع‪ ،‬املنوفيــة‪ ،‬مــر‪2009 ،‬م‪.‬‬
‫‪--‬فليــب بالنشــيه‪ :‬التداوليــة مــن أوســتني إىل غوفــان‪ ،‬ترجمــة‪ :‬صابــر الحباشــة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الحــوار للطباعــة والنــر والتوزيــع‪ ،‬الالذقيــة‪ ،‬ســوريا‪2007 ،‬م‪.‬‬
‫‪--‬إدريــس رسحــان‪ :‬األمــر كفعــل إنجــازي غــر مبــارش‪ ،‬مجلــة كليــة اآلداب والعلــوم‬
‫اإلنســانية‪( ،‬دراســات لســانية)‪ ،‬جامعــة ســيدي محمــد بــن عبــد اللــه‪ ،‬ظهــر امله ـراز‪،‬‬
‫فــاس‪ ،‬املغــرب‪ ،‬عــدد خــاص ‪1995 ،11‬م‪.‬‬
‫‪--‬ذهبيــة الحــاج حمــو‪ :‬مــن اللســانيات إىل اللســانيات التداوليــة يف إشــكالية التحــور‬
‫والتطــور‪ ،‬مقــال ضمــن كتــاب‪ :‬التداوليــات وتحليــل الخطــاب بحــوث محكمــة‪ ،‬إرشاف‪:‬‬
‫حافــظ إســاعييل علــوي‪ ،‬ومنتــر أمــن عبــد الرحيــم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار كنــوز املعرفــة للطباعــة‬
‫والنــر والتوزيع‪،‬عــان‪ ،‬األردن‪2014 ،‬م‪.‬‬
‫‪--‬نظريــة املعنــى يف فلســفة بــول غرايــس‪ :‬صــاح إســاعيل‪ ،‬الــدار املرصيــة الســعودية‬
‫للطباعــة والنــر والتوزيع‪،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫‪--‬محمــد طــروس‪ :‬النظريــة الحجاجيــة مــن خــال الدراســات البالغيــة واملنطقيــة‬
‫واللســانية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافــة‪ ،‬الــدار البيضــاء‪ ،‬املغــرب‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫‪--‬أبو بكر الع ّزاوي‪ :‬اللغة والحجاج‪ ،‬ط‪ ،1‬العمدة يف الطبع‪ ،‬الدار البيضاء‪2006 ،‬م‪.‬‬
‫‪--‬آليــات الحجــاج والتواصــل يف ضــوء النظريــة التداوليــة‪ :‬رتيبــة محمــدة بولــدواين‪ ،‬مجلــة‬
‫مقاربــات‪ ،‬دوريــة محكمــة تهتــم بالبحــث العلمــي‪ ،‬العــدد الثــاين عــر‪ ،‬فــاس‪ ،‬املغــرب‪،‬‬
‫املجلد الســادس ‪2013‬م‪.‬‬
‫‪--‬أبــو بكــر العــزاوي‪ :‬الحجــاج واملعنــى الحجاجــي‪ ،‬مقــال ضمــن كتــاب‪ :‬التحاجــج‬
‫طبيعتــه ومجالــه ووظائفــه‪ ،‬تنســيق‪ :‬حمــو النقــاري‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعــة النجــاح الحديــدة‪،‬‬
‫الــدار البيضــاء‪ ،‬املغــرب‪2006 ،‬م‪.‬‬

‫‪45‬‬ ‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬


‫عمر بوقمرة‬
‫‪--‬مســعود صحـراوي‪ :‬التداوليــة عنــد العــرب‪ ،‬دراســة تداوليــة لظاهــرة "األفعــال الكالمية"‬
‫يف الـراث اللســاين العــريب‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الطليعــة للطباعــة والنــر والتوزيــع‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪2005‬م‪.‬‬
‫‪--‬شــكري املبخــوت‪ :‬نظريــة الحجــاج يف اللغــة‪ ،‬مقــال ضمــن كتــاب‪ :‬أهــم نظريــات‬
‫الحجــاج يف التقاليــد الغربيــة مــن أرســطو إىل اليــوم‪ ،‬إرشاف‪ :‬حــادي صمــود‪ ،‬كليــة‬
‫اآلداب منوبــة تونــس‪.‬‬
‫‪--‬صابــر الحباشــة‪ :‬تلويــن الخطــاب فصــول مختــارة مــن اللســانيات والعلــوم الدالليــة‬
‫واملعرفيــة والتداوليــة والحجــاج‪ ،‬ط‪ ،1‬الــدار املتوســطية للنــر تونــس‪2007 ،‬م‪.‬‬
‫‪--‬كورنيليافــون راد صكوحــي‪ :‬الحجــاج يف املقــام املــدريس مالحظــات حــول تعليــم الحجاج‬
‫يف املرحلــة الثانيــة يف التعليــم األســايس‪ ،‬تحــت إرشاف‪ :‬فريــق البحــث يف البالغــة‬
‫والحجــاج برئاســة حــادى صمــود‪ ،‬كليــة اآلداب‪ ،‬منوبــة‪ ،‬تونــس‪ 15 ،‬أفريــل‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪--‬عــارة نــارص‪ :‬الفلســفة والبالغــة‪ ،‬مقاربــة حجاجيــة للخطاب الفلســفي‪،‬ط‪ ،1‬منشــورات‬
‫االختــاف‪ ،‬الجزائــر العاصمــة‪ ،‬الجزائــر‪ ،‬الــدار العربيــة للعلــوم نــارشون‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪،‬‬
‫عام ‪2009‬م‪.‬‬
‫‪--‬عبــد اللــه صولــة‪ :‬الحجــاج يف القــرآن الكريــم مــن خــال أهــم خصائصــه األســلوبية‪،‬‬
‫جامعــة منوبــة‪ ،‬تونــس‪ ،‬كليــة منوبــة‪ ،‬عــام ‪2001‬م‪ ،‬ج‪.1‬‬
‫‪--‬عمــر بلخري‪:‬تحليــل الخطــاب املرسحــي يف ضــوء النظريــة التداوليــة‪ ،‬ط‪ ،1‬منشــورات‬
‫االختــاف‪ ،‬الجزائــر‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫‪--‬ســامية الدريــدي‪ :‬الحجــاج يف الشــعر العــريب القديــم مــن الجاهليــة إىل القــرن الثــاين‬
‫وبنيتــه األســلوبية‪ ،‬عــامل الكتــاب الحديــث للنــر والتوزيــع‪ ،‬جــدار للكتــاب العاملــي‪،‬‬
‫إربــد‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬عــام ‪2008‬م‪ .‬ج‪.1‬‬
‫‪--‬الحجــاج يف درس الفلســفة‪ :‬مليكــة غبــار وآخــرون‪ ،‬أفريقيــا الــرق‪ ،‬الــدار البيضــاء‪،‬‬
‫املغــرب‪ ،‬د‪-‬ط‪2006 ،‬م‪.‬‬
‫‪--‬ســامية الدريــدي‪ :‬الحجــاج يف الشــعر العــريب القديــم مــن الجاهليــة إىل القــرن الثــاين‬

‫اللّـسانيـــــات ‪ -‬املجلد ‪ - 24‬العدد ‪1‬‬ ‫‪46‬‬


-‫وظيفتا اإلنجاز والحجاج أمنوذجا‬- ‫وظائف اللغة يف ضوء نظريات االستعامل‬
.1‫ ج‬،‫وبنيتــه األســلوبية‬
.‫م‬2007،‫ الدار البيضاء‬،‫ األحمدية للنرش‬،1‫ ط‬،‫ الخطاب والحجاج‬:‫أبو بكر العزاوي‬--
-- Dubois jean et autres: dictionnaire de linguistique la Rousse, paris, france
1998.
-- Mounin jeorges: dictionnaire de linguistique quadrige, puf, edition, 1974.
--Ducrot oswalde todorov tzvetan: dictionnaire encyclopedique des sciences
du langage, edition du seuil, paris, 1972.
--Philipe Blanchet: la pragmatique d’Austin a Goffman collection reference,
edition, Bertrand-la coste, Paris France, 1995.
--Quand dire c’est faire (how to do things with words. J-l austin) tra, gilles
lan, seuil, 1970.
--J. S. Searl, les actes de langage (essai de philosophie du langage) collection
savoire, les lettres Herman, Paris, nouveau tirage.

47 1 ‫ العدد‬- 24 ‫ املجلد‬- ‫اللّـسانيـــــات‬

Vous aimerez peut-être aussi