Vous êtes sur la page 1sur 284

‫جـامـعـة الـجـزائـر ‪- 1 -‬‬

‫كـلـيـة الـحـقـوق‬

‫عقد إدارة المشروع في ميدان البناء‬


‫‪Contrat de Maîtrise d’œuvre dans le Bâtiment‬‬

‫مذكرة من أجل نيل شهادة الماجستير في الحقوق‬


‫فرع‪ :‬قانون األعمال‬

‫تحت إشراف األتستا الدكتور‪:‬‬ ‫قدمت من الطالب‪:‬‬


‫شـريـف بـن نـاجـي‬ ‫بـلقـاسـمـي سـليـم‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬

‫األستاذ بـن تـومـي مـحـمـد ‪................‬رئـيسا‪.‬‬


‫األستاذ بـن نـاجـي شـريـف ‪................‬مقـررا‪.‬‬
‫األستاذ زنـــيــبــع عـــلــي ‪................‬عضـوا‪.‬‬

‫السنة الجامعية ‪2102/2102‬‬


‫شكر و تقدير‬

‫أتقدم بالشكر اجلزيل إىل كل من‪:‬‬


‫األستاذ بن ناجي شريف املشرف على املذكرة الذي أفادين بنصائحه و توجيهاته املستمرة‪.‬‬
‫و إىل كل من ساعدين يف اجناز هذا العمل املتواضع‪.‬‬

‫ألف حتية و شكر هلم مجيعا‪.‬‬


Abbreviations :‫قائمة المختصرات‬
Art. Article
A.J.D.A. Actualité de la Jurisprudence et de Droit Administratif.
Bull. civ. Bulletin des arrêts de la Cour de cassation (Chambres
civiles)
C.civ. Code civil
C.com. Code commerce
C.E. Conseil d’État
Chron. Chronique (revue Dalloz)
Civ. Chambre civile de la Cour de cassation
Civ.1ère Première Chambre civile de la Cour de cassation
Civ.2e Deuxième Chambre civile de la Cour de cassation
Civ.3e Troisième Chambre civile de la Cour de cassation
Com. Chambre commerciale de la Cour de cassation
DH Dalloz hebdomadaire (de 1924 à 1940)
DP Dalloz périodique (jusqu’en 1940)
Fasc. Fascicule
Gaz. Pal. Gazette du Palais
Ibid. ibidem (au même point = renvoi vers le passage précité)
In in (dans = référence d’un article au sin d’un ouvrage
collectif)
Infra infra (ci-dessous = renvoi vers un passage de la thèse
situé après)
J.CI.civ. ]com., etc. Juris-classeur civil ]commercial, etc.[
JCP Juris-classeur Périodique (édition générale)
n° numéro
obs. observations
op. cit. opere citato (ouvrage précité)
p. Page
R.A.S.J.E.P. Revue Algérienne des Sciences Juridique et Economique et Politique
REC.Leb. Recueil Lebon des arrêts du conseil d’état.
Req. Chambre des requêtes de la Cour de cassation
REQ Requête auprès de conseil d’état.
RTD civ. Revue trimestrielle de droit civil
RTD com. Revue trimestrielle de droit commercial
S. Sirey
s. et suivants
somm. Sommaire (revue Dalloz)
supra supra (ci-dessus = renvoi vers un passage de la thèse situé avant)
T. civ. Tribunal civil
T. com. Tribunal de commerce
t. tome
v° verbo (au mot = renoi vers un fascicule consacré au mot qui suit)

I
Abbreviations :)‫قائمة المختصرات (العملية‬

APD Avant –projet Détaillé


APS Avant –projet Sommaire
BET Bureau d’études technique
BTPH Bâtiment Travaux publics Hydraulique
C.C.A.G Cahier des clauses Administrative Général
C.I.C.E Cour Internationales de la Communauté Européenne
C.P.C Cahier des Prescriptions Communes
C.P.S Cahier des Prescriptions Spéciale
C.O Coût objective
DTR Documents Techniques Réglementaire
MOD Maîtrise d’Ouvrage Déléguée
MOP Maîtrise d’Ouvrage Publics
MOE Maîtrise d’Œuvre
T.T Taux de Tolérance
J.O.R.A. Journal Officiel de la République Algérienne
B.O.R.M. Bulletin Officiel du Royaume de Maroc
J.O.R.T. Journal Officiel de la République Tunisienne
J.O.R.F. Journal Officiel de la République Française

II
‫مـقـدمـة‪:‬‬
‫المقاوالتية‪ ،‬هذه الكلمة عرفت صدى في المنظومة القانونية الجزائرية منذ سنة ‪ ،1002‬وأصبحت‬
‫العامل االقتصادي المعتمد عليه إلنعاش االقتصاد الوطني و تنميته‪ ،‬حيث و منذ فترة حاولت السلطات‬
‫العمومية إنشاء ظروف مالئمة لبلورة المقاوالتية‪ ،‬و التي تخص جميع القطاعات االقتصادية التي تشارك‬
‫في إنشاء الثروات و مناصب الشغل‪ ،‬و يتعلق األمر خاصة بالمهن و النشاطات االقتصادية(‪ ،)1‬وكانت‬
‫الدولة و مازالت تقوم بدور المستثمر األول باستعمال أساليب مختلفة‪ ،‬و تقوم كذلك بدعم مبادرة الخواص‬
‫إلنشاء تيار المقاوالتية للمتعاملين الخواص‪ .‬و المقاوالتية مشتقة من المقاولة و وردت هذه التسمية فقط في‬
‫القانون المدني و في القانون التجاري الذي يعتبرها من األعمال التجارية بحسب الموضوع‪ ،‬و نصت‬
‫المادة ‪ 945‬من القانون المدني بقولها‪" :‬المقاولة عقد يتعهد بمقتضاه أحد المتعاقدين أن يصنع شيئا أو أن‬
‫يؤدي عمال مقابل أجر يتعهد به المتعاقد األخر"‪ .‬فهذا التعريف اعتبر واسعا جدا لذا انتقد من قبل معظم‬
‫الفقهاء إلى حد أن بعضهم ذكر بأنه قريب جدا من تعريف العقد بصفة عامة(‪ ،)2‬و نظم المشرع أحكام عقد‬
‫المقاولة في مجال البناء‪ ،‬مثلما هو الحال في معظم التشريعات الدول‪ ،‬ذلك أن عملية تشييد المباني تعتبر‬
‫حيوية بالنسبة للدول(‪ ،)3‬مما يجعل عقد المقاولة يتميز عن غيره من العقود العادية‪ ،‬سواء من الناحية‬
‫"خاصية الجزافية" في تحديد األجرة أو مسؤولية البنائين(‪.)4‬‬
‫فالمقاولة هي العامل األساسي في حياة األعمال(‪ ،)5‬و لجأت الدولة إلى ميكانيزمات العقد(‪ )6‬كوسيلة‬
‫للتدخل في الميدان االقتصادي(‪ )7‬بصفة متعامل شريك من أجل الحفاظ على التوازنات االقتصادية وحرص‬

‫( ‪)1‬‬
‫نشرة المعلومات اإلحصائية االقتصادية‪ ،‬رقم الثاني عشر (‪ ،)21‬وزارة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و الصناعة التقليدية‪ ،‬سنة ‪ ،1002‬ص‪4.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪« Cette définition, jugée extrêment large, a souvent été critique au point que certains ont pu évoquer son approchement de‬‬
‫‪très prés de celle du contrat en général. », IGOUDIL (Louisa), Le régime des contrats d’entreprise, Mémoire pour le master‬‬
‫‪recherche Droit Privé des Contrats, Université de VERSAILLES Saint-Quentin en Yvelines, Juin 2006. n°4, p.4 et 5.‬‬
‫‪ -‬و يقترح بعض الفقهاء تعريف أخر لعقد المقاولة‪ ،‬كاآلتي‪" :‬هو التزام المقاول بتنفيذ العمل‪ ،‬وفقا الحتياجات صاحب المشروع الخاصة‪ ،‬بصفة‬
‫‪IGOUDIL (L.), Le régime des contrats d’entreprise, op.cit., n°7, p.6.‬‬ ‫مستقلة و دون تمثيله"‪ ،‬أنظر إلى‪:‬‬
‫و أبرز فقهاء القانون الجزائري الدكتور األستاذ "بن ناجي" يعرف المقاولة ‪ entreprise‬في أطروحته تحت عنوان "تطور تنظيم الصفقات العمومية في القانون‬
‫الجزائري"‪ ،‬بأنها تلك العملية االقتصادية التي يقوم بها المقاول‪« Il faut savoir en effet que l’entreprise est…entendue au sens d’opération .‬‬
‫‪économique que s’engage à réaliser un entrepreneur c’est-à-dire quelqu’un qui court les aléas du travail ou de la fourniture »,‬‬
‫‪BENNADJI (Chérif), L’évolution de la Réglementation Des Marchés Publics en Algérie, Thèse en vue de l’obtention du doctorat d ’état en‬‬
‫‪Droit, institut de Droit des sciences politiques et administratives, université d’Alger, Année 1991, Tome 2, p.570.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪« C’est parce que ces opérations sont vitales pour les pays, ce qui fait de l’entreprise plus qu’un contrat simple. »,‬‬
‫‪IGOUDIL (Louisa), Le régime des contrats d’entreprise, op.cit., n°158, p.81. Voir aussi ; Carvais (Robert), La force du droit.‬‬
‫‪Contribution a la définition de l’entrepreneur parisien du bâtiment au XVIIIe siècle. In : Histoire, économie et société. 1995,‬‬
‫‪14e année, n°2. Entreprise et entrepreneur du bâtiment et des travaux publics (XVIIIe-XXe siècles). Centre d’Etude‬‬
‫‪d’Histoire Juridique Université de Paris II – C.N.R.S, p. 165.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪IGOUDIL (Louisa), Le régime des contrats d’entreprise, op.cit., n°160, p.82.‬‬
‫‪ -‬و أول مخطوطة مكتوبة هي قانون حمورابي الذي يعود لعام ‪ 2869-2270‬قبل الميالد‪ ،‬الذي جاء بنظام المسؤولية و العقوبات المقررة لذلك‪ ،‬أما القانون الروماني‬
‫وضع نظام مختلف عن قانون حمورابي‪ ،‬و المتمثل في المسؤولية الواقعة على المتعهد طيلة فترة خمسة عشر (‪ )29‬عاما في ميدان األشغال العمومية والتي خفضها‬
‫فيما بعد إلى عشرة (‪ )20‬سنوات‪ .‬أنظر إلى المرجع التالي‪:‬‬
‫‪ -‬نعيم مغبغب‪ ،‬عقود مقاوالت الب ناء و األشغال الخاصة و العامة‪ ،‬دراسة في القانون المقارن‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،1002 ،‬ص‪ 22.‬و ‪.21‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪« L’entreprise est l’acteur principal de la vie des affaires », Hess-Fallon (Brigitte), Simone (Anne-Marie),‬‬
‫‪Droit Des Affaires, 14éme édition, DALLOZ-2001.C.11, p.114.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫و عرف المشرع الجزائري "العقد" في المادة ‪ 94‬من القانون المدني بأنه‪ " :‬اتفاق يلتزم بموجبه شخص أو عدة أشخاص نحو شخص أو عدة أشخاص آخرين بمنح‬
‫أو فعل أو عدم فعل شيء ما"‪ ،‬و يعرف فقهاء القانون الخاص و منهم الفقيه » ‪ « Carbonnier‬العقد‪ ،‬بأنه كل اتفاق يرتب التزامات‪ ،‬و يعرف فقهاء القانون العام‬
‫العقد‪ ،‬من بينهم الفقيه "دى لوبادير" » ‪" « De Laubadère‬هو اتفاق إرادتين من أجل إنشاء مراكز قانونية ذاتية شخصية"‪ ،‬و هذا األخير أضيق من التعريف الذي‬
‫قدمه فقهاء القانون الخاص‪ ،‬بما يتناسب وطبيعة العقد الذي تبرمه األشخاص العمومية‪ ،‬ف مفهوم العقد في القانون العام ال يختلف عنه في القانون الخاص‪ ،‬بل االختالف‬
‫بينهما يتمثل في مضمون االلتزامات المتولدة عن العقد المبرم من طرف أشخاص القانون العام‪ .‬أنظر الى المراجع اآلتي ذكرها‪:‬‬
‫‪- Carbonnier (Jean), Droit civil, IV, Les obligations, P.U.F., 11e édition, 1982, n°2 et s.‬‬
‫‪- DE LAUBADERE (André), MODERNE (Franck), DELVOLVE (Pierre), Traité des contrats administratifs, Tome Premier, 2 e édition, n°1 à‬‬
‫‪796, L.G.D.J., 1983, Paris. p.29 et suiv., et p.462.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬ثورية لعيوني‪ ،‬معيار العقد اإلداري "دراسة مقارنة"‪ ،‬مجموعة رسائل دكتوراه‪( ،‬بال ناشر‪ ،‬بال سنة)‪ ،‬ص‪.29.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪« L’utilisation du procédé contractuel par l’état est dictée par les besoins et les nécessités du fonctionnement du‬‬
‫‪libéralisation économique », BENNADJI (Chérif), L’évolution de la Réglementation Des Marchés Publics en Algérie, Thèse‬‬
‫‪en vue de l’obtention du doctorat d’état en Droit, Année 1991, Tome 1.p.195.‬‬

‫‪1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪Keynes‬‬ ‫على النمو‪ ،‬و برزت فكرة تدخل الدولة في الميدان االقتصادي عند الفقيه االقتصادي كينز‬
‫الذي أعطى أهمية كبيرة لدور الدولة في مواجهة آثار األزمات االقتصادية(‪،)2‬و تلجأ إلى عدة طرق منها‬
‫الطلبات العمومية‪ ،‬و هذا ما اتخذته الجزائر‪ ،‬حيث أبى رئيس الجمهورية إال أن يؤكد على أن اللجوء‬
‫بصفة رئيسية إلى االستثمارات الع مومية لدفع عجلة النمو و دعمه و إن كان ضروريا ومفيدا في مرحلة‬
‫االنتقال الراهنة إلى اقتصاد السوق مفتوح و قادر على التنافس "ال ينبغي أن ينسينا أن النمو الحقيقي هو‬
‫ذلك النمو الذي يتزود بوسائل ديناميكية خاصة‪ ،‬من خالل إشراك كافة الشركاء االقتصاديين واالجتماعيين‬
‫و السيما المؤسسات ‪ Entreprises‬باعتبارها هي التي تخلق الثروات والنمو و التنمية"(‪.)3‬‬
‫و يعطي "كينز" اقتراحات عملية لدعم التشغيل ‪ )4(Plein emploi‬من بينها تدخل الدولة في مجال‬
‫االستثمارات عن طريق سياسة األشغال الكبرى(‪ ،)5‬و يستعين كينز بنظرية شومبيتر(‪ Schumpeter )6‬من‬
‫أجل إعطاء فعالية لالستثمار(‪ ،)7‬حيث يجعل الفقيه "شومبيتر" من المبادرة التي يقوم بها مباشر‬
‫المشروعات ‪( entrepreneur‬المقاول) تلعب دور رئيسي‪ ،‬كما يجعله عامال اقتصاديا أساسيا في مرحلة‬
‫االستثمار "المدار االقتصادي"‪ ،‬ثم مرحلة التطور ‪ L’évolution‬و ينتقل من الحالة األولى إلى الحالة‬
‫الثانية بفضل االبتكارات(‪ ،Innovations )8‬و لهذه األخيرة عند شومبيتر أهمية في ميكانيزمات النمو وفي‬
‫الدور الذي يلعبه المقاول (مباشر المشروع) و المتمثل في تحسين أو تطوير وتيرة اإلنتاج باستعمال‬
‫عنصر االبتكار‪ ،‬و من ناحية أخرى فإن مباشر المشروعات يتحمل المخاطر االقتصادية‪ ،‬فمباشر‬
‫المشروعات الشومبيتري هو عميل التغير و منشأ دائم(‪.)9‬‬

‫(‪ )1‬كينز ‪ John Maynard Keynes‬فقيه بريطاني (‪ )2548/04/12-2667/08/09‬أستاذ في االقتصاد السياسي‪ ،‬و من بين مؤلفاته‪ :‬اآلثار‬
‫االقتصادية للسالم ‪ Les conséquences économique de la paix‬سنة ‪ 2515‬بحث في العملة ‪ Traité de la monnaie‬سنة ‪،2570‬‬
‫و النظرية العامة للشغل‪ ،‬الفائدة و العملة‪ « La théorie générale de l’emploi, de l’intérêt et de la monnaie » ،‬سنة ‪.2578‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪« …la réaction interventionniste des états développés vise à protéger leurs économies face aux effets de la‬‬
‫‪crise ». P.O.Abrous, Patriotisme économique, à l’émergence d’une économie national » l’édito, Réb ; l’actualité‬‬
‫‪en question, LIBERTE, le mercredi 24 décembre 2008, n° 4953, p.3.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Investissement et affaires, supplément mensuel, Arabe-Français 87/78, LE MAGHREB, du 31 mars 2007,n°01,‬‬
‫‪p.27.‬‬
‫(‪ )4‬التشغيل ‪ Plein emploi‬يقصد به في الجزائر تحقيق برامج االستثمارات العمومية‪ ،‬أنظر إلى‪:‬‬
‫‪« …Ainsi que nous avions déjà eu l’occasion de le souligner, l’exécution du programme triennal en matière de‬‬
‫‪programme d’équipement local (ou P.E.L.= Plein emploi) avait enregistré dès le départ une année de retard et ce,‬‬
‫‪en raison de la non délégation en temps voulu-des autorisations de programme. » Assemblée Populaire de‬‬
‫‪Wilaya d’Alger, Procès verbal de la réunion ordinaire (avril 1971), Rapport Général sur la situation de la wilaya,‬‬
‫‪présenté par monsieur le wali-annexe 2.p.5.‬‬
‫(‪ )5‬بلحيمر(ع‪ ،).‬تاريخ الفكر االقتصادي‪ ،‬سلسلة دروس و محاضرات جامعية‪ (Juris-com) ،‬الطبعة األولى ‪.1006/1002‬ص‪.271.‬‬
‫(‪ )6‬شومبيتر ‪ )2590-2667( Joseph Schumpeter‬فقيه اقتصادي نمساوي و أستاذ االقتصاد بجامعة هارفارد ‪ Harvard‬و من أشهر مؤلفاته‪:‬‬
‫نظرية التطور االقتصادي » ‪ « Théorie de l’évolution économique‬سنة ‪ 2521‬و كذلك "الرأسمالية االشتراكية و الديمقراطية" سنة‬
‫‪ ،2541‬و لمزيد من التفاصيل انظر‪:‬‬
‫‪- Quiles (Jean-José), Schumpeter et l’évolution économique, circuit, entrepreneur, capitalisme, NATHAN,‬‬
‫‪2001.p.53 et suivant. Voir aussi ; « L’entrepreneurship : Remède-choc pour la relance de la croissance et la‬‬
‫‪résorption du chômage », IDEES-DEBAT, Par Dr. Arezki Ighemat, El watan, Mercredi 24 novembre 2010,‬‬
‫‪n°6108, p.18, col.3. BRETON (Yves), La Théorie Schumpétérienne de l’entrepreneur ou le Problème de la‬‬
‫‪connaissance économique, In : Revue économique, n°2, mars 1984, p.247 et suiv.‬‬
‫(‪ )7‬بلحيمر(ع‪ ،).‬تاريخ الفكر االقتصادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.215.‬‬
‫(‪ )8‬بلحيمر(ع‪ ،).‬تاريخ الفكر االقتصادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 214.‬إلى ‪.212‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪« L’entrepreneur schumpétérien est un agent du changement un créateur permanent », Torres (Olivier), Les‬‬
‫‪PME, édition Dominos Flammarion, (Sans. Ann), p.46.‬‬

‫‪2‬‬
‫و تندرج آفاق التنمية االقتصادية في إطار المشاريع و العمليات و النشاطات التي جاءت في مختلف‬
‫برامج التنمية المبادر بها من طرف السلطات العمومية منذ سنة ‪ ،1002‬تأتي هذه البرامج تدعيما لبرنامج‬
‫اإلنعاش االقتصادي ‪ Programme de soutien à la relance économique‬لفترة ‪ ،)1(1004-1002‬و هذا‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Programme‬‬ ‫فقد شرعت السلطات العمومية في تنفيذ البرنامج التكميلي لدعم النمو ‪1005-1009‬‬
‫‪ complémentaire de soutien à la croissance‬بغالف مالي إجمالي بقيمة ‪ 42101220‬مليار دينار‬
‫جزائري أي ما يعادل ‪ 80‬مليار دوالر أمريكي و الذي ارتفع بعدها إلى ‪ 244‬مليار دوالر حسب ما أعلن‬
‫عنه رئيس الجمهورية يوم ‪ 18‬ديسمبر ‪ 1008‬في خطابه الذي ألقاه بمناسبة اجتماع الحكومة بالوالة(‪.)3‬‬
‫و قسمت على قطاعات نشاطات كبرى‪ ،‬و يعتبر قطاع البنى التحتية من المجاالت ذات األولوية‪،‬‬
‫وضروري للتنمية(‪ )4‬و جذب االستثمارات‪ ،‬و قد خصص لهذا القطاع (البنى التحتية) غالف مالي يقدر بـ‬
‫‪ 22200‬مليار دينار جزائري و الذي يقسم ما بين األشغال العمومية بغالف يقدر بـ ‪ 800‬مليار(‪ ،)5‬و الذي‬
‫يعادل ‪ 6‬مليار دوالر أمريكي(‪ )6‬وقطاع السكن(‪ )7‬و العمران و الذي أدمج في برنامج تحسين الظروف‬
‫المعيشية مبلغ ‪ 999‬مليار دينار جزائري(‪ )8‬أي ما يعادل ‪ 228‬مليار دوالر أمريكي(‪ ،)9‬و من محاور‬
‫البرنامج إنجاز مليون سكن والمباني األساسية بغالف ‪ 757‬مليار دينار جزائري‪ .‬والبرنامج التكميلي‬
‫الخاص لدعم واليات الجنوب‪ ،‬الذي يبلغ الغالف المالي اإلجمالي ‪ 722‬مليار دينار جزائري و كذلك‬
‫البرنامج التكميلي لتنمية الهضاب العليا‪ ،‬و يبلغ الغالف المالي اإلجمالي ‪ 810‬مليار دينار جزائري(‪.)10‬‬
‫و تم وضع برنامج االستثمار العمومي الخماسي الذي قدر مبلغه مابين ‪ 200‬إلى ‪ 290‬مليار دوالر‬
‫الذي اتخذته الحكومة عند وضع البرنامج الخماسي ‪ ،1005-1009‬فالحجم المالي المرسوم للمشاريع‬
‫الموجودة قيد اإلنجاز هي ضمن البرنامج التكميلي لدعم النمو و برامج الجنوب‪ ،‬و الهضاب العليا‪ ،‬وهي‬
‫تقدر بمبلغ ‪ 282259‬مليار دينار جزائري خالل الفترة الممتدة ما بين ‪ 1009‬و‪ ،1005‬أما بالنسبة لسنة‬
‫‪ 1005‬فقدرت رخص البرامج (التجهيز) بمبلغ ‪ 126624‬مليار دينار جزائري و هو ما يمثل بنسبة ‪%22‬‬
‫من المبلغ اإلجمالي الموجه للبرامج العمومية لالستثمارات(‪ ،)11‬وهذه النقاط تندرج ضمن البرنامج‬
‫الخماسي الجديد ‪ ،1027-1005‬باإلضافة إلى التي مازالت قيد التنفيذ للبرنامج ‪.1005-1009‬‬
‫(‪)12‬‬
‫و يقدر النمو االقتصادي بنسبة ‪ % 827‬ناتجة أساسا عن قطاع البناء و األشغال العمومية ‪ ،‬و قد‬
‫سجل مؤخرا معدل النمو االقتصادي بنسبة ‪ % 42‬من عائدات المحروقات و ‪ % 828‬أتت أساسا عن‬

‫(‪ )1‬و خالل فترة الممتدة بين ‪ 1007-2555‬استثمرت الدولة قرابة ‪ 70‬مليار دوالر من األموال العمومية في انجاز الهياكل القاعدية و السكنات‪،‬‬
‫أنظر إلى‪:‬‬
‫‪- Investissement et affaires, supplément mensuel, Arabe-Français 87/78, LE MAGHREB, du 31 mars 2007, n°01, p.25, ar.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Investissement et affaires, supplément mensuel, Arabe-Français 87/78, LE MAGHREB, op.cit., p.30.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Ibidem.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪« …la réalisation d’infrastructures indispensables à toute action de développement… », L.R.Abahri. L’autre‬‬
‫‪axe du développement, Réb ; économie, LIBERTE, le Mercredi 24 décembre 2008, n° 4953, col2 2, p.6.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Investissement et affaires, supplément mensuel, Arabe-Français 87/78, LE MAGHREB, op.cit., p.30.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Se développe en Algérie : les clés pour exporter et investir, Guide 2009, p.21.‬‬
‫(‪ )7‬و يشكل السكن من أولويات السلطة العمومية فخصصت موارد عمومية معتبرة لمواجهة أزمة السكن‪ ،‬أنظر إلى‪:‬‬
‫‪Investissement et affaires, supplément mensuel, Arabe-Français 87/78, LE MAGHREB, op.cit., p.97.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪Investissement et affaires, supplément mensuel, Arabe-Français 87/78, LE MAGHREB, op.cit., p.72.‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪Se développe en Algérie : les clés pour exporter et investir, op.cit., p.21.‬‬
‫(‪)10‬‬
‫‪Investissement et affaires, supplément mensuel, Arabe-Français 87/78, LE MAGHREB, op.cit., p.70.‬‬
‫و بالفعل فهذه السياسة من شأنها دعم التنمية إذا استفاد منها المستثمرين‪ ،‬و مبادروا المشروعات الجزائريين‪ ،‬و عند إصالح اإلدارة و تقليص‬
‫ضغوطات الهيئات اإلستراتيجية‪2‬‬
‫(‪ )11‬الجريدة الرسمية للمناقشات‪ ،‬المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬الفترة ال تشريعية السادسة‪ ،‬الدورة العادية الثالثة‪ ،‬الجلسة العلنية المنعقدة يوم الثالثاء ‪2‬‬
‫أكتوبر ‪ ،1006‬السنة الثانية رقم ‪ ،61‬ج‪2‬ر بتاريخ األربعاء ‪ 15‬أكتوبر سنة ‪ ،1006‬ص‪272‬‬
‫(‪ )12‬الجريدة الرسمية للمناقشات‪ ،‬المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬الفترة التشريعية السادسة‪ ،‬السنة الثانية رقم ‪ ،61‬الدورة العادية الثالثة‪ ،‬الجلسة العلنية‬
‫المنعقدة يوم الثالثاء ‪ 2‬أكتوبر ‪ ،1006‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪24 2‬‬

‫‪3‬‬
‫قطاع البناء و األشغال العمومية(‪ .)1‬و واصلت السلطات العمومية في هذا المسار بوضع برنامج التنمية‬
‫‪ 1027-1005‬بغالف مالي قدره ‪ 290‬مليار دوالر(‪ .)2‬و الذي يهدف حسب تقرير وزير المالية إلى الرفع‬
‫من طاقات التمويل الذاتي لألعوان االقتصاديين(‪ .)3‬فإن أهمية اإلنعاش االقتصادي تظهر عندما يعتمد على‬
‫االستثمارات العمومية(‪ ،)4‬ومنذ صدور قانون االستثمارات الجديد سنة ‪ ،1002‬ومع انطالق تنفيذ برامج‬
‫(‪)5‬‬
‫االستثمارات العمومية‪ ،‬سمح ذلك بظهور و بلورة ما يسمى بمناخ األعمال ‪Climat des affaires‬‬
‫(بالرغم من تراجعه لعدة أسباب)(‪ .)6‬و هذا بفضل الصفقات العمومية إلى حد كبير و التي تعتبر اللباس‬
‫القانوني للطلبات العمومية‪ ،‬فالصفقات العمومية لها أهمية كبيرة‪ ،‬حيث تساهم في التنمية االقتصادية‪،‬‬
‫وتتعلق بمختلف عناصر المجتمع(‪:)7‬‬
‫‪ -‬الدولة كوسيلة لدعم االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬المقاولة أو المؤسسة الجزائرية‪ ،‬بحيث تزداد و تتطور بفضل الطلبات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬المجتمع الدولي بفضل المناقصات الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬أجهزة الرقابة التي تحقق من استعمال الحسن للقروض المقدمة‪.‬‬
‫‪ -‬و أخيرا المستهلك المستفيد من التنمية‪ ،‬مثال عند تشيد الطرقات أو بناء مستشفيات‪.‬‬
‫حيث تعرفها المادة ‪ 4‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ 1020‬الذي‬
‫يتضمن تنظيم الصفقات العمومية(‪ ،)8‬بأنها "عقود مكتوبة تبرم وفقا الشروط المنصوص عليها في هذا‬
‫المرسوم‪ ،‬قصد إنجاز أشغال‪ ،‬اقتناء اللوازم‪ ،‬و الخدمات‪ ،‬إنجاز الدراسات"‪ .‬و عرف مجال البناء تطورا‬
‫مع ازدياد الطلبات العمومية‪ ،‬و الذي شمل كل نشطات البناء بما فيها نشاط اإلنجاز و نشاط الدراسات‪،‬‬
‫وهذه األخيرة تعتبر جوهرية في عملية تشييد المباني العمومية‪ ،‬حيث تضع األسس التي يقوم عليها البناء‪،‬‬
‫و تنفذ من قبل متدخلين في مجال البناء يتمتعون بصفة صاحب العمل ‪ Maître d’œuvre‬و عرفه‬
‫(‪)1‬‬
‫; ‪EL MOUDJAHID, priorité au soutien à la croissance et au développement du sud et des hauts plateaux, Réb‬‬
‫‪l’événement, Mercredi 31 décembre 2008, n° 13470, p.3.‬‬
‫(‪ )2‬و انتقد هذا البرنامج من قبل الخبراء االقتصاديين الجزائريين‪ ،‬و كذلك المقاولين الجزائريين‪ ،‬و هذا انطالقا من نتائج تطبيق برنامج ‪-1009‬‬
‫‪ ،1005‬حيث استفادت أغلبية الشركات األجنبية (معظمها غير مقيمة في الجزائر) من هذه المشاريع‪ ،‬و هذا في كل من ميدان البناء و األشغال‬
‫العمومية‪ ،‬حيث يقول البعض أنه كيف نتكلم عن وطنية االقتصادية ‪ Patriotisme économique‬مع غياب الحليف الرئيسي لألعوان االقتصاديين‬
‫"الدولة"!‪.‬‬
‫‪Reconduire le précédent plan de relance ou change de modèle économique ? A jusqu'à 150 milliards de dollars‬‬
‫‪pour nouveau programme, le quotidien d’Oran, le 20/12/2008., p.2.‬‬
‫(‪ )3‬الجريدة الرسمية للمناقشات‪ ،‬المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬الفترة التشريعية السادسة‪ ،‬الدورة العادية الثالثة‪ ،‬الجلسة العلنية المنعقدة يوم الثالثاء ‪2‬‬
‫أكتوبر ‪ ،1006‬السنة الثانية رقم ‪ ،61‬ج‪.‬ر بتاريخ األربعاء ‪ 15‬أكتوبر سنة ‪ ،1006‬ص‪.8.‬‬
‫"حيث دعمت الدولة سياستها في مجال االستثمارات العمومية و إنجاز المنشآ ت القاعدية‪ ،‬باستعمال كل الوسائل التي تتوفر عليها‪ ،‬بما في ذلك دعم‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬و تعزيز مناخ األعمال‪ ،‬و ذلك امتدادا للمخطط الثالثي لدعم اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬و تواصل ذلك في المخطط التكميلي الخماسي‬
‫لدعم النمو االقتصادي"‪ ،‬الجريدة الرسمية للمناقشات‪ ،‬المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬الفترة التشريعية السادسة‪-‬الدورة العادية الرابعة‪ ،‬الجلسة العلنية المنعقدة يوم‬
‫االثنين ‪ 1‬مارس سنة ‪ ،1005‬السنة الثانية رقم ‪ ،202‬ج‪2‬ر بتاريخ االثنين ‪ 17‬مارس سنة ‪ 1005‬م‪ ،‬ص‪.4.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Benachenhou (A.), Keynes est mort, 1er partie, EL WATAN, le Mercredi 21 janvier 2009, réb ; contribution,‬‬
‫‪n°5537, p.10, col.3.‬‬
‫(‪ )5‬حيث أن دراسات التي أنجزت من قبل مجموعة ‪ UNIT‬مجلة بريطانية ‪ ،Economist Magazine‬و هذا بالتعاون مع برنامج االستثمار‬
‫العالمي لجامعة كولومبيا ‪ ، Colombia‬التي أدرجت الجزائر في مرتبة الثالثة بعد دولة اإلمارات العربية‪ ،‬و مصر من ناحية استقبال االستثمارات‬
‫األجنبية‪ ،‬أنظر إلى المرجع‪:‬‬
‫‪Investissement et affaires, supplément mensuel, Arabe-Français 87/78, LE MAGHREB, op.cit., p.74.Fr‬‬
‫(‪ )6‬و صنف منتدى االقتصادي العالمي الجزائر في تقريره الخاص بالتنافسية العالمية سنة ‪ 1020-1005‬فيما يخص التنافسية في المرتبة ‪ ،67‬أما‬
‫في مجال تطور األعمال في المرتبة ‪ 216‬من قائمة ‪ 277‬بلد‪ 2‬أنظر إلى‪:‬‬
‫‪« Le Temps d’Algérie, l’actualité ; L’Algérie à la 83e place, Le jeudi 10 septembre 2009, n°208, p.4 ».‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Arouk (Véronique), « la passation et l’exécution des marchés publics », la réglementation des marchés publics‬‬
‫‪à préciser, Partenaires, Mensuel de la chambre française de commerce et d’industrie en Algérie n°83, novembre,‬‬
‫‪décembre 2008, p.24, 25. Voir aussi : « Les marchés publics…ils peuvent constituer un des facteurs de la‬‬
‫‪politique de relance de l’économie. », Chérot (Jean-Yves), droit public économique, édition economica, 2002,‬‬
‫‪n°383, p.485.‬‬
‫(‪ )8‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 16‬يوليو سنة ‪ ،1001‬العدد ‪ ،91‬ص‪.7.‬‬

‫‪4‬‬
‫المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪ ،‬في‬
‫المادة ‪ 9‬منه‪ ،‬بأنه‪" :‬شخص طبيعي أو معنوي تتوفر فيه المؤهالت المهنية و الكفاءات التقنية والوسائل‬
‫الالزمة ألداء مهام إدارة المشروع في ميدان البناء لحساب صاحب المشروع أو صاحب المشروع‬
‫المنتدب‪ .‬يمارس صاحب العمل مهام التصور‪ ،‬و متابعة تنفيذ أشغال اإلنجاز و الرقابة"(‪.)1‬‬
‫و هو يقع قبل و في وسط عملية إنجاز المباني‪ ،‬إذ يقوم بوضع معالم المشروع من خالل التصاميم‬
‫والتصورات‪ ،‬ويتولى متابعة و مراقبة حسن تنفيذ هذه التصاميم المنفذة من قبل مقاول اإلنجاز‪ ،‬و يقوم‬
‫بتلك المهمة المهندس المعماري أو شركة الهندسة المعمارية أو مكتب الدراسات‪ ،‬بما أن المشرع ألزم‬
‫اللجوء إلى المهندس المعماري عند تشييد أية بناية‪ ،‬بتقديم طلب رخصة البناء مرفوقة بالتصاميم مقترنة‬
‫بتأشيرة المهندس المعماري إلى الجهة اإلدارية المختصة‪ ،‬مما قلص نطاق تدخل التقنيين اآلخرين منهم‬
‫المهندس ومكاتب الدراسات التقنية‪...،‬الخ‪.‬‬
‫و شهدت الجزائر تغير في ميدان البناء و التعمير‪ ،‬فاإلصالحات التي جاء بها قانون رقم ‪09-04‬‬
‫المؤرخ في ‪ 24‬غشت سنة ‪ ،1004‬المعدل و المتمم لقانون رقم ‪ 15-50‬المؤرخ في أول ديسمبر سنة‬
‫‪ 2550‬و المتعلق بالتهيئة و التعمير(‪ ،)2‬كانت نتيجة لألحداث التي شاهدتها الجزائر المتمثلة في الكوارث‬
‫الطبيعية(‪()3‬و حتى الكوارث الصناعية)‪ .‬و يعتبر الزلزال الذي حدث في كل من واليتي بومرداس‬
‫(زموري) و الجزائر بتاريخ ‪ 12‬ماي ‪)4(1001‬الذي أحدث خسائر بشرية و مادية كبيرة نقطة انطالق هذه‬

‫(‪ )1‬جاء القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪( ،2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪ )2425.‬بتسمية أخرى لصاحب العمل وهو "المستشار الفني"‪ ،‬و عرفه‬
‫في مادته الثالثة بأنه‪ " :‬شخص طبيعي أو معنوي تتوفر فيه الشروط و المؤهالت المهنية و الكفاءات التقنية و الوسائل الالزمة الفنية في مجال البناء‪،‬‬
‫لصالح رب العمل و ذلك بالتزامه إزاء هذا األخير على أساس الغرض المطلوب و أجل محدد و مقاييس نوعية‪ .‬يمكن أن يكون المستشار الفني على‬
‫الخصوص مهندسا معماريا أو مكتب دراسات مختص أو متعدد االختصاصات معتمدا طبقا للتشريع الجاري‪ .‬ونالحظ عند مقارنة نص هذه المادة‬
‫مع النص الصادر باللغة الفرنسية نجد أنه سقطت جملة بكاملها و هي "‪...‬لتنفيذ عمليات االستشارة‪« à l’exécution des opérations de "...‬‬
‫» ‪ ،maître d’œuvre‬و قمنا بتسطير الجملة في نص المادة ‪ 7‬من نفس القرار الصادر باللغة الفرنسية التي لم ترد في نص المادة ‪ 7‬من نفس‬
‫القرار الصادر باللغة العربية‪ ،‬و تنص المادة ‪ 7‬من القرار الصادر باللغة الفرنسية كاآلتي‪:‬‬
‫‪« Art. 3. – Le maître d’œuvre est une personne physique ou morale qui réunit les conditions de qualifications‬‬
‫‪professionnelles, les compétences techniques et les moyens nécessaires à l’exécution des opérations de maître‬‬
‫‪d’œuvre en bâtiment pour le compte du maître d’ouvrage, en s’engageant, à l’égard de ce dernier, sur la base‬‬
‫»‪d’un coût s’objectif, de délais et de normes de qualité.‬‬
‫و العبارة الصحيحة إذن هي "و الوسائل الالزمة لتنفيذ عمليات االستشارة الفنية في مجال البناء"‪.‬‬
‫و تعرفه (صاحب العمل) المادة ‪ 5‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 02-54‬المؤرخ في ‪ 26‬مايو سنة ‪ ،2554‬الذي يتعلق بشروط اإلنتاج المعماري‪،‬‬
‫وممارسة مهنة المهندس المعماري‪ ،‬كاآلتي‪" :‬يقصد بـ " صاحب العمل " في الهندسة المعمارية‪ ،‬كل مهندس معماري معتمد يتولى تصور انجاز‬
‫البناء و متابعته"‪ .‬أنظر التعاريف السابقة باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪-Bennadji (cherif), Vocabulaire Juridique, Eléments pour un dictionnaire des termes officiels, OPU, 2006, p.213.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 29‬غشت سنة ‪ ،1004‬العدد ‪ ،92‬ص ‪ 24‬أنظر كذلك‪ :‬المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬الفترة التشريعية الخامسة‪-‬الدورة العادية الرابعة‪،‬‬
‫الجلسة العلنية المنعقدة يوم الثالثاء ‪ 27‬يوليو سنة ‪ ،1004‬السنة الثالثة رقم ‪ ،226‬الجريدة الرسمية للمداوالت‪ ،‬بتاريخ االثنين ‪ 05‬غشت سنة ‪ 1004‬م‪ ،‬ص‪.6-2.‬‬
‫(‪ )3‬و في تقرير الوزير تهيئة اإلقليم و حماية البيئة‪ ،‬لمشروع قانون المتعلق بالمخاطر الطبيعية أن المخاطر التي تخص بالدنا مباشرة هي الزالزل‬
‫والمخاطر الجيولوجية‪ ،‬الفيضانات‪ ،‬المخاطر المناخية‪ ،‬حرائق الغابات‪ ،‬و المخاطر الصناعية و الطاقوية‪ ،‬و المخاطر التكنولوجية‪ ،‬والمخاطر‬
‫اإلشعاعية و النووية‪ ،‬والمخاطر المضرة بصحة اإلنسان‪ ،‬و بصحة الحيوانات و النباتات‪ ،‬و مخاطر التلوث الجوي و األرضي والبحري و المائي‪،‬‬
‫و الكوارث الناجمة عن التجمعات السكنية الكبرى‪ ،‬و هذه المخاطر التي تقيس الجزائر أحصتها هيئة األمم المتحدة‪ ،".‬الجريدة الرسمية للمداوالت‪،‬‬
‫المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬الفترة التشريعية الخامسة ‪ ،‬الدورة العادية السادسة‪ ،‬الجلسة العلنية المنعقدة يوم االثنين ‪ 19‬أكتوبر ‪ ،1004‬ج‪.‬ر بتاريخ‬
‫األربعاء ‪ 20‬نوفمبر سنة ‪ ،1004‬السنة الثالثة‪ ،‬رقم ‪ ،270‬ص ‪ 7‬و ما بعدها‪ .‬أنظر كذلك إلى المرجع‪:‬‬
‫‪L’urbanisation et les risques naturels et industriel en Algérie ; inquiétudes actuelles et futures, Rapport de la‬‬
‫‪commission de l’aménagement du territoire et de l’environnement, CNES, Alger, 13 avril 2003, p.18 et 17.Voir‬‬
‫‪aussi ; Belfadel (A.), La construction en Algérie quel degré de vulnérabilité ? 2008, p. 1 à 3.‬‬
‫(‪ )4‬تعرف الجزائر نشاطات زلزالية دائمة‪ ،‬هذا نتيجة لطبيعة الجيولوجية للمنطقة‪ ،‬و خصائصها التقنية‪ ،‬و من بين األحداث الزلزالية نذكر منها‪:‬‬
‫زلزال األصنام (والية الشلف في ‪ 20‬أكتوبر سنة ‪ ،2560‬و قسنطينة في ‪ 19‬أكتوبر سنة ‪( 2569‬و في سنة ‪ 2506‬و ‪ ،)2542‬و تيبازة في ‪15‬‬
‫أكتوبر سنة ‪ ،2565‬و معسكر في ‪ 26‬أوت سنة ‪ ،2554‬و عين تيموشنت في ‪ 11‬ديسمبر سنة ‪ ،2555‬أنظر تقرير مجلس الوطني االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪:‬‬
‫‪L’urbanisation et les risques naturels et industriel en Algérie ; inquiétudes actuelles et futures, Rapport de la‬‬
‫‪commission de l’aménagement du territoire et de l’environnement, CNES, Alger, 13 avril 2003, p.19 et 23,27.‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلصالحات ال جذرية بالنسبة لمنظومة التعمير و البناء‪ ،‬و بالرغم من اإلجراءات التي اتخذتها السلطات‬
‫العمومية في بداية الثمانينات لمواجهة مخاطر الزلزال التي كانت ترتكز على وضع قواعد مقاومة‬
‫ال زلزال‪ ،‬بإلزام البنائين على احترامها‪ ،‬و أول نظام جزائري لمقاومة الزالزل في سنة ‪ 2562‬وتم‬
‫تصحيحه سنة ‪ ،2567‬وعدل سنة ‪ 2566‬و تمم سنة ‪" 2555‬بالقواعد الجزائرية لمقاومة الزالزل‪.)1("55/‬‬
‫و أخذت كذلك احتياطات لمواجهة هذه المخاطر‪ ،‬و التي تمثلت في مصادقة السلطات العمومية على‬
‫مخطط الوطني للوقاية من الكوارث الطبيعية في إنشاء هيئة التدخل للحماية و اإلنقاذ(‪ )2‬في ‪ 15‬ماي سنة‬
‫‪ ،2569‬و تداركت السلطات أن أحسن طريقة لمقاومة الكوارث الطبيعية التي تتم بصفة أفقية ‪،Amont‬‬
‫وفي هذا الصدد قد صدر منشور من رئيس الحكومة في سنة ‪ )3(1001‬لألخذ باالحتياطات لمواجهة‬
‫المخاطر الطبيعية عند عملية البناء‪ ،‬و قيام السلطات المحلية بالرقابة و فرض احترام قواعد البناء‪.‬‬
‫فتعود أسباب إنهيار المباني العمومية و الخاصة من جراء الزلزال‪( ،‬ومن خالل قضية زلزال‬
‫بومرداس التي طرحت أمام الجهات القضائية المختصة(‪ ،)4‬و في تقرير الذي قدمه المجلس الوطني‬
‫االقتصادي واالجتماعي(‪ ))5‬إلى أسباب مختلفة منها‪ :‬أخطاء في عملية التصور ‪ Conception‬و األخطاء‬
‫المتعلقة بحسابات الطبوغرافية أساسا‪...،‬الهياكل‪...‬غياب الحسابات المتعلقة بمقاومة الزالزل‪ ...‬و غيرها‪.‬‬
‫ومعظم هذه األسباب ذات طابع تقني والمذكورة في تقرير المجلس الوطني االقتصادي و االجتماعي‪.‬‬
‫حيث أن وزير السكن والعمران حث على ضرورة دراسة نقائص منظومة التعمير و ذلك بوضع لجنة‬
‫تقنية سنة ‪ ،)6(1007‬التي توصلت إلى نتيجة وجود نقص أو غياب الدراسات التقنية في عملية تشييد‬

‫و زلزال األخير الذي مس واليتي بمورداس (مدينة زموري)‪ ،‬و الجزائر في ‪ 12‬ماي سنة ‪ ،1007‬التي أدت بخسائر بشرية و مادية‪ ،‬و من الكوارث‬
‫الطبيعية األخرى التي تواجهها الجزائر منها الفياضات و نذكر منها‪( :‬عزازقة) بـ تيزي وزو في ‪ 21‬أكتوبر سنة ‪ ،2522‬و كذلك في ‪ 16‬و ‪72‬‬
‫مارس سنة ‪ ،2524‬و العلمة (سطيف) في ‪ 2‬سبتمبر سنة ‪ ،2560‬و عنابة في ‪ 22‬نوفمبر سة ‪ ،2561‬و جيجل في ‪ 15‬ديسمبر سنة ‪( 2564‬و في‬
‫‪ 24‬جانفي سنة ‪ ،)1005‬و برج بوعريرج في ‪ 17‬سبتمبر سنة ‪ ،2554‬و في وادي رهيو‪ ،‬و كذلك فيضانات باب الوادي (الجزائر ال عاصمة) في ‪20‬‬
‫نوفمبر ‪.1002‬‬
‫‪L’urbanisation et les risques naturels et industriel en Algérie ; inquiétudes actuelles et futures, op.cit., p.25.‬‬
‫و األحداث األخيرة التي شاهدتها والية غرداية في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1006‬و فيضانات في ضفة وادي مزاب التي احدث خسائر بشرية و مادية‬
‫كبيرة )‪ ،(ELWatan, le 02 octobre 2008‬ضف إلى ذلك المخاطر الصناعية‪ :‬سكيكدة في ‪ 7‬مارس سنة ‪ ،2556‬انفجار مصنع تحويل‬
‫المحروقات‪ ،‬و مدينة بوصوف (قسنطينة) في فيفري سنة ‪ ،1007‬انفجار أنابيب توزيع الغاز‪ ،‬و نفس الشيء بالنسبة لواليات األغواط‪ ،‬بجاية‪،‬‬
‫وتيبازة‪ ،‬و الجزائر‪.‬‬
‫‪- L’urbanisation et les risques naturels et industriel en Algérie ; inquiétudes actuelles et futures, op.cit., p.28.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪L’urbanisation et les risques naturels et industriel en Algérie ; inquiétudes actuelles et futures, op.cit., p.63.‬‬
‫و في مجال األشغال العمومية نظام المضاد لزالزل المطبق في مجال المنشآت الفنية ‪ ouvrage d’art‬لسنة ‪ » ،1005‬خطة عمل و برامج قطاع‬
‫األشغال العمومية‪-‬تقرير ملخص‪ -‬حصيلة ‪ 1005-1009‬وبرنامج ‪ ،1024-1020‬وزارة األشغال العمومية‪ ،‬نوفمبر سنة ‪ ،1005‬ص‪« .20.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪L’urbanisation et les risques naturels et industriel en Algérie ; inquiétudes actuelles et futures, op.cit., p.28.‬‬
‫(‪ )3‬الرجوع إلى التعليمات التالية‪:‬‬
‫‪-‬تعليمة وزير السكن و العمران رقم ‪ 9266/BCC/798/DRC/01‬بتاريخ ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،1001‬النشرة الرسمية لوزارة السكن و العمران‪،‬‬
‫ص‪ 142.‬و ‪( ،141‬تعليمة حول نوعية األشغال الشبكات و البناء‪ ،‬و هي موجهة إلى مديري التعمير و البناء‪ ،‬و مديري السكن و التجهيزات‬
‫العمومية‪ ،‬ومديري دواوين الترقية و التسيير العقاري)‪.‬‬
‫‪-‬تعليمة رئيس الحكومة "أحمد بن بيتور"‪ ،‬إلى ال سادة أعضاء الحكومة السيد المكلف بمحافظة الجزائر الكبرى السادة الوالة‪ ،‬الموضوع‪ :‬مسؤولية‬
‫مختلف المتعاملين والمتدخلين في ميدان البناء‪ ،‬النشرة الرسمية لوزارة السكن و العمران‪،‬ص‪ 109.‬و‪.108‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪LIBERTE ; 8 avril 2007, p.2. EL WATAN, mercredi 18 juillet 2007, page 7.EL WATAN, dimanche 22 juillet 2007, page 5.‬‬
‫‪EL WATAN, dimanche 12 août 2007, page 11.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪L’urbanisation et les risques naturels et industriel en Algérie ; inquiétudes actuelles et futures, op.cit., p.32, 33‬‬
‫‪et 35.‬‬
‫(‪ )6‬حيث أنشئت لدى وزارة السكن و العمران لجنة تحقيق و تحري كلفت باستخراج كافة العيوب المالحظة عند التصور و إنجاز المنشآت المنهارة‬
‫اثر زلزال ‪ 12‬ماي ‪ .1007‬كما كلفت أيضا بإعداد جرد كامل للعجز المسجل في مجال متابعة مراقبة هذه المنشآت من طرف الهيئات والمصالح‬
‫المعنيين (المادة األولى)‪ ،‬و كانت تتكون م ن اختصاصين في الهندسة المعمارية و الهندسة المدنية‪ ،‬ودكاترة في مجال الهندسة وهندسة مقاومة‬
‫الزالزل‪ ،‬و في المواد و الهياكل‪ ،‬و اقتصاديين‪ ،‬و اجتماعيين‪ ،‬و حقوقيين (المادة ‪.)1‬‬
‫مقرر رقم ‪ 172‬المؤرخ في ‪ 15‬جوان ‪ ،1007‬الذي يتضمن إنشاء و تشكيل لجنة تحقيق و تحري لدى وزير السكن و العمران‪ ،‬النشرة الرسمية‬
‫لوزارة السكن و العمران سنة ‪.1007‬ص‪ .189 ،184.‬أنظر كذلك إلى‪:‬‬
‫مقرر رقم ‪ 299‬المؤرخ في ‪ 18‬ماي ‪ ،1007‬الذي يتعلق بإنشاء فوج تقني مختص مكلف بإعادة النظر في اإلجراءات المتعلقة بالعقود و المراقبة في‬
‫ميدان التعمير‪ ،‬النشرة الرسمية لوزارة السكن و العمران سنة ‪.1007‬ص‪.182،188.‬‬

‫‪6‬‬
‫المباني في معظم المنشآت و عدم إسهام المهندس المدني في عملية التشييد و الذي أخذ بعين االعتبار في‬
‫تعديل الجديد‪ ،‬و أصبح اإلطار المبني الجزائري يساهم فيه مختلف مهنيين التقنيين الخواص (أساسا‬
‫المهندس في الهندسة المدنية) الذين يباشرون المشاريع بصفة مستقلة (عملية الدراسات سواء في ميدان‬
‫البناء العمومي أو الخاص)‪ ،‬و كذلك اشتراط من مؤسسات االنجاز مقياسا جديدا يعتمد على التأطير الكافي‬
‫والمؤهل(‪.)1‬‬
‫و في كلمة وزير السكن و العمران جوابا ألسئلة النواب على مشروع تعديل قانون ‪ 15-50‬المتعلق‬
‫بالتهيئة و التعمير قال‪" :‬أن مل ف البناء ال يخص المهندس المعماري وحده‪ ،‬فهذا األخير يعطي أفكارا‬
‫تخص الشكل فقط بينما يمنح المهندس المدني الضمان والحصانة للمشروع الواجب إنجازه‪ ،‬ألن المهندس‬
‫المعماري غير قادر على القيام بهذه الصالحيات‪ ،‬و هي حقيقة وجب االعتراف بها‪ ،‬ثم أننا نفكر في وضع‬
‫عقد تصرف مختلف تماما عما هو موجود حاليا ألننا ترجمنا هذا العمل على أساس أنه تنسيقي بين كل من‬
‫المهندس المعماري و المدني حيث ال يمكن ألحد أن ينفصل عن اآلخر الضطرارهما العمل بصفة‬
‫مشتركة‪ ،‬اليد في اليد‪ ،‬حتى يصبح المشروع عمل شخصي‪ ،‬لكن يبقى المهندس المعماري هو من يقود‬
‫القاطرة‪ ،‬و هو ما جرى العمل به في كل البلدان‪ ،‬أي وجود شخص مسؤول يملك التحكم في العمل‪ ،‬ألنه‬
‫هو من يفكر و يخطط و يحدد الشكل‪...‬الخ"(‪.)2‬‬
‫و تنص المادة ‪ 99‬من قانون ‪ 15-50‬المتعلق بالتهيئة و التعمير‪ ،‬المعدل سنة ‪ ،1004‬أنه‪" :‬تنجز‬
‫مشاريع البناء من قبل مهندس معماري و مهندس في الهندسة المدنية معتمدين‪ ،‬معا‪ ،‬في إطار عقد إدارة‬
‫المشروع"(‪ ،)3‬فيلجأ صاحب المشروع عند تشييد المباني إلى إبرام عقد إدارة المشروع(‪ ،)4‬وعرفته المادة‬
‫‪ 1‬من المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪،‬‬
‫يقصد بـ "إدارة المشروع" في ميدان البناء‪ ،‬التصور و متابعة اإلنجاز لكل منشآت البناء(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬أنظر الجريدة الرسمية للمداوالت‪ ،‬المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ األربعاء ‪ 28‬يونيو سنة ‪ ،1004‬رقم ‪ ،208‬ص‪.41.‬‬
‫(‪ )2‬أنظر الجريدة الرسمية للمداوالت‪ ،‬المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ األربعاء ‪ 28‬يونيو سنة ‪ ،1004‬رقم ‪ ،208‬ص‪.75-76.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫و تم استدراك الخطأ الوارد في المادة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ 09-04‬المؤرخ في ‪ 24‬غشت سنة ‪ ،1004‬المعدلة و المتممة للمادة ‪ 99‬من القانون رقم ‪15-50‬‬
‫المؤرخ في أول ديسمبر سنة ‪ ،2550‬المتعلق بالتهيئة و التعمير‪ 2‬واستدرك مايلي‪ -":‬بدال من‪" :‬ومهندس معتمدين‪ ،‬في إطار عقد تسيير المشروع"‪ - 2‬يقرأ‪":‬ومهندس‬
‫في الهندسة المدنية معتمدين‪ ،‬معا‪ ،‬في إطار عقد إدارة المشروع"‪ 2‬أنظر‪ :‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 20‬نوفمبر سنة ‪ ،1004‬العدد ‪ ،22‬ص‪.21.‬‬
‫(‪ )4‬حيث جاء القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪،‬‬
‫وهو محل الدراسة‪ ،‬باصطالح "االستشارة الفنية"‪ ،‬و يقابله بالنص الصادر باللغة الفرنسية » ‪ ،« Maîtrise d’œuvre‬أما القانون رقم ‪09-04‬‬
‫المؤرخ في ‪ 24‬غشت سنة ‪ ،1004‬يعدل و يتمم القانون رقم ‪ 15-50‬المؤرخ في أول ديسمبر سنة ‪ ،2550‬و المتعلق بالتهيئة والتعمير‪ ،‬في نص‬
‫المادة ‪ 99‬منه‪ ،‬على اصطالح "إدارة المشروع"‪ ،‬و يقابله بالنص الصادر باللغة الفرنسية » ‪ ،« Maîtrise d’œuvre‬و الذي يقوم به كل من‬
‫المهندس المعماري‪ ،‬و المهندس في الهندسة المدنية‪ ،‬ولم ترد ترجمة المشروع التمهيدي للقانون الذي يتضمن شروط ممارسة إدارة المشروع في‬
‫ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪ ،‬و نجد في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 711-07‬المؤرخ في ‪ 9‬أكتوبر سنة ‪ ،1007‬الذي يتضمن ممارسة األعمال الفنية المتعلقة‬
‫بالممتلكات الثقافية العقارية المحمية‪ ،‬أنه يستعمل مصطلح "األعمال الفنية"‪ ،‬أما المرسوم التنفيذي رقم ‪ 297-56‬المؤرخ في ‪ 27‬مايو سنة ‪،2556‬‬
‫الذي يحد د شكل و مضمون و مدة التدريب المؤهل للتسجيل في الجدول الوطني للمهندسين المعماريين‪ ،‬و كيفيات إجرائه‪ ،‬يستعمل اصطالح "تكفل‬
‫بالعمل" في نص المادة ‪ 1‬منه‪ ،‬أما المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪،‬‬
‫يعطي في المادة ‪ 27‬في فقرتها الثامنة (‪ )6‬اصطالح "اإلشراف على األشغال"‪ ،‬و في النص الصادر باللغة الفرنسية تقابله العبارة ‪« Maîtrise‬‬
‫» ‪ ،d’œuvre‬و أخذنا اصطالح الذي جاء به نص القانون رقم ‪ 09-04‬المؤرخ في ‪ 24‬غشت سنة ‪ ،1004‬ألن النص التشريعي يعبر عن اإلرادة‬
‫العامة‪ ،‬وتطبيقا لمبدأ تدرج القوانين‪.‬‬
‫(‪ )5‬تعرفها المادة ‪ 1‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء‪،‬‬
‫وأجر ذلك‪ ،‬كاألتي‪ " :‬تعد االستشارة الفنية في مفهوم هذا القرار وظيفة شاملة لمهام التصميم و الدراسات و المساعدة و المتابعة و المراقبة‪ ،‬وانجاز‬
‫المباني مهما تكن طبيعتها و وجهتها‪ ،‬باستثناء المباني المخصصة لالستعمال الصناعي‪ .‬و يمارسها المستشار الفني تحت مسؤوليته الكاملة و في‬
‫إطار االلتزامات التعاقدية التي تربطه برب العمل"‪.‬‬
‫و جاء المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء و أجر ذلك بصيغة مخالفة للنص المادة ‪ 1‬من القرار‬
‫الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬كونه لم يستثنى المباني ذات االستعمال الصناعي‪ ،‬بحيث جاء كاآلتي‪:‬‬
‫‪« Article 2/ Est entendu par maîtrise d’œuvre en bâtiment, la conception et le suivi de la réalisation de tous les ouvrages de‬‬
‫‪bâtiments », Avant projet de la Loi sur les conditions d’exercice et de la rémunération de la Maîtrise d’œuvre dans le‬‬
‫‪bâtiment, Voir l’annexe du Mémoire.‬‬
‫فالعبارة "‪ "tous les ouvrages de bâtiments‬تعني كل منشآت المباني‪ ،‬منها المباني المعمارية بما فيها المباني المخصصة لالستعمال الصناعي‪2‬‬

‫‪7‬‬
‫أما العنصر الرئيسي أو سبب انطالق عملية إنجاز البناء و هو صاحب الطلبية و يسمى "صاحب‬
‫المشروع"‪ ،‬و يعرف حسب المادة ‪ 8‬من المشروع التمهيدي للقانون السابق الذكر بأنه‪" :‬شخص طبيعي‬
‫أومعنوي يتحمل بنفسه مسؤولية تكليف من ينجز‪ ،‬أو يحول بناء ما يقع على قطعة أرضية يكون مالكا لها‪،‬‬
‫أو يكون حائزا لحقوق البناء عليها طبقا للتشريع و التنظيم المعمول بهما‪ .‬و يقوم بتمويل إنجاز‬
‫المنشأة‪ ،‬ولهذا تعتبر ملكا له"(‪.)1‬‬
‫و أصحاب المشاريع العمومية هي صاحبة الطلبات العمومية التي تبرم صفقات عمومية لتحقيق‬
‫احتياجاتها من التجهيز منها‪ :‬اإلدارات العمومية‪ ،‬و الهيئات الوطنية المستقلة‪ ،‬و الواليات‪ ،‬و البلديات‪،‬‬
‫والمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪ ،‬و المؤسسات العمومية األخرى(‪ ،)2‬والتي حصرها قانون‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬بحيث تعتبر بمثابة أصحاب مشاريع عمومية(‪ .)3‬فالنفقات العمومية تلعب دورا‬
‫أساسيا‪ ،‬و السيما نفقات التجهيز المطبقة عن طريق وسيلة تعاقدية والمتمثلة في الصفقات العمومية‪ ،‬بحيث‬
‫لها هدف مزدوج و هو اإلنعاش االقتصادي والتنمية والنمو(‪ ،)4‬وتنمية المقاوالتية والسيما المتعلقة بالمهن‬
‫المنظمة و بالخصوص التقنية‪.‬‬
‫و يدرس القانون العام لألعمال عالقات المؤسسات‪ ،‬أو المتعاملين الخواص مع صاحب المشروع‬
‫العمومي ‪ ،Maître d’ouvrage public‬فعند إبرام صاحب العمل الخاص ‪ Maître d’œuvre privée‬سواء‬
‫كان شركة أو مكتب دراسات أو أشخاص طبيعية يعملون في شكل شراكة أو تعاون‪ ،‬صفقة عمومية تعتبر‬
‫بالنسبة اليه بمثابة صفقة أعمال‪ ،‬و يقصد باألعمال » ‪ « Affaires‬تلك العملية التي تتم بهدف تحقيق الربح‬
‫بقدر أكبر‪ ،‬بالمفهوم التجاري للمصطلح(‪ ،)5‬و يرتبط مفهوم »األعمال« كذلك بمفهوم المهنة‪ ،‬والكسب(‪،)6‬‬
‫بما فيها التي تقوم بها اإلدارة مع الغير(‪ ،)7‬فالمبدأ المعمول به في ميدان الهندسة المعمارية عند‬
‫» ‪ «Henri Robson Richardson‬هو الحصول على الطلبية(‪ ،Commande )8‬ففي نظام اإلنتاج الرأسمالي‬

‫(‪ )1‬نجد المرسوم التشريعي رقم ‪ 02-54‬المؤرخ في ‪ 26‬مايو سنة ‪ ،2554‬الذي يتعلق بشروط اإلنتاج المعماري‪ ،‬و ممارسة مهنة المهندس‬
‫المعماري‪ ،‬في المادة ‪ 2‬منه‪ ،‬يعرفه على الصيغة التالية‪" :‬يقصد بـ" صاحب المشروع " حسب مفهوم هذا المرسوم التشريعي‪ ،‬كل شخص طبيعي أو‬
‫معنوي يتحمل بنفسه مسؤولية تكليف من ينجز أو يحول بناء ما يقع على قطعة أرضية يكون مالكا لها أو يكون حائزا حقوق البناء عليها طبقا للتنظيم‬
‫والتشريع المعمول بهما"‪ ،‬و نصت المادة األولى من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ‬
‫األشغال في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪ ،‬كاألتي‪" :‬يحدد هذا القرار كيفيات ممارسة االستشارة الفنية في البناء و أجرها لحساب اإلدارات التابعة للدولة‬
‫و الجماعات المحلية والهيئات العمومية ذات الطابع اإلداري‪ ،‬و تدعى في صلب النص " صاحب المشروع"‪.‬‬
‫(‪ )2‬المادة ‪ 1‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 27‬فقرة الثامنة (‪ )6‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Benachenhou (A.), Keynes est mort, 2e partie, EL WATAN, le Mardi 20 janvier 2009, réb ; contribution,‬‬
‫‪n°5536, p.11.col.1 et 2.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪« Au sens commercial du terme affaire est une opération faite dans le but de réaliser un bénéfice et le plus‬‬
‫‪élevé possible. », Blancher (R.), Taxe sur le chiffre d’affaires, Définition de l’affaire imposable, Droit fiscal,‬‬
‫‪Recueil Général des Lois décrets et Arrêtes et de la Jurisprudence et Répertoire Commaille, VOL.4, 1958,‬‬
‫‪n°111, p.459.‬‬
‫)‪(6‬‬
‫‪« La notion de l’Affaire est liée à la notion de profession et à celle de gain, de but lucratif.», Blancher (R.),‬‬
‫; ‪Taxe sur le chiffre d’affaires, Définition de l’affaire imposable, Droit fiscal, op.cit., n°111, p.459, Voir aussi‬‬
‫المادة ‪ 7‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 174-09‬المؤرخ في ‪ 17‬يونيو سنة ‪ ،1009‬الذي يتضمن التصديق على االتفاقية بين الجمهورية الجزائرية‬
‫الديمقراطية الشعبية و مملكة إسبانيا لتجنب االزدواج الضريبي و تفادي التهرب الجبائي فيما يتعلق بالضرائب على الدخل و الثروة‪ ،‬الموقعة بمدريد‬
‫في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪" ،1001‬ك) يشمل لفظ "أعمال" أداء المهن الحرة و كل األنشطة األخرى ذات طابع مستقل"‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء‬
‫‪ 15‬يونيو سنة ‪ ،1009‬العدد ‪ ،49‬ص‪.7.‬‬
‫)‪(7‬‬
‫‪Blancher (R.), Taxe sur le chiffre d’affaires, Définition de l’affaire imposable, Droit fiscal, op.cit., n°111, p.459.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪« Le premier principe d’architecture, c’est décrocher la commande », Henri Robson Richardson, architecte‬‬
‫‪américain (Archi d’Aujourd’hui n° 252, sept. 87) citée par Huet (Michel), Le Droit de l’Architecture, 2e édition,‬‬
‫‪economica, Paris, 1990, p.359.‬‬

‫‪8‬‬
‫فإن الهندسة المعمارية باعتبارها مشروعا‪ ،‬فهي أيضا منتوج(‪ ،)1‬و يمتد هذا القول إلى إدارة المشروع‬
‫بصفة عامة‪ ،‬فالعقود التي تبرمها االدارة (أصحاب المشاريع العمومية)‪ ،‬تشبع هذه األخيرة حاجاتها من‬
‫جهة‪ ،‬و من جهة أخرى تساعد هذه التقنية التعاقدية على تنمية مبادرات الخواص‪ ،‬وخاصة أصحاب‬
‫العمل(‪( )2‬رجال الفن) في حصول على الطلبات و تحقيق نواتج إقتصادية‪.‬‬
‫و اإلطار التي تتم فيه الدراسة هي الطلبية العمومية‪ ،‬و تعرف الطلبية العمومية(‪ )3‬من الناحية القانونية‬
‫بأنها الوضعية القانونية لإلدارة‪ ،‬تهدف إلى الحصول على خدمات مختلفة من مقاولين أو الموردين(‪.)4‬‬
‫ويجعل القانونيون الجزائريون من الطلبات العمومية والصفقات العمومية مفهومين مرادفين تماما(‪.)5‬‬
‫و يعتبر المشرع عقد إدارة المشروع أو اإلشراف على األشغال صنف من أصناف الصفقات الدراسات‬
‫بمناسبة إبرام صفقة أشغال بحيث ينص في المادة ‪ 27‬منه "تشمل صفقة الدراسات‪ ،‬عند إبرام صفقة‬
‫أشغال مهمات المراقبة التقنية أو الجيوتقنية و اإلشراف على األشغال و المساعدة التقنية لفائدة صاحب‬
‫المشروع(‪.)6‬مما يجعلنا نتساءل عن وضعية أو المركز القانوني الذاتي لصاحب العمل في مرحلة التكوين‬
‫و التنفيذ عقد إدارة المشروع في ميدان البناء في إطار الصفقات العمومية؟‬
‫و يتفرع عن هذه اإلشكالية عدة تساؤالت منها‪ :‬ما هي اإلجراءات التي يخضع لها صاحب العمل في‬
‫مراحل تكوين عقد إدارة المشروع ؟ وكيفية ترشح صاحب العمل و اختياره؟ و الوثائق المكونة للعقد التي‬
‫على صاحب العمل مراعاتها؟ وهل يخضع إلى نظام مكافأة خاص في إطار عقد إدارة المشروع؟ باعتبار‬
‫صاحب العمل يقوم بالدراسات ذات الطابع الفني هل يتمتع بحماية على ملكه الفني في إطار الصفقات‬
‫العمومية؟ و ما مدى حماية الحقوق الفكرية للمؤلف المعماري في مجال الصفقة العمومية؟‬

‫(‪)1‬‬
‫‪« Aujourd’hui, puisque nous vivons toujours dans un système de production capitaliste, l’architecture est non seulement‬‬
‫‪projet mais aussi produit », J-M. Mandon et Loïc Julienne, « L’architecture, ça se vend », nouvelle revue technique des‬‬
‫‪constructeurs et promoteurs. Architecture, n°2, février 1980, citée par Huet (M.) op.cit., p.241.‬‬
‫(‪ )2‬و يستعمل قانون الصفقات العمومية اصطالح "رجال الفن ‪ "Hommes de l’Art‬و يقصد بهم المهندسين المعمارين‪ ،‬و المهندسين في الهندسة‬
‫المدنية‪ ،‬و المهندسين في مختلف المجاالت الهندسة‪ ،‬و التقنيين‪...،‬الخ‪ ،‬و هذا بالنسبة للعملية التي تشتمل على جوانب تقنية (المادة ‪ 74‬من المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪،1020‬‬
‫العدد ‪ ،96‬ص‪.)7.‬‬
‫(‪ )3‬في األمر عدد ‪ 7296‬لسنة ‪ 1001‬المؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،1001‬الذي يتعلق بتنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬العنوان األول‪ ،‬أحكام عامة‪ ،‬الباب‬
‫األول‪ :‬تعريف الصفقات العمومية‪" ،‬الفصل األول‪ -‬الصفقات العمومية عقود كتابية يبرمها المشتري العمومي قصد انجاز طلبات عمومية‪.‬‬
‫وال تعتبر صفقات عمومية على معنى هذا األمر عقود لزمة المرفق العام و كذلك عقود المشاركة و التجمع و المناولة و المساعدة المبرمة بين مشتر‬
‫عمومي و أطراف أخرى قصد تحقيق طلب عمومي أو خاص‪ .‬و تعتبر مشتريا عموميا على معنى هذا األمر الدولة و الجماعات المحلية‬
‫والمؤسسات العمومية و المؤسسات العمومية التي ال تكتسي صبغة إدارية و المنشآت العمومية‪ .‬و تعتبر طلبات عمومية‪ ،‬انجاز أشغال أو التزود‬
‫بمواد أو إسداء خدمات أو إعداد دراسات موضوع الصفقة"‪ ،‬الرائد الرسمي للجمهورية التونسية‪ ،‬بتاريخ الجمعة ‪ 10‬ديسمبر ‪ ،1001‬السنة ‪،249‬‬
‫عدد ‪ ،207‬ص‪.7828.‬‬
‫‪ -‬و تجدر اإلشارة أن القانون التونسي ال يعتمد على المواد في تحديد القاعدة القانونية‪ ،‬و إنما على الفصول بحيث تقابلها باللغة الفرنسية (أي‬
‫النصوص الصادرة باللغة الفرنسية) كلمة ‪.Article‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪BENNADJI (Chérif), L’évolution de la Réglementation Des Marchés Publics en Algérie, Thèse en vue de‬‬
‫‪l’obtention du doctorat d’état en Droit, institut de Droit des sciences politiques et administratives, université‬‬
‫‪d’Alger, Année 1991, Tome 1, p.262.‬‬
‫و ينظم قانون الصفقات العمومة عالقات صاحب المشروع (اإلدارة العمومية) مع المتعامل االقتصادي (مباشر المشروع ‪،)Entrepreneur‬‬
‫وبالتالي استبعاد اإلدارات العمومية من التعاقد كمتعاملين‪ ،‬أنظر إلى‪:‬‬
‫‪- Moderne (Franck.), « les conventions des prestations de services entre l’état et les collectivités locales », EFE‬‬
‫‪1996, n°29, citée par Lajoye (Christophe), Droit des marchés publics, éditions BERTI, Alger, 2007, p.40. Et‬‬
‫‪DREYFUS (Jean-David), contribution à une Théorie générale des contrats entre personnes publiques, collections‬‬
‫‪« logiques juridiques », éditions l’Harmattan, 1997.‬‬
‫و كرس المشرع في المادة ‪ 1‬في فقرتها األخيرة هذا المبدأ‪ ،‬بقولها‪" :‬ال تخضع العقود المبرمة بين إدارتين عموميتين ألحكام هذا المرسوم"‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪BENNADJI (Ch.), T.1, op.cit., p.262.‬‬
‫(‪ )6‬و بمفهوم المادة ‪ 27‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،1020‬فإن عقد إدارة المشروع أو اإلشراف على األشغال هو صنف من أصناف صفقات‬
‫األشغال ‪ ،Une sous-catégorie des marchés de travaux‬و هذا ما وصل إليه الفقيه ‪ Moderne‬عند تناوله إلجراء التصميم‪ ،‬و اإلنجاز‪،‬‬
‫أنظر إلى المرجع اآلتي‪:‬‬
‫‪- Moderne (Franck), La fonction de maîtrise d’œuvre dans la construction publique, édition DALLOZ, 1997,‬‬
‫‪n°202, p.128.‬‬

‫‪9‬‬
‫و المراكز القانونية الذاتية ‪ Situations juridiques Subjectives‬هي التي تنشأ بموجب أعمال قانونية‬
‫فردية تحدد مضمونها بصفة خاصة بكل شخص على حدة(‪ ،)1‬ويدخل في هذا المفهوم حالة المتعاقد(‪،)2‬‬
‫والتي نتناول فيها حالة صاحب العمل المتعاقد أساسا على ضوء قانون الصفقات العمومية‪ ،‬والقرار‬
‫الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في‬
‫ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪ ،‬و في إطار المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة‬
‫المشروع في ميدان البناء‪ ،‬وأجر ذلك‪ .‬و يتعلق بحثنا بعقد إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬نعالجه أساسا‬
‫من ناحية صاحب العمل الخاص‪ ،‬وبالتالي ال نتناول مسؤولية صاحب العمل‪ ،‬وال تشمل دراستنا ممارسة‬
‫األعمال الفنية المتعلقة بالممتلكات الثقافية العقارية المحمية(‪ ،)3‬و يشمل المباني الجديدة(‪ )4‬و ليس عمليات‬
‫التدخل في المباني الموجودة منها‪ :‬الترميم‪ ،‬و رد االعتبار‪ ،‬و التجديد و التوطيد والتحويل(‪ .)5‬و سوف‬
‫نقوم بدراسة هذا الموضوع في محاولة متواضعة لإلسهام في تنمية البحوث في هذا المجال ذو أهمية في‬
‫الميدان االقتصادي و القانوني‪.‬‬
‫و للتعرف على وضعية صاحب العمل المتعاقد في عقد إدارة المشروع في ميدان البناء في إطار‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬نتناول في الفصل األول مرحلة تكوين عقد إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬و في‬
‫الفصل الثاني ندرس مرحلة تنفيذ عقد إدارة المشروع في ميدان البناء‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫األمر الذي يترتب عليه تطبيق أحكام قانون الصفقات العمومية ‪ ،‬والقرار الوزاري المشترك‬
‫المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء‪ ،‬و أجر‬
‫ذلك(‪ ،)7‬وهذا األخير ينظم العالقات بين صاحب المشروع العمومي ‪ Maître d’ouvrage public‬وصاحب‬
‫العمل الخاص ‪ ،Maître d’œuvre privée‬مع اإلشارة إلى أحكام مشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد‬
‫شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك(‪.)8‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫عوابدي عمار‪ ،‬القانون اإلدار ي‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬سنة ‪ ،2550‬ص‪24212‬‬
‫و عدم الخلط مع المراكز القانونية الموضوعية ‪ Situations juridiques objectives‬المراكز التي تنشأ وتنظم بموجب قواعد قانونية عامة تخاطب الكافة‬
‫بالتساوي (عوابدي عمار‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،)4212‬ويدخل في هذا المفهوم الحالة التنظيمية‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Voir ; Arrêt de la cour suprême, chambre administrative, Affaire : « IGHILAHRIZ MOHAMED » contre / 1° M. Le‬‬
‫‪ministre de l’intérieur, 2° M. Le Wali de wilaya d’Alger, Arrêt n°76 du 28 Avril 1979, Dossier n°17351. Bouaziz‬‬
‫‪(Mohammed), L’acte administratif ayant valeur exécutoire dans la jurisprudence de la cour suprême », Mémoire de Magister‬‬
‫‪en Droit, option : Administration et Finances publiques, soutenue a l’université d’Alger, Année : 1989.‬‬
‫‪- DE LAUBADERE (André), MODERNE (Franck), DELVOLVE (Pierre), Traité des contrats administratifs, Tome Premier,‬‬
‫‪2e édition, n°1 à 796, L.G.D.J., 1983, Paris, p. n°19, p.39.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫أنظر إلى‪:‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 711-07‬المؤرخ في ‪ 9‬أكتوبر سنة ‪ ،1007‬الذي يتضمن ممارسة األ عمال الفنية المتعلقة بالممتلكات الثقافية العقارية المحمية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء‬
‫‪ 6‬أكتوبر سنة ‪ ،1007‬العدد ‪ ،80‬ص‪.22.‬‬
‫القرار المؤرخ في ‪ 27‬أبريل سنة ‪ ، 1009‬الذي يحدد األحكام الخاصة بتنفيذ ممارسة األعمال الفنية على الممتلكات الثقافية العقارية المحمية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 15‬يونيو‬
‫سنة ‪ ،1009‬العدد ‪ ،49‬ص‪.16.‬‬
‫القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 9‬نوفمبر سنة ‪ ،1002‬الذي يحدد كيفيات حساب مبلغ أجر ممارسة األعمال الفنية المتعلقة بالممتلكات الثقافية العقارية المحمية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫بتاريخ األربعاء ‪ 27‬أبريل سنة ‪ ،1006‬العدد ‪ ،10‬ص‪.25.‬‬
‫(‪ )4‬تعرفها المادة ‪ 1‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 50-1000‬المؤرخ في ‪ 14‬أبريل سنة ‪ ، 1000‬الذي يتضمن التنظيم الحراري في البنايات الجديدة‪ ،‬كاآلتي‪ ":‬يقصد بالبنايات الجديدة‪ ،‬من‬
‫أجل تطبيق أحكام هذا المرسوم‪ ،‬ما يأتي‪:‬‬
‫البنايات الجديدة ذات االستعمال السكني‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫البنايات الجديدة ذات االستعمال غير السكني‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫القسم من البناء المنجز كامتداد لبناء موجود‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 70‬أبريل سنة ‪ 1000‬العدد ‪ ،19‬ص‪ .47.‬أنظر‪:‬‬
‫‪- ATIAS (Ch.), Droit Civil ; les biens, édition LITEC, 6e édition, 2002, n°28, p.36.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫أنظر إلى المرسوم رقم ‪ 864-67‬المؤرخ في ‪ 18‬نوفمبر سنة ‪ ، 2567‬الذي يحدد شروط التدخل في المساحة الحضرية الموجودة‪ ،‬الجريدة الرسمية بتاريخ الثالثاء ‪ 15‬نوفمبر سنة‬
‫‪ ،2567‬العدد ‪ ،45‬ص‪ .7070.‬و وفقا للمادة األولى من هذا المرسوم تشمل عمليات التدخل في المساحة الحضرية الموجودة أعمال التجديد و إعادة الهيكلة‪ ،‬و إعادة االعتبار‪ ،‬والترميم‪.‬‬
‫و نص القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 15‬مايو سنة ‪ ، 1988‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ االشغال في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪ ،‬في المادة ‪ 50‬منه‪ ،‬أنه‪" :‬ال تطبق أحكام هذا‬
‫القرار على االس تشارة الفنية الخاصة بالعمليات المتضمنة التدخالت على المباني الموجودة مثل رد االعتبار إلى المنشأة‪ ،‬وتجديدها وتوطيدها على الخصوص"‪.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد‬
‫‪ ،96‬ص‪.74-7.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪.2966-2425.‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫أنظر ملحق البحث ص‪.140-171.‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تكوين عقد إدارة المشروع في ميدان البناء‬
‫‪La formation du Marché de maîtrise d’œuvre dans le bâtiment‬‬

‫تعرف المادة الرابعة من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي‬
‫يتضمن تنظيم الصفقات العمومية(‪ )1‬الصفقة العمومية كاآلتي‪":‬الصفقات العمومية عقود مكتوبة في مفهوم‬
‫التشريع المعمول به‪ ،‬تبرم وفق الشروط المنصوص عليها في هذا المرسوم‪ ،‬قصد إنجاز األشغال واقتناء‬
‫المواد والخدمات والدراسات لحساب المصلحة المتعاقدة"‪ ،‬فالمشرع الجزائري استعمل عدة معايير‬
‫لتعريف الصفقة العمومية‪ ،‬المعيار الشكلي‪ ،‬المعيار المادي أو الموضوعي‪ ،‬والمعيار "التشريع المعمول‬
‫به"‪ ،‬بحيث حدد المشرع الصفقات العمومية باإلحالة إلى "مفهوم التشريع الساري على العقود" وهو معيار‬
‫مبتكر من المشرع الجزائري(‪)2‬عند المقارنة بين قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ )3(2582‬والمرسوم‬
‫الصادر سنة ‪ ،)4(2561‬وهو يظهر أيضا من خالل العبارات التالية "‪...‬حسب مفهوم التشريع الساري على‬
‫العقود‪ "...،‬بالنسبة للمرسوم الصادر سنة ‪ ،2552‬و العبارة "‪...‬في مفهوم التشريع المعمول به‪"...،‬‬
‫بالنسبة للمرسوم الرئاسي لسنة ‪ ،1001‬و يستعمل أيضا المعيار العضوي الذي يشمل اإلدارات‬
‫والمؤسسات العمومية‪ ،‬أما المعيار المالي من خالل العبارة التالية‪" :‬ال تطبق أحكام هذا المرسوم إال على‬
‫الصفقات محل نفقات‪ ،"...‬و المعياران األخيران منصوص عليهما في نص المادة ‪ 1‬من المرسوم رقم‬
‫‪ ،178-20‬بحيث يساهمان في تحديد الصفقة العمومية‪ ،‬و جعل المشرع صفقات الدراسات تخضع ألحكام‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬المتعلق بتنظيم الصفقات العمومية واألحكام الخاصة بالقرار الوزاري‬
‫المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬المتعلقة بمجال البناء‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 7‬من القرار الوزاري‬
‫المشترك المؤرخ في ‪ 4‬يوليو سنة ‪ ،)5(1002‬وعدم الخلط بين صفقات الدراسات االقتصادية وصفقات‬
‫الدراسات التقنية‪.‬‬
‫و أدخل المشرع ألول مرة في قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬مفهوم إدارة المشروع‪ ،‬ولكن‬
‫تحت اصطالح اإلشراف على األشغال ‪ ،Marchés de Maîtrise d’œuvre‬بحيث تشمل صفقة الدراسات‪،‬‬
‫عند إبرام صفقة أشغال‪ ،‬مهمة اإلشراف على األشغال لفائدة صاحب المشروع (المادة ‪ 27‬من قانون‬
‫الصفقات العمومية لسنة ‪ ،)1020‬اعتبرها المشرع صنف من أصناف صفقات الدراسات (صفقات‬
‫الدراسات التقنية)‪.‬‬
‫و تعرف المادة ‪ 1‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬ماي سنة ‪ 2566‬الذي يتضمن‬
‫كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء‪ ،‬وأجر ذلك(‪ ،)6‬إدارة المشروع تحت اصطالح "االستشارة‬

‫(‪ )1‬أمر رقم ‪ 50-82‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو سنة ‪ ، 2582‬الذي يتضمن قانون الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 12‬يونيو سنة ‪ ،2582‬العدد ‪ ،91‬ص‪.226.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪BENNADJI (Chérif), L’évolution de la Réglementation Des Marchés Publics en Algérie, Thèse en vue de l’obtention du doctorat d’état en‬‬
‫‪Droit, institut de Droit des sciences politiques et administratives, université d’Alger, Année 1991, Tome 2, pp.556 à 561.‬‬
‫و يحيلنا المشرع الجزائري من خالل العبارة "في مفهوم التشريع المعمول به" إلى كل من القانون المدني و القانوني التجاري لتحديد مفهوم الصفقة العمومية نفسها‪ ،‬و يتضح ذلك عند‬
‫الرجوع إلى التأشيرات الموجودة داخل المراسيم الصادرة سنة ‪ ،2561‬و سنة ‪ ،2552‬و سنة ‪ ،1001‬و سنة ‪ 1020‬المتعلقة بالصفقات العمومية‪.‬‬
‫(‪ )3‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الخميس ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫(‪ )4‬المادة ‪ 4‬من المرسوم رقم ‪ 249-61‬المؤرخ في ‪ 20‬أبريل سنة ‪ ، 2561‬الذي ينظم الصفقات التي يبرمها المتعامل العمومي‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 27‬أبريل سنة ‪،2561‬‬
‫العدد ‪ ،29‬ص‪ ،)240.‬التي تنص أن‪":‬صفقات المتعامل العمومي عقود مكتوبة حسب مفهوم التشريع الساري على العقود ‪ ،‬و مبرمة وفق الشروط الواردة في هذا المرسوم قصد انجاز‬
‫االشغال و اقتناء المواد و الخدمات‪".‬‬
‫(‪ )5‬الجريدة الرسمية بتاريخ األحد ‪ 21‬أوت سنة ‪ ،1002‬العدد ‪ ،49‬ص ‪.72‬‬
‫(‪ )6‬و تعرف االستشارة الفنية بالنص الصادر باللغة الفرنسية‪ ،‬كاآلتي‪:‬‬
‫‪« Art. 2. – Au sens du présent arrêté, la maîtrise d’œuvre est une fonction globale couvrant les missions de conception, d’études,‬‬
‫‪d’assistance, de suivi et de contrôle de la réalisation de bâtiment quelles que soient leur nature et leur destination, à l’exclusion des bâtiments‬‬
‫‪à usage industriel. Elle est exercée par le maître d’œuvre sous son entière responsabilité dans le cadre d’engagements contractuels le liant au‬‬
‫‪maître de l’ouvrage. », Arrêté interministériel du 15 mai 1988 portant modalités d’exercice et de rémunération de la maîtrise d’œuvre en‬‬
‫‪bâtiment, Journal officiel de la République Algérienne, date de Mercredi 26 octobre 1988, n° 43, p.1152.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفنية" كاألتي‪" :‬تعد االستشارة الفنية في مفهوم هذا القرار وظيفة شاملة لمهام التصميم والدراسات‬
‫والمساعدة و المتابعة و المراقبة‪ ،‬و إنجاز المباني مهما تكن طبيعتها و وجهتها‪ ،‬باستثناء المباني‬
‫المخصصة لالستعمال الصناعي‪ .‬و يمارسها المستشار الفني تحت مسؤوليته الكاملة و في إطار‬
‫االلتزامات التعاقدية التي تربطه برب العمل"‪ .‬يجعل المشرع الجزائري من إدارة المشروع أو االستشارة‬
‫الفنية مفهوم وظيفي‪ ،‬عكس المشروع التمهيدي للقانون(‪-)1‬السالف الذكر‪ -‬في مادته الثانية كما سبق ذكره‪.‬‬
‫و يستعمل المشرع الجزائري عدة مصطلحات مترادفات‪ ،‬الدالة على شيء واحد‪ ،‬و تحمل كلها‬
‫مفهوما ً واحداً‪ ،‬مما ترتب عنه خلط في المصطلحات‪ ،‬حيث يعطي الصطالح ‪ Maîtrise d’œuvre‬عدة‬
‫مصطلحات منها االستشارة الفنية‪ ،‬اإلشراف على األشغال‪ ،‬األعمال الفنية‪ ،‬أما قانون التهيئة والتعمير‬
‫لسنة ‪ 2550‬المعدل بموجب القانون ‪ 1004‬فيعطي اصطالح إدارة المشروع والذي اعتمدنا عليه‪.‬‬
‫و يعتبر اصطالح إدارة المشروع مصطلح عام ‪ Générique‬يشمل كل عقود التي يبرمها المهنيون‬
‫التقنيون ( المهندس المعماري و المهندس في الهندسة المدنية‪ )...‬في مجال البناء‪ ،‬بمعنى آخر فإن كل‬
‫صفقة دراسات يبرمها صاحب العمل تتعلق بميدان البناء تكيف على أنها صفقة إدارة المشروع‪.‬‬
‫من النتائج القانونية للتكييف عقد إدارة المشروع (االستشارة الفنية) الذي يربط بين صاحب المشروع‬
‫العمومي وصاحب العمل الخاص‪ ،‬كونه صفقة عمومية كسائر الصفقات العمومية هو تطبيق أحكام تنظيم‬
‫الصفقات العمومية مع تطبيق النصوص الخاصة بها‪ .‬و العقد أو الصفقة السالفة الذكر‪ ،‬هو اتفاق منشئ‬
‫لمراكز قانونية ذاتية(‪ )2‬باعتباره "عقد"‪ ،‬فكل من صاحب المشروع وصاحب العمل يخضعان ألحكام‬
‫التعاقدية‪ ،‬مع احترام النصوص المتعلقة بصفقات العمومية‪ ،‬و القرار الوزاري المشترك لسنة‬
‫‪(2566‬االستشارة الفنية)‪.‬‬
‫فيخضع صاحب العمل الخاص‪ ،‬بمناسبة تكوين عقد إدارة المشروع في ميدان البناء المبرم مع‬
‫صاحب المشروع العمومي‪ ،‬إلى أحكام قانون الصفقات العمومية‪ ،‬وبالخصوص إلى أحكام صفقات‬
‫الدراسات‪ ،‬و خاصة فيما يخص إجراءات إبرام الصفقة و كيفية الترشح و اختيار صاحب العمل الخاص‬
‫(المتعامل المتعاقد)‪ ،‬و المصادقة على الصفقة‪...‬الخ‪ ،‬و بالرجوع إلى القرار الوزاري المشترك المؤرخ‬
‫في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬نص على تطبيق أحكام قانون الصفقات العمومية فيما يخص عملية إبرام عقد‬
‫إدارة المشروع (االستشارة الفنية) في ميدان البناء (المادة ‪ 24‬من القرار)‪ .‬و تكييف عقد إدارة المشروع‬
‫المبرم بين صاحب العمل الخاص و صاحب المشروع العمومي بأنه صفقة عمومية‪ ،‬يؤدي إلى نتيجتين‬
‫أساسيتين‪:‬‬
‫األولى‪ :‬خضوع عملية تكوين العقد إلى أحكام قانون الصفقات العمومية‪ ،‬أي تطبيق القواعد التي تحدد‬
‫اإلجراءات و الشكليات اإلبرام و الختيار صاحب العمل الخاص‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬خضوع عملية التكوين إلى أحكام خاصة و هو القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬ماي سنة‬
‫‪ ،2566‬الذي يحدد كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء‪ ،‬وأجر ذلك‪.‬‬
‫و ندرس مراحل تكوين عقد إدارة المشروع في ميدان البناء من ناحية صاحب العمل في مبحثين‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬قواعد و إجراءات إبرام صفقة إدارة المشروع‬
‫المبحث الثاني‪ :‬عملية الترشح و إبرام صفقة إدارة المشروع‪.‬‬

‫(‪ )1‬المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪ .‬أنظر ملحق البحث ص‪.171.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪« Le contrat convention Génératrice de situations Juridiques Subjectives », DE LAUBADERE (André), MODERNE‬‬
‫‪(Franck), DELVOLVE (Pierre), Traité des contrats administratifs, Tome Premier, 2 e édition, n°1 à 796, L.G.D.J., 1983, Paris.‬‬
‫‪p. n°19, p.39.‬‬

‫‪12‬‬
‫المبحث األول‪ :‬قواعد و إجراءات إبرام صفقة إدارة المشروع‬
‫نتطرق في هذا المبحث إلى إبرام صفقة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬و إلى العناصر الرئيسية‬
‫المكونة للصفقة إدارة المشروع في ميدان البناء من ناحية صاحب العمل الخاص‪.‬‬
‫و نصت المادة ‪ 21‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬الذي يتضمن‬
‫كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك(‪ ،)1‬أنه يترتب على االستشارة الفنية (إدارة‬
‫المشروع) إعداد عقد موحد لكل المهام المبينة في المادة ‪ 9‬من القرار‪ ،‬غير أنه يمكن لرب العمل‪ ،‬بصفة‬
‫استثنائية‪ ،‬إبرام عدة عقود تتعلق بجزء فقط من المهام المكونة لالستشارة الفنية (إدارة المشروع)‪ ،‬عندما‬
‫تكون طبيعة العملية المزمع القيام بها أو صعوبتها يبرر ذلك(‪ ،)2‬كما تنص المادة ‪ 24‬من القرار الوزاري‬
‫المشترك أنه يبرم عقد االستشارة الفنية وفقا لألحكام القانونية المعمول بها‪ ،‬والسيما األحكام التي تنظم‬
‫الصفقات العمومية‪ .‬و يبين عقد االستشارة الفنية مضمون المهام و يحدد تكوين ملفاتها كما يحدد في الوقت‬
‫نفسه التزامات المستشار الفني النوعية‪ ،‬فيحيل القرار الوزاري المشترك إلى تطبيق تنظيم الصفقات‬
‫العمومية فيما يخص عملية اإلبرام‪ ،‬و تنص المادة ‪ 29‬من القرار الوزاري المشترك أنه‪" :‬يبرم عقد‬
‫االستشارة الفنية وفق إحدى الطرق المنصوص عليها في تنظيم الصفقات العمومية الجاري بها العمل"‪.‬‬
‫أما المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬وأجر‬
‫ذلك‪ ،‬ينظم عقد إدارة المشروع في المواد ‪ 72‬و ‪ 71‬و ‪ 77‬منه‪ ،‬بصيغة عامة‪ ،‬بحيث تنص في المادة ‪72‬‬
‫من المشروع أنه‪" :‬يتفق صاحب المشروع أو صاحب المشروع المنتدب مع صاحب العمل على مهام‬
‫إدارة المشروع بموجب عقد مكتوب يبرم طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما‪ ،‬يحدد العقد مضمون المهام‬
‫المنوطة لصاحب العمل‪ ،‬التزامات أطراف العقد‪ ،‬آجال اإلنجاز و كذا األجرة المقدمة"‪ ،‬وعبارة "‪...‬يبرم‬
‫طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما"‪ ،‬تشير إلى كل من العقود التي يبرمها أصحاب المشاريع العمومية‬
‫والخاصة‪.‬‬
‫و عند ال تطرق إلى إجراءات إبرام صفقة إدارة المشروع‪ ،‬نتناول إجراءات اإلبرام وفقا لقانون‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬مراعاة للقواعد الخاصة إلبرام عقد إدارة المشروع المنصوص عليها في القرار‬
‫الوزاري المشترك لسنة ‪( 2566‬المادة األولى الفقرة الثانية)‪ .‬و سنحاول معالجة في هذا المبحث مراحل‬
‫تكوين صفقة إدارة المشروع وفقا لقانون الصفقات العمومية والنصوص الخاصة بها‪ .‬و تخضع صفقة‬
‫إدارة المشروع كغيرها من الصفقات لمبادئ الطلبية العمومية‪ ،‬و األركان العامة لتكوين العقود (المطلب‬
‫األول)‪ ،‬و إلى إجراءات اإلبرام المنصوص عليها في قانون الصفقات العمومية (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫(‪ )1‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪ .2425.‬و في الفهرس جاءت تحت عنوان "كيفيات ممارسة االستشارة‬
‫الفنية في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك"‪.‬‬
‫(‪ )2‬و تنص المادة ‪ 77‬من المشروع التمهيدي للقانون السابق الذكر بنفس الصيغة التي جاءت بها المادة ‪ 21‬من القرار الوزاري المشترك لسنة‬
‫‪ ،2566‬بحيث تنص كاآلتي‪ " :‬يترتب على إدارة المشروع إعداد عقد موحد لكل المهام المذكورة أعاله‪ ،‬غير أنه يمكن إبرام‪ ،‬بصفة استثنائية‪ ،‬عدة‬
‫عقود تتعلق بجزء فقط من المهام المكونة إلدارة المشروع‪ ،‬عندما تكون طبيعة العملية المزمع القيام بها معقدة"‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المبادئ و األركان األساسية لصفقة إدارة المشروع‬
‫نتناول في هذا المطلب مبادئ إبرام صفقة إدارة المشروع في إطار قانون الصفقات العمومية (الفرع‬
‫األول)‪ ،‬و األركان األساسية لصفقة إدارة المشروع (الفرع الثاني)‪ ،‬و اختصاص صاحب المشروع‬
‫العمومي‪ ،‬و تأهيل صاحب العمل الخاص المترشح (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مبادئ إبرام عقد إدارة المشروع في إطار قانون الصفقات العمومية‬
‫وضع المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم‬
‫الصفقات العمومية(‪ ،)1‬مجموعة من المبادئ العامة التي تنظم الصفقات العمومية في المادة ‪ 7‬منه‪ ،‬تتمثل‬
‫في احترام المبادئ اآلتية‪ :‬حرية الوصول للطلبات العمومية‪ ،‬المساواة في معاملة المترشحين‪ ،‬مبدأ شفافية‬
‫اإلجراءات(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أوال‪ :‬المبادئ األساسية لطلبية العمومية‬
‫أ – مبدأ حرية الوصول إلى الطلبية العمومية‪ :‬و يتمثل في أن الوصول إلى طلبية العمومية يكون‬
‫بصفة حرة و عادلة و بالتالي يجب أن يكون هناك تنافس عند اإلعالن عن المناقصة إلى حين المنح‬
‫المؤقت للصفقة‪ ،‬بما فيها إتخاذ إجراءات تسمح بإجراء التنافس ما بين المترشحين ألكبر عدد ممكن‬
‫(المناقصة المفتوحة أو المزايدة)‪ ،‬وال يجوز لإلدارة إبعاد المترشحين على أساس معايير أو شروط غير‬
‫المنصوص عليها في قانون الصفقات العمومية‪ ،‬أو مخالفة لهذا األخير‪ ،‬فالمنافسة تتحقق‪ ،‬حسب األستاذ‬
‫"‪ ،"Vergely‬من خالل وضع قواعد واستعمال اإلجراءات التي تكرسها(‪ ،)4‬إذ أن حياة األعمال تقوم على‬
‫مبدأ حرية المنافسة(‪.)5‬‬
‫و إذا توافرت في المترشحين الشروط المنصوص عليها في قانون الصفقات العمومية ودفتر الشروط‬
‫(المناقصة)‪ ،‬فيجوز لهم تقديم تعهداتهم‪ ،‬و من بين تأشيرات المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في‬
‫‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬نجد قانون المنافسة و قانون الممارسات التجارية(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬


‫(‪ )2‬أحدثت هذه المبادئ ألول مرة بموجب (المادة ‪ 1‬مكرر) من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 772-06‬المؤرخ في ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ 1006‬يعدل ويتمم‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬المؤرخ في ‪ 14‬يوليو سنة ‪ ،1001‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪5‬‬
‫نوفمبر سنة ‪ ،1006‬العدد‪ ،81‬ص‪.8.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪LAJOYE (Ch.), Droit des marchés publics, éditions BERTI, Alger, 2007, p.59 et suiv.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪VERGELY (D.), Concours d’architecture ; originalité de l’œuvre et liberté contractuelle, AJDA, études, n°14,‬‬
‫‪2007, p.727.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪« La vie des affaires repose,… sur le principe de la libre concurrence », Hess-Fallon (B.), Simone (A.-M.),‬‬
‫‪Droit Des Affaires, 14éme édition, DALLOZ-2001.C.7, p.59.‬‬
‫و تعتبر حرية المنافسة عند األستاذ "‪ " Delvolvé‬من الحريات االقتصادية‪ ،‬و تعني "تعدد األعوان االقتصاديين"‪ ،‬و هي ممارسة في السوق التي‬
‫يتعدد فيها (تزاحم) األعوان االقتصاديين في نفس النشاط‪ ،‬و يستمروا في هذه المنافسة من دون قيود"‪ ،‬كما تعتبر حرية المنافسة جزء أساسيا في‬
‫حرية المشروعات ‪ ،Liberté d’entreprendre‬ألن حرية المنافسة أحد المكونات الرئيسية لحرية المشروعات‪ ،‬و في هذا اإلطار أنظر إلى‬
‫المرجع اآلتي‪:‬‬
‫‪- Delvolvé (Pierre), Droit public de l’économie, édition DALLOZ-1998.n°88, p.106.‬‬
‫(‪ )6‬القانون رقم ‪ 01-04‬المؤرخ في ‪ 17‬يونيو سنة ‪ ،1004‬يحدد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪12‬‬
‫يونيو سنة ‪ ،1004‬العدد ‪ ،42‬ص‪ ،)7.‬و المعدل و المتمم بموجب القانون رقم ‪ 08-20‬مؤرخ في ‪ 29‬غشت سنة ‪ ،1020‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫األربعاء ‪ 26‬غشت سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،48‬ص ‪.22‬‬

‫‪14‬‬
‫و تعد قاعدة المنافسة شرطا جوهريا في عملية إبرام الصفقات(‪ ،)1‬و نصت المادة ‪ 1‬من قانون‬
‫المنافسة على مجال تطبيق قانون المنافسة‪ ،‬و جاءت بنفس صيغة المادة ‪ )2(97‬من األمر الفرنسي الصادر‬
‫بتاريخ أول ديسمبر سنة ‪ ،2568‬حيث تنص (المادة ‪ )1‬على أنه "‪...‬تطبق أحكام هذا األمر على ما يأتي‪:‬‬
‫نشاطات اإلنتاج‪ ...،‬و نشاطات التوزيع‪ ...،‬ونشاطات الخدمات‪ ،...‬و تلك التي يقوم بها أشخاص معنوية‬
‫عمومية ‪ ،"....‬وفي فقرتها الثالثة "الصفقات العمومية‪ ،‬بدءا بنشر اإلعالن عن المناقصة إلى غاية المنح‬
‫النهائي للصفقة"(‪ .)3‬و يقول األستاذ ‪ Delvolvé‬أن األشخاص المعنوية العمومية تشمل كل األشخاص‬
‫المعنوية من القانون العام مهما كان شكلها‪ :‬مؤسسة عمومية وحتى النظام المباشر‪ ،...‬و لكن ما يثير‬
‫االنتباه هو أن نطاق تطبيق األمر‪ ،‬حدد على أساس النشاط وليس على أساس الكيان‪.)4("...‬‬
‫و من آثار أحكام هذه ال مادة هو تطبيق قواعد المنافسة على كل إجراء تتخذه المؤسسات‪ ،‬ويجب أن ال‬
‫يخالف (اإلجراء) قواعد المنافسة‪ ،‬كقاعدة عامة‪ ،‬و بالتالي فكلما أبرمت األشخاص المذكورة في المادة ‪1‬‬
‫من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬صفقة أو صفقات يجب أن ال تخالف قواعد المنافسة‪ ،‬إال في حالة أداء‬
‫مهام المرفق العام أو ممارسة صالحيات السلطة العمومية‪ ،‬المادة ‪ 4/1‬من األمر رقم ‪ 07-07‬المؤرخ في‬
‫‪ 25‬يوليو سنة ‪ 1007‬والمتعلق بالمنافسة(‪.)5‬‬
‫و يقول األستاذ "بن ناجي" عند تناوله "إجراء طلب العروض"‪ ،‬أنه يلجأ من الناحية العملية إلى طلب‬
‫من المتعهدين المختارين اقتراح تنقيصات ‪ ،Des Rabis‬و هذا من شأنه (في رأي البنك العالمي) المساس‬
‫بمبدأ المنافسة‪ ،‬ألن المبدأ هو تقديم عرض نهائي‪ ،‬ثم تتم عملية فتح األظرفة المتعلقة بالعروض علنيا في‬
‫أول يوم يلي تاريخ نهاية أجل إيداع العروض(‪.)6‬‬
‫مما جعل األستاذ "بن ناجي" يقول أن الصفقات الدولية تكون في البداية عن طريق طلب على العروض‬
‫على سعر محدد‪ ،‬ثم تحول إلى طلب العروض على "النقصان"(‪ ،)7‬و هذه التقنية متواجدة في دفتر الشروط‬
‫اإلدارية العامة المطبق على صفقات األشغال سنة ‪ 2584‬في المادة ‪ 77‬فقرة أ بند ‪.7‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫و يرى كل من األستاذ " ‪ "Mougeot‬و األستاذة "‪ "Naegelen‬أن لتناسق المعلومات في الصفقات العمومية هدف هام من ناحية االقتصادية (عند تناولهما‬
‫إلشكالية المعلومة ‪ ، )Problème d’information‬بحيث إذا كان للمشتري إمكانية التعرف على التكاليف االنتاج الحقيقية‪ ،‬فإنه يكفيه أن يقتني من صاحب العرض‬
‫أقل تكلفة‪ ،‬ومنه يتملك فائض المنتج بأكمله‪ 2‬إن لتناسق المعلومات كلفة بالنسبة للمشتري الذي يدفع سعر أعلى من التكلفة الحقيقية‪ ،‬و بالتالي ال يمكن أن يمتلك فائض‬
‫المنتج بكامله‪ 2‬و مع ذلك‪ ،‬فإن اإلجراءات تختلف في كيفية تقليل هذه التكلفة اإلضافية‪ :‬اإلجراءات الشكلية التي تقوم على المنافسة‪ ،‬وتقدم –صاحب العرض‪ -‬بأعلى‬
‫سعر في عرضه يقلل من احتمال نيله للصفقة‪ 2‬و في غياب المنافسة‪ ،‬فإن بنود العقد ‪ ،‬السيما عند تقاسم تباعد التكاليف المعلن عليها‪ ،‬و التكاليف المحققة‪ ،‬هي التي‬
‫ينبغي (بنود العقد) أن تشجع المؤسسات على خفض عروضها‪2‬‬
‫‪« Si l’acheteur pouvait connaître les vrais coûts de production, il lui suffirait d’acheter à l’offreur ayant le coût le plus bas. Il pourrait ainsi‬‬
‫‪s’approprier la totalité du surplus du producteur. L’asymétrie d’information a pour conséquence un coût pour l’acheteur qui paye un prix‬‬
‫‪supérieur au vrai coût et ne peut donc s’approprier tout le surplus. En revanche, les procédures divergent quant à la manière de minimiser ce‬‬
‫‪coût additionnel. Les procédures formelles reposent sur le jeu de la concurrence, la soumission d’un prix élevé réduisant la probabilité‬‬
‫‪d’emporter le marché. En l’absence de concurrence, ce sont les clauses du contrat, notamment quant au partage des écarts coûts annoncés-‬‬
‫‪coûts réalisés, qui doivent inciter les entreprises à réduire leur offre. », Mougeot (Michel), Naegelen (Florence), Analyse micro-économique‬‬
‫‪du code des Marchés Publics. In : Revue d’économique. 1988, n°4. p.728.‬‬
‫فال يمكن تحقيق األهداف االقتصادية‪ ،‬و التي على أساسها وجدت الصفقات العمومية‪ ،‬إذا كانت مبادئ القانون اإلداري التقليدي هي التي تحكم إجراءات اإلبرام‪،‬‬
‫ونقصد هنا بمبدأ حرية اإلدارة في االختيار‪ ، -Libre administration-‬و استعمال إجراءات ال تقوم على أساس المنافسة‪.‬‬
‫(‪ " )2‬تطبق القواعد الواردة في هذا األمر على جميع أنشطة اإلنتاج و التوزيع و الخدمات‪ ،‬بما في ذلك األنشطة التي تقوم بها األشخاص العمومية‪،‬‬
‫وخصوصا في إطار اتفاقيات تفويض المرفق العمومي‪ ."....‬أنظر كذلك‪:‬‬
‫‪- BENNADJI (Chérif), « Le droit de la concurrence en Algérie », in « L’Algérie en mutation », sous la direction du robert‬‬
‫‪chaverin et Ammar Guesmi, L’Harmattan, 2001, p.153 et suiv.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫أنظر المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬الفترة التشريعية السادسة‪-‬الدورة العادية الثانية‪ ،‬الجلسة العلنية المنعقدة يوم االثنين ‪ 02‬أبريل سنة ‪ ،1006‬السنة األولى رقم ‪،95‬‬
‫الجريدة الرسمية للمناقشات‪ ،‬بتاريخ االثنين ‪ 24‬أبريل سنة ‪ 1006‬م‪ ،‬ص‪.5.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪DELVOLVE (Pierre), Les entreprises Publiques et le droit de la concurrence, Colloque.2003. p.3.‬‬
‫(‪ )5‬المعدل و المتمم بموجب القانون رقم ‪ 21-06‬المؤرخ في ‪ 19‬يونيو سنة ‪( ،1006‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 1‬يوليو سنة ‪ ،1006‬العدد‬
‫‪ ،78‬ص ‪ ،).22‬و بموجب القانون رقم ‪ 09-20‬المؤرخ في ‪ 29‬غشت سنة ‪ ،1020‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 26‬غشت سنة ‪ ،1020‬العدد‬
‫‪ ،48‬ص‪.20.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit, T.2, p.617.‬‬
‫‪ -‬و ما يالحظ أن المشرع الجزائري رجع إلى هذه القاعدة في قانون الصفقات العمومية لسنة ‪( 1020‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،)178-20‬فهو يلح‬
‫على التخفيضات المحتملة ‪ Rabis‬في المادة ‪ 211‬الفقرة الثانية (‪ )1‬المتعلقة بلجنة فتح االظرفة‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit, T.2, note, p.617.‬‬

‫‪15‬‬
‫بالنسبة للصفقات الممولة من المؤسسات المالية الدولية و أساسا من البنك العالمي‪ ،‬فإنها تطبق عليها إجراء‬
‫المنافسة الدولية إما التوصيات المتعلقة بالتوريدات ‪ ،Directives de passation des marchés‬أو نظام‬
‫المنافسة الدولية الموضوعة من قبل هيئة اليونسكو‪ .‬و تعد توصيات البنك العالمي إجبارية عند إبرام‬
‫الصفقات (في الجزائر) الممولة من طرف البنك العالمي(‪ ،)1‬و هو ما ذكر في المراسلة المؤرخة في ‪7‬‬
‫يوليو سنة ‪.2564‬‬
‫ب – مبدأ المساواة في معاملة المترشحين‪ :‬و هو مبدأ من المبادئ األساسية في القانون الجزائري‪،‬‬
‫حيث يكون المترشح في نفس الوضعية القانونية للمترشحين اآلخرين‪ ،‬ويعامل كل من المترشحين بنفس‬
‫الطريقة على السواء من حيث تقويم عروضهم‪ ،‬و بالتالي يمنع كل تمييز ضد المترشح‪ .‬وكان هناك تمييز‬
‫بين المتعاملين في النصوص الجزائرية السابقة (قانون الصفقات العمومية)‪.‬‬
‫و يعني أيضا أن المعلومات المتعلقة بالمناقصة‪ ،‬يجب أن تكون نفسها بالنسبة لكل المتعاملين خواص‬
‫أو عموميين وطنيين أو أجانب(‪ ،)2‬و من اآلثار الرئيسية لهذا المبدأ هو وجود المتنافسين في مركز واحد‪،‬‬
‫أي يكون المتنافسين في مراكز مماثلة‪ ،‬و يجوز التمييز في المعاملة بين هذه المراكز استنادا إلى اعتبارات‬
‫تتعلق بالمرفق العمومي أو المصلحة العامة‪ ،‬و هذا التمييز في المعاملة هنا يمثل استثناء حقيقيا لمبدأ‬
‫المساواة‪ ،‬فالمرفق العمومي هو الذي يبرر اختالف في المعاملة إال في حالة اختالف المراكز‪.‬‬
‫و يقول األستاذ "بن ناجي شريف" أن مبدأ المساواة الذي يحكم القانون اإلداري الفرنسي يعتبر القاعدة‬
‫في قانون الصفقات العمومية‪ ،‬و هو قاعدة جوهرية في الصفقات‪ ،‬و هذا المبدأ يتصل مع فكرة المنافسة‪،‬‬
‫والذي يسمح لإلدارة بإبرام طلبات بأحسن األثمان(‪.)3‬‬
‫و خالفا للسنوات الماضية‪ ،‬حيث كان هناك تمييزا تمارسه السلطات العمومية بإتجاه القطاع‬
‫الخاص(‪ )4‬في أواخر السبعينيات(‪ ،)5‬حيث كان مكرس هذا التمييز في أحكام قانون الصفقات العمومية لسنة‬
‫‪ 2582‬في مادته ‪ 76‬فقرة الثانية (‪ ،)1‬المتعلق بإجراءات المزايدة والمناقصة‪ ،‬و كذلك إجراء التراضي(‪،)6‬‬
‫حيث كانت تختار الشركة الوطنية أو المؤسسة المسيرة ذاتيا إذا كانت من بين أصحاب العروض الذين‬
‫عرضوا السعر األدنى‪ ،‬ويقصي بذلك المتعاملين األجانب‪ ،‬و في المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬خصص‬
‫اجراء المزايدة إال على المؤسسات الخاضعة للقانون الجزائري‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.2, p.608 à 610.‬‬
‫(‪ )2‬و عند تقدم بالعروض‪ ،‬ال تكون المؤسسات (المشروعات) المتقدمة للمناقصة في مراكز مماثلة بحيث يوجد اختالف بين المؤسسة الصغرى‬
‫ومؤسسة دولية متخصصة مثال‪ ،‬و كل واحد منهما يتقدم بعرض بالنسبة لصفقة واحدة‪ ،‬كما يختلفان من عدة نواحي‪ ،‬و يلعب شرط األفضلية الذي‬
‫وضعه المشرع دور رئيسي للوصول إلى الصفقات‪ ،‬فإن نسبة األفضلية المتمثلة في ‪ %19‬كل من يقدم في عرضه منتوج ذات منشأ جزائري تسمح‬
‫للمؤسسة الصغرى الناشطة‪ ،‬و المقيمة في الجزائر‪ ،‬بالحصول على الصفقة‪ ،‬و كلما كانت النسبة مرتفعة كلما زادت فرصة الحصول على الصفقة‪،‬‬
‫مما يحفز بطريقة غير مباشرة المؤسسات أو المشروعات األجنبية إلى المشاركة مع جزائريين أو عقد شراكة مع الشركة العاملة‪ ،‬والمقيمة في‬
‫الجزائر التي تستفيد (الشركة الوطنية) من مهارات األجانب‪ ،‬أو حتى االستثمار في الجزائر للممارسة نشاطا اقتصاديا‪ ،‬و الحصول على‬
‫المشروعات أو الصفقات‪ .‬أنظر‪:‬‬
‫‪- « Le code des marchés revu et corrigé », l’événement, Le Quotidien d’Oran, Jeudi 28 janvier 2010-n°4605, p.5.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), T.1, op.cit., p.391.‬‬
‫(‪ )4‬عرفته اتفاقية االتحاد اإلفريقي لمن ع الفساد و مكافحته‪ ،‬المعتمدة بمابوتو في ‪ 22‬يوليو سنة ‪ 1007‬في المادة ‪ 6/2‬منها أنه تعني عبارة "قطاع‬
‫خاص" ‪ ،‬قطاع االقتصاد الوطني الخاضع للملكية الخاصة والذي تحكم عملية تخصيص الموارد اإلنتاجية فيه قوى السوق بدال من السلطات العامة‬
‫والقطاعات األخرى لالقتصاد التي ال تندرج تحت القطاع العام أو الحكومة"‪.‬‬
‫‪ -‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 272-08‬المؤرخ في ‪ 20‬أبريل سنة ‪ ،1008‬الذي يتضمن التصديق على اتفاقية االتحاد اإلفريقي لمنع الفساد ومكافحته‪،‬‬
‫المعتمدة بمابوتو في ‪ 22‬يوليو سنة ‪ ،1007‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 28‬أبريل سنة ‪ ،1008‬العدد ‪ ،14‬ص‪.4.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.1, p.394.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.1, p.397.‬‬ ‫أنظر الصفحة رقم ‪ 90‬من هذا البحث ‪.‬‬
‫‪-‬‬

‫‪16‬‬
‫و بالرجوع إلى أحكام المادة ‪ 45‬من األمر رقم ‪ 50-82‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو سنة ‪ ،2582‬الذي‬
‫يتضمن قانون الصفقات العمومية(‪ )1‬المتعلقة بمعايير اختيار العروض نالحظ وجود تمييز في مواجهة‬
‫المؤسسات األجنبية (‪.)2‬‬
‫و يطرح األستاذ بن ناجي سؤال عن امتداد هذه القاعدة إلى إجراءات المناقصة (طلب العروض)‪،‬‬
‫‪ Appel d’offres‬باعتبار أن المشرع جعل من معيار الثمن من المعايير األساسية في عملية اختيار‬
‫المتعهدين موضوع المناقصة (طلب العروض)‪ ،‬و يؤكد األستاذ على أنها القاعدة المعمول بها في الواقع‬
‫العملي‪ .‬وتمنح الصفقات للمؤسسات العمومية باعتبارها المؤسسات التي تملك اإلمكانيات لتنفيذ الصفقة(‪.)3‬‬
‫و كرس المرسوم ‪ 249-61‬مبدأ التميز بين المتعاملين على عدة مستويات(‪ ،)4‬بين المؤسسات العمومية‬
‫الوطنية و المؤسسات الوطنية من القطاع الخاص(‪ ،)5‬سواء تعلق األمر بمنح الصفقات أو فيما يتعلق‬
‫بالشروط المالية(‪ ،)6‬إلى حين تعديله بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 474-52‬المؤرخ في ‪ 5‬نوفمبر سنة‬
‫‪ 2552‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية(‪ ،)7‬و ألغي بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪190-01‬‬
‫المؤرخ في ‪ 14‬يوليو سنة ‪ ،1001‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية(‪ ،)8‬و بدوره تم إلغاء هذا األخير‬
‫بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪.)9(178-20‬‬
‫ج – مبدأ الشفافية في اإلجراءات‪ :‬و يعني أن تحترم اإلجراءات اإلشهار و إعالم المناقصة‬
‫(العروض) ووضع تحت تصرف كل مترشح المعلومات و المواصفات الالزمة المتعلقة بالصفقة(‪،)10‬‬
‫ويجب أن تستبعد كل شكل من أشكال التمييز‪ ،‬و كذلك نشر قرارات منح المؤقت للصفقة و المنح النهائي‬
‫في النشرة الرسمية للمتعامل العمومي‪ ،‬و كذلك في جريدتين وطنيتين موزعتين على المستوى الوطني‪،‬‬
‫ونصت المادة ‪ 5‬من القانون رقم ‪ 02-08‬المؤرخ في ‪ 10‬فبراير سنة ‪ ،1008‬يتعلق بالوقاية من الفساد‬
‫ومكافحته(‪ ،)11‬و المتمم بموجب األمر رقم ‪ 09-20‬المؤرخ في ‪ 18‬غشت سنة ‪ ،)12(1020‬أنه يجب أن‬
‫تؤسس اإلجراءات المعمول بها في مجال الصفقات العمومية على قواعد الشفافية و النزاهة و المنافسة‬
‫الشريفة و على معايير موضوعية‪.‬‬
‫و يجب أن تكرس هذه القواعد على وجه الخصوص‪:‬‬
‫‪ -‬عالنية المعلومات المتعلقة بإجراءات إبرام الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعداد المسبق لشروط المشاركة و االنتقاء‪.‬‬
‫‪ -‬إدراج التصريح بالنزاهة عند إبرام الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬معايير موضوعية و دقيقة التخاذ القرارات المتعلقة بإبرام الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬ممارسة كل طرق الطعن في حالة عدم احترام قواعد إبرام الصفقات العمومية‪.‬‬

‫(‪ )1‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 12‬يونيو سنة ‪ ،2582‬العدد ‪ ،91‬ص‪.226.‬‬


‫(‪ )2‬بحيث تنص المادة ‪ 45‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 2582‬أنه‪" :‬يتم اختيار العروض نظرا لما يلي‪- :‬السعر‪ ،‬إال إذا كان الذي عرض‬
‫السعر االدنى هو مؤسسة أجنبية‪."...،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.1, p.398.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.2, p.612.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.1, p.396.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.1, p.396.‬‬
‫(‪ )7‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 27‬نوفمبر سنة ‪ ،2552‬العدد‪ ،92‬ص‪.1122.‬‬
‫(‪ )8‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 16‬يوليو سنة ‪ ،1001‬العدد ‪ ،91‬ص‪.7.‬‬
‫(‪ )9‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الخميس ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫(‪ )10‬و اإلعداد المسبق لالحتياجات كما هو منصوص عليه في المادة ‪ 22‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬يدعم مبدأ الشفافية‪ ،‬أنظر إلى‪:‬‬
‫‪HUET (Michel), Le Droit de l’Architecture, 2ème édition, economica, 1990.p.362 et suivant.‬‬
‫(‪ )11‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 6‬مارس سنة ‪ ،1008‬العدد ‪ ،24‬ص‪.4.‬‬
‫(‪ )12‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء أول سبتمبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،90‬ص‪.28.‬‬

‫‪17‬‬
‫و يقول في هذا الصدد الفقيه "‪" : "Franck Moderne‬أن صفقات الدراسات استخدمت كعامل موصل‬
‫لبعض أشكال الفساد"(‪ ،)1‬و في تعليمة رئاسية رقم ‪ 7‬لسنة ‪ 1005‬المتعلقة بمرونة اإلجراءات لمكافحة‬
‫الفساد‪ ،‬أن بعض المؤشرات تشير إلى وجود في الخارج سوقا فرضية ‪ Marché virtuel‬حقيقية لصفقات‬
‫الدراسات بحيث تدفع الشركات األجنبية مبالغ بالعملة الصعبة إلى متعاملين وطنيين يجهلون هذه العمليات‬
‫أو مساهمين فيها(‪ ،)2‬ووصل مبلغ توريد هذا نوع من الخدمات (الدراسات) إلى ‪ 22‬مليار دوالر(‪.)3‬‬
‫و وضع المشرع في قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬مادتين ‪ 80‬و ‪ 82‬من القسم السادس تحت‬
‫عنوان "مكافحة الفساد" ضمن الباب الثالث المعنون بـ"إجراءات اختيار المتعامل المتعاقد"‪ ،‬التي توضع‬
‫مدونة و أخالقيات المهنة بالنسبة لألعوان العموميين في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬كما يتعين على‬
‫المتعامل المتعاقد اكتتاب التصريح بالنزاهة‪.‬‬
‫فهذه المبادئ التي جاء بها المشرع يهدف من خاللها إلى تحقيق نجاعة الصفقات العمومية‪ ،‬و هي‬
‫المبادئ التي جاءت بها المنظمة العالمية للتجارة في مجال الخدمات(‪ ،)4‬و في توصيات البنك العالمي‪،‬‬
‫ووفاء لاللتزامات التي قامت بها الجزائر إزاء إتفاقية الشراكة مع االتحاد األوروبي‪ ،‬الذي يهدف إلى‬
‫التحرير التدريجي للصفقات العمومية(‪.)5‬‬
‫كما أن إ جراءات إبرام الصفقة ابتداء من اإلعالن إلى المنح النهائي‪ ،‬كما سبق ذكره‪ ،‬تخضع ألحكام‬
‫قانون المنافسة (طبقا للمادة ‪ 1‬منه)‪ ،‬و وضع المشرع استثناء في الفقرة ‪ 7‬من نص المادة ‪ ،1‬المتعلقة بأداء‬
‫مهام المرفق العمومي(‪ )6‬أو صالحيات السلطة العمومية‪ ،‬و تعتبر هذه األخيرة من معايير تحديد الطبيعة‬
‫اإلدارية(‪ .)7‬و تظهر امتيازات السلطة العامة التي تتمتع بها اإلدارة تجاه المتعاقد تكون عند إبرام العقد‬

‫(‪)1‬‬
‫‪« les marchés d’études aient servi de vecteur privilégié à certaines formes de corruption », Moderne (F.), op.cit.,‬‬
‫‪n°134, p.88.‬‬ ‫‪ -‬ويفهم أيضا أنه استعملت (الصفقات الدراسات) كغطاء لبعض أشكال الفساد ‪2‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Une récente directive présidentielle (n°3), relative à la dynamisation de la lutte contre la corruption, relève que « certaines indications font‬‬
‫‪état de l’existence à l’étranger d’un véritable marché d’études virtuelles et fictives que des opérateurs étranger font payer en devises à des‬‬
‫‪opérateurs nationaux non informés ou complices », « Ouyahia ordonne de réduire le recours aux Bureaux d’Études étrangers, ELWATAN,‬‬
‫‪Mardi 5 janvier 2010, réb ; L’Actualité, n°5833, p.3.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Ouyahia ordonne de réduire le recours aux Bureaux d’Études étrangers, ELWATAN, Mardi 5 janvier 2010, réb ; L’Actualité, n°5833, p. 1.‬‬

‫( ‪)4‬‬
‫و اتفاق المنظمة العالمية للتجارة حول الصفقات العمومية يهدف إلى فتح الصفقات العمومية للمنافسة‪ ،‬و يتضمن قواعد تتعلق باإللتزامات العامة‪ ،‬وكذلك قائمة‬
‫الكيانات الوطنية الخاضعة لالتفاق بصفة أساسية‪ ،‬و تطبق إلزاميا على اإلدارات المركزية و غير المركزية‪ ،‬أنظر إلى‪:‬‬
‫‪- BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), Les Marches de Maîtrise d’œuvre dans la construction publique, op.cit., n°16, 17, p.155.‬‬
‫‪- Nicolas (Michel), Droit public de la construction, 2ém édition, (Édition Universitaire Fribourg, Suisse), Volume 8, 1997.n°1879.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫المادة ‪ " :48‬يسعى الطرفان من أجل التحرير المتبادل و التدريجي للصفقات العمومية"‪ ،‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 295-09‬المؤرخ في ‪ 12‬أبريل سنة ‪ ،1009‬الذي يتضمن‬
‫التصديق على االتفاق األوروبي المتوسطي لتأسيس شراكة بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية من جهة‪ ،‬و المجموعة األوروبية و الدول األعضاء فيها من جهة أخرى‪،‬‬
‫الموقع بفالونسيا يوم ‪ 11‬أبريل سنة ‪ ،1001‬و كذا مالحقه من ‪ 2‬إلى ‪ 8‬والبروتوكوالت من رقم ‪ 2‬إلى رقم ‪ 2‬و الوثيقة النهائية المرفقة به‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ السبت ‪ 70‬أبريل‬
‫سنة ‪ ،1009‬العدد ‪ ،72‬ص‪ .7.‬أنظر كذلك إلى‪:‬‬
‫‪- Déclaration de Tunis sur les réformes des marchés publics en Afrique soutien au développement économique et a la réduction de la‬‬
‫‪pauvreté, Forum de Haut niveau sur les réformes des marchés publics en Afrique, organisé par la Banque Africaine de développement et ses‬‬
‫‪partenaires, 17 novembre 2009.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 22‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 272-08‬المؤرخ في ‪ 20‬أبريل سنة ‪ ،1008‬الذ ي يتضمن التصديق على اتفاقية االتحاد اإلفريقي لمنع الفساد ومكافحته‪ ،‬المعتمدة بمابوتو في‬
‫‪22‬يوليو سنة ‪ ،1007‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 28‬أبريل سنة ‪ ،1008‬العدد ‪ ،14‬ص‪.4.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫و يدافع الفقيه ‪ A.DE LAUBADERE‬المرفق العمومي أنه النشاط تباشره سلطة عامة بقصد الوفاء بحاجة ذات منفعة عامة"‪ ،‬كما يعرف أن المرفق العمومي‬
‫يعتبر أول العناصر الجوهرية في تحديد هيكل النظام اإلداري‪ ،‬و ذلك لكونه معيارا لتطبيق القانون اإلداري و اختصاص القضاء اإلداري في نفس الوقت‪ ،‬هذا من‬
‫جهة‪ ،‬و من جهة أخرى‪ ،‬ألنه مكان التقاء و تضامن أهم إجراءات و أساليب القانون اإلداري والمتمثلة في القرار اإلداري‪ ،‬العقد اإلداري و غيرهما‪.‬‬
‫‪DE LAUBADERE (A.), Traité de droit administratif, Tome 1, 2e édition, 1980, p.52.‬‬
‫و نجد أن معظم الفقهاء يأخذ بمعيار المرفق العمومي لتحديد طبيعة اإلدارية للعقد فشرط اتصال العقد بال مرفق العمومي ضروري إلصباغ طبيعة اإلدارية للعقد‪،‬‬
‫ومفهوم المرفق العمومي عند األستاذ "م‪.‬أ‪.‬بوسماح" لم يكن له وجود من الناحية القانونية في الجزائر‪.‬‬
‫‪BOUSOUMMAH (M.A), Essai sur la notion juridique de service public, RASJEP, n°3; 1992, pp.333-499.‬‬
‫كما أن مفهوم المرفق العمومي هو عنصر اعتراف نطاق تطبيق قواعد القانون اإلداري‪.‬‬
‫‪« La notion de service public est un élément de reconnaissance du champ d’application du droit administratif », Huet (Michel), Droit de‬‬
‫‪l’architecture, op.cit., p2274.Voir aussi ; TCHOUAR (Dj.) La soumission des contrats des entreprise publiques au droit privé, Revue IDARA,‬‬
‫‪revue semestrielle, Vol.9, n°1, 1999, p.162.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫و يقول الفقيه ‪ Benoit‬أن " مفهوم السلطة العامة من وجهة التقنية القانونية‪ ،‬هو الكاشف المقبول لظاهرة اإلدارية"‪ ،‬أنظر إلى‪:‬‬
‫‪- Il faut noter cependant que « c’est la notion de puissance publique, qui, est, de point de vue de la technique juridique, le révélateur valable‬‬
‫‪du phénomène administratif. » Benoit (F.P.) le Droit Administratif Français, Librairie DALLOZ -1968 – p.84, citée par Bennadji (C.),‬‬
‫‪op.cit., note, T.2, p.535.‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلداري‪ ،‬و أيضا أثناء تنفيذه‪ ،‬فالنظرية العامة لتنفيذ العقود اإلدارية تقوم على مجموعة امتيازات وسلطات‬
‫استثنائية تتمتع بها اإلدارة في عالقتها مع المتعاقد‪ ،‬و هذا ما يفسر إمكانية التدخل الواسع التي تمارسه‬
‫اإلدارة على شؤون المتعاقد(‪ ،)1‬و تتجسد في عدة أشكال‪ :‬كتقرير عقوبات على المتعاقد عند إخالله‬
‫بالتزاماته و غيرها من الشروط‪ ،‬و حق اإلدارة في فسخ العقد وانتهائه دون رضاء المتعاقد مع اإلدارة‪.‬‬
‫و تتجسد ممارسة هذه االمتيازات في مرحلة العطاءات في مبدأ حرية اإلدارة ‪« Libre‬‬
‫» ‪ administration‬في اختيار المترشح‪ ،‬ولذا ال بد من تحديد هذا المبدأ وهو كاآلتي‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬مبدأ حرية اإلدارة (صاحبة المشروع) في االختيار‬


‫و في القانون اإلداري الجزائري يعترف لإلدارة (صاحب المشروع العمومي) بمبدأ السلطة التقديرية‬
‫و حريتها في اختيار المتعاقد معها‪ ،‬و هذا المبدأ له قيود منها متعلقة بإجراء المتبع في اإلبرام (كإجراء‬
‫المناقصة و المزايدة(‪ ،)2‬مثال)‪ ،‬و من خالل أساليب وطرق ووسائل مفروضة قانونا على اإلدارة في عملية‬
‫اختيارها للمتعاقد معها في بعض األحوال واألنواع من العقود(‪ .)3‬كما أن دفتر الشروط ‪-‬كما سوف نرى‪-‬‬
‫يلعب دورا في الحد من مبدأ السلطة التقديرية لإلدارة العامة و حريتها في اختيار المتعاقد معها‪ ،‬كون دفتر‬
‫الشروط حسب الباحث "جوادي نبيل" مصدر قانوني داخلي للقواعد المتعلقة بعملية اختيار المتعاقد مع‬
‫اإلدارة العامة‪ ،‬و كونه يشكل أيضا قيدا و عائقا في وجه حرية اإلدارة العامة في اختيار المتعاقد(‪.)4‬‬
‫و يتفق أغلب فقهاء القانون اإلداري أن اإلدارة تتمتع بحرية في اختيار المتعاقد معها‪ ،‬و أن لهذه‬
‫الحرية حدود و قيود تتعلق بأساليب معينة مفروضة قانونا‪ ،‬و يتوجب على اإلدارة مراعاتها في عملية‬
‫اختيار المتعاقد معها‪ ،‬السيما في مجال الصفقات العمومية(‪ .)5‬و هذا المبدأ جسده المشرع ألول مرة في‬
‫المادة ‪ 42‬من المرسوم رقم ‪ ،249-61‬و أبقي عليه في المادة ‪ 42‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬مما‬
‫يدعو القول أن اختيار المتعاقد من اختصاص اإلدارة(‪.)6‬‬
‫(‪)7‬‬
‫ثالثا‪ :‬شرط احترام الحد المالي كشرط لوجود الصفقة العمومية‬
‫نصت المادة ‪ 8‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن‬
‫تنظيم الصفقات العمومية(‪ ،)8‬أن "كل عقد أو طلب يساوي مبلغه ثمانية ماليين دينار(‪ 620002000‬د‪.‬ج )‬
‫أو يقل عنه لخدمات األشغال أو اللوازم و أربعة ماليين دينار (‪ 42000.000‬د‪.‬ج) لخدمات الدراسات أو‬
‫الخدمات‪ ،‬ال يقتضي وجوبا إبرام صفقة في مفهوم هذا المرسوم"(‪ ،)9‬وضع قانون الصفقات العمومية شرط‬
‫( ‪)1‬‬
‫أنظر د‪ .‬رابحي أحسن‪ ،‬مبدأ تدرج المعايير القانونية في النظام القانوني الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل درجة الدكتوراه في القانون‪ ،‬معهد الحقوق والعلوم االدارية‪-‬بن‬
‫عكنون‪ -‬جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1008-1009‬ص‪.977-915.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫أنظر الصفحة رقم ‪ 91‬و ‪ 97‬من هذا البحث‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪KOBTAN (Mohamed), « Le régime juridique des contrats du secteur Public : (Etude de droit comparé Algérien et‬‬
‫‪Français) », Thèse de Doctorat d’Etat en Droit, Soutenue le 23 janvier 1982 a l’université d’Alger, .64.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط في القانون اإلداري الجزائري‪( ،‬دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬بحث لنيل شهادة الماجستير في اإلدارة و المالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1008/1009‬ص‪.82.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫; ‪KOBTAN (Mohamed), « Le régime juridique des contrats du secteur Public., op.cit., p.64.voir aussi‬‬
‫عوابدي عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 985.‬و ما بعدها‪ .‬أ‪.‬محيو‪ ،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية‪ ،‬ترجمة الدكتور "محمد عرب صاصيال" ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة‬
‫الخامسة‪ ،2558 ،‬ص‪ 788.‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), L’évolution de la Réglementation Des Marchés Publics en Algérie, op.cit., Tome 2.pp.567 à 586 et p.590 à 597.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), L’évolution de la Réglementation Des Marchés Publics en Algérie, op.cit., Tome 2, p.594.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫و نظرا ألهمية الكمية للصفقات العمومية من ال ناحية االقتصادية فهي تظهر عند البعض من بين الوسائل لضبط النشاط على مستوى قطاع معين أو االقتصاد‬
‫الكلي‪ ،‬كما أنها من بين الوسائل تدخل الدولة في مجال السياسة الصناعية‪ ،‬لمزيد من التفاصيل أنظر إلى‪:‬‬
‫‪Mougeot (Michel), Naegelen (Florence), La libéralisations des Marchés Publics en 1992. In : Revue d’économie industrielle. Vol.52. 2 e‬‬
‫‪Trimestre 1990. p.53.‬‬
‫كما أن العتبة ‪ Seuil‬تلعب دورا أساسيا في ابرام الصفقات العمومية (المادة ‪ 8‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،)178-20‬و في تحديد نطاق االشهار بالنسبة لجماعات‬
‫المحلية و مؤسساتها (المادة ‪ 45‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،)1020‬و في تحديد اختصاص اللجان الرقابة الخارجية‪.‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الخميس ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫( ‪)9‬‬
‫وعرف الحد المالي "‪ "Seuil financier‬تطورا عبر النصوص القانونية الخاصة بالصفقات العمومية‪ ،‬أنظر إلى‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫يتعلق بالحد المالي (العتبة)‪ ،‬فإذا كان مبلغ المخصص إلنجاز مهام إدارة المشروع (اإلشراف على‬
‫األشغال) يفوق الحد المعين بالنسبة لصفقات الدراسات وهو أربعة ماليين (‪ 420002000‬د‪.‬ج) دينار‬
‫جزائري‪ ،‬باع تبار أن عقد إدارة المشروع هو صفقة عمومية في مفهوم القرار الوزاري المشترك لسنة‬
‫‪ ،2566‬وصنف من أصناف صفقات الدراسات طبقا للمادة ‪ 27‬من قانون الصفقات العمومية للسنة‬
‫‪ ،1020‬فإنه على صاحب المشروع إبرام عقد إدارة المشروع وفقا إلجراءات و األشكال المنصوص‬
‫عليها في قانون الصفقات العمومية‪ .‬فإذا كان مبلغ المخصص إلنجاز مهام إدارة المشروع (كلفة إدارة‬
‫المشروع) أدنى من الحد المعين بالنسبة لصفقات الدراسات‪ ،‬فال تبرم صفقة في مفهوم المادة ‪ 8‬من قانون‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬فشرط العتبة هو شرط مالي ضروري لوجود الصفقة‪ ،‬وتطبيق اجراءات و األشكال‬
‫اإلبرام المنصوص عليها في قانون الصفقات العمومية‪ .‬و يالحظ أن صفقات الجماعات المحلية كانت‬
‫تخضع ألحكام خاصة‪ ،‬بحيث كانت تخضع لحد مالي معين(‪ )1‬البرام الصفقة في ظل قانون البلدية لسنة‬
‫‪.)2(2582‬‬
‫و تجدر االشارة أنه في عرض األسباب مشروع المرسوم الرئاسي لسنة ‪ 1006‬الذي يعدل و يتمم‬
‫المرسوم الرئاسي لسنة ‪ ،1001‬و الذي نتج عن نهاية أشغال الورشة المكلفة بدراسة الموضوع المتعلق‬
‫بـ‪":‬العراقيل التي يواجهها تنفيذ برنامج التجهيزات العمومية"(‪ ،)3‬أنه من األسباب رفع الحد األدنى إلبرام‬
‫الصفقات العمومية(‪ )4‬من ستة (‪ )8‬مليون فيما يخص صفقات الدراسات و الخدمات‪ ،‬حتى يسمح لآلمرين‬
‫بالصرف (أصحاب المشاريع العمومية) من مواجهة االحتياجات اإلستعجالية دون اللجوء إلى إبرام‬
‫صفقات عمومية التي تستغرق وقتا طويال نسبيا(‪ ،)5‬و إذا لم يصل مبلغ عملية إدارة المشروع (كلفة إدارة‬

‫‪ -‬نص المادة ‪ 81‬من األمر رقم ‪ 50-82‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو سنة ‪ ،2582‬المعدل بموجب األمر رقم ‪ 64-22‬المؤرخ في ‪ 15‬ديسمبر سنة ‪ ،2522‬الذي يتضمن قانون الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬في الفصل الخامس تحت عنوان "األشغال بناء على المذكرات والشراء بناء على فواتير"‪ ،‬التي تنص أن‪ ":‬كل طلبية تتجاوز قيمتها ‪ 902000‬د‪.‬ج يجب أن تكون موضوع‬
‫صفقة مبرمة"‪.‬‬
‫و في المرسوم رقم ‪ 249-61‬المؤرخ في ‪ 20‬أبريل سنة ‪ ، 2561‬الذي ينظم الصفقات التي يبرمها المتعامل العمومي‪ ،‬نصت المادة ‪ 5‬منه‪ ،‬أن "كل عقد أو طلب يقل مبلغه أو يساوي‬
‫خمسمائة ألف دينار (‪ 9002000‬د‪.‬ج) ال يتطلب إبرام صفقة بمفهوم هذا المرسوم"‪ ،‬و في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 710-52‬المؤرخ في ‪ 24‬سبتمبر ‪ ،2552‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية (الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ االثنين ‪ 19‬سبتمبر سنة ‪ ،2552‬العدد ‪ ،44‬ص‪ ، )2760.‬أصبح مبلغ الحد المالي إلبرام الصفقات يقدر بـ ‪ 12000....‬د‪.‬ج (المادة ‪ 8‬من المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ ،)710-52‬وأرتفع إلى مبلغ ‪ 720002000‬دج بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 226-54‬المؤرخ في ‪ 18‬يونيو ‪ 2554‬الذي يعدل المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،710-52‬ثم ارتفع‬
‫إلى ‪ 420002000‬د‪.‬ج بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 62-56‬المؤرخ في ‪ 2‬مارس ‪ 2556‬الذي يعدل و يتمم المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،710-52‬ونصت المادة ‪ 9‬من المرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪ 190-01‬المؤرخ في ‪ 14‬يوليو سنة ‪ ، 1001‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬على نفس المبلغ‪ ،‬و تم وضع حدين بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 702-07‬المؤرخ في ‪ 22‬سبتمبر‬
‫سنة ‪ ،1007‬الذي يعدل و يتمم المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،190-01‬حد مالي بمبلغ ‪ 820002000‬دج خاص بالخدمات األشغال والتوريدات‪ ،‬و حد آخر بمبلغ ‪ 420002000‬دج خاص‬
‫بالخدمات الدراسات و الخدمات (المادة ‪ 9‬من المرسوم السابق الذكر)‪ ،‬وأرتفع إلى مبلغ ‪ 620002000‬د‪.‬ج بالنسبة لخدمات األشغال واللوازم‪ ،‬بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪772-06‬‬
‫المؤرخ في ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،1006‬الذي يعدل و يتمم قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،1001‬أما مبلغ الحد المالي الخاص بالدراسات‪ ،‬والخدمات لم يتغير منذ سنة ‪.1007‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫أنظر إلى النصوص اآلتية‪:‬‬
‫القرار الوزاري المشترك المؤرخ في أول يونيو سنة ‪ ،2520‬و المتضمن رفع الحد الذي تعقد به الصفقات من طرف البلدية‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة ‪ 7‬يوليو سنة ‪،2520‬‬
‫العدد ‪ ،92‬ص‪ ،)612.‬الذي نص في المادة األولى منه‪ " :‬أن حد المبلغ الذي يجب أن تبرم به صفقة ما‪ ،‬حول نفقات البلديات التي يقل عدد سكانها عن ‪ 802000‬نسمة يرفع من ‪102000‬‬
‫إلى ‪ 902000‬د‪.‬ج‪ ،‬وبالنسبة للبلديات التي يزيد عدد سكانها عن ‪ 802000‬نسمة يرفع هذا الحد من ‪ 102000‬إلى ‪ 602000‬د‪ .‬ج و ذلك تطبيقا لالستثناءات المنصوص عليها في المقطع ‪1‬‬
‫من المادة ‪ 81‬من األمر رقم ‪ 50-82‬المؤرخ في ‪ 5‬ربيع األول عام ‪ 2762‬الموافق ‪ 22‬يونيو سنة ‪.2582‬‬
‫و تم تمديد األحكام المنصوص عليها في القرار الوزاري المشترك المؤرخ في أول يونيو سنة ‪–2520‬السابق الذكر‪ -‬على المؤسسات العمومية البلدية‪ ،‬والمشتركة بين البلديات‪ ،‬وهذا‬
‫ضمن حدود ‪ 902000‬د‪ .‬ج طبقا للمادة األولى من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 12‬مايو سنة ‪ ، 2522‬الذي يعدل و يتمم أحكام القرار الوزاري المشترك المؤرخ في أول يونيو‬
‫سنة ‪ ، 2520‬والمتضمن رفع الحد الذي تعقد به الصفقات من طرف البلدية‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 2‬سبتمبر سنة ‪ ،2522‬العدد ‪ ،27‬ص‪ ،)2124.‬و رفع الحد المقرر‬
‫للصفقات الواليات ومؤسساتها إلى ‪ 602000‬د‪.‬ج (طبقا للمادة ‪ 1‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 12‬مايو سنة ‪-2522‬السابق الذكر‪.)-‬‬
‫و في سنة ‪ 2524‬تم رفع المقدار الذي تعقد به الصفقات من طرف الجماعات المحلية بموجب القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 6‬مايو سنة ‪( 2524‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء‬
‫‪ 16‬مايو سنة ‪ ،2524‬العدد ‪ ،47‬ص‪ ،)962.‬حيث تنص المادة ‪ 1‬منه‪ ،‬أنه‪ ":‬يرفع مقدار عقد الصفقات من طرف البلديات و المؤسسات العمومية و النقابات البلدية المشتركة على الوجه‬
‫التالي‪:‬‬
‫من ‪ 902000‬د‪.‬ج إلى ‪ 602000‬د‪ .‬ج بالنسبة للبلديات التي يتراوح عدد سكانها من ‪ 702000‬إلى ‪ 802000‬نسمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫من ‪ 902000‬إلى ‪ 2002000‬د‪ .‬ج بالنسبة للبلديات التي يزيد عدد سكانها عن ‪ 802000‬نسمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وحدد مقدار عقد الصفقات بالنسبة للواليات و المؤسسات العمومية التابعة لها بـ ‪ 2002000‬د‪.‬ج (المادة ‪ 7‬القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 6‬مايو سنة ‪ ،2524‬الذي يتعلق برفع‬
‫المقدار الذي تعقد به الصفقات من طرف الجماعات المحلية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 16‬مايو سنة ‪ ،2524‬العدد ‪ ،47‬ص‪ .)962.‬و نالحظ عبر النصوص السابقة الذكر أن‬
‫الحد المالي المقرر لصفقات الجماعات المحلية عرف عدة تعديالت في فترة قصيرة (‪ ،)2524-2520‬و تتزامن هذه التعديالت مع مرحلة المخططين الرباعي األول ‪،2527-2520‬‬
‫والمخطط الرباعي الثاني ‪ .2522-2524‬أنظر كذلك‪ :‬القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 14‬يونيو سنة ‪ ، 2522‬الذي يتضمن رفع الحد االدنى الخاص بابرام الصفقات من قبل‬
‫المركز االستشفائي والجامعي لمدينة الجزائر‪ ،‬الجريدة الرسمية بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬أكتوبر سنة ‪ ،2522‬العدد ‪ ،69‬ص‪.2422.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫وتختلف العتبة المالية في ابرام الصفقات البلدية ( في ظل قانون البلدية لسنة ‪ )2582‬حسب الكثافة السكانية لكل بلدية‪ ،‬و كان يستعمل إذن معيار الكثافة السكانية‬
‫لتحديد العتبة المالية إلبرام الصفقات لكل بلدية‪.‬‬
‫(‪ )3‬عرض أسباب مشروع تعديل المرسوم الرئاسي ‪ ،190-01‬ص‪.2.‬‬
‫(‪ )4‬عرض أسباب مشروع تعديل المرسوم الرئاسي ‪ ،190-01‬ص‪.9.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫عرض أسباب مشروع تعديل المرسوم الرئاسي ‪ ،190-01‬ص‪.2.‬‬

‫‪20‬‬
‫المشروع) الحد المالي المقرر إلبرام صفقة في مفهوم المادة ‪ 8‬من قانون الصفقات العمومية فإنه تبرم‬
‫صفقة طلبية النجاز الدراسات‪.‬‬
‫و أدخل محرري المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬مفهوم اقتصادي وهو "التضخم ‪ "Inflation‬في‬
‫نص المادة ‪ 5/8‬حيث تقول‪" :‬تحسب المبالغ المذكورة أعاله‪ ،‬باحتساب كل الرسوم ويمكن تحيينها بصفة‬
‫دورية بموجب قرار من الوزير المكلف بالمالية‪ ،‬وفق معدل التضخم المسجل رسميا"‪ ،‬وتم إدخال هذه‬
‫الفقرة ألول مرة بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 702-07‬المؤرخ في ‪ 22‬سبتمبر سنة ‪ ،1007‬يعدل ويتمم‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬المؤرخ في ‪ 14‬يوليو سنة ‪ ،1001‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية(‪ ،)1‬و أبقى عليها المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬و يعتبر الفقه والقضاء الفرنسي صفقة إدارة‬
‫المشروع من صفقات الخدمات ذات الطابع الفكري(‪ ،)2‬حيث كانت صفقات الدراسات تعتبر نوع من‬
‫صفقات الخدمات(‪ ،)3‬أما القانون الجزائري يعتبرها صنف من أصناف صفقات الدراسات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األركان األساسية لصفقة إدارة المشروع‬


‫صفقة إدارة المشروع هي عقد‪ ،‬و يطبق القضاء اإلداري في هذا المجال قواعد القانون المدني(‪ )4‬بما‬
‫يتالءم مع الطبيعة المتميزة للصفقة العمومية‪ ،‬و يظهر ذلك خصوصا في شروط صحة العقد واألركان‬
‫األساسية المكونة له‪.‬‬
‫والصفقة العمومية هي عقد على سياق المادة ‪ 4‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،1020‬حيث أنه‬
‫يقوم على توافق إرادتين‪ ،‬و أن كال من صاحب المشروع العمومي وصاحب العمل يقبل مختارا االلتزام‬
‫بما يفرضه العقد من التزامات(‪ ،)5‬و تطبق عليه في هذا الصدد مبادئ القانون المدني‪ ،‬و يرى الفقيه‬
‫‪ André De Laubadère‬أن هذه المبادئ تمثل األساس الرئيسي للعقود اإلدارية‪ ،‬و يستند إليها القاضي‬
‫بتطبيقها بصفة عادية‪ ،‬و في بعض األحيان يقصد أحكام القانون المدني(‪ ،)6‬و هنا يجب اإلشارة إلى أن‬
‫قانون الصفقات العمومية يتضمن من بين تأشيراته األمر رقم ‪ 96-29‬المؤرخ في ‪ 18‬سبتمبر سنة‬
‫‪ ،2529‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬فتعمد تقنية التأشيرة إلى تبيان النصوص المعتمدة عند انجاز النص‬
‫التشريعي أو التنظيمي‪ ،‬و نتطرق دون اإلطالة إلى أركان العقد و هي‪ :‬الرضا‪ ،‬والمحل والسبب‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫أوال‪ :‬الرضا‬
‫فال يمكن أن يكون هناك عقد إال إذا تالقى اإليجاب بالقبول فكان التراضي بين الطرفين‪ ،‬و يجب أن‬
‫يكون هذا الرضا سليما‪ ،‬وذلك بصدوره من الجهة المختصة (بالنسبة لإلدارة)‪-‬بإصداره قانونا من حيث‬
‫الشكل واالختصاص و أهلية التعاقد‪ ،-‬فضال عن خلوه من عيوب الرضا و التي هي‪ :‬الغلط‪ ،‬التدليس‪،‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 24‬سبتمبر سنة ‪ ،1007‬العدد ‪ ،99‬ص‪.9.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫قدوج حمامة‪ ،‬عملية إبرام العقود اإلدارية في نطاق صفقات المتعاقد العمومي في الجزائر‪ -‬تحليل و مقارنة‪ ،-‬بحث لنيل درجة الماجستير فرع اإلدارة و المالية‬
‫العامة‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪ .1007-1001‬ص‪( .51.‬جاءت المذكرة تحت هذا العنوان)‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Sabri (Mouloud), Droit des Marchés publics en Algérie ; Réalité et Perspectives, Revue du conseil d’État, n°7, 2005, p.17.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫بن علية حميد‪ ،‬مفهوم و محتوى العقد اإلداري في القضاء اإلداري الجزائري‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬فرع إدارة و مالية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪ ،1002/1000‬ص‪ 48.‬و ما بعدها‪.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط في القانون اإلداري الجزائري‪( ،‬دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 277.‬و مابعدها‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪« On peut donc dire que les notions fondamentales exprimées en la matière dans le code civil constituant le fond principal valable pour les‬‬
‫‪contrats administratifs et l’on verra que la jurisprudence les applique quelques fois purement et simplement, parfois même visant les‬‬
‫‪dispositions du code civil », DE LAUBADERE (André), TRAITE ELEMENTAIRE DE DROIT ADMINSTRATIF, Librairie Générale de‬‬
‫‪Droit et de Jurisprudence, Paris 1953. p.532.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Carbonnier (Jean), Droit civil ; Les obligations, Thémis, PUF, 1956, 21e édition refondue, juillet 1998. n°31, p.78.Voir aussi ; Huet‬‬
‫‪(Jérôme), Traité de droit civil, les Principaux Contrats Spéciaux, P.U.F.Paris, DELTA Beyrouth. n°32151, p.1156.‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلكراه‪ ،‬الغبن‪ .‬و يذهب الفقيه ‪ De Laubadère‬في هذا الصدد إلى أن القضاء اإلداري يطبق بصفة‬
‫عامة المبادئ العامة لعيوب الرضا المأخوذ بها في القانون المدني(‪.)1‬‬
‫و تكون الصفقة العمومية و العقد اإلداري باطال إذا أخطأت اإلدارة في شخص المتعاقد معها‪ ،‬أو في‬
‫محل التعاقد أو في طبيعة العقد‪...،‬الخ(‪ )2‬و يعتبر غلط(‪ )3‬كذلك إذا كان العقد ال يحيل إلى قواعد حساب‬
‫األجرة المنظمة مسبقا(‪ ،)4‬و يجب أيضا أن يكون الرضا خاليا من عيوب التدليس ‪ ،Le dol‬ويعمل القضاء‬
‫اإلداري (في فرنسا) في هذا الصدد بالمبادئ العامة المتعلقة بعيب التدليس(‪ )5‬في القانون الخاص‪ ،‬و يجب‬
‫أن يكون خاليا أيضا من عيب اإلكراه(‪ ،La violence )6‬و يالحظ البعض أن حاالت اإلكراه في العقد‬
‫اإلداري نادرة‪ ،‬و غالبا ما ينتهي القضاء اإلداري الفرنسي إلى إعالن بطالن العقد اإلداري إذا شاب‬
‫الرضا إكراه‪ ،‬فيطبق بالتالي المبادئ المدنية المعمول بها في هذا الصدد‪ ،‬و يجب أيضا أن يكون الرضا‬
‫سليما و أال يكون مشوبا بعيب الغبن(‪ ،lésion )7‬و يالحظ أن مجلس الدولة الفرنسي يضيق من حاالت‬
‫الغبن و ال يسمح به في مجال عقود اإلدارة(‪ .)8‬و ال شك أن عيب الغبن هنا مقصود به الغبن الذي يحدث‬
‫أثناء إبرام العقد‪ ،‬أما الغبن الذي يحدث عند تنفيذ العقد يتعلق أساسا بسلطة اإلدارة في تعديل العقد(‪.)9‬‬
‫و يعتبر بعض فقهاء قانون العام أن الصفقة من عقود اإلذعان(‪ )10‬حيث يكون الشخص حرا في التعاقد‬
‫أم ال‪ ،‬و إرادته مطلقة في الخضوع أم ال للمراكز القانونية المحددة مسبقا من قبل القوانين والتنظيمات‪،‬‬
‫وحسب المبدأ المأخوذ في الفقه » ‪ « Volenti non fit injuria‬أي ليس هناك ضرر لمن أذعن‪ ،‬ويجب‬
‫اإلشارة إلى أن عقود اإلذعان تعتبر عند معظم الفقهاء اتفاقية و ليس تصرف تنظيمي(‪.)11‬‬
‫(‪)12‬‬
‫ثانيا‪ :‬المحل‬
‫المحل هو األداء بكافة صوره‪ ،‬يلتزم به المدين و هو إعطاء شيء أو عمل أو امتناع عن عمل‪ ،‬وفي‬
‫هذا اإلطار يأخذ صورة أداء عمل(‪ ،Obligation de faire )13‬و هنا نفس الشيء يطبق قواعد قانون‬
‫المدني‪ ،‬فيجب أن يكون محل العقد مشروعا‪ ،‬محدد أو قابل للتحديد‪ ،‬و لكن رغم التحديد الدقيق لموضوع‬
‫العقد‪ ،‬و الذي قد تحدده دفاتر الشروط العامة‪ ،‬فإن اإلدارة يمكنها تعديل بإرادتها المنفردة‪ .‬ويرى األستاذ‬
‫‪ Lajoye‬أنه بالرجوع إلى المعيار المادي لمفهوم الصفقة العمومية‪ ،‬فإننا نميز بين نوعين من المحل‬
‫األول متعلق بالتزام و الثاني متعلق بالعقد(‪.)14‬‬
‫فمن بين العناصر األساس ية لمفهوم الصفقة العمومية هو المعيار المادي المكرس من خالل العبارة‬
‫التالية "‪ ...‬قصد انجاز األشغال و اقتناء اللوازم و الخدمات و الدراسات‪ ،"...‬و المحل(‪ )15‬هنا هو محل‬

‫)‪(1‬‬
‫‪DE LAUBADERE (André), TRAITE ELEMENTAIRE DE DROIT ADMINSTRATIF, op.cit., p.533.‬‬
‫(‪ )2‬د‪.‬ثورية لعيوني‪ ،‬معيار العقد اإلداري "دراسة مقارنة"‪ ،‬مجموعة رسائل دكتوراه‪( ،‬بال ناشر‪ ،‬بال سنة)‪ ،‬ص‪.781.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Carbonnier (Jean), Droit civil ; Les obligations, op.cit., n°41, p.95.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Carbonnier (Jean), Droit civil ; Les obligations, op.cit., n°41, p.97.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Carbonnier (Jean), Droit civil ; Les obligations, op.cit., n°42, p.97.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Carbonnier (Jean), Droit civil ; Les obligations, op.cit., n°43, p.99.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Carbonnier (Jean), Droit civil ; Les obligations, op.cit., n°44, p.101.‬‬
‫(‪ )8‬د‪.‬ثورية لعيوني‪ ،‬المرجع السابق‪،،‬ص‪.787.‬‬
‫(‪ )9‬و يعتبر الفقه الفرنسي أن "سلطة تعديل اإلدارة في تعديل العقد"عنصر من عناصر تطبيق نظرية العقد االداري‪2‬‬
‫(‪)10‬‬
‫‪Carbonnier (Jean), Droit civil ; Les obligations, op.cit., n°35, p.86 et 87.‬‬
‫(‪)11‬‬
‫‪CHAZAL (jean-pascal), L.Josserand et le nouvel ordre contractuel, L.G.D.J., RDC octobre 2003, p.325.‬‬
‫(‪)12‬‬
‫‪Huet (Jérôme), Traité de droit civil, les Principaux Contrats Spéciaux, op.cit., n°32187, p.1181.‬‬
‫(‪)13‬‬
‫‪Huet (Jérôme), Traité de droit civil, les Principaux Contrats Spéciaux, op.cit., n°32109, p.1119.‬‬
‫‪ -‬علي فياللي‪ ،‬االلتزامات‪ ،‬نظرية العامة للعقد‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬سنة ‪ ،1006‬ص‪.14.‬‬
‫(‪)14‬‬
‫‪LAJOYE (Christophe), Droit des marchés publics, éditions BERTI, Alger, 2007,pp.33, 34 et 46, 47.‬‬
‫(‪)15‬‬
‫‪L’objet du contrat découle de l’objet de l’obligation : il est donc logique que le premier soit limité. LAJOYE (Ch.), Droit‬‬
‫‪des marchés publics ; Le caractère limité de l’objet du contrat, éditions BERTI, Alger, 2007, p.33.‬‬

‫‪22‬‬
‫االلتزام(‪ )1‬و يجعله الفقهاء من أهم األركان األساسية في العالقة التعاقدية‪ ،‬ويؤكد الفقيه ‪ M.Ghestin‬على‬
‫ذلك‪ ،‬بقوله "أن العقد ال يتضمن محل بمعنى القول‪ ،‬و إنما آثار فقط"(‪ ،)2‬و يميز األستاذ "بن ناجي" في‬
‫أطروحته بين االلتزام األصلي و التبعي‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ثالثا‪ :‬السبب‬
‫و هو الباعث الدافع على التعاقد‪ ،‬فهو باعث على شكل تمثالت ذهنية لحقائق من موضوعيات‬
‫ومعلومات تبدأ بحاجات‪ ،‬و يجب أن تفضي هذه الحاجات الدافعة‪ ،‬و التي تدفع صاحبها لتحقيق النتيجة‬
‫التي عن طريقها تسد الحاجة‪ ،‬و يدخل في هذا الباعث الذي هو عبارة عن التمثل الذهني ألشياء كثيرة‪،‬‬
‫تمثل النتيجة المادية المتمثلة في االلتزامات المتقابلة و موضوع أو محل التزام كل متعاقد(‪ .)4‬و هذا األخير‬
‫(المحل) ال يعتبر الدافع لتعاقد‪ ،‬ولكنه يختلط بالسبب (الباعث) في تكوين السبب‪ ،‬فالمحل شيء مراد‬
‫تحقيقه ال لذاته و إنما لما هو مراد منه‪ ،‬و المحل منفرد في مرحلة التمثل الذهني عندما يكون مختلطا‬
‫بالسبب عنصر ساكن (غير فعال دافع)‪ ،‬فالحاجة للمحل هي الباعث‪ ،‬و المحل بذاته ال يكون باعثا‪ ،‬وهما‬
‫من طبيعة ذاتية‪ ،‬فالمحل عنصر ساكن‪ ،‬أما السبب الباعث عنصر ديناميكي(فعال) دافع(‪ .)5‬ويميز الفقيه‬
‫‪ Carbonnier‬بين السبب العقد و سبب االلتزام(‪.)6‬‬
‫و كان السبب في إبرام الصفقات في ظل المرسوم ‪ 269-61‬هو تحقيق مخطط التنمية(‪ ،)7‬أما في‬
‫إطار القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ‬
‫األشغال في ميدان البناء وأجر ذلك(‪ ،)8‬فإن الدافع لإلبرام هو تحقيق البرنامج‪ ،‬و يقول فقهاء القانون‬
‫اإلداري في هذا المجال أنه يلتزم القضاء اإلداري بقواعد التفسير المدنية(‪ )9‬أال يتعارض مع الخصائص‬
‫الذاتية للعقد اإلداري‪ ،‬و تظهر الطبيعة اإلدارية للصفقة أثناء تنفيذ العقد اإلداري‪ ،‬حيث تتمتع اإلدارة‬
‫بسلطات استثنائية ال يتمتع بها األفراد في مواجهة بعضهم البعض في عقودهم الخاصة‪.‬‬
‫و تخضع عملية تكوين صفقة إدارة المشروع إلى عدة مراحل تساهم في إنشاءها‪ ،‬وهذه المراحل‬
‫المتمثلة في رقابة تأهيل المتعامل‪ ،‬إجراءات اإلبرام‪ ،‬فحص العروض‪ ،‬المنح المؤقت والنهائي‪ ،‬واإلبرام‬
‫والمصادقة‪ ،‬و أن يقوم بها صاحب المشروع العمومي (المصلحة المتعاقدة) المختص‪ ،‬أو أن يفوض ذلك‪.‬‬
‫و قبل التطرق إلى المطلب الثاني المتعلق بإجراءات اإلبرام‪ ،‬نتناول بإيجاز اختصاص صاحب المشروع‬
‫العمومي‪ ،‬و تأهيل صاحب العمل الخاص ‪-‬المتعامل المتعاقد‪( -‬الفرع الثالث)‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.1, p.255.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.1, p.264.‬‬
‫(‪ )3‬أنظر د‪ .‬محمد يحي عبد الرحمن‪ ،‬مفهوم المحل و السبب في العقد‪ ،‬مجموعة رسائل الدكتوراه (بال ناشر‪ ،‬بال سنة)‪.‬‬
‫(‪ )4‬د‪ .‬محمد يحي عبد الرحمن‪ ،‬مفهوم المحل و السبب في العقد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.74.‬‬
‫(‪ )5‬و في خالصة الدكتور محمد يحي عبد الرحمن يقول‪ " :‬أن المحل و السبب و أن اختلطا فأنهما يتميزان عن بعضهما البعض‪ ،‬بكون السبب عنصرا فعاال نشط‬
‫دافع‪ ،‬و أن المحل عنصر ساك ن متعدد‪ ،‬و هذه المحالت المتعددة من مضمون أو محتوى السبب‪ ،‬و لكن على صورة خاصة تميزها عن البواعث الدافعة‪ ،‬و المحل‬
‫كعنصر ساكن منظور إليه أن يتحقق ماديا مستقبال و لكن ال لذاته‪ ،‬بل لما هو مقصود منه (والمقصود منه يدخل في عداد السبب) و لكن على أي صورة ينظر إليه‬
‫أو يتمثله المتعاقد‪ ،‬يتمثله بأنه محل االلتزام مستقبال و ليس شيئا آخر‪ ،‬فعالقته بااللتزام أوثق منها بالسبب‪ ،‬وال تكون صفاته المتطلبة في شروطه المعروفة متحققة إال‬
‫عندما يكون محال لاللتزام‪ ،‬فهو مختلط بالسبب ذو طبيعة ذاتية ساكن غير فعال ومحل لاللتزام"‪.‬أنظر إلى‪:‬د‪.‬محمد يحي عبد الرحمن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 74.‬و‪.79‬‬
‫‪ -‬و من خالل فحوى المادة ‪ 22‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬التي تنص أنه‪" :‬يمكن المصلحة المتعاقدة من أجل تحقيق أهدافها‪ ،‬أن تلجأ بغية تنفيذ خدماتها‬
‫إلى إبرام صفقات تعقد مع المؤسسات الخاضعة للقانون الجزائري والمؤسسات األجنبية "‪ .‬فهنا يمكن القول أن المادة تحيل إلى دوافع اإلبرام الصفقة‪-‬بالنسبة‬
‫للمصلحة المتعاقدة‪ -‬تتمثل في تقديم أو تنفيذ الخدمات ‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Carbonnier (Jean), Droit civil ; Les obligations, op.cit., n°58 et 59 suiv, p.121 et suiv.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit.,T.2, p.484.‬‬
‫(‪ )8‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪ .2425.‬و في الفهرس جاءت تحت عنوان " كيفيات ممارسة االستشارة الفنية في ميدان البناء‪ ،‬وأجر ذلك"‪.‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪ROLIN (Frédéric), BRUNET (Pierre), Le « nouveau nouveau » code des marchés publics (en attentant un nouveau-nouveau-nouveau‬‬
‫‪code ?), L.G.D.J., RDC juillet 2004/3, p.757. Sur l’interprétation du contrat voir : WEILL (Alex) et TERRÉ (François), Droit civil, les‬‬
‫‪obligations, édition DALLOZ, 1986, n°362 et suiv., p.363 et suiv. Mazeaud (Jean), et Chabas (François) , Leçon de droit civil, obligations,‬‬
‫‪Théorie générale, Tome II, 9e Edition, Montchrestien, 1998. STARCK (B.), ROLLAND (H.), BOYER (L.), Droit civil : Obligations : théorie‬‬
‫‪générale, Tome II, 5e édition, LITEC, 1993, n°165 et suiv. p.67 et suiv.‬‬

‫‪23‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬اختصاص صاحب المشروع العمومي وتأهيل صاحب العمل الخاص‬
‫أوال‪ :‬اختصاص صاحب المشروع العمومي أو السلطة المسئولة عن الصفقة‬
‫األ هلية بالنسبة للشخص المعنوي ضرورية‪ ،‬وهذا إلمكانية إبرام كل عقد و لو لم ينص عليه القانون‪،‬‬
‫غير أن أهلية التعاقد هي محدودة في الصفقات بسبب التزام الشخص العام‪ ،‬إال إذا كان الموقع على العقد‬
‫أهال لتمثيل الشخص العام‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫و األهلية مرتبطة هنا باختصاص الشخص المعنوي من القانون العام ‪ ،‬و مخالفة قاعدة االختصاص في‬
‫إطار القانون العام تؤدي إلى بطالن العقد(‪ ،)2‬بحيث تنص المادة ‪ 6‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬أنه‬
‫"ال تصح الصفقات و ال تكون نهائية إال إذا وافقت عليها السلطة المختصة‪."...‬‬
‫و اختصاص السلطات اإلدارية(‪ )3‬من النظام العام و هي األشخاص المنصوص عليها في المادة ‪ 6‬من‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬كما يجوز تفويض سلطة المصادقة على الصفقات‪ ،‬و يقصد بالسلطة‬
‫المختصة الشخص المعنوي من القانون العام‪ ،‬و أغلبيتها اإلدارة هي التي تبرم عدة صفقات تخضع لقواعد‬
‫القانون اإلداري‪ ،‬و السيما فيما يخص التنظيم الداخلي الذي تتضمن من بين هياكلها مصالح ومصالح‬
‫فرعية متعددة‪ ،‬مما يدعو إلى تحديد المصلحة المتعاقدة بدقة‪ ،‬فإذا أبرمت وزارة الداخلية فإن الشخص‬
‫المسؤول هو الوزير‪ ،‬أما إذا كانت مصلحة إدارية فنكون هنا أمام تفويض(‪.)4‬‬
‫أما بالنسبة للمؤسسات العمومية ذات الطابع التجاري والصناعي أوالمؤسسات العمومية االقتصادية‪،‬‬
‫فهناك جدال بين فقهاء جزائريين حول طبيعة هذه األشخاص‪ ،‬فكان هؤالء يعتبرون المؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية أشخاص معنوية من القانون الخاص‪ ،‬وهو االتجاه العام في الفقه الجزائري(‪ ،)5‬وذهب القضاء‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Bergès (Nelsie), Les contrats entre les personnes publiques russes et les entreprises privées, In : Revue internationale de‬‬
‫‪droit comparé. Vol.55 n°4. Octobre-décembre 2003, p.914.‬‬
‫(‪ )2‬قدوج حمامة‪ ،‬عملية إبرام العقود اإلدارية في نطاق صفقات المتعاقد العمومي في الجزائر‪ -‬تحليل و مقارنة‪ ،-‬بحث لنيل درجة الماجستير فرع اإلدارة و المالية‬
‫العامة‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪ .1007-1001‬ص‪ 10.‬و ‪( .12‬جاءت المذكرة تحت هذا العنوان)‪.‬‬
‫(‪ )3‬قدوج حمامة‪ ،‬عملية إبرام العقود اإلدارية في نطاق صفقات المتعاقد العمومي في الجزائر‪ ،‬المرجع السابق ص‪ 17.‬و ‪( .19‬جاءت المذكرة تحت هذا العنوان)‪.‬‬
‫أنظر كذلك‪ :‬قدوج حمامة‪ ،‬عملية إبرام الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬سنة ‪ ،1004‬ص‪.244.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Sur la délégation voir ; BENAKEZOUH (Chabane), La Déconcentration en Algérie, Thèse pour le doctorat en Droit, institut de Droit des‬‬
‫‪sciences politiques et administratives, université d’Alger, Décembre 1978, p.271.‬‬
‫(‪ )5‬و يقول األستاذ "تشوار" أنه تخضع المؤسسات العمومية االقتصادية منذ صدور القانون رقم ‪ 02-66‬المؤرخ في ‪ 21‬يناير سنة ‪ ،2566‬الذي يتضمن القانون‬
‫التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية (الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 27‬يناير سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،1‬ص‪ ،).70‬إلى قواعد القانون التجاري‪ ،‬و الذي نص‬
‫في المادة ‪ 95‬منه على عدم خضوع المؤسسات العمومية االقتصادي ة‪ ،‬و الهيئات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري التي تحكمها قواعد القانون التجاري‬
‫ألحكام األمر رقم ‪ 50-82‬المؤرخ في ‪ 22‬جوان ‪ ،2582‬و المتضمن قانون الصفقات العمومية‪ ،‬وألغي بموجب األمر رقم ‪ 19-59‬المؤرخ في ‪ 19‬سبتمبر سنة‬
‫‪ ،2559‬الذي يتعلق بتسيير رؤوس األموال التجارية التابعة للدولة (في المادة ‪ 16‬منه) واستثنى منه البابين الثالث و الرابع‪ .‬أنظر الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء‬
‫‪ 12‬سبتمبر سنة ‪ ،2559‬العدد ‪ ،99‬ص ‪ .8‬و أصبحت تخضع إلى مبدأ المتاجرة كما أن العقود التي تبرمها المؤسسات العمومية خارج عن نشاطها التجاري‪ ،‬تعتبر‬
‫عقود تجارية بحكم القانون‪ ،‬و هذا ألن المشرع اخضع عالقتها مع الغير لمبدأ المتاجرة ( ‪TCHOUAR (Dj.) La soumission des contrats des‬‬
‫‪ .)entreprise publiques au droit privé, Revue IDARA, revue semestrielle, p.162.‬أنظر‪:‬‬
‫‪De Laubadère (A.), Venezia (J-C), Gaudemet (Y.), Traité de Droit Administratif, Tome 1 ; Droit Administratif Général, 15e édition,‬‬
‫‪L.G.D.J., E.J.A., Paris, 1999, n°395 à 419, p.305 à 333.Voir aussi : AUBY (Jean-Marie), AUBY(Jean-Bernard), Droit Public ; droit‬‬
‫‪constitutionnel, libertés publiques, droit administratif, tome 1, 12e édition, SIREY 1996. P.275 à 277.p.273 et 274. ZOUAIMIA (Rachid),‬‬
‫‪« l’ambivalence de l’entreprise publique en Algérie », RASJEP, n°1, mars 1989. BRAHIMI (Mohamed), « Quelque questions à la réforme de‬‬
‫‪l’entreprise publique », R.A.S.J.E.P., n°01, mars 1989. POYET (Michael), Le contrôle de l’entreprise publique, Essai sur le cas français,‬‬
‫‪Thèse pour obtenir le grade de docteur de l’université de SAINT-ETIENNE, Discipline ; Droit Public, Année 2001, p.9 et suiv.‬‬
‫‪ -‬و ذهب بعض الفقها ء في تحديد طبيعة اإلدارية للتصرفات المؤسسة على أساس عناصر جديدة‪ ،‬و يأخذ البعض بالمعيار الرقابة في تحديد تلك التصرفات‪ ،‬ويعطي‬
‫األستاذ "‪ "Demichel‬معيار "نفوذ اإلدارة ‪ ،"Emprise de l’administration‬و الذي يظهر في شكل تمويل األشخاص القانونية المستقلة ( ‪DEMOCHEL‬‬
‫‪،)(A.) – Le droit administratif, « essai de réflexion théorique » - L.G.D.J – 1978 – p.21, citée par Bennadji, op.cit., p.308.‬‬
‫ويرى األستاذ ‪ M. Debbash‬أن وجود عنصر مال العمومي في الهيئة ‪ ،‬تعتبر بمثابة وسيلة لتحديد التصرفات اإلدارية ( ‪DEBBASCH (C.) – « Finances‬‬
‫‪ ،)publiques et droit administratif », Mélanges TROTABAC – p. 113. citée par Bennadji, op.cit., p.308.‬ويتوصل األستاذ الدكتور "‬
‫بن ناجي شريف" عند تطرقه لمختلف اآلراء الفقهية (السابقة) إلى القول أن‪ " :‬القانون اإلداري يؤسس إذن على أنه القانون الذي يقوم بالوقاية‪ ،‬و حماية األموال‬
‫العمومية‪ ،‬و ينظم قواعدها "‪.‬‬
‫و يوجهنا األستاذ الدكتور " بوسماح " حول مسألة الطبيعة القانونية للمؤسسات االشتراكية و يقول‪ " :‬بالرغم من الطابع العمومي ألموالها‪ ،‬فإن المؤسسة االشتراكية‬
‫ال يمكن اعتبارها شخص معنوي عمومي"‪M Boussoumah évoque le problème à propos de la nature juridique des entreprises ( ،‬‬
‫‪socialistes en ces termes : Malgré le caractère public de ces fonds, l’entreprise socialiste ne peut être une personne publique.‬‬
‫‪ ،)– in- l’entreprise industrielle socialiste en Algérie, p. 588 – note. I., citée par Bennadji, op.cit., p.309.‬و يذهب القضاء الجزائري‬
‫إلى نفس االتجاه‪ ،‬أنظر أدناه‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الجزائري إلى نفس االتجاه(‪ ،)1‬و ينص المشرع صراحة على اعتبار بعض المؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية أشخاص معنوية من القانون العام(‪ ،)2‬و تغير األمر بعد صدور األمر رقم ‪ 04-02‬المؤرخ في‬
‫‪ 10‬غشت سنة ‪ ،1002‬يتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها وخوصصتها(‪ ،)3‬الذي‬
‫جعلها أشخاصا معنوية من القانون العام ‪ Droit commun‬بنص القانون‪ ،‬و تبرم الصفقة عندما تكلف‬
‫بإنجاز عملية ممولة كليا أو جزئيا‪ ،‬بمساهمة مؤقتة أو نهائية من الدولة‪.‬‬
‫و وضع المشرع إمكانية اللجوء إلى أحكام قانون الصفقات العمومية إذا كانت المؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية و المؤسسات العمومية ‪ Établissements public‬غير خاضعة له‪ ،‬على أن يخضع هذا اإلجراء‬
‫إلى اعتماد و مصادقة من طرف هيئاتها االجتماعية و مجالسها اإلدارية(‪.)4‬‬
‫كما يجوز للمصالح المتعاقدة (أصحاب المشاريع العمومية) أن تنسق إبرام صفقاتها عبر تشكيل‬
‫مجموعات طلبات ‪ Groupement de commande‬فيما بينها عن طريق اتفاقية‪ ،‬و تتكفل في هذه الحالة‬
‫واحدة منها بصفتها المصلحة المتعاقدة (صاحبة المشروع) منسقة‪ ،‬بالتوقيع على الصفقة وتبليغها‪ ،‬وتكون‬
‫كل واحدة مسؤولة عن حسن تنفيذ الجزء من الصفقة الذي يعنيها(‪.)5‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫فأ عتبرت المؤسسات العمومية االقتصادية أشخاص معنوية من قانون الخاص ( ‪C.S. ch.civ., du 18 /12/1982, Bull.des Magistrats, 1985, n°4,‬‬
‫‪p.47. Citée par TCHOUAR (Dj.) La soumission des contrats des entreprise publiques au droit privé, Revue IDARA, revue‬‬
‫‪.)semestrielle, p.152.‬‬
‫(‪ )2‬حالة شركة الوطنية لنقل بالسكك الحديدية الجزائرية‪ ،‬أنظر إلى‪:‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 752-50‬المؤرخ في أول ديسمبر سنة ‪ ،2550‬الذي يتضمن تغيير الطبيعة القانونية للشركة الوطنية بالسكك الحديدية‬
‫وقانونها األساسي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 21‬ديسمبر سنة ‪ ،2550‬العدد ‪ ،94‬ص‪.2222.‬‬
‫نصت المادة األولى من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 752-50‬أنه‪" :‬تحل الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية طبقا ألحكام المواد ‪ 4‬و من ‪ 44‬إلى ‪42‬‬
‫من القانون رقم ‪ 02-66‬المؤرخ في ‪ 21‬يناير سنة ‪ 2566‬المذكور أعاله‪ ،‬إلى مؤسسة عمومية صناعية و تجارية و ذات شخصية معنوية في‬
‫القانون العام ‪ ."... Droit public‬و السبب نصت عليه المادة األولى من دفتر الشروط االتفاقية المبرمة بين الدولة و الشركة لتسيير المرفق العام‬
‫المتمثل في مرور القطارات‪ ،‬و إما فتح المحطات أو نقاط التوقف‪ ،‬و إما استغالل خط معين‪ ،‬و إما كل التزام خاص بخدمة ينبغي أن تقدمها السكك‬
‫الحديدية للمستعملين على العموم‪( ،‬القرار المؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر سنة ‪ )2550‬بحيث تقول‪" :‬أن الشركة الوطنية بالسكك الحديدية عنصر أساسي‬
‫في منظومة النقل الوطني"‪.‬‬
‫‪ -‬و هذا يذكرنا بالصفقات‪ ،‬و االتفاقيات الشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية في الجزائر( ‪Arrêté du 14 janvier 1961 concernant les‬‬
‫‪Marchés et traités de la société nationale des chemins de fer français en Algérie, J.O.R.F du 27 janvier 1961,‬‬
‫‪ ، )p.1075.‬و تمنح االتفاقيات التي تعتبر عقود امتياز‪ ،‬و المبرمة مع الحكومة التي تعطي للشركة حقوق و امتيازات اإلدارة‪ ،‬و بالخصوص تلك‬
‫التي تتعلق بحق نزع الملكية للحصول على األراضي لبناء خطوط السكك الحديدية"‪.‬‬
‫‪« Nul chemin de fer ne peut être entrepris qu’en vertu d’un traité passé avec le gouvernement ou autorisé par lui,... traité qui‬‬
‫‪implique pour l’entrepreneur une délégation des droits et privilèges de l’administration, particulièrement en ce qui‬‬
‫‪concerne la faculté de recourir à l’expropriation pour se procurer les terrains nécessaires », DUFOUR (Gabriel), Traité‬‬
‫‪Général de Droit Administratif Appliqué, Tome Troisième, 3éme édition, Delamotte, Administrat. Du répertoire de‬‬
‫‪l’enregistrement, 1868. pp.226, 227.‬‬
‫أما الوجهة الجزائر ية تختلف فمن خالل تغيير طبيعة المؤسسة العمومية بجعلها تتمتع بشخصية معنوية من قانون العام‪ ،‬حتى تمارس حقوق‬
‫وامتيازات اإلدارة العامة"‪.‬‬
‫‪ -‬و في هذا اإلطار أنظر إلى أحكام اتفاقية بين الشركة و الدولة‪:‬‬
‫المرسوم رقم ‪ 216-66‬المؤرخ في ‪ 16‬يونيو سنة ‪ ،2566‬الذي يتضمن ال موافقة على االتفاقية الحاصلة بين الدولة و الشركة الوطنية للنقل بالسكك‬
‫الحديدية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 15‬يونيو سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،18‬ص‪.550.‬‬
‫القرار المؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر سنة ‪ ،2550‬الذي يتعلق بالموافقة على دفتر الشروط العامة الذي يحدد أعباء الخدمة العامة للشركة الوطنية للنقل‬
‫بالسكك الحديدية‪ ،‬وتبعيتها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 17‬يناير سنة ‪ ،2552‬العدد ‪ ،4‬ص‪.54.‬‬
‫(‪ )3‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 11‬غشت سنة ‪ ،1002‬العدد ‪ ،42‬ص ‪.5‬‬
‫‪ -‬و لكن عند صدور األمر رقم ‪ 04-02‬المؤرخ في ‪ 10‬غشت سنة ‪ ،1002‬الذي يتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية و تسييرها‬
‫وخوصصتها‪ ،‬نص في مادته ‪ 1‬على أنه‪" :‬المؤسسات العمومية االقتصادية هي شركات تجارية‪ ...‬و هي تخضع للقانون العام ‪،"Droit commun‬‬
‫و من خصائص المؤسسات العمومية االقتصادية خضوعها لمبدأ المتاجرة ( ‪BOUDRA (B.) « LE REGIME DE L’ENTREPRISE‬‬
‫‪ )PUBLIQUE ECONOMIQUE » RASJEP n° 02, 1993, pp.. 251 et suivant.‬فهي تخضع للقانون العام من جهة (في عالقتها‬
‫مع االدارة)‪ ،‬و من جهة أخرى تخضع للقانون الخاص (في عالقتها مع الغير)‪ ،‬فقواعد التي تحكمها مختلطة‪ .‬و في هذا المجال أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬د‪.‬محمد الص غير بعلى‪ ،‬النظام القانوني للمؤسسة العمومية االقتصادية في التشريع الجزائري‪ ،‬رسالة لنيل درجة دكتوراه الدولة في القانون‪ ،‬معهد‬
‫العلوم القانونية و اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2550 ،‬‬
‫(‪ )4‬المادة ‪ 1/1‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫(‪ )5‬المادة ‪ 25‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ، 178-20‬و يجب أن يحدد موضوع العقد‪ ،‬و المكان الذي يمكن الحصول منه على دفاتر الشروط‬
‫والبرنامج‪ ،‬أو قائمة الحاجات‪ ،‬و قائمة جماعات الطلبات العمومية‪ ،‬و تاريخ اإلعالن عن المناقصة الجماعية‪ ،‬و مدة تحضير العروض‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ثانيا‪ :‬تأهيل صاحب العمل الخاص (المترشح)‬
‫يتمتع األفراد في إطار القانون الخاص‪-‬طبقا للنص المادة ‪ 41‬من القانون المدني‪ -‬بحرية في ابرام أي‬
‫عقد‪ ،‬ويعبر عن هذه الحرية التعاقدية باألهلية العامة للتعاقد(‪ ،)1‬وبالنسبة لألشخاص المعنوية نصت المادة‬
‫‪ 90‬من القانون المدني‪ ،‬على أن األهلية في الحدود التي يعينها عقد إنشائها أو التي يقررها القانون‪ ،‬وهنا‬
‫يعني أن تكون الشركة أو المؤسسة تعمل في القطاع الخاضع لرخصة النشاط‪ ،‬ويشترط على المتعامل‬
‫المتعهد أن يتمتع بالمؤهالت والقدرات الالزمة لتنفيذ العقد‪ ،‬ويتجسد ذلك في شهادة التأهيل(‪.)2‬‬
‫و نصت المادة ‪ 79‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬أنه ال يمكن أن تخصص المصلحة المتعاقدة‬
‫الصفقة إال لمؤسسة يعتقد أنها قادرة على تنفيذها‪ ،‬كيفما كانت كيفية اإلبرام المقررة‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 7‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المتعلقة بوزارة‬
‫التجديد و األشغال العمومية لسنة ‪ 2584‬تحت عنوان "أحكام عامة" في الفقرة ‪-‬أ‪ -‬الشروط الواجب‬
‫توفرها للمشاركة بالصفقات" في الفقرة األولى (‪ )2‬أنه‪" :‬ال يعهد بتنفيذ الصفقات إال للمقاولة ذات األهلية‬
‫القضائية (القانونية) و التقنية و المالية الالزمة‪ ،‬و تتولى اإلدارة تقديرها لهذه األهليات بصفة قطعية‪ .‬وفي‬
‫فقرة ثانية تنص‪" :‬يجب على األشخاص أو الشركات ذات الوضعية القانونية أن تكون مرخصة مسبقا من‬
‫قبل اإلدارة ليتسنى لها تقديم عروضها"‪ .‬و بالتالي وضع المشرع حق رقابة صاحب المشروع العمومي‬
‫تأهيل المترشحين‪ ،‬و هذا ما سنتناوله في النقطة التالية‪.‬‬

‫أ ‪ -‬عملية رقابة المترشحين (رقابة تأهيلهم)‬


‫البد من أن تتوفر في المتعامل المؤهالت الكافية لكي يسمح له بالمشاركة‪ ،‬و نجدها في كتاب الفقيه‬
‫‪ De Laubadère‬و يسميها بمرحلة التأهيل األولي ‪L’habilitation préalable de la conclusion du‬‬
‫‪ contrat‬حيث تكون عملية إبرام الصفقة مسبوقة بتدخالت وبمجموعة من أعمال القانونية و الزمة لتكوين‬
‫الصفقة‪ ،‬و تقوم بها هيئة إدارية أخرى غير تلك التي هي مختصة بإبرام العقد(‪ ،)3‬و الذي يقع إختيار‬
‫السلطة اإلدارية على أساس مؤهالت ذلك المتعامل‪ ،‬فعبارة "تأهيل المترشحين" أي تأهيل المتعاقد‪ ،‬يجب‬
‫فهمها بمعناها القانوني العام و الواسع‪ ،‬و الذي يتضمن فكرة الترخيص المسبق ‪Autorisation Préalable‬‬
‫للتعاقد بمختلف أشكالها(‪ .)4‬و نظم المشرع تأهيل المترشحين في القسم الثاني من الباب الثالث من المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ 178-20‬في المادة ‪ 79‬منه‪ ،‬حيث تخصص المصلحة المتعاقدة (صاحبة المشروع) الصفقة‬
‫إال لمؤسسة يعتق د أنها قادرة على تنفيذها‪ ،‬و كيفما كانت كيفية اإلبرام المقررة‪.‬‬
‫و يتخذ التأهيل بالنسبة لصاحب العمل أو رجال الفن (سواء كان مهندس معماري أو مهندس أو مكتب‬
‫الدراسات أو شركة هندسة معمارية) شكل االعتماد اإللزامي(‪ )5‬حسب المادة ‪ 72‬من المرسوم الرئاسي‬

‫و تجدر اإلشارة أن مجموعات الطلبات لها خصائصها الذاتية خصوصا فيما يتعلق لدور المنسق ‪ ،Coordinateur‬الذي يقوم بفحص العروض‬
‫المقدمة‪ ،‬و كيفية تقييمها‪ .‬أنظر إلى المرجع اآلتي‪:‬‬
‫‪BRACONNIER (Stéphane), Droit des Marchés publics, imprimerie Nationale, Editions-Paris 2002, p.119.‬‬
‫(‪ )1‬قدوج حمامة‪ ،‬عملية إبرام العقود اإلدارية في نطاق صفقات المتعاقد العمومي في الجزائر‪ -‬تحليل و مقارنة‪ ،-‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪( .10.‬جاءت‬
‫المذكرة تحت هذا العنوان)‪.‬أنظر‪:‬‬
‫‪- Bergès (Nelsie), Les contrats entre les personnes publiques russes et les entreprises privées, op.cit., p.914.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫ال يكفي أن يتمتع الفرد باألهلية البرام الصفقة‪ ،‬و إنما يشترط زيادة على ذلك أن يتمتع بالمؤهالت والقدرات التقنية و المالية لتنفيذ الصفقة‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪DE LAUBADERE (A.), MODERNE (F.), DELEVOLVE (P.), op.cit., n°408, p.473.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪DE LAUBADERE (A.), MODERNE (F.), DELEVOLVE (P.), op.cit., n°408, p.473.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫ارجع إلى النصوص التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 02-54‬المؤرخ في ‪ 26‬مايو سنة ‪ ،2554‬الذي يتعلق بشروط اإلنتاج المعماري‪ ،‬و ممارسة مهنة المهندس المعماري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫بتاريخ األربعاء ‪ 19‬مايو سنة ‪ ،2554‬العدد ‪ ،71‬ص‪.4.‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 06-59‬المؤرخ في أول فبراير سنة ‪ ، 2559‬الذي يتعلق بمهنة المهندس الخبير العقاري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 28‬أبريل سنة ‪ ،2559‬العدد‬
‫‪ ،10‬ص‪.9.‬‬

‫‪26‬‬
‫رقم ‪ ،178-20‬و الذي جاء به المرسوم ‪ 249-61‬في المادة ‪ 72‬منه‪ ،‬حيث لم يحدد األمر رقم ‪50-82‬‬
‫المؤرخ في ‪ 22‬يونيو سنة ‪ 2582‬و الذي يتضمن قانون الصفقات العمومية(‪ ،)1‬االعتماد كشرط إلبرام‬
‫الصفقة‪ ،‬و لكن هذا المبدأ ليس عام(‪ .)2‬و تجدر اإلشارة إلى أن االعتماد يختلف عن التراخيص األخرى‪،‬‬
‫ويرى األستاذ "وليد العقون" في أطروحته أن االعتماد "وسيلة قانونية تقوم على أساس مبدأ رقابة الدولة‬
‫واإلدارة العامة على نشاط األفراد أو الخواص‪ ،‬و تقديم تسهيالت مالية و إعفاءات جبائية(‪ .")3‬أما‬
‫الرخصة اإلدارية ال يعطي لها القانون الجزائري مدلول واحد‪ ،‬و إنما نجدها في مختلف النصوص‬
‫القانونية(‪ .)4‬فنظام االعتماد (في الصفقات العمومية) يخص األشخاص الطبيعية الذين يمارسون اختصاص‬
‫أو عدة اختصاصات متعلقة بنشاطات الدراسات(‪ .)5‬و االعتماد يأخذ أشكال مختلفة (التسجيل في الجدول‬
‫الوطني‪ ،‬الحصول على الرخصة‪ ،)...،‬وحسب السلطة التي تمنحها أشخاص معنوية من قانون العام‬
‫(الوزارة‪ ،‬الوالية‪ )...،‬أو أشخاص معنوية من قانون الخاص (النقابات المهنية مثال)(‪.)6‬‬
‫و تقوم بعملية رقابة التأهيل –كما سبق ذكره‪ -‬هيئة أخرى‪ ،‬و تنص المادة ‪ 72‬من قانون الصفقات‬
‫العمومية لسنة ‪ 1020‬على "هيئات متخصصة"‪ ،‬دون تحديدها‪ ،‬فتختلف هذه الهيئات حسب اختصاص كل‬
‫متدخل‪ ،‬فبالنسبة للمهندس المعماري‪ ،‬يقوم بهذه الرقابة "نقابة المهندسين المعماريين"(‪ ،)7‬أما بالنسبة‬
‫للمهندس الخبير العقاري ‪ Géomètre expert‬تقوم بها هيئة المهندسين الخبراء العقاريين(‪.)8‬‬

‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 891-86‬المؤرخ في ‪ 18‬ديسمبر سنة ‪ ، 2586‬الذي يتضمن تحديد الشروط التي يمكن لألفراد أن يبرموا ضمنها مع مصالح وزارة األشغال العمومية‬
‫البناء عقودا أو صفقات تتعلق بالدراسات‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 2‬يناير سنة ‪ ،2585‬العدد ‪ ،1‬ص‪ ،)25.‬تم تعديله بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪-01‬‬
‫‪ 228‬المؤرخ في ‪ 10‬مايو سنة ‪ ،1001‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 18‬مايو سنة ‪ ،1001‬العدد ‪ ،72‬ص‪.20.‬‬
‫و بالنسبة لنشاطات‪ ،‬واختصاصات هندسة قطاع البناء (محل الدراسة) الخاضعة لالعتماد‪ ،‬أنظر إلى النصوص اآلتي ذكرها‪:‬‬
‫‪ -‬القرار المؤرخ في ‪ 22‬يوليو سنة ‪ ، 1001‬الذي يتضمن الموافقة على المدونة المتعلقة بنشاطات واختصاصات هندسة قطاع البناء الخاضعة لالعتماد‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ االثنين ‪ 9‬غشت سنة ‪ ،1001‬العدد ‪ ،94‬ص‪.17.‬‬
‫‪ -‬القرار المؤرخ في ‪ 9‬مايو سنة ‪ ،2551‬الذي يتعلق باألشخاص المؤهلين إلعداد مشاريع البناء الخاضعة لرخصة البناء‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 1‬غشت‬
‫سنة ‪ ،2551‬العدد ‪ ،95‬ص‪.2966.‬‬
‫أما النشاطات الري‪ ،‬و األشغال العمومية أرجع إلى النصوص اآلتي ذكرها‪:‬‬
‫‪ -‬القرار المؤرخ في أول يوليو سنة ‪ ،2526‬الذي يتضمن تشكيل لجنة لفحص الشهادات و الكفاءة المهنية بوزارة األشغال العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء‬
‫‪ 26‬يوليو سنة ‪ ،2526‬العدد ‪ ،15‬ص‪.887.‬‬
‫‪ -‬القرار المؤرخ في ‪ 17‬سبتمبر سنة ‪ ، 1006‬الذي يتضمن الموافقة على قائمة النشاطات المتعلقة بالدراسات والهندسة في قطاع األشغال العمومية الخاضعة‬
‫لالعتماد‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 22‬ديسمبر سنة ‪ ،1006‬العدد ‪ ،22‬ص‪.26.‬‬
‫‪ -‬القرار المؤرخ في ‪ 19‬غشت سنة ‪ ، 2528‬الذي يتضمن تأسيس القواعد المطبقة على األشخاص والهيئات التي لها عالقة بإدارة كتابة الدولة للمياه وإيضاح‬
‫اإلجراءات المتعلقة بانجاز العمليات المخططة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 22‬أبريل سنة ‪ ،2522‬العدد ‪ ،72‬ص‪ .928-929.‬الملغى بموجب القرار المؤرخ في‬
‫‪ 72‬يناير سنة ‪ ،2526‬الجريدة الرسمية بتاريخ الثالثاء ‪ 24‬فبراير سنة ‪ ،2526‬العدد ‪ ،2‬ص‪.226.‬‬
‫‪ -‬القرار المؤرخ في ‪ 11‬يناير سنة ‪ ،1006‬الذي يتضمن المصادقة على قائمة النشاطات المتعلقة بالدراسات والهندسة في قطاع الموارد المائية الخاضعة لالعتماد‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬مارس سنة ‪ ،1006‬العدد ‪ ،28‬ص‪.17.‬‬
‫أما النشاطات األخرى فنجد النص التالي‪ :‬القرار المؤرخ في ‪ 27‬أبريل سنة ‪ ،1009‬يحدد تشكيلة اللجنة القطاعية لتأهيل المهندس المعماري المتخصص في المعالم‬
‫و المواقع المحمية و سيرها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 29‬يونيو سنة ‪ ،1009‬العدد ‪ ،41‬ص‪.77.‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 12‬يونيو سنة ‪ ،2582‬العدد ‪ ،91‬ص‪.226.‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 20‬من األمر رقم ‪ 50-82‬في شطرها األول أنه‪" :‬يجب على المترشح أن يودع تأييدا لعرضه ما يلي‪ :‬المعلومات أو الوثائق المتعلقة بوسائله‬
‫التقنية‪ ،‬وبمستنداته‪ ،‬وبتفويضات الشخص المؤهل‪."...‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بحيث هناك فئة من رجال الفن يخضعون لنظام التأهيل مثل "المهندس المعماري للمعالم و المواقع األثرية"‪ ،‬الذي يخضع إلى إلزامية الحصول على شهادة تأهيل المهندس المعماري‬
‫للمعالم و المواقع‪ ،‬و تمنحها اللجنة القطاعية لتأهيل المهندس المعماري المتخصص في المعالم و المواقع المحمية‪ ،‬إذ تسلم اللجنة القطاعية للمهندسين المعماريين المتخصصين المؤهلين‬
‫"شهادة تأهيل المهندس المعماري للمعالم و المواقع"‪ ،‬التي يوقعها الوزير المكلف بالثقافة‪ .‬أنظر إلى النص اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬القرار المؤرخ في ‪ 27‬أبريل سنة ‪ ، 1009‬الذي يحدد تشكيلة اللجنة القطاعية لتأهيل المهندس المعماري المتخصص في المعالم والمواقع المحمية وسيرها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫األربعاء ‪ 29‬يونيو سنة ‪ ،1009‬العدد ‪ ،41‬ص‪.77.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪LAGGOUNE (Walid.), Le contrôle de l’état sur les entreprises privées industrielles en Algérie : GENESE ET‬‬
‫‪MUTATION, thèse doctorat en droit, Alger, 1994, p.391 et suivant‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫جوادي نبيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.72-14.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪BANQUE MONDIALE, Rapport Analytique sur la passation des marchés en Algérie, Volume II, n° 29765, juin 2003.n°56, p.12.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪TAIB (Essaid), Le Partenariat Public-Privée en Algérie en matière d’exécution du service public, Revus algérienne des sciences juridique,‬‬
‫‪économique et politique, n°3, 2007. p292Voir aussi ; De Laubadère (A.), Traité Élémentaire de droit Administratif, Paris, Librairie générale‬‬
‫‪de droit et de jurisprudence, paris, 1953. n°1228, p.647. LIET-VEAUX (Georges), Droit de la construction, 5e édition, Librairie Technique,‬‬
‫‪édition Celse, 1978, p.121. Allard (Denis) (sou.dir.) et Rials (Stéphane), Dictionnaire de la culture juridique, Quadrige/LAMY-PUF, 2003,‬‬
‫‪p.1124, col.1.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪BOUAICHE (Mohamed), Le Statut de l’Architecte en Droit Algérien, Revue IDARA, revue semestrielle, Vol.10, n°1,‬‬
‫‪2000, p.199.‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫المادة ‪ 21‬و‪ 27‬من األمر رقم ‪ 06-59‬المؤرخ في أول فبراير سنة ‪ ، 2559‬الذي يتعلق بمهنة المهندس الخبير العقاري‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 28‬أبريل سنة ‪ ،2559‬العدد‬
‫‪ ،10‬ص‪.).9.‬‬

‫‪27‬‬
‫أما بالنسبة للمهندسين ‪ Ingénieurs‬و مكاتب الدراسات التقنية تقوم المديرية الفرعية لتثمين المهن‬
‫و الحرف التابعة لمديرية تثمين الموارد البشرية و التكوين و المهن و الحرف‪ ،‬بتولي أمانة اللجنة الوزارية‬
‫المشتركة المكلفة باعتماد مكاتب الدراسات و مؤسسات االنجاز‪( ،‬المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪-06‬‬
‫‪ 250‬المؤرخ في أول يوليو سنة ‪ ،1006‬الذي يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في وزارة السكن‬
‫والعمران(‪ ،))1‬ويثبت التأهيل بالنسبة لرجال الفن بتقديم الشهادة أو الشهادات الجامعية الالزمة‪ ،‬السيما‬
‫شهادة مهندس دولة في إحدى التخصصات المنصوص عليها في مدونة النشاطات وإختصاصات البناء‪،‬‬
‫وب صفة عامة كل شهادة جامعية أخرى ذات عالقة بالنشاط المراد الممارسة فيه أو االختصاص المطلوب‪،‬‬
‫فتختص لجنة فحص الشهادات لدى وزارة السكن بالنسبة لدراسات في ميدان البناء‪ ،‬و حدد القرار المؤرخ‬
‫في أول يوليو سنة ‪ 2526‬تشكيلة لجنة لفحص الشهادات و الكفاءة المهنية بوزارة األشغال العمومية(‪.)2‬‬
‫و كان يخضع تأهيل المؤسسات(‪ )3‬ألحكام المرسوم رقم ‪ 62-82‬المؤرخ في ‪ 22‬مايو سنة ‪،2582‬‬
‫تحدد بموجبه الشروط التي يمكن بمقتضاها لمقاوالت األشغال العمومية و البناء إبرام صفقات مع مصالح‬
‫وزارة األشغال العمومية و البناء(‪ ،)4‬أما بالنسبة لرجال الفن‪-‬أصحاب العمل‪ -‬بموجب المرسوم رقم ‪-86‬‬
‫‪ 891‬المؤرخ في ‪ 18‬ديسمبر سنة ‪ 2586‬الذي يتضمن تحديد الشروط التي يمكن لألفراد أن يبرموا‬
‫ضمنها مع مصالح وزارة األشغال العمومية و البناء عقودا أو صفقات تتعلق بالدراسات(‪ ،)5‬المعدل‬
‫والمتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 228-01‬المؤرخ في ‪ 10‬مايو سنة ‪ ،)6(1001‬ونالحظ أن المشرع‬
‫وضع ألول مرة من بين تأشيرات المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المرسوم رقم ‪ 891-86‬السابق الذكر‪،‬‬
‫و رقابة التأهيل منظمة في ثالث وزارات فيما يخص اختصاص المهندس و مكاتب الدراسات‪ ،‬أما‬
‫المهندس المعماري و مهندس الخبير العقاري يخضعان لنظام خاص‪ ،‬و تم تمديد التأهيل إلى نشاط‬
‫الدراسات المتعلقة بالري في المرحلة االنتقالية(‪ ،)7‬بإصدار القرار المؤرخ في ‪ 19‬غشت سنة ‪ 2528‬الذي‬
‫يتضمن تأسيس القواعد المطبقة على األشخاص‪ ،‬و الهيئات التي لها عالقة بإدارة كتابة الدولة للمياه‪،‬‬
‫وإيضاح اإلجراءات المتعلقة بانجاز العمليات المخططة(‪ ،)8‬حيث كان التأهيل يقتصر فقط على ميدان‬
‫البناء واألشغال العمومية(‪.)9‬‬

‫(‪ )1‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 8‬يوليو سنة ‪ ،1006‬العدد ‪ ،72‬ص‪.10.‬‬


‫و ينص المرسوم رقم ‪ 212-26‬المؤرخ في ‪ 12‬مايو سنة ‪ ،2526‬الذي يتضمن تحديد صالحيات وزير السكن و البناء‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫الثالثاء ‪ 70‬مايو سنة ‪ ،2526‬العدد ‪ ،11‬ص‪ ).458.‬في المادة ‪ 8‬شطر الرابع أنه‪" :‬يقوم وزير السكن و البناء قصد انجاز المهام التي أسندت إليه‬
‫بمنح االعتماد لمكاتب الدراسات الخاصة و مؤسسات االنجاز الخاصة‪ ،‬التابعة لهذا القطاع"‪.‬‬
‫(‪ )2‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 26‬يوليو سنة ‪ ،2526‬العدد ‪ ،15‬ص‪.887.‬‬
‫و في فرنسا تمنح هيئات خاصة ‪(organisme professionnel de qualification de l’ingénierie des Bâtiment et des OPQIBI‬‬
‫)‪ infrastructures‬شهادة التأهيل‪ ،‬و هي بمثابة عالمة تدل على جودة أعمال مؤسسات الهندسة‪ ،‬و يأخذ بها أصحاب المشاريع عند االختيار المتعاملين‪ ،‬و مثال‬
‫تأهيل مكاتب الدراسات في مجال مهمة مساعدة صاحب المشروع‪ .‬أنظر إلى المرجع اآلتي‪:‬‬
‫‪Syntec-ingénierie (Fédération des professionnels de l’ingénierie) Missions d’assistance à la maîtrise d’ouvrage, guide‬‬
‫‪d’application, édition octobre 2005.n°7, p.46.‬‬
‫(‪ )3‬و يجب عدم الخلط بين تأهيل المؤسسات في الصفقات العمومية "‪،"Qualification des entreprises dans les marchés publics‬‬
‫وتأهيل المؤسسات الصغرى و المتوسطة "‪."La mise a niveau des PME‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة ‪ 25‬مايو سنة ‪ ،2582‬العدد ‪ ،42‬ص‪ .982.‬أنظر كذلك ‪ :‬القرار المؤرخ في أول أبريل سنة ‪ ،2586‬الذي يتضمن تطبيق‬
‫المرسوم رقم ‪ ،62-82‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة ‪ 2‬يونيو سنة ‪ ،2586‬العدد ‪ ،48‬ص‪.2229.‬‬
‫(‪ )5‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 2‬يناير سنة ‪ ،2585‬العدد ‪ ،1‬ص‪.25.‬‬
‫(‪ )6‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 18‬مايو سنة ‪ ،1001‬العدد ‪ ،72‬ص‪.20.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.2, p.453.‬‬
‫(‪ )8‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 22‬أبريل سنة ‪ ،2522‬العدد ‪ ،72‬ص‪.929.‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪« Les insuffisances ainsi révélées feront précisément l’objet d’une tentative de dépassement dans le cadre de la période‬‬
‫‪transitoire à la faveur de l’édiction de la décision du premier ministère pourtant création d’une commission interministérielle‬‬
‫‪relative à l’apport extérieur pour la réalisation de programmes du bâtiment et des travaux publics (B.T.P), décision annexée à‬‬
‫‪la circulaire n°195/CAB/PM du 13 avril 1980 même si elle ne semble conserves qu’un domaine particulier, celui du B.T.P,‬‬
‫‪Cette décision participe d’un train de mesures qui aux termes du circulaire n° 193/CAB/PM devaient être « progressivement‬‬
‫‪étendues aux autres secteurs de l’activité nationale, en tenant compte de leurs caractéristiques » », Bennadji (Ch.), op.cit.,‬‬
‫‪T.2, p.461.‬‬

‫‪28‬‬
‫و كان يخص هذا التأهيل أيضا المؤسسات أو األشخاص الطبيعية الخاصة الجزائرية‪ ،‬و المقيمة في‬
‫الجزائر(‪ ،)1‬وهذه الواقعة أشار إليها األستاذ "بن ناجي" عند تطرقه إلى الشروط العامة الختيار المتعهدين‪،‬‬
‫حيث يلفت انتباهنا إلى المنشور الصادر عن وزير التجارة بشأن رقابة تأهيل المتعهدين األجانب‪ ،‬المنشور‬
‫رقم ‪ n° 02/DGCI/DUP‬بتاريخ ‪ 4‬مايو ‪ 2562‬و المتمم بالمنشور رقم ‪ 12‬مكرر بتاريخ ‪ 26‬يناير‬
‫‪ ،2562‬حيث شملت هذه الرقابة المؤسسات األجنبية‪ ،‬و يستثنى من ذلك متعهدي المؤسسات الوطنية‬
‫أوالمحلية أو ديوان أو الهيئة التابعة للقطاع العمومي(‪ ،)2‬و تشمل هذه الرقابة كذلك المؤسسات الوطنية‬
‫الخاصة(‪ ،)3‬فال تحضى المؤسسات الخاصة الوطنية بحماية كافية إزاء المؤسسات األجنبية(‪.)4‬‬
‫و تم القضاء على التمييز الموجود في النصوص التنظيمية بإصدار المرسوم التنفيذي رقم ‪165-57‬‬
‫المؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر سنة ‪ ،2557‬الذي يوجب على جميع المؤسسات التي تعمل في إطار إنجاز‬
‫الصفقات العمومية في ميدان البناء و األشغال العمومية و الري‪ ،‬أن تكون لها شهادة التخصص والتصنيف‬
‫المهنيين(‪ ،)5‬المعدل و المتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 224-09‬المؤرخ في ‪ 2‬أبريل سنة ‪،)6(1009‬‬
‫الذي ألغى من خالله المرسوم رقم ‪ 279-67‬المؤرخ في ‪ 25‬فبراير سنة ‪ 2567‬الذي يوجب على‬
‫المؤسسات الوطنية(‪ )7‬العامة والخاصة‪ ،‬التي تعمل في ميدان البناء و األشغال العمومية والري‪ ،‬أو تكون‬
‫لها شهادة التخصص و التصنيف المهنيين(‪ ،)8‬أما فيما يخص رجال الفن فإن المرسوم رقم ‪891-86‬‬
‫المؤرخ في ‪ 18‬ديسمبر سنة ‪ ،2586‬الذي يتضمن تحديد الشروط التي يمكن لألفراد أن يبرموا ضمنها مع‬
‫مصالح وزارة األشغال العمومية البناء عقودا أو صفقات تتعلق بالدراسات(‪ ،)9‬لم ينص على إمكانية تقديم‬
‫األجانب طلبات االعتماد‪.‬‬
‫أما المهندس المعماري‪ ،‬فإن المادة ‪ 22‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 02-54‬المؤرخ في ‪ 26‬مايو سنة‬
‫‪ ،2554‬يتعلق بشروط اإلنتاج المعماري و ممارسة مهنة المهندس المعماري(‪ ،)10‬في الفقرة الرابعة تنص‬
‫على أن التسجيل بالنسبة لألشخاص ذو الجنسية األجنبية يكون مؤقتا و يمكن إلغاؤه‪ ،‬و بالنسبة لمهندس‬
‫الخبير العقاري فإن المادة ‪ 7‬من األمر رقم ‪ 06-59‬المؤرخ في أول فبراير سنة ‪ ،2559‬تنص على أنه‬
‫تخضع ممارسة مهنة مهندس خبير عقاري لشرط الجنسية الجزائرية‪.‬‬
‫و يرتبط االعتماد اإللزامي مثله مثل تأهيل المؤسسات بفكرة الضمانات التقنية و المالية (طبقا للمادة‬
‫‪ 98‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،)178-20‬و يعد معيار جوهري في اختيار مكاتب الدراسات‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.2, p. 461.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.2, p.506.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.2, p.507.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.2, p.408.‬‬
‫حيث كانت المؤسسات األجنبية تتمتع بالقدرات‪ ،‬و اإلمكانيات المالي ة‪ ،‬و التقنية‪ ،‬ال تتوفر في المؤسسات الجزائرية الخاصة‪2‬‬
‫(‪ )5‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء أول ديسمبر سنة ‪ ،2557‬العدد ‪ ،25‬ص‪.21.‬‬
‫(‪ )6‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 20‬أبريل سنة ‪ ،1009‬العدد ‪ ،18‬ص‪.4.‬‬
‫و أحصت وزارة السكن و العمران ‪ 18‬ألف مؤسسة‪ 28 ،‬ألف منها مصنفة في المستوى ‪ ،2‬و التي ال يمكنها القيام بأعمال كبيرة‪( ،‬المجلس الشعبي‬
‫الوطني‪ ،‬الفترة التشريعية السادسة‪-‬الدورة العادية الثانية‪ ،‬الجلسة العلنية المنعقدة يوم االثنين ‪ 20‬أبريل سنة ‪ ،1006‬السنة األولى رقم ‪ ،82‬الجريدة‬
‫الرسمية للمناقشات‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 70‬أبريل سنة ‪ 1006‬م‪.‬ص‪.)14.‬‬
‫(‪ )7‬فمن خالل عنوان المرسوم لسنة ‪ 2567‬فإن تمييز واضح إذ يجعل المشرع مبدأ تطبيق المرسوم على المؤسسات الوطنية دون األجنبية‪.‬‬
‫(‪ )8‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 11‬فبراير سنة ‪ ،2567‬العدد ‪ ،6‬ص‪.974.‬‬
‫(‪ )9‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 2‬يناير سنة ‪ ،2585‬العدد ‪ ،1‬ص‪ .25.‬فيما يخص شروط الحصول على االعتماد‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪- Guide destiné à l’ingénieur, Ministère de l’Habitat et de l’urbanisme, sans année.‬‬
‫(‪ )10‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 19‬مايو سنة ‪ ،2554‬العدد ‪ ،71‬ص‪ .4.‬أنظر القانون رقم ‪ 08-04‬المؤرخ في ‪ 24‬غشت ‪ ،1004‬ج‪2‬ر‪،2‬‬
‫بتاريخ األحد ‪ 29‬غشت ‪ ،1004‬ع‪ ،92 2‬ص‪.8.‬‬

‫‪29‬‬
‫ب ‪ -‬معايير التأهيل المترشحين‪-‬أصحاب العمل ‪-Maîtres d’œuvre‬‬
‫التأهيل أو التخصص ‪ Qualification‬يحدد مدى قدرة المؤسسة على القيام بوسائلها الخاصة البشرية‬
‫والمادية والتقنية(‪ ،)1‬بانجاز األشغال حسب نوعها و درجة تعقدها المقصودين(‪.)2‬‬
‫فإذا كانت معايير منح شهادة التأهيل(‪ )3‬بالنسبة لمؤسسات األشغال‪ ،‬العاملة في ميدان البناء واألشغال‬
‫العمومية و الري على أساس تصنيف المؤسسة ‪ ،Classification de l’entreprise‬و الذي يحدد أي‬
‫التصنيف أهمية المؤسسة أو مجموعة المؤسسات‪ ،‬و مدى قدرتها على إنجاز األشغال ذات الحجم‬
‫المعين(‪ ،)4‬بحيث تصنف على أساس المعايير المحددة المنصوص عليها في المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 165-57‬المؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر سنة ‪ 2557‬المعدل و المتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪-09‬‬
‫‪ 224‬المؤرخ في ‪ 2‬أبريل سنة ‪ ،1009‬فإن معايير التصنيف هي كاألتي‪:‬‬
‫‪ -‬العدد اإلجمالي لعمال المؤسسة أو مجموعة المؤسسات المحسوب للسنة األخيرة‪ ،‬و المصرح به‬
‫لصندوق الضمان االجتماعي‪ ،‬و الذي يظهر فيه عدد عمال التأطير التقني المتكون من إطارات‬
‫جامعية و أعوان التحكم(‪ )5‬ذوي االختصاص المتصل بنشاطات البناء و األشغال العمومية‬
‫والري‪ .‬يجب أن يمثل هذا التأطير المصرح به سنة على األقل لدى صندوق الضمان االجتماعي‬
‫ما بين ‪ 20‬و ‪ %10‬من العدد اإلجمالي للعمال‪،‬‬
‫‪ -‬قيمة وسائل التدخل المادية الخاصة بالمؤسسة أو مجموعة المؤسسات‪،‬‬
‫‪ -‬رأسمال المؤسسة أو مجموعة المؤسسات‪،‬‬
‫‪ -‬رقم األعمال المحقق في قطاع السكن و األشغال العمومية و الري‪ ،‬كما هو مبين في الحصيلة‬
‫الجبائية و مستخرج جدول ضرائب لسنوات الثالث المحاسبية األخيرة‪،‬‬
‫‪ -‬الشهادات اإلدارية التي يسلمها صاحب أو أصاحب المشاريع‪ ،‬و التي يثبت فيها أهمية األشغال‬
‫التي تنجزها المؤسسة أو مجموعة المؤسسات‪ ،‬و تكاليفها‪ ،‬و نوعيتها التقنية‪ ،‬و كذا احترام آجال‬
‫اإلنجاز المحددة في العقد‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 7‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المتعلقة بوزارة التجديد و األشغال العمومية لسنة ‪ 2584‬في فقرتها الثانية‬
‫تحت عنوان "ب‪ -‬طلب القبول بالمشاركة ووثائق الثبوت الواجب تقديمها"‪:‬‬
‫‪-2‬يجب على كل مترشح أن يقدم ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تصريحا يعبر فيه عن رغبته بالمشاركة مع بيان اسمه و لقبه صفته و محل إقامته و فيما إذا كانت مشاركته مطلوبة السم شركة ما فيبين اسمها التجاري وعنوان‬
‫مركزها الرئيسي و الصفة التي يعمل بها و السلطات المخولة له‪.‬‬
‫ب ‪ -‬بيانا يذكر فيه وسائله التقنية (تراجع المادة ‪ 2‬من المرسوم رقم ‪ 958-94‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو سنة ‪ )2594‬و مكان و تاريخ و نوع وأهمية األشغال التي قام‬
‫بتنفيذها أو ساهم في انجازها و المهمة التي كان يقوم بها في كل من المقاوالت التي تعاون معها وكذلك األسماء والصفات و محالت إقامة رجال المهنة التي نفذت‬
‫األشغال بإدارتهم‪ ،‬وترفق الشهادات المسلمة من هؤالء األخيرين بالبيان‪ ،‬ويجوز أن تعوض هذه الشهادات بشهادات "تسلمها منظمة مختصة بالصفة المهنية مقبولة‬
‫من اإلدارة"‪.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫المادة ‪ 1‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 165-57‬المؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر سنة ‪،2557‬الذي يوجب على جميع المؤسسات التي تعمل في إطار انجاز الصفقات العمومية‬
‫في ميدان البناء و األشغال العمومية و الري أن تكون لها شهادة التخصص و التصنيف المهنيين‪ ،‬المعدل و المتم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 224-09‬المؤرخ في‬
‫‪ 2‬أبريل سنة ‪.1009‬‬
‫‪- Instruction interministérielle n°013 ME/DG du 26 juin 1994, Dossier relatif à la demande du certificat de qualification et classification‬‬
‫‪professionnelles, p.185.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن هناك خلط في المصطلحات بحيث يستعمل قانون الصفقات العمومية اصطالح التأهيل بمعنى ‪ Qualification‬الوارد في القسم الثاني من‬
‫الباب الثالث لمرسوم الرئاسي رقم ‪( 178-20‬المواد ‪ 79‬إلى ‪ 72‬منه)‪ ،‬أما المراسيم ‪ 2567‬و ‪ 2557‬و ‪ 1009‬السابقة الذكر و المتعلقة بإلزامية على جميع‬
‫المؤسسات التي تعمل في إطار انجاز الصفقات العمومية في ميدان البناء و األشغال العمو مية والري أن تكون لها شهادة التخصص و التصنيف المهنيين‪ ،‬تستعمل‬
‫كلمة "التخصص" و يقابلها المصطلح ‪ ،Qualification‬فالمعنى الصحيح أو مقابل الصحيح لكلمة التخصص هي ‪ ،Spécialisation‬و لكن المراد من كل منهما‬
‫جدارة و كفاءة المتعامل فإذا كان المتعامل غير متخصص كيف يكون إذن مؤهل‪.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫المادة ‪ 1‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 165-57‬المؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر سنة ‪ ،2557‬الذي يوجب على جميع المؤسسات التي تعمل في إطار انجاز الصفقات‬
‫العمومية في ميدان البناء و األشغال العمومية و الري أن تكون لها شهادة التخصص و التصنيف المهنيين (الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء أول ديسمبر سنة‬
‫‪ ،2557‬العدد ‪ ،25‬ص‪ ،)21.‬المعدل و المتم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 224-09‬المؤرخ في ‪ 2‬أبريل سنة ‪( 1009‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 20‬أبريل‬
‫سنة ‪ ،1009‬العدد ‪ ،18‬ص‪.)4.‬أنظر كذلك‪ :‬القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 7‬ديسمبر سنة ‪ ،1009‬الذي يحدد كيفيات التصنيف المهني للمؤسسات أو مجموعات المؤسسات‬
‫التي تعمل في إطار البناء و األشغال العمومية والري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أبريل سنة ‪ ،1008‬العدد ‪ ،12‬ص‪.16.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫و عبارة أعوان التحكم ‪ agents de Maîtrise‬يقصد بهم المهندسين في الهندسة التقنية (هندسة مدنية‪ ،‬طبوغرافية‪ ،‬هندسة الري‪ ،)..،‬والتقنيين‪ ،‬و المهندسين‬
‫المعماريين‪ .‬بالنسبة للتقنيين أنظر‪:‬‬
‫‪- C.G.P.C., Émile HARO, Evolution du corps des techniciens supérieurs de l’équipement, Rapport n° 004563-01, février 2007.‬‬

‫‪30‬‬
‫أما تصنيف المؤسسات أو مجموعة المؤسسات المنشأة حديثا‪ ،‬يتم على أساس المعيارين اآلتيين‪:‬‬
‫‪ -‬عدد العمال المصرح به للصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية‪ ،‬الذي يضم تأطيرا تقنيا‪ ،‬ما بين‬
‫‪ 20‬و ‪ %10‬من العدد اإلجمالي للعمال‪،‬‬
‫‪ -‬قيمة وسائل التدخل المادية التي تملكها المؤسسة أو القابلة للرصد‪.‬‬
‫بالنسبة ألصحاب العمل ‪ Maîtres d’œuvre‬فإن معيار االختيار طبقا لنص المادة ‪ 98‬في فقرتها‬
‫الخامسة (‪ )9‬هو الطابع التقني لالقتراحات‪ ،‬بحيث نص صراحة على أن‪" :‬اختيار مكاتب الدراسات‪ ،‬بعد‬
‫المنافسة الذي يجب أن يستند أساسا إلى الطابع التقني لالقتراحات"‪ ،‬و التأهيل يعد من العناصر المكونة‬
‫للعرض التقني‪ ،‬أما المعايير المعتمد عليها بالنسبة ألصحاب العمل(‪-)1‬رجال الفن‪ -‬هي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬الشهادات الجامعية في تخصص أو التخصصات محل اعتبار في الصفقة‪ ،‬و يمنح على أساسها‬
‫االعتماد في مجال‪ ،‬أو المجاالت التي تسمح به مؤهالته‪.‬‬
‫‪ -‬الشهادات اإلدارية التي يسلمها صاحب أو أصاحب المشاريع‪ ،‬و التي يثبت فيها أهمية الدراسات‬
‫التي أنجزها صاحب العمل‪ ،‬و تكاليفها‪ ،‬و نوعيتها الفنية‪ ،‬و التقنية‪ ،‬و كذا احترام آجال االنجاز‬
‫المحددة في الصفقة‪.‬‬
‫نصت المادة ‪ 76‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬على أنه تستعلم المصلحة المتعاقدة‪ ،‬أثناء‬
‫تقييم العروض التقنية‪ ،‬عن قدرات المتعهدين و مواصفاتهم المرجعية‪ ،‬حتى يكون اختيارها لهم اختيارا‬
‫سديدا‪ ،‬مستعملة في ذلك كل وسيلة قانونية‪ ،‬والسيما لدى مصالح متعاقدة أخرى‪ ،‬و إدارات و هيئات مكلفة‬
‫بمهمة المرفق العمومي‪ ،‬ولدى البنوك و الممثليات الجزائرية في الخارج‪.‬‬
‫و هناك مكاتب دراسات عمومية‪ ،‬ال تتوفر في األشخاص العاملين فيها شرط االعتماد‪ ،‬فال يزال‬
‫التمييز قائم بين مقاوالت الدراسات التابعة للقطاع العمومي والقطاع الخاص‪ ،‬و بين الوطني و األجنبي‪.‬‬
‫و هذه الرقابة تمتد إلى الحياة اليومية للمتعامل‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 40‬من قانون الصفقات العمومية‬
‫على مسك بطاقة(‪ )2‬وطنية للمتعاملين‪ ،‬و بطاقيات قطاعية‪ ،‬و بطاقية على مستوى كل مصلحة متعاقدة‬
‫وتحين بانتظام‪ ،‬فبالنسبة لرجال الفن(أصحاب العمل) المتعاملين مع صاحب المشروع العمومي‪ ،‬فإن مسك‬
‫البطاقية الوطنية لمكاتب دراسات الهندسة المعمارية‪ ،‬نصت عليها المادة ‪ 7‬في الشطر المتعلق بصالحيات‬
‫مديرية الهندسة المعمارية التابعة للمديرية العامة للعمران و الهندسة المعمارية(‪ )3‬من المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 250-06‬المؤرخ في أول يوليو سنة ‪ ،1006‬الذي يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في وزارة السكن‬
‫والعمران(‪ .)4‬و تعد شهادة االعتماد من الوثائق األساسية في العرض التقني لصاحب العمل أثناء الترشح‪،‬‬
‫و بمناسبة طرح صاحب المشروع العمومي الطلبية للمنافسة ففي هذا المجال‪ ،‬يلجأ هذا األخير إلى‬
‫إجراءات اإلبرام المنصوص عليها في قانون الصفقات العمومية‪ ،‬و نتناول مباشرة هذه اإلجراءات في‬
‫المطلب الثاني‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪COUDURIER (Elisabeth) TAPIE (Guy), « Les Professions de la maîtrise d’œuvre », La documentation française‬‬
‫‪2003.voir aussi ; GARCIA (Jean-Paul) et GRAND (Philippe), « De la maîtrise d’œuvre en France, constats et perspectives »,‬‬
‫‪Rapport n°2002-0110-01, Avril 2003, p.11 et suiv. Rapport d’information, Fait au nom de la commission des affaires‬‬
‫‪culturelles (1) sur les métiers de l’architecture, Fait par Yves DAUGE (Sénateur) Sénat n°64, session ordinaire de 2004-‬‬
‫‪2005, p.9 et suiv.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Sabri (Mouloud), Droit des Marchés publics en Algérie ; Réalité et Perspectives, op.cit., p.17.‬‬
‫كما يجوز لصاحب المشروع العمومي‪ ،‬في إطار المناقصات الدولية‪ ،‬أن يلجأ إلى البطاقية في قاعدة البينات لبنك العالمي‪ ،‬الذي يتضمن ضمن موقعه االلكتروني‬
‫قائمة محينة للمتعاملين الذين أخلوا التزاماتهم‪ ،‬و مرتكبي المخ الفات في أية دولة من الدول األعضاء في البنك العالمي‪.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 8‬يوليو سنة ‪ ،1006‬العدد ‪ ،72‬ص‪.19.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 8‬يوليو سنة ‪ ،1006‬العدد ‪ ،72‬ص‪.10.‬‬

‫‪31‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات إبرام صفقة إدارة المشروع في إطار قانون الصفقات العمومية‬

‫نظم المشرع الجزائري "عملية إبرام الصفقات العمومية" في المرسوم الرئاسي رقم ‪178-20‬‬
‫المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية(‪ ،)1‬في الباب الثالث تحت عنوان‬
‫"إجراءات اختيار المتعامل المتعاقد" و قسم هذا األخير إلى عدة أقسام‪ :‬قسم األول خصصه لـ"كيفيات‬
‫إبرام الصفقات العمومية"‪ ،‬و القسم الثاني يتعلق بـ"تأهيل المترشحين" أما القسم الثالث يتعلق بـ"إجراءات‬
‫إبرام الصفقات"‪ ،‬و في القسم الرابع معنون بـ‪ :‬حاالت اإلقصاء من المشاركة في الصفقات العمومية‬
‫(المادة ‪ ،)91‬و أخيرا القسم الخامس جاء تحت عنوان "اختيار المتعامل المتعاقد"‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أ ما مفهوم اإلبرام يعني أساسا مجموعة من اإلجراءات و الشكليات التي تساهم في تكوين العقد ‪.‬‬
‫والمالحظ أن المشرع فيما يخص إجراءات اإلبرام خصص قسمين‪ ،‬في القسم األول جاء تحت عنوان‬
‫"كيفيات إبرام الصفقات العمومية" و تضمن تسعة مواد (من المادة ‪ 19‬إلى المادة ‪ ،)74‬و نجد أنها‬
‫تستعمل تقريبا كلها كلمة " إجراء" و التي تقابلها في النصوص (المواد) المنشورة باللغة الفرنسية كلمة‬
‫"‪ ."Procédure‬أما القسم الثالث المخصص "إلجراءات إبرام الصفقات" و التي تتضمن عشرة مواد (من‬
‫المادة ‪ 42‬إلى ‪ )92‬و خصوصا المادة ‪ 42‬التي تستعمل كلمة "كيفية" وتقابلها باللغة الفرنسية كلمة‬
‫"‪ "Mode‬بنصها " يحدد البحث عن الشروط المالئمة أكثر لتحقيق األهداف المسطرة للمصلحة المتعاقدة في‬
‫إطار مهمتها‪ ،‬اختيار كيفية إبرام الصفقات"‪ ،‬و سنتناول إجراءات اإلبرام المنصوص عليها في قانون‬
‫الصفقات العمومية الجزائري التي يمكن إبرام من خاللها صفقة إدارة المشروع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إجراء المناقصة(‪ )3‬كقاعدة عامة في إبرام صفقة إدارة المشروع‬
‫نصت المادة ‪ 19‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬على أنه تبرم الصفقات العمومية وفقا‬
‫إلجراء المناقصة الذي يشكل القاعدة العامة‪ ،‬أو وفق إجراء التراضي‪.‬‬
‫و المناقصة هي إجراء يستهدف الحصول على عروض من عدة متعهدين متنافسين‪ ،‬مع تخصيص‬
‫الصفقة للعارض الذي يقدم أفضل عرض(‪ .)4‬و يمكن أن تكون المناقصة وطنية و‪/‬أو دولية‪ ،‬و يمكن أن‬
‫تتم حسب األشكال اآلتية(‪:)5‬‬
‫‪ -‬المناقصة المفتوحة‪،‬‬
‫‪ -‬المناقصة المحدودة‪،‬‬
‫‪ -‬االستشارة االنتقائية‪،‬‬
‫‪ -‬المزايدة‪،‬‬
‫‪ -‬المسابقة‪.‬‬
‫المناقصة المفتوحة ‪ Appel d’offre ouvert‬هي إجراء يمكن من خالله ألي مترشح مؤهل أن يقدم‬
‫تعهدا(‪.)6‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ الخميس ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Bennadji (Ch2), L’évolution de la Réglementation Des Marchés Publics en Algérie,Thèse en vue de l’obtention du doctorat d’état en Droit,‬‬
‫‪institut de Droit des sciences politiques et administratives,université d’Alger,Année1991,Tome1, p.245, « La notion de passation…Celle-‬‬
‫‪ci s’analyse principalement en un ensemble de procédures et de formalités participant de la formation du contrat ».‬‬
‫(‪ )3‬و يستعمل المشرع اصطالح "المناقصة"‪ ،‬و يقصد هنا "‪ ،"Appel d’offres‬و هذه األخيرة تعني في قانون الصفقات العمومية لسنة ‪" 2582‬طلب العروض" وهو‬
‫الصحيح‪ ،‬و المناقصة تعني في األصل "‪– "Adjudication‬كما سوف نرى‪ -‬مما البد من اصالح الخطأ‪ ،‬و تدقيق في المصطلحات المستعلمة‪ .‬أنظر الصفحة رقم ‪78‬‬
‫إلى ‪ 76‬و الصفحة رقم ‪ 97‬من هذا البحث‪.‬‬
‫(‪ )4‬المادة ‪ 18‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪ )5‬المادة ‪ 16‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪ )6‬المادة ‪ 15‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬

‫‪32‬‬
‫المناقصة المحدودة ‪ Appel d’offre restreint‬هي إجراء ال يسمح فيه بتقديم تعهد إال للمترشحين‬
‫الذين تتوفر فيهم بعض الشروط الدنيا المؤهلة التي تحددها المصلحة المتعاقدة مسبقا(‪.)1‬‬
‫اإلنتقاء األولي و االستشارة االنتقائية ‪Présélection et consultation sélective‬‬
‫و ينفذ صاحب المشروع االنتقاء األولي(‪)2‬إلختيار المرشحين إلجراء المنافسة عندما يتعلق األمر‬
‫بعمليات معقدة و‪/‬أو ذات أهمية خاصة (طبقا للمادة ‪ 1/72‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.)178-20‬‬
‫أما االستشارة االنتقائية هي إجراء يكون المرشحون المرخص لهم بتقديم عرض فيه هم المدعوون‬
‫خصيصا لقيام بذلك بعد انتقاء أولي(‪ ،)3‬و حسب الفقرة الثالثة من نص المادة ‪ 72‬من قانون الصفقات‬
‫العمومية لسنة ‪ 1020‬يجري اللجوء إلى االستشارة االنتقائية على أساس‪:‬‬
‫‪ -‬مواصفات تقنية مفصلة أو نجاعة يتعين بلوغها‪.‬‬
‫‪ -‬برنامج وظيفي‪ ،‬استثناء‪ ،‬إذا لم تكن المصلحة المتعاقدة قادرة على تحديد الوسائل التقنية‬
‫لتلبية حاجتها‪.‬‬
‫كما يمكن لصاحب المشروع (المصلحة المتعاقدة) القيام باستشارة مباشرة للمتعاملين االقتصاديين‬
‫المؤهلين و المسجلين في قائمة مفتوحة‪ ،‬تعدها المصلحة المتعاقدة على أساس انتقاء أولي‪ ،‬و بمناسبة‬
‫إنجاز عمليات هندسة مركبة أو ذات أهمية خاصة و‪/‬أو عمليات اقتناء لوازم خاصة ذات طابع تكراري‪،‬‬
‫وفي هذه الحالة يجب تجديد االنتقاء األولي كل ثالث (‪ )7‬سنوات‪.‬‬
‫يجب أن تتوجه االستشارة االنتقائية إلى ثالثة (‪ )7‬مرشحين على األقل تم انتقاؤهم األولي‪ .‬و في حالة‬
‫ما إذا كان عدد المرشحين‪ ،‬الذين جرى انتقاؤهم األولي‪ ،‬أدنى من ثالثة‪ ،‬يجب على المصلحة المتعاقدة أن‬
‫تباشر الدعوة االنتقاء األولي من جديد‪ ،‬كما يجب أن يتم النص على كيفيات االنتقاء األولي واالستشارة في‬
‫دفتر الشروط(‪ .)4‬أما المسابقة فهي تشبه إجراء االستشارة االنتقائية كما سوف نرى‪.‬‬
‫المزايدة هي إجراء الذي تمنح الصفقة بموجبه للمتعهد الذي يقدم العرض أقل ثمنا‪ ،‬و تشمل العمليات‬
‫البسيطة من النمط العادي‪ ،‬و ال تخص إال المؤسسات الخاضعة للقانون الجزائري(‪.)5‬‬
‫نص األمر رقم ‪ 50-82‬بإجراء طلب العروض في القسم األول من الفصل الرابع‪ ،‬و التي استبدلت‬
‫بإجراء الدعوة إلى المنافسة في المرسوم رقم ‪ ،249-61‬في المادة ‪ 18‬منه‪ ،‬فتعد هذه األخيرة إال تسمية‬
‫جديدة لطلب العروض(‪ ،Appel d’offres )6‬و الذي أضاف من بين أشكالها إجرائيين ‪ :‬االستشارة‬
‫االنتقائية ‪ consultation sélective‬و المناقصة(‪ ،Adjudication )7‬و ال يتميز إجراء طلب العروض الذي‬
‫جاء به األمر سابق الذكر عن الدعوة إلى المنافسة المنصوص عليها في المرسوم رقم ‪ ،249-61‬وتعد‬
‫» المناقصة « التي جاء بها المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،474-52‬و المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،190-01‬وقانون‬
‫الصفقات العمومية لسنة ‪ ،)8(1020‬إال تسمية جديدة لدعوة إلى المنافسة و لطلب العروض‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 70‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،1020‬و تم إعادة صياغة المادة ‪ 19‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،190-01‬و ذلك بحذف العبارة‪:‬‬
‫"الشروط الخاصة"‪ ،‬و استبدلت بالعبارة‪" :‬الشروط الدنيا المؤهلة"‪.‬‬
‫(‪ )2‬و يالحظ أن المشرع غير ترتيب المادة ‪ 71‬من المرسوم رقم ‪ 190-01‬الملغى الذي كان ضمن القسم الثاني المتعلق بتأهيل المترشحين من الباب‬
‫الثالث‪ ،‬و ادخل إجراء االنتقاء األولي ضمن القسم األول المتعلق بكيفيات إبرام الصفقات العمومية في قانون الصفقات العمومية لسنة ‪1020‬‬
‫(المرسوم الرئاسي رقم ‪ )178-20‬في المادة ‪ 72‬منه‪.‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 2/72‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪ )4‬المادة ‪ 72‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪ )5‬المادة ‪ 77‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Bennadji (Chérif), L’évolution de la Réglementation Des Marchés Publics en Algérie, op.cit., T.2, p.593.‬‬
‫(‪ )7‬و استبدل بمصطلح المزايدة في المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،474-52‬و المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،190-01‬و في المرسوم الرئاسي رقم ‪.178-20‬‬
‫(‪ )8‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر‬
‫سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬

‫‪33‬‬
‫أوال‪ :‬المناقصة المفتوحة و المناقصة المحدودة‬
‫المناقصة المفتوحة هي إجراء يمكن من خالله ألي مترشح مؤهل أن يقدم تعهدا(‪ ،)1‬مهما كانت‬
‫صفته خاص أو عمومي‪ ،‬وطني أو أجنبي‪ ،‬مقيم في الجزائر أو غير مقيم في الجزائر‪ ،‬إذا كانت المناقصة‬
‫المفتوحة وطنية و دولية‪ ،‬و تخصص الصفقة في هذه الحالة للعارض الذي يقدم أفضل عرض(‪.)2‬‬
‫و لم تكن المناقصة بهذه الصيغة‪ ،‬بحيث جاءت في األمر رقم ‪ 50-82‬بـ » طلب العروض « وهو‬
‫المصطلح الصحيح‪ ،‬و يميز بين طلب العروض المفتوح (المادة ‪ ،)47‬وطلب العروض المحدود (المادة‬
‫‪ ،)44‬وطلب العروض على أساس المباراة‪ ،‬و يقوم هذا اإلجراء حسب المادة ‪ 41‬منه على أساس معيار‬
‫المؤهالت التقنية و اإلمكانيات المالية‪ ،‬كما نالحظ أن قانون البلدية لسنة ‪ 2582‬لم ينص على طلب‬
‫العروض لكن األمر رقم ‪ 50-82‬نص في الفقرة الثانية من المادة ‪ 41‬على أن "تطبق عالوة على طرق‬
‫إجراء الصفقات المنصوص عليها في الفصل الثالث من الباب الثاني من الكتاب الثاني من األمر رقم ‪-82‬‬
‫‪ 14‬المؤرخ في ‪ 26‬يناير سنة ‪ 2582‬و المتضمن القانون البلدي‪ ،‬إجراءات طلب العروض من قبل‬
‫الجماعات المحلية ضمن الشروط المحددة في هذا القسم"‪ ،‬كما وضع األمر إجراء المسابقة أو المباراة‬
‫كإجراء من إجراءات طلب العروض‪-‬كما سوف نرى‪ -‬في نص المادة ‪ 94‬التي جاءت كاآلتي‪" :‬إذا كان‬
‫هناك أسباب تقنية أو فنية أو مالية تبرر إجراء بحوث خصوصية‪ ،‬فيمكن إجراء المباراة على أساس‬
‫برنامج تعده اإلدارة يتضمن الحاجات التي ينبغي أن تلبيها الخدمات ويحدد عند االقتضاء الحد األقصى‬
‫للنفقات المتوقعة لتنفيذ المشروع"‪ ،‬و يزيد الخلط في المادة ‪ 99‬التي تنص على المناقصة المفتوحة‬
‫والمحدودة و في فقرتها األخيرة تنص على اإلعالن عن المنافسة(‪ ،)3‬و هذه األخيرة أخذها المرسوم رقم‬
‫‪ 249-61‬كقاعدة في إبرام الصفقات‪ ،‬و تقابل طلبات العروض في المرسوم ‪ ،249-61‬الدعوة للمنافسة‬
‫المفتوحة (المادة ‪ ،)70‬و الدعوة للمنافسة المحدودة (المادة ‪ ،)72‬ولكن المبدأ أن المنافسة هي مرحلة من‬
‫المراحل كيفيات إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬فكل إجراء يتضمن بالضرورة مرحلة للمنافسة تسبق مرحلة‬
‫منح الصفقة(‪ ،)4‬أما العبارة األولى من المادة ‪ 99‬السابقة الذكر والمتمثلة في المناقصة المفتوحة والمحدودة‬
‫استعان بها المرسوم التنفيذي رقم ‪ 474-52‬المؤرخ في ‪ 5‬نوفمبر سنة ‪ 2552‬الذي يتضمن تنظيم‬
‫الصفقات العمومية(‪ )5‬لتعيين المناقصة كقاعدة عامة في إبرام الصفقات (المادة ‪ ،)14‬و أبقى على ذلك في‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،190-01‬و كذا المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬في المادة ‪ 19‬منه‪.‬‬
‫و يعتبر هذا اإلجراء من اإلجراءات المكرسة لمبادئ الصفقة العمومية‪ ،‬السيما مبدأ حرية الوصول‬
‫إلى طلبات العمو مية‪ ،‬و يبرم عقد إدارة المشروع في معظم الحاالت عن طريق المناقصة المفتوحة‪ ،‬ولكن‬
‫ما يثير اإلنتباه أن المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬أضاف شرط التأهيل‪ ،‬مما يحد من حرية الترشح‪،‬‬
‫بحيث يلزم على صاحب المشروع العمومي اختيار المتنافسين الذين تتوفر فيهم بعض الشروط المتعلقة‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 15‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬أما في ظل المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬نص في مادته ‪ 14‬أن المناقصة المفتوحة هي إجراء‬
‫يستهدف الحصول على عروض من عدة متعهدين متنافسين أي يجوز ألي مترشح تقديم عرضا أو تعهدا‪ ،‬فمن خالل إضافة كلمة مؤهل في المادة‬
‫‪ 15‬من القانون الصفقات لسنة ‪ 1020‬ضيق المشرع مجال الترشح على فئة معينة من المتنافسين‪ ،‬المؤهلين فقط‪ ،‬أي الذين يتمتعون بضمانات التقنية‬
‫و المالية‪.‬‬
‫(‪ )2‬المادة ‪ 18‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.178-20‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Art.55.- Le concours est lancé par voie d’appel à la concurrence public ou restreint. Les candidats désirant‬‬
‫‪y participer, doivent adresser leurs demandes à l’administration qui les agrée dans un délai fixé de l’appel à la‬‬
‫‪concurrence.‬‬
‫(‪ )4‬قدوج حمامة‪ ،‬عملية إبرام العقود اإلدارية في نطاق صفقات المتعاقد العمومي في الجزائر‪ -‬تحليل و مقارنة‪ ،-‬بحث لنيل درجة الماجستير فرع‬
‫اإلدارة و المالية العامة‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪ .1007-1001‬ص‪( .25.‬جاءت المذكرة تحت هذا العنوان)‪.‬‬
‫(‪ )5‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 27‬نوفمبر سنة ‪ ،2552‬العدد‪ ،92‬ص‪.1122.‬‬

‫‪34‬‬
‫بكفاءاتهم المهنية و خاصة المتعلقة بالتأهيل(‪ ،)1‬بحيث أصبح المبدأ في المناقصة‪ ،‬فمن بين الشروط التي‬
‫يجب على المتعهد‪-‬صاحب العمل‪ -‬أن يقدمها وهو االعتماد‪ ،‬وهذا الشرط في الواقع ال ينطبق على مكاتب‬
‫الدراسات العمومية التي توظف مهندسين معماريين غير معتمدين‪ ،‬و هذا ما أجاز به القرار المؤرخ في ‪9‬‬
‫مايو سنة ‪ ،2551‬يتعلق باألشخاص المؤهلين إلعداد مشاريع البناء الخاضعة لرخصة البناء(‪.)2‬‬
‫أما المناقصة المحدودة هي إجراء ال يسمح فيه بتقديم تعهد إال للمرشحين الذين تتوفر فيهم بعض‬
‫الشروط الدنيا المؤهلة التي تحددها المصلحة المتعاقدة(صاحب المشروع العمومي) مسبقا(‪.)3‬‬
‫و هي التي تتم عن طريق دعوة الى المنافسة على صفقة ذو طبيعة محددة مسبقا‪ ،‬و الذي يشارك فيه‬
‫المتعاملين الذين تتوفر فيهم بعض شروط التأهيل فقط‪ ،‬و مثال على ذلك أن تقع المناقصة على المتعاملين‬
‫المصنفين في الصنف الثاني في مجال البناء وتحوز على أعوان التحكم‪ ،‬أو على مكاتب الدراسات التقنية‬
‫فقط‪ ،‬و يحدد المشرع في الفقرة الثانية من المادة ‪ 70‬على أنه يجب أن تكون الشروط الدنيا المطلوبة‪ ،‬في‬
‫مجال التأهيل و التصنيف و المراجع المهنية متناسبة مع طبيعة و تعقيد و أهمية المشروع‪ ،‬بكيفية تسمح‬
‫للمؤسسات الخ اضعة للقانون الجزائري بالمشاركة في المناقصات‪ ،‬في ظل احترام الشروط المثلى المتعلقة‬
‫بالجودة و الكلفة و آجال االنجاز‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المناقصات الدولية ‪Appels d’offres internationaux‬‬


‫و يحظر قانون الصفقات العمومية على المتعاملين األجانب‪ ،‬سواء كانوا أشخاصا طبيعيين أم‬
‫اعتباريين من ال مشاركة في الصفقات إال بالنسبة للشركات األجنبية المقيمة في الجزائر ذو الرأسمال‬
‫المختلط أين يحوز الجزائريين أغلبية رأسمال الشركة فنصت المادة ‪ 14‬على أنه يجب أن ينص دفاتر‬
‫شروط المناقصات الدولية(‪ ،)4‬بالنسبة للمتعهدين األجانب‪ ،‬على إلزامية االستثمار‪ ،‬في نفس الميدان‬
‫النشاط‪ ،‬في إطار شراكة مع مؤسسة خاضعة للقانون الجزائري يحوز أغلبية رأسمالها جزائريون مقيمون‬
‫في الجزائر(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬نصت المادة ‪ 19‬في الفقرات ‪ 9 ،4 ،1‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 224-09‬المؤرخ في ‪ 2‬أبريل سنة ‪ ،1009‬يعدل و يتمم المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 165-57‬المؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر سنة ‪ ،2557‬الذي يوجب على جميع المؤسسات التي تعمل في إطار انجاز الصف قات العمومية في ميدان البناء‪،‬‬
‫واألشغال العمومية‪ ،‬والري التي تكون لها شهادة التخصص (التأهيل) و التصنيف المهنيين‪ ،‬فكل مؤسسة أو مجموعة مؤسسات التي قدمت وثائق‬
‫مزورة عند التعهد تتعرض لعقوبات تتراوح من اإلنذار إلى السحب المؤقت أو النهائي لشهادة التخصص و التصنيف المهنيين‪.‬‬
‫و يجب أن يشتمل دفتر الشروط الذي يحدد الشروط التي تبرم و تنفذ بموجبها الصفقات على بند يوضع العقوبات التي تتعرض لها المؤسسة أو‬
‫مجموعة المؤسسات المخلة باإلجراءات التأهيل‪.‬‬
‫(‪ )2‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 1‬غشت سنة ‪ ،2551‬العدد ‪ ،95‬ص‪ ،2966.‬حيث تنص في مادته األولى كاآلتي‪" :‬عمال باألحكام التشريعية‬
‫و التنظيمية السارية المفعول في هذا الميدان‪ ،‬يحدد األشخاص المؤهلون إلعداد مشاريع البناء الخاضعة لرخصة البناء‪ ،‬كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬األشخاص الطبيعيون‪ ،‬الذين يعتمدهم الوزير المكلف بالهندسة المعمارية طبقا لألمر رقم ‪ 11-88‬المؤرخ في ‪ 27‬يناير سنة ‪2588‬‬
‫والمتعلق بمهنة المهندس المعماري‪،‬‬
‫‪ -‬الشركات المدنية المهنية‪ ،‬التي يكونها مهندسان معتمدان أو أكثر‪،‬‬
‫‪ -‬مكاتب الدراسات العمومية‪ ،‬التي لها قانونا صالحيات في ميدان الهندسة المعمارية و التي توظف مهندسين معماريين‪.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫المادة ‪ 70‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫أنظر إلى المادة ‪ 99‬من األمر رقم ‪ 02-20‬المؤرخ في ‪ 18‬غشت سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،1020‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد‬
‫‪ 15‬غشت سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،45‬ص‪.28.‬‬
‫(‪ )5‬و كان البد من ناحية أخرى إيجاد توازن بين النفقات في إطار االستثمارات العمومية‪ ،‬و بين االستثمارات الخاصة المحققة في القطاع الخاص‪،‬‬
‫فقد أصدر قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬يقضي بإلزامية األجانب المساهمة و المشاركة في رأسمال الشركة الوطنية‪ ،‬ومن ناحية أخرى‬
‫تساهم هذه الطريقة في تشكيل و تنمية القدرات الوطنية في عدة مجاالت‪ ،‬و كسب خبرات‪ ،‬بما يتقارب مع أهداف البرنامج التنمية االقتصادية‬
‫ومضاعفة االدخار الوطني‪ ،‬وبعث المقاوالتية االقتصادية‪ ،‬ويريد المشرع من خالل المادة ‪ 14‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬أن يجعل‬
‫من صفقات العمومية الدولية كعقد من عقود التنمية‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫و بالرجوع إلى المادة ‪ 94‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،)1(1020‬فإن المشرع قيد اللجوء إلى‬
‫المناقصات الدولية بحيث عندما يكون اإلنتاج‪ ،‬أو أداة اإلنتاج الوطني قادرة على االستجابة للحاجات‬
‫الواجب تلبيتها للمصلحة المتعاقدة‪ ،‬فإن على المصلحة المتعاقدة هذه أن تصدر مناقصة وطنية(‪.)2‬‬
‫و يترتب على عدم احترام االلتزام باالستثمار‪ ،‬في نفس الميدان النشاط‪ ،‬في إطار شراكة مع مؤسسة‬
‫خاضعة للقانون الجزائري‪ ،‬من قبل المتعهد األجنبي‪:‬‬
‫‪ -‬فسخ الصفقة إذا لم يتم تنفيذ الشراكة قبل تجسيدها‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق عقوبات مالية‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬قد تصل إلى حد عشرين في المائة (‪ )%10‬من مبلغ‬
‫الصفقة‪ ،‬وفضال عن ذلك تسجل المؤسسة األجنبية التي أخلت بالتزامها‪ ،‬في قائمة المؤسسات‬
‫الممنوعة من التعهد في الصفقات العمومية‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن أحكام المادة ‪ 14‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬تعطي قاعدة‬
‫تتناقض مع مبادئ حرية الوصول إلى الصفقات العمومية و حرية االستثمار‪ ،‬فإلزامية االستثمار كشرط‬
‫ضروري لقبول ترشح المتعاملين األجانب‪ ،‬يعد عائق لحرية االستثمار(‪ ،)3‬مما يتعين تحديد مفهوم‬
‫االستثمار(‪.)4‬‬

‫ثالثا‪ :‬المـزايـدة ‪Adjudication‬‬


‫و نص األمر رقم ‪ 50-82‬في المادة ‪ 71‬منه أنه "إذا لم تتضمن الصفقة إال توريدات بسيطة من نوع‬
‫عادي‪ ،‬فتبرم دائما عن طريق المناقصة‪ .‬و تخصص هذه المناقصات للمؤسسات المستقرة بالجزائر"‪ .‬وفي‬
‫المادة ‪ 77‬من المرسوم ‪ 249-61‬تنص أن‪" :‬المناقصة هي إجراء يسمح بمنح الصفقة للعارض الذي‬
‫يطلب اقل األثمان‪ .‬و تشمل العمليات البسيطة من النمط العادي و ال تخص إال المترشحين المواطنين"‪.‬‬
‫وفي المادة ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 474-52‬أن "المزايدة هي إجراء يسمح بتخصيص الصفقة‬
‫للعارض الذي يقترح أحسن األثمان‪ ،‬و تشمل العمليات البسيطة من النمط العادي‪ ،‬وال تخص إال‬
‫المترشحين المواطنين‪ ،‬أو األجانب العاملين بالجزائر"‪.‬‬
‫و بالنسبة للمادة ‪ 12‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬أن‪" :‬المزايدة هي إجراء يسمح بتخصيص‬
‫الصفقة للمتعهد الذي يقترح أحسن عرض‪ ،‬و تشمل العمليات البسيطة من النمط العادي‪ ،‬و ال تخص إال‬
‫(‪)5‬‬
‫المترشحين الوطنيين‪ ،‬أو األجانب المقيمين في الجزائر"‪ ،‬أما قانون الصفقات العمومية لسنة ‪1020‬‬
‫ينص (في المادة ‪ 77‬منه) على أن "المزايدة هي اإلجراء الذي تمنح الصفقة بموجبه للمتعهد الذي يقدم‬
‫العرض األقل ثمنا‪ ،‬وتشمل العمليات البسطة من النمط العادي‪ ،‬و ال تخص إال المؤسسات الخاضعة‬
‫للقانون الجزائري"‪ .‬و من خالل هذه النصوص يمكن إعطاء المالحظات التالية‪:‬‬

‫(‪ )1‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ، 1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر‬
‫سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫و في فقرته األخيرة ينص‪" :‬مع مراعاة حاالت االستثناء المنصوص عليها في أحكام هذا المرسوم"‪ ،‬و لم يحدد هذه الحاالت صراحة‪ ،‬و يمكن اإلشارة إلى نص‬
‫المادتين ‪ 47‬و ‪ 44‬من قانون الصفقات و الخاصة بالتراضي البسيط‪ ،‬و التراضي بعد االستشارة‪ ،‬و نعطي مثال عن صفقات التي تبرم في إطار اتفاقية ثنائية بتحويل‬
‫الديون إلى مشاريع التنموية‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫; ‪« L’inextricable code des marchés publics 2010», EL WATAN, Lundi 28 février 2011, réb ; Idées-Débat, n°6187, pp.18, 19. Voir aussi‬‬
‫‪Maître Mohamed Bentoumi, « Le droit de l’investissement étranger en Algérie et le droit au développement », La tribune, Le‬‬
‫‪07/07/2008.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪EL-BEHERRY (Ibrahim Réfaat Mohamed), Théorie des contrats Administratifs et Marchés Publics internationaux, Thèse‬‬
‫‪Pour le Doctorat en Droit, Université de Nice (I.D.P.D), Mars 2004. N°122, p.120, et suivant.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد‬
‫‪ ،96‬ص‪.7.‬‬

‫‪36‬‬
‫المالحظة األولى‪ :‬هو اقتصار إجراء المزايدة على العمليات البسيطة ذات النمط العادي‪ ،‬ففي ظل‬
‫األمر رقم ‪ ،50-82‬كانت تقتصر فقط على صفقات توريدات البسيطة (المادة ‪ ،)71‬و لم يحدد المشرع هذه‬
‫العمليات يمكن أن تشمل كل أنواع الصفقات‪ ،‬فيجب األخذ بالمفهوم الواسع لمصطلح "العمليات"‪.‬‬
‫المالحظة الثانية‪ :‬المتعلقة بمعايير اختيار المتعهد‪ ،‬ففي إجراءات اإلبرام عن طريق المزايدة‬
‫(المناقصة سابقا) طبقا للمرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬معيار االختيار هو أحسن عرض‪ ،‬أما في األمر‬
‫‪ 50-82‬في المادة ‪ 79‬الفقرة ‪ 9‬الشطر‪ 7‬تنص على أقل األثمان "يجب أن يترتب عن المناقصة ما يلي‪:‬‬
‫تخصيص الصفقة إلى صاحب العرض الذي يقدم الثمن األقل"‪.‬‬
‫و كذلك في المادة ‪ 77‬من المرسوم رقم ‪ 249-61‬يجعل من المناقصة إجراء يسمح بمنح الصفقة‬
‫للعارض الذي يطلب أقل األثمان‪ ،‬و تشمل العمليات البسيطة من النمط العادي و ال تخص إال المترشحين‬
‫المواطنين‪ ،‬فكال من األمر ‪ 50-82‬و المرسوم ‪ 249-61‬يستعمل عبارة أقل األثمان إلجراء المناقصة‪،‬‬
‫فهناك ارتباط بين مصطلح المناقصة‪ ،‬و عبارة أقل األثمان‪.‬‬
‫و في نص المادة ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،474-52‬تتكلم عن المزايدة‪ ،‬و هي إجراء يسمح‬
‫بتخصيص الصفقة للعارض الذي يقترح أحسن األثمان‪ ،‬و تشمل العمليات البسيطة من النمط العادي‪ ،‬وال‬
‫تخص إال المترشحين المواطنين أو األجانب العاملين بالجزائر‪ ،‬و هنا يستعمل عبارة أحسن األثمان‬
‫إلجراء المزايدة‪ ،‬و تجدر اإلشارة أن هناك ارتباط بين المصطلح المزايدة‪ ،‬و عبارة أحسن األثمان‪.‬‬
‫و من هذا المنظور فالمعيار اختيار المتعامل في إجراء المزايدة‪-‬كما سبق ذكره‪ -‬هو أحسن األثمان‬
‫‪ ،Mieux disant‬و في إجراء المناقصة هو أقل األثمان ‪ ،Moins disant‬فنالحظ أن هناك اختالف في‬
‫ال معيار المعتمد في إجراء اإلبرام‪ ،‬و هذا اإلجراء يحد من حرية اإلدارة –كما سوف نرى‪ ،-‬و يجب‬
‫اإلشارة أن كال من المزايدة و المناقصة ‪-‬إجراء واحد‪ -‬يطلق عليهما اصطالح واحد وهو ‪Adjudication‬‬
‫إال أنه تختلف التسمية حسب المعيار المعتمد‪ ،‬و حسب طبيعة العملية المراد القيام بها(‪.)1‬‬
‫و التسمية التي أعطاها المشرع لكلمة الفرنسية ‪ Adjudication‬تشمل كلمتين‪ ،‬وهي المناقصة مشتقة‬
‫من إنقاص‪ ،‬و المزايدة مشتقة من الزيادة‪ ،‬فاألولى تتعلق أساسا بالعروض المالية‪ ،‬أين تختار اإلدارة‬
‫المتعهد الذي يقدم الثمن األقل‪ ،‬و الثانية تختار أحسن األثمان‪ ،‬و هذا إجراء كانت تقوم به المؤسسات‬
‫العمومية االقتصادية(‪ )2‬عندما تقوم بإيجار أو بيع العتاد أو اآلالت‪...‬الخ فتلجأ إلى إيجار أو بيع عن طريق‬
‫المزايدة ‪ ،Avis de location ou de vente par adjudication‬أين تختار المتعامل الذي يقدم الثمن‬
‫األحسن أو األعلى ‪.Le plus offrant‬‬
‫(‪)3‬‬
‫يمكن تلخيص المزايدة و المناقصة ‪ Adjudication‬الواردة في النصوص‪-‬السابقة الذكر‪،-‬‬
‫بالمعادلة التالية‪ :‬أقل األثمان ‪ Moins disant‬أو أحسن األثمان ‪ Mieux disant‬يساوي أحسن عرض‪.‬‬
‫و عند الرجوح إلى المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬في مادته ‪ 12‬يستعمل مصطلح أحسن عرض‪،‬‬
‫فلو اقتصرنا على كلمة المزايدة فإنه يقصد أحسن األثمان فلم يستعمل مصطلح المناقصة(‪ ،)4‬بما أن هذه‬

‫( ‪)1‬‬
‫و إذا كانت المناقصة تختلف من المزايدة على هذا النحو‪ ،‬حيث يتم التعاقد طبقا لألدنى مع المتناقص الذي يتقدم بأقل ثمن ‪،adjudicataire le mieux disant‬‬
‫أما في حالة المزايدة فيتم التعاقد مع من يقدم أعلى ثمن ‪ ،adjudicataire le mieux disant‬إال أن األسلوبين يتفقان في األحكام أو اإلجراءات القانونية الواجبة‬
‫االتباع‪ .‬فمثل هذه األحكام أو تلك االجراءات القانونية واحدة لألسلوبين و يطلق باللغة الفرنسية اصطالح ‪ Adjudication‬للداللة عليهما معا‪.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫و هذا نتيجة اإلصالحات التي قامت بها السلطات في بداية الثمانينات أين ثار نقاش حول مشاكل التي تعانيها المؤسسات العمومية من خالل عمليات التجارية التي‬
‫تقوم بها‪ ،‬فكان األمر ‪ 50-82‬ال يتالءم مع وضعية المؤسسات العمومية االقتصادية‪.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫و كان مكتب المزايدات و المناقصات‪ ،‬يختص بصفقات المبرمة عن طريق المزايدة و المناقصة‪ ،‬فيتم إرساء المزاد إذا تعلق األمر باإلجراء المزايدة بمعنى‬
‫أحسن األثمان (والتي جاء بها المرسوم ‪ ،)249-61‬و إرساء المناقصة إذا تعلق األمر باإلجراء المناقصة بمعنى أقل األثمان (األمر ‪ ،50-82‬و في المرسوم الرئاسي‬
‫‪ ،)190-01‬و تأخذ األشكال التالية‪:‬‬
‫رسو المزاد مؤقتا على الراسي بأحسن ثمن ‪.adjudicataire le mieux disant‬‬
‫رسو المناقصة على الراسي بأقل ثمن ‪.adjudicataire le moins disant‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫مع اإلشارة أن كل من المناقصة و المزايدة يقصد بها ‪ Adjudication‬في النصوص التنظيمية السابقة و هو األصل ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫األخيرة استعملت لإلشارة إلى مصطلح ‪( Appel d’offres‬األصل‪ :‬طلب العروض)‪ ،‬فإذا رجعنا إلى‬
‫نص المادة ‪ 12‬من المرسوم الصادر باللغة الفرنسية يستعمل عبارة ‪ Moins disant‬فأبقى على معيار‬
‫المناقصة‪ ،‬فإ ن الخلط الوارد في المصطلحات أدى إلى خلط في المفاهيم المستمدة من القانون التقليدي‪.‬‬
‫أما قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ )1(1020‬تدارك الخطأ الذي كان موجود في المرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪ ،190-01‬و اعتمد على المعيار أقل ثمن(‪ )2‬مع إبقاء اصطالح "المزايدة" في المادة ‪ 77‬منه‪.‬‬
‫المالحظة الثالثة‪ :‬تتعلق بالتمييز الذي كان موجود بين المتعاملين (بين الوطنيين و األجانب) من‬
‫خالل نصوص تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬بحيث ينص األمر رقم ‪ ،50-82‬في المادة ‪ 71‬منه كاآلتي‪:‬‬
‫"وتخصص هذه المناقصات لمؤسسات المستقرة بالجزائر"‪ .‬أما المرسوم رقم ‪ 249-61‬في المادة ‪ 77‬أنه‪:‬‬
‫"تخص إال المترشحين المواطنين"‪ ،‬و في المادة ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 474-52‬يجعل من‬
‫المزايدة تخص إال المترشحين المواطنين أو األجانب العاملين بالجزائر‪ ،‬و في المادة ‪ 12‬من المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ 190-01‬تجعل المزايدة تخص إال المترشحين الوطنيين أو األجانب المقيمين في الجزائر‪،‬‬
‫ويفهم من هذه المادة أنه ال يشمل إجراء المزايدة األجانب غير المقيمين في الجزائر‪ ،‬و أكد المشرع على‬
‫هذا المبدأ في قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،1020‬حيث نص في المادة ‪ 77‬على أن المزايدة ال تخص‬
‫إال المؤسسات الخاضعة للقانون الجزائري‪.‬‬
‫المالحظة الرابعة‪ :‬و تتمثل في التناقض الذي أشار إليه األستاذ "بن ناجي شريف" فيما يخص قانون‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬الذي يجعل إجراء المناقصة ‪( Adjudication‬المزايدة) المنصوص عليها في األمر‬
‫سنة ‪ 2582‬يقتصر فقط على التوريدات البسيطة من النوع العادي‪ ،‬فإن قانون البلدية الصادر بموجب‬
‫األمر ‪ 14-82‬المؤرخ في ‪ 26‬يناير ستة ‪ ،2582‬يجعل من إجراء المناقصة مبدأ عام في إبرام‬
‫الصفقات(‪.)3‬‬
‫فيمكن إبرام صفقة إدارة المشروع المتعلقة بالدراسات فقط‪ ،‬و يمكن إبرام صفقات إدارة المشروع‬
‫تتعلق بمتابعة و رقابة االنجاز حسب نص المادتين ‪ 21‬و ‪ 27‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في‬
‫‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء و أجر ذلك(‪،)4‬‬
‫والمزايدة و هو اإلجراء الخاص الذي يكون معيار اختيار المتعامل هو الثمن األقل(‪ ،)5‬و لكن وضع‬
‫المشرع مبدأ معيار اختيار مكاتب الدراسات‪ -‬صاحب العمل ‪ -Maître d’œuvre‬على أساس العرض‬
‫التقني طبقا لنص المادة ‪ 98‬في فقرتها السابعة (‪ )9‬التي تنص صراحة على أن "اختيار مكاتب الدراسات‪،‬‬
‫بعد المنافسة الذي يجب أن يستند أساسا إلى الطابع التقني لالقتراحات"‪ ،‬فال يتناسب إجراء المزايدة(‪ )6‬في‬
‫إبرام هذا نوع من العقود‪ ،‬ولكن خصص المشرع إجراء آخر يتالءم مع طبيعة عقد إدارة المشروع و هو‬
‫إجراء المسابقة‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد‬
‫‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫و لجنة تقويم العروض‪-‬كما سوف نرى‪ -‬تأخذ بالمعيار الذي تنص عليه المزايدة (األصل أعلى ثمن) و هو العرض األقل ثمنا ‪( Moins disant‬األصل المناقصة)‪،‬‬
‫و هذا إذا تعلقت الصفقة بالخدمات العادية طبقا لنص المادة ‪ 2/219‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬و تأخذ بمعيار آخر جاء به ألول مرة في المرسوم الرئاسي‬
‫رقم ‪ 190-01‬الملغى‪ ،‬وهو "أحسن عرضا من الناحية االقتصادية"‪ ،‬و هذا إذا كان االختيار قائما أساسا على الجانب التقني للخدمات‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫; ‪Bennadji (Ch.), L’évolution de la Réglementation Des Marchés Publics en Algérie, op.cit., Tome 1, p.220.Voir aussi‬‬
‫‪SAINT-ALARY, (Roger), Droit de la construction, 1er édition, presses universitaire de france, 1977, p.566.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪ .2425.‬و في الفهرس الجريدة جاءت تحت عنوان "كيفيات ممارسة االستشارة الفنية‬
‫في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك"‪ .‬ص‪.2490.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Nicolas (Michel), Droit public de la construction, 2ém édition, (Édition Universitaire Fribourg, Suisse), Volume 8, 1997. P.1871.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫و لكن وضع المشرع الجزائري مبدأ عام في اختيار المترشحين‪ ،‬و المنصوص عليه في قانون الصفقات العمومية لسنة ‪( 1020‬المرسوم الرئاسي رقم ‪178-20‬‬
‫المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ )1020‬في المادة ‪ 9‬منه‪ ،‬في فقرتها الثانية التي جاءت بصريح العبارة أنه‪" :‬يجب أن تكون الطلبات‪...‬محل استشارة بين ثالثة (‪)7‬‬
‫متعهدين مؤهلين على األقل‪ ،‬النتقاء أحسن عرض‪ ،‬من حيث الجودة و السعر‪ ،"...،‬مما يعني أن المعيار أقل األثمان ال يكفي الختيار المتعامل (صاحب العمل‬
‫‪ )Maître d’œuvre‬عن طريق إجراء المزايدة‪ ،‬فتناقض واضح بين المادتين ‪ 9‬و ‪ 77‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬و بالتالي فإن أحسن عرض من حيث‬
‫الجودة و السعر هو العرض األحسن من حيث المزايا االقتصادية‪-‬كما سوف نرى‪ -‬في الشق الخاص بـ"لجنة تقويم العروض"‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫رابعا‪ :‬إجراء المسابقة ‪Concours‬‬
‫المسابقة(‪)1‬هي إجراء يضع رجال الفن في منافسة قصد انجاز عملية تشتمل على جوانب تقنية أو‬
‫اقتصادية أو جمالية أو فنية خاصة(‪ ، )2‬زيادة عن اإلجراءات السابقة ذكر إلبرام عقد إدارة المشروع تعتبر‬
‫إجراء المسابقة من اإلجراءات الخاصة بهذا نوع من العقود‪ ،‬نظرا لطبيعة أعمال المتعاملين أو مترشحين‬
‫و موضوع المسابقة‪ ،‬و يقول األستاذ ‪ Jérôme Huet‬أن المسابقة هي من خصوصيات العقود المبرمة مع‬
‫رجال الفن ‪ Hommes de l’art‬و السيما المعماريين(‪.)3‬‬
‫و نصت المادة ‪ 29‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ 2566‬الذي يتضمن‬
‫كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء و أجر ذلك(‪ ،)4‬أنه‪" :‬يبرم عقد االستشارة الفنية وفق إحدى‬
‫الطرق المنصوص عليها في تنظيم الصفقات العمومية الجاري بها العمل‪ .‬و تبرم عقود االستشارة الفنية‬
‫المتعلقة بالمنشآ ت المعقدة أو التي تتطلب مقاييس ذات صفة تقنية أو معمارية خاصة‪ ،‬و السيما المنشآت‬
‫المرتبة في فئات "ج" و "د" و "هـ"‪ .‬المبينة في الملحق رقم ‪ 2‬بهذا القرار‪ ،‬حسب الطرق التي تسمح‬
‫بإثارة تنافس بين المترشحين محتملين"‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫فصاحب العمل يمكن أن يكون مكتب دراسات أو مجموعة من المهندسين و المعماريين ‪ ،‬حيث‬
‫تدخل هذه الفئة من المتعاملين في مفهوم "رجال الفن"‪ ،‬و هذه العبارة تدل على األشخاص الطبيعية‪ ،‬هل‬
‫يعني ذلك استبعاد األشخاص المعنوية؟‪ ،‬و هذا يعود إلى أن المصطلح مأخوذ من قانون الصفقات العمومية‬
‫الفرنسي لسنة ‪ 2584‬الذي يستعمل عبارة "رجال الفن"‪.‬‬
‫و يرى األستاذ ‪ F.Moderne‬أن عبارة رجال الفن ‪« Hommes de l’Art » expression plutôt‬‬
‫‪ approximative‬متقاربة فتنطبق على المهندس المعماري‪ ،‬كما تنطبق بصفة جيدة على التقنيين غير‬
‫المعماريين(‪ Techniciens non architectes)6‬و تمتد إلى المهندسين ‪ ،Ingénieurs‬فالجماعات المحلية تلجأ‬
‫باإلضافة إلى المهندسين المعماريين‪ ،‬إلى خ دمات متعاملين آخرين المهندسين والتقنيين(‪ ،)7‬و يفضل‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Direction de l’architecture dans un document de travail : « un concoure, en matière d’architecture,‬‬
‫‪d’aménagement ou d’urbanisme, est un processus dans lequel une personne physique ou morale éventuellement‬‬
‫‪maitre d’ouvrage, consulte en même temps au moins deux maitres d’œuvre, sur une même question‬‬
‫‪d’architecture, d’aménagement ou d’urbanisme en vue d’obtenir des prestations intellectuelle ». Huet (Michel),‬‬
‫‪Le droit de l’Architecture, op.cit.,p.362.‬‬
‫" تعني المسابقة في مجال الهندسة المعمارية و التهيئة أو التعمير‪ ،‬تلك العملية التي تسمح لصاحب المشروع شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬استشارة‬
‫أصحاب العمل اثنين على األقل وفي آن واحد‪ ،‬حول إشكال واحد يتعلق بالهندسة المعمارية و التهيئة أو التعمير‪ ،‬قصد الحصول على خدمات ذات‬
‫طابع ذهني"‪.‬‬
‫(‪ )2‬المادة ‪ 74‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬و ما يالحظ أن المشرع في الصياغة الجديدة لمحتوى المادة ‪ 16‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪-01‬‬
‫‪ 190‬الملغى أنه استعمل أداة التخيير "أو" في المادة ‪ 74‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،1020‬فصاحب المشروع يبرم صفقة العمومية عن‬
‫طريق إجراء المسابقة بالنسبة لعمليات تتضمن جوانب التقنية‪ ،‬أو اقتصادية‪ ،‬أو جمالية‪ ،‬أو فنية خاصة‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫; ‪Huet (Jérôme), Traité de droit civil, les Principaux Contrats Spéciaux, op.cit., n°32168, p.1170.Voir aussi‬‬
‫‪BRACONNIER (S.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.219.‬‬
‫(‪ )4‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪.2425.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Auby (Jean-Bernard), Périnet-Marquet (Hugues), Droit de l’urbanisme et de la construction, 5 e édition, Montchrestien, E.J.A., 1998.‬‬
‫‪n°1192, p.611. COUDURIER (Elisabeth) TAPIE (Guy), « Les Professions de la maîtrise d’œuvre », La documentation française 2003.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Moderne (F.), La fonction de maîtrise d’œuvre dans la construction publique, édition DALLOZ, 1997, n° 3et‬‬
‫‪4, p.4.‬‬
‫أنظر إلى المرسوم التنفيذي رقم ‪ 111-02‬المؤرخ في ‪ 24‬يوليو سنة ‪ ،1002‬الذي يحدد كيفيات ممارسة رجال الفن حق تفقد الممتلكات الثقافية المنقولة المصنفة‬
‫والتحري بشأنها‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 29‬يوليو سنة ‪ ،1002‬العدد ‪ ،48‬ص‪ )17.‬الذي يوسع من دائرة رجال الفن باإلضافة المهندس المعماري نجد‬
‫محافظو المواقع األثرية و المتاحف الوطنية‪ ،‬مؤرخو الفن‪ ،‬األثريون‪ ،‬الذين خول لهم المرسوم عملية التفقد والتحري بشأن الممتلكات الثقافية المنقولة (المادة‪ 7‬منه)‪.‬‬
‫المادة األولى من نموذج العقد المحرر الذي يمضيه المهندسون المعماريون المشاركو ن في تشييد المدارس االبتدائية في المناطق القروية‪ ،‬الملحق بالقرار المؤرخ في‬
‫‪ 24‬أكتوبر سنة ‪ ، 2584‬الذي يتعلق بالعقود التي يمضيها المهندسون المعماريون المكلفون باألبنية المدرسية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة ‪ 4‬ديسمبر سنة‬
‫‪ ،2584‬العدد ‪ ،98‬ص‪.672-615.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Moderne (F.), La fonction de maîtrise d’œuvre dans la construction publique, édition DALLOZ, 1997, n° 4,‬‬
‫‪p.4.‬‬

‫‪39‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أصحاب المشاريع في إيطاليا منح الصفقات إلى مكاتب دراسات تقنية أين يعمل فيها مهندسين‬
‫‪.Ingénieurs‬‬
‫و بالرجوع إلى أحكام المادة ‪ 9‬من المرسوم رقم ‪ 218-89‬المؤرخ في ‪ 17‬أبريل سنة ‪ ،2589‬الذي‬
‫يتضمن تحديد اختصاصات وزارة التعمير و اإلسكان(‪ ،)2‬في الفقرة الثالثة منه يطابق ذلك القول‪ ،‬حيث‬
‫تذكر من بين اختصاصات الوزير "يقترح و يطبق التشريع و التنظيم المتعلقين بنشاط المهندسين‬
‫المعماريين وغيرهم من رجال الفن والتقنيين‪ ،"...‬فكلمة رجال الفن ال تشمل المعماريين فقط حسب‬
‫الصياغة التي جاءت بها المادة ‪ 9‬من المرسوم‪ ،‬و لكن ضيق قانون الصفقات العمومية إجراء المسابقة‬
‫على األشخاص الطبيعية من خالل عبارة "رجال الفن"(‪.)3‬‬
‫و المالحظ أن نص المادة ‪ 98‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬تنص في فقرتها الخامسة (‪ )9‬على‬
‫اختيار مكاتب الدراسات‪ ،‬بعد المنافسة‪ ،"...‬و بالتالي يجوز ألصحاب العمل "مكاتب الدراسات" التقدم إلى‬
‫المسابقة‪.‬‬
‫قد تعتبر المسابقة كمعيار يميز هذا النوع من الصفقات عن الصفقات األخرى‪ ،‬بما أنه تكلم على‬
‫خصوصيات موضوع الصفقة‪ ،‬و هي جوانب تقنية أو اقتصادية أو جمالية أو فنية خاصة‪ ،‬و كما رأينا‬
‫سابقا تتضمن صفقة إدارة المشروع هذه الجوانب‪.‬‬
‫و يمكن أن تشارك هيئة أخرى تساهم في تحديد عناصر المسابقة‪ ،‬و المتمثلة في المجلس الوطني‬
‫لنقابة المهندسين المعماريين‪ ،‬إذا تعلق األمر بالهندسة المعمارية (طبقا للمادة ‪ 27‬من المرسوم التشريعي‬
‫رقم ‪ 02-54‬المؤرخ في ‪ 26‬مايو سنة ‪ ،2554‬يتعلق بشروط اإلنتاج المعماري و ممارسة مهنة المهندس‬
‫المعماري(‪.))4‬‬
‫فيلجأ صاحب المشروع العمومي في اختيار المتعاقد معه من أصحاب العمل‪ ،‬إذا كانت هناك‬
‫اعتبارات تقنية أو اقتصادية أو جمالية أو فنية خاصة‪ ،‬فإذا توفرت هذه االعتبارات يجري صاحب‬
‫المشروع العمومي إبرام الصفقة على أساس المسابقة‪ ،‬فإدارة المشروع في ميدان البناء تدخل في مجال‬
‫هذه االعتبارات بما أنه يشمل على دراسات الهندسة المعمارية التي ترتبط بالمظهر الجمالي أو الفني للبناء‬
‫و على الدراسات التقنية‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫و تنظم المنافسة على أساس برنامج يضعه صاحب المشروع العمومي‪ ،‬و تحدد فيه الحاجات‬
‫موضوع الصفقة‪ ،‬و الحد األقصى من التكلفة المحددة لتنفيذ المشروع‪ ،‬و صنفها (المسابقة) المشرع‬
‫الجزائري كشكل من أشكال المناقصة ‪ ،Appel d’offre‬و هذا ألنها تقترب من حيث المبدأ إلى طريقة‬
‫المناقصة‪ ،‬و ذلك بالنظر إلى طبيعتها القانونية‪ ،‬إال أنه بالنسبة لطرق تطبيقها فالمنافسة تتميز بخاصية‬
‫أساسية تتمثل في أن موضوع و المعايير التي على أساسها يتحدد اختيار المتعامل المتعاقد محددة مسبقا‪،‬‬
‫حيث يكتفي صاحب المشروع العمومي بتوضيح الطبيعة اإلجمالية‪ ،‬و الهدف من المشروع المراد تنفيذه‬
‫(‪)1‬‬
‫‪« Les ingénieurs peuvent intervenir dans les projets urbains ou architecturaux. La formation universitaire demeurant‬‬
‫‪généraliste, les architectes (ou les ingénieurs) sont tous inscrits au même titre a leur Ordre. Il existe une forte concurrence‬‬
‫‪entre ces ingénieurs et les architectes : d’ailleurs, pour désigner les ingénieurs fournissant des prestations architecturales, on‬‬
‫‪utilise l’expression ingegneria di architectura. », BIAU (Véronique), WEIL (Sylvie) (Coll.), La dévolution des marchés‬‬
‫‪publics de maîtrise d’œuvre en Europe, (Allemagne, Belgique, Danemark, Espagne, France, Italie, Pays-Bas, Portugal,‬‬
‫‪Royaume-Uni), M.I.Q.C.P., C.R.H., octobre 2002.p.111.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 4‬مارس سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،76‬ص‪.929.‬‬
‫(‪ )3‬عمار بوضياف‪ ،‬الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬جسور للنشر و التوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،1005 ،‬ص‪.58.‬‬
‫و يستعمل األمر رقم ‪ 50-82‬في المادة ‪ 1/84‬منه عبارة "القائم بالبحث" ‪ ،chercheur‬و في المادة ‪ 94‬منه تستعمل عبارة "بحوث خصوصية"‪ ،‬هي إذن "عقود بحث"‪ ،‬و في هذا الصدد‬
‫يقول األستاذ "‪ "M. Huet‬أن صفقات الدراسات تبرم في إطار بحث تطبيقي ‪ 2HUET (M.), Le Droit de l’Architecture, op.cit. p.410)( recherche appliqué‬و هو‬
‫(القائم بالبحث ‪ )chercheur‬مفهوم ضيق‪ ،‬بحيث تقتصر على الشخص الطبيعي دون األشخاص المعنوية‪ 2‬و نصت المادة ‪ 88‬من األمر رقم ‪ 50-82‬على أن ينص في الصفقة على‬
‫امكانية إيقاف الدراسة‪ ،‬و يعود سبب هذا الشرط حسب األستاذ "‪ "M. Huet‬كون أن الدراسات لها طابع نسبي (احتمالي) ‪2)HUET (M.), op.cit. p.411( caractère aléatoire‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 19‬مايو سنة ‪ ،2554‬العدد ‪ ،71‬ص ‪.4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪BRACONNIER (S.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.220.‬‬

‫‪40‬‬
‫وكلفته األقصى‪ ،‬فيقوم المتنافسون المقبولون باقتراح الحلول‪ ،‬و التقنيات‪ ،‬و اإلمكانيات التي تظهر على‬
‫أنها أفضل‪.‬‬
‫و يستطيع كل متنافس تقديم عرض‪ ،‬و يتم اإلعالن عن المسابقة طبقا لنفس الشروط المتطلبة لإلعالن‬
‫عن المناقصة‪ ،‬كما يحتوي طلب الترشح في المسابقة على نفس الوثائق المتطلبة في المناقصة‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى احتواء دفتر شروط المسابقة على البرنامج‪ ،‬يجب أن يتضمن أيضا على نظام المسابقة وكذا محتوى‬
‫أظرفة الخدمات‪ ،‬و األظرفة التقنية‪ ،‬و المالية(‪.)1‬‬
‫و العرض الذي يجب أن يقدمه المتعهد –كما سوف نرى‪ -‬نصت عليه المادة ‪ 10‬من القرار الوزاري‬
‫المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء‬
‫وأجر ذلك(‪ ،)2‬و يعتبر العرض التقني األساس الذي بموجبه يتم اختيار أصحاب العمل (رجال الفن)‪،‬‬
‫فمعايير إختيار المتنافسين يكون على أساس العرض التقني طبقا لنص المادة ‪ 98‬الفقرة الخامسة (‪ )9‬من‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ ، 178-20‬بقولها‪" :‬اختيار مكاتب الدراسات‪ ،‬بعد المنافسة الذي يجب أن يستند‬
‫أساسا إلى الطابع التقني لالقتراحات"‪( ،‬و في حالة اعتماد مكتب الدراسات نتيجة المسابقة والمصادقة على‬
‫الصفقة من طرف السلطة المختصة‪ ،‬يخطر المتنافس بذلك خالل المواعيد المحددة في دفتر الشروط‬
‫اإلدارية العامة الخاصة بصفقات األشغال‪ ،‬و هذا نظرا لغياب دفتر الشروط اإلدارية العامة الخاص‬
‫بصفقات الدراسات و الخدمات الفنية)‪.‬‬
‫و تختص لجنة تقويم العروض‪ ،‬و لجنة التحكيم بفحص‪ ،‬و تنقيط وترتيب المترشحين المؤهلين لتنفيذ‬
‫الصفقة‪ ،‬و ال يستطيع صاحب المشروع العمومي (المصلحة المتعاقدة) تعديل الترتيب التي تقترحه‬
‫اللجان‪ ،‬و لكن له الحرية في اختيار أحدهم(المترشحين)‪.‬‬
‫و جاءت بهذا اإلجراء المادة ‪ 74‬من المرسوم رقم ‪ 249-61‬المؤرخ في ‪ 20‬ابريل سنة ‪ ،2561‬الذي‬
‫ينظم الصفقات التي يبرمها المتعامل العمومي(‪ ،)3‬و هو نوع من أنواع مناقصات الدعوة إلى المنافسة‪،‬‬
‫فكلما أراد صاحب المشروع العمومي انجاز عملية تشتمل على جانب من الجوانب المذكورة فتبرم الصفقة‬
‫وفقا إلجراء المسابقة‪.‬‬
‫و يعود أصل هذا اإلجراء إلى القانون الصفقات العمومية الفرنسي‪ .‬و كان يشمل عمليات تأسيس و‪/‬أو‬
‫تنفيذ المشروع‪ ،‬حيث نص عليه المشرع في دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال‬
‫المتعلقة بوزارة تجديد البناء و األشغال العمومية و النقل(‪ ،)4‬و يحيل هذا األخير إلى المرسوم رقم ‪-98‬‬
‫‪ 198‬المؤرخ في ‪ 27‬مارس سنة ‪ ،2598‬كما نص عليه األمر رقم ‪ 50-82‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو سنة‬
‫‪ 2582‬على هذا اإلجراء‪ ،‬و يستعمل إصطالح "المباراة" في المادة ‪ 94‬من القسم الثاني المتعلق بطلب‬
‫العروض‪ ،‬حيث تنص على أنه‪" :‬إذا كان هناك أسباب تقنية أو فنية أو مالية تبرر إجراء بحوث‬
‫خصوصية‪ ،‬فيمكن إجراء المباراة على أساس برنامج تعده اإلدارة يتضمن الحاجات التي ينبغي أن تلبيها‬
‫الخدمات‪ ،‬و يحدد عند االقتضاء الحد األقصى للنفقات المتوقعة لتنفيذ المشروع"‪.‬‬
‫و كانت تجرى المباراة إما عن طريق اإلعالن عن مناقصة عمومية أو محدودة‪ ،‬و يرسل المترشحون‬
‫الذين ينوون المشاركة فيها طلباتهم إلى اإلدارة التي ستقبلها خالل مدة تحددها هي عند اإلعالن عن‬
‫المنافسة (المادة ‪ 99‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،)2582‬و تفحص المشاريع‪ ،‬وتصنف من طرف‬
‫لجنة تعينها لهذا الغرض السلطة المختصة بالمصادقة على الصفقة‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 1/74‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬


‫(‪ )2‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪.2425.‬‬
‫(‪ )3‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 27‬أبريل سنة ‪ ،2561‬العدد ‪ 29‬ص‪.240.‬‬
‫(‪ )4‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪.42.‬‬

‫‪41‬‬
‫و لإلدارة االختيار بين ثالث عمليات‪ ،‬حسب المادة ‪ 98‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 2582‬وتتناول‬
‫المباراة‪:‬‬
‫‪ -‬إما تأسيس مشروع‪،‬‬
‫‪ -‬و إما تنفيذ مشروع موضوع من قبل‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬و إما تأسيس مشروع و تنفيذه في آن واحد ‪.‬‬
‫و ذكرت المادة ‪ )2(92‬من األمر رقم ‪ 50-82‬كل من المقاول و المورد منفذي المشروع‪ ،‬و على‬
‫"أهل الفن" ‪ Les hommes de l’art‬واضعو المشروع‪ ،‬و نشير هنا أن نص المادة تشمل صفقات األشغال‬
‫و التوريدات والخدمات‪ ،‬و ال يمكن استبعاد في هذا اإلطار صفقات التوريدات بما أن األمر ‪50-82‬‬
‫يستعمل في المادة ‪ 4/92‬كل من لفظ "مقاول" و "مورد" تعينه اإلدارة(‪.)3‬‬
‫و إذا كانت المباراة تتناول في آن واحد تأسيس مشروع و تنفيذه‪ ،‬أو كانت تتناول فقط تنفيذ مشروع‬
‫موضوع من قبل‪ ،‬فيقرر منح الصفقة من قبل الشخص المسؤول عنها بعد استطالع رأي لجنة‬
‫المباراة(المادة ‪ 2/96‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.)2582‬‬
‫فإذا كانت المباراة تشمل فقط تأسيس المشروع‪ ،‬ال نكون إذن أمام صفقة أشغال أو توريدات بمعنى‬
‫القول(‪ ،)4‬على غرار عملية تأسيس المشروع و تنفيذه‪ ،‬و ما يبرر أخذ المشرع بهذا النوع من العمليات‬
‫تتمثل في رغبة السلطات العمومية بإنجاز المشاريع بسرعة استجابة لمتطلبات التنمية‪ ،‬ففي المرحلة‬
‫االنتقالية كانت السلطات العمومية تسعى للحصول على المشاريع الجاهزة‪ ،‬و بالتالي تفضيل الصيغة‬
‫اإلجمالية ‪.Formule globalisé‬‬
‫وضع المشرع إجراء استثنائي إلبرام الصفقات (دراسات‪-‬األشغال)‪ ،‬و هو إجراء "دراسة نضج‬
‫وإنجاز" » ‪ Procédure « étude de maturation et de réalisation‬في المادة ‪ 26‬من المرسوم الرئاسي‬
‫رقم ‪ ،178-20‬و ذلك عندما يكون هناك أسباب تقنية تجعل إشراك المقاول في الدراسات الخاصة‬
‫بالمشروع ضروري(‪ ،)5‬و في هذه الحالة على صاحب المشروع العمومي إدراج عملية التأهيل األولي‬

‫( ‪)1‬‬
‫و احدث المشرع في قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬إجراء استثنائي آخر وهو إجراء دراسة النضج و انجاز" في نص المادة ‪ 26‬منه‪ ،‬حيث تنص أنه‪:‬‬
‫"يمكن المصلحة المتعاقدة‪ ،‬بصفة استثنائية‪ ،‬أن تلجأ إلى إجراء "دراسة نضج و إنجاز" عندما تقتضي أسباب ذات طابع تقني ضرورة إشراك المقاول في الدراسات‬
‫الخاصة بالمشروع‪ .‬و في هذه الحالة ال تدرج مرحلة دراسة الجدوى ضمن دراسة النضج‪ .‬يجب أن ينص دفتر الشروط‪ ،‬في إطار التقييم التقني‪ ،‬على تأهيل أولي‬
‫يتعلق بمرحلة الدراسات‪ .‬و يسمح هذا اإلجراء للمصلحة المتعاقدة بأن تعهد بإنجاز مشروع ما إلى متعامل واحد في إطار صفقة أشغال‪ ،‬و هي مهمة تتضمن في آن‬
‫واحد إعداد الدراسات و إنجاز األشغال"‪ .‬و هذه المادة تعد بمثابة إحياء إلجراء "تأسيس مشروع و تنفيذه في آن واحد" المنصوص عليه في المادة ‪ 98‬من األمر رقم‬
‫‪ 50-82‬المؤرخ في ‪22‬يونيو سنة ‪.2582‬‬
‫(‪ )2‬المادة ‪ 92‬من األمر رقم ‪ ،50-82‬التي تنص أنه‪ " :‬إذا كانت المباراة ال تتناول إال تأسيس مشروع فيحدد البرنامج العالوات أو المكافآت والمنافع التي تمنح‬
‫لمؤسسي المشاريع الحائزة على التصنيف األحسن‪.‬‬
‫و يجب أن ينص البرنامج فضال عن ذلك على ما يلي‪:‬‬
‫إما على أن المشاريع التي يكافأ عنها تصبح كلها أو جزء منها ملكا للدولة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫و إما على أن اإلدارة تحتفظ بحقها في أن تنفذ‪-‬بواسطة مقاول أو مورد تعينه هي‪ -‬كل المشاريع المكافأ عنها أو جزءا منها مقابل دفع إتاوة تحدد في‬ ‫‪-‬‬
‫البرنامج نفسه‪ ،‬أو تحدد فيما بعد بالتراضي ‪.‬‬
‫و يجب أن يبن في برنامج المباراة ما إذا كان واضعو البرنامج من أهل الفن سيدعون للمشاركة في تنفيذ مشاريعهم المكافأ عنها و بأي الشروط يتم ذلك‪.‬‬
‫تمنح العالوات و المكافآت أو المنافع من قبل الشخص المسؤول عن الصفقات بناء على اقتراح لجنة المباراة‪.‬‬
‫و يجوز عدم منحها كليا أو جزئيا عندما يتقرر أن المشاريع المودعة غير مرضية"‪.‬‬
‫ورد خطأ في الفقرة الخامسة (‪ )9‬حيث استعمل كلمة البرنامج في الجملة " واضعو البرنامج"‪ ،‬و يقصد هنا "واضعو المشروع"‪ ،‬بحيث يستعمل في نص قانون‬
‫الصفقات العمومية لسنة ‪ 2582‬الصادر باللغة الفرنسية المصطلح »‪.«auteurs des Projets‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪De Laubadère (A.), Moderne (F.), Delvolve (P.), op.cit., n°615, p.641, note.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪De Laubadère (A.), Moderne (F.), Delvolve (P.), op.cit., n°615, p.641.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫و يتم تسليم المنشأة في هذه الحالة في شكل مجموع‪ ،‬و يشبه نوعا ما "االنجاز مفتاح في اليد"‪ ،‬و من المزايا هذا اإلجراء بالنسبة لصاحب المشروع هو إبرام عقد‬
‫واحد مع متعامل يقوم بالتصميم‪ ،‬و االنجاز‪ ،‬و يتحمل م سؤولية العملية‪ ،‬و ما يعيب على هذا اإلجراء هو عدم استطاعة صاحب المشروع من خالل القدرات التقنية‬
‫التابعة له‪ ،‬رقابة العملية التأسيس المشروع من خالل البرنامج الذي حدده‪ ،)Moderne (F.), op.cit., n°197, p.125.( ،‬و من ناحية فإن رقابة األشغال يضمنها‬
‫صاحب العمل مستقل عن المقاول المصمم و المنجز‪.‬‬
‫و يجعل المشرع من اإلجراء "دراسة النضج و انجاز" ‪ ،‬إجراء استثنائي بحيث يقتضي وجود أسباب ذات طابع تقني إلشراك المقاول في الدراسات الخاصة‬
‫بالمشروع‪ ،‬و يطرح الفقيه "‪ "Moderne‬في هذا المجال سؤال حول مقصود من العبارة "أسباب تقنية"‪ ،‬هل هي مرتبطة بـ» وجهة المشروع « أو بـ» طريقة التقنية‬
‫المطبقة على المشروع (‪ .)Moderne (F.), op.cit., n°200, p.127.‬أنظر كذلك‪:‬‬
‫‪- CABANIEU (Jacques), Conception-réalisation, M.I.Q.C.P., Avril 2006.‬‬

‫‪42‬‬
‫الذي يتعلق بمرحلة الدراسات في إطار التقييم التقني ضمن دفتر الشروط‪ ،‬و يسمح هذا اإلجراء لصاحب‬
‫المشروع العمومي(المصلحة المتعاقدة) بأن يعهد بإنجاز مشروع إلى متعامل واحد في إطار صفقة أشغال‪،‬‬
‫و هي مهمة تتضمن في آن واحد إعداد الدراسات و إنجاز األشغال‪ ،‬و هذا اإلجراء ال يزال موجود في‬
‫القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال‬
‫في ميدان البناء و أجر ذلك(‪ ،)1‬في نص المادة ‪ 27‬منه‪ ،‬التي جاءت كاآلتي‪ " :‬إذا قام المهندس المعماري‬
‫أو مكتب الدراسات التابع للمقاول(‪ )2‬المكلف بإنجاز المشروع‪ ،‬بإجراء الدراسة‪ ،‬فإنه يجب على رب‬
‫العمل تعيين مكتب دراسات مستقل ليتكفل بمهمة "المتابعة و مراقبة تنفيذ المشروع"‪ ،‬ومهمة "عرض‬
‫اقتراحات التسديد"‪ .‬و اللجوء إلى إجراء دراسة نضج و إنجاز مرتبط بمقتضيات ذات الطابع التقني الذي‬
‫يجب على صاحب المشروع تحديدها في إعالن عن المنافسة و دفتر الشروط(‪.)3‬‬
‫و تتمتع اإلدارة بحرية اختيار المتعامل في إجراء المسابقة(‪ ،)4‬دون اإللتزام بأخذ رأي لجنة المباراة‪،‬‬
‫كما يجوز لها أن تقرر منح العالوات‪ ،‬أو المكافآت‪ ،‬أو المنافع للمتنافسين من غير المقبولين(‪ )5‬الذين تحوز‬
‫مشاريعهم على التصنيف األحسن (المادة ‪ 1/96‬من األمر رقم ‪ ،)50-82‬أما في المرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪ 178-20‬فإنه يمكن أن تدفع المصلحة المتعاقدة (صاحب المشروع العمومي) منحا(‪ Primes )6‬للفائز أو‬
‫الفائزين ‪ Lauréats‬في المسابقة طبقا القتراحات لجنة التحكيم‪ ،‬و ذلك حسب كيفيات تحدد بموجب قرار‬
‫مشترك بين الوزير المكلف بالمالية و الوزير المعني (طبقا للمادة ‪ 20/74‬من قانون الصفقات العمومية‬
‫لسنة ‪ ،)1020‬و في حالة عدم قبول أي مشروع تقوم اإلدارة بإيقاف إجراءات المباراة‪ ،‬مع إعالم‬
‫المتنافسين بذلك (المادة ‪ 7/96‬من األمر رقم ‪.)50-82‬‬
‫و لجنة التحكيم ‪ Jury de concours‬هي التي تتولى تصنيف المترشحين‪ ،‬و تقييم عروضهم فيما‬
‫يخص إجراءات المسابقة (المباراة) فقط‪ ،‬و يقتصر عمل لجنة التحكيم على فحص أظرفة الخدمات فقط‬
‫(طبقا للمادة ‪ 8/74‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ )178-20‬و تخضع المسابقة إلى مبدأ أساسي و هو أن‬
‫اإلدارة تلتزم باحترام إجراءات المباراة(‪ ،)7‬فال يمكن لإلدارة رفض عرض بحجة عدم توافقه للشروط‬
‫المحددة في البرنامج‪ ،‬كما أنها (المسابقة) تتميز بمبدأ المساواة في معاملة المترشحين‪.‬‬

‫(‪ )1‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪.2425.‬‬


‫(‪ )2‬أنظر‪:‬‬
‫‪- « TITRE : I- BATIMENT, 1.Entreprise Générale de Bâtiment, 330-3100 », Nomenclature des activités économiques des entreprises du‬‬
‫‪bâtiment, des travaux publics et de l’hydraulique, (Arrête interministériel du 1 er Mars 1983), EDITION : Centre National d’Animation des‬‬
‫‪Entreprises et de Traitement des Information du Secteur de la Construction. (Sans Année), p.5.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Philippe TERNEYRE, Maîtrise d’œuvre « constructions publiques », in « Droit de la construction » Sous-d « Philippe‬‬
‫‪Malinvaud », Dalloz, Le Moniteur, 2001. n°5134, 5135, p.783.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪C.E.20 octobre 1954, Établiss. Pinon, p.544 ; A.J.D.A. 1955. II, p.492 ; 10 mai 1968, Syndicat des architectes de la Seine,‬‬
‫‪p.296.citée par De Laubadère (A.), Moderne (F.), Delvolve (P.), op.cit., n°616, p.642.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Philippe TERNEYRE, Maîtrise d’œuvre « constructions publiques », op.cit., n°5110, p.776.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫وضع المشرع الجزائري قاعدة تعويض المترشحين‪-‬أصحاب العمل ‪ -Maître d’œuvre‬في إطار المسابقة أو االستشارة االنتقائية إذا تضمنت عروضهم‬
‫الخدمات‪ ،‬دون أن يحدد نسبة و كيفية حساب وعلى أي أساس‪ ،‬هذه المنح‪ ،‬ففي فرنسا تمنح التعويضات بنسبة ‪ %60‬على األقل من السعر التقديري للدراسات‪ ،‬ويعود‬
‫السبب إلزام أصحاب المشاريع بتقديم المنح في إطار المسابقة أو االستشارة االنتقائية التي تتضمن أظرفة الخدمات‪ ،‬هو أن اساس الجودة النهائية تقوم في مرحلة‬
‫البداية الدراسات‪ ،‬و حسب نوعيتها (أي أن جودة الدراسات تكون أساسا في مرحلة المسابقة) من ناحية‪ ،‬و من ناحية أخرى تتوقف أجرتهم (المترشحين) على نوعية‬
‫الدراسات (أي تعتمد أجرة "اصحاب العمل" على نوعية الدراسات)‪ ،‬أنظر إلى‪:‬‬
‫‪« Cette obligation de rémunérer les prestations remises dans le cadre des concours a toujours été fermement soutenue par la MIQCP pour‬‬
‫‪deux raisons au moins : - d’une part, l’essentiel de la qualité finale se joue au début des études et est fonction de leur qualité ;-d’autre part, la‬‬
‫‪qualité des études est globalement fonction de leur rémunération. », Prestations et Primes en concours de maîtrise d’œuvre, M.I.Q.C.P., Avril‬‬
‫‪2010, n°1, p.29, BRACONNIER (S.), Droit des Marchés publics, imprimerie Nationale, Editions-Paris 2002, p.216,GODARD (J.), HACHE‬‬
‫‪(O.), La Maîtrise d’ouvrage publique, édition MB Formation, 2003, p.49, M.I.Q.C.P., Organiser un concours d’architecture et d’ingénierie,‬‬
‫‪Guide pour le choix de concepteurs par un maître d’ouvrage, collectivités locales, Deuxième édition, Le Moniteur Ed., 1992, p.64 et suiv.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪De Laubadère (A.), Moderne (F.), Delvolve (P.), op.cit., n°616, p.643. Voir aussi ; BRACONNIER (S.), Droit‬‬
‫‪des Marchés publics, op.cit., p.220.‬‬

‫‪43‬‬
‫و يتم التصنيف حسب استحقاق المشاريع ‪ ،‬فلجنة التحكيم (المباراة) تتمتع بسلطة تقديرية في هذا‬
‫المجال(‪ ،)1‬ويمكن ألعضاء اللجنة تقرير أن مشروع ال يستحق أن يصنف من أحسن العروض(‪ ،)2‬و ال‬
‫يجوز تعديل التصنيف بعد نهايته‪ ،‬و إمضاء المحضر أو بعد المداولة(‪ ،)3‬و حسب المادة ‪ 95‬من األمر رقم‬
‫‪ 50-82‬تضع اللجنة في جميع الحاالت محضرا تشير فيه إلى الظروف التي جرى فيها فحصها للمشاريع‪،‬‬
‫و تبدي فيه رأيها مع التعليل‪ ،‬أما في قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،)4(1020‬فإن رئيس لجنة التحكيم‬
‫يرسل محضر الجلسة‪ ،‬مرفقا برأي معلل يبرز فيه عند االحتمال ضرورة توضيح بعض الجوانب‬
‫المرتبطة بالخدمات‪ ،‬إلى المصلحة المتعاقدة (صاحبة المشروع)‪.‬‬
‫و يعتبر قرار اللجنة مجرد رأي فقط أو اقتراح(‪ ،)5‬فتبقى اإلدارة‪-‬كما سبق ذكره‪ -‬حرة في اختيار‬
‫المترشح التي ستتعاقد معه‪ ،‬و يمكن أن ال تأخذ بالفائز المصنف في المرتبة األولى(‪ ،)6‬و يجوز لها أن‬
‫تقرر منح العالوات أو المكافآت أو المنافع للمتنافسين من غير المقبولين الذين تحوز مشاريعهم على‬
‫التصنيف األحسن كما سبق ذكره(‪ ،)7‬و وضع المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة‬
‫‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية(‪ ،)8‬لجنتين (لجنة تقويم العروض و لجنة التحكيم) عند‬
‫عملية إبرام الصفقات عن طريق المسابقة كما سوف نرى‪.‬‬
‫و في حالة عدم احترام صاحب المشروع لنظام المسابقة أو المباراة‪ ،‬وجب عليه تعويض‬
‫المتعهدين(‪ ،)9‬و للقاضي السلطة التقديرية في تفسير نظام المباراة(‪ ،)10‬بحيث يمكن الطعن في قرار‬
‫صاحب المشروع المتعلق بمنح الصفقة‪ ،‬إذا كان عرض المتعهد غير مطابق لنظام المباراة(‪.)11‬‬
‫و ضيق المشرع سلطة صاحب المشروع العمومي في اللجوء إلى هذا اإلجراء‪ ،‬بما أنه نص في‬
‫المادة ‪ 74‬في فقرتها األخيرة من قانون الصفقات العمومية على أن‪ » :‬تحدد قائمة المشاريع التي يجب أن‬
‫تكون محل مسابقة‪ ،‬بالنسبة لكل قطاع‪ ،‬بموجب قرار من الوزير أو من الوالي المعني« ‪ ،‬فحصر المشرع‬
‫إذن إجراء المسابقة على بعض المشاريع فقط محددة في قرار من الوزير أو الوالي المعني(‪.)12‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪C.E. 5 octobre 1932, Hur, p.515 ; 23 janvier 1976, Bergerioux et autres, p.1078. Citée par De Laubadère (A.),‬‬
‫‪Moderne (F.), Delvolve (P.), op.cit., n°616, p.643.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪C.E. 21 novembre 1957, Poissenot et De marre, p.430 ; S. 1948.3.42. ;A.J. éd.Trav. 1948 p.21. Citée par De‬‬
‫‪Laubadère (A.), Moderne (F.), Delvolve (P.), op.cit., n°616, p.644.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪C.E. 16 mars 1932, Ville de Grenoble, p.317. Citée par De Laubadère (A.), Moderne (F.), Delvolve (P.), op.cit., n°616,‬‬
‫‪p.644.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫أنظر إلى المادة ‪ 6/74‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ ،1020/20/2‬ع ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪BOUCHON (Dominique), COSSALTER (Patrice), LES MARCHES DE MAITRISE D’ŒUVRE dans la construction‬‬
‫‪publique, 3éd Collection Analyse Juridique, groupe le Moniteur, (édition le moniteur) Paris, 20032 n°7, ph.243, p.221.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪C.E. 16 mai 1941, Société d’études techniques urbaines et autres, p.92. Citée par De Laubadère (A.), Moderne (F.),‬‬
‫‪Delvolve (P.), op.cit., n°617, p.644.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫ففي هذه الحالة السؤال الذي يطرح هل تحتفظ اإلدارة بملكية المشروع؟‪ ،‬و هنا يجب اإلشارة إلى أن البرنامج محل المسابقة إذا نص على أن اإلدارة تحتفظ‬
‫بالمشاريع غير المقبولة مع دفع مكافآت ألصحابها‪ ،‬فتصبح ملكيتها‪ ،‬و هذا ما يستفاد من نص المادة ‪ 92‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪( 2582‬األمر رقم ‪-82‬‬
‫‪ )50‬في فقرتها الثالثة (‪...")7‬فيحدد البرنامج العالوات أو المكافآت و المنافع التي تمنح لمؤسسي المشاريع الحائزة على التصنيف األحسن‪ .‬و يجب أن ينص‬
‫البرنامج فضال عن ذلك على ما يلي‪...:‬إما على أن المشاريع التي يكافأ عنها تصبح كلها أو جزء منها ملكا للدولة‪."...،‬‬
‫(‪ )8‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الخميس ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫(‪)9‬‬ ‫‪elle‬‬
‫‪« CAA de Nantes, 2 décembre 1998, M. Delorme, M Rémy. M. Vuillaume », M.I.Q.C.P. La commande publique de‬‬
‫‪Maîtrise d’œuvre à travers la jurisprudence, Janvier, 2000, n°10, p.11.‬‬
‫(‪)10‬‬
‫‪C.E., 30 Septembre 1996, Département des Ardennes.‬‬
‫(‪)11‬‬
‫‪« C.E. 17 juin 1998, M. LAFFLY », M.I.Q.C.P. La commande publique de Maîtrise d’œuvre à travers la jurisprudence,‬‬
‫‪op.cit., n°3, p.8.‬‬
‫(‪ )12‬فالمشاريع التي تكون محل مسابقة تحدد بالنسبة لكل قطاع‪ ،‬بموجب قرار من الوزير أو من الوالي المعني‪ ،‬بمعنى أن هذه الفقرة تشمل صفقات‬
‫التي تبرمها اإلدارات العمومية‪ ،‬و الوالية‪ ،‬و المؤسسات العمومية التابعة لها فقط‪ ،‬و بالتالي يمكن ألصحاب المشاريع األخرى استعمال إجراء‬
‫المسابقة إلبرام صفقاتها‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫خامسا‪ :‬المسابقات الدولية‬
‫و حددت هيئة األمم المتحدة للتربية و العلوم و الثقافة‪ -‬اليونسكو ‪ UNESCO‬نموذج مسابقة الهندسة‬
‫المعمارية‪ ،‬بالنسبة للمسابقات الدولية‪ ،‬و التي اتخذتها معظم الدول‪ ،‬و نقصد هنا قرار الهيئة الذي يخص‬
‫التوصيات الموجهة إلى الدول األعضاء‪ ،‬الملحق األول‪ ،‬توصية معدلة بشأن المسابقات الدولية للهندسة‬
‫المعمارية و تخطيط المدن(‪ ،)1‬حيث تنص في النظام النموذجي الخاص بالمسابقات الدولية للهندسة‬
‫المعمارية و تخطيط المدن(‪ ،)2‬الملحق بالتوصية السابقة الذكر‪ ،‬كاألتي ‪:‬‬
‫‪ – 2‬ألغراض هذه التوصية المعدلة‪ ،‬تعتبر مسابقات دولية المسابقات التي يدعى لالشتراك فيها مهندسون‬
‫معماريون‪ ،‬أو مهندسون في تخطيط المدن الذين ينتمون إلى أكثر من دولة واحدة‪.‬‬
‫‪ – 1‬ينبغي أن يتضمن برنامج المسابقة الدولية تحديدا دقيقا لهدف المسابقة‪ ،‬و المعطيات المشكلة‬
‫والشروط المادية إلعداد المشروع‪.‬‬
‫و تقتصر المسابقة في هذه الحالة على األشخاص الطبيعية‪ ،‬و بالخصوص مهندسون معماريون‬
‫‪ ،Architectes‬أو مهندسون في تخطيط المدن ‪ ،Urbanistes‬و أن يكون البرنامج محدد بدقة‪ ،‬و تجدر‬
‫اإلشارة هنا أن األمر يتعلق بالهندسة المعمارية‪ ،‬و تخطيط المدن إذ تدخل ضمن اختصاصات المهندس‬
‫المعماري‪ ،‬و مهندسي التعمير (مهندسون في تخطيط المدن) ‪ ،Urbanistes‬فتتعلق المسابقة الدولية‬
‫الموضوعة من قبل هيئة اليونسكو على جانب من جوانب المسابقة بمفهوم المادة ‪ 74‬من المرسوم‬
‫الرئاسي ‪ ،178-20‬و هو جانب يتعلق بمظاهر الجمالية‪ ،‬أو التقنية‪ ،‬أو الفنية الخاصة‪.‬‬
‫و في المادة األولى من النظام النموذجي الخاص بالمسابقات الدولية للهندسة المعمارية‪ ،‬و تخطيط‬
‫المدن أنه‪ " :‬تعتبر مسابقة دولية كل مسابقة يفتح باب االشتراك فيها لمهندسين معماريين و مهندسين في‬
‫تخطيط المدن و أفرقة من الفنيين يرأسها المهندس المعماري أو مهندس في تخطيط المدن‪ ،‬ينتمون‬
‫لجنسيات مختلفة و يقيمون في بالد مختلفة‪ ،‬و كذلك ألعضاء مهن أخرى يعملون باالشتراك معهم‪.‬‬
‫وتسمى المسابقات المفتوحة لجميع المهندسين المعماريين‪ ،‬و مخططي المدن و المهنيين الذين يعملون‬
‫باالشتراك معهم مسابقات "عامة"‪ .‬و يطبق النظام الوارد أدناه على المسابقات العامة‪ ،‬و على المسابقات‬
‫المحدودة النطاق (التي تتضمن شروطا مقيدة) على السواء‪ ،‬كما يطبق أحيانا على مسابقات خاصة(‪.)3‬‬
‫و تكرس المادة األولى السابقة الذكر المبادئ األساسية التي تقوم عليها الصفقات العمومية‪ ،‬و هي مبدأ‬
‫حرية الوصول إلى الطلبات العمومية‪ ،‬و مبدأ المساواة‪ ،‬و المنافسة(‪.)4‬‬
‫و تعطي المادة ‪ 1‬تصنيفا للمسابقات الدولة إذ تنص أنه‪" :‬يمكن تصنيف المسابقات الدولية إلى مسابقات‬
‫"مشروعات" و مسابقات "أفكار"‪ ،‬و يمكن أن تنظم المسابقات الدولية على مرحلة واحدة‪ ،‬أو على‬
‫مرحلتين(‪( )5‬المادة ‪ 7‬من النظام)‪ ،‬و هذه الطريقة األخيرة من اإلبرام تشبه إجراء االنتقاء األولي‪،‬‬
‫واالستشارة االنتقائية‪ ،‬و التي نتناولها في النقطة التالية‪.‬‬

‫(‪ )1‬المجلد األول‪ ،‬قرارات سجالت المؤتمر العام الدورة العشرون‪ ،‬باريس ‪ 14‬أكتوبر‪ 16-‬نوفمبر ‪ ،2526‬منظمة األمم المتحدة للتربية و العلوم‬
‫والثقافة‪ -‬اليونسكو ‪ .2525‬ص ‪ 282‬إلى ‪.228‬‬
‫(‪ )2‬النظام النموذجي الخاص بالمسابقات الدولية للهندسة المعمارية‪ ،‬و تخطيط المدن‪ ،‬الملحق بالتوصية معدلة بشأن المسابقات الدولية للهندسة‬
‫المعمارية و تخطيط المدن‪ ،‬المؤرخة في ‪ 12‬نوفمبر سنة ‪ ،2526‬ص‪.220.‬‬
‫(‪ )3‬النظام النموذجي الخاص بالمسابقات الدولية للهندسة المعمارية و تخطيط المدن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.222.‬‬
‫(‪ )4‬بالنسبة للمناقصات الدولية‪ ،‬فإن المشرع وضع التزام بالشراكة األجانب مع جزائريون (المادة ‪ 14‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.)178-20‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Huet (M.), op.cit., p.362.‬‬
‫‪ -‬النظام النموذجي الخاص بالمسابقات الدولية للهندسة المعمارية‪ ،‬و تخطيط المدن‪ ،‬الملحق بالتوصية معدلة بشأن المسابقات الدولية للهندسة‬
‫المعمارية و تخطيط المدن‪ ،‬المؤرخة في ‪ 12‬نوفمبر سنة ‪.2526‬‬

‫‪45‬‬
‫سادسا‪ :‬االنتقاء األولي و االستشارة االنتقائية‬
‫أما الدعوة إلى االنتقاء األولي جاء به المشرع ألول مرة بموجب المرسوم رقم ‪ ،249-61‬في المادة‬
‫‪ 76‬من القسم الثالث ضمن الباب الثالث‪ ،‬تحت عنوان "تأهيل المترشحين"‪ ،‬و يقترب إجراء الدعوة إلى‬
‫االقتناء األولي إلى إجراء المسابقة(‪.)1‬‬
‫االنتقاء األولي ‪ La présélection‬هو إجراء من إجراءات اإلبرام‪ ،‬يقوم به صاحب المشروع‬
‫العمومي (المصلحة المتعاقدة) الختيار المرشحين إلجراء المنافسة عندما يتعلق األمر بعمليات معقدة‪،‬‬
‫و‪/‬أو ذات أهمية خاصة (طبقا للمادة ‪ 72‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،)178-20‬كمرحلة أولى لبيان‬
‫المترشحين المؤهلين (حد التأهيل) للقيام بالعمليات المعقدة و‪/‬أو ذات أهمية خاصة‪ ،‬ويسجلون في قائمة‬
‫مفتوحة‪ ،‬ولم يحدد في إجراء االنتقاء األولي على إمكانية مسك جميع المترشحين المؤهلين(‪.)2‬‬
‫لم يحدد هنا المشرع مقاييس التعقيد‪ ،‬و نصت المادة ‪ 29‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪29‬‬
‫مايو سنة ‪ ،2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء و أجر ذلك(‪ ،)3‬السالفة الذكر‬
‫أنه "‪...‬و تبرم عقود االستشارة الفنية المتعلقة بالمنشآت المعقدة أو التي تتطلب مقاييس ذات صفة تقنية أو‬
‫معمارية خاصة‪ ،‬و السيما المنشآت المرتبة في فئات "ج" و "د" و "هـ"‪ .‬المبينة في الملحق رقم ‪ 2‬بهذا‬
‫القرار‪ ،‬حسب الطرق التي تسمح بإثارة تنافس بين المترشحين محتملين"‪ ،‬فذكرت المادة ‪ 29‬المنشآت‬
‫المعقدة‪.‬‬
‫إن التأهيل المسبق هو ضروري عادة إلنجاز الدراسات المعقدة‪ ،‬و بالتالي يتم في مرحلة االنتقاء‬
‫األولي حصر المتعهدين الذين يتمتعون بقدرات و موارد كافية‪ ،‬و ينبغي أن يعتمد التأهيل المسبق كليا على‬
‫قدرات‪ ،‬وموارد المقدمين المحتملين للعروض بهدف تنفيذ العقد بشكل مرض‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار‬
‫خبراتهم‪ ،‬و أدائهم السابق في عقود مشابهة‪ ،‬و قدراتهم بالنسبة للمستخدمين‪ ،‬و الوضعية المالية‪.‬‬
‫أما المرحلة الثانية وهي إجراء االستشارة االنتقائية(‪( )4‬نصت عليه المادة ‪ )2/72‬التي يكون‬
‫المرشحون المرخص لهم (وفقا لالنتقاء األولي) بتقديم عرض فيه‪ ،‬هم المدعوون خصيصا للقيام بذلك بعد‬
‫انتقاء أولي السابق الذكر‪ ،‬أي من بين المسجلين في القائمة المفتوحة‪ ،‬و مما يفسر اللجوء إلى المناقصة‬
‫على أساس مرحلتين هو نسبية البرنامج المعد من قبل صاحب المشروع العمومي أي بمعنى آخر أن‬
‫البرنامج غير نهائي(‪ ،)5‬فيجري اللجوء إلى االستشارة االنتقائية(‪)6‬على أساس‪:‬‬
‫‪ -‬مواصفات تقنية مفصلة‪ ،‬أو نجاعة يتعين بلوغها‪.‬‬
‫‪ -‬برنامج وظيفي‪ ،‬استثناء‪ ،‬إذا لم تكن المصلحة المتعاقدة (صاحب المشروع العمومي) قادرة على‬
‫تحديد الوسائل التقنية لتلبية حاجاتها‪.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫و في تقرير البنك العالمي يرى أن استعمال اصطالح التأهيل األولي بدال من انتقاء األولي‪ ،‬أفضل‬
‫ألن ال هدف من هذا اإلجراء هو تحديد المتعاملين الذين يبلغون حد معين من التأهيل (و الذي يجب أن‬
‫يصل إليه المترشحين)‪ ،‬و بالتالي يفترض فيهم توفرهم على القدرات الكافية إلنجاز عمليات معقدة‪ ،‬وإعادة‬
‫الترشح للمشاركة في إجراء االستشارة االنتقائية‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., Tome 2, p.589.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪BANQUE MONDIALE, Rapport Analytique sur la passation des marchés en Algérie, op.cit., n°40, p.8.‬‬
‫(‪ )3‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪.2425.‬‬
‫(‪ )4‬و لم ينص في حالة االستشارة االنتقائية‪ ،‬هل يجب أن يقدم المؤهلين نفس العروض المقدمة في مرحلة االنتقاء األولي؟‪ ،‬فيكون هناك تكرارا‬
‫لخطوة تم االنتهاء منها‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪RAPPORT, Modalités de recours à la maîtrise d’œuvre privée en matière d’ouvrage d’art, établi par PERRET‬‬
‫‪(F.), GARCIA (J-P), ANTONI (R-M), Rapport n° 2002-0271-01, septembre 2004, p.15.‬‬
‫(‪ )6‬المادة ‪ 7/72‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪BANQUE MONDIALE, Rapport Analytique sur la passation des marchés en Algérie, op.cit., .n°38, N, p.7.‬‬

‫‪46‬‬
‫يمكن اإلشارة إلى حالة أخرى‪ ،‬و هي تخص إنجاز عمليات الهندسة المركبة أو ذات أهمية خاصة‬
‫و‪/‬أو عمليات اقتناء لوازم خاصة ذات طابع تكراري‪ ،‬يمكن القيام باستشارة مباشرة للمتعامين االقتصاديين‬
‫المؤهلين‪ ،‬و المسجلين في قائمة مفتوحة ‪ short list‬يعدها صاحب المشروع العمومي (المصلحة‬
‫المتعاقدة) على أساس انتقاء أولي‪ ،‬و تجدد تلك القائمة كل ثالث (‪ )7‬سنوات(‪ ،)1‬و كان يستعمل كلمة‬
‫"المؤسسات و الهيئات" بدال من المتعاملين االقتصاديين(‪ ،)2‬و مما الشك فيه أنه كان يقصد من خالل‬
‫اصطالح "الهيئات" مكاتب الدراسات‪ ،‬و التي كانت تسمى آنذاك بـ "الهيئات"(‪.)3‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه يجب أن تتوجه االستشارة االنتقائية إلى ثالثة (‪ )7‬مترشحين على األقل تم‬
‫انتقاؤهم األولي‪ .‬و في حالة ما إذا كان عدد المرشحين‪ ،‬الذين جرى انتقاؤهم األولي أدنى من ثالثة‪ ،‬يجب‬
‫على صاحب المشروع العمومي (المصلحة المتعاقدة) أن يباشر الدعوة إلى االنتقاء األولي من جديد(‪.)4‬‬
‫وفي رأي البنك العالمي في تقريره حول "إبرام الصفقات في الجزائر" أن نظام القائمة ‪ Short List‬لها‬
‫طابع جامد‪ ،‬و ال تتالءم مع التطور السريع الختصاصات و مؤهالت مكاتب الدراسات(‪ .)5‬كما أن‬
‫التصنيف اإلجباري للمؤسسات هو إجراء ال يتماشى أيضا مع تطور القدرات التقنية والتجارية للشريك‬
‫المتعاقد‪ ،‬و يقترح بوضع بنك المعلومات ‪ banque de données interactive‬تسمح للمؤسسات و مكاتب‬
‫الدراسات تحيين المعلومات المتعلقة بمؤهالتها‪ ،‬و منه تتحصل المصلحة المتعاقدة (صاحب المشروع‬
‫العمومي) على معطيات دقيقة و جديدة بشأن المتعاملين(‪.)6‬‬
‫و استعملت تقنية القائمة المفتوحة في عملية االنتقاء المتعلقة بإنجاز هندسة معمارية "لمسجد الجزائر‬
‫الكبير"‪ ،‬حيث تم اختيار ثالث عروض من مجموع العروض المقدمة‪ ،‬و هي خمسة (‪ )9‬عروض(‪ ،)7‬مع‬
‫اإلشارة إلى أن اإل جراء المتخذ في هذه العملية هو إجراء المسابقة‪.‬‬
‫و تم اختيار مكتب الدراسات األلماني التونسي‪ ،‬بالرغم من حصول هذا األخير على المرتبة الثالثة في‬
‫القائمة المحددة‪ ،‬مع العلم أنه لم يقدم أحسن عرض مالي (حيث قدر قيمة المشروع بـ ‪ 94‬مليار دينار‬
‫جزائري)‪ ،‬و لتفضيل مكتب الدراسات األلماني التونسي قامت وزارة الشؤون الدينية بدراسات جدوى‬
‫للمشروعين المعروضين من قبل مكاتب الدراسات األوائل في المنافسة‪ ،‬أي كانوا مصنفين في المرتبة‬
‫األولى‪ ،‬و الذي تم اختيار في األخير مكتب الدراسات األلماني التونسي(‪.)8‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 1/18‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.190-01‬‬


‫(‪ )2‬عرفته المادة ‪ 1/7‬من القانون رقم ‪ 01-04‬المؤرخ في ‪ 17‬يونيو سنة ‪ ،1004‬المعدل و المتمم بالقانون رقم ‪ 08-20‬المؤرخ في ‪ 29‬غشت سنة‬
‫‪ ،1020‬الذي يحدد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية‪ ،‬بأنه كل منتج أو تاجر أو حرفي أو مقدم خدمات أيا كانت صفته القانونية‪ ،‬يمارس‬
‫نشاطه في اإلطار المهني العادي أو بقصد تحقيق الغاية التي تأسس من أجلها‪ ،‬أرجع إلى الجريدتين‪:‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 12‬يونيو سنة ‪ ،1004‬العدد ‪ ،42‬ص‪.7.‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 26‬غشت سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،48‬ص ‪.22‬‬
‫(‪ )3‬أنظر إلى النص التالي‪:‬‬
‫المرسوم رقم ‪ 185-69‬المؤرخ في ‪ 9‬نوفمبر سنة ‪ ،2569‬يتعلق بالوصاية على بعض المؤسسات و الهيئات الموضوعة تحت سلطة وزير التعمير‬
‫والبناء واإلسكان‪ ،‬تحت وصاية الوالة المعنيين‪ .‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 8‬نوفمبر سنة ‪ ،2569‬ص‪.2822 .‬‬
‫(‪ )4‬المادة ‪ 2/72‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪BANQUE MONDIALE, Rapport Analytique sur la passation des marchés en Algérie, Volume II, n° 29765,‬‬
‫‪juin 2003.n°54, p.11.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪BANQUE MONDIALE, Rapport Analytique sur la passation des marchés en Algérie, Volume II, n° 29765,‬‬
‫‪juin 2003.n°56, p.12.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Short liste : 3 projets sur 5 retenus architecture studieux ATKINS-ATSP (grande Bretagne, France, Algérie),‬‬
‫‪kreber-kielef (germano-tunisien), Tradionnalistes et modernistes s’opposant, ELWatan-Réb : l’Actualité,‬‬
‫‪dimanche 11 novembre 2007, p.1 et 5, n°5171.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪Projet de la grande mosquée d’Alger ; un bureau d’études germano tunisien remporte le marché, ELWatan,‬‬
‫‪dimanche 13 janvier 2006, p.5.‬‬

‫‪47‬‬
‫و في حالة االستشارة االنتقائية على أساس برنامج وظيفي‪ ،‬يمكن أن يدفع صاحب المشروع العمومي‬
‫(المصلحة المتعاقدة) أتعابا للمرشحين بالنسبة لصفقة إدارة المشروع ألصحاب العمل المرشحين‪،‬‬
‫فاألتعاب ال تدفع إال بالنسبة لرجال الفن مما يدعو القول أن االستشارة االنتقائية تخص صفقات الدراسات‬
‫بما فيها صفقة إدارة المشروع (اإلشراف على األشغال)(‪ .)1‬كما أن المشرع حصر مجال استعمال إجراء‬
‫االستشارة االنتقائية إال بالنسبة للمشاريع التي تحدد قائمتها بالنسبة لكل قطاع بموجب قرار مشترك بين‬
‫الوزير المكلف بالمالية و الوزير المعني(‪.)2‬‬
‫و تجدر المالحظة أن المشرع وقع في خلط‪ ،‬بحيث ينص في المادة ‪ 72‬من قانون الصفقات العمومية‬
‫لسنة ‪ 1020‬أن االستشارة االنتقائية هي إجراء يكون المرشحون المرخص لهم بتقديم عرض فيه هم‬
‫المدعوون خصيصا للقيام بذلك بعد انتقاء أولي‪ ،‬أي يضع مبدأ أن االستشارة االنتقائية ال تتم إال بعد انتقاء‬
‫المرشحون المؤهلون‪ ،‬و في الفقرة الثانية من نفس المادة يقول أن االنتقاء األولي ال يتم إال بالنسبة‬
‫للعمليات المعقدة و‪/‬أو ذات أهمية خاصة دون أن يحدد هذه األخيرة‪ ،‬فإن االستشارة االنتقائية ال تتعلق إال‬
‫بعمليات معقدة و‪/‬أو ذات أهمية خاصة‪ ،‬وبالتالي فإن المشاريع محل إجراء االستشارة االنتقائية تتعلق‬
‫بعمليات معقدة و‪/‬أو ذات أهمية خاصة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إجراء التراضي(‪ )3‬كاستثناء في عملية إبرام صفقة إدارة المشروع‬

‫نصت عليه المادة ‪ 12‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬التي تعرفه بأنه إجراء تخصيص صفقة‬
‫لمتعامل متعاقد واحد دون الدعوة الشكلية إلى المنافسة‪ ،‬و يمكن أن يكتسي التراضي شكل التراضي‬
‫البسيط أو شكل التراضي بعد االستشارة‪ ،‬و تنظم هذه االستشارة بكل الوسائل المكتوبة المالئمة‪.‬‬
‫إن إجراء التراضي البسيط قاعدة استثنائية إلبرام العقود‪ ،‬ال يمكن اعتمادها إال في الحاالت الواردة‬
‫في المادة ‪ 47‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،1020‬كما أنه يمكن إبرام صفقة إدارة المشروع عن‬
‫طريق التراضي إذا توافرت الشروط المنصوص عليها في المادتين ‪ 47‬و ‪ 44‬من قانون الصفقات‬
‫العمومية‪ .‬يعتبر التراضي القاعدة االستثنائية إلبرام الصفقات العمومية حسب نص المادة ‪ 12‬من المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية(‪ ،)4‬إذن‬
‫يميز بين نوعين من التراضي‪:‬‬
‫‪ -‬التراضي البسيط (المادة ‪،)47‬‬
‫‪ -‬التراضي بعد االستشارة (المادة ‪.)44‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 6/71‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ 5/71‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬جاءت كاآلتي‪" :‬و تحدد قائمة المشاريع التي يمكن أن تكون موضوع استشارة انتقائية كما هو‬
‫منصوص عليه في المادة ‪ 72‬أعاله‪ ،‬بالنسبة لكل قطاع بموجب قرار مشترك بين الوزير المكلف بالمالية و الوزير المعني"‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪De Laubadère (A.), Moderne (F.), Delvolve (P.), op.cit., n°621, et suiv., p.647 et suiv.‬‬
‫(‪ )4‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الخميس ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬

‫‪48‬‬
‫أوال‪ :‬التراضي البسيط ‪Gré a Gré Simple‬‬
‫و حصر المشرع الحاالت التي يلجأ إليها صاحب المشروع العمومي (المصلحة المتعاقدة) إلى إجراء‬
‫التراضي‪ ،‬وبالنسبة إلجراء التراضي البسيط‪ ،‬نصت المادة ‪ 47‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪1020‬‬
‫على أنه يلجأ إليه في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬عن دما ال يمكن تنفيذ الخدمات إال على يد متعامل متعاقد وحيد يحتل وضعية احتكارية‪ ،‬أو ينفرد‬
‫بامتالك الطريقة التكنولوجية التي اختارتها المصلحة المتعاقدة(‪.)1‬‬
‫‪ -‬في حاالت االستعجال الملح المعلل بخطر داهم يتعرض له ملك أو استثمار‪ ،‬قد تجسد في الميدان‬
‫و ال يسعه التكيف مع آجال المناقصة‪ ،‬بشرط أنه لم يكن في وسع المصلحة المتعاقدة (صاحب‬
‫المشروع العمومي) توقع الظروف المسببة لحاالت االستعجال‪ ،‬وأن ال تكون نتيجة مناورات‬
‫للمماطلة من طرفها‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -‬في حالة تموين مستعجل مخصص لضمان سير االقتصاد أو توفير حاجات السكان األساسية ‪،‬‬
‫بشرط أن الظروف التي استوجبت هذا االستعجال لم تكن متوقعة من المصلحة المتعاقدة‪ ،‬و لم‬
‫تكن نتيجة مناورات للمماطلة من طرفها‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يتعلق األمر بمشروع ذي أولوية و ذي أهمية وطنية‪ .‬و في هذه الحالة‪ ،‬يخضع اللجوء إلى‬
‫هذا النوع االستثنائي إلبرام الصفقات للموافقة المسبقة من مجلس الوزراء(‪.)3‬‬
‫‪ -‬عندما يمنح نص تشريعي أو تنظيمي مؤسسة عمومية حقا حصريا للقيام بمهمة الخدمة العمومية‪،‬‬
‫و تحدد قائمة المؤسسات المعنية بموجب قرار مشترك بين الوزير المكلف بالمالية والوزير‬
‫المعني‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يتعلق األمر بترقية األداة الوطنية العمومية لإلنتاج‪ .‬و في هذه الحالة‪ ،‬يجب أن يخضع‬
‫اللجوء إلى هذه الطريقة االستثنائية في إبرام الصفقات إلى الموافقة المسبقة من مجلس الوزراء(‪.)4‬‬
‫أما حاالت التي يلجأ اليها صاحب المشروع إلبرام عقد إدارة المشروع عن طريق اجراء التراضي‬
‫البسيط قليلة‪ ،‬و يمكن حصرها‪-‬من بين الحاالت المذكورة سابقا‪ -‬في الحالة األولى‪ ،‬والحالة المتعلقة‬
‫بمشروع ذي أولوية و ذي أهمية وطنية‪ ،‬وهذا نظرا لطبيعة هذا نوع من العقود‪.‬‬
‫و بالرجوع إلى دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المتعلقة بوزارة تجديد البناء‬
‫واألشغال العمومية و النقل(‪ ،)5‬المصادق عليه بموجب القرار المؤرخ في ‪ 12‬نوفمبر سنة ‪ ،)6(2584‬في‬
‫المادة ‪ 8‬منه على أن الصفقات بالتراضي‪:‬‬
‫‪ – 2‬تعقد الصفقة بالتراضي بصفة حرة بين اإلدارة و المقاول الذي تختاره دون االلتزام بإتباع أصول‬
‫معينة لتضمن بذلك عند اللزوم النشر و المنافسة في إبرام الصفقة"‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫عندما يتضمن موضوع الصفقة على منتوج أو طريقة صناعية محل براءة اختراع أو ترخيص‪ ،‬انظر إلى المرجع التالي‪:‬‬
‫‪TROTABAS (Louis), Manuel de Droit Public et Administratif, Librairie Général de Droit et de la Jurisprudence, Dixième‬‬
‫‪Edition, 1957, n°316, p.223.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫و هذه الحالة تدخل ضمن صفقات التوريد وال تعني صفقات إدارة المشروع (اإلشراف على األشغال)‪.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫و تخضع هذه الحالة إلى أحكام المادة ‪ 14‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،1020‬والمتعلقة بالمناقصات الدولية‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 7/12‬أنه‪" :‬يخضع‬
‫تخصيص صفقة وفقا إلجراء التراضي بعد االستشارة أو التراضي البسيط‪ ،‬في الحاالت المنصوص عليها في المطتين الرابعة و السادسة من المادة ‪ 47‬أدناه‪ ،‬إلى‬
‫أحكام المادة ‪ 14‬من هذا المرسوم"‪.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫و تخضع هذه الحالة إلى أحكام المادة ‪ 14‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،1020‬والمتعلقة بالمناقصات الدولية‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪ 7/12‬من نفس القانون‪ ،‬مما‬
‫يتناقض مع المبدأ الذي يقول أن المناقصات الدولية تتم عن طريق استشارة ثالثة مترشحين على األقل‪ ،‬فالتراضي البسيط يتم دون أي شكلية من الشكليات التي‬
‫تخضع له المناقصة و التراضي بعد االستشارة‪.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪.42.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪.48.‬‬

‫‪49‬‬
‫أما األمر رقم ‪ 50-82‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو سنة ‪ ،2582‬الذي يتضمن قانون الصفقات العمومية(‪،)1‬‬
‫نظم صفقات التراضي في القسم الثالث‪ ،‬و تنص المادة ‪ 80‬منه‪" :‬تسمى صفقات بالتراضي تلك التي‬
‫تتنافس فيها اإلدارة بحرية مع المقاولين و الموريدين الذين تقرر التشاور معهم‪ ،‬و منح الصفقة لمن‬
‫تختاره منهم‪ .‬و تنظم المنافسة‪-‬إذا أمكنت‪-‬بجميع الوسائل الخاصة بها"‪ .‬و حسب المادة ‪ 12‬من المرسوم‬
‫(‪)2‬‬
‫رقم ‪ 249-61‬المؤرخ في ‪ 20‬ابريل سنة ‪ 2561‬الذي ينظم الصفقات التي يبرمها المتعامل العمومي‬
‫"التراضي "هو إجراء يخصص الصفقة لمتعامل متعاقد واحد دون الدعوة الشكلية للمنافسة‪ .‬و ال تستبعد‬
‫فيه االستشارة"‪ .‬و يميز األستاذ "بن ناجي" في أطروحته بين إجراء التراضي‪ ،‬و إجراء الدعوة إلى‬
‫المنافسة من الناحية الشكلية‪ ،‬و يقول‪" :‬أن المشرع يبدأ بأحكام خاصة بالتراضي في المرسوم رقم ‪-61‬‬
‫‪ 249‬المؤرخ في ‪ 20‬ابريل سنة ‪ 2561‬الذي ينظم الصفقات التي يبرمها المتعامل العمومي‪ ،‬قبل إجراء‬
‫الدعوة إلى المنافسة‪ ،‬و هو في رأيه عنصر من عناصر تثمين نظام التراضي على غرار إجراء الدعوة‬
‫إلى المنافسة‪ ،‬حيث ينص في المادة ‪ 47‬على أنه‪" :‬يعد اللجوء إلى التراضي قاعدة عندما تسند الصفقة ألي‬
‫متعامل عمومي"‪ ،‬وهذه الفكرة تتوافق مع فكرة أن المتعامل العمومي (صاحب المشروع العمومي) له‬
‫الحرية في اختيار المتعاملين المتعاقدين‪.‬‬
‫و اعتبرت من أهداف اإلصالحات قانون الصفقات العمومية‪ ،‬بصدور المرسوم ‪ ،2561‬حيث نصت‬
‫المادة ‪ 42‬منه أنه يحدد البحث عن الشروط األكثر مالئمة لتحقيق األهداف المسندة للمتعامل العمومي في‬
‫إطار مهمته‪ ،‬اختيار كيفية إبرام الصفقات‪ .‬و هذا االختيار يرجع الختصاص المتعامل العمومي‪ .‬و من‬
‫ناحية أخرى‪ ،‬فإ ن فكرة تثمين إجراء التراضي يقع في خالف مع المبدأ الذي جاءت به المادة ‪ 47‬الذي‬
‫يجعل اللجوء إلى التراضي يكون استثنائيا‪ ،‬أي تقتصر على المتعامل العمومي (المؤسسات العمومية)‪.‬‬
‫ففي ظل المرسوم رقم ‪ 249-61‬كان هناك تمييز بين المتعاملين‪ ،‬لفائدة المؤسسات العمومية(‪ .)3‬و ورد‬
‫تناقض مع نص المادة ‪ 44‬التي بموجبها يلجأ المتعامل العمومي إلى التراضي كلما رأى هذه الكيفية في‬
‫اإلبرام أكثر نفعا(‪ ،)4‬في حين تنص المادة ‪ 47‬من المرسوم رقم ‪ 249-61‬أنه‪ :‬يعد اللجوء إلى التراضي‬
‫قاعدة عندما تسند ألي متعامل عمومي‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Gré a Gré après consultation‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التراضي بعد االستشارة‬
‫أما بالنسبة إلجراء التراضي بعد االستشارة نصت المادة ‪ 44‬على أنه يلجأ إليه في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬عندما يتضح أن الدعوة للمنافسة غير مجدية‪ ،‬و ذلك إذا تم استالم عرض واحد فقط(‪ ،)6‬أو إذا تم‬
‫التأهيل األولي التقني لعرض واحد فقط(‪ ،)7‬بعد تقييم العروض المستلمة‪.‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 12‬يونيو سنة ‪ ،2582‬العدد ‪ ،91‬ص‪.226.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 27‬أبريل سنة ‪ ،2561‬العدد ‪ 29‬ص‪.240.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.2, p.598.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫أنظر كذلك إلى المادة ‪ 40‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 474-52‬المؤرخ في ‪ 5‬نوفمبر سنة ‪ ،2552‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ االربعاء‬
‫‪ 27‬نوفمبر ‪ ،2552‬العدد ‪ ،92‬ص‪.1122.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫و ورد خطأ في نص المادة ‪ 9/44‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،1020‬حيث تنص أنه‪ " :‬يجب أن يكون المنح المؤقت للصفقة موضوع نشر حسب‬
‫الشروط المحددة في المادة ‪ 224‬من هذا المرسوم"‪ ،‬بحيث تشير تلك الفقرة إلى المادة ‪ 224‬و المتعلقة بتسوية النزاعات‪ ،‬و الصحيح هو المادة ‪.219‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫و ينص قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬أنه يجب أن تتوجه االستشارة االنتقائية و المسابقة إلى ثالثة (‪ )7‬مرشحين على األقل تم انتقاؤهم األولي أو‬
‫تأهيلهم األولي‪ .‬و في حالة ما إذا كان عدد المرشحين‪ ،‬الذين جرى انتقاؤهم األولي‪ ،‬أدنى من ثالثة‪ ،‬يجب على المصلحة المتعاقدة (صاحب المشروع) أن تباشر‬
‫الدعوة االنتقاء األولي من جديد‪ ،‬مما يتناقض مع المبدأ الذي ينص على أنه إذا استلم صاحب المشروع (المصلحة المتعاقدة) عرض واحد فقط تكون الدعوة للمنافسة‬
‫غير مجدية‪ .‬فإذا تلقى صاحب المشروع عرض واحد فهل ي جدد إجراء الدعوة إلى االنتقاء األولي أو يلجأ إلى إجراء التراضي بعد االستشارة‪.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫و عادة يتم اإلعالن عن عدم جدوى بسبب أخر مثلما تم نشره في جريدة الوطنية "البالد"‪ ،‬حيث تم نشر إعالن عن عدم جدوى بسبب تجاوز رخصة البرنامج‬
‫المنشورة بتاريخ ‪ 12‬نوفمبر سنة ‪ ،1005‬و لوضع الحد لهذه المناورات نص المشرع في المادة ‪ 7/44‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬أنه‪" :‬ال يمثل إلغاء‬
‫أي إجراء إلبرام الصفقات أو عندما تكون مبالغ العروض مفرطة‪ ،‬حاالت لعدم الجدوى‪ ،‬ويتعين على المصلحة المتعاقدة‪ ،‬في هذه الحاالت‪ ،‬إعادة اإلجراء‪.‬‬
‫يتعين على المصلحة المتعاقدة استعمال نفس دفتر شروط المناقصة‪ ،‬باستثناء‪:‬‬
‫كفالة التعهد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كيفية اإلبرام‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪50‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الخاصة التي ال تستلزم طبيعتها اللجوء إلى‬ ‫‪ -‬في حالة صفقات الدراسات و اللوازم و الخدمات‬
‫مناقصة‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة صفقات األشغال التابعة مباشرة للمؤسسات الوطنية السيادية في الدولة‪.‬‬
‫تحدد قائمة هذه الدراسات و اللوازم و الخدمات و األشغال بموجب قرار مشترك بين الوزير المكلف‬
‫بالمالية و الوزير المعني(‪.)2‬‬
‫‪ -‬في حالة العمليات المنجزة في إطار إستراتيجية التعاون الحكومي‪ ،‬أو في إطار اتفاقات ثنائية‬
‫تتعلق بالتمويالت االمتيازية‪ ،‬و تحويل الديون إلى مشاريع تنموية أو هبات‪ ،‬عندما تنص اتفاقات‬
‫التمويل المذكورة على ذلك‪ .‬و في هذه الحالة‪ ،‬يمكن المصلحة المتعاقدة أن تحصر االستشارة في‬
‫مؤسسات البلد المعني فقط في الحالة األولى‪ ،‬أو البلد المقدم لألموال في الحاالت األخرى‪.‬‬
‫و تم توسيع مجال صفقات التراضي بعد االستشارة في ظل المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬المؤرخ‬
‫في ‪ 14‬يوليو سنة ‪ ،1001‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية المعدل و المتمم بموجب المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ 772-06‬المؤرخ في ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،)3(1006‬و في عرض األسباب مشروع المرسوم‬
‫الرئاسي ‪ 1006‬المعدل و المتمم لمرسوم الرئاسي لسنة ‪ ،1001‬الذي نتج عن نهاية أشغال الورشة المكلفة‬
‫بدراسة الموضوع المتعلق "العراقيل التي يواجهها تنفيذ برنامج التجهيزات العمومية"(‪ )4‬على أن الحالة‬
‫األخيرة ت خص تعزيز استراتيجية التعاون الحكومي مع بعض الدول التي تربطها مع الجزائر عالقات‬
‫متميزة‪ ،‬ففي هذه المجال يلجأ إلى إجراء التراضي بعد االستشارة‪.‬‬
‫في هذه الحالة تحصر االستشارة على مؤسسات الدولة المعنية و حدها‪ ،‬يبرر هذا اإلجراء كذلك‪،‬‬
‫بكون أن الدولة قررت تمويل البرنامج التكميلي لدعم النمو االقتصادي على حسابها الخاص(‪ ،)5‬و في‬
‫الحالة السابقة الذكر‪ ،‬ألح البنك العالمي عليها في تقريره حول "إبرام الصفقات في الجزائر"(‪.)6‬‬
‫و منذ صدور المرسوم رقم ‪ 249-61‬المؤرخ في ‪ 20‬أبريل سنة ‪ 2561‬الذي ينظم الصفقات التي‬
‫يبرمها المتعامل العمومي(‪ ،)7‬نص في مادته ‪ 12‬على أن‪" :‬التراضي‪...‬ال تستبعد فيه االستشارة"(‪،)8‬‬
‫وأثارت أحكام المادة ‪ 12‬صعوبات على مستوى لجان الصفقات (الخارجية) حيث من خالل تطلع على‬
‫تقرير الوزير التجارة المعنون " تقييم تطبيق تنظيم صفقات المتعامل العمومي"(‪ )9‬المعد من قبل مديرية‬
‫العامة للصفقات العمومية بوزارة التجارة‪ ،‬أن هيئات الرقابة الخارجية اعتادت على طلب من المتعاملين‬
‫العموميين‪...‬الذين يلجأون إلى طريقة التراضي‪ ،‬إلى تعليل اختيارهم على أساس استشارة أولية‪ ،‬دون‬
‫المساس بالطابع االختياري لهذه االستشارة"(‪ ،)10‬و لوضع حد لهذه الوضعية قامت السلطات العمومية‬

‫‪ -‬إلزامية نشر إعالن المنافسة‪.‬‬


‫و يجب أن تشير رسالة االستشارة إلى التعديالت السالفة الذكر‪.‬‬
‫يجب أن تستشير المصلحة المتعاقدة‪ ،‬زيادة على ثالثة (‪ )7‬متعاملين اقتصاديين مؤهلين على األقل‪ ،‬جميع المتعهدين الذين استجابوا للمناقصة‪ ،‬ماعدا في حالة‬
‫االستثناء المبرر‪ ،‬و في هذه الحالة‪ ،‬ال يمكن تكوين تجمع مؤسسات إال من المؤسسات التي تمت استشارتها ‪.‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 12‬مارس سنة ‪ ،1002‬الذي يحدد قائمة الخدمات الواجب تنفيذها حسب إجراء التراضي بعد االستشارة مع اإلعفاء من‬
‫كفالة حسن األداء‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 1‬مايو سنة ‪ ،1002‬العدد ‪ ،16‬ص‪.25.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر سنة ‪ ، 1006‬الذي يحدد قائمة األشغال و الخدمات و الدراسات و اللوازم المعفاة من إتباع إجراءات المناقصة‬
‫التي يمكن القيام بها في إطار التراضي بعد االستشارة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 12‬يناير سنة ‪ ،1005‬العدد ‪ ،09‬ص ‪.11‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 5‬نوفمبر سنة ‪ ،1006‬العدد‪ ،81‬ص‪.8.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫عرض أسباب مشروع تعديل المرسوم الرئاسي ‪ ،190-01‬ص‪.2.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫عرض أسباب مشروع تعديل المرسوم الرئاسي ‪ ،190-01‬ص‪.7.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪BANQUE MONDIALE, Rapport Analytique sur la passation des marchés en Algérie, Volume II, n° 29765, juin 2003.n°40, p.8.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 27‬أبريل سنة ‪ ،2561‬العدد ‪ 29‬ص‪.240.‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫أنظر إلى المادة ‪ 75‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 474-52‬مؤرخ في ‪ 5‬نوفمبر سنة ‪ 2552‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ االربعاء ‪27‬‬
‫نوفمبر ‪ ،2552‬العدد ‪ ،92‬ص‪.1122.‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪Rapport sur « l’évolution de l’application de la réglementation des marchés de l’opérateur public », citée par‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., p.598.‬‬
‫(‪)10‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., Tome 2, p.587.‬‬

‫‪51‬‬
‫بتعديل المادة ‪ 12‬بموجب المرسوم رقم ‪ 92-64‬المؤرخ في ‪ 14‬فيفري سنة ‪ ،2564‬و التي كرست نوعين‬
‫من إجراء التراضي‪ ،‬إجراء التراضي البسيط و التراضي بعد االستشارة‪.‬‬
‫و في الواقع تلجأ اإلدارة إلى الشكل الثاني من إجراء التراضي عند اإلبرام‪ ،‬ففي حالة اللجوء إلى‬
‫التراضي البسيط‪ ،‬وجب عليها تعليل اختيارها(‪ .)1‬و يتمثل هذا اإلجراء األخير في قيام المتعامل العمومي‬
‫بإجراء "طلب عروض" عن طريق البريد أو تلكس ‪...،Telex‬الخ‪ .‬و تستغل هذه العروض دون‬
‫خضوعها ألي شكلية متعلقة بالدعوة إلى المنافسة(‪.)2‬‬
‫كما أخذ المرسوم التنفيذي رقم ‪ 474-52‬المؤرخ في ‪ 5‬نوفمبر سنة ‪ ،2552‬الذي يتضمن تنظيم‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬بإجراءات التراضي (المادة ‪ 1/17‬منه)‪ ،‬و نفس الشيء بالنسبة إلى المرسوم الرئاسي‬
‫رقم ‪ 190-01‬المؤرخ في ‪ 14‬يوليو سنة ‪ ،1001‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية (في المادة‬
‫‪ ،1/11‬و المواد ‪ 76،72‬منه)‪.‬‬
‫و بعد صدور المرسوم الرئاسي رقم ‪ 702-07‬المؤرخ في ‪ 22‬سبتمبر سنة ‪ ،1007‬يعدل و يتمم‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬المؤرخ في ‪ 14‬يوليو سنة ‪ ،1001‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية(‪ ،)3‬جاء المشرع في نص المادة ‪ 9‬بفقرة جوهرية‪ ،‬و هي الفقرة الرابعة (‪ )4‬التي تقول‪" :‬يجب أن‬
‫تكون الطلبات المذكورة أعاله‪ ،‬محل استشارة النتقاء أحسن عرض"‪ ،‬و هذه القاعدة من النظام العام وال‬
‫يجوز مخالفتها من قبل أصحاب المشاريع (المصلحة المتعاقدة)‪ ،‬و أكد المشرع على هذا المبدأ في‬
‫الصياغة الجديدة ضمن المادة ‪ 1/8‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬حيث ينص على التوالي‪" :‬يجب‬
‫أن تكون الطلبات المذكورة في الفقرة أعاله‪ ،‬المفصلة كما ينبغي‪ ،‬محل استشارة بين ثالثة (‪ )7‬متعهدين‬
‫مؤهلين على األقل‪ ،‬النتقاء أحسن عرض‪ ،‬من حيث الجودة و السعر‪ ،"....‬فألغى المشرع التراضي‬
‫البسيط بصفة ضمنية‪ ،‬حيث أن التراضي البسيط يتم دون الدعوة الشكلية إلى المنافسة‪ ،‬والقاعدة هو أن‬
‫تكون الصفقات محل استشارة‪ ،‬فنحن أمام إلغاء ضمني للتراضي البسيط(‪.)4‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن الوثائق المتعلقة بإجراء التراضي بعد االستشارة‪ ،‬محتواه متطابق مع محتوى‬
‫المناقصة‪ ،‬فيشترط في إجراء التراضي بعد االستشارة ما يشترط في المناقصة حسب مفهوم المادة ‪ 46‬من‬
‫في قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،)5(1020‬و بالتالي يخضع إلى الشكليات التي تخضع لها المناقصة‪،‬‬
‫ونصت المادة ‪ 29‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ 2566‬الذي يتضمن كيفيات‬
‫ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء و أجر ذلك(‪ ،)6‬في صياغتها اآلتية‪ ":‬يبرم عقد االستشارة الفنية وفق‬
‫إحدى الطرق المنصوص عليها في تنظيم الصفقات العمومية الجاري بها العمل‪ .‬وتبرم عقود االستشارة‬
‫الفنية المتعلقة بالمنشآت المعقدة أو التي تتطلب مقاييس ذات صفة تقنية أو معمارية خاصة‪ ،‬و السيما‬
‫المنشآت المرتبة في فئات "ج" و "د" و "هـ"‪ .‬المبينة في الملحق رقم ‪ 2‬بهذا القرار‪ ،‬حسب الطرق التي‬
‫تسمح بإثارة تنافس بين المترشحين محتملين‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫و كرس المشرع هذه القاعدة في نص المادة ‪ 41‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬بقولها‪ " :‬يجب على المصلحة المتعاقدة‪ ،‬أن تعلل اختيارها عند كل رقابة‬
‫تمارسها أي سلطة مختصة"‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., Tome 2, p.588.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 24‬سبتمبر سنة ‪ ،1007‬العدد ‪ ،99‬ص‪.9.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫و عند قراءة نص المادة ‪ 7/12‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬التي تقول أنه‪" :‬يخضع تخصيص صفقة وفقا إلجراء التراضي بعد االستشارة أو‬
‫التراضي البسيط‪ ،‬في الحاالت المنصوص عليها في المطتين الرابعة و السادسة من المادة ‪ 47‬أدناه‪ ،‬إلى أحكام المادة ‪ 14‬من هذا المرسوم"‪ ،‬بمعنى أن الحاالت‬
‫المنصوص عليها في المطتين ‪ ،4‬و ‪ 8‬من المادة ‪ 47‬خاصة بالتراضي البسيط‪ ،‬يمكن أن تبرم عن طريق التراضي بعد االستشارة‪ ،‬فالمادة ‪ 12‬تلح إلى كل من‬
‫اإلجراءين أي التراضي البسيط والتراضي بعد االستشارة ‪ ،‬فإ نه يجوز إبرام صفقة تتعلق بحالة من الحاالت المنصوص عليها في المادة ‪/47‬المطة ‪ ،4‬و ‪ 8‬عن‬
‫طريق التراضي بعد االستشارة ‪.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ ،1020/20/22‬ع ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪.2425.‬‬

‫‪52‬‬
‫و بمفهوم المخالفة فإن إجراء التراضي يقتصر فقط على منشآت أو المباني المرتبة في فئات "أ"‬
‫و"ب" المبينة في الملحق رقم ‪ ،2‬دون عقود االستشارة الفنية (إدارة المشروع) المتعلقة بالمنشآت المعقدة‬
‫المرتبة في فئات "ج" و "د" و "هـ"‪ ،‬التي تبرم حسب الطرق التي تسمح بإثارة التنافس بين المترشحين‬
‫المحتملين(‪ ،)1‬أما إجراء المناقصة بما فيها المناقصة المفتوحة و المحدودة‪ ،‬المزايدة‪ ،‬وبالخصوص‬
‫المسابقة‪ ،‬التي تسمح بإثارة التنافس بين المتعاملين يجوز اللجوء إليها في كل الفئات‪.‬‬
‫إن معيار التمييز ما بين إجراءات اإلبرام(‪)2‬المكرس في قانون الصفقات العمومية يتمثل في المعيار‬
‫الشكلي ‪ ، Formalisme‬و هذه الشكلية المتعلقة بالمرحلة األولى إلجراء إبرام الصفقة‪ ،‬ففي الصفقات‬
‫التراضي فإن اإلدارة تبقى حرة(‪ )3‬في اختيار المتعامل المتعاقد‪ ،‬و هذا االختيار ال يخضع ألي وسيلة‬
‫تحديد آلية ‪ ،Un mécanisme de détermination automatique‬و هذا ما يميز صفقات التراضي عن غيره‬
‫من إجراءات‪ ،‬أي عن مختلف أشكال المزايدات‪ ،‬و المناقصات ‪ adjudication‬التي تقوم على مبدأ آلية منح‬
‫الصفقة‪ ،‬أي منح الصفقة بصفة آلية لمن يقدم أحسن عرض(‪.)4‬‬
‫و هذه الطريقة لتصنيف الصفقات العمومية تعتمد على معيار ال يتعلق بالمرحلة األولى التي تضع‬
‫المترشحين في تنافس‪ ،‬و إنما على أساس المرحلة الثانية التي يتم فيها منح الصفقة‪ ،‬و في هذه المرحلة‬
‫هناك تقنية تأخذ بعين االعتبار و هي‪ :‬المنح اآللي(‪ ،Attribution automatique )5‬و هي تقنية جوهرية‬
‫لصفقات المزايدات والمناقصات ‪ Adjudication‬هذا من جهة‪ ،‬و من جهة أخرى هناك التقنية التي تقوم‬
‫على أساس حرية اختيار المتعامل المتعاقد‪ ،‬أي عدم آلية منح الصفقة(‪.)6‬‬
‫ويعتمد للتمييز بين إجراءات اإلبرام على معيار أقل األثمان الذي يقتصر على إجراء المزايدة فقط(‪.)7‬‬
‫ويقول األستاذ "بن ناجي"(‪ )8‬في هذا المجال بأنه‪" :‬ليس هناك فرق من حيث الطبيعة ما بين التراضي‬
‫وإجراء الدعوة إلى المنافسة مثلما كان عليه الحال في القانون التقليدي"(‪.)9‬‬
‫و رأينا في هذا المبحث مختلف إجراءات اإلبرام التي يمكن لصاحب المشروع العمومي أن يلجأ إليها‬
‫إلبرام صفقة إدارة المشروع في ميدان البناء مع صاحب العمل الخاص‪ .‬و على صاحب العمل أن يقدم‬
‫ترشحه باقتراح العرض المالي والتقني مهما كان اإلجراء المتبع‪ ،‬و يقوم صاحب المشروع العمومي على‬
‫أساس تلك العروض باختيار المتعامل المتعاقد‪ ،‬وعملية الترشح واالختيار تمر بعدة شكليات وسنحاول‬
‫دراستها في المبحث الثاني‪.‬‬

‫(‪ )1‬و استعمال كلمة "محتملين" تدل على أنه يحتمل أن تتلقى المصلحة المتعاقدة (صاحبة المشروع) عروض‪ ،‬ألن المبدأ اللجوء إلى التراضي يكون‬
‫في حاالت معينة مثال المناقصة غير مجدية‪ ،‬أو عدم مطابقة العروض لدفتر شروط المناقصة‪ ،...‬أنظر المواد ‪ ،47‬و ‪ 44‬من المرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., Tome 2, p.595.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., Tome 2, p.595.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪TROTABAS (Louis), Manuel de Droit Public et Administratif, op.cit., n°315, p.222.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., Tome 2, p.596.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪« Car le vrai critère est tiré non pas de la première phase de la procédure celle relative à la mise en compétition des‬‬
‫‪candidats, mais de la seconde, celle au cours de laquelle le marché sera attribué. Or, dans cette phase, deux techniques‬‬
‫‪peuvent être mises en œuvre : celle de l’attribution automatique qui est consubstantielle à l’adjudication d’une part ; et celle‬‬
‫‪fondée sur la liberté de choix du co-contractant et donc sur le non automaticité dans l’attribution. » « Souligné par l’auteur »,‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., Tome 2, pp.596-597.‬‬
‫(‪ )7‬مع اإلشارة أن معيار أقل األثمان يخص اجراء المناقصة‪ ،‬إال أن المشرع اعتمد هذا المعيار في اجراء المزايدة (أنظر المادة ‪ 77‬من قانون‬
‫الصفقات العمومية لسنة ‪ ،)1020‬مما البد من اصالح الخطأ باستعمال اصطالح "المناقصة"‪ ،‬و اعادة ترتيب المصطلحات المستعملة‪.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪« Il n’est dès lors nullement excessif de soutenir qu’entre la procédure de gré à gré et la procédure d’appel à la concurrence, il n’y a pas‬‬
‫‪une différence de nature comme c’était le cas dans le droit classique », Bennadji (Ch.), op.cit., Tome 2, p.597.‬‬
‫(‪ )9‬أنظر عنصر المتعلق بالتراضي (تقرير مديرية الصفقات العمومية) ‪ ،‬و المتمثلة في إجراءات التراضي التي وضعها المرسوم رقم ‪92-64‬‬
‫المؤرخ في ‪ 19‬فبراير سنة ‪ ، 2564‬نتيجة لضغوطات التي كانت تمارسها لجان الصفقات التي تتولى الرقابة الخارجية على المتعاملين العموميين‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., Tome 2, p.598.‬‬ ‫عند منح التأشيرة‪ ،‬أنظر إلى المرجع اآلتي‪:‬‬

‫‪53‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬عملية الترشح و إبرام صفقة إدارة المشروع‬
‫في هذا المبحث نتناول كيفية الترشح إلى المناقصة‪ ،‬و اختيار المترشح في المرحلة األولى‪ ،‬و هي‬
‫مرحلة المنح المؤقت‪ ،‬ثم المنح النهائي للصفقة (المطلب األول)‪ ،‬و نتناول فيما بعد مرحلة اإلبرام‬
‫والمصادقة على صفقة إدارة المشروع‪ ،‬و الوثائق التعاقدية المكونة لها (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الترشح (أصحاب العمل) إلى المناقصات أو تقديم العروض‬


‫و نتعرض إلى إجراءات المناقصة‪ ،‬عبر النقاط التالية‪ :‬إعالن المناقصة‪ ،‬و نتطرق إلى وسائل‬
‫اإلعالن و بياناته‪ ،‬و محتوى العروض التي يجب أن يعلن عليها‪ ،‬و أن يقدمها صاحب العمل (المترشح)‪،‬‬
‫و نتطرق في النقطة الثانية إلى كيفية تقديم إقتراحات المتنافسين مع إبراز المتعامل المؤهل و المدعو‬
‫لتقديم العروض‪ ،‬و في النقطة األخيرة نتناول كيفية التقدم إلى المنافسة التي يتم فيها عملية فحص‬
‫العروض‪ ،‬و تقييمها أمام الهيئات المكلفة بذلك التابعة لصاحب المشروع –المصلحة المتعاقدة‪ -‬وهي لجنة‬
‫فتح الظروف‪ ،‬و التقييم يتم من طرف لجنتين‪ ،‬لجنة تقييم العروض و لجنة التحكيم بالنسبة إلجراء‬
‫المسابقة‪ ،‬و نستهل في البداية اإلعالن عن المناقصة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلعالن عن المناقصة‬

‫أوال‪ :‬اإلعالن بالوسائل المكتوبة‬


‫(‪)1‬‬
‫و يحرر اإلعالن عن المناقصة باللغة العربية و بلغة أجنبية واحدة على األقل‪ ،‬و ينشر إجباريا في‬
‫النشرة الرسمية لصفقات المتعامل العمومي(‪()2‬ن‪.‬ر‪.‬ص‪.‬م‪.‬ع) ‪ ،B.O.M.O.P‬وعلى األقل في جريدتين‬
‫يوميتين وطنيتين موزعتين على المستوى الوطني(‪.)3‬‬
‫و يكون هذا اإلشهار الصحفي إلزاميا فيما يخص إجراءات المناقصة (المناقصة المفتوحة والمحدودة‬
‫والدعوة إلى االنتقاء األولي(‪ )4‬و المسابقة و المزايدة) طبقا للمادة ‪ 49‬من قانون الصفقات العمومية لسنة‬
‫‪ ،1020‬كما جاءت في المادة ‪ 42‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 474-52‬المؤرخ في ‪ 5‬نوفمبر سنة ‪2552‬‬
‫الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية(‪ ،)5‬والمادة ‪ 75‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.190-01‬‬
‫و نالحظ أن المرسوم رقم ‪ 249-61‬المؤرخ في ‪ 20‬أبريل سنة ‪ 2561‬الذي ينظم الصفقات التي‬
‫يبرمها المتعامل العمومي(‪ ،)6‬يلزم على المتعامل العمومي اإلشهار الصحفي في حالتين‪ ،‬فيما يخص‬
‫إجراءات الدعوة إلى المنافسة المفتوحة و المحدودة و المناقصة‪ ،‬و حالة الدعوة إلى االنتقاء األولي‪ ،‬دون‬
‫المسابقة (مع اإلشارة أن كال من الدعوة إلى اإلنتقاء األولي و المسابقة يتشابهان)‪ .‬و لكن تنص المادة ‪48‬‬
‫من المرسوم رقم ‪ 249-61‬يجب أن يحتوي اإلعالن البيانات التالية‪ –..." :‬كيفية الدعوة للمنافسة‬
‫(مفتوحة أو محدودة‪ ،‬وطنية و‪/‬أو دولية)‪ ،‬المناقصة أو عند االقتضاء‪ ،‬المسابقة"‪ ،‬و نجد هذه العبارة في‬
‫كل المراسيم(‪.)7‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن النصوص السابقة المتعلقة بقانون الصفقات العمومية تنص على اللغة الوطنية‪ ،‬فمنذ تعديل الدستوري سنة ‪ 1001‬أصبحت هناك لغتين‬
‫وطنيتين‪ ،‬وهي العربية و التمازيغت‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 7‬مكرر من الدستور ‪ 2558‬المعدل سنة ‪ 1001‬بأنه "تمازيغت هي كذلك لغة وطنية"‪.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫المنشأة بموجب المرسوم رقم ‪ 228-64‬المؤرخ في ‪ 21‬مايو سنة ‪ ،2564‬و المتضمن إحداث نشرة رسمية خاصة بالصفقات التي يبرمها المتعامل العمومي‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 29‬مايو ‪ ،2564‬العدد ‪ ،10‬ص‪.228.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫المادة ‪ 2/49‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫لم تنص على إجراء االستشارة االنتقائية باعتبارها المرحلة األولى ‪.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 27‬نوفمبر سنة ‪ ،2552‬العدد‪ ،92‬ص‪.1122.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 27‬ابريل سنة ‪ ،2561‬العدد ‪ 29‬ص‪.240.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 474-52‬مؤرخ في ‪ 5‬نوفمبر سنة ‪ ،2552‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية في المادة ‪ 7/41‬منه‪ ،‬و المرسوم الرئاسي رقم ‪-01‬‬
‫‪ 190‬المؤرخ في ‪ 14‬يوليو سنة ‪ ،1001‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية في المادة ‪ 7/41‬منه‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫و يميز في المادة ‪ 45‬قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬بين اإلشهار المحلي (للصفقات الواليات‬
‫و البلديات و المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري الموضوعة تحت وصايتها)(‪)1‬و اإلشهار الوطني‬
‫و‪/‬أو الدولي‪ ،‬و ينص قانون الصفقات في الفقرة الثالثة (‪ )7‬من المادة ‪ 45‬أنه‪" :‬يمكن إعالن مناقصات‬
‫الواليات و البلديات و المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري الموضوعة تحت وصايتها و التي تتضمن‬
‫صفقات أشغال أو لوازم ودراسات أو خدمات يساوي مبلغها تبعا للتقييم اإلداري على التوالي‪:‬‬
‫‪ -‬خمسون مليون دينار (‪ 9020002000‬دج) أو يقل عنها‪.‬‬
‫‪ -‬عشرون مليون دينار (‪ 1020002000‬دج) أو يقل عنها‪ ،‬أن تكون محل إشهار محلي‪ .‬فهنا الحد المالي‬
‫يلعب دور في تحديد نطاق اإلشهار بالنسبة لمناقصات الواليات و البلديات و مؤسساتها‪.‬‬
‫و يجب أن يكون حسب الكيفيات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬نشر اإلعالن عن المناقصة في يوميتين محليتين أو جهويتين‪.‬‬
‫‪ -‬إلصاق إعالن المناقصة بالمقرات المعنية‪:‬‬
‫‪ -‬للوالية‪ ،‬كافة بلديات الوالية‪ ،‬لغرف التجارة و الصناعة‪ ،‬الحرف و الفالحة‪ ،‬للمديرية التقنية‬
‫المعنية في الوالية"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلعالن عن طريق بوابة الكترونية(‪Portail électronique )2‬‬


‫وضع المشرع ألول مرة اإلعالن عن طريق االلكتروني‪ ،‬من خالل نص المادة ‪ 224‬التي تنص على‬
‫أنه ي مكن للمصالح المتعاقدة أن تضع وثائق الدعوة إلى المنافسة تحت تصرف المتعهدين أو المرشحين‬
‫للصفقات العمومية بالطريقة االلكترونية‪ ،‬و بالتالي يمكن أن يتم اإلعالن عن المناقصة في شكل‬
‫االلكتروني‪ ،‬وفي فقرتها الثانية تقول‪" :‬يمكن أن يرد المتعهدون أو المرشحون للصفقات العمومية على‬
‫الدعوة إلى المنافسة بالطريقة االلكترونية"‪ ،‬مما يقع على صاحب المشروع العمومي التزام قبول العروض‬
‫االلكترونية(‪ ،)3‬ولكن من خالل صياغة لبعض األحكام منها المادة ‪ 48‬الفقرة األولى المطة السادسة (‪)8‬‬
‫من خالل العبارة "مكان إيداع العروض"‪ ،‬وكذلك "نظام األظرفة"‪ ،‬تحد من الطابع العملي المباشر لوسيلة‬
‫االلكترونية(‪ ،)4‬عكس دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المتعلقة بوزارة تجديد‬
‫البناء واألشغال العمومية والنقل لسنة ‪ ،)5(2584‬الذي يعطي إمكانية اإلعالن االلكتروني من خالل العبارة‬
‫التالية‪..." :‬أنه يمكن اللجوء إلى أي وسيلة إعالن أخرى"‪( ،‬المادة ‪ 4‬و ‪ 9‬منه)‪ ،‬أما الرد عن طريق‬
‫االلكتروني ممكن بما أن المادة ‪ 90‬قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬تنص أنه‪" :‬يحدد أجل تحضير‬
‫العروض‪...‬و إيصال التعهدات ‪ ،"acheminement des soumissions‬فالرد االلكتروني يعد من وسائل‬
‫إيصال التعهد‪.‬‬

‫(‪ )1‬جاء بها المرسوم الرئاسي رقم ‪ 702-07‬المؤرخ في ‪ 22‬سبتمبر سنة ‪ ،1007‬يعدل و يتمم المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬المؤرخ في ‪ 14‬يوليو‬
‫سنة ‪ ،1001‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 24‬سبتمبر سنة ‪ ،1007‬العدد ‪ ،99‬ص‪.9.‬‬
‫(‪ )2‬نص المادة ‪ 227‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬ضمن قسم األول المعنون‪ :‬االتصال بالطريقة االلكترونية‪ ،‬ضمن الباب السادس تحت‬
‫عنوان االتصال وتبادل المعلومات بالطريقة االلكترونية‪ ،.‬و التي تقول أنه‪ " :‬تؤسس بوابة إلكترونية للصفقات العمومية لدى الوزير المكلف بالمالية"‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Du Marais (Bertrand), Droit de la régulation économique, Presses de Sciences PO ET DALLOZ, 2004, p.220.‬‬
‫(‪ )4‬و جاء في المادة ‪ 46‬فقرة األولى المطة التاسعة (‪" :)5‬آخر ساعة إليداع العروض و الشكلية الحجية المعتمدة فيه ‪et la formalité faisant‬‬
‫‪ ، "foi à cet effet‬مما يثير سؤال حول حجية أو صحة األوراق االلكترونية من حيث الشكل‪ ،‬ففي نص المادة ‪ 717‬مكرر‪ 2‬من القانون المدني‬
‫يعتبر اإلثبات في الشكل االلكتروني كاإلثبات بالكتابة على الورق‪ ،‬بشرط إمكانية التأكد من هوية الشخص الذي أصدرها و أن تكون معدة ومحفوظة‬
‫في ظروف تضمن سالمتها"‪ ،‬كما تنص المادة ‪ 712‬فقرة الثانية (‪ )1‬أنه‪ " :‬و يعتد بالتوقيع االلكتروني وفق الشروط المذكورة في المادة ‪ 717‬مكرر‪2‬‬
‫أعاله"‪ ،‬و لكن مازال هناك عوارض تحول دون استعمال الوسائل االتصال االلكترونية ‪ ،TIC‬بحيث ال تستعملها اإلدارات كثيرا‪.‬‬
‫(‪ )5‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪.42.‬‬

‫‪55‬‬
‫ثالثا‪ :‬بيانات المناقصة‬
‫و يجب أن يحتوي إعالن المناقصة على البيانات اإللزامية(‪ )1‬نصت عليها المادة ‪ 48‬من قانون الصفقات‬
‫العمومية لسنة ‪ ،1020‬و هذه البيانات كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تسمية المصلحة المتعاقدة (صاحب المشروع) أو عنوانها‪ ،‬و رقم تعريفها الجبائي (وهذا األخير‬
‫يعني المؤسسات العمومية االقتصادية)‪.‬‬
‫‪ -‬كيفية المناقصة أي (مفتوحة أو محدودة‪ ،‬وطنية و‪/‬أو دولية) أو المزايدة‪ ،‬أو عند االقتضاء‪،‬‬
‫المسابقة(‪.)2‬‬
‫‪ -‬شروط التأهيل أو االنتقاء األولي‪.‬‬
‫‪ -‬موضوع العملية (فيمكن أن تتضمن صفقة إدارة المشروع على مهام الدراسات و‪/‬أو مهام المتابعة‬
‫و الرقابة)‪.‬‬
‫‪ -‬قائمة موجزة بالمستندات المطلوبة مع إحالة القائمة المفصلة إلى أحكام دفتر الشروط ذات الصلة‪.‬‬
‫‪ -‬مدة تحضير العروض و مكان إيداع العروض‪.‬‬
‫‪ -‬مدة صالحية العروض‪.‬‬
‫‪ -‬إلزامية كفالة التعهد‪ ،‬إذا اقتضى األمر‪.‬‬
‫‪ -‬التقديم في ظرف مزدوج مختوم تكتب عليه عبارة "ال يفتح" و مراجع المناقصة‪.‬‬
‫‪ -‬ثمن الوثائق‪ ،‬عند االقتضاء"(‪.)3‬‬
‫و بذلك يضع صاحب المشروع العمومي (المصلحة المتعاقدة) الوثائق المنصوص عليها في المادة‬
‫‪ 46‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬تحت تصرف أية مؤسسة يسمح لها بتقديم تعهد –و هناك‬
‫حاالت تكون فئات محظورة من تقديم العروض أو التعهدات ‪-‬كما سوف نرى‪ ،-‬و يمكن أن يرسلها‬
‫صاحب المشروع العمومي (المصلحة المتعاقدة) تلك الوثائق إلى المترشح الذي يطلبها(‪ ،)4‬أما محتوى هذه‬
‫الوثائق الموضوعة تحت تصرف المرشحين‪ ،‬تتضمن على جميع المعلومات الضرورية التي تمكنهم من‬
‫تقديم تعهدات مقبولة‪ ،‬بالنسبة للمناقصة (المفتوحة و المحدودة و االنتقاء األولي و المزايدة‪ ،‬المسابقة)‪،‬‬
‫وإلجراء التراضي بعد االستشارة‪ ،‬و السيما ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬الوصف الدقيق لموضوع الخدمات المطلوبة أو كل المتطلبات‪ ،‬بما في ذلك المواصفات التقنية‬
‫وإثبات المطابقة‪ ،‬و المقاييس التي يجب أن تتوفر في المنتوجات أو الخدمات (بالنسبة إلدارة‬
‫المشروع أو اإلشراف على األشغال)‪ ،‬و كذلك التصاميم و الرسوم و التعليمات الضرورية إن‬
‫اقتضى األمر ذلك‪( ،‬و على صاحب المشروع العمومي تقديم الوثائق إلى كل مترشح يريد‬
‫االطالع عليها دون تمييز‪ ،‬و أن تكون نفس الوثائق المقدمة)‪.‬‬
‫‪ -‬الشروط ذات الطابع االقتصادي و التقني و الضمانات المالية‪ ،‬حسب الحالة‪.‬‬
‫‪ -‬المعلومات أو الوثائق التكميلية المطلوبة من المتعهدين‪.‬‬
‫‪ -‬اللغة أو اللغات الواجب استعمالها في تقديم التعهدات و الوثائق التي تصحبها‪.‬‬
‫‪ -‬كيفية التسديد‪.‬‬

‫(‪ )1‬لم يحدد المشرع في قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬حالة مجموعة الطلبات‪ ،‬البيانات المتعلقة بها‪ .‬و لم ينص على كيفية تقديم قائمة غير‬
‫محددة للمؤسسات الخاضعة للقانون الجزائري بالنسبة لمناقصات الدولية (المادة ‪ ،)1/14‬مع المالحظة أنه ال يمكن إدراج هذه القائمة في إعالن‬
‫الصحفي أو في النشرة الرسمية لصفقات المتعامل العمومي‪ ،‬و يمكن أن تكون الوسيلة االلكترونية هي المالئمة‪.‬‬
‫(‪ )2‬و نص قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬على أن تكون المناقصة وطنية و‪/‬أو دولية فقط دون المسابقة‪ ،‬و التي يمكن أن تكون وطنية و‪/‬أو‬
‫دولية‪ ،‬أما المزايدة فهي وطنية بما أنها تقتصر على المتعهدين أو المؤسسات الخاضعة للقانون الجزائري فقط (المادة ‪ 77‬من قانون الصفقات‬
‫العمومية لسنة ‪.)1020‬‬
‫(‪ )3‬هامش األفضلية الذي ال يفوق ‪ ،%19‬و كيفية تطبيقه المنصوص عليه في المادة ‪ 17‬فقرة الثالثة (‪ )7‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪ )4‬المادة ‪ 42‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ -‬كل الكيفيات األخرى و الشروط التي تحددها المصلحة المتعاقدة (صاحب المشروع العمومي)‬
‫ويجب أن تخضع لها الصفقة‪.‬‬
‫‪ -‬األجل الممنوح لتحضير العروض‪.‬‬
‫‪ -‬أجل صالحية العروض‪.‬‬
‫‪ -‬آخر ساعة إليداع العروض و الشكلية الحجية المعتمدة فيه‪.‬‬
‫‪ -‬ساعة فتح األظرفة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬العنوان الدقيق حيث يجب أن تودع التعهدات ‪.‬‬
‫بالنسبة للتراضي بعد االستشارة فإن إجراءات إبرام الصفقة تتم بنفس دفتر شروط المناقصة‪،‬‬
‫باستثناء‪ :‬كفالة التعهد‪ ،‬و كيفية اإلبرام‪ ،‬و إلزامية نشر إعالن المنافسة‪ .‬كما أنه يجب أن تشير رسالة‬
‫االستشارة إلى التعديالت السالفة الذكر (المادة ‪ 44‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪2‬‬
‫أكتوبر سنة ‪ .)1020‬أما بالنسبة للبند األول السابق الذكر المتعلق بالوصف الدقيق لموضوع الخدمة‪ ،‬فإن‬
‫في مثل هذين اإلجراءين يقوم صاحب المشروع العمومي بإعداد برنامج الذي يعبر عن احتياجاته‪ ،‬وتتعلق‬
‫أساسا بالخدمات المتعلقة بـ" جوانب تقنية أو ا قتصادية أو جمالية أو فنية والعمليات المعقدة أو لها أهمية‬
‫خاصة‪.‬‬
‫و يعطي صاحب المشروع العمومي (المصلحة المتعاقدة) مهلة معينة لتحضير العروض‪-‬كما سوف‬
‫نرى‪ ،-‬و خاصة بالنسبة لصفقات إدارة المشروع التي تتطلب وقت لتحضير العروض حسب درجة تعقيد‬
‫المهام (الدراسات)‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬عروض المناقصة ‪Les offres d’Appel d’offres‬‬


‫أما الوثائق التي يطلبها صاحب المشروع العمومي (المصلحة المتعاقدة) من المترشحين أو المتنافسين‬
‫إيداعها في المقر المحدد في اإلعالن‪ ،‬تتمثل في التعهدات أو العروض المنصوص عليها في المادة ‪ 92‬من‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية(‪ ،)2‬و يتضمن ملف التعهدات عرضين هما العرض التقني ‪ Offre Technique‬والعرض المالي‬
‫‪ .Offre financière‬مع تقديم أظرفة الخدمات ‪ Plis des Prestations‬بالنسبة إلجراء المسابقة و االستشارة‬
‫االنتقائية‪ ،‬و طبقا لتنظيم و نموذج إعالن عن مناقصة وطنية و دولية فيما يخص صفقات إدارة المشروع‪،‬‬
‫فإن محتوى العروض يكون كاآلتي‪:‬‬
‫أ– العرض التقني‪ :‬و يتضمن العرض التقني ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تصريح باالكتتاب قانوني(‪ )3‬وفقا لنموذج (مملوء و ممضي) ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬

‫‪ -‬كفالة التعهد التي يقدمها مكتب الدراسات المتعهد بنسبة واحد في المائة (‪ )%2‬من مبلغ‬
‫العرض(‪ ،)5‬و يجب أن تصدر كفالة تعهد المؤسسة األجنبية من طرف بنك جزائري يشملها‬

‫( ‪)1‬‬
‫المادة ‪ 46‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الخميس ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫نصت المادة ‪ 92‬في فقرتها األخيرة أنه ‪ ":‬يحدد نموذج التصريح باالكتتاب بموجب قرار من الوزير المكلف بالمالية"‪.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫و في هذا اإلطار أنظر إلى‪ :‬القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر سنة ‪ ،2567‬الذي يتضمن ضبط نماذج رسالة العرض و التصريح باالكتتاب‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 16‬فيفري سنة ‪ ،2564‬العدد ‪ ،5‬ص‪.257.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫فتنص المادة ‪ 92‬فقرة ‪ 7‬المطة ‪ 1‬على كفالة تعهد تفوق واحد في المائة (‪ )%2‬من مبلغ العرض‪ ،‬فيما يخص صفقات األشغال و اللوازم التي يخضع مبلغها‬
‫الختصاص اللجان الوطنية للصفقات‪ ،‬و بمفهوم المخالفة فإن نسبة الكفالة التعهد في الصفقات الدراسات‪ ،‬و بالخصوص صفقات إدارة المشروع و الخدمات التي‬
‫يخضع مبلغها الختصاص اللجان الوطنية للصفقات ال تفوق واحد في المائة‪.‬‬
‫و تنص كذلك المادة ‪ 92‬فقرة الثالثة المطة ‪ 4‬و ‪ 9‬و ‪ 8‬أنه ‪ :‬ترد كفال ة المتعهد الذي لم يقبل‪ ،‬و الذي لم يقدم طعنا‪ ،‬بعد يوم واحد من تاريخ انقضاء أجل الطعن كما هو‬
‫محدد في المادة ‪ 224‬أدناه‪ .‬و ترد كفالة المتعهد الذي لم يقبل‪ ،‬و الذي قدم طعنا‪ ،‬عند تبليغ قرار رفض الطعن‪ ،‬من طرف لجنة الصفقات المختصة‪ .‬ترد كفالة المتعهد‬
‫الذي منح الصفقة بعد وضع كفالة حسن التنفيذ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫ضمان مقابل صادر عن بنك أجنبي من الدرجة األولى‪ ،‬و تدرج كفالة التعهد بمناسبة إجراء‬
‫االستشارة االنتقائية في ظرف مقفل يحمل عبارة "كفالة تعهد" ال يفتح إال عند فتح األظرفة‬
‫المالية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫العرض التقني بحصر المعنى ‪ ،‬الذي يتم إعداده طبقا لدفتر الشروط المتعلق بالمناقصة (و هو‬ ‫‪-‬‬
‫في هذا المجال الحل المقترح وفقا لمعايير البرنامج المعد من طرف صاحب المشروع العمومي‬
‫ويمكن أن يتضمن الرسومات‪ ،‬و نماذج الهندسة المصغرة إذا تضمنت المناقصة شرط وضع‬
‫الرسم االبتدائي)‪.‬‬
‫كل الوثائق التي تخص تأهيل المتعهد في المجال المعني (اعتماد مكتب أو مكاتب الدراسات أو ما‬ ‫‪-‬‬
‫يعادلها بالنسبة للمتعهد األجنبي و على أصحاب العمل المترشحين تقديم االعتمادات المتعلقة‬
‫باألشخاص المكلفون بإنجاز المهام)‪ ،‬و كذا المراجع المهنية(‪( )2‬وهذا العنصر جوهري بالنسبة‬
‫ألصحاب العمل المتعهدين‪ ،‬و التي تبين قدراتهم و خبرتهم و سمعتهم في ميدان الهندسة المعمارية‬
‫و المدنية)‪،‬‬
‫خبرة مكتب الدراسات في إنجاز الخدمات المتشابهة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تشكيلة الفريق المكلف بتنفيذ الخدمات‪ ،‬و قائمة أسماء المستخدمين المؤطرين مع السيرة الذاتية‬ ‫‪-‬‬
‫وكذلك مخطط توسط المشروع‪.‬‬
‫قائمة اللوازم الخاصة بالمهام المنجزة في إطار دراسة المشروع كذلك حالته و خصائصه‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كل الوثائق األخرى التي تطلبها المصلحة المتعاقدة‪ ،‬مثل القانون األساسي لمكاتب الدراسات‬ ‫‪-‬‬
‫المتعهدة أو مجموعة مكاتب الدراسات‪ ،‬و السجل التجاري‪ ،‬و الحصائل المالية (مؤكدة من طرف‬
‫محافظ الحسابات و مؤشرة من طرف مصلحة الضرائب) و المراجع المصرفية(‪.)3‬‬
‫الشهادات الجبائية‪ ،‬و شهادات هيئات الضمان االجتماعي بالنسبة للمتعهدين الجزائريين‬ ‫‪-‬‬
‫والمتعهدين األجانب الذين عملوا في الجزائر‪.‬‬
‫مستخرج من صحيفة السوابق القضائية للمتعهد عندما يتعلق األمر بشخص طبيعي‪ ،‬و للمسير أو‬ ‫‪-‬‬
‫المدير العام للمؤسسة عندما يتعلق األمر بشركة (مكتب الدراسات)‪ ،‬و ال يطبق هذا الحكم األخير‬
‫(‪)4‬‬
‫على المؤسسات األجنبية غير المقيمة بالجزائر‪ .‬و يلزم على المترشحين تقديم تصريح بنزاهة‬
‫المؤسسة (المتعامل)(‪ ،)5‬كما أن مكاتب الدراسات ملزمة بتقديم في عرضها التقني شهادة اإليداع‬
‫الحسابات االجتماعية إذا كانت في شكل شركة تجارية‪ ،‬و تتمتع بالشخصية القانونية‪ ،‬و الخاضعة‬
‫للقانون الجزائري‪ .‬و رقم التعريف الجبائي بالنسبة للمتعهدين الجزائريين و المتعهدين األجانب‬
‫الذين سبق لهم العمل بالجزائر(‪.)6‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫أنظر إلى المادة ‪ 10‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ، 2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء و أجر ذلك‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪.2425.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫و هي تقديم الشهادات اإلدارية التي يسلمها صاحب أو أصحاب المشاريع‪ ،‬و التي يثبت فيها أهمية الدراسات التي تنجزها مكاتب الدراسات أو مجموعة مكاتب‬
‫الدراسات‪ ،‬و تكاليفها و نوعيتها التقنية ‪ ،‬و كذا احترام آجال االنجاز المحددة في العقد‪ ،‬و يثير اإلشكال فيما يخص مكاتب الدراسات المنشأة حديثا‪ ،‬و التي ال تدخل‬
‫ضمن هذا المعيار‪.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫و البطاقة المهنية للحرفي‪ ،‬و مستخرج سجل الصناعة التقليدية و الحرف فيما يخص الحرفيين الفنيين‪.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫نصت المادة ‪ 92‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬في فقرتها األخيرة أنه يحدد نموذج التصريح بالنزاهة بموجب قرار من الوزير المكلف بالمالية‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫; ‪Ouyahia ordonne de réduire le recours aux Bureaux d’Études étrangers, ELWATAN, Mardi 5 janvier 2010, réb‬‬
‫‪L’Actualité, n°5833, p. 3.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫و لم تنص المادة ‪ 92‬السابقة الذكر على ضرورة ضم في العرض اتفاقية الشراكة مع مؤسسة خاضع ة للقانون الجزائري أو مساهمة في رأسمال‪ ،‬بالنسبة لعروض المتعهدين‬
‫األجانب‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫ب – أظرفة الخدمات‪:‬‬
‫و في حالة إجراء المسابقة‪ ،‬يجب أن تتضمن العروض‪ ،‬باإلضافة إلى األظرفة المتعلقة بالعروض‬
‫التقنية و المالية‪ ،‬ظرفا يتعلق بالخدمات‪ ،‬بديال للعرض التقني بحصر المعنى‪ ،‬المذكور في المادة ‪2/92‬‬
‫(المطة الثالثة) من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،1020‬و بالتالي يقدم بمناسبة إجراء المسابقة فقط‪ ،‬ولم‬
‫يحدد المشرع محتوى األظرفة الخدمات و المذكورة في كل المواد ‪ 4/74‬و ‪ 22/92‬من المرسوم الرئاسي‬
‫رقم ‪ ،178-20‬وتشمل هذه الخدمات حسب الفقيه ‪ ،Michel Huet‬الرسم المبدئي ‪( esquisses‬على أن يحدد‬
‫(‪)1‬‬
‫في المناقصة سلم معين إذا كانت على أساس الرسم المبدئي )‪ ،‬المشروع المبدئي األولي ‪Avant-projet‬‬
‫‪ sommaire‬و‪/‬أو المشروع المبدئي المفصل(‪ ،Avant-projet détaillé )2‬و يقول أن شروط إعداد هذه‬
‫الخدمات يجب أن يتم بيانه في نظام المسابقة‪ ،‬و كيفية التقييم و معايير التحكيم للمسابقة‪ ،‬وسلطات وتشكيلة‬
‫لجنة التحكيم‪ ،‬وإمكانية إعطاء منح‪ ،‬أو تعويضات للمترشحين حسب مستوى الخدمات المطلوبة(‪ .)3‬ويعني‬
‫عامة بالخدمات في إطار المسابقة‪ ،‬األعمال ذات الطابع الذهني أو الفني(‪.)4‬‬
‫وألول مرة أدخل المشرع مبدأ إغفال(‪ Principe d’anonymat )5‬أظرفة الخدمات(‪ ،)6‬بحيث يتعين على‬
‫صاحب المشروع (المصلحة المتعاقدة) ضمان إغفال أظرفة خدمات المسابقة قبل إرسالها إلى رئيس لجنة‬
‫التحكيم‪ .‬و يجب ضمان إغفال هذه األظرفة إلى غاية التوقيع على محضر لجنة التحكيم‪.‬‬
‫و يفهم من نص المادة ‪ 92‬الفقرة الثالثة أن أظرفة الخدمات هي بديل للعرض التقني‪ ،‬و يستعمل عبارة‬
‫في النص المادة المنشورة باللغة الفرنسية ‪ ،en remplacement de l’offre technique‬يعني أنه كلما أبرم‬
‫صاحب المشروع العمومي صفقة إدارة المشروع عن طريق المسابقة‪ ،‬فيجب أن تتضمن العروض أظرفة‬
‫خدمات‪ ،‬و ليس العرض التقني بحصر المعنى‪ ،‬وعدم الخلط مع عرض بديل أو البدائل ‪Les variantes‬‬
‫والذي نوضح محتواه بعد تناول العرض المالي‪.‬‬
‫ج – العرض المالي‪:‬‬
‫و يتضمن على ما يلي‪:‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪ -‬رسالة التعهد ‪( ،‬وفقا لنموذج) و ممضي من طرف الشخص (األشخاص) المؤهل قانونيا بالتزام‬
‫مكتب الدراسات‪ ،‬أو مجموعة مكاتب الدراسات (صاحب العمل)‪.‬‬
‫‪ -‬جدول األسعار بالوحدة و كل التفصيالت الجزئية لألسعار مملوء و ممضي‪ ،‬و في إطار عقد‬
‫إدارة المشروع فإن على أصحاب العمل المترشحين تقديم تكاليف كل مهمة من مهام إدارة‬
‫المشروع‪ ،‬وهذا ألن أجرة إدارة المشروع تقوم على تحديد االجمالي الجزافي(‪.)8‬‬
‫‪ -‬التفصيل التقديري و الكمي للمشروع مملوء و ممضي‪ ،‬و يقدم في هذا االطار (صفقات إدارة‬
‫المشروع) كلفة الغرض المطلوب (أو كلفة المشروع) ‪.)9(Coût d’objectif‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Prestations et Primes en concours de maîtrise d’œuvre, M.I.Q.C.P., Avril 2010, n°1, p.23. Voir aussi ; BOUCHON (D.), COSSALTER‬‬
‫‪(P.), LES MARCHES DE MAITRISE D’ŒUVRE dans la construction publique, op.cit., n°7, ph.247, p.227.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫و بالتالي تكون المسابقة على أساس الصيغ التالية‪ :‬مسابقة على أساس الرسم المبدئي ‪ ،concours sur esquisses‬و‪/‬أو مسابقة على أساس المشروع المبدئي األولي ‪Avant-‬‬
‫‪ ،projet sommaire‬و‪/‬أو مسابقة على أساس المشروع المبدئي المفصل ‪ ،Avant-projet détaillé‬و هذا في إطار صفقة إدارة المشروع ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪HUET (M.), Le Droit de l’Architecture, 2ème édition, economica, Paris, p.363. Voir aussi ; BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), LES‬‬
‫‪MARCHES DE MAITRISE D’ŒUVRE dans la construction publique, op.cit., n°7, ph.239, p.218.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Outil pratique, cahier des clauses administratives applicables aux marchés de maîtrise d’œuvre dans le domaine de la construction,‬‬
‫‪M.I.Q.C.P., Septembre 2010, n°3, p.3 et suivant.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪BRACONNIER (S.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.215.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫المادة ‪ 9/74‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫و كما سبق ذكره فإن المادة ‪ 92‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬في فقرتها األخيرة نصت على أنه يحدد نموذج رسالة التعهد بموجب قرار من الوزير المكلف بالمالية‪.‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫أنظر إلى الصفحة ‪ 247‬و ما بعدها من هذا البحث‪ .‬و تجدر المالحظة أن جدول االسعار بالوحدة ‪ Bordereau des prix unitaires‬هو كيفية من كيفيات تحديد السعر في‬
‫صفقات األشغال‪.‬‬
‫( ‪)9‬‬
‫أنظر إلى الصفحة ‪ 247‬و ما بعدها من هذا البحث‪ .‬و تجدر المالحظة أن "تفصيل تقديري و كمي" ‪ le détail estimatif et quantitatif‬يستعمل عادة في صفقات األشغال‪ ،‬بحيث‬
‫يطلب من متعهدي األشغال تفصيل تقديري وكمي لألشغال (اليد العاملة‪ ،‬قيمة اللوازم والمواد المستعملة‪...،‬الخ)‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ -‬كل الوثائق التي لها عالقة باألسعار و المبلغ المعروض‪.‬‬
‫و يجب أن ترسل العروض إلى عنوان المصلحة المتعاقدة (صاحب المشرع العمومي)‪ ،‬و يتم اإلرسال‬
‫على الشكل التالي‪:‬‬
‫العرض التقني في ظرف منفصل و مقفل و مختوم يحمل عبارة "عرض تقني"‪ ،‬و العرض المالي في‬
‫ظرف منفصل و مقفل و مختوم يحمل عبارة "عرض مالي"‪ ،‬وظرف ثالث في حالة إجراء االستشارة‬
‫االنتقائية يحمل إشارة "كفالة التعهد"‪ ،‬مع بيان في كل من األظرفة مرجع المناقصة و موضوعها‪،‬‬
‫ويوضعان في ظرف آخر (حجم كبير) مغفل ‪ Anonyme‬يحمل خارجيا إال العبارة التالية‪" :‬ال يفتح‪-‬‬
‫منـاقـصـة رقم ‪ -.....‬موضوع المناقصة"‪.‬‬
‫و تنص المادة ‪ 10‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬الذي يتضمن‬
‫كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء و أجر ذلك(‪ ،)1‬على أنه يقدم المستشار الفني (صاحب‬
‫العمل) المترشح في األجل الذي يحدده صاحب المشروع‪ ،‬عرضا يبين فيه على الخصوص ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬كلفة المشروع ‪.Coût d’objectif de l’ouvrage‬‬
‫‪ -‬تكاليف كل مهمة من مهام االستشارة الفنية و محتواها‪.‬‬
‫‪ -‬أجل مختلف مهام االستشارة الفنية و مخططها التنفيذي‪.‬‬
‫‪ -‬أجل إنجاز المشروع‪.‬‬
‫‪ -‬المقاييس النوعية للمشاريع المتفق عليها‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعه‪ ،‬و السيما في انجاز دراسات مماثلة‪.‬‬
‫و لهذا الغرض يلتزم المستشار الفني (صاحب العمل) تجاه رب العمل (صاحب المشروع) في حالة ما‬
‫إذا رشحه هذا األخير‪ ،‬باحترام األحكام المبينة أعاله‪ ،‬حتى ال يقع تحت طائلة عقوبات مالية المرتقبة في‬
‫العقد(‪ .)2‬و ال يجوز أن ترد أي معلومة تتعلق بمبلغ التعهد في أظرفة التقنية‪ ،‬و أظرفة الخدمات بمناسبة‬
‫إجراء المسابقة و االستشارة االنتقائية(‪.)3‬‬
‫د ‪ -‬إمكانية تقديم البدائل ‪: Offres comportant des variantes‬‬
‫عمليا هناك عروض تتضمن اقتراحات بديلة أو متغيرة ‪ ،Offres comportant des variantes‬بحيث ينص‬
‫نظام االستشارة على تقديم عروض بالنسبة للحل األساسي المقرر في دفتر الشروط الخاصة‪ ،‬فيتعين أن‬
‫يحدد هذا النظام موضوع و حدود هذه البدائل وشروطها األساسية‪ ،‬فلم يقنن المرسوم الرئاسي رقم ‪-20‬‬
‫‪ 178‬هذه الممارسات‪ ،‬ولكن يذكر أنه من بين اختصاصات لجنة تقويم العروض‪ ،‬فحص العروض البديلة‬
‫في المادة ‪ 219‬التي تقول‪...":‬و تتولى هذه اللجنة‪...‬تحليل العروض‪ ،‬و بدائل العروض‪."...‬‬
‫و من خالل الوثائق العملية (دفاتر الشروط‪ ،‬و إعالنات) و الحوار مع بعض المهنيين‪ ،‬و أصحاب‬
‫المشاريع العمومية توصلنا إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إن تقديم عروض بديلة ال يتطلب بالضرورة من المتعهد أن يقدم عرضا بالنسبة للحل األساسي المقرر‬
‫في األصل‪ ،‬ما عدا إذا نص نظام االستشارة على خالف ذلك‪ ،‬أي يقدم مثال عرض رئيسي وعرضين‬
‫بديلين‪ ،‬و التي يختار صاحب المشروع المالئمة له سواء من حيث المظهر الجمالي‪ ،‬وبالخصوص من‬
‫حيث الظرف المالي‪.‬‬

‫(‪ )1‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪.2425.‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ 1/10‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ، 2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء‪ ،‬و أجر‬
‫ذلك‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪224252‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 92‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ -‬و يجب أن يحدد نظام االستشارة كيفيات فحص الحلول األساسية و العروض البديلة‪ ،‬بحيث توضع هذه‬
‫األخيرة التي يقدمها المتنافسون في ظرف منفصل عن العرض األساسي المقترح عند االقتضاء‪ ،‬ويتعين‬
‫أن تتضمن هذه العروض نفس مستندات المناقصة األولية إال بالنسبة للملف اإلداري‪ ،‬و في حالة ما إذا لم‬
‫يقدم المترشح إال عروضا بديلة‪ ،‬يجب أن يستوفي الظرف الذي يحتوي على العروض البديلة شروط تقديم‬
‫العروض المقررة‪ ،‬و أن يتضمن باإلضافة إلى ذلك عبارة "عرض بديل" » ‪.« Offre variante‬‬
‫و يقرر المشروع التمهيدي للقانون(‪-)1‬السابق الذكر‪ -‬إمكانية تقديم عروض بديلة‪ ،‬كما أن مفهوم‬
‫البدائل نص عليها القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬في المادة ‪ 8‬منه‪ ،‬المتعلقة بالرسم المبدئي حيث‬
‫نصت في فقرتها األخيرة أنه‪" :‬الرسم المبدئي‪....‬و تتمثل هذه المهمة في إعداد مشروعين أو ثالثة مشاريع‬
‫رسوم مبدئية تحدد جانبا أو عدة جوانب هندسية معمارية وفي إعداد تقرير تقديمي يشتمل على‪:‬‬
‫‪ -‬الوثائق المرسومة‪.‬‬
‫‪ -‬الوثائق المكتوبة (تقييم موجز لمبالغ االنجاز‪ ،‬مذكرة مقارنة للرسوم المبدئية)‪.‬‬
‫و يمكن لصاحب المشروع (رب العمل) أن يطلب تقديم عرض ثان و أخير لمجموعة الرسوم المبدئية‬
‫على أساس بيانات تكميلية"‪ ،‬فالقرار الوزاري يطرح مبدأ إمكانية تقديم البدائل‪.‬‬
‫أما المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬وأجر ذلك‪،‬‬
‫ذكر البدائل المتعلقة بحلول التقنية الممكنة للبناء في المادة ‪ 21‬منه المتعلقة بدراسات المشروع‬
‫التمهيدي(‪ ،)2‬و في هذا اإلطار يجب أن تبين وثائق المناقصة بوضوح متى يسمح للمتعهدين بتقديم‬
‫عروض بديلة‪ ،‬وكيفية التقديم‪ ،‬و كيفية عرض أسعارها‪ ،‬و األساس الذي سيجري بناء عليه تقييمها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬كيفية تقديم اقتراحات المتنافسين‪-‬أصحاب العمل ‪-Maître d’œuvre‬‬


‫و مما يثير انتباهنا أن نص تنظيم الصفقات العمومية يستعمل مصطلحين مختلفين لإلشارة إلى‬
‫المترشح‪ ،‬فتارة يستعمل صاحب العرض‪ ،‬و تارة أخرى يستعمل المتعهد‪ ،‬ويقول في هذا الصدد األستاذ‬
‫‪ Nicolas‬أن التعهد ‪ Soumission‬هو التصرف الذي بموجبه يقوم المتنافس بالتقدم في صفقات‪ ،‬بعرض‬
‫يتضمن تنفيذ الخدمة المطلوبة‪ ،‬ويمتد هذا االصطالح إلى مجموع اإلجراءات المتعلقة بإبرام الصفقة(‪.)3‬‬
‫و توضع األظرفة‪ ،‬كما سبق ذكره‪ ،‬في ظرف مغفل يحمل خارجيا العبارة التالية ال يفتح‪-‬منـاقـصـة‬
‫رقم ‪ -.....‬موضوع المناقصة‪ ،‬و يتم إيداعها في المكان المحدد في إعالن المناقصة‪ ،‬ويحدد أجل تحضير‬
‫العروض باالستناد إلى تاريخ نشرها في النشرة الرسمية لصفقات المتعامل العمومي أو في الصحافة‪( ،‬أو‬

‫(‪ )1‬المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪ .‬أنظر ملحق البحث ص‪.171.‬‬
‫(‪" )2‬المادة ‪ : 21‬تسمح دراسات المشروع التمهيدي التي تعتبر العنصر الرقمي للحل الشامل‪ ،‬بإنجاز المنشأة‪ ،‬و تقام بعد مصادقة صاحب المشروع‬
‫على الرسم المبدئي‪.‬‬
‫و تشمل انجاز مخططات مرسومة التي تتعلق بـ ‪:‬‬
‫‪ -‬مخطط التهيئة‪ ،‬و مخطط إقامة المشروع‪ ،‬و مخطط الكتلي‪،‬‬
‫‪ -‬ارتفاعات الواجهات الرئيسية‪،‬‬
‫‪ -‬المقاطع العرضية و الطولية الضرورية لفهم المشروع‪،‬‬
‫‪ -‬المتغيرات أو البدائل المحددة لمختلف التقنيات الممكنة للبناء‪ ،‬و تتضمن كذلك‪:‬‬
‫‪ -‬مذكرة الحسابات المحددة للتنزيل الحموالت‪،‬‬
‫‪ -‬المذكرة الوصفية‪ ،‬و التبريرية للحل أو الحلول المرتقبة‪،‬‬
‫‪ -‬جدول مقارنة المساحات بالنسبة للبرنامج المسطر‪،‬‬
‫‪ -‬تحديد الحصص التقنية‪،‬‬
‫‪ -‬المتغير المعتمد لتقنيات التشييد"‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Nicolas (Michel), Droit public de la construction, 2ém édition, (Édition Universitaire Fribourg, Suisse),‬‬
‫‪Volume 8, 1997.n°1867.‬‬
‫أما دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المتعلقة بوزارة تجديد البناء و األشغال العمومية لسنة ‪ 2584‬يشير إليها في المادة‬
‫‪ 76‬المعنونة كاألتي‪" :‬قواعد تسديد الحسابات"‪ ،‬في الفقرة الخامسة (‪ )9‬شطر‪-‬ب‪ -‬بعبارة التالية‪" :‬عقد التكفل بإجراء العمل" يقابلها باللغة الفرنسية‬
‫» ‪.« La Soumission‬‬

‫‪61‬‬
‫في اليوميات الوطنية‪ ،‬الجهوية أو المحلية‪ ،‬أو في المواقع االلكترونية السالفة الذكر)‪ ،‬و يدرج في دفتر‬
‫الشروط‪ ،‬حيث يبين يوم إيداع العروض‪ ،‬و آخر ساعة إليداعها‪ ،‬وساعة فتح األظرفة التقنية والمالية‬
‫للعروض(‪ ،)1‬و يمكن لصاحب المشروع العمومي أن يمدد األجل المحدد لتحضير العروض إذا اقتضت‬
‫الظروف ذلك‪ ،‬و في هذه الحالة يخبر صاحب المشروع المرشحين بكل الوسائل (وفقا للمادة ‪ 1/90‬من‬
‫قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ )1020‬و طبقا لنص المادة ‪ 7/90‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪178-20‬‬
‫يحدد تاريخ تحضير العروض تبعا لعناصر معينة مثل تعقيد موضوع الصفقة المعتزم طرحها‪ ،‬و المدة‬
‫التقديرية الالزمة لتحضير العروض‪ ،‬و إيصال التعهدات‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫و يجب أن يفسح األجل المحدد لتحضير العروض‪ ،‬مجاال واسعا ألكبر عدد ممكن من المتنافسين ‪،‬‬
‫و يوافق يوم و آخر ساعة إليداع العروض و يوم و ساعة فتح األظرفة التقنية والمالية‪ ،‬آخر يوم من مدة‬
‫تحضير العروض‪ .‬وإذا صادق هذا اليوم يوم عطلة أو يوم راحة قانونية‪ ،‬فإن مدة تحضير العروض تمدد‬
‫إلى غاية يوم العمل الموالي(‪.)3‬‬

‫أوال‪ :‬مبدأ المساواة ما بين المتنافسين‬


‫و يجب أن يعامل جميع المتنافسين على قدم المساواة‪ ،‬و ذلك حتى يتحقق مبدأ المنافسة الحرة في‬
‫اإلجراءات المتعلقة بالمناقصة المكرس في نص المادة ‪ 7‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪،)4(1020‬‬
‫ونالحظ أن المشرع أدرج من بين تأشيرات المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬األمر رقم ‪ 07-07‬المؤرخ‬
‫في ‪ 25‬يوليو سنة ‪ ، 1007‬و المتعلق بالمنافسة‪ ،‬إال أن هناك قيود على مبدأ المساواة من حيث استبعاد باقي‬
‫المتنافسين أو السماح لبعضهم دخول المنافسة و ذلك العتبارات مختلفة‪ ،‬و فيما يلي أهم هذه االستثناءات‬
‫(و الواردة في نص المادة ‪ 91‬سواء كان اإلقصاء من المشاركة في الصفقة بصفة مؤقتة أو نهائية)(‪:)5‬‬
‫‪ -‬يستبعد من الترشح إلى المناقصة األشخاص الذين ال يكونون في وضعية جبائية قانونية‪ ،‬أي الذين‬
‫ال يستوفون واجباتهم الجبائية و شبه الجبائية‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪ -‬األشخاص أو المؤسسات التي أصدر حكم قضائي ضدهم‪ ،‬أي الذين كانوا محل حكم قضائي له‬
‫حجية الشيء المقضي فيه بسبب مخالفة بنزاهتهم المهنية(‪.)7‬‬
‫‪ -‬الذين هم في حالة اإلفالس أو التصفية‪ ،‬أو التوقف عن النشاط‪ ،‬أو التسوية القضائية أو الصلح‪،‬‬
‫أوالشركات التي توقفت عن الدفع(‪.)8‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫كما يمكن للمتعهد أن يودع عرضه في آخر يوم أو ساعة قبل فتح األظرفة‪.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫المادة ‪ 4/90‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫المادة ‪ 9/90‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ، 1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪ ،7.‬جاء‬
‫بها المرسوم الرئاسي رقم ‪ 772-06‬المؤرخ في ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ، 1006‬يعدل و يتمم المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬المؤرخ في ‪ 14‬يوليو سنة ‪ ،1001‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬أنظر إلى الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 5‬نوفمبر سنة ‪ ،1006‬العدد‪ ،81‬ص‪.8.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫و نظم المشرع هذه االستثناءات في المادة ‪( 91‬جديدة) ضمن القسم الرابع من الباب الثالث المعنون بـ" حاالت اإلقصاء من المشاركة في الصفقات العمومية"‪،‬‬
‫بحيث يقصى‪ ،‬المتعاملون االقتصاديون بشكل مؤقت أو نهائي‪ ،‬من المشاركة في الصفقات العمومية‪ ،‬لألسباب المذكورة أعاله‪.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫نص القانون رقم ‪ 17-08‬المؤرخ في‪ 10‬ديسمبر سنة ‪ ،1008‬يعدل و يتمم األمر رقم ‪ 298-88‬المؤرخ في ‪ 6‬يونيو سنة ‪ ، 2588‬والمتضمن قانون العقوبات‪( ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫بتاريخ األحد ‪ 14‬ديسمبر سنة ‪ ،1008‬العدد ‪ ،64‬ص‪ )11.‬في المادة ‪ 5‬منه‪ ،‬المتعلقة بالعقوبات التكميلية في المطة ‪ 6‬على اإلقصاء من الصفقات العمومية‪ .‬كما نص في المادة ‪28‬‬
‫مكرر‪ 1‬منه‪ ،‬أنه‪" :‬يترتب على عقوبة اإلقصاء من الصفقات العمومية منع المحكوم عليه من المشاركة بصفة مباشرة أو غير مباشرة في أية صفقة عمومية‪ ،‬إما نهائيا أو لمدة ال تزيد عن‬
‫عشرة (‪ )20‬سنوات في حالة اإلدانة الرتكاب جناية‪ ،‬و خمس (‪ )9‬سنوات في حالة اإلدانة الرتكاب جنحة‪ .‬ويجوز أن يؤمر بالنفاذ المعجل بالنسبة لهذا اإلجراء"‪.‬‬
‫و نص القانون رقم ‪ 29-04‬المؤرخ في ‪ 20‬نوفمبر سنة ‪ ،1004‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 298-88‬المؤرخ في ‪ 6‬يونيو سنة ‪ ،2588‬والمتضمن قانون العقوبات‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫األربعاء ‪ 20‬نوفمبر سنة ‪ ،1004‬العدد ‪ ،22‬ص‪ ،)6.‬أن من العقوبات المقررة للشخص المعنوي (الباب األول مكرر) طبقا لنص المادة ‪ 26‬مكرر قانون رقم ‪ 29-04‬المؤرخ في ‪20‬‬
‫نوفمبر سنة ‪ ،1004‬يعدل و يتمم األمر رقم ‪ 298-88‬المؤرخ في ‪ 6‬يونيو سنة ‪ ، 2588‬و المتضمن قانون العقوبات‪ ،‬في فقرتها السادسة(‪ )8‬في مواد الجنايات والجنح هي اإلقصاء من‬
‫الصفقات العمومية لمدة ال تتجوز خمس (‪ )9‬سنوات‪.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫و يجوز أن يشارك من حصل على رد اعتباره متى ثبتت استقامته‪.‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫و هناك مؤسسات عمومية اقتصادية مثقلة بالديون أجيز لها الترشح في الصفقات العمومية‪ ،‬بالرغم من إجراءات تصفية ديونها التي اتخذتها السلطات العمومية منذ سنة ‪،2550‬‬
‫بشرط أن تأتي هذه المؤسسات بشهادة تطهير خاصة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ -‬الذين هم محل إجراء عملية اإلفالس‪ ،‬أو التصفية‪ ،‬أو التوقف عن النشاط‪ ،‬أو التسوية القضائية‪ ،‬أو‬
‫الصلح‪.‬‬
‫‪ -‬الذين ال يستوفون اإليداع القانوني لحسابات شركاتهم‪.‬‬
‫‪ -‬الذين قاموا بتصريح كاذب‪.‬‬
‫‪ -‬الذين كانوا محل قرارات الفسخ تحت مسؤوليتهم‪ ،‬من أصحاب المشاريع‪ ،‬بعد استنفاذ إجراءات‬
‫الطعن المنصوص عليها في التشريع و التنظيم المعمول بهما‪.‬‬
‫‪ -‬المسجلون في قائمة المتعاملين االقتصاديين الممنوعين من تقديم عروض للصفقات العمومية‪،‬‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 82‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.178-20‬‬
‫‪ -‬المسجلون في البطاقية الوطنية لمرتكبي الغش‪ ،‬و أصحاب المخالفات الخطيرة للتشريع والتنظيم‬
‫في مجال الجباية و الجمارك و التجارة(‪.)1‬‬
‫‪ -‬الذين كانوا محل إدانة بسبب مخالفة خطيرة لتشريع العمل‪ ،‬و الضمان اإلجتماعي‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -‬األجانب المستفيدون من الصفقة‪ ،‬و أخلوا بالتزامهم المحدد في المادة ‪ 14‬من هذا المرسوم ‪.‬‬
‫و يستبعد أيضا من المناقصة بعض األشخاص الذي بحكم طبيعة وظائفهم السابقة ال يستطيعون الدخول‬
‫إلى المناقصة‪ ،‬مثل الموظف العمومي المكلف بإبرام الصفقة لإلدارة‪ ،‬و ألول مرة نظم المشرع ظاهرة‬
‫تسمى بـ ‪ ،)3(Pantouflage‬وهذا لمحاربة أساسا تهرب إطارات الدولة‪.‬‬
‫و نص األمر رقم ‪ 02-02‬المؤرخ في أول مارس سنة ‪ 1002‬يتعلق بحاالت التنافي‪ ،‬و االلتزامات‬
‫الخاصة ببعض المناصب و الوظائف(‪ ،)4‬على أ نه يمنع شاغلو المناصب و الوظائف في اإلدارات والقطاع‬
‫االقتصادي العمومي‪ ،‬أن تكون لهم خالل فترة نشاطهم بأنفسهم أو بواسطة أشخاص آخرين‪ ،‬داخل البالد‬
‫أو خارجها ‪ ،‬مصالح لدى المؤسسات أو الهيئات التي تتولى مراقبتها أو اإلشراف عليها‪ ،‬أو التي أبرموا‬
‫صفقة معها‪ ،‬أو أصدروا رأيا بغية عقد صفقة معها‪.‬‬
‫حيث كانت تنشأ المؤسسات الخاصة من قبل أشخاص كانوا يوظفون كإطارات سامية في القطاع العمومي‬
‫أو اإلدارات العمومية‪ ،‬و تم إحصاء ‪ %76‬مؤسسة من هذا النوع في الثمانينات (‪ ،)5‬و مع ذلك كان ال‬
‫يزال القطاع الخاص في مرحلة األجنة ‪.)6(Embryonnaire‬‬

‫(‪ )1‬أنظر إلى المادة ‪ 15‬من األمر رقم ‪ 02-05‬المؤرخ في ‪ 11‬يوليو سنة ‪ ،1005‬الذي يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،1005‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 18‬يوليو سنة ‪ ،1005‬العدد ‪ ،44‬ص‪.5.‬‬
‫(‪ )2‬أنظر إلى المادة ‪ 99‬من األمر رقم ‪ 02-20‬المؤرخ في ‪ 18‬غشت سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،1020‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 15‬غشت سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،45‬ص‪.28.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Bennadji (Ch), op.cit., Tome 2, p.422.‬‬
‫(‪ )4‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 2‬مارس سنة ‪ ،1002‬العدد ‪ ،28‬ص‪ ،47.‬حيث نص األمر رقم ‪ 02-02‬في المادة ‪ 2‬و ‪ 1‬منه على أنه يمنع‬
‫شاغلو المناصب‪ ،‬والوظائف في الهيئات‪ ،‬و اإلدارات العمومية‪ ،‬و المؤسسات العمومية‪ ،‬و المؤسسات العمومية االقتصادية بما فيها الشركات‬
‫المختلطة التي تحوز فيها الدولة ‪ %90‬على األقل من رأس المال‪ ،‬و كذا على مستوى سلطة الضبط أو كل هيئة عمومية أخرى مماثلة تتولى مهام‬
‫الضبط أو المراقبة أو التحكيم‪ ،‬من أن تكون لهم خالل فترة نشاطهم بأنفسهم أو بواسطة أشخاص آخرين‪ ،‬داخل البالد أو خارجها‪ ،‬مصالح لدى‬
‫المؤسسات أوالهيئات التي تتولى مراقبتها أو اإلشراف عليها‪ ،‬أو التي ابرموا صفقة معها‪ ،‬أو أصدروا رأيا بغية عقد صفقة معها‪.‬‬
‫و ال يمكن أن يمارس شاغلو المناصب‪ ،‬الوظائف عند نهاية مهمتهم‪ ،‬ألي سبب كان‪ ،‬و لمدة سنتين (‪ )1‬نشاطا استشاريا أو نشاط مهنيا أيا كانت‬
‫طبيعته‪ ،‬أو أن تكون لهم مصالح مباشرة أو غير مباشرة لدى المؤسسات أو الهيئات التي سبق لهم أن تولوا مراقبتها أو اإلشراف عليها أو ابرموا‬
‫صفقة معها‪ ،‬أو أصدروا رأيا بغية عقد صفقة معها‪ ،‬أو لدى أي مؤسسة أو هيئة أخرى تعمل في نفس مجال النشاط (المادة ‪ 7‬من األمر)‪ ،‬و عند‬
‫انقضاء هذه مدة سنتين (‪ )1‬يجب أن تكون ممارسة أي نشاط مهني أو استشارة‪ ،‬و كذا حيازة مصلحة‪ ،‬موضوع تصريح كتابي لمدة ثالث (‪)7‬‬
‫سنوات من طرف المعني باألمر لدى الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد و مكافحته‪ ،‬و حسب الحالة‪ ،‬آخر هيئة مستخدمة أو السلطة المكلفة بالوظيفة‬
‫العمومية في أجل شهر واحد‪ ،‬ابتداء من تاريخ بداية ممارسة النشاط‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Bennadji (Chérif), L’évolution de la Réglementation Des Marchés Publics en Algérie, Thèse en vue de‬‬
‫‪l’obtention du doctorat d’état en Droit, institut de Droit des sciences politiques et administratives, université‬‬
‫‪d’Alger, Année 1991, Tome 2, p. 422.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪« Il est clairement établi maintenant par tous les analystes que le développement du secteur privé algérien,‬‬
‫‪embryonnaire », PENEFF (J.), Industriels Algériens-CRESM-édition du C.N.R.S., 1981, p.11, citée par Bennadji‬‬
‫‪(Ch.), op.cit., Tome 2, p. 420.‬‬

‫‪63‬‬
‫و أخيرا‪ ،‬تحضى باألفضلية مكاتب الدراسات‪ ،‬أو المؤسسات الخاضعة للقانون الجزائري‪ ،‬التي يحوز‬
‫أغلبية رأسمالها جزائريون مقيمون‪ ،‬بحيث يمنح هامش أفضلية ال يفوق ‪ %19‬لصاحب العمل الخاضع‬
‫للقانون الجزائري‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬كيفية التقدم إلى المناقصة‬


‫بعد اإلعالن عن المناقصة يلتزم المتنافسين بالمدة المحددة لقبول التعهدات أو العروض‪ ،‬و هذه المدة‬
‫تجرى كما سبق ذكره من تاريخ أول صدور إلعالن المناقصة‪ ،‬أما فترة تحضيرها و تمديدها تحددها‬
‫المصلحة المتعاقدة (صاحب المشروع العمومي) في دفتر الشروط‪.‬‬
‫‪ -‬يقدم المتنافسون أو المترشحون أثناء هذه المدة عروضهم لإلشتراك في المناقصة‪ ،‬و تتضمن هذه‬
‫العروض عرض تقني و مالي السابق ذكرهما‪ ،‬و يمكن أن يتم استكمال عروض أثناء جلسة فتح‬
‫الظروف التقنية إال بالنسبة للتصريح باالكتتاب و كفالة التعهد‪ ،‬و العرض التقني بحصر المعنى‪،‬‬
‫و يمنح لهم المشرع أجل (‪ )20‬أيام إليداع الوثائق الناقصة‪ ،‬تحت طائلة رفض عروضهم من قبل‬
‫لجنة تقييم العروض (المادة ‪ 2/211‬المطة ‪ 9‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.)1()1020‬‬
‫‪ -‬و كما سبق ذكره يوضع كل عرض في ظرف منفصل و مقفل و مختوم‪ ،‬مع بيان في كل من‬
‫األظرفة مرجع المناقصة و موضوعها‪ ،‬ويوضعان في ظرف آخر مغفل يحمل من الخارج إال‬
‫العبارة التالية‪" :‬ال يفتح‪-‬منـاقـصـة رقم ‪ -.....‬موضوع المناقصة"‪.‬‬
‫و من بين توصيات البنك العالمي هو التفرقة عند عملية التقويم‪" ،‬تأهيل المترشحين" عن عملية تقويم‬
‫العروض بصفة عامة(‪ ،)2‬و يرى البنك العالمي أن استعمال نظام األظرفة المزدوجة يحد من الفائدة‬
‫المرجوة من عملية فتح األظرفة(‪.)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫أ) فحص العروض أو التعهدات‬
‫يقوم بفحص التعهدات لجنة فتح الظروف ‪ ،Commission d’ouverture des plis‬و تحدث هذه اللجنة‬
‫في كل مصلحة متعاقدة‪ ،‬و هذا في إطار الرقابة الداخلية المنصوص عليها في المادة ‪ 211‬فقرة األولى من‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات‬
‫(‪)5‬‬
‫العمومية ‪ ،‬وهناك لجنة أخرى تقوم بتقويم العروض‪ ،‬وهي لجنة تقويم العروض ‪Commission‬‬
‫‪ ،d’évaluation des offres‬و أضاف المشرع لجنة التحكيم ‪ ،Jury‬و كل من اللجنتين تقوم بتقديم‬
‫االقتراحات للهيئات المعنية‪.‬‬
‫و في ظل األمر ‪ 2582‬كانت هناك ثالث لجان‪ ،‬األولى مكتب المناقصات و المزايدات (بالنسبة‬
‫إلجراءات المزايدة و المناقصة)‪ ،‬و لجنة فتح الظروف (إجراءات طلب العروض و إجراء المباراة)‪،‬‬

‫(‪ )1‬و أعطى المشرع استثناء بمناسبة تنفيذ عمليات األشغال فيما يخص الوثائق المتعلقة بـ"الشهادات الجبائية‪ ،‬و شهادات هيئات الضمان االجتماعي‬
‫بالنسبة للمتعهدين الجزائريين‪ ،‬و المتعهدين األجانب الذين عملوا في الجزائر"‪ ،‬التي يجوز تقديمها بعد تسليم العروض مع موافقة صاحب المشروع‪،‬‬
‫ويجب أن يتم إيداعها قبل التوقيع على الصفقة‪( ،‬المادة ‪ /2/92‬المطة ‪ 8‬في فقرتها الثانية)‪ ،‬كما تنص المادة ‪ 1/44‬من قانون الصفقات العمومية لسنة‬
‫‪ 1020‬الخاصة بإجراء التراضي بعد االستشارة التي تقول أنه‪" :‬يمكن أن تطلب لجنة تقييم العروض من المتعاملين االقتصاديين استكمال‬
‫عروضهم"‪ .‬أنظر كذلك‪ :‬دفتر الشروط االدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال لسنة ‪.2584‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪BANQUE MONDIALE, Rapport Analytique sur la passation des marchés en Algérie, Volume II, n° 29765,‬‬
‫‪juin 2003.n°38, ph.A.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪BANQUE MONDIALE, Rapport Analytique sur la passation des marchés en Algérie, op.cit., .n°38, E, p.6.‬‬
‫و السؤال الذي كان مطروح هو ما الفائدة من وضع العروض التقنية والمالية في ظرفين مختلفين‪ ،‬بما أنه يتم فتحهما في آن واحد في جلسة لجنة فتح‬
‫األظرفة؟‪ ،‬ففي ظل قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،1020‬فإن عملية التقييم تتم عبر عدة مراحل‪ ،‬و تعد عملية فحص العرض التقني مرحلة أساسية‬
‫في انتقاء أحسن عرض من حيث المزايا االقتصادية‪.‬‬
‫(‪ )4‬و يالحظ أنه تستعمل كلمة "التعهدات" عندما تبرم الصفقة عن طريق إجراء المزايدة‪.‬‬
‫(‪ )5‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الخميس ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬

‫‪64‬‬
‫ولجان التحكيم (إجراء المباراة أو المسابقة تتعلق بصفقات الدراسات)(‪ ،)1‬و منذ االستقالل و إلى غاية سنة‬
‫‪ 2582‬كانت لجنة واحدة تنظر في جميع أنواع الصفقات(‪ .)2‬و تقوم بالرقابة الداخلية في إطار قانون‬
‫الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬لجنتين بالنسبة لجميع الصفقات‪ ،‬إال بالنسبة للصفقات المبرمة عن طريق‬
‫المسابقة بحيث تتكفل لجنة بفتح األظرفة و لجنتين بتقييمها‪.‬‬
‫‪ – 1‬لجنة فتح األظرفة‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫تحدد تشكيلة اللجنة بمقرر يصدره مسؤول المصلحة المتعاقدة ‪ ،‬ولم يحدد قانون الصفقات العمومية‬
‫لسنة ‪ ،)4(1020‬عدد أعضاء و كيفية االختيار‪ ،‬و ترك ذلك للمصلحة المتعاقدة الختيار األشخاص من بين‬
‫موظفيها(‪ ،)5‬وهي لجنة دائمة(‪ ،)6‬و لم تكن لجنة فتح األظرفة ذات طابع داخلي بمعنى الكلمة‪ ،‬و هذا يعود‬
‫إلى إشتراك في عضوية اللجنة‪ ،‬ممثلين من مختلف اإلدارات مما يدعو القول أنه كانت شبيهة بـ"الرقابة‬
‫الخارجية"(‪ ،)7‬و نجد مثال أن مذكرة رقم ‪ 9524‬المؤرخة في ‪ 14‬نوفمبر سنة ‪ ،2559‬ال تجيز للمراقبين‬
‫الماليين المساهمة في أشغال اللجان الرقابة الداخلية(‪ ،)8‬وتتكون لجنة فتح األظرفة من مسؤول (رئيس)‪،‬‬
‫وأعضاء من بين الموظفين في المصلحة‪.‬‬
‫و تجتمع اللجنة و تكون صحيحة حتى ولو لم يحضر جميع األعضاء‪ ،‬و هذا من خالل نص المادة ‪214‬‬
‫من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ، 178-20‬حيث تنص‪" :‬تصح اجتماعات لجنة فتح األظرفة مهما يكن عدد‬
‫أعضاء الحاضرين"‪.‬‬
‫أما فيما يخص جلسات هذه اللجنة تكون علنية‪ ،‬و تجتمع اللجنة في التاريخ المحدد في دفتر الشروط‬
‫ويكون في آخر يوم و ساعة المدة المخصصة لتحضير العروض‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 217‬من المرسوم الرئاسي‬
‫رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية(‪ ،)9‬حيث يوافق‬
‫يوم و آخر ساعة إليداع العروض‪ ،‬و يوم و ساعة فتح األظرفة التقنية والمالية‪ ،‬آخر يوم من مدة تحضير‬
‫العروض(‪.)10‬‬
‫تفتح األظرفة التقنية و المالية‪ ،‬في جلسة علنية بحضور جميع المتعهدين الذين يتم إعالمهم مسبقا في‬
‫دفتر الشروط المناقصة تكون علنية بالنسبة لكل أنواع الصفقات(‪ )11‬إال عند فتح أظرفة الخدمات‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., Tome 1, p.167 à 175.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., Tome 1, p.167 à 171.‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 1/212‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 21020‬و على سبيل المثال أنظر إلى‪:‬‬
‫‪ -‬المقرر رقم ‪/225‬أ خ و‪ 1000 /‬المؤرخ في ‪ 11‬مايو سنة ‪ ،1000‬المتضمن تنصيب لجنة الصفقات لدى دواوين الترقية و التسيير العقاري‪،‬‬
‫(النشرة الرسمية لوزارة السكن والعمران‪ ،‬سنة ‪ ،1000‬ص‪ 252.‬و ‪ ،)251‬حيث تنص المادة األولى من المقرر أنه‪" :‬تؤسس لدى كل ديوان للترقية‬
‫و التسيير العقاري‪ ،‬لجنة صفقات مكلفة بالمراقبة المسبقة لعقود الدراسات و صفقات برامج انجاز السكنات االجتماعية"‪.‬‬
‫‪Décision n°74 du 7 octobre 2002 portant institutions et composition la commission des marchés publics du‬‬
‫‪ministère de l’habitat et de l’urbanisme. Le ministre de l’habitat et de l’urbanisme, bulletin de l’habitat, 7‬‬
‫‪novembre 2002, pp.245,246.‬‬
‫‪ -‬كما تنص في المادة ‪ 4‬من نفس المقرر أنه‪" :‬على أن اللجنة يمكن أن تستعين بأي شخص لمساعدتها في أشغالها"‪.‬‬
‫(‪ )4‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ، 1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر‬
‫سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Note n°5974 MDB/DGB/SDRC du 24/12/1995, objet : participation aux travaux des commissions d’ouverture des plis et‬‬
‫‪d’évaluation des offres. Direction Générale du Budget, Réglementation des marchés publics, 1998, p.198.‬‬
‫(‪ )6‬المادة ‪ 212‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., Tome 1, op.cit., p.173.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪Note n°5974 MDB/DGB/SDRC du 24/12/1995, objet : participation aux travaux des commissions d’ouverture des plis et‬‬
‫‪d’évaluation des offres. Direction Générale du Budget, Réglementation des marchés publics, 1998, p.198.‬‬
‫(‪ )9‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الخميس ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫(‪ )10‬المادة ‪ 9/90‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪ )11‬و في إجراء طلب العروض (المناقصة) المنصوص عليها في قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 2582‬كانت جلسات اللجان غير عمومية‪ ،‬حسب‬
‫المادة ‪ 46‬من القانون السابق الذكر‪ ،‬أنظر إلى المرجع اآلتي‪:‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), Tome 2, op.cit., p.616, 617.‬‬

‫‪65‬‬
‫و تتمثل مهمة لجنة فتح األظرفة(‪ )1‬فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬تثبت صحة تسجيل العروض في سجل خاص ‪.ad hoc‬‬
‫‪ -‬تعد قائمة المتعهدين حسب ترتيب تاريخ وصول أظرفة عروضهم مع توضيح محتوى و مبالغ‬
‫المقترحات و التخفيضات المحتملة ‪.Les Rabais‬‬
‫‪ -‬تعد وصفا مفصال للوثائق التي يتكون منها كل عرض‪.‬‬
‫‪ -‬تحرير محضر أثناء انعقاد الجلسة الذي يوقعه جميع أعضاء اللجنة الحاضرين‪ ،‬و الذي يجب أن‬
‫يتضمن التحفظات المحتملة المقدمة من قبل أعضاء اللجنة‪.‬‬
‫‪ -‬دعوة المتعهدين‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬كتابيا‪ ،‬إلى استكمال عروضهم التقنية بالوثائق الناقصة المطلوبة‪،‬‬
‫باستثناء‪ ،‬التصريح باالكتتاب و كفالة التعهد‪ ،‬عندما يكون منصوصا عليها‪ ،‬والعرض التقني‬
‫بحصر المعنى‪ ،‬في أجل أقصاه عشرة (‪ )20‬أيام‪ ،‬تحت طائلة رفض عروضهم من قبل لجنة تقييم‬
‫العروض‪.‬‬
‫تحرر لجنة فتح األظرفة‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬محضرا بعدم جدوى العملية يوقعه األعضاء الحاضرون‪ ،‬عندما‬
‫يتم استالم عرض واحد أو في حالة عدم استالم أي عرض‪ .‬و ينص قانون الصفقات العمومية‪ ،‬على نشر‬
‫محضر عدم الجدوى(‪()2‬المادة ‪ 224‬فقرة األخيرة)‪ ،‬و عمليا يتم نشره في النشرة الرسمية للمتعامل‬
‫العمومي‪ ،‬و في جريدتين يوميتين وطنيتين‪ ،‬موزعتين على المستوى الوطني‪.‬‬
‫و يتم فتح األظرفة إذا تعلق األمر بإبرام صفقة إدارة المشروع عن طريق االستشارة االنتقائية على‬
‫مرحلتين‪ :‬يتم فتح األظرفة التقنية النهائية و المالية‪ ،‬و الظرف المتعلق بكفالة التعهد بعد انتقاء المرشحين‬
‫المؤهلين الذين تم اختيارهم في المرحلة األولى(‪ )3‬أي بعد االنتقاء األولي‪.‬‬
‫و يتم فتح األظرفة إذا تعلق األمر بإجراء المسابقة كطريقة إلبرام صفقة إدارة المشروع فإنه يتم على ثالث‬
‫مراحل‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ففي المرحلة األولى يتم فتح األظرفة التقنية ‪ ،‬و بعد تقويمها من قبل لجنة تقويم العروض‪ ،‬التي تقوم‬
‫باختيار المترشحين على أساس العرض التقني‪ ،‬وإذا اقتضى األمر عروض البدائل‪.‬‬
‫و في المرحلة الثانية تفتح أظرفة الخدمات‪ ،‬إال للمرشحون المؤهلون مسبقا على أساس العرض‬
‫التقني‪ ،‬و تفحص األظرفة قبل إرسالها‪-‬عن طريق المصلحة المتعاقدة‪-‬إلى رئيس لجنة التحكيم لتقييمها(‪.)5‬‬
‫و في المرحلة الثالثة تقوم بفتح األظرفة المالية إال بالنسبة للفائزين المعتمدين إزاء المرحلة الثانية‬
‫لتقييم عرض الخدمات‪ ،‬وترسل العروض المالية إلى لجنة تقويم العروض لتقييمها(‪.)6‬‬

‫و في المرسوم رقم ‪ 249-61‬نجد سكوت نص المرسوم على علنية الجلسات (المواد ‪ 205‬إلى ‪ ،)227‬و أدرجت علنية الجلسات في نص المادة ‪206‬‬
‫من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 474-52‬المؤرخ في ‪ 5‬نوفمبر سنة ‪ ، 2552‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬و لكن من الناحية العملية كانت ال‬
‫تزال الجلسات تتم دون حضور أصحاب العروض‪ ،‬و كانت الهيئات المالية الدولية (البنك العالمي) تلزم المسؤولين على إبرام الصفقات بأن تجري‬
‫فتح الظروف أمام العارضين فيما يخص الصفقات الممولة من طرفها‪ ،‬أما دفتر الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪ 2584‬ينص على أن الصفقات على‬
‫طلب العروض المحدودة تكون غير علنية‪ ،‬أنظر إلى المرجع اآلتي‪:‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), Tome 2, op.cit., p. 617.‬‬
‫(‪ )1‬المادة ‪ 211‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪ )2‬و بموجبه تلجأ المصلحة المتعاقدة (صاحبة المشروع) إلى إجراء أخر وهو التراضي بعد االستشارة (المادة ‪/2/44‬المطة األولى من قانون‬
‫الصفقات العمومية لسنة ‪.)1020‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 6/71‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪ )4‬المادة ‪ 7/74‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪ )5‬المادة ‪ 4/74‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫المادة ‪ 21/219‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ .1020‬و يالحظ أن المشرع خول للجنة تقييم العروض صالحية اقتراح على المصلحة المتعاقدة‬
‫(صاحبة المشروع) قائمة الفائزين المعتمدين لدراسة عروضهم المالية‪ ،‬ولكن حسب نص المادة ‪ 74‬الفقرة الرابعة (‪ )4‬و ما يليها‪ ،‬و المادة ‪ 7/217‬بالنسبة إلجراء‬
‫المسابقة‪ ،‬فإ ن لجنة التحكيم هي التي تقترح تلك القائمة بعد فحص أظرفة الخدمات كمرحلة ثانية ثم تقوم لجنة تقييم العروض بفحص العروض المالية‪ ،‬مما يدعو‬
‫القول أن هناك خلط في تحديد اختصاصات كل هيئة‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫و بعد عملية فحص العروض تأتي عملية تقييم و مقارنة العروض (العطاءات)‪ ،‬و الغرض من تقييم‬
‫العروض هو تحديد العرض الذي تتوفر فيه متطلبات البرنامج‪ ،‬و بشكل يسمح بالمقارنة بين كل العروض‬
‫على أساس المعايير الموضوعة من قبل صاحب المشروع العمومي‪ ،‬و المنصوص عليها في قانون‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬و يجري اختيار صاحب العمل "المتعامل" الذي يكون عرضه أحسن‪ ،‬بالنسبة للعرض‬
‫التقني أن يكون مالئم‪ ،‬ويستجيب لمقتضيات التي يحددها صاحب المشروع‪ ،‬وبالنسبة للمعيار المالي‬
‫باختيار األقل كلفة‪ ،‬و لكن ليس بالضرورة أدنى سعر مقدم‪.‬‬
‫و يجمع التقييم بين العرض المالي و التقني‪ ،‬و يتم الحصول على العالمة الكلية من خالل جمع وزن‬
‫العرض التقني مع وزن العرض المالي (و تجدر االشارة أنه يتم تقويم العروض المالية للمترشحين الذين‬
‫تم انتقائهم في مرحلة تقويم العرض التقني(‪ ،))1‬وتمنح الصفقة إلى المتعامل الذي يحصل على أعلى‬
‫مجموع من العالمات‪ ،‬و بعد المنح النهائي يستدعى المتعامل إلى المفاوضات‪ ،‬وسنوضح ذلك من خالل‬
‫التطرق إلى لجنة تقييم العروض و لجنة التحكيم‪.‬‬
‫‪ - 2‬لجنة تقويم العروض ‪Commission d’évaluation des offres‬‬
‫و تحدث لدى كل مصلحة متعاقدة (صاحب المشروع) لجنة دائمة لتقويم العروض‪ ،‬و تتكون لجنة‬
‫تقويم العروض من أعضاء مؤهلين(‪ )2‬يختارون نظرا لكفاءتهم‪ ،‬و يتم تعيينهم بموجب مقرر صادر عن‬
‫مسؤول المصلحة المتعاقدة‪ ،‬و تتولى تحليل العروض (التقنية و المالية)‪ ،‬و بدائل العروض ‪Les‬‬
‫‪ ،variantes‬عند االقتضاء‪ ،‬من أجل إبراز االقتراح أو االقتراحات التي ينبغي تقديمها للهيئات المعنية‬
‫‪.)3(Instances concernées‬‬
‫و تتنافى العضوية في لجنة تقويم العروض مع العضوية في لجنة فتح األظرفة(‪ ،)4‬وفي فترة ما بعد‬
‫االستقالل كانت اللجان تتضمن موظفين إداريين‪ ،‬بحيث كانوا يشرفون على تقويم العروض المتعلقة بإبرام‬
‫صفقات الدراسات‪ ،‬من دون أصحاب االختصاص(‪()5‬تقنيين و رجال الفن اآلخرين)‪ .‬و يمكن لصاحب‬
‫المشروع تحت مسؤوليته‪ ،‬أن يستعين بكل كفاءة تكلف بإعداد تقرير تحليل العروض‪ ،‬لحاجات تقييم‬
‫العروض(‪.)6‬‬
‫‪ .I‬عملية تقويم العروض‪:‬‬
‫و قبل تقويم العروض تقوم اللجنة باستبعاد العروض غير المطابقة لموضوع الصفقة‪ ،‬ولمحتوى دفتر‬
‫الشروط(‪ ،)7‬و تعمل على تحليل العروض الباقية في مرحلتين على أساس المعايير والمنهجية المنصوص‬
‫عليها في دفتر الشروط‪( ،‬أو نظام المسابقة)‪ .‬و تستعمل في ذلك نظام التنقيط ‪ ،Notation‬واعتبر بعض‬
‫الخبراء من المهندسين المعماريين أن نظام التنقيط غير مالئم في إجراءات تحكيم عروض المعماريين(‪.)8‬‬

‫(‪ )1‬بحيث نصت المادة ‪ 98‬الفقرة األولى المطة الرابعة (‪ )4‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬أن "يكون اختيار مكاتب الدراسات‪ ،‬بعد‬
‫المنافسة التي يجب أن تستند أساسا إلى الطابع التقني لالقتراحات"‪ ،‬فأولى المشرع العرض التقني على العرض المالي‪ ،‬مع االشارة أن مكاتب‬
‫الدراسات تترشح في مجال الصفقات الدراسات‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪GODARD (Jérôme), HACHE (Olivier), La Maîtrise d’ouvrage publique, édition MB Formation, 2003, p.46.‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 2/219‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪ )4‬المادة ‪ 1/219‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., Tome 1, p.174.‬‬
‫ابتداء من سنة ‪ ،2589‬أنظر إلى‪:‬‬
‫القرار المؤرخ في ‪ 16‬مارس سنة ‪ ،2584‬الذي يحدد تشكيلة و سير مكاتب المناقصات‪ ،‬و لجان فتح األظرفة لطلبات العروض وهيئات المباراة‪ .‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫بتاريخ الجمعة ‪ 14‬ابريل سنة ‪ ،2584‬العدد‪ ،‬ص‪( .455.‬الصادر باللغة الفرنسية)‪.‬‬
‫(‪ )6‬المادة ‪ 7/219‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫المادة ‪ 4/219‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪Tradionnalistes et modernistes s’opposant, ELWatan-Réb : l’Actualité, dimanche 11 novembre 2007, p.1 et 5, n°5171.‬‬

‫‪67‬‬
‫و ذكرت المادة ‪ 98‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،)1(1020‬المعايير التي تدرج في دفتر شروط‬
‫المناقصة‪ ،‬و في حدود تلك المعايير يتم تقويم العروض‪ ،‬و ال يجب تقييمها على أساس معايير أخرى غير‬
‫منصوص عليها في دفتر شروط المناقصة‪ ،‬و إال اعتبرت طريقة تمييزية الستبعاد بعض المتنافسين(‪.)2‬‬
‫و تنص المادة ‪ 1/28‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ 2566‬الذي يتضمن‬
‫كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء و أجر ذلك‪ ،‬أنه يمكن أن تكون معايير التقييم الممكن‬
‫اعتمادها على الخصوص هي المطابقة للبرنامج‪ ،‬و الكلفة و النوعية و اآلجال‪ ،‬و المظهر الجمالي‪ ،‬ومدى‬
‫تحقق الدراسات‪ ،‬و يلعب دفتر الشروط دور في تفسير احتياج صاحب المشروع‪ ،‬و بالتالي يلعب دور‬
‫أساسي في اختيار صاحب العمل المتعاقد (رجال الفن)‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫و يمنح للمترشح في العرض المالي‪ ،‬هامش األفضلية بنسبة ‪ ، %19‬إذا كان مؤسسة خاضعة‬
‫للقانون الجزائري‪ ،‬و يحوز أغلبية رأسمالها جزائريون مقيمون‪ ،‬و نظم "هامش األفضلية" بموجب القرار‬
‫الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 11‬فبراير سنة ‪ ،1007‬يتعلق بكيفيات تطبيق هامش األفضلية بالنسبة‬
‫للمنتوجات ذات األصل الجزائري عند منح الصفقات العمومية(‪ ،)4‬في المادة ‪ 1‬فقرة ‪ 1‬منه‪ ،‬ونصت على‬
‫مكاتب الدراسات الخاضعة للقانون الجزائري‪ ،‬و السؤال الذي يطرح فيما يتمثل منتوج التي تقدمه مكاتب‬
‫الدراسات؟ فهي تقوم بأعمال ذات طبيعة فنية "الدراسات"‪ ،‬و يجب البحث من ناحية أخرى‪ ،‬وينص القرار‬
‫بتطبيقها على مكاتب الدراسات الخاضعة للقانون الجزائري‪ ،‬فالعبارة األخيرة تدل على أن األفضلية تكون‬
‫لمكاتب الدراسات الخاضعة للقانون الجزائري على مكاتب الدراسات األجنبية غير المقيمة في الجزائر‪،‬‬
‫وبالتالي العبرة في اإلقامة مكاتب الدراسات و خضوعها للقانون الجزائري‪ .‬وهذه الميكانيزمات وجدت‬
‫منذ صدور المرسوم رقم ‪ ،249-61‬بحيث يهدف هذا اإلجراء إلى تفعيل المستثمرين األجانب بالشراكة‬
‫مع المؤسسات الوطنية االقتصادية‪ ،‬وفقا لألهداف المرسومة من قبل الحكومة‪ ،‬كما تعد من تدابير حماية‬
‫اإلنتاج الوطني(‪.Protectionnisme économique )5‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 98‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬التي تنص أنه‪" :‬يجب‬
‫أن تكون معايير اختيار المتعامل المتعاقد و ووزن كل منها مذكورة إجباريا في دفتر الشروط الخاص بالمناقصة و يجب أن يستند هذا االختيار على‬
‫الخصوص‪ ،‬إلى ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬األصل الجزائري أو األجنبي للمنتوج‪،‬‬
‫‪ -‬الضمانات التقنية و المالية‪،‬‬
‫‪ -‬السعر و النوعية و آجال التنفيذ‪،‬‬
‫‪ -‬التكامل مع االقتصاد الوطني و أهمية الحصص أو المواد المعالجة ثانويا في السوق الجزائرية‪،‬‬
‫‪ -‬شروط التمويل التي تمنحها المؤسسات األجنبية و الضمانات التجارية و شروط دعم المنتوجات (الخدمة بعد البيع و الصيانة والتكوين)‪،‬‬
‫‪ -‬اختيار مكاتب الدراسات‪ ،‬بعد المنافسة الذي يجب أن يستند أساسا إلى الطابع التقني لالقتراحات‪،‬‬
‫يمكن أن تؤخذ اعتبارات أخرى في الحسبان‪ ،‬بشرط أن تكون مدرجة في دفتر شروط المناقصة"‪.‬‬
‫(‪ )2‬و يمكن أن تطلب اللجنة من المتعاملين أثناء تقييم العروض‪ ،‬بواسطة المصلحة المتعاقدة‪ ،‬كتابيا‪ ،‬من المتعاملين الذين تمت استشارتهم بالنسبة‬
‫إلجراء التراضي بعد االستشارة (المادة ‪ 44‬فقرة الثانية "‪ ،)"1‬و المادة ‪ 1/71‬بالنسبة إلجراء االستشارة االنتقائية التوضيحات‪ ،‬أما في إطار‬
‫المسابقة فإن التوضيحات ال تكون إال بالنسبة الظرفة الخدمات التي تقوم بتقييمها لجنة التحكيم عندما ترى ضرورة توضيح بعض الجوانب المرتبطة‬
‫بالخدمات إلى المصلحة المتعاقدة‪ ،‬و تكون األجوبة المكتوبة للمرشحين على طلبات التوضيحات أو التفصيالت و محتوى محاضر االجتماعات جزءا‬
‫ال يتجزأ من عروضهم (المادة ‪ ،)5/74‬و نفس الشيء بالنسبة إلجراء التراضي بعد االستشارة (المادة ‪ ،)1/44‬و االستشارة االنتقائية (المادة ‪.)9/71‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫المادة ‪ 17‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪ )4‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬مارس سنة ‪ ،1007‬العدد ‪ ،12‬ص ‪.80‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Mougeot (Michel), Naegelen (Florence), Faut-il interdire la discrimination dans les Marchés Publics? In :‬‬
‫‪Revue d’économique. 1998, n°3. p.767.‬‬
‫فيما يخص التجمعات‪ :‬فإنه في حالة ما إذا ك ان المتعهد تجمعا يتكون من مؤسسات خاضعة للقانون الجزائري‪ ،‬كما هو محدد في المادة ‪ 17‬من قانون الصفقات‬
‫العمومية لسنة ‪ ،1020‬و مؤسسات أجنبية‪ ،‬فإن االستفادة من هامش األفضلية‪ ،‬يخضع إلى تبرير الحصص التي تحوزها المؤسسات الخاضعة للقانون الجزائري‪،‬‬
‫والمؤسسات األجنبية م ن حيث األعمال التي يتعين إنجازها و مبالغها (المادة ‪ 1/17‬من نفس القانون)‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫و نصت المادة ‪ 96‬من قانون الصفقات العمومية‪ ،‬على أنه ال يسمح بأي تفاوض مع المتعهدين بعد‬
‫فتح العروض وأثناء تقييم العروض‪ ،‬عكس ما كان عليه سابقا في الثمانينات‪ ،‬ويشير لنا األستاذ "بن ناجي"‬
‫فيما يخص توصيات البنك العالمي(‪ )1‬المتعلقة بالنقطة الثانية من االختالفات الموجودة في إجراءات‬
‫اإلبرام (الصفقات الدولية في ظل المرسوم ‪ ،)2561‬و المتمثلة في اللجوء من الناحية العملية إلى طلب من‬
‫المتعهدين المختارين اقتراح تنقيصات ‪ ،Des Rabis‬و هذا من شأنه (في رأي بنك العالمي) المساس‬
‫بمبدأ المنافسة‪ ،‬ألن المبدأ هو تقديم عرض نهائي‪ ،‬ثم تتم عملية فتح األظرفة المتعلقة بالعروض علنيا في‬
‫أول يوم من تاريخ نهاية أجل إيداع العروض(‪ .)2‬مما يجعل األستاذ الدكتور"بن ناجي" يقول أن الصفقات‬
‫الدولية تكون في البداية عن طريق طلب على العروض (المناقصة) على سعر محدد ثم تحول إلى طلب‬
‫العروض على "النقصان"(‪ ،)3‬و هذه التقنية متواجدة في دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبق على‬
‫صفقات األشغال لسنة ‪ 2584‬في المادة ‪ 77‬فقرة أ بند ‪ ،7‬و هذه التوصيات تنحصر أساسا على معاملة‬
‫الخاصة اتجاه المتعاملين و خاصة العموميين‪ ،‬وكذلك في إجراءات تقييم العروض‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن‬
‫هناك االختالف بين إجراءات اإلبرام المنصوص عليها في قانون الصفقات الجزائري‪ ،‬واقتراحات البنك‬
‫العالمي(‪.)4‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬تقويم العرض التقني‬
‫و في هذه المرحلة تقوم اللجنة بالترتيب التقني للعروض مع استبعاد العروض التي لم تتحصل على‬
‫العالمة الدنيا الالزمة المنصوص عليها في دفتر الشروط‪.‬‬
‫و نصت المادة ‪ 98‬الفقرة األولى المطة الرابعة (‪ )4‬أن يكون اختيار مكاتب الدراسات (الذين يتمتعون‬
‫بصفة صاحب العمل)‪ ،‬بعد المنافسة التي يجب أن تستند أساسا إلى الطابع التقني لالقتراحات‪ ،‬وتتعلق‬
‫إدارة المشروع أساسا بـ "الهندسة المعمارية" أي المظهر الجمالي للبناء المزمع إنجازه‪ ،‬و يتم الترتيب في‬
‫هذه الحالة على أساس المعايير المذكورة في دفتر الشروط‪ ،‬كأن يذكر إلزامية مراعاة المحيط المبني‬
‫الجزائري‪ ،‬أو أن يكون البناء المالئم مع المنظر الطبيعي‪...‬الخ‪.‬‬
‫و يقسم األستاذ ‪ Du Marais‬معايير اختيار المتعاملين إلى معيارين "المعيار الموضوعي" ‪Critère‬‬
‫‪ ،objectif‬و "المعيار الذاتي" ‪ ،Critère Subjectif‬فاألول الذي يعتمد أساسا على السعر‪ ،‬والنوعية‪،‬‬
‫وآجال التنفيذ المقترحة الختيار صاحب العرض‪ ،‬أما الثاني يأخذ بعين االعتبار الطابع التقني القتراحات‬
‫المتعهدين(‪ ،)5‬و مثال على ذلك الجانب الجمالي أو الفني كـ"المظهر الجمالي"‪ ،‬أو الهندسة المعمارية للبناء‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.2.p.604 à 618.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit, T.2, p.617.‬‬
‫و ال تزال هذه الطريقة معمول بها في إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬أنظر إلى‪:‬‬
‫; ‪L’entreprise chinoise dénonce « le favoritisme » exercé par le DJS, EL WATAN, jeudi 8 octobre 2009, réb‬‬
‫‪L’Actualité, n°5758, p.6.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit, T.2, note, p.617.‬‬
‫(‪ )4‬و يشير األستاذ "بن ناجي شريف" أن توصيات البنك العالمي كانت تشمل نقطتين األولى المتعلقة بالمعاملة التفضيلية ‪Traitement‬‬
‫‪ ،Préférentiel‬و يرى أنه كان يفضل صناع‪ ،‬و المؤسسات البلد المقرض من خالل تحليله لتوصيات البنك العالمي‪ ،‬و يتم هذا التفضيل من خالل‬
‫ميكانيزمات محددة تطبق مع اتفاق البلد المقرض‪ ،‬و تنص على هامش األفضلية بين ‪ %229‬إلى ‪ %10‬لألسعار التوريدات أو األشغال ( ‪Bennadji‬‬
‫‪ ،)(Ch.), op.cit., T.2, p.610.‬فالمنتجات األجنبية تتحمل تكلفة خروج من المصنع و تكاليف التأمين‪ ،‬و النقل‪ ،‬و زيادة على ذلك رسوم‬
‫الجمركية (‪.)Bennadji (Ch.), op.cit., T.2, p.541‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit, T.2, note, p.514 et 610, 612.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪« Certains de ces critères sont objectifs-délai d’exécution ou de livraison, cout d’utilisation, rentabilité et‬‬
‫‪naturellement, prix- d’autres purement subjectifs- les qualités esthétiques et fonctionnelles. », Du Marais‬‬
‫‪(Bertrand), Droit de la régulation économique, Presses de Sciences PO ET DALLOZ, 2004, p.223.‬‬

‫‪69‬‬
‫المزمع انجازه(‪ .)1‬و تختلف عملية تقويم العروض حسب اإلجراء المعتمد في عملية اإلبرام‪ ،‬وبالخصوص‬
‫بالنسبة إلجراء االستشارة االنتقائية‪ ،‬و المسابقة كما سوف نرى‪.‬‬
‫‪ .i‬تقويم العروض التقنية بمناسبة إجراء االستشارة االنتقائية‬
‫بعد االنتقاء األولي للمرشحين (وضيق المشرع مجال االنتقاء األولي إال بمناسبة إنجاز عمليات معقدة‬
‫أو ذات أهمية خاصة)‪ ،‬يتم دعوتهم في المرحلة األولى برسائل استشارة‪ ،‬إلى تقديم عرض تقني أولي دون‬
‫عرض مالي(‪ ،)2‬كما يجوز لها فيما يخص العروض التي تراها مطابقة لدفتر الشروط‪ ،‬أن تطلب كتابيا‬
‫بواسطة صاحب المشروع‪ ،‬من المرشحين تقديم توضيحات‪ ،‬أو تفصيالت بشأن عروضهم‪.‬‬
‫و تعطي الفقرة الثالثة من المادة ‪ 71‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬إمكانية تنظيم اجتماعات‬
‫لتوضيح الجوانب التقنية لعروض المرشحين عند الضرورة‪ ،‬من طرف صاحب المشروع (المصلحة‬
‫المتعاقدة) ‪ ،‬بحضور أعضاء لجنة تقييم العروض الموسعة عند االقتضاء‪ ،‬إلى خبراء و يفضل أن يكونوا‬
‫جزائريين(‪ ،)3‬الذين يتم تعيينهم لهذا الغرض‪ ،‬و يجب أن تحرر محاضر لهذه االجتماعات يوقعها جميع‬
‫األعضاء الحاضرين‪.‬‬
‫وتقوم لجنة تقييم العروض‪ ،‬على إثر هذه المرحلة‪ ،‬بإقصاء عروض المرشحين الذين ال يستوفون‬
‫متطلبات البرنامج الوظيفي‪ ،‬أو المواصفات التقنية‪ ،‬أو النجاعة المتعين بلوغها‪ ،‬و المنصوص عليها في‬
‫دفتر الشروط‪.‬‬
‫و في المرحلة الثانية لتقييم العرض التقني فإنه يدعى إال المرشحون الذين جرى إعالن مطابقة‬
‫عروضهم التقنية األولية‪ ،‬على أن ال يقل عددهم عن ثالثة (‪ ،)7‬و ال يتم تقييم عروضهم إال بعد فتح‬
‫األظرفة المالية وأظرفة كفالة التعهد (المادة ‪ 92‬الفقرة الثالثة المطة ‪ ،)7‬لتقديم عرض تقني نهائي‪،‬‬
‫وعرض مالي على أساس دفتر الشروط معدل عند ضرورة‪ ،‬و مؤشر عليه من قبل لجنة الصفقات‬
‫المختصة‪ ،‬على إثر تقديم التوضيحات المطلوبة أثناء المرحلة األولى‪ ،‬و تجرى في المرحلة الثانية‪ ،‬دراسة‬
‫العروض المالية للمتعهدين الذين تم انتقاؤهم بموجب اجراء االنتقاء األولي تقنيا‪ ،‬من أجل انتقاء أحسن‬
‫عرض من حيث المزايا االقتصادية‪.‬‬
‫‪ .ii‬تقويم العروض التقنية بمناسبة إجراء المسابقة‬
‫و في المرحلة األولى تقوم اللجنة بتقويم العروض التقنية حسب مفهوم المادة ‪ 92‬من قانون الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬بتحليل العروض (بعد دعوة المترشحين إلى تقديم عرض تقني(‪ ))4‬على أساس المعايير المحددة‬
‫في دفتر الشروط و تقوم بالترتيب التقني للعروض‪ ،‬و تقوم على إثر ذلك بإقصاء العروض التي لم‬
‫تتحصل على العالمة الدنيا المطلوبة‪ ،‬و تعد قائمة المتنافسين المؤهلين على أن ال يقل عددهم عن ثالثة‬
‫(‪ ،)7‬و تقوم لجنة بفتح أظرفة الخدمات في جلسة غير علنية(‪ )5‬لعروض المرشحين المؤهلين‪ ،‬بحيث‬
‫ينسحب المتنافسون من القاعة‪ ،‬و تواصل اللجنة إجراءاتها بعد ذلك في جلسة سرية‪ ،‬ويتم إغفال أظرفة‬
‫خدمات المسابقة قبل إرسالها إلى رئيس لجنة التحكيم(‪.)6‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫فيتميز تقويم العرض التقني بالطابع الذاتي‪ ،‬فإذا تعلق األمر مثال بإختيار المظهر الجمالي للبناء‪ ،‬والمقترحة من طرف رجال الفن‪-‬أصحاب العمل‪ -‬المتعهدين عن‬
‫طريق الرسومات‪ ،‬و نماذج الهندسة المصغرة‪ ،‬فإن االختيار يكون على أساس اعتبارات ذاتية‪ ،‬فتختلف درجة االستحقاق من شخص ألخر فيمكن االختيار العرض‬
‫المطابق لمعيار تطابق البناء لمحيط المبني الجزائري‪ ،‬بشرط أن يدرج هذا المعيار في دفتر الشروط المناقصة ‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة أن العرض التقني هو األساس عند اختيار مكتب أو مكاتب الدراسات–صاحب العمل‪ ،-‬فإذا كان المتعهدين أو بعضهم غير مؤهلين من الناحية‬
‫التقنية‪ ،‬فيتم إقصائهم من المرحلة الثانية‪ ،‬أي عدم األخذ بعين االعتبار عروضهم المالية‪.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫المادة ‪ 2/71‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫و حسب صيغة المادة ‪ 71‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬في فقرتها الثالثة أنه يجوز اللجوء إلى خبراء أجانب‪.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫المادة ‪ 7/74‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫المادة ‪ 7/217‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫المادة ‪ 8/74‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ .iii‬مهمة لجنة التحكيم ‪ Jury‬في إطار إجراء المسابقة‬
‫تتمثل مهمة لجنة التحكيم في إطار إجراء المسابقة في تقييم أظرفة الخدمات المسابقة‪ ،‬و التي تتكون‬
‫من أعضاء مؤهلين في الميدان المعني منهم المعماريين ‪( Architectes‬إذا تعلق األمر بالجانب الجمالي‬
‫للبناء)‪ ،‬أو مهندسين ‪( ingénieurs‬إذا تعلق األمر بالجانب التقني أو حتى عنصر الجمالي للبناء)‪ ،‬وهم‬
‫المستقلين عن المرشحين(‪ ،)1‬أما تشكيلتها فتحدد بموجب قرار من الوزير أو من الوالي‪.‬‬
‫و يرسل رئيس لجنة التحكيم محضر الجلسة‪ ،‬مرفقا برأي معلل يبرز عند االحتمال ضرورة توضيح‬
‫بعض الجوانب المرتبطة بالخدمات إلى صاحب المشروع (المصلحة المتعاقدة)(‪.)2‬‬
‫و في حالة ما إذا أبرزت لجنة التحكيم ضرورة توضيح بعض جوانب الخدمات‪ ،‬فإنه يتعين على المصلحة‬
‫المتعاقدة (صاحب المشروع) أن تخطر الفائز أو الفائزين المعنيين‪ ،‬كتابيا‪ ،‬لتقديم التوضيحات المطلوبة‪،‬‬
‫وتكون األجوبة المكتوبة جزءا ال يتجزأ من عروضهم(‪.)3‬‬
‫و في المرحلة الثالثة تقوم لجنة تقييم العروض بعد فتح األظرفة المالية للفائزين في المرحلة الثانية‪،‬‬
‫من قبل لجنة فتح األظرفة‪ ،‬بدراسة عروضهم المالية‪ ،‬و هذا النتقاء أحسن عرض من حيث المزايا‬
‫االقتصادية‪ ،‬و ال تفتح األظرفة المالية للعروض التقنية التي تم إقصاؤها‪ ،‬وترد إلى أصحابها دون فتحها‪.‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬تقويم العرض المالي‬
‫و تقوم في هذه المرحلة لجنة تقييم العروض وحدها بدراسة العروض المالية للمتعهدين المؤهلين‬
‫مؤقتا‪ ،‬للقيام طبقا لدفتر الشروط‪ ،‬مع مراعاة التخفيضات المحتملة في عروضهم‪ ،‬بانتقاء إما العرض األقل‬
‫ثمنا ‪ Offre la moins-disante‬إذا تعلق األمر بالخدمات العادية‪ ،‬و إما أحسن عرض من حيث المزايا‬
‫االقتصادية(‪ Offre économiquement la plus avantageuse )4‬إذا كان االختيار قائما أساسا على الجانب‬
‫التقني للخدمات(‪.)5‬‬
‫و يستعمل المشرع أحد المعايير الجوهرية إلجراء المزايدة و المناقصة‪ ،‬حيث كانت تقوم مكاتب‬
‫المزايدات و المناقصات بتقويم العروض إثر إجراء المزايدة و المناقصة‪ ،‬و انتقاء على أساس العرض‬
‫األقل ثمنا‪ ،‬و هنا يكون االختيار على أساس معياريين حسب موضوع الصفقة‪ ،‬و اإلجراء اإلبرام‪.‬‬
‫و معيار أحسن عرض من حيث المزايا اقتصاديا يثير التساؤل حول المقصود منه(‪ ،)6‬فالنص المادة ‪8‬‬
‫تستعمل عبارة "أحسن عرض" ‪ meilleur offre‬و هذه العبارة واسعة فهي تشمل كال من العبارتين‪ ،‬وفي‬

‫( ‪)1‬‬
‫المادة ‪ 2/74‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫المادة ‪ 6/74‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫المادة ‪ 5/74‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫ويرى األستاذ "‪ "Allaire Frédéric‬أن‪ " :‬العقد في نظرية العامة لاللتزامات هو معيار ناتج عن تبادل إرادة عدة أطراف‪ ،‬و في حالة توافق االرادتين ينشأ معيار كامل‪ ،...‬وعالقة‬
‫التعاقدية عند فقهاء القانون الخاص لها حدود بحيث يستبعد من نطاق هذه العالقة مسألة قيمة العقد‪ ،‬أو يتناولونها (فقهاء قانون الخاص) جانبيا‪ ".‬ويقول أن‪" :‬االقتصاد المستهدف‪ ،‬وفعالية‬
‫الطلبية العمومية التي يبرزها قانون الصفقات ال عمومية تسلط الضوء على تطور المشترك للقانون الصفقات العمومية الفرنسي و القانون األوروبي‪ :‬بحيث يجب أن يسمح (قانون‬
‫الصفقات العمومية) بانبثاق عقد يكون أفضل من حيث النوعية‪ ،‬و ينعكس هذا القيد في االلتزام الرئيسي الختيار "العطاء األحسن من الناحية االقتصادية"‪ .‬فإن قانون الصفقات العمومية‬
‫هو النظام القانوني الذي يؤسس التزام المسؤول عن الصفقة بإبرام العقد بطريقة تسمح مالحظة الجودة االقتصادية (للعقد) بصفة موضوعية"‪ .‬أنظر إلى‪:‬‬
‫‪« Le contrat, tel qu’il est pensé dans la théorie générale des obligations, est une norme produite par l’échange de volonté de plusieurs parties.‬‬
‫‪Dès lors qu’il y a accord, la norme est parfaite.... Le rapport contractuel tel qu’il est pensé dans la tradition civiliste montre ses limites en‬‬
‫‪excluant de son champ la question de la valeur du contrat, sinon de manière marginale et correctrice.…. L’objectif d’économie et d’efficacité‬‬
‫‪de la commande publique dégagé exclusivement par le code des marchés publics met en lumière une évolution commune du droit des‬‬
‫‪marchés publics et communautaire : il doit avoir pour effet de faire émerger un contrat dont la qualité soit la meilleure possible. Cette‬‬
‫‪contrainte se manifeste dans l’obligation centrale de sélection de « l’offre économiquement la plus avantageuse ». Le droit des marchés‬‬
‫‪publics est un régime juridique qui fonde l’obligation pour la personne responsable du marché de conclure un contrat dont la qualité‬‬
‫‪économique est objectivement observable ». ALLAIRE (Frédéric), Les Marchés publics d’assurance, (contribution à la théorie de la‬‬
‫‪formation des contrats), In: Annuaire des collectivités locales. Tome 26, 2006, p.668. Voir aussi; ALLAIRE (Frédéric), Les Marchés publics‬‬
‫‪d’assurances (Contribution à la théorie de la formation des contrats), Thèse soutenue le 11 décembre 2004 à l’université de Nantes.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫و المالحظ هنا أن المشرع يستعمل مصطلح خدمات دون صفقات األخرى‪ ،‬و سؤال الذي نطرحه في هذه الحالة هل أن المشرع أعتبر كل من صفقات األشغال‪ ،‬و الدراسات‪،‬‬
‫والتوريدات خدمات (أداءات)؟‪ ،‬و ال يستعمل المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬و المرسوم الرئاسي ‪ 190-01‬المؤرخ في ‪ 14‬يوليو سنة ‪ ،1001‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪،‬‬
‫المعدل و المتمم بالمرسوم الرئاسي رقم ‪ 702-07‬المؤرخ في ‪ 22‬سبتمبر سنة ‪ ، 1007‬و المعدل و المتمم بالمرسوم الرئاسي رقم ‪ 772-06‬المؤرخ في ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،1006‬الصادر‬
‫باللغة الفرنسية كلمة "‪ ،"Service‬وإنما يستعمل المصطلح " ‪ "Prestation‬الذي يعني األداء‪.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫و يقول األستاذ "‪: "Allaire Frédéric‬أن مفهوم "أحسن عقد اقتصاديا" ‪ ،‬يكرسه قانون الصفقات العمومية بصفة ضمنية‪ ،‬و بموجبه يلتزم المسؤول عن الصفقة اختيار‪-‬المترشح‪-‬‬
‫إال على أساس العرض "أحسن من الناحية االقتصادية" ‪ ،économiquement la plus avantageuse‬بحيث تحدد السلطة المزايدة "اقتصادية طلبها" (في مرحلة ما قبل االبرام)‪،‬‬

‫‪71‬‬
‫نص المادة ‪ 18‬المتعلقة بالمناقصة يستعمل عبارة ‪ ،Les offres jugées les plus favorables‬أي "أفضل‬
‫عرض"‪ ،‬و في هذا السياق قام مجلس األمة الفرنسي بإبداء تحفظ لنص المادة ‪ 2‬لمشروع قانون المعدل‬
‫للمادة ‪ 6‬من األمر ‪ ،1004‬لكلمة 'اقتصاديا"‪ ،‬عند منح الصفقة‪ ،‬إذ يجب أن يتم (في رأيهم) اختيار‬
‫المترشح الذي يقدم "أحسن عرض" ‪ ،l’offre la plus avantageuse‬و ليس "أحسن عرض اقتصاديا" حيث‬
‫اعتبر نواب المجلس أن عبارة "أحسن عرض اقتصاديا" ‪l’offre économiquement la plus‬‬
‫‪ avantageuse‬تعني اختيار المترشح الذي يقدم " أقل ثمن ‪." le prix le plus bas‬‬
‫و اعتبر محرري المشروع حجج المجلس غير مؤسسة‪ ،‬ألن مفهوم "أحسن عرض اقتصاديا" التي‬
‫جاءت به ال تعليمة األوروبية تحيل أو ترجعنا إلى عدة معايير منها الثمن (السعر) و خاصة نوعية‬
‫العرض‪ ،‬و قيمة التقنية‪ ،‬و الجمالية‪ ،‬و آجال التنفيذ و غيرها من المعايير التي تقررها سلطة المزايدة‬
‫‪ ،Pouvoir adjudicateur‬و بالتالي فإ ن منح الصفقة يكون إلى المتعامل الذي يقدم "أحسن عرض ‪Le‬‬
‫‪ ،" mieux-disant‬و ليس " أقل األثمان ‪ .)1("Le moins-disant‬فيفسر محرري المشروع تنظيم الصفقات‬
‫العمومية عبارة "أحسن عرض اقتصاديا" بـمعيار أحسن عرض ‪.Le mieux-disant‬‬
‫و تدرس العروض المالية للمتعهدين المؤهلين مؤقتا‪ ،‬للقيام طبقا لدفتر الشروط‪ ،‬بانتقاء إما العرض‬
‫األقل ثمنا ‪ Offre la moins-disante‬إذا تعلق األمر بالخدمات العادية‪ ،‬و إما أحسن عرض من حيث‬
‫المزايا االقتصادية(‪ Offre économiquement la plus avantageuse )2‬إذا كان االختيار قائما أساسا على‬
‫الجانب التقني للخدمات(‪.)3‬‬
‫إذا كانت الصفقة تعتمد عند اختيار المترشحين على أساس العرض التقني‪ ،‬أو يكون موضوعها‬
‫خدمات ذات طابع تقني‪ ،‬مثلما هو الحال بالنسبة إلدارة المشروع‪ ،‬فإن المعيار المعتمد لتقييم العرض‬
‫المالي هو "أحسن عرض من حيث المزايا االقتصادية"‪ ،‬وهو ما يخص إجراء المسابقة و االستشارة‬
‫االنتقائية(‪ ،)4‬و إذا كانت الصفقة تعتمد عند اختيار المترشحين على أساس العرض المالي أو يكون‬
‫موضوعها خدمات عادية فإن المعيار المعتمد لتقييم العرض هو "العرض أقل ثمن"‪.‬‬
‫و نتيجة أنه إذا تعلق األمر بالخدمات العادية‪ ،‬فإن على اإلدارة أن تستعمل إجراء المزايدة الذي يعتمد‬
‫على المعيار أ قل ثمنا‪ ،‬و إذا تعلق األمر بالخدمات ذات الطابع التقني فإنها تستعمل المناقصة أو المسابقة أو‬
‫االنتقاء األولي و االستشارة االنتقائية(‪ ،)5‬و في مجال صفقة إدارة المشروع فإن اإلدارة‪-‬صاحبة المشروع‪-‬‬
‫ال يمكن أن تطلب تخفيضات‪ ،‬وهذا لسبب بسيط‪ ،‬أنه تكون التخفيضات عندما تحدد الثمن األساسي‪ ،‬ففي‬

‫و تمنح الصفقة التي تتوقف قيمتها االقتصادية على أساس قيمة العرض التي يقترحها النائل‪ ،‬وتصبغ (أي عرض المتعهد) للصفقة القيمة االقتصادية العامة‪ .‬و يقول أن هذا المفهوم ظهر‬
‫لمواجهة اآلثار الميكانيكية إلجراءات دعوة إلى المنافسة‪ ،‬السلبية من الناحية االقتصادية‪ ،‬و المرسومة في إطار نجاعة‪ ،‬و فعالية التسيير العمومي‪ .‬أنظر إلى‪:‬‬
‫‪« La notion de contrat « économiquement le plus avantageux » n’existe pas. Elle est sous-jacente au droit des marchés publics qui oblige la‬‬
‫‪personne responsable du marché à ne l’attribuer qu’en fonction de l’offre « économiquement la plus avantageuse ». Ayant au préalable défini‬‬
‫‪l’économie de sa demande, le pouvoir adjudicateur attribue un marché dont la valeur économique dépend de la valeur de l’offre faite par le‬‬
‫‪titulaire, conférant ainsi au marché sa valeur économique générale. Cette notion, apparue en réaction aux effets mécaniques,‬‬
‫‪économiquement contre-productifs des procédures de mise en concurrence, s’inscrit dans une logique de performance et d’efficacité‬‬
‫‪de la gestion publique ». ALLAIRE (Frédéric), Les Marchés publics d’assurances (Contribution à la théorie de la formation des contrats),‬‬
‫‪op.cit., p. 671-672. Voir aussi ; ALLAIRE (Frédéric), Les Marchés publics d’assurances (Contribution à la théorie de la formation des‬‬
‫‪contrats), Thèse soutenue le 11 décembre 2004 à l’université de Nantes.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪AVIS présenté au nom de la commission des finances, de l’économie générale et du plan su le projet de la loi relatif aux contrats de‬‬
‫‪partenariat (n° 779), par Mme Marie-Hélène des Esgaulx, Députée. ASSEMBLEE NATIONALE, n° 971, Enregistré à la présidence‬‬
‫‪l’assemblée nationale le 18 juin 2008.p.26.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫أنظر الصفحة رقم ‪ 22‬من هذا البحث‪ ،‬هامش رقم (‪2)2‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫و كما سبق ذكره‪ ،‬نالحظ أن المشرع يستعمل مصطلح خدمات دون صفقات األخرى‪ ،‬و يستعمل المصطلح "‪ "Prestation‬في نص قانون الصفقات العمومية‬
‫لسنة ‪ 1020‬الصادر باللغة الفرنسية‪.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫المادة ‪ 219‬الفقرة ‪ 20‬و‪ 22‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫و في ظل المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،190-01‬فإن المشرع كان يستعمل عبارة "أحسن عرض" الختيار المترشح بمناسبة إجراء المزايدة (المادة ‪ 12‬منه)‪ ،‬مما أدى‬
‫إلى وقوع في الخلط‪ ،‬بحيث كانت تنص المادة ‪ 8/222‬على انتقاء إما العرض األقل ثمنا إذا تعلق األمر بالخدمات العادية‪ ،‬و إما أحسن عرض اقتصاديا إذا تعلق‬
‫األمر بتقديم خدمات معقدة تقنيا‪ ،‬فالعبارة "أحسن عرض" كانت تنص عليها المادة ‪ 9‬كمبدأ عام الختيار المترشحين‪ ،‬مما تعذر تحديد اإلجراء الذي يكون االختيار فيه‬
‫على أساس المعيار "أقل ثمنا" ‪ ،‬و بالتالي فكلما كان موضوع الصفقات خدمات العادية فإن المعيار المعتمد عمليا هو أقل ثمنا مهما كان إجراء اإلبرام‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫هذه الحالة تأخذ التعهدات شكل تخفيضات أو تنقيصات(‪ ،Rabais )1‬أما في هذا نوع من الصفقات فإن‬
‫صاحب العمل هو الذي يحدد الكلفة التقديرية للمشروع‪ ،‬و يقوم صاحب المشروع العمومي باختيار‬
‫العرض الذي يقدم الكلفة التقديرية األقل(‪.)2‬‬
‫و المعيار المنصوص عليه في المادة ‪ 8‬و هو "أحسن عرض" يختلف حسب اإلجراء المعتمد في‬
‫إبرام صفقة إدارة المشروع‪ ،‬و في الصفقات بصفة عامة‪ ،‬فإذا تم اإلبرام عن طريق المزايدة فإن أحسن‬
‫عرض هو العرض األقل ثمنا‪ ،‬و في اإلجراءات األخرى فإن أحسن العرض هو أحسن عرض من حيث‬
‫المزايا االقتصادية‪ ،‬و نالحظ أن المشرع يستعمل عدة مقاييس منها‪ :‬الجودة أو النوعية‪ ،‬و السعر‪ ،‬وآجال‬
‫االنجاز أو التنفيذ(‪.)3‬‬
‫و يمكن للجنة تقييم العروض أن تقترح على المصلحة المتعاقدة(صاحبة المشروع)‪ ،‬رفض العرض‬
‫المقبول‪ ،‬إذا تبين أنه يترتب على منح المشروع هيمنة المتعامل المقبول على السوق‪ ،‬أو يتسبب ذلك في‬
‫اختالل المنافسة في القطاع المعني‪ ،‬بأي طريقة كانت‪ ،‬و هذا المبدأ نصت عليه المادة ‪ 8‬من األمر رقم‬
‫‪ 07-07‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو سنة ‪ 1007‬المتعلق بالمنافسة‪ ،‬و في تعديل األخير بموجب قانون رقم ‪-06‬‬
‫‪ 21‬المؤرخ في ‪ 19‬يونيو سنة ‪ ،1006‬أدرجت في نص المادة السابقة‪ ،‬فقرة أخرى‪ ،‬بحيث تحظر‬
‫الممارسات المقيدة للمنافسة التي ترمي إلى "السماح بمنح صفقة عمومية لفائدة أصحاب هذه الممارسات‬
‫المقيدة(‪ .)4‬و ال يمكن للمصلحة المتعاقدة (صاحبة المشروع) رفض مثل هذا العرض إال إذا أدرجت بند‬
‫يبين في دفتر شروط المناقصة حق رفض عرض من هذا النوع(‪.)5‬‬
‫و إذا تبين أن عرض المتعامل االقتصادي‪-‬صاحب العمل‪-‬المختار مؤقتا‪ ،‬منخفض غير عادي‪ ،‬فإن‬
‫المصلحة المتعاقدة –صاحبة المشروع‪-‬يمكنها أن ترفضه بقرار معلل‪ ،‬بعد أن تطلب كتابيا (من صاحب‬
‫العمل‪-‬المختار مؤقتا‪ )-‬التوضيحات التي تراها مالئمة‪ ،‬والتحقق من التبريرات المقدمة(‪ .)6‬ولكن‬
‫المالحظات التي تثار هنا هي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ - 2‬لم يحدد قانون الصفقات العمومية كيفية اعتبار العرض "منخفضا بكيفية غير عادية"‪ ،‬كان يجب على‬
‫األقل أن يحدد نسبة معينة يعتمد عليها صاحب المشروع العمومي‪ ،‬أو يلتزم بها فيعتبر مثال العرض‬
‫منخفضا بكيفية غير عادية إذا كان يقل بأكثر من (‪ %70‬أو ‪ )%79‬عن المعدل الحسابي الناتج عن الكلفة‬
‫التقديرية الذي وضعها صاحب المشروع‪ ،‬أو معدل العروض المالية للمترشحين اآلخرين‪.‬‬
‫و من المعروف أن الممارسات المقيدة للمنافسة‪ ،‬منها ممارسة األسعار المنخفضة‪ .‬إذا تم تقديم خدمات‬
‫بأسعار منخفضة‪ ،‬إذا لم نقول بالخسارة‪ ،‬هي من الممارسات المقيدة للمنافسة(‪ ،)7‬و هذه القاعدة وضعتها‬
‫المادة ‪ )8(21‬من األمر رقم ‪ 07-07‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو سنة ‪ ،1007‬و المتعلق بالمنافسة‪ ،‬فالمنافسة هي‬

‫(‪)1‬‬
‫‪« Si l’administration à indiqué elle-même la mise à prix qu’elle envisage, les soumissions prennent forme de‬‬
‫‪rabais », TROTABAS (Louis), Manuel de Droit Public et Administratif, Librairie Général de Droit et de la‬‬
‫‪Jurisprudence, Dixième Edition, 1957, n°315, p.222.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫بحيث يقترح صاحب العمل المترشح الكلفة التقديرية للمشروع ‪ ،Coût d’objectif‬و كلفة إدارة المشروع (أجرة صاحب العمل) التي تحسب على أساس الكلفة‬
‫التقديرية للمشروع التي يقترحها‪2‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫في كل من المواد ‪ ،8‬و ‪ ،70‬و ‪ ،45‬و ‪ 98‬فقرة ‪ 2‬المطة ‪ ،1‬و المادة ‪ 92‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬فالمعيار أحسن عرض من حيث المزايا‬
‫االقتصادية ال يعتمد على السعر فقط‪ ،‬و إنما على الجودة أو النوعية‪ ،‬و آجال االنجاز أو التنفيذ‪.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫و يالحظ أن من بين تأشيرات قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،1020‬نجد قا نون المنافسة‪ ،‬و قانون الممارسات التجارية‪ ،‬و نجده ضمن تأشيرات المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ 772-06‬المؤرخ في ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،1006‬يعدل و يتمم المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬المؤرخ في ‪ 14‬يوليو سنة ‪ ،1001‬الذي يتضمن تنظيم‬
‫الصفقات العمومية‪(،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 5‬نوفمبر سنة ‪ ،1006‬العدد‪ ،81‬ص‪.).8.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫المادة ‪ 5/219‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫المادة ‪ 20/219‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Hess-Fallon (B.), Simone (A.-M.), Droit Des Affaires, op.cit., c.7, p.63.‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫تنص المادة ‪ 21‬من األمر رقم ‪ ،07-07‬ضمن الفصل الثاني تحت عنوان‪" :‬الممارسات المقيدة للمنافسة"‪ ،‬كاآلتي‪" :‬يحظر عرض األسعار أوممارسة أسعار بيع‬
‫مخفضة بشكل تعسفي للمستهلكين مقارنة بتكاليف اإلنتاج أو التحويل و التسويق‪ ،‬إذا كانت هذه العروض أو الممارسات تهدف أو يمكن أن تؤدي إلى إبعاد مؤسسة‬
‫أوعرقلة احد منتوجاتها من الدخول إلى السوق"‪ .‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 10‬يوليو سنة ‪ ،1007‬العدد ‪ ،47‬ص ‪.19‬‬

‫‪73‬‬
‫شريعة التجارة(‪ ،)1‬فعرض أسعار منخفضة (‪ )Prix bas‬تهدف إلى إبعاد مؤسسات أو المتعاملين المتعهدين‬
‫اآلخرين(‪.)2‬‬
‫‪ - 2‬أن معيار "أحسن عرض من حيث المزايا االقتصادية" يقوم على أساس عدة معايير‪ ،‬و تختلف معايير‬
‫اختيار العرض األفضل اقتصاديا من صفقة إلى أخرى‪ ،‬و حسب إجراء اإلبرام المتبع (مثال المناقصة أو‬
‫المسابقة أو المزايدة)‪ ،‬ويمكن أن تشكل هذه المعايير فيما يخص صفقة إدارة المشروع(‪ )3‬كاآلتي‪ :‬الكلفة‬
‫اإلجمالية المقترحة‪ ،‬المنهجية المقترحة من صاحب العمل‪ ،‬ابتكارية عرضه التقني مثال كمراعاته‬
‫لمتطلبات حماية البيئة و التنمية المستدامة‪ ،‬آجال إنجاز المشروع‪ ،‬و المظهر الجمالي و الفني من حيث‬
‫النوعية‪ ،‬والخاصيات الوظيفية‪ ،‬مدى تحقق الدراسات‪ ،‬الضمانات المقدمة وغيرها من المعايير‪ ،‬و يقوم في‬
‫هذه الحالة بإجراء توازن بين معايير االختيار على أن تكون هذه المعايير موضوعية و غير تمييزية‪ ،‬ولها‬
‫صلة مباشرة مع موضوع الصفقة المراد إبرامها‪.‬‬
‫و تحرر لجنة تقييم األظرفة محضرا عن جميع أعمالها‪ ،‬و تسجل في المحضر الذي يوقعه الرئيس‬
‫وأعضاء اللجنة‪ ،‬المالحظات أو االعتراضات المقدمة خالل عمليات تقويم العروض‪ ،‬ثم يعرض المحضر‬
‫على السلطة المختصة للمصادقة على العقد‪ .‬أما قرار لجنة تقويم العروض هو اختياري فيبقى القرار‬
‫األخير للمصلحة المتعاقدة‪-‬صاحبة المشروع‪ -‬في اختيار المتعاقد معها‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪ 42‬من المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬وتبلغ نتائج تقييم العروض التقنية و المالية في إعالن المنح المؤقت للصفقة‪ ،‬مع‬
‫دعوة المتعهدين اآلخرين لإلطالع على النتائج المفصلة لتقييم عروضهم التقنية و المالية‪ ،‬باالتصال‬
‫بمصالحها‪ ،‬في أجل أقصاه ثالثة (‪ )7‬أيام ابتداء من اليوم األول لنشر إعالن المنح المؤقت(‪ ،)4‬ويجب أن‬
‫يوضح في اإلعالن رقم التعريف الجبائي لصاحب المشروع(‪ )5‬و رقم التعريف الجبائي للمستفيد من‬
‫الصفقة‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن لجنة تقييم العروض‪ ،‬و لجنة التحكيم تقوم بإبداء رأي ‪ ،‬أما القرار النهائي‬
‫فيرجع إلى صاحب المشروع تطبيقا لمبدأ حرية اإلدارة في اختيار المترشحين كما سبق ذكره‪ ،‬وهو‬
‫المأخوذ به في كل إجراءات المناقصة إال بالنسبة للمزايدة‪ .‬و حرية اإلدارة في اختيار المترشح الذي لم‬
‫يقدم أحسن عرض يخل بمبدأ حرية المنافسة و المساواة‪ .‬و تترجم عملية االختيار بإصدار قرار المنح‬
‫المؤقت للصفقة‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫ووضع قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ، 1020‬قاعدة الموافقة المسبقة‪ ،‬في حالة إلغاء إجراء إبرام‬
‫الصفقة أو منحها المؤقت‪ ،‬من قبل المصلحة المتعاقدة (صاحبة المشروع)‪ ،‬من الوزير‪ ،‬أو مسؤول الهيئة‬
‫الوطنية المستقلة‪ ،‬أو الوالي المعني(‪.)8‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪« La concurrence est la loi du commerce »,Hess-Fallon (B.), Simone (A.-M.), Droit Des Affaires,14éme édition,DALLOZ-‬‬
‫‪2001,c.7, p.59.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫و أضيفت هذه الفقرة ‪ ،‬ألول مرة بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 772-06‬المؤرخ في ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،1006‬يعدل و يتمم المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬المؤرخ في ‪ 14‬يوليو‬
‫سنة ‪ ،1001‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 5‬نوفمبر سنة ‪ ،1006‬العدد‪ ،81‬ص‪.8.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫و يأخذ القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ، 2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء و أجر ذلك‪ ،‬بمعيار "أحسن عرض من حيث المزايا‬
‫االقتصادية" ‪ ،‬بحيث يأخذ بعدة معايير‪ ،‬و هذا ما يستفاد من نص المادة ‪ 1/28‬منه‪ ،‬التي تنص أنه‪" :‬أنه يمكن أن تك ون معايير التقييم الممكن اعتمادها على الخصوص هي المطابقة‬
‫للبرنامج‪ ،‬و الكلفة و النوعية و اآلجال‪ ،‬و المظهر الجمالي‪ ،‬ومدى تحقق الدراسات"‪.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫المادة ‪ 29/219‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫و هذا إذا كان صاحب المشروع مؤسسة عمومية ذات طابع تجاري و صناعي‪ ،‬أو مؤسسة عمومية اقتصادية أو أي مؤسسة عمومية وطنية‪.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫و لجنة التحكيم في إطار عقد إدارة المشروع تقدم إال رأي موجه إلى الشخص المسؤول عن الصفقة الذي يتمتع بسلطة منح الصفقة باسم صاحب المشروع‪ ،‬وبالتالي فإن رأي اللجنة‬
‫يعتبر إال قرار تحضيري لقرار منح الصفقة‪ ،‬و ال يمكن أن يكون محل طعن على أساس تجاوز السلطة‪."...‬‬
‫‪« …, le jury de concours de maîtrise d’œuvre n’émet qu’un avis destiné à la personne responsable du marché qui dispose du pouvoir‬‬
‫‪d’attribuer ledit marché au nom du maître d’ouvrage ; que, par suite, l’avis ne constitue qu’un acte préparatoire à la décision d’attribution‬‬
‫; ‪du marché et n’est pas susceptible de faire l’objet d’un recours pour excès de pouvoir… », C.A.A., Marseille, 2e ch., du 27 déc. 2001‬‬
‫‪n°98MA01169 ; inédit au recueil Lebon.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ، 1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫المادة ‪ 2/224‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ، 1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد‬
‫‪ ،96‬ص‪.7.‬‬

‫‪74‬‬
‫ثالثا‪ :‬اآلثار المترتبة على المنح المؤقت‬
‫‪ -‬انحالل التزامات المتعهدين اآلخرين غير المقبولين بعد المنح المؤقت‪.‬‬
‫‪ -‬حق المتعهد أو أصحاب العروض غير المقبولين في الطعن على قرار المنح المؤقت‪ ،‬و يكون ذلك أمام‬
‫لجنة مختصة في أجل عشرة (‪ )20‬أيام ابتداء من تاريخ نشر إعالن المنح المؤقت للصفقة في النشرة‬
‫الرسمية لصفقات المتعامل العمومي‪ ،‬أو في الصحافة(‪ )1‬في حدود المبالغ القصوى المحددة في المواد‬
‫‪ 278‬و ‪ 248‬و ‪ 242‬و ‪ 246‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،)2(178-20‬و تصدر لجنة الصفقات المختصة‬
‫رأيا في أجل خمسة عشر (‪ )29‬يوما‪ ،‬ابتداء من تاريخ انقضاء أجل العشرة (‪ )20‬أيام(‪.)3‬‬
‫و أجاز المشرع الجزائري الطعن بإلغاء القرارات السابقة على انعقاد العقد‪ ،‬و التي تسهم في إبرامه أو‬
‫تحول دون إبرامه‪ ،‬و هي قرارات المصلحة المتعاقدة (صاحبة المشروع)‪ ،‬أو قرار لجنة تقويم العروض‬
‫في بعض اإلجراءات اإلبرام‪ ،‬و هذا عند ال منح المؤقت للصفقة الذي ينشر في نشرة الرسمية لصفقات‬
‫المتعامل العمومي أو في الصحافة‪ ،‬و تعرف هذه األعمال في الفقه‪ ،‬و القضاء اإلداري بنظرية القرارات‬
‫اإلدارية المنفصلة » ‪ ،« Théorie des actes détachable‬بحيث تتخذ اإلدارة قرار فرديا فيما يخص منح‬
‫الصفقة(‪.)4‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن المشرع لم ينص على الجزاء القانوني المترتب عن عدم احترام القواعد المتعلقة‬
‫بإجراءات التعاقد‪ ،‬وبطرق اختيار المتعاقد مع اإلدارة(‪ .)5‬و يمكن أن يرفع أمام القضاء االستعجال‪ ،‬حيث‬
‫نصت المادة ‪ 548‬فقرة األولى من القانون رقم ‪ 05-06‬المؤرخ في ‪ 19‬فبراير سنة ‪ ،1006‬يتضمن قانون‬
‫اإلجراءات المدنية و اإلدارية(‪ ،)6‬على أنه‪" :‬يجوز إخطار المحكمة اإلدارية بعريضة‪ ،‬و ذلك في حالة‬
‫اإلخالل بالتزامات اإلشهار أو المنافسة التي تخضع لها عمليات إبرام العقود اإلدارية و الصفقات‬
‫العمومية"‪.‬‬
‫‪ -‬رد كفاالت المتعهدين في حالة عدم القبول‪ ،‬و في حالة عدم تقديم الطعن بعد يوم واحد من تاريخ انقضاء‬
‫أجل الطعن (المحدد في المادة ‪ 224‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬بـ ‪ 20‬أيام) كفالة المتعهد‬
‫الذي لم يقبل‪ ،‬والذي قدم طعنا‪ ،‬عند تبليغ قرار رفض الطعن من طرف لجنة الصفقات المختصة‪ ،‬و ترد‬
‫كفالة المتعهد‪-‬نائل الصفقة‪ -‬بعد وضع كفالة حسن التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز لصاحب العمل المطالبة بأي تعويض في حالة عدم قبول عروضه‪ ،‬إال بالنسبة للصفقات‬
‫المبرمة عن طريق إجراء االستشارة االنتقائية(‪ ،)7‬أو المسابقة(‪ ،)8‬و ال تنقضي مهمة لجنة تقويم العروض‬
‫إال بعد إبرام الصفقة‪ .‬و ليس للمنح المؤقت أي أثر على إبرام الصفقة‪ ،‬وتبرم الصفقة إال بعد اعتماد‬
‫المصلحة المتعاقدة‪-‬صاحبة المشروع‪ -‬المناقصة‪.‬‬

‫(‪ )1‬و يقدم الطعن في حالة إبرام عن طريق إجراء االستشارة االنتقائية أو المسابقة عند نهاية اإلجراء (المادة ‪ 1/224‬من قانون الصفقات العمومية‬
‫لسنة ‪.)1020‬‬
‫(‪ )2‬و إذا تزامن اليوم العاشر يوم عطلة أو يوم راحة قانونية‪ ،‬يمدد التاريخ المحدد لرفع الطعن إلى يوم العمل الموالي‪.‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 224‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪ )4‬و ال يمكن في مجال قضاء اإللغاء االستناد إلى مخالفة اإلدارة اللتزاماتها التعاقدية كسبب من األسباب التي تجيز إلغاء القرار اإلداري‪ ،‬فدعوى‬
‫اإل لغاء هي جزاء لمبدأ المشروعية‪ ،‬و االلتزامات المترتبة على العقود اإلدارية هي التزامات شخصية‪ ،‬أنظر إلى المرجع اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬د‪.‬ثورية لعيوني‪ ،‬معيار العقد اإلداري "دراسة مقارنة"‪ ،‬مجموعة رسائل دكتوراه‪( ،‬بال ناشر‪ ،‬بال سنة)‪ ،‬ص‪.415.‬‬
‫(‪ )5‬جوادي نبيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.777.‬‬
‫أما المادة ‪ 222‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬تنص على رقابة القضاء‬
‫الجزائي عند عملية إبرام الصفقات العمومية‪.‬‬
‫(‪ )6‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 17‬ابريل سنة ‪ ،1006‬العدد ‪ ،12‬ص‪.7.‬‬
‫(‪ )7‬المادة ‪ 5/71‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪ )8‬المادة ‪ 20/71‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬

‫‪75‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إبرام الصفقة و المصادقة عليها و الوثائق المكونة لها‬

‫و نتطرق في هذا المطلب إلى مرحلة المنح النهائي للصفقة إدارة المشروع‪ .‬و قبل إمضاء على‬
‫الصفقة تسبق مرحلة االعتماد‪ ،‬مرحلتين‪ :‬المرحلة األولى‪ :‬المفاوضات‪ ،‬و المرحلة الثانية‪ :‬تشمل اإلبرام‬
‫والمصادقة‪ ،‬و نص المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬على اصطالح المفاوضات في كل من مواد ‪ 96‬و‪26‬‬
‫منه (الفرع األول)‪ ،‬و بعد اعتماد الصفقة يلتزم صاحب العمل الخاص باحترام البرنامج و بنود دفتر‬
‫الشروط‪ ،‬بحيث تصبح هذه الوثائق بعد اعتماد الصفقة جزء ال يتجزأ من صفقة إدارة المشروع (الفرع‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المصادقة على الصفقة و اعتمادها‬


‫أوال‪ :‬المفاوضات في صفقة إدارة المشروع‬
‫قبل إبرام العقد‪ ،‬و عند تعيين الفائز أو الفائزين تتم المفاوضات بين صاحب المشروع العمومي‬
‫وصاحب العمل‪ ،‬و تتضمن المشاورات‪ ،‬و الدراسات‪ ،‬و االستشارات من قبل كل منهما قبل إبرام العقد‪،‬‬
‫فالمفاوضات في إطار العقود العادية ال تلزم أي من الفريقين‪ ،‬إنما تمهد إلى الشروع بإبرام العقد‪ .‬وبالتالي‬
‫ال يعتبر أي منهما مسؤوال في حالة عدم إكمال المفاوضات طبقا للمبادئ العامة‪ ،‬فالمفاوضات هي القيام‬
‫بالمساومات بين طرفي العقد بحرية تامة‪ ،‬و بدون تحديد وقت معين‪ ،‬و ال ترتب أية مسؤولية‪ ،‬إال أن‬
‫(‪)1‬‬
‫االجتهاد القضائي الحديث يذهب إلى ترتيب المسؤولية ‪ .‬و على كل حال تتم المفاوضات إلتمام ‪mise au‬‬
‫‪ point‬و ضبط االلتزامات و الحقوق‪ ،‬و خاصة فيما يخص االتفاق على الكلفة التقديرية اإلجمالية أو الكلفة‬
‫التقديرية لألشغال‪...‬الخ‪ ،‬بحيث تنصب المفاوضات على التخفيضات ‪ Les Rabais‬التي يقترحها المتعامل‪،‬‬
‫ويبرم صاحب المشروع مع أي فائز يختاره دون أن يتقيد باقتراح لجنة التحكيم(‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرحلة اإلبرام و المصادقة على صفقة إدارة المشروع‬


‫مرحلة اإلبرام ‪ L’acte de conclusion du contrat‬و تتجسد في القيام بالعمل القانوني الذي ينعقد به‬
‫العقد(‪ ،)3‬أي التعبير الصريح عن اإلرادة لكل من صاحب المشروع العمومي‪ ،‬و صاحب العمل المتعاقد‬
‫معه‪ ،‬بحيث يؤدي تطابق و توافق إرادتي كال منهما على موضوع الصفقة إلى إنشاء اآلثار القانونية‬
‫المتعلقة به(‪ .)4‬بحيث عدم تطابق اإلرادتين فإن العقد يعتبر باطل‪ ،‬إال أن المشرع وضع استثناء في المادة‬
‫‪ 2‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،)5( 178-20‬و التي تفيد أن الصفقات العمومية تبرم قبل أي شروع في تنفيذ‬
‫الخدمات‪ ،‬وفي حالة وجود خطر يهدد استثمارا‪ ،‬أو ملكا للمصلحة المتعاقدة‪ ،‬أو األمن العمومي‪ ،‬يمكن‬
‫للوزير أو الهيئة الوطنية المستقلة أو الوالي المعني‪ ،‬أن يرخص بمقرر معلل‪ ،‬بالشروع في بداية تنفيذ‬
‫الخدمات قبل إبرام الصفقة‪ .‬و هذا استثناء عن المبدأ الذي ينص على ضرورة إبرام الصفقة في قالب‬

‫(‪ )1‬نعيم مغبغب‪ ،‬عقود مقاوالت البناء و األشغال الخاصة و العامة‪ ،‬دراسة في القانون المقارن‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،1002 ،‬ص‪ ،92.‬و ما بعدها‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪BRACONNIER (S.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.216.‬‬
‫(‪ )3‬جوادي نبيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.68.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪DE LAUBADERE (A.), MODERNE (F.), DELVOLVE (P.), Traité des contrats administratifs, op.cit., n° 440,‬‬
‫‪p.506.‬‬
‫(‪ )5‬المادة ‪ 2‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪" :1020‬تبرم الصفقات العمومية قبل أي شروع في تنفيذ الخدمات‪ ،‬و في حالة وجود خطر يهدد‬
‫استثمارا‪ ،‬أو ملكا للمصلحة المتعاقدة‪ ،‬أو األمن العمومي‪ ،‬يمكن الوزير أو الهيئة الوطنية المستقلة أو الوالي المعني‪ ،‬أن يرخص بموجب مقرر معلل‪،‬‬
‫بالشروع في بداية تنفيذ الخدمات قبل إبرام الصفقة‪ .‬و ترسل نسخة من هذه الرخصة إلى الوزير المكلف بالمالية‪.‬‬
‫و مهما يكن من أمر‪ ،‬فال بد من إعداد صفقة تسوية خالل اجل ثالثة (‪ )7‬أشهر ابتداء من التوقيع على المقرر المذكور أعاله‪ ،‬إذا كانت العملية تفوق‬
‫المبالغ المذكورة في المادة ‪ 8‬أعاله‪ ،‬و عرضها على الهيئة المختصة بالرقابة الخارجية للصفقات"‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫شكلي‪ ،‬لتكريس اإلرادة المشتركة‪ ،‬و تنص في فقرتها األخيرة على تسوية الصفقة كإجراء لتصحيح‬
‫الصفقة‪ ،‬وهنا يقصد عملية اإلبرام‪ ،‬مما يعني كذلك أن الكتابة في الصفقات العمومية هي شرط لوجود‬
‫الصفقة‪ ،‬و يقول الفقيه "‪ "TROTABAS‬أن عقود اإلدارة ال تخضع إلى شكلية معينة(‪.)1‬‬
‫أما المرحلة الثانية‪ ،‬و المتمثلة في خضوع العمل القانوني المتضمن إبرام العقد للتصديق‪ ،‬والموافقة‬
‫الالحقة من السلطة المختصة حتى يصبح نافذا(‪ ،)2‬و هي المرحلة التي يتم فيها المصادقة على‬
‫العقد(‪ ،L’approbation du contrat )3‬و هي تتجسد في ذلك العمل القانوني الذي يؤدي إلى جعل العقد‬
‫نهائيا‪ ،‬و منتجا آلثاره في مواجهة كال المتعاقدين‪ ،‬فإذا كانت السلطة اإلدارية المختصة بالتصديق على‬
‫العقد هي نفسها السلطة اإلدارية المختصة بإبرامه‪ ،‬فإن العقد هنا ال يحتاج إلى المصادقة الالحقة إلبرامه‪،‬‬
‫ألن مجرد إبرامه يكفي لجعله نافذا في مواجهة كال المتعاقدين(‪ .)4‬أما إذا كان العقد يخضع بموجب‬
‫القانون‪ ،‬أو التنظيم إلى مصاد قة الحقة تقوم بها سلطة إدارية أخرى من غير تلك التي هي مختصة بإبرام‬
‫العقد‪ ،‬فإن هذا األخير ال يكون نهائيا و ال منتجا آلثاره إال بعد الحصول على تلك المصادقة(‪ ،)5‬بحيث‬
‫تمارس المصادقة الالحقة على العقد في هذه الحالة دور شرط معلق لقوته اإللزامية(‪.)6‬‬
‫و يمكن ذكر أصاحب المشاريع‪ ،‬و هم المنصوص عليهم في المادة ‪ 6‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪-20‬‬
‫‪ 178‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية(‪ ،)7‬بحيث ال تصح‬
‫صفقات إدارة المشروع‪ ،‬و ال تكون نهائية إال إذا وافقت عليها السلطة المختصة صاحبة المشروع اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬الوزير‪ ،‬فيما يخص صفقات الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬مسؤول الهيئة الوطنية المستقلة‪.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪ -‬الوالي‪ ،‬فيما يخص صفقات الوالية ‪.‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪ -‬رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬فيما يخص صفقات البلدية ‪.‬‬
‫‪ -‬المدير العام أو المدير‪ ،‬فيما يخص صفقات المؤسسات العمومية الوطنية و المحلية ذات الطابع‬
‫اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬المدير العام أو المدير فيما يخص المؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي و التجاري‪2‬‬
‫‪ -‬مدير مركز البحث و التنمية‪.‬‬
‫(‪)10‬‬
‫‪ -‬مدير المؤسسة العمومية ذات الطابع العلمي و التقني ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪TROTABAS (Louis), Manuel de Droit Public et Administratif, op.cit., n°314, p.221.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪DE LAUBADERE (A.), MODERNE (F.), DELVOLVE (P.), Traité des contrats administratifs, op.cit., n° 447,‬‬
‫‪p.511.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪DE LAUBADERE (A.), MODERNE (F.), DELVOLVE (P.), op.cit., n° 455, p.517.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪DE LAUBADERE (A.), MODERNE (F.), DELVOLVE (P.), op.cit., n° 448, p.512.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪DE LAUBADERE (A.), MODERNE (F.), DELVOLVE (P.), op.cit., n° 449, p.512.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 1‬فقرة ‪ 7‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،1020‬التي تنص أنه‪ " :‬يتعين على المؤسسات العمومية االقتصادية و المؤسسات العمومية‪،‬‬
‫عندما ال تكون خاضعة ألحكام هذا المرسوم‪ ،‬بموجب المطة األخيرة من هذه المادة‪ ،‬أن تعتمده و تصدق عليه على التوالي من طرف هيئاتها‬
‫االجتماعية و مجالسها اإلدارية ماعدا في أحكامه المتعلقة بالمراقبة الخارجية"‪ .‬أي تخضع عملية إبرام و المصادقة على الصفقة وفقا للقانون‬
‫الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬إلى اعتماد والمصادقة الهيئات والمجالس المؤسسات العمومية (عندما ال تكون خاضعة ألحكام قانون الصفقات‬
‫العمومية) على المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪DE LAUBADERE (A.), MODERNE (F.), DELVOLVE (P.), op.cit., n° 461, p.521. TROTABAS (L.), Manuel‬‬
‫‪de Droit Public et Administratif, op.cit., n°318, p.224.‬‬
‫(‪ )7‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الخميس ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫أنظر‪ :‬القانون رقم ‪ 05-50‬المؤرخ في ‪ 2‬أبريل سنة ‪ ،2550‬الذي يتعلق بالوالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 22‬أبريل سنة ‪ ،2550‬العدد ‪ ،29‬ص ‪.904‬‬
‫( ‪)9‬‬
‫أنظر‪ :‬القانون رقم ‪ 06-50‬المؤرخ في ‪ 2‬أبريل سنة ‪ ،2550‬الذي يتعلق بالبلدية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 22‬أبريل سنة ‪ ،2550‬العدد ‪ ،29‬ص ‪.466‬‬

‫(‪ )10‬و أدخلت "المؤسسة العمومية ذات الطابع العلمي و التقني" ألول مرة بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 772-06‬المؤرخ في ‪ 18‬أكتوبر سنة‬
‫‪ ،1006‬يعدل و يتمم المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬المؤرخ في ‪ 14‬يوليو سنة ‪ ،1001‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪( ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬

‫‪77‬‬
‫‪ -‬مدير المؤسسة العمومية الخصوصية ذات الطابع العلمي و التكنولوجي‪.‬‬
‫‪ -‬مدير المؤسسة العمومية ذات الطابع العلمي و الثقافي و المهني‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬الرئيس المدير العام أو المدير العام للمؤسسة العمومية االقتصادية ‪.‬‬
‫و يمكن ل كل سلطة من هذه السلطات أن تفوض صالحياتها في هذا المجال إلى المسؤولين المكلفين بأي‬
‫حال‪ ،‬بتحضير الصفقات‪ ،‬و تنفيذها طبقا لألحكام التشريعية و التنظيمية المعمول بها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مرحلة اعتماد الصفقة‬


‫و هذه المرح لة األخيرة تكون في إجراءات التعاقد‪ ،‬بحيث تصبح صفقة إدارة المشروع نافذة‪ ،‬و ذلك‬
‫باعتمادها نتيجة مصادقة السلطة المختصة بإبرام الصفقة عليها‪ ،‬و يجب أن تتضمن على الخصوص‬
‫البيانات اآلتية‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -‬التـعـريـف الدقـيـق باألطـراف الـمـتعـاقـدة ‪.‬‬
‫‪ -‬هـويـة األشخـاص المـؤهـلـيـن قانـونـا إلمضاء الصـفـقـة و صفتهم‪.‬‬
‫‪ -‬مـوضـوع الـصـفـقـة مـحـدد و مـوصـوفـا وصـفـا دقـيـقـا‪.‬‬
‫‪ -‬المـبلـغ الـمـفـصـل‪ ،‬و الموزع بالعملة الصعبة‪ ،‬و الدينار الجزائري‪ ،‬حسب الحالة‪.‬‬
‫‪ -‬شـروط الـتـسـديـد‪.‬‬
‫‪ -‬أجـل تـنـفـيـذ الـصـفـقـة‪.‬‬
‫‪ -‬بـنـك مـحـل الـوفـاء‪.‬‬
‫‪ -‬شـروط فـسـخ الـصـفـقـة‪.‬‬
‫‪ -‬تـاريـخ تـوقـيـع الـصـفـقـة‪ ،‬و مـكـانـه‪ .‬و يجب أن تحتوي الصفقة فضال عن ذلك‪ ،‬على البيانات‬
‫التكميلية(‪)3‬اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬كـيـفـيـة إبـرام الصـفـقـة‪( ،‬المناقصة المفتوحة وطنية‪ ،‬و‪/‬أو دولية‪ ،‬و المناقصة المحدودة‪ ،‬االنتقاء‬
‫األولي‪ ،‬المزايدة‪ ،‬المسابقة‪ ،‬التراضي بعد االستشارة)‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشارة إلى دفـاتـر الـبنـود الـعـامـة (دفتر الشروط اإلدارية العامة الخاص بصفقات األشغال‬
‫مطبق حاليا)‪ ،‬و دفـاتـر التـعلـيمـات الـمـشـتـركة المطبقة على الصفقات التي تشكل جزءا ال يتجزأ‬
‫منها(‪.)4‬‬
‫‪ -‬شروط عمل المتـعـامـلين الثـانـويـين‪ ،‬و اعتـمـادهـم إن وجدوا‪.‬‬
‫‪ -‬بـنـد مـراجـعـة األسعـار‪.‬‬
‫‪ -‬بـنـد الـرهـن الحـيـازي‪ ،‬إن كان مطلوبا‪.‬‬

‫بتاريخ األحد ‪ 5‬نوفمبر سنة ‪ ،1006‬العدد‪ ،81‬ص‪ )8.‬و لكن دون ذكر (في المرسوم الرئاسي رقم ‪ 772-06‬السابق الذكر) من المسؤول عن‬
‫الصفقة (أي لم يعدل المادة ‪ 2‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬السابق الذكر)‪.‬‬
‫(‪ )1‬و نفس الشئ أدخلت "المؤسسة العمومية االقتصادية" ألول مرة بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 772-06‬المؤرخ في ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪،1006‬‬
‫ويالحظ أنه لم يذكر المرسوم الرئاسي رقم ‪- 772-06‬السابق الذكر‪ -‬من المسؤول عن صفقات المؤسسة العمومية االقتصادية (بحيث لم يعدل‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 772-06‬المادة ‪ 2‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬المؤرخ في ‪ 14‬يوليو‪ ،1001‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية)‪.‬‬
‫و كانت تخضع المؤسسات العمومية إلى نظام التسيير االشتراكي‪ 2‬أنظر في هذا المجال‪:‬‬
‫األمر رقم ‪ 24-22‬المؤرخ في ‪ 28‬نوفمبر سنة ‪ ،2522‬الذي يتعلق بالتسيير االشتراكي للمؤسسات‪ ،‬ج‪2‬ر‪ ،‬بتاريخ االثنين ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،2522‬ع‪ ،202 2‬ص‪.2278.‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 49-65‬المؤرخ ‪ 22‬أبريل سنة ‪ ، 2565‬الذي يتضمن إلغاء القانون األساسي السابق للمؤسسات االشتراكية ذات الطابع االقتصادي المحولة إلى‬
‫مؤسسات عمومية اقتصادية‪ ،‬ج‪2‬ر‪ ،2‬بتاريخ األربعاء ‪ 21‬أبريل ‪ ،2565‬ع‪ ،29 2‬ص‪.764.‬‬
‫(‪ )2‬بالنسبة للمتعامل المتعاقد‪-‬صاحب العمل‪ ،-‬فإنه يمكن أن يكون شخص طبيعي أو شخص معنوي‪ ،‬وطني‪ ،‬و‪/‬أو أجنبي‪ ،‬و‪/‬أو في شكل تجمع‬
‫بالتضامن أو بالشراكة‪.‬‬
‫(‪ )3‬و يجب أن تتضمن الصفقة بندا يلتزم فيه المتعاملون المتعاقدون الذين يتصرفون مجتمعين‪ ،‬بإنجاز المشروع بالتضامن أو بالشراكة (المادة ‪7/95‬‬
‫من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.)1020‬‬
‫(‪ )4‬و لم تنص المادة ‪ 81‬على إلزامية اإلشارة إلى دفاتر التعليمات الخاصة ‪ ،cahiers des prescriptions spéciales‬و المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 20‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ -‬نـسـب الـعـقـوبـات الـمالـيـة‪ ،‬و كـيـفيات حسابها‪ ،‬و شـروط تـطـبـيـقـها‪ ،‬أو النص على حاالت‬
‫اإلعفاء منها‪.‬‬
‫‪ -‬كيفيات تـطبـيـق حـاالت الـقـوة الـقـاهـرة‪.‬‬
‫‪ -‬شـروط دخـول الـصفـقـة حـيـز التـنـفـيـذ‪.‬‬
‫‪ -‬شـروط اسـتـالم الصـفـقـة‪.‬‬
‫‪ -‬القانـون الـمـطـبـق و شـروط تـسـويـة الـخالفـات‪.‬‬
‫‪ -‬بنود الـعـمـل التي تضمـن احـتـرام قانـون الـعـمـل‪.‬‬
‫‪ -‬البنـود المتعـلـقـة بحـمـايـة البـيئـة‪.‬‬
‫‪ -‬البنـود المتعـلـقـة باستـعـمـال الـيـد العـامـلـة الـمـحـلـيـة‪.‬‬
‫و تشير المادة ‪ 81‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،1020‬أنه يجب النص في عقود المساعدة‬
‫التقنية على أنماط مناصب عمل‪ ،‬و قائمة المستخدمين األجانب ومستوى تأهيلهم‪ ،‬و كذا نسب األجور‬
‫والمنافع األخرى التي تمنح لهم‪ ،‬حيث اكتفى بذكر عقد المساعدة الفنية دون العقود األخرى منها عقد إدارة‬
‫المشروع (االستشارة الفنية)‪ ،‬و المراقبة التقنية‪ .‬كما تنص المادة ‪ 81‬من قانون الصفقات العمومية لسنة‬
‫‪ 1020‬أنه يجب أن تشير كل صفقة إلى التشريع و التنظيم المعمول بهما‪ ،‬و إلى المرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪ ،178-20‬ففي مجال صفقة إدارة المشروع على صاحب المشروع ذكر النصوص التي يخضع لها العقد‪،‬‬
‫و هي القانون المدني‪ ،‬والقانون التجاري‪ ،‬و المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬و القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬ماي ‪ ،2566‬الذي يحدد كيفيات ممارسة تنفيذ‬
‫األشغال‪ ،‬و أجر ذلك‪ ،‬و كذلك إلى دفتر الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪.2584‬‬
‫إن اإلرادة و النية المشتركة لكال من المتعاقدين تتجه نحو احترام ما تم االتفاق عليه‪ ،‬بحيث يقوم كل‬
‫من صاحب المشروع العمومي‪ ،‬و صاحب العمل المتعاقد معه بتنفيذ التزاماتهم المتبادلة بحسن نية‪ ،‬مع‬
‫احترام الشروط المتفق عليها‪ .‬و بالتالي يخضع العقد لنفس المبادئ األساسية التي تحكم القوة اإللزامية‬
‫للعقود التي تتجسد من خالل قبول‪ ،‬وموافقة المتعاقد مع صاحب المشروع عليه(‪ ،)1‬ومنه نتطرق في الفرع‬
‫الثاني إلى أهم الوثائق المكونة لصفقة إدارة المشروع‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Delaubadère (A.), Moderne (F.) Delvolve (P.), op.cit., n°701, p.697.‬‬

‫‪79‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الوثائق المكونة لصفقة إدارة المشروع‬
‫في هذا المجال نتطرق إلى أهم الوثائق المكونة لصفقة إدارة المشروع ‪ Maîtrise d’œuvre‬كما هو‬
‫عليه في مختلف الصفقات‪ ،‬و مهما كان نوعها‪ ،‬بحيث يلتزم صاحب العمل بمراعاتها‪ ،‬و المترتبة على‬
‫حقوق و التزامات‪ ،‬و هي كل من دفاتر شروط الصفقة‪ ،‬و البرنامج‪ ،‬إال بالنسبة لنظام المسابقة(‪،)1‬‬
‫والتصريح بالتعهد‪ ،‬بحيث أن هذين األخيرين لم يتم تنظيمهما بموجب القرار الوزاري المشترك‪ ،‬و إنما تم‬
‫تنظيمهما في إطار القرار الوزاري المؤرخ في ‪ 15‬مايو سنة ‪ ،1009‬الذي يحدد محتوى دفتر الشروط‬
‫النموذجي المنظم لتعهدات ممارسة األعمال الفنية المتعلقة بالممتلكات الثقافية العقارية المحمية(‪ ،)2‬ونكتفي‬
‫بدراسة البرنامج الذي يعد عنصر جوهري في صفقة محل الدراسة‪ ،‬ودفتر الشروط كونه جزء ال يتجزأ‬
‫من صفقة إدارة المشروع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬دفتر الشروط كعنصر من عناصر عقد إدارة المشروع‬


‫يقرر قانون الصفقات العمومية عند إبرام أي صفقة‪ ،‬أن على صاحب المشروع العمومي أن يحدد‬
‫شروط الصفقة‪ ،‬و هذه الشروط منظمة عن طريق مجموعة من األحكام التي تكون بما يسمى "دفتر‬
‫الشروط" ‪ ،Cahier des charges‬و بالضبط هناك عدة دفاتر شروط‪ .‬و تتنوع دفاتر الشروط إلى‬
‫وثائق‪ ،‬و نجد داخل هذه الوثائق بنود تقنية التي تحدد الخدمة‪ ،‬و بنود إدارية التي تحدد كيفيات تنفيذ هذه‬
‫الخدمة(‪()3‬بنود اتفاقية و تنظيمية)‪ .‬ففي البداية البد على األقل‪ ،‬تبيان معايير تحديد مفهوم دفتر الشروط‪،‬‬
‫والتطرق إلى طبيعته و أنواعه في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬وبالخصوص صفقة محل الدراسة‪.‬‬

‫أ ‪ -‬تعريف دفتر الشروط(‪ )4‬و طبيعته‬


‫ال ينص القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬و المتضمن كيفيات ممارسة‬
‫تنفيذ األشغال في ميدان البناء و أجر ذلك(‪ ،)5‬عن دفتر الشروط بل يكتفي بذكر البرنامج‪ ،‬و محتواه في‬
‫المادة ‪ 28‬منه‪ ،‬و تنص على اعتبار البرنامج معيار من معايير اختيار صاحب العمل‪ ،‬أي أن يتطابق‬
‫عرضه مع البرنامج‪ .‬أما في قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،)6(1020‬ينص على مطابقة عرض المتعامل‬
‫لدفتر الشروط‪ ،‬و عند إطالعنا على المرسوم التنفيذي رقم ‪ 711-07‬المؤرخ في ‪ 9‬أكتوبر سنة ‪،1007‬‬
‫الذي يتضمن ممارسة األعمال الفنية المتعلقة بالممتلكات الثقافية العقارية المحمية(‪ ،)7‬نرى أنه يشير إلى‬
‫دفتر الشروط النموذجي ‪( Cahier des charges-type‬المادة ‪ )5‬بحيث تنص هذه األخيرة كاآلتي‪:‬‬
‫"يقدم صاحب العمل المترشح في األجل الذي يحدده صاحب المشروع‪ ،‬عرضا طبقا لدفتر شروط‬
‫نموذجي‪.".... ،‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫حول نموذج نظام المسابقة‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪M.I.Q.C.P., Outil pratique, Exemple commenté d’avis et de règlement de concours de maîtrise d’œuvre dans le domaine de la‬‬
‫‪construction, M.I.Q.C.P., Mai 2008, n°1, II, p.20 et suiv.‬‬
‫(‪ )2‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 24‬سبتمبر سنة ‪ ،1009‬العدد ‪ ،87‬ص‪.22.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n° 41, p.257, 258.‬‬
‫(‪ )4‬حول مفهوم دفتر الشروط‪ ،‬أنظر إلى‪:‬‬
‫‪ -‬جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط في القانون اإلداري الجزائري‪( ،‬دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 41.‬إلى ‪.97‬‬
‫(‪ )5‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪ .2425.‬و في الفهرس جاءت تحت عنوان "كيفيات ممارسة االستشارة‬
‫الفنية في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك"‪.‬‬
‫(‪ )6‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر‬
‫سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫(‪ )7‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 6‬أكتوبر سنة ‪ ،1007‬العدد ‪ ،80‬ص‪.22.‬‬

‫‪80‬‬
‫كما تجدر اإلشارة أن دفتر الشروط في الصفقات يختلف عن النظام المرفق العام‪ ،‬بحيث يحدد هذا‬
‫األخير كيفية تنظيم وسير المرفق العمومي(‪ ،)1‬أما دفتر الشروط هو مجموعة قواعد اإلتفاقية التي تترجم‬
‫إرادة األطراف‪ ،‬والقواعد التنظيمية‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫و من خالل دراسة قام بها الباحث "جوادي نبيل" في مجال دفاتر الشروط تتعلق بعقود اإلدارة ‪،‬‬
‫يشير إليها الباحث أنها تلك الوثيقة اإلدارية التي تتضمن قواعد تنظيمية‪ ،‬و تعاقدية(‪ ،)3‬وتختلف طبيعتها‬
‫من عقد إلى آخر‪ ،‬و من خالل دراسته‪ ،‬يبين أن لعملية المصادقة على العقد و إبرامه تأثيرا على الطبيعة‬
‫القانونية لدفتر الشروط‪ ،‬ألن طبيعته القانونية تختلف بين مرحلتين و هما‪ :‬المرحلة السابقة على إبرام‬
‫العقد‪ ،‬و المرحلة الالحقة له‪ ،‬و هذا ما يفسر وجوب التمييز بين دفاتر الشروط النموذجية‪ ،‬ودفاتر الشروط‬
‫الخاصة من حيث الطبيعة القانونية(‪.)4‬‬
‫يقول الفقيه ‪ De laubadère‬أن الطبيعة القانونية لدفاتر الشروط تختلف بين مرحلتين‪ ،‬وهما مرحلتي‬
‫تكوين العقد وتنفيذه(‪ ،)5‬يكون عمال قانونيا نموذجيا (من أعمال السلطة) قبل إبرام الصفقة‪ ،‬وبعد إبرام‬
‫الصفقة يصبح جزء ال يتجزأ من الصفقة(‪.)6‬‬
‫و في هذا الصدد يقول األستاذ "بن ناجي شريف" في أطروحته‪ ..." :‬يريد التقنين الجزائري للصفقات‬
‫العمومية جعل دفاتر الشروط‪ ،‬بصفتها عناصر منشئة للصفقة العمومية‪ ،‬كعناصر تساهم في التحديد‬
‫القانوني لهذا الصنف من العقود"(‪ ،)7‬و يذهب الفقه إلى اعتباره عنصر من النظام القانوني لعقود‬
‫اإلدارة(‪ .)8‬حيث حاول الفقه الجزائري تعريف دفتر الشروط‪ ،‬و من الفقهاء الجزائريين الذين تناولوا دفتر‬
‫الشروط األستاذ "أحمد محيو" في كتابه "محاضرات في المؤسسات اإلدارية"(‪ ،)9‬الذي طرح سؤاال حول‬
‫الطبيعة القانونية لدفتر الشروط في القانون اإلداري الجزائري‪ ،‬لم يعرف صراحة دفتر الشروط‪ ،‬ولكن‬
‫يمكن ذكر العناصر التي أبرزها هي‪:‬‬
‫‪ -‬أنها وثيقة إدارية تحتوي على بنود تنظيمية‪ ،‬و أخرى تعاقدية‪.‬‬
‫‪ -‬أنها جزء من العقد اإلداري‪ ،‬و تعدها اإلدارة بصفة منفردة‪.‬‬
‫أما األستاذ "عمار عوابدي" في مرجعه "القانون اإلداري"(‪ ،)10‬يعرفه على أساس فكرتين‪ :‬أن دفاتر‬
‫الشروط هي وثائق إدارية قد تحتوي على بنود غير مألوفة في عقود القانون الخاص‪ ،‬وتتدخل سلفا لتحديد‬
‫شروط العقود اإلدارية(‪.)11‬‬

‫(‪ )1‬جوادي نبيل‪ ،‬دفا تر الشروط في القانون اإلداري الجزائري‪( ،‬دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.19.‬‬
‫(‪ )2‬جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط في القانون اإلداري الجزائري‪( ،‬دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.48.‬‬
‫(‪ )3‬جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط في القانون اإلداري الجزائري‪( ،‬دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،45.‬و يعرف الفقيه‬
‫"‪ "TROTABAS‬دفتر الشروط بأنه‪":‬مجموعة من الوثائق التي تحدد شروط تنفيذ العقد"‪ 2‬و يقول أيضا أنها‪" :‬تتعلق بمختلف التعليمات‪ ،‬المطبقة عامة‬
‫‪TROTABAS (Louis),op.cit°317, p.223.‬‬ ‫على كل الصفقات أو على صفقة معينة‪ ،‬التي تحدد كيفيات تنفيذ الصفقة"‪.‬‬
‫(‪ )4‬جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط في القانون اإلداري الجزائري‪( ،‬دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.66.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪DE LAUBADERE (A.), MODERNE (F.), DELVOLVE (P.), Traité des contrats administratifs, Tome‬‬
‫‪Premier, op.cit., n°664, p.681.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪TROTABAS (Louis), op.cit., n°317, p.224.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), L’évolution de la Réglementation Des Marchés Publics en Algérie, op.cit., Tome 2, p.508.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪« …cause des limites du code des marchés comme source du régime juridique des marchés publics tient à‬‬
‫‪l’existence, même pour les marchés rentrent dans son champ d’application, de dispositions supplémentaires qui‬‬
‫‪n’ont pas été codifiées. Pour important qu’ils sont le code des marchés publics n’est pas la seule source du‬‬
‫‪régime juridique des marchés publics », DE LAUBADERE (André), MODERNE (Franck), DELVOLVE‬‬
‫‪(Pierre), Traité des contrats administratifs, op.cit., n°190, p.247.‬‬
‫(‪ )9‬د‪2‬أحمد محيو‪ ،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية‪ ،‬ترجمة الدكتور "محمد عرب صاصيال" ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الخامسة‪،‬‬
‫‪ ،2558‬ص‪ .722.‬أنظر الطبعة األصلية‪:‬‬
‫‪- Mahio (Ahmed.), cours d’institutions administratives, 3em édition, OPU, Alger, 1981, p.242.‬‬
‫(‪ )10‬عمار عوابدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.989.‬‬
‫(‪ )11‬عمار عوابدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.961.‬‬

‫‪81‬‬
‫تعرض أحد أبرز الفقهاء في ميدان قانون الصفقات العمومية الجزائري األستاذ "بن ناجي شريف" في‬
‫رسالة دكتوراه الدولة في القانون بعنوان "تطور تنظيم الصفقات العمومية في الجزائر" ‪« L’évolution‬‬
‫» ‪ ،de la réglementation des marchés publics en Algérie‬إلى نظرية دفاتر الشروط في مجال‬
‫الصفقات العمومية في القانون الجزائري من حيث التعريف‪ ،‬و التصنيف القانوني لدفاتر الشروط‪،‬‬
‫والطبيعة القانونية لدفاتر التعليمات الخاصة‪ ،‬حيث يقول‪" :‬أن أهمية دفتر الشروط بصفته عنصرا منشئ‬
‫للصفقة العمومية في الجزائر ترقى و ترتفع إلى درجة ضرورة البحث في دوره كمعيار لتعريف الصفقة‬
‫العمومية في الجزائر‪ .)1("...‬و يثور تساؤل حول األساس القانوني الذي يبرر فكرة دفتر الشروط جزء ال‬
‫يتجزأ من الصفقة‪ ،‬و القوة اإللزامية لبنود دفتر الشروط‪.‬‬
‫‪ .I‬األساس القانوني لعبارة " دفتر الشروط جزء ال يتجزأ من الصفقة"‬
‫نجد أن المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم‬
‫الصفقات العمومية(‪ ،)2‬يجعل دفتر الشروط عنصر أساسي في الصفقة‪ ،‬في كل من الفقرة الثانية (‪ )1‬من‬
‫المادة ‪ 5‬والفقرة األولى من نص المادة ‪ ،20‬و الفقرة ‪ 27‬من المادة ‪ 81‬منه (المرسوم الرئاسي رقم ‪-20‬‬
‫‪ ،)178‬بحيث تنص الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪ 5‬من هذا المرسوم على ما يلي‪ ":‬تحدد األحكام التعاقدية للصفقة‬
‫نسبة العقوبات المالية‪ ،‬كيفيات فرضها أو اإلعفاء منها طبقا لدفاتر الشروط المذكورة أدناه باعتبارها‬
‫عناصر مكونة للصفقات العمومية"‪.‬‬
‫تنص المادة ‪ 20‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬في فقرتها الثانية على ما يلي‪" :‬توضح‬
‫دفاتر الشروط المحينة دوريا‪ ،‬الشروط التي تبرم و تنفذ وفقها الصفقات‪ ،"... ،‬و نصت الفقرة ‪ 27‬من‬
‫المادة ‪ 81‬على "‪...‬اإلشارة إلى دفاتر البنود العامة و دفاتر التعليمات المشتركة المطبقة على الصفقات‬
‫التي تشكل جزءا ال يتجزأ منها‪ "...،‬و غيرها من المواد التي تحيل إلى دفتر الشروط(‪ .)3‬كما نصت المادة‬
‫‪ 9‬من األمر رقم ‪ 50-82‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو سنة ‪ 2582‬الذي يتضمن قانون الصفقات العمومية(‪)4‬على‪:‬‬
‫"أن دفاتر الشروط‪...‬هي العناصر المنشئة للصفقات العمومية"‪.‬‬
‫و تعرض األستاذ الدكتور "بن ناجي شريف" إلى نظرية دفاتر الشروط في مجال الصفقات العمومية في‬
‫القانون الجزائري‪ ،‬الذي يجعل من دفتر الشروط عنصرا منشأ للصفقة العمومية‪ .‬و يحاول قانون‬
‫الصفقات أن يجعل من هذه الوثائق عناصر أساسية في التعريف القانوني لهذا الصنف من العقود(‪.)5‬‬
‫‪ .II‬القوة اإللزامية لبنود دفتر الشروط‬
‫و يأتي دفتر الشروط لتحديد الحقوق‪ ،‬و االلتزامات العقدية لكل من صاحب العمل‪ ،‬وصاحب‬
‫المشروع العمومي في صفقة إدارة المشروع الذي يعتبر كمرجع للصفقة(‪ ،)6‬و بما أنه يترتب عنه إنشاء‬
‫اآلثار القانونية المتمثلة في مجموعة من الحقوق و اإللتزامات التي تجسد قوته اإللزامية في مواجهة كل‬
‫من صاحب المشروع العمومي‪ ،‬و صاحب العمل الخاص‪ ،‬و له قوة قانونية في مواجهة المتعاقدين بما أنه‬
‫يتضمن مجموعة من البنود التنظيمية(‪.)7‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), T.2, op.cit., p.508.‬‬ ‫ذكر في المرجع اآلتي‪ :‬جوادي نبيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪2 902‬‬

‫(‪ )2‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الخميس ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬


‫(‪ )3‬كما ذكرت المادة ‪ 24‬فقرة الثانية دفتر الشروط المادة ‪ ،7/29‬و المواد ‪ ، 1/26‬و ‪ ،14‬و ‪ ،6/72‬و ‪ ،71‬و ‪ ،74‬و المواد ‪ ،92‬و ‪ ،99‬و ‪،98‬‬
‫و‪ 51 ،27/81‬الفقرة الثانية‪ ،‬و المادة ‪ ، 55‬و المادة ‪ 219‬الفقرة الرابعة (‪ )4‬و ما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )4‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 12‬يونيو سنة ‪ ،2582‬العدد ‪ ،91‬ص‪.226.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), T.2, op.cit., note 1, p.508.‬‬
‫(‪ )6‬كما وضع قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬مبدءا أساسيا‪ ،‬وهو أن تكون الطلبات محل عقود تحدد حقوق األطراف و واجباتهم (المادة ‪1/8‬‬
‫من المرسوم الرئاسي رقم ‪.)178-20‬‬
‫(‪ )7‬و تشير المادة ‪ 6/71‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬على إمكانية اإلدارة‪-‬صاحبة المشروع‪ -‬تعديل دفتر الشروط على أن يكون مؤشر‬
‫عليه من قبل لجنة الصفقات المختصة‪ ،‬أثناء عملية إبرام الصفقة‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫و يكتسي دفتر الشروط القوة اإللزامية إال في المرحلة الثانية من وجوده‪ ،‬أي بعد إبرام الصفقة أين‬
‫تصبح بنود دفتر الشروط المتعلقة بتنفيذ الصفقة بنودا تعاقدية‪ ،‬و تكتسي الطبيعة القانونية العقدية‪ ،‬ألنها‬
‫اكتسبت قوتها اإللزامية من وقت إدماجها‪ ،‬و إدخالها في الصفقة كجزء ال يتجزأ منها‪ ،‬على أساس موافقة‪،‬‬
‫و إذعان(‪ )1‬المتعاقد مع صاحب المشروع العمومي‪ ،‬و تقبله للخضوع لها‪ ،‬ففي المرحلة األولى من وجود‬
‫دفتر الشروط تكون بنوده مجرد نموذج لشروط‪ ،‬و أحكام ال تكتسب أي قوة قانونية‪ ،‬أو الزامية في مواجهة‬
‫المتعاقد مع صاحب المشروع العمومي ألنه لم يتم بعد إدخالها في الصفقة العمومية‪ ،‬فتبقى مجرد‬
‫نموذج(‪ .)2‬و سوف نرى (في الفصل الثاني) القوة اإللزامية لدفتر الشروط في مواجهة كل من صاحب‬
‫العمل‪ ،‬وصاحب المشروع العمومي‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫إن تنوع البنود المكونة لوثيقة دفتر الشروط أوجب تصنيفها بحسب طبيعتها القانونية ‪ ،‬بحيث داخل‬
‫نفس البند من هذه البنود المكونة لوثيقة دفتر الشروط‪ ،‬يجب تصنيف األجزاء المكونة له إلى أجزاء‬
‫تعاقدية‪ ،‬و أخرى تنظيمية بحسب طبيعتها‪ ،‬و العالقات التي تحكمها(‪.)4‬‬
‫ب‪ -‬دفاتر الشروط المكونة لصفقة إدارة المشروع‬
‫و هنا نقصد أنواع دفاتر الشروط التي تخضع لها كل الصفقات بما فيها صفقة محل الدراسة‪ ،‬مع‬
‫ا إلشارة إلى أن أحكام و بنود دفتر الشروط المكونة لنفس الصفقة ليست لها نفس الطبيعة القانونية‪ ،‬وليست‬
‫لها نفس القوة‪ ،‬و القيمة القانونية(‪ .)5‬إن دفاتر الشروط تبين شروط اإلبرام‪ ،‬و تنفيذ الصفقات(‪ ،)6‬و تشتمل‬
‫بالخصوص على ما يأتي‪:‬‬
‫‪ – 2‬دفاتر البنود اإلدارية العامة المطبقة على كل صفقات األشغال‪ ،‬و اللوازم‪ ،‬والدراسات‬
‫والخدمات‪ ،‬الموافق عليها بموجب قرار وزاري مشترك‪.‬‬
‫‪ – 1‬دفاتر التعليمات المشتركة‪ ،‬التي تحدد الترتيبات التقنية المطبقة على كل الصفقات المتعلقة بنوع‬
‫واحد من األشغال و اللوازم‪ ،‬و الدراسات أو الخدمات‪ ،‬الموافق عليها بقرار من الوزير المعني‪2‬‬
‫‪ – 7‬دفاتر التعليمات الخاصة التي تحدد الشروط الخاصة بكل صفقة‪.‬‬
‫‪ .I‬دفتر البنود اإلدارية العامة‬
‫بالنسبة لدفتر البنود اإلدارية العامة و الخاصة بصفقات الدراسات عموما‪ ،‬و صفقات إدارة المشروع‬
‫خصوصا‪ ،‬فال تتمتع هذه األخيرة بدفتر الشروط اإلدارية العامة(‪ ،)7‬و هذا يعود إلى تنوع واختالف بين‬
‫صفقات الدراسات المتنوعة (التي ال يمكن حصرها)‪ ،‬و يقول الفقيه "دولوبادر" إذا كانت الخدمات الفنية‬
‫تكون صنف من أصناف الصفقات‪ ،‬إال أنها صنف تفتقد االنسجام"‪ ،‬و يقول "أنها تتميز أكثر من خالل‬
‫المصطلح المستعمل عن اختالف الموجود في طبيعتها"(‪.)8‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪DE LAUBADERE (André), MODERNE (Franck), DELVOLVE (Pierre), Traité des contrats administratifs,‬‬
‫‪op.cit., n° 43, p.67.Voir aussi ; TROTABAS (Louis),op.cit°317, p.224.‬‬
‫(‪ )2‬جوادي نبيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 51.‬و ‪.57‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪JEZE (Gaston), « Les Principes Généraux du Droit Administratif », Tome 4 : « Théorie Générale des Contrats de‬‬
‫‪l’Administration », Première Partie « Formation et Exécution des contrats », 3éme édition, Paris, 1934., p.159. Citée par :‬‬
‫‪ -‬جوادي نبيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.80.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪JEZE (Gaston), op.cit., p.159. Citée par :‬‬ ‫‪ -‬جوادي نبيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪2602‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪BENNADJI (Ch.), op.cit., Tome 2, p.512.‬‬
‫(‪ )6‬المادة ‪ 20‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫عكس قانون التونسي للصفقات العمومية الذي وضع دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات الدراسات‪ ،‬بموجب القرار من الوزير األول المؤرخ في‬
‫‪ 22‬أكتوبر ‪ ،2554‬الذ ي يتعلق بالمصادقة على كراس الشروط اإلدارية العامة المطبق على الصفقات العمومية الخاصة بالدراسات‪ ،‬الرائد الرسمي للجمهورية‬
‫التونسية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 19‬أكتوبر ‪ ،2554‬السنة ‪ ،272‬عدد ‪ ،64‬ص‪.2604.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪« Les marchés de prestations intellectuelles, s’il est vrai qu’ils constituent une catégorie de marchés, sont une catégorie‬‬
‫‪qui manque d’homogénéité ; des sous catégories coexistent, dont il faut dire cependant qu’elles sont quelque fois distinguées‬‬

‫‪83‬‬
‫و كانت صفقات الدراسات‪ ،‬و إدارة المشروع تعتبر صنف من أصناف صفقات الخدمات‪ ،‬بحيث كان‬
‫يطبق عليها دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات الخدمات‪ ،‬وكان إلغاء تمديد المفعول‬
‫للتشريع االستعماري في ‪ 2527‬سببا في إلغاء نص اعتبر ذو أهمية خاصة‪ ،‬أال وهو القرار المؤرخ في‬
‫أول أبريل سنة ‪ ،2580‬المتضمن المصادقة على دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات‬
‫الخدمات المبرمة من طرف المصالح المدنية في الجزائر‪ ،‬بحيث ترك فراغا قانونيا‪ ،‬أي بعد أن استعمل‬
‫من طرف اإلدارات المتعاقدة تم إلغاءه دون تحضير دفتر شروط ينظم صفقات الخدمات(‪ .)1‬وكذلك دفتر‬
‫الشروط اإلدارية المطبقة على صفقات اللوازم لـ ‪ ،2580‬إذ حاولت اإلدارة االستعمارية أن تجعل‬
‫الصفقات العمومية أداة لتكريس سياستها‪ ،‬و تحقيق أهدافها في الجزائر(‪.)2‬‬
‫كما شملت المادة ‪ 8‬من األمر رقم ‪ 50-82‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو سنة ‪ ،2582‬الذي يتضمن قانون‬
‫الصفقات العمومية(‪ ،)3‬دفاتر صفقات األشغال‪ ،‬و التوريدات دون صفقات الخدمات(‪.)4‬‬
‫و تم وضع دفتر الشروط اإلدارية العامة الخاص بصفقات األشغال‪ ،‬عكس الصفقات األخرى التي لم‬
‫تحظى بدفتر الشروط اإلدارية العامة خاص بها‪ ،‬فيعتبر دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبق على‬
‫األشغال مرجعا أساسيا لجميع الصفقات األخرى(‪ .)5‬إذ أن دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبق على‬
‫صفقات األشغال هو المستعمل من جميع الوزارات‪ ،‬و الجماعات المحلية‪ ،‬و كذا بعض المؤسسات‬
‫العمومية(‪ .)6‬و يقول الفقيه"‪ "De laubadère‬أن "دفاتر الشروط المطبقة على صفقات األشغال غير‬
‫إلزامية إال إذا أحيلت إليه صفقات الدراسات"(‪ ،)7‬و يجعل هنا من دفاتر الشروط اإلدارية العامة دفاتر‬
‫شروط نموذجية(‪.)8‬‬
‫ففي هذا المجال (وعمليا) يطبق دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال‪ ،‬المتعلقة‬
‫بوزارة تجديد البناء‪ ،‬واألشغال العمومية‪ ،‬و النقل المصادق عليه‪ ،‬بموجب القرار المؤرخ في ‪ 12‬نوفمبر‬
‫سنة ‪ .)9(2584‬مع العلم أنه ألغي ضمنيا بموجب األحكام الختامية لألمر رقم ‪ 50- 82‬المتعلق بالصفقات‬
‫العمومية(‪.)10‬‬
‫و المالحظ أنه عند صدور األمر رقم ‪ 50-82‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو سنة ‪ 2582‬الذي يتضمن قانون‬
‫الصفقات العمومية(‪ ،)11‬وضع مبدأ استعمال دفتر(‪ )12‬واحد مصادق عليه بموجب المرسوم(‪ ،)13‬ويهدف‬

‫‪davantage par le vocabulaire employé que par réelles différences de nature. », DE LAUBADERE (André), MODERNE‬‬
‫‪(Franck), DELVOLVE (Pierre), Traité des contrats administratifs, op.cit., n° 221, p.278.‬‬
‫(‪ )1‬أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬فرع‪ :‬الدولة و المؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1006/1002‬ص‪.10.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Circulaire du 20 juin 1960 relative à l’application des dispositions du décret n°59-370 du 20 février 1959 et de l’arrêté‬‬
‫‪interministériel du 26 mai 1959 relatifs à la participation des entreprises aux marchés publics afin de favoriser le‬‬
‫‪développement de l’industrie en Algérie. J.O.R.F., du mercredi 11 juin 1960, n°144, p.5559-5560, Voir aussi : Cumunel‬‬
‫‪(Gilbert), Escal (Jacques), Schapiro (Georges), Boissard (Jean-Jaques), Guide administratif, fiscal et social de l’Algérie,‬‬
‫; ‪édition de la revue Fiduciaire, (Sans Année), p.25 à 28. Voir aussi‬‬
‫‪ -‬أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.8.‬‬
‫(‪ )3‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 12‬يونيو سنة ‪ ،2582‬العدد ‪ ،91‬ص‪.226.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), L’évolution de la Réglementation Des Marchés Publics en Algérie, op.cit., T. 2. p.510.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫لوز رياض‪ ،‬دراسة التعديالت المتعلقة بالصفقات العمومية‪ :‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة من اجل الحصول على‬
‫شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬الفرع‪ :‬الدولة و المؤسسات العمومية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬ص‪.1.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), L’évolution de la Réglementation Des Marchés Publics en Algérie, op.cit., T. 2. p.510.‬‬
‫)‪)7‬‬
‫‪DE LAUBADERE (André), MODERNE (Franck), DELVOLVE (Pierre), Traité des contrats administratifs, op.cit., n° 220,‬‬
‫‪p.277.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪DE LAUBADERE (A.), MODERNE (F.), DELVOLVE (P.), op.cit., n° 665, p.681.‬‬
‫(‪ )9‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪.48.‬‬
‫(‪)10‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.2, p.591, note 1.‬‬
‫(‪ )11‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 12‬يونيو سنة ‪ ،2582‬العدد ‪ ،91‬ص‪.226.‬‬
‫(‪ )12‬دفتر الشروط اإلدارية العامة‪.‬‬
‫(‪)13‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), L’évolution de la Réglementation Des Marchés Publics en Algérie, op.cit., T. 2. p.510.‬‬

‫‪84‬‬
‫من وراء ذلك إلى توحيد منظومة الصفقات العمومية‪ .‬في حين نص المرسوم التنفيذي رقم ‪474-52‬‬
‫المؤرخ في ‪ 5‬نوفمبر سنة ‪ 2552‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية(‪ ،)1‬في المادة ‪ 20‬منه على دفاتر‬
‫الشروط اإلدارية العامة المطبقة على كل صفقات األشغال‪ ،‬و صفقات التوريد الموافق عليها بمرسوم‪،‬‬
‫وخصص المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬في المادة ‪ 5‬منه دفاتر البنود اإلدارية العامة المطبقة على كل‬
‫صفقات األشغال واللوازم والدراسات و الخدمات‪ ،‬الموافق عليها بموجب قرار وزاري مشترك‪ ،‬أما في‬
‫قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬نص على أنه يوافق على دفاتر البنود اإلدارية العامة المطبقة على‬
‫كل الصفقات بموجب مرسوم(‪.)2‬‬
‫‪ .II‬دفاتر التعليمات المشتركة‬
‫وهي تحدد الترتيبات التقنية المطبقة على كل الصفقات المتعلقة بنوع واحد‪ ،‬وفي هذه الحالة تصنف‬
‫صفقات إدارة المشروع من بين صفقات الدراسات‪ ،‬و تكيف دفاتر التعليمات المشتركة بأنها ذات طابع‬
‫تقني(‪ ،)3‬و يطرح معظم الباحثين‪ ،‬و الفقهاء الجزائريين حول سكوت المشرع الجزائري عن مسألة‬
‫التعارض بين أحكام‪ ،‬و بنود دفتر التعليمات المشتركة‪ ،‬و دفتر الشروط اإلدارية العامة‪ :‬هل راجع ذلك‬
‫إلى وضوح و تحديد نطاق تدخل‪ ،‬و تطبيق كال هذين الدفترين؟(‪ )4‬هل جعل دفتر الشروط ذات طابع تقني‬
‫وسيلة لمنع حشر صاحب المشروع العمومي بنود ذات طابع إداري؟‬
‫(‪)5‬‬
‫و جاءت (ألول مرة) طبقا ألحكام المرسوم ‪ 198-98‬في المادة ‪ 72‬منه ‪ ،‬و الذي كان يسري بعد‬
‫االستقالل إلى غاية ‪ .)6(2582‬بحيث تتضمن أحكام ذات طابع تقني‪ ،‬و تنص في المادة ‪ 72‬منه‪ ،‬أنه "تحدد‬
‫أساسا أحكام ذات طابع تقني"‪ .‬ومن خالل أحكام المرسوم‪-‬السابق الذكر‪ -‬يفهم أنه يمكن أن تكون أحكام‬
‫دفتر التعليمات المشتركة ذات طابع إداري‪ ،‬ولكن من هذا الوجه يكون له استعماال مزدوجا مع أحكام دفتر‬
‫الشروط اإلدارية العامة‪ .‬ووردت في المادة ‪ 72‬من المرسوم ‪ 198-98‬العبارة التالية‪" :‬مراعاة ألحكام‬
‫دفتر الشروط اإلدارية العامة"‪ ،‬ونالحظ سكوت المشرع فيما يخص عالقة دفتر التعليمات المشتركة مع‬
‫دفتر الشروط اإلدارية العامة‪ ،‬و في هذا اإلطار يعدد األستاذ "بن ناجي شريف" بعض أنواع هذه الدفاتر‬
‫التي كانت تطبق آنذاك والخاصة باألشغال(‪.)7‬‬
‫و وضعت مديرية برامج السكن و الترقية العقارية التابعة لوزارة السكن و العمران‪ ،‬نموذج دفتر‬
‫التعليمات التقنية‪ ،‬و الوظيفية المطبقة على السكنات االجتماعية(‪ ،)8‬و هذا في إطار مشاريع بناء السكنات‬

‫(‪ )1‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 27‬نوفمبر سنة ‪ ،2552‬العدد‪ ،92‬ص‪.1122.‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ 20‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.2, p.513.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.2, p.514.‬‬ ‫‪ -‬ذكر في جوادي نبيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪2 542‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Article 37 du Décret n°56-256 du 13 mars 1956 relatif aux marches passes au nom de l’état, Titre 2 intitulé : Des cahiers‬‬
‫‪des charges ; « 2° les cahiers des prescriptions communes qui fixent essentiellement les dispositions techniques applicables à‬‬
‫‪tous les marchés portant sur une même nature de travaux de fournitures ou de services ou à tous les marchés passés par un‬‬
‫‪même département ministériel ou par un même service spécialisé. Les cahiers des prescriptions communes peuvent‬‬
‫‪cependant contenir, sans toutefois déroger aux cahiers des clauses administratives générales, …Les spécifications‬‬
‫‪techniques;… », J.O.R.F., du 16 mars 1956, p.2562.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), L’évolution de la Réglementation Des Marchés Publics en Algérie, op.cit., T. 2. p.513.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Le C.P.C applicable aux marchés de travaux de bâtiment du 20 octobre 1962. Ce texte français postérieur à l’indépendance‬‬
‫‪est cité expressément dans la réglementation des marchés élaboré par le ministère de l’industrie et de l’énergie ; Le C.P.C.‬‬
‫‪applicable aux travaux de génie civil, texte français antérieur à l’indépendance « confirmée » par circulaire 216/IG/I du 16‬‬
‫‪mars 1967 du Ministère des travaux Publics et de la reconstruction ; Le cahier des charges générales pour les travaux‬‬
‫‪dépendant du service d’architecture approuvé par DG n° 1094 du 8 février 1928, expressément cité par l’article 27 du‬‬
‫‪fascicule des clauses nouvelles applicables aux travaux de bâtiment en Algérie approuvé par décision ministérielle n°9640‬‬
‫‪TP/SCE du 16 octobre 1964, et modifiée par circulaire ministérielle n° 1561/TP2 du 10 mai 1967. Bennadji (Ch.),‬‬
‫‪L’évolution de la Réglementation Des Marchés Publics en Algérie, op.cit., T. 2. pp.514 et 515.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪M.H.U., Direction des programmes d’habitat et de la promotion immobilière, Prescriptions Techniques et Fonctionnelles‬‬
‫‪applicables aux logements sociaux, octobre 2007.‬‬

‫‪85‬‬
‫االجتماعية التي يبادر بها أصحاب المشاريع العمومية‪ ،‬ينص هذا الدفتر على أنه يجب على أصحاب‬
‫العمل اقتراح الدراسات التي تتضمن الحلول األحسن لمشاريع السكنات من الناحية النوعية‪ .‬بالرغم من أن‬
‫إعداد دفتر التعليمات التي تحدد فيه أحكام ذات طابع تقني (الخاصة بالبناءات المعمارية) يقع على عاتق‬
‫الجماعات المحلية‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 9‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 02-54‬المؤرخ في ‪ 26‬مايو سنة ‪،2554‬‬
‫يتعلق بشروط اإلنتاج المعماري‪ ،‬و ممارسة مهنة المهندس المعماري(‪ ،)1‬التي تنص أنه‪" :‬يجب على‬
‫الجماعات المحلية التي تحتوي أقاليمها على خصوصيات معمارية أن تعد دفاتر التعليمات الخاصة"‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلطار يثور تساؤل فيما يكمن دور دفتر التعليمات الخاصة في القانون الجزائري؟‬
‫‪ .III‬دفاتر التعليمات الخاصة‬
‫تحدد الشروط الخاصة بكل صفقة‪ ،‬و تكييف دفاتر التعليمات الخاصة بأنها ذات طابع عقدي محض‪،‬‬
‫لكونها تدمج في كل صفقة عمومية على حدة(‪ ،)2‬و نالحظ من خالل بعض دفاتر التعليمات الخاصة‬
‫المتعلقة بصفقات األشغال‪ ،‬والدراسات أن هناك البنود التي وضعت مسبقا في شكل نموذج ألحكام تعاقدية‬
‫داخل دفتر التعليمات الخاصة بصفقات األشغال العامة دون ذكر محتوى تلك البنود‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫و إلى غاية أواخر السبعينيات كانت توجد دفاتر التعليمات الخاصة المتعلقة باألشغال فقط ‪،‬‬
‫والمتمثلة في دفاتر التعليمات الخاصة بأشغال البناء‪ ،‬و أشغال أخرى موروثة من االستعمار الفرنسي(‪،)4‬‬
‫إال أن المشرع قام بتحين بل بابتكار دفاتر تعليمات خاصة‪ ،‬و يتعلق األمر بوضع دفتر التعليمات الخاصة‬
‫بعقود المهندس المعماري ‪ ،contrat d’architectes‬والصفقات النموذجية المتعلقة بإدارة المشروع‬
‫(االستشارة الفنية) ‪.)5(La maîtrise d’œuvre‬‬
‫و تجدر اإلشارة أنه كان ال يزال قانون الصفقات العمومية‪ ،‬بعد إلغاء تمديد العمل بالقوانين الفرنسية‪،‬‬
‫الذي تم تمديد العمل بها بموجب تعليمة رئيس الهيئة التنفيذية المؤقتة للدولة المؤرخة في ‪ 27‬يوليو سنة‬
‫‪ )6(2581‬و بالقانون رقم ‪ 292-81‬المؤرخ في ‪ 72‬ديسمبر سنة ‪ ،)7(2581‬يعمل بالوثائق القديمة‪ ،‬ولم يتم‬
‫تنظيمها بشكل تدرجي (للنصوص)‪ ،‬و بالتالي تجنب االستعمال المزدوج بين التنظيم‪ ،‬والوثيقة التعاقدية(‪.)8‬‬
‫و من خالل دراسة قام بها األستاذ الدكتور "بن ناجي شريف" حول دفتر التعليمات الخاصة الصادرة‬
‫سنة ‪ 2525‬على مستوى وزارة التجارة‪ ،‬الذي توصل إلى أنها مجموعة بنود نموذجية‪ ،‬و من خالل‬
‫التكييف الذاتي لدفتر التعليمات الخاصة المتعلقة بصفقات الدراسات االقتصادية نجد أنها تشكل صفقة‬
‫نموذجية(‪.)9‬‬

‫(‪ )1‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 19‬مايو سنة ‪ ،2554‬العدد ‪ ،71‬ص‪.4.‬‬


‫(‪)2‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.2, p.517.‬‬ ‫‪ -‬ذكر في جوادي نبيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪2 522‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.2, p.515.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.2, pp.515, 516.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪« Le contrat d’architectes fait l’objet d’une formule type annexée à l’arrêté du 6 décembre 1958 et fut‬‬
‫‪complété après l’indépendance par arrêté du 8 octobre 1971.‬‬
‫‪Au début des années soixante dix, une convention type d’étude fut mise au point et annexée à la circulaire‬‬
‫‪interministérielle n°1844/DG.AACL/AP du 7 mars 1972.‬‬
‫‪Enfin, le 15 septembre 1980, un contrat-type relatif à la maîtrise d’œuvre des programmes de logements sociaux‬‬
‫‪urbains ; fut approuvé. », Bennadji (Ch.), op.cit., T.2, p.516.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Instruction du président de l’Exécutif provisoire, Abderrahmane Fares, du 13 juillet 1962 dont la teneur suit : « l’ensemble de la‬‬
‫‪législation applicable sur le territoire algérien continue à être appliquée dans la mesure où son application ne paraît pas incompatible avec‬‬
‫‪l’exercice de la souveraineté algérienne », In Etienne-Jean Lapassat, « La justice en Algérie », 1962-1968. Coll. « Fondation nationale des‬‬
‫‪sciences politiques, Etudes maghrébines », 1968, p.24.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫القانون رقم ‪ 292-81‬المؤرخ في ‪ 72‬ديسمبر سنة ‪ ،2581‬الرامي إلى التمديد‪ ،‬حتى إشعار آخر‪ ،‬لمفعول التشريع النافذ إلى غاية ‪ 72‬ديسمبر سنة ‪،2581‬‬
‫باستثناء مقتضياته المخالفة للسيادة الوطنية‪ ،‬الجريدة الرسمية بتاريخ الجمعة ‪ 22‬يناير سنة ‪ ،2587‬العدد ‪ ،1‬ص‪( .26.‬الصادر باللغة الفرنسية)‪.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪BOURCIER et DUPOUX – Algérie – Pratique des marchés Internationaux – Ed. du Moniteur ; 1981, p. 141.‬‬
‫‪Cité par Bennadji (Ch.), L’évolution de la Réglementation Des Marchés Publics en Algérie, op.cit., T. 2.p. 517.‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), T.2, op.cit., p.518.‬‬

‫‪86‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .IV‬الصفقات النموذجية و دفتر التعليمات الخاصة‬
‫و هذا يعود إلى الصفقات النموذجية التي وضعتها وزارة االقتصاد (في الجزائر) في الفترة االنتقالية‬
‫سنة ‪ ،2525‬بحيث كيفتها على أنها دفاتر التعليمات الخاصة(‪.)2‬‬
‫و من خالل طريقة الصياغة التي جاءت في دفتر التعليمات الخاصة بصفقة الدراسات االقتصادية‬
‫المتمثلة في استعمال الكلمات التالية "إن هذه الصفقة"‪ ،‬و في المادة األولى "دفتر التعليمات الخاصة"‪ ،‬مما‬
‫يدعو القول أنها تندمج البيانات الواردة في صفقة الدراسات االقتصادية داخل دفتر التعليمات الخاص بها‪،‬‬
‫و من خالل طريقة صياغة التكييف السابقة الذكر لدفتر الشروط‪ ،‬تكمن الطبيعة القانونية إذن في كون دفتر‬
‫التعليمات الخاصة صفقة نموذجية(‪ ،)3‬و هذا عن طريق التعريف الذاتي ‪ Auto-définition‬لدفتر‬
‫التعليمات الخاصة بصفقات الدراسات االقتصادية الصادر سنة ‪ ،)4(2525‬إذ توصل األستاذ "بن ناجي‬
‫شريف" إلى فكرة أن دفاتر التعليمات تستعمل طريقة التعريف الذاتي(‪.Auto-définition )5‬‬
‫لم يكن هناك فرق بين دفاتر الشروط السابقة الذكر (دفتر الشروط اإلدارية العامة‪ ،‬و دفتر التعليمات‬
‫المشتركة والخاصة)‪ ،‬و عندما قام األستاذ بتحليل الصفقة النموذجية المتعلقة باألشغال وصل إلى فكرة أنه‬
‫أراد محرري الصفقة النموذجية المتعلقة باألشغال‪ ،‬جعلها كدفتر شروط يجمع بين دفتر التعليمات الخاصة‬
‫ودفتر التعليمات المشتركة(‪.)6‬‬
‫وعند تطرقه إلى النزاع الذي نشب بين الشركة الوطنية لصناعة الحديد‪ ،‬و اللجنة المركزية للصفقات‪،‬‬
‫حيث رفضت هذه األخيرة في جلستها بتاريخ ‪ 21‬سبتمبر ‪ 2525‬بعض الصفقات التي قدمت لها من طرف‬
‫الشركة‪ ،‬بسبب عدم تطابقها لقانون الصفقات العمومية‪ ،‬و التي أرسلت لها (إلى الشركة) نموذج صفقة‬
‫األشغال لكي تأخذ بها‪ .‬و في هذا المنظور أصدر وزير الصناعات الخفيفة منشور بتاريخ ‪ 1‬مارس سنة‬
‫‪ 2560‬ي تضمن إلحاق ثالث صفقات نموذجية‪ ،‬التي تلزم على المؤسسات العمومية الموضوعة تحت‬
‫الوصاية األخذ بها‪ ،‬باإلضافة إلى تطبيق قانون الصفقات العمومية‪ ،‬و تطبيق صفقات النموذجية‪ .‬وتتضمن‬
‫هذه الصفقات بند مأخوذ من المنشور السابق الذكر‪ ،‬و المعنونة كاآلتي "النصوص المطبقة على‬
‫الصفقة"‪ ،‬و الذي بموجبه يعتبر كل بند يدخل في الصفقة‪ ،‬أو كل نص يحيل إليها‪ ،‬أو يحيل إليها الحقا‪،‬‬
‫يكون مخالفا لنصوص التي تحكم الصفقة النموذجية باطال"‪ .‬فكل هذه العناصر تسمح بالتأكد من أن‬
‫الصفقات النموذجية تساهم في تكملة النصوص التنظيمية لقانون الصفقات العمومية‪ ،‬وتلعب دور شبه‬
‫التنظيم ‪ Para-réglementation‬التي تهدف إلى إتمام منظومة صفقات المتعاملين التابعين لقطاع‬
‫العمومي‪ ،‬فصدرت هذه الصفقات في المرحلة التمهيدية لصدور تنظيم المتعامل العمومي (ابتداء من سنـة‬
‫‪ ،)2525‬التي تم إقرار تمديد تطبيق قانون الصفقات اإلدارة إلى كل أصناف الصفقات المبرمة من قبل‬
‫المؤسسات العمومية(‪ ،)7‬ففي األول طبقا للتعريف الذاتي تعتبر دفاتر التعليمات الخاصة(‪ ،)1‬و لكنها تساهم‬
‫نوعا ما في تكملة التنظيم في هذا المجال‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), T.2, op.cit., p.517.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), T.2, op.cit., p.517.‬‬
‫(‪ )3‬بالرجوع إلى المادة ‪ 215‬الفقرة الثانية (‪ )1‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬المؤرخ في ‪ 14‬يوليو سنة ‪ ،1001‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬فإنه‬
‫كرس ذلك من خالل العبارة التالية‪..." :‬نماذج الصفقات النموذجية الخاصة باألشغال و اللوازم و الدراسات والخدمات‪ ."...‬أنظر ديباجة دفتر الشروط اآلتي ذكره‪:‬‬
‫‪- Agence national de l’eau potable et industrielle et de l’assainissement, Budget d’équipement public, chapitre 323, opération‬‬
‫‪no.N.D5.323.3.263.845.06 Marché no. 74/92, ETUDE d’Approvisionnement en eau potable et industrielle des centres URBAINS, Lot 5,‬‬
‫‪dossier d’appel d’offres des réservoirs, pièce 2 – volume 1, cahier des clauses générale administratives et financières, EDITIONS‬‬
‫‪DIFINITIVE DAR AL-HANDASAH, A 9162/L5/CCG.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), T.2, op.cit., p.518.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), T.2, op.cit., p.518.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), T.2, op.cit., p.519.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), T.2, op.cit., p.520.‬‬

‫‪87‬‬
‫ثانيا‪ :‬البرنامج كعنصر من عناصر عقد إدارة المشروع‬
‫أ – أهمية البرنامج في صفقة إدارة المشروع‬
‫(‪)2‬‬
‫و من خالل نصوص القرار الوزاري المشترك فإن البرنامج يمثل عنصر جوهري في اختيار‬
‫المتعامل المترشح‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 22‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬أنه يعد صاحب‬
‫المشروع برنامج العملية الذي تنطلق على أساسه استشارة المستشارين الفنيين أو استشاراتهم‪.‬‬
‫و أتى المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬بمهام‬
‫صاحب المشروع في الفصل الرابع‪ ،‬تحت عنوان "عقد إدارة المشروع"‪ ،‬حيث تشير المادة ‪ 40‬منه‪ ،‬أنه‬
‫يجب على صاحب المشروع ضمان إمكانية تنفيذ و مالئمة العملية المرتقبة‪ ،‬تعين الموقع‪ ،‬تحديد البرنامج‬
‫و سطر الظرف المالي‪ ،‬اختيار عملية التي على أساسها يتم انجاز المشروع‪ ،‬و إبرام مع صاحب العمل‬
‫ومؤسسة األشغال المختارين العقود التي يكون موضوعها الدراسات و تنفيذ األشغال‪ ،‬زيادة على ذلك‬
‫يتعين عليه المصادقة على مختلف مراحل الدراسة‪ .‬فمن االلتزامات األساسية لصاحب المشروع هي‬
‫ضمان إمكانية التنفيذ‪ ،‬مالئمة العملية المرتقبة‪ ،‬تعيين الموقع‪ ،‬و تحديد البرنامج‪ ،‬سطر الظرف المالي‪،‬‬
‫وبما أن صفقة إدارة المشروع تعتبر صفقة من صفقات الدراسات حسب مفهوم المادة ‪ 27‬من قانون‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬فيجب على المصالح المتعاقدة‪-‬أصحاب المشاريع‪ -‬أن تحدد الحاجات الواجب تلبيتها‬
‫مسبقا قبل الشروع في أي إجراء إلبرام الصفقة‪ .‬ويجب إعداد الحاجات من حيث طبيعتها‪ ،‬و كميتها بدقة‪،‬‬
‫استنادا إلى مواصفات تقنية‪ .‬و تضبط المصلحة المتعاقدة (صاحبة المشروع)‪ ،‬لتحديد حدود اختصاص‬
‫لجان الصفقات‪ ،‬المبلغ اإلجمالي للحاجات مع أخذ بالنسبة لصفقات الدراسات وجوبا بعين االعتبار تجانس‬
‫الحاجات(‪( )3‬المادة ‪ 22‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.)1020‬‬
‫و يكون هذا البرنامج األساس في تقييم عروض أصحاب العمل‪ ،‬و هذا ما يستفاد من نص المادة ‪28‬‬
‫من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬بأن يحدد صاحب المشروع في ملف االستشارة معايير تقييم‬
‫العروض‪ ،‬وكيفيات اختيار المستشار الفني ضمن احترام األحكام التنظيمية الجاري بها العمل‪ .‬ويمكن أن‬
‫تكون معايير التقييم الممكن اعتمادها على الخصوص هي المطابقة للبرنامج‪ ،‬و الكلفة والنوعية واآلجال‪،‬‬
‫و المظهر الجمالي‪ ،‬و مدى تحقق الدراسات‪ ،‬و يتم إعداد البرنامج على أساس صفقات التحديد التي تهدف‬
‫إلى تحديد احتياجات اإلدارة(‪.)4‬‬
‫إذ من خالل ما رأيناه فإن البرنامج يعد جزء من أجزاء صفقة إدارة المشروع‪ ،‬و هو من خصوصية إدارة‬
‫المشروع (‪ ،)MOE‬و يعد البرنامج من هذه الناحية من قبل األعمال ذات الطابع الوظيفي‪ ،‬التي يقوم بها‬
‫صاحب المشروع العمومي‪ .‬و ذلك ألن البرنامج يتضمن عناصر تقنية‪ ،‬مما يصبغ عليه الطبيعة التقنية‬
‫و الوظيفية‪ ،‬ففي هذا المجال يمكن القول أن القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬يعطي تحديد تقني‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), T.2, op.cit., p.508.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), LES MARCHES DE MAITRISE D’ŒUVRE dans la construction‬‬
‫‪publique, op.cit., n°2, ph.40, p.42. Guide de la commande publique d’architecture-CMP 2006-ordre des‬‬
‫‪architectes édition 11 octobre 2008, p.15.‬‬
‫(‪ )3‬أنظر الصفحة رقم ‪ 64‬من هذا البحث‪ ،‬هامش رقم (‪( .)2‬حول تجانس صفقات الدراسات)‪ .‬أنظر كذلك‪:‬‬
‫‪- BORNAND (Georges), Guide technique pour la passation des marches, Rapport n° 2004-0024-01, document‬‬
‫‪établi par un groupe de travail pour le compte de la direction des Affaires Economiques et Internationales, CGPC‬‬
‫‪mai 2004, p.37 et suiv.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫? ‪MONJAL (Pierre-Yves), quel avenir pour les marchés de définition au regard du droit communautaire‬‬
‫‪« Études », AJDA, 10 décembre 2007, n°42, p.2293.Voir aussi ; BRACONNIER (S.), Droit des Marchés‬‬
‫‪publics, op.cit., p.158. M.I.Q.C.P., Les Marchés de définition et le choix d’un Maître d’œuvre, Mars 1997.‬‬

‫‪88‬‬
‫(‪)3‬‬
‫للبرنامج(‪ ،)1‬أما في القانون الفرنسي للصفقات العمومية فإنه يعتمد على التحديد القانوني(‪ ،)2‬والتقني‬
‫للبرنامج‪.‬‬
‫و استحدث المشرع في قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬قسم جديد (القسم األول) المعنون بـ‬
‫"تحديد الحاجات" ضمن الباب الثاني تحت عنوان‪" :‬تحديد الحاجات و الصفقات و المتعاملين المتعاقدين"‪،‬‬
‫ويتضمن ذلك القسم مادة واحدة‪ ،‬و هي المادة ‪ 22‬بحيث تلزم أصحاب المشاريع العمومية (المصالح‬
‫المتعاقدة) على تحديد الحاجات الواجب تلبيتها‪ ،‬المعبر عنها بحصة وحيدة أو بحصص منفصلة‪ ،‬مسبقا قبل‬
‫الشروع في أي إجراء إلبرام صفقة‪ ،‬كما أنه يجب إعداد الحاجات من حيث طبيعتها وكميتها بدقة‪ ،‬استنادا‬
‫إلى مواصفات تقنية‪.‬‬
‫وتختلف طبيعتها مثلما هو عليه في دفتر الشروط‪ ،‬إذ أن لعملية المصادقة على العقد‪ ،‬و إبرامه تأثيرا‬
‫على الطبيعة القانونية للبرنامج‪ ،‬ألن طبيعته القانونية تختلف بين مرحلتين و هما‪ :‬المرحلة السابقة على‬
‫إبرام العقد و المرحلة الالحقة له‪ ،‬بحيث يكون عمال قانونيا قبل إبرام الصفقة‪ ،‬وبعد إبرام الصفقة يصبح‬
‫جزء ال يتجزأ من الصفقة‪.‬‬
‫و نص المشرع على نموذج دفتر الشروط للتعهدات‪ ،‬و االلتزامات في صفقات األعمال الفنية‪ ،‬والتي‬
‫على أصحاب المشاريع‪ ،‬و صاحب العمل احترامها‪ ،‬و ذلك في القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪15‬‬
‫ماي سنة ‪ ،1009‬الذي يحدد محتوى دفتر الشروط النموذجي المنظم لتعهدات ممارسة األعمال الفنية‬
‫المتعلقة بالممتلكات الثقافية العقارية المحمية(‪ ،)4‬و يحدد طبيعة التدخل المزمع القيام به على الممتلك‬
‫الثقافي العقاري (ترميم‪ ،‬توطيد‪ ،)...،‬و شروط استعماله‪ ،‬و المؤهالت‪ ،‬و الوثائق اإلدارية المطلوبة من‬
‫المهندسين المعماريين المترشحين‪ ،‬و مكاتب الدراسات المترشحة‪ ،‬و كذلك محتوى العروض‪ ،‬و آجال‬
‫تسليمها‪ ،‬و كذا تشكيلة المجموعة المكلفة بتقييم العروض‪ ،‬و كيفيات ذلك (المادة ‪ 1‬من القرار الوزاري‬
‫المؤرخ في ‪ 15‬مايو سنة ‪ ،)1009‬و ينص في المادة ‪ 7‬من نفس القرار على أن يرفق صاحب المشروع‬
‫مع دفتر الشروط برنامج استعمال المبنى‪ ،‬يدل البرنامج المعد انطالقا من دراسة واحدة أو عدة دراسات‬
‫تبيينية (تحديدية) على احتياجات‪ ،‬و أهداف‪ ،‬و شروط االستعمال التي ينبغي أن يستجيب لها الممتلك‬
‫الثقافي العقاري المحمي(‪ .)5‬و كما يرفق به ما يأتي‪ :‬كيفيات تقييم العروض‪ ،‬واالستمارات النموذجية‬
‫الخاصة بالتصريح باالكتتاب‪ ،‬و"إطار التعهدات" طبقا للتنظيم الخاص بالصفقات العمومية‪.‬‬
‫يعد البرنامج من هذا المنطلق جزء أساسي في صفقات األعمال الفنية (إدارة المشروع) المتعلقة‬
‫بالممتلكات الثقافية العقارية المحمية‪ ،‬إذ يحدد احتياجات‪ ،‬و أهداف‪ ،‬و شروط االستعمال التي ينبغي أن‬
‫يستجيب لها الممتلك الثقافي العقاري المحمي‪.‬‬

‫(‪ )1‬و تعرف المادة ‪ 4‬مكرر من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 246-05‬المؤرخ في ‪ 1‬مايو سنة ‪ ،1005‬يعدل و يتمم المرسوم التنفيذي رقم ‪112-56‬‬
‫المؤرخ في ‪ 27‬يوليو سنة ‪ ،2556‬والمتعلق بنفقات الدولة للتجهيز (الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 7‬مايو سنة ‪ ،1005‬العدد ‪ ،18‬ص‪ ،).17.‬في‬
‫فقرتها الثانية (‪ )1‬أنه‪" :‬يقصد بالبرنامج‪ ،‬مجموع المشاريع أو النشاطات المحددة و التي تصب في نفس الهدف"‪ ،‬و هذا التعريف واسع جدا بحيث‬
‫يجمل كل المشاريع و النشاطات التي تساهم مباشرة في عملية إعداد البرنامج‪ ،‬و في هذا اإلطار يمكن إعطاء التعريف التالي‪" :‬البرنامج هو مجموعة‬
‫من العناصر التقنية المحددة الحتياج صاحب المشروع‪ ،‬ويعتبر من األعمال ذات الطابع الوظيفي التي يقوم بها صاحب المشروع"‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°2, ph.43, p.43.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°2, ph.44, 45, p.44. COSSALTER (Patrice), « Les petits‬‬
‫‪marchés de maîtrise d’œuvre » La Gazette des communes 10 janvier 1997, p.58.‬‬
‫(‪ )4‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 24‬سبتمبر سنة ‪ ،1009‬العدد ‪ ،87‬ص‪.22.‬‬
‫(‪ )5‬جاءت (المادة ‪ 3‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 92‬مايو سنة ‪ ،9002‬الذي يحدد محتوى دفتر الشروط النموذجي المنظم لتعهدات‬
‫ممارسة األعمال الفنية المتعلقة بالممتلكات الثقافية العقارية المحمية) بنفس الصيغة التي وردت في المادة ‪ 9/71‬من القرار الوزاري المشترك لسنة‬
‫‪ ،7211‬حيث تنص كاآلتي‪" :‬و يبين البرنامج المعد ابتداء من دراسة واحدة أو عدة دراسات تحديدية االحتياجات‪ ،‬و األهداف‪ ،‬والشروط التي يجب‬
‫أو يوفرها المشروع‪ .‬كما يجب أن يحدد المميزات الوظيفية والتقنية المطابقة"‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫ب ‪ -‬دفتر الشروط و البرنامج‬
‫إن عنصر دفتر الشروط كما سبق ذكره‪ ،‬عنصر جوهري في تكوين الصفقة‪ ،‬ألنه ليس قيدا على‬
‫حرية اإلرادة‪ ،‬بل هو وسيلة للتعبير عنها‪ ،‬أي إرادة صاحب المشروع العمومي (سلطة التقديرية لإلدارة)‪،‬‬
‫ففي مجال الصفقات العمومية ال يوجد طريقة أخرى للتعبير عن اإلرادة سوى دفتر الشروط‪ ،‬وهو ملزم‬
‫لطرفي العقد‪ ،‬و يقول األستاذ ‪ Sabri‬أنه "يلعب دفتر الشروط دور في تعريف و في تحديد مفهوم الكثير‬
‫من االصطالحات القانونية والتقنية بموضوع العقد و بعملية تنفيذه"(‪.)1‬‬
‫فتتوقف وجود الصفقة بتوفر دفتر الشروط‪ ،‬الذي يعد جزء ال يتجزأ من الصفقات العمومية‪ ،‬و من‬
‫أبرز البحوث القانونية في مجال نظرية دفتر الشروط هي الرسالة التي أنجزت من قبل الباحث "جوادي‬
‫نبيل" تحت عنوان "دفاتر الشروط في القانون اإلداري الجزائري‪( ،‬دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)"(‪،)2‬‬
‫الذي يذهب من منطلق أن دفتر الشروط هو مصدر قانوني داخلي للصفقات‪ ،‬و يعد قيد على حرية اإلدارة‬
‫في كل مراحل الصفقة (تكوين و تنفيذ الصفقة)‪ ،‬و يقول في هذا الصدد‪ ،‬الباحث "جوادي نبيل" أن الفقيهان‬
‫‪ De laubadère et Jéze‬يعتبران دفتر الشروط كمصدر قانوني داخلي للقواعد المتعلقة بعملية اختيار‬
‫المتعاقد مع اإلدارة في مجال الصفقات العمومية(‪ ،)3‬فدفتر الشروط وثيقة متعلقة بالعقد(‪ ،)4‬ألنه يعتبر‬
‫عمال من األعمال القانونية المنشئة لذلك العقد(‪ ،)5‬و شرطا من الشروط المتعلقة بصحته(‪ .)6‬وانعدام دفتر‬
‫الشروط إذن‪ ،‬فال وجود للصفقة العمومية‪ ،‬و انطالقا من ذلك نستخلص األفكار التالية‪:‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪ -‬أن دفتر الشروط هو وسيلة لتنفيذ البرنامج‪ ،‬و هناك من يعتبره وسيلة لتعبير عن احتياج صاحب‬
‫المشروع العمومي‪ ،‬و بالتالي يترجم احتياجه‪ ،‬و المنصوص عليه في المادة ‪ 22‬من المرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪ ،178-20‬و يتطرق الباحث "جوادي نبيل" إلى هذه النقطة بحيث يقول‪" :‬أن لدفتر الشروط عالقة‬
‫باالعتبارات و المقومات والمواصفات و المعايير الموضوعية واإلجراءات الواجب مراعاتها واحترامها‬
‫و إتباعها من اإلدارة العامة أثناء اختيار المتعاقد معها‪ ،‬و عند إبرام العقد على أساس كونه المصدر‬
‫القانوني الذي تتجسد به فكرة وعملية حماية هذه االعتبارات و المقومات والمواصفات والمعايير ‪."...‬‬
‫باإلضافة إلى تضمن دفتر الشروط البنود المتعلقة بإجراءات إبرام و اختيار المتعامل‪ ،‬يدمج بنود أخرى‬
‫التي ترتب كيفية ضبط الشروط المتعلقة بإجراءات إبرام و اختيار المتعامل‪ ،‬الذي يتطابق عرضه مع‬
‫البرنامج‪ ،‬و هذه البنود ذو طبيعة تنظيمية ألنها حددت مسبقا‪ ،‬و ألنها تخص احتياج صاحب المشروع‪.‬‬
‫‪ -‬ذكرنا سابقا أن قانون الصفقات العمومية يريد أن يجعل دفتر الشروط عنصرا منشئ للصفقة‪ ،‬بحيث إذا‬
‫اعتبرنا أن دفتر الشروط هو وسيلة لتنفيذ البرنامج أو لتحقيق احتياج صاحب المشروع‪ ،‬فلوله (االحتياج أو‬
‫البرنامج) لما أبرم هذا األخير الصفقة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪SABRI (M.), AOUDIA (K.), LALLEM (M.), Guide de gestion des marchés publics, Editions du SAHEL, 2000, p.141.‬‬
‫(‪ )2‬جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط في القانون اإلداري الجزائري‪( ،‬دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬بحث لنيل شهادة الماجستير في اإلدارة و المالية‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1008/1009‬‬
‫(‪ )3‬جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط في القانون اإلداري الجزائري‪( ،‬دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.87.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪DE LAUBADERE (André), MODERNE (Franck), DELVOLVE (Pierre), Traité des contrats administratifs, op.cit., n°‬‬
‫‪896, p.826.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪JEZE (Gaston), p.166. Citée par :‬‬
‫‪ -‬جوادي نبيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22.‬‬
‫(‪ )6‬جوادي نبيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Arouk (V.), « La passation et l’exécution des marchés publics », la réglementation des marchés publics à‬‬
‫‪préciser, Partenaires, Mensuel de la chambre française de commerce et d’industrie en Algérie n°83, novembre,‬‬
‫‪décembre 2008. p.26.‬‬

‫‪90‬‬
‫و اإلعداد االنفرادي لدفاتر الشروط اإلدارية العامة‪ ،‬أو النموذجية ال يسيء بالطابع التعاقدي لهذه‬
‫الدفاتر‪ ،‬و ذلك ألنه يعطيها ببساطة طابع انعقاد الموافقة على بنود سبق إعدادها من اإلدارة(‪ ،)1‬وينطبق‬
‫ذلك على البرنامج‪ ،‬ففي عقود الطلبية عامة يطلب صاحب المشروع انجاز عمل يناسبه‪ ،‬مما يتعين عليه‬
‫إعداد دفتر يحدد كل شروط طلبه‪.‬‬
‫ج ‪ -‬دور دفتر الشروط في تفسير البرنامج‬
‫لم ينص قانون الصفقات العمومية صراحة على البرنامج‪ ،‬و نجده يتكلم على عقد البرنامج في المواد‬
‫‪ 27‬و‪ 24‬منه‪ ،‬و نجد من بين تأشيرات المرسوم رقم ‪ 21-66‬المؤرخ في ‪ 15‬مارس سنة ‪ 2566‬يعدل‬
‫ويتمم المرسوم رقم ‪ 249-61‬المؤرخ في ‪ 20‬أبريل سنة ‪ ،2561‬و المتضمن تنظيم صفقات المتعامل‬
‫العمومي(‪ ،)2‬المرسوم رقم ‪ 278-67‬المؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر سنة ‪ ،2567‬الذي يتضمن تنظيم برمجة‬
‫الدراسات ذات الطابع االقتصادي(‪.)3‬‬
‫يعد األمر رقم ‪ 50-82‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو سنة ‪ 2582‬الذي يتضمن قانون الصفقات العمومية(‪،)4‬‬
‫أول نص جاء باصطالح "البرنامج"‪ ،‬الذي على أساسه تتم المباراة بحيث ينص في مادته ‪ 94‬أنه‪" :‬إذا كان‬
‫هناك أسباب تقنية أو فنية أو مالية تبرر إجراء بحوث خصوصية‪ ،‬فيمكن إجراء المباراة على أساس‬
‫برنامج تعده اإلدارة يتضمن الحاجات التي ينبغي أن تلبيها الخدمات‪ ،‬ويحدد عند االقتضاء الحد األقصى‬
‫للنفقات المتوقعة لتنفيذ المشروع"(‪ ،)5‬و يذكر قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ )6(1020‬في المادة ‪ 74‬فقرة‬
‫(‪ )1‬منه "البرنامج" ضمن الوثائق المكونة لدفتر شروط المسابقة‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫و هذا المبدأ ال يزال موجود‪ ،‬و تناوله القرار الوزاري المشترك سنة ‪ 2566‬في نص المادة ‪، 22‬‬
‫ويحدد القرار الوزاري المشترك البرنامج على أساس معطيات تقنية‪ ،‬كما سبق ذكره‪ ،‬فيعطي تحديد تقني‬
‫و وظيفي للبرنامج‪ ،‬ويتكون البرنامج من عناصر أساسية لعمل صاحب المشروع فهو يحدد ما يحتاجه‬

‫(‪ )1‬أحمد محيو‪ ،‬المؤسسات اإلدارية‪ ،‬ص‪ ،722.‬ذكر في رسالة جوادي نبيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.54.‬‬
‫(‪ )2‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 70‬مارس سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،27‬ص‪.942.‬‬
‫(‪ )3‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 10‬ديسمبر سنة ‪ ،2567‬العدد ‪ ،91‬ص‪ .7122.‬أنظر‪ :‬المرسوم رقم ‪ 277-22‬المؤرخ في ‪ 27‬مايو ‪،2522‬‬
‫الذي يتضمن تنظيم مراقبة الدراسات ذات الطابع االقتصادي (ج‪2‬ر‪ ،2‬بتاريخ ‪ 12‬مايو ‪ ،2522‬ع‪ ،42 2‬ص‪.)846.‬‬
‫(‪ )4‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 12‬يونيو سنة ‪ ،2582‬العدد ‪ ،91‬ص‪.226.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪« Art. 54.- Quand des motifs d’ordre technique, esthétique ou financier justifient des recherches particulières,‬‬
‫‪un concours a lieu sur la base d’un programme établi par l’administration qui indique les besoins auxquels doit‬‬
‫» ‪répondre la prestation et fixe, le cas échéant, le maximum de la dépense prévue pour l’exécution du projet.‬‬
‫(‪ )6‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر‬
‫سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫(‪ )7‬و طبقا للمادة ‪ 22‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬أنه‪" :‬يعد صاحب المشروع برنامج العملية الذي تنطلق على أساسه استشارة‬
‫المستشارين الفنيين أو استشاراتهم‪.‬‬
‫و يبين البرنامج المعد ابتداء من دراسة واحدة أو عدة دراسات تحديدية االحتياجات‪ ،‬و األهداف‪ ،‬والشروط التي يجب أو يوفرها المشروع‪ .‬كما يجب‬
‫أن يحدد المميزات الوظيفية و التقنية المطابقة‪.‬‬
‫يحتوي البرنامج على النقاط األربع (‪ )04‬اآلتية‪:‬‬
‫‪ – 2‬المعطيات الطبيعية األساسية‪،‬‬
‫مخطط الموقع و المخططات الطوبوغرافية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدراسات األولية للتربة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطرق و الشبكات الموجودة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكشوف المتعلقة بالمناخ و الزالزل عند االقتضاء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ – 1‬االحتياجات الواجب توافرها و المتعلقة خاصة بالمساحات‪ ،‬و األحجام و العالقات‪...‬الخ الضرورية لتغطية المتطلبات الوظيفية و كذلك األهداف‬
‫المرسومة في مجال الكلفة‪ ،‬و األجل‪ ،‬و نوعية المشاريع‪.‬‬
‫‪ – 7‬القيود الناتجة عن مختلف التنظيمات ذات الطابع التقني و العمراني أو القيود األخرى التي تفرض نفسها إلى المستشار الفني وبالتالي على رب‬
‫العمل و كذلك المقتضيات التقنية و الوظيفية عند وجود ها و تكاليف المشاريع عندما تكون مقننة مضبوطة‪.‬‬
‫‪ – 4‬المتطلبات ذات الطابع التقني و المعماري‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 4‬من المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪ ،‬تنص أنه تتضمن إدارة‬
‫المشروع المبادئ الرئيسية التالية‪:‬‬
‫إحترام األهداف المحددة و البرنامج الموضوع من طرف صاحب المشروع‪ ،‬تكامل المشروع مراعاة لمعطيات موقع البناء و خصوصيات المنشأة‪،‬‬
‫بما فيها مختلف مخاطر المرتبطة بالموقع‪ ،‬البحث عن الجانب الوظيفي التام‪ ،‬و اقتصاد المشروع"‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫واألهداف‪ ،‬والمتطلبات‪ ،‬والمقتضيات(‪ ،)1‬و على أساسه يقوم صاحب العمل بدوره باقتراح المخطط‪ ،‬أو‬
‫المخططات المنشأة (البناء) مع إحترام البرنامج السابق الذكر(‪.)2‬‬
‫و في هذا الصدد تنص المادة ‪ ،22‬و المادة ‪ 46‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬على ذلك‪،‬‬
‫بحيث تنص هذه األخيرة أنه‪" :‬تحتوي الوثائق المتعلقة بالمناقصة المفتوحة و المحدودة و االستشارة‬
‫االنتقائية‪...‬السيما‪" :‬الوصف الدقيق لموضوع الخدمات المطلوبة أو كل المتطلبات بما في ذلك‬
‫المواصفات التقنية‪...‬و كذلك التصاميم والرسوم و التعليمات الضرورية إن اقتضى األمر ذلك"‪.‬‬
‫و يساهم دفتر الشروط في ترجمة برنامج صاحب المشروع في قالب عقدي‪ ،‬و تنظيمي‪ ،‬الذي يحدد‬
‫فيه احتياجه في عملية اختيار صاحب العمل "رجال الفن"‪ ،‬كما نجد هذه الفكرة في القرار الوزاري‬
‫المؤرخ في ‪ 15‬مايو سنة ‪ ،1009‬الذي يحدد محتوى دفتر الشروط النموذجي المنظم لتعهدات ممارسة‬
‫األعمال الفنية المتعلقة بالممتلكات الثقافية العقارية المحمية(‪ ،)3‬الذي ينص في مادته الثالثة (‪ )7‬أنه يرفق‬
‫صاحب المشروع مع دفتر الشروط برنامج استعمال المبنى‪ .‬يدل البرنامج المعد انطالقا من دراسة‪ ،‬أو‬
‫عدة دراسات تبيينية على احتياجات‪ ،‬و أهداف‪ ،‬و شروط االستعمال‪ ،‬التي ينبغي أن يستجيب لها الممتلك‬
‫الثقافي العقاري المحمي‪.‬‬
‫إن مناقشة المفاهيم التي استند إليها لتوضيح ارتباطها بالبرنامج‪ ،‬تظهر كوسيلة للتوصل إلى معادلة أن‬
‫(‪)4‬‬
‫دفتر الشروط هو الترجمة القانونية‪ ،‬و العقدية للبرنامج (حيث أن البرنامج يتضمن الشروط التقنية‬
‫واإلدارية)‪ ،‬أما من جانب آخر التذرع بتلك الفكرة ال يمكن التسليم بها في غياب دفاتر الشروط اإلدارية‬
‫العامة الخاص بكل مصلحة متعاقدة‪ ،‬وهذا للدور التي تلعبه كشبه التنظيم (وجود دفتر شروط إدارية عامة‬
‫واحد يطبق من كل أصحاب المشاريع العمومية)‪.‬‬
‫و نشير في كل عنصر من عناصر البحث إلى أحكام دفتر الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪،2584‬‬
‫ويجب اإلشارة إلى أن أغلب بنود دفتر الشروط اإلدارية العامة قد تجاوزها الزمن(‪ ،)5‬وأصبحت ال‬
‫تتماشى مع التطورات والتحوالت الحاصلة في الجانب االقتصادي للصفقات العمومية(‪.)6‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪RAPPORT, Modalités de recours à la maîtrise d’œuvre privée en matière d’ouvrage d’art, établi par PERRET‬‬
‫‪(F.), GARCIA (J-P), ANTONI (R-M), Rapport n° 2002-0271-01, septembre 2004.p.19. Voir aussi ; BOUCHON‬‬
‫‪(D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°2, ph.41, p.42. LAPP (Christophe), Maîtrise d’ouvrage et Maîtrise d’œuvre‬‬
‫‪(Unité ou pluralité), RDimm. 21(4), oct.-déc. 1999.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪RAPPORT, Modalités de recours à la maîtrise d’œuvre privée en matière d’ouvrage d’art, établi par PERRET‬‬
‫‪(F.), GARCIA (J-P), ANTONI (R-M), op.cit., p.6.‬‬
‫(‪ )3‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 24‬سبتمبر سنة ‪ ،1009‬العدد ‪ ،87‬ص‪.22.‬‬
‫(‪ )4‬المادة ‪ 22‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء‪ ،‬و أجر‬
‫ذلك‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪.2425.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪SABRI (M.), AOUDIA (K.), LALLEM (M.), Guide de gestion des marchés publics, op.cit., p.138.‬‬
‫(‪ )6‬جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط في القانون اإلداري الجزائري‪( ،‬دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.140.‬‬

‫‪92‬‬
‫خالصة الفصل األول‬
‫إن تحديد إجراءات اإلبرام‪ ،‬و اختيار صاحب العمل المترشح في إطار عقد إدارة المشروع في عالقته‬
‫مع صاحب المشروع العمومي (اإلدارات العمومية‪ ،‬الهيئات الوطنية‪ ،‬الجماعات المحلية‪ ،‬المؤسسات‬
‫العمومية ذات الطابع اإلداري‪ ،‬و المؤسسات العمومية ذات طابع الخصوصية‪ ،‬والمؤسسات العمومية ذات‬
‫الطابع الصناعي و التجاري‪ ،‬و المؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬المذكورين في المادة ‪ 1‬من المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ ،)178-20‬يخضع إلى القواعد المتعلقة بالشكليات‪ ،‬و اإلجراءات المنصوص عليها في‬
‫قانون الصفقات العمومية‪.‬‬
‫و تبنى المشرع الجزائري مبادئ المساواة‪ ،‬و المنافسة‪ ،‬و الشفافية عند إبرام الصفقة‪ ،‬بحيث كرسها‬
‫في المادة ‪ 7‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬و يتبين لنا أن المعيار المعتمد في كل إجراء من‬
‫إجراءات اإلبرام يختلف من إجراء إلى آخر‪ ،‬المناقصة‪ ،‬والمزايدة‪ ،‬و المسابقة‪ ،‬و االستشارة االنتقائية‪،‬‬
‫ويعد التراضي إجراء استثنائي إلبرام الصفقة العمومية إلدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬فيمكن أن يلجأ‬
‫صاحب المشروع إلى أي إجراء طبقا لمبدأ حرية اإلدارة في اختيار كيفية اإلبرام المكرس في المادة ‪41‬‬
‫من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬و عند عملية اختيار صاحب العمل‪ ،‬يعتمد صاحب المشروع –‬
‫المصلحة المتعاقدة‪ -‬على إجراء المسابقة كأصل عام بحيث تتضمن إدارة المشروع مهام ذات طابع فني‪،‬‬
‫وتطبيقا للمادة ‪ 74‬من قانون الصفقات العمومية‪ ،‬يجب أن يلجأ صاحب المشروع إلى إجراء المسابقة كلما‬
‫تضمنت العملية المزمع انجازها على جوانب تقنية‪ ،‬أو اقتصادية‪ ،‬أو جمالية‪ ،‬أو فنية خاصة‪.‬‬
‫و ال يجوز لصاحب العمل التقدم إذا كان ال يتوفر على شروط التأهيل الضرورية‪ ،‬و هو االعتماد‬
‫اإللزامي المنصوص عليه في المادة ‪ 72‬من قانون الصفقات العمومية‪ ،‬باإلضافة إلى االلتزام باحترام‬
‫المبادئ‪ ،‬و القواعد المتعلقة باإلجراءات‪ ،‬و الشكليات المنصوص عليها في قانون الصفقات العمومية‪،‬‬
‫ويعبر عن أصحاب العمل (سواء كان مهندس معماري ‪ Architecte‬أو مهندس ‪ Ingénieur‬أو تقني‬
‫‪ Technicien‬أو مكتب الدراسات ‪ )Bureaux d’études‬في قانون الصفقات العمومية‪ ،‬كما رأينا سابقا‪،‬‬
‫برجال الفن ‪ ،Hommes de l’art‬و هذه التسمية موروثة من قانون الصفقات العمومية الفرنسي‪.‬‬
‫و من خصوصيات صفقة إدارة المشروع أنها تتضمن وثائق أساسية في هذا نوع من الصفقات‪ ،‬وهو‬
‫البرنامج ‪ Le Programme‬الذي يحدد فيه صاحب المشروع‪-‬المصلحة المتعاقدة‪ -‬احتياجاته الواجب تلبيتها‪،‬‬
‫و على أساس هذا البرنامج يقدم صاحب العمل عرضه‪ ،‬و هو يعد جزء من العقد مثله مثل دفاتر شروط‬
‫الصفقة‪ ،‬و هذه األخيرة تحدد القواعد االتفاقية‪ ،‬و التنظيمية المطبقة على الصفقة محل الدراسة‪ ،‬وتصبح‬
‫جزء من العقد بعد اإلبرام‪ ،‬و المصادقة على الصفقة‪.‬‬
‫و وضعية أو المركز القانوني الذاتي لصاحب العمل في مرحلة تكوين عقد إدارة المشروع باعتبار‬
‫هذه األخيرة صفقة من الصفقات العمومية‪ ،‬ال يختلف عن الوضعية القانونية الذاتية للمقاول األشغال‬
‫والمورد‪ ،‬كونه (صاحب العمل) يخضع إلى نفس إجراءات‪ ،‬وشكليات الترشح‪ ،‬و اإلبرام التي يخضع لها‬
‫المقاول و المورد‪ .‬كما يختلف معيار اختيار صاحب العمل في مجال إدارة المشروع‪ ،‬بحيث إذا كان‬
‫لصاحب العمل مكتب الدراسات‪ ،‬فإنه يجب أن يستند أساسا إلى الطابع التقني لالقتراحات التي يقدمها‬
‫أصحاب العمل‪ ،‬إذ تقوم لجنة التحكيم بترتيب الفائزين على أساس معيار أحسن عرض تقني في المرحلة‬
‫األولى‪ .‬و اكتفى قانون الصفقات العمومية بذكر لجنة تحكيم المسابقة دون تحديد صالحياتها‪ ،‬أو مهامها في‬
‫مجال المسابقة‪ ،‬و تعد هذه األخيرة من اإلجراءات الخصوصية بالنسبة لصفقة الدراسات‪ ،‬وبالخصوص‬
‫صفقة إدارة المشروع‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تنفيذ عقد إدارة المشروع في ميدان البناء‬
‫(التزامات وحقوق صاحب العمل الخاص)‪.‬‬
‫‪L’exécution du Marché de maîtrise d’œuvre dans le bâtiment‬‬
‫رأينا في الفصل األول أن عقد إدارة المشروع باعتباره صفقة عمومية يخضع إلى اإلجراءات‬
‫والشكليات المنصوص عليها في قانون الصفقات العمومية‪ ،‬و نظرا لخصوصية إدارة المشروع‬
‫(االستشارة الفنية‪ ،‬اإلشراف على األشغال) في ميدان البناء‪ ،‬قام المشرع بوضع أحكام خاصة بها السيما‬
‫في تحديد مهام صاحب العمل في القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬ماي ‪ ،2566‬و تشهد هذه‬
‫األخيرة إصالحات‪ ،‬و نقصد هنا المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع‪.‬‬
‫و بعد عملية اختيار صاحب العمل يقوم صاحب المشروع العمومي بالتفاوض مع صاحب العمل‬
‫المتعاقد في كيفيات التنفيذ و آجال التنفيذ‪ ،‬و ال يجوز تمديد اآلجال بحيث يخل ذلك بقواعد المنافسة‪ .‬ويجب‬
‫أن تحدد المهام مسبقا بحيث كل طلب تغيير مستقبلي يشملها أو يشمل المهام السابقة لها يعد بالنسبة‬
‫لصاحب العمل طلبا جديدا الذي يترتب عنه دفع أجرة زائدة‪ ،‬مما يتطلب تعديل العقد أو الصفقة‪ ،‬ماعدا‬
‫الحاالت الخارجة عن إرادة األطراف‪.‬‬
‫أما كيفيات‪ ،‬و أشكال التنفيذ فهي عنصر مشترك لجميع الصفقات‪ ،‬بحيث تحكمها قواعد قانون‬
‫الصفقات العمومية المتعلقة بالتنفيذ الشخصي لاللتزامات كأصل عام‪ ،‬والتنفيذ عن طريق التجمع‪ ،‬والتعامل‬
‫الثانوي‪ ،‬أو المقاولة الفرعية كاستثناء‪ ،‬أما بالنسبة للحقوق الذي يتمتع بها صاحب العمل الخاص‪ ،‬مقابل‬
‫تنفيذ مهام إدارة المشروع المتفق عليها هي األجرة‪ ،‬و الملكية الفنية‪ ،‬و يعتبر نظام األجرة في عقد إدارة‬
‫المشروع ذات طبيعة خاصة تختلف عن نظام السعر المنصوص عليه في قانون الصفقات العمومية‪ ،‬ولكن‬
‫هذا ال يمنع من تطبيق ميكانزمات تحيين ومراجعة األجرة نتيجة التحوالت‪ ،‬والتقلبات االقتصادية‪،‬‬
‫و تطبيق كيفيات الدفع المنصوص عليها في قانون الصفقات العمومية‪ ،‬و كذا الضمانات التي يفرضها‬
‫صاحب المشروع العمومي على صاحب العمل‪ ،‬المقررة في قانون الصفقات العمومية بما يتالءم مع هذا‬
‫نوع من العقود‪.‬‬
‫أما الحق الثاني الذي يتمتع به صاحب العمل في عقد إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬هو الحق في‬
‫الملكية الفكرية لإلبداعات التي ينجزها في إطار عالقته مع اإلدارة‪-‬صاحبة المشروع‪ ،-‬بحيث يتمتع هذا‬
‫الحق بخصوصية‪ ،‬الذي يتعين علينا تبيان حدود حمايته في مجال الصفقات العمومية‪.‬‬
‫و ندرس في الفصل الثاني تنفيذ صفقة إدارة المشروع في ميدان البناء من ناحية صاحب العمل‪ ،‬وذلك‬
‫ضمن مبحثين‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التزامات صاحب العمل المتعاقد في صفقة إدارة المشروع‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬حقوق صاحب العمل المتعاقد في صفقة إدارة المشروع‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التزامات صاحب العمل المتعاقد في صفقة إدارة المشروع‬
‫(االستشارة الفنية)‪.‬‬
‫نتطرق بصفة وجيزة إلى التزامات صاحب العمل في عقد إدارة المشروع‪ ،‬المتمثلة في تنفيذ المهام‬
‫المتفق عليها في العقد‪ ،‬أو باألحرى مباشرة وظيفة إدارة المشروع(‪ ،)1‬كما نتناول االلتزامات النوعية‬
‫لصاحب العمل الخاص‪ ،‬و يقع على عاتقه التنفيذ الشخصي لاللتزامات المتفق عليها في الصفقة‪ ،‬و هو‬
‫مبدأ جوهري في العقود (المطلب األول)‪ ،‬أما االلتزامات تشمل كما سبق ذكره المهام الرئيسية‬
‫وااللتزامات النوعية (المطلب الثاني)‪ ،‬و قد يطرأ على هذه األخيرة تعديالت سواء باتفاق األطراف أو‬
‫خارج إرادتهما (المطلب الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مبدأ التنفيذ الشخصي لصفقة إدارة المشروع (االستشارة الفنية)‪.‬‬
‫يتولد عن عملية إبرام العقد مبدأ جوهري في المعامالت التعاقدية‪ ،‬بحيث يقوم على االعتبار‬
‫الشخصي(‪)2‬من خالل وقوع التعاقد مع متعامل المتعاقد‪ ،‬الذي سماه قانون الصفقات العمومية الشريك مع‬
‫اإلدارة‪ ،‬و يتمثل هذا المبدأ في التنفيذ الشخصي لاللتزامات المتفق عليها في الصفقة‪ ،‬بحيث يقوم صاحب‬
‫العمل المتعاقد شخصيا بتنفيذ االلتزامات الناشئة عن الصفقة العمومية‪ ،‬و هذا المبدأ متواجد في القانون‬
‫المدني‪ .‬فإذا كان سبب اختيار اإلدارة المتعاقد معها لما لديه من الكفاءة العلمية‪ ،‬و القدرات التقنية والمالية‪،‬‬
‫دون النظر إلى الدافع للتعاقد معه‪ ،‬مثال لحسن و ضمان سير المرفق العمومي‪ ،‬كان العقد قائما على‬
‫االعتبار الشخصي‪ ،‬و على أساسه سوف نرى االستثناءات التي تطرأ على هذا المبدأ‪ ،‬فاإلشكالية التي‬
‫تطرح إذن ما مدى التزام صاحب العمل (المستشار الفني) بتنفيذ الصفقة شخصيا في إطار صفقة إدارة‬
‫المشروع؟‬
‫(‪)3‬‬
‫و يترتب على هذا المبدأ‪-‬كما سبق ذكره‪-‬عدم جواز التنازل عن الصفقة إلى الغير ‪ ،‬إال أن المشرع‬
‫أدخل استثناء عن هذا المبدأ‪ ،‬و هو التعامل الجماعي ‪ ،Co-traitance‬و التعامل الثانوي ‪Sous-‬‬
‫‪ ،traitance‬بحيث يجوز لصاحب العمل التنازل جزئيا عن الصفقة إلى الغير‪ ،‬أو المشاركة في االنجاز‬
‫بشرط موافقة‪ ،‬أو اعتماد صاحب المشروع العمومي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أشكال تنفيذ صفقة إدارة المشروع‬


‫أوال‪ :‬التجمع في تنفيذ عقد إدارة المشروع (االستشارة الفنية)‬
‫تنص المادة ‪ 12‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن‬
‫تنظيم الصفقات العمومية(‪ ،)4‬أنه يمكن المتعامل المتعاقد أن يكون شخصا أو عدة أشخاص طبيعيين أو‬
‫معنويين يلتزمون بمقتضى الصفقة إما فرادي و إما في إطار تجمع مؤسسات(‪ ،)5‬و بمعنى آخر يجوز‬

‫(‪ )1‬بحيث تعرف المادة ‪ 1‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 51‬مايو سنة ‪ ،5811‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء و أجر ذلك‪" ،‬االستشارة الفنية"‬
‫(ادارة المشروع) بأنها‪" :‬وظيفة شاملة لمهام التصميم والدراسات و المساعدة و المتابعة و المراقبة‪ ،‬و انجاز المباني‪( ."...‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪،2566‬‬
‫العدد ‪ ،47‬ص‪.)2425.‬‬
‫(‪ )2‬و يفرق كل من الفقيه "‪"Malaurie‬و"‪ "Aynès‬و"‪ "Stoffel-Munck‬بين االعتبار الشخصي الموضوعي‪ ،‬و القائم على أساس الكفاءات و المؤهالت الشخص‬
‫(الشهادات الجامعية‪...،‬الخ)‪ ،‬وبين االعتبار الشخصي الذاتي‪ ،‬و الذي يقوم على أساس ميول الشخص‪ ،‬و يتعلق األمر بالعنصر النفسي (االرتياح و الثقة‪ ،)...،‬ففي‬
‫هذه الحالة نكون أمام االعتبار الشخصي الموضوعي‪ ،‬فيختار صاحب المشروع العمومي المتعامل المتعاقد معه على أساس مؤهالته وكفاءاته‪ .‬أنظر المرجع اآلتي ‪:‬‬
‫‪-Malaurie (Philippe), Aynès(Laurent), Stoffel-Munck (Philippe), Droit Civil, les obligations, DEFRENOIS, édition juridiques associés, 2003,‬‬
‫‪n°421, pp.188-189.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪LAJOYE (Ch.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.162, Voir aussi : Delvaux (A.), Moies (F.), Droit bancaires et financement des‬‬
‫‪marchés publics, De Boeck et Larcier S.U., 2000, p.106.‬‬
‫(‪ )4‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الخميس ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫(‪ )5‬و التجمع هنا هو تجمع ذات المصلحة االقتصادية‪ ،‬و بمفهوم المادة ‪ 12‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ، 1020‬يقصد به التجمعات المنظمة في القانون التجاري الجزائري (المواد‬
‫‪ 258‬إلى ‪ 255‬مكرر‪ 4‬منه)‪ ،‬و يقول الفقيه "‪ "Huet‬أنه‪ " :‬يشبه النظام القانوني للتجمع إلى النظام القانوني للشركة ( ‪Huet (M.), Le Droit de l’Architecture, op.cit.,‬‬

‫‪95‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫إبرام الصفقة مع متعاقد واحد لتنفيذ كل مهام إدارة المشروع‪ ،‬أو اعتماد مجموعة من المتعاملين‬
‫متضامنين‪ ،‬أو بالشراكة النجاز المهام كلها‪ ،‬أو تجزئتها إلى حصص‪ ،‬و إبرام صفقة مع المتعامل لكل‬
‫حصة(‪ ،)2‬و لكن من الصعب تنفيذ صفقة إدارة المشروع في شكل حصص مجزأ خالفا بما هو معمول في‬
‫الصفقات العمومية لألشغال‪ ،‬و هذا لسببين‪ ،‬األول‪ :‬أنه ال يمكن تجزئة المهام التي تشكل مجموع واحد(‪،)3‬‬
‫فيوجد شكل معماري واحد‪ ،‬و ال توجد دراسات منفصلة عن األخرى(‪ ،)4‬إال بالنسبة للدراسات غير‬
‫المعمارية‪ ،‬أو إذا تعلق األمر ببناء عدة مباني‪ ،‬أما السبب الثاني يتمثل في حالة النزاع يتعلق مثال بالعيوب‬
‫الموجودة في منشأة البناء بعد التسليم‪ ،‬فإن كل متعامل يدفع عنه المسؤولية(‪ ،)5‬وينص قانون الصفقات‬
‫العمومية على التجمع بالتضامن الذي يلتزم كل عضو من أعضاء التجمع بتنفيذ الصفقة كاملة(‪ ،)6‬ففي حالة‬
‫ظهور عيب في المنشأة فإنه تقوم مسؤولية المتعاملين بصفتهم متضامنين‪ ،‬عكس التجمع بالشراكة‪ ،‬الذي‬
‫يلتزم كل عضو من أعضاء التجمع بتنفيذ الخدمة‪ ،‬أو الخدمات التي يمكن أن تمنح له في إطار الصفقة‬
‫(طبقا للمادة ‪ 9/95‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.)1020‬‬
‫لم ينص دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبق على األشغال لسنة ‪ ،2584‬على إمكانية تنفيذ الصفقة‬
‫في شكل جماعة(‪ ،Groupement )7‬و إنما نص على تقديم الصفقة كمساهمة في شركة أو جماعة‪ ،‬بموجب‬
‫إذن صريح مع اإلدارة(‪ ،)8‬كما يفهم من مبدأ التنفيذ الشخصي لاللتزامات‪-‬كما سبق ذكره‪ -‬عدم التنازل‬
‫الجزئي أو الكلي للصفقة دون موافقة صاحب المشروع العمومي‪.‬‬
‫و التنازل عن العقد(‪ La cession du contrat )9‬هو مفهوم جاء به القانون المدني ‪ ،‬أما صيغة‬
‫(‪)10‬‬

‫"التنازل عن العقد" نجدها في قانون المدني االيطالي‪ ،‬أما القانون المدني –الجزائري‪ -‬لم يأتي بهذه‬
‫الصيغة و إنما جاء بأحكام حوالة الدين(‪ ،)11‬و التنازل يتميز بحلول الغير (شخص آخر) محل المتعامل‬
‫المتعاقد األول مع استمرارية العقد األصلي(‪ ،)12‬ومن األسباب التي تدفع المتعاقد إلى التنازل عن العقد هي‬
‫أوالً اقتصادية‪ ،‬وقانونية(‪.)13‬‬
‫و التنازل عن العقد قد يكون كليا أو جزئيا‪ ،‬واصطالح التنازل الجزئي عن العقد يشبه اصطالح‬
‫التعامل الثانوي من حيث وجود شخص قانوني ثالث من غير اإلدارة‪ ،‬و المتعاقد األول معها‪ ،‬وقيامه بتنفيذ‬
‫جزء من موضوع العقد(‪ ،)14‬و سنحلل هذا العنصر بنوع من التفصيل مع اإلشارة أن عقد إدارة المشروع‬
‫يكيف على أنه عقد مقاولة بفعل تطبيق ميكانيزمات المقاولة‪.‬‬

‫‪ ، )p.400.‬و الهدف من التجمع هو تطبيق كل الوسائل المالئمة لتسهيل النشاط االقتصادي ألعضا ئها أو تطويره‪ ،‬وتحسين نتائج هذا النشاط‪ ،‬وتنميته (المادة ‪ 258‬من القانون التجاري)‪،‬‬
‫و التجمع المتضامن وهو الذي يكون أعضائه في مواجهة الدائن متضامنين بالنسبة لجميع الديون التجمع كشخص معنوي مستقل ( ‪Huet (M.), Le Droit de l’Architecture,‬‬
‫‪ .)op.cit., p.400.‬أنظر‪:‬‬
‫‪Voir ; RIPERT Georges (Doyen) et ROBLOT René, Traité élémentaire du droit commercial, Volume I, 12 e édition, L.G.D.J., 19862n°282,‬‬
‫‪p.185. SUPIOT (Alain), Groupes de sociétés et paradigme de l’entreprise, RTDcom 1985, p.621.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), Les Marches de Maîtrise d’œuvre dans la construction publique, op.cit., n°131, 132, 133, p.128.‬‬
‫(‪ )2‬المادة ‪ 29‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°140, p. 130.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°140, p.131.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°141, p.131.‬‬
‫(‪ )6‬المادة ‪ 4/95‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°145, 146, p.131, 132.‬‬
‫(‪ )8‬المادة ‪ 22‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال الخاصة بوزارة تجديد البناء و األشغال العمومية والنقل‪ ،‬المصادق عليه بموجب القرار‬
‫المؤرخ في ‪ 12‬نوفمبر سنة ‪ ،2584‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪.48.‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪Huet (J.), Traité de droit civil, les Principaux Contrats Spéciaux, op.cit., n°32120, p.1127.‬‬
‫(‪)10‬‬
‫‪BRACONNIER (S.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.276.‬‬
‫(‪ )11‬المواد ‪ 192‬إلى ‪ 192‬من القانون المدني (األمر رقم ‪ 96-29‬المؤرخ في ‪ 18‬سبتمبر سنة ‪ ،2529‬الذي يتضمن القانون المدني‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫الجمعة ‪ 70‬سبتمبر سنة ‪ ،2529‬العدد ‪ ،26‬ص‪.)550.‬‬
‫(‪)12‬‬
‫‪BRACONNIER (S.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.276.‬‬
‫‪ -‬و يمكن تعريف التنازل عن العقد بأنه‪ " :‬التصرف القانوني الذي يبرمه المتعامل المتعاقد مع الغير‪ ،‬و يكون من شأنه إحالل هذا الغير محله في أداء التزاماته‪،‬‬
‫واكتسابه للحقوق الناشئة عن العقد المبرم بينه و بين صاحب المشروع"‪.‬‬
‫(‪)13‬‬
‫‪GALVAO TELES (Inocêncio), La cession de contrat, In : R.I.D.C., Vol. 3 n°2. Avril-juin. p.271.‬‬
‫(‪)14‬‬
‫‪SABRI (A.), LALLAM, op.cit., p.165. Voir aussi ; BRACONNIER (S.), op.cit., p.275.‬‬

‫‪96‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعامل الثانوي(‪ )1‬في عقد إدارة المشروع (االستشارة الفنية)‬
‫و التعامل الثانوي ‪ )2(Sous-traitance‬نصت عليه المادة ‪ 14‬من القرار الوزاري المشترك‪ ،‬ولكن‬
‫تحت صياغة "المقاولة الفرعية"‪ ،‬بحيث تنص أنه‪ ":‬يمكن المهام المنصوص عليها في عقد االستشارة‬
‫الفنية‪ ،‬و التي ال يمكن أن يباشرها المستشار الفني أن يقاولها فرعيا تحت ضمانه و مسؤوليته و تحدد‬
‫المهام المراد مقاولتها فرعيا في عقد االستشارة الفنية‪ ،‬كما يجب على المقاول الفرعي أو المقاولين‬
‫الفرعيين أن يكونوا معتمدين من رب العمل"‪.‬‬
‫و التعامل الثانوي ال يقتصر على صفقات إدارة المشروع‪ ،‬و إنما يشمل كل الصفقات بما فيها‬
‫صفقات الخدمات و األشغال و التوريدات(‪ ،)3‬ففكرة التعامل الثانوي في مجال الطلبات العمومية هي وسيلة‬
‫حيوية للقطاع الخاص الوطني(‪ ،)4‬و يعتبرها المشرع األداة المفضلة لتكثيف نسيج المؤسسات الصغيرة‪،‬‬
‫والمتوسطة(‪()5‬طبقا للمادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ 26-02‬المؤرخ في ‪ 21‬ديسمبر سنة ‪ ،1002‬يتضمن‬
‫القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة(‪.))6‬‬

‫أ ‪ -‬مفهوم التعامل الثانوي أو الفرعي‬


‫و نظم قانون الصفقات العمومية التعامل الثانوي في المواد ‪ 202‬إلى ‪ 205‬منه ‪-‬المرسوم الرئاسي‬
‫رقم ‪ ،-178-20‬و تجدر المالحظة إلى أن دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال‬
‫الخاصة بوزارة تجديد البناء‪ ،‬و األشغال العمومية‪ ،‬و النقل(‪ ،)7‬و المصادق عليه بموجب القرار الوزاري‬
‫المؤرخ في ‪ 12‬نوفمبر سنة ‪ ،)8(2584‬يوسع مفهوم المقاولة الفرعية إذ نص في المادة ‪ 2-22‬التي جاءت‬
‫تحت عنوان‪" :‬حظر التنازل للغير أو المشاركة بدون إذن"‪ ،‬كاآلتي‪" :‬ال يجوز للمقاول التنازل عن جزء‬
‫أو كل مقاولته لمقاولين فرعيين أو تقديم مساهمة منها لشركة أو جماعة بدون إذن صريح من اإلدارة"‪،‬‬
‫و يسمح دفتر الشروط اإلدارية العامة التنازل الكلي للصفقة‪ ،‬فنحن أمام تنازل عن العقد‪ ،‬والتي تخضع‬
‫ألحكام حوالة الدين بمفهوم قانون المدني (المواد من ‪ 192‬إلى ‪.)192‬‬
‫و األصل أن المدين ينفذ االلتزام شخصيا (المادة ‪ 285‬من القانون المدني)‪ ،‬إال أن أحكام عقد المقاولة‬
‫جاءت بمفهوم المقاولة الفرعية التي بموجبها يتفق كل من الدائن و المدين األصلي بالتنازل جزء من تنفيذ‬
‫العمل إلى الغير‪ .‬إال إذا تعلق األمر بالعقود القائمة على أساس االعتبار الشخصي‪ ،‬فال يجوز التنازل عنها‬
‫إلى الغير نظرا لطبيعة االلتزام‪( ،‬و من المعروف أن العقود التي يبرمها رجال الفن هي عقود قائمة على‬
‫االعتبار الشخصي)‪ ،‬أما القرار الوزاري المشترك يكرس المقاولة الفرعية‪ ، ،‬و بالتالي فالتعامل الثانوي‬
‫يكون باالتفاق فقط‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°198 à 201, p.142, 143. Voir : SABLIER (Bertrand), CARO‬‬
‫‪(joseph-Emmanuel), ABBATUCCI (Severin), La Sous-traitance dans la construction, « Guide Pratique », Le‬‬
‫‪Moniteur, 4éme édition mis à jour 1er septembre 1993.‬‬
‫(‪ )2‬جاء تحت تسميات عديدة منها التعامل الثانوي‪ ،‬و المقاولة الفرعية‪ ،‬و المناولة‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪LAJOYE (Ch.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.1622‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., p. 421.‬‬
‫(‪ )5‬و أفضل طريقة لتخصيص حصص متعلقة بالمشاريع موضوع الصفقات العمومية للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة هي التعامل الثانوي‪ ،‬حيث‬
‫تنص المادة ‪ 22‬من قانون رقم ‪ 26-02‬المؤرخ في ‪ 21‬ديسمبر سنة ‪ ، 1002‬الذي يتضمن القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫أنه‪ " :‬يجب على المصالح المعنية في الدولة و الهيئات التابعة لها‪ ،‬في مجال إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬السهر على تخصيص حصة من هذه النفقات‬
‫للمنافسة بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وفق شروط و كيفيات تحدد عن طريق التنظيم"‪ .‬و لترقية التعامل الفرعي تم إنشاء المجلس الوطني‬
‫المكلف بترقية المناولة‪ ،‬أنظر إلى‪:‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 266- 07‬المؤرخ في ‪ 11‬أبريل سنة ‪ ،1007‬الذي يتضمن تشكيلة المجلس الوطني المكلف بترقية المناولة و تنظيمه وسيره‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 17‬أبريل سنة ‪ ،1007‬العدد ‪ ،15‬ص‪.6.‬‬
‫(‪ )6‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ السبت ‪ 29‬ديسمبر سنة ‪ ،1002‬العدد ‪ ،22‬ص‪.4.‬‬
‫(‪ )7‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪.42.‬‬
‫(‪ )8‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص ‪.48‬‬

‫‪97‬‬
‫بينما (خالفا ألحكام المادة ‪ 2-22‬السابقة الذكر) تنص المادة ‪ 202‬من قانون الصفقات العمومية لسنة‬
‫‪)1(1020‬أنه‪ " :‬يشمل التعامل الثانوي جزءا من موضوع الصفقة في إطار التزام تعاقدي يربط المتعامل‬
‫الثانوي مباشرة بالمتعامل المتعاقد التابع للمصلحة المتعاقدة"(‪ ،)2‬و نفس الصياغة في نص المادة ‪ 56‬من‬
‫المرسوم رقم ‪ 249-61‬المؤرخ في ‪ 20‬أبريل سنة ‪ ،2561‬الذي ينظم الصفقات التي يبرمها المتعامل‬
‫العمومي(‪ ،)3‬و المادة ‪ 57‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 474-52‬المؤرخ في ‪ 5‬نوفمبر سنة ‪ 2552‬المتضمن‬
‫تنظيم الصفقات العمومية(‪ ،)4‬و المادة ‪ 54‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬المؤرخ في ‪ 14‬يوليو سنة‬
‫‪ ،1001‬و لم ينص األمر رقم ‪ 50-82‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو سنة ‪ ،2582‬الذي يتضمن قانون الصفقات‬
‫العمومية(‪ ،)5‬على التعامل الثانوي‪ ،‬ولكنها تشير في بعض موادها على المتعهدين الثانويين(‪.)6‬‬
‫و تشمل جزء من أداء موضوع الصفقة‪ ،‬و يرتبط المتعامل الثانوي مع المتعامل نائل الصفقة بموجب‬
‫عقد‪ ،‬و لكن عندما نتعرض ألحكام مشروع التمهيدي للقانون السالف الذكر(‪ ،)7‬في المادة ‪ 15‬و‪ 70‬حيث‬
‫تنص المادة ‪" 15‬أن مهام إدارة المشروع التي ال تدخل في مجال تصور المشروع المعماري‪ ،‬يكلف‬
‫صاحب المشروع أو صاحب المشروع المنتدب‪ ،‬إلى شريك آخر مؤهل للقيام بمهام إدارة المشروع‪ ،‬و في‬
‫حالة ما إذا كلف صاحب المشروع‪ ،‬القيام بكل مهام إدارة المشروع‪ ،‬إلى المهندس المعماري‪ ،‬فهذا األخير‬
‫وجب عليه أن يكلف تنفيذ المهام التي ال تدخل ضمن اختصاصاته إلى متخصصين الذي يستخدمهم‪ ،‬أو في‬
‫إطار عقد المعاملة الثانوية (المقاولة الفرعية)‪ ،‬و هذا يتناقض مع نص المادة ‪ 7‬من المشروع التمهيدي‬
‫للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬وأجرذلك‪ ،‬حيث تجعل مهام إدارة‬
‫المشروع من اختصاص (معماري و مهندس)‪ ،‬بصفة مشتركة‪.‬‬

‫‪ - 1‬التعامل الفرعي (المقاولة الفرعية) نمط غير عادي لتنفيذ العقود‬


‫نصت المادة ‪ 14‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬أنه‪" :‬يمكن المهام المنصوص عليها في‬
‫عقد االستشارة الفنية‪ ،‬و التي ال يمكن أن يباشرها المستشار الفني أن يقاولها فرعيا تحت ضمانه‬
‫و مسؤوليته و تحدد المهام المراد مقاولتها فرعيا في عقد االستشارة الفنية‪ ،‬كما يجب على المقاول الفرعي‬
‫أو المقاولين الفرعيين أن يكونوا معتمدين من رب العمل"‪ ،‬والمادة ‪ 15‬من المشروع التمهيدي للقانون‬
‫السابق الذكر التي تنص "إن مهام إدارة المشروع التي هي ليست من التصور المشروع المعماري(‪،)8‬‬
‫يسندها صاحب المشروع أو صاحب المشروع المنتدب إلى شريك متعاقد مؤهل لتنفيذ تلك المهام"‪.‬‬
‫و في حالة ما إذا كلف صاحب المشروع إنجاز كل مهام(‪ )9‬إدارة المشروع إلى مهندس معماري‪،‬‬
‫وجب على هذا األخير االستعانة لتنفيذ المهام األخرى بالمتخصصين العاملين لحسابه‪ ،‬أو في إطار عقود‬
‫التعامل الثانوي"‪ .‬هذه المادة تتناقض مع المادة ‪ 14‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬و تجعل‬

‫( ‪)1‬‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ ،1020/20/2‬ع ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫(‪ )2‬و يعرف المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬التعامل الثانوي بطريقة غير مباشرة‪.‬‬
‫(‪ )3‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 27‬أبريل سنة ‪ ،2561‬العدد ‪ 29‬ص‪.240.‬‬
‫(‪ )4‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 27‬نوفمبر سنة ‪ ،2552‬العدد‪ ،92‬ص‪.1122.‬‬
‫(‪ )5‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 12‬يونيو سنة ‪ ،2582‬العدد ‪ ،91‬ص‪.226.‬‬
‫(‪ )6‬و لم ينص األمر ‪ 50-82‬على التعامل الثانوي صراحة‪ ،‬و إنما بصفة ضمنية بحيث ينص على المتعهدين الثانويين‪ ،‬و الموصين الثانويين‪ ،‬في‬
‫المادة ‪ 29‬منه‪ " :‬يجب على المتعهدين الثانويين و الموصين الثانويين أن يكونوا على رأس أشغالهم‪ ،"...‬و في المواد ‪ ،8/24‬و ‪ ،7/28‬و ‪ ،57‬و‪،52‬‬
‫و ‪ ،4/205‬و ‪ 220‬من األمر رقم ‪. 50-82‬‬
‫(‪ )7‬المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪ .‬أنظر ملحق البحث ص‪.171.‬‬
‫(‪ )8‬و نالحظ أن محرري المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء و أجر ذلك لم يراعي األحكام العامة‬
‫التي يبدأ بها المشروع بحيث يجعل التصور المعماري كمهمة الوحيدة في إدارة المشروع‪ ،‬من جهة‪ ،‬و من جهة أخرى ينص على أن إدارة المشروع‬
‫تتكون من عدة مهام منها دراسات الهندسة المعمارية‪ ،‬و دراسات الهندسة التقنية‪ ،‬و الرقابة التقنية‪.‬‬
‫(‪ )9‬و عبارة "كل المهام" يعني الدراسات بما فيها دراسات الهندسة المعمارية‪ ،‬و الدراسات التقنية‪ ،‬و كذلك مهام المتابعة‪ ،‬و رقابة اإلنجاز‪ .‬أنظر إلى‬
‫الصفحة ‪ 227‬و ما بعدها من هذا البحث‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫(المادة ‪ 15‬من المشروع التمهيدي للقانون السالف الذكر) التعامل الثانوي‪ ،‬أو تعاقد من الباطن شبه آلي‪،‬‬
‫بحيث إذا أبرم صاحب المشروع عقد إدارة المشروع مع مهندس معماري (صاحب العمل في الهندسة‬
‫المعمارية)‪ ،‬فهذا األخير يقاول فرعيا الدراسات التقنية ألنها ال تدخل ضمن اختصاصاته‪.‬‬
‫فالمقاولة الفرعية أو التعامل الثانوي ليس نمط عادي لتنفيذ العقود(‪ ،)1‬فحسب نص المادة ‪ 7‬من‬
‫المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء توحي بأن المهندس‬
‫المعماري يعمل بالتعاون مع المهندس في الهندسة المدنية على سواء(‪ ،)2‬أي بروز عنصر التكامل بين‬
‫المهندس المعماري‪ ،‬والمهندس المدني من أجل ضمان استقرار وأمن البناء(‪ ،)3‬و كما أشرنا سابقا أنه‬
‫يمكن (أي أن التعامل الثانوي ال يتم بصفة آلية وهو معلق على شرط االعتماد) لصاحب العمل (‪)M.O‬‬
‫التنازل عن جزء من الصفقة إلى صاحب العمل الفرعي‪ .‬ولكن إذا كان التنازل نمط غير عادي لتنفيذ‬
‫الصفقة‪ ،‬فاإلشكالية التي تطرح علينا‪ :‬ما هي طبيعة الرابطة التعاقدية بين صاحب العمل (المستشار‬
‫الفني)‪ ،‬و المقاول الفرعي؟ وهل هناك عالقة بين صاحب المشروع العمومي‪ ،‬والمقاول الفرعي؟ و من‬
‫خالل التطرق إلى الطبيعة القانونية للعقد الذي يربط بين صاحب العمل األصلي‪ ،‬و صاحب العمل‬
‫الفرعي‪ ،‬و الشروط التي تحكم عملية التعامل الثانوي‪ ،‬يمكن تحديد اآلثار المترتبة عن التعامل الثانوي‪.‬‬
‫‪ - 2‬الطبيعة القانونية لعقد التعامل الثانوي في إطار صفقة إدارة المشروع (االستشارة الفنية)‬
‫و العقد المبرم بين صاحب العمل (المستشار الفني)‪ ،‬و المقاول الفرعي من خالل المادة ‪ 14‬تدل على‬
‫عقد المقاولة الفرعية سواء من ناحية الشكل أو الموضوع‪ ،‬مما يترتب عنه نشوء عالقات قانونية‪ ،‬التي‬
‫تترتب عن هذا العقد سواء العالقة األصلية (صاحب العمل و صاحب المشروع العمومي)‪ ،‬والعالقة‬
‫الفرعية (صاحب العمل و صاحب العمل الفرعي)‪ ،‬و العالقة الجانبية (صاحب المشروع العمومي‬
‫وصاحب العمل الفرعي)‪.‬‬
‫و يكيف عقد التعامل الفرعي‪ ،‬أو التقاول الفرعي بأنه عقد مقاولة فرعية طبقا لقواعد القانون‬
‫المدني(‪ ،)4‬ومفهوم التعامل الثانوي جاءت به األحكام المتعلقة بعقد المقاولة و يكون جزئيا(‪ ،)5‬و هو غير‬
‫مرتبط بصاحب المشروع(‪ ،)6‬و يعتبره الفقهاء في هذه الحالة عقد فرعي ‪ ،Sous-contrat‬ووفقا للمبادئ‬
‫العامة فإن عقد المقاولة الفرعية هو الحق لعقد المقاولة القائم بين رب العمل (صاحب المشروع)‬
‫والمقاول‪.‬‬
‫‪ -3‬شروط اللجوء إلى التعامل الثانوي‬
‫و جاءت المادة ‪ 205‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬بشروط اللجوء إلى التعامل الثانوي‬
‫بقولها أنه يمكن اللجوء إلى التعامل الثانوي ضمن الشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن يحدد في الصفقة صراحة المجال الرئيسي للجوء إلى التعامل الثانوي‪ ،‬وفي دفتر الشروط‬
‫إذا أمكن ذلك‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪« La sous-traitance n’est pas un mode normal d’exécution du contrat. », IGOUDIL (L.), op.cit., n°108, p.58.‬‬
‫و يمكن القول أن مضمون المادة تم تحريرها من قبل التك نوقراطيين دون أي خبرة قانونية‪ ،‬فاستعمال وسيلة التعامل الثانوي أو المقاولة الفرعية كما‬
‫لو كانت نمط عادي إلبرام العقود‪ ،‬يهدف إلى إبقاء االحتكار لصالح المهندس المعماري‪ ،‬و منذ سنة ‪ 1004‬لم يعد المهندس المعماري يحتكر عملية‬
‫إنجاز الدراسات محل طلب رخصة البناء‪2‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪« Collaboration », Voir ; Avant projet de la loi Portant création, organisation et fonctionnement de l’ordre‬‬
‫‪national des ingénieurs de construction (ONIC), Annexe, Titre 3, Art/9.‬‬
‫(‪ )3‬المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬الفترة التشريعية الخامسة‪-‬الدورة العادية العاشرة‪ ،‬الجلسة العلنية المنعقدة يوم الخميس ‪ 21‬أكتوبر سنة ‪ ،1008‬السنة‬
‫الخامسة رقم ‪ ،107‬الجريدة الرسمية للمداوالت‪ ،‬بتاريخ االثنين ‪ 70‬أكتوبر سنة ‪ 1008‬م‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪LAJOYE (Ch.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.162. Voir aussi ; SABRI (A.), LALLAM, op.cit., p.166.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪SABRI (A.), LALLAM, op.cit., p.166.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪LAJOYE (Ch.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.162. Voir aussi ; Huet (J.), op.cit., n°32323, p.1131,‬‬
‫‪1285.‬‬

‫‪99‬‬
‫‪ -‬ينبغي أن يحظى اختيار كل مت عامل ثانوي وجوبا بموافقة المصلحة المتعاقدة مقدما‪ ،‬مع مراعاة‬
‫أحكام المادة ‪ 91‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬و ذلك بعد التأكد من أن مؤهالته‬
‫ومواصفاته المهنية‪ ،‬و وسائله البشرية‪ ،‬والمادية مطابقة لألعمال التي ستكون محل التعامل‬
‫الثانوي‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تكون الخدمات الواجب أن ينفذها المتعامل الثانوي منصوصا عليها في الصفقة‪ ،‬فإنه يمكن‬
‫لهذا األخير قبض مستحقاته مباشرة من المصلحة المتعاقدة‪.‬‬
‫‪ -‬و يجب أن يخصم مبلغ الحصة القابلة للتحويل من مبلغ الخدمات‪ ،‬التي يتعين تقديمها في إطار‬
‫التعامل الثانوي محليا‪.‬‬
‫الشرط األول كما هو ملحوظ في المادة ‪ 205‬هو تحديد المجال الرئيسي للجوء إلى التعامل الثانوي‬
‫في الصفقة بصفة صريحة و في دفتر الشروط‪ ،‬مما يكرس المبدأ الذي جاءت به المادة ‪ 202‬من نفس‬
‫القانون‪ ،‬و هو التنازل الجزئي لموضوع الصفقة‪ ،‬كما نصت المادة ‪ 14‬من القرار الوزاري المشترك لسنة‬
‫‪ 2566‬على إمكانية التنازل الجزئي بقولها‪...":‬وتحدد المهام المراد مقاولتها فرعيا في عقد االستشارة‬
‫الفنية‪ ،"...‬فعلى صاحب العمل تحديد المهام المراد مقاولتها فرعيا‪ ،‬و يمكن أن يقدم كتعامل ثانوي مهمة‬
‫المتابعة والرقابة إلى مكتب دراسات آخر مثال‪ ،‬بحيث يقتصر التزام المقاول الفرعي بتقديم األشخاص‬
‫المؤهلين للمتابعة وفقا لتصاميم صاحب العمل األصلي‪ ،‬و ينص دفتر الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪2584‬‬
‫في المادة ‪ 22‬المطة ‪ 4‬أن المقاولة الفرعية ‪ Sous-entreprise‬ال تعتبر سمسرة ‪ Marchandage‬عندما‬
‫يكون هدفها تقديم اليد العاملة‪ ،‬و التي يكون فيها المقاول الفرعي رئيسا للمؤسسة المهنية‪ ،‬و مقيدا في سجل‬
‫التجارة أو سجل المهن‪ ،‬و مالكا محال تجاريا(‪.)1‬‬
‫ونالحظ أن أحكام المادة ‪ 22‬المطة األولى من دفتر الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪ ،2584‬التي جاءت‬
‫تحت عنوان "حظر التنازل للغير أو المشاركة بدون إذن"‪ ،‬ال تجيز للمقاول التنازل عن جزء أو كل‬
‫مقاولته لمقاولين فرعيين‪ ،‬أو تقديم مساهمة منها لشركة أو جماعة بدون إذن صريح من اإلدارة‪ ،‬وتقابل‬
‫أحكام الفقرة األولى من المادة ‪ 22‬المطة األولى من دفتر الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪ 2584‬المادة ‪984‬‬
‫من القانون المدني‪ ،‬التي ذكرت إمكانية التنازل عن المقاولة في جملتها أو جزئيا(‪.)2‬‬
‫و حسب قانون الصفقات العمومية يتمثل الشرط األساسي‪ ،‬و الثاني في اعتماد صاحب المشروع‬
‫العمومي للمتعامل الثانوي‪ ،‬فالمادة السالفة الذكر نصت على أنه يجب أن يحظى كل متعامل ثانوي‬
‫بموافقة المصلحة المتعاقدة مقدما‪ ،‬و يعد هذا الشرط من النظام العام‪ ،‬و تتكلم المادة على الموافقة‪ ،‬و في‬
‫المادة ‪ 81‬في الفقرة ‪ 1‬المطة ‪ 7‬من القسم األول من الباب الرابع تحت عنوان "بيانات الصفقات"‪ ،‬تنص‬
‫على "شروط عمل المتعاملين الثانويين و اعتمادهم‪ ،‬إن وجدوا‪ ،"...،‬كما تنص المادة ‪ 14‬من القرار‬
‫الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬أنه‪" :‬يجب على المقاول الفرعي أو المقاولين الفرعيين أن يكونوا معتمدين‬
‫من رب العمل"‪ ،‬فتشير النصوص السابقة الذكر على االعتماد أكثر من الموافقة‪.‬‬
‫و لم يحدد قانون الصفقات العمومية كيفية اعتماد المتعاملين الثانويين‪-‬سوف نرى إتجاه الفقه في هذا‬
‫المجال‪ ،-‬والسؤال الذي يطرح علينا هل يجوز قبول صاحب العمل الثانوي بعد إبرام الصفقة أو يجب أن‬
‫(‪)1‬‬
‫‪« Art.11.- 4- Le marchandage est interdit. N’est pas considérée comme marchandage une sous-entreprise‬‬
‫‪portant essentiellement sur la main-d’œuvre, dans laquelle le sous-traitant est un chef d’établissement de la‬‬
‫‪profession inscrit au registre du commerce ou au registre des métiers et propriétaire d’un fonds de commerce ».‬‬
‫(و تثير هنا فكرة أن التعامل الثانوي أو الفرعي ‪ Sous-traitance‬يقصد به إذن تلك العملية ‪ opération‬التي يقوم بها المقاول األصلي المتمثلة في‬
‫التنازل جزء من المقاولة‪ ،‬والمقاولة الفرعية ‪ Sous-entreprise‬هي جزء من العمل الذي يقوم به المقاول المتنازل له (أي تنفيذ جزء من العمل)‪ ،‬و‬
‫من هذا المنظور يجب التمييز بين التعامل الثانوي أو الفرعي‪ ،‬و المقاولة الفرعية)‪.‬‬
‫(‪ )2‬فهناك تناقض ما بين أحكام قانون الصفقات العمومية‪ ،‬و دفتر الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪ ،2584‬فهذا األخير يضع مبدأ إمكانية التنازل الكلي‬
‫عن المقاولة‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫يتم ذلك قبل إبرام الصفقة؟ و هل يجوز التعامل الثانوي الضمني؟‪ ،‬حسب النصوص السابقة الذكر‪ ،‬تكون‬
‫الموافقة صريحة مع بيان المعلومات الالزمة لطبيعة األداءات‪ ،‬اسم المتعامل‪ ،‬و في غالب األحيان مكتب‬
‫دراسات‪ ،‬أو مؤسسة‪ ،‬والهدف االجتماعي‪ ،‬و عنوان المحل‪ ،‬و تحديد األجرة مقابل الخدمات‪ ،‬و كيفيات‬
‫دفع هذه األجرة(‪ ،)1‬وعندما يقدم طلب التعامل الثانوي بعد إبرام الصفقة فإن الموافقة تكون ضمنية(‪،)2‬‬
‫وهذا ما يذهب إليه القضاء الفرنسي‪ ،‬أما أحكام المادة ‪ 205‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪1020‬‬
‫تعتبر من النظام العام‪ ،‬وبالتالي فإن مخالفتها يعد كل تنازل جزئي للصفقة باطل‪ ،‬و يخضع المتعامل‬
‫(‪)4‬‬
‫لتدابير قسرية(‪ ،)3‬واعتماد المتعامل الثانوي يكون وفقا للشروط القانونية (عدم صدور حكم‪)...،‬‬
‫والمعايير نفسها التي تتوفر في المتعامل األصلي‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫و في الواقع يتم اعتماد المتعاملين الثانويين في أغلب الحاالت‪ ،‬و هذا يدخل في إطار األهداف‬
‫االقتصادية التي تسعى إليه السلطات العمومية من أجل دعم‪ ،‬و تنمية المؤسسات الصغرى و المتوسطة‪.‬‬

‫ب ‪ -‬اآلثار القانونية المترتبة عن عملية التنازل الجزئي للصفقة‬


‫و هذه اآلثار نص عليها تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬و النصوص الخاصة بإدارة المشروع (االستشارة‬
‫الفنية) المتمثلة في مسؤولية المتعامل األصلي عن عمل المتعامل الفرعي باتجاه صاحب المشروع‬
‫العمومي‪ ،‬و التزام هذا األخير بدفع مستحقات المتعامل الفرعي في حالة إخالل المتعامل األصلي به‪،‬‬
‫ويمكن جملها تحت عنوان آثار التعامل الفرعي في مواجهة كل من صاحب العمل األصلي وصاحب‬
‫المشروع العمومي‪.‬‬
‫‪ -1‬آثار التعامل الفرعي في مواجهة كل من صاحب العمل األصلي و صاحب المشروع العمومي‬
‫أوال‪ :‬المسؤولية في تنفيذ الصفقة‪ :‬فالمتعامل النائل الصفقة يكون مسؤول عن أعمال المتعامل‬
‫الثانوي(‪ ،)6‬و هذا يعود إلى سبب عدم وجود رابطة تعقادية ما بين صاحب المشروع العمومي‪ ،‬وصاحب‬
‫العمل الفرعي‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪ 14‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬و المادة ‪ 206‬من قانون‬
‫الصفقات العمومية(‪ ،)7‬و هذا المبدأ جاء به القانون المدني في مادته ‪ 984‬فقرة الثانية (‪ ،)1‬و ينص دفتر‬

‫(‪)1‬‬
‫‪LAJOYE (Ch.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.163.‬‬
‫و نص قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬في المادة ‪ 205‬في المطة الثانية (‪ )1‬منه على نزاهة المتعامل الثانوي‪ ،‬أي ال يدخل ضمن أحكام‬
‫(المادة ‪ ،)91‬و التأكد من أن مؤهالته‪ ،‬و مواصفاته المهنية‪ ،‬و وسائله البشرية‪ ،‬و المادية مطابقة لألعمال التي ستكون محل التعامل الثانوي‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪LAJOYE (Ch.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.163.‬‬
‫(‪ )3‬و ينص دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبق على صفقات األشغال لسنة ‪ 2584‬في المادة ‪ -7-22‬منه أنه‪" :‬إذا قام المقاول دون إذن‪ ،‬بالتعاقد مع‬
‫مقاول فرعي أو قام بالمشاركة على الصفقة مع شركة أو جماعة يجوز عند ذالك و دون إنذار سابق تطبيق اإلجراءات المنصوص عليها بالمادة ‪79‬‬
‫الواردة فيما بعد"‪.‬‬
‫(‪ )4‬و أشارت إلى ذلك المادة ‪ 24‬من األمر رقم ‪ 50-82‬تنص أنه‪":‬ال يجوز أن يكون صاحب صفقة عمومية المؤسسات التي يتولى فيها شخص‬
‫محكوم عليه بموجب أحكام القوانين الجبائية أو األمر رقم ‪ 266-88‬المؤرخ في ‪ 1‬ربيع األول عام ‪ 2768‬الموافق ‪ 12‬يونيو سنة ‪ ،2588‬والمتضمن‬
‫قمع المخالفات االقتصادية‪ ،‬إحدى المهام التالية‪:‬‬
‫‪ -‬رئيس مدير عام‪ ،‬وكيل‪.‬‬
‫‪ -‬متصرف‪ ،‬مدير عام أو مدير‪.‬‬
‫‪ -‬وكيل مفوض‪.‬‬
‫‪ -‬شريك حائز لثلث أو أكثر م حصص الشركة‪.‬‬
‫تطبق هذه النصوص على المتعهدين الثانويين أو الموصين الثانويين المقبولين"‪.‬‬
‫(‪ )5‬و يميز األستاذ ‪ Christophe LAJOYE‬بين نوعين من التعامل الثانوي‪ ،‬المتخصص ‪ ،S-T de spécialité‬و الطاقوي ‪،S-T de Capacité‬‬
‫فاألول يتمثل في تكليف المتعامل ال يتمتع بإمكانيات الكافية من الناحية التقنية‪ ،‬للقيام بجزء من األداء‪ ،‬و النوع الثاني يسمح للمتعامل من احترام آجال‬
‫تنفيذ الصفقة‪ ،‬و ذلك بتكليف متعامل (متعاملين) أخر بإنجاز جزء من موضوع الصفقة‪.‬‬
‫‪LAJOYE (Ch.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.163.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪LAJOYE (Ch.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.163. C.E , 6 mars 1987, OPHLM de châtillon-sous‬‬
‫‪Bagneux, CLPA 15 avril 1987, p.22), C.E , 12 juillet 1995, cheautou et autres, (D, 1996, SC p.320, Chron,‬‬
‫‪Ph.Terneyre ; RDI 1995, p.745, obs.Llorens et Terneyre.‬‬
‫(‪ )7‬و كذلك المادة ‪ 202‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ .178-20‬و أدرج "التعامل الثانوي" ألول مرة في المادة ‪ 55‬من المرسوم رقم ‪ 249-61‬المؤرخ‬
‫في ‪ 20‬أبريل سنة ‪ 2561‬الذي ينظم الصفقات التي يبرمها المتعامل العمومي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 27‬أبريل سنة ‪ ،2561‬العدد ‪29‬‬

‫‪101‬‬
‫الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪ 2584‬على نفس الشيء في المادة ‪ 1/22‬منه‪ ،‬حيث تقول‪" :‬و في كل‬
‫األحوال يبقى المقاول مسؤوال شخصيا سواء كان تجاه اإلدارة‪ ،‬أو تجاه العمال والغير"‪ .‬وكذلك المادة‬
‫‪ 24/22‬من دفتر الشروط السابق الذكر‪.‬‬
‫و يقول الفقيه ‪ Michou‬أنه‪" :‬ففي التعامل الثانوي‪ ،‬فإن نائل الصفقة يبقى المتحدث الوحيد مع صاحب‬
‫المشروع العمومي‪ ،‬إال فيما يخص دفع أجرة الصفقة"(‪ ،)1‬و بالتالي ال يجوز لصاحب المشروع العمومي‬
‫رفع دعوى الضمان ضد المتعامل الثانوي‪ ،‬فصاحب العمل األصلي هو مسؤول عن العيب الذي ينجر عن‬
‫ع مل صاحب العمل الثانوي‪ ،‬و يعتبر عقد من عقود قانون المدني المبرمة بين صاحب العمل األصلي‬
‫وصاحب العمل الفرعي(‪ ،)2‬وطبيعة إلتزامه هو التزام بتحقيق نتيجة(‪ ،)3‬و من اآلثار المترتبة عن التنازل‬
‫الجزئي التزام صاحب المشروع بدفع األجرة‪ ،‬في حالة إخالل صاحب العمل بالتزاماته التعاقدية تجاه‬
‫المتعاقد معه (صاحب العمل الفرعي)‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التزام صاحب المشروع العمومي بدفع األجرة‪ :‬و نصت المادة ‪ 205‬من قانون الصفقات العمومية‬
‫لسنة ‪ ،)4(1020‬على غرار النصوص السابقة للصفقات العمومية‪ ،‬على قبض المتعامل الفرعي مستحقاته‬
‫المالية مباشرة من المصلحة المتعاقدة (صاحبة المشروع)‪ ،‬و تنص المادة السالفة الذكر كاآلتي‪" :‬عندما‬
‫تكون الخدمات الواجب أن ينفذها المتعامل الثانوي منصوصا عليها في الصفقة فإنه يمكن لهذا األخير‬
‫قبض مستحقاته مباشرة من المصلحة المتعاقدة"‪ ،‬و لكن يتم ذلك عندما يسمح لصاحب المشروع العمومي‬
‫التأكد من قيام المتعامل الثانوي بالخدمات التي خولت له بموجب الصفقة األصلية‪ ،‬بحيث يجب التنصيص‬
‫عليها‪ ،‬أو تحديد مجال تدخل المتعامل الفرعي في الصفقة(‪ ،)5‬أو في دفتر الشروط كما جاءت به المادة ‪81‬‬
‫الفقرة ‪ 1‬المطة ‪ ،7‬و المادة ‪ 205‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫و األصل هو أن يدفع صاحب العمل أجرة صاحب العمل الثانوي‪ ،‬بعد تنفيذ التزاماته‪ ،‬و يمكن أن‬
‫يدفع صاحب المشروع العمومي األجرة لصاحب العمل الثانوي‪ ،‬حسب ما اتفق عليه في الصفقة مع‬
‫صاحب العمل األصلي‪ ،‬أو عند اعتماد المتعامل الثانوي(‪ ،)6‬و بالتالي في حالة عدم دفع من قبل صاحب‬
‫العمل األصلي‪ ،‬يجوز للمتعامل الثانوي مطالبة صاحب المشروع العمومي(‪ )7‬بدفع األجرة‪ ،‬و إذا اقتضى‬
‫األمر رفع الدعوى المباشرة(‪ ،)8‬و يؤول االختصاص فيما يخص الدفع المباشر إلى القضاء اإلداري(‪،)9‬‬

‫ص‪ ،240.‬و المادة ‪ 54‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 474-52‬المؤرخ في ‪ 5‬نوفمبر سنة ‪ ،2552‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 27‬نوفمبر سنة ‪ ،2552‬العدد‪ ،92‬ص‪.1122.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪« Dans la sous-traitance, le titulaire du marché reste le seul interlocuteur du maître d’ouvrage public, seul en‬‬
‫‪ce qui concerne la règlement financier du marché », Michou (J.), la nouvelle réglementation des Marchés‬‬
‫‪publics, Edition LeMoniteur 2001, p.331, citée par LAJOYE (Ch.),op.cit.,p.165.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪T.C. 20 janvier 1986, Société Lourent Bouillet ingénierie SA, DA 1986 n° 159 ; TC, 19 février 1996, Silvestri,‬‬
‫‪JCP, éd.E.1996, II, n°586, p.377, citée par LAJOYE (Ch.),op.cit.,p.165.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪LAJOYE (Ch.),op.cit.,p.165.‬‬
‫(‪ )4‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ ،1020/20/2‬ع ‪،96‬‬
‫ص‪.7.‬‬
‫(‪ )5‬و بالتالي ال تعتبر الخدمات المحددة‪ ،‬و المتفق عليها في عقد بين صاحب العمل األصلي و صاحب العمل الفرعي حجة في مواجهة صاحب‬
‫المشروع العمومي‪ ،‬فيجب ذكر هذه الخدمات في ا لصفقة العمومية‪ ،‬فالصفقة هي التي تحدد موضوع أو الخدمات التي يقوم بها صاحب العمل‬
‫الفرعي‪ ،‬أو هي التي تحدد محل عقد المقاولة الفرعية‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪LAJOYE (Ch.),op.cit.,p.167.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°210, p.145.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°209, p.145. Voir aussi ; BRACONNIER (Stéphane), Droit des‬‬
‫‪Marchés publics, imprimerie Nationale, Editions-Paris 1998, pp.54 et suiv.‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪C.E, 17 mars 1982, Société Périgourdine d’étanchéité de construction, Rec. P.123., AJDA 1982, P.727, Conll.‬‬
‫‪Boyar.citée par LAJOYE (Ch.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.1622‬‬

‫‪102‬‬
‫حيث جعل قانون الصفقات العمومية شرط دفع أجرة المتعامل الثانوي على عاتق كل من صاحب العمل‬
‫كأصل‪ ،‬و استثناءا على عاتق صاحب المشروع العمومي(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬آثار التعامل الثانوي في مواجهة صاحب العمل الفرعي‬
‫(‪)2‬‬
‫و طبقا للمبدأ الذي ينص على أن الصفقة هي مقاولة (المشروع)‪ ،‬فإن التعامل الفرعي من هذا‬
‫المنطلق هو عقد مقاولة فرعية‪ ،‬و طبقا للقواعد العامة فإن التعامل الفرعي ال يكون إال في مجال عقد‬
‫المقاولة(‪()3‬التزام بفعل شيء طبقا لنص المادة ‪ 285‬من القانون المدني)‪ ،‬وسوف نرى تطبيقات قواعد‬
‫المقاولة الفرعية في أحكام قانون الصفقات العمومية‪ ،‬بحيث يمكن أن يتقاضى المتعامل الفرعي مستحقاته‬
‫عند بداية‪ ،‬أو تنفيذ الصفقة حسب طبيعة تدخالته‪ ،‬أو الخدمات التي يقدمها‪ ،‬و هي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ .I‬بالنسبة للتسبيقات و الدفع على الحساب‬
‫نصت المادة ‪ )4(62‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي‬
‫يتضمن تنظيم الصفقات العمومية(‪ ،)5‬على أنه "ال يجوز للمتعامل المتعاقد و المتعاملين الثانويين‪ ،‬ومتلقي‬
‫الطلبات الثانويين‪ ،‬أن يتصرفوا في التموينات التي حظيت بتسبيقات و‪/‬أو دفع على الحساب بالنسبة‬
‫لألشغال أو اللوازم غير تلك المنصوص عليها في الصفقة"‪.‬‬
‫تطبق أحكام الفقرة السابقة على اللوازم المنصوص عليها في الصفقة‪ ،‬و المودعة في الورشة‪ ،‬أو في مكان‬
‫التسليم المتفق عليه‪ ،‬إذا لم تستعمل في موضوع الصفقة‪ ،‬في نهاية تنفيذ الخدمات رغم أن المصلحة‬
‫المتعاقدة دفعت ثمنها"‪ ،‬كما أن هذا المبدأ نص عليه األمر رقم ‪ 50-82‬في المادة ‪ 54‬منه(‪.)6‬‬
‫والمالحظ أن نص المادة ‪ )7(24‬من المرسوم رقم ‪ 249-61‬المؤرخ في ‪ 20‬أبريل سنة ‪ ،2561‬الذي‬
‫ينظم الصفقات التي يبرمها المتعامل العمومي(‪ ،)8‬الصادر باللغة العربية‪ ،‬يجيز للمتعامل المتعاقد‬
‫و المتعاملين الثانويين‪ ،‬و متلقي الطلبات الثانويين‪ ،‬أن يتصرفوا في التموينات التي حظيت بتسبيقات و‪/‬أو‬
‫الدفع على الحساب‪ ،‬و في النص الصادر باللغة الفرنسية ال يجيز ذلك‪ ،‬و كرر المرسوم التنفيذي رقم ‪-52‬‬
‫‪ 474‬المؤرخ في ‪ 5‬نوفمبر سنة ‪ 2552‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية نفس الصياغة في مادته‬
‫‪ ،)9(20‬و تم استدراك الخطأ الموجود في المادة ‪ 20‬من المرسوم السالف الذكر بعد شهر من صدوره(‪،)10‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫و يثير دفتر الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪ 2584‬نقطة هامة هو احترام المقاول دفع الرواتب العمال في اآلجال القانونية‪ ،‬ففي حالة التأخير المحقق في دفع‬
‫األجور تحتفظ اإلدارة تلقائيا بحق دفع األجور المتأخرة من المبالغ التي يستحقها المقاول‪ ،‬و أن لم يكن ذلك فمن مبلغ ضمانه‪ ،‬المادة ‪ 6-22‬من دفتر الشروط اإلدارية‬
‫العامة المطبقة على صفقات األشغال المتعلقة بوزارة تجديد البناء‪ ،‬و األشغال العمومية‪ ،‬و عالقة بين المقاول و العمال محددة عن طريق عقد العمل‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪BENNADJI (Chérif), L’évolution de la Réglementation Des Marchés Publics en Algérie, Thèse en vue de l’obtention du doctorat d’état‬‬
‫‪en Droit, institut de Droit des sciences politiques et administratives, université d’Alger, Année 1991, Tome 2, p.652.‬‬
‫‪ -.‬أنظر الصفحة رقم ‪ 105‬من هذا البحث‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪LAJOYE (Ch.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.162. Voir aussi ; SABRI (A.), LALLAM, op.cit., p.166.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪« Art.81.- Le partenaire cocontractant, les sous-traitants et sous-commandiers ne peuvent disposer des approvisionnements ayant fait‬‬
‫‪l’objet d’avances et/ou d’acomptes pour des travaux ou des fournitures autres que ceux prévus au marché.... », Décret présidentiel n°10-236‬‬
‫‪du 28 Chaoual 1431 correspondant au 7 octobre 2010 portant réglementation des marchés publics, J.O., du Jeudi 7 octobre 2010, n°58, p.3.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الخميس ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫المادة ‪ 57‬من األمر رقم ‪ 50-82‬تنص كاآلتي‪ " :‬ال يجوز ألصحاب الصفقات أو المتعهدين الثانويين أو الموصين الثانويين أن يتصرفوا بالتزويدات التي تكون‬
‫موضوع سلف أو تسبيقات في أشغال أو توريدات أخرى من غير المنصوص عليها في العقد"‪ ،‬مع اإلشارة أن هذه المادة هي مستوحاة من المادة ‪ 22‬من المرسوم‬
‫‪ 409-97‬المؤرخ في ‪ 22‬مايو سنة ‪ 2597‬المعدل بالمراسيم رقم ‪ 2255-97‬المؤرخ في ‪ 12‬نوفمبر سنة ‪ 2597‬ورقم ‪ 282-95‬المؤرخ في‪ 2‬يناير سنة ‪2595‬‬
‫ورقم ‪ 2044-80‬المؤرخ في ‪ 11‬ديسمبر سنة ‪ ، 2580‬و المتعلق بنظام صفقات الدولة والمؤسسات العمومية الوطنية غير الخاضعة للقوانين‪ ،‬واألعراف التجارية‪.‬‬
‫)‪(7‬‬
‫‪« Art.74.- Le partenaire cocontractant, les sous-traitants et sous-commandiers ne peuvent disposer des approvisionnements‬‬
‫‪ayant fait l’objet d’avances et/ou d’acomptes pour d’autres travaux ou fournitures que ceux prévus au marché… », Décret 82-‬‬
‫‪145 du 10 avril 1982 portant réglementation des marchés de l’opérateur public, J.O., du Mardi 13 Avril 1982, n°15, p.502.‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 27‬أبريل سنة ‪ ،2561‬العدد ‪ 29‬ص‪.240.‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪« Art.70.- Le partenaire cocontractant, les sous-traitants et sous-commandiers ne peuvent disposer des approvisionnements ayant fait‬‬
‫‪l’objet d’avances et/ou d’acomptes pour d’autres travaux ou fournitures que ceux prévus au marché… », Décret exécutif n°91-434 du 2‬‬
‫‪joumada El Oula 1412 correspondant au 9 novembre 1991 portant réglementation des marchés publics, Journal officiel du Mercredi 13‬‬
‫‪novembre 1991, n°57, p.2211.‬‬
‫(‪)10‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 474-52‬المؤرخ في ‪ 5‬نوفمبر سنة ‪ ،2552‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية (استدراك)‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪19‬‬
‫ديسمبر سنة ‪ ،2552‬العدد ‪ ،86‬ص‪.1862.‬‬

‫‪103‬‬
‫وتم تعديله بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 62-56‬المؤرخ في ‪ 2‬مارس سنة ‪ ،)1(2556‬وفي كل األحوال‬
‫فإن الغاية من هذه النصوص منع التصرف في التموينات التي تعود ملكيتها إلى صاحب المشروع‬
‫العمومي (المصلحة المتعاقدة) في انجاز أشغال‪ ،‬أو لوازم تتعلق بصفقات أخرى‪ ،‬ولم تشمل أحكام المادة‬
‫‪ 85‬صفقات الخدمات و الدراسات‪ ،‬نظرا لطبيعة الخاصة لهذه الصفقات‪.‬‬
‫و لم يحدد قانون الصفقات العمومية كيفية دفع التسبيقات‪ ،‬و توصل الفقيه "‪- "LAGGOUNE‬من بين‬
‫الفقهاء الجزائريين‪ -‬عند تفسيره للمادة ‪ 24‬من المرسوم ‪ 249-61‬إلى نتيجة أنه يجوز لإلدارة أن تدفع‬
‫مباشرة للمتعامل الفرعي مبالغ سواء تعلق األمر بالتسبيقات‪ ،‬أو الدفع على الحساب أو مبلغ الصفقة‪،‬‬
‫ويقول الفقيه "‪ "Lajoye‬يحق له التسبيقات و الدفع على الحساب بنفس الشروط التي تلقها نائل الصفقة‪ ،‬إال‬
‫بالنسبة للتسبيقات الجزافية‪ ،‬و في حالة موافقة ضمنية يجب أن يتم الدفع من خالل تسبيقات المتعامل‬
‫األصلي(‪.)2‬‬
‫‪ .II‬بالنسبة للرهن الحيازي‬
‫و أثار المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬نقطة هامة‪ ،‬و الخاصة بالرهن الحيازي‪ ،‬بحيث يجوز‬
‫للمتعاملين الثانويين أن يرهنوا رهنا حيازيا جميع ديونهم‪ ،‬أو جزءا منها في حدود قيمة الخدمات التي‬
‫ينفذونها‪ ،‬وذلك ضمن الشروط المبينة في المادة ‪ 220‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،1020‬ويخضع‬
‫لنفس الشروط التي يخضع لها المتعامل األصلي طبقا لنص المادة ‪ 220‬الفقرة األولى المطة ‪ 21‬من قانون‬
‫الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫و يجعل قانون الصفقات العمومية من امتياز أجور المتعاملين الثانويين في المرتبة الثالثة‪ ،‬بحيث‬
‫تتقدم هذه االمتيازات على حقوق المستفيدين من الرهن الحيازي (المادة ‪ 21/220‬من قانون الصفقات‬
‫العمومية لسنة ‪( ،)1020‬المادة ‪ 205‬فقرة ‪ 7‬من األمر رقم ‪ ،)50-82‬كما نالحظ أن األمر رقم ‪50-82‬‬
‫يجيز للمتعهدين الثانويين (المتعاملين الثانويين) أن يرهنوا رهنا حيازيا جميع الديون التي لهم في حدود‬
‫(‪)4‬‬
‫قيمة الخدمات التي ينفذونها‪ .‬أما المرسومين لسنة ‪( 2561‬المادة ‪ )3()202‬و لسنة ‪( 2552‬المادة ‪)58‬‬
‫تنصان على تطبيق القواعد العامة‪ ،‬أي القانون المدني‪.‬‬
‫و في هذا المجال فإن المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي‬
‫يتضمن تنظيم الصفقات العمومية(‪ ،)5‬نظم التعامل الثانوي في الباب الرابع منه‪ ،‬حيث نص عليها المشرع‬
‫صراحة منذ صدور المرسوم رقم ‪ 249-61‬المؤرخ في ‪ 20‬أبريل سنة ‪ 2561‬الذي ينظم الصفقات التي‬
‫يبرمها المتعامل العمومي(‪ .)6‬و نستخلص هنا أن قانون الصفقات العمومية أخذ بأحكام المقاولة الفرعية في‬
‫القسم السادس من الباب الرابع تحت عنوان "التعامل الثانوي"‪ ،‬و يتجه القرار الوزاري المشترك المؤرخ‬
‫في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك(‪ ،)7‬إلى‬
‫نفس االتجاه‪ ،‬تطبيقا ألحكام قانون الصفقات العمومية‪ ،‬و القانون المدني‪ .‬أما دفتر الشروط اإلدارية العامة‬
‫المطبقة على صفقات األشغال المتعلقة بوزارة تجديد البناء‪ ،‬واألشغال العمومية لسنة ‪ 2584‬ينص على‬
‫إمكانية التنازل الكلي‪ ،‬و هنا يتوافق مع مفهوم التنازل عن العقد ‪.cession du contrat‬‬

‫(‪ )1‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 22‬مارس سنة ‪ ،2556‬العدد‪ ،27‬ص‪.5.‬‬


‫(‪)2‬‬
‫‪LAJOYE (Ch.),op.cit.,p.167.‬‬
‫(‪" )3‬المادة ‪ :202‬الصفقات التي يبرمها المتعامل العمومي قابلة للرهن حسب الشروط المنصوص عليها في التشريع المعمول به"‪.‬‬
‫(‪" )4‬المادة ‪ :58‬الصفقات التي تبرمها المصلحة المتعاقدة قابلة للرهن حسب الشروط المنصوص عليها في التشريع المعمول به"‪.‬‬
‫(‪ )5‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الخميس ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫(‪ )6‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 27‬أبريل سنة ‪ ،2561‬العدد ‪ 29‬ص‪.240.‬‬
‫(‪ )7‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪.2425.‬‬

‫‪104‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التطبيقات األخرى لمبدأ التنفيذ الشخصي لاللتزامات التعاقدية‬
‫و هذه التطبيقات نجدها في شكل سلطات‪ ،‬و التزامات يفرضها صاحب المشروع العمومي (المصلحة‬
‫المتعاقدة) على صاحب العمل الخاص‪ ،‬نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬سلطة اإلدارة (صاحب المشروع العمومي) في فسخ الصفقة‪ ،‬بسبب وفاة صاحب العمل‪ ،‬إال أن‬
‫دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المتعلقة بوزارة تجديد البناء‪ ،‬واألشغال‬
‫العمومية و النقل(‪ ،)1‬نص في مادته ‪ 2/72‬تحت عنوان‪" :‬وفاة المقاول‪ ،‬أو إفالسه و تسوية إفالسه‬
‫القضائية"‪ ،‬نص على إمكانية انتقال الدين إلى الورثة بنصها‪" :‬الوفاة‪ :‬يفسخ العقد بحكم القانون و بدون‬
‫تعويض في حالة وفاة المقاول‪ ،‬باستثناء الحالة التي تقبل فيها اإلدارة العرض التي قد يتقدم بها إليها ورثته‬
‫لتكميل األشغال"‪.‬‬
‫‪ -‬سلطة اإلدارة (صاحب المشروع العمومي) في فسخ الصفقة بسبب إفالس المتعاقد معها‪ ،‬أو تعرض‬
‫أمواله للتسوية القضائية‪ ،‬و نصت المادة ‪ 1/72‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪ 2584‬نصت على‬
‫حالتين‪:‬‬
‫أ‪ -‬يفسخ العقد بحكم القانون و بدون تعويض‪ ،‬في حالة إفالس المقاول‪ ،‬و باستثناء الحالة التي تقبل بها‬
‫اإلدارة العروض التي يمكن أن يتقدم بها وكيل دائني التفليسة لمتابعة المقاولة‪ ،‬و ذلك في الحالة التي تسمح‬
‫له فيها المحكمة بمتابعة استغالل المشغل‪ .‬و يفسخ العقد كذلك في حالة التسوية القضائية التي ال يسمح فيها‬
‫للمقاول بمتابعة استغالل مشغله‪.‬‬
‫ب – و على كل تتخذ اإلدارة تلقائيا‪ ،‬و على عهدة المقاول التدابير االحتياطية أو التأمينية‪ ،‬التي يتجلى‬
‫أمر استعجالها بانتظار قرار المحكمة النهائي‪.‬‬
‫‪ -‬سلطة صاحب المشروع العمومي (اإلدارة) في إصدار أوامر الخدمة‪ ،‬و يجب على صاحب العمل‬
‫المتعهد أن يتقيد بأوامر الخدمة التي يعطيها إياه صاحب المشروع العمومي‪ ،‬ببداية التنفيذ أو الذي يقرر‬
‫فيها التعديالت الالزمة‪ ،‬لكن يحق لصاحب العمل التحقق من مطابقتها لألحكام القانونية‪ ،‬ولألحوال‬
‫العرفية‪ ،‬وله أن يرفضها في حالة عدم دفع صاحب المشروع العمومي أجرة المهمة المنفذة طبقا لنص‬
‫المادة ‪ 1/19‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬التي تنص‪" :‬و ال توقف احتجاجات المستشار‬
‫الفني فعل األمر بالخدمة ماعدا الحاالت المتعلقة بالتسديد وآجال الموافقة على مختلف المراحل‪ ،‬و كذلك‬
‫في حالة عدم تقديم رب العمل الوثائق الضرورية لتنفيذ المهمة كما هو منصوص عليه في عقد االستشارة‬
‫الفنية و في هذا القرار"‪.‬‬
‫إن أوامر الخدمة تصدر بشكل خطي‪ ،‬و ال يتوجب أن تتخذ شكال معينا‪ ،‬كما تبلغ إلى المتعهد أو من‬
‫يمثله في محل اإلقامة المختار‪ ،‬أو في محل اإلقامة المدرج في طلب المناقصة‪ ،‬و نصت المادة ‪ 19‬من‬
‫القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬أنه‪ " :‬يراسل رب العمل المستشار الفني عن طريق أوامر الخدمة‬
‫التي هي عبارة عن وثائق مكتوبة و مؤرخة و موقعة و مسجلة و محفوظة"‪ ،‬كما نصت المادة ‪ 21‬الفقرة‬
‫‪ 6‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪ 2584‬على أنه‪" :‬يتعين أن تصدر أوامر المصلحة كتابة ويجب‬
‫أن تكون مؤرخة ومرقمة ومسجلة"‪ ،‬فال تصح األوامر الشفوية‪ ،‬أي يجب أن تكون مكتوبة‪ ،‬و يجب‬
‫التمييز في أوامر الخدمة (المادة ‪ 21‬من د‪.‬ش‪.‬إ‪.‬ع لسنة ‪ ،)2584‬و بين أمر بداية التنفيذ‪ ،‬و أوامر التأجيل‪،‬‬
‫و أمر باالستئناف‪ ،‬و أمر بتوقيف األشغال (المادة ‪ 74‬من د‪.‬ش‪.‬إ‪.‬ع لسنة ‪ ،)2584‬و نصت عليهما المادة‬
‫‪ 7/50‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬

‫(‪ )1‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪.42.‬‬


‫‪ -‬القرار المؤرخ في ‪ 12‬نوفمبر سنة ‪ ، 2584‬الذي يتضمن المصادقة على دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال الخاصة‬
‫بوزارة تجديد البناء‪ ،‬واألشغال العمومية‪ ،‬والنقل‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪.48.‬‬

‫‪105‬‬
‫و من تطبيقات مبدأ التنفيذ الشخصي لاللتزا مات في عقد إدارة المشروع هو إلزامية حضور المتعاقد‪،‬‬
‫أو ممثله لمحادثة صاحب المشروع‪ ،‬و أن يقوم بالمتابعة‪ ،‬و اإلشراف على األشغال بنفسه أو بواسطة‬
‫األشخاص المعتمدين من قبل صاحب المشروع العمومي‪ ،‬و تكون وجاهية‪ ،‬وهذا المبدأ نجده في أحكام‬
‫القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬و دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال‬
‫لسنة ‪ ،2584‬حيث ينفذ صاحب العمل المتعهد مهامه تحت مراقبة و إشراف ممثل صاحب المشروع‬
‫العمومي‪ ،‬الذي عينه لهذا الغرض‪( ،‬المادة ‪ 72‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪..." :2566‬كما يجب‬
‫أن يتضمن قيام رب العمل بتعيين اآل مر بالعملية واألشخاص المكلفين بتمثيله أمام المستشار الفني‬
‫(صاحب العمل)‪ ،‬في مجال متابعة الدراسة والموافقة على مختلف المراحل")‪ ،‬كما يقوم صاحب العمل‬
‫(المستشار الفني) بتعيين شخص يمثله لدى صاحب المشروع (رب العمل) في كل مراحل العملية ابتداء‬
‫من البدء فيها إلى غاية االستالم النهائي لمنجزات المشروع(‪ ،)1‬الذي يجب تحديده في العقد‪ ،‬كما نص دفتر‬
‫الشروط اإلدارية العامة المطبق على األشغال لسنة ‪ 2584‬في مادته التاسعة (‪ )5‬منه‪ ،‬و وفقا للقرار‬
‫الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬السابق الذكر فإن تعيين ممثل له‪-‬صاحب العمل‪ -‬دور أساسي في تنفيذ‬
‫العقد‪ ،‬بحيث تنص المادة ‪ 71‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬يجب أن يكون معتمدا‪-‬ممثل‬
‫صاحب العمل‪ -‬من صاحب المشروع‪ ،‬و هذا قبل توقيع عقد إدارة المشروع (االستشارة الفنية)‪ ،‬و يرتب‬
‫دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال لسنة ‪ 2584‬في حالة عدم قبول الشخص‪ ،‬أو‬
‫عدم التعيين ممثل مستخلف في اآلجال القانونية (أي في ‪ 29‬يوم) فسخ العقد‪.‬‬
‫و على صاحب العمل (المستشار الفني) أن يسلم القائمة االسمية للمستخدمين المقترحين لمباشرة‬
‫االستشارة الفنية (إدارة المشروع)‪ ،‬مع بيان تخصصهم‪ ،‬و مستواهم الفني‪ ،‬و كل تغير للمستخدمين الذين‬
‫يقترحهم صاحب العمل (المستشار الفني)‪ ،‬عند تنفيذ العقد‪ ،‬يجب أن تبرر لرب العمل‪ ،‬و أن يصادق عليها‬
‫في األخير‪ ،‬و أن تكون له كفاءات مماثلة على األقل لكفاءات المستخدمين المقررين أصال طبقا لنص‬
‫المادة ‪ 71‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪.2566‬‬
‫‪ -‬االلتزام بالمتابعة الفعلية لألشغال‪ ،‬نصت عليه المادة ‪ 47‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬أنه‬
‫يجب على المستشار الفني (صاحب العمل) أن يضمن متابعة حقيقية‪ ،‬و مستمرة للورشة(‪ ،)2‬و إال فإن‬
‫لرب العمل (صاحب المشروع) الحق في خصم مبلغ الخدمات‪ ،‬التي لم تنجز فعال‪ ،‬أو غير المطابقة‬
‫للقواعد الفنية‪ ،‬أو التي لم يتم القيام بها في الوقت المناسب‪.‬‬
‫و لهذا الغرض‪ ،‬يجب على المستشار الفني (صاحب العمل) أن يقيد بانتظام في الدفتر اليومي للورشة‪،‬‬
‫الذي يضعه رب العمل (صاحب المشروع) تحت تصرفه‪ ،‬اسم كل عضو من عماله الذين يتولون‬
‫المتابعة‪ ،‬و الموجودين في الورشة‪ ،‬و صفته‪ ،‬و إمضاءه‪ ،‬و كذلك عمله اليومي المتعلق خاصة بهدف‬
‫المهمة المسندة إليه أساسا‪ .‬و تتم هذه البيانات بخالصة عامة يؤرخها‪ ،‬و يوقعها رئيس المشروع التابع‬
‫للمستشار الفني(صاحب العمل)‪ ،‬أو نائبه يلخص فيها الوضعية‪ ،‬و يذكر مختلف المالحظات‪ ،‬أو التحفظات‬
‫المقدمة إن اقتضى األمر‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫المادة ‪ 2/72‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪.2566‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫و تشير المادة ‪ 69‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬في فقرتها الثانية على محاضر أو كشوف وجاهية‪ ،‬أي تكريس مبدأ الوجاهية عند متابعة تنفيذ‬
‫األشغال‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مهام صاحب العمل في إطار عقد إدارة المشروع في ميدان البناء‬
‫نجد هذه المهام في معظمها ذات طابع تقني‪ ،‬و ذكرت هذه المهام في المشروع التمهيدي للقانون‪ ،‬الذي‬
‫يحدد كيفيات ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪ ،‬في األحكام المواد ‪ 6‬إلى ‪،)2( 14‬‬
‫ونظمت بصفة خاصة في أحكام القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬وخصصت‬
‫لها المواد ‪ 9‬إلى ‪ 22‬منه (‪ ،)1‬و التي تعتبر هذه المهام كالتزام رئيسي يقع على عاتق صاحب العمل‪،‬‬
‫وذكر المشرع بجانب هذا االلتزام الرئيسي التزامات نوعية(‪ )1‬دون تحديدها مما يتعين علينا تبيينها‪.‬‬
‫وسنقسم هذا المطلب إلى فرعين األول نتناول فيه مهام صاحب العمل في كل من القرار الوزاري‬
‫المشترك لسنة ‪ ،2566‬و المشروع التمهيدي للقانون السالف الذكر تحت عنوان االلتزامات الرئيسية‬
‫لصاحب العمل في عقد إدارة المشروع‪ ،‬و في الفرع الثاني نتناول اإللتزامات النوعية لصاحب العمل في‬
‫إطار عقد إدارة المشروع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التزامات صاحب العمل الرئيسية في عقد إدارة المشروع (االستشارة الفنية)‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أنه يمكن أن يتضمن عقد إدارة المشروع مهمة أو بعض منها أو كلها‪ ،‬وتنص‬
‫المادة ‪ 21‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬أنه يمكن لرب العمل (صاحب المشروع) بصفة‬
‫استثنائية‪ ،‬إبرام عدة عقود تتعلق بجزء فقط من المهام المكونة لالستشارة الفنية (إدارة المشروع)‪ ،‬و هذا‬
‫عندما تكون طبيعة العملية المزمع القيام بها أو صعوبتها يبرر ذلك(‪.)2‬‬

‫أوال‪ :‬مهام صاحب العمل (المستشار الفني) في إطار القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 51‬مايو‬
‫سنة ‪5811‬‬
‫و ذكرت المادة ‪ 9‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬المهام‪ ،‬و محتوى كل مهمة‪ ،‬و تتكون‬
‫االستشارة الفنية (إدارة المشروع) في ميدان البناء من المهام التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مهمة "الرسم المبدئي" » ‪،La mission « Esquisse‬‬
‫‪ -‬مهمة "المشروع التمهيدي" » ‪،La mission « Avant-projet‬‬
‫‪ -‬مهمة "المشروع التنفيذي" » ‪،La mission « Projet d’exécution‬‬
‫‪ -‬مهمة "المساعدة في اختيار المقاول" ‪La mission « Assistance dans le choix de‬‬
‫» ‪،l’entrepreneur‬‬
‫‪La mission « Suivi et contrôle de‬‬ ‫‪ -‬مهمة متابعة األشغال و مراقبتها و تنفيذها"‬
‫» ‪،l’exécution des travaux‬‬
‫‪ -‬مهمة "عرض اقتراحات التسديد" ‪La mission « Présentation des propositions de‬‬
‫» ‪.règlement‬‬
‫و نصت في فقرتها األخيرة على أنه يمكن أن يندرج ضمن القيام بهذه المهام أيضا كل الخدمات‬
‫لحسن تنفيذ المشروع‪ ،‬و المحدد في عقد االستشارة الفنية (إدارة المشروع)‪ .‬فلم يحصر القرار الوزاري‬
‫المشترك لسنة ‪ 2566‬كل المهام‪ ،‬فهذه المهام القاعدية التي يعتمد عليها يمكن أن تكمل بالخدمات الالزمة‬
‫النجازها‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫المادة ‪ 1/24‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ .2566‬أنظر‪:‬‬
‫‪- « Art. 14. Alinéa 2 –Le contrat de maîtrise d’œuvre détaille le contenu des missions et fixe la composition de leur dossier respectif. Il‬‬
‫‪détermine en même temps les obligations spécifiques du maître d’œuvre ». Arrêté interministériel du 15 mai 1988 portant modalités‬‬
‫‪d’exercice et de rémunération de la maitrise d’œuvre en bâtiment, JORADP, du mercredi 26 Octobre 1988, n°43, p.1152.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫و بمعنى أخر فإن طبيعة‪ ،‬و صعوبة العملية المزمع القيام بها هي التي تحدد اللجوء إلى إبرام عدة عقود تتعلق بجزء فقط من المهام المكونة لالستشارة الفنية (إدارة المشروع)‪2‬‬

‫‪107‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أ ‪ -‬مهمة الرسم المبدئي‬
‫و هو حسب المادة ‪ 8‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬عبارة عن مجسم بمقياس ‪،2/200‬‬
‫‪ 2/900‬حسب حجم المشروع يبين الجانب المعماري المقترح‪ ،‬و يتضمن البيانات المتعلقة بإقامة المبنى‬
‫ومداخله‪ ،‬ومساحاته‪ ،‬و ظروف الجوار‪ ،‬و يحتوي على المخطط البياني لكل مستوى على حدة بمقياس‬
‫‪ .2/100‬يتم الرسم المبدئي بمذكرة توضح األجزاء األساسية المعتمدة‪ ،‬و تقديرا تقريبيا لكلفة العملية(‪،)2‬‬
‫انطالقا من كشف كمي موجز(‪.APS )3‬‬
‫و يجب أن يطابق الرسم المبدئي‪ ،‬البرنامج الذي أنجزه صاحب المشروع(‪ ،)4‬فتعتبر مهمة الرسم‬
‫المبدئي الترجمة الجسدية للبناء‪ ،‬و تقوم على أساس البرنامج الذي يقدمه صاحب المشروع‪.‬‬
‫و تتمثل هذه المهمة في إعداد مشروعين‪ ،‬أو ثالثة مشاريع رسوم مبدئية تحدد جانبا‪ ،‬أو عدة جوانب‬
‫هندسية معمارية‪ ،‬و في إعداد تقرير تقديمي يشتمل على‪:‬‬
‫‪ -‬الوثائق المرسومة‪،‬‬
‫‪ -‬الوثائق المكتوبة (تقييم موجز لمبالغ االنجاز‪ ،‬مذكرة مقارنة للرسوم المبدئية)‪.‬‬
‫و يمكن لصاحب المشروع (رب العمل) أن يطلب تقديم عرض ثان‪ ،‬و أخير لمجموعة الرسوم المبدئية‬
‫على أساس بيانات تكميلية‪.‬‬
‫و النتيجة هنا‪ ،‬أن في هذه المهمة يتأكد صاحب المشروع من إمكانية انجاز المشروع مع مقتضيات‬
‫البرنامج و الظرف المالي‪ ،‬واقتراح نموذج معماري من طرف صاحب العمل‪ ،‬و الموافق بالتقريب مع‬
‫احتياجات صاحب المشروع(‪.)5‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ب‪ -‬مهمة المشروع التمهيدي‬
‫تتمثل مهمة المشروع التمهيدي في الدراسة الموجزة المبنية على أرقام لحل شامل يسمح بإنجاز‬
‫البرنامج المسطر‪ ،‬و تتضمن هذه الدراسة ما سيأتي‪:‬‬
‫‪ -‬مخطط التهيئة (‪ 2/200‬أو ‪.)2/100‬‬
‫‪ -‬مخطط إقامة المشروع (‪ 2/200‬أو ‪.)2/100‬‬
‫‪ -‬المخطط الكتلي (‪ 2/100 ، 2/200‬أو ‪.)2/900‬‬
‫‪ -‬ارتفاعات الواجهات الرئيسية (‪.)2/200‬‬
‫‪ -‬المقاطع العرضية و الطويلة (‪ )2/200‬الضرورية لفهم المشروع‪.‬‬
‫‪ -‬المتغيرات المحددة لمختلف الحلول التقنية الممكنة للبناء‪.‬‬
‫و تتضمن كذلك‪:‬‬
‫‪ -‬المذكرة الوصفية‪ ،‬و التبريرية للحل‪ ،‬أو الحلول المرتقبة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪RAPP (L.), TERNEYRE (Ph.), (Sou.dir.), LAMY, Droit public des Affaires, op.cit., n°2222, p.919, 920. Voir‬‬
‫‪aussi ; TERNEYRE (Philippe), Maîtrise d’œuvre « constructions publiques », op.cit., n°5137, p.784.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫و تحيلنا إلى "صفقة بناء على الكشف" ‪ ، Marchés sur devis‬و هي كيفية من الكيفيات الصفقات على السعر الوحدة ‪Marché sur Bordereau‬‬
‫‪ ، de prix‬بحيث تعد اإلدارة في هذا النوع من الصفقات بنفسها كشفا وصفيا‪ ،‬و توقعيا تحدد فيه الكميات التي ستنجز‪ ،‬و أسعارها الوحودية‪ ،‬مع‬
‫إمكانية أن تغير اإلدارة من حجم هذه الكميات‪ ،‬و بالتالي يحدد مسبقا الكميات التي ستنفذ‪ ،‬و اختيار هذه الطريقة يتطلب معرفة كاملة من اإلدارة‬
‫لشروط انجاز الصفقة‪ ،‬أنظر إلى‪:‬‬
‫‪ -‬أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬فرع‪ :‬الدولة و المؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1006/1002‬ص‪.42 ، 48.‬‬
‫(‪ )3‬و يستعمل القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬الصادر باللغة الفرنسية عبارة » ‪ ،« Devis quantitatif sommaire‬و الترجمة المالئمة‬
‫لهذه العبارة هي "المقايسة الموجزة" بدال من "كشف كمي موجز"‪.‬‬
‫(‪ )4‬المادة ‪ 1/8‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪22566‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), Les Marches de Maîtrise d’œuvre dans la construction publique, op.cit.,‬‬
‫‪n°17, p.55 et 57.‬‬
‫(‪ )6‬المادة ‪ 2‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪22566‬‬

‫‪108‬‬
‫‪ -‬مذكرة الحسابات المحددة لتنزيل الحموالت‪.‬‬
‫‪ -‬جدول مقارنة المساحات بالنسبة للبرنامج المسطر‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الحصص التقنية‪.‬‬
‫و كذلك كل المعلومات التي تندرج في حدود هذه المهمة‪ ،‬و الضرورية للمزيد من حسن تقدير تصميم‬
‫المشروع و سيره‪.‬‬
‫و تنتهي مهمة "المشروع التمهيدي" بتقديم الملف المطابق لرب العمل (صاحب المشروع)‪ ،‬قصد الموافقة‬
‫عليه‪ ،‬و من جهة أخرى فإن المستشار الفني (صاحب العمل) يقوم بعد مصادقة رب العمل (صاحب‬
‫المشروع) على المشروع التمهيدي بما سيأتي‪:‬‬
‫‪ -‬يقرر باالتصال مع المخبر الذي يعينه رب العمل (صاحب المشروع)‪ ،‬و بمساهمة الهيئة المكلفة‬
‫بالمراقبة التقنية للبناء على أساس المخطط الكتلي المقدم في المشروع التمهيدي‪ ،‬وبرنامج‬
‫التجارب و السبر التي ستجرى لدراسة التربة‪،‬‬
‫‪ -‬يقوم بمراقبة النتائج الجيوتقنية المتمخضة عن هذه الدراسة و تفسيرها‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬يساعد رب العمل (صاحب المشروع) في تحضير الملف المتعلق بطلب رخصة البناء ‪ ،‬وكذلك‬
‫الحصول على جميع الرخص اإلدارية الضرورية(‪.)2‬‬
‫‪ -‬يقدم لحساب رب العمل (صاحب المشروع) عند االقتضاء‪ ،‬طلب رخصة البناء لدى المصالح‬
‫المختصة‪ ،‬و في هذا المجال‪:‬‬
‫يجب أن يرفق طلب البناء‪ ،‬على التصاميم‪ ،‬و المخططات‪ ،‬و الدراسات‪ ،‬و على مستندات رخصة التجزئة‬
‫إذا اقتضى األمر‪ ،‬و دراسة مدى تأثير على التهيئة العمرانية المحددة بالتفصيل في المادة ‪ 79‬من المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 228-52‬المؤرخ في ‪ 16‬مايو سنة ‪ ،2552‬الذي يحدد كيفيات تحضير شهادة التعمير‪،‬‬
‫ورخصة التجزئة‪ ،‬و شهادة التقسيم‪ ،‬و رخصة البناء‪ ،‬و شهادة المطابقة‪ ،‬و رخصة الهدم وتسليم ذلك‪،‬‬
‫المعدل و المتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 07-08‬المؤرخ في ‪ 2‬يناير سنة ‪ ،)3(1008‬وإلى جانب‬
‫ذلك يمكن إضافة دراسة مدى التأثير على البيئة‪ ،‬و تنص المادة ‪ 99‬من القانون رقم ‪ 15-50‬المتعلق‬
‫بالتهيئة و التعمير‪ ،‬المعدل سنة ‪ ،1004‬أنه "تنجز المشاريع البناء من قبل مهندس معماري ومهندس في‬
‫الهندسة المدنية‪ ،‬معتمدين في إطار عقد إدارة المشروع"(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬رخصة البناء هي عبارة عن قرار إداري الذي تمنح اإلدارة بمقتضاه الحق للشخص بالبناء بعد التأكد من توافر الشروط التي يتطلبها القانون‪،‬‬
‫والتنظيم في المكان المراد البناء فيه‪ ،‬و هي من صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي طبقا للمادة ‪ 28‬من قانون البلدية‪ ،‬و لكن تسليم رخصة البناء‬
‫في مجال المباني العمومية تختلف الجهة المانحة للرخصة‪ ،‬بالنسبة للمشاريع العمومية فإن السلطة المختصة بتسليم الرخصة هي‪ :‬الوالي أوالوزير‬
‫المكلف بالتعمير‪ ،‬و هذا ما يستفاد من نص المادة ‪ 88‬من القانون رقم ‪ ،15-50‬أما بالنسبة للمباني التي تنجز لحساب البلدية تسلم (أي رخصة البناء)‬
‫من قبل رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪ 89‬من القانون رقم ‪ 15-50‬باعتباره ممثال للبلدية‪ ،‬أما بالنسبة للمشاريع ذات المصلحة‬
‫الوطنية أو الجهوية (المدن الجديدة‪ ،)...،‬فتسلم رخصة البناء من قبل الوزير المكلف بالتع مير‪ ،‬أما بالنسبة للبنايات التي تحتمي بسرية الدفاع الوطني‪،‬‬
‫فال تخضع إللزامية رخصة البناء‪ ،‬و وضع قانون التعمير الجزائري مجموعة من المبادئ و هي قابلية األرض للبناء‪ ،‬ومبدأ احترام خصوصية‬
‫الحضارة الجزائرية‪ .‬أنظر في هذا المجال‪:‬‬
‫‪- PHÉMOLANT (Brigitte), La réforme des autorisations d’urbanisme, A.J.D.A.n°5/2007, p.230 et suiv.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Cancellieri (Anne), Guillet (Ernest), Guide du Maître d’ouvrage, bâtiments d’habitation neufs et aciens‬‬
‫‪éditions du Moniteur, 1981, p.293.‬‬
‫(‪ )3‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 6‬يناير سنة ‪ ،1008‬العدد األول‪ ،‬ص‪.9.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪« Art. 55. – Les projets de construction soumis à permis de construire doivent être élaborés conjointement par‬‬
‫‪un architecte et un et un ingénieur en génie civil agrées, dans le cadre d’un contrat de maîtrise d’œuvre ».‬‬
‫‪Voir ; La Loi n°04-05 du 27 Joumada Ethania 1425 correspondant au 14 aout 2004 modifiant et complétant la loi‬‬
‫‪n°90-29 du 1er décembre 1990 relative à l’aménagement et l’urbanisme. J.O.R.A.D.P., du Mercredi 15 août‬‬
‫‪2004, n°51, p.3., et la loi n°04-05 du 27 Joumada Ethania 1425 correspondant au 14 aout 2004 modifiant et‬‬
‫‪complétant la loi n°90-29 du 1er décembre 1990 relative à l’aménagement et l’urbanisme (rectificatif).‬‬
‫‪J.O.R.A.D.P., du Mercredi 10 novembre 2004, n°71, p.10‬‬

‫‪109‬‬
‫و طبقا لنص المادة ‪ 78‬من القانون رقم ‪ 15-50‬التي تنص على أنه يجب أن تعد الوثائق المتعلقة‬
‫بالتصميم المعماري‪ ،‬و بدراسات الهندسة المدنية المرفقة بطلب رخصة البناء باالشتراك بين المهندس‬
‫المعماري(‪ )1‬و مهندس في الهندسة المدنية‪ ،‬الممارسين لمهنتيهما حسب اإلجراءات القانونية المعمول بها‪،‬‬
‫و تؤشر من طرفهما‪ ،‬كل فيما يخصه‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ج ‪ -‬مهمة المشروع التنفيذي‬
‫و يمثل المشروع التنفيذي الدراسة الوصفية‪ ،‬و الموضحة‪ ،‬و المبررة لألحكام التقنية المقترحة‪ ،‬التي‬
‫تتضمن الملف التقني للمبنى‪ ،‬أو للمباني الموزعة إلى حصص و أجزاء‪.‬‬
‫و تتضمن هذه الدراسة ما يلي‪:‬‬
‫أ) الوثائق المكتوبة‪:‬‬
‫‪ -‬دفاتر المواصفات التقنية‪.‬‬
‫‪ -‬كشفا وصفيا شامال‪ ،‬و حسب كل حصة‪.‬‬
‫‪ -‬كشفا كميا‪ ،‬و تقديريا شامال‪ ،‬و حسب كل حصة مع جدول ملخص‪.‬‬
‫‪ -‬مخططا تنفيذيا ألشغال كل أقسام المشروع‪.‬‬
‫ب) الوثائق المرسومة‪:‬‬
‫‪ -‬مخطط موقع‪.‬‬
‫‪ -‬مخططات توبوغرافية لألرضية‪.‬‬
‫‪ -‬مخطط التسطيح باألبعاد مع مقاطع عرضية (‪.)2/90‬‬
‫‪ -‬المخطط الكتلي‪ ،‬و التهيئات الخارجية (‪.)2/100‬‬
‫‪ -‬مخطط إقامة المشروع مع البيان المحدد لمختلف المستويات مع أبعاد األسس المزمعة‪ ،‬وخط‬
‫التمديدات‪ ،‬و التوصيالت المختلفة‪ ،‬و الطرق‪ ،‬و الحواشي‪ ،‬و المزروعات (‪.)2/100‬‬
‫‪ -‬مخططات كل مستوى مع بيان فراغات مرور التمديدات المختلفة للتزود‪ ،‬أو التصريف‪ ،‬وكذلك‬
‫مختلف التجهيزات المقرر وضعها (‪.)2/90‬‬
‫‪ -‬مخططات األسس (‪.)2/90‬‬
‫‪ -‬مخططات السقوف مع انحناءاتها (‪.)2/90‬‬
‫‪ -‬علو الواجهات (‪.)2/90‬‬
‫‪ -‬مقاطع طويلة و عرضية (‪.)2/90‬‬
‫‪ -‬مخططات مساحات المرور و الحظيرة (‪.)2/100‬‬
‫‪ -‬مخططات التهيئات الخارجية‪ ،‬و الجدران االسنادية‪ ،‬و مرور المشاة‪ ،‬و السطوح‪ ،‬و الحذائق‪،‬‬
‫والسياج‪ ،‬و المنقوالت الحضرية األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬المخططات‪ ،‬و أشكال تصريفات مياه األمطار‪ ،‬و القذرة مع بيان القنوات (‪.)2/200‬‬
‫‪ -‬مخططات إقامة المساحات الخضراء مع بيان األنواع النباتية‪.‬‬
‫‪ -‬مخططات البواليع‪ ،‬و التوصيالت (‪.)2/10‬‬

‫(‪ )1‬ووفقا للمادة ‪ 4‬المرسوم التشريعي رقم ‪ ، 02-54‬فإنه يجب على كل شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬يرغب في إنجاز بناء خاضع لتأشيرة مهندس‬
‫معماري‪ ،‬أن يلجأ إلى مهندس معماري معتمد النجاز المشروع حسب مفهوم المادة ‪ 99‬من القانون رقم ‪ 15-50‬المؤرخ في أول ديسمبر سنة ‪2550‬‬
‫و المتعلق بالتهيئة والتعمير‪ 2‬ويجب على أصحاب المشاريع لبناء المنشآت الفنية أن يشركوا المهندسين المعماريين من أجل إدماج المشروع في‬
‫الوسط المحيط به‪.‬‬
‫(‪ )2‬المادة ‪ 6‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪.2566‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ -‬كل وثيقة أخرى تندرج في حدود هذه المهمة‪ ،‬و تكون ضرورية‪ ،‬لتقدير تصميم المشروع‪ ،‬وكيفية‬
‫عمله على نحو أفضل‪.‬‬
‫ج) الوثائق الملحقة‪:‬‬
‫المخططات التفصيلية لكل الحصص المدعمة بالمذكرة الحسابية بما في ذلك المتعلقة بالطرق‪،‬‬
‫والشبكات المختلفة مع تفاصيل التوصيالت بالشبكات الخارجية‪ ،‬و السيما‪:‬‬
‫‪ -‬مخططات توزيع المياه مع تحديد مواقع فوهات الحرائق‪ ،‬و عند االقتضاء‪ ،‬خزانات المياه‬
‫(‪.)2/90‬‬
‫‪ -‬المخططات العامة للتوزيع الكهربائي مع بيان األقسام الرئيسية للشبكات‪ ،‬و مواقع التجهيزات‪.‬‬
‫‪ -‬مميزات عناصر ألواح التوزيع‪ ،‬و الحماية‪ ،‬و كذلك العناصر المتعلقة بالمحلول الكهربائي‪.‬‬
‫‪ -‬مخططات التزود بالغاز و التدفئة و التكييف و التجهيزات الهاتفية و الصوتية أن اقتضى األمر‪.‬‬
‫‪ -‬مخططات تفاصيل النجارة (الداخلية و الخارجية)‪ ،‬و الحديدية‪ ،‬و الصحية‪ ،‬و كذلك العناصر‬
‫المتكررة أو الخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬المخططات التفصيلية لألسس و الهياكل و البناء‪.‬‬
‫‪ -‬مخططات التفصيل للسياجات عند الحاجة‪.‬‬
‫‪ -‬األنظمة اإلنشائية و الطرق التقنية الخاصة التي تحتوي على‪:‬‬
‫‪ -‬الوثائق المرسومة‪.‬‬
‫‪ -‬المذكرات الحسابية‪.‬‬
‫‪ -‬طرق التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬االعتمادات‪ ،‬و اآلراء التقنية المتخصصة‪.‬‬
‫‪ -‬كل وثيقة أخرى تندرج في حدود هذه المهمة‪ ،‬و تكون ضرورية لتقدير تصميم المشروع‪ ،‬وكيفية‬
‫عمله على نحو أفضل‪.‬‬
‫يقدم ملف التنفيذ للمصادقة عليه من طرف رب العمل (صاحب المشروع) قصد الموافقة عليه‪ ،‬حسب‬
‫مخطط معد لهذا الغرض‪.‬‬
‫و العناصر المكونة للمشروع التنفيذي تتضمن أساس ملفا تقنيا‪ ،‬و هي من اختصاص التقنيين‪ ،‬و ليس‬
‫المعماري‪ ،‬منها (أقسام الشبكات مثال من اختصاص المهندس في الهندسة المدنية‪ ،‬و مخططات‬
‫الطبوغرافية لألرضية من اختصاص المهندس في الطبوغرافيا‪.)...،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫د‪ -‬مهمة المساعدة في اختيار المقاول‬
‫و تتمثل مهمة "المساعدة في اختيار المقاول" بناء على طلب من رب العمل (صاحب المشروع) كما‬
‫سيأتي‪:‬‬
‫‪ -‬تحضير ملف االستشارة أو طلب المناقصة‪.‬‬
‫‪ -‬إعانة رب العمل (صاحب المشروع) في تحليل العرض أو العروض‪ ،‬و تقييم ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬إعانة رب العمل (صاحب المشروع) في المفاوضات‪.‬‬
‫‪ -‬إعانة رب العمل (صاحب المشروع) في صياغة الصفقة التي ستبرم مع المقاول‪ ،‬و ضبطها‬
‫نهائيا‪.‬‬
‫يتولى استقبال العروض في جميع األحوال رب العمل (صاحب المشروع)‪ ،‬وفق الشروط المقررة حسب‬
‫التنظيم الجاري به العمل‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 5‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪.2566‬‬

‫‪111‬‬
‫(‪)1‬‬
‫هـ ‪ -‬مهمة متابعة تنفيذ األشغال‬
‫و تتمثل مهمة "متابعة تنفيذ األشغال" و مراقبتها فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬فرض احترام المقاول لبنود الصفقة‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان المتابعة المستمرة لتنفيذ األشغال و تنسيق كل التدخالت طبقا للمخطط التنفيذي العام‪.‬‬
‫‪ -‬برمجة اجتماعات الورشات و تنشيطها مع إعداد محاضر ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬اقتراح‪ ،‬تكييفات المشروع على رب العمل (صاحب المشروع) عند الضرورة‪ ،‬و إرسالها إلى‬
‫مقاول بعد موافقة رب العمل (صاحب المشروع) عليها‪.‬‬
‫‪ -‬تذليل الصعوبات التي تعترض في الورشة‪ ،‬و المشاكل التي يطرحها المقاول‪ ،‬التي هي من‬
‫اختصاص المستشار الفني (صاحب العمل)‪.‬‬
‫‪ -‬تحرير أوامر الخدمة‪ ،‬و إرسالها إلى المقاول بعد مصادقة رب العمل (صاحب المشروع) على‬
‫التوقيع‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد جدول التسديدات بحضور المقاول و إعالم صاحب المشروع كتابيا بذلك‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة رب العمل (صاحب المشروع) عند االستالم المؤقت‪ ،‬مع اإلدالء بالتحفظات الواجب‬
‫اإلشارة إليها‪ ،‬و إدراجها في محضر لهذا الغرض‪ .‬و هذه التحفظات تتعلق خاصة بعيوب في‬
‫العمل (‪ ،)Malfaçons‬و عدم اإلتقان (‪ ،)Imperfections‬و كل نقص آخر مالحظ‪ ،‬و كذلك‬
‫عدم تنفيذ الخدمات المنصوص عليها في الصفقة‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على رفع التحفظات‪ ،‬و اقتراح االستالم النهائي على رب العمل (صاحب المشروع)‪ ،‬على‬
‫أن يتم ذلك بمحضر يوقعه المقاول‪ ،‬و المستشار الفني (صاحب العمل)‪ ،‬و رب العمل (صاحب‬
‫المشروع)‪.‬‬
‫‪ -‬اقتراح رفع اليد على الكفالة على رب العمل (صاحب المشروع)‪ ،‬و تسديد مقتطع الضمان لصالح‬
‫المقاول عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بإعداد مخططات الكشف باالتصال مع المقاول‪ ،‬و تسليم مجموعة كاملة من المخططات‬
‫(الممكن إعادة نسخها)‪ ،‬مرفوقة بثالث مجموعات من المخططات المصورة إلى رب العمل‬
‫(صاحب المشروع) عند االستالم المؤقت‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫و‪ -‬مهمة عرض اقتراحات التسديد‬
‫تتمثل "مهمة عرض اقتراحات التسديد" بالنسبة للمستشار الفني (صاحب العمل) فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد وضعيات األشغال على أساس ملفات تعاقدية‪ ،‬و جداول التسديدات‪ ،‬و المصادقة على‬
‫التوقيع بعد تأشيرة المقاول‪ ،‬و تقديمها إلى رب العمل (صاحب المشروع) بغرض الدفع‪.‬‬
‫‪ -‬وضع الحسابات المؤقتة‪ ،‬و الحسابات العامة‪ ،‬و النهائية على أساس كشوف تعد مقدما‪.‬‬
‫‪ -‬دراسات االحتجاجات التي يمكن أن يقدمها المقاول في إطار تنفيذ صفقته‪ ،‬و تقديمها إلى رب‬
‫العمل (صاحب المشروع) بغرض اتخاذ قرارات‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة رب العمل (صاحب المشروع) على تطبيق بنود العقد المالية‪ ،‬و السيما مراجعة األسعار‬
‫و العقوبات‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 20‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ .2566‬أنظر أيضا إلى المراجع اآلتي ذكرها‪:‬‬
‫‪TERNEYRE (Philippe), Maîtrise d’œuvre « constructions publiques », op.cit., n°5142, p.785.‬‬
‫‪MARES (Mohamed), KHELASSI (Abdelmalek), AKROUR (Djlloul), HANED (Abdelkrim), TOUARRIGT (Azzedine),‬‬
‫‪Guide d’utilisation des techniques de management de projet, Ministere de l’habitat, B627/RA068JMA.DOC 10 Décembre‬‬
‫‪1996.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫المادة ‪ 22‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪.2566‬‬

‫‪112‬‬
‫إن إبرام الصفقات‪ ،‬و إعداد االستشارات تعتبر من األعمال القانونية‪ ،‬بحيث يعتبر عمله –صاحب‬
‫العمل‪ -‬في هذه الحالة من أعمال الوكالة أكثر من المقاولة‪ .‬فيمكن القول أن عقد إدارة المشروع هو مزيجا‬
‫من األعمال المادية والتصرفات القانونية‪ ،‬فيكون العقد مقاولة فيما يتعلق باألعمال المادية‪ ،‬و وكالة فيما‬
‫يتعلق باألعمال القانونية‪ ،‬بمفهوم القانون المدني(‪ ،)1‬و هذا يحيلنا إلى فكرة أن صاحب العمل يعد المدافع‬
‫عن مصالح صاحب المشروع(‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬مهام صاحب العمل في إطار المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة‬
‫المشروع في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪.‬‬

‫كرس المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬وأجر‬
‫ذلك المبادئ الرئيسية التي تقوم عليها عملية إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬والمنصوص عليها في المادة‬
‫‪ 4‬منه‪ ،‬بحيث تتضمن إدارة المشروع المبادئ الرئيسية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬احترام األهداف المحددة‪ ،‬و البرنامج الموضوع من طرف صاحب المشروع‪.‬‬
‫‪ -‬تكامل المشروع مراعاة لمعطيات موقع البناء‪ ،‬و الخصوصيات المنشأة‪ ،‬بما فيها مختلف المخاطر‬
‫المرتبطة بالموقع‪ ،‬البحث عن الجانب الوظيفي التام‪ ،‬و اقتصاد المشروع‪.‬‬
‫و يحدد المشروع التمهيدي للقانون السابق الذكر اإلطار العام لمهام إدارة المشروع في ميدان البناء‬
‫التي على أصحاب المشاريع‪ ،‬وأصحاب العمل الخاصة‪ ،‬أو العمومية احترامها‪.‬‬
‫و هذه المهام نصت عليها المادة ‪ 6‬من المشروع التمهيدي للقانون السالف الذكر‪ ،‬بحيث تنص كاآلتي‪:‬‬
‫"تشمل إدارة المشروع عدة مهام‪ ،‬تتضمن الدراسات الخصوصية‪ ،‬و الخدمات المتخصصة‪ ،‬كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬دراسات التصور المعمارية‪،‬‬
‫‪ -‬الدراسات التقنية الهندسية‪،‬‬
‫‪ -‬دراسات التربة‪،‬‬
‫‪ -‬الرقابة التقنية‪،‬‬
‫‪ -‬متابعة تنفيذ األشغال‪،‬‬
‫‪ -‬المساعدة و التنسيق‪.‬‬
‫و سنتطرق إلى دراسات التصور المعمارية في النقطة األولى‪ ،‬ثم سنحاول إيضاح الدراسات التقنية‬
‫الهندسية‪ .‬و يتفق المهنيين أن التحكم األمثل للمشروع يكون من خالل تجزئة إدارة المشروع إلى جزأين‪،‬‬
‫األول يتعلق بالهندسة المعمارية(‪ ،)3‬و الثاني يتعلق بالهندسة التقنية(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬و هناك أوجه شبه بين عقد المقاولة و عقد الوكالة‪ ،‬و تبرز في أنهما تتبعان القيام بعمل لحساب شخص أخر‪ ،‬لكنهما يختلفان في الموضوع‪ ،‬بحيث‬
‫يكون موضوع المقاولة عمل مادي في حين يكون موضوع الوكالة عمل قانوني‪ .‬في "الوكالة" أنظر‪:‬‬
‫‪- Malaurie (Ph.) Aynès (L.), Gautier (P-Y), les contrats spéciaux, Édition juridiques associée, 2003, n°530, p.319.‬‬
‫‪- De Laubadère (A.), Moderne (F.), Delvolve (P.), Traité de Contrat Administratifs, tome premier, n°1 a 756, paris, L.G.D.J.,‬‬
‫‪1983, n°309, p.368.‬‬
‫(‪ )2‬تنص المادة ‪ 24‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 02-54‬المؤرخ في ‪ 26‬مايو سنة ‪ ،2554‬الذي يتعلق بشروط اإلنتاج المعماري‪ ،‬و ممارسة مهنة‬
‫المهندس المعماري (الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 19‬مايو سنة ‪ ،2554‬العدد ‪ ،71‬ص‪ ،)4.‬أنه‪" :‬يعد صاحب العمل‪ ،‬عند إنجاز مهمته وطبقا‬
‫ألحكام المادة ‪ 994‬من القانون المدني‪ ،‬المدافع عن مصالح صاحب المشروع و يتحمل مسؤولية جميع األعمال المهنية المنوطة به"‪.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫حول مقترحات االصالحات في مجال الهندسة المعمارية‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪BTPH news, Revue Bimestrielle du bâtiment des travaux publics et de l’hydraulique et de l’environnement, numéro double 7‬‬
‫‪et 8, janvier-avril 2007. ELWATAN Immobilier, semaine du dimanche 25 à Samedi 31 décembre 2006, Séminaire « clôture‬‬
‫‪des Assises de l’architecture », « adoption de plusieurs recommandations ».‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Belfadel (A.), La construction en Algérie quel degré de vulnérabilité ? 2008, p.3.‬‬

‫‪113‬‬
‫أ ‪ -‬دراسات التصور المعمارية‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫و تشمل دراسات التصور المعمارية ‪ ،‬التي يقوم بها المهندس المعماري (‪ ، )Architectes‬أو مكتب‬
‫الدراسات للهندسة المعمارية صاحب العمل ‪ Maître d’œuvre‬أساسا‪ ،‬إنجاز‪:‬‬
‫‪ -‬الرسم المبدئي‪.‬‬
‫‪ -‬المشروع التمهيدي‪.‬‬
‫‪ -‬دراسات المشروع‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة صاحب المشروع إلبرام عقود األشغال مع المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬دراسات التنفيذ‪ ،‬أوفحص مطابقة المشروع‪ ،‬والتأشير على الدراسات التي قام بها المقاول‪.‬‬
‫‪ .1‬مهمة الرسم المبدئي‬
‫و وفقا للمادة ‪ 20‬من المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان‬
‫البناء‪ ،‬فإن الرسم المبدئي ‪ Esquisse‬عبارة عن مجسم المشروع‪ .‬وتتمثل في اقتراح متغير‪ ،‬أو عدة‬
‫متغيرات تضم العناصر األساسية الحتياجات صاحب المشروع‪ ،‬وتقديم األحكام العامة ذات الطابع‬
‫المعماري‪ ،‬و الهندسة المعمارية و التقنية‪ ،‬و تهدف إلى‪:‬‬
‫‪ -‬التحقق من إمكانية تنفيذ العملية من خالل مختلف الصعوبات المتعلقة بالبرنامج و الموقع‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشارة إلى آجال االنجاز‪ ،‬و التحقق من محاسبة الظرف المالي الممنوح من طرف صاحب‬
‫المشروع‪.‬‬
‫و تشير المادة ‪ 22‬من المشروع التمهيدي للقانون السابق الذكر أنه يتم انجاز الرسم المبدئي على‬
‫أساس البرنامج الذي يقدمه صاحب المشروع لتحديد األهداف‪ ،‬االحتياجات‪ ،‬وكذلك الشروط التي يجب‬
‫تتوفر في المنشأة من الناحية الوظيفية‪ ،‬والهيكلية‪ ،‬واالقتصادية والتقنية‪ .‬و يفهم من هنا أن الرسم المبدئي‬
‫هو الحل األو لي للبرنامج المعد من طرف صاحب المشروع العمومي بعد التحقق من إمكانية تنفيذ العملية‪،‬‬
‫ويتضمن الرسم المبدئي إذن‪ ،‬الجزء المعماري (المظهر الجمالي)‪ ،‬و الحلول التقنية المقترحة(‪.)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ .2‬دراسات المشروع التمهيدي‬
‫(‪)5‬‬
‫و تسمح دراسات المشروع التمهيدي ‪ ،‬التي تعتبر العنصر الرقمي لحل شامل‪ ،‬بانجاز المنشأة‪ ،‬وتقام‬
‫بعد مصادقة صاحب المشروع على الرسم المبدئي‪ .‬و تشمل انجاز مخططات مرسومة التي تتعلق بـ ‪:‬‬
‫أ‪ -‬مخطط التهيئة‪ ،‬و مخطط إقامة المشروع‪ ،‬و مخطط الكتلي‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ارتفاعات الواجهات الرئيسية‪.‬‬
‫ج ‪ -‬المقاطع العرضية‪ ،‬و الطولية الضرورية لفهم المشروع‪.‬‬
‫د ‪ -‬المتغيرات المحددة لمختلف التقنيات الممكنة للبناء‪ ،‬و تتضمن كذلك‪:‬‬
‫‪ -‬مذكرة الحسابات المحددة للتنزيل الحموالت‪.‬‬
‫‪ -‬المذكرة الوصفية‪ ،‬و التبريرية للحل أو الحلول المرتقبة‪.‬‬
‫‪ -‬جدول مقارنة المساحات بالنسبة للبرنامج المسطر‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الحصص التقنية‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 5‬من المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪ ،‬أنظر ملحق البحث ص‪.171.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Voir : MERLIN (Pierre), (coordination Général), et CHOAY (Françoise), Dictionnaire de l’urbanisme et de l’aménagement,‬‬
‫‪QUADRIGE/MANUAL, 1é édition, avril 2005, Presses universitaire de France, 1988, p.69-70. CNATEAUREYNAUD (Philippe),‬‬
‫‪Dictionnaire de l’urbanisme, « Jurisprudence, Doctrine, Analyse », Le Moniteur, 3éme édition, Paris, 2003.Mémento Pratique, Professions‬‬
‫‪libérales 2001-2002 ; juridique, fiscal, social, comptable, éditions Francis Lefebvre, octobre 2000, n°251, p.28.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Moderne (Franck), La fonction de maîtrise d’œuvre dans la construction publique, op.cit., n°231, p.142.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪TERNEYRE (Philippe), Maîtrise d’œuvre « constructions publiques », op.cit., n°5139, p.784, 785.‬‬
‫(‪ )5‬المادة ‪ 21‬من المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬وأجر ذلك‪ ،‬أنظر ملحق البحث ص‪.171.‬‬

‫‪114‬‬
‫‪ -‬المتغير المعتمد لتقنيات التشييد‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫و المتغيرات التي يفرضها صاحب المشروع يجب أن تراعي خصوصيات المشروع بدرجة معينة ‪.‬‬
‫‪ 1 – 2‬أجزاء دراسات المشروع التمهيدي‬
‫و نصت عليها المادة ‪ 27‬من المشروع التمهيدي للقانون السالف الذكر‪ ،‬بحيث تتضمن دراسات المشروع‬
‫التمهيدي ‪ ،Avant Projet‬دراسات المشروع التمهيدي الموجزة و دراسات المشروع التمهيدي المفصلة‪،‬‬
‫وهذا اختالف جذري للمهام المنصوص عليها في القرار الوزاري المشترك لسنة ‪.2566‬‬
‫أ) دراسات المشروع التمهيدي الموجزة(‪ ،Avant Projet Sommaire)2‬تهدف إلى‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد بمخطط و باألحجام التركيبة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬تقدير األحجام الداخلية و المظهر الخارجي للمنشأة‪.‬‬
‫‪ -‬اقتراح األحكام التقنية التي يمكن ترقبها‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الجدول الزمني لالنجاز و تقسيم إلى أجزاء وظيفية عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪ -‬وضع تقدير مؤقت لكلفة األشغال المتوقعة‪.‬‬
‫و النتيجة هنا‪ ،‬أن في هذه المرحلة ينتقل صاحب العمل فيها إلى قابلية انجاز البناء موضوع الرسم‬
‫المبدئي (األحجام والمظهر الخارجي‪ ،)3()...،‬و تتميز هذه المرحلة بتحديد األولي للكلفة التقديرية لألشغال‬
‫وآجال االنجاز منشأة البناء‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ب) دراسات المشروع التمهيدي المفصلة ‪ ،Avant Projet Détaillé‬تهدف إلى‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد المساحات المفصلة لكل عناصر البرنامج‪.‬‬
‫‪ -‬سطر بمخطط‪ ،‬المقاطع و الواجهات‪ ،‬أبعاد المنشأة و كذلك مظهرها‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد مبادئ اإلنشاءات‪ ،‬و لوازم البناء‪ ،‬و التجهيزات التقنية‪.‬‬
‫‪ -‬وضع التقدير النهائي لتكلفة األشغال المتوقعة‪ ،‬مجزءة إلى حصص منفصلة‪.‬‬
‫‪ -‬السماح لصاحب المشروع سطر البرنامج نهائيا‪.‬‬
‫‪ -‬السماح بوضع األجرة وفق الشروط المنصوص عليها في عقد إدارة المشروع‪.‬‬
‫و تتميز هذه المرحلة بالتحديد النهائي لكلفة األشغال(‪ ،)5‬و تحديد أجرة صاحب العمل المتعامل‬
‫المتعاقد‪ .‬كما تنص المادة ‪ 24‬من المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع‬
‫في ميدان البناء على أنه يمكن أن تنفذ دراسات المشروع التمهيدي الموجزة‪ ،‬والمشروع التمهيدي‬
‫المفصل‪ ،‬في مرحلة واحدة لدراسات منشأة البناء‪.‬‬
‫و يمكن اإلشارة إلى أن التقدير التقريبي لكلفة العملية في القرار الوزاري المشترك لسنة ‪2566‬‬
‫(المادة ‪ 8‬منه)‪ ،‬تتم في مرحلة الرسم المبدئي‪ ،‬كما تتضمن دراسات المشروع التمهيدي‪ ،‬زيادة على المهام‬
‫المذكورة أعاله‪ ،‬إعداد الملفات و االستشارات التي هي ضمن اختصاصات إدارة المشروع‪ ،‬والضرورية‬
‫للحصول على رخصة البناء‪ ،‬و الرخص اإلدارية األخرى‪ ،‬و كذا مساعدة صاحب المشروع عند القيام‬
‫بإجراءات الحصول على رخصة البناء (المادة ‪ 29‬من المشروع التمهيدي للقانون السابق الذكر)‪ ،‬بحيث‬
‫يتم وضع التصاميم بصف نهائية من أجل إعداد ملف طلب رخصة البناء‪ ،‬والرخص اإلدارية األخرى(‪.)6‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), Les Marches de Maîtrise d’œuvre dans la construction publique, op.cit.,‬‬
‫‪n°20, 21, p.57.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Voir ; RAPP (L.), TERNEYRE (Ph.), (Sou.dir.), op.cit., n°2293, p.920.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°19, p.57.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Voir ; RAPP (L.), TERNEYRE (Ph.), (Sou.dir.), op.cit., n°2294, p.920.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°19, p.57.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Moderne (Franck), op.cit., n°232, p.142.‬‬

‫‪115‬‬
‫و عند مقارنة المادة ‪ 27‬من المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في‬
‫ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪ ،‬بأحكام المرسوم الفرنسي رقم ‪ 102-27‬المؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪ ،2527‬الذي‬
‫يتعلق بشروط دفع أجرة مهام الهندسة‪ ،‬و الهندسة المعمارية المنجزة لحساب الجماعات العمومية من قبل‬
‫متعاملين من القانون الخاص(‪ ،)1‬جاءت بنفس التقسيم‪ ،‬و المضمون تقريبا بالنسبة لدراسات المشروع‬
‫التمهيدي‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .3‬دراسات المشروع‬
‫و تهدف دراسات المشروع طبقا للمادة ‪ 28‬من المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة‬
‫إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬وأجر ذلك‪ ،‬إلى‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد بالمخططات‪ ،‬المقاطع و االرتفاعات‪ ،‬و أشكال مختلف عناصر البناء‪ ،‬و طبيعة وخصائص‬
‫لوازم البناء‪ ،‬و شروط تطبيقها‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد إقامة المشروع‪ ،‬و مزاحمة كل العناصر الهيكلية و التقنية‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد خطوط تزويد‪ ،‬و تصريف كل السوائل‪.‬‬
‫‪ -‬وضع كلفة األشغال المتوقعة (أو الكلفة التقديرية لالشغال)‪ ،‬و تجزئتها إلى أقسام المشروع على‬
‫أساس تحديد المتري األولي‪،‬‬
‫‪ -‬تكوين ملف المنشآت المنفذة‪ ،‬و الضرورية الستغاللها‪.‬‬
‫‪ -‬السماح لصاحب المشروع من خالل هذا التقييم‪ ،‬سطر الكلفة المتوقعة النجاز المنشأة‪ ،‬و تقدير‬
‫كلفة استغاللها‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد اآلجال اإلجمالية النجاز المنشأة‪.‬‬
‫و تكرر مهمة دراسات المشروع بعض عناصر دراسات المشروع التمهيدي المفصلة منها "تحديد‬
‫المخططات‪ ،‬المقاطع و ارتفاعات‪ ،‬و األشكال مختلف العناصر البناء‪."...،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ .4‬مساعدة صاحب المشروع في اختيار المقاول‬
‫و حسب المادة ‪ 22‬من المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان‬
‫البناء‪ ،‬وأجر ذلك‪ ،‬تهدف مهمة "مساعدة صاحب المشروع في اختيار المقاول" إلى‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد االستشارات المؤسسات‪ ،‬حسب شكل إبرام‪ ،‬و منح الصفقات‪.‬‬
‫‪ -‬و إذا اقتضى األمر القيام باختيار المترشحين‪ ،‬و فحص العروض المقترحة‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل عروض المؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد الصياغة‪ ،‬و ضبط صفقة األشغال التي ستبرم مع المؤسسة‪.‬‬
‫و ينص المشروع التمهيدي للقانون السابق الذكر صراحة على أشكال‪ ،‬و إجراءات إبرام عقد‪ ،‬أو‬
‫عقود األشغال وفقا إلجراءات إبرام الصفقات العمومية (و السيما صفقات العمومية لألشغال)(‪ ،)4‬و في‬
‫العنصر األخير يتكلم على صياغة و ضبط صفقة األشغال(‪ ،)5‬مما يدعو القول أنه تخضع العقود المبرمة‬
‫بين أصحاب المشاريع العمومية‪ ،‬وأصحاب العمل الخواص إلى أحكام قانون الصفقات العمومية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪Décret n°73-207 du 28 février 1973 relatif aux conditions de rémunération des missions d’ingénierie et d’architecture‬‬
‫‪remplies pour le compte des collectivités publiques par des prestataires de droit privé.J.O.R.F., Du 1er mars 1973, p.2255.‬‬
‫‪ -‬و تجدر اإلشارة أن العناصر المذكورة في مهمة "دراسات المشروع" هي نفس العناصر الذي جاء بها القانون الفرنسي بالنسبة للمهمة المعنية‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Voir ; RAPP (L.), TERNEYRE (Ph.), (Sou.dir.), op.cit., n°2295, p.920. Voir aussi ; TERNEYRE (Philippe), Maîtrise‬‬
‫‪d’œuvre « constructions publiques », op.cit., n°5135, p.789.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Moderne (Franck), op.cit., n°235, p.144. Voir aussi ; RAPP (L.), TERNEYRE (Ph.), (Sou.dir.), « Maîtrise d’œuvre »,‬‬
‫‪op.cit., n°2295, p.920; TERNEYRE (Philippe), Maîtrise d’œuvre « constructions publiques », op.cit., n°5140, p.785.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫و يقوم صاحب العمل الخاص بتحليل عروض المؤسسات المترشحة‪ ،‬و هذا يتعارض مع المبدأ الذي يقول أن صاحب المشروع هو الذي يعين لجان فتح‪ ،‬وتقويم‬
‫العروض ‪.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫أنظر ملحق البحث ص‪.171.‬‬

‫‪116‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .5‬دراسات التنفيذ‬
‫طبقا لنص المادة ‪ 26‬من المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في‬
‫ميدان البناء‪ ،‬وأجر ذلك‪ ،‬تهدف دراسات تنفيذ التي تشمل العناصر الوصفية والمبررة لألحكام التقنية‬
‫المقترحة إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬وضع المخططات التنفيذ‪ ،‬و المواصفات الخاصة لالستعمال في الورشة‪ ،‬و كذا المخططات‬
‫الملخصة الموافقة لها‪.‬‬
‫‪ -‬وضع على أساس مخططات التنفيذ‪ ،‬كشفا كميا مفصل بحصص أو بأجزاء المشروع‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بعملية التماسك التقني للوثائق التي تقدمها المؤسسات عندما تنجزها هذه األخيرة بنفسها‪،‬‬
‫يعتمد انجاز الدراسات التنفيذ على تدخل منسق و محكم من مختلف التخصصات‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫و في هذه المرحلة يتم االنطالق الفعلي للمشروع في الورشة‪ ،‬أو الورشات ‪ ،‬و تعد (دراسات‬
‫التنفيذ) امتداد لدراسات المشروع‪ ،‬وأهم ما يميز هذه المرحلة هو إشراك المقاول في دراسات التنفيذ(‪.)3‬‬
‫وتتم مرحلة "مساعدة صاحب المشروع في اختيار المقاول األشغال" قبل دراسات التنفيذ‪ ،‬و هذا ما يفسر‬
‫إشراك المقاول في دراسات التنفيذ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫و يقول األستاذ "‪ " Franck Moderne‬أن تدخل المقاول في عملية المشروع التمهيدي ‪ ،‬يذكرنا‬
‫بالمناهج أو التقنيات المطبقة لإلنجاز‪ ،‬و بالنسبة للموردين المنتوجات الصناعية بعملية تنفيذ المنتوجات‬
‫الصناعية‪ ،‬مما يفسر هذا التدخل(‪.)5‬‬
‫و يفصل المشروع التمهيدي للقانون السابق الذكر الملف التقني عن المشروع التنفيذي‪ ،‬كما هو عليه‬
‫في القرار الوزاري المشترك لسنة ‪( 2566‬المادة ‪ 6‬منه)‪ ،‬الذي هو من اختصاص التقنيين‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ب ‪ -‬الدراسات التقنية الهندسية‬
‫و تعرف الهندسة التقنية بأنها مجموعة من النشاطات التي تهدف إلى تصور منهجي‪ ،‬و وظيفي‬
‫للمنشآت‪ ،‬أو التجهيزات التقنية‪ ،‬و الصناعية‪ ،‬و وضع المشروع‪ ،‬و تنسيق‪ ،‬و رقابة اإلنجاز(‪ ،)7‬و تنص‬
‫المادة ‪ 10‬من المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪،‬‬
‫وأجر ذلك‪ ،‬على أن الدراسات التقنية الهندسية تهدف إلى تذليل حلول للمشاكل ذات طابع تقني‪ ،‬و عملي‪،‬‬
‫و اقتصادي‪ ،‬و أمني مرتبطة بالبناء‪ ،‬و تنفيذ اإلنشاءات‪ ،‬و تشمل إنجاز دراسات تتعلق بالهندسة المدنية‪،‬‬
‫واختيار التصورات المالئمة لألنظمة اإلنشائية‪ ،‬و التوزيع الكهربائي‪ ،‬والتكييف الهوائي‪ ،‬و التدفئة‪،‬‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫و هذه الدراسات هي من اختصاص المهندس في الهندسة المدنية‪ ،‬أو مكاتب الدراسات التقنية التي‬
‫تتضمن مهندسين في الهندسة المدنية و البيئة‪...،‬الخ‪ ،‬و لكن لم يتم تحديد في أي مرحلة يقوم بهذه‬
‫الدراسات هل تأتي بعد دراسات التصور المعمارية أو أثناء انجازها؟‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Voir ; RAPP (L.), TERNEYRE (Ph.), (Sou.dir.), « Maîtrise d’œuvre », op.cit., n°2295, p.920, Voir aussi ; TERNEYRE‬‬
‫‪(Philippe), Maîtrise d’œuvre « constructions publiques », op.cit., n°5140, p.785.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°22, p.57.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Moderne (Franck), op.cit., n°234, p.144.‬‬
‫(‪ )4‬و في فرنسا تجمل المهام إلى دراسات المشروع التمهيدي (بأجزائه)‪ ،‬و دراسات المشروع ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪« L’intervention de l’entrepreneur dès l’avant-projet, évoque les « méthodes ou techniques de réalisation » (et, pour les‬‬
‫‪fournisseurs de produits industriels, l’existence de « produits industriels à mettre en œuvre » qui « impliquent » une telle‬‬
‫‪intervention », Moderne (F.), op.cit., n°211, p.133.‬‬
‫(‪ )6‬فيما يخص الدراسات التقنية الهندسية‪ ،‬أنظر إلى‪:‬‬
‫‪Avant projet de la loi Portant création, organisation et fonctionnement de l’ordre national des ingénieurs de construction‬‬
‫‪(ONIC), Annexe, Titre 3, Art/2.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°71, p.117.‬‬
‫‪ -‬و تلعب دور أساسي في إنجاز‪ ،‬و إتمام البناء‪ ،‬و هي تحتكر مجال المنشآت الفنية‪ ،‬أو األشغال العمومية أينا يكون الطابع التقني لهذه الدراسات يتحكم في المشروع ‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫و تنص المادة ‪ 25‬من المشروع التمهيدي للقانون السابق الذكر على أنه تسمح دراسات التنفيذ‪،‬‬
‫بتأسيس ملف تقني يشمل الوثائق المكتوبة‪ ،‬و الوثائق المرسومة‪ ،‬و الوثائق الملحقة‪ ،‬تخضع لتأشيرة هيئة‬
‫الرقابة التقنية للبناء‪ .‬فتسمح دراسات التنفيذ بإقامة الملف التقني‪ ،‬و المتمثلة في الدراسات التقنية الهندسية‪،‬‬
‫و تنفذ بعد الحصول على تأشيرة هيئة الرقابة التقنية‪ ،‬مما يدعو القول أن هيئة الرقابة التقنية تساهم في‬
‫عملية الدراسات‪ ،‬وتأتي أثناء تنفيذ الدراسات (أي أثناء تنفيذ العقد)‪.‬‬
‫حيث تأتي الرقابة السالفة الذكر أثناء دراسات التصور المعماري‪ ،‬و بالضبط في مرحلة دراسات‬
‫المشروع التمهيدي‪ ،‬ألن هذا األخير يسمح بتكوين ملف طلب رخصة البناء‪ ،‬و المبدأ أن ملف رخصة‬
‫البناء يجب أن يتضمن دراسات معمارية يعدها مهندس معماري‪ ،‬و دراسات الهندسة المدنية يعدها مهندس‬
‫في الهندسة المدنية‪.‬‬
‫و تشمل الدراسات التقنية انجاز الدراسات التي تتعلق بالهندسة المدنية‪ ،‬و اختيار التصورات المالئمة‬
‫لألنظمة اإلنشائية‪ ،‬و التوزيع الكهربائي‪ ،‬و التكييف الهوائي‪ ،‬و التدفئة‪ ،‬و غيرها(‪.)1‬‬
‫و هذه العناصر مذكورة في القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬ضمن الوثائق الملحقة للمشروع‬
‫التنفيذي (المادة ‪ 6‬الشطر "ج")‪ ،‬و المشروع التمهيدي للقانون‪-‬السابق الذكر‪ -‬يوزع مهمة المشروع‬
‫التنفيذي المنصوص عليها في القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬إلى دراسات المشروع‪ ،‬و دراسات‬
‫التنفيذ المعمارية والممهدة لتكوين الملف التقني موضوع الدراسات التقنية الهندسية‪.‬‬
‫ج ‪ -‬دراسات التربة‬
‫و تشير إليها المادة ‪ 12‬من المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في‬
‫ميدان البناء‪ ،‬وأجر ذلك‪ ،‬و تقدم دراسات التربة المعطيات الضرورية قصد االستعالم حول قابلية األرض‬
‫للبناء‪ ،‬و يقوم بهذه الدراسات متخصصين في مخابر (‪ )Laboratoire‬مجهزة بالوسائل المالئمة‪ .‬والمالحظ‬
‫من خالل أحكام القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬أنه يقوم صاحب العمل (المستشار الفني)‬
‫بدراساته المعمارية على أساس المخطط الكتلي المقدم في المشروع التمهيدي‪ ،‬الذي يصادق عليه صاحب‬
‫المشروع‪ .‬و تجرى دراسات التربة في المخبر الذي يعينه صاحب المشروع‪ ،‬و يراقب (المخبر) نتائج‬
‫الجيوتقنية‪ ،‬و تفسيرها‪ ،‬وتعطى االستعالمات المتعلقة بقابلية األرض للبناء(‪ ،)2‬و بعدها يقوم صاحب العمل‬
‫بتقديم ملف رخصة البناء‪ ،‬وهنا أيضا يمكن القول أن دراسات التربة تتم بعد دراسات المشروع التمهيدي‪.‬‬
‫د ‪ -‬الرقابة التقنية‬
‫تنص المادة ‪ 11‬من المشروع التمهيدي للقانون السابق الذكر على أنه تشمل الرقابة التقنية على‬
‫صالبة البناءات‪ ،‬و كذا مطابقتها للمقاييس(‪ ،)3‬و تهدف إلى‪:‬‬
‫‪ -‬التحقق من الدراسات المعمارية‪ ،‬و التقنية‪ ،‬و مطابقتها مع مختلف المتطلبات التي يواجهها البناء‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ -‬رقابة تنفيذ األشغال لضمان االستقرار‪ ،‬و مقاومة البناء حسب نوعية التربة‪ ،‬و المخاطر الطبيعية ‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 1/10‬من المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪ .‬أنظر ملحق البحث ص‪.171.‬‬
‫(‪ )2‬حول أهمية دراسات التربة أنظر‪:‬‬
‫‪« Intégration des ouvrages technique en milieu urbain ou naturel », EL WATAN Immobilier, semaine du dimanche 1 au samedi 7 juillet‬‬
‫‪2007, p.7. EL WATAN Immobilier, semaine du dimanche 2 au samedi 8 décembre 2007, page 4. EL WATAN Immobilier, semaine du‬‬
‫‪dimanche 15 au samedi 21 avril 2007, page 4/5.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Voir ; - Circulaire n°780/BCC/89 relative à l’application des règlements techniques et normes de construction.- Circulaire‬‬
‫‪n°006/CIR/CG du 20 mai 2000 relative à la cohérence entre les normes et règlements techniques.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫و في مجال الوقاية من الزالزل البد من احترام المخطط العام للوقاية من الزالزل‪ ،‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 10-04‬المؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر سنة ‪ ،1004‬الذي يتعلق بالوقاية‬
‫من األخطار الكبرى و تسيير الكوارث في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 15‬ديسمبر سنة ‪ ،1004‬العدد ‪ ،64‬ص‪ .27.‬و في نفس اإلطار يقوم المركز‬
‫الوطني للبحث المطبق في هندسة مقاومة الزالزل‪ ،‬بتطوير معايير البناء المضادة للزالزل‪ 2‬أنظر‪ :‬المرسوم رقم ‪ 22-69‬المؤرخ في ‪ 27‬أبريل ‪ ،2569‬الذي يتضمن إنشاء مركز وطني‬
‫للبحث المطبق في هندسة مقاومة الزالزل‪( ،‬ج‪2‬ر‪ ،2‬بتاريخ األحد ‪ 24‬أبريل سنة ‪ ،2569‬ع‪ ،282‬ص‪ ،)498.‬المعدل و المتمم بموجب المرسوم رقم ‪ 121-68‬المؤرخ في ‪ 25‬غشت‬
‫‪( ،2568‬ج‪2‬ر‪ ،2‬بتاريخ األربعاء ‪ 10‬غشت ‪ ،2568‬ع‪ ،74 2‬ص ‪ ،)2492‬و المرسوم التنفيذي رقم ‪ 904-07‬المؤرخ في ‪ 70‬ديسمبر ‪ ،1007‬ج‪2‬ر‪ ،2‬بتاريخ األربعاء ‪ 72‬ديسمبر ‪،1007‬‬
‫ع‪ ،64 2‬ص‪.6.‬‬

‫‪118‬‬
‫و المالحظ أن محرري المشروع التمهيدي للقانون السابق الذكر يخضعون الدراسات المعمارية إلى‬
‫الرقابة التقنية‪ ،‬و التي كما رأينا تتضمن العنصر الجمالي المقترح‪ ،‬فالرقابة التقنية‪ ،‬تشمل على العناصر‬
‫التقنية‪ ،‬و من خالل التسمية‪ ،‬تعطي لنا لمحة على المجال التي تشمله هذه الرقابة(‪ ،)1‬و الرقابة التي تشمل‬
‫المظهر الجمالي للبناء تقوم بها اإلدارة (أحكام رخصة البناء)‪.‬‬
‫و تتم عملية الرقابة التقنية في مراحل التصور و اإلنجاز‪ ،‬ففي األولى يقوم بمراقبة ما مدى احترام‬
‫التنظيمات‪ ،‬و ال معايير التقنية عند انجاز دراسات التصور‪ ،‬و مدى احترام تطبيقاتها في عملية االنجاز‬
‫المادي للتصورات‪ ،‬و كذلك مراقبة نوعية مواد البناء المستعملة مع المقاييس التنظيمية(‪ ،)2‬أما جزء‬
‫الدراسات التي تقوم بها هيئة الرقابة التقنية‪ ،‬هي الدراسات التقنية التي يقوم بها المهندسين ‪،Ingénieurs‬‬
‫وهذا ما يفهم من نص المادة ‪ 22‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 724-07‬المؤرخ في ‪ 28‬سبتمبر سنة ‪،1007‬‬
‫الذي يحدد شروط‪ ،‬و كيفيات منح اإلعانات إلعادة بناء السكنات المنهارة‪ ،‬أو المصرح بعدم قابليتها‬
‫للترميم من جراء زلزال ‪ 12‬مايو سنة ‪ ،1007‬التي نصت أنه تنفذ أشغال إعادة البناء طبقا لدراسات تقنية‬
‫تعد ها مكاتب دراسات معتمدة‪ ،‬وتصادق عليها قانونا هيئات المراقبة التقنية للبناء(‪.)3‬‬
‫و يقوم صاحب المشروع‪ ،‬وفقا للقرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬بإبرام اتفاقية مع الهيئة المكلفة‬
‫بالمراقبة التقنية للبناء فيما يخص كل البنايات التي تدخل ضمن اختصاصاتها‪ ،‬فور التوقيع على االستشارة‬
‫الفنية (إدارة المشروع)(‪.)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫هـ ‪ -‬متابعة األشغال عن طريق التوجيه و التنسيق و إرشاد األشغال‬
‫حسب نص المادة ‪ 17‬من المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في‬
‫ميدان البناء تهدف مهمة "متابعة األشغال عن طريق التوجيه والتنسيق وإرشاد األشغال" إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تحليل المهام األساسية التي تتضمن دراسات التنفيذ‪ ،‬و األشغال‪ ،‬و تحديد ترابطهم من خالل وثائق‬
‫المرسومة‪.‬‬
‫‪ -‬انسجام في الزمان‪ ،‬و في المكان أعمال مختلف التدخالت في ورشة انجاز األشغال‪.‬‬
‫‪ -‬وضع حيز التنفيذ مختلف إجراءات التنظيم المسطرة في مجال التوجيه‪ ،‬و التنسيق‪.‬‬
‫و المالحظ أن المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪،‬‬
‫و أجر ذلك‪ ،‬يوزع مهمة متابعة تنفيذ األشغال المنصوص عليها في المادة ‪ 20‬من القرار الوزاري‬
‫المشترك لسنة ‪ 2566‬إلى متابعة األشغال عن طريق التوجيه(‪ ،Ordonnancement )6‬والتنسيق‬
‫‪ ،Coordination‬و إرشاد األشغال ‪( ،Pilotage des Travaux‬و يوسع محرري المشروع هذه المهمة وهذه‬
‫األخيرة تتضمن مفاهيم واسعة)‪ ،‬و هذه المهمة حسب األستاذ "‪ "Franck Moderne‬يقوم بها صاحب‬
‫الورشة ‪ Maître de Chantier‬و هو عادة صاحب التصميم أو المقاول‪ ،‬و تتمثل مهمة التوجيه‬
‫‪ Ordonnancement‬في تحليل المهام األساسية التي تتضمن دراسات التنفيذ‪ ،‬و األشغال‪ ،‬و تحديد ترابطهم‬
‫من خالل وثائق المرسومة‪ ،‬أما عملية التنسيق ‪ Coordination‬تهدف إلى تحقيق انسجام في الزمان‪ ،‬وفي‬

‫(‪ )1‬و تنص المادة ‪ 7‬من القانون األساسي (المرسوم رقم ‪ 107-68‬المؤرخ في ‪ 25‬أوت سنة ‪ )2568‬للهيئة المراقبة التقنية للبناء وسط البالد‪ ،‬أنه‪" :‬تراقب الهيئة تقنيا‬
‫بناء مختلف أنواع العمارات لتتأكد من ثبات بنائها‪ ،‬و ديمومته و أسسه‪ ،‬و صالحية كل ماله تأثير في ثباته‪ ،‬و هيكله‪ ،‬وجدران محيطه و سقوفه بغية تقليل أخطار‬
‫الفوضى في هذا المجال و المساهمة في الوقاية من النقائص التقنية التي قد تطرأ أثناء االنجاز"‪.‬‬
‫و تتمثل هذه المهمة في دراسة جميع التراتيب التقنية التي تتضمنها المشاريع دراسة نقدية‪ ،‬السيما رقابة تصميم األعمال الكبرى و العناصر التي ترتبط بها للتأكد من‬
‫مطابقتها لقواعد البناء و مقاييسه"‪.‬‬
‫(‪ )2‬حماني ساجية‪ ،‬المراقبة التقنية للبناء‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير –حقوق‪ -‬فرع‪ :‬الدولة والمؤسسات العمومية‪ ، 1006/1002 ،‬ص‪.221.‬‬
‫(‪ )3‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 12‬سبتمبر سنة ‪ ،1007‬العدد ‪ ،92‬ص‪.20.‬‬
‫(‪ )4‬المادة ‪ 26‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪.2566‬‬
‫(‪)5‬‬
‫; ‪Moderne (Franck), La fonction de maîtrise d’œuvre dans la construction publique, op.cit., n°236, p.148. Voir aussi‬‬
‫‪RAPP (L.), TERNEYRE (Ph.), (Sou.dir.), op.cit., n°2295, p.920.‬‬
‫(‪ )6‬و يشير هذا العن صر إلى فكرة أوامر الخدمة التي توجه إلى المقاول بعد مصادقة صاحب المشروع على التوقيع‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المكان أعمال مختلف التدخالت في ورشة إنجاز األشغال ‪ ،‬و إرشاد األشغال ‪Pilotage des Travaux‬‬
‫تسمح بوضع حيز التنفيذ مختلف إجراءات التنظيم المسطرة في مجال التوجيه والتنسيق(‪ .)2‬و لم ينص‬
‫المشروع التمهيدي للقانون السابق الذكر على مهمة عرض اقتراحات التسديد‪ ،‬عكس القرار الوزاري‬
‫المشترك لسنة ‪ 2566‬الذي نص عليها في المادة ‪ 22‬منه‪ ،‬و المتعلقة بمهمة عرض اقتراحات التسديد‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫و ‪ -‬المساعدة المقدمة لصاحب المشروع عند عمليات االستالم و أثناء فترة الضمان‬
‫إن مهمة المساعدة المقدمة لصاحب المشروع عند عمليات االستالم و أثناء فترة الضمان‪ ،‬وفقا لنص‬
‫المادة ‪ 14‬من المشروع التمهيدي للقانون السابق الذكر تهدف إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تنظيم العمليات األولية الستالم األشغال‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان متابعة األشغال المرتبطة برفع التحفظات‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بفحص الفوضى المشار إليها من قبل صاحب المشروع‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ -‬تأسيس الملفات المتعلقة بالمنشآت المنفذة‪ ،‬و الضرورية الستغاللها ‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن أحكام مشروع التمهيدي للقانون السابق الذكر جاءت في إطار عام لمهام إدارة‬
‫المشروع‪ ،‬بحيث تحدد كيفيات تطبيق األحكام السابقة الذكر‪ ،‬عن طريق التنظيم (المادة ‪ 18‬من المشروع‬
‫التمهيدي للقانون السابق الذكر)‪.‬‬
‫و يحظى عقد إدارة المشروع (االستشارة الفنية) في ميدان البناء بنظام خاص به‪ ،‬فال يمكن تصنيفه‬
‫من بين صفقات الدراسات(‪ ،)5‬ألن الدراسات تعتبر جزء من أعمال إدارة المشروع‪ ،‬و يتبين ذلك من‬
‫خالل التعريف الذي جاء به القرار الوزاري المشترك(‪ ،)6‬و مختلف المهام السابقة الذكر‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التزامات صاحب العمل (المستشار الفني) النوعية‬


‫نصت المادة ‪ 24‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬في فقرتها الثانية (‪ )1‬على أن عقد‬
‫االستشارة الفنية (إدارة المشروع) يبين فيه مضمون المهام‪ ،‬و يحدد تكوين ملفاتها‪ ،‬كما يحدد في الوقت‬
‫نفسه التزامات المستشار الفني النوعية‪ ،‬غير أن القرار الوزاري المشترك لسنة ‪– 2566‬السابق الذكر‪ -‬لم‬
‫يحدد ما هي االلتزامات النوعية ‪ ،Obligations spécifiques‬و ارتأينا أنه من الضروري تحديد هذه‬
‫االلتزامات‪ ،‬ووصلنا إلى فكرة أن االلتزامات النوعية تشمل التزامات مرتبطة بمفهوم الملكية الفكرية‬
‫أساسا‪ ،‬و التزامات أخرى منها االلتزام باحترام اآلجال‪ ،‬و إلزامية التأمين‪ ،‬و االلتزام بالسرية فيما يخص‬
‫صفقات الدفاع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التزامات مرتبطة بمفهوم الملكية الفكرية‬


‫كما سبق ذكره نصت المادة ‪ 24‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬في فقرتها الثانية (‪ )1‬على‬
‫التزامات المستشار الفني النوعية‪ ،‬غير أن القرار الوزاري المشترك لم يحدد ما هي االلتزامات النوعية‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Moderne (Franck), La fonction de maîtrise d’œuvre dans la construction publique, op.cit., n°236, p.148.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫; ‪Moderne (Franck), La fonction de maîtrise d’œuvre dans la construction publique, op.cit., n°236, p.147.voir aussi‬‬
‫‪M.T.E.T.M, Syntec ingénierie, Association des ingénieurs territoriaux de France, Mission d’assistance à décideurs et maître‬‬
‫‪d’ouvrage, terminologie et repères de pratique, septembre 2005.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Moderne (Franck), La fonction de maîtrise d’œuvre dans la construction publique, op.cit., n°236, 237, p.145, 146.Voir‬‬
‫‪aussi ; RAPP (L.), TERNEYRE (Ph.), (Sou.dir.), « Maîtrise d’œuvre », op.cit., n°2300, p.920 ; TERNEYRE (Philippe),‬‬
‫‪Maîtrise d’œuvre « constructions publiques », op.cit., n°5144, p.786.‬‬
‫(‪ )4‬و نالحظ تكرار عنصر " تأسيس الملفات المتعلقة بالمنشآت المنفذة‪ ،‬و الضرورية الستغاللها" في كل من مهمة المتعلقة بـ"دراسات المشروع"‪ ،‬ومهمة المتعلقة‬
‫بـ"المساعدة المقدمة لصاحب المشروع عند عمليات االستالم و أثناء فترة الضمان"‪ 2‬و "الملفات المتعلقة بالمنشآت المنفذة" عبارة عن مجموعة من المخططات‬
‫والمذكرات التي تسمح لصاحب المشروع باستغالل المنشأة‪ ،‬وصيانتها ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪SABRI (M.), AOUDIA (K.), LALLEM (M.), Guide de gestion des marchés publics, Editions du SAHEL, 2000, p.65.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪SABRI (M.), AOUDIA (K.), LALLEM (M.), Guide de gestion des marchés publics, op.cit., p.65. Voir aussi ; Moderne‬‬
‫‪(F.), op.cit., n°135, p.90.‬‬

‫‪120‬‬
‫‪ Obligations spécifiques‬المفروضة على صاحب العمل (المستشار الفني)‪ ،‬و كما سبق ذكره فإن قانون‬
‫الواجبات المهنية المتعلق بالمهندسين المعماريين منشئ اللتزامات خاصة ‪،Obligations spécifique‬‬
‫وخاضعة لرقابة الهيئات النقابية(‪ ،)1‬إذا كان صاحب العمل‪ ،‬مهندس معماري أو مكتب دراسات للهندسة‬
‫المعمارية‪ ،‬أما إذا كان مكتب دراسات تقنية متكون من تقنيين‪ ،‬فإن األمر يختلف‪ ،‬فال يخضعون إلى نظام‬
‫خاص مثل المعماريين‪ ،‬وفي هذا اإلطار نلجأ إلى التشريع المقارن‪ ،‬ففي الجزائر ال يمكن التخلي عن‬
‫منهجية المقارنة‪ ،‬التي تعد من الخصائص الرئيسية للفقه القانوني الجزائري)‪ ،(2‬و دون الذهاب إلى خارج‬
‫حدود المغرب العربي الكبير‪ ،‬ففي قانون الصفقات العمومية المغربي(‪ ،)3‬نجد أنه حدد هذه االلتزامات‬
‫النوعية التي تتعلق بصفقات الدراسات‪ ،‬بحيث نصت المادة ‪ 7‬من المرسوم رقم ‪ 12082766‬الصادر في‬
‫‪ 28‬من محرم ‪ 9( 2416‬فبراير ‪ ،)1002‬الذي يحدد شروط‪ ،‬و أشكال إبرام صفقات الدولة‪ ،‬و كذا بعض‬
‫القواعد المتعلق بتدبيرها ومراقبتها(‪ ،)4‬المعنونة بـ"تعاريف" في شطر "ج" كاآلتي‪" :‬صفقات‬
‫الخدمات‪...‬الصفقات المتعلقة بأعمال الدراسات واإلشراف على األشغال التي تتضمن عند االقتضاء‪،‬‬
‫التزامات خاصة مرتبطة بمفهوم الملكية الفكرية"(‪ ،)5‬فااللتزامات الخاصة التي تتعلق بصفقات اإلشراف‬
‫على األشغال (إدارة المشروع في الجزائر)‪ ،‬مرتبطة بمفهوم الملكية الفكرية‪ ،‬و هذه األخيرة تشمل مجالين‬
‫أساسيين الملكية األدبية‪ ،‬و الفنية‪ ،‬والملكية الصناعية‪ ،‬و أعطت لها (أي الملكية الصناعية) السلطات‬
‫العمومية أهمية كبيرة منذ االستقالل(‪.)6‬‬
‫بحيث أولى المشرع الجزائري األهمية للملكية الصناعية(‪ ،)7‬و هذا االهتمام يجد دوافعه في استعمال‬
‫السلطات العمومية الصفقات العمومية كوسيلة من وسائل تنفيذ السياسة الصناعية(‪ ،)8‬و تحتل مكانة متميزة‬
‫في الملكية الفكرية عموما‪ ،‬و نص األمر رقم ‪ 50-82‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو سنة ‪ ،2582‬الذي يتضمن‬
‫قانون الصفقات العمومية(‪ )9‬في المادة ‪ 82‬منه‪ ،‬أنه تتصرف اإلدارة المتعاقدة في الدراسات‪ ،‬وتنص‬

‫(‪)1‬‬
‫‪« L’architecte…est soumis à un code des devoirs professionnels générateur d’obligation spécifiques, sous le contrôle des‬‬
‫‪instances ordinales » Liet-Veaux (G.), « Le nouveau code des devoirs professionnels des architectes », RDimm, 1980,‬‬
‫‪p.28.voir aussi ; Génin (M.H.), Le nouveau code de déontologie des architectes, AJPI, 1980, p.783 et s.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪Bennadji (c.), évolution de la réglementation des marchés publics en droit algérien, op.cit., p.7 et s.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫أما المشرع التونسي لم ينص على االلتزامات الخاصة بصفقات الدراسات‪ ،‬و اكتفى بتحديد إجراءات اإلبرام الخاصة بصفقات الدراسات‪ ،‬لمزيد من التفاصيل أنظر إلى‪:‬‬
‫‪ -‬أمر عدد ‪ 7296‬لسنة ‪ 1001‬مؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ، 1001‬الذي يتعلق بتنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الرائد الرسمي لجمهورية التونسية‪ ،‬بتاريخ الجمعة ‪ 10‬ديسمبر ‪ ،1001‬السنة ‪،249‬‬
‫عدد ‪ ،207‬ص‪.7828.‬‬
‫‪- Décret n°2002-3158 du 17 décembre 2002, portant réglementation des marchés publics, Journal Officiel de la République Tunisienne, Le‬‬
‫‪ème‬‬
‫‪vendredi 20 décembre 2002, 145 année, n°103, p.3036.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫الجريدة الرسمية للمملكة المغربية‪ ،‬بتاريخ فاتح ربيع اآلخر ‪ 25( 2416‬أبريل ‪ ،)1002‬العدد ‪ ،9926‬ص‪.2186-2179.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪« Art.3.- Définitions, 12. Marché, C) ph.2 La notion de marché de services recouvre notamment : -Les marchés de‬‬
‫‪prestations d’études et de maîtrise d’œuvre qui comportent le cas échéant, des obligations spécifiques liées à la notion de‬‬
‫‪propriété intellectuelle. », Décret n°2-06-388 du 16 moharrem 1428 (5 février 2007) fixant les conditions et les formes de‬‬
‫‪passation des marchés de l’état ainsi que certaines règles relatives à leur gestion et à leur contrôle, Bulletin officiel, Royaume‬‬
‫‪du Maroc, du 1er rabir II 1428 (19-4-2007), n°5518-p.529-556.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫حول الملكية الصناعية أنظر‪ :‬بالنسبة لألوامر‪ :‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 6‬مارس ‪ ،2588‬ع‪ ،25 2‬ص‪ /.111.‬ج‪2‬ر‪ ،2‬بتاريخ ‪ 11‬مارس ‪ ،2588‬ع‪،17 2‬‬
‫ص‪ /.181.‬ج‪2‬ر‪ ،2‬بتاريخ ‪ 19‬أكتوبر ‪،2588‬ع‪ ،52 2‬ص‪/.2760.‬ج‪2‬ر‪ ،2‬بتاريخ ‪ 72‬أكتوبر ‪،2582‬ع‪ ،65 2‬ص‪ /.2798.‬ج‪2‬ر‪ ،2‬بتاريخ ‪ 12‬أبريل ‪،2521‬ع‪،71 2‬‬
‫ص‪ /.482.‬بالنسبة للمراسيم‪:‬ج‪2‬ر‪ ،‬بتاريخ أول أبريل ‪ ،2588‬ع‪ ،18 2‬ص‪ /.702.‬ج‪2‬ر‪ ،‬بتاريخ أول أبريل ‪ ،2588‬ع‪ ،18 2‬ص‪ /.708.‬ج‪2‬ر‪ ،2‬بتاريخ ‪ 14‬مايو‬
‫‪ ،2588‬ع‪ ،41 2‬ص‪ /.465.‬ج‪2‬ر‪ ،2‬بتاريخ ‪ 14‬مايو ‪ ،2588‬ع‪ ،41 2‬ص‪ /.450.‬ج‪2‬ر‪ ،2‬بتاريخ ‪ 72‬أكتوبر ‪ ،2582‬ع‪ ،65 2‬ص‪ /.2782.‬ج‪2‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ 22‬أكتوبر‬
‫‪ ،2524‬ع‪ ،61 2‬ص‪ /.2020.‬ج‪2‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ 22‬أكتوبر ‪ ،2524‬ع‪ ،61 2‬ص‪ .2022.‬أنظر كذلك‪ :‬المكتب الوطني للملكية الصناعية )‪ ،(ONPI‬ج‪2‬ر‪ ،2‬بتاريخ ‪25‬‬
‫يوليو سنة ‪ ،2587‬ع‪ ،45 2‬ص‪ /.218.‬المعهد الجزائري للتوحيد الصناعي و الملكية الصناعية‪ ،‬ج‪2‬ر‪ ،2‬بتاريخ ‪ 12‬نوفمبر سنة ‪ ،2527‬ع‪ ،59 2‬ص‪.2722-2727.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫و هذا ألن السلطات أعطت اهتمام كبير للتصنيع‪ ،‬و الصناعة في الجزائر (احدث المكتب الوطني للملكية الصناعية سنة ‪ ،)2587‬فعدد المصانع التي تم إنشائها‬
‫معتبر جدا‪ ،‬حيث وصلت عدد المشاريع إلى ‪ 400‬مشروع‪ ،‬و منها ‪ 120‬مصنع مشغل‪ ،‬و هذا في فترة الممتدة ما بين ‪ 2522‬إلى ‪ ،2522‬و على أساس المخطط‬
‫الرباعي الثاني (‪ )2522-2524‬قرر إنشاء ‪ 910‬مشروع جديد‪ ،‬و برمجة ‪ 710‬منها لبناء مصانع‪ ،‬فكانت االستثمارات الصناعية ترتفع بشكل مستمر‪ ،‬و قدرت في‬
‫فترة ‪ 2585-2582‬بـ ‪ 226‬مليار دينار جزائري في السنة‪ ،‬و وصلت إلى ‪ 29‬مليار في سنة ‪ ،2522‬و مثلت الصناعة في الجزائر محور الرئيسي للتنمية‪ ،‬ولألسف‬
‫ال يمكن ذكر كل االنجازات التي قامت بها الجزائر نظرا لعددها الكبير‪ ،‬و ال تكفي صفحة واحدة لذكرها‪ 2‬لمزيد من التفاصيل أنظر إلى‪:‬‬
‫‪ -‬سعيدان (علي)‪ ،‬محاضرات في االقتصاد السياسي‪-‬سداسي الثاني‪ ،-‬طبعة الثانية‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1007-1001‬‬
‫‪- Mutin (G.), Implantations industrielles et aménagements du territoire en Algérie.In:Revue de géographie de Lyon.Vol.55n°1,1980.pp. 5-37.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪Mougeot (Michel), Naegelen (Florence), Faut-il interdire la discrimination dans les Marchés Publics? In : Revue‬‬
‫‪d’économique. 1998, n°3. p.768.‬‬
‫( ‪)9‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 12‬يونيو سنة ‪ ،2582‬العدد ‪ ،91‬ص‪.226.‬‬

‫‪121‬‬
‫الصفقة على أن حقوق الملكية الصناعية هي ملك لصاحب الصفقة‪ ،‬أو أن هذه الحقوق يحتفظ بها لإلدارة‬
‫المتعاقدة‪ ،‬كما نص دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال لسنة ‪ 2584‬في المادة ‪10‬‬
‫منه على الملكية الصناعية‪ ،‬و التجارية‪ ،‬بحيث تقول‪" :‬يضمن المقاول جميع المطالبات المتعلقة بحقوق‬
‫الملكية الصناعية من قبل أصحابها‪ ،‬و في حالة تعرض الدولة إلى دعاوى من قبل الغير فوجب على‬
‫المقاول التدخل والتعويض‪ ...‬مع مراعاة حقوق الغير‪ ،‬يمكن لإلدارة أن تقوم بذاتها بإصالح أو اإليعاز‬
‫بإصالح آالت البراءات المستعملة أو المركبة في األشغال بما ترى فيه مصلحتها األكثر نفعا وحسبما يبدو‬
‫لها ومن ثم الحصول على القطع الضرورية لذلك اإلصالح"‪ ،‬و هذه المادة تلح على استعمال االختراعات‬
‫موضوع البراءات‪ .‬و صفقات الدراسات التي تنتج عنها حقوق الملكية الصناعية التي تتعلق بصفقات‬
‫البحث الصناعي الممهدة لصفقات التوريدات (التوريدات الصناعية التطبيقية المتميزة ‪،)individualisé‬‬
‫وهذه الفكرة نستنتجها من خالل دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات التصنيع (التوريدات)‬
‫المتعلقة بوزارة الدفاع الوطني(‪ ،)1‬و يربط الفقيه "‪ "Jérôme Huet‬عقد البحث بفكرة طلب االختراع‬
‫‪ commande une invention‬بحيث يقول‪" :‬إن طلب اختراع يكون عادة موضوع عقد يدعى عقد‬
‫البحث"(‪ ،)2‬كما يكون عادة في مجال صفقات التوريد الصناعية"‪.‬‬
‫و اإللتزامات المتعلقة بالملكية الفكرية‪ ،‬و بالخصوص الملكية الصناعية في المادتين السابقتين تتمثل‬
‫في ضمان المقاول لصاحب المشروع جميع المطالبات المتعلقة بالحقوق التي قد ترفع من قبل الغير أو‬
‫ذوي الحقوق(‪ ،)3‬و أيضا عن إلتزام المتعامل المتعاقد بالتنازل عن الحقوق المادية‪ ،‬وهذا التنازل ال يكون‬
‫بموجب عقد خاص به‪ ،‬و إنما يتفق األطراف عليها في إطار عقد الطلبية (الصفقة العمومية)‪ ،‬إذ نص‬
‫األمر رقم ‪ 09-07‬في المادة ‪ 10‬منه على المصنفات المنجزة في إطار عقد مقاولة‪ ،‬و أبرز الفقهاء‬
‫الجزائريين‪ ،‬و السيما األستاذ بن ناجي شريف‪ ،‬يجعل من الصفقات العمومية الجزائرية "مقاولة"‪ ،‬وهذا‬
‫منذ صدور قانون المتعامل العمومي سنة ‪ ،2561‬و يبرر صحة هذه المعادلة(‪ .)4‬أما األمر رقم ‪02-07‬‬
‫المتعلق ببراءات االختراع‪ ،‬نص في مادته ‪ 78‬بانتقال الحقوق المتعلقة ببراءة االختراع‪ ،‬و البراءة هي‬
‫الوسيلة القانونية لحماية حقوق المخترعين(‪ ،)5‬و تقوم بوظيفة مزدوجة لتحفيز النشاط االختراعي‪ ،‬األولى‬
‫وظيفة مباشرة تتمثل في إعطاء حق استئثاري للمخترع‪ ،‬والثانية تسمح بنقل األفكار الجديدة الموجودة في‬
‫البراءة‪ .‬وهناك وظيفة أخرى جاءت مع التطورات التي شهدها العالم‪ ،‬و التي تحول البراءة كدعامة‬
‫قانونية مفضلة إلجراء عمليات نقل التقنيات‪ ،‬تزداد و تتوطد تتبعا لتنمية العالقات التجارية الدولية(‪.)6‬‬
‫ونتطرق إلى عنصر الملكية الفكرية بنوع من التفصيل في الجزء المخصص لحقوق صاحب العمل‪.‬‬
‫و حقوق الملكية الفكرية الناتجة عن المصنف تتمثل في الحقوق المعنوية‪ ،‬و الحقوق المادية‪ ،‬وهذه‬
‫األخيرة يتنازل عنها‪-‬صاحب العمل‪ -‬لصالح صاحب المشروع في إطار عقد طلبية(‪ .)7‬وااللتزام هنا يتمثل‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Approbation du titre VI du cahier des clauses administratives générales applicables aux marchés industriels des‬‬
‫‪départements de la défense nationale : « Dispositions spéciales aux marchés d’étude, aux marchés de prototype, à l’utilisation‬‬
‫‪des droits de propriété industrielle et à la reproduction des matériels », et modification de la date d’application du cahier des‬‬
‫‪clauses administratives générales susvisé, fixé par l’arrêté du 19 janvier 1955, J.O.R.F. du 18 mars 1955, p.2772.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Huet (J.), Traité de droit civil, les Principaux Contrats Spéciaux, op.cit., note, n°32238, p.1222.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪CASTAN (Gilles), Contrat de maîtrise d’œuvre, Techniques de l’ingénieur, Septembre 2003, mardi 9 mars 2010,‬‬
‫‪15 :12 :10, AG 3 340-14 et 15.‬‬
‫(‪ )4‬لمزيد من التفاصيل أنظر إلى المطلب الثاني من المبحث الثاني‪ ،‬الصفحة رقم ‪ 122‬و ما بعدها‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪EMINESCU (Yolanda), Le Rôle des brevets dans la stimulation de la création nationale et transfert des techniques. In :‬‬
‫‪Revue internationale de droit comparé. Vol.30 n°2. Avril-juin. pp.532.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪« le brevet, une double fonction stimulante de l’activité inventive : directe, par le droit exclusif reconnu à l’inventeur, et indirecte, par la‬‬
‫‪diffusion des idées nouvelles contenues dans les brevets. Une deuxième fonction est venue s’ajouter à la première, transformant le brevet en‬‬
‫‪support juridique préféré des opérations de transfert des techniques. Elle s’est amplifiée et consolidée, en suivant de près le développement‬‬
‫‪des relations commerciales internationales. », EMINESCU (Yolanda), op.cit., pp.532, 533.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°7, ph.28, p.255.‬‬

‫‪122‬‬
‫في التنازل عن الحقوق المادية‪ ،‬و لم تشير النصوص الجزائرية‪ ،‬و السيما قانون الصفقات العمومية على‬
‫أحكام خاصة تتعلق بالملكية الفكرية‪ ،‬و إنما ذكر الدراسات فقط‪ ،‬و في فرنسا تضمن قانون الصفقات‬
‫العمومية أحكام تتعلق بإدارة المشروع‪ ،‬كما أنها تخضع إلى دفتر الشروط اإلدارية العامة الخاصة‬
‫بالخدمات الفكرية (الذهنية)‪ ،‬و الذي يحدد كيفيات التنازل عن الحقوق المادية للمصنف‪ ،‬أواإلجراء التقني‬
‫(الملكية الصناعية)‪( ،‬المرسوم رقم ‪ 2708-26‬المؤرخ في ‪ )2526/21/18‬التي تعطي ثالث خيارات(‪:)1‬‬
‫الخيار أ » ‪ Option « A‬لدفتر الشروط اإلدارية العامة‪.‬‬
‫الخيار ب » ‪ Option « B‬لدفتر الشروط اإلدارية العامة‪.‬‬
‫الخيار ج » ‪ Option « C‬لدفتر الشروط اإلدارية العامة‪.‬‬
‫فاألول يتمثل في التنازل عن الحقوق المادية لصالح صاحب المشروع‪ ،‬و لهذا األخير حرية في‬
‫استعمال النتائج الخدمة (منها مثال االستنساخ‪ ،‬و إبالغ إلى الجمهور‪ ،‬و حق النشر مع اإلشارة إلى اسم‬
‫صاحب العمل)‪ ،‬و ال يجوز لصاحب المشروع استعمال المصنف في صفقات أخرى‪ ،‬أو إبالغ‪ ،‬أو النشر‬
‫بشرط موافقة صريحة من صاحب العمل لصاحب المشروع(‪.)2‬‬
‫أما الخيار الثاني‪ ،‬و بموجبه يحق لصاحب المشروع استعمال نتائج الخدمة الحتياج "المنشأة"‪ ،‬ولكن‬
‫المترشح ال يجوز له استعمال هذه النتائج لصفقات أخرى دون موافقة صاحب المشروع‪ ،‬و ال يجوز له‬
‫أيضا التنازل عن التصاميم دون رخصة سابقة‪ ،‬أو اتفاق سابق لإلدارة‪ ،‬و تكون ضرورية فيما يخص‬
‫إبالغ أو نشر النتائج‪ ،‬و هو بمثابة مواءمة (خيار "ب") بين مصالح صاحب المشروع و المترشح(‪.)3‬‬
‫و من خالل الخيار ج » ‪ Option « C‬لدفتر الشروط اإلدارية العامة‪ ،‬الذي يشبه الخيار "ب" ‪Option‬‬
‫» ‪ ،« B‬فيما يخص حقوق اإلدارة‪ ،‬فإن للمترشح الحرية الكاملة في استعمال نتائج عمله‪ ،‬مثال إعادة‬
‫التنازل عن التصاميم إلى صاحب مشروع آخر دون رخصة مسبقة(‪.)4‬‬
‫ثانيا‪ :‬االلتزام باحترام آجال الدراسات(‪)5‬التعاقدية‬
‫مما ال شك فيه‪ ،‬يقصد محرري القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬بااللتزامات النوعية‪ ،‬ليست‬
‫تلك المتعلقة بالملكية الفكرية فقط‪ ،‬و إنما كذلك اآلجال التي تعد جوهرية في عقد إدارة المشروع‬
‫(االستشارة الفنية)‪ ،‬فالوقت الذي يستغرقه صاحب العمل في تحليل البرنامج‪ ،‬واإلحاطة بمختلف‬
‫المتطلبات‪ ،‬هو وقت النضج التي يتحصل من خالله (صاحب العمل) على الوسائل‪ ،‬و المنهاج الذي يتبعه‬
‫للوصول إلى الحل اإلجمالي للبرنامج(‪ ،)6‬و بالتالي وضع آجال تنفيذ دراسات موضوع التزامه‪ ،‬بصفة‬
‫نظامية‪ ،‬و تنقسم اآلجال إلى آجال متعددة حسب طبيعة مختلف مهام إدارة المشروع كما سوف نرى‪.‬‬
‫أ ‪ -‬آجال التنفيذ و استالم الدراسات‬
‫ال نقصد بذلك اآلجال القانونية المنصوص عليها في قانون الصفقات العمومية‪ ،‬والمتعلقة سواء‬
‫باآلجال الممنوحة للمصلحة المتعاقدة لنشر المناقصة‪ ،‬و فتح األظرفة‪ ،‬واآلجال الممنوحة لتقديم الطعون‪،‬‬
‫وتلك التي تهم الرقابة(‪ ،)7‬و إنما اآلجال التعاقدية التي اتفق عليها األطراف‪ ،‬و التي تخص مدة تنفيذ المهام‪،‬‬
‫و لآلجال أهمية كبيرة‪ ،‬فيتم تحديدها بصفة دقيقة فاآلجال القصيرة تنتج عنها عيوب عند تسليم منشأة‬
‫البناء‪ ،‬و اآلجال الطويلة تكلف مبالغ كبيرة(‪ ،)8‬و لها أهمية في تحديد األجر‪ ،‬وفي تقرير العقوبات‪ ،‬و منه‬
‫(‪)1‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°7, ph.30, p.256.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°7, ph.31, p.256.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°7, ph.32, p.256.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°7, ph.33, p.256.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°9, ph.29, p.717.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Cabanieu (Jacques), Les contrats de maîtrise d’œuvre urbaine, M.I.Q.C.P., mars 2007.p.54.‬‬
‫(‪ )7‬و تجدر اإلشارة أن تلك اآلجال هي من النظام العام‪ ،‬و ال يمكن مخالفتها‪.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪Armand (Jacques), Haxaire (Pierre), Coordonner une opération de travaux, Le Moniteur, Paris 1999.p.95.‬‬

‫‪123‬‬
‫تنقسم آجال الدراسات‪ ،‬إلى آجال التنفيذ ‪ ،Délais d’exécution‬و آجال االستالم ‪Délais de réception‬‬
‫فتشمل إذن‪ :‬آجال لتنفيذ كل مهمة‪ ،‬و آجال استالم الملفات المصادق عليها‪ ،‬ونظمت بموجب المواد ‪ 18‬إلى‬
‫‪ 15‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪.2566‬‬
‫‪ - 1‬آجال التنفيذ ‪Délais d’exécution‬‬
‫تحدد آجال الدراسات في عقد إدارة المشروع (االستشارة الفنية)‪ ،‬مع مراعاة درجة تعقيد هذه‬
‫الدراسات‪ ،‬وتكراريتها‪ ،‬وكذلك القيود الموضوعية المحتملة‪ ،‬و تجزأ آجال الدراسات إلى آجال مرحلية(‪،)1‬‬
‫و تنقسم في هذه الحالة إلى أربع (‪ )4‬مراحل و التالي ذكرها‪ :‬اآلجال المتعلقة بمرحلة "الرسوم المبدئية"‪،‬‬
‫و مرحلة "المشروع التمهيدي"‪ ،‬و مرحلة "مشروع التنفيذ"‪ ،‬و كذلك مرحلة تقديم ملف االستشارة‪ ،‬أو‬
‫عرض المناقصة المقررة في مهمة "المساعدة في إختيار المقاول"‪ ،‬فآجال التنفيذ إذن مركبة من عدة‬
‫عناصر‪ ،‬و عند االطالع على مضمون المهام منها "المشروع التمهيدي" و"مشروع التنفيذ" تحتوي على‬
‫عناصر فرعية‪ ،‬و بالتالي ال يتضمن عقد إدارة المشروع أجل واحد‪ ،‬و إنما عدة آجال متعلقة بتنفيذ‬
‫الدراسات(‪.)2‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 16‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬على أن تكون آجال متابعة تنفيذ األشغال‪،‬‬
‫و مراقبتها هي اآلجال المذكورة في العقد‪ ،‬والعقود المبرمة مع المقاولين المعتمدين إلنجاز هذه األشغال‪.‬‬
‫وتحدد هذه اآلجال طبقا لالقتراحات التي يتضمنها عرض المستشار الفني (صاحب العمل) المعتمد‪ ،‬وعادة‬
‫يتم تنفيذ اآلجال التي يقترحها صاحب العمل في التعهد(‪ ،)3‬إال إذا تم تعديلها بعد المفاوضات‪ ،‬التي يجريها‬
‫األطراف(‪ )4‬عند المنح النهائي للصفقة‪.‬‬
‫(أ)‪ -‬مدة التنفيذ(‪ Durée d’exécution )5‬و هي تتعلق بآجال تنفيذ الخدمة‪ ،‬و تعتبر ثالث عنصر جوهري‬
‫بعد الخدمة ‪ ،Prestation‬و األجر ‪ ،Rémunération‬و يجب عدم الخلط مع اآلجال األخرى منها آجال‬
‫استالم المنشأة‪ ،‬و آجال بداية الخدمة‪ ،‬و آجال المصادقة على مراحل الدراسات‪ ،‬و من خصوصية إدارة‬
‫المشروع (االستشارة الفنية) هي تركيبتها المتكونة من عدة عناصر‪ ،‬و تنقسم هاته األخيرة إلى عناصر‬
‫فرعية‪ ،‬و بالتالي يمكن القول أن هناك عدة آجال (أجل تنفيذ كل عنصر فرعي من عناصر المهمة كما‬
‫سبق ذكره)‪.‬‬
‫أما سريان مدة التنفيذ لم ينص عليها القرار الوزاري المشترك‪ ،‬و بالرجوع إلى دفتر الشروط‬
‫اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المتعلقة بوزارة تجديد البناء‪ ،‬واألشغال العمومية والنقل(‪،)6‬‬
‫ينص في المادة ‪ 1‬الفقرة األولى أنه كل أجل يجري تحديده في الصفقة سواء كان لإلدارة أو للمقاول يبدأ‬
‫سريانه في غداة اليوم الذي أبرم فيه العقد أو نص عليه فيه البتداء سريان ذلك األجل‪.‬‬
‫أما حساب اآلجال فيختلف كيفية حسابها باختالف كيفية التحديد‪ ،‬إما باأليام‪ ،‬و إما باألشهر‪ ،‬عندما‬
‫يحد د األجل باأليام فيكون انقضاؤه في نهاية آخر يوم من المدة المنصوص عليها (المادة ‪ 1/1‬من دفتر‬
‫الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال لسنة ‪.)2584‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 2/18‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء‪ ،‬وأجر‬
‫ذلك‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪.2425.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°9, ph.30, p.327.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°9, ph.31, p.328.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°9, ph.31, p.328.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°9, ph.30, p.717.‬‬
‫(‪ )6‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪.42.‬‬
‫‪ -‬القرار المؤرخ في ‪ 12‬نوفمبر سنة ‪ ، 2584‬الذي يتضمن المصادقة على دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال الخاصة‬
‫بوزارة تجديد البناء‪ ،‬و األشغال العمومية‪ ،‬والنقل‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪.48.‬‬

‫‪124‬‬
‫عندما يحد د األجل باألشهر فيجري حسابه من تاريخ الشهر إلى تاريخ الشهر الموالي له‪ ،‬وإذا يوافق‬
‫تاريخ الشهر لألجل المنتهى‪ ،‬فينقضي األجل عندئذ في نهاية آخر يوم من ذلك الشهر طبقا للمادة ‪ 7/1‬من‬
‫دفتر الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪.2584‬‬
‫و لكن حسب المادة ‪ 2/21‬تحت عنوان "تحضير و تنفيذ األشغال و أوامر المصلحة"‪ ،‬يبدأ سريان‬
‫تنفيذ الصفقة ابتداء من اآلجال المحددة في أوامر المصلحة (أوامر الخدمة)‪ ،‬الصادرة عن مهندس الدائرة‬
‫أو المهندس المعماري‪ ،‬و في صفقة مجال دراستنا تكون من قبل صاحب المشروع العمومي‪ ،‬التي تصدر‬
‫بواسطة ممثله‪ ،‬وانطالق التنفيذ يختلف بحسب طبيعة الدراسات(‪.)1‬‬
‫(ب)‪ -‬تمديد اآلجال‪ :‬و هذه الحالة جاء بها دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات‬
‫األشغال لسنة ‪ 2584‬في المادة ‪ 4/1‬منه‪ ،‬بحيث عندما يكون آخر يوم ألجل ما واقعا في يوم عيد رسمي أو‬
‫يوم عطلة يمدد األجل النهائي ليوم العمل األول الذي يليه‪.‬‬
‫‪ - 2‬التزام صاحب المشروع بتسلم األشغال(‪ )2‬في اآلجال المتفق عليها‪:‬‬
‫و يقع على صاحب المشروع التزام رئيسي‪ ،‬و هو تسلم األشغال‪ ،‬و ذكر المشرع لفظ التسلم‪ ،‬إال أنه‬
‫لم يتعرض لتعريفه‪ ،‬بحيث ذكر في المادة ‪ 6/20‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬ماي‬
‫‪ ،2566‬و المواد ‪ ،48‬و ‪ 42‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المتعلقة‬
‫بوزارة األشغال لسنة ‪.2584‬‬
‫و هذا االلتزام نجده في نص المادة ‪ 996‬من القانون المدني التي تنص على أنه‪" :‬عندما يتم المقاول‬
‫العمل و يضعه تحت تصرف رب العمل وجب على هذا األخير أن يبادر إلى تسلمه في أقرب وقت ممكن‬
‫بحسب ما هو جاري في المعامالت‪ ،‬فإذا امتنع دون سبب مشروع عن التسلم رغم دعوته إلى ذلك بإنذار‬
‫رسمي اعتبر انه قد سلم إليه"‪ ،‬فاكتفى المشرع بتنظيم تسلم األشغال كأحد التزامات رب العمل(‪ .)3‬و يعرفه‬
‫الفقه الجزائري بأنه‪" :‬التصرف الذي بواسطته المتعاقد ‪-‬صاحب المشروع‪ -‬يتقبل األشغال المنجزة‬
‫بتحفظات أو بدونها‪ ،‬و بصفة أخرى يوجد التسلم عندما صاحب المشروع يتقبل تسلم العمل الذي تم تسليمه‬
‫إياه‪ ،‬و ذلك بعد انتهائه من فحص توفر شروط المقاولة النوعية و القيمية وموافقته على العمل"(‪ ،)4‬كما‬
‫يعرفه البعض بأنه‪" :‬تصرف قانوني حضوري‪ ،‬متعدد األطراف صادر من صاحب المشروع بحضور‬
‫مهندسه المعماري‪ ،‬وهو عبارة عن إظهار إرادة صاحب المشروع بالموافقة على األعمال"(‪.)5‬‬
‫و على صاحب العمل‪ ،‬و مقاول األشغال تسليم العمل في اآلجال المحددة في الصفقات‪ ،‬و طبقا‬
‫للقواعد العامة يمكن أن يكون التسليم كلي أو جزئي‪ ،‬على أن يقوم المقاول بتحرير محضر التسليم‪ ،‬فمن‬
‫اآلثار الرئيسية لتسليم األشغال هو إتمام الخدمة التي ترتب دفع األجور‪ ،‬واألثر الثاني هو سريان أجل‬
‫الضمان ابتداء من تاريخ االستالم النهائي(‪.)6‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°9, ph.35, p.328.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ZAHI (Amar), Droit et Responsabilité en matière de construction, R.A.S.J.E.P., Volume 25, n°3, mars 1987,‬‬
‫‪p.590. ZENNAKI (Dalila), L’impact de la réception de l’ouvrage sur la garantie des constructeurs, R.A.S.J.E.P,‬‬
‫‪n°2, numéro spécial, année 2000, p.34.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪IBRAHIM (Youcef), La responsabilité des constructeurs dans le cadre du contrat entreprise, la garantie‬‬
‫‪décennale selon l’article 554 du code civile, R.A.S.J.E.P, n°2, année 2000, numéro spécial, p.7.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫; ‪SABRI (M.), AOUDIA (K.), LALLEM (M.), Guide de gestion des marchés publics, op.cit., p.173. Voir‬‬
‫‪ANDRÉ (Guy), Guide pratique de réalisation d’une opération immobilière, Editions EYROLLES, 1996, p.298.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪BELLAHSENE (Anissa), La responsabilité civile des architectes et des entrepreneurs, mémoire pour le‬‬
‫‪diplôme d’études supérieures de droit privé, université d’Alger, institut de droit et des sciences politiques et‬‬
‫‪administratives, année 1977.p.65.‬‬
‫(‪ )6‬عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬التزامات رب العمل في عقد مقاولة البناء‪ ،‬بحث لنيل شهادة ماجستير فرع العقود والمسؤولية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫– بن عكنون– السنة الجامعية ‪ ،1009-1004‬ص ‪22422‬‬

‫‪125‬‬
‫‪ - 3‬آجال االستالم ‪Délais de réception‬‬
‫(‪)1‬‬
‫و أشرنا أعاله أن آجال الدراسات تنقسم إلى آجال مرحلية ‪ ،‬و تنقسم إلى أربع (‪ )4‬مراحل التالية‪:‬‬
‫اآلجال المتعلقة بمرحلة "الرسوم المبدئية"‪ ،‬و مرحلة "المشروع التمهيدي"‪ ،‬و مرحلة "مشروع التنفيذ"‪،‬‬
‫وكذلك مرحلة تقديم ملف االستشارة‪ ،‬أو عرض المناقصة المقررة في مهمة "المساعدة في إختيار‬
‫المقاول"‪ ،‬إال إذا كان عقد إدارة المشروع شامل لكل مهام‪ ،‬أي تكون الدراسات متتابعة‪ ،‬ولكن في هذه‬
‫الحالة تكون معلقة على شرط مصادقة صاحب المشروع على كل مرحلة من مراحل الدراسات‪.‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 18‬فقرة الثانية (‪ )1‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬أنه‪" :‬عند نهاية كل‬
‫مرحلة يسلم المستشار الفني (صاحب العمل) رب العمل (صاحب المشروع العمومي) ملف كل مرحلة‬
‫للموافقة عليها و يستلمه هذا األخير لقاء تقديم وصل االستالم"‪ ،‬و من خالل العبارة األخيرة هناك آجال‬
‫أخرى تتعلق بآجال استالم صاحب العمل الملف مع وصل االستالم(‪ ،)2‬لمواصلة الدراسات إذا كانت‬
‫ايجابية (أي إذا لم يقدم صاحب المشروع بعض التحفظات)‪.‬‬
‫و تحدد آجال الموافقة على مراحل كل مهمة في عقد االستشارة الفنية (إدارة المشروع)‪ ،‬على أن‬
‫موافقة رب العمل (صاحب المشروع العمومي) على مختلف المراحل‪ ،‬يجب أن تكون مكتوبة مع بيان‬
‫واف لكل التحفظات المحتملة‪ ،‬و التوجيهات التكميلية لالختيارات المقررة(‪ ،)3‬و العبرة هنا هي إعطاء‬
‫صاحب المشروع الوقت الكافي لدراسة الوثائق المهمة المسلمة له من ممثل صاحب العمل‪ ،‬وتحدد هذه‬
‫المهلة المقدمة لصاحب المشروع في العقد‪ ،‬و هذه المهلة حسب ما هو معمول به ال يمكن أن تفوت ‪29‬‬
‫يوما‪ ،‬و إال أصبحت آجال التنفيذ طويلة‪.‬‬
‫أما اآلجال المتعلقة بصفقات الدراسات التي يبرمها صاحب المشروع العمومي‪ ،‬المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 12‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬تدرج في عقد االستشارة الفنية (إدارة المشروع)‪،‬‬
‫وهي اآلجال التقديرية لتنفيذ دراسات التربة‪ ،‬و مصادقة هيئة الرقابة التقنية للبناء على المخططات مع‬
‫آجال دراسة ملف طلب رخصة البناء‪.‬‬
‫فيقوم صاحب العمل بتقديراآلجال المتعلقة بالدراسات التي تقوم بها هيئات أخرى متعاقدة مع صاحب‬
‫المشروع (قبل إبرام الصفقة)‪ ،‬و هذا لحسن تنفيذ المهام‪ ،‬و انجازها بصفة نظامية‪.‬‬
‫و نصت المادة ‪ 12‬في فقرتها الثانية من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬كاآلتي‪" :‬غير أن‬
‫بالنسبة للبيانات المنصوص عليها في العقد يجب أن يبررها المستشار الفني (صاحب العمل) عندما تؤدي‬
‫إلى تأخرات في آجال الدراسات و انطالق التنفيذ و إذا كان التأخير راجعا إلى تباطىء من المستشار الفني‬
‫(صاحب العمل)‪ ،‬تطبق عليه عقوبة تأخير تحدد حسب كيفيات المبينة في المادة ‪ 15‬أدناه"‪ ،‬فعدم احترام‬
‫صاحب العمل البيانات المتفق عليها في العقد‪ ،‬و تسبب ذلك تأخرا في التنفيذ‪ ،‬يتعرض إلى عقوبات‪ ،‬و مما‬
‫الشك فيه أن لها طابع مالي‪ ،‬و هذا ما نتطرق إليه في النقطة التالية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تطبيق عقوبات التأخير‬
‫كما سبق ذكره يجب على صاحب العمل أن يتقيد بآجال تنفيذ الدراسات‪ ،‬و تبدأ المهلة من التاريخ‬
‫المحدد في دفتر الشروط‪ ،‬أو من تاريخ إصدار األمر بالخدمة‪ ،‬و إذا كان التأخير مرده إلى خطأ ارتكبه‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 2/18‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪.2566‬‬


‫(‪ )2‬أما دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المتعلقة بوزارة تجديد البناء‪ ،‬واألشغال العمومية‪ ،‬و النقل لسنة ‪ ،2584‬نص في‬
‫المادة ‪ 1‬الفقرة السادسة (‪ )8‬المتعلقة باآلجال "أن تاريخ اإليصال أو العلم باالستالم يعتبر حجة في المسائل المتعلقة باألجل"‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪.42.‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 7/18‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪.2566‬‬

‫‪126‬‬
‫صاحب المشروع‪ ،‬أو العيب خارج عن إرادة صاحب العمل‪ ،‬فإنه يحق للمتعهد تمديد المدة‪ ،‬و في هذه‬
‫الحالة يتقاضى أجرا لتأخير(‪.)1‬‬
‫و تجدر اإلشارة هنا أنه من خالل القرار الوزاري المشترك‪ ،‬نميز بين التأخير في تنفيذ المهام‪ ،‬وفي‬
‫إنجاز المشروع‪ ،‬أي تأخر صاحب العمل بتقديم ملفات كل مهمة‪ ،‬و في تسليم المشروع في اآلجال‬
‫التعاقدية‪ ،‬و التي يجوز لصاحب المشروع تطبيق حقه في الجزاءات ذات الطابع المالي(‪( )2‬المادة ‪ )3(9‬من‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،)178-20‬إال إذا اثبت صاحب العمل أن التأخر خارج عن إرادته كما سنتناوله في‬
‫النقطة اآلتية‪.‬‬
‫‪ - 1‬التأخير في تنفيذ مهام إدارة المشروع‬
‫نصت المادة ‪ 15‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬أنه إذا تأخر تقديم ملفات "الرسوم‬
‫المبدئية"‪ ،‬و "المشروع التمهيدي"‪ ،‬و "مشروع التنفيذ"‪ ،‬و كذلك تقديم ملف االستشارة‪ ،‬أو عرض‬
‫المناقصة المقررة في مهمة "المساعدة في إختيار المقاول" تطبق عقوبات تأخير‪ ،‬تحدد حسب الكيفيات‬
‫المبينة في عقد االستشارة الفنية (إدارة المشروع)‪.‬‬
‫و المالحظ أنه يجزأ ‪-‬في القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ -2566‬اآلجال إلى آجال متعلقة بمهام‬
‫الدراسات‪ ،‬والمساعدة دون ذكر اآلجال المتعلقة بمتابعة تنفيذ األشغال‪ ،‬و مراقبتها التي تكون مرتبطة‬
‫بآجال تنفيذ أشغال انجاز المشروع من طرف مؤسسة االنجاز(‪.)4‬‬
‫و المالحظة الثانية هي ارتباط العقوبة إال بالنسبة للمهمة التي تم التأخير في تقديم ملف إلى صاحب‬
‫المشروع‪ ،‬و ال تشمل المهام األخرى‪ ،‬مما يدل على أن كل مهمة مستقلة عن األخرى‪ ،‬و حسب المادة‬
‫‪ 7/15‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬تقام هذه العقوبات على مبلغ األجر المخصص للمرحلة‬
‫أو المهمة المعنية(‪.)5‬‬
‫‪ -2‬التأخير في انجاز المشروع‬
‫نصت المادة ‪ 42‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬على أنه‪" :‬إذا تأخر انجاز المشروع إلى‬
‫أجل يفوق األجل التعاقدي المنصوص عليه في صفقة (أو صفقات) اإلنجاز‪ ،‬يتعين على المستشار الفني‬
‫أن يواصل دون أي أجر إضافي مهمة المتابعة و المراقبة حتى انتهاء أشغال انجاز المشروع"‪.‬‬
‫و ينجر عن التأخرات في متابعة األشغال‪ ،‬و مراقبتها تأخر المقاول في األشغال(‪ ،)6‬و في أغلب‬
‫الحاالت تكون خارجة عن إرادة مقاول األشغال إما أنها ناجمة عن سوء األحوال الجوية مثال‪ ،‬و في هذه‬
‫الحالة يحرر محضر بعد فحص حالة التوقف بسبب األحوال الجوية‪ ،‬ثم يصدر صاحب المشروع أمر‬
‫بتوقف األشغال إلى حين استئناف األشغال‪.‬‬
‫أما إذا كان التأخير بسبب صاحب العمل بعدم تلقي تحفظات‪ ،‬و كشوف مقاول األشغال‪ ،‬أو عدم‬
‫حضور الورشات لإلمضاء على الوضعيات‪ ،‬أدى إلى تجاوز األجل التعاقدي‪ ،‬فإنه يتابع االنجاز إلى غاية‬

‫( ‪)1‬‬
‫المادة ‪ 42‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ، 2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء‪ ،‬وأجر ذلك‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء‬
‫‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪.2425.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪LAJOYE (Ch.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.174.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫المادة ‪ 5‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬نصت أنه‪" :‬يمكن أن ينجر عن عدم تنفيذ االلتزامات التعاقدية من قبل المتعاقد في اآلجال المقررة أو تنفيذها غير المطابق‪ ،‬فرض‬
‫عقوبات مالية ‪ ،‬دون اإلخالل بتطبيق العقوبات المنصوص عليها في التشريع المعمول به‪ .‬تحدد األحكام التعاقدية للصفقة نسبة العقوبات المالية وكيفيات فرضها أو اإلعفاء منها طبقا لدفتر‬
‫الشروط المذكورة أدناه باعتبارها عناصر مكونة للصفقات العمومية"‪.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫و تنص المادة ‪ 28‬من المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬وأجر ذلك‪ ،‬المتعلقة بدراسات المشروع في فقرتها‬
‫األخيرة على "تحديد اآلجال اإلجمالية إلنجاز المنشأة"‪.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫و تطبق هذه العقوبات بقوة القانون إال في حالة ما إذا اثبت المستشار الفني في الوقت المناسب بأن التأخير ال يمكن أن يعزى إليه (المادة ‪ 4/15‬من القرار الوزاري المشترك لسنة‬
‫‪.)2566‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫و في كلمة الوزير األشغال العمومية أن المؤسسات التي تعمل وفقا لسياسة "البريكوالج" ‪ ،‬بحيث تسببت هذه الطريقة في العمل إلى تأخرات معتبرة‪ ،‬واستمرارية عملها بهذه الطريقة‬
‫يتم إيقافها‪ ،‬بما فيها مكاتب الدراسات‪ ،‬و المراقبة‪ ، ...‬و التي قد تصل إلى حد تصنيفها ضمن الخانة السوداء"‪" ،‬غول يهدد بإيقاف المؤسسات المعنية"‪ ،‬جريدة الشعب‪ ،‬يوم االثنين ‪15‬‬
‫مارس ‪ ،1020‬العدد ‪ ،29245‬ص‪ ،2.‬أنظر كذلك » غول يشدد على الشفافية في قانون الصفقات‪ ،‬يدخل حيز التنفيذ في جانفي ‪ 210 ،1022‬مليار دينار النجاز المشاريع العمومية« ‪،‬‬
‫وطني‪ ،‬يومية الشعب‪ ،‬الخميس ‪ 19‬نوفمبر ‪ ،1020‬العدد ‪ ،29790‬ص‪.9 ،2.‬‬

‫‪127‬‬
‫التسليم النهائي‪ ،‬و ال يتقاضى أجر لألشهر الزائدة مع تطبيق عقوبات التأخير المقررة في العقد‪ ،‬أو دفتر‬
‫الشروط‪ ،‬إال إذا أثبت أن التأخر كان خارج عن إرادته‪ ،‬أو بفعل مقاول األشغال‪.‬‬
‫‪ - 3‬التأخر بفعل صاحب المشروع العمومي‬
‫(‪)1‬‬
‫و يمكن أن يتسبب صاحب المشروع العمومي في التأخير ‪ ،‬و هذا مثال عندما ال يصادق على‬
‫ال ملفات في اآلجال المتفق عليها في الصفقة‪ ،‬و بالنسبة لمهام متابعة تنفيذ األشغال‪ ،‬ومراقبتها تتم بأمر‬
‫بتوقف األشغال ‪ ،Ordre d’arrêt‬فيتوقف صاحب العمل عن ممارسة المتابعة‪ ،‬على أنه ال تكون آجال‬
‫التوقف طويلة‪ ،‬و طبقا لدفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال لسنة ‪ 2584‬نص على‬
‫أن ال تتجاوز السنة(‪ ،)2‬وإال ترتب عنه فسخ الصفقة(‪ ،)3‬وكذلك في حالة توقيف مطلق(‪ ،)4‬على أن يراعي‬
‫في ذلك بنود دفتر الشروط(‪ ،)5‬و ذكر قانون الصفقات العمومية أوامر توقيف األشغال‪ ،‬أو استئنافها في‬
‫المادة ‪ 7/50‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.178-20‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪ - 4‬كيفيات تطبيق الغرامات المالية‬
‫نصت المادة ‪ 50‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬في الفقرة األولى أنه‪" :‬تقتطع العقوبات المالية‬
‫التعاقدية المطبقة على المتعاملين المتعاقدين بموجب بنود الصفقة‪ ،‬من الدفعات التي تتم حسب الشروط‬
‫والكيفيات المنصوص عليها في الصفقة"‪ ،‬فاالقتطاعات تكون مباشرة من أجرة المتعامل المتعاقد دون أي‬
‫إنذار أو إعالم‪ ،‬أو الوفاء بالغرامات في أجل معين‪ ،‬و تنص المادة ‪ 1/15‬من القرار الوزاري المشترك‬
‫لسنة ‪ 2566‬على نفس المبدأ حيث جاءت كاآلتي‪" :‬وتقام هذه العقوبات على مبلغ األجر المخصص‬
‫للمرحلة أو المهمة المعنية"‪.‬‬
‫‪ 1-4‬إنذار صاحب العمل‪ :‬و يمكن أن تنص صفقات إدارة المشروع على التزام صاحب المشروع‬
‫العمومي‪ ،‬بإعذار صاحب العمل بوفاء التزاماته عن طريق النشر في الجريدة الوطنية‪ ،‬و نصت عليه‬
‫المادة ‪ )7(221‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،1020‬أما دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على‬
‫صفقات األشغال المتعلقة بوزارة تجديد البناء‪ ،‬واألشغال العمومية‪ ،‬و النقل لسنة ‪ ،)8(2584‬ينص في‬
‫المادة ‪ 78‬تحت عنوان "العقوبات" كاآلتي‪" :‬إذا وردت في عقد الصفقة نصوص تتضمن عقوبات على‬
‫التأخير‪ ،‬فيجري تطبيقها دون إنذار سابق بعد التأكد العادي من تاريخ انقضاء األجل التعاقدي للتنفيذ‬
‫وتاريخ استالم األشغال المؤقت‪ ،‬و دون اإلخالل بتطبيق المادة ‪ 79‬أعاله"‪ ،‬كما يشير القرار الوزاري‬
‫المشترك لسنة ‪ 2566‬في مادته ‪ 7/15‬على أنه تطبق هذه العقوبات بقوة القانون‪ ،‬مما يدعو القول أنه يتم‬
‫بدون إعذار المقاول الدراسات (صاحب العمل)‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪« Il n’y a pas une mauvaise entreprise, ni mauvais bureau d’études, mais il y a des mauvais maître‬‬
‫‪d’ouvrage…l’OPGI,…sont pointes du doigt par le ministre qui estime que « les projets accusent un retard considérable dans‬‬
‫‪leur réalisation, notamment ceux du programme quinquennal… », « Il y a des mauvais Maître d’ouvrage », L’Actualité,‬‬
‫‪visite du ministre de l’Habitat à Bouira , El watan, Mardi 9 novembre 2010, n°6095, p.5, col.3.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫المادة ‪ 8/74‬من دفتر الشروط االدارية العامة لسنة ‪ " :2584‬عندما تفرض اإلدارة تأجيل األشغال لمدة تقل عن سنة‪ ،‬فال يحق للمقاول فسخ الصفقة إنما يجوز طلب التعويض في حالة‬
‫تضرره بصورة محققة"‪.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫المادة ‪ 1/74‬من دفتر الشروط االدارية العامة لسنة ‪ " :2584‬عندما تقرر اإلدارة تأجيل األشغال لمدة تزيد على سنة واحدة سواء كان ذلك قبل بدء التنفيذ أو بعده‪ ،‬يحق للمقاول فسخ‬
‫صفقته إذا طلب ذلك كتابيا دون اإلخالل بالتعويض الذي يجوز تأديته له إذا اقتضى ذلك في إحدى الحالتين"‪.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫المادة ‪ 2/74‬من دفتر الشروط االدارية العامة لسنة ‪ " :2584‬عندما تأمر اإلدارة بتوقيف األشغال بصفة مطلقة تفسخ المقاولة (الصفقة) فورا" ‪.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫و في هذا اإلطار أنظر إلى المادة ‪ 74‬في فقرتها ‪ 9 ،4 ،7‬من دفتر الشروط االدارية العامة لسنة ‪ ،2584‬واآلتي ذكرها‪:‬‬
‫المادة ‪ " 7/74‬ال يكون طلب المقاول مقبوال إال إذا قدم في اجل أربعة أشهر ابتداء من تاريخ تبليغه أمر المصلحة الرامي لتأجيل األشغال"‪.‬‬
‫المادة ‪ " 4/74‬و كذلك الحال بالنسبة للتأجيالت المتتابعة التي تتجاوز مجموع مدتها سنة واحدة‪ ،‬ولو في األحوال التي تستأنف خاللها األشغال"‪.‬‬
‫المادة ‪ " 9/74‬إذا شرع في تنفيذ األشغال يجوز للمقاول أن يطلب فورا إجراء االستالم المؤقت لألشغال المنفذة ثم باالستالم النهائي بعد انقضاء اجل الضمان"‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪LAJOYE (Ch.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.173.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫المادة ‪ 221‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬نصت أنه‪ " :‬إذا لم ينفذ المتعاقد التزاماته‪ ،‬توجه له المصلحة المتعاقدة إعذارا ليفي بالتزاماته التعاقدية في‬
‫أجل محدد"‪.‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪.42.‬‬
‫‪ -‬القرار المؤرخ في ‪ 12‬نوفمبر سنة ‪ ،2584‬الذي يتضمن المصادقة على دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال الخاصة بوزارة تجديد البناء‪،‬‬
‫واألشغال العمومية والنقل‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪.48.‬‬

‫‪128‬‬
‫و إذا اتفق مثال على أن مبلغ عقوبة التأخير ال يمكن أن يتجاوز ‪ %20‬من مبلغ اإلجمالي للصفقة(‪،)1‬‬
‫والمالحق إذا اقتضى األمر فإنه تطبق العقوبات حسب الصيغة التالية‪:‬‬

‫مص‬
‫× م‪.‬ت‬ ‫م‪.‬ع =‬
‫أت‬

‫م‪.‬ع = مبلغ العقوبة‪.‬‬


‫م‪.‬ص = مبلغ اإلجمالي للصفقة بما فيها المالحق إذا اقتضى األمر‪.‬‬
‫م‪.‬ت = مدة التأخير معبر عنها باأليام‪.‬‬
‫أ‪.‬ت = أجل التنفيذ معبر عنه باأليام‪.‬‬

‫‪ -2-4‬حاالت اإلعفاء من العقوبات المالية‬


‫و يعود القرار باإلعفاء من دفع العقوبات المالية بسبب التأخير إلى مسؤولية المصلحة المتعاقدة‬
‫(صاحب المشروع)(‪ ،)2‬و تنص المادة ‪ 7/50‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬أنه‪" :‬يطبق هذا اإلعفاء‬
‫عندما ال يكون التأخير قد تسبب فيه المتعامل المتعاقد الذي تسلم له في هذه الحالة أوامر بتوقيف األشغال‬
‫أو باستئنافها"‪ ،‬وهي الحالة السابقة الذكر‪ ،‬ويكون التأخير في هذه الحالة بفعل صاحب المشروع‪.‬‬
‫و الحالة الثانية‪ ،‬و المنصوص عليها في الفقرة الرابعة من المادة السالفة الذكر تنص" في حالة القوة‬
‫القاهرة‪ ،‬تعلق اآلجال و ال يترتب على التأخير فرض العقوبات المالية بسبب التأخير‪ ،‬ضمن الحدود‬
‫المسطرة في أوامر توقيف األشغال و استئناف الخدمة التي تتخذها نتيجة ذلك المصلحة المتعاقدة"‪ ،‬ولم‬
‫يحدد المرسوم مفهوم القوة القاهرة‪ ،‬و بالرجوع إلى المادة ‪ 11/9‬من قانون رقم ‪ 02-09‬المؤرخ في ‪16‬‬
‫أبريل سنة ‪ ،1009‬يتعلق بالمحروقات(‪ ،)3‬تعرفها بأنها كل حدث مثبت‪ ،‬غير متوقع‪ ،‬ال يمكن مقاومته‪،‬‬
‫وخارج عن إرادة الطرف الذي يثيره‪ ،‬والذي يجعل تنفيذ هذا األخير ألحد التزاماته التعاقدية أو العديد منها‬
‫آنيا أو نهائيا‪ ،‬غير ممكن‪ .‬و يتوقف وجود حالة القوة القاهرة على توفر الشروط التالية‪ )2( :‬وقوع الحدث‬
‫ثابت‪ ،‬و يمكن التحقق منه‪ )1( ،‬و أن يكون غير متوقع‪ )7( ،‬و ال يمكن مقاومته‪ )4( ،‬ويكون خارج إرادة‬
‫األطراف‪ )9( ،‬و أن يجعل التزامات المتعامل المتعاقد آنيا أو نهائيا غير ممكن تنفيذها(‪.)4‬‬
‫و في كل من الحاالت السابقة الذكر فإنه يترتب على اإلعفاء من العقوبات المالية‪ ،‬بسبب التأخير‪ ،‬تحرير‬
‫شهادة إدارية بذلك(‪.)5‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫و في إطار القرار الوزاري المشترك لسنة ‪( 2566‬المادة ‪ 15‬منه) تطبق عقوبة التأخير على مبلغ األجر المخصص للمرحلة أو المهمة المعنية‪ .‬أما قبل صدور‬
‫القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬أنظر إلى‪:‬‬
‫‪ -‬القرار المؤرخ في ‪ 6‬أكتوبر سنة ‪ ، 2522‬الذي يتضمن تتميم العقد النموذجي الخاص بالمهندسين المعماريين الذين يساهمون في تشييد المبانى المخصصة لها هبات أو اعانات مقدمة‬
‫بواسطة اعتمادات من الدولة والملحق بالقرار المؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر سنة ‪ ،2596‬الجريدة الرسمية بتاريخ الثالثاء ‪ 16‬ديسمبر سنة ‪ ،2522‬العدد ‪ ،208‬ص‪.2642-2640.‬‬
‫‪-Décret n°53-627 du 22 juillet 1953 fixant le tarif des honoraires allouées aux architectes, ingénieurs et techniciens appelés à prêter leur concours aux organismes‬‬
‫‪bénéficiaires de la législation sur les habitations à loyer modéré, en vue de la construction d’immeuble d’habitation. J.O.R. F., du vendredi 24 Juillet 1953, n°172,‬‬
‫; ‪p.6527-6546. Voir aussi‬‬
‫‪-Décret n°56-1428 du 29 septembre 1956 modifiant le décret n°53-627 du 22 juillet 1953 fixant le tarif des honoraires allouées aux architectes et techniciens‬‬
‫‪prêtant leur concours aux organismes d’habitations à loyer modéré. J.O.R.F., du dimanche 6 Janvier 1957, n°5, p.369.‬‬
‫‪-Arrêté du 15 avril 1958 relatif au tarif des honoraires allouées aux architectes et techniciens appelés à prêter leur concour s aux organismes bénéficiaires de la‬‬
‫‪législation sur les habitations à loyer modéré, en vue de la construction d’immeuble d’habitation. J.O.R.F., du jeudi 17 Avril 1958, n°90, p.3647-3648.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫المادة ‪ 1/50‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يوليو سنة ‪ ،1009‬العدد ‪ ،90‬ص‪.7.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫لمزيد من التفاصيل أنظر إلى المطلب الثالث من هذا المبحث‪ ،‬الصفحة رقم ‪.275‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫المادة ‪ 9/50‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬

‫‪129‬‬
‫‪ -3 –4‬اإلعفاء من الغرامة المالية في األحكام الخاصة إلدارة المشروع (االستشارة الفنية)‬
‫ونصت على حالة اإلعفاء من الغرامات المالية المادة ‪ 7/15‬من القرار الوزاري المشترك لسنة‬
‫‪ ،2566‬و بموجبها تطبق العقوبات التأخير بقوة القانون‪ ،‬إال في حالة ما إذا اثبت المستشار الفني (صاحب‬
‫العمل) في الوقت المناسب بأن التأخير ال يمكن أن يعزى إليه‪.‬‬
‫كما أنه إذا أثبت بأن التأخر في انجاز المشروع ناتج عن سبب ال يمكن نسبته إليه (صاحب العمل)‪،‬‬
‫فإن لهذا األخير الحق في أجر لقاء خدمات المتابعة‪ ،‬و المراقبة المتعلقة باألجل اإلضافي(‪ ،)1‬كما يتقاضى‬
‫صاحب العمل أجرة مقابل خدمات المتابعة‪ ،‬و المراقبة في حالة إتمام في آجال أقل من اآلجال التعاقدية‬
‫المتفق عليها‪ ،‬وتكون حسب وضعيات األشهر السابقة (أي عند حساب األجرة المتابعة)‪.‬‬
‫و يمكن ذكر التزامات أخرى منصوص عليها في تنظيمات أخرى‪ ،‬التي تعتبر من قبل االلتزامات‬
‫النوعية‪ ،‬و نقصد هنا التزام السرية فيما يخص صفقات الدفاع‪ ،‬و التزام صاحب العمل بتغطية األخطار‬
‫الناجمة عن نشاطه المهني‪ ،‬وهو االلتزام بالتأمين عن المسؤولية المدنية و المهنية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التزام صاحب العمل بالسرية فيما يخص صفقات المتعلقة بالدفاع‬
‫لم ينص المشروع التمهيدي للقانون السابق الذكر‪ ،‬و ال القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬على‬
‫التزام السرية بالنسبة لصفقات أو عقود الدفاع‪ ،‬إال أنه عند الرجوع إلى دفتر الشروط اإلدارية العامة‬
‫المطبقة على صفقات األشغال لسنة ‪ 2584‬نجد أنه نص على المحافظة السرية في المادة ‪ 26‬الشطر "ب"‬
‫فقرة ‪ 1‬تحت عنوان "بالنسبة لنصوص اإلضافية المطبقة على األشغال المتعلقة بالدفاع" حيث جاءت‬
‫المادة كاآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬عندما تتسم الصفقة كليا أو جزئيا بصبغة السرية‪ ،‬أو عندما تكون األشغال واجبة التنفيذ في أماكن‬
‫اتخذت فيها على الدوام احتياطات خاصة بغية المحافظة على السر أو وقاية النقاط الحساسة‪ ،‬تقوم اإلدارة‬
‫بدعوة المرشحين إلعالمهم عن ذلك في مكاتب المصلحة واطالعهم على التعليمات المطبقة‪ ،‬والمتعلقة‬
‫بالمحافظة على السر في المقاوالت الخصوصية التي تعمل لحساب الدفاع و في أية حالة كان عليه األمر‪،‬‬
‫فان كل مشارك جرى إعالمه على الشكل المذكور يعتبر مطلعا على هذه التعليمات‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقوم اإلدارة بإبالغ متعهد الصفقة عناصر الصفقة المعتبرة سرية‪ ،‬و التدابير الخاصة باالحتياطات‬
‫الواجب اتخاذها‪.‬‬
‫ج‪ -‬يجب على المقاول و المتعاقدين الثانويين اتخاذ جميع المقتضيات لحفظ و حماية المستندات السرية‬
‫المؤتمنين عليها‪ ،‬و إعالم مهندس الدائرة أو المهندس المعماري دون تأخير عن كل اختفاء أو عارض‪،‬‬
‫ويجب عليه المحافظة على سرية جميع المعلومات الخاصة بالنظام العسكري التي يكونون قد أحيطوا علما‬
‫بها بمناسبة الصفقة‪.‬‬
‫د‪ -‬أن المقاول خاضع لجميع االلتزامات المنصوص عليها بالتعليمات المتعلقة بمراقبة الموظفين‬
‫والمحافظة على السر و النقاط الحساسة أو الناجمة عن التدابير المقررة فيما يخص االحتياطات ويتعين‬
‫عليه العمل على تطبيق هذه التعليمات و األوامر من قبل المتعاقدين الثانويين‪ ،‬و ال يجوز له التمسك بطلب‬
‫أي تعويض ألي سبب كان‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬في الحالة التي يدعي فيها المقاول و المتعاقدون الثانويون جهل االلتزامات المنصوص عليها‬
‫بالمقاطع ب‪ ،1 ،‬أ‪،‬ب‪، 1،‬د أعاله‪ ،‬يجرى تطبيق العقوبات التعاقدية المنصوص عليها في المقطع ب‪،‬أ‪،‬ب‬
‫أعاله"‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫المادة ‪ 1/42‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪.2566‬‬

‫‪130‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬ذكر من بين أحكامه "الحفاظ على‬
‫السر" في المادة ‪ 2/220‬المطة ‪ 7‬في القسم الفرعي األول من القسم السابع‪ ،‬المعنون "الرهن الحيازي"‬
‫فيما يخص شروط الرهن الحيازي للصفقة‪ ،‬و من بينها تسليم نسخة من الصفقة‪ ،‬و بحجة المحافظة على‬
‫السر يمكن للمتعامل المتعاقد طلب مستخرجا (للصفقة) من السلطة التي تعاقد معها موقعا عليه من قبلها‪،‬‬
‫ومتضمن بيان يدل على أن هذه الوثيقة تمثل سندا في حالة الرهن الحيازي‪ ،‬و بيان مالئم للسر المطلوب‪،‬‬
‫كما أن إفشاء السر في مجال صفقات الدفاع الوطني يعاقب عليه جزائيا طبقا لنص المادة ‪ 86‬من قانون‬
‫العقوبات(‪.)1‬‬
‫رابعا‪ :‬التزام صاحب العمل بالتأمين(‪ )2‬من المسؤولية المدنية المهنية‬
‫التزام صاحب العمل‪-‬المتنافس‪ -‬بتغطية األخطار الناجمة عن نشاطه المهني‪ ،‬بوثيقة تأمين في الحدود‬
‫المبينة في دفاتر الشروط‪ ،‬و يلزم صاحب العمل بالتأمين سواء كان مهندس معماري أو تقني أو مراقب‬
‫تقني طبقا لنص المادة ‪ 229‬من األمر رقم ‪ 02-59‬المؤرخ في ‪ 19‬يناير سنة ‪ 2559‬الذي يتعلق‬
‫بالتأمينات(‪ ،)3‬التي تنص‪" :‬على كل مهندس معماري ومقاول و مراقب تقني و أي متدخل شخصا طبيعيا‬
‫كان أو معنويا‪ ،‬أن يكتتب تأمين لتغطية مسؤوليته المدنية المهنية التي قد يتعرض لها بسبب أشغال البناء‬
‫وتجديد البناءات أو ترميمها"‪ ،‬و باإلضافة الى إلزامية التأمين عن المسؤولية العشرية طبقا لنص المادة‬
‫‪ 226‬من األمر رقم ‪ ،02-59‬التي تنص أنه يجب على المهندسين المعماريين و المقاولين‪ ،‬و كذا المراقبين‬
‫التقنيين اكتتاب عقد التأمين مسؤوليتهم العشرية المنصوص عليها في المادة ‪ 994‬من القانون المدني على‬
‫أن يبدأ سريان هذا العقد من االستالم النهائي للمشروع"‪ ،‬يخضع المتدخلين في ميدان البناء إلى إلزامية‬
‫التأمين على المسؤولية العشرية والمهنية(‪ ،)4‬إذ يستفيد من هذا الضمان صاحب المشروع إلى غاية انقضاء‬
‫أجل الضمان (المادة ‪ 1/226‬من األمر ‪ ،)02-59‬و يشير القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬إلى‬
‫تطبيق أحكام المادة ‪ 994‬من القانون المدني‪ ،‬بحيث يعد كل من صاحب العمل (المستشار الفني)‪،‬‬
‫والمقاول‪ ،‬مسؤولين بالتضامن خالل عشر (‪ )20‬سنوات عن تهدم المباني‪ ،‬و المنشآت الثابتة كلها‪ ،‬أو‬
‫جزء منها‪ ،‬و لو كان التهديم ناشئا عن عيب في األرض‪ ،‬و تشمل مسؤولية صاحب العمل (المستشار‬
‫الفني) ما يوجد في المباني و المنشآت من عيوب يترتب عليها تهديد متانة البناء وسالمته (المادة ‪11‬‬
‫منه)‪ ،‬و طبيعة االلتزام هنا ليس تعاقدي و إنما قانوني نص عليه القانون‪ ،‬فنص المادة ‪ 229‬من األمر رقم‬
‫‪ 02-59‬صريحة في ذلك‪.‬‬
‫و عددت المادة ‪ 1‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 424-59‬المؤرخ في ‪ 5‬ديسمبر سنة ‪ ،2559‬الذي يتعلق‬
‫بإلزامية التأمين في البناء من مسؤولية المتدخلين المدنية المهنية(‪ ،)5‬المتدخلين في مجال البناء‬
‫بقولها‪":‬يجب على المتدخلين في البناء سواء أكانوا أشخاصا طبيعيين أو معنويين أن يكتتبوا تأمينا من‬
‫مسؤوليتهم المدنية المهنية التي يمكن أن تنجر مما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬الدراسات و التصاميم في الهندسة المعمارية‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫المادة ‪ 86‬من األمر رقم ‪ 298-88‬المؤرخ في ‪ 6‬يونيو سنة ‪ ،2588‬الذي يتضمن قانون العقوبات تنص كاآلتي ‪" :‬يعاقب بالسجن المؤقت من عشر سنوات إلى‬
‫عشرين سنة كل من يسلم بغير إذن سابق من السلطة المختصة إلى شخص يعمل لحساب دولة أو مؤسسة أجنبية اختراعا يهم الدفاع الوطني أو معلومات أو دراسات‬
‫أو طريقة صنع تتصل باختراع من هذا النوع أو بتطبيقات صناعية تهم الدفاع الوطني أو يفشي إليه شيئا من ذلك"‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°11, ph.105, pp.406, 407. Voir aussi ; BERGEL (Jean-Louis), ANDRE‬‬
‫‪(Marc), EYROLLES (Jean-Jacques), LIARD (Jean-Jacques) et MENDAK (Pascal) (Sou.Rédac.), LAMY de Droit‬‬
‫‪Immobilier, édition LAMY.S.A., 1999, n°1386, p.3346.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 06‬فبراير سنة ‪ ،2559‬العدد ‪ ،27‬ص‪ ،7.‬و عند الرجوع إلى تأشيرات المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر‬
‫سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬نجد األمر رقم ‪ 02-59‬المؤرخ في ‪ 19‬يناير سنة ‪ 2559‬الذي يتعلق بالتأمينات‪.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 45-58‬المؤرخ في ‪ 22‬يناير سنة ‪ ، 2558‬الذي يحدد قائمة المباني العمومية المعفاة من إلزامية التأمين المسؤولية المهنية‪ ،‬والمسؤولية‬
‫العشرية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 12‬يناير سنة ‪ ،2558‬العدد ‪ ،9‬ص‪.27.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 20‬ديسمبر سنة ‪ ،2559‬العدد ‪ ،28‬ص‪.21.‬‬

‫‪131‬‬
‫‪ -‬الدراسات و التصورات الهندسية‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ أشغال البناء على اختالف أنواعها فيما يخص صالبتها و رسوخها أو فيما يخص أي شيء‬
‫من شأنه أن يعرض أمن المنشآت للخطر‪.‬‬
‫‪ -‬المراقبة المستمرة لنوعية مواد البناء و تنفيذ األشغال‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة التقنية لتصميم المنشآت‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة ورشات البناء و ترميم المباني‪.‬‬
‫و من خالل النصوص القانونية في هذا المجال‪ ،‬و النماذج العملية يلتزم صاحب العمل باكتتاب تأمين‬
‫يغطي مسؤوليته المتعلقة بدفع النفقات الخاصة بأشغال تصليح األضرار التي يكون المؤمن له مسؤوال‬
‫عليها خالل بناء المنشأة‪ ،‬و يغطي التأمين أساسا األضرار المرتبطة بالتهدم الكلي أو الجزئي للمنشأة‪،‬‬
‫وهذا إثر عيب‪ ،‬أو خطأ عند تنفيذ التصاميم‪ ،‬أو سوء متابعة األشغال‪ ،‬أما التهدم إثر الكوارث الطبيعية‪،‬‬
‫وكذا األضرار المرتبطة باستغالل البناية مستثناة من إلزامية التأمين(بالنسبة لصاحب العمل)‪ ،‬أما مفهوم‬
‫عدم صالحية البناء لالمتالك ال يؤخذ بها في الجزائر‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫و يبدأ سريان الضمان ابتداء من االستالم النهائي للمنشأة ‪ ،‬التي تتجسد من خالل محضر االستالم‬
‫النهائي‪ ،‬و تنتهي بعد مرور عشر (‪ )20‬سنوات‪ ،‬و المستفيد من التأمين كل من صاحب المشروع‪ ،‬ومالكي‬
‫المنشأة (في حالة تنازل الدولة عن البناء لصالح مؤسسة عمومية مثال)‪.‬‬
‫و قد يشمل التأمين ضمان األخطار التالية‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -‬التعويضات المالية على أساس قيام المسؤولية المدنية ‪ ،‬و العشرية لصاحب العمل (المؤمن له) حسب‬
‫المواد ‪ 994‬و ‪ 999‬من قانون المدني‪ ،‬و المستحقة لصاحب المشروع‪ ،‬و تشمل التعويضات المتعلقة‬
‫بتكاليف إعادة البناء‪ ،‬الخسائر المادية للمنشأة التي يعود سببها الى عنصر األشغال الكبرى ‪،Gros œuvre‬‬
‫و تضمن هذه األخيرة استقرار أو صالبة المنشأة‪ ،‬و التي تقوم على أساسها المسؤولية العشرية للمؤمن له‪.‬‬
‫‪ -‬تكاليف التهديم‪ ،‬و نزع الركام المترتبة عن وقوع الحدث المنصوص عليه بموجب المادة ‪ 994‬من‬
‫القانون المدني‪.‬‬
‫‪ -‬التعويضات المالية على أساس المسؤولية الجارية للمؤمن له بموجب المواد ‪ 214‬و ما بعدها من القانون‬
‫المدني‪ ،‬إثر األضرار الجسدية‪ ،‬و المادية‪ ،‬و غير المادية التي لحقت بالغير‪ ،‬و لمالك المنشأة والمالكين‬
‫اآلخرين التي انتقلت إليهم الملكية‪ ،‬في حالة وقوع حدث منصوص عليه في العقد‪.‬‬
‫‪ -‬تكاليف المتابعات القضائية في حالة وقوع الحدث المنصوص عليه في العقد في إطار الدفاع عن‬
‫المصالح المشتركة أمام الهيئات القضائية المختصة‪ ،‬أما فيما يخص المتابعة الجزائية فإن مبلغ التكاليف‬
‫المغطاة بالتأمين تتعلق بتعويض الطرف المدني فقط‪ ،‬و في حدود المبالغ المضمونة من قبل المؤمن وفقا‬
‫للشروط الخاصة في العقد‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن المشرع نص على إعفاء بعض المنشآت من إلزامية التأمين (التابعة لقطاع‬
‫األشغال العمومية و الري)‪ ،‬و هذا بالرجوع إلى المادة ‪ 1‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 45-58‬المؤرخ في‬
‫‪ 22‬يناير سنة ‪ ،2558‬الذي يحدد قائمة المباني العمومية المعفاة من إلزامية التأمين عن المسؤولية المهنية‬
‫والمسؤولية العشرية(‪.)3‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫و جاء المشرع بضمان آخر وهو "ضمان حسن إنجاز المنشأة ‪ "Garantie de parfait achèvement de l’ouvrage‬في مجال الترقية العقارية‪ ،‬حيث يلتزم‬
‫بها المتعامل في الترقية العقارية خالل أجل سنة واحدة طبقا للمادة ‪ 24‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 07-57‬المؤرخ في أول مارس سنة ‪ ،2557‬الذي يتعلق بالنشاط‬
‫العقاري‪( .‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 7‬مارس سنة ‪ ،2557‬العدد ‪ ، 14‬ص‪.)4.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪voir ; ALPA (Guido), L’assurance de responsabilité civile du professionnel en droit italien, R.I.D.C. 1-1993,‬‬
‫‪Vol.45 n°1. Janvier-mars, p.125.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 12‬يناير سنة ‪ ،2558‬العدد ‪ ،9‬ص‪.27.‬‬

‫‪132‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تعديل التزامات صاحب العمل في عقد إدارة المشروع (االستثارة الفنية)‬
‫قد يتفق األطراف عقد إدارة المشروع على تعديل العقد‪ ،‬و هذا إما القيام بجزء من المهام أو الزيادة‬
‫فيها‪ ،‬و هذا كلما تبين لألطراف عناصر جديدة‪ ،‬و نتطرق في الفرع األول إلى التعديالت االتفاقية‪،‬‬
‫والتعديالت بواسطة الملحق ضمن الفرع الثاني‪ ،‬و في الفرع الثالث نتناول التعديالت الحاصلة بسبب‬
‫ظروف خارجة عن إرادة األطراف‪ ،‬و ال نتطرق إلى التعديالت التي تكون خارج اإلطار التعاقدي بفعل‬
‫تطبيق السلطات االنفرادية لصاحب المشروع بصفته سلطة إدارية في مرحلة تنفيذ صفقة‪ ،‬كون بحثنا‬
‫يشمل اإلطار التعاقدي فقط‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعديل اإلتفاقي اللتزامات صاحب العمل‬


‫يمكن أن يتفق أطراف صفقة إدارة المشروع على تعديل بعض االلتزامات كإنقاص بعض المهام‪ ،‬أو‬
‫تمديد المدة بفعل تأخر في تسلم رخصة البناء مثال‪ ،‬على أن يرتقب ذلك في العقد‪ ،‬أو تكييف البرنامج مع‬
‫الظروف التقنية الجديدة‪ ،‬و تعديل البرنامج أثناء تنفيذ العقد يترتب عنه فوضى‪ ،‬و تجاوز اإلعتمادات‬
‫المخصصة للمشروع(‪ ،)1‬وهذا يعود إلى عدم التدقيق في إعداد البرنامج الذي يقوم على أساس دراسات‬
‫أولية‪ ،‬منها دراسات قانونية‪ ،‬و تقنية مثل دراسات إمكانية التنفيذ‪ ،‬و دراسات تحديدية الحتياجات صاحب‬
‫المشروع‪.‬‬
‫و في هذا المجال قرر مجلس الدولة الفرنسي أنه في حالة تعديل البرنامج بعد إجراءات إبرام الصفقة‬
‫فإن على صاحب المشروع إعادة االستشارة من جديد(‪ ،)2‬و نصت المادة ‪ 70‬الفقرة األولى من دفتر‬
‫الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المتعلقة بوزارة تجديد البناء‪ ،‬واألشغال العمومية‪،‬‬
‫و النقل لسنة ‪ ،)3(2584‬تحت عنوان "الزيادة في جملة األشغال"‪ ،‬على أنه في حالة إجراء اإلضافة على‬
‫جملة األشغال‪ ،‬فال يجوز للمقاول رفع أية مطالبة‪ ،‬مادامت اإلضافة المقررة بسب األسعار االبتدائية ال‬
‫تتجاوز العشرين بالمائة (‪ )%10‬من مبلغ المقاولة (الصفقة)‪ ،‬و إذا تجاوزت اإلضافة هذه النسبة المئوية‪،‬‬
‫ي حق له فسخ صفقته فورا دون تعويض‪ ،‬شريطة إخبار المهندس الرئيس بطلب كتابي في أجل شهرين‬
‫ابتداء من تاريخ أمر المصلحة الذي يؤدي تنفيذه إلى نشوء إضافة األشغال بما يزيد عن النسبة المئوية‬
‫المحددة(‪.)4‬‬
‫كما تشير المادة ‪ 72‬في فقرتها األولى من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال‬
‫المتعلقة بوزارة تجديد البناء واألشغال العمومية و النقل‪ ،‬على أنه في حالة إجراء نقص في جملة‬
‫األشغال(‪ ،)5‬ال يجوز للمقاول رفع أية مطالبة مادام تخفيض مقدار على األسعار االبتدائية ال يتجاوز‬
‫العشرين بالمائة (‪ )%10‬من مبلغ المقاولة (الصفقة)‪ ،‬و إذا كان النقص أعلى من هذه النسبة المئوية‪،‬‬

‫المادة ‪ 1‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 45-58‬أنه‪ " :‬تحدد قائمة المباني العمومية المعفاة من إلزامية التأمين المذكورة في المادة األولى السابقة كما يأتي‪:‬‬
‫– الجسور‪ ،‬األنفاق‪ ،‬السدود‪ ،‬القنوات‪ ،‬الطرق‪ ،‬الطرق السريعة‪ ،‬الحواجز المائية التلية‪ ،‬المكاسر‪ ،‬الموانئ و المرافئ و مباني الحماية‪ ،‬قنوات نقل المياه‪ ،‬خطوط‬
‫السكك الحديدية‪ ،‬مدرجات هبوط الطائرات"‪.‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 7‬من نفس المرسوم التنفيذي رقم ‪ 45-58‬أنه‪" :‬يمكن أن تجدد قائمة المباني المذكورة في المادة ‪ 1‬السابقة‪ ،‬عند الحاجة‪ ،‬حسب األشكال نفسها"‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪M.I.Q.C.P, Programmation des constructions publiques, Guide et méthodes, Deuxième édition, Le Moniteur Edition,‬‬
‫‪2001, p.25. M.I.Q.C.P., Guide de sensibilisation à la Programmation, Découvrir l’intérêt de la programmation et s’engager‬‬
‫‪dans la démarche, M.I.Q.C.P., Juin 2008, n°2. Rapport, La faisabilité financière des programmes d’infrastructures, C.E.S.‬‬
‫‪présenté par M. Philippe Valletoux, n°4, NOR : C.E.S. X0600102V, 2006, p.I-8 et suiv. M.I.Q.C.P., Ouvrage publics et coût‬‬
‫‪global, Une approche actuelle pour les constructions publiques, M.I.Q.C.P., Janvier 2006, n°2.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪C.E. 22 Avr.1983, MM.Auffret et Dumoulin, Req, n°21 509, citée par BOUCHON (D.), COSSALTER (P.),‬‬
‫‪op.cit., n°42, p.43.‬‬
‫(‪ )3‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪.42.‬‬
‫(‪ )4‬إال في حالة تطبيق المادة ‪ 71‬من د‪.‬ش‪.‬إ‪.‬ع‪.‬‬
‫(‪ )5‬إال في حالة تطبيق المادة ‪ 71‬من دفتر الشروط االدارية العامة لسنة ‪.2584‬‬

‫‪133‬‬
‫يجوز للمقاول تقديم طلب تعويض في نهاية الحساب‪ ،‬مستندا على الضرر الذي سببته له التعديالت‬
‫المدخلة بهذا الشأن في احتياطات المشروع‪ ،‬و في حالة تعذر التفاهم الودي‪ ،‬يجري تحديد التعويض من‬
‫قبل المحكمة اإلدارية دون اإلخالل بحق الفسخ الفوري الذي يجب طلبه على نفس الشكل‪ ،‬و نفس األجل‬
‫الخاص بتطبيق المادة ‪ 70‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على الصفقات األشغال لسنة ‪.2584‬‬
‫كما تشير المادة ‪ 71‬في فقرتها األولى من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال‬
‫المتعلقة بوزارة تجديد البناء‪ ،‬واألشغال العمومية و النقل‪ ،‬لسنة ‪ 2584‬تحت عنوان "التغيير الحاصل في‬
‫أهمية مختلف أنواع األشغال"‪ ،‬أنه عندما تتضمن الصفقة تفصيال تقديريا يبين أهمية مختلف أنواع‬
‫األشغال‪ ،‬و عندما يتبين أن التغييرات التي تأمر بها اإلدارة أو تنتج عن ظروف غير متأتية من خطأ أو‬
‫عمل المقاول‪ ،‬فتتناول أهمية مختلف أنواع األشغال بشكل تختلف فيه المقادير بما يفوق الخمسة والثالثين‬
‫بالمائة (‪ )%79‬بزيادة أو نقصان عن المقادير المقيدة في التفصيل التقديري‪ ،‬فيستطيع المقاول عندئذ أن‬
‫يقدم عند انتهاء الحساب طلبا بالتعويض‪ ،‬مرتكزا على الضرر المسبب له من جراء التعديالت الحاصلة‬
‫بهذا الشأن في احتياطات المشروع‪ ،‬و في فقرتها الثانية (‪ )1‬تنص على أنه ال يستطيع المقاول االدعاء‬
‫بالتعويض بمناسبة تنفيذ أنواع األشغال غير المبينة في التفصيل التقديري‪ ،‬و كانت األسعار محددة مسبقا‬
‫في العقد‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعديل بواسطة الملحق كوثيقة تعاقدية‬


‫و نصت المادة ‪ 42‬من المشروع التمهيدي للقانون السابق الذكر أنه في حالة تعديل البرنامج‪ ،‬أو‬
‫الخدمات بفعل صاحب المشروع‪ ،‬يبرم ملحق لعقد إدارة المشروع لسطر البرنامج المعدل‪ ،‬و يترتب عنها‬
‫تعديل كلفة األشغال المتوقعة المتعلقة بالمشروع‪ ،‬و تكييف أجرة صاحب العمل‪ ،‬و وفقا لقرار الوزاري‬
‫المشترك لسنة ‪ 2566‬يبرم الملحق بالنسبة للطلبات الجديدة (المادة ‪ ،)72‬ذلك أنه إذا تمت الموافقة قانونا‬
‫على إحدى مهام إدارة المشروع (االستشارة الفنية) كليا أو جزئيا‪ ،‬فإن كل طلب تغيير مستقبلي يشملها أو‬
‫يشمل المهام السابقة لها يجب أن يمثل بالنسبة لصاحب العمل (المستشار الفني) طلبا جديدا مدفوع األجر‬
‫باالستناد إلى نسبة الكلفة التعاقدية المطبقة على كل مهمة أو جزء من المهمة‪ ،‬غير أن كل التغييرات التي‬
‫يطلبها صاحب المشروع (رب العمل)‪ ،‬أو الناتجة إما عن عيب في التصميم‪ ،‬أو عن عدم احترام صاحب‬
‫العمل (المستشار الفني) للمقاييس‪ ،‬و األنظمة السارية المفعول‪ ،‬ال تستوجب دفع أجر عنها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬استعمال تقنية الملحق ‪Avenant‬‬


‫طبقا للمادة ‪ 201‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬يمكن لصاحب المشروع أن يلجأ إلى إبرام‬
‫مالحق للصفقة‪ ،‬و هي وسيلة أو تقنية لتعديل الصفقة‪ ،‬و يعبر عن إرادة األطراف حول التعديل(‪ ،)1‬وهذا‬
‫لتفادي النزاعات الالحقة للعقد‪ ،‬إال فيما يخص تفسير شروط الملحق(‪.)2‬‬
‫و أدخل مفهوم الملحق ألول مرة في المرسوم رقم ‪ ،249-61‬بحيث ينص على أن الملحق له طابع‬
‫استثنائي(‪ ،)3‬و يعرف الملحق بأنه عقد يهدف إلى تعديل الحق لعقد موجود(‪ ،)4‬و تعرفه المادة ‪ 207‬من‬

‫(‪)1‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°54, p.333.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪C.E. 28 mai 2001, M.Ferrando STEOTH Sud-Ouest, n° 205264, citée par BOUCHON (D.), COSSALTER‬‬
‫‪(P.), op.cit., n°54, p.334.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫المادة ‪ 57‬من المرسوم رقم ‪ 249-61‬المؤرخ في ‪ 20‬أبريل سنة ‪ ،2561‬الذي ينظم الصفقات التي يبرمها المتعامل العمومي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء‬
‫‪ 27‬أبريل سنة ‪ ،2561‬العدد ‪ ،29‬ص‪.240.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪« L’avenant est un contrat dont le but est de modifier pour le futur un contrat existent », BOUCHON (D.),‬‬
‫‪COSSALTER (P.), op.cit., n°55, p.334.‬‬
‫‪ -‬و مصطلح " الملحق" ‪ Avenant‬له نفس الجذور الالتينية لمصطلح "المستقبل" ‪.Futur‬‬

‫‪134‬‬
‫قانون الصفقات العمومية بأنه وثيقة تعاقدية تابعة للصفقة‪ ،‬و يبرم إذا كان هدفه زيادة الخدمات أو تقليلها‬
‫و‪/‬أو تعديل بند‪ ،‬أو عدة بنود تعاقدية في الصفقة(‪.)1‬‬
‫و يمكن أن تغطي الخدمات موضوع الملحق عمليات جديدة تدخل في موضوع الصفقة اإلجمالي‪ ،‬و ال‬
‫يمكن أن يؤثر الملحق بصورة أساسية على توازن الصفقة‪ ،‬ماعدا في حالة ما إذا طرأت تبعات تقنية لم‬
‫تكن متوقعة‪ ،‬و خارجة عن إرادة األطراف‪ ،‬و وفقا لل قرار الوزاري المشترك يبرم الملحق بالنسبة لطلبات‬
‫الجديدة المنصوص عليها في المادة ‪ 72‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬حيث جاء بمفهوم‬
‫الطلب الجديد ‪ ،commande nouvelle‬و تعديل البرنامج يترتب عنه تعديل الخدمات‪ ،‬و تكون أسبابه‬
‫مختلفة متعلقة بزيادة أو إنقاص اآلجال‪ ،‬أو متعلقة بالخدمات‪ ،‬و تكون بسبب األطراف‪ ،‬أو بسبب تبعات‬
‫تقنية خارجة عن إرادة األطراف (و الحالة األخيرة سندرسها في الفرع الثالث)‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع الملحقات‪ :‬و يصنف الفقه الجزائري ثالث أنواع من الملحقات‪:‬‬
‫‪/1‬ملحق األشغال المضافة أو المنقصة(‪ :)2‬و يتمثل في صفقة إدارة المشروع‪ ،‬مع مراعاة خصوصية‬
‫الصفقة‪ ،‬مهام إضافية في حالة االتفاق جزء منها‪ ،‬مثال‪ ،‬و يأخذ هذا الملحق األشكال التالية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬ملحق األشغال المضافة أو المنقصة للبنود المتضمنة في الصفقة األولية‪ :‬و يأخذ بعين االعتبار الطلبات‬
‫الجديدة مثال‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ملحق إدخال أشغال جديدة غير متضمنة في الصفقة األولية‪ :‬و يكمل الخدمات أو األشغال موضوع‬
‫الصفقة‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ /2‬ملحق التغيير ‪ :‬إن اللجوء إلى هذا النوع من الملحقات ضروري أحيانا عندما تتغير احدى أطراف‬
‫العقد أو تغيير التزامات التسيير‪ ،‬و إبرام هذا الملحق يرتبط بالشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬مراعاة المسائل المتعلقة بالضمانات منها الكفالة‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد قفل الحسابات‪ ،‬و محاضر التسليم مع المتعامل المتعاقد السابق‪.‬‬
‫‪ -‬تأهيل المتعامل المتعاقد الجديد إلبرام الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬تحمل المسؤوليات فيما يتعلق باألشغال المنجزة‪.‬‬
‫‪ /3‬ملحق اإلقفال النهائي للصفقة‪ :‬هذا الملحق يسمح بإيقاف‪ ،‬و قفل بصفة نهائية الخدمات المنفذة فعال في‬
‫الصفقة(‪ ،)4‬و يلجأ إليه بصفة استثنائية (التخلي عن األشغال بقرار من اإلدارة‪ ،‬بسبب تجاوز رخصة‬
‫البرنامج مثال‪ ،‬التسوية الودية للنزاع‪ ،‬القوة القاهرة استحالة تنفيذ الصفقة(‪.))5‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ثالثا‪ :‬شروط إبرام ملحق الصفقة‬
‫و كل تعديل في التزامات أو في موضوع المهام سواء بإضافة مهام‪ ،‬أو إنقاص اآلجال‪ ،‬أو زيادتها أو‬
‫إلعادة وضع القيمة التقديرية لألشغال‪ ،‬و منه إعادة حساب األجرة‪ ،‬أن يخضع لمجموعة من الشروط‬
‫القانونية‪ ،‬و هناك من يصنفها إلى شروط شكلية و أخرى موضوعية(‪ ،)7‬و هي كاآلتي‪:‬‬

‫‪- BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°55, p.334.‬‬


‫( ‪)1‬‬
‫و تم حذف كلمة "األصلية ‪ "Initial‬من نص المادة ‪ 207‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬عند المقارنة بين قانون الصفقات العمومية لسنة ‪1020‬‬
‫والتنظيمات السابقة للصفقات العمومية (المرسوم ‪ ،2561‬و المرسوم ‪ ،2552‬و المرسوم ‪ )1001‬التي جاءت بالعبارة اآلتية‪" :‬الصفقة األصلية"‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪KADI-HANIFI Mokhtaria, L’avenant au marché public, mémoire de magister ; option administration et‬‬
‫‪finances, université d’Alger, Année 1997, p.24.‬‬
‫(‪ )3‬أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،58.‬أنظر كذلك إلى المرجع التالي‪:‬‬
‫‪KADI-HANIFI Mokhtaria, L’avenant au marché public, p.42.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪KADI-HANIFI Mokhtaria, L’avenant au marché public, op.cit., p.49.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪SABRI (M.), AOUDIA (K.), LALLEM (M.), Guide de gestion des marchés publics, op.cit., p.164, 165.‬‬
‫(‪ )6‬أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.52.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪SABRI (M.), AOUDIA (K.), LALLEM (M.), Guide de gestion des marchés publics, op.cit., p.165.‬‬

‫‪135‬‬
‫‪ – 1‬أن يكون هناك التزام تعاقدي جديد‪ :‬و يراد من ذلك أن يتم (الملحق) في صيغة كتابية و يرقم ويؤرخ‬
‫و ال يبعد تاريخ إبرام الملحق عن تاريخ إبرام الصفقة(‪ ،)1‬و يصادق عليه من قبل السلطة المختصة‪.‬‬
‫‪ – 2‬يخضع الملحق للشروط االقتصادية األساسية للصفقة‪ :‬األصل في الصفقة أن تضع األجر وفقا‬
‫للظروف االقتصادية السائدة عند إبرامها‪ ،‬و في حالة اإلضافة التي تقوم بها المصلحة المتعاقدة‪-‬صاحبة‬
‫المشروع‪ -‬التي تعتبر طلبات جديدة‪ ،‬و منه يعطى أجر جديد مع تطبيق النسب المتفق عليها في الصفقة‪،‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 204‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬أنه يخضع الملحق للشروط االقتصادية‬
‫األساسية للصفقة‪ ،‬و في حالة تعذر األخذ باألسعار التعاقدية المحددة للصفقة بالنسبة للعمليات الجديدة‬
‫الواردة في الملحق‪ ،‬يمكن أن تحدد أسعار جديدة عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪ - 3‬شرط إبرام الملحق في حدود آجال التنفيذ التعاقدية‬
‫و طبقا للمادة ‪ 209‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬ال يمكن إبرام الملحق‪ ،‬وعرضه على هيئة‬
‫الرقابة الخارجية للصفقات المختصة‪ ،‬إال في حدود آجال التنفيذ التعاقدية‪ ،‬ووضع قانون الصفقات‬
‫العمومية لسنة ‪ )2(1020‬حاالت التي يبرم الملحق في غير آجال التنفيذ التعاقدية‪ ،‬و هي‪:‬‬
‫‪ – 2‬عندما يكون الملحق‪ ،‬في مفهوم المادة ‪ ،207‬عديم األثر المالي‪ ،‬و يتعلق بإدخال و‪/‬أو تعديل بند‬
‫تعاقدي أو أكثر‪ ،‬غير البنود المتعلقة بآجال التنفيذ‪.‬‬
‫‪ – 1‬إذا ترتب على أسباب استثنائية‪ ،‬و غير متوقعة‪ ،‬و خارجة عن إرادة الطرفين‪ ،‬اختالل التوازن‬
‫االقتصادي للعقد اختالال معتبرا و‪/‬أو أدى إلى تأخير األجل التعاقدي األصلي‪.‬‬
‫‪ – 7‬إذا كان الغرض من الملحق‪ ،‬بصفة استثنائية‪ ،‬هو إقفال الصفقة نهائيا‪.‬‬
‫و تعرض المالحق بالنسبة للحالة الثانية و الثالثة على هيئة الرقابة الخارجية القبلية للجنة الصفقات‬
‫المختصة‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 208‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬أنه ال يخضع الملحق‪ ،‬بمفهوم المادة‬
‫‪ ،207‬إلى فحص هيئات الرقابة الخارجية القبلية‪ ،‬إذا كان موضوعه ال يعدل تسمية األطراف المتعاقدة‬
‫والضمانات التقنية‪ ،‬و المالية‪ ،‬و أجل التعاقد‪ ،‬و إذا كان مبلغه‪ ،‬أو المبلغ اإلجمالي لمختلف المالحق ال‬
‫يتجاوز زيادة أو نقصانا‪ ،‬للنسب اآلتية‪:‬‬
‫‪ %10 -‬من المبلغ األصلي للصفقة‪ ،‬بالنسبة إلى الصفقات التي هي من اختصاص لجنة الصفقات‬
‫التابعة للمصلحة المتعاقدة(صاحبة المشروع)‪،‬‬
‫‪ %20 -‬من المبلغ األصلي للصفقة‪ ،‬بالنسبة إلى الصفقات التي هي من اختصاص اللجان الوطنية‬
‫للصفقات‪.‬‬
‫في حالة تجاوز مبلغ المالحق نسبة ‪ %200‬من مبلغ األصلي للصفقة‪ ،‬يمكن أن تتضمن خدمات إضافية‬
‫تدخل في موضوع الصفقة‪ ،‬و نسبة ‪ %10‬التي ال تخضع إلى تأشيرة لجنة الصفقات‪ ،‬تخص الملحق‬
‫األول‪ .‬و في حالة تجاوزه عند إبرام مالحق أخرى للصفقة األصلية فهذه األخيرة تخضع للرقابة‬
‫الخارجية(‪.)3‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪SABRI (M.), AOUDIA (K.), LALLEM (M.), Guide de gestion des marchés publics, op.cit., p.165.‬‬
‫(‪ )2‬المادة ‪ 1/209‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Note n°1464/MF/DGB/DRC/SDMP du 08 avril 1997. A Monsieur le directeur régional du budget-BECHAR,‬‬
‫‪objet : marchés publics : conclusion d’avenants. REF/ votre lettre n°59/DRB/97 du 19 mars 1997. Direction‬‬
‫‪Générale du Budget, Réglementation des marchés publics, 1998, p.200.‬‬

‫‪136‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التعديالت الحاصلة بسبب ظروف خارجة عن إرادة األطراف‬
‫إن تعديل العقد مرتبط هنا بفكرة التوازن المالي‪ ،‬يعتبر التوازن المالي للعقد اإلداري من أهم‬
‫الخصائص الذاتية للنظرية العامة للعقود اإلدارية‪ ،‬و تقوم فكرة التوازن المالي على تحقيق التكافؤ‬
‫واالعتدال بين مستحقات المتعاقد‪ ،‬و األعباء‪ ،‬و االلتزامات الملقاة على عاتقه(‪ ،)1‬وتطبيقا لذلك إذا طرأت‪-‬‬
‫خالل تنفيذ العقد اإلداري‪ -‬أحداث خارجة عن النطاق التعاقدي‪ ،‬جعلت تنفيذ االلتزامات التعاقدية أكثر‬
‫صعوبة أو أكثر كلفة أو مستحيلة(‪ )2‬أصال‪ ،‬و من بين األسس القانونية التي يستند عليها مبدأ التوازن المالي‬
‫نذكر فكرة مقتضيات‪ ،‬و ضرورة المصلحة العامة(‪()3‬تنفيذ المشروع)‪ ،‬التي تتطلب اإلبقاء على التوازن‬
‫السابق الذكر‪ ،‬فهنا يتعين على اإلدارة مراجعة التوازن المالي للعقد اإلداري‪ ،‬وهي تستعين في ذلك بثالثة‬
‫نظريات جاء بها القضاء اإلداري و هي‪ :‬نظرية الظروف الطارئة‪ ،‬نظرية الصعوبات المادية غير‬
‫المتوقعة‪ ،‬نظرية عمل أو فعل األمير‪ ،‬و عادة ما يستعين بها في مجال الصفقات العمومية ‪ ،‬و جاء قانون‬
‫الصفقات العمومية بمفهوم القوة القاهرة و التبعات التقنية‪ ،‬ومنه سنتناول هذه النظريات إال بالنسبة لنظرية‬
‫فعل األمير التي تعد من األعمال‪ ،‬و اإلجراءات اإلدارية المشروعة التي تتخذها‪ ،‬و تصدرها السلطة‬
‫اإلدارية في العقود اإلدارية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬نظرية الظروف الطارئة ‪Imprévision‬‬
‫و الظروف الطارئة تتمثل في "الطارئ االقتصادي"‪ ،‬أي وجود ظروف اقتصادية تفرض على‬
‫المتعاقد مع اإلدارة أعباء مرتفعة أو باهضة(‪ ،)4‬و اعتمدها القضاء اإلداري الفرنسي(‪.)5‬‬
‫و تتلخص هذه النظرية في أ نه إذا ما طرأت بعد إبرام العقد اإلداري ظروف استثنائية لم يكن في‬
‫الوسع توقعها عند إبرام العقد‪ ،‬و تؤدي إلى جعل تنفيذ العقد أكثر إرهاقا للمتعاقد‪ ،‬بما يترتب عليها من‬
‫خسائر تتجاوز حدتها الخسائر العادية المألوفة في التعامل‪ ،‬فإن للمتعاقد الحق في طلب مساعدة اإلدارة‪،‬‬
‫عن طريق المساهمة في تحمل جزء من التكاليف و األعباء المستجدة‪ ،‬بتعويضه تعويضا جزئيا عن‬
‫الخسارة التي لحقت به‪ ،‬و من أمثلة الظروف الطارئة مثال األزمة االقتصادية‪ ،‬و هذا ما نصت عليه الفقرة‬
‫الثالثة من نص المادة ‪ 202‬من القانون المدني الجزائري بقولها‪ ":‬غير أنه إذا طرأت حوادث استثنائية‬
‫عامة لم يكن في الوسع توقعها و ترتب على حدوثها أن تنفيذ االلتزام التعاقدي‪ ،‬و أن لم يصبح مستحيال‪،‬‬
‫صار مرهقا للمدين بحيث يهدده بخسارة فادحة جاز للقاضي تبعا للظروف و بعد مراعاة لمصلحة‬
‫الطرفين أن يرد االلتزام المرهق إلى الحد المعقول‪ ،‬و يقع باطال كل اتفاق على خالف ذلك"‪.‬‬
‫و لتطبيق نظرية الظروف الطارئة في مجال العقود اإلدارية و الصفقات العمومية‪ ،‬البد من توافر‬
‫الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أن يطرأ الحادث أو الظرف الطارئ بعد إبرام العقد‪ ،‬و أثناء تنفيذه‪ ،‬على أن يكون غير متوقعا أي‬
‫غير وارد في حسن نية المتعاقدين وقت إبرام العقد‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون الظرف الطارئ خارج عن إرادة أحد المتعاقدين‪-‬سواء عن عمد أو إهمال‪-‬ألنه عندئذ‬
‫يتحمل وحده نتيجة تقصيره أو إهماله‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪DE LAUBADERE (A.), MODERNE (F.), DELVOLVE (P.), Traité des contrats administratifs, Tome‬‬
‫‪Premier, op.cit., n°718, p.717.‬‬
‫(‪ )2‬د‪.‬رابحي أحسن‪ ،‬مبدأ تدرج المعايير القانونية في النظام القانوني الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.978.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪DE LAUBADERE (A.), MODERNE (F.), DELVOLVE (P.), op.cit., n°716, p.716.‬‬
‫(‪ )4‬محيو (أ‪ ، ).‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية‪ ،‬ترجمة الدكتور محمد عرب صاصيال‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬سنة‬
‫‪.2558‬ص‪.750.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪C.E. 24 mars 1916, compagnie du Gaz de bordeaux, S.1916.317, concl.chardenet, note Hauriou ; G.A.n°34,‬‬
‫‪p.176, citée par Delvolvé (Pierre), Droit public de l’économie, op.cit., n°524, p.619.‬‬

‫‪137‬‬
‫‪ -‬أن يترتب على الظرف الطارئ إختالل التوازن المالي للعقد اختالل غير مألوف‪ ،‬بحيث يصبح‬
‫تنفيذ المتعاقد اللتزاماته مرهقا و يحمله خسارة مالية كبيرة(‪.)1‬‬
‫جاءت هذه النظرية بمناسبة عقود تفويض تسيير الخدمة العمومية‪ ،‬و لها طابع اقتصادي ‪-‬كما سبق‬
‫ذكره‪ -‬بحيث توضع كشرط لمواجهة المخاطر االقتصادية(‪( )2‬زيادة في الرواتب مثال)‪.‬‬
‫و نجد في المادة ‪ 1/42‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬هذا المبدأ بحيث تنص على حق‬
‫أجر إضافي مقابل امتداد مهمة متابعة تنفيذ األشغال‪ ،‬و مراقبتها‪ ،‬و جاءت كاآلتي‪" :‬غير أنه إذا اثبت بأن‬
‫التأخر في انجاز المشروع ناتج عن سبب ال يمكن نسبته إلى المستشار الفني‪ ،‬فإن لهذا األخير الحق في‬
‫أجر لقاء خدمات المتابعة و المراقبة المتعلقة باألجل اإلضافي"‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ثانيا‪ :‬نظرية الصعوبات المادية غير المتوقعة أو نظرية تبعات غير المتوقعة‬
‫و مقتضى هذه النظرية أنه إذا ما صادف الطرف المتعاقد مع اإلدارة (صاحبة المشروع) ‪-‬خالل‬
‫تنفيذه لاللتزامات التعاقدية‪-‬صعوبات مادية ذات طبيعة استثنائية و غير مألوفة‪ ،‬و ال يمكن توقعها وقت‬
‫إبرام العقد‪ ،‬و تؤدي إلى جعل التنفيذ أكثر إرهاقا وأكثر كلفة عليه‪ ،‬ففي هذه الحالة يمكنه أن يطالب اإلدارة‬
‫المتعاقدة(صاحبة المشروع) معه تعويضا عما سببته له هذه الصعوبات المادية من أضرار‪ .‬ومثال ذلك أن‬
‫يتعاقد المقاول مع اإلدارة إلنجاز مشروع معين‪ ،‬على أساس أن األرض سهلة الحفر‪ ،‬فإذا به يجدها أرضا‬
‫صخرية تحتاج لنفقات غير متوقعة لتمهيدها‪ ،‬و يشترط لتطبيق نظرية الصعوبات المادية الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن تكون الصعوبات التي يصادفها المتعاقد مع اإلدارة أثناء تنفيذ العقد من طبيعة مادية‪،‬‬
‫وغالبا ما يكون مرجعها إلى طبيعة األراضي التي تنفذ فيها األشغال العامة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تكون الصعوبات المادية ذات طبيعة استثنائية و غير مألوفة بصورة مطلقة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تكون الصعوبات المادية غير متوقعة‪ ،‬أي غير واردة في حسبان نية المتعاقدين وقت‬
‫إبرام العقد اإلداري(‪.)4‬‬
‫فال يمكن توقع تطبيق هذه النظرية على صفقة إدارة المشروع ألن األمر يتعلق بصفقات األشغال‪،‬‬
‫ففي حالة عدم تنفيذ األشغال فإنه يترتب عنه عدم تنفيذ مهمة المتابعة و اإلشراف‪ ،‬التي يستحال تنفيذها من‬
‫قبل صاحب العمل‪ ،‬نظرا للصعوبات المادية التي قد يتلقاها مقاول األشغال‪.‬‬
‫و أدرج المشرع ألول مرة في قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬مفهوم التبعات التقنية ‪Sujétions‬‬
‫‪ ،Techniques imprévues‬و يمكن أن تكون تبعات مالية مثال‪ ،‬فالمشرع يأخذ بالتبعات التقنية فقط‪ ،‬عند‬
‫إعادة التوازن االقتصادي للصفقة‪ ،‬و تتميز التبعات عن الظروف الطارئة‪ ،‬كون هذه األخيرة تتعلق‬
‫بصعوبات مرتبطة بظروف سياسية و اقتصادية أو اجتماعية خارجة عن محل الصفقة‪ ،‬أما التبعات فهي‬
‫تتعلق بصعوبات ذات طابع مادي‪ ،‬أو تقني(‪)5‬تمس محل الصفقة‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫د‪.‬رابحي أحسن‪ ،‬مب دأ تدرج المعايير القانونية في النظام القانوني الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ .972.‬أنظر كذلك‪ :‬علي علي سليمان‪ ،‬النظرية‬
‫العامة لاللتزام‪ ،‬مصادر االلتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،2557 ،‬ف‪ ،60.‬ص‪.200.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Delvolvé (Pierre), Droit public de l’économie, édition DALLOZ-1998.n°524, p.619, 620.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪BRACONNIER (S.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.304. Voir aussi ; Bessmann (Patricia Grelier), Pratique‬‬
‫‪du droit de la construction, Marchés publics et privés, Quatrième édition, Groupe EYROLLES, 2005, pp.122-123.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫د‪.‬رابحي أحسن‪ ،‬مبدأ تدرج المعايير القانونية في النظام القانوني الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.975.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪« L’imprévision concerne des difficultés liées à des événements politique, économique ou sociaux extérieurs à l’objet du‬‬
‫‪marché, alors que les sujétions sont liées à des contraintes d’ordre matériel ou technique. », KADI-HANIFI Mokhtaria,‬‬
‫‪L’avenant au marché public, mémoire de magister ; option administration et finances, université d’Alger, Année 1997, p.29.‬‬

‫‪138‬‬
‫ثالثا‪ :‬القوة القاهرة ‪Force majeur‬‬
‫تنص المادة ‪ 50‬الفقرة الرابعة (‪ )4‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-20‬أنه في حالة القوة القاهرة‪،‬‬
‫تعلق اآلجال و ال يترتب على التأخير فرض الغرامات المالية بسبب التأخير‪ ،‬ضمن الحدود المسطرة في‬
‫أوامر توقيف األشغال‪ ،‬و استئناف الخدمة التي تتخذها نتيجة ذلك المصلحة المتعاقدة (صاحبة المشروع)‪.‬‬
‫وكذلك المادة ‪ 80‬الفقرة ‪ 1‬المطة ‪ 2‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬بحيث جاءت بالعبارة التالية‪:‬‬
‫"كيفيات تطبيق حاالت القوة القاهرة"‪ ،‬و لم يحدد قانون الصفقات العمومية مفهوم القوة القاهرة‪ ،‬وبالرجوع‬
‫إلى المادة ‪ 11/9‬قانون رقم ‪ 02-09‬المؤرخ في ‪ 16‬أبريل سنة ‪ ،1009‬يتعلق بالمحروقات(‪ ،)1‬كما سبق‬
‫ذكره‪ ،‬يعرف القوة القاهرة بأنها كل حدث مثبت‪ ،‬غير متوقع‪ ،‬ال يمكن مقاومته‪ ،‬و خارج عن إرادة‬
‫الطرف الذي يثيره‪ ،‬والذي يجعل تنفيذ هذا األخير ألحد التزاماته التعاقدية‪ ،‬أو العديد منها آنيا أو نهائيا‪،‬‬
‫غير ممكن‪.‬‬
‫و يتوقف وجود حالة القوة القاهرة على توفر الشروط التالية‪ )1( :‬وقوع الحدث ثابت‪ ،‬و يمكن التحقق‬
‫منه‪ )2( ،‬و أن يكون غير متوقع‪ )3( ،‬و ال يمكن مقاومته‪ )4( ،‬و يكون خارج إرادة األطراف‪ )5( ،‬وأن‬
‫يجعل التزامات المتعامل المتعاقد آنيا أو نهائيا غير ممكن تنفيذها‪.‬‬
‫فالقوة القاهرة تعفي المتعاقد من االلتزام باالستمرار في تنفيذ العقد‪ ،‬عكس النظريتين المذكورتين‬
‫أعاله‪ ،‬بحيث ال يعفي المتعاقد مع اإلدارة من االلتزام باالستمرار في تنفيذ العقد‪ ،‬حيث يقول األستاذ "‪EL-‬‬

‫‪ "BEHERRY‬أن الفرق الجوهري بين القوة القاهرة‪ ،‬و نظرية التبعات غير المتوقعة هو أن هذه األخيرة‬
‫تقتضي خلل في التوازن االقتصادي للعقد‪ ،‬أما القوة القاهرة فترمي إلى عدم إمكانية أو استحالة تنفيذ‬
‫االتفاقية(‪ ،)2‬وحاالت القوة القاهرة عديدة ال يمكن حصرها منها مثال‪ :‬حالة الحرب‪...،‬الخ‪.‬‬

‫(‪ )1‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يوليو سنة ‪ ،1009‬العدد ‪ ،90‬ص‪.7.‬‬


‫(‪)2‬‬
‫‪EL-BEHERRY (Ibrahim Réfaat Mohamed), Théorie des contrats Administratifs et Marchés Publics internationaux, Thèse‬‬
‫‪Pour le Doctorat en Droit, Université de Nice (I.D.P.D), Mars 2004, n°295, p.263.‬‬

‫‪139‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬حقوق صاحب العمل المتعاقد في صفقة إدارة المشروع‬
‫يتمتع صاحب العمل المتعاقد مع صاحب المشروع العمومي(اإلدارة)‪ ،‬إزاء تنفيذ االلتزامات التعاقدية‬
‫وفقا للشروط المحددة في العقد والنصوص القانونية بعدة حقوق‪ ،‬حيث يقوم بتنفيذ العقد تحت مسؤوليته‪،‬‬
‫بما يتفق مع مبدأ حسن النية في تنفيذ العقود‪ ،‬عالوة على إحترام األجل المحدد للوفاء بالمهام المنوطة إليه‪،‬‬
‫و في مقابل ذلك يتمتع صاحب العمل المتعاقد مع صاحب المشروع بجملة من الحقوق(‪ ،)1‬والضمانات‬
‫يمكن تلخيصها فيما يلي‪ :‬حق المتعاقد في الحصول على المقابل المالي‪ ،‬و الحق في الملكية الفكرية‬
‫لصاحب العمل في إطار الصفقات العمومية‪ ،‬و بالخصوص صفقة إدارة المشروع‪.‬‬
‫و حق المتعاقد في الحصول على المقابل المالي هو من أهم الحقوق‪ ،‬التي يتمتع بها المتعامل المتعاقد‬
‫وال دافع إلبرام الصفقة‪ ،‬و فيما يحصل عليه من عائد اقتصادي (مادي) مقابل تنفيذه للعقد‪ ،‬و لتغطية‬
‫التكاليف و النفقات التي يتحملها بمناسبة تنفيذه للعقد(‪ ،)2‬مع اإلشارة إلى أن مفهوم "تحمل الخطر" ينحدر‬
‫من مفهوم "األجرة"(‪ ،)3‬فصاحب العمل ‪ Maître d’œuvre‬يسعى للحصول من كل صفقة إدارة مشروع‬
‫يبرمها‪ ،‬فائدة اقتصادية‪.‬‬
‫و يأخذ المقابل المالي الذي يحصل عليه صاحب العمل الخاص‪ ،‬مع صاحب المشروع العمومي شكل‬
‫األجرة ‪ ،Rémunération‬و ال يكون الدفع إال بعد تنفيذ التزاماته التعاقدية‪ ،‬مقابل الخدمات‪ ،‬ويمكن تطبيق‬
‫إجراءات الدفع الجزئي المنصوص عليها في قانون الصفقات العمومية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أجــرة "‪ "Rémunération‬صاحب العمل في عقد إدارة المشروع‬


‫يعتبر عنصر األجرة من بين العناصر الجوهرية في بحثنا‪ ،‬و الذي يتمتع بخصوصية في مجال‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬فهو الفائدة االقتصادية التي تدفع لصاحب العمل مقابل األخذ على مسؤوليته تنفيذ‬
‫صفقة‪ ،‬و قبل التطرق إلى أجرة إدارة المشروع و كيفية دفعها‪ ،‬البد من تحديد مفهوم األجرة‬
‫وخصوصيتها‪ ،‬و سنحاول تعريف األجرة من خالل اإلطار القانوني الجزائري‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم األجرة و تحديدها في عقد إدارة المشروع‬


‫ارتأينا أن نتطلع إلى التعريف الذي تعطيه قواميس اللغة‪ ،‬بما أن كلمة "األجرة" هي ترجمة للكلمة‬
‫الفرنسية "‪ "Rémunération‬نجد أن قاموس األكاديمية الفرنسية(‪ )4‬تعرفها بأنها‪" :‬المكافئة"‪ ،‬ويعني غالبا‬
‫الثمن الذي يدفع مقابل الخدمات‪ ،‬العمل‪ ،‬مثال عن استعماالته في اللغة ‪ ":‬لم نتلقى بعد أجرة العمل"‪،‬‬
‫وتعطي باقي القواميس نفس المعنى‪ ،‬فالمكافئة موضوعها سعر أو ثمن‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪GODARD (Jérôme), HACHE (Olivier), La Maîtrise d’ouvrage publique, édition MB Formation, 2003. p.73.‬‬
‫(‪ )2‬د‪.‬رابحي أحسن‪ ،‬مبدأ تدرج المعايير القانونية في النظام القانوني الجزائري‪ ،‬رسالة لنيل درجة الدكتوراه في القانون‪ ،‬السنة الجامعية ‪-1009‬‬
‫‪ ،1008‬ص‪.974.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪« La notion de prise de risque découle de la notion de rémunération… », Oramas Molina Rafael Enrique, « La‬‬
‫‪Rémunération de contrats administratifs : Critères de distinction », Mémoire pour obtenir le diplôme d’études‬‬
‫‪approfondies de Lille II, Droit Public, Faculté des sciences juridiques, politiques et sociales, Université Lille II,‬‬
‫‪Année 2000-2001, p.7.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪« REMUNERATION.n.f. Récompense. Juste rémunération. Il attend de Dieu la rémunération de ses bonnes‬‬
‫‪œuvres. Il signifie plus ordinairement Prix dont on paie des services, un travail ; salaire. Il n’a pas encore reçu la‬‬
‫» ‪rémunération de son travail.‬‬
‫‪Dictionnaire de l’Académie Françaises, Neuvième édition, 1990, Version informatisée, conception et réalisation‬‬
‫‪informatiques :J.Dendien (ATILF,C.N.R.S.), http://atilf.atilf.fr/dendien/scripts/generic/cherche.exe.‬‬

‫‪140‬‬
‫أما السعر ‪ Prix‬فيعرف في قاموس األكاديمية الفرنسية بأنه‪ " :‬مقدار أو قيمة الشيء‪ ،‬التي يتم على‬
‫أساسها البيع أو الشراء‪ ،‬و التي يدفع بها(‪ ،)1‬أي موضوع عملية الدفع‪ ،‬مما يجعلنا نطرح السؤال اآلتي هل‬
‫هناك فرق بين األجرة و السعر أو الثمن؟‬
‫في قانون الصفقات العمومية يجعل من األجر القاعدة في مكافأة المتعامل‪ ،‬تنص المادة ‪ 87‬من المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية(‪ ،)2‬بأنه‪:‬‬
‫"يدفع أجر المتعامل المتعاقد وفق الكيفيات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬بالسعر اإلجمالي و الجزافي‪،‬‬
‫‪ -‬بناء على قائمة سعر الوحدة‪،‬‬
‫‪ -‬بناء على النفقات المراقبة‪،‬‬
‫‪ -‬بسعر مختلط‪،‬‬
‫يمكن للمصلحة المتعاقدة (صاحبة المشروع) مراعاة إحترام األسعار‪ ،‬تفضيل دفع مستحقات الصفقة‬
‫وفق صيغة السعر اإلجمالي و الجزافي"‪ ،‬و قانون الصفقات العمومية ال يستعمل اصطالح الثمن‪ ،‬و إنما‬
‫يستعمل مصطلح السعر‪ ،‬و يتميز في ظل هذا القانون بخصوصية تميزه عن الثمن في القانون الخاص‪،‬‬
‫ويعرف السعر على أنه "المقابل المادي لخدمة معينة"(‪ ،)3‬فسعر الصفقة العمومية هو "المقابل المالي الذي‬
‫تدفعه المصلحة المتعاقدة (صاحبة المشروع) للمتعامل المتعاقد معها في مقابل الخدمات التي يلتزم‬
‫بانجازها"‪ ،‬و يجب تمييزه عن مصطلحات مجاورة‪ ،‬و هي "المبلغ ‪ "Le montant‬الذي يرتبط بنفقة مالية‪،‬‬
‫ويشير إلى إجمالي الصفقة(‪ ،)4‬و عدم الخلط بين السعر و األجر فهذا األخير مفهوم واسع جدا(‪ ،)5‬وتجمل‬
‫في مضمونها "السعر"‪ ،‬و يوحي لنا نص المادة السابقة أن كيفيات دفع أجرة المتعامل مختلفة‪ ،‬ومتنوعة‪،‬‬
‫ويكون موضوعها سعر يتفق عليه‪.‬‬
‫و يشير الدكتور "بن ناجي" أن السعر يقدم على أنه المعيار المميز للصفقة‪ ،‬فمعظم الفقه يكيف كل‬
‫عقد‪ ،‬أين يلتزم أحد المتعاقدين بدفع سعر معين ( مقابل أداءات الطرف اآلخر)‪ ،‬بأنه صفقة‪ ،‬و هذا يعود‬
‫إلى الجذور اللغوية الالتينية لكلمة الصفقة ‪ ،Marché‬المشتقة من الكلمة الالتينية ‪ ،MERX‬و التي تعني‬
‫السلعة‪ ،‬و من كلمة ‪ MERCIS‬و التي تعني السعر المدفوع مقابل السلعة(‪.)6‬‬
‫و بالرجوع إلى أحكام القانون المدني‪ ،‬و السيما عقد المقاولة في نص المادة ‪ 945‬من القانون المدني‬
‫نجد أنه يستعمل كلمة "أجر ‪ "Rémunération‬كمقابل لصنع شيء أو تأدية عمل‪ ،‬و إذا رجعنا إلى أحكام‬
‫عقد البيع في نص المادة ‪ 792‬من القـانون المدني فيعرف البيع بأنه عقـد يلتزم بمقتضاه الـبائـع أن ينقل‬

‫(‪)1‬‬
‫‪« PRIX. n.m. Estimation d’une chose, ce qu’elle se vend, ce qu’on l’achète, ce qu’on la paie…Prix‬‬
‫‪raisonnable …Prix excessif. Prix convenu…Régler, fixer, déterminer…Marché à prix fait ou simplement Prix‬‬
‫‪fait, Marché à forfait. Un édifice construit à prix fait. Prix fixe, Prix fixé d’avance par le marchand et dont il n’y‬‬
‫» …‪a rien rabattre. Vendre à prix fixe. Prix courant, Le prix qui a cours sur le marché à moment donné‬‬
‫‪Dictionnaire de l’Académie Françaises, Neuvième édition, 1990, Ibidem.Voir aussi ; «Prix. n.m. (lat. pretium).‬‬
‫‪Valeur d’une chose, exprimée en monnaie. », Le petit larousse compact 1998, larousse-Bordas 2007, p.825. Le‬‬
‫‪petit larousse illustré 2007, larousse 2006. Dictionnaire historique de la langue francaise, tome 2 « F-PR »,‬‬
‫‪Dictionnaire le Robert-SEJER, 1998, sous la direction d’Alain Rey, Réimpression mise à jour, mars 2006.‬‬
‫(‪ )2‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الخميس ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪« Dans un marché public, le prix pourra se définir comme une somme d’argent constituant la contrepartie‬‬
‫‪d’une prestation. », Oramas Molina Rafael Enrique, « La Rémunération de contrats administratifs : Critères de‬‬
‫‪distinction », op.cit., p.44. Voir aussi ; BRACONNIER (S.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.300.‬‬
‫(‪ )4‬أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬فرع‪ :‬الدولة و المؤسسات العمومية‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1006/1002‬ص‪.2.‬‬
‫(‪ )5‬أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.75.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Bennadji (ch.), op.cit.,Tome 1., p. 2702‬‬

‫‪141‬‬
‫للمشتري ملكية شيء أو حقا ماليا أخر في مقابل ثمن نقدي(‪ ،)1‬و يستعمل كلمة ثمن ‪ ،Prix‬وفي هذا السياق‬
‫فإن مفهوم الثمن يستعمل كوسيلة لتداول السلع‪ ،‬فاألجرة(‪ )2‬أوسع من مفهوم الثمن أو السعر فهي تشمل هذا‬
‫األخير‪ ،‬وتتميز عن مختلف المفاهيم منها المرتب ‪ ،)3(Salaire‬اإلتاوات ‪ ،Les redevances‬وتعتبر هذه‬
‫األخيرة من خصوصيات العقود اإلدارية‪ ،‬وبشكل أخص عقد االمتياز نجد أشهرها عقود إمتياز الخدمة‬
‫العمومية(‪ ،)4‬كما أنها تتميز عن األتعاب ‪ ،)5(Honoraires‬و هذه األخيرة تنفرد بها المهن المنظمة‪ ،‬وتحدد‬
‫بموجب جدول يعد من قبل هيئات نقابية(‪ )6‬التي تنظم المهنة و أخالقياتها‪.‬‬
‫و نستخلص أن األجر هو مقابل ألداء خدمة‪ ،‬و يأخذ أشكال مختلفة حسب طبيعة‪ ،‬و وضعية من يقوم‬
‫بالعمل‪ ،‬فالمقاول يدفع له سعر عادة جزافيا أو أتعاب بالنسبة لرجل الفن إذا كان يمارس في شكل مهنة‬
‫حر ة مقابل األداء‪ ،‬و يختلف عن العامل الذي يدفع له دخال أو مرتبا حسب نتائج عمله ‪،Valeur Ajouté‬‬
‫وللموظف مرتبا مقابل أداء الخدمة المتمثلة في أداء الواجبات القانونية‪ ،‬و عن صاحب االمتياز الذي‬
‫يتقاضى إتاوات من مستعملي المرفق العمومي‪.‬‬
‫و يطبق نظام األجرة ‪ rémunération‬المنصوص عليه في القرار الوزاري المشترك لسنة ‪،2566‬‬
‫على كافة صفقات الدراسات‪ ،‬و هذا ما يفهم من نص المادة ‪ 7‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪4‬‬
‫يوليو سنة ‪ ،1002‬الذي يعدل القرار الوزاري المشترك في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬و المتضمن كيفيات‬
‫ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء و أجر ذلك(‪ ،)7‬التي تنص صراحة كاآلتي‪" :‬تطبق أحكام هذا القرار‬
‫على عقود الدراسات المبرمة ابتداء من تاريخ نشر هذا القرار في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‬
‫الديمقراطية الشعبية"‪.‬‬
‫و سنحاول تحديد أجرة صاحب العمل في صفقة إدارة المشروع (االستشارة الفنية) (أوال) وفقا ألحكام‬
‫القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال‬
‫في ميدان البناء و أجر ذلك(‪()8‬أ)‪ ،‬و في المشروع التمهيدي للقانون السابق الذكر الذي يحدد شروط‬
‫ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء و أجر ذلك(‪()9‬ب)‪ ،‬و نتطرق كذلك إلى تغييرات في أجرة إدارة‬
‫المشروع (ثانيا)‪ ،‬أما كيفية التسديد أجرة صاحب العمل‪ ،‬و الضمانات المقدمة في صفقة إدارة المشروع‬
‫سنحاول دراستها في الفرع الثاني‪.‬‬

‫(‪ )1‬إن النظرية العامة للثمن في قانون المدني الجزائري‪ ،‬توجب أن يكون السعر مقدرا أو قابال للتقدير‪ ،‬و ال صعوبة في األمر إذا كان الثمن محددا‬
‫في العقد بسعر معين‪ ،‬إنما قد يقتصر العقد على بيان أسس تقدير الثمن (المادة ‪ 2/798‬من القانون المدني الجزائري)‪ ،‬أنظر إلى المرجع اآلتي‪ :‬محمد‬
‫حسنين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ .87.‬ذكر في أطروحة معاشو عمار‪ ،‬الضمانات في العقود االقتصادية الدولية في التجربة الجزائرية (في عقود المفتاح‬
‫و اإلنتاج في اليد) ‪ ،‬أطروحة لنيل درجة دكتوراه دولة في القانون الدولي والعالقات الدولية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2556‬‬
‫و بشكل عام فالثمن يكون عبارة عن مبلغ من النقود لنقل الملكية‪ ،‬و عنصر أساسي لوجود البيع‪ ،‬و بالتالي يمكن أن يتم ذلك حاال كما يمكن تأجيل‬
‫دفعه‪ ،‬استناد ا إلى الشريعة المتعاقدين‪ ،‬الذي يبيح نقضه و ال تعديله إال باتفاق الطرفين أو ألسباب التي يقدرها القانون (المادة ‪ 208‬من القانون‬
‫المدني)‪ ،‬أنظر إلى المرجع التالي‪ :‬معاشو عمار‪ ،‬الضمانات في العقود االقتصادية الدولية في التجربة الجزائرية (في عقود المفتاح واإلنتاج في‬
‫اليد)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.248.‬‬
‫(‪ )2‬األجر في اللغة هو الثواب و المكافأة‪ ،‬و كلمة األجر تدل على معنيين متقاربين ‪ :‬معنى ديني يفيد الجزاء على العمل الصالح أو الثواب والمكافأة‪،‬‬
‫على نحو ما جاء في القرآن الكريم‪":‬إنَّا َال نضضي ضع أَجْ َر ال ضمصْ لحينَ " سورة األعراف اآلية‪ ،-220-‬و معنى اقتصادي يعني الجزاء على العمل فهو بهذا‬
‫المعنى قيمة العمل البشري أو بدلها ماديًا كان أم غير مادي‪.‬‬
‫(الموسوعة العربية) ‪- http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫أنظر‪:‬المادة ‪ 62‬من القانون رقم ‪ 22-50‬المؤرخ في ‪ 12‬أبريل سنة ‪،2550‬الذي يتعلق بعالقات العمل‪ ،‬ج‪2‬ر‪2‬بتاريخ األربعاء ‪ 19‬أبريل ‪،2550‬ع‪،222‬ص‪.981 2‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Delvolvé (Pierre), Droit public de l’économie, op.cit., n°518, p.609.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Voir : GUETTARD (Jacques), les honoraires d’architecte ; Assiette-Recouvrements-contentieux, « préface‬‬
‫‪Georges Liet-veaux », édition S.E.I.L. Monte-cala, LIBERAIRIE Technique, 1963.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Huet (Jérôme), Traité de droit civil, les Principaux Contrats Spéciaux, P.U.F.Paris, DELTA Beyrouth. (Sans‬‬
‫‪Année), n°321947, p.1189.‬‬
‫(‪ )7‬الجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 21‬أوت سنة ‪ ،1002‬العدد ‪ ،49‬ص ‪.72‬‬
‫(‪ )8‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪.2425.‬‬
‫(‪ )9‬أنظر ملحق البحث ص‪.171.‬‬

‫‪142‬‬
‫أوال‪ :‬تحديد أجرة صاحب العمل في صفقة إدارة المشروع (االستشارة الفنية)‬
‫نتناول في هذا العنصر أجرة صاحب العمل في صفقة إدارة المشروع (االستشارة الفنية) وفقا ألحكام‬
‫القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال‬
‫في ميدان البناء و أجر ذلك(‪()1‬أ)‪ ،‬و في إطار المشروع التمهيدي للقانون‪ ،‬الذي يحدد شروط ممارسة‬
‫إدارة المشروع في ميدان البناء و أجر ذلك(‪()2‬ب)‪.‬‬

‫أ ‪ -‬تحديد أجرة صاحب العمل وفقا ألحكام القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 51‬مايو‬
‫(‪)3‬‬
‫سنة ‪ 5811‬المتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء و أجر ذلك‬
‫نظم المشرع أجرة إدارة المشروع (االستشارة الفنية) في الباب الثالث من القرار الوزاري المؤرخ‬
‫في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء و أجر ذلك(‪ ،)4‬تحت‬
‫عنوان‪» :‬أجرة االستشارة الفنية«‪ ،‬و تضمنت أربعة عشر (‪ )24‬مادة مخصصة لألجرة‪ ،‬و نصت المادة‬
‫‪ 78‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬أنه‪" :‬يكون أجر االستشارة الفنية مبلغا شامال يضم كل‬
‫الرسوم ويحتوي على جزءين (‪ )1‬مختلفين‪:‬‬
‫أ – جزء أول ثابت يغطي مهام‪:‬‬
‫‪" -‬المخطط اإلجمالي"‬
‫‪" -‬المشروع التمهيدي"‬
‫‪ -‬المشروع التنفيذي"‬
‫‪ -‬المساعدة في اختيار المقاول"‪.‬‬
‫ب – جزء ثاني متغير يغطي مهام‪:‬‬
‫‪" -‬متابعة تنفيذ األشغال و مراقبتها"‬
‫‪" -‬عرض اقتراحات التسديد"‪.‬‬
‫و قبل التطرق إلى أجر كل من الجزأين‪ ،‬وضعت المادة ‪ 78‬مبدأ رئيسي‪ ،‬و جوهري‪ ،‬و هو مبدأ‬
‫التحديد الجزافي من خالل العبارة التالية‪" :‬يكون أجر االستشارة الفنية مبلغا شامال يضم كل الرسوم‪،"...‬‬
‫و لم تعرف المادة األجر الجزافي‪ ،‬و النص الوحيد الذي يعرفه هو دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة‬
‫على صفقات األشغال المتعلقة بوزارة تجديد البناء‪ ،‬واألشغال العمومية‪ ،‬و النقل لسنة ‪ ،)5(2584‬المعتمد‬
‫عليه كما سبق ذكره في جميع أنواع و أصناف الصفقات‪ ،‬و ليس األجر الجزافي بالذات‪ ،‬و إنما السعر‬
‫اإلجمالي‪ ،‬بحيث ينص في مادته األولى أن "صفقة السعر اإلجمالي الشامل هي الصفقة التي حدد فيها على‬
‫إ تمام الشغل المطلوب من المقاول و الذي يجري تحديد سعره جملة و مسبقا"(‪ ،)6‬و نالحظ أن أجر إدارة‬
‫المشروع (االستشارة الفنية) يتضمن جزأين األول ثابت‪ ،‬و الجزء الثاني متغير‪ ،‬و القول أن أجر إدارة‬
‫المشروع هو أجر مختلط يتعين علينا تحديد طبيعته‪ ،‬ولذا من الضروري دراسة طبيعة أجرة إدارة‬
‫المشروع في إطار القرار الوزاري المشترك لسنة ‪.2566‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪.2425.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫أنظر ملحق البحث ص‪.171.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪.2425.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪.2469.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫القرار المؤرخ في ‪ 12‬نوفمبر سنة ‪ ،2584‬الذي يتضمن المصادقة على دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال الخاصة بوزارة تجديد‬
‫البناء‪ ،‬واألشغال العمومية‪ ،‬والنقل‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪.48.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Voir ; Bennadji (cherif), Vocabulaire Juridique, Eléments pour un dictionnaire des termes officiels, OPU, 2006, p.219.‬‬

‫‪143‬‬
‫‪ - 1‬طبيعة أجرة إدارة المشروع (االستشارة الفنية)‬
‫كما سبق ذكره أن األجرة في إطار الصفقات مستقلة عن النظام القانوني للمهنيين‪ ،‬و السيما المهندس‬
‫المعماري(‪ ،)1‬فالمهن المنظمة تخضع لقواعد نظام األتعاب‪ ،‬فنالحظ غياب األمر رقم ‪ 29-88‬المؤرخ في‬
‫‪ 27‬يناير سنة ‪ 2588‬المتعلق بمهنة المهندس المعماري(‪ ،)2‬من بين تأشيرات القرار الوزاري المشترك‬
‫لسنة ‪ ،2566‬و كذلك المرسوم رقم ‪ 891-86‬المؤرخ في ‪ 18‬ديسمبر سنة ‪ ،2586‬الذي يتضمن تحديد‬
‫الشروط التي يمكن لألفراد أن يبرموا ضمنها مع مصالح وزارة األشغال العمومية‪ ،‬والبناء‪ ،‬عقودا أو‬
‫صفقات تتعلق بالدراسات(‪ ،)3‬و لألجرة في صفقة إدارة المشروع ضمن القرار الوزاري المشترك لسنة‬
‫‪ 2566‬ذو طبيعة مزدوجة‪ ،‬و هي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ .I‬الطبيعة االتفاقية‬
‫(‪)4‬‬
‫األجر مثل السعر في الصفقات له طبيعة قانونية تعاقدية ‪ ،‬ولتحديد األجر ‪-‬في ظل القرار الوزاري‬
‫المشترك لسنة ‪ -2566‬الذي له خصوصية ينفرد بها‪ ،‬وضع القرار الوزاري المشترك قواعد تحديد‬
‫األجرة‪ ،‬التي تتم على مبدأ التحديد المسبق لألجرة بناء على كلفة المشروع‪ ،‬إذ تكون صفقة بأجر جزافي‬
‫إتفاقي (المادة ‪ 76‬الفقرة ‪ 7‬شطر أ من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال)‪.‬‬
‫و كلفة الغرض المطلوب‪ ،‬أو كلفة المشروع ‪ Coût d’objectif‬هي كلفة المشروع اإلجمالية‬
‫التقديرية‪ ،‬بما في ذلك كل الرسوم‪ ،‬و التي يحددها صاحب العمل (المستشار الفني) على أساس الشروط‬
‫االقتصادية السائدة عند إعداد عرضه(‪( ،)5‬المادة ‪ 4‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،)2566‬و كان‬
‫مفهوم"كلفة الغرض المطلوب" يؤسس على أنه مجموع كلفة األشغال‪ ،‬وكلفة األتعاب إدارة المشروع(‪،)6‬‬
‫ولكن كلفة المشروع هي الكلفة التي يحسب على أساسها أجرة إدارة المشروع (و بالتالي فإن كلفة إدارة‬
‫المشروع هي مستقلة عن كلفة الغرض المطلوب)‪ ،‬التي يتقدم بها صاحب العمل في عرضه مهما كان‬
‫اإلجراء المتبع إلبرام الصفقة‪ ،‬و يكون اختيار مكاتب الدراسات كما سبق ذكره على أساس العرض التقني‬
‫(المادة ‪ 98‬الفقرة األولى المطة ‪ 4‬من قانون الصفقات العمومية)‪ ،‬فأولى قانون الصفقات العمومية أهمية‬
‫إلى العرض التقني على العرض المالي الذي يتضمن الكلفة التقديرية للمشروع‪ ،‬ومنه نستخرج عنصريين‬
‫أساسيين لتحديد أجر إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬هما‪ :‬الجزافية و تكاليف المشروع‪.‬‬
‫أما فيما يخص شكل أو كيفية تحديد األجرة في صفقة إدارة المشروع‪ ،‬فيعطي القرار الوزاري‬
‫المشترك لسنة ‪ 2566‬كيفية تحديد األجرة وهي "األجرة الجزافية"‪ ،‬و يستعمل اصطالح "الشامل"‪،‬‬
‫وبالمقارنة مع االصطالح الذي يستعمله دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال‬
‫المتعلقة بوزارة تجديد البناء‪ ،‬واألشغال العمومية‪ ،‬و النقل لسنة ‪ ،)7(2584‬في المادة األولى منه‪ ،‬وهي‬
‫(‪)1‬‬
‫‪MARQUET (Hugues Périnet), « Architectes », in « Droit de la construction » Sous-d « Philippe Malinvaud », Dalloz, Le Moniteur, 2001,‬‬
‫‪n°23, p.24‬‬
‫(‪ )2‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 26‬يناير سنة ‪ ،2588‬العدد ‪ ،9‬ص‪.20.‬‬
‫(‪ )3‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 2‬يناير سنة ‪ ،2585‬العدد ‪ ،1‬ص‪.25.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪SABRI (M.), AOUDIA (K.), LALLEM (M.), Guide de gestion des marchés publics, op.cit., p.67, 98, 138. 139.‬‬
‫(‪ )5‬يعرف المشرع "كلفة الغرض المطلوب" "‪ "Coût d’objectif‬في المادة ‪ 4‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬ماي سنة ‪ ،2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ‬
‫األشغال في ميدان‪ ،‬و أجر ذلك بأنه‪ " :‬كلفة المشروع االجمالية التقديرية بما في ذلك كل الرسوم و التي يحددها المستشار الفني على أساس الشروط االقتصادية السائدة عند اعداد‬
‫عرضه"‪ ،‬و في النص‪ -‬القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ -2566‬الصادر باللغة الفرنسية جاءت كاآلتي‪« Le Coût d’objectif est le Coût global prévisionnel toutes ":‬‬
‫‪taxes comprises de l’ouvrage, déterminé par le maître d’œuvre sur la base des conditions économiq ues prévalant au moment de‬‬
‫» ‪ ،l’établissement de son offre‬و يستعمل المشرع في المادة السابقة الذكر كلمة "المشروع" للداللة على اصطالح "‪ 2"ouvrage‬و تجدر االشارة أنه يستعمل تارة اصطالح‬
‫"كلفة الغرض المطلوب"‪-‬في المواد ‪ 7‬و‪ 4‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ -2566‬و تارة أخرى اصطالح "كلفة المشروع" –في المواد ‪ 10‬و‪ 75‬و‪ 44‬من القرار الوزاري المشترك‬
‫لسنة ‪ -2566‬و يقابلهما في النص الصادر باللغة الفرنسية (في كل المواد المذكورة آنفا) اصطالح "‪2"Coût d’objectif‬‬
‫مع اإلشارة أن المشرع ال يستعمل اصطالح "كلفة االشغال"‪ ،‬واعتمد على اصطالح " كلفة المشروع االجمالية التقديرية" ‪ ،‬و هو مفهوم اوسع‪ ،‬بحيث يشمل كل تكاليف الخاصة باإلنجاز‪2‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪« La notion de coût d’objectif se fondait sur le cumul du coût des travaux et du coût des honoraires de maîtrise d’œuvre. » BIAU‬‬
‫‪(Véronique), WEIL (Sylvie) (Coll.), La dévolution des marchés publics de maîtrise d’œuvre en Europe, (Allemagne, Belgique, Danemark,‬‬
‫‪Espagne, France, Italie, Pays-Bas, Portugal, Royaume-Uni), M.I.Q.C.P., C.R.H., octobre 2002.p.90, note.‬‬
‫(‪ )7‬القرار المؤرخ في ‪ 12‬نوفمبر سنة ‪ ، 2584‬الذي يتضمن المصادقة على دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال الخاصة بوزارة تجديد البناء‪ ،‬واألشغال‬
‫العمومية‪ ،‬والنقل‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪.48.‬‬
‫‪« Art 1er.-Alinéa 8- Le marché à prix global forfaitaire est celui où le travail demandé à l’entrepreneur, est complètement déterminé et où le‬‬
‫‪prix est fixé en bloc et à l’avance. ».‬‬

‫‪144‬‬
‫كلمة "الشامل" و يقابلها بالنص الصادر باللغة الفرنسية ‪ ،forfaitaire‬أما القرار الوزاري المشترك لسنة‬
‫‪ 2566‬يستعمل مصطلح "شامل" يقصد بها ‪ ،Global‬ويستعمل إذن صيغة الجزافية(‪ )1‬في تحديد أجر‬
‫صاحب العمل‪.‬‬
‫و يتضمن السعر في الصفقات العمومية كل النفقات‪ ،‬و التكاليف الضرورية الناتجة عن تنفيذ الصفقة‬
‫العمومية‪ ،‬بما في ذلك األجور‪ ،‬المواد أو التموين‪ ،‬المصاريف العامة‪ ،‬الضرائب‪ ،‬الرسوم العامة وجميع‬
‫النفقات الضرورية لسير و تنفيذ الصفقة(‪ ،)2‬أما أجر إدارة المشروع يتكون من عدة عناصر بما فيها‬
‫المكونة للسعر زائد العالوات والتخفيضات‪ ،‬و اإلتاوات‪ ،‬و هي المكافأة المدفوعة مقابل استعمال الحقوق‬
‫المادية المتعلقة بالمصنف الهندسي أو المعماري‪.‬‬
‫‪ .II‬الطبيعة التنظيمية‬
‫(‪)3‬‬
‫كانت األجرة في النظام القديم "بناء على الكلفة مع أجرة األتعاب" ‪ ،‬تحدد من خالل تطبيق نسب‬
‫على الكلفة الحقيقة لألشغال‪ ،‬أي أن صاحب العمل يتقاضى أجرة تناسبية تحسب على أساس كلفة الحقيقية‬
‫(‪)4‬‬
‫لألشغال ‪ ،‬مما يجعل أصحاب العمل يقصرون في تنفيذ العقد‪-‬اآلثار السلبية‪ ،-‬بحيث ال يحفز (نظام األجرة‬
‫السابق الذكر)صاحب العمل على البحث لتقليل كلفة األشغال‪ ،‬بل بالعكس (أي تضخيم كلفة االشغال)‪ ،‬وال‬
‫يأخذ في الحسبان تعقيد المهمة‪ ،‬كما أن الدراسات األولية تظهر أحيانا غير كافية‪ ،‬و أخيرا ال يسمح القيام‬
‫المنافسة بين اصحاب العمل على أساس األجرة ‪-‬المعيار المالي‪ -‬بما أن هذه األخيرة ال يمكن تحديدها إال‬
‫بعد إتمام األشغال(‪ ،)5‬و هذا المبدأ نص عليه القانون المدني في المادة ‪ 562‬المتعلقة بأحكام عقد المقاولة‪،‬‬
‫حيث تنص على أنه‪" :‬إذا لم يحدد األجر سلفا وجب الرجوع في تحديده إلى قيمة العمل و نفقات المقاول"‪.‬‬
‫و أخذ المشرع نظام حساب األجرة الذي جاء به القانون الفرنسي في المرسوم رقم ‪ 102-27‬المؤرخ‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Coût‬‬ ‫في ‪ 16‬فيفري ‪ ،)6(2527‬الذي يقوم على قاعدة التحديد السابق لألجرة على أساس كلفة المشروع‬
‫‪ ،d’objectif‬وهذا تحكما في التكاليف‪ ،‬و السيطرة على آجال التنفيذ‪ ،‬ويأخذ بعين االعتبار المسؤوليات‬
‫المترتبة عن التنفيذ‪ ،‬و قد تكفل القانون بتحديد كيفية تقدير أجرة صاحب العمل الخاص‪.‬‬
‫بحيث تظهر الطبيعة التنظيمية من خالل نظام الجدول ‪،Barème des coûts de la rémunération‬‬
‫الذي يحدد النسب المطبقة على أجر مهام الدراسات (الجزء الثابت لألجرة)‪ ،‬وجدول األجور الشهرية‬
‫(الجزء المتغير لألجرة)‪ ،‬الملحقة بالقرار الوزاري المشترك لسنة ‪( 2566‬الملحق رقم ‪ ،)1‬و كذلك تم‬
‫تصنيف منشآت البناء حسب درجة التعقيد التي ترجمها محرري القرار الوزاري المشترك على أساس‬
‫وظيفة البناء في خمسة أصناف (الملحق رقم ‪ )2‬الفئة األولى (أ)‪ ،‬و وظيفتها موجهة إلى البناء المعد‬
‫(‪)1‬‬
‫‪Huet (J.), Traité de droit civil, les Principaux Contrats Spéciaux, op.cit., n°321947, p.1189.‬‬
‫(‪ )2‬أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.25.‬أنظر كذلك إلى‪:‬‬
‫‪- BRACONNIER (S.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.300.‬‬
‫و نصت المادة ‪ 16‬تحت عنوان "الصبغة العامة لألسعار" من دفتر الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪" :2584‬أن أسعار الصفقة تشمل الربح و كذا جميع الحقوق والضرائب و االداءات‬
‫والنفقات العامة‪ ،‬و النفقات غير الرسمية و بصورة عامة جميع المصروفات الحادثة كنتيجة ضرورية ومباشرة للشغل" ‪ ،‬و كذلك نفقات أخرى التي يجب على المقاول القيام بها انطالق‬
‫من السعر الصفقة‪ ،‬وهي اكتتاب تأمين على الوسائل المستعملة في الورشة (المادة ‪ 8-12‬الفقرة األخيرة)‪ ،‬بحيث تنص أنه‪ ...» :‬ال يستحق المقاول أي تعويض حتى في حالة القوة القاهرة‬
‫الناجمة عن الخسارة الكلية والجزئية من األجهزة العائمة‪ ،‬و أن نفقات التأمين على تلك األجهزة مشمولة ضمنيا في أسعار الصفقة»‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن دفتر الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪ 2584‬يأخذ بصفة ضمنية بمبدأ عدم الجمع بين التعويضات ‪.non cumul des indemnités‬‬
‫(‪ )3‬جاء بها المرسوم رقم ‪ 249-61‬المؤرخ في ‪ 20‬أبريل سنة ‪ ، 2561‬الذي ينظم الصفقات التي يبرمها المتعامل العمومي‪ ،‬في المادة ‪ 98‬منه‪ ،‬و حذفها (بناء على الكلفة مع أجرة األتعاب‬
‫‪ )Sur coût plus honoraires‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 474-52‬مؤرخ في ‪ 5‬نوفمبر سنة ‪ ، 2552‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية (المادة ‪ 91‬منه)‪ ،‬و يعود السبب في رأينا هو‬
‫وضع تنظيم جديد لدفع أجرة المتعاملين في صفقات ادارة المشروع والصفقات الدراسات الخاصة بميدان البناء وهو القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬وأضاف المشرع في المادة‬
‫‪ 92‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬المؤرخ في ‪ 14‬يوليو سنة ‪ ،1001‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬كيفية أخرى لدفع أجر المتعامل المتعاقد و هو "سعر المختلط"‪ ،‬وأبقي‬
‫عليه في المادة ‪ 87‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪21020‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪« La rémunération du maître d’œuvre était proportionnelle au coût effectif des travaux », TERNEYRE (Philippe), Maîtrise d’œuvre‬‬
‫‪(construction publique) Malinvaud (Ph.), Droit de la construction, op.cit., N°5151, p.788.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪TERNEYRE (Philippe), Maîtrise d’œuvre (construction publique) Malinvaud (Ph.), Droit de la construction, op.cit., N°5151, p.788.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Décret n°73-207 du 28 février 1973 relatif aux conditions de rémunération des missions d’ingénierie et d’architecture remplies pour le‬‬
‫‪compte des collectivités publiques par des prestataires de droit privé.J.O.R.F., Du Jeudi 1 er mars 1973, n°51, p.2255.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪TERNEYRE (Ph.), Maîtrise d’œuvre (construction publique) Malinvaud (Ph.), Droit de la construction, op.cit., N°5152, p.788.‬‬
‫الذي وضع‪-‬المرسوم رقم ‪ -207-73‬نظاما معقدا لتحديد أجرة أ صحاب العمل التي تحدد حسب الكلفة الموضوعية لألشغال‪ -‬تحسب وفقا للتقديرات المتوقعة من قبل صاحب العمل بصفة‬
‫مستقلة عن الكلفة الحقيقية‪ -‬و يتضمن آلية تطبيق الغرامات في حالة انخفاض الكلفة أو تجاوزها‪ ،‬و الهدف من هذا ال نظام في تحديد األجرة هو تحفيز اصحاب العمل على تقديم عروض‬
‫بأسعار مالئمة تحدد على أساس تقديرات تقريبية للكلفة الحقيقية للمشروع‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫للسكن الشخصي وتعقيد البناء (البناء العادي)‪ ،‬الفئة الثانية (ب) الوظيفة (حي) تعقيد البناء (معقدة نوعا‬
‫ما أو غير معقدة)‪ ،‬وأضيف عنصر المساحة و هي (أن تكون أكثر من ‪ 900‬متر مربع (م‪ )1‬إلى ‪2000‬‬
‫متر مربع (م‪ ،)1‬الفئة الثالثة (ج) الوظيفة (محلي‪ ،‬حضري (مدن صغيرة))‪ ،‬تعقيد البناء (معقدة نسبيا)‪،‬‬
‫الفئة الرابعة (د) الوظيفة (والية‪ ،‬حضري "مدن متوسطة") تعقيد البناء (صعبة جدا)‪ ،‬الفئة الخامسة‬
‫(هـ) الوظيفة (وطنية‪ ،‬جهوية‪ ،‬استدالالت حضرية هامة) تعقيد البناء (معقدة جدا)‪ ،‬و حددت في كل فئة‬
‫أمثلة عن البنايات‪ ،‬حسب الوجهة إما أن توجه إلى السكن‪ ،‬اإلدارة‪ ،‬التربية‪ ،‬التجهيز‪ ،‬الخدمات‪،‬‬
‫النشاطات‪ ،‬دون حصرها‪ ،‬فجاءت على سبيل االستدالل‪.‬‬
‫و ال يمكن الخروج عن الحد األدنى و األقصى للنسب المحددة في الجدول‪ ،‬و الذي يمثل قيدا على‬
‫حرية المتعاقدين في تحديد النسب التي تطبق على الكلفة اإلجمالية لحساب األجرة‪ ،‬و من شأنه االنتقاص‬
‫من الربح بالنسبة لصاحب العمل الذي يعد (الربح) الفائدة التي تعاقد من أجلها(‪.)1‬‬
‫أما قاعدة الحساب تتم كاآلتي‪ :‬عند اختيار صاحب العمل تطبق النسب المتواجدة في الجدول رقم‪2‬‬
‫من الملحق رقم ‪ 1‬على كلفة المشروع (كلفة الغرض المطلوب)‪ ،‬التي اقترحها صاحب العمل في عرضه‬
‫فيما يخص حساب أجر مهام الدراسات (الجزء الثابت)‪ ،‬و حسب طبيعة البناء الذي يختلف تصنيفه‪ ،‬فإذا‬
‫كان من صنف "ب" فتطبق النسب المتواجدة في الخانة األفقية المتعلقة به‪ ،‬وحسب كلفة المقدرة (المصنفة‬
‫في الخانة العمودية من الجدول)‪.‬‬
‫و العنصر الثابت يتمثل في النسبة المحد دة في كل مهمة من مهام إدارة المشروع‪ ،‬والمنصوص عليها‬
‫في المادة ‪ 41‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،)2(2566‬بحيث يستحق مبلغ األجر الجزء الثابت‬
‫لصاحب العمل"كلفة إدارة المشروع" بواسطة نسبة‪-‬المتفق عليها‪-‬تطبق على كلفة المشروع مع الرسوم‬
‫المتعلقة به‪ ،‬وبشكل مبسط نحصل على أجرة الجزء الثابت بضرب كلفة المشروع أو كلفة الغرض‬
‫المطلوب ‪( Coût d’objectif‬المشروع البناء المزمع انجازه‪ ،‬و يتم تحديده "أي فئة البناء" في الملحق رقم ‪– 2‬تحديد‬
‫ألي فئة ينتمي إليها عن طريق الوظيفة التي يؤديها "بناء عادي‪ ،‬محلي‪..،‬الخ"‪ ،-‬ومن خالل الكلفة بالماليين‪ ،‬يتم تحديد‬
‫المرتبة التي صنفت النسب الواجب التفاوض فيها في الملحق رقم ‪ ،1‬جدول رقم ‪ )2‬في النسبة المتفق عليها بعد‬
‫التفاوض‪ ،‬و يطبق عليهما النسبة الثابتة لكل مهمة‪ ،‬ثم نحصل على مبلغ أجر المستحق لصاحب العمل‬
‫(المستشار الفني)‪-‬الجزء الثابت‪ ،-‬وفقا لمعادلة الحسابية التالية‪:‬‬
‫أ‪.‬ج‪.‬ث = ن‪.‬ث×[ ك‪.‬م × ن‪.‬م]‬

‫(أ‪.‬ج‪.‬ث) أجرة الجزء الثابت‪( ،‬ن‪.‬ث) النسبة الثابتة‪( ،‬ك‪.‬م) كلفة المشروع (كلفة الغرض المطلوب)‪،‬‬
‫(ن‪.‬م) النسبة المتفق عليها‪.‬‬
‫أما جدول الحساب الخاص بكلفة المستخدمين‪/‬شهريا‪ ،‬يخص الجزء المتغير لألجرة‪ ،‬إذ تتضمن كلفة‬
‫إدارة المشروع (االستشارة الفنية) األجور الشهرية للمستخدمين‪ ،‬بحيث يحسب مبلغ األقصى للجزء‬
‫المتغير الخاص بكلفة إدارة المشروع‪ ،‬على أساس جدول الحساب الوارد في الملحق رقم ‪ 1‬من القرار‬
‫الوزاري المشترك لسنة ‪" 2566‬مهام المتابعة و المراقبة تنفيذ األشغال و تقديم إقتراحات التسديد"‪-‬الجزء‬
‫المتغير من األجر‪(-‬المادة ‪ 42‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،)2566‬و تخصم في كل شهر من‬
‫األجل المتعلق بالمهام المتعلقة بمتابعة تنفيذ األشغال و مراقبتها‪ ،‬و عرض إقتراحات التسديد‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫و يهدف نظام الجدول المحدد في الملحق القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬إلى السماح ألصحاب المشاريع التحكم في تكاليف إدارة المشروع‪2‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫النسب الثابتة‪ %10 :‬بالنسبة لمهمة الرسم المبدئي‪ ،‬و ‪ %70‬بالنسبة لمهمة المشروع التمهيدي‪ ،‬و ‪ %49‬بالنسبة لمهمة المشروع التنفيذي‪ ،‬و ‪ %09‬بالنسبة لمهمة‬
‫اختيار المقاول‪ ،‬وتعد في هذه الحالة طريقة لتسديد مبلغ أجرة كل مهمة من مهام الجزء الثابت إلدارة المشروع‪ ،‬و يستحق صاحب العمل أجرة كل مهمة بعد تأديتها‬
‫واقرارها من قبل صاحب المشروع ‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫و عنصر التغير يتمثل في التحوالت أو التطورات المتعلقة باألجور(فاآلجال المتابعة هي آجال انجاز‬
‫األشغال)‪،‬إذ يعاد النظر بصفة دورية في جدول الحساب الخاص بكلفة المستخدم‪/‬شهريا المنصوص عليها‬
‫في القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬على أساس األرقام االستداللية الرسمية‪ ،‬والمحددة بقرار‬
‫الوزير المختص (المادة ‪ 45‬من القرار الوزاري المشترك)‪ ،‬وبالتالي فإن بند المراجعة يضع بصفة آلية(‪.)1‬‬
‫و يتناقض القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬مع نص المادة ‪ 8‬من األمر رقم ‪ 08-59‬المؤرخ في‬
‫‪ 19‬يناير سنة ‪ ،2559‬المتعلق بالمنافسة(‪ ،)2‬الذي ينص "تمنع الممارسات و األعمال المدبرة واالتفاقيات‬
‫واالتفاقات الصريحة أو الضمنية عندما تهدف أو يمكن أن تهدف إلى عرقلة أو الحد أو اإلخالل بحرية‬
‫المنافسة في سوق ما‪ ،)3("...،‬و تم التأكيد عليه في األمر رقم ‪ 07-07‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو سنة ‪1007‬‬
‫والمتعلق بالمنافسة(‪ ،)4‬مما يبرر مراسلة الوزير المكلف بالسكن والعمران‪ ،‬الذي يدعو فيها مسؤولي‬
‫دواوين الترقية و التسيير العقاري‪ ،‬المتواجدة تحت وصايته‪ ،‬بالتفاوض عند تحديد األجرة مع المتعاملين‬
‫الخواص‪ ،‬و أن يكون ذلك بصفة حرة(‪ ،)5‬و هذه المفاوضات تشمل كلفة المشروع‪ ،‬النسبة المطبقة على‬
‫كلفة المشروع لحساب األجرة‪ ،‬و تحديد عناصر التعقد ‪( éléments de complexité‬متروكة لحرية‬
‫األطراف)‪ ،‬و نسبة التسامح‪ ،‬مراجعة وتحيين األجور‪...،‬الخ‪.‬‬
‫و بالتالي فإن منطق الجدول التنظيمي لألتعاب يخالف قواعد المنافسة‪ ،‬التي بموجبها تحدد أسعار‬
‫الخدمات بصفة حرة(‪ ،)6‬وأدرج مبدأ حرية األسعار ضمن نص المادة ‪ 4‬من قانون المنافسة(‪.)7‬‬
‫‪ - 2‬عملية حساب أجرة إدارة المشروع (االستشارة الفنية) طبقا للقرار الوزاري المشترك‬
‫إن قاعدة حساب أجرة إدارة المشروع في التشريع الجزائري محددة في القرار الوزاري المشترك‬
‫لسنة ‪ ،2566‬النص الوحيد الذي ال يزال يعتمد عليه بالرغم من العيوب‪ ،‬و النقائص التي يتضمنها‪.‬‬
‫و حاليا تخضع أجرة االستشارة الفنية (إدارة المشروع) إلى مبدأ التحديد الجزافي لألجرة نسبيا (وفي‬
‫الواقع يقوم أصحاب المشاريع بعد اختيار صاحب العمل بالتفاوض‪ ،‬بالرغم من الطابع التنظيمي لألجرة‪-‬‬
‫نظام الجدول‪ ،)-‬وهذا المبدأ جاء به القانون المدني في أحكام عقد المقاولة‪ ،‬ففي إطار الصفقات العمومية‬
‫يتم عن طريق النسب التنظيمية مما يؤكد استقاللية نظام األجرة في ميدان الصفقات العمومية عن نظام‬
‫األتعاب للمهن الحرة الخاصة بالمعماريين و التقنيين‪-‬رجال الفن‪ ،-‬و يعتبر نظام األجرة إدارة المشروع‬
‫(االستشارة الفنية) أكثر تعقيدا‪ ،‬و مركب في نفس الوقت‪ ،‬فإختيار صاحب المشروع العمومي لصاحب‬
‫العمل المترشح يكون على أساس الكلفة التقديرية للمشروع (ك‪.‬م) "كلفة الغرض المطلوب" التي يقدمها‬
‫المترشحون‪ ،‬في مرحلة تقويم العرض المالي‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن المبدأ المعترف لإلدارة‪ ،‬وهو حرية االختيار المكرس في المادة ‪ 42‬من قانون‬
‫الصفقات العمومية يخل بقواعد المنافسة‪ .‬و نتطرق إلى كيفية حساب األجرة التي تعد من خصوصيات‬
‫إدارة المشروع (االستشارة الفنية)‪ ،‬وصفقات الدراسات‪ ،‬عن طريق المثال اآلتي‪:‬‬
‫إذا كان صاحب المشروع أعد برنامج لبناء مطار وطني‪ ،‬فعلى المترشحين عند تقديم العروض‪ ،‬التي‬
‫يتم إعدادها على أساس برنامج بناء المطار‪ ،‬تحديد كلفة المشروع اإلجمالية التقديرية(‪ ،)8‬التي توضع في‬
‫(‪ )1‬أنظر إلى العنصر المتعلق بتغييرات الحاصلة بأجرة إدارة المشروع (االستشارة الفنية)‪ ،‬الصفحة ‪ 289‬و ما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )2‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 11‬فبراير سنة ‪ ،2559‬العدد ‪ ،5‬ص‪.27.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪BIAU (V.), WEIL (S.) (Coll.), La dévolution des marchés publics de maîtrise d’œuvre en Europe, op.cit., p.90.‬‬
‫(‪ )4‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 10‬يوليو سنة ‪ ،1007‬العدد ‪ ،47‬ص ‪.19‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Note n° :00618/MF/DGB/DEBRC/SDMP du 28/02/1996. A Monsieur le directeur régional du budget de BECHAR, objet : Rémunération‬‬
‫‪de la maîtrise d’œuvre en bâtiment, arrêté interministériel du 15 mai 1988. REFER : v/envoi n°20/DGB/96 du 22/01/1996, Direction‬‬
‫‪Générale du Budget, Réglementation des marchés publics, 1998, p.199.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°8, ph.9, p.268 et suiv.‬‬
‫(‪ )7‬المادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 09-20‬المؤرخ في ‪ 29‬غشت سنة ‪ ،1020‬يعدل و يتمم األمر رقم ‪ ،07-07‬تنص أنه‪" :‬تحدد أسعار السلع و الخدمات بصفة حرة وفقا لقواعد المنافسة الحرة‬
‫و النزيهة"‪ ،‬ج‪2‬ر‪ ،2‬بتاريخ األربعاء ‪ 26‬غشت ‪ ،1020‬ع‪ ،48 2‬ص‪.20.‬أنظر القانون القديم‪ :‬القانون رقم ‪ ،21-65‬الذي يتعلق باألسعار‪ ،‬ج‪2‬ر‪2‬بتاريخ ‪ 25‬يوليو ‪،2565‬ع‪ ،152‬ص‪.292.‬‬
‫(‪ )8‬مع االشارة أن كلفة المشروع "كلفة الغرض المطلوب" التي تحدد من طرف صاحب العمل تحسب فيها كل الرسوم (المادة ‪ 4‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ )1988‬يعني تطبق‬
‫النسبة المتفق عليها لحساب أجر صاحب العمل –الجزء الثابت‪ -‬على كلفة المشروع بما في ذلك كل الرسوم‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫العرض المالي‪ ،‬فتلك الكلفة التي تقدر من كل متعهد ستكون قاعدة حساب أجرة صاحب العمل المتعهد في‬
‫حالة اختياره(‪ ،)1‬وطبقا لنص المادة ‪ 78‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬فإن مبلغ أجرة إدارة‬
‫المشروع (االستشارة الفنية) تشتمل على جزأين‪ ،‬فالجزء األول هو الجزء الثابت المتعلق بمهمات‬
‫الدراسات (متضمن أربعة أجزاء ثابتة)‪ ،‬ونتحصل عليه بواسطة نسبة تطبق على كلفة المشروع (ك‪.‬م) مع‬
‫الرسوم المتعلقة به‪ ،‬وهذه النسبة تكون محل تفاوض مع صاحب المشروع دون تجاوز النسب (الحد‬
‫األدنى‪ ،‬و الحد األقصى) المحددة في الملحق رقم ‪ 221‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬ويجب‬
‫اإلشارة إلى أن هذه نسبة أجر الجزء الثابت متناقصة حسب كل شريحة من الكلفة‪ ،‬ومتغيرة حسب عناصر‬
‫تعقد الدراسة (حسب الملحق األول "وظيفة البناء")(‪.)2‬‬
‫ونرجع إلى المثال السابق في حالة إختيار صاحب المشروع صاحب العمل المترشح‪ ،‬و كانت كلفة‬
‫المشروع اإلجمالية للبناء المزمع انجازه‪ ،‬و هو مطار وطني تبلغ ‪ 298‬مليون د‪.‬ج‪ ،‬والمصنف في الملحق‬
‫األول الفئة " د"‪ ،‬و درجة تعقيده "صعب جدا"‪.‬‬
‫و بالتالي حسب الجدول المبين في الملحق رقم ‪ 221‬فإن نسب محل التفاوض هي مابين ‪%7229‬‬
‫(كحد أدنى) و ‪ ( %4229‬كحد أقصى)‪ ،‬و المصنفة أفقيا في فئة "د" وعموديا في أجزاء الكلفة‪ ،‬و هي ما‬
‫بين ‪ 290‬إلى ‪ 100‬مليون د‪.‬ج‪.‬‬
‫الـفـئـــات‬
‫أجزاء الكلفة‬
‫هـ‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫ب‬ ‫أ‬
‫بالماليين د‪.‬ج‬

‫‪ %37.5‬إلى ‪%4..5‬‬
‫‪100-290‬‬

‫و إذا تم االتفاق على نسبة ‪ %4229‬وهي نسبة األقصى ( و يجب اإلشارة أنه في عملية التفاوض يأخذ بعين‬
‫االعتبار عدة ع ناصر منها قيود تكيف المشروع مع ظروف إقامته أساسا و كذلك درجة التعقيد)‪ ،‬يحسب مبلغ أجر‬
‫الجزء الثابت لصاحب العمل (المستشار الفني) بعد تأدية كل من المهام األربعة (‪ ،)4‬تكون كما يلي‪:‬‬
‫بالنسبة للرسم المبدئي وهي ‪ %10‬تحسب كاآلتي‪= %20 × ]%4.75 × 156.000.000[ :‬‬
‫‪1.482....‬دج(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬مع اإلشارة أن صاحب العمل‪-‬المتعهد‪ -‬يقترح في عرضه المالي كلفة الغرض المطلوب و أجر مهام إدارة المشروع‪ ،‬بتطبيق على هذه األخيرة (لحساب األجرة) نسب تنافسية‪.‬‬
‫(‪ )2‬حيث عند الرجوع إلى الجدول رقم ‪ 1‬من الملحق رقم ‪ 2‬نجد أن القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 1988‬صنف شرائح كلفة المشروع بالماليين في الخانة العمودية إلى ثمانية (‪)8‬‬
‫شرائح‪-‬متناقصة‪ ،-‬و تختلف النسب ‪-‬التي يتفاوض االطراف عليها‪ -‬المطبقة على كلفة المشروع (كلفة بالماليين) ‪ ،‬و تتغير حسب الفئات المصنفة في الخانة االفقية والمصنفة إلى خمسة‬
‫(‪ )5‬فئات (فئة‪-‬أ‪ -‬بناء عادي‪ ،‬فئة –ب‪ -‬معقد نوعا ما أو غير معقدة‪ ،‬فئة‪-‬ج‪ -‬معقدة نسبيا‪ ،‬فئة –د‪ -‬صعبة جدا‪ ،‬فئة ‪-‬هـ‪ -‬معقدة جدا)‪ ،‬ونالحظ أن النسب التي يتفاوض أطراف العقد عليها‬
‫تختلف حسب كل شريحة من الكلفة‪ ،‬و هي متغيرة حسب كل فئة (كل فئة تتضمن على عناصر التعقيد)‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫بالنسبة للمشروع التمهيدي وهي ‪ %70‬تحسب كاآلتي‪= %30 × ]%4.75 × 156.000.000[ :‬‬
‫‪2.223.000‬دج(‪.)1‬‬
‫بالنسبة للمشروع التنفيذي وهي ‪ %49‬تحسب كاآلتي‪= %45 × ]%4.75 × 156.000.000[ :‬‬
‫‪3.334.500‬دج(‪.)2‬‬
‫بالنسبة إلى مهمة اختيار المقاول وهي ‪ %9‬تحسب كاآلتي‪= %5 × ]%4.75 × 156.000.000[ :‬‬
‫‪370.500‬دج(‪.)3‬‬
‫و الكلفة االجمالية لمهام الجزء الثابت من األجرة هي ‪ 7.410.000‬د‪.‬ج‪ ،‬و هي مقابل الدراسات التي‬
‫تصبح من وقت دفع ثمنها لصاحب العمل‪ ،‬ملك لصاحب المشروع‪.‬‬
‫أما الجزء المتغير لألجرة‪ ،‬فهو محدد في الجدول رقم ‪ 1‬من الملحق الثاني التابع لقرار الوزاري‬
‫المشترك لسنة ‪ 2566‬المعدل بموجب القرار المؤرخ في ‪ 4‬يوليو سنة ‪ ،)4(1002‬مثال إذا كانت مدة‬
‫االنجاز ‪ 71‬شهرا‪ ،‬متفق عليها مع مكتب الدراسات‪-‬صاحب العمل‪ ،-‬و تتعلق هذه المرحلة بأجور‬
‫األشخاص الطبيعية‪ ،‬و المحددة مسبقا‪ ،‬أي من بين القائمة االسمية المقدمة من طرف مكتب الدراسات‬
‫(وحسب جدول رقم ‪ 1‬من الملحق الثاني التابع للقرار السابق الذكر) نفترض مثال األجور التالية‪:‬‬
‫رئيس المشروع وكلفته الشهرية ‪ 2102000‬د‪.‬ج‪ ،‬و مهندسين معماريين‪ ،‬و كلفة كل واحد شهريا هي‬
‫‪ 292000‬د‪.‬ج‪ ،‬و مهندسين كلفتهم أيضا ‪ 292000‬د‪.‬ج‪ ،‬و خمسة (‪ )9‬تقنيين سامين كلفتهم الشهرية‬
‫‪ 902000‬د‪.‬ج‪ ،‬ومحققين (اقتصاديين البناء) كلفتهم الشهرية ‪ 492000‬د‪.‬ج‪ ،‬وتقنيين و متار ‪772000‬‬
‫د‪.‬ج‪ ،‬ومستخدم في المخبر كلفته الشهرية ‪ 192000‬د‪.‬ج‪ ،‬و أمين الورشة ‪ 112000‬د‪.‬ج‪.‬‬
‫فكلفة كل متدخل مضروبة في عدد األشهر المحددة لمهمة متابعة‪ ،‬و مراقبة تنفيذ األشغال‪ ،‬و مهمة تقديم‬
‫اقتراحات التسديد‪ ،‬وهي كاآلتي‪ :‬لرئيس المشروع ‪ 72640.000‬د‪.‬ج (أي ‪ 2102000‬د‪.‬ج × ‪ 71‬شهرا)‪،‬‬
‫و للمعماريين ‪ 426002000‬د‪.‬ج (أي ‪ 292000‬د‪.‬ج لكل واحد× ‪ 71 × )1‬شهرا‪ ،‬و نفس العملية لكلفة كل‬
‫متدخل‪ ،‬للمهندسين ‪ 426002000‬د‪.‬ج‪ ،‬بالنسبة لتقنيين سامين ‪ 620002000‬د‪.‬ج‪ ،‬و لمحققين ‪12660.000‬‬
‫د‪.‬ج‪ ،‬تقنيين و متار ‪ 722862000‬د‪.‬ج‪ ،‬مستخدم في المخبر كلفته ‪ 6002000‬د‪.‬ج‪ ،‬أمين الورشة‬
‫‪ 2042000‬د‪.‬ج‪.‬‬
‫و تكون الكلفة االجمالية لمهام الجزء المتغير من األجرة (و تجدر اإلشارة أنه يأخذ بعين االعتبار عند‬
‫تنفيذ العقد تحوالت فيما يخص تشريع العمل بشأن األجور) بمبلغ قدره ‪ 1625512000‬د‪.‬ج‪.‬‬
‫و يمكن أن يعتمد صاحب المشروع أجرة إدارة المشروع التي يقترحها صاحب العمل في عرضه‬
‫المالي دون اعادة التفاوض في النسب المطبقة على كلفة المشروع (كلفة الغرض المطلوب)‪ ،‬و يكون ذلك‬
‫عادة في حالة ما إذا اقترح المتعهد في عرضه نسبة أقل (حد أدنى) المبينة في جدول الحساب مبالغ أجر‬
‫الجزء الثابت في الملحق رقم ‪.2-1‬‬
‫‪ .I‬حالة التغير‬
‫و تتمثل في حالة انجاز المشروع في أجل أقل من األجل اإلجمالي التعاقدي‪ ،‬فإذا تم انجازه في مدة‬
‫‪ 11‬شهرا مثال‪ ،‬فيكون حساب األجرة كاآلتي‪:‬‬
‫كلفة كل متدخل مضروبة في عدد األشهر المحققة لمهمة متابعة‪ ،‬و مراقبة تنفيذ األشغال‪ ،‬و مهمة تقديم‬
‫اقتراحات التسديد‪ ،‬بالنسبة لرئيس المشروع ‪ 128402000‬د‪.‬ج (أي ‪ 2102000‬د‪.‬ج × ‪ 11‬شهرا)‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪ )4‬الجريدة الرسمية بتاريخ األحد ‪ 21‬غشت سنة ‪ ،1002‬العدد ‪ ،49‬ص‪.72 .‬‬

‫‪149‬‬
‫وللمعماريين ‪ 727002000‬د‪.‬ج (أي ‪ 29.000‬د‪.‬ج لكل واحد × ‪( 1‬عدد المتدخلين)) × ‪ 11‬شهرا‪ ،‬ونفس‬
‫العملية للكلفة كل متدخل‪ ،‬للمهندسين ‪ 7.700.000‬د‪.‬ج‪ ،‬بالنسبة تقنيين سامين (‪ 9.900.000 )9‬د‪.‬ج‪،‬‬
‫وللمحققين (‪ 22560.000 )1‬د‪.‬ج‪ ،‬تقنيين و متار (‪ 122262000 )7‬د‪.‬ج‪ ،‬مستخدم في المخبر كلفته‬
‫‪ 9902000‬د‪.‬ج‪ ،‬أمين الورشة ‪ 4642000‬د‪.‬ج ‪.‬‬
‫و تكون الكلفة الحقيقية لمهام الجزء المتغير من األجرة (مع المالحظة أنه يأخذ بعين االعتبار عند‬
‫تنفيذ العقد تحوالت فيما يخص تشريع العمل بشأن األجور‪ ،‬و المراجعة(‪ ))1‬هي ‪ 25.571.000‬د‪.‬ج‪.‬‬
‫و حالة التغير عادة ما تكون في عملية اختيار المقاول أو مؤسسة االنجاز‪ ،‬التي تقترح عرضا أحسن‬
‫سواء من ناحية مدة االنجاز‪ ،‬كأن تكون أقل من المدة المحددة في دفتر شروط المناقصة‪ ،‬أو ثمن األشغال‬
‫أقل من الكلفة المحتملة (مع احتساب صنف المؤسسة أي تأهيل المؤسسة)‪ ،‬فنطبق نفس القاعدة زائد حالة‬
‫تلقي صاحب العمل مبلغا يساوي القيمة المتوسطة لوضعياته الشهرية‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 48‬أنه إذا أنجز‬
‫المشروع في أجل أقل من األجل اإلجمالي التعاقدي المنصوص عليه في صفقة أو صفقات االنجاز يجب‬
‫على رب العمل أن يدفع عن كل شهر ناقص من األجل اإلجمالي المقرر لالنجاز مبلغا يساوي القيمة‬
‫المتوسطة لوضعيات المستشار الفني (صاحب العمل) الشهرية فيما يخص مهامه المتعلقة "بالمتابعة‬
‫ومراقبة تنفيذ األشغال"‪ ،‬و"تقديم اقتراحات التسديد" على سبيل خفض الثمن ‪.Bonification‬‬
‫و الكلفة الحقيقية إلدارة المشروع (االستشارة الفنية) عند التسليم المؤقت تساوي أجرة الجزء المتغير (مع‬
‫حساب حالة تخفيض)‪ ،‬زائد أجرة الجزء الثابت‪ ،‬ويمكن أن تتغير حسب كلفة الحقيقية للمشروع(‪.)2‬‬
‫نستخلص مما سبق ذكره‪ ،‬أن األجرة ليست ثابتة (نهائية) بما ال يتناسب مع منطق التحديد الجزافي‪،‬‬
‫حيث أن كلفة المشروع التقديرية‪ ،‬في حالة ما إذا فاقت الكلفة الحقيقية‪ ،‬بعد التسليم المؤقت‪ ،‬فإن مبلغ أجر‬
‫االستشارة الفنية (إدارة المشروع) المحدد تعاقديا على أساس كلفة المشروع‪ ،‬يعاد تقويمه تبعا لكلفة‬
‫المشروع الحقيقية‪ ،‬وبالتالي فإن كلفة المشروع اإلجمالية قابلة للتغير‪ ،‬فاألجرة المحددة تعاقديا لها طابع‬
‫مؤقت‪ ،‬وكما سبق ذكره فإن الدافع إلى التعاقد بالنسبة لصاحب العمل هو هدف اقتصادي متمثل في تحقيق‬
‫األرباح المتحصلة من الصفقة‪.‬‬
‫كرس القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬مبدأ األجرة المؤقتة ‪ ،Rémunération Provisoire‬ولكن‬
‫يجب اإلشارة أن محرري القرار أعطوا حرية للمتعاقدين في إدراج بند متعلق بنسبة التسامح ‪marge de‬‬
‫‪ ،tolérance‬وإمكانية التفاوض عليها مع احترام حد أدنى وحد أقصى‪ ،‬ويأخذ بعين االعتبار عند التفاوض‬
‫فيما يخص تحديد نسبة التسامح‪ ،‬فئة المشروع و تعقده‪ ،‬فإذا كانت الكلفة محصورة في نسبة التسامح‬
‫المتفقة عليها فال يعاد تقويمه (مالحظة أن نسبة التسامح المتفاوض عليها منحصرة مابين ‪ %20‬إلى ‪%10‬‬
‫وهي نسب عالية(‪ ،)3‬بينما يسمح عادة في فرنسا "عمليا" بنسبة أقل‪ ،‬وهذا يعود إلى تحديد معامل درجة‬
‫التعقيد)‪ ،‬واعتمادا على المثال السابق نضيف المعطيات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬نسبة التسامح مثال ‪( %29‬نسبة يتم االتفاق عليها بعد عملية التفاوض)‪.‬‬
‫‪ -‬الكلفة الحقيقية عند التسليم المؤقت ‪ 2002000.000‬د‪.‬ج‪.‬‬
‫فإذا كانت كلفة المشروع الحقيقية تقل عن كلفة المشروع اإلجمالية التقديرية التعاقدية مثال‪ :‬إذا كانت‬
‫الكلفة الحقيقية هي ‪ 24420002000‬د‪.‬ج‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار نسبة التسامح المتفق عليها‪ ،‬وهي ‪%29‬‬
‫(‪ )1‬مع االشارة أنه يعاد النظر بصفة دورية في جدول الحساب الخاص بكلفة المستخدم‪/‬شهريا المذكورة في الملحق ‪ 2‬رقم ‪ 2‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،1988‬على أساس‬
‫األرقام االستداللية الرسمية‪( ،‬المادة ‪ 2/49‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 15‬مايو سنة ‪ ، 1988‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ االشغال في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك)‪.‬‬
‫(‪ )2‬كما أنه تخصم من المبلغ االجمالي ألجرة إدارة المشروع التكاليف التي تحملها صاحب المشروع بمناسبة تأديته بعض المهام أو الخدمات‪( ،‬المادة ‪ 36‬فقرة األخيرة من القرار‬
‫الوزاري المشترك لسنة ‪ )1988‬بحيث يمكن أن يأخذ على عاتقه –صاحب المشروع‪ -‬مباشرة بعض مهام إدارة المشروع أو جزءا منها حسب المادة ‪ 12‬فقرة ‪ 2‬من القرار الوزاري‬
‫المشترك لسنة ‪.1988‬‬
‫(‪ )3‬مع المالحظة أن المشرع حصرها بين ‪ %20‬إلى ‪ ، %10‬و يتم تفاوض عليها‪ ،‬و بالتالي سمح بهامش ‪ %20‬كحد أدنى‪ ،‬و ‪ %10‬كحد أقصى‪ ،‬بحيث يمكن للكلفة التقديرية التي‬
‫وضعها صاحب العمل أن تتغير بعد انجاز المشروع (كما سوف نرى في عنصر "حالة نقص و ارتفاع كلفة المشروع عن كلفته الحقيقية)‪ ،‬و الهدف من وضع نسبة التسامح هي األخذ في‬
‫الحسبان التكاليف الزائدة غير المتوقعة (نتيجة األخطاء في التصاميم‪ ،‬أو الحسابات‪...،‬الخ)‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫و تساوي ‪ 289.800.000‬د‪.‬ج‪ ،‬و بالتالي فهي ال تفوق نسبة التسامح(‪ ،)1‬أما إذا كانت الكلفة الحقيقية هي‬
‫‪ 2002000.000‬د‪.‬ج‪ ،‬مع تطبيق نسبة التسامح وهي ‪ %29‬تساوي ‪ 229.000.000‬د‪.‬ج فهي أقل من‬
‫الكلفة التقديرية التعاقدية التي حددت كما سبق بـ‪ 29820002000‬د‪.‬ج‪ .‬ويعاد ترتيبها كاألتي‪:‬‬
‫جدول رقم ‪2‬‬
‫الـفـئـــات‬
‫أجزاء الكلفة‬
‫هـ‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫ب‬ ‫أ‬
‫بالماليين د‪.‬ج‬

‫‪ %3.55‬إلى ‪%4755‬‬
‫‪290 - 200‬‬

‫و يمكن أن يعاد النظر في نسبة األجرة باالتفاق على نسبة جديدة بـ‪ %4269‬بدال من ‪ %4229‬إذا انعدم‬
‫التعقيد(‪ )2‬أو الصعوبات التقنية مثال‪ ،‬و الذي كان سبب في تحديد النسبة السابقة‪ ،‬أما إذا تجاوزت النسبة‬
‫المتفق عليها نسبة الحد األقصى في الفئة الجديدة المبينة في الجدول رقم ‪ ،1‬فيعاد التفاوض مع األخذ بعين‬
‫االعتبار التعقيدات التي وجدها صاحب العمل عند القيام بمهمة الجزء الثابت‪.‬‬
‫‪ .II‬حالة تكرارية مهام الجزء الثابت من األجر‬
‫في حالة تكرارية المهام المتعلقة بالجزء الثابت للتسديد فطبقا لنص المادة ‪ 46‬من القرار الوزاري‬
‫المشترك لسنة ‪ ،2566‬فإن مبلغ هذه المهام يخفض حسب النسب المحددة في عقد االستشارة الفنية (إدارة‬
‫المشروع)‪ ،‬و وفقا ألهمية المشروع أو الصعوبة‪ ،‬و تندرج في المقادير اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬مهمة الرسم المبدئي تقدر بنسبة ‪ %90‬إلى ‪ ،%200‬و بالتالي يمكن أن يدفع له نصف المبلغ المدفوع‬
‫للمهمة األولى‪ ،‬و هو الحد األدنى‪ ،‬أو بالمثل‪ ،‬فإذا لم تتم أية عملية تكيف الرسوم أو عمل يبرر المكافأة‪،‬‬
‫فيمكن أن يتم االتفاق ‪-‬بعد التفاوض‪ -‬على نسبة ‪( %90‬نصف مبلغ المدفوع لمهمة الرسم المبدئي)‪ ،‬وهو الحد‬
‫األدنى فيكون المبلغ الواجب الدفع هو ‪ 2422000‬د‪.‬ج مع األخذ بعين االعتبار أهمية المشروع‪.‬‬
‫‪ -‬مهمة المشروع التمهيدي تقدر بنسبة ‪ %90‬إلى ‪ ،%50‬و في هذه الحالة يمكن االتفاق على نسبة ‪%90‬‬
‫كحد أدنى إلى نسبة ‪%50‬كحد أقصى من المبلغ المدفوع للمهمة األولى (المشروع التمهيدي)‪ ،‬وإذا تم االتفاق‬
‫‪-‬بعد التفاوض‪-‬على نسبة ‪ ،%50‬وهو الحد األقصى فيكون المبلغ الواجب الدفع هو ‪ 120002200‬د‪.‬ج‪.‬‬

‫(‪ )1‬و تم تحديد كلفة المشروع االجمالية التقديرية المتمثل في تشييد "مطار وطني"‪-‬كما سبق ذكره‪ -‬بـ ‪ 156.000.000‬دج‪ ،‬مع تطبيق نسبة التسامح المتفق عليها وهي ‪ %15‬تساوي‬
‫‪ 179.400.000‬دج‪ ،‬و الفارق المسموح إذن هو ‪ 23.400.000‬دج‪.‬‬
‫(‪ )2‬مع المالحظة أن المشرع يفسر التعقيد ‪ Complexité‬في القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 8811‬وفقا لوظيفة البناء‪ ،‬و ذلك حسب خمسة (‪ )5‬فئات المصنفة في الملحق رقم ‪ ،8‬فإذا‬
‫كان المشروع المزمع انجازه هو م ركب رياضي‪ ،‬نجد أن هذا األخير يصنف ضمن فئة "ج" و تعقيد البناء هو"معقدا نسبيا" ‪ ،‬أما بالنسبة لمركب أولمبي مثال‪ ،‬فإن األمر يختلف كون هذا‬
‫األخير يصنف ضمن فئة "هـ" و تعقيد البناء هو "معقدا جدا"‪-‬أرجع إلى الملحق رقم ‪ 8‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ -8811‬فتختلف النسب كل من المشروعين‪ ،‬كما تتغير النسب‬
‫المتفاوض عليها بالنسبة لنفس البناء حسب كل شريحة من كلفة كل مشروع بالماليين‪-‬أرجع إلى الملحق رقم ‪ 2‬جدول رقم ‪ 8‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،-8811‬أنظر الى‬
‫الصفحة رقم ‪ ،148‬هامش رقم (‪.)2‬‬

‫‪151‬‬
‫‪ -‬مهمة المشروع التنفيذي تقدر بنسبة ‪ %40‬إلى ‪ ،%20‬و في هذه الحالة يدفع له ما بين ‪ %40‬إلى ‪ %20‬من‬
‫المبلغ المدفوع في األول بالنسبة لهذه المهمة‪ ،‬أي يمكن االتفاق على نسبة ‪ %20‬كحد أقصى وتقدر بـ‬
‫‪ 127742290‬د‪.‬ج‪ ،‬مع اإلشارة أنه يتم التفاوض بين نسبة ‪ %40‬كحد أدنى إلى ‪ %20‬كحد أقصى‪.‬‬
‫أما مهمة المساعدة في اختيار المقاول ال يأخذ شيء‪ ،‬بما أنه تم الدفع في المرحلة األولى‪ ،‬و هذا يعني‬
‫أن المشاريع المكررة(‪ )1‬ستنفذ من نفس مؤسسة أو مؤسسات االنجاز في إطار نفس العملية‪.‬‬
‫‪ .III‬حالة نقص و ارتفاع كلفة المشروع عن كلفته الحقيقية‬
‫إذا تجاوزت كلفة االجمالية التقديرية للمشروع عن كلفته الحقيقية‪ ،‬فإن مبلغ أجر إدارة المشروع‬
‫المحدد تعاقديا على أس اس كلفة المشروع التقديرية يعاد تقويمه تبعا لكلفة الحقيقية للمشروع‪ .‬و في حالة‬
‫نقص كلفة المشروع عن كلفته الحقيقية‪ ،‬يعاد تقويم المشروع على أساس نسبة التسامح المتفق عليها(‪،)2‬‬
‫وإذا كانت الكلفة الحقيقية تفوق الكلفة التقديرية للمشروع(‪ )3‬فيتم تطبيق العقوبة المنصوص عليها في‬
‫القرار الوزاري المشترك لسنة ‪( 2566‬في المادة ‪ 44‬منه)‪ ،‬وتحسب حسب الصيغة اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬ع = ‪ . 1‬ن ك ( ق ح – ك م م)‬
‫‪ -‬ع = مبلغ العقوبة‬
‫‪ -‬ن ك = نسبة الكلفة التعاقدية للجزء الثابت‬
‫‪ -‬ق ح = القيمة الحقيقة للمشروع عند االستالم المؤقت‬
‫‪ -‬ك م م = كلفة المشروع المعاد النظر فيها حسب النسبة المتسامح فيها المقررة في العقد‪.‬‬
‫فإذا افترضنا أن الكلفة الحقيقية للمشروع هي ‪ 26820002000‬د‪.‬ج‪ ،‬والكلفة التقديرية للمشروع (كلفة‬
‫الغرض المطلوب) وهي (حسب المثال السابق) بـ ‪ 29820002000‬دج المعاد النظر فيها حسب النسبة التسامح‬
‫‪-‬المتفق عليها‪ -‬المقررة في العقد وهي (‪ )%29‬فإنها (كلفة الغرض المطلوب) تقدر بـ‪ 225.4002000‬دج‬
‫(مبلغ متحصل عليه بعد تطبيق نسبة التسامح (‪ )%29‬على الكلفة التقديرية للمشروع)‪ ،‬وبعد استخراج الفارق الزائد‬
‫عن الكلفة التقديرية للمشروع المعاد النظر فيها حسب النسبة المتسامح فيها المقررة في العقد‪ ،‬نطبق عليه‬
‫نسبة الكلفة التعاقدية للجزء الثابت ‪-‬المتفق عليها‪ -‬وهي ‪ %4229‬في معامل "‪ ،"1‬وتتم على الشكل اآلتي‪:‬‬
‫‪ 8122000 = )225.400.000 – 26820002000(%4229×1‬د‪.‬ج(‪.)4‬‬
‫‪ 3‬األجرة اإلضافية لمهمة المتابعة و التسديد‬
‫ال نقصد من خالل هذا العنوان الزيادة‪ ،‬و إنما مكافأة صاحب العمل‪ ،‬و كرسها المشرع الجزائري‬
‫بغية تحفيز المتعاملين في إتمام المشاريع بسرعة و إتقان‪ ،‬و تتمثل في األجرة المخصصة لمهمة المتابعة‬
‫التي تقدم للمتعامل وفقا للصيغة التالية "مبلغ القيمة المتوسطة" على سبيل حسن األداء‪ ،‬أو االنتهاء قبل‬
‫اآلجال التعاقدية(‪.)5‬‬
‫بحيث تحسب المبالغ المتوسطية للوضعية الشهرية لمهمة المتابعة و التسديد‪ ،‬حسب المبالغ المتفق‬
‫عليها في مهمة المتابعة لألجل اإلجمالي التعاقدي النجازها (مهمة المتابعة و التسوية)‪ ،‬بمعنى آخر إذا‬
‫كانت األشهر المتفق عليها هي ‪ 14‬شهر‪ ،‬و تم تسليم األشغال في أجل أقل منه أي مثال سبعة (‪ )2‬أشهر‬
‫فاألشهر الناقصة هي ‪ 22‬أشهر (األشهر المتبقية التعاقدية)‪ ،‬و وضعية الشهرية للمتدخل الواحد مثال‬

‫( ‪)1‬‬
‫و يتمثل التكرار في استنساخ نمو ذج واحد أو عدة نماذج عمارة في إطار نفس العملية‪ ،‬وتتمثل االعادة في دراسة نموذج أو عدة نماذج عمارة موجهة الستعمالها في اطار عدة‬
‫عمليات‪ .‬و يجب أن ينص في عقد ادارة المشروع (االستشارة الفنية) على التكرارية نموذج العمارة سواء تكرار جزئي أو كلي‪( ،‬المادة ‪ 34‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪15‬‬
‫مايو سنة ‪ ، 1988‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ االشغال في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك)‪.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫و نقصد هنا عدم تجاوز الكلفة الحقيقية للمشروع عن كلفته التقديرية المحددة في العقد بفعل تطبيق نسبة التسامح على كلفة المشروع‪ ،‬فهنا ال يعاد تقويم أجرة إدارة المشروع‪.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫كلفة المشروع (الكلفة التقديرية للمشروع) المعاد النظر فيها حسب النسبة المتسامح فيها المقررة في العقد‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫المادة ‪ 46‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 15‬مايو سنة ‪ ، 1988‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ االشغال في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪ ،‬الجريدة الرسمية بتاريخ األربعاء‬
‫‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪.2425.‬‬

‫‪152‬‬
‫‪ 202000‬د‪.‬ج‪ ،‬فإن القيمة المتوسطة هي ‪792000‬د‪.‬ج في الشهر‪ 22/‬شهر‪ ،‬مع احتساب القيمة المتوسطة‬
‫للوضعيات الشهرية لكل متدخل‪ ،‬و حسب وضعيته الشهرية (التي تختلف من متدخل إلى آخر)‪.‬‬

‫ب ‪ -‬نظام األجرة في إطار المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة‬
‫( ‪)1‬‬
‫المشروع في ميدان البناء و أجر ذلك‬
‫لم يضع المشروع التمهيدي للقانون السابق الذكر عناصر تحديد األجرة‪ ،‬و بالتالي كيفية حساب‬
‫األجرة‪ ،‬و لكنه لم يبتعد عن المبادئ الذي جاء بها القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬و السيما فيما‬
‫يخص طبيعة األجرة وعناصر تحديدها‪ ،‬إال أنه جاء ببعض معالم تحديد األجرة التي لم تأخذ في الحسبان‬
‫عند إصدار القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬منها امتداد المهام‪ ،‬و الكلفة التقديرية لألشغال‪.‬‬
‫و تشير المادة ‪ 44‬من المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في‬
‫ميدان البناء‪ ،‬أنه يترتب عن تولي مهام إدارة المشروع دفع أجرة تحسب مع مراعاة العناصر اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬نطاق المهمة حسب عدد و حجم الخدمات‪ ،‬و تعقدها‪.‬‬
‫‪ -‬جميع الوسائل الواجب تنفيذها‪.‬‬
‫‪ -‬اآلجال الممنوحة‪.‬‬
‫‪ -‬كلفة األشغال المرتقبة محددة على أساس التقدير (الكلفة التقديرية لألشغال)‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 49‬من المشروع التمهيدي للقانون ‪-‬السابق الذكر‪ -‬تجزأ األجرة إلى جزأين بحيث تنص‬
‫كاآلتي‪" :‬تتضمن أجرة إدارة المشروع جزء ثابت‪ ،‬و جزء متغير‪ .‬الجزء الثابت يغطي المهام المرتبطة‬
‫بالرسم المبدئي‪ ،‬و المشروع التمهيدي‪ ،‬والمشروع التنفيذي‪ ،‬و المساعدة في اختيار المقاول‪ .‬والجزء‬
‫المتغير يغطي مهام متابعة تنفيذ األشغال ومراقبتها‪ ،‬و عرض اقتراحات التسديد"‪.‬‬
‫فجاءت المادة ‪ 49‬السالفة الذكر بنفس الصيغة الواردة في نص المادة ‪ 78‬من القرار الوزاري‬
‫المشترك لسنة ‪ ،2566‬كما جاء المشروع التمهيدي للقانون السابق الذكر في مادته ‪ 48‬بحالة تكرارية‬
‫المهام المتعلقة بالجزء الثابت لألجرة‪ ،‬و الذي يخفض المبلغ حسب نسب تحدد عن طريق التنظيم‪ ،‬و ال‬
‫نتطرق إليها بما أنه تم دراستها في العنصر السابق‪ ،‬و لكن نالحظ أن أحكام المشروع التمهيدي للقانون‬
‫الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬وأجر ذلك‪ ،‬والسيما المواد التالية‪ 27 :‬و‪28‬‬
‫و‪ 44‬و‪ 49‬منه‪ ،‬هي تقريبا نفس األحكام المستعملة في قانون الصفقات العمومية الفرنسي الخاص بصفقات‬
‫إدارة المشروع‪ ،‬و من خصوصية نظام األجرة في المشروع التمهيدي للقانون‪-‬السابق الذكر‪ -‬أنها تحدد‬
‫عند تنفيذ الدراسات في مرحلة تكون الدراسات متقدمة (دراسات المشروع التمهيدي المفصلة)‪ ،‬تسمح‬
‫بتحديد الكلفة التقديرية لألشغال‪ ،‬و يتم بعدها التفاوض على األجرة التي تعود لصاحب العمل الخاص‪.‬‬
‫‪ .1‬األجرة األولية إلدارة المشروع ‪Rémunération initial‬‬
‫و هي األجرة المتفق عليها بين األطراف قبل الشروع في تنفيذ العمل‪ ،‬و يمكن أن تكون نهائية‪ ،‬وبالتالي‬
‫يدفع المبلغ المتفق عليه في العقد‪ ،‬حتى و لو يخضع للتغيرات المحتملة‪ ،‬و يمكن أن تكون األجرة مؤقتة‪،‬‬
‫وبالتالي يمكن معرفة كيفيات تحديد األجرة‪ ،‬و كذلك المبلغ األقصى لهذه األخيرة مع األخذ بعين االعتبار‬
‫المتغيرات والعقوبات(‪ ،)2‬و تكون كلفة التقديرية للمشروع متناسبة مع كلفة المنشأة(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أنظر ملحق البحث ص‪ 171.‬و ما بعدها‪.‬‬


‫(‪)2‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 203, n°8, ph.6, 7, p.268.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.9, p.268.‬‬

‫‪153‬‬
‫خصائص األجرة األولية‬ ‫‪.I‬‬
‫يتناقض مبدأ التحديد الجزافي مع مفهوم جدول األجور ‪ ،Barème‬بحيث يحدد قانون الصفقات‬
‫العمومية بين نوعين من األسعار‪ ،‬السعر الجزافي‪ ،‬و السعر على أساس الوحدات(‪ ،)1‬و تحديد األجرة‬
‫محل الدراسة تدخل ضمن التحديد الجزافي‪ ،‬و تتعارض مع التحديد على أساس الوحدات‪.‬‬
‫و توضع األجرة الجزافية (بصفة مؤقتة) قبل بداية األشغال‪ ،‬و ال تحدد في األول (مرحلة تقديم‬
‫العروض و المصادقة على الصفقة) بصفة نهائية أي على أساس كلفة نهائية أو كلفة حقيقية للمنشأة‪ ،‬وإنما‬
‫على أساس التقدير(‪ ،estimation )2‬و هو من الخصائص األساسية لألجرة إدارة المشروع بحيث يتوقف‬
‫تحديد األجرة بالتحديد الجيد لكلفة التقديرية لألشغال ‪-‬كما سوف نرى‪ -‬على أن ال تتجاوز كلفة التقديرية‬
‫لألشغال الظرف المالي الذي خصصه صاحب المشروع العمومي للمشروع كله‪.‬‬
‫و جاء القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬كما سبق ذكره‪ ،‬بالكلفة الموضوعية تحدد قبل أي بداية‬
‫في الدراسة‪ ،‬أما المشروع التمهيدي للقانون السالف الذكر يتكلم على مفهوم "الكلفة التقديرية لألشغال"‪،‬‬
‫ويتم تحديدها بعد انجاز الدراسات األولية (أي بعد الرسم المبدئي‪ ،‬و دراسات المشروع التمهيدي‬
‫الموجزة‪ ،‬وفي هذه األخيرة تحدد كلفة األشغال بصفة مؤقتة)(‪ ،)3‬و لكن عند الرجوع إلى قرار الوزاري‬
‫المشترك لسنة ‪ ،2566‬فإننا نالحظ أن كلفة األشغال تقدر في مهمة الرسم المبدئي‪.‬‬
‫و في هذا اإلطار قمنا بوضع مخطط توضيحي لتحديد األجرة التي تتم عبر ثالث مراحل إلبرام‬
‫الصفقة(‪ ،)4‬التي يمكن أن يتخذها أصحاب المشاريع (في إطار أحكام المشروع التمهيدي للقانون الذي‬
‫يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء و أجر ذلك)‪:‬‬
‫نموذج رقم ‪2‬‬

‫البرنامج والرسم‬ ‫األجرة المحددة على‬ ‫األجرة النهائية على‬


‫المبدئي قبل ‪APS‬‬ ‫أساس الظرف المالي‬ ‫أساس تقديرات‬
‫لصحاب المشروع‬ ‫‪APD‬‬

‫إبرام الصفقة‬ ‫دراسات المشروع‬ ‫األجرة النهائية على أساس تقديرات ‪APS‬‬
‫التمهيدي الموجزة‬
‫‪APS‬‬

‫دراسات المشروع‬ ‫األجرة النهائية على أساس تقديرات ‪APD‬‬


‫التمهيدي المفصلة‬
‫‪APD‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph2 15, p.268.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.16, p.271.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫سواء تم ذلك قبل اإلبرام‪ ،‬و با لتالي هناك احتمال تعديله بعد اإلبرام‪ ،‬و في حالة إعالن المناقصة عن طريق إجراء المسابقة على أساس الرسم المبدئي‪ ،‬والمشروع‬
‫التمهيدي الموجز‪ ،‬و المفصل ‪ ،APD, APS‬ف تكون األجرة التي تحدد في مراحل التي تسبق اإلبرام نهائية‪ ،‬و هذه الطريقة األخيرة تكلف لصاحب العمل المترشح‬
‫نفقات جد معتبرة‪ ،‬ومن أجل ذلك وضع المشرع في قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬مبدأ تعويض الفائزين غير المختارين‪.‬‬
‫(‪ )4‬المصدر‪ ،‬أنظر إلى‪:‬‬
‫‪- BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.12, p.271.‬‬

‫‪154‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪Paramètres de la Rémunération initial‬‬ ‫عناصر األجرة األولية‬ ‫‪.II‬‬
‫‪ )1‬امتداد المهمة(‪ :L’étendue de la mission )2‬و يأخذ بعين االعتبار في تحديد األجرة امتداد المهمة‪،‬‬
‫وحسب العناصر المكونة لها‪ ،‬فيمكن أن يتفق صاحب المشروع مع صاحب العمل على مهام جزئية متعلقة‬
‫بالرسم المبدئي‪ ،‬و دراسات المشروع التمهيدي‪ ،‬و دراسات المشروع التنفيذي‪ ،‬و المساعدة في اختيار‬
‫مؤسسة االنجاز‪ ،‬و يظهر فيما بعد أن أهمية المشروع تتطلب إضافة مهمة أخرى متمثلة في متابعة‪،‬‬
‫وتوجيه‪ ،‬و اإلرشاد‪ ،‬أو عناصر إضافية إلحدى المهام مثال‪ ،‬فهنا يتم إعادة تحديد األجرة على أساس‬
‫العناصر الجديدة‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ )2‬درجة التعقيد ‪ :Complexité‬و تختلف التعقيدات من حالة إلى أخرى‪ ،‬و يمكن أن تحدد على أساس‬
‫طبيعة البناء المزمع انجازه‪ ،‬و إذا كان هذا البناء تم انجازه من قبل أو بناء عادي‪ ،‬و مألوف ال يثير إشكال‬
‫في تحديد المهام بدقة‪ ،‬و منه تحديد األجرة‪ ،‬عكس البناء الذي لم ينجز من قبل أو ابتكار جديد لنوع من‬
‫البنايات(‪ ،)4‬و تتغير درجة التعقيد حسب أحكام معتبرة‪ ،‬و حسب معايير عديدة‪ ،‬مثال‪ ،‬يمكن أن تقدر درجة‬
‫التعقيد حسب نوع البناء المزمع انجازه (مسكن‪ ،‬مستشفى‪... ،‬الخ)‪ ،‬أو حسب طبيعة القطعة األرضية‪ ،‬أو‬
‫نوعية األرض "منحدرة"مثال‪ ،‬أو مستوى النجاعة التي يجب تحقيقها (العزل الحراري‪ ،‬العزل‬
‫الصوتي‪...،‬الخ)‪ ،‬و شروط الدراسات ( أجل تسليم الدراسات‪ ،‬األقساط اإلشتراطية‪..،‬الخ)(‪.)5‬‬
‫‪ )3‬الكلفة التقديرية لألشغال ‪ :Coût prévisionnel des travaux‬و هذا المفهوم جديد أدخله محرري‬
‫المشروع التمهيدي للقانون السابق الذكر‪ ،‬و يقصد به مجموع المصاريف المتعلقة بإنجاز أشغال البناء‬
‫المرتقبة‪ ،‬و يتم تحديدها من قبل صاحب العمل‪ ،‬إذ يضع تقدير مؤقت لكلفة األشغال المرتقبة (مرحلة‬
‫دراسات المشروع التمهيدي الموجزة)‪ ،‬و بعد مصادقة صاحب المشروع على المرحلة األولى(‪ ،)6‬ثم يضع‬
‫صاحب العمل في المرحلة الثانية (مرحلة دراسات المشروع التمهيدي المفصلة) التقدير النهائي لتكلفة‬
‫األشغال المرتقبة أو المتوقعة‪ ،‬مع تجزئتها إلى حصص منفصلة‪ ،‬و يضيف المشروع التمهيدي للقانون‬
‫السابق الذكر في المادة ‪ 44‬منه‪ ،‬أنه يجب األخذ بعين االعتبار جميع الوسائل المتخذة‪ ،‬واآلجال الممنوحة‪.‬‬
‫و يجوز االستناد عند تحديد الكلفة التقديرية لألشغال إلى النصوص التنظيمية منها القرار المؤرخ في‬
‫‪ 29‬ديسمبر سنة ‪ ،2568‬الذي يتضمن طريقة حساب أسعار أشغال البناء(‪ ،)7‬أو إلى األرقام االستداللية‬
‫التي تعد وتنشر من طرف المركز الوطني للمساعدة التقنية(‪ ،)8‬و النصوص اآلتية‪ :‬األمر رقم ‪201-28‬‬
‫المؤرخ في ‪ 05‬ديسمبر سنة ‪ ،2528‬الذي يتضمن قانون الرسوم على رقم األعمال(‪ ،)9‬المعدل والمتمم(مع‬
‫األخذ بعين االعتبار اإلعفاءات(‪ ،))10‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 120-57‬المؤرخ في ‪ 20‬نوفمبر سنة ‪،2557‬‬
‫الذي يحدد كيفيات تطبيق أحكام المادة ‪ 52‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 02-57‬المؤرخ في ‪ 25‬يناير سنة‬
‫‪ ،2557‬و المتضمن قانون المالية لسنة ‪.)11(2557‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.18, p.271.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.20, p.272.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.21, p.272, 273. Voir aussi ; RAPP (L.), TERNEYRE (Ph.),‬‬
‫‪(Sou.dir.), op.cit., n°2332, p.929.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.21, p.272.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.21, p.273.‬‬
‫(‪ )6‬المادة ‪ 1/40‬من المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪ .‬أنظر ملحق البحث ص‪.171.‬‬
‫(‪ )7‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 15‬أبريل سنة ‪ ،2562‬العدد ‪ ،26‬ص‪ 857.‬إلى ‪.204‬‬
‫(‪ )8‬أكرور مريام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ .89.‬أنظر كذلك إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬القرار المؤرخ في ‪ 29‬أبريل سنة ‪ ، 2564‬الذي يتضمن المصادقة على قائمة األرقام االستداللية للمواد المستعملة في مراجعة االسعار في صفقات األشغال‬
‫العمومية و البناء‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 15‬مايو سنة ‪ ،2564‬العدد ‪ ،11‬ص‪.691-645.‬‬
‫(‪ )9‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 18‬ديسمبر سنة ‪ ،2528‬العدد ‪ ،207‬ص‪22926-29102‬‬
‫(‪ )10‬أكرور مريام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.18.‬‬
‫(‪ )11‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 24‬نوفمبر سنة ‪ ،2557‬ص‪.4.‬‬

‫‪155‬‬
‫و يمكن تلخيص كيفية تطبيق هذه المعايير في تحديد األجرة(‪ ،)1‬من خالل النموذج اآلتي‪:‬‬
‫نموذج رقم ‪1‬‬
‫درجة التعقيد‬

‫األجـــــــرة‬
‫األجــــــرة‬

‫األجـــــــرة‬

‫المهام المتفق عليها‬ ‫كلفة التقديرية‬


‫لألشغال‬
‫التغيرات أو زيادة‬

‫مهام إضافية‬

‫امتداد المهمة‬

‫و يعد عنصر الكلفة التقديرية لألشغال المرتقبة "‪ "Coût prévisionnel des travaux‬متعدد‬
‫األشكال كونه يتطور على مر الزمن(‪()2‬الدراسات)‪ ،‬وتتطابق الكلفة التقديرية لألشغال مع جزء من‬
‫الظرف المالي الذي يخصصه صاحب المشروع العمومي‪ ،‬و هنا يجب عدم الخلط بين الظرف المالي‬
‫التقديري الذي خصصه صاحب المشروع في فترة تسبق عملية التصميم‪ ،‬و الجزء المخصص لألشغال‪،‬‬
‫األول يتضمن كل النفقات المرتقبة أو المتوقعة من قبل صاحب المشروع إلنجاز المشروع‪ ،‬و الجزء‬
‫الثاني مخصص لصفقات األشغال الالحقة(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬المصدر‪ ،‬أنظر إلى‪:‬‬


‫‪BOUCHON (Dominique), COSSALTER (Patrice), LES MARCHES DE MAITRISE D’ŒUVRE dans la‬‬
‫‪construction publique, op.cit2, 2003, n°8, ph.19, p.272.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪« Le troisième paramètre, pour évaluer la rémunération initiale est, au terme de l’article 9 de la loi du 12‬‬
‫‪juillet 1985, le coût prévisionnel des travaux. Ce paramètre est multiforme puisqu’il évolue au fil du‬‬
‫‪temps. », BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.23, p.273.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.23, 24, p.273.‬‬

‫‪156‬‬
‫مخطط حول األجزاء التي يخصصها الظرف المالي(‪:)1‬‬
‫نموذج رقم ‪7‬‬

‫الجزء المخصص إلدارة‬


‫المشروع‬
‫الجزء المخصص لالشغال‬

‫المئونات و تغطية المخاطر‬


‫المحتملة‬
‫موقع اقامة البناء‬

‫الجزء المخصص لدراسات‬


‫االولية (التحديدية)‬

‫و في مرحلة المشروع التمهيدي الموجز ‪ ،APS‬يقترح صاحب العمل لصاحب المشروع التقدير‬
‫المؤقت لألشغال(‪ ،)2‬وعند تقديم المشروع التمهيدي المفصل ‪ APD‬يقترح صاحب العمل تقدير نهائي‬
‫لمشروعه‪ ،‬و هي القيمة الجديدة للكلفة التقديرية لألشغال(‪.)3‬‬
‫و في مهمة دراسات المشروع يسطر صاحب المشروع الكلفة التقديرية لألشغال على أساس اقتراح‬
‫صاحب العمل(‪ ،)4‬فتحدد الكلفة التقديرية لألشغال في األول بحد أقصى يضعه صاحب المشروع (في‬
‫الظرف المالي)‪ ،‬ثم يحددها صاحب العمل بدرجة من الدقة‪ ،‬و بصفة متدرجة في كل مرحلة يتقدم فيها‬
‫صاحب العمل في مهمته(‪.)5‬‬
‫‪ .III‬التحديد الجزافي ألجرة صاحب العمل‬
‫إن التحديد الجزافي يكون بأخذ بعين االعتبار العناصر السابقة الذكر (امتداد المهمة‪ ،‬درجة التعقيد‪،‬‬
‫وكلفة التقديرية لألشغال)‪ ،‬ويتم تحديد العناصر المتعلقة بامتداد المهمة‪ ،‬و درجة التعقيد عند بداية المهام‪،‬‬
‫أما العنصر الثالث المتعلق بالكلفة التقديرية لألشغال تتطور في كل مرحلة يتقدم فيها صاحب العمل في‬
‫مهامه(‪ ،)6‬و السؤال الذي يطرح في أي مرحلة يتم االتفاق (أطراف العقد) على تحديد األجرة الجزافية‬
‫بصفة نهائية؟(‪ .)7‬و يكون التحديد نهائي وجزافي في مرحلة تنفيذ العقد‪ ،‬أوعند إبرام العقد‪ ،‬أويقتصر على‬

‫(‪)1‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.23,24, p.273 .‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.25, p.273.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.26, p.274.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.27, p.274.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪« Le coût prévisionnel des travaux est donc un premier temps, limité à un maximum par le maître de l’ouvrage puis,‬‬
‫‪ensuite, fixé par le maître d’œuvre avec un degré de précision croissent au fur et à mesure de l’avancée de sa mission »,‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.27, p.274.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪« Toutefois, et là se situe la difficulté, si les deux premiers paramètres (étendue de la mission et degré de complexité) sont,‬‬
‫‪dans la plupart des cas, fixés dès le commencement de la mission, le troisième, relatif au coût prévisionnel des travaux,‬‬
‫‪évolue au fur et à mesure du déroulement de la mission de maîtrise d’œuvre », BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit.,‬‬
‫‪2003, n°8, ph.28, p.274.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.28, p.274.‬‬

‫‪157‬‬
‫تحديد أولي‪-‬لألجرة الجزافية‪-‬عند إبرام الصفقة ثم يتبعها‪-‬بعد اإلبرام‪-‬التحديد النهائي‪ .‬وهناك عدة حاالت‬
‫التي يحدد فيها كلفة التقديرية لألشغال حسب المرحلة التي تكون عليها الصفقة(قبل اإلبرام أو بعد اإلبرام)‪.‬‬
‫فالمبدأ هو التحديد الجزافي‪ ،‬و النهائي لألجرة كلما كان باستطاعة صاحب العمل من خالل الدراسات‬
‫األولية‪ ،‬تحديد األفضل للكلفة التقديرية لألشغال(‪ ،)1‬ويتضح ذلك من خالل نموذج رقم ‪.4‬‬
‫نموذج رقم ‪4‬‬

‫إجراءات اإلبرام‬ ‫إمضاء الصفقة‬ ‫تطور األجرة‬

‫إجراء المناقصة‬
‫إجراء المزايدة‬
‫إجراء المسابقة‬ ‫‪ESQ‬‬ ‫‪APS‬‬ ‫‪APD‬‬
‫إجراء االنتقاء‬
‫إجراء التراضي‬

‫إجراء المسابقة على‬ ‫‪ESQ‬‬ ‫‪APS‬‬ ‫‪APD‬‬ ‫‪Suite‬‬


‫أساس الرسم المبدئي‪.‬‬ ‫ا‬

‫إجراء على‬ ‫‪ESQ‬‬ ‫‪APS‬‬ ‫‪APD‬‬ ‫‪Suite‬‬


‫مرحلتين‪.‬‬

‫‪ESQ‬‬ ‫‪APS‬‬ ‫‪APD‬‬ ‫‪Suite‬‬ ‫األجرة األولية‬

‫مرحلتين‬ ‫األجرة النهائية‬


‫متجزئة‬

‫‪ .1‬التحديد النهائي لألجرة األولية‬


‫و حسب المشروع التمهيدي للقانون‪-‬السابق الذكر‪ -‬يكون التحديد النهائي ألجرة صاحب العمل أثناء‬
‫إبرام أو تنفيذ (وفقا لإلجراء المتبع إلبرام الصفقة و طبيعة المنشأة المزمع انجازها) الصفقة‪ ،‬فإن دراسات‬
‫المشروع التمهيدي الموجزة‪ ،‬و المفصلة (‪ )APS, APD‬تضع الكلفة التقديرية لألشغال التي على أساسها‬

‫(‪)1‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.29, p.274.‬‬
‫‪ -‬و منه يفهم أن صاحب المشروع ال يعتمد على كلفة التقديرية المحددة في الظرف المالي‪ ،‬و إنما على الكلفة التقديرية المحددة في دراسات صاحب العمل التي تنجز‬
‫في مرحلة إجراءات اإلبرام على أساس إجراء يدعو أصحاب العمل إلى تقديم عروض تشمل على الرسم المبدئي‪ ،‬أو الرسم المبدئي و دراسات المشروع التمهيدي‪،‬‬
‫و إذا تمت إجراءات اإلبرام بهذه الطريقة‪ ،‬فإنه في هذه الحالة إذا تم اختيار متعهد دون اآلخرين وجب على صاحب المشروع تعويض المترشحين اآلخرين‪ ،‬بما أن‬
‫تلك اإلجراءات تجعل المتعهدين يتحملون تكاليف الدراسات موضوع إجراء اإلبرام ‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫يحسب أجر صاحب العمل‪ .‬و كما سبق ذكره‪ ،‬إذا أبرمت الصفقة على أساس إجراء يثير المنافسة‪ ،‬و تم‬
‫تحديد الكلفة التقديرية لألشغال مسبقا‪ ،‬فيمكن تحديد األجرة جزافيا و بصفة نهائية(‪.)1‬‬
‫إن التعيين األولي لألجرة ‪ Le Forfait de la rémunération initiale‬يكون عادة إذا كانت‬
‫الدراسات غير كافية أو ال تسمح بتحديد الكلفة التقديرية للمشروع عند إمضاء الصفقة‪ ،‬و إما أن تكون‬
‫العملية مازالت في مرحلة البرمجة‪ ،‬و إما أن تكون الدراسات بدأت لكن لم تتجاوز مرحلة الرسم االبتدائي‬
‫لمنشأة البناء(‪ ،)2‬و عادة فإ ن صاحب المشروع ال يغامر في تحقيق العملية إذا كانت المعطيات غير‬
‫كافية(‪ ،)3‬كما يمكن أن يبرم صاحب المشروع الصفقة على مرحلتين إذا كان البرنامج غير محدد بدقة‪ ،‬إذ‬
‫أن صاحب العمل له هدف موضوعي بإقتراح كلفة تقديرية لألشغال تقترب أو تتناسب مع الظرف المالي‪،‬‬
‫الذي خصصه صاحب المشروع لألشغال‪ ،‬حيث أن األجر يحسب على أساسه‪ ،‬و بالتالي يمكن أن يتقاضى‬
‫قدر كبير من األجر(‪ ،)4‬و إذا كانت الكلفة التقديرية لألشغال تتجاوز الظرف المالي المخصص لألشغال‪،‬‬
‫يؤثر ذلك سلبا على أجرة صاحب العمل إذ يحصل على قدر أدنى لألجر(‪.)5‬‬
‫و تجدر المالحظة أنه في حالة تحديد الكلفة التقديرية لألشغال أثناء تنفيذ العقد (أي عند انجاز دراسات‬
‫المشروع التمهيدي)‪ ،‬فإنه يستعمل طريقة أو تقنية الملحق(‪ )6‬لتعديل الكلفة التقديرية لألشغال المعينة في‬
‫السابق (أي قبل إبرام الصفقة على أساس البرنامج)‪ .‬فاألجرة في إطار المشروع التمهيدي للقانون‪ ،‬السابق‬
‫الذكر‪ ،‬ذات طبيعة نسبية بحيث أنها ليست ثابتة‪ ،‬و تحدد بصفة تدريجية‪ ،‬فهو يكرس األجرة األولية‬
‫والنهائية‪.‬‬
‫‪ .7‬منهجية التفاوض و اعتماد األجرة في إطار المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد‬
‫شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء و أجر ذلك‪.‬‬
‫نعتمد في هذا اإلطار على منهجية التفاوض المقترحة في الدليل الفرنسي ألصحاب المشاريع‪ ،‬الذي‬
‫يحدد كيفية التفاوض في األجر(‪ ،)7‬و يعود السبب العتمادنا هذا الدليل العملي‪ ،‬أنه جاء تطبيقا ألحكام‬
‫القوانين‪ ،‬والتنظيمات المتعلقة بمهمة صاحب المشروع العمومي‪ ،‬و عالقته بصاحب العمل الخاص لسنة‬
‫‪ ،)8(2569‬والمرسوم الذي يحدد أجرة صاحب العمل لسنة ‪ 2557‬المعدل‪ ،‬حيث أن هذه القوانين تتشابه مع‬
‫األحكام الواردة في المشروع التمهيدي للقانون‪ ،‬الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان‬
‫البناء‪ ،‬وأجر ذلك‪ ،‬و من جهة أخرى ألن أحكام المشروع التمهيدي للقانون السابق الذكر يتضمن‬
‫عموميات فقط‪ ،‬والمعالم األساسية لتحديد األجرة‪ ،‬بحيث لم يفصل فيها‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.34, p.275.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪« En tout état de cause, quelle que soit la procédure de passation employée, lorsque aucun avant projet sommaire n’à été‬‬
‫‪effectué, le marché est signé sur la base d’une rémunération provisoire établie sur la partie de l’enveloppe financière affectée‬‬
‫‪aux travaux. », BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.38, p.276.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.35, p.275.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪« Il faut rappeler que le coût prévisionnel des travaux est proposé par le maître d’œuvre mais arrêté par le maître de‬‬
‫‪l’ouvrage. A ce stade, il existe donc un véritable antagonisme entre le maître d’œuvre, qui a un intérêt objectif à proposer un‬‬
‫‪coût prévisionnel proche de l’enveloppe financière affectée aux travaux puisque c’est la rémunération maximale à laquelle il‬‬
‫‪peut prétendre, et le maître de l’ouvrage qui a, quant à lui, un intérêt inverse. », BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit.,‬‬
‫‪2003, n°8, ph.39, p.276.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.39, p.276.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.39, p.276. Voir même ouvrage ; BOUCHON (D.),‬‬
‫‪COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph.41 et suiv., pp.276-277.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Guide à l’intention des Maîtres d’ouvrage publics pour la négociation des rémunérations de Maîtrise d’œuvre loi MOP, les‬‬
‫‪éditions JOURNAUX OFFICIELS, édition février 2008, pp.13 à 15.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪Loi n° 85-704 du 12 juillet 1985 relative à la maîtrise d’ouvrage publique et à ses rapports avec la maîtrise d’œuvre privée,‬‬
‫‪JORF du samedi 13 juillet 1985, n°161, p.7914-7617.‬‬

‫‪159‬‬
‫و اإلجراء األولي العام يتمثل في تحديد أو تعيين درجة التعقيد النوعية أو الخاصة للعملية المعنية‬
‫حسب العملية المعقدة نوعيا ‪ ،)1(complexité moyenne‬أما المشروع التمهيدي للقانون السابق الذكر جاء‬
‫بنفس المنهجية المتبعة في القانون الفرنسي‪ ،‬و هذا األخير يستعمل معامل التعقيد‪ ،‬والمتمثل في واحد‬
‫(‪ )2()2‬بحيث يقل‪ ،‬و يزيد عنه معامالت التعقيدات بدرجة معينة (حسب طبيعة البناء)‪.‬‬
‫و لهذا تم اقتراح‪ ،‬مع مراعاة العناصر المميزة للعملية‪ ،‬تحديد معامل في شط استداللي ‪Plage indicatif‬‬
‫لكل صنف من أصناف البناء الذي يأتي لموازنة النسبة المتوسطة‪ ،‬و الموضوعة مسبقا أو في األول‪.‬‬
‫و في كل مرحلة‪ ،‬عند تحديد األتعاب‪ ،‬يتم التشاور بين أطراف صاحب المشروع العمومي‪ ،‬و صاحب‬
‫العمل(‪ ،)3‬و هذه المراحل تتم حسب الرزنامة التسلسلية اآلتية‪:‬‬
‫‪ )1‬المناقشة حول عناصر التعقيد(‪:)4‬‬
‫و يقترح محرري الدليل جدول لتقدير تعقيد المشروع‪ ،‬الذي له أثر على أهمية‪ ،‬و نوعية‪ ،‬أو مسار‬
‫مهام إدارة المشروع (االستشارة الفنية)‪ ،‬و بالتالي على األجر‪ ،‬و يتضمن هذا الجدول ثالث توجيهات‪:‬‬
‫‪ -‬عناصر التعقيد المترتبة عن القيود المادية لموضوع العملية‪،‬وإدماج المشروع في المحيط المبني‪.‬‬
‫‪ -‬عناصر التعقيد المترتبة عن طبيعة البرنامج‪ ،‬و خصوصية المشروع‪.‬‬
‫‪ -‬عناصر التعقيد المترتبة عن المقتضيات التعاقدية‪.‬‬
‫و لتسهيل‪ ،‬و تنسيق المناقشات‪ ،‬و الحوار‪ ،‬تم تعداد العناصر في جدول‪ ،‬قمنا بترجمته (أ)(الجدول "‪ "A‬من‬
‫الدليل)(‪ ،)5‬وأخذنا فقط بالجدول المتعلق بالبناء‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪ )2‬تحديد معامل التعقيد‬
‫تتم ترجمة عناصر التعقيد ‪-‬بعد تصنيف مختلف معايير التعقيد بصفة موضوعية‪ -‬بمعامل التعقيد‬
‫المتواجد داخل الشط االستداللي‪ ،‬يتوافق لصنف المنشأة المعنية(‪ ،)7‬أما البناءات (المنشآت) فهي مصنفة‬
‫حسب وجهتها‪ :‬السكنات‪ ،‬و اإلقامات‪ ،‬البناءات الفالحية‪ ،‬و التجارية‪ ،‬الصحة‪ ،‬التعليم و البحث‪ ،‬بناءات‬
‫اجتماعية ثقافية‪ ،‬التجهيزات العمومية‪ ،‬و الرياضية‪ ،‬والترفيهية‪ ،‬والبناءات اإلنتاجية‪ ،‬والتخزين‪ ،‬وكل هذه‬
‫الشطوط موضوع الجدول (ب) للدليل‪ ،‬و التي تسمح بتحديد مكان إحداهما حسب األخرى(‪.)8‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪ )3‬تحديد النسب االستداللية المرجعية و حساب األجرة الجزافية‬
‫و يتعلق األمر بتحديد النسب االستداللية المرجعية بالنسبة للعملية ذات معامل التعقيد ‪ ،2‬وحسب كلفة‬
‫األشغال المسطرة باتفاق مشترك بين صاحب المشروع العمومي‪ ،‬وفريق إدارة المشروع(‪.)10‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫و يحدد في القرار الوزاري المشترك لسنة ‪-2566‬كما سبق ذكره‪ -‬التعقيد عن طريق "وظيفة البناء" ‪ ،‬و المصنفة إلى خمسة أصناف في جدول القرار السالف الذكر‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Guide à l’intention des Maîtres d’ouvrage publics pour la négociation des rémunérations de Maîtrise d’œuvre loi MOP,‬‬
‫‪op.cit., p.13. Voir aussi ; « Le taux de complexité 1 peut être considéré comme le taux qui s’applique à un ouvrage‬‬
‫‪« lambda » représentant une complexité moyenne. Il n’a alors aucune incidence sur le calcul du taux de la rémunération »,‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph. 45, p.278.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Guide à l’intention des Maîtres d’ouvrage publics, op.cit., p.13.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Guide à l’intention des Maîtres d’ouvrage publics, op.cit., p.13.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫يحدد الجدول (أ) مختلف معايير التعقيد لكل عنصر من العناصر الثالث السابقة الذكر‪ ،‬مثال في حالة وجود صعوبات التقنية للبناء المزمع إنجازه‪ ،‬فإنه عند البحث في الجدول (أ) نجد‬
‫أنه يصنف ضمن العنصر الثاني" عناصر التعقيد المترتبة عن طبيعة البرنامج‪ ،‬و خصوصية المشروع"‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Guide à l’intention des Maîtres d’ouvrage publics, op.cit., p.13. Voir aussi ; BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit.,‬‬
‫‪2003, n°8, ph. 46, 47, 48, 49, p.280-283.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Guide à l’intention des Maîtres d’ouvrage publics, op.cit., p.13. Voir aussi ; BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit.,‬‬
‫‪2003, n°8, ph. 45, p.278.‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫مثال بالنسبة لتجهيزات االدارية الكبرى و المعقدة‪ ،‬فهي تصنف ضمن مجال التجهيزات العمومية (ب‪- )8.‬الخانة العمودية األولى‪ -‬في الجدول (ب)‪ ،‬و يمتد الشط االستداللي (بالنسبة‬
‫لتجهيزات االدارية الكبرى و المعقدة) بين ‪ 2‬إلى ‪– 226‬الخانة العمودية الثانية‪ -‬من نفس الجدول‪ ،‬و يحدد معامل التعقيد داخل الشط االستداللي‪ ،‬بين الحدين السابق ذكرهما‪ ،‬مع مراعاة‬
‫عناصر التعقيد المحددة في الجدول (أ) الذي يثيرها البناء المزمع انجازه‪ ،‬ويتفق كل من صاحب المشروع و صاحب العمل عند تحديد معامل التعقيد على عناصر التعقيد الواجب األخذ‬
‫بها‪.‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪Guide à l’intention des Maîtres d’ouvrage publics, op.cit., p.14. Voir aussi ; BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit.,‬‬
‫‪2003, n°8, ph. 50, 51, 52, p.283-286.‬‬
‫(‪)10‬‬
‫‪Guide à l’intention des Maîtres d’ouvrage publics, op.cit., p.14.‬‬

‫‪160‬‬
‫و يتم تحديد النسبة االستداللية المرجعية في الجدول (ج) من الدليل السابق الذكر تحت عنوان "نسب‬
‫االستداللية المرجعية"‪ ،‬يتضمن قائمتين‪ ،‬سلم يتعلق بكلفة البناء خارج الرسوم‪ ،‬و السلم يتضمن نسب‬
‫متناقصة (الموضوعة بموجب التنظيم لسنة ‪ .)1()2554‬وتضرب نسب االستداللية المرجعية (ج)‪ ،‬التي‬
‫تتوافق مع كلفة األشغال‪ ،‬في (‪ )x‬معامل التعقيد يتحصل عليه أثناء المرحلة الثانية (تحديد معامل التعقيد)‪،‬‬
‫و التي تسمح لنا بتقدير نسبة األجر لمجموع المهمة القاعدية » ‪ .)2(«Mission de base‬و تتمثل جزافية‬
‫األجر خارج الرسوم‪ ،‬المنتوج لهذه النسبة ‪ Taux‬من خالل كلفة األشغال خارج الرسوم السابقة الذكر(‪.)3‬‬
‫‪ )4‬توزيع األجر لكل "عنصر في المهمة"‬
‫و يستطيع صاحب المشروع‪ ،‬و فريق إدارة المشروع (صاحب العمل) إجراء توزيع لألجر كل‬
‫عنصر من المهمة بواسطة الجدول االستداللي "هـ"‪.‬‬
‫و يقترح الجدول "هـ" المتعلق بالبناء مقادير ‪ fourchettes‬نسبة أجر المهمة القاعدية‪ ،‬و تجدر اإلشارة‬
‫إلى أن األهمية المتعلقة بالوظائف (المعمارية‪ ،‬التقنية‪ ،‬االقتصادية) تتغير حسب صنف المنشأة‪ ،‬كما تتغير‬
‫حسب متطلبات صاحب المشروع العمومي(‪.)4‬‬

‫ج ‪ -‬مبدأ ثبات أجرة صاحب العمل في صفقة إدارة المشروع‬


‫مبدأ تحديد األجرة‪ ،‬إذن‪ ،‬هو جزافية مبلغ األجرة‪ ،‬و بالرجوع إلى تأشيرات القرار الوزاري المشترك‬
‫لسنة ‪ ،2566‬نجد أنه يشير إلى األمر رقم ‪ 96-29‬المؤرخ في ‪ 18‬سبتمبر سنة ‪ ،2529‬الذي يتضمن‬
‫القانون المدني(‪ ،)5‬و تحديد السعر الجزافي في القانون المدني الجزائري‪ ،‬يقوم على أساس مبدأين‬
‫أساسيين‪ ،‬وهما مبدأ تنفيذ العقود بحسن نية‪ ،‬و مبدأ المساواة بين المتعاقدين(‪ ،)6‬فإذا حدد األجر جزافيا فال‬
‫يمكن في كل األحوال تعديله‪ ،‬بمعنى أنه أتى لتغطية كل األعباء المرتبطة بتنفيذ العقد‪ ،‬و كل تعديل بفعل‬
‫صاحب المشروع من شأنه أن يخل بالتوازن المالي‪ ،‬فيستحق المتعهد تعويض‪ ،‬أو مقابل مالي نتيجة للخلل‬
‫بسبب التعديل(‪ ،)7‬و كانت تفضل اإلدارات العمومية في سنوات السبعينيات تقنية السعر اإلجمالي‪،‬‬
‫والجزافي في الصفقات العمومية(‪.)8‬‬
‫و مبدأ "السعر الجزافي" منصوص عليه في دفتر الشروط‪ ،‬و قانون الصفقات العمومية‪ ،‬كما يكرس‬
‫المشرع مبدأ ثبات األجرة في الصفقات العمومية‪ ،‬أي عدم قابليته للتعديل‪ ،‬وهذا المبدأ يجد مصدره في‬
‫القواعد العامة على أساس فكرة "القوة اإللزامية للعقود"‪ ،‬و المكرسة في المادة ‪ 208‬من القانون المدني‪،‬‬
‫والتي مفادها أنه ال يمكن تعديل بنود العقد‪ ،‬و المبدأ المعمول به في الصفقات العمومية أنه ال يمكن التعديل‬

‫( ‪)1‬‬
‫أي تكون النسبة االستداللية المرجعية متناقصة حسب كل شريحة من كلفة األشغال‪.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫تتضمن "المهمة القاعدية" حسب الدليل‪-‬الجدول "هـ"‪ -‬على العناصر اآلتية‪ :‬الرسم المبدئي‪ ،‬دراسات المشروع التمهيدي‪ ،‬دراسات المشروع‪ ،‬المساعدة في ابرام عقود األشغال‪،‬‬
‫مرحلة الدراسات‪ ،‬التأشيرة‪ ،‬متابعة األشغال‪ ،‬المساعدة عند عملية االستالم‪ ،‬مرحلة األشغال‪ .‬و استثنى الجدول السابق الذكر "الدراسات التنفيذ"‪ .‬أنظر إلى المرجع اآلتي ذكره‪:‬‬
‫‪- Guide à l’intention des Maîtres d’ouvrage publics, op.cit., p.23. Voir l’article 15 du Décret n° 93-1268 du 29 novembre 1993 relatif aux‬‬
‫‪missions de maîtrise d’œuvre confiées par des maîtres d’ouvrage publics à des prestataires de droit privé, J.O.R.F., du mercredi 1er‬‬
‫‪décembre 1993, n°278, NOR : EQUU9301161D, p.16603.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪« le forfait de rémunération hors taxes est le produit de ce taux par le coût des travaux hors taxes précédement cités.»,‬‬
‫‪Guide à l’intention des Maîtres d’ouvrage publics, op.cit., p.14.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫ومن خالل المشروع التمهيدي للقانون السابق الذكر ال يكتسب السعر الطابع النهائي أثناء إبرام الصفقة‪ ،‬و ال يمكن تحديدها إال بعد تقدم معتبر في الدراسات للتعرف على القيمة‬
‫التقديرية لألشغال‪ ،‬و التي مع ذالك تتضمن نوع من النسبية‪ ،‬و هذا ما يمس بمبدأ جوهري في العالقات التعاقدية‪ ،‬وهو مبدأ الثبات إال أن هناك عناصر أخرى التي يجب أن تأخذ في‬
‫الحسبان عند تحديد األجرة النهائية‪ ،‬و هي التغييرات التي قد تطرأ عليها بفعل الظروف االقتصادية‪.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة ‪ 70‬سبتمبر سنة ‪ ،2529‬العدد ‪ ،26‬ص‪ .550.‬و نص القانون المدني في المادة ‪ 982‬منه‪ ،‬ضمن أحكام عقد المقاولة على أجر الجزافي‪ ،‬و تنص‬
‫كاآلتي‪" :‬إذا ابرم العقد بأجر جزافي على أساس تصميم اتفق عليه مع رب العمل فليس للمقاول أن يطالب بأية زيادة في األجر و لو حدث في هذا التصميم تعديل أو إضافة إال أن يكون‬
‫ذلك راجعا إلى خطأ من رب العمل أو يكون مأذونا به منه واتفق مع المقاول على أجره"‪.‬‬
‫(‪ )6‬أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.42.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪BRACONNIER (S.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.303.‬‬
‫‪ -‬أنظر إلى الصفحة رقم ‪ 285‬من هذا البحث‪.‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.47.‬‬

‫‪161‬‬
‫سواء من طرف المصلحة المتعاقدة‪ ،‬أو المتعامل المتعاقد معها‪ ،‬أو من طرف القاضي(‪ ،)1‬وهو مبدأ‬
‫أساسي يتمثل في "ثبوت السعر"‪.‬‬
‫و يقصي تطبيق هذا المبدأ أيضا حق المتعامل المتعاقد في أن يطلب أجرا إضافيا‪ ،‬إذا اتضح له أن‬
‫األجر المتفق عليه غير كافي إلنجاز الصفقة‪ ،‬و ال يمكنه االحتجاج بالظروف االقتصادية كارتفاع‬
‫التكاليف إذا كانت الصفقة ال تتضمن بندا للمراجعة‪ ،‬و هذا ما تضمنته المادة ‪ 7/82‬من المرسوم الرئاسي‬
‫رقم ‪ ،178-20‬بحيث أن الصفقات التي ال يمكن أن تتضمن صيغا لمراجعة األسعار‪ ،‬هي الصفقات‬
‫المبرمة بأسعار ثابتة‪ ،‬و غير قابلة للمراجعة‪ ،‬و نصت عليه كذلك المادة ‪ 2/41‬من دفتر الشروط اإلدارية‬
‫العامة لسنة ‪ .2584‬إال أن هذا المبدأ ليس مطلق في مجال الصفقات العمومية فيمكن لألطراف مراجعته‪،‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 84‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬على إمكانية مراجعة السعر (األجرة)‪.‬‬
‫و يعتبر األجر في صفقة إدارة المشروع ذو طبيعة مختلطة‪ ،‬بحيث يتضمن جزء ثابت‪ ،‬و لكن التغيير‬
‫الذي يحصل على نسب األجر المطبقة على الجزء الثابت‪ ،‬يكون بحسب عنصر التعقيد‪ ،‬و جزء متغير‬
‫متعلق باألجور الشهرية لعمال مكتب الدراسات‪ .‬فالتحديد الجزافي للمبلغ يمكن أن يعاد مراجعته إذن‪،‬‬
‫بوضع بند في العقد ينص على امكانية مراجعة األجر‪ ،‬و هذا أخذا بعين االعتبار تحوالت أسعار األجور‬
‫مثال(‪ ،)2‬و هو ما يعرف بتغييرات السعر أو األجر‪ ،‬مما يجعلنا نتساءل حول دور القوة اإللزامية للبنود‬
‫المتعلق باألجر في إطار صفقة إدارة المشروع (االستشارة الفنية)‪.‬‬

‫د ‪ -‬القوة اإللزامية للبنود المتعلقة باألجر‬


‫تخضع األجرة إلى نفس المبادئ التي يخضع لها السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬أي مبدأ الثبات مع‬
‫مراعاة خصوصية األجرة في صفقة إدارة المشروع‪ ،‬ففي النظرية العامة لاللتزامات نعتبر اإلرادة هي‬
‫أساس التصرف القانوني(‪ ،)3‬فإذا كانت اإلرادة قد لعبت دورا جوهريا في االلتزامات التعاقدية خالل القرن‬
‫التاسع عشر‪ ،‬فإننا نشهد تراجع فعاليتها حاليا‪ ،‬بحيث تملي التغييرات االقتصادية(‪ )4‬إلى تكييف العقود مع‬
‫الظروف الجديدة‪.‬‬
‫فمبدأ الثبات له تحفظات في إطار القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬بحيث أن الجزء الثابت‬
‫المتعلق بالدراسات‪ ،‬متغير حسب عناصر تعقد الدراسة‪ ،‬و نفس الشيء بالنسبة للجزء المتغير لألجر(‪،)5‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 1/44‬من القرار الوزاري المشترك بأنه "إذا فاق تقدير كلفة المشروع كلفته الحقيقية‪ ،‬فإن‬
‫مبلغ أجر االستشارة الفنية المحدد تعاقديا على أساس كلفة المشروع ‪ Coût d’objectif‬يعاد تقويمه تبعا‬
‫لكلفة الحقيقية للمشروع ‪ ،"Coût réel de l’ouvrage‬و يذهب المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط‬
‫ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء وأجر ذلك‪ ،‬إلى نفس االتجاه‪ ،‬الذي يقر بمبدأ تحديد األجر األولي‪،‬‬
‫أو المؤقت في المرحلة األولى‪ .‬إن تحديد السعر المؤقت هو استثناء عن التحديد النهائي للسعر(‪ ،)6‬و لم‬
‫يحددها قانون الصفقات العمومية‪ ،‬و يقول األستاذ ‪ BRACONNIER‬بأن "السعر كما هو محدد مبدئيا‪،‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫عكو فاطمة الزهراء‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 982‬و ما بعدها‪2‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Huet (J.), Traité de droit civil, les Principaux Contrats Spéciaux, op.cit., n°321947, p.1189.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪STRACK, Droit civil, Introduction, Paris 1972, n°365 ; GHESTIN et GOUBEAUX, Traité de droit civil, Introduction‬‬
‫‪générale, paris 1977, n°175, CARBONNIER, Droit civil, I, Introduction, Les personnes, 12e éd., Paris, 1979, n°43.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫و يستعمل القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬في المادة ‪ 4‬منه‪ ،‬عبارة لها أهمية كبيرة و هي‪" :‬الشروط االقتصادية السائدة" ‪ ،‬و هنا تتعلق بالكلفة المشروع‬
‫اإلجمالية التقديرية عند إعداد صاحب العمل عرضه‪ ،‬و التي يحسب على أساسها أجرته‪ ،‬و يمكن تعديل األجرة الناتج عن انخفاض العملة الوطنية‪ ،‬بما أنه تحدد‬
‫الكلفة‪ ،‬واألج رة وفقا لظروف االقتصادية السائدة‪ ،‬و إذا كان نسبة العملة الوطنية تساوي أو توازي العملة األجنبية مثال الدوالر أو المعمول بها‪ ،‬و في مرحلة التنفيذ‬
‫انخفضت عملة الوطنية‪ ،‬فيدفع لصاحب العمل التعويض عن االنخفاض ‪.déflation‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫المادة ‪ 7/45‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 51‬مايو سنة ‪ ،5811‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء و أجر ذلك‪ ،‬تنص‬
‫أنه‪":‬يمكن األطراف المتعاقدة عند صدور جداول الحساب أن يعيدوا النظر في تكاليف المستخدمين‪/‬شهريا حسب نسبة ارتفاع األرقام االستداللية الرسمية"‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪BRACONNIER (S.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.297.‬‬

‫‪162‬‬
‫يقتضي لتحديده (السعر) نهائيا إجراء مفاوضات‪ .‬و تتم هذه األخيرة خالل مدة العقد‪ .‬ويتجسد االتفاق بين‬
‫الطرفين عن طريق الملحق الذي يحدد السعر النهائي للصفقة‪ ،‬إما بصيغة الجزافية أو يكون مقترن بشرط‬
‫تحفيزي"(‪ ،)1‬و هذا المنطق يتفق مع مبدأ المقايسة المنصوص عليه في القانون المدني‪ ،‬فمفهوم المقايسة‬
‫على أساس الوحدة المنصوص عليها في المادة ‪ ،980‬تبين لنا الطابع المؤقت للسعر المحدد عندما ال يكون‬
‫السعر محددا جزافيا(‪.)2‬‬
‫و تجدر المالحظة أنه لكي يكون أو يعتبر األجر نهائيا‪ ،‬يجب أن يكون متفقا عليه على أساس تصميم‬
‫واضح‪ ،‬و صريح‪ ،‬و مفصل بشكل دقيق‪ ،‬و األمر ليس بهذه السهولة ففي مثل هذه الدراسات يعتمد عند‬
‫إنجازها على البرنامج(‪ )3‬المعد من قبل صاحب المشروع‪ ،‬فكلما كان البرنامج دقيق‪ ،‬ومفصل‪ ،‬ويتضمن‬
‫كل المقاييس كانت الدراسات دقيقة‪ ،‬و ال تتضمن متغيرات إال بنسبة ضئيلة‪ ،‬و يكون العقد نهائيا‪ ،‬و يحدد‬
‫األجر بطريقة جزافية(‪ ،)4‬وال يتحمل أي تحفظ بتعديل في التصميم‪ ،‬و يجوز للمتعاقدين طبقا لقانون‬
‫الصفقات العمومية االتفاق على مخالفة هذا المبدأ ألنه ال يتعلق بالنظام العام‪ ،‬ولكن التغييرات التي تطرأ ال‬
‫تتعلق بتطور عناصر‪ ،‬أو معايير تحديد األجرة‪ ،‬و إنما الظروف االقتصادية هي التي تؤثر على األجرة‬
‫منها انخفاض العملة‪ ،‬أو زيادة في األجور‪ ،‬و في هذا اإلطار يمكن اإلشارة إلى أحكام المادة ‪ 45‬من القرار‬
‫الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬التي تجعل األجرة قابلة للمراجعة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التغييرات الحاصلة في أجرة إدارة المشروع ‪Variations des Prix‬‬


‫إن الحياة االقتصادية في تطور دائم‪ ،‬و بالتالي قد تحدث تغيرات قد تؤدي إلى تخفيض‪ ،‬أو إثراء‬
‫السعر األولي للصفقة‪ ،‬و تجنبا لكل مضاربة‪ ،‬فإنه في مصلحة اإلدارة (صاحب المشروع العمومي) يوجه‬
‫إقرار في الصفقة‪ ،‬بند تغيرات السعر (‪ )2‬موضوع األجرة‪ ،‬تسمح باألخذ في الحسبان التطورات‬
‫االقتصادية الحقيقية(‪ ،)5‬غير أن هناك ظروف أين ال يمكن لألطراف توقعها‪ ،‬تجعل العقد صعب التنفيذ‬
‫مثل التقلبات‪ ،‬أو األزمات االقتصادية‪ ،‬أو صعوبات تقنية غير متوقعة‪ ،‬و القوة القاهرة‪ ،‬مما يتطلب إعادة‬
‫التوازن المالي للصفقة (‪ ،)1‬و يمكن أن يتم التغير بسبب استعمال صالحية السلطة العامة صادرة عن‬
‫إرادة منفردة‪ ،‬و لكن هذه األخيرة ال نتناولها كونها تتم خارج اإلطار التعاقدي‪.‬‬

‫أ ‪ -‬التغيرات باتفاق األطرف (التحيين و المراجعة)‬

‫‪ .5‬التحيين ‪Actualisation‬‬
‫غالبا ما تكون المناقصات المتعلقة بالدراسات طويلة األجل‪ ،‬أي بين آجال إيداع العروض‪ ،‬و آجال‬
‫تسليم أمر بالخدمة‪ ،‬أي في بداية تنفيذ الخدمة‪ ،‬و أثناء تنفيذ الصفقة قد يحدث تغيرات للظروف‬
‫االقتصادية‪ ،‬بارتفاع أجور العمال مثال‪ ،‬و أعطى المشرع ألطراف الصفقة إمكانية تجديد األجرة إذا صح‬
‫التعبير‪ ،‬بواسطة التقنيات المنصوص عليها في قانون الصفقات العمومية‪ ،‬و هي‪ :‬التحيين و المراجعة(‪.)6‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪« Le prix provisoire est un prix qui, tel que défini initialement, nécessite pour le fixer définitivement une négociation. Cette négociation‬‬
‫‪intervient pendant la durée du marché. L’accord entre les parties se concrétise par un avenant fixant le prix définitif du marché, forfaitaire‬‬
‫‪ou assorti d’une clause d’intéressement », BRACONNIER (S.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.298.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪BENCHENEB (Ali), la pénétration de l’économie dans la sphère contractuelle : quelques observations, RASJEP, n°1/2, 1992, p.85.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Voir ; BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., 2003, n°8, ph. 62, pp.289-290. Voir ; Art.17 de l’Arrêté‬‬
‫‪interministériel du 15 mai 1988 portant modalités d’exercice et de rémunération de la maitrise d’œuvre en bâtiment,‬‬
‫‪JORADP, du mercredi 26 Octobre 1988, n°43, p.1152.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Voir ; BRACONNIER (S.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.299, 300.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°8, ph.88, p.297.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪BRACONNIER (S.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.302.‬‬

‫‪163‬‬
‫فتحديد السعر عند إبرام الصفقات ال يعتبر ضمانة كافية ضد المخاطر االقتصادية(‪ ،)1‬فمفهوم التحيين‬
‫والمراجعة يلعبان دورا أساسيا‪ ،‬و هو اعتراف لمبدأ تحول األسعار ‪ .Mutabilité des prix‬وبالرجوع إلى‬
‫أحكام القانون المدني فإن كل من المادة ‪ ،982‬و المادة ‪ ،202‬تدعو إلى حماية المصالح االقتصادية(‪،)2‬‬
‫ويسمح بتحيين سعر الصفقة العمومية‪ ،‬و ذلك بتحويل السعر األولي الثابت إلى سعر جديد‪ ،‬إذا ما مرت‬
‫فترة تفوق أجل مدة تحضير العروض زائد ثالثة (‪ )7‬أشهر بين آخر أجل إليداع العروض‪ ،‬و تاريخ تقديم‬
‫األمر بالشروع في تنفيذ الخدمة‪ ،‬و إذا تطلبت الظروف االقتصادية ذلك‪ ،‬فال يتم التحيين إال مرة واحدة قبل‬
‫أي شروع في تنفيذ الخدمات(‪.)3‬‬
‫‪ .I‬معالم التحيين‬
‫(‪)5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫و يتم باالتفاق عليه ‪ ،‬و هو استثناء عن التحديد المالي الثابت للصفقة ‪ ،‬و ال يمس بتحديد الكلفة‬
‫الناتجة عن المنافسة‪ ،‬و يعرف بأنه "تجديد األسعار الثابتة‪ ،‬عند تاريخ تبليغ األمر بشروع في األشغال‪،‬‬
‫قصد األخذ بعين االعتبار األعباء الناتجة عن التقلبات االقتصادية"(‪ ،)6‬و نصت المادة ‪ 89‬على شروط‬
‫التحيين حيث تنص أنه يمكن قبول تحيين األسعار التي يحدد مبلغها طبقا للمادة ‪ 88‬من قانون الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬إذا كان يفصل بين التاريخ المحدد إليداع العروض وتاريخ األمر بالشروع في تنفيذ الخدمة‪،‬‬
‫أجل يفوق مدة تحضير العرض زائد ثالثة (‪ )7‬أشهر(‪ ،)7‬و كذلك إذا تطلبت الظروف االقتصادية ذلك‪.‬‬
‫و في حالة الصفقات المبرمة عن طريق إجراء التراضي‪ ،‬فيمكن لصاحب المشروع أن يحين األسعار‬
‫عند انقضاء أجل صالحية األسعار المنصوص عليها في التعهد‪ ،‬و هو الذي يفصل بين تاريخ توقيع‬
‫المتعامل المتعاقد على الصفقة‪ ،‬و تاريخ التبليغ بالشروع في تقديم الخدمة‪ ،‬و هذا ما نصت عليه المادة‬
‫‪ 1/89‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬و كما يسمح بتحيين األسعار في حالة التأخر في تنفيذ الصفقة‬
‫إذا لم يتسبب في ذلك المتعامل المتعاقد‪ ،‬و يمتد هذا الحكم إلى الصفقات المبرمة بأسعار ثابتة‪ ،‬وغير قابلة‬
‫للمراجعة طبقا لنص المادة ‪ 7/88‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.178-20‬‬
‫و نالحظ أن هناك خلط في ظل المرسوم ‪ ،2561‬حيث يستعمل في المادة ‪ 98‬منه‪ ،‬عبارة "شرط‬
‫مراجعة األسعار"‪ ،‬و يقابلها النص (المرسوم ‪ )2561‬الصادر باللغة الفرنسية » ‪ « Actualisation‬مما نتج‬
‫عنه غموض‪ ،‬فالعبارة "مراجعة األسعار" تعني » ‪ « La révision des prix‬و يستعمل المشرع هذه األخيرة في‬

‫(‪)1‬‬
‫‪BENCHENEB (Ali), la pénétration de l’économie dans la sphère contractuelle : quelques observations, op.cit., p.85.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪BENCHENEB (Ali), la pénétration de l’économie dans la sphère contractuelle : quelques observations, op.cit., p.85.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫المادة ‪ 89‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 21020‬أنظر كذلك إلى‪ :‬أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.95.‬‬
‫مع االشارة أن المادة ‪ 88‬فقرة األولى المطة ‪ 1‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬تنص على أنه‪":‬ال يمكن تطبيق تحيين األسعار إال على الفترة التي تتراوح بين تاريخ آخر أجل‬
‫لصالحية العرض و تاريخ تبليغ األمر بالشروع في الخدمات التعاقدية"‪.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫المادة ‪ 7/84‬و ‪ 89‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.20.‬‬
‫)‪(6‬‬
‫‪Note de ministère de l’économie, direction générale du budget, A Monsieur le wali de BECHAR cabinet, Alger, le 08 déc. 1993. Suite à‬‬
‫‪l’envoi n°5789du 16/06/1993 ; réponse télégraphié ; sur la difficultés d’interprétation rencontres par operateurs publics sur dispositions‬‬
‫‪relatives actualisations des prix inhérentes marches conclue selon procédure gré à gré sous empire décret n°82-145 du 10/04/1982 portant la‬‬
‫‪réglementation des marchés de l’opérateur public, « l’actualisation des prix est une mise à jour des prix de base à la date de l’ordre de‬‬
‫‪service de commencer les travaux en vue prise en charge des fluctuations économiques »… « S’applique qu’aux cas se situant avant le‬‬
‫‪démarrage des travaux et particulièrement la période entre la date de fin de validité d’une offre et celle de l’ordre de service. », Direction‬‬
‫‪Générale du Budget, Réglementation des marchés publics, 1998. p.193. Voir aussi ; « …l’actualisation tend à la détermination d’un élément‬‬
‫‪originaire, antérieurement à l’exécution ou à la prise d’effet du contrat », ROUHETTE (Georges), La révision conventionnelle du contrat,‬‬
‫‪In : Revue internationale de droit comparé, Vol.38 n°2, Avril-juin. 1986, n°19, p. 392.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫و تم استبدال العبارة "أجل يفوق مدة صالحية العرض"‪ ،‬بالعبارة التالية‪" :‬أجل يفوق المدة المحددة لتحضير العروض"‪ ،‬بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 772-06‬المؤرخ في ‪18‬‬
‫أكتوبر سنة ‪ ،1006‬يعدل و يتمم المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬المؤرخ في ‪ 14‬يوليو سنة ‪ ، 1001‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪( ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 5‬نوفمبر‬
‫سنة ‪ ،1006‬العدد‪ ،81‬ص‪ ،)8.‬و يتعلق األمر بصالحية العرض المالي دون الجوانب األخرى‪ ،‬حيث قام المشرع بتوضيح المادة‪ ،‬و إلغاء اللبس حول عبارة "صالحية العروض"‪ ،‬إال‬
‫أنه ابقى على هذه األخيرة في المادة ‪ 94‬فقرة األولى المطة ‪ 1‬قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،1001‬و في المادة ‪ 88‬فقرة األولى المطة ‪ 1‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬ويالحظ‬
‫أن قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬أضاف مدة ثالثة أشهر لتحيين األسعار‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫نص المادة ‪ 80‬من المرسوم ‪ ،2561‬ويقصد بها » ‪ ،« Révision des prix‬فالعبرة قبل تنفيذ أمر الخدمة‪ ،‬أي‬
‫قبل بداية اإلنجاز‪ ،‬ففي حالة بداية االنجاز المادي (بعد تنفيذ األمر)‪ ،‬ال يمكن تحيين األسعار(‪.)1‬‬
‫‪ .II‬وضع بند التحيين و طريقة تطبيقه‬
‫و في حالة عدم االتفاق على بند يتعلق بتحيين األسعار أبرمت الصفقة بسعر ثابت‪ ،‬و غير قابل‬
‫للتحيين(‪ ،)2‬و يجعله قانون الصفقات العمومية اختياري بالنسبة للمصلحة المتعاقدة في الصفقات المبرمة‬
‫عن طريق التراضي(‪ .)3‬أما الصيغة التي يتم بها التحيين(‪ )4‬طبقا لنص المادة ‪ 88‬من قانون الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬والمادة ‪ 77‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال‪ ،‬تكون كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬الصيغة اإلجمالية‪ ،‬و الجزافية‪ ،‬و باتفاق مشترك‪.‬‬
‫‪ -‬صيغة مراجعة األسعار التي نصت عليها الصفقة‪ ،‬فهنا يعتمد التحيين على تطبيق صيغة‬
‫المراجعة‪ ،‬و لكن بدون جزء ثابت‪ ،‬و ال حد استقرار في التغيرات(‪.)5‬‬
‫و مثلها (إدارة المشروع) مثل األشغال فإذا تم تجزئة التنفيذ إلى عدة أقسام تنطلق آجال تنفيذها من تواريخ‬
‫(أصول) مختلفة‪ ،‬فإنه يتم تحيين أسعار كل قسم من التاريخ األصلي لتنفيذ القسم المطابق(‪.)6‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 1/89‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬على مراعاة األرقام االستداللية‬
‫القاعدية )‪ Indices Officielle (io‬عند حساب معامل التحيين‪ ،‬و هي حسب المادة ‪ 89‬من قانون الصفقات‬
‫العمومية لسنة ‪ 1020‬أرقام الشهر الذي تنتهي في تاريخه صالحية األسعار(‪ ،)7‬و تعتبر أرقام التحيين‬
‫أرقام شهر تسليم أمر الخدمة المتعلق بتنفيذ األشغال(‪ ،)8‬و في هذا المجال تنفيذ مهام إدارة المشروع‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 98‬من المرسوم رقم ‪ 249-61‬على الكلفة مع أجرة األتعاب‪ ،‬و هي من خصوصيات‬
‫صفقات الدراسات‪ ،‬وتم حذفها في المرسوم ‪ ،)9(2552‬و يعود السبب إلى صدور القرار الوزاري‬
‫المشترك لسنة ‪ ،2566‬الذي يطبق على جميع صفقات الدراسات‪ ،‬بحيث يتم حساب أجرة صفقات‬
‫الدراسات على أساس القواعد المنصوص عليها في القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬الذي يسمح‬
‫بتحيين مبلغ أجر إدارة المشروع‪.‬‬

‫‪ .2‬مراجعة األجرة أو السعر ‪Revision des prix‬‬


‫و لمراعاة حقوق ال متعامل‪ ،‬و تحقيق العدالة المالية أخضع هذا العقد إلى ظروف جديدة‪ ،‬بحيث يجب‬
‫أن يتوقعها األطراف‪ ،‬و بالتالي تنظيمها مسبقا‪ ،‬و عملية المراجعة هنا تكون بتكييف األجر وفقا لتطور‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Note de ministère de l’économie, direction générale du budget, A Monsieur le wali de BECHAR cabinet, Alger, le 08 déc. 1993. Suite à‬‬
‫‪l’envoi n°5789du 16/06/1993 ; réponse télégraphié ; sur la difficultés d’interprétation rencontres par operateurs publics sur dispositions‬‬
‫‪relatives actualisations des prix inhérentes marches conclue selon procédure gré à gré sous empire décret n°82-145 du 10/04/1982 portant la‬‬
‫‪réglementation des marchés de l’opérateur public, « l’actualisation des prix est une mise à jour des prix de base à la date de l’ordre de service‬‬
‫‪de commencer les travaux en vue prise en charge des fluctuations économiques »… « S’applique qu’aux cas se situant avant le démarrage‬‬
‫‪des travaux et particulièrement la période entre la date de fin de validité d’une offre et celle de l’ordre de service. »… « les contrats…ont‬‬
‫‪connu un début d’exécution effectif et se situent a un taux d’avancement physique important…le service contractant peut mettre en œuvre le‬‬
‫‪dispositif prévu par le décret 91-434(articles 100 et 101) en vue de rétablir l’équilibre économique du contrat…de préférence a‬‬
‫‪résiliation… », Direction Générale du Budget, Réglementation des marchés publics, 1998. p.193.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.29.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫المادة ‪ 1/89‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫المادة ‪ 4/77‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال الخاصة بوزارة تجديد البناء و األشغال العمومية والنقل لسنة ‪ .2584‬أنظر‪ :‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪.48.‬‬
‫(‪ )6‬المادة ‪ 9/77‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال لسنة ‪.2584‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫نصت المادة ‪ 1/88‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬أن األرقام االستداللية التي يجب مراعاتها هي أرقام شهر نهاية صالحية العرض‪.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪SABRI (M.), AOUDIA (K.), LALLEM (M.), Guide de gestion des marchés publics, op.cit., p.195.‬‬
‫( ‪)9‬‬
‫المادة ‪ 91‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 474-52‬المؤرخ في ‪ 5‬نوفمبر سنة ‪ ، 2552‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪27‬‬
‫نوفمبر سنة ‪ ،2552‬العدد ‪ ،92‬ص‪.1122.‬‬

‫‪165‬‬
‫الظروف المحددة في العقد(‪ ،)1‬مما البد معه من إحترام مبدأ األجور المتضمنة لألسعار الثابتة‪ ،‬وجعل‬
‫المراجعة قاعدة استثنائية حتى ال نكون أمام مساس بقاعدة جوهرية‪ ،‬وهي قاعدة المنافسة‪ ،‬و التي تعرف‬
‫بشريعة التجارة‪.‬‬
‫و وضع القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬المتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ‬
‫(‪)2‬‬
‫األشغال في ميدان البناء و أجر ذلك ‪ ،‬في المادة ‪ 45‬منه مبدأ مراجعة األجرة بحيث تنص كاآلتي‪" :‬كل ما‬
‫يستلزمه األمر‪ ،‬يعاد النظر في ملحقات هذا القرار كلما د عت الحاجة إلى ذلك بقرار يصدر بالطريقة نفسها‪ .‬يعاد النظر‬
‫بصفة دورية في جدول الحساب الخاص بكلفة المستخدم‪/‬شهريا المذكورة في الملحق ‪ 121‬بهذا القرار‪ ،‬على أساس األرقام‬
‫االستداللية الرسمية و المحددة بقرار من وزير التجارة‪ .‬ويمكن األطراف المتعاقدة عند صدور جداول الحساب أن يعيدوا‬
‫النظر في تكاليف المستخدمين‪/‬شهريا حسب نسبة ارتفاع االرقام االستداللية الرسمية"‪ ،‬و تهدف المراجعة(‪ )3‬إلى تعديل‬
‫السعر المبدئي بتطبيق صيغة حسابية‪ ،‬تعبر عن تطورات أثمان المواد المختلفة الالزمة لتنفيذ الصفقة(‪،)4‬‬
‫و تجدر المالحظة أن المشرع الجزائري لم ينظم حالة المنتوجات غير المادية أي الدراسات‪ ،‬على خالف‬
‫نظيره الفرنسي الذي وضع فهرس الهندسة(‪ ،Index d’ingénierie )5‬والتي تحدد قيمتها بالوقت المستغرق‬
‫النجازها‪.‬‬
‫و تعرضت الباحثة "أكرور مريام" لعنصر مراجعة السعر في مذكرتها تحت عنوان‪" :‬السعر في‬
‫الصفقات العمومية" بشكل مفصل‪ ،‬و سنحاول إبراز أهم عناصره‪ ،‬و احتراما لخصوصية صفقة إدارة‬
‫المشروع‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫نصت المادة ‪ 7/82‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ، 1020‬على أن الصفقات التي ال يمكن أن‬
‫تتضمن صيغا لمراجعة األسعار هي الصفقات المبرمة بأسعار ثابتة‪ ،‬و غير قابلة للمراجعة‪ ،‬فعدم إدراج‬
‫بند المراجعة يجعل الصفقة تبرم بسعر ثابت‪ ،‬و يتحمل صاحب العمل التغيرات االقتصادية التي تطرأ‬
‫على السعر (األجرة)‪ ،‬و إذا إتفق عليها فال يمكن تعديلها حسب أحكام المراجعة في قانون الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬طبقا لمبدأ القوة اإللزامية لبند المراجعة(‪ ،)7‬و لكن يمكن لألطراف االتفاق أثناء تنفيذ العقد على‬
‫إدراج بند المراجعة عن طريق الملحق‪.‬‬
‫‪ .i‬صيغة المراجعة و طريقة تطبيقها‬
‫تتكون صيغة مراجعة األسعار حسب المادة ‪ 86‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬من عناصر‬
‫ثابتة‪ ،‬و أخرى متغيرة‪ ،‬بحيث تنص على أنه يجب أن يراعى في صيغ مراجعة األسعار األهمية المتعلقة‬
‫بطبيعة كل خدمة في الصفقة من خالل تطبيق معامالت‪ ،‬و أرقام استداللية تخص "المواد"‪ ،‬و"األجور"‪،‬‬
‫و"العتاد"‪ ،‬و تتمثل المعامالت التي يجب مراعاتها في صيغ مراجعة األسعار فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬المعامالت المحددة مسبقا الواردة في الوثائق المتعلقة بالمناقصة (المفتوحة والمحدودة‪ ،‬و إجراء‬
‫االنتقاء األولي و االستشارة االنتقائية‪ ،‬المزايدة و المسابقة و التراضي بعد االستشارة)‪.‬‬
‫‪ -‬المعامالت المحد دة باتفاق مشترك بين األطراف المتعاقدة عندما يتعلق األمر بصفقة مبرمة حسب‬
‫إجراء التراضي‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪Flamme (M.A.), Traité théorique et pratique des marchés publics, Tome 2, Brylaut, Bruxelles 1967, p.389 à 399.‬‬
‫ذكر في أطروحة معاشو عمار‪ ،‬الضمانات في العقود االقتصادية الدولية في التجربة الجزائرية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.242.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪.2425.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫و تقنية المراجعة هي أكثر استعماال في العقود الدولية نظرا لتطورات االقتصادية السريعة‪ ،‬و يطلق عليها عادة ‪ .indexation‬أنظر‪:‬‬
‫; ‪- Mousseron (Jean Marc), Technique contractuelle, Édition juridique LEFEBVRE, 1989, n°505 et suiv., p.218 et suiv. Voir aussi‬‬
‫‪ROUHETTE (Georges), La révision conventionnelle du contrat, op.cit., n°20 et suiv., p. 392 et suiv.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.87.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°8, ph.90, p.297.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ ،1020/20/2‬ع ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.60 ،25.‬‬
‫‪ -‬و في حالة تحمل المتعاقد أعباء الزيادة‪ ،‬فيمكن مطالبة اإلدارة بالتعويض أمام القضاء‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫و يجب أن تشمل صيغة مراجعة األسعار على ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬جزء ثابت(‪)1‬ال يمكن أن يقل عن النسبة المنصوص عليها في العقد فيما يخص التسبيق الجزافي‪،‬‬
‫و مهما يكن األمر ال يمكن أن يقل هذا الجزء عن ‪.%29‬‬
‫‪ -‬حد استقرار التغيير ‪ Marge de neutralisation de variation‬في األجور قدره ‪.%9‬‬
‫‪ -‬األرقام االستداللية لألجور‪ ،‬و المواد المطبقة‪ ،‬و معامل التكاليف االجتماعية‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أما العنصر األخير نصت عليه المادة ‪ 69‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ، 1020‬التي تقول‪:‬‬
‫" األرقام االستداللية المعمول بها في صيغ مراجعة األسعار هي األرقام التي تتم الموافقة عليها وتنشر في‬
‫الجريدة الرسمية و في النشرة الرسم ية لصفقات المتعامل العمومي و في كل نشرية أخرى مؤهلة الستقبال‬
‫اإلعالنات القانونية و الرسمية‪ .‬و تطبق المصالح المعنية األرقام االستداللية ابتداء من تاريخ موافقة‬
‫الوزير المكلف بالمالية عليها‪ .‬غير أنه فيما يخص صيغ مراجعة األسعار المرتبطة بالخدمات التي تؤديها‬
‫المؤسسات األجنبية و تدفع مبالغها بالعملة الصعبة‪ ،‬فأنه يمكن استعمال األرقام االستداللية الرسمية لبلد‬
‫المتعامل المتعاقد أو أرقام استداللية رسمية أخرى"‪.‬‬
‫و يلجأ إلى األرقام االستداللية المتعلقة باألجور مراعاة لخصوصية صفقة إدارة المشروع‪ ،‬و يطبق‬
‫عليها النسبة المئوية لكل عنصر من العناصر المكونة للسعر(األجور‪ ،‬و التكاليف‪ ،)...‬الذي يمثل برقم‬
‫استداللي (أي النسبة) المتفق عليها‪ ،‬و تنص المادة ‪ 45‬في فقرتها الثالثة (‪ )7‬من القرار الوزاري المشترك‬
‫المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬أنه يمكن لألطراف المتعاقدة عند صدور جداول الحساب أن يعيدوا‬
‫النظر في تكاليف المستخدمين‪/‬شهريا حسب نسبة ارتفاع األرقام االستداللية الرسمية‪ .‬أما األرقام‬
‫االستداللية المتعلقة باألجور‪ ،‬و المواد‪ ،‬و التكاليف العامة‪ ،‬والخاصة بأشغال البناء‪ ،‬يمكن أن يلجأ إليها‬
‫صاحب العمل‪-‬المترشح‪-‬عند تحديد الكلفة التقديرية لألشغال‪.‬‬
‫طريقة تطبيقها‬ ‫‪.ii‬‬
‫عند وضع بند مراجعة األسعار في الصفقة فإن هذا األخير يكتسب طابع آلي(‪ ،)3‬أما الحاالت التي ال‬
‫يطبق فيها البند نصت عليها المادة ‪ 82‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،)4(1020‬كاآلتي‪ ":‬عندما يكون‬
‫السعر قابال للمراجعة فإنه ال يمكن العمل ببند مراجعة السعر في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬في الفترة التي تغطيها صالحية العرض(‪،)5‬‬
‫‪ -‬في الفترة التي يغطيها بند تحيين األسعار عند االقتضاء(‪،)6‬‬
‫‪ -‬أكثر من مرة واحدة كل ثالثة (‪ )7‬أشهر"‪.‬‬
‫و أشارت الباحثة "أكرور" أنه‪" :‬يتم إتفاق االطراف على العناصر القاعدية التي يؤدي تعديلها إلى‬
‫حدوث مراجعة لألسعار"(‪ ،)7‬و باألحرى تطبيق ميكانزمات المراجعة (صيغة المراجعة) و معامالتها‬
‫المختلفة‪ ،‬و هي‪ :‬معامل التكاليف االجتماعية‪ ،‬و األجور‪ ،‬و المواد‪.‬‬
‫و يقوم المتعامل المتعاقد بتحديد قيم الثوابت (التكاليف االجتماعية‪ ،)...‬لكي يقوم بإظهار النسبة‬
‫المئوية للتعديالت‪ ،‬التي يمكن أن يتلقاها السعر األولي‪ ،‬أي أن الفرق بين "القيمة األصلية" للرقم‬
‫( ‪)1‬‬
‫أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.67.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ ،1020/20/2‬ع ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.64.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ ،1020/20/2‬ع ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫و وقع خطأ في هذه المادة‪ ،‬بحيث لم يحدد معنى صالحية العرض‪ ،‬ففي نص المادة ‪ 99‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 190-01‬نص على "آجال صالحية العرض"‪،‬‬
‫و في قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬ينص تارة على "مدة تحضير العروض" في المادة ‪ 89‬منه‪ ،‬و تارة أخر على "صالحية العرض" في المادة ‪ 2/88‬المطة‬
‫الثانية و المادة ‪ 2/82‬المطة األولى منه‪.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫و وضع المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬مبدأ عدم جمع بين التحيين و المراجعة‪.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.69.‬‬

‫‪167‬‬
‫االستداللي‪ ،‬و"القيمة النهائية له"‪ ،‬هي التي تسمح بحساب تغيرات المعامالت التي تتضمن نسب‬
‫المراجعة(‪.)1‬‬
‫و بالتالي فإ ن قيمة األرقام االستداللية المعمول بها هي األرقام التي تتم الموافقة عليها‪ ،‬عند إبرام‬
‫العقد‪ ،‬والمنشورة في الجريدة الرسمية‪ ،‬أو األرقام االستداللية الرسمية لبلد المتعامل المتعاقد إذا تعلق‬
‫األمر بال صفقات المبرمة مع المتعاملين األجانب‪ ،‬و األرقام االستداللية القاعدية حسب المادة ‪ 20‬من‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬هي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬أرقام الشهر الذي أعطي فيه أمر الخدمة بالشروع في األشغال‪ ،‬عندما يكون األمر بالخدمة قد‬
‫صدر بعد انقضاء فترة صالحية العرض أو األسعار‪.‬‬
‫‪ -‬أرقام الشهر الذي انتهت فيه صالحية العرض عندما يكون أمر الخدمة بالشروع في األشغال قد‬
‫أعطي قبل انتهاء فترة صالحية العرض أو األسعار‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أما الق يمة النهائية هي القيمة التي بواسطتها يتم تحديد التغيير الذي يطرأ على المعامالت ‪ ،‬وتطبق‬
‫األرقام االستداللية (المنشورة في الجريدة الرسمية) عند تاريخ إبرام الصفقة‪ ،‬و التاريخ االتفاقي‪،‬‬
‫أوالحقيقي لتنفيذ األشغال (أو الدراسات)‪ ،‬التي تستوجب التسوية على رصيد الحساب(‪ ،)3‬و في حالة تقدير‬
‫القيمة النهائية عند التاريخ الحقيقي الناتج عن التأخر في التنفيذ‪ ،‬على أن يكون سعر المراجع المحسوب‬
‫على أساس المواعيد الحقيقية‪ ،‬أقل من سعر المراجع المحسوب على أساس المواعيد التعاقدية(‪ .)4‬وعندما‬
‫تكون القيمة النهائية للمراجع غير معروفة عند التاريخ الذي يتبع دفع على الحساب‪ ،‬يلجأ صاحب‬
‫المشروع العمومي إلى التسديد المؤقت على أساس المراجع األخيرة المعروفة‪ ،‬و الدفع يجب أن يكون‬
‫على أساس القيم النهائية للمراجع عندما يتم نشر هذه القيم‪.‬‬
‫و في هذا المجال يراعي فيه معامالت االرتباط التي توضح االندماج بين الفترة القاعدية‪ ،‬والفترة‬
‫النهائية لتغيرات السعر(‪ ،)5‬و يفهم من نص المادة ‪ 22‬أنه في حالة تأخر في تنفيذ الصفقة بسبب خطأ‬
‫المتعامل المتعاقد ال يمكن فتح مجال لتطبيق بند المراجعة‪ ،‬حتى و لو حدثت تغيرات في الظروف‬
‫االقتصادية أثناء هذه الفترة‪ ،‬و إنما يدفع أجر المتعامل المتعاقد على أساس األسعار المطبقة أثناء األجل‬
‫التعاقدي مع احتمال أن هذا السعر قد كان محل تحيين أو مراجعة(‪ .)6‬و نصت المادة ‪ 20‬على المراجعة‬
‫مرة واحدة كل ثالث (‪ )7‬أشهر ما عدا في حالة اتفاق مشترك بين األطراف على تحديد فترة تطبيق‬
‫أقصر‪ ،‬و هنا يتعلق بالمراجعات الجزئية إذا كان التسديد يتم عن طريق عدة دفعات على الحساب(‪.)7‬‬
‫و خالصة القول فإن مبدأ الثبات ليس من النظام العام إذ يمكن مخالفته‪ ،‬و هذا حماية للمصالح‬
‫االقتصادية لصاحب العمل‪ ،‬و إذا كانت صفقات إدارة المشروع ذو مدة قصيرة مثال ثالث (‪ )7‬أشهر‪،‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.69.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.62 ،68.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫و تطبق بنود مراجعة األسعار في حاالت اآلتية‪ :‬عندما تسدد حصة من تسبيق على التموين من دفع على حساب أو تسوية على رصيد حساب‪ ،‬فإنها تخصم بعد‬
‫تطبيق مراجعة األسعار من مبلغ الدفع على الحساب أو التسوية على رصيد الحساب (المادة ‪ 7/20‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.)178-20‬‬
‫عندما تسدد حصة من تسبيق جزافي من دفع على حساب أو تسوية على رصيد حساب‪ ،‬فإنها تخصم قبل تطبيق مراجعة األسعار من مبلغ الدفع على الحساب أو‬
‫التسوية على رصيد الحساب (المادة ‪ 4/20‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.)178-20‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.66 ،62.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Circulaire n° 2964 du 28 décembre 1993 relative à la méthode de calcul des coefficients de raccordement des prix,‬‬
‫‪Direction Générale du Budget, Réglementation des marchés publics, 1998, p.167.‬‬
‫‪ -‬وببساطة فإنه يتم ربط رقم القديم مع رقم الجديد‪ ( ،‬و معامل االرتباط هو معامل يتم تحديده عن طريق التنظيم أو من الغير "هيئة عمومية")‪ ،‬ويتم ضرب رقم‬
‫االستداللي القديم (المحدد من األطراف) في المعامل المعين (وهو معامل االرتباط) ‪ ،‬و يتم مقارنته مع العدد المتعلق بالرقم أواألرقام االستداللية الجديدة‪ ،‬ويسمح‬
‫المعامل االرتباط بالتأكد من وجود أو عدم وجود داعي للمراجعة‪.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.51.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.65.‬‬

‫‪168‬‬
‫وخاصة إذا تعلق األمر بجزء منها أي ببعض مهامها‪ ،‬فهنا يمكن استعمال األسعار الثابتة مع استعمال‬
‫التحيين‪ ،‬مع حد استقرار السعر الثابت(‪.)1‬‬

‫ب ‪ -‬التغييرات الحاصلة بسبب ظروف خارجة عن إرادة األطراف‬


‫تفاديا لتكرار ما تم قوله‪ ،‬يمكن تلخيص التغييرات الخاصة باألجرة بسبب ظروف خارجة عن إرادة‬
‫األطراف‪ ،‬و هي الظروف التي ال يمكن توقعها‪ ،‬و خارجة عن إرادة األطراف‪ ،‬و الذي يمنح للمتعامل‬
‫المتعاقد حق في إعادة التوازن المالي‪.‬‬
‫يعتبر التوازن االقتصادي‪ ،‬أو المالي لصفقة إدارة المشروع ضروري‪ ،‬فصاحب العمل ‪Maître‬‬
‫‪ ،d’œuvre‬و مقاول األشغال يهدف كالهما إلى تحقيق فائدة اقتصادية‪ ،‬و يكون من غير العدل حرمان‬
‫المتعاقد من المزايا المالية التي لوالها ما كان ليوافق على إبرام الصفقة‪ ،‬و الحفاظ على التوازن المالي‪،‬‬
‫فهنا يتعين على صاحب المشروع العمومي مراجعة التوازن االقتصادي‪ ،‬و المالي للصفقة‪ ،‬ويستعين في‬
‫ذلك بثالث نظريات جاء بها القضاء اإلداري‪ ،‬و هي‪ :‬نظرية الظروف الطارئة‪ ،‬نظرية الصعوبات المادية‬
‫غير المتوقعة‪ ،‬نظرية عمل أو فعل األمير‪ ،‬و القوة القاهرة‪.‬‬
‫و اعتمد المشرع الجزائري على نظرية الظروف الطارئة في مجال القانون المدني‪ ،‬بحيث تمكن من‬
‫تحقيق التوازن االقتصادي للعقد‪ ،‬و على أساسها يتم مطالبة تعديل األجر إذا انهار التوازن االقتصادي في‬
‫العقد‪ ،‬و نصت المادة ‪ 982‬من القانون المدني ضمن أحكام عقد المقاولة على أنه "إذا انهار التوازن‬
‫االقتصادي بين التزامات كل من رب العمل و المقاول بسبب حوادث استثنائية عامة لم تكن في الحسبان‬
‫وقت التع اقد‪ ،‬و تداعى بذلك األساس الذي قام عليه التقدير المالي لعقد المقاولة‪ ،‬جاز للقاضي أن يحكم‬
‫بزيادة األجرة أو بفسخ العقد"‪ .‬و بما أن القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬تضمن من بين تأشيراته‬
‫القانون المدني‪ ،‬فليس هناك إشكال في تطبيقه على صفقة إدارة المشروع (االستشارة الفنية)‪.‬‬
‫و يعود السبب القانوني للتعديل في العقود العادية في الغلط الذي وقع فيه المتعاقدين‪ ،‬بشرط أن يكون‬
‫هذا الغلط جوهريا‪ ،‬مما يفتح المجال للمطالبة بإبطال العقد‪ ،‬و تعويض المقاول‪ ،‬عمال بأحكام اإلثراء بال‬
‫سبب(‪ ،)2‬و يعود للمقاول إكمال العقد بعد دفع الزيادة المطلوبة‪ ،‬أما في مجال الصفقات العمومية فإن‬
‫األمر يختلف نوعا ما‪ ،‬بحيث يرتقب األطراف هذه الظروف‪ ،‬و ذلك بوضع بنود التحيين والمراجعة‪ ،‬وبند‬
‫القوة القاهرة مثال‪ ،‬و من هنا تظهر فائدة البنود في العقد‪ ،‬و التي يمكن بمقتضاها تعديل األجر‪ ،‬الذي‬
‫يضفي نوعا من العدالة في التنفيذ‪.‬‬
‫و في حالة الزيادة بفعل صاحب العمل المتعهد فيتحمل أعباء الزيادة وحده‪ ،‬و هذا ما جاء به القرار‬
‫الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬في مادته ‪ ،72‬إال إذا أثبت أن الزيادة ليست بفعله‪ ،‬ففي هذه الحالة ال‬
‫يعارض صاحب المشروع العمومي إمكانية تعويض صاحب العمل‪ ،‬فإن هذا األخير يتحصل على مقابل‬
‫الزيادة(‪.)3‬‬
‫رأينا أن أجرة صاحب العمل في صفقة إدارة المشروع تخضع إلى أحكام مختلفة عند تحديدها‬
‫ومراجعتها و تحيينها‪ ،‬أما عملية التسديد تتميز بخصوصية إذ تتم عبر عدة مراحل‪ ،‬أي قبل و بعد التنفيذ‪،‬‬
‫كما أن ضمان حسن أداء الصفقة يتطلب اتخاذ إجراءات احتياطية بإلزام صاحب العمل المتعامل بتقديم‬
‫ضمانات كافية‪ ،‬و عليه سنتناول كيفية تسديد أجرة صاحب العمل‪ ،‬و الضمانات المقدمة في صفقة إدارة‬
‫المشروع في الفرع الثاني‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), Les Marches de Maîtrise d’œuvre dans la construction publique, op.cit., n°8, ph. 90, p.297.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫د‪.‬نعيم مغبغب‪ ،‬عقود مقاوالت البناء و األشغال الخاصة و العامة‪ ،‬دراسة في القانون المقارن‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،1002 ،‬ص‪.51.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪BRACONNIER (S.), Droit des Marchés publics, op.cit., p.304.‬‬

‫‪169‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬كيفية تسديد األجرة و الضمانات المالية‬
‫أوال‪ :‬كيفية تسديد األجرة ‪Modalité de Règlement de la rémunération‬‬
‫تصنف صفقات إدارة المشروع ضمن صفقات بسعر إجمالي شامل‪ ،‬و تعرفها المادة األولى الفقرة‬
‫الثامنة (‪ )6‬شطر "أ" من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال لسنة ‪ ،2584‬بأن‬
‫صفقة السعر اإلجمالي الشامل هي الصفقة التي حدد فيها على التمام الشغل المطلوب من المقاول‪ ،‬والذي‬
‫يجري تحديد سعره جملة و مسبقا‪ ،‬و يمكن اإلشارة في هذا اإلطار إلى مراسلة وزير السكن والعمران‪،‬‬
‫التي يدعو فيها مسؤولي الدواويين بحرية التفاوض عند تحديد األجرة في صفقات الدراسات(‪ ،)1‬دون‬
‫اللجوء إلى نظام األجرة المقننة في القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪.2566‬‬
‫إن كلمة التسديد ‪ Règlement‬كلمة شاملة على كلمة "الدفع"‪ ،‬بحيث تغطي كافة التكاليف المالية‪ ،‬بما‬
‫فيها الحقوق المالية الناتجة عن االستغالل الالحق للصفقة‪ ،‬و تشمل عملية التسديد التمويل اإلداري‬
‫أساسا لصفقات إدارة المشروع‪ ،‬إذ أن عملية التمويل كمبدأ عام تتم عن طريق القنوات المالية التقليدية‪،‬‬
‫أي البنوك و المؤسسات المالية‪ ،‬وشركات التمويل‪ ،‬و لكن سبق و أن قلنا أن الصفقة العمومية (تكون‬
‫موضوع نفقة عمومية) هي الوسيلة الرئيسية لتحقيق األهداف االقتصادية‪ ،‬بموجبها يتم اإلنعاش‬
‫االقتصادي‪ ،‬و منه تحريك أو باألصح تنمية المشروعات (المقاوالتية) في مختلف النشاطات‪ ،‬و المهن‪،‬‬
‫بحيث تنافس اإلدارة البنوك في هذا المجال‪ ،‬و باعتبار صاحب العمل مصمم‪ ،‬حيث تتمتع وظيفته‬
‫بخصوصية‪ ،‬إال أنه ال يمكن نزع غريزته كمقاول‪ ،‬إذ يتعرض ألعباء تنفيذ الصفقة‪ ،‬و التحوالت‬
‫االقتصادية التي تجري عليها‪ .‬و من المبررات العملية التي تكمن وراء تلك المعاملة بصورة تجعلها تتفق‬
‫مع أهداف الحكومة في مجال التنمية االقتصادية‪ ،‬هو عدم وجود مقاوالت خاصة جزائرية بما فيه الكفاية‬
‫لكي تحقق الحكومة النمو االقتصادي‪.‬‬
‫و األصل في تمويل الصفقات‪ ،‬كما سبق ذكره‪ ،‬هو التمويل البنكي‪ ،‬إال أن قانون الصفقات العمومية‬
‫الجزائري أعطى األولوية للتمويل اإلداري للصفقات العمومية‪ ،‬و نظم المشرع التمويل في القسم الثالث‬
‫من باب الرابع تحت عنوان "كيفية الدفع" من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،)2(1020‬و تضمن تسعة‬
‫عشر (‪ )25‬مادة‪ ،‬من المادة ‪ 27‬إلى المادة ‪ 52‬منه‪ ،‬وسنتناول قواعد و أشكال التمويل كاآلتي‪:‬‬

‫أ ‪ -‬قواعد تسديد أجرة صاحب العمل الخاص (التمويل اإلداري)‬


‫وضع قانون الصفقات العمومية نظام التسبيقات‪ ،‬و الدفع على الحساب‪ ،‬و هي مبالغ مالية يمنحها‬
‫صاحب المشرع العمومي قبل تنفيذ الصفقة و أثنائها‪ ،‬خالفا لمبدأ الدفع بعد تأدية الخدمة(‪ )3‬الذي يلزمه‬
‫قانون المحاسبة العمومية‪( ،‬و هذا المبدأ يتشابه مع ما نصت عليه المادة ‪ 995‬من القانون المدني المتعلقة‬
‫بأحكام عقد المقاولة حيث تنص أن األجرة تدفع عند تسلم العمل)‪ ،‬و هناك طريقتين من تمويالت لصفقة‬
‫بدفع التسبيقات‪ ،‬و‪/‬أو الدفع على الحساب(‪ ،)4‬أما التسوية على رصيد الحساب هي الدفع المؤقت أو النهائي‬
‫)‪(1‬‬
‫‪Message n°179/DC/95 du 25/07/1995 la négociation libre des contrats d’études.citée dans la Note‬‬
‫‪n° :00618/MF/DGB/DEBRC/SDMP du 28/02/1996, A Monsieur le directeur régional du budget de BECHAR, objet :‬‬
‫‪Rémunération de la maîtrise d’œuvre en bâtiment, arrêté interministériel du 15 mai 1988. REFER : v/envoi n°20/DGB/96 du‬‬
‫‪22/01/1996.p.199, Direction Générale du Budget, Réglementation des marchés publics, 1998.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ ،1020/20/2‬ع ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), Les Marches de Maîtrise d’œuvre dans la construction publique, op.cit., n°8, ph.80,‬‬
‫; ‪p.296.Voir aussi‬‬
‫‪ -‬د‪ /‬أحمد محيو‪ ،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية‪ ،‬ترجمة الدكتور محمد عرب صاصيال‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬سنة‬
‫‪.2558‬ص‪.768.‬‬
‫(‪ )4‬المادة ‪ 27‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬

‫‪170‬‬
‫للسعر‪-‬كما سوف نرى‪ -‬إذ تنص المادة ‪ 1/27‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬أنه‪" :‬ال يترتب‬
‫على دفع ما يحتمل من تسبيقات و‪/‬أو دفع على الحساب أي أثر من شأنه أن يخفف مسؤولية المتعامل‬
‫المتعاقد من حيث التنفيذ الكامل و المطابق و الوفي للخدمات المتعاقد عليها‪ ،‬و بهذه الصفة‪ ،‬فإن تلك‬
‫الدفعات ال تمثل تسديدا نهائيا للمبلغ"(‪.)1‬‬

‫‪ )5‬تمويل الصفقة بدفع التسبيقات‬


‫و التسبيق(‪ )2‬هو كل مبلغ يدفع قبل تنفيذ الخدمات موضوع العقد‪ ،‬و بدون مقابل للتنفيذ المادي للخدمة‬
‫(المادة ‪/24‬المطة األولى)‪ ،‬إال أن قانون الصفقات العمومية يشترط لدفع التسبيقات إيداع ضمانات في‬
‫حساب صاحب المشروع العمومي (المصلحة المتعاقدة)‪ ،‬بحيث تنص المادة ‪ 29‬من قانون الصفقات أنه‪:‬‬
‫"ال تدفع التسبيقات إال إذا قدم المتعامل المتعاقد مسبقا كفالة بقيمة معادلة بإرجاع تسبيقات يصدرها بنك‬
‫جزائري أو صندوق ضمان الصفقات العمومية‪ .‬و يجب أن تصدر كفالة المتعهد األجنبي من بنك خاضع‬
‫للقانون الجزائري‪ ،‬يشملها ضمان صادر عن بنك أجنبي من الدرجة األولى‪ .‬و تحرر هذه الكفالة حسب‬
‫الصيغ التي تالئم المصلحة المتعاقدة والبنك الذي تنتمي إليه"‪ ،‬و بالرجوع إلى نص المادة ‪ 52‬من قانون‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬حيث أنه يتعي ن على المتعامل المتعاقد أن يقدم كفالة حسن تنفيذ الصفقة‪ ،‬زيادة على‬
‫كفالة رد التسبيقات(‪ )3‬المنصوص عليها في المادة ‪ ،29‬باستثناء بعض أنواع صفقات الدراسات‬
‫والخدمات(‪ ،)4‬و يمكن لصاحب المشروع أن يعفي المتعامل المتعاقد من كفالة حسن التنفيذ‪ ،‬إذا لم يتعد أجل‬
‫تنفيذ الصفقة ثالثة (‪ )7‬أشهر(‪.)5‬‬
‫(‪)6‬‬
‫أنواع التسبيقات‬ ‫‪.I‬‬
‫التسبيق هو دين في ذمة المتعامل المتعاقد(‪)7‬ألداء خدمة‪ ،‬و ليس مقابل لخدمة‪ ،‬و نصت المادة ‪28‬‬
‫على نوعين من التسبيقات‪ ،‬إذ تنص‪" :‬تسمى التسبيقات‪ ،‬حسب الحالة‪" ،‬جزافية ‪ ،"Forfaitaire‬أو "على‬
‫التموين ‪ ،"Sur Approvisionnement‬و ال نتناول هذا األخير ألنه يتعلق بصفقات األشغال‪ ،‬و التوريدات‪،‬‬
‫أو التزويد باللوازم(‪ ،)8‬و نجد في المادة ‪ 4‬الفقرة الثالثة (‪ )7‬من المرسوم رقم ‪ 409-97‬المؤرخ في ‪22‬‬
‫مايو سنة ‪ 2597‬المتعلق بتسديد صفقات الدولة و المؤسسات العمومية الوطنية غير الخاضعة للقوانين‬
‫واألعراف التجارية‪ ،‬الساري المفعول إلى غاية سنة ‪ ،2582‬أنه يمكن منح التسبيق إذا كان المتعامل‬

‫(‪ )1‬و حسب مفهوم المادة ‪ 54‬من األمر رقم ‪ 50-82‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو سنة ‪ ،2582‬المتضمن قانون الصفقات العمومية‪ ،‬أنه ال تكون للسلف‬
‫والتسبيقات صفة التسديد النهائي‪ ،‬و يكون أصحاب الصفقات مدينين بها حتى التسوية النهائية للصفقة‪ ،‬فإن التسبيق و دفع على الحساب هو دين في‬
‫ذمة المتعامل المتعاقد‪.‬‬
‫‪« Art. 94.- Les avances et acomptes n’ont pas le caractère de paiement définitif. Les bénéficiaires en sont débiteurs jusqu’au‬‬
‫‪règlement final du marché », Ordonnance n°67-90 du 17 juin 1967, portant code des marchés publics. J.O.n°52, du 17 juin 1967.‬‬
‫(‪ )2‬عز اوي عبد الرحمن‪ ،‬النظام القانوني لدفع المقابل المالي في العقد اإلداري‪ ،‬طبقا لقانون الصفقات العمومية الجزائري لسنة ‪ 2552‬المعدل‪ ،‬مجلة‬
‫الشريعة والقانون‪ ،‬العدد الثالث عشر فبراير سنة ‪ .1007‬ص‪.111.‬‬
‫(‪ )3‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة من أجل الحصول على شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬فرع‪ :‬قانون‬
‫األعمال‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1006-1002‬ص‪.79.‬‬
‫(‪ )4‬التي تحدد قائمتها بقرار وزاري مشترك بين الوزير المكلف بالمالية‪ ،‬و الوزير المعني‪ ،‬ولم يصدر أي قرار وزاري مشترك بشأن إعفاء صاحب‬
‫العمل‪ ،‬عند تنفيذ عقد إدارة المشروع (االستشارة الفنية‪ ،‬اإلشراف على األشغال) من كفالة المنصوص عليها في المادة ‪ 52‬السابقة‪ ،‬وبالتالي فإن هذا‬
‫نوع من الصفقات يخضع إلى جميع أنواع الضمانات‪.‬‬
‫(‪ )5‬المادة ‪ 7/52‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪ )6‬فيما يخص تعريف التسبيق أنظر إلى المرجع اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 14.‬و ‪.19‬‬
‫(‪ )7‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.19.‬‬
‫(‪ )8‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.48.‬‬

‫‪171‬‬
‫المتعاقد ملزم بقيام نفقات أولية كالحصول على ترخيص استغالل االختراع‪ ،‬نفقات الدراسات‪ ،‬نفقات النقل‬
‫الضرورية لتنفيذ الصفقة(‪.)1‬‬
‫التسبيق الجزافي ‪ :Avance forfaitaire‬و من حيث االصطالح كان يطلق على "التسبيق الجزافي‬
‫(‪)2‬‬
‫تسمية "السلفة" ‪ ،‬و يحدد التسبيق الجزافي بنسبة أقصاها ‪ %29‬من السعر األولي للصفقة ‪Prix initial‬‬
‫‪ ،)3(du marché‬استثناءا يمكن تجاوز هذه النسبة فيما يخص الصفقات الدولية حيث تنص المادة ‪ 26‬من‬
‫قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،)4(1020‬أنه‪ " :‬إذا كان يترتب على رفض المصلحة المتعاقدة قواعد الدفع‬
‫و‪ /‬أو التمويل المقررة على الصعيد الدولي‪ ،‬ضرر أكيد بهذه المصلحة بمناسبة التفاوض على صفقة‪ ،‬فإنه‬
‫يمكن لهذه المصلحة أن تقدم استثنائيا‪ ،‬تسبيقا جزافيا يفوق النسبة المحددة في المادة ‪ 22‬من هذا المرسوم‪،‬‬
‫و ذلك بعد الموافقة الصريحة من الوزير الوصي‪ ،‬أو مسؤول الهيئة الوطنية المستقلة‪ ،‬أو الوالي حسب‬
‫الحالة‪ .‬وتمنح هذه الموافقة بعد استشارة لجنة الصفقات المختصة"‪ ،‬و لم يميز قانون الصفقات العمومية‬
‫بين المتعاملين الخواص‪ ،‬و العموميين‪ ،‬و الوطنيين‪ ،‬و األجانب‪ ،‬من ناحية منح التسبيقات‪ ،‬بحيث أن‬
‫الزيادة في نسبة ال تسبيق الجزافي يكون استثنائيا‪ ،‬إذا كانت قواعد الدفع‪ ،‬و‪/‬أو التمويل المقررة على‬
‫الصعيد الدولي تؤدي بضرر أكيد للمصلحة المتعاقدة (صاحب المشروع العمومي) بمناسبة التفاوض على‬
‫صفقة‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ .II‬طرق دفع التسبيقات‬
‫نصت المادة ‪ 25‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،1020‬أنه يمكن أن يدفع التسبيق الجزافي مرة‬
‫واحدة‪ ،‬كما يمكن أن يدفع في عدة أقساط تنص الصفقة على تعاقبها الزمني‪ ،‬و طريقة الثانية أكثر مالئمة‬
‫مع خصوصية صفقة إدارة المشروع‪ ،‬بحيث تنص المادة ‪ 18‬من القرار الوزاري المشترك أنه‪":‬تجزأ‬
‫آجال الدراسات إلى آجال مرحلية"(‪.)6‬‬
‫و يتم استعادة التسبيقات الجزافية‪ ،‬عن طريق اقتطاعات من المبالغ المدفوعة في شكل دفع على‬
‫الحساب أو تسوية على رصيد الحساب‪ ،‬تقوم بها المصلحة المتعاقدة(‪ ،)7‬و تتم استعادة التسبيقات حسب‬
‫وتيرة تحد د تعاقديا بخصم من المبالغ التي يستحقها حائز الصفقة‪ ،‬ابتداء من دفع أول كشف(‪ )8‬و مهما يكن‬
‫من أمر‪ ،‬فإنه يجب أن ينتهي تسديد التسبيقات إذا بلغ مجموع المبالغ المدفوعة نسبة ‪ %60‬من مبلغ‬
‫الصفقة(‪.)9‬‬
‫و حسب صياغة أحكام المواد السابقة الذكر أن لإلدارة الخيار باللجوء أم ال لنظام التسبيقات‪ ،‬ولكن‬
‫عمليا تمنح للمتعامل تسبيقا بصفة آلية‪ ،‬أما دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال‬

‫(‪)1‬‬
‫‪« Art. 4. – L’administration contractante peut accorder des avances au titulaire d’un marché dans les cas‬‬
‫‪énumérés ci-après :‬‬
‫‪3° S’il justifié se trouver dans l’obligation de faire des dépenses préalables importantes-telles que achats de brevets, frais‬‬
‫‪d’études, frais de transports- nécessitées par l’exécution du marché et d’une nature autre que celles prévues aux 1° et 2° ci-‬‬
‫‪dessus ; …», Décret n°53-405 du 11 mai 1953, relatif au règlement des marchés de l’état et des établissements publics‬‬
‫‪nationaux non soumis aux lois et usages du commerce, modifié par le décret n°53-1199 du 28 novembre 1953.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫تنص المادة ‪ 1‬المعدلة للمادة ‪ 62‬من األمر رقم ‪ 64-22‬المؤرخ في ‪ 15‬ديسمبر سنة ‪ ،2522‬الذي يتضمن تعديل المواد ‪ ،81‬و ‪ ،62‬و ‪ 65‬من األمر رقم ‪50-82‬‬
‫المؤرخ في ‪ 22‬يونيو سنة ‪ ، 2582‬و المتضمن قانون الصفقات العمومية‪ ،‬يمكن أن تمنح اإلدارة المتعاقدة ألصحاب الصفقات العمومية‪ ،‬سلفة بدون إجراءات شكلية‪،‬‬
‫و تسمى هذه السلفة "تسبيقا جزافيا"‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الخميس ‪ 70‬ديسمبر سنة ‪ ،2522‬العدد ‪ ،202‬ص‪ ،2696.‬أنظر في هذا المجال‪:‬‬
‫‪ -‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.26.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫المادة ‪ 22‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد‬
‫‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 40.‬و ‪.42‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Art.26.-A.2.-« les délais des études sont scindés en délais de phase », Arrêté interministériel du 15 mai 1988.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫المادة ‪ 67‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫المادة ‪ 1/67‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)9‬‬
‫المادة ‪ 7/67‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬

‫‪172‬‬
‫المتعلقة بوزارة تجديد البناء‪ ،‬واألشغال العمومية‪ ،‬و النقل لسنة ‪ ،)1(2584‬يجعل من التسبيق اإلجمالي‬
‫تسبيقا إجباريا(‪.)2‬‬
‫‪ .III‬التسبيق اإلضافي‬
‫و يشير قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬على شكل آخر من تمويل الصفقة‪ ،‬و هي تشبه نظام‬
‫التسبيق‪ ،‬وهو تسبيق على دفع على الحساب ‪ ،Avance sur acompte‬بحيث يمكن للمصلحة المتعاقدة أن‬
‫تمنح‪ ،‬بصفة استثنائية‪ ،‬تسبيقا على دفع الحساب(‪ )3‬و تكون حسب الشروط الصريحة اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا انقضى األجل التعاقدي لتسوية طلب الدفع على الحساب الذي قدمه المتعامل المتعاقد‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أال يتجاوز مبلغ التسبيق‪ ،‬بأي حال من األحوال‪ ،‬نسبة ثمانين في المائة ‪ %60‬من مبلغ الدفع‬
‫على الحساب‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز أن تتجاوز االستفادة من هذا التسبيق اإلضافي لدى جمعها مع التسبيقات الممنوحة‪ ،‬بأي‬
‫حال من األحوال‪ ،‬نسبة سبعين في المائة ‪ %.7‬من المبلغ اإلجمالي للصفقة‪.‬‬
‫و يسدد هذا التسبيق خالل اآلجال و اإلجراءات األكثر سرعة‪ ،‬و تتم تسوية ذلك حسب الكيفيات نفسها‪.‬‬
‫والسؤال الذي يطرح علينا‪ ،‬هل التسبيق اإلضافي(‪ )4‬نوع من الدفعات على الحساب أو تسبيقا؟ المعيار‬
‫الذي يميز بين التسبيق و ال دفع على الحساب‪ ،‬هو المرحلة التي يتم فيها الدفع‪ ،‬بالنسبة للتسبيق يكون قبل‬
‫بداية األشغال‪ ،‬أما دفع على الحساب يكون بعد أو مقابل تنفيذ جزئي لألشغال‪.‬‬
‫و يجب اإلشارة إلى أن الدفع على الحساب هي المرحلة التي يتم فيها اقتطاع مبالغ التسبيقات الجزافية‬
‫على سبيل استعادتها(‪ ،)5‬و يشترط حسب المادة ‪ 52‬السابقة الذكر لدفع التسبيق على دفع الحساب "إذا‬
‫انقضى األجل التعاقدي لتسوية طلب الدفع على الحساب الذي قدمه المتعامل المتعاقد"‪ ،‬ويتم تسوية الدفع‬
‫على الحساب إذا تم تنفيذ جزء من الصفقة‪ ،‬أي إذا أثبت القيام بعمليات جوهرية في تنفيذ هذه الصفقة(‪،)6‬‬
‫وبالتالي يكون التسبيق على الدفع على الحساب(‪ ،Avance sur acompte)7‬بعد أو مقابل تنفيذ جزئي‬
‫للصفقة‪ ،‬عندما تتوفر الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 52‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪178-20‬‬
‫المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية(‪.)8‬‬

‫‪ )2‬تمويل الصفقة بالدفع على الحساب ‪Acompte‬‬


‫و الدفع على الحساب هو كل دفع تقوم به المصلحة المتعاقدة‪-‬صاحبة المشروع‪ -‬مقابل تنفيذ جزئي‬
‫لموضوع الصفقة(‪ ،)9‬و كان هذا نوع من التمويالت مخصص للقطاع العمومي‪ ،‬بحيث كان قانون‬
‫الصفقات العمومية يكرس مبدأ التمييز في تطبيق عملية التمويل‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪.42.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫المادة ‪ 44‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال الخاصة بوزارة تجديد البناء و األشغال العمومية والنقل لسنة ‪ .2584‬أنظر‪ :‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪.48.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫المادة ‪ 52‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 48.‬و ‪.42‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫المادة ‪ 2/67‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫المادة ‪ 64‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫و تقدر نسبة التسبيق اإلضافي بـ ‪ %10‬من المبلغ اإلجمالي للصفقة‪ %29 ))79+29( - %20( ،‬تسبيق الجزافي‪ ،‬و ‪ %79‬تسبيق على التموين (تنص المادة ‪61‬‬
‫من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬على أنه ال يمكن أن يتجاوز المبلغ الجامع بين التسبيق الجزافي و التسبيقات على التموين نسبة ‪ %90‬من المبلغ اإلجمالي‬
‫للصفقة)‪ ،‬ويكون التسبيق على دفع على الحساب بنسبة ‪ %99‬إذا لم يستفيد المتعامل المتعاقد (صاحب العمل) من التسبيقات على التموين‪ ،‬بما أن المادة ‪ 52‬في فقرتها‬
‫األخيرة نصت على أنه ال يمكن في جميع األحوال أن تتجاوز التسبيقات مع التسبيق اإلضافي ‪ %20‬من مبلغ الصفقة‪ ،‬فالتسبيق اإلضافي ال يعتبر تسبيق بمفهوم‬
‫المادة ‪ 24‬الفقرة ‪ 2‬المطة الثانية (‪ ،)1‬إذا افترضنا أن التسبيق اإلضافي يكون بمقابل تنفيذ جزئي للصفقة‪.‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الخميس ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫( ‪)9‬‬
‫المادة ‪ /2/24‬المطة الثانية (‪ )1‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬

‫‪173‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .I‬مجال الدفع على الحساب‬
‫و يمكن أن يقدم الدفع على الحساب لكل من حاز الصفقة‪ ،‬إذا أثبت القيام بعمليات جوهرية في تنفيذ‬
‫هذه الصفقة(‪ ،)2‬و تجدر المالحظة أن المشرع لم يقيد مجال الدفع على الحساب‪ ،‬بل يمكن أن تقدم في جميع‬
‫أنواع الصفقات‪ ،‬خالفا على ما كان عليه سابقا‪ ،‬بحيث نصت المادة ‪ 21‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪-01‬‬
‫‪ 190‬على أنه‪" :‬يمكن أن يقدم الدفع على الحساب لكل من حاز صفقة أشغال أو خدمات‪ ،"..،‬أقصت من‬
‫تقديم الدفع على الحساب صفقات الدراسات والتوريدات‪ ،‬و إذا قمنا بالمقارنة مع النصوص السابقة نجد أنه‬
‫كان هناك نوع من الخلط‪ ،‬بحيث يقصي التوريدات‪ ،‬و يتم ذكرها ضمن الصفقات التي تستفيد من الدفعات‬
‫على الحساب‪ ،‬ففي نص المادة ‪ 22‬من المرسوم رقم ‪ 249-61‬المؤرخ في ‪ 20‬أبريل سنة ‪ ،2561‬الذي‬
‫ينظم الصفقات التي يبرمها المتعامل العمومي(‪ ،)3‬تقول أنه‪" :‬يمكن تقديم الدفع على الحساب لكل من حاز‬
‫صفقة أشغال أو خدمات تفوق مدة تنفيذها ثالثة (‪ )7‬أشهر‪ ،‬إذا اثبت القيام بعمليات جوهرية في تنفيذ‬
‫األشغال والتوريدات أو الخدمات المحددة في الصفقة‪ ،"...‬و في المادة ‪ 27‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪-52‬‬
‫‪ 474‬المؤرخ في ‪ 5‬نوفمبر سنة ‪ 2552‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية(‪ ،)4‬تنص أنه‪" :‬يمكن تقديم‬
‫الدفع على الحساب لكل من حاز صفقة أشغال أو خدمات‪ ،‬إذا اثبت القيام بعمليات جوهرية في تنفيذ‬
‫األشغال والتوريدات أو الخدمات المحددة في الصفقة"‪ .‬يجب اإلشارة إلى أن األمر رقم ‪ 50-82‬المؤرخ‬
‫في ‪ 22‬يونيو سنة ‪ 2582‬الذي يتضمن قانون الصفقات العمومية(‪ ،)5‬كان يعطي اصطالح "التسبيقات "‬
‫قاصدا بها الدفع على الحساب » ‪ ،« Acompte‬و المنظمة في المواد ‪ 50‬إلى ‪ 51‬من القسم الثاني‬
‫"التسبيقات" التابع للفصل األول المعنون "تسديد الصفقة"‪ ،‬من الباب الرابع "التسديد و التمويل"‪.‬‬
‫إال أن صفقة إدارة المشروع تكيف على أنها صفقات خدمات من ناحية الفقه(‪ ،)6‬بحيث أبقى المشرع‬
‫على نفس الصيغة‪ ،‬أي بذكر صفقات األشغال‪ ،‬و الخدمات دون التوريدات مع اإلشارة إلى أن الدراسات‬
‫كانت تعتبر صنف من صفقات الخدمات‪-‬كما سبق ذكره‪ ،-‬أما في قانون الصفقات العمومية لسنة ‪1020‬‬
‫جعلها صنف من أصناف صفقات الدراسات‪.‬‬

‫‪ .II‬شروط الدفع على الحساب‬


‫يكون الدفع على الحساب شهريا‪ ،‬غير أنه يمكن أن تنص الصفقة على فترة أطول تتالءم مع طبيعة‬
‫الخدمات(‪ ،)7‬ويتوقف هذا الدفع على تقديم إحدى الوثائق اآلتية‪ ،‬حسب الحالة‪:‬‬
‫‪ -‬محاضر أو كشوف وجاهية خاصة باألشغال المنجزة و مصاريفها‪.‬‬
‫‪ -‬جدول تفصيلي للوازم موافق عليه من المصلحة المتعاقدة‪.‬‬
‫‪ -‬جدول األجور المطابق للتنظيم المعمول به أو جدول التكاليف االجتماعية‪ ،‬مؤشر عليه‬
‫من صندوق الضمان االجتماعي المختص‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.91.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫المادة ‪ 64‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 27‬أبريل سنة ‪ ،2561‬العدد ‪ 29‬ص‪.240.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 27‬نوفمبر سنة ‪ ،2552‬العدد‪ ،92‬ص‪.1122.‬‬
‫(‪ )5‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 12‬يونيو سنة ‪ ،2582‬العدد ‪ ،91‬ص‪.226.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫حيث يعتبرها الفقه من قبل صفقات الخدمات عموما‪ ،‬و خدمات ذات طابع فكري خصوصا‪ ،‬أما قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬جعلها صنف من أصناف‬
‫صفقات الدراسات في المادة ‪ 27‬منه تحت اصطالح "األشراف على األشغال"‪ ،‬أنظر إلى المرجع اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬قدوج حمامة‪ ،‬عملية إبرام العقود اإلدارية في نطاق صفقات المتعاقد العمومي في الجزائر‪ -‬تحليل و مقارنة‪ ،-‬بحث لنيل درجة الماجستير فرع اإلدارة و المالية‬
‫العامة‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪ .1007-1001‬ص‪( .51.‬جاءت المذكرة تحت هذا العنوان)‪.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫المادة ‪ 69‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬

‫‪174‬‬
‫و بالتالي على صاحب العمل تقديم جدول األجور‪ ،‬أو جدول التكاليف االجتماعية‪ ،‬لألشخاص القائمين‬
‫على الدراسات‪ ،‬كما يمكن تقديم محاضر المتابعة إذا تعلق األمر بمهام متابعة و مراقبة تنفيذ األشغال‪،‬‬
‫بحيث يشترط قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬أن تكون كشوف وجاهية(‪ ،)1‬و تنص المادة ‪ 49‬تحت‬
‫عنوان "الدفعات ‪ "Acompte‬في الشطر األول (‪ )2‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات‬
‫األشغال لسنة ‪ ،2584‬أنه يجري نسق تأدية الدفعات على نفس النسق المحدد لتهيئة الحسابات التفصيلية‬
‫المؤقتة(‪.)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫‪ .III‬الدفع على الحساب على األجور و التكاليف االجتماعية‬
‫و يجوز للمتعامل المتعاقد(صاحب العمل) أن يستفيد من الدفع على الحساب من أجل تغطية المبالغ‬
‫المستحقة إلى العمال المعتمدين عند صاحب المشروع العمومي من أجل تنفيذ مهامهم‪ ،‬وذلك احتراما‬
‫لقانون العمل‪ ،‬ومن أجل هذا يلزم المتعامل المتعاقد بتقديمه جدول األجور‪ ،‬أو جدول التكاليف االجتماعية‪،‬‬
‫و يجب أن يتم التأشير على هذا األخير من قبل صندوق الضمان االجتماعي المختص‪ ،‬وذلك طبقا لنص‬
‫المادة ‪ /2/69‬المطة ‪ 7‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر ‪.1020‬‬
‫و في هذا المجال يطبق أحكام المادة ‪ 22‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات‬
‫األشغال المتعلقة بوزارة تجديد البناء واألشغال العمومية و النقل(‪ ،)4‬التي تتعلق باحترام وتطبيق التشريع‪،‬‬
‫و النظام المتعلق بالعمل‪ ،‬و الضمان االجتماعي الخاص بمستخدمي المشروع ‪.entreprise‬‬

‫‪ )3‬التمويالت (التسبيقات و الدفع على الحساب) و خصوصية صفقة إدارة المشروع‬


‫و يجب أن يأخذ بعين االعتبار في عملية التمويل بالنسبة لصفقة إدارة المشروع عنصرين أساسيين‪:‬‬
‫(أ) تجزئة المهام إلى عناصر مهمة ‪ :élément de mission‬فتحديد قيمة كل عنصر من هذه العناصر‬
‫ضروري‪ ،‬بحيث يجب أن تحدد في الصفقة القيم عندما تكون الرقابة فعلية‪ ،‬أو حقيقية للعمل سهلة التحقق‬
‫منها‪ ،‬إذ يمكن في هذه الحالة أن يطلب صاحب العمل "الدفع على الحساب"‪ ،‬في كل مرة يتم انجاز عنصر‬
‫من عناصر المهام‪ ،‬إذا كانت آجال انجاز الخدمة قصيرة(‪ )5‬مثال ثالث (‪ )7‬أشهر‪ ،‬كما يسمح القرار‬
‫الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬بتجزئة آجال الدراسات إلى آجال مرحلية(‪.)6‬‬
‫و بالنسبة للمهام ذات اآلجال طويلة التنفيذ‪ ،‬في حالة ما إذا كانت عناصر كل مهمة قابلة للتجزئة‪،‬‬
‫يمكن تجزئتها إلى فروع‪ ،‬و يكون ذلك في المرحلة التقنية من المهام‪ ،‬بحيث يصبح كل فرع ذو أجل‬
‫قصير‪ ،‬فهنا يجوز طلب الدفع على الحساب‪ ،‬عند نهاية كل فرع من عنصر المهمة‪ ،‬و مثال على ذلك‬
‫مهمة مساعدة صاحب المشروع في اختيار المقاول‪ ،‬هناك عدة عمليات منها‪ :‬إعداد االستشارات‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 69‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬


‫(‪ )2‬أنظر العنصر المتعلق بالتسوية على رصيد الحساب المؤقت‪.‬‬
‫فنسق ‪ Rythme‬دفعات ‪ Acompte‬تتم بنفس طريقة "تفصيل الحسابات المؤقتة"‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 40‬تحت عنوان "تفصيل الحسابات المؤقتة"‬
‫من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على األشغال لسنة ‪ 2584‬كاآلتي‪" :‬في حالة عدم وجود نص مخالف في دفتر الشروط المشتركة أو دفتر‬
‫الشروط الخصوصية يجري شهريا باالستناد إلى اللوائح أو البيانات المقبولة من اإلدارة وفقا لنص المادة ‪ 75‬أعاله‪ ،‬إعداد حساب تفصيل مؤقت‬
‫باألشغال المنفذة و التموينات المنجزة يكون بمثابة محضر موضوع من المصلحة يتخذ أساسا للتاديات على الحساب إلى المقاول‪.‬‬
‫‪ - 1‬ال يجوز إدخال التموينات في تفصيل الحساب إال إذا كانت ملكيتها التامة عائدة للمقاول‪ ،‬و مدفوعة فعليا من قبله‪.‬‬
‫‪ - 7‬يمكن للمقاول أن يطلع على تفصيل الحسابات المؤقتة في مكاتب مهندس الدائرة أو المهندس المعماري"‪.‬‬
‫(‪ )3‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 88.‬و ‪.82‬‬
‫(‪ )4‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪.42.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°101, p.299.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Art.26.-A.2.-« les délais des études sont scindés en délais de phase », Arrêté interministériel du 15 mai 1988.‬‬

‫‪175‬‬
‫المؤسسات‪ ،‬تحليل عروض المؤسسات‪ ،‬و إعداد الصياغة‪ ،‬و ضبط صفقة األشغال التي ستبرم مع‬
‫المؤسسة‪.‬‬
‫(ب) المهام المرحلية‪ :‬و تتميز صفقة إدارة المشروع بوجود حالة توقف مرتبطة بقرار صاحب‬
‫المشروع العمومي بالمصادقة على كل مرحلة‪ ،‬و بالتالي يأخذ بعين االعتبار هذا التوقف في كل مرحلة‪،‬‬
‫وتحد د آجال الموافقة على مراحل كل مهمة في عقد االستشارة الفنية (إدارة المشروع)‪ .‬على أن موافقة‬
‫رب العمل (صاحب المشروع) على مختلف المراحل يجب أن تكون مكتوبة مع بيان وافي لكل التحفظات‬
‫المحتملة‪ ،‬والتوجيهات التكميلية لالختيارات المقررة(‪.)1‬‬
‫و اآلجال المخص صة لتنفيذ كل مهمة تختلف من مهمة إلى أخرى‪ ،‬و هناك عناصر مهمة طويلة‬
‫األجل ال يمكن تجزئتها إلى فروع‪ ،‬منها مهمة متابعة األشغال من خالل التوجيه‪ ،‬و التنسيق‪ ،‬و إرشاد‬
‫األشغال(‪ ،)2‬و يفهم من نص المادة ‪ 19‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬أنه يتم تسديد كل مرحلة‬
‫من مراحل الدراسات وحدها‪ ،‬حيث تنص كاآلتي‪...":‬و ال توقف احتجاجات المستشار الفني فعل األمر‬
‫بالخدمة ما عدا الحاالت المتعلقة بالتسديد و آجال الموافقة على مختلف المراحل‪ ،"...‬و بالتالي فالدفعات‬
‫على الحساب يمكن دفعها إلى صاحب العمل (المتعامل المتعاقد) في كل مرحلة إذا كانت آجال كل مرحلة‬
‫قصيرة‪ ،‬أو ال تتجاوز ثالث (‪ )7‬أشهر‪ ،‬إذا أمكن تقسيم كل مرحلة من مراحل الدراسات إلى عناصر‬
‫مهمة‪ ،‬بحيث يمكن تنفيذ كل واحدة في أجل معين مثال‪ ،‬و في إطار المشروع التمهيدي للقانون‪ ،‬الذي يحدد‬
‫شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪ ،‬تتضمن دراسات المشروع التمهيدي على‬
‫دراسات المشروع التمهيدي الموجزة‪ ،‬و دراسات المشروع التمهيدي المفصلة(‪ ،)3‬بحيث جزأ دراسات‬
‫المشروع التمهيدي إلى جزأين‪ ،‬وهذا اختالف مع مهمة دراسات المشروع المنصوص عليها في القرار‬
‫الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬من حيث تقسيم هذه الدراسات‪.‬‬
‫و يمكن تقديم الدفع على الحساب عند تقديم كشوف‪ ،‬أو وضعيات تنفيذ دراسات المشروع التمهيدي‬
‫الموجزة‪ ،‬إذا كان أجل التنفيذ قصير (شهر مثال)‪.‬‬

‫‪ )4‬التسديد النهائي و صرف الدفعات المالية‬


‫التسوية على رصيد الحساب ‪Règlement pour solde‬‬ ‫‪.I‬‬
‫و التسوية على رصيد حساب هي الدفع المؤقت‪ ،‬أو النهائي للسعر المنصوص عليه في الصفقة بعد‬
‫التنفيذ الكامل‪ ،‬و المرضي لموضوعها(‪ ،)4‬ويميز هنا بين التسوية على رصيد الحساب المؤقت(‪،)5‬‬
‫والتسوية على رصيد الحساب النهائي(‪.)6‬‬
‫و قاعدة تسديد الحسابات في الصفقات ذات السعر الجزافي‪ ،‬و اإلجمالي‪ ،‬نصت عليه المادة ‪ 76‬من‬
‫دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال لسنة ‪ ،2584‬بحيث تنص المادة ‪ 76‬من دفتر‬
‫الشروط اإلدارية العامة‪ ،‬تحت عنوان "قواعد تسديد الحسابات"‪ ،‬الفقرة الخامسة (‪ )9‬على بعض القواعد‬
‫في الصفقة بسعر إجمالي و اتفاقي‪:‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 18‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء و أجر‬
‫ذلك‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪.2425.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°101, p.300.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫المادة ‪ 27‬من المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪ .‬أنظر ملحق البحث ص‪.171.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫المادة ‪ 2/24‬المطة ‪ 7‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫المادة ‪ 68‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫المادة ‪ 62‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬

‫‪176‬‬
‫أ – أن تحليل السعر اإلجمالي و االتفاقي يصلح لوضع بيان أجزاء المبالغ المدفوعة أو المطلوب دفعها‬
‫وعند االقتضاء لحساب المراجعات‪.‬‬
‫ب – أن االختالفات الملحوظة عرضيا أثناء االنجاز بالنسبة للكميات المذكورة في المستند أعاله‪ ،‬والتي لم‬
‫تكن ناتجة عن أوامر إدارية صريحة‪ ،‬و كذا األغالط التي يمكن العثور عليها في الحسابات التي حدد‬
‫السعر اإلجمالي بموجبها ال يمكن أن يترتب عليها بحال من األحوال أي تعديل لهذا السعر كما هو مذكور‬
‫في عقد التكفل بإجراء العمل(‪ )1‬أو في عرض المقاول‪.‬‬
‫ج – أن تنظيم األشغال المأمور بها عن طريق األوامر بإتمام الخدمة التي تصدرها‪ ،‬يتم بواسطة األسعار‬
‫الجديدة المحسوبة ضمن الكيفيات المحددة في الفقرة ‪ 9‬من المادة ‪.15‬‬
‫د – أن مبلغ البيان العام ‪ Décompte général‬و النهائي ألجزاء المبالغ المدفوعة‪ ،‬أو المطلوب دفعها يجب‬
‫أن يتضمن بعد االخذ بعين االعتبار‪ ،‬عند االقتضاء لمراجعة األسعار المنصوص عليها في الصفقة‪ ،‬سعرا‬
‫إجماليا و إتفاقيا يخصم منه مبلغ األشغال المأمور بتنقيصها‪ ،‬و يزاد عليه مبلغ األشغال المأمور زيادتها‪،‬‬
‫وذلك حسب ما سبق ذكره‪.‬‬
‫و نتطرق في هذا اإلطار إلى التسوية على رصيد الحساب المؤقت‪ ،‬و التسوية على رصيد الحساب‬
‫النهائي‪.‬‬

‫(‪ - )1‬التسوية على رصيد الحساب المؤقت ‪Règlement pour solde provisoire‬‬
‫تهدف التسوية على رصيد الحساب المؤقت إذا أدرجت في الصفقة‪ ،‬دفع المبالغ المستحقة للمتعاقد‬
‫بعنوان التنفيذ العادي للخدمات المتعاقد عليها(‪ ،)2‬مع اقتطاع ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬اقتطاع الضمان المحتمل‪.‬‬
‫‪ -‬الغرامات المالية التي تبقى على عاتق المتعامل‪ ،‬عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪ -‬الدفعات بعنوان التسبيقات و الدفع على الحساب‪ ،‬على اختالف أنواعها‪ ،‬التي لم تسترجعها‬
‫المصلحة المتعاقدة بعد‪.‬‬
‫و نصت المادة ‪ 7/76‬الشطر "د" من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال‪،‬‬
‫بالنسبة صفقة بسعر إجمالي و اتفاقي‪" :‬أن مبلغ البيان العام والنهائي ‪Décompte général et définitif‬‬
‫ألجزاء المبالغ المدفوعة أو المطلوب دفعها يجب أن يتضمن بعد االعتبار‪ ،‬عند االقتضاء لمراجعة‬
‫األسعار المنصوص عليها في الصفقة‪ ،‬سعرا إجماليا و اتفاقيا يخصم منه مبلغ األشغال المأمور بتنقيصها‬
‫و يزاد عليه مبلغ األشغال المأمور زيادتها‪ ."...‬فيأخذ بعين االعتبار عند تسوية األسعار الجديدة بفعل‬
‫المراجعة‪ ،‬و زيادة أو نقصان الخدمات‪ ،‬كما نص القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬الحق لصاحب‬
‫العمل في أجر لقاء خدمات المتابعة و المراقبة المتعلقة باألجل اإلضافي‪ ،‬إذا كان التأخر بسبب ال يمكن‬
‫نسبته إليه (المادة ‪ 42‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪.)2566‬‬
‫و تشير المادة ‪ 40‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال على "تفصيل‬
‫الحسابات المؤقتة"(‪ ،« Décomptes provisoire » )3‬بحيث يتم دفع على الحساب ‪ Acompte‬إلى المقاول‪،‬‬

‫(‪ )1‬و عبارة "عقد التكفل بإجراء العمل" يقابلها باللغة الفرنسية إصطالح » ‪.« La Soumission‬‬
‫(‪ )2‬المادة ‪ 68‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.178-20‬‬
‫(‪ )3‬و على سبيل التوضيح تذكر المادة ‪ 76‬الفقرة ‪ 7‬المطة د المبلغ البيان العام و النهائي » ‪ ،« Décompte général et définitif‬و بالمفهوم‬
‫المخالفة فاصطالح » ‪ « Décomptes provisoire‬هو إذن "البيان المؤقت"‪ ،‬و تنص المادة ‪ 42‬من الدفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على‬
‫صفقات األشغال بنفس االصطالح » ‪ ، « Décomptes annuels et Décomptes définit ifs‬وتعني "تفصيل الحسابات السنوية والنهائية"‪،‬‬
‫واألخذ بالمفهوم المادة ‪-7-76‬د تعني البيان السنوي و النهائي‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫على أساس محاضر و كشوف (اللوائح و البيانات)‪ ،‬و بالتالي اعتبر محرري دفتر الشروط اإلدارية العامة‬
‫المطبقة على صفقات األشغال لسنة ‪ 2584‬تفصيل الحسابات المؤقتة مجرد دفعات على الحساب‬
‫‪ ،Acompte‬و يعني أن الدفعات على الحساب هي تسديدات مؤقتة‪ ،‬و تشبه الدفع على رصيد الحساب‬
‫المؤقت‪ ،‬و بالرجوع إلى شروط ال دفعات على الحساب‪ ،‬يجب أن يثبت المتعامل المتعاقد تنفيذ جزئي‬
‫لمقاولته‪ ،‬و كما سبق ذكره أن الدفعات على الحساب هي مبالغ مدفوعة للمقاول مقابل االنجاز أو التنفيذ‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 49‬في الشطر األول من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال لسنة‬
‫‪ 2584‬تحت عنوان "الدفعات ‪ ،"Acompte‬أنه يجري نسق تأدية الدفعات على نفس النسق المحدد لتهيئة‬
‫الحسابات التفصيلية المؤقتة‪.‬‬
‫و تنص المادة ‪ 40‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على األشغال لسنة ‪ ،2584‬تحت عنوان‬
‫"تفصيل الحسابات المؤقتة"‪ ،‬كاآلتي‪...":‬في حالة عدم وجود نص مخالف في دفتر الشروط المشتركة أو‬
‫دفتر الشروط الخصوصية يجري شهريا باالستناد إلى اللوائح أو البيانات المقبولة من اإلدارة وفقا لنص‬
‫المادة ‪ 75‬أعاله‪ ،‬إعداد حساب تفصيل مؤقت باألشغال المنفذة و التموينات المنجزة يكون بمثابة محضر‬
‫موضوع من المصلحة(‪ )1‬يتخذ أساسا للتأديات على الحساب إلى المقاول‪ ،"...‬ودفع على رصيد الحساب‬
‫المؤقت‪ ،‬هنا يكون بالنسبة للتسليم الجزئي للمنشأة (البناء)‪ ،‬التي ينجزها مقاول األشغال‪ ،‬و التي يشرف‬
‫عليها مقاول الدراسات (صاحب العمل)‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪ -)2‬التسوية على رصيد الحساب النهائي ‪Règlement pour solde définitif‬‬
‫و يتم بموجبها تسديد المبلغ المتفق عليه مخصوم من كل الرسوم‪ ،‬و بعد تطبيق عملية التحيين‬
‫والمراجعة‪ ،‬و االقتطاعات المختلفة‪ ،‬و عبر عنه دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات‬
‫األشغال لسنة ‪ ،2584‬بـ" حساب مفصل عام و نهائي ‪ ،"un décompte général et définitif‬حيث تشير‬

‫و تنص المادة ‪ 42‬الشطر أ فقرة ‪ 7‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال لسنة ‪ ،2584‬أن المبلغ الكلي للصفقة يحدد‬
‫بموجب حساب مفصل عام و نهائي‪،« Le montant total du marché est fixé par un décompte général et définitif » ،‬‬
‫ونستخلص أن مصطلح » ‪ « Décompte‬يعني " تفصيل الحسابات"‪.‬‬
‫(‪ )1‬إن التعبير الذي جاءت به الفقرة األخيرة من الشطر األول من المادة ‪ ،40‬غير مالئم بحيث جاء كاآلتي‪...":‬باالستناد إلى اللوائح أو البيانات‬
‫المقبولة من اإلدارة وفقا لنص المادة ‪ 75‬أعاله‪ ،‬إعداد حساب تفصيل مؤقت باألشغال المنفذة و التموينات المنجزة تعد بمثابة محضر الخدمة المنفذة‬
‫يتخذ أساسا لدفع الدفعات إلى المقاول"‪ ،‬وهذا ما يفهم من خالل االطالع على نفس النص الصادر باللغة الفرنسية‪ ،‬بحيث ينص كاآلتي‪:‬‬
‫‪Article 40. « Décomptes provisoires », 1- Sauf stipulation contraire du cahier des prescriptions communes ou du cahier des‬‬
‫‪prescriptions spéciales, il est dressé mensuellement et à partir des attachements ou des situations admis par l’administration‬‬
‫‪comme il est dit à l’article 39 ci-dessus, un décompte provisoire des travaux exécutés et des approvisionnements réalisés‬‬
‫‪valant procès-verbal de service fait, et servant de base aux versements d’acomptes à l’entrepreneur. », Cahier des clauses‬‬
‫‪administratives générales applicables aux marchés de travaux du ministère de la reconstruction, des travaux publics et des‬‬
‫‪transports, J.O.R.A.D.P. du vendredi 11 décembre 1964, n°101, p.1289.‬‬
‫(‪ )2‬تنص المادة ‪ 65‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬في فقرتها األولى أنه‪" :‬يتعين على المصلحة المتعاقدة أن تقوم بصرف الدفعات على‬
‫الحساب أو التسوية النهائية‪ ،"...‬ففي العبارة األولى المسطرة هل يقصد المشرع من ذلك "الدفع على الحساب" أم "التسوية على رصيد الحساب"‪،‬‬
‫فإذا كان يقصد من صرف الدفعات على حساب (مع اإلشارة أنه ال يقصد "على حساب المتعامل" ‪ sur le compte du cocontractant‬بما أنها‬
‫وردت بالعبارة التالية ‪ Mandatement des acomptes‬التسوية على رصيد الحساب)‪ ،‬علما أن التسوية على رصيد الحساب يعني في نص‬
‫المادة ‪ 68‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬الصادر باللغة الفرنسية ‪ ،Règlement pour solde provisoire‬أما التسوية النهائية‬
‫‪ Règlement pour solde définitif‬تعني في نص المادة ‪ 68‬من نفس المرسوم كلمة ‪ ،Solde‬و بالتالي هل يطرح المشرع مبدأ دفع فوائد‬
‫التأخير بالنسبة لدفوعات على الحساب ‪ Les acomptes‬في حالة تأخر في تسديد هذه الدفوعات على الحساب‪ ،‬ألن كلمة ‪ Solde‬الواردة في نص‬
‫المادة ‪ 65‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬الصادر باللغة الفرنسية تعني "التسوية النهائية"‪ ،‬ففي نص المادة ‪ 65‬من قانون الصفقات العمومية‬
‫لسنة ‪ 1020‬فإن المشرع يتكلم على قاعدة صرف الدفوعات ‪ Mandatement‬سواء تعلق األمر بالتسوية النهائية أو دفع على الحساب‪ ،‬فهو يتكلم‬
‫على عملية الدفع‪ ،‬و ليس موضوع الدفع‪.‬‬
‫علما أن هذه الفكرة يمكن التأكد منها من خالل نص المادة ‪ 45‬الشطر "ب" المطة ‪ 2‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال‬
‫المتعلقة بوزارة تجديد البناء واألشغال العمومية و النقل لسنة ‪ ،2584‬التي جاءت كاآلتي‪..." :‬إلجراء التدقيقات التي تخول حقا في قبض التسبيق (و يقصد‬
‫هنا بدفع على الحساب) أوفي دفع الرصيد‪.« Art.49-B.1-…ouvrant droit à acompte ou à paiement pour solde… » = "...‬‬
‫فالصرف أو الحوالة ‪ Mandatement‬هي مجرد العملية ‪ une opération‬تخص إما دفع المؤقت أو النهائي لمبلغ معين سواء تعلق بالمبلغ اإلجمالي‬
‫أو الجزئي‪ ،‬ويمكن أن يتم صرف دفع على الحساب‪ 2‬و لكن ال يمكن إنكار أن المشرع عبر كافة فقرات المادة ‪ 65‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪-20‬‬
‫‪ 178‬يتكلم على صرف دفوعات على الحساب‪ ،‬و أنه يقصد الدفع النها ئي‪ ،‬مما يدعو القول أنه البد من إعادة النظر في نص المادة إلصالح الخلط‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫المادة ‪ 42‬الشطر(أ) المطة ‪ 7‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال‪ ،‬أن المبلغ‬
‫الكلي للصفقة يحدد بموجب حساب مفصل عام و نهائي(‪.)1‬‬
‫مع اإلشارة أن نص المادة ‪ 42‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال لسنة‬
‫‪ 2584‬تتكلم عن الحسابات التفصيلية بالنسبة ألشغال الهندسة المدنية‪ ،‬و البناء‪ ،‬و تنص على تحرير‬
‫حساب تفصيلي جزئي نهائي عند االستالم المؤقت(‪ ،)2‬ففي هذه الحالة نكون أمام التسوية على رصيد‬
‫الحساب المؤقت‪.‬‬
‫و من اآلثار الرئيسية لتسوية حساب الرصيد النهائي هو رد اقتطاعات الضمان‪ ،‬و شطب الكفاالت‬
‫التي كونها صاحب العمل (المتعامل المتعاقد) لصالح صاحب المشروع العمومي(‪.)3‬‬
‫و يتعين على صاحب المشروع العمومي أن يقوم بصرف الدفعات على الحساب‪ ،‬أو التسوية النهائية‪،‬‬
‫في أجل ال يمكن أن يتجاوز ثالثين (‪ )70‬يوما ابتداء من استالم الكشف (أو الفاتورة)‪ ،‬غير أنه يمكن تحديد‬
‫أجل أطول لتسوية بعض أنواع الصفقات بقرار من الوزير المكلف بالمالية‪ ،‬دون أن يتجاوز ذلك األجل‬
‫شهرين(‪ ،)4‬و بهذا سنتناول عملية الدفع‪ ،‬و اآلثار المترتبة عن مخالفة آجال الدفع‪.‬‬

‫ب ‪ -‬عملية الدفع في صفقة إدارة المشروع‬


‫إن عملية دفع األجرة في الصفقات العمومية هي عملية تنفيذ نفقات التجهيز العمومي طبقا لقانون رقم‬
‫‪ 12-50‬المتعلق بالمحاسبة العمومية‪ ،‬و تتم عن طريق اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫إجراء االلتزام ‪ :Engagement‬هو ذلك اإلجراء الذي يتم بموجبه إثبات نشوء الدين ‪.‬‬
‫التصفية ‪ :Liquidation‬تسمح هذه العملية بالتحقيق على أساس الوثائق الحسابية‪ ،‬و تحديد المبلغ للنفقات‬
‫العمومية(‪.)6‬‬
‫األمر بالصرف أو تحرير الحوالة ‪ :L’ordonnancement ou le mandatement‬هو اإلجراء الذي يأمر‬
‫بموجبه دفع النفقات العمومية(‪.)7‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Art.41-A.3- « Le montant total du marché est fixé par un décompte général et définitif », Cahier des clauses‬‬
‫‪administratives générales applicables aux marchés de travaux du ministère de la reconstruction, des travaux publics et des‬‬
‫‪transports, Approuvée par arrêté du 21 novembre 1964, J.O.R.A.D.P., du Vendredi 11 décembre 1964, n° 101, p.1289.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 42‬الشطر "ب" من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال لسنة ‪ 2584‬أنه‪ " :‬فيما يخص األشغال المنفذة بمقتضى‬
‫تطبيقات البناء"‪:‬‬
‫‪ – 2‬يوجه المقاول في نهاية كل سنة إلى المهندس أو المهندس المعماري بيانا مفصال باألشغال المنفذة منذ بدء الصفقة إذا اشترط عليه ذلك في دفتر الشروط‬
‫المشتركة أو دفتر الشوط الخصوصية‪ ،‬و يقسم ذلك البيان على قسمين‪:‬‬
‫يشتمل القسم األول على األشغال و قطع األشغال التي يمكن حصر قياسها النهائي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يشتمل القسم الثاني على األشغال أو قطع األشغال التي لم يمكن إعداد حالتها إال بصورة مؤقتة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ – 1‬عندما تستعمل اإلدارة حق حيازة بعض أقسام األشغال قبل إكمال تمام األشغال فيجب أن يسبق تلك الحيازة استالم مؤقت مسبق يقوم بمقتضاه المقاول على إثر‬
‫ذلك بإرسال البيان اإلجمالي و التفصيلي باألشغال المنفذة منذ بدء تنفيذ الصفقة إلى المهندس أو المهندس المعماري‪.‬‬
‫‪ – 7‬يوجه المقاول في جميع األحوال إلى المهندس أو المهندس المعماري في أجل ستة أساب يع يسري ابتداء من تاريخ االستالم المؤقت بيانا إجماليا كامال ومفصال‬
‫بجميع األشغال المنفذة‪.‬‬
‫‪ – 4‬بعد إجراء تدقيق البيانات المشار إليها بالمقاطع ‪ 2‬و ‪ 1‬و ‪ 7‬أعاله‪ ،‬و تصحيحها إن اقتضى الحال ذلك يقوم المهندس أو المهندس المعماري بتهيئة الحسابات‬
‫التفصيلية السنوية و النهائية و يجري من التطبيق الخاص بالحسابات التفصيلية للقواعد المبسوطة في المقطع "أ" من هذه المادة‪.‬‬
‫و على كل‪ ،‬أن أجل الثالثة أشهر المحددة بالمقطع أ‪ 20-‬يسري حسابه ابتداء من تاريخ تسليم البيان اإلجمالي الكامل و التفصيلي المشار إليه بالمقطع ب‪ 7-‬أعاله‪.‬‬
‫‪ – 9‬يقوم المقاول بتسليم البيانات المتعلقة باألشغال المنفذة على مقتضى تطبيقات البناء للمهندس أو المهندس المعماري‪ .‬و في حال تأخر المقاول عن التسليم يجوز‬
‫لإلدارة القيام بإعدادها تلقائيا على نفقة المقاول‪.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫المادة ‪ 62‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر‬
‫سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫المادة ‪ 65‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫المادة ‪ 25‬من القانون رقم ‪ 12-50‬المؤرخ في ‪ 29‬غشت سنة ‪ ،2550‬المتعلق بالمحاسبة العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 29‬غشت سنة ‪،2550‬‬
‫العدد ‪ ،79‬ص‪.2272.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ 12-50‬المؤرخ في ‪ ،2550/06/29‬المتعلق بالمحاسبة العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،2550/06/29 ،.‬ع‪ ،79.‬ص‪.2272.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ 12-50‬المؤرخ في ‪ ،2550/06/29‬المتعلق بالمحاسبة العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،2550/06/29 ،.‬ع‪ ،79.‬ص‪.2272.‬‬

‫‪179‬‬
‫الدفع ‪ :Le paiement‬يعد الدفع اإلجراء الذي يتم بموجبه إبراء الدين العمومي(‪ ،)1‬و هي المرحلة التالية‬
‫لمرحلة رقابة المحاسب العمومي على توفر شروط الدفع بعد عملية االلتزام بالنفقة‪ ،‬و التصفية‪ ،‬وبموجب‬
‫األمر بالصرف الذي يوجه له يتأكد من وجود العناصر(‪ )2‬اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬مطابقة العملية مع القوانين و األنظمة المعمول بها‪،‬‬
‫‪ -‬صفة اآلمر بالصرف أو المفوض له‪،‬‬
‫‪ -‬شرعية عمليات تصفية النفقات‪،‬‬
‫‪ -‬توفر االعتمادات‪،‬‬
‫‪ -‬أن الديون لم تسقط آجالها أو أنها محل معارضة‪،‬‬
‫‪ -‬الطابع اإلبرائي للدفع‪،‬‬
‫‪ -‬تأشيرات عمليات المراقبة التي نصت عليها القوانين و األنظمة المعمول بها‪،‬‬
‫‪ -‬الصحة القانونية للمكسب اإلبرائي‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الدفع إذن هو المرحلة التي يتم فيها انقضاء الدين ‪ ،‬و الذي يعد االلتزام الرئيسي لصاحب المشروع‪،‬‬
‫وتجدر المالحظة أن صرف الدفوعات ‪ Mandatement‬في قانون المحاسبة العمومية يصطلح بـ "تحرير‬
‫الحواالت"‪ ،‬و يجعله مرادفا لـ "األمر بالصرف"‪ ،‬و تعرفه المادة ‪ 12‬من قانون رقم ‪ 12-50‬الذي يتعلق‬
‫بالمحاسبة العمومية أنه‪" :‬يعد األمر بالصرف أو تحرير الحواالت اإلجراء الذي يأمر بموجبه دفع النفقات‬
‫العمومية"(‪ ،)4‬بحيث يعطي اآلمر بالصرف أمرا للمحاسب العمومي بدفع النفقات(‪ )5‬بعد إيفائه االلتزامات‬
‫الواردة في المادة ‪ 78‬من قانون رقم ‪ ،12-50‬مما يطرح التساؤل حول صرف الدفوعات المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 22‬من قانون الصفقات العمومية‪ ،‬هل هي إجراء الذي تأمر فيه عملية الدفع أم موضوع‬
‫الدفع أو يقصد بها الدفع؟‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن الدفع يتم بعد حصول صاحب المشروع العمومي بصفته آمر بالصرف على‬
‫تأشيرة من قبل لجنة الصفقات‪ ،‬يبقى عليه أن يحصل على تأشيرة المراقب المالي (المادة ‪ 8‬من المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ ،))6(424-51‬و المحاسب العمومي الذي يحقق في مطابقة العملية المزمع انجازها مع تنظيم‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬و توفر االعتمادات المالية(‪.)7‬‬
‫‪ - 1‬طريقة الدفع أو وسائل الدفع‬
‫و نقصد هنا بوسائل الدفع أداة تسمح بتحويل األموال‪ ،‬و الوسائل المستعملة عمليا في الجزائر هي‬
‫الصكوك و التحويل(‪ ،)8‬و هناك عدة طرق أو وسائل لدفع المستحقات المالية للمتعامل المتعاقد (صاحب‬
‫العمل)‪ ،‬و نص المرسوم التنفيذي رقم ‪ 262-20‬المؤرخ في ‪ 27‬يوليو سنة ‪ ،1020‬الذي يحدد الحد‬
‫المطبق على عمليات الدفع التي يجب أن تتم بوسائل الدفع‪ ،‬و عن طريق القنوات البنكية و المالية(‪ ،)9‬في‬

‫( ‪)1‬‬
‫المادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 12-50‬المؤرخ في ‪ ،2550/06/29‬المتعلق بالمحاسبة العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،2550/06/29 ،.‬ع‪ ،79.‬ص‪.2272.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المادة ‪ 78‬من القانون رقم ‪ 12-50‬المؤرخ في ‪ ،2550/06/29‬المتعلق بالمحاسبة العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،2550/06/29 ،.‬ع‪ ،79.‬ص‪.2272.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪« Art.- 22. Le paiement est l’acte libératoire de la dépense publique. », Loi n°90-21 du 15/08/1990,‬‬
‫‪J.O.R.A.D.P., du 15/08/1990, n°35.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪« Art.- 21. L’ordonnancement ou le mandatement est l’acte par lequel est donné l’ordre de payer la dépense‬‬
‫‪publique. », Loi n°90-21 du 15/08/1990, J.O.R.A.D.P., du 15/08/1990, n°35.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), op.cit., n°8, ph.107, p.302.‬‬
‫(‪ )6‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 424-51‬المؤرخ في ‪ 24‬نوفمبر سنة ‪ ،2551‬الذي يتعلق بالرقابة السابقة للنفقات التي يلتزم بها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫األحد ‪ 29‬نوفمبر سنة ‪ ،2551‬العدد ‪ ،61‬ص‪.1202.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪BANQUE MONDIALE, Rapport Analytique sur la passation des marchés en Algérie, op.cit., .n°87, p.21.‬‬
‫(‪ )8‬و في هذا المجال أنظر إلى النص اآلتي‪:‬‬
‫نظام رقم ‪ 02-02‬المؤرخ في ‪ 7‬فبراير سنة ‪ ،1002‬الذي يتعلق بالقواعد المطبقة على المعامالت الجارية مع الخارج و الحسابات بالعملة الصعبة‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 27‬مايو سنة ‪ ،1002‬العدد ‪ ،72‬ص‪.24.‬‬
‫(‪ )9‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 24‬يوليو سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،47‬ص‪.21.‬‬

‫‪180‬‬
‫المادة ‪ 1‬منه‪ ،‬على أنه يجب أن يتم كل دفع يتجاوز مبلغ خمسمائة ألف دينار (‪ 9002000‬د‪.‬ج) بواسطة‬
‫وسائل الدفع اآلتية‪ :‬الصك‪ ،‬التحويل‪ ،‬بطاقة الدفع‪ ،‬االقتطاع‪ ،‬السفتجة‪ ،‬سند ألمر‪ ،‬و كل وسيلة دفع كتابية‬
‫أخرى‪ .‬كما يسري هذا اإللزام على عمليات الدفع الجزئية للدين نفسه المجزأ إراديا و الذي يفوق مبلغه‬
‫اإلجمالي الحد السابق الذكر(‪ ،)1‬و لم تحصر عمليات الدفع‪ ،‬و إنما عددت البعض منها‪ ،‬ونالحظ أن معظم‬
‫هذه الوسائل ذات طبيعة تجارية منها "السفتجة"(‪.)2‬‬
‫و يميز بين نوعين رئيسيين من وسائل الدفع‪ ،‬و هي‪ :‬الدفع بوسائل نقدية ‪Paiement en instruments‬‬
‫‪ ،monétaires‬و الدفع بواسطة المستندات أو الوثائق ‪ ،Paiements en monnaie Scripturale‬وتتمثل هذه‬
‫األخيرة في العمليات البنكية المتعلقة باالقتطاع من الحساب البنكي‪ ،‬أو تقديم الشيك‪ ،‬أو بطاقة‬
‫االئتمان‪...،‬الخ(‪.)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫إال أن المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬نص على الطريقة التي يتم الدفع بها صرف الدفعات‬
‫‪ Mandatement‬سواء عن طريق الحوالة ‪ ،)5(émission du mandat‬و هناك وسيلة أنجع وهي طريقة‬
‫التحويل(‪ Virement )6‬من حساب صاحب المشروع العمومي (بعد خضوعه إلجراءات الرقابة بحيث‬
‫يصادق عليها المحاسب العمومي‪ ،‬و المراقب المالي) إلى الحساب التجاري أو حساب ‪()7(INR‬بالنسبة‬
‫لمكاتب الدراسات غير المقيمة في الجزائر)‪ ،‬أو حساب ‪ )8(CEDAC‬لصاحب العمل(‪ ،)9‬ويتم التحويل لدى‬
‫بنك المتعامل المتعاقد "صاحب العمل" في حسابه الخاص‪ ،‬و هو بنك محل الوفاء‪.‬‬
‫أما عملة الدفع هي عملة الدينار الجزائري‪ ،‬أو بالعملة الصعبة‪ ،‬و بالنسبة لألجانب يتم الدفع بالعملة‬
‫الجزائرية‪ ،‬و بعدها يتم تحويلها إلى العملة األجنبية‪ ،‬أو االتفاق على أن تكون بالعملة األجنبية‪ ،‬فاألصل‬
‫تطبيق أحكام الصرف المتعلقة بالعملة الجزائرية‪ .‬و تشهد العملة الجزائرية انخفاض بنسبة ‪ %2252‬أمام‬
‫عملة الدوالر األمريكي‪ ،‬بمبلغ ‪ 72,19‬د‪.‬ج للدوالر الواحد‪ ،‬و تحسن بنسبة ‪ %9285‬أمام عملة األوروبية‪،‬‬
‫بمبلغ ‪ 94,16‬د‪.‬ج لألورو الواحد‪ ،‬خالل الفصل األول من سنة ‪ ،)10( 1005‬بالمقارنة مع الفصل األول‬
‫لسنة ‪.1006‬‬

‫(‪ )1‬و يقع نفس االلتزام ع لى صاحب المشروع العمومي‪ ،‬بحيث تنص المادة ‪ 7‬من نفس المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،262-20‬أنه يتعين على اإلدارات‪،‬‬
‫والهيئات العمومية‪ ،‬والمؤسسات التي تسير خدمة عامة‪ ،‬و كذا المتعاملين العموميين‪ ،‬و الخواص قبول تسوية التبادالت‪ ،‬و الفاتورات‪ ،‬و الديون‬
‫بوسائل الدفع الكتابية‪ ،‬طبقا للمادة ‪ ،1‬و يشير المرسوم في المادة ‪ 9‬منه أنه يسري مفعول هذا المرسوم ابتداء من ‪ 72‬مارس سنة ‪.1022‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫و كانت المؤسسات العمومية ذات الطابع االقتصادي‪ -‬في ظل قانون الصفقات المتعامل العمومي لسنة ‪ -2561‬تستعمل السندات التجارية في المعامالت التجارية مع متعاملين‬
‫عموميين آخرين‪ 2‬أنظر المرسوم رقم ‪ 725-67‬مؤرخ في ‪ 2‬مايو سنة ‪ ،2567‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 20‬مايو سنة ‪ ،2567‬العدد ‪ ،25‬ص‪.2712.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Carbonnier (Jean), Droit civil ; Les obligations, Thémis, PUF, 1956, 21 e édition refondue, juillet 1998. n°331, p.549.‬‬
‫(‪ )4‬صرف الدفوعات تعني "‪ "Mandatement‬في نص المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬الصادر باللغة الفرنسية‪ ،‬و في قانون المحاسبة العمومية‬
‫يصطلح بـ "تحرير الحواالت" ويجعله مرادفا لـ "األمر بالصرف"‪ ،‬و تعرفه المادة ‪ 12‬من قانون رقم ‪ ،12- 50‬الذي يتعلق بالمحاسبة العمومية أنه‪:‬‬
‫"يعد األمر بالصرف أو تحرير الحواالت اإلجراء الذي يأمر لموجبه دفع النفقات العمومية"‪ ،‬و بمعنى آخر فإن كلمة "‪ "Mandatement‬تعني‬
‫تحرير الحواالت أي العملية التي تتم فيها "‪ ،"émission du mandat‬فكلمة "‪ "Mandat‬تعني في المجال المالي "الحوالة"‪.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫المادة ‪ 4/65‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪BOUCHON (D.), COSSALTER (P.), LES MARCHES DE MAITRISE D’ŒUVRE dans la construction‬‬
‫‪publique, op.cit., n°8, ph.107, p.302.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Compte Intérieur Non Résident.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪Compte en Dinars Algériens convertibles.‬‬
‫(‪ )9‬و كان يتم الدفع عن طريق دائنية الحسابات المفتوحة بإ سم األشخاص الطبيعيين أو المعنويين الحائزين لصفقات في دفاتر المصارف األولية‬
‫الوطنية‪ ،‬أو مركز الشيكات البريدية لمدينة الجزائر‪ ،‬أو الخزينة العمومية‪ ،‬و ذلك بدون اعتبار لكل أحكام تعاقدية مخالفة‪( ،‬المادة األولى من القرار‬
‫المؤرخ في ‪ 6‬غشت ‪،2520‬الذي يتعلق بكيفيات تسديد الحسابات لفائدة المؤسسات الحائزة لصفقات أواتفاقيات مبرمة مع الدولة‪ ،‬أوالجماعات المحلية‪ ،‬أوالمؤسسات‪،‬‬
‫والمكاتب العمومية‪ ،‬أوالشركات الوطنية‪ ،‬أوالشركات المختلطة‪ ،‬التي يكون نصف رأسمالها على األقل في حيازة الدولة بصفة مباشرة أوغير مباشرة‪ ،‬ج‪2‬ر‪ ،2‬بتاريخ‬
‫الثالثاء ‪ 19‬غشت ‪،2520‬ع‪،21 2‬ص‪.)2065.‬أنظر كذلك‪ :‬اإلعالن رقم ‪ 22‬الصادرعن وزير المالية‪ ،‬ج‪2‬ر‪ ،‬بتاريخ أول يناير سنة ‪ ،2524‬العدد األول‪ ،‬ص‪.5.‬‬
‫(‪)10‬‬
‫‪« Le dinar algérien s’est échangé pour les transactions commerciales au cours du premier trimestre 2009 en moyenne à‬‬
‫‪72,19 DA pour un dollar US et à 94,16 DA pour un euro, contre 66,44 DA pour un dollar US et 99,53 DA pour un euro pour‬‬
‫‪la même période 2008. Ces évolutions montrent que la monnaie nationale s’est dépréciée de 7,97% par rapport au dollar US‬‬
‫‪et s’est appréciée de 5,69% par rapport à l’euro au cours du premier trimestre 2009 relativement à la même période de‬‬
‫‪l’année précédente.», Le comportement des principaux indicateurs macroéconomiques et financier au premier trimestre 2009,‬‬
‫‪direction général de la prévision des politiques, ministère des finances, DRI/juillet 2009, p.7.‬‬

‫‪181‬‬
‫‪ - 2‬آجال الدفع و فوائد التأخير ‪Intérêt Moratoire‬‬
‫إن آجال الدفع ضرورية و يجب أن تحدد في الصفقة‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 7/65‬من المرسوم الرئاسي‬
‫رقم ‪ 178-20‬بأنه‪" :‬يحدد أجل صرف الدفوعات في الصفقة"‪ ،‬إال أن قانون الصفقات العمومية منح‬
‫لصاحب المشروع العمومي (المصلحة المتعاقدة) آجال يقوم فيها اإلثبات الذي يعطي الحق في الدفع‪ ،‬حيث‬
‫تنص المادة ‪ 66‬أنه‪" :‬يجب أن تحدد الصفقة اآلجال المخولة للمصلحة المتعاقدة لتقوم بعمليات اإلثبات التي‬
‫تعطي الحق في الدفع‪ .‬و يبدأ سريان اآلجال اعتبارا من تقديم حائز الصفقة طلبا بذلك مدعما بالمبررات‬
‫الضرورية"‪ ،‬و هذه األخيرة تكون إما باستالم الكشف ‪ Situation‬أو الكشوف(‪( )1‬الفاتورة ‪ Facture‬تكون‬
‫بالنسبة لصفقات التوريدات)‪.‬‬
‫أما مدة اآلجال المخولة لصاحب المشروع العمومي نصت عليها المادة ‪ 65‬من قانون الصفقات‬
‫العمومية لسنة ‪ ،1020‬و هي ثالثين (‪ )70‬يوما (على األكثر) تسري ابتداء من استالم الكشف (أو‬
‫الفاتورة)‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 65‬أنه‪" :‬يتعين على المصلحة المتعاقدة أن تقوم بصرف الدفعات على‬
‫الحساب أو التسوية النهائية‪ ،‬في أجل ال يمكن أن يتجاوز ثالثين (‪ )70‬يوما ابتداء من استالم الكشف أو‬
‫الفاتورة‪ ،"...‬إال أن المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬أجاز تحديد أجل أطول لتسوية بعض أنواع الصفقات‬
‫بموجب قرار من الوزير المكلف بالمالية(‪ ،)2‬و ال يمكن أن يتجاوز هذا األجل شهرين‪ ،‬و منه يتعين على‬
‫صاحب المشروع العمومي (المصلحة المتعاقدة) أن يقوم بصرف الدفعات على الحساب أو التسوية‬
‫النهائية‪ .‬ويعلم صاحب المشروع العمومي صاحب العمل (المتعامل المتعاقد) كتابيا بتاريخ الدفع‪ ،‬يوم‬
‫إصدار الحوالة(‪.)3‬‬
‫و نصت المادة ‪ 45‬الشطر "ب" المطة األولى من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات‬
‫األشغال المتعلقة بوزارة تجديد البناء واألشغال العمومية و النقل لسنة ‪ ،)4(2584‬تحت عنوان‪" :‬آجال‬
‫تدقيقات الحقوق الواجبة التأدية"‪ ،‬المقطع "ب‪ -‬األشغال المنفذة على مقتضى تطبيقات البناء"(‪" )5‬أن اآلجال‬
‫المفتوحة ‪...‬إلجراء التدقيقات التي تخول حقا في قبض التسبيق ‪( Acompte‬و يقصد هنا بدفع على‬
‫الحساب) أو في دفع الرصيد حسب مفهوم المقطع األول من المادة ‪ 11‬من المرسوم رقم ‪409-97‬‬
‫المؤرخ في ‪ 22‬مايو سنة ‪ 2597‬محددة بشهرين(‪.)6‬‬
‫‪ -1‬أن األقساط الدورية‪ ،‬أو القسط النهائي الذ ي يبدأ سريان آجالها حسب مفهوم المقطع ‪ 1‬من نفس المادة‬
‫هي‪:‬‬

‫(‪ )1‬نصت المادة ‪ 40‬فقرة األولى من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المتعلقة بوزارة تجديد البناء واألشغال العمومية‬
‫والنقل (الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪ ،)42.‬تحت عنوان‪" :‬تفصيل الحسابات المؤقتة" أنه‪" :‬في حالة عدم‬
‫وجود نص مخالف في دفتر الشروط المشتركة أو دفتر الشروط الخصوصية يجري شهريا باالستناد إلى اللوائح ‪ attachement‬أو البيانات‬
‫‪ Situations‬المقبولة من اإلدارة وفقا لنص المادة ‪ 75‬أعاله‪ ،‬إعداد حساب تفصيل مؤقت باألشغال المنفذة و التموينات المنجزة يكون بمثابة محضر‬
‫موضوع من المصلحة ‪ valant procès-verbal de service fait‬يتخذ أساسا للتاديات على الحساب إلى المقاول"‪.‬‬
‫(‪ )2‬و لم يصدر بعد أي قرار وزاري في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬يحدد هذه الصفقات‪.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫المادة ‪ 7/65‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪ )4‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،2589‬العدد ‪ ،8‬ص‪.42.‬‬
‫(‪ )5‬األشغال المنفذة على مقتضى تطبيقات الهندسة المدنية نصت عليه المادة ‪ 45‬الشطر "أ" المطة ‪ 2‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪.2584‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪« Art. 22. – Le marché doit préciser les délais ouverts à l’administration contractante pour procéder aux‬‬
‫‪constations ouvrant droit à acomptes ou a payement pour solde. Les délais courent à partir des termes‬‬
‫‪périodiques ou du terme final, fixés par le marché, et lorsque le marché n’a pas fixé de tels termes, à partir de la‬‬
‫‪demande du titulaire appuyé, si besoin est, des justifications nécessaires. L’absence de constatation quinze jours‬‬
‫‪après l’expiration du délai ouvre droit automatiquement, lorsqu’elle est imputable à l’administration, à des‬‬
‫‪intérêts moratoires, calculés depuis le jour qui suit l’expiration du délai jusqu’à celui de la constatation. »,‬‬
‫‪Décret n°53-405 du 11 mai 1953 relatif au règlement des marchés de l’état et des établissements publics‬‬
‫‪nationaux non soumis aux lois et usages du commerce, JORF du mardi 12 mai 1953, n°111, p.4316., modifié par‬‬
‫‪le Décret n°53-1199 du 28 novembre 1953, J.O.R.F., du vendredi 4 décembre 1953, n°206, p.10815.‬‬

‫‪182‬‬
‫‪-‬بالنسبة للحسابات التفصيلية المؤقتة و الشهرية‪ ،‬في نهاية الشهر الذي يجري خالله تسلم بيان األشغال‬
‫الموجه من قبل المهندس‪.‬‬
‫‪-‬بالنسبة آلخر حساب تفصيلي مؤقت‪ ،‬بعد ثالثة أشهر من تقديم البيان األخير الذي يجب إعداده عقب‬
‫االستالم المؤقت‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للحساب التفصيلي الخاص بالرصيد‪ ،‬تاريخ االستالم النهائي(‪.)1‬‬
‫‪ -7‬على كل‪ ،‬ال يجوز إجراء المشاهدات الخاصة بإعداد الحساب التفصيلي عن الرصيد قبل انقضاء أجل‬
‫ثالثة أشهر يلي استالم اإلدارة للبيان اإلجمالي المشار إليه بالمقطع ب‪ 7-‬من المادة ‪.)2(42‬‬
‫‪ -4‬يجب إعالم المقاول كتابة‪ ،‬و في اآلجال المحددة بالمقطع ب‪ 2-‬و ب‪ 1-‬من هذه المادة باألسباب التي‬
‫تمتنع فيها اإلدارة عن إجراء المشاهدات‪ ،‬و في الحالة التي تكون فيها تلك األسباب من فعل المقاول‪،‬‬
‫فيكون بدء األجل هو اليوم الذي تزول فيه تلك األسباب"‪.‬‬
‫و التساؤل الذي يطرح في هذا المجال حول سبب وجود هذا المبدأ‪ ،‬أي عملية التدقيق لمنح الدفعات‬
‫على الحساب‪ ،‬و اآلجال المتاحة لذلك؟ و هذا منطقي‪ ،‬بما أن المادة ‪ 48‬السالفة الذكر تنص مبدأ التحقق‬
‫على كل من الدفع على الرصيد‪ ،‬و على الدفعات على الحساب ‪.Acomptes‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أنه في ظل المرسوم رقم ‪ 249-61‬المؤرخ في ‪ 20‬ابريل سنة ‪ ،2561‬الذي‬
‫ينظم الصفقات التي يبرمها المتعامل العمومي(‪ ،)3‬كانت مدة اآلجال المخولة لصاحب المشروع العمومي‬
‫هي أربعين (‪ )40‬يوما (على األكثر)‪ ،‬و هذا من خالل تعليمة وزارية مشتركة رقم ‪ 1‬الصادرة بتاريخ ‪25‬‬
‫مايو سنة ‪ ،2568‬التي تحدد نظام دفع كشوف األشغال(‪ ،)4‬و التي تنص على فتح لصالح المتعامل المتعاقد‬
‫الفوائد التأخيرية في حالة عدم الدفع في أجل أربعين (‪ )40‬يوما‪.‬‬
‫و ال يمكن توقيف األجل ثالثين (‪ )70‬يوما إال مرة واحدة‪ ،‬و عن طريق إرسال رسالة موصى عليها‬
‫مع طلب إشعار باالستالم إلى المتعامل المتعاقد ثمانية (‪ )6‬أيام على األقل من انقضاء األجل‪ ،‬لتطلعه على‬
‫األسباب المنسوبة إليه‪ ،‬و التي تبرر رفض صرف الدفعات‪ ،‬كما تبين على الخصوص‪ ،‬الوثائق الواجب‬
‫تقديمها أو استكمالها‪ ،‬و يجب أن توضح هذه الرسالة بأنها تهدف إلى توقيف أجل صرف الدفعات إلى غاية‬
‫تقديم المتعامل المتعاقد‪ ،‬بواسطة رسالة موصى عليها مع طلب إشعار باالستالم يتضمن جدول الوثائق‬
‫المرسلة‪ ،‬لجميع التبريرات التي طلبت منه(‪.)5‬‬
‫و ال يمكن أن يفوق األجل المتاح لصاحب المشروع (المصلحة المتعاقدة) لصرف الدفعات ابتداء من‬
‫تاريخ نهاية التوقيف بأي حال من األحوال خمسة عشر (‪ )29‬يوما‪ .‬و في حالة عدم االتفاق على مبلغ‬
‫الدفع على الحساب أو على الرصيد‪ ،‬يتم صرف الدفعات على أساس مؤقت للمبالغ المقبولة من صاحب‬
‫المشروع (المصلحة المتعاقدة)‪ ،‬و إذا كانت المبالغ المدفوعة تقل عن المبالغ المستحقة في النهاية للمستفيد‪،‬‬
‫يحق لهذا األخير استالم فوائد على التأخير تحسب على أساس الفرق المسجل (‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬بالنسبة لالستالم‪ ،‬أنظر إلى عنصر الضمانات‪ ،‬الصفحة ‪ 266‬و ما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )2‬حيث تنص المادة ‪ 42‬الشطر "ب" المطة ‪ 7‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال لسنة ‪" 2584‬فيما يخص األشغال‬
‫المنفذة بمقتضى تطبيقات البناء"‪ ،‬أنه‪ " :‬يوجه المقاول في جميع األحوال إلى المهندس أو المهندس المعماري في أجل ستة أسابيع يسري ابتداء من‬
‫تاريخ االستالم المؤقت بيانا إجماليا كامال و مفصال بجميع األشغال المنفذة"‪.‬‬
‫(‪ )3‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 27‬أبريل سنة ‪ ،2561‬العدد ‪ 29‬ص‪.240.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Instruction interministérielle n°2 du 19 mai 1986 à défini un système de paiement des situations de travaux.‬‬
‫‪Rappeler par l’instruction interministérielle du 26 novembre 1990. Direction Générale du Budget,‬‬
‫‪Réglementation des marchés publics, 1998. p.179.‬‬
‫(‪ )5‬المادة ‪ 7/65‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪ )6‬المادة ‪ 6/65‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬

‫‪183‬‬
‫تطبيق ميكانزمات فوائد التأخير‬ ‫‪.I‬‬
‫فاألسباب الرئيسية للتأخر في الدفع يتعلق بسوء إعداد برامج المشاريع‪ ،‬و قلة اعتمادات الدفع‬
‫السنوية‪ ،‬التي لم تقرر الحجم الحقيقي المتوقع للمشاريع المنجزة(‪ ،)1‬فالتأخر عن الدفع(‪ )2‬أدى بالعديد من‬
‫المؤسسات إلى تغي ير النشاط إذا لم تكن قد أفلست‪ ،‬بالنسبة للفوائد التأخيرية يالحظ أن في قانون الصفقات‬
‫العمومية الفرنسي يتم دفعها بصفة آلية‪ ،‬أي لها طابع آلي‪ ،‬أما قانون الصفقات العمومية الجزائري لسنة‬
‫‪ 2582‬كان يتم بناء على طلب المتعامل المتعاقد(‪( )3‬المادة ‪ 1/52‬من األمر رقم ‪ 50-82‬المؤرخ في ‪22‬‬
‫يونيو سنة ‪ 2582‬الذي يتضمن قانون الصفقات العمومية(‪ ،))4‬و نصت المادة ‪ 4/65‬من المرسوم الرئاسي‬
‫رقم ‪ 178-20‬بصيغة تسمح القول أن الفوائد التأخيرية يتم دفعها بصفة آلية‪ ،‬من خالل الفقرة التالية‪:‬‬
‫"يخول عدم صرف الدفوعات على الحساب في األجل المحدد أعاله‪ ،‬للمتعامل المتعاقد وبدون أي إجراء‪،‬‬
‫الحق في استالم فوائد التأخير محسوبة على أساس نسبة الفائدة المطبقة على القروض القصيرة المدى‪،‬‬
‫ابتداء من اليوم الذي يلي تاريخ نهاية هذا األجل حتى اليوم الخامس عشر (‪ )29‬مدرجا‪ ،‬الذي يلي تاريخ‬
‫صرف الدفوعات على الحساب"(‪ ،)5‬وعمليا ال يمنح للمتعامل المتعاقد فوائد التأخير إال بعد تقديم طلب إلى‬
‫المصلحة المتعاقدة (صاحبة المشروع)‪ ،‬و يشير البنك العالمي في هذا اإلطار في تقريره المتعلق "بإبرام‬
‫الصفقات في الجزائر" حول المرسوم الرئاسي ‪ ،190-01‬أنه عمليا يتفادى المتعاملين المتعاقدين من طلب‬
‫الفوائد التأخيرية خوفا من إقصائهم من الحصول على الصفقات الجارية‪ ،‬و التي تمارسها اإلدارات‬
‫العمومية من خالل وضع بطاقية استعالم بين اإلدارات(‪.)6‬‬
‫‪ .II‬مدة حساب الفوائد‬
‫و تحسب فوائد التأ خير على أساس نسبة الفائدة المطبقة على القروض القصيرة المدى‪ ،‬ابتداء من‬
‫اليوم الذي يلي تاريخ نهاية أجل ثالثين (‪ )70‬يوما أي أجل اإلثبات حتى اليوم الخامس عشر (‪ )29‬مدرجا‪،‬‬
‫الذي يلي تاريخ صرف الدفعات على الحساب‪ ،‬و ينص المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬على حالة أخرى‪،‬‬
‫و هي في حالة ما إذا تم صرف الدفعات على الحساب بعد أجل الخمسة عشر (‪ )29‬يوما المحددة في‬
‫الفقرة الخامسة (‪ )9‬من المادة ‪ ،65‬و إذا لم يتم صرف فوائد التأخير في نفس الوقت مع صرف الحساب‪،‬‬
‫و لم يتم إعالم المتعامل المتعاقد بتاريخ صرف الدفعات‪ ،‬يتم تسديد الفوائد على التأخير إلى حين تمكين‬
‫المتعامل المتعاقد من المبالغ المستحقة‪.‬‬
‫كما يترتب على عدم دفع كل الفوائد على التأخير‪ ،‬أو جزء منها عند صرف الدفعات زيادة بنسبة اثنين‬
‫في المائة ‪ %1‬من مبلغ هذه الفوائد على كل شهر تأخير‪ ،‬يقدر التأخير الذي تحسب على أساسه هذه النسبة‬
‫بشهر كامل محسوب يوم بيوم(‪ ،)7‬وتحسب كل فترة تقل عن شهر كامل‪ ،‬كشهر كامل(‪.)8‬‬
‫و تحسب فوائد التأخير بالنسبة للمبالغ المدفوعة التي تقل عن المبالغ المستحقة في النهاية للمستفيد‬
‫(المتعامل المتعاقد)‪ ،‬على أساس الفرق المسجل بين المبالغ المدفوعة والمبالغ المستحقة(‪ ،)9‬وفي حالة عدم‬

‫(‪)1‬‬
‫‪BANQUE MONDIALE, Rapport Analytique sur la passation des marchés en Algérie, op.cit., .n°113, p.15.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.1, p. 406.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., T.1, p. 407.‬‬
‫(‪ )4‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 12‬يونيو سنة ‪ ،2582‬العدد ‪ ،91‬ص‪.226.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Art.89. – Al. 4.- « Le défaut de mandatement dans le délai prévu ci-dessus fait courir, de plein droit et sans autre formalité,‬‬
‫‪au bénéfice du cocontractant, des intérêt moratoires calculés au taux d’intérêt bancaire des crédits à court terme,… », Décret‬‬
‫‪présidentiel n°10-236 du 7 octobre 2010 portant réglementation des marchés publics, J.O., du Jeudi 7 octobre 2010,n°58, p.3.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪BANQUE MONDIALE, Rapport Analytique sur la passation des marchés en Algérie, op.cit., n°112, p.29.‬‬
‫(‪ )7‬المادة ‪ 8/65‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪ )8‬المادة ‪ 2/65‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪ )9‬المادة ‪ 5/65‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬

‫‪184‬‬
‫االتفاق على مبلغ الدفع على الحساب أو على الرصيد‪ ،‬يتم صرف الدفعات على أساس مؤقت للمبالغ‬
‫المقبولة من المصلحة المتعاقدة(‪()1‬صاحبة المشروع)‪ ،‬كما أنه يمكن إعادة التنازل عن الفوائد على التأخير‬
‫لحساب صندوق ضمان الصفقات العمومية‪ ،‬عندما يطلب من هذا الصندوق رصد الدين المتولد‬
‫والمعاين(‪ ،)2‬و يتم حساب الفوائد التأخيرية كاآلتي‪:‬‬
‫يتم حساب قيمة فوائد التأخير بضرب نسبة الفائدة المطبقة على القروض قصيرة األجل في (×) مبلغ‬
‫الكشوف على (‪ )/‬مجموع عدد أيام السنة (‪ 780‬يوم=‪ ،)70×21‬و الكل يضرب (×) في عدد أيام‬
‫التأخير(‪ ،)3‬ويمكن توضيح ذلك من خالل مخطط الحسابي التالي‪:‬‬

‫نف مك‬
‫× أ‪.‬ت‬ ‫فت‬
‫ف‪.‬ت = فوائد التاخير‪.‬‬
‫ن‪.‬ف = نسبة الفائدة المطبقة على قروض قصيرة األجل‪.‬‬
‫م‪.‬ك = مبلغ الكشوف‪.‬‬
‫أ‪.‬ت = أيام التأخير‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الضمانات في صفقة إدارة المشروع (االستشارة الفنية)‬


‫و يعني الضمان في اللغة التكفل‪ ،‬و الضامن هو الكفيل(‪ ،)4‬و للضمان أدوار عديدة في مجال القانون‬
‫المدني‪ ،‬بمعناه الخاص و العام‪ ،‬فبمعناه الخاص‪ ،‬افرد القانون المدني الجزائري بابا كامال خاص للكفالة‬
‫كعقد من العقود المسماة(‪ ،)5‬و بمعناه العام‪ ،‬نجد أن للضمان دورا في كل من الوقائع القانونية‪ ،‬كالضمان‬
‫في الغصب و اإلتالف(‪ ،)6‬و التصرفات القانونية‪ ،‬كالضمان في العقد بصورة عامة‪ ،‬كالضمان حسن‬
‫األداء(‪ )7‬في عقود المقاولة‪.‬‬
‫و تشكل الكفالة التزاما بالتوقيع‪ ،‬و تشير المادة ‪ 86‬من األمر رقم ‪ 22-07‬المؤرخ في ‪ 18‬غشت سنة‬
‫‪ ،1007‬الذي يتعلق بالنقد و القرض‪ ،‬أنه "يشكل عملية قرض‪ ،‬في مفهوم هذا األمر‪ ،‬كل عمل لقاء عوض‬
‫يضع بموجبه شخص ما أو يعد بوضع أموال تحت تصرف شخص آخر‪ ،‬أو يأخذ بموجبه لصالح الشخص‬
‫اآلخر التزاما بالتوقيع كالضمان االحتياطي أو الكفالة أو الضمان"(‪.)8‬‬
‫و تنص المادة ‪ 51‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬في هذا اإلطار أنه يجب على المصلحة‬
‫المتعاقدة أن تحرص على إيجاد الضمانات الضرورية التي تتيح أحسن الشروط الختيار المتعاملين معها‬
‫و‪/‬أو أحسن الشروط لتنفيذ الصفقة‪ ،‬و تحدد الضمانات المذكورة سابقا‪ ،‬و كذا كيفيات استرجاعها حسب‬
‫الحالة‪ ،‬في دفاتر الشروط أو في األحكام التعاقدية للصفقة‪ ،‬استنادا إلى األحكام القانونية‪ ،‬أو التنظيمية‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 6/65‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ 20/65‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪SABRI (M.), AOUDIA (K.), LALLEM (M.), Guide de gestion des marchés publics, op.cit., p.202.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫أ‪.‬محمد سليمان األحمد‪ ،‬دور الضمان في كسب الملكية تبعاض‪ ،‬مجلة الشر يعة و القانون‪ ،‬العدد الثالث عشر فبراير سنة ‪ .1000‬ص‪.152.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫حيث تناول القانون المدني الجزائري هذا العقد في الباب الحادي عشر من الكتاب الثاني تحت عنوان "الكفالـة" من المادة ‪ 844‬إلى ‪ ،827‬و لقد عرفت المادة‬
‫‪ 844‬الكفالة على أنها‪" :‬عقد يكفل بمقتضاه شخص تنفيذ ال تزام بان يتعهد للدائن بأن يفي بهذا االلتزام أذا لم يفي به المدين نفسه"‪.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫أ‪.‬محمد سليمان األحمد‪ ،‬دور الضمان في كسب الملكية تبعاض‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.156.‬‬
‫ض‬ ‫( ‪)7‬‬
‫أ‪.‬محمد سليمان األحمد‪ ،‬دور الضمان في كسب الملكية تبعا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.156.‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 12‬غشت سنة ‪ ،1007‬العدد ‪ ،91‬ص‪.7.‬‬

‫‪185‬‬
‫المعمول بها‪ .‬و تشير المادة السالفة الذكر على الضمانات المتعلقة باختيار المتعاملين أي قبل عملية‬
‫اإلبرام‪ ،‬والضمانات المتعلقة بتنفيذ الصفقة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الضمانات المتعلقة باختيار المتعاملين و تتمثل في كفالة التعهد ‪ ،caution de soumission‬وكما‬
‫سلف ذكره فإن الضمان مرادف لكلمة "كفالة"‪ ،‬فتعتبر كفالة التعهد ضمان لتعهد المتعامل بأن يتمسك‬
‫بعرضه إلى غاية المنح النهائي للصفقة‪ ،‬و اإلمضاء على الصفقة‪ ،‬و الكفالة هنا تكون قبل إبرام الصفقة‪،‬‬
‫والمفروضة على جميع المتنافسين‪ ،‬والغاية من كفالة التعهد كما سبق ذكره هي ضمان التزام المتعهد‬
‫وجدية عرضه(‪ .)2‬وكفالة التعهد التي يخضع لها جميع المتعهدين تمثل عند البعض إجراء تمييزي في‬
‫مواجهة المؤسسات الصغرى والمتوسطة(‪ ،)3‬و لكن عمليا و في اآلونة األخيرة (ما بين ‪)1020/1005‬‬
‫فإن بعض اإلدارات حتى ال نقول معظمها ال تلزم على المتعهد هذه الكفالة‪ ،‬و هذا لسماح ألكبر عدد ممكن‬
‫من المترشحين (و خاصة المحليين) في تقديم العروض‪ ،‬و ترد للمتعهدين غير المختارين كفالة التعهد إال‬
‫بعد موافقة لجنة الصفقات المختصة‪ ،‬أو اللجنة الوطنية لصفقات الدراسات و الخدمات (إذا كان مبلغها‬
‫يفوق المبلغ المحدد في المادة ‪/2/246‬المطة الثانية (‪ )1‬من المرسوم الرئاسي رقم‪ )4()178-20‬على قرار‬
‫منح المؤقت للصفقة(‪)5‬أو عند تبليغ قرار رفض الطعن من طرف لجنة الصفقات المختصة‪ ،‬في حالة ما إذا‬
‫قدم أحد المتعهدين طعن‪ ،‬كما تر د الكفالة للمتعهد الذي لم يقدم طعنا‪ ،‬بعد يوم واحد من تاريخ انقضاء أجل‬
‫الطعن‪.‬‬

‫أ ‪ -‬الضمانات المتعلقة بتنفيذ صفقة إدارة المشروع‬


‫و مما الشك فيه أن الكفالة يكون من شأنها أن تزيد من ضمان صاحب المشروع (الدائن)‪ ،‬حيث‬
‫يسمح له بالحصول على استيفاء حقه بدون تأخير أو تعقيد في اإلجراءات‪ ،‬و في هذا المجال نستثني من‬
‫هذه الدراسة الكفالة التضامنية(‪ ،)6‬بالرغم من المزايا التي تعطيها مثال عدم السماح للكفيل المتضامن بأن‬
‫يدفع بالتجريد أو بالتقسيم(‪ ،)7‬و نصت المادة ‪ 62‬من األمر رقم ‪ 50-82‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو سنة ‪2582‬‬
‫الذي يتضمن قانون الصفقات العمومية(‪)8‬على الكفالة الشخصية التضامنية في الفصل الثاني من الباب‬
‫الثالث تحت عنوان "الضمانات األخرى غير الكفالة"(‪ ،)9‬بقولها‪" :‬يجوز أن يعوض عن الكفالة الكفيل‬
‫الشخصي المتضامن يختار من قائمة من غير المتعاقدين يصادق عليها وزير المالية والتخطيط‪ .‬يلزم‬
‫الكفيل الشخصي المتضامن بأ ن يدفع حتى حدود المبلغ المضمون المبالغ التي يصبح بها صاحب الصفقة‬
‫مدينا بسببها"‪ ،‬و هذه األخيرة من شأنها أن تزيد من ضمان صاحب المشروع‪ ،‬و نتطرق إلى الكفالة‬

‫( ‪)1‬‬
‫لمزيد من التفاصيل أنظر إلى المرجع التالي‪:‬‬
‫عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 59.‬إلى ‪.207‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪« La garantie de soumission vient…garantir une obligation délictuelle, puisqu’elle intervient pendant la phase des‬‬
‫‪pourparlers, Pour assurer le sérieux de la soumission et des négociations, l’auteur de l’appel d’offre va exiger la fourniture‬‬
‫‪d’une garantie bancaire, représentant un pourcentage (1 à 10%) du montant du marché. », BORGA (Nicolas), La‬‬
‫‪Qualification de Garantie Autonome, Mémoire D.E.A Droit Privé Fondamental Université Jean Moulin Lyon 3, Année‬‬
‫‪universitaire 2000-2001.pp.2 et 3.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.55.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫أو إلى اللجان الصفقات لكل مصلحة متعاقدة‪ ،‬بحيث نصت المادة ‪ 224‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬في فقرتها األولى على إمكانية المتعهد غير‬
‫المختار الطعن ابتداء من تاريخ إعالن المنح المؤقت للصفقة‪ ،‬و بالتالي تبقى كفالة التعهد بيد المصلحة المتعاقدة ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪L’entreprise chinoise dénonce « le favoritisme » exercé par le DJS, EL WATAN, jeudi 8 octobre 2009, réb ; L’Actualité,‬‬
‫‪n°5758, p.6.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫و سنتناول في هذا اإلطار الضمان االحتياطي فيما يخص "تدخل صندوق ضمان الصفقات العمومية" الذي يعد من بين الضمانات الشخصية على القروض‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.218.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫د‪ .‬محمد إبراهيم بنداري‪ ،‬دفوع الكفيل المتضامن‪ ،‬دراسة مقارنة في القانون المصري و الفرنسي و اإلماراتي‪ ،‬مجلة الشريعة و القانون‪ ،‬العدد السابع عشر‪،‬‬
‫يونيو ‪1001‬م‪ .‬ص‪.292.‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 12‬يونيو سنة ‪ ،2582‬العدد ‪ ،91‬ص‪.226.‬‬
‫( ‪)9‬‬
‫نقصد هنا بالكفالة البسيطة تمييزا عن الكفالة الشخصية التضامنية‪ ،‬و الكفالة العينية‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫البسيطة التي وردت في تنظيم قانون الصفقات العمومية(‪ ، )1‬و النصوص الخاصة بصفقة إدارة المشروع‬
‫(االستشارة الفنية)‪ ،‬وسنحاول دراستها في المرحلتين اآلتيتين‪:‬‬
‫‪ -‬مرحلة االولى قبل تنفيذ الصفقة‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة الثانية عند تنفيذ الصفقة‪.‬‬
‫‪ .I‬المرحلة األولى‪ :‬ضمان الدين‬
‫و يتمثل العنصر األول بتقديم كفالة لضمان الدين‪ ،‬و نقصد من ذلك أن اإلدارة (صاحبة المشروع)‬
‫تقدم لصاحب العمل المتعاقد معها تسبيقات من دون أي مقابل كسلفة‪ ،‬و بالتالي يعتبر دين يتم استرداده‪،‬‬
‫بحيث يأتي هذا الضمان ضمانا لرد التسبيقات التي منحت للمتعامل و هي كفالة رد التسبيقات‪.‬‬
‫و كفالة رد التسبيقات(‪ )2‬نصت عليها المادة ‪ 29‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المتعلق‬
‫بالصفقات العمومية بقولها‪ " :‬ال تدفع التسبيقات إال إذا قدم المتعامل المتعاقد مسبقا كفالة بقيمة معادلة‬
‫بإرجاع تسبيقات‪ ،"....‬كما أن المادة ‪ 52‬تشير على التزام المتعامل بتأسيسها بقولها‪" :‬يتعين على المتعامل‬
‫المتعاقد أن يقدم كفالة حسن تنفيذ الصفقة‪ ،‬زيادة على كفالة رد التسبيقات المنصوص عليها في المادة ‪29‬‬
‫أعاله‪ ،"...‬و بالتالي يضمن الكفيل (البنك والصندوق) بإرجاع المبالغ المدفوعة في شكل تسبيق من طرف‬
‫صاحب المشروع إلى المتعامل المتعاقد إما قبل البدء في تنفيذ الصفقة أو بعد الشروع في تنفيذها(‪.)3‬‬
‫و مما الشك فيه فإن كفالة تشمل الكفالة رد التسبيقات الجزافية نظرا لخصوصية إدارة المشروع‬
‫(االستشارة الفنية)‪ ،‬و مبلغ الكفالة هو نفس مبلغ التسبيق الجزافي‪ ،‬أي ال يمكن أن يتجاوز ‪ %79‬من سعر‬
‫الصفقة‪ ،‬أما كيفية است عادة رد التسبيقات فيكون بناء على طلب المتعامل المتعاقد عندما يتم االنتهاء من‬
‫استعادة مبلغ التسبيقات‪ ،‬بعد اقتطاعها من المبالغ المدفوعة في شكل دفع على الحساب‪ ،‬أو تسوية على‬
‫رصيد الحساب‪ ،‬و إذا بلغ مجموع المبالغ المدفوعة ‪ %60‬من مبلغ الصفقة‪.‬‬

‫‪ .II‬المرحلة الثانية‪ :‬ضمان تنفيذ الصفقة‬


‫‪ - 1‬ضمان حسن التنفيذ‪ :‬و تتمثل في كفالة مصرفية لحسن التنفيذ‬
‫نصت المادة ‪ 59‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬على الكفالة المصرفية كاآلتي‪ ":‬الضمانات‬
‫المالئمة لحسن التنفيذ و منها الضمانات التي تحصل عليها المصلحة المتعاقدة من المتعاملين المتعاقدين‬
‫األجانب‪ ،‬السيما في الميدان المالي‪ ،‬هي الضمانات النقدية التي تغطيها كفالة مصرفية يصدرها بنك‬
‫خاضع للقانون الجزائري يشملها ضمان مقابل صادر عن بنك أجنبي من الدرجة األولى"‪ ،‬و هي تقتصر‬
‫على المتعاملين األجانب حسب الصيغة التي جاءت بها المادة السابقة الذكر‪.‬‬
‫و نصت المادة ‪ 49‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ 2566‬الذي يتضمن‬
‫كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك(‪ )4‬أنه‪" :‬يجب أن ينص في عقد االستشارة الفنية‬
‫وفقا لألحكام التشريعية المعمول بها على كفالة مصرفية لحسن التنفيذ ينشئها المستشار الفني لصالح رب‬
‫العمل من اجل ضمان احترام المستشار الفني كافة التزاماته التعاقدية"‪ ،‬كما يلزم قانون الصفقات العمومية‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 52‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬تنص أنه‪" :‬زيادة على كفالة رد التسبيقات المنصوص عليها في المادة ‪ 29‬أعاله‪ ،‬يتعين على‬
‫المتعامل المتعاقد أن يقدم‪ ،‬حسب نفس الشروط‪ ،‬كفالة حسن تنفيذ الصفقة‪ .‬و يعفى الشريك المتعاقد من كفالة حسن تنفيذ الصفقة‪ ،‬في بعض أنواع‬
‫صفقات الدراسات والخدمات‪ ،‬التي تحدد قائمتها بقرار مشترك بين الوزير المكلف بالمالية و الوزير المعني‪ .‬يمكن المصلحة المتعاقدة أن تعفي‬
‫المتعامل معها من كفالة حسن التنفيذ‪ ،‬إذا لم يتعد أجل تنفيذ الصفقة ثالثة (‪ )7‬أشهر‪ .‬يجب تأسيس كفالة حسن التنفيذ في أجل ال يتجاوز تاريخ تقديم‬
‫أول طلب دفع على الحساب من المتعامل المتعاقد‪ .‬تتمم هذه الكفالة بنفس الشروط في حالة وجود ملحق‪ .‬تحرر الكفالة حسب الصيغ التي تعتمدها‬
‫المصلحة المتعاقدة و البنك الذي تنتمي إليه"‪.‬‬
‫(‪ )2‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 207.‬إلى ‪.206‬‬
‫(‪ )3‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.207.‬‬
‫(‪ )4‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪.2425.‬‬

‫‪187‬‬
‫على المتعامل المتعاقد تقديم كفالة حسن التنفيذ(‪ ،)1‬و عدم الخلط مع كفالة التعهد التي تضمن تعهدات‬
‫أصحاب العروض طيلة مدة تحضير العروض وتقييمها إلى تاريخ المنح النهائي للصفقة‪.‬‬
‫(‪ - )1‬حاالت اإلعفاء من تأسيس كفالة حسن التنفيذ‬
‫إن كفالة حسن التنفيذ في عقد إدارة المشروع إلزامية‪ ،‬و يجب تأسيس كفالة حسن التنفيذ في أجل ال‬
‫يتجاوز تاريخ تقديم أول طلب دفع على الحساب من المتعامل المتعاقد (المادة ‪ 4/52‬من قانون الصفقات‬
‫العمومية لسنة ‪ ،)1020‬و نص المشرع على بعض االستثناءات من تأسيس كفالة حسن التنفيذ و هي‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -‬يمكن اإلعفاء إذا كان أجل تنفيذ الصفقة ال يتعد ثالثة (‪ )7‬أشهر أو أقل منها ‪.‬‬
‫‪ -‬و حالة اإلعفاء بمقتضى التنظيم (و تكون عن طريق قرار وزاري مشترك)‪ ،‬و تخص عادة صفقات‬
‫الدراسات و الخدمات(‪ ،)3‬حيث يعفى في بعض أنواع صفقات الدراسات والخدمات‪ ،‬التي تحدد قائمتها‬
‫بقرار وزاري مشترك بين الوزير المكلف بالمالية و الوزير المعني‪.‬‬
‫‪-‬كما يعفى الحرفيون‪ ،‬و المؤسسات المصغرة الخاضعة للقانون الجزائري‪ ،‬من تقديم كفالة حسن تنفيذ‬
‫الصفقة عندما يتدخلون في عمليات عمومية لترميم ممتلكات ثقافية(‪.)4‬‬
‫و نالحظ من خالل القرارات الوزارية المتعلقة بإعفاء بعض أنواع الصفقات الدراسات‪ ،‬والخدمات‬
‫من كفالة حسن التنفيذ أن طبيعة االلتزام فيها هو التزام ببذل عناية ‪ ،Obligation de moyen‬عكس‬
‫الصفقات التي يكون فيها االلتزام هو تحقيق نتيجة ‪ ،Obligation du résultat‬الذي يخضع له صاحب‬
‫العمل في عقد إدارة المشروع (االستشارة الفنية)‪ ،‬بحيث ينص القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬على‬
‫تأسيس ضمان‪-‬كفالة حسن التنفيذ‪ -‬لصالح صاحب المشروع‪ ،‬بحيث يلتزم صاحب العمل المتعاقد في عقد‬
‫إدارة المشروع بتحقيق نتيجة‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫و تتمم هذه الكفالة بنفس الشروط في حالة وجود ملحق ‪ ،‬كما تحرر الكفالة حسب الصيغ التي‬
‫يعتمدها صاحب المشروع و البنك الذي ينتمي إليه‪ ،‬و يتم عادة بسحب صيغة البنك(‪.)6‬‬
‫(‪ - )2‬مدة تأسيس الكفالة و سريانها‬
‫و يلتزم صاحب العمل (المتعامل المتعاقد) بتقديم كفالة حسن التنفيذ للصفقة‪ ،‬خالل أجل يجب أال‬
‫يتجاوز تاريخ تقديم أول طلب دفع على الحساب من صاحب العمل(‪ ،)7‬وهو آخر أجل لتأسيسها‪ ،‬مما يترتب‬
‫عن تقديم كفالة حسن التنفيذ‪ ،‬تحرير كفالة التعهد التي قدمها حائز الصفقة عندما قدم تعهده‪ ،‬و ذلك‬
‫بمقتضى نص المادة ‪ 92‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي‬
‫يتضمن تنظيم الصفقات العمومية(‪ ،)8‬و تسري كفالة حسن التنفيذ ابتداء من تاريخ بداية تنفيذ الخدمات‪،‬‬
‫ويكون بموجب أمر الخدمة المتعلقة ببداية المهمة‪ ،‬أو الخدمة موضوع الصفقة إلى غاية االستالم المؤقت‪،‬‬
‫ومعنى هذا أن كفالة حسن التنفيذ تغطي مخاطر عدم التنفيذ للبنود التعاقدية للصفقة بالنسبة لمدة التنفيذ‬
‫المتفق عليها‪ ،‬و تاريخ صدور أمر بالخدمة يعتبر تاريخ بداية الخدمات‪ ،‬وتاريخ االستالم يعتبر تاريخ نهاية‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 52‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ 7/52‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪ )3‬و مثال على ذلك أنظر إلى‪:‬‬
‫القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر سنة ‪ ،1006‬الذي يحدد قائمة صفقات الدراسات والخدمات المعفاة من تقديم كفالة حسن تنفيذ‬
‫الصفقة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 12‬يناير سنة ‪ ،1005‬العدد ‪ ،09‬ص ‪.17‬‬
‫(‪ )4‬المادة ‪ 4/200‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪ )5‬المادة ‪ 9/52‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪ )6‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.205.‬‬
‫(‪ )7‬المادة ‪ 4/52‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫(‪ )8‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الخميس ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬العدد ‪ ،96‬ص‪.7.‬‬

‫‪188‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫الخدمة‪ ،‬أما االستالم لم يذكر بهذه الصيغة‪ ،‬و إنما ذكر التسليم‪ ،‬و هذه كلمة غير مناسبة كما ألح عليه‬
‫بعض الباحثين‪ ،‬حيث تعني باللغة الالتينية الفرنسية ‪ ،)2(Livraison‬أما كلمة ‪ Réception‬تعني االستالم‪.‬‬
‫و طبقا لنص المادة ‪ 2/48‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال لسنة‬
‫‪ ،2584‬فإن االستالم المؤقت يتم بعد إعالم المقاول للمصلحة المتعاقدة (صاحب المشروع)‪ ،‬بواسطة‬
‫رسالة مضمنة الوصول مع اإلشعار باالستالم بإتمام األشغال‪ ،‬و يتم االستالم المؤقت بحضور المقاول‬
‫أوبعد دعوته للحضور رسميا‪ ،‬و في حالة تغيبه يكتب ذلك في المحضر‪.‬‬
‫كما نص على أنه يمكن أن يكون االستالم المؤقت جزئيا‪ ،‬و ذلك عندما تستعمل اإلدارة حق الحيازة‬
‫المسبقة على بعض األشغال‪ ،‬و هذا ما جاءت به المادة ‪ 1/42‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة لسنة‬
‫‪ ،2584‬فيما يخص إجراءات و آثار االستالم(‪ ،)3‬فلم ينص قانون الصفقات العمومية عليها‪.‬‬
‫(‪ - )3‬مبلغ كفالة حسن التنفيذ‬
‫و يقدر مبلغ كفالة حسن التنفيذ بنسبة تتراوح بين خمسة في المائة (‪ ،)%9‬و عشرة في المائة (‪)%20‬‬
‫من مبلغ الصفقة‪ ،‬و يتم فرضها حسب طبيعة‪ ،‬و أهمية الخدمات الواجب تنفيذها(‪ ،)4‬و بالنسبة للصفقات‬
‫التي ال تبلغ حدود اختصاص اللجان الوطنية للصفقات‪ ،‬يحدد مبلغ كفالة حسن التنفيذ بنسبة تتراوح بين‬
‫واحد في المائة (‪ ،)%2‬وخمسة في المائة (‪ )%9‬من مبلغ الصفقة(‪ ،)5‬وبالتالي فلصاحب المشروع السلطة‬
‫التقديرية في تحديد النسبة المحددة في تنظيم الصفقات العمومية(‪ ،)6‬ومنه وضع قانون الصفقات العمومية‬
‫لسنة ‪ 1020‬حد أقصى‪ ،‬أو سقف ‪ Plafond‬الكفالة وهو ‪ ،%20‬وحدد دفتر الشروط اإلدارية العامة لسنة‬
‫‪ 2584‬مبلغ الكفالة بنسب مختلفة(‪ ،)7‬مما يتناقض مع المرسم الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬وال يمكن تطبيقه‬
‫على هذا نوع من الصفقات(‪.)8‬‬
‫(‪ - )4‬رفع اليد عن كفالة حسن التنفيذ‬
‫يتم إرجاع كفالة حسن التنفيذ بعد شهر واحد ابتداء من تاريخ االستالم النهائي للصفقة‪ ،‬و الذي يتم‬
‫بموجب تحرير رفع اليد الكلي‪ ،‬و النهائي (المادة ‪ 202‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،)9()178-20‬و يتدخل‬
‫صندوق ضمان الصفقات العمومية ككفيل في حالة عدم احترام البنود التعاقدية المتعلقة بالتنفيذ الحسن‬
‫والوفي للصفقة في الفترة المحصورة ما بين بداية الخدمة إلى غاية االستالم المؤقت‪ ،‬بحيث إذا ظهرت‬
‫عيوب على المنشأة (البناء) فيكون الصندوق ضامنا‪.‬‬
‫و يطرح التساؤل في حالة تعديل الصفقة بموجب الملحق‪ ،‬هل تمتد اتفاقية كفالة حسن التنفيذ إلى‬
‫تغطية بنود جديدة أو معدلة؟ و منطقيا فإن الكفالة تتعلق بضمان حسن تنفيذ الخدمات المطلوبة‪ ،‬و يتفق‬
‫على نسبة كفالة حسب الخدمات المطلوبة بعد تقدير نسبتها من طرف صاحب المشروع العمومي‪ ،‬وبالتالي‬

‫( ‪)1‬‬
‫عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.224.‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫أنظر معجم عربي – فرنسي و فرنسي‪-‬عربي‪ ،‬الدكتور دانيال ريغ‪ ،‬الروس‪ ،1002 ،‬رقم ‪ .1681‬جيرار كورنوا‪ ،‬معجم المصطلحات القانونية‪ ،‬الكتاب األول‬
‫(أ‪.‬ش)‪ ،‬ترجمة منصور القاضي‪ ،‬المؤسسة الجامعية لدراسات و النشر و التوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2556 ،‬بيروت‪.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.229.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫المادة ‪ 200‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 200‬في فقرتها الثانية من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬التي تنص كما يلي‪" :‬بالنسبة للصفقات التي ال تبلغ حدود اختصاص اللجان الوطنية‬
‫للصفقات‪ ،‬يحدد مبلغ كفالة حسن التنفيذ بنسبة تتراوح بين واحد في المائة (‪ )%2‬و خمسة في المائة ( ‪ )%9‬من مبلغ الصفقة‪ ،"...،‬و بمفهوم المخالفة فإن مبلغ كفالة‬
‫حسن التنفيذ بنسبة تتراوح بين خمسة في المائة (‪ ،)%9‬و عشرة في المائة (‪ )%20‬من مبلغ الصفقة‪ ،‬المطبقة على صفقات‪ ،‬تكون من اختصاص اللجان الوطنية‬
‫للصفقات‪ ،‬أي لتطبيق النسب المذكورة آنفا ( ‪ )%20-%9‬على صفقة إدارة المشروع التي تعتبر صفقة من صفقات الدراسات يجب أن يفوق مبلغها (‪8020002000‬‬
‫دج) (المادة‪/2/246‬المطة الثانية (‪ )1‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.)1020‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫أنظر عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.229.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫نصت المادة ‪ 2‬الفقرة ‪ 1‬من دفتر الشروط االدارية العامة لسنة ‪ 2584‬أنه يحدد مبلغ الضمان بدفتر الشروط الخصوصية‪ ،‬و ال يجوز أن يزيد على ثالثة بالمائة‬
‫(‪ )%7‬من المبلغ األصلي للصفقة المزاد عليه‪ ،‬و عند االقتضاء مبلغ التعديالت عندما ال تتضمن الصفقة أجل الكفالة‪ ،‬و يحدد بعشرة بالمائة (‪ )%20‬عندما تكون‬
‫الصفقة شاملة أجال للكفالة ‪.‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫أنظرعبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.222.‬‬
‫( ‪)9‬‬
‫أنظر عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.222.‬‬

‫‪189‬‬
‫تصبح تناسبية إذا كانت هناك زيادة أو نقصان في الخدمات دون أن تتغير النسبة المتفق عليها‪ ،‬كما نصت‬
‫المادة ‪ 52‬من قانون الصفقات العمومية على تتميم مبلغ الكفالة في حالة وجود ملحق‪ ،‬وتحرر بصفتها‬
‫تكميلية لكفالة حسن التنفيذ‪ ،‬و لهذا يسميها بعض الباحثين بكفالة حسن التنفيذ التكميلية(‪ ،)1‬و يجوز‬
‫لصاحب العمل (المتعامل المتعاقد) اكتتاب تأمين على الكفالة(‪.)2‬‬
‫‪ - 2‬اقتطاع حسن التنفيذ ‪La retenu de bonne exécution‬‬
‫يعرف األستاذ "‪ "Christophe Lajoye‬اقتطاعات الضمان(‪ ،)3‬بأنها عملية تتمثل في اقتطاع اإلدارة‬
‫المتعاقدة من مبلغ األجرة المدفوعة لألداءات التي قامت بها المؤسسة‪ ،‬و هذا لضمان رجوع المبالغ‬
‫المقدمة للمؤسسة المدينة عند نهاية الصفقة‪ .‬و تهدف هذه االقتطاعات لضمان تغطية التحفظات عند تسليم‬
‫األشغال‪ ،‬أو التوريد‪ ،‬أو الخدمات التي تحتفظ بها اإلدارة (صاحبة المشروع) في فترة الضمان‪.‬‬
‫ووفقا لنص المادة ‪ 55‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،1020‬فإن كفالة حسن التنفيذ تعوض‬
‫بإقتطاعات حسن التنفيذ إذا تعلق األمر بصفقات الدراسات‪ ،‬و الخدمات المنصوص عليها في المادة ‪1/52‬‬
‫من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،1020‬عندما ينص دفتر الشروط الخاص بالمناقصة على ذلك‪ ،‬ويقوم‬
‫نظام اقتطاع الضمان على أساس احتفاظ المصلحة المتعاقدة (صاحبة المشروع) بمبلغ من مستحقات‬
‫المتعامل المتعاقد (صاحب العمل) ضمانا منها لحسن تنفيذ التزاماته(‪ ،)4‬و تعرف بأنها "كل مبلغ تقوم‬
‫المصلحة المتعاقدة باقتطاعه من كل دفع على الحساب يتم دفعه إلى المتعامل المتعاقد من أجل ضمان‬
‫حسن تنفيذ الصفقة"(‪ ،)5‬أما الحاالت التي يتم فيها االقتطاع هي كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إال إذا نص في الصفقة على أجل الضمان‪.‬‬
‫‪ -‬إذا تعلق األمر بصفقات الدراسات‪ ،‬و الخدمات التي يعفى حائزوها من تقديم كفالة حسن تنفيذها‪،‬‬
‫بموجب قرار وزاري مشترك بين وزير المالية‪ ،‬و الوزير المعني (المادة ‪.)6()2/55‬‬
‫‪ -‬أن ينص دفتر شروط المناقصة على وجوب اقتطاع مبالغ حسن التنفيذ‪ ،‬التي تعوض عن تقديم‬
‫كفالة حسن التنفيذ‪ ،‬و بهذه الصفة يمكن أن تحول إلى كفالة ضمان عندما يتم االستالم المؤقت‬
‫للخدمة موضوع الصفقة(‪.)7‬‬
‫و لم ينص تنظيم الصفقات العمومية على مبلغ االقتطاع الذي يجب اقتطاعه‪ ،‬و األصل في اقتطاع‬
‫حسن التنفيذ أنه يحل محل كفالة حسن التنفيذ‪ ،‬و بالتالي تطبق نفس النسب المنصوص عليها فيما يخص‬
‫كفالة حسن الـتنفيذ‪ ،‬أي نسبة تتراوح ما بين ‪ %9‬و‪ %20‬من مبلغ المستحق للمتعامل المتعاقد(‪ ،)8‬واستعادة‬

‫(‪ )1‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.225.‬‬
‫(‪ )2‬و أحدث قانون رقم ‪ 04-08‬المؤرخ في ‪ 10‬فبراير سنة ‪ ،1008‬يعدل و يتمم األمر رقم ‪ 02-59‬المؤرخ في ‪ 19‬يناير سنة ‪ ،2559‬الذي يتعلق‬
‫بالتأمينات‪ ،‬في المادة ‪ 6‬منه "المادة ‪ 95‬مكرر" التي تنص على تأمين الكفالة‪ ،‬و تعرفه بأنه‪" :‬عقد يضمن من خالله المؤمن‪ ،‬مقابل قسط تأمين‬
‫للمؤسسة المالية أو المصرفية‪ ،‬تعويض مستحقاتها بشأن عملية تجارية أو مالية في حالة إعسار المدين"‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 21‬مارس‬
‫سنة ‪ ،1008‬العدد ‪ ،29‬ص‪.7.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪« La retenue de garantie…elle consiste pour la personne publique contractant à retenir une somme sur le‬‬
‫‪règlement des prestations réalisées par l’entreprise titulaire pour garantir la restitution des sommes dont cette‬‬
‫‪dernière serait d débitrice à la fin du marché », LAJOYE (Ch.), Droit des Marchés Publics, op.cit. , p.176.‬‬
‫(‪ )4‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.211.‬‬
‫و مثال عندما تكون األجرة الواجب الدفع هي ‪ 202000‬د‪.‬ج فتدفع لها اإلدارة ‪ 52000‬د‪.‬ج و تحتفظ بـ"‪ 22000‬د‪.‬ج"‪ ،‬و يجب أن تضمن الصفقة هذا‬
‫النوع من الضمانات قبل إبرام الصفقة‪ ،‬و أن يحدد في دفتر شروط المناقصة‪.‬‬
‫(‪ )5‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.211.‬‬
‫(‪ )6‬تنص المادة ‪ 2/55‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬أنه‪" :‬يمكن تعويض كفالة حسن التنفيذ باقتطاعات حسن التنفيذ فيما يخص صفقات‬
‫الدراسات و الخدمات المذكورة في الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪ 52‬أعاله‪ ،‬عندما ينص دفتر شروط المناقصة على ذلك"‪ 2‬أنظر في هذا المجال‪ :‬عبد الغني بن‬
‫زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.211.‬‬
‫(‪ )7‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.217.‬‬
‫(‪ )8‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.217.‬‬

‫‪190‬‬
‫هذه االقتطاعات تتم بنفس اإلجراءات المطبقة على كفالة حسن التنفيذ‪ ،‬و المنطق القانوني يملي بأن تكون‬
‫اقتطاعات الضمان عند منح الدفعات على الحساب‪.‬‬
‫و كان يوجد سابقا تمييز بين المتعاملين الخواص‪ ،‬و المؤسسات العمومية فلم تخضع هذه األخيرة لهذا‬
‫نوع من الضمانات‪ ،‬و اقتطاع الضمان ‪ )1(Retenue de garantie‬هي تقنية تتميز باآللية في التنفيذ من‬
‫ناحية‪ ،‬و من ناحية أخرى كانت تلعب دور ردعي(‪.)2‬‬
‫‪ - 3‬كفالة الضمان و اقتطاع الضمان ‪Caution de Garantie et la retenue de garantie‬‬
‫و نصت المادة ‪ 56‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬أنه عندما تنص الصفقة على أجل الضمان‪،‬‬
‫تتحول كفالة حسن التنفيذ المنصوص عليها في المادة ‪ ،52‬عند التسليم المؤقت إلى كفالة ضمان‪ ،‬كما‬
‫نصت المادة ‪ 55‬في فقرتها الثانية أنه عندما يكون أجل الضمان منصوصا عليه في صفقات الدراسات أو‬
‫الخدمات‪ ،‬فإن الرصيد المكون من مجموع االقتطاعات يحول إلى اقتطاع ضمان‪ ،‬عند االستالم المؤقت‪.‬‬
‫وضمانا للمخاطر و العيوب بعد االستالم النهائي يفرض صاحب المشروع العمومي (المصلحة المتعاقدة)‬
‫كفالة الضمان أو اقتطاع الضمان لتغطية العيوب التي قد تترتب عن سوء تنفيذ الصفقة‪ ،‬و تم تنظيمهما في‬
‫المواد ‪ ،56‬و ‪ 55‬و ‪ 202‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،178-20‬و تمتد مدة الضمان من تاريخ محضر‬
‫االستالم المؤقت إلى التاريخ المحدد تعاقديا‪ ،‬عند االستالم النهائي(‪.)3‬‬
‫(‪ )1‬مدة الضمان‪ :‬تبدأ مدة الضمان من تاريخ االستالم المؤقت إلى غاية تاريخ االستالم النهائي‪ ،‬و لم‬
‫يحدد تنظيم الصفقات العمومية أجال للضمان‪ ،‬في حين ينص دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على‬
‫صفقات األشغال لسنة ‪ ،2584‬أنه يرجع إلى األجل المحدد في دفتر الشروط الخصوصية‪ ،‬أما في حالة‬
‫عدم تحديده في هذا األخير‪ ،‬فإن آجال الضمان تكون بالنسبة لألشغال بسنة (‪ )2‬واحدة تبدأ من تاريخ‬
‫االستالم المؤقت لألشغال(‪.)4‬‬
‫(‪ )2‬الحاالت التي يشترط فيها تقديم كفالة الضمان أو اقتطاع الضمان‪ :‬و يميز بين حالتين‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬عندما يتم النص على أجل الضمان في صفقة إدارة المشروع‪ ،‬ففي هذه الحالة تتحول كفالة‬
‫حسن التنفيذ المنصوص عليها في المادة ‪ ،52‬و ‪ 1/55‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬إلى كفالة‬
‫ضمان(‪ )5‬أو اقتطاع الضمان‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬و إذا كانت الصفقة معفاة من كفالة حسن التنفيذ‪ ،‬و هذا نادرا جدا ألن القرار الوزاري‬
‫المشترك لسنة ‪ 2566‬نص عليها(‪ ،)6‬فإن كفالة حسن التنفيذ تعوض باقتطاعات حسن التنفيذ(‪ ،)7‬و ال‬
‫يشترط في هذه الحالة على التنصيص في الصفقة على أجل الضمان(‪.)8‬‬
‫(‪ )3‬مبلغ الضمان‪ :‬و في األصل كفالة الضمان‪ ،‬أو اقتطاع الضمان هي كفالة حسن التنفيذ‪ ،‬أو مجموع‬
‫مبالغ اقتطاعات حسن التنفيذ‪ ،‬و بالتالي فإن مبلغ هذه األخيرة‪ ،‬و مبلغ كفالة حسن التنفيذ يكون هو نفسه‬
‫بالنسبة لكفالة الضمان(‪ ،)9‬و اقتطاع الضمان‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), T.1, op.cit., p.404.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), T.1, op.cit., pp.404, 405.‬‬
‫(‪ )3‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.210.‬‬
‫(‪ )4‬طبقا للمادة ‪ 1/42‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال لسنة ‪ 2584‬التي تنص أنه‪" :‬في حالة عدم ورود نص صريح في دفتر الشروط‬
‫الخصوصية‪ ،‬يحدد هذا األجل بستة أشهر ابتداء من تاريخ التسليم المؤقت ألشغال الصيانة و حفر األسس و الطرق الحجرية وبسنة واحدة لألشغال األخرى"‪.‬أنظر‬
‫كذلك‪ :‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 210.‬و ‪.212‬‬
‫(‪ )5‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.212.‬‬
‫(‪ )6‬طبقا للنص المادة ‪ 49‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ، 2566‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪،‬‬
‫حيث جاءت كاآلتي‪ " :‬يجب أن ينص في عقد االستشارة الفنية وفقا لألحكام التشريعية المعمول بها على كفالة مصرفية لحسن التنفيذ ينشئها المستشار الفني لصالح‬
‫رب العمل من أجل ضمان احترام المستشار الفني كافة التزاماته التعاقدية"‪ .‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬أكتوبر سنة ‪ ،2566‬العدد ‪ ،47‬ص‪.2425.‬‬
‫(‪ )7‬تنص المادة ‪ 1/55‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬أنه‪ " :‬عندما يكون أجل الضمان منصوصا عليه في صفقات الدراسات أو الخدمات المذكورة في‬
‫الفقرة أعاله‪ ،‬فإن الرصيد المكون من مجموع االقتطاعات يحول إلى اقتطاع ضمان‪ ،‬عند االستالم المؤقت"‪2‬‬
‫(‪ )8‬أنظر عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.212.‬‬
‫(‪ )9‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمو يل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.217.‬‬

‫‪191‬‬
‫(‪ )4‬كيفية استرداد كفالة الضمان أو اقتطاع الضمان‪:‬‬
‫ترد كفالة الضمان‪ ،‬أو اقتطاعات الضمان‪ ،‬كليا‪ ،‬في مدة شهر واحد ابتداء من تاريخ التسليم النهائي‬
‫للصفقة (للخدمات موضوع الصفقة)(‪ ،)1‬و هنا نصت المادة ‪ 46‬من دفتر الشروط االدارية العامة لسنة‬
‫‪ 2584‬على شروط رد الضمان و هي‪:‬‬
‫‪ -2‬يرد مبلغ الضمان (الكفالة)‪ ،‬و تحرر الضمانة الحالة محله على إثر قيام اإلدارة (صاحبة المشروع)‬
‫برفع اليد عن األشغال‪ ،‬و ذلك في الشهر الذي يلي تاريخ االستالم النهائي لألشغال إذا كان متعهد الصفقة‬
‫قد أكمل لذلك التاريخ تعهداته تجاه اإلدارة‪ ،‬و إذا أثبت المقاول خاصة تأديته التعويضات التي يكون ملزما‬
‫بها‪.‬‬
‫‪ – 1‬يتوقف سريان مفعول الضمان بانقضاء الشهر المشار إليه سابقا‪ ،‬إال إذا أشارت اإلدارة برسالة‬
‫مضمونة موجهة إلى الضامن (الكفيل) بأن متعهد الصفقة لم يكمل جميع التزاماته‪ ،‬في هذه الحالة ال يجوز‬
‫وضع حد لنفاذ الضمان (الكفالة) إال برفع اليد الذي تجريه اإلدارة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫و تجدر المالحظة أن االستالم النهائي لم يحدده التنظيم المتعلق بالصفقات العمومية ‪ ،‬و طبقا لدفتر‬
‫الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪ 2584‬فإن االستالم النهائي يتم بعد سنة بالنسبة لصفقات األشغال (المادة ‪42‬‬
‫منه)‪ ،‬أما إجراءات االستالم النهائي‪ ،‬يشير القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬في هذا المجال بمناسبة‬
‫مهمة متابعة تنفيذ األشغال‪ ،‬حيث يقوم صاحب العمل‪-‬طبقا لنص المادة ‪ 20‬من القرار السابق الذكر‪،-‬‬
‫السهر على رفع التحفظات‪ ،‬و اقتراح االستالم النهائي على رب العمل (صاحب المشروع) على أن يتم‬
‫ذلك بمحضر يوقعه المقاول‪ ،‬و المستشار الفني (صاحب العمل)‪ ،‬و رب العمل (صاحب المشروع)‪ ،‬و من‬
‫آثار االستالم النهائي‪:‬‬
‫أ– انتقال ملكية المنشأة (البناء) موضوع الصفقة إلى صاحب المشروع العمومي (المصلحة المتعاقدة)‪.‬‬
‫ب –تحرر المتعامل المتعاقد (صاحب العمل) من جميع التزاماته تجاه صاحب المشروع العمومي‬
‫(المصلحة المتعاقدة)‪.‬‬
‫ج –رفع اليد عن الضمانات‪ ،‬و الكفاالت‪ ،‬و خاصة كفالة الضمان المقدمة لصالح صاحب المشروع بعد‬
‫أجل شهر من االستالم النهائي‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫د – بداية سريان الضمان العشري بالنسبة للمتعاملين المتعاقدين (صاحب العمل‪ ،‬ومقاول األشغال)‪،‬‬
‫وكل المتعاملين ملزمين باكتتاب التأمين عن المسؤولية المدنية و المهنية‪.‬‬

‫ب ‪ -‬أحكام خاصة بالضمانات ذات الصبغة الحكومية‬


‫و هي الضمانات التي تهم المؤسسات األجنبية‪ ،‬و تشمل هذه الضمانات حسب المادة ‪ 54‬من المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬األحكام التي تندرج في إطار استعمال القرض الناتج عن عقود حكومية مشتركة‪.‬‬
‫‪ -‬الضمانات التي تستخدم مساهمة الهيئات المصرفية‪ ،‬أو هيئات التأمين ذات الصبغة العمومية‪ ،‬أو‬
‫شبه العمومية‪.‬‬
‫و حسب أحكام المادة ‪ 1/54‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬فإن الضمانات تعتبر كمعيار من‬
‫معايير اختيار المتعاملين األجانب‪ ،‬بحيث يحضى باألسبقية في اختيار المتعاملين المتعاقدين األجانب‪ ،‬من‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 202‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ":1020‬تسترجع كفالة الضمان المنصوص عليها في المادة ‪ 56‬أعاله أو اقتطاعات الضمان‬
‫المذكورة في المادتين ‪ 55‬و‪ 200‬أعاله‪ ،‬كليا‪ ،‬في مدة شهر واحد ابتداء من تاريخ التسليم النهائي للصفقة"‪ .‬أنظر كذلك إلى‪:‬‬
‫‪ -‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.217.‬‬
‫(‪ )2‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.214.‬‬
‫(‪ )3‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.219.‬‬

‫‪192‬‬
‫يقدم منهم الضمانات المذكورة آنفا‪ ،‬كما تنص المادة ‪ 58‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ ،1020‬على‬
‫إلزامية المتعاملون األجانب‪ ،‬المستفيدون من االمتيازات المنصوص عليها في المادتين ‪ 17‬و ‪ 98‬من‬
‫قانون الصفقات العمومية‪ ،‬باستعمال المواد‪ ،‬و الخدمات المنتجة محليا‪ ،‬و أن ترصد الوسائل البشرية‪،‬‬
‫والمادية المصرح بها في عروضها‪ ،‬إال إذا كان هناك استثناءا مبررا(‪ ،)1‬كما يقدم األجانب عادة نوع آخر‬
‫من الضمانات و هي ضمان أول طلب ‪ ،Garantie première demande‬و التي ينشئها المتعامل (صاحب‬
‫العمل‪-‬مكتب دراسات أجنبي‪ )-‬لصالح المصلحة المتعاقدة (صاحبة المشروع)‪.‬‬
‫و تهدف هذه الضمانات‪-‬السابقة الذكر‪ -‬إلى تغطية اإلدارة المتعاقدة (صاحبة المشروع) لمخاطر‪،‬‬
‫وعدم تنفيذ‪ ،‬أو تنفيذ المعيب من طرف المتعامل (صاحب العمل) لصفقة أو صفقات‪ ،‬و ضمان عدم رد‬
‫المبالغ المالية التي قدمتها للمتعامل الذي يعتبر مدينا‪ ،‬و بصفة عامة مخاطر عدم دفع المبالغ التي يكون‬
‫المتعامل مدين بها في إطار تنفيذ الصفقة(‪.)2‬‬

‫ج ‪ -‬الرهن الحيازي لصفقة إدارة المشروع (االستشارة الفنية)‬


‫و هنا سنتناول صندوق ضمان الصفقات العمومية‪ ،‬إذ عندما يقدم هذا األخير كفالة يكون كفيال‬
‫(الصندوق ضمان الصفقات العمومية)(‪ ،)3‬والتمويالت التي يقدمها مشروطة بتقديم ضمانات (الرهن‬
‫الحيازي للصفقة لصالح الصندوق)‪ ،‬بحيث يضع تحت تصرف المتعامل المبالغ المالية لتمويل الصفقة‪،‬‬
‫كما يأخذ الصندوق لصالح المتعامل التزاما بالتوقيع (كالضمان االحتياطي(‪ ،)4‬الكفالة‪ ،‬الضمان) مقابل‬
‫رهن الحيازي للصفقة ‪-‬كما سوف نرى‪ -‬لفائدة صندوق ضمان الصفقات العمومية‪ ،‬ويقوم الصندوق بتقديم‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Mobiliser‬‬ ‫التسبيقات المالية التي تقوم بها أيضا الهيئات المالية و البنكية‪ ،‬واألساسية منها تعبئة الديون‬
‫‪ les créances‬التي تتالئم مع هذا النوع من الصفقات‪.‬‬
‫‪ .I‬صندوق ضمان الصفقات العمومية (الكفيل) و دوره‬
‫و الهدف األساسي لصندوق ضمان الصفقات العمومية هو تسهيل دفع الوضعيات المالية المرتبطة‪،‬‬
‫والناتجة عن الصفقات العمومية(‪ ،)6‬و في منشور رئيس الحكومة(‪ )7‬بتاريخ نوفمبر سنة ‪ ،1001‬أين يرد‬
‫رئيس الحكومة إلى ظاهرة عدم اعتراف أصحاب المشاريع العمومية للصندوق بصالحية فيما يخص‬
‫منحه للكفاالت‪ ،‬والضمانات للمتعاملين الحاصلين على الصفقات العمومية‪ ،‬حيث يقول‪ ":‬تجدر اإلشارة‬
‫إلى أن الصندوق تم إنشائه من طرف السلطات العمومية تكملة للنظام البنكي بغرض التقليل من نقص‬
‫السيولة التي تعترض المؤسسات الحائزة على الصفقات العمومية"‪.‬‬
‫و تم إنشاء صندوق ضمان الصفقات العمومية(‪ )8‬بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 82-56‬المؤرخ في‬
‫‪ 12‬فبراير سنة ‪ )9(2556‬مع ملحق لدفتر الشروط‪ ،‬حيث نصت المادة الثانية منه على إعتباره أداة أساسية‬
‫للدولة ترمي إلى الحفاظ على التوازن بين التطور المادي‪ ،‬و المالي لمشاريع التجهيز العمومية المقيدة في‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 57‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬


‫(‪)2‬‬
‫‪LAJOYE (Ch.), Droit des Marchés Publics, op.cit. , p.176.‬‬
‫(‪ )3‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 22.‬و ما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )4‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 218.‬و ما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )5‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.270.‬‬
‫(‪ )6‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22.‬‬
‫(‪ )7‬منشور رئيس الحكومة‪ ،‬الذي يتعلق بالكفاالت و الضمانات الممنوحة من طرف صندوق ضمان الصفقات العمومية (ص‪.‬ض‪.‬ص‪.‬ع‪-).‬السادة‪-/‬اآلمرين بالصرف‬
‫العموميين (المصالح المتعاقدة‪ ،‬أصحاب المشاريع)‪-،‬المراقبين الماليين للوزارات‪ -‬الواليات‪-‬المحاسبين العموميين‪-‬قباض االشتراكات المتعددة‪ ،‬وزارة المالية‪،‬‬
‫المديرية العامة للميزانية‪ ،‬نشرة الرسمية لوزارة السكن و العمران‪ ،‬نوفمبر ‪ ،1001‬ص‪.712.‬‬
‫(‪ )8‬حول صندوق الضمان الصفقات العمومية أنظر إلى المرجع اآلتي ذكره‪:‬‬
‫عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القا نون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 22.‬إلى ‪.68‬‬
‫(‪ )9‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد أول مارس سنة ‪ ،2556‬العدد ‪ ،22‬ص‪ .29.‬أنظر كذلك إلى ‪:‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 08-06‬المؤرخ في ‪ 25‬يناير سنة ‪ 1006‬يعدل المرسوم التنفيذي رقم ‪ 82-56‬المؤرخ في ‪ 12‬فبراير سنة ‪ ،2556‬الذي يتضمن إنشاء‬
‫صندوق ضمان الصفقات العمومية و تنظيمه و سيره‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 70‬يناير سنة ‪ ،1006‬العدد ‪ ،09‬ص‪.9.‬‬

‫‪193‬‬
‫البرامج السنوية(‪ ،)1‬و المتعددة السنوات التي يتم تمويلها من ميزانية الدولة‪ ،‬تتمثل مهمة الصندوق في‬
‫ضمان تمويل الصفقات‪ ،‬و الطلبات العمومية‪ ،‬و على هذا األساس يكلف الصندوق بتقديم ضمانته أو‬
‫كفالته‪ ،‬بأي شكل‪ ،‬لتسهيل االنجاز المالي للصفقات‪ ،‬و الطلبات العمومية‪ ،‬كما يمكنه أيضا تسيير كل‬
‫العمليات التي يمكن أن تكلفه بها الخزينة‪.‬‬
‫و يشير في ملحق دفتر الشروط المرفق بالمرسوم المذكور في المادة ‪ 7‬منه على أنه‪" :‬يسمح‬
‫الصندوق للحاصلين على صفقات و طلبات توريد عمومية‪ ،‬االستفادة من تسبيقات مالية و تجنيد مبلغ‬
‫الديون المستحقة لهم بمناسبة إنجاز العقود أو طلبات التوريد العمومية"‪ ،‬و تقتضي المادة الرابعة (‪ )4‬من‬
‫الملحق بأن صندوق ضمان الصفقات العمومية يمكن الحائز على الصفقات من‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستفادة من التسبيقات التعاقدية‪ ،‬و الشرعية الموجهة لتغطية النفقات المقررة في إطار إنجاز‬
‫الصفقات أو الطلبات‪ ،‬و في هاته الحالة يتوجب على الحاصلين على هذه الصفقات‪ ،‬أو الطلبات‬
‫اكتتاب سندات األمر لصالح بنوكهم الدافعة‪ ،‬و تكفل السندات من طرف صندوق ضمان الصفقات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تعبئة الديون الناشئة بمناسبة انجاز الصفقات‪ ،‬و الطلبات العمومية‪ ،‬و هذه التعبئة يمكن أن تحدث‬
‫خالل أو عند االنتهاء من إنجاز العقود باستظهار شهادة الحق في الدفع صادرة عن اآلمر العمومي‬
‫بالصرف صاحب المشروع‪.‬‬
‫بحيث يمنح صندوق ضمان الصفقات العمومية قروضا كتسبيق مالي في شكل تعبئة الديون‪ ،‬ويقصد‬
‫بها أي القروض الخاصة بتعبئة الديون"كل تسبيق مالي يمنح إلى المتعامل المتعاقد حائز لصفقة عمومية‬
‫على دين متولد‪ ،‬و معاين غير محرر من طرف المصلحة المتعاقدة (صاحبة المشروع) في مقابل رهن‬
‫الصفقة العمومية رهنا حيازيا لصالح الجهة المانحة القرض (أي الصندوق الوطني لضمان الصفقات‬
‫العمومية)(‪ ،)2‬و يمنح أجل لفحص الكشوفات‪ ،‬و عمليا يتم مخالفته بحيث يفوق األجل القانوني المتاح‬
‫لإلدارة ليتعدى أجل الشهرين(‪.)3‬‬
‫و التسبيقات التي يمنحها الصندوق الوطني لضمان الصفقات العمومية التي تكون في شكل قرض‬
‫مقابل رهن الصفقة العمومية رهنا حيازيا لصالح الصندوق كضمان ‪ ،Gage‬إذا قدم المتعامل طلب التسبيق‬
‫المالي من الصندوق(‪ ،)4‬و تقدم وفقا لنسب محددة حسب الوضعيات(‪ ،)5‬و تقدر نسبة العمولة العائدة‬
‫للصندوق الوطني لضمان الصفقات العمومية بـ ‪ ،%429‬من خالل عمليات القرض التي تقوم بها(‪.)6‬‬
‫ج – و يمكنهم الحصول على اعتمادات إجمالية بإمكانها تغطية احتياجاتهم التمويلية المسبقة دون‬
‫تمييز أو تعبئة الديون‪ ،‬عندما يتعلق األمر بمؤسسات لها مبالغ منتظمة‪ ،‬وهامة لصفقات مبرمة مع‬
‫الدولة و تفرعاتها‪.‬‬
‫و حتى يمنح صندوق ضمان الصفقات العمومية الضمانات السابق ذكرها يشترط رهن الصفقة رهنا‬
‫حيازيا‪ ،‬و هذا األخير نظمه المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬في القسم الفرعي األول المعنون بـ‪ ":‬الرهن‬

‫( ‪)1‬‬
‫و فيما يخص عملية إعداد ميزانية التجهيز العمومي‪ ،‬و كيفية تنفيذها‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 22-64‬المؤرخ في ‪ 2‬يونيو سنة ‪ ،2564‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 20‬يوليو سنة ‪ ،2564‬العدد ‪ ،16‬ص‪.2040.‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 09-66‬المؤرخ في ‪ 21‬يناير ‪ 2566‬يعدل ويتمم القانون رقم ‪ 22-64‬المؤرخ في‪ 2‬يوليو ‪ ،2564‬والمتعلق بقوانين المالية‪ ،‬ج‪2‬ر‪ 2‬بتاريخ أ‪،2566/02/272‬ع‪ ،1 2‬ص‪.94.‬‬
‫‪- BOUHARA (M.T.),La loi de finances en Algérie,Thèse pour l’obtention du doctorat d’état en Droit Public,Année universitaire, 2005/2006.‬‬
‫‪ -‬عبد الغفور معاد‪ ،‬ميزانية الدولة للتجهيز منذ سنة ‪ ، 2556‬مذكرة لنيل درجة ماجستير اختصاص إدارة ومالية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬سنة ‪.1001‬‬
‫‪ -‬شاللي رضا‪ ،‬تنفيذ النفقات العامة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬فرع إدارة و مالية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪.1001/1002‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.272.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.277.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.275.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.242.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.241.‬‬

‫‪194‬‬
‫الحيازي ‪ nantissement‬من القسم السابع تحت عنوان بـ"أحكام تعاقدية" ضمن الباب الرابع‪ ،‬وخصص له‬
‫مادتين ‪ 220‬و ‪ 222‬منه(‪.)1‬‬
‫‪ .II‬محل الرهن الحيازي‬
‫لم يعرف تنظيم الصفقات العمومية الرهن الحيازي‪ ،‬و ال يمكن اعتبارها بوصفها اتفاقا بين المتعامل‬
‫المتعاقد‪ ،‬و المصلحة المتعاقدة (صاحبة المشروع) محال للرهن الحيازي‪ ،‬و إنما الدين المتولد‪ ،‬أو الذي‬
‫سيتولد عن تنفيذ الصفقة العمومية هو الذي يكون موضوعا للرهن الحيازي‪ ،‬أما االتفاق المكرس في‬
‫الصفقة فهو وسيلة لتبرير‪ ،‬و إثبات الرهن الحيازي سواء للديون المتولدة و المعاينة أو تلك الديون التي‬
‫ستتولد مستقبال عن الصفقة(‪ ،)2‬وهذا ما يفهم من نص المادة ‪ 220‬من قانون الصفقات العمومية لسنة‬
‫‪ ،1020‬كما يجوز للمتعاملين الثانويين رهن الصفقة طبقا لنص المادة ‪ 220‬في فقرتها األخيرة بحيث‬
‫تقول‪" :‬يجوز للمتعاملين الثانويين و الموصين الثانويين أن يرهنوا رهنًا حيازيًا جميع ديونهم أو جز ًءا منها‬
‫في حدود قيمة الخدمات التي ينفذونها و ذلك ضمن الشروط المبينة في هذه المادة"‪ ،‬و تتمثل هذه الديون‬
‫في المبالغ المتولدة عن تنفيذ الصفقة‪.‬‬
‫و يكون الدائن المرتهن إما مؤسسة مالية‪ ،‬أو مصرف‪ ،‬أو الصندوق الوطني لضمان الصفقات‬
‫العمومية الذي يطلب الرهن الحيازي على الصفقة ضمانا للدين المنشأ لصالح المتعامل المتعاقد‪ ،‬و يصبح‬
‫صاحب العمل (المتعامل المتعاقد) المدين الراهن‪ ،‬و الدائن في نفس الوقت اتجاه صاحب المشروع‬
‫(المصلحة المتعاقدة)‪ ،‬الذي يصبح مدين في إطار الصفقة العمومية‪ ،‬و طبقا للقواعد العامة(‪ )3‬يتتبع الدائن‬
‫المرتهن الشيء المرهون رهنا حيازيا في أي يد كانت(‪ .)4‬و محل الرهن إذن هو "ذلك الحق الثابت‬
‫للمتعامل المتعاقد أو المتعامل الثانوي تجاه المصلحة المتعاقدة بمناسبة تنفيذهم للخدمات المتفق عليها في‬
‫عقد الصفقة"(‪ ،)5‬و يتجه الباحثون الجزائريون في هذا المجال إلى اعتبار الرهن الحيازي للصفقة‬
‫العمومية‪ ،‬رهن حيازي من نوع خاص(‪.)6‬‬
‫و في حالة وجود ملحق‪ ،‬يلزم تقديم نسخة مصادق عليها‪ ،‬و مطابقة لألصل من هذا الملحق في حالة‬
‫تعديل الصفقة إما بزيادة أو نقصان الخدمات(‪.)7‬‬
‫و بعد أن قمنا بذكر العناصر األساسية ألجرة صفقة إدارة المشروع‪ ،‬و إبراز خصوصيتها‪ ،‬و كيفية‬
‫تسديدها‪ ،‬و الضمانات المتعلقة بها‪ ،‬ننتقل اآلن إلى حق آخر من حقوق صاحب العمل المتعاقد مع صاحب‬
‫المشروع‪ ،‬و هو حق الملكية الفنية لصاحب العمل على مصنفه المعماري‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 178-20‬المؤرخ في ‪ 2‬أكتوبر سنة ‪ ،1020‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪2‬ر‪ ،2‬بتاريخ ‪ ،1020 /20/2‬ع‪ ،96 2‬ص‪.7.‬‬
‫(‪ )2‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.248.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫األمر رقم ‪ 96-29‬المؤرخ في ‪ 18‬سبتمبر سنة ‪ ، 2529‬الذي يتضمن القانون المدني‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬الجمعة بتاريخ ‪ 70‬سبتمبر سنة ‪ ،2529‬العدد ‪ ،26‬ص‪.550.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫ووفقا للقواعد العامة فإن الشيء المرهون رهنا حيازيا يكون على ما يمكن بيعه استقالال بالمزاد العلني من منقول وعقار طبقا للمادة ‪ 545‬من القانون المدني‪ ،‬أما‬
‫في مجال الصفقات العمومية فإن األمر يختلف كون محل الرهن الحيازي هو الدين المتولد‪ ،‬أو الذي سيتولد عن تنفيذ الصفقة العمومية‪ .‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.248.‬‬
‫و حسب المادة ‪ 98‬من القانون رقم ‪ 28-09‬المؤرخ في ‪ 72‬ديسمبر سنة ‪ ،1009‬الذي يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،1008‬يمكن أن يؤسس رهن قانوني على األمالك‬
‫العقارية للمدينين لفائدة صندوق ضمان الصفقات العمومية لضمان تحصيل ديونه‪( 2‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ السبت ‪ 72‬ديسمبر سنة ‪ ،1009‬العدد ‪ ،69‬ص‪.)7.‬‬
‫أنظر أيضا‪ :‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 271-08‬المؤرخ في ‪ 7‬أبريل سنة ‪ ،1008‬ج‪2‬ر‪ ،2‬بتاريخ ‪ 9‬أبريل ‪ ،1008‬ع‪ ،12 2‬ص‪.10.‬‬
‫(‪ )5‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.242.‬‬
‫(‪ )6‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.242.‬‬
‫(‪ )7‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 245.‬و ‪.290‬‬

‫‪195‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حق الملكية الفنية لصحاب العمل على مصنفه المعماري‬
‫باإلضافة إلى األجرة باعتبارها الفائدة االقتصادية لصاحب العمل‪ ،‬و حق من حقوقه‪ ،‬والتزام يقع على‬
‫عاتق صاحب المشروع العمومي‪ ،‬تتميز اإلنشاءات الفنية في مجال الطلبية العمومية‪ ،‬و الصفقات‬
‫العمومية بخصوصية‪ ،‬فيما أنها تمنح لصاحب العمل الحقوق التي على طالب المنشأة المعمارية احترامها‪،‬‬
‫و المتمثلة في الحقوق الفكرية‪ ،‬و من خالل هذا نتطرق إلى الحقوق الفكرية لصاحب العمل على مصنفه‬
‫المعماري و الفني‪ ،‬مما يدعو إلى التدقيق في نقاط معينة من هذا المطلب‪.‬‬
‫و تشمل أساسا أعمال صاحب العمل في تحديد الهندسة المعمارية للبناء‪ ،‬أو المنشأة المزمع انجازها‪،‬‬
‫ويملك صاحب العمل‪ ،‬و بالخصوص في مجال دراسات الهندسة المعمارية على خالف الدراسات األخرى‬
‫منها التقنية‪ ،‬بحقوق فكرية على جميع مراحل الدراسات إلى حين تسليم المنشأة‪ ،‬وحتى المنشأة بحد ذاتها‬
‫محمية‪ ،‬فهي حق لصاحب العمل‪ ،‬و واجب يقع على عاتق صاحب المشروع العمومي احترامها كقاعدة‬
‫عامة‪ ،‬و يستفيد صاحب العمل من الحماية التي تقررها القوانين التي تنظم حقوق المؤلف و‪/‬أو‬
‫المخترع(‪ ،)1‬والتي تطبق عليه باعتباره مؤلف للمصنف المعماري‪ ،‬و تعتبر الهندسة المعمارية من قبل‬
‫المصنفات المحمية بموجب القانون(‪( )2‬األمر رقم ‪ 09-07‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو سنة ‪ ،1007‬يتعلق‬
‫بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة(‪.))3‬‬
‫و تعد األعمال التي يقوم بها صاحب العمل من دراسات إلى إنجاز المنشأة العمومية مصنفات(‪ )4‬في‬
‫إطار األمر رقم ‪ ،09-07‬و المصنف هو ترجمة لكلمة "‪("Œuvre‬و المصنف هو ناتج عن فكر اإلنسان‬
‫وموهبته)‪ ،‬و يأخذ صاحب العمل الذي يقوم بإبداع هذه الدراسات صفة "المؤلف" ‪ ،Auteur‬و عرفه‬
‫األستاذ "صالح الدين محمد مرسي" بأنه‪ " :‬الشخص الذي ينسب إليه إنتاج المصنف و تسند إليه حقوق‬
‫التأليف"(‪ ،)5‬فالرابطة الموجودة بين المؤلف (صاحب العمل)‪ ،‬والمصنف المعماري هي رابطة قانونية(‪،)6‬‬
‫ألن القانون هو الذي يبين محتواها‪ ،‬و يحدد مداها‪ ،‬و آثارها‪ ،‬و أسلوب استغالل المصنف‪ ،‬وهذا األخير له‬
‫طبيعة خاصة في مجال الطلبية العمومية‪ ،‬و من خالل ذلك سنتناول الشروط التي يجب أن تتوفر في‬
‫المصنف ليكون محميا‪ ،‬و نطاق حماية الحقوق الفكرية لصاحب العمل على مصنفه المعماري (الفرع‬
‫األول)‪ ،‬و طبيعة حماية حق صاحب العمل على مصنفه المعماري (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫(‪ )1‬و هنا يصدق القول على المهندسين التقنيين‪ ،‬ففي حالة مواجهة إشكالية تتعلق بإجراء مرتبط بإيجاد حل إلقامة بناء‪ ،‬فيمكن أن يقوم المهندس‬
‫بإبداع طريقة معينة لحل المشكلة التقنية‪ ،‬ويمكن أن تعتبر تلك الطريقة "اختراع" إذا توفرت فيها الشروط القانونية‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪GAUTIER (Pierre-Yves), Les critères qualitatifs pour la protection littéraire et artistique, R.I.D.C. 2-1994,‬‬
‫‪Vol 46, Avril-juin, p.517.‬‬
‫(‪ )3‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 17‬يوليو سنة ‪ ،1007‬العدد ‪ ،44‬ص ‪.7‬‬
‫(‪ )4‬و المصطلح "المصنف" المنصوص عليه في األمر ‪ ،09-07‬هو ترجمة لكلمة " ‪ ،" Œuvre‬و هذه األخيرة لها عدة معاني أيضا منها "العمل‪،‬‬
‫المشروع" فهناك تناسب إذا صح التعبير‪.‬‬
‫(‪ )5‬صالح الدين محمد مرسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬رقم ‪ ،120‬ص‪.975‬‬
‫(‪ )6‬و يعرف األستاذ "صالح الدين محمد مرسي" حق المؤلف بأنه‪" :‬رابطة القانونية بين مبتكر في مجاالت العلوم و الفنون و اآلداب و إنتاجه‬
‫المبتكر تتيح له حقين متميزين أ حدهما يتمثل في احتكار استغالل االبتكار‪ ،‬و األخر في منع الغير المساس بشخصيته عبر إنتاجه المبتكر"‪ ،‬صالح‬
‫الدين محمد مر سي‪ ،‬الحماية القانونية لحق المؤلف في التشريع الجزائري‪ ،‬رسالة للحصول على درجة دكتوراه الدولة في القانون‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫كلية الحقوق و العلوم اإلدارية‪ ،2566 ،‬أنظر كذلك المرجع اآلتي ذكره‪ :‬عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬التزامات رب العمل في عقد مقاولة البناء‪ ،‬بحث لنيل‬
‫شهادة ماجستير فرع العقود و المسؤولية‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪ .1009-1004‬ص ‪.295‬‬

‫‪196‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شروط حماية حق صاحب العمل على مصنفه و نطاق حمايته‬
‫أوال‪ :‬شروط الحماية بموجب حقوق المؤلف‬
‫و تتمثل في الشروط التي يجب أن تتوافر في المصنف المعماري إلضفاء الحماية بموجب حقوق‬
‫المؤلف المقررة في األمر رقم ‪ ،09-07‬حيث نصت المادة ‪ 7‬منه‪ ،‬أنه‪" :‬يمنح كل صاحب إبداع أصلي‬
‫لمصنف أدبي أو فني الحقوق المنصوص عليها"‪ ،‬و تعطي نص المادة معيار أساسي لتحديد المصنف‬
‫(‪)1‬‬
‫المحمي‪ ،‬و هو معيار األصالة "‪ ، "Originalité‬و هناك معيار آخر‪ ،‬و المتمثل في "التعبير ‪Forme‬‬
‫‪ "d’expression‬فال يمكن التوقف على أحكام نص مادة واحدة بل األخذ بكل نصوص مواد األمر السابق‬
‫الذكر‪ ،‬لتحديد المصنف المحمي‪.‬‬
‫أ ‪ -‬التعبير أو التجسيد الشكلي لإلبداع‬
‫و التعبير هو ما يخرج من اإلنتاج الذهني‪ ،‬أو الفكري إلى الجمهور فيظهر بعد أن كان داخل نفس‬
‫المؤلف(‪ ،)2‬و يتمثل ذلك في التجسيد المادي لألفكار‪ ،‬أو إفراغ المصنف في صورة مادية يبرز فيه إلى‬
‫الوجود(‪ ،)3‬فالتجسيد الشكلي لإلبداع يمر بعدة مراحل منها التصور‪ ،‬ثم مرحلة رسوخ الفكرة‪ ،‬واستقرارها‬
‫في ذهن صاحبها‪ ،‬و مرحلة تنفيذ الفكرة في مصنف جاهز للتداول(‪.)4‬‬
‫فالحماية تشمل الشكل‪ ،‬و ليس األفكار‪ ،‬فهذه األخيرة هي من قبيل ملك مشترك للفكر اإلنساني(‪،)5‬‬
‫وهذا المبدأ جاء به االجتهاد القضائي و أخذ به الفقه‪ ،‬والمكرس في القانون الجزائري للملكية الفكرية في‬
‫نص المادة ‪ 2‬من األمر رقم ‪ ،09-07‬و يأخذ التعبير في مجال الهندسة المعمارية(‪ )6‬أوجه عديدة وكل‬
‫واحدة منها يحميها القانون‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 4‬في فقرتها السابعة (‪" )2‬تعتبر على الخصوص‬
‫كمصنفات أدبية أو فنية محمية ما يأتي‪...:‬الرسوم‪ ،‬والرسوم التخطيطية‪ ،‬و المخططات‪ ،‬و النمـاذج‬
‫الهندسية المصـغـرة للفن و الهندسة المعمارية والمنشآت التقنية‪ ،"...،‬فكل مراحل اإلبداع الخاصة‬
‫بالهندسة المعمارية بما فيها المنشأة‪ ،‬أو البناية تخضع لنظام الحماية بموجب حقوق المؤلف(‪ ،)7‬ومصنفات‬
‫الهندسة المعمارية تميل أكثر إلى مجال الفنون(‪ ،)8‬فالمهندس المعماري بصفته صاحب العمل في الهندسة‬
‫المعمارية هو فنان ‪ ،Artiste‬ومهندس في نفس الوقت(‪.)9‬‬

‫(‪ )1‬و استعمل المشرع كلمة األصالة "‪ ،"Originalité‬في األمر رقم ‪ 09-07‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو سنة ‪ ،1007‬الذي يتعلق بحقوق المؤلف‬
‫والحقوق المجاورة‪ ،‬أربعة عشر (‪ )24‬مرة‪.‬‬
‫(‪ )2‬عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬التزامات رب العمل في عقد مقاولة البناء‪ ،‬بحث لنيل شهادة ماجستير فرع العقود و المسؤولية‪،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫– بن عكنون– السنة الجامعية ‪ ،21009-1004‬ص ‪.282‬‬
‫(‪ )3‬عمر الزاهي‪ ،‬محاضرات في الملكية الفكرية‪ ،‬ملقاة على طلبة السنة الرابعة ليسانس‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬السنة الدراسية ‪،1000-2555‬‬
‫ذكر في عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ .282‬محمود ابراهيم الوالي‪ ،‬حقوق الملكية الفكرية في التشريع الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2567 ،‬ص‪.249.‬‬
‫(‪ )4‬صالح الدين محمد مرسي‪ ،‬الحماية ال قانونية لحق المؤلف في التشريع الجزائري‪ ،‬رسالة للحصول على درجة دكتوراه الدولة في القانون‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم اإلدارية‪ ،2566 ،‬رقم ‪ ،288‬ص ‪2124‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪« Elles (idées) fait partie du fonds commun de la pensée humaine. », Djenane (A.), LE RGIME ALGERIEN‬‬
‫‪DU DROIT D’AUTEUR, Ordonnance 73/14 du 3 avril 1973, mémoire pour le diplôme de magister, Institut des‬‬
‫‪sciences juridiques et administratives, université d’Alger, septembre 1983, p.18.‬‬
‫(‪ )6‬و لم ينص المشرع على أعمال المنجزة من قبل المهندس (دراسات الهندسية ‪ ،)Etude d’ingénierie‬مما يثير الحيرة بالنسبة لمصطلح‬
‫المنشآت التقنية ‪ Ouvrage Technique‬في الفقرة (و) من المادة ‪ 4‬السالفة الذكر‪ ،‬هل يقصد المشرع من تلك العبارة "المنشآت المنجزة من قبل‬
‫المهندسين و التقنيين؟‪ ،‬و بالرجوع إلى القانون المقارن (القانون االيطالي‪ ،‬و اليوناني‪ ،‬القانون االسباني للملكية الفكرية)‪ ،‬فنجد أن القانون االسباني‬
‫ينص في المادة ‪ 20‬الفقرة األولى من قانون الملكية الفكرية لسنة ‪ ،2562‬أنه‪" :‬تعتبر مصنفات محمية‪...‬كل المشاريع‪ ،‬الرسوم‪ ،‬و النماذج الهندسية‬
‫المصغرة‪ ،‬و المخططات لمصنفات الهندسة المعمارية و الهندسة (‪.")Ingénierie‬أنظر الصفحة رقم ‪ ،109‬هامش رقم ‪ 7‬من هذا البحث‪ ،‬أنظر كذلك‪:‬‬
‫‪- Magazine de l’OMPI, Au tribunal : Droit moral c. utilité publique, « compte-rendu de l’affaire «L’architecte Santiago‬‬
‫‪Calatrava c. Municipalité de Bilbao » a été rédigé pour le magazine de l’MOPI par JUAN JOSÉ MARÍN professeur de‬‬
‫‪droit civil», Genève – Février 2008, n°1, p.8.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪HUET (Michel), Le Droit de l’Architecture, 2ème édition, economica, Paris, 1990, p.135.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪Djenane (A.), LE RGIME ALGERIEN DU DROIT D’AUTEUR, op.cit., p.50.‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪Djenane (A.), LE RGIME ALGERIEN DU DROIT D’AUTEUR, op.cit., p.54.‬‬

‫‪197‬‬
‫و نالحظ أن األمر رقم ‪ ،09-07‬يستعمل في المادة ‪ 1/7‬عبارة "نمط التعبير" و في رأي البعض‪ ،‬من‬
‫بينهم الفقيه جنان (‪ ،)Djenane‬الذي يقول‪ " :‬من المحتمل أنه يقصد به طريقة إنجاز المصنف"(‪ .)1‬ولكن‬
‫هذه الحماية تتوقف على شرط‪ ،‬أن تكون هذه التعبيرات تتميز عن غيرها من المصنفات‪ ،‬ومنجزة بأسلوب‬
‫يعكس صورة صاحبها‪ ،‬و بتعبير آخر أن تكون ذات أصالة ‪ ،Originale‬و هذه األخيرة نتطرق إليها في‬
‫النقطة التالية‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ب ‪ -‬األصـالـة "‪"Originalité‬‬
‫و يعتبر معيار األصالة عنصر جوهري إلضفاء الحماية القانونية بموجب حقوق المؤلف‪ ،‬و نص‬
‫عليها األمر رقم ‪ ،09-07‬بصفة صريحة ‪ Expresis Verbis‬في المادة ‪ 7‬منه‪ ،‬و تكمن األصالة في ميدان‬
‫حق المؤلف في التعبير اإلبداعي‪ ،‬و فردية المصنف الذي يعبر عما هو خاص بالمؤلف أي صاحب العمل‪،‬‬
‫و انبعاث لشخصية المؤلف(‪ ،)3‬والتي تبرز معالم شخصيته‪ ،‬و يميز الفقهاء في مجال الملكية الفكرية‪ ،‬ومن‬
‫بينهم الفقهاء الجزائريين بين األصالة المطلقة‪ ،‬و األصالة النسبية‪ ،‬فالمفهوم األول يشمل المصنفات‬
‫الجديدة‪ ،‬و بالتالي تستبعد المصنفات المشتقة‪ ،‬و يشير لنا األستاذ ‪ M.H.Desbois‬أن األصالة المطلقة‬
‫إجبارية في ميدان االختراعات(‪ ،)4‬ألن "الجدة" ملزمة حتى يحتكر المخترع حقوق االستغالل وانتساب‬
‫االختراع إليه‪ ،‬نظرا لتعلق االختراع بالتطور في ميدان العلوم التطبيقية الصناعية‪ ،‬أما اإلبداعات األدبية‪،‬‬
‫و الفنية يمكن أن تكون مشتقة من مصنفات سابقة‪ ،‬أو من مصنفات الملك العمومي‪ ،‬أو من مصنف موجود‬
‫لمؤلف أصلي محمي‪ ،‬و هنا نكون أمام األصالة النسبية ‪ ،Relative‬والمنصوص عليها في نص المادة ‪9‬‬
‫من األمر رقم ‪ ،09-07‬فاألصالة مفهوم ذاتي أما الجدة ‪ Nouveauté‬فهو مفهوم موضوعي(‪.)5‬‬
‫األصالة النسبية سواء األصالة في التأليف(‪ ،)6‬أو في التعبير تكون عند عملية الترجمة‪ ،‬و االقتباس‬
‫والتكييف‪ ،‬و التحويالت على المصنفات األصلية‪ ،‬التي تتولد عنها مصنفات مشتقة‪ ،‬في عدة ميادين منها‬
‫الميدان الفني(‪.)7‬‬
‫و يرجع تقدير توافر شرط األصالة (في اإلبداع) في المصنف لقاضي الموضوع‪ ،‬الذي له السلطة‬
‫التقديرية في تحديد إذا كان المصنف ينطوي على شيء من األصالة(‪ )8‬أو اإلبداع أم ال‪ ،‬ألن ذلك يعد‬

‫(‪)1‬‬
‫‪« Les termes de « mode » et « Forme d’expression », pour désigner probablement le procédé de réalisation de‬‬
‫‪l’œuvre. », Djenane (A.), LE RGIME ALGERIEN DU DROIT D’AUTEUR, op.cit., p.31.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪« La définition la plus courante : est originale l’œuvre portant l’empreinte de la personnalité de l’auteur et‬‬
‫‪qui manifeste, par rapport au fonds commun de la culture, ou à des œuvres préexistantes crées par d’autres,‬‬
‫‪suffisamment d’indépendance, pour être consacrée par un monopole d’exploitation autonome. » ; DESBOIS‬‬
‫‪(H.), Le droit d’auteur en France, 3e éd., n°3, COLOMBET (Claude), Propriété littéraire et artistique et droits‬‬
‫‪voisins, Edition DALLOZ, Paris, 1999, Edition DELTA, Liban, 1999, n°31, FRANCON (A.), Cours de propriété‬‬
‫‪littéraire et artistique et industrielle, 1993,pp.154 à 156, GAUTIER (Pierre-Yves), Manuel de propriété littéraire‬‬
‫‪et artistique, coll. « droit fondamental », P.U.F., 1991, n°25 et 34, LUCA (André) SIRINELLI (P.),‬‬
‫‪« l’originalité en droit d’auteur », J.C.P. 1993.1.3681, n°10, et LUCAS (A. et H.-J), Traité de la propriété‬‬
‫‪littéraire et artistique, n°80, citée par GAUTIER (Pierre-Yves), Les critères qualitatifs pour la protection littéraire‬‬
‫‪et artistique, R.I.D.C. 2-1994. Vol 46. Avril-juin, p.511.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪« L’originalité, n’est qu’une manifestation de la personnalité de l’auteur », Djenane (A.), op.cit., p.25.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪DEBOIS (M.H), Propriété littéraire et artistique, le droit d’auteur en France, DALLOZ 1978,p.23, citée par‬‬
‫‪Djenane (A.), op.cit., p.24. Voir aussi ; p.25.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫لمزيد من التفاصيل‪ ،‬أنظر إلى المرجع اآلتي ذكره‪:‬‬
‫‪Djenane (A.), LE RGIME ALGERIEN DU DROIT D’AUTEUR, Ordonnance 73/14 du 3 avril 1973, op cit., pp.24 et 25.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Djenane (A.), op cit., p.26,27.‬‬
‫( ‪)7‬‬
‫أنظر المادة ‪ 1/9‬و المادة ‪ 12‬فقرة الثانية‪-‬المطة ‪ -5‬من األمر رقم ‪ 09-07‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو سنة ‪ ،1007‬المتعلق بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة‪2‬‬
‫الجريدة الرسمية بتاريخ األربعاء ‪ 17‬يوليو سنة ‪ ،1007‬العدد ‪ ،44‬ص‪272‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪« Il appartient aux juges du fond d’apprécier le caractère original d’une œuvre au-delà de toute subjectivité et sans prendre‬‬
‫‪en considération le mérite. », Huet (M.). op.cit., p.90. Voir aussi ; « Juger de bien fonder ou non de l’ouvrage pour lui donner‬‬
‫‪protection, relève toujours du subjectivisme : les individus en effet, ne peuvent avoir tous le même gout ou la même vision‬‬

‫‪198‬‬
‫مسألة واقع(‪ ،)1‬و يمكن اعتبار أن عنصر األصالة في مجال الهندسة المعمارية يكمن في العنصر الجمالي‬
‫"‪ "Esthétique‬للمنشأة‪ ،‬و ال يأخذ بعين االعتبار الهدف‪ ،‬أو الغاية من إبداع المصنف على حد قول الفقه‬
‫"‪( "Michel Huet‬المادة ‪ 1/7‬من األمر رقم ‪ ،)09-07‬و ينتهي إلى القول أن المصنف المعماري أنجز‬
‫لتحقيق غاية محددة(‪()2‬الوجهة الثقافية للهندسة المعمارية(‪ ،))3‬فاألصالة إذن تتبين من خالل تشكيلها في‬
‫مشاريع البناء(‪)4‬و إنجازها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نطاق حماية الحقوق الفكرية لصاحب العمل على مصنفه المعماري‬
‫و هذا العنصر هو تكملة لشروط حماية المصنف‪ ،‬و يمتد نطاق الحماية بموجب حقوق المؤلف على‬
‫كامل أوجه التعبير من الرسومات إلى المنشأة العمومية‪ ،‬و لكن ال بد من تحديد أوال صفة المؤلف‪،‬‬
‫واألشكال التي تنجز فيه المصنف المعماري‪.‬‬
‫‪ )2‬صفة المؤلف و أشكال انجاز المصنف (المصنف المشترك‪ ،‬الجماعي‪ ،‬المركب)‬
‫أ ‪ -‬صفة المؤلف‬
‫فالحالة القانونية لصاحب العمل في هذه الحالة تختلف (أي يعتبر مؤلفا) سواء كان الشخص الطبيعي‪،‬‬
‫أو الشخص المعنوي‪ ،‬فيمكن أن ينجز المصنف المعماري من شخص طبيعي‪ ،‬أو شخصين طبيعيين أو‬
‫أكثر (يأخذ شكل مصنف مشترك) و يتولون الحقوق المتعلقة بالمصنف المعماري(‪ ،)5‬و يثير المشكل‬
‫بالنسبة للشخص المعنوي(‪()6‬شركات الهندسة المعمارية‪ ،)...،‬بحيث تنص المادة ‪ 1/21‬من األمر رقم‬
‫‪ 09-07‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو سنة ‪ ،1007‬المتعلق بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة(‪ ،)7‬على أنه يمكن‬
‫اعتبار الشخص المعنوي مؤلفا‪.‬‬
‫و لما كان حق المؤلف ينطوي على حقين متميزين‪ ،‬أحدهما حق مالي‪ ،‬و اآلخر حق معنوي‪ ،‬فقد‬
‫أجمع الفقه على أنه ال يوجد ما يمنع من إسناد الحق المالي للمؤلف إلى الشخص المعنوي‪ ،‬ألن الحقوق‬
‫المالية‪ ،‬ليست من الحقوق المالزمة لصفة اإلنسان‪ ،‬و على ذلك يجوز للشخص المعنوي أن يكتسب هذه‬
‫الحقوق(‪ ،)8‬و أن يتصرف فيها بمختلف أوجه التصرفات القانونية‪ ،‬و هناك من يقول يمكن تصور ثبوته‬
‫للشخص الطبيعي‪ ،‬و المعنوي على السواء‪ ،‬و الواقع أن الحق المعنوي للمؤلف ليس إال نتيجة لوعي‪،‬‬
‫وتفكير عقلي و صدى انفعال‪ ،‬و انطباع نفسي‪ ،‬و هذه أمور ال يمكن تصور صدورها‪ ،‬إال عن اإلنسان‬
‫وحده‪ ،‬باعتباره الكائن الوحيد الذي تتوافر فيه هذه القدرات‪ ،‬فالحق المعنوي ينبثق مباشرة من شخصية‬

‫‪sur telle ou telle création spirituelle. Djenane,(A.), op.cit .,.p.29. Voir aussi ; GAUTIER (Pierre-Yves), Les critères qualitatifs‬‬
‫‪pour la protection littéraire et artistique, R.I.D.C. 2-1994, Vol 46, Avril-juin, p.921.‬‬
‫(‪ )1‬محي الدين عكاشة‪ ،‬محاضرات في الملكية الفكرية‪ ،‬ملقاة على طلبة السنة الرابعة ليسانس‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬السنة الدراسية ‪-2555‬‬
‫‪ ،1000‬ص‪.78‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪HUET (M.), Le droit de l’architecture, op.cit., n° 12.p136. Voir aussi, Djenane (A.), op.cit., p.54. « L’œuvre‬‬
‫‪Littéraire et artistique…sa protection n’est point subordonnée à son utilité. » ; Djenane,op.cit.,p.28.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Bulletin de l’habitat, Les assises de l’architecture ; décembre 2006 ; El Aurassi ; allocution du président de la‬‬
‫‪république, n°2 juin 2007, p.17.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪« …cette originalité transparait à travers la formalisation des projets et la réalisation des bâtiments. » Huet‬‬
‫‪(M.) op.cit.,p.137.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫المادة ‪ 21‬من األمر رقم ‪ 09-07‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو سنة ‪ ،1007‬المتعلق بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة‪ 2‬الجريدة الرسمية بتاريخ األربعاء ‪ 17‬يوليو سنة‬
‫‪ ،1007‬العدد ‪ ،44‬ص‪272‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫أنظر د‪ .‬عيد أحمد الحسبان‪ ،‬النظام القانوني للحقوق األساسية لألشخاص المعنوية في النظم الدستورية‪ ،‬دراسة تشريعية قضائية مقارنة‪ ،‬مجلة الشريعة والقانون‪،‬‬
‫العدد التاسع و الثالثون‪ ،‬يوليو ‪ .1005‬ص‪.290-209.‬‬
‫‪- Baruchel (Nathalie), La personnalité Morale en Droit Privé, Éléments pour une théorie, L.G.D.J, E.S.A, Tome 403, 2004.‬‬
‫(‪ )7‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 17‬يوليو سنة ‪ ،1007‬العدد ‪ ،44‬ص ‪.7‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪Marty et Raynaud, Le Droit Civil, Tome I, Paris 1965, n° 1058.‬‬

‫‪199‬‬
‫المؤلف(‪ ،)1‬و لذلك يكون من االفتراض صرف إنشاء الحق المعنوي للمؤلف إلى الشخص المعنوي‪،‬‬
‫وتشبيهيه بالشخص الطبيعي في هذا المجال(‪ ،)2‬و كرس هذا المبدأ في القانون الجزائري‪.‬‬
‫ب ‪ -‬أشكال انجاز المصنف‬
‫و تأخذ المصنفات المعمارية أشكال متعددة‪ ،‬إما أن تكون جماعية‪ ،‬أو مشتركة‪ ،‬أو مصنف مركب‪،‬‬
‫وهذا األخير له خصوصية كما سوف نرى‪ ،‬ويشير لنا األستاذ "‪ "M.Huet‬في كتابه ‪Droit de‬‬
‫‪ l’architecture‬إذا أنجز المصنف المعماري في وكالة الهندسة المعمارية‪ ،‬أو مكتب الدراسات‪ ،‬أو مؤسسة‬
‫عمومية للهندسة المعمارية هل تأخذ شكل مصنف معماري جماعي أو شكل آخر؟‪ ،‬فمن خالل النقاط التالية‬
‫يمكن تحديد شكل المصنف‪:‬‬
‫أوال إذا كان الرئيس أو مدير الوكالة هو من بادر بانجاز المصنف‪.‬‬
‫ثانيا و كانت المساهمة الشخصية لمختلف المؤلفين مساهمين في إعداد المصنف ال يمكن انفرادها‪ ،‬بحيث‬
‫تذوب هذه المساهمة في مجموع العمل الذي شكل المصنف المعماري‪ ،‬بحيث ال تسمح بمنح حق مميز لكل‬
‫واحد من المساهمين في مجمل المصنف المنجز‪.‬‬
‫و ثالثا أن تصدر‪ ،‬أو يتم إشهار‪ ،‬أو كشف من قبل أحدهم تحت إشرافه و اسمه‪.‬‬
‫و يشير الفقيه إلى قضية مشهورة في هذا الميدان التي تتعلق "بحق النسب" لمقالين نشرا في مجلة‬
‫التعمير عدد خاص بالجزائر‪ ،‬المتعلقين بدراسة التعمير المنجزة في مدينة ‪( Philippeville‬سكيكدة‬
‫حاليا)(‪ )3‬ومدينة قسنطينة‪ ،‬حيث أصدرت المحكمة باريس بتاريخ ‪ 10‬ديسمبر سنة ‪ ،2581‬حكما بعد‬
‫االطالع على ادعاءات كل من المهندس المختص في التعمير (ويدعى أيضا مخطط المدن) ‪Urbaniste‬‬
‫بصفته عامل‪ ،‬الذي ساهم بشكل مكثف في إعداد المجلة (ادعاءاته تقوم على أساس أن المصنف هو‬
‫مصنف مشترك‪ ،‬و بالتالي له حق معنوي في حمل المصنف اسمه)‪ ،‬أما ادعاءات رئيس مصلحة التعمير‬
‫(المستخدم) تتمثل في أنه بادر في إنجاز المصنف‪ ،‬و كانت مساهمة من عدة متخصصين‪ ،‬إال أن المصنف‬
‫كان بمبادرة رئيس الوكالة‪ ،‬و كانت األشغال تحت إشرافه‪ ،‬وأن المساهمة الشخصية لكل عامل بما فيها‬
‫مساهمة رئيس الوكالة ال يمكن فصلها عن مجموع العمل المكون للمصنف‪ ،‬و بالتالي فهو مصنف جماعي‬
‫بمفهوم المادة ‪( 5‬فقرة الثالثة) من القانون ‪ 22‬مارس ‪.2592‬‬
‫(‪)4‬‬
‫فاالنجاز الجماعي للمصنف المعماري يخدم مصالح المستخدم ‪ ، Employeur‬و في قضية أخرى‬
‫مماثلة اعتبرت المحكمة أن اندماج مجموع األعمال في المصنف المعماري ال يعتبر عنصر أساسي‬
‫للمصنف الجماعي‪ ،‬بحيث يملك كل متدخل حق مميز على العمل المكون للمصنف‪ ،‬و بالتالي يعتبر‬
‫المصنف مصنفا مشترك(‪ ،)5‬و نظم القانون الجزائري المصنف الجماعي ‪ Œuvre collectif‬في نص المادة‬
‫‪ 26‬من األمر رقم ‪.09-07‬‬
‫أما اإلبداع المشترك للمصنف المعماري والهندسي‪ ،‬يكون المصنف "مشتركا" ‪Œuvre de‬‬
‫‪ collaboration‬إذا ساهم في إبداعه‪ ،‬أو انجازه عدة مؤلفين (طبقا للمادة ‪ 29‬من األمر رقم ‪،)09-07‬‬
‫و تعود الحقوق إلى جميع مؤلفيه و فق لما اتفق عليه فيما بينهم‪ ،‬وفي حالة عدم االتفاق تطبق أحكام القانون‬
‫المدني المتعلقة بحالة الشيوع‪ ،‬فال تهم في هذه الحالة المبادرة(‪ ،)6‬و في حالة كشف المصنف بنشره مثال‬
‫(‪)1‬‬
‫‪« Le droit moral étant l’émanation directe de la personnalité de l’auteur », Djenane (A.), op.cit., p.108.‬‬
‫(‪ )2‬صالح الدين محمد مرسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬رقم ‪ ،284‬ص ‪ . 121‬أنظر كذلك إلى المرجع اآلتي ذكره‪:‬‬
‫‪Desbois (Henri), Les droits d’auteur aspects essentiels de la jurisprudence française in Mélanges G.Ripert,‬‬
‫‪Tome2 L.G.D.J., Paris 1950, n°163.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Huet (M.), op.cit.,p.110 et 111,112.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Huet (M.), op.cit.,p.110 et 111,112.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪T.G.I. Paris du 29 janvier 1971, société anonyme interview-bâtiment c/d-d., citée par Huet (M.), op.cit.p.113.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Huet (M.), op.cit.,p.117.‬‬

‫‪200‬‬
‫يذكر أسماء جميع المؤلفين المشاركين‪ ،‬و كذلك يسمح لكل مؤلف مشارك باستغالل الجزء الذي ساهم به‬
‫في المصنف الذي تم الكشف عنه(‪ ،)1‬ما لم يلحق ضررا باستغالل المصنف ككل‪ ،‬و بشرط ذكر‬
‫المصدر(طبقا للمادة ‪ 9/29‬من األمر رقم ‪ 09-07‬السالف الذكر)‪ ،‬و االشتراك في هذا اإلطار هي مساهمة‬
‫المشتركين منصبة على قصد عام موحد(‪.)2‬‬
‫و في حالة انجاز المصنف في إطار عالقة‪ ،‬أو عقد عمل تكون اإلبداعات الفنية ملك للمستخدم بحيث‬
‫يصبح اإلبداع إنتاجا لعمل أو لخدمة محتكرة بصفة شرعية من قبل المستخدم(‪ ،)3‬و تصبح الحقوق المادية‬
‫ملك له (المستخدم)‪ ،‬و ال يجوز لهذا األخير استغالل المصنف لغرض آخر(‪.)4‬‬
‫و في هذا السياق يرى األستاذ "مرسي" أن المؤلف يتولى إنتاج المصنف لحساب غيره‪ ،‬و بمبادرة‬
‫من هذا األخير(‪ ،)5‬إذا كان المؤلف يعمل في خدمة صاحب العمل ‪ ،employeur‬سواء كان شخصا طبيعيا‪،‬‬
‫أو شخصا معنويا عاما‪ ،‬أو خاص بموجب عقد العمل‪ ،‬يتعلق بالمصنفات التي يطلبها تحت إداراته‪،‬‬
‫وإشرافه مقابل أ جر يجري تحديده طبقا لما يجري عليه تحديد األجور في عقود العمل المماثلة‪ ،‬كالعقود‬
‫التي يجريها‪ ،‬سواء تمثل هذا األجر في مرتب شهري‪...‬الخ‪ ،‬فإن حق استغالل المصنف يكون لصاحب‬
‫العمل(المستخدم) ‪ ،‬يعتبر المؤلف بموجب العقد متنازال عن هذا الحق لصاحب العمل‪ ،‬فال يجوز لألول‬
‫استغالل نفس المصنف ينشره في مجلة أخرى‪ ،‬ولكنه يستطيع أن يجمعها في مصنف شامل(مساعد المدير‬
‫‪ ،)Régisseur‬ينفرد بالحق في استغالله استغالال منفصال عن المقاالت أو المجلة‪...،‬الخ ما لم يرد بالعقد‬
‫شرط مخالف لذلك(‪ ،)6‬و ال يشمل التنازل الحق المعنوي كما سنتطرق إليه‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن الحقوق المعنوية للعامل غير قابلة للتنازل‪ ،‬فتبقى الحقوق ذات الطابع‬
‫المعنوي للمصنف‪ ،‬الذي أنجزه العامل قائمة‪ ،‬و دائمة‪ ،‬و غير قابلة للتصرف فيها(‪ ،)7‬و سواء تم اإلبداع‬
‫في وكالة الهندسة المعمارية‪ ،‬أو في مؤسسة عمومية(‪ ،Service public )8‬و في هذا المجال نستعين‬
‫بالسؤال الذي طرحه الفقيه "‪ "M. Huet‬فيما يخص صفة المؤلف‪ ،‬بحيث يطرح التساؤل اآلتي‪ :‬هل يستفيد‬
‫األجراء من صفة المؤلف في عملية انجاز المصنف المعماري؟‬
‫و قد تطرق األستاذ ‪ Albert Vannais‬لهذه النقطة‪ ،‬حيث يجب حسب رأيه األخذ بالمفهوم الواسع‬
‫لمصطلح "المشارك ‪ ،)9( "Collaborateur‬ففي مجال الهندسة المعمارية تشمل كل المهنيين األجراء مهما‬
‫كانت صفتهم ( مدير الوكالة‪ ،‬رسام‪ )...،‬و بالتالي مهما كانت صفة(‪ )10‬الشخص فبمجرد اإلبداع يعتبر‬
‫"مؤلف" (طبقا للمادة ‪ 21‬من األمر رقم ‪ ،)09-07‬و إذا كان ذلك في إطار المؤسسة مثال يعتبر في هذه‬
‫الحالة مؤلف مساهم‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪TGI. Nîmes, 26 janvier 1971, sem.jui.1971-II 16767, note M.A., citée par Huet (M.), op.cit.,p.117.‬‬
‫و في صياغة نص المادة ‪ 5‬من األمر رقم ‪ 24-27‬المؤرخ في ‪ 7‬أبريل سنة ‪ ، 2527‬الذي يتعلق بحق التأليف‪ ،‬جاءت بعبارة هامة‪ ،‬حيث تنص أنه‪" :‬يعتبر حق‬
‫المؤلف على اإلنتاج التعاوني ملكا مشتركا بين منتجيه‪ .‬و يعد اإلنتاج مشاركا فيه عندما يشارك في وضعه مؤلفان أو أكثر بحيث ال يقبل إسهامهم أي انفصال"‪.‬‬
‫‪« Art. 9.- le droit d’auteur sur l’œuvre de collaboration, appartient en commun aux coauteurs. Est dite « œuvre‬‬
‫‪de collaboration » celle à laquelle ont collaboré deux ou plusieurs coauteurs de telle manière que leurs apports‬‬
‫‪sont inséparables », p.342.‬‬
‫بحيث ال يمكن استغالل المؤلف المشارك بجزء الذي ساهم به‪ ،‬بما أنها غير قابلة لالنفصال‪.‬‬
‫(‪ )2‬صالح الدين محمد مرسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬رقم ‪ ،189‬ص ‪.902‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪« La création devient la production d’un travail ou d’un service, accaparée légalement par l’employeur », Huet‬‬
‫‪(M.). op.cit., p.115.‬‬
‫(‪ )4‬أنظر المادة ‪ 25‬من األمر رقم ‪ 09-07‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو سنة ‪ ،1007‬المتعلق بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة‪ 2‬الجريدة الرسمية بتاريخ‬
‫األربعاء ‪ 17‬يوليو سنة ‪ ،1007‬العدد ‪ ،44‬ص‪272‬‬
‫(‪ )5‬صالح الدين محمد مرسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬رقم ‪ ،122‬ص‪.940‬‬
‫(‪ )6‬صالح الدين محمد مرسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬رقم ‪ ، 121‬ص‪ 940 .‬و ‪.942‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Huet (M.), op.cit.,p.116.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪Huet (M.), op.cit.,p.116.‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪Vannais (A.), « Lettre de France », le droit d’auteur, septembre 1938, p.106, citée par Huet (M.), op.cit.,p.116.‬‬
‫(‪)10‬‬
‫‪Huet (M.), op.cit.,p.112.‬‬

‫‪201‬‬
‫و فيما يخص المصنفات المعمارية المركبة‪ ،‬يعتبر األستاذ "‪ "M.Huet‬المصنفات المركبة مصنفات‬
‫مشتقة(‪ )1‬إذا كان المصنف مستقل عن المصنف األصلي الموجود‪ ،‬و فكرة استقالل المصنف من الصعب‬
‫تطبيقها في ميدان الهندسة المعمارية‪ ،‬و تعرف المادة ‪ 24‬من األمر رقم ‪" ،09-07‬المصنف المركب" هو‬
‫المصنف الذي يدمج فيه باإلدراج‪ ،‬أو التقريب‪ ،‬أو التحوير الفكري مصنف‪ ،‬أو عناصر مصنفات أصلية‬
‫دون مشاركة مؤلف المصنف األصلي‪ ،‬أو عناصر المصنف المدرجة فيه‪ .‬و بالرجوع إلى قانون الواجبات‬
‫المهنية للمعماريين المنشور في موقع المجلس الوطني لنقابة المهندسين الجزائريين(‪ ،)2‬يجوز للمهندس‬
‫المعماري مواصلة عمل زميله‪ ،‬مما يدعو إلى تحديد معنى المصنفات المشتقة‪ ،‬و هو أن يشتق مؤلف‬
‫مصنف جديد مصنفا سابق الوجود‪ ،‬و تتفاوت درجة هذا االشتقاق بين المصنف األصلي والمصنف‬
‫المشتق(‪ ،)3‬و هذا ال ينطبق مع مفهوم المصنفات المركبة‪ ،‬و تعتبر من المصنفات المشتقة مصنفات مقتبسة‬
‫حسب مفهوم المادة ‪ 9‬السالفة الذكر‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫و يختلف التكييف و االقتباس ‪ ،‬و هذا األخير يتمثل في إعداد المصنف الجديد ارتكازا على مصنف‬
‫سابق الوجود‪ ،‬و قد يأخذ المصنف الجديد شكال مماثال للمصنف األصلي‪ ،‬و قد يأخذ شكال مغايرا له‪ ،‬وال‬
‫يقتصر االقتباس على الميدان األدبي فقط‪ ،‬كما يعتقد البعض(‪ ،)5‬أما التكييف و التحويل‪ ،‬هو تغيير مصنف‬
‫سابق الوجود‪ ،‬بحيث يتالءم مع مقتضيات لون آخر من ألوان التأليف‪ ،‬مع االحتفاظ بمضمونه األصلي‪،‬‬
‫ويكون بإذن من صاحب المصنف(‪.)6‬‬
‫والتناسب الموجود بين عملية تكييف (االقتباس؟) المصنف‪ ،‬و المصنف المركب على المصنف‬
‫األصلي الموجود يوقعنا في الخلط‪ ،‬و يلفت األستاذ "‪ "Desbois‬االنتباه إلى ثالث حاالت التي جاء بها‬
‫االجتهاد القضائي‪ ،‬فالحالة الثالثة و التي تهمنا‪ ،‬هي حالة تكييف المصنف المعماري للدراسات التقنية(‪،)7‬‬
‫ويعود إلى تكوين المهندسين المعماريين‪ ،‬حيث ال يتضمن البرنامج الجامعي لشعبة الهندسة المعمارية‬
‫مقاييس تقنية مما يلزم المهندسين المعماريين تعديل المشاريع التي ينجزونها استجابة إلى المقتضيات‬
‫التقنية للبناء(‪)8‬التي هي من اختصاص المهندسين ‪ ،Ingénieurs‬و هذا ال يثير إشكال بالنسبة للمصنفات‬
‫المعمارية في الجزائر‪ ،‬فأصبحت تنجز من قبل فرق (مجموعة من المهنيين التابعين لمكتب الدراسات‪ ،‬أو‬
‫متعدد االختصاصات‪ ،‬أو لشركة الهندسة المعمارية) متعددة االختصاصات‪ ،‬و السيما في الهندسة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪Huet (M.), op.cit.,p.118 et 119,120.‬‬
‫(‪ )2‬و تقدم نسخة من قانون الواجبات المهنية للمترشحين المعماريين عند كل طلب اعتماد (من أجل التسجيل في الجدول الوطني للمهندسين‬
‫المعماريين)‪ ،‬و ليس له‪ -‬قانون الواجبات المهنية‪ -‬أي قيمة قانونية‪ ،‬كون أنه لم يعتمد بموجب التنظيم‪ ،‬و إنما يعد بمثابة تعهد شرفي‪ ،‬أنظر إلى موقع‬
‫نقابة المهندسين الجزائريين‪ ،‬وهو مأخوذ من المرسوم الفرنسي الذي ينظم الواجبات المهنية للمهندسين المعماريين‪.‬‬
‫(‪ )3‬صالح الدين محمد مرسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬رقم ‪ ،198‬ص ‪.425‬‬
‫(‪ )4‬و بالرجوع إلى أحكام اتفاقية "برن" ‪ Berne‬باللغتين (العربية و الفرنسية) نجد أن كلمة ‪ adaptation‬تقابلها كلمة "تحوير"‪ ،‬و المصطلح‬
‫"‪ "transformation‬يقابله المصطلح "تحويل"‪ ،‬في كل من المواد ‪ 24 ،21 ،1‬بالنسبة للمصطلح األول‪ ،‬و المواد ‪ 21 ،1‬بالنسبة للمصطلح الثاني‪.‬‬
‫وبالتالي ورد خلط في المنظومة القانونية للملكية الفكرية في الجزائر ب شأن المصطلحات القانونية التي تتعلق بترجمة كلمة "‪"Adaptation‬‬
‫و"‪ ،"Transformation‬فيعطي المشرع في األمر ‪ 09-07‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو سنة ‪ ،1007‬المتعلق بحقوق المؤلف‪ ،‬والحقوق المجاورة‪ ،‬بالنسبة‬
‫لكلمة األولى‪ ،‬مصطلح "اقتباس" في كل من المواد ‪ ،97 ،91 ،42 ،22/12 ،28 ، 9‬أما الكلمة الثانية تقابلها تارة المصطلح "تحويرات" في المواد‬
‫‪ ،42 ،24 ، 2/9‬و تارة أخرى كلمة "تحويالت" في المادة ‪ ،22/12‬ونفس الشيء بالنسبة لألمر رقم ‪ 20-52‬المؤرخ في ‪ 8‬مارس سنة ‪ ،2552‬الذي‬
‫يتعلق بحقوق المؤلف‪ ،‬و الحقوق المجاورة‪ ،‬أما األمر رقم ‪ 24-27‬المؤرخ في ‪ 7‬أبريل سنة ‪ ،2527‬المتعلق بحق المؤلف‪ ،‬ففي مادته ‪ 7‬منه‪ ،‬يعطي‬
‫مصطلح "التكييف" تقابله باللغة الفرنسية "‪ ،"Adaptation‬و بالنسبة للمصطلح التغييرات تقابله باللغة الفرنسية "‪ ."Transformation‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 24-27‬المؤرخ في ‪ 7‬أبريل سنة ‪ ،2527‬المتعلق بحق المؤلف‪ ،‬الجريدة الرسمية بتاريخ الثالثاء ‪ 20‬ابريل سنة ‪ ،2527‬العدد ‪ ،15‬ص‪2440-4742‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 20-52‬المؤرخ في ‪ 8‬مارس سنة ‪ ،2552‬الم تعلق بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة‪ ،‬الجريدة الرسمية بتاريخ األربعاء ‪ 21‬مارس سنة ‪ ،2552‬العدد‬
‫‪ ،27‬ص‪214-72‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 09-07‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو سنة ‪ ،1007‬المتعلق بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة‪ ،‬الجريدة الرسمية بتاريخ األربعاء ‪ 17‬يوليو سنة ‪ ،1007‬العدد‬
‫‪ ،44‬ص‪211-72‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Djenane (A.), LE RGIME ALGERIEN DU DROIT D’AUTEUR, op.cit., p.27.‬‬
‫(‪ )6‬صالح الدين محمد مرسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬رقم ‪ ،180‬ص‪.462‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Huet (M.), op.cit.,p.121.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪Huet (M.), op.cit.,p.121. Voir aussi ; HUET (Michel), « Modification des plans et bâtiments », Revue du droit‬‬
‫‪immobilier n°4, octobre-décembre 1981.‬‬

‫‪202‬‬
‫المعمارية‪ ،‬و الهندسة المدنية‪ ،‬و بالتالي نحن بصدد تكييف‪ ،‬و ليس اقتباس‪ ،‬إال أن المشرع أعطى كال‬
‫المصطلحين نفس المعنى(‪.)1‬‬
‫المحمي في إطار الصفقة العمومية إلدارة المشروع (مضمون الحماية)‬
‫ّ‬ ‫‪ )2‬المصنف‬
‫أ‪ -‬األعمال التي تشملها الحماية‬
‫ونص المشرع على المصنفات الهندسة المعمارية كما سبق اإلشارة إليها‪ ،‬و رأينا سابقا أن صفة‬
‫صاحب العمل تشمل المعماريين‪ ،‬و المهندسين‪ ،‬شركات الهندسة المعمارية‪ ،‬و مكاتب الدراسات التقنية‪،‬‬
‫مثلما هو في الصياغة التي جاء بها نص القرار الوزاري المشترك‪ ،‬و في أحكام مشروع التمهيدي للقانون‬
‫الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع‪ ،‬وأجر ذلك‪ ،‬تنجز األعمال في شكل فريق من المهنيين‬
‫(معماريين و مهندسين وتقنيين‪ )...،‬ففي أغلب األحيان يكون منظمين في شكل مكاتب الدراسات متعددة‬
‫االختصاصات‪ ،‬فيأخذ المصنف –كما رأينا سابقا‪ -‬شكل المصنف المشترك(‪،œuvre de collaboration )2‬‬
‫إذا توافرت الشروط السابقة الذكر بحيث تكون مساهمة (األعمال) كل مهني تتميز بأصالة‪ ،‬و ليس مجرد‬
‫تطبيق لحسابات متعلقة بالصالبة‪ ،‬أو المقاومة مثال‪ ،‬أو المقايسات‪ ،‬و التطبيق العادي للقواعد التقنية‪،‬‬
‫والمناهج الهندسية‪ ،‬واألساليب التطبيقية البحتة‪ ،‬أي الدراسات و الحسابات‪ ،‬والخرائط‪ ،‬التي تم وضعها‬
‫بطريقة تطبيقية لقوانين البناء‪ ،‬والحساب(‪.)3‬‬
‫و نجد أن المبدأ األول الذي جاءت به لجنة الخبراء الحكوميين في ميدان المصنف المعماري التابع‬
‫لمنظمة ليونسكو‪ ،‬و المنظمة العالمية للملكية الفكرية يعرف المصنف المعماري كاآلتي(‪" :)4‬يقصد‬
‫بالمصنف المعماري كل بناية أو تشييدات مماثلة إذا تضمنت عناصر ذو أصالة في شكلها‪ ،‬في رسومها‬
‫أو في تزيينها‪ ،‬و هذا دون النظر إلى وجهة البناية أو التشييد المماثل"‪ ،‬فالمخططات و الرسوم‪ ،‬و الرسوم‬
‫التخطيطية التي تتضمنها مهمة الدراسات محمية بموجب حقوق المؤلف(‪ ،)5‬بما فيها المجموعات‬
‫العقارية(‪ ،les ensembles immobilier)6‬و في قضية "‪"Spoeny et la cité Lacuste de Port Grimaud‬‬
‫أقرت محكمة النقض الفرنسية أنه "متى كانت العقارات تعتبر في مجموعها كمدينة أو منفصلة‪ ،‬وكذلك في‬
‫تركيبتها المنسجمة للعناصرالمتكونة منها‪ ،‬و السيما األحجام و األلوان‪ ،‬تعتبر إبداع أصلي وشخصي‪،‬‬

‫(‪ )1‬و يمكن ذكر المالحظات اآلتية‪:‬‬


‫المالحظة األولى أنه البد من تحديد مفهوم االقتباس‪ ،‬و تميزه عن التكييف ‪( Adaptation‬و يقصد المشرع المصنفات المقتبسة بـ ‪ ،)Œuvre adaptée‬والمصنفات‬
‫المدرجة في المصنف أصلي (المصنف المركب)‪ ،‬فالمصنف المقتبس يأخذ حكم "مصنف مركب" في حالة ما إذا تم تكييفه على أساس إدراج مصنفات جديدة‪ ،‬مما‬
‫يدعو قول أن المشرع اعتبر المصنفات المركبة مصنفات مشتقة‪.‬‬
‫أما المالحظة الثانية تتمثل في االقتباس لالستعمال الشخصي يكون بدون رخصة المؤلف األصلي للمصنف إذا تعلق األمر بمصنف معماري الذي يكتسي شكل بنايات‬
‫أو منشآت حسب مفهوم المادة ‪ 42‬من األمر رقم ‪ ،09-07‬إال إذا تعلق األمر باالستنساخ‪ ،‬و هذا األخير يكون دون رخصة المؤلف‪ ،‬و ال مكافأة إذا كان متواجدا على‬
‫الدوام في مكان عمومي (المادة ‪ 90‬من األمر رقم ‪ ،)09-07‬بشرط احترام المصنف األصلي وبيان مصدره‪.‬‬
‫المالحظة الثالثة أن كل من المصنف الجماعي و المشترك يرتبان آثار مختلفة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪RAPPORT, Modalités de recours à la maîtrise d’œuvre privée en matière d’ouvrage d’art, établi par PERRET‬‬
‫‪(F.), GARCIA (J-P), ANTONI (R-M), Rapport n° 2002-0271-01, septembre 2004.p.20.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬المرجع السابق ‪2281‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Parmi les principes dégagé par Le comité des experts gouvernementaux sur les œuvres d’architecture de‬‬
‫‪l’U.N.E.S.C.O et de l’O.M.P.I.; Principes WA1 « 1. L’œuvre d’architecture signifie tout édifice ou construction‬‬
‫‪similaire dans la mesure ou il contient des éléments d’originalité tels que sa forme, son dessin ou ses ornements,‬‬
‫‪indépendamment de la destination même de l’édifice ou de la construction similaire » Huet (M.), le droit de‬‬
‫‪l’Architecture, op.cit., pp.137 et 138.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Huet (M.), op.cit., p.97.voir aussi ; Cass. Civ. 16 mars 1979, commentaire professeur Francon .Rev.Trim.‬‬
‫‪DR.com 1976, 462.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Paris 4e chambre, 19 juin 1979 société Hoechst-France, c/ Braslavsky et autres, citée par Huet (M.), op.cit.,‬‬
‫‪p.98.‬‬

‫‪203‬‬
‫وبالتالي فهي محمية بموجب حقوق المؤلف(‪ .)1‬فيشمل المصنف المعماري كل الرسوم‪ ،‬والرسوم‬
‫التخطيطية‪ ،‬و المخططات‪ ،‬و النماذج المصغرة للفن‪ ،‬و الهندسة المعمارية بصفتها إبداعات‪ ،‬وتشكيالت‬
‫أصلية(‪ ،)2‬باإلضافة إلى األعمال الهندسية بحد ذاتها‪ ،‬أي العقار المبني انطالقا من الدراسات‪ ،‬أو التصميم‬
‫الذي وضعه‪ ،‬و بذلك تصبح أعمال الهندسة المعمارية تتمتع بحماية مزدوجة‪ ،‬حماية من أخذ النسخ عن‬
‫(‪)3‬‬
‫الخرائط و التصاميم‪ ،‬و حماية من إعادة تشييد بناء مماثل للذي كان قد شيده المهندس المعماري‬
‫(صاحب العمل)‪ ،‬و تنص المادة ‪ 4‬فقرة (و) على المنشآت التقنية ‪ ،Ouvrages Technique‬ومما ال شك‬
‫فيه يقصد تشييد البناء‪ ،‬و لكن كلمة "التقنية" تدل على طبيعة البناء الذي ينجز عادة من قبل المهندس‬
‫المعماري ‪ ،Architecte‬أو المهندس ‪ Ingénieur‬سواء إختصاصي في ميدان البناء‪ ،‬أو األشغال العمومية‬
‫كتشييد الجسور الموانئ‪ ،‬أو في ميدان الري كتشييد السدود‪ ،‬و يمكن ذكر التقني (متار محقق يسمى أيضا‬
‫بـ "اقتصادي البناء"‪ ،‬تقني سامي‪ ،‬تقني‪.)...‬‬
‫أما عبارة "نمط التعبير" المنصوص عليها في الفقرة الثانية من المادة ‪ 7‬من األمر رقم ‪ ،09-07‬تعني‬
‫أن المصنف يمكن أن يأخذ شكل رسومات‪ ،‬و كذلك شكل بناء‪ ،‬فالعبارة "نمط التعبير"من شأنها توسيع‬
‫مفهوم المصنف المحمي(‪ ،)4‬فالمؤلف المعماري يملك حق استئثاري في استغالل حقه المادي الذي يشمل‬
‫كل مراحل الهندسة المعمارية و الدراسات (الرسم المبدئي‪ )...،‬و البناء بحد ذاته‪.‬‬
‫و يمكن أن يحظى صاحب العمل في الهندسة ‪ Maître d’œuvre en ingénierie‬بالحماية‪ ،‬بموجب‬
‫حقوق المؤلف على أعماله الفنية(‪ ،)5‬حيث تنص المادة ‪ 4‬في فقرتها الثامنة الشطر(ز) من األمر رقم ‪-07‬‬
‫‪ 09‬أنه‪":‬تعتبر على الخصوص كمصنفات أدبية أو فنية محمية ما يأتي‪...:‬الرسوم البيانية والخرائط‬
‫والرسوم المتعلقة بالطوبوغرافيا أو الجغرافيا أو العلوم‪ ،"...‬فالرسومات الطوبوغرافيا من اختصاصات‬
‫المهندس المختص في هذا المجال‪ ،‬و هذا بالرجوع إلى كل من القرار المؤرخ في ‪ 22‬يوليو سنة ‪،1001‬‬
‫الذي يتضمن الموافقة على المدونة المتعلقة بنشاطات‪ ،‬و اختصاصات هندسة قطاع البناء الخاضعة‬
‫لإلعتماد(‪ ،)6‬في المادة ‪ 1‬منه‪ ،‬و القرار المؤرخ في ‪ 17‬سبتمبر سنة ‪ ،1006‬الذي يتضمن الموافقة على‬
‫قائمة النشاطات المتعلقة بالدراسات‪ ،‬والهندسة في قطاع األشغال العمومية الخاضعة لالعتماد(‪ ،)7‬في‬
‫المادة ‪ 1‬منه‪ ،‬و أخيرا‪ ،‬القرار المؤرخ في ‪ 11‬يناير سنة ‪ ،1006‬الذي يتضمن الموافقة على قائمة‬
‫النشاطات المتعلقة بالدراسات‪ ،‬والهندسة في قطاع الموارد المائية الخاضعة لالعتماد(‪ ،)8‬كما أن دراسات‬
‫الطوبوغرافيا تنجز كذلك من قبل المهندس الخبير العقاري ( المادة ‪ 1‬من األمر رقم ‪ 06-59‬المؤرخ في‬
‫أول فبراير سنة ‪ ،2559‬يتعلق بمهنة المهندس العقاري(‪.))9‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Huet (M.), Le droit de l’Architecture, op.cit., p.99-104.‬‬
‫(‪ )2‬محي الدين عكاشة‪ ،‬محاضرات ف ي الملكية الفكرية‪ ،‬ملقاة على طلبة السنة الرابعة ليسانس‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬السنة الدراسية ‪-2555‬‬
‫‪ ،1000‬ص‪.47.‬‬
‫(‪ )3‬عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،2812‬أنظر إلى المرجع اآلتي ذكره‪:‬‬
‫‪COLOMBET (C.), Propriété Littéraire et artistique, précis DALLOZ, Paris, 1976, n°82, p.65.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Djenane (A.), op.cit.,p.30.‬‬
‫(‪ )5‬و في تاريخ الهندسة المعمارية نجد أن معظم المنشآت الفنية المصنفة كتراث ثقافي جمالي أنجزت من قبل مهندسين ‪( Ingénieurs‬مثال برج‬
‫إيفل‪ ،‬قناة الميدي ‪ ،Canal de midi‬و غيرها من اإلنجازات الفنية)‪ ،‬أنظر إلى المرجع‪HUET (M.), Le droit de l’architecture, :‬‬
‫‪op.cit., p.104.‬‬
‫(‪ )6‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ االثنين ‪ 9‬غشت سنة ‪ ،1001‬العدد ‪ ،94‬ص ‪.17‬‬
‫(‪ )7‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 22‬ديسمبر سنة ‪ ،1006‬العدد ‪ ،22‬ص ‪.26‬‬
‫(‪ )8‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 18‬مارس سنة ‪ ،1006‬العدد ‪ ،28‬ص ‪.17‬‬
‫(‪ )9‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 28‬أبريل سنة ‪ ،2559‬العدد ‪ ،10‬ص ‪.9‬‬

‫‪204‬‬
‫و لم يضع المشرع إطارا قانونيا بالنسبة لألعمال الفنية‪ ،‬التي ينجزها مهندسو البناء ‪Ingénieurs‬‬
‫‪ ،constructeur‬فالنص الوحيد الذي ينظم ممارسة المهنة أو النشاط‪ ،‬و هو كما سبق تناوله المرسوم رقم‬
‫‪ 891-86‬المؤرخ في ‪ 18‬ديسمبر سنة ‪ 2586‬المعدل و المتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 228-01‬المؤرخ‬
‫في ‪ 10‬مايو سنة ‪ ،1001‬و المتضمن تحديد الشروط التي يمكن لألفراد أن يبرموا ضمنها مع مصالح‬
‫وزارة األشغال العمومية‪ ،‬و البناء‪ ،‬عقودا أو صفقات تتعلق بالدراسات(‪ ،)1‬فمن الناحية القانونية ليست‬
‫مهنة منظمة أو مقننة(‪ )2‬و هذا خالفا للقانون التونسي الذي نظم مهنة مهندس األشغال‪.‬‬
‫ب ‪ -‬امتداد الحماية إلى كل األعمال الفنية لصاحب العمل‬
‫و لم ينص األمر بصفة حصرية على المصنفات المحمية و إنما وضع مبدأ عام في نص المادة ‪7‬‬
‫وأسرد بعض المصنفات األدبية‪ ،‬و الفنية في نص المادة ‪ 4‬التي تحمى بقوة القانون‪ ،‬و تعطي نص المادة‬
‫السابقة الذكر نظرة واسعة للمصنفات المحمية فتستعمل عبارة "تعتبر على الخصوص"‪ ،‬مما يدعو القول‬
‫أنها غير حصرية على المصنفات التي تلي الفقرة األولى من نص المادة‪.‬‬
‫و الحماية تمتد كما سبق ذكره إلى المجموعات العقارية(‪ ،les ensembles immobilier )3‬و هذه‬
‫األخيرة هي نتيجة لعدة دراسات حسب نوع البناء و وجهته (منشأة السكنية‪ ،‬جسر‪ ،)...،‬فإذا تمت هذه‬
‫المنشآت بفضل دراسات الهندسة ‪ Etude d’ingénierie‬و توفرت الشروط المتعلقة بالمصنف‪ ،‬فهي‬
‫محمية‪ ،‬بشرط أن ال تكون مجرد دراسات تقنية تتعلق بالحسابات المتعلقة بصالبة أو المقاييس‪....،‬الخ‬
‫فللقاضي كما سبق ذكره السلطة التقديرية في تحديد درجة األصالة في الدراسات‪ ،‬و الرسومات المتعلقة‬
‫بالهندسة ‪ ،Ingénierie‬فالدراسات الهندسية ‪ étude d’ingénierie‬المتعلقة بالبناء‪ ،‬محمية بموجب حقوق‬
‫المؤلف في القانون االسباني(‪.)4‬‬
‫أما في حالة إدماج وسائل‪ ،‬أو مواد جديدة‪ ،‬أو تقنية بناء جديدة‪ ،‬أو وسائل تكنولوجية جديدة في المنشأة‬
‫ال تتمتع بالحماية بموجب حقوق المؤلف‪ ،‬و لكن تحظى بالحماية بموجب الملكية الصناعية(‪ ،)5‬وهذه‬
‫االبتكارات تنجز عادة من قبل مهندسين متخصصين‪ ،‬أما التقنيات الجديدة مثل برامج الحاسوب التي تسمح‬
‫بانجاز التصاميم(‪ ،)6‬و يعطى لها تسمية "‪ « Dessins assistées par ordinateur » " D.A.O‬وكذلك‬

‫(‪ )1‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 18‬مايو سنة ‪ ،1001‬العدد ‪ ،72‬ص ‪.20‬‬
‫(‪ )2‬أما بالنسبة لمفهوم النشاطات المقننة‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪- BENNADJI (Chérif), La notion d’Activités réglementés, Revue IDARA, Volume 10, n°2, 2000, pp.25-40.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Paris 4e chambre, 19 juin 1979 société Hoechst-France, c/Braslavsky et autres, citée par Huet (M.), op.cit., p.98.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪« Articulo 10.-f) Los proyectos, planos, maquetas y diseños de obras arquitectónicas y de ingeniería. » LEY 22/1987, de 11‬‬
‫‪de noviembre, de Propiedad Intelectual, Boletín oficial del Estado, Martes 17 noviembre 1987, núm. 275, páginas 34163.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Huet (M.), Le droit de l’Architecture, op.cit., p.135.n°11.‬‬
‫و في حالة إيداع اختراع ‪-‬للحصول على براءة االختراع‪ -‬لكل إجراء الذي يعد بمثابة اختراع‪ ،‬ال يمنع صاحبه الذي شارك في انجاز المصنف‬
‫المعماري من اقتناء اتاوات استغالل كمعماري الذي أنجز تصاميم ذات أصالة لسفينة مثال‪2‬‬
‫‪« Le fait d’avoir déposer brevet relatif à un procédé de construction n’exclut pas la possibilité d’obtenir le paiement de droit‬‬
‫‪d’auteur en tant que architecte naval, pour la conception originale de bateaux de plaisance », Cass.civ. I 24 avril 1979 :‬‬
‫‪Gaz.pal.1979.2, pour.420, D.S 1979 :inf.rap.487, citée par Huet (M.), Le droit de l’Architecture, op.cit., p.132.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Huet (M.), Le droit de l’Architecture, op.cit.,p.128.‬‬
‫و حذ المشرع الجزائري حذو المشرع الفرنسي حيث ال يأخذان بعين االعتبار نوع المصنف في فرض الحماية‪ ،‬من خالل العبارة اآلتية‪" :‬تمنح‬
‫الحماية مهما كان نوع المصنف"‪ ،‬فالمادة ‪ 1/7‬من األمر رقم ‪ 09-07‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو سنة ‪ ،1007‬الذي يتعلق بحقوق المؤلف و الحقوق‬
‫المجاورة‪ ،‬تعطي مفهوم واسع لمصنفات المحمية‪ ،‬فتحمى المصنفات مهما كان نوعها (أدبي‪ ،‬فني‪ ،‬علمي)‪ ،‬أنظر إلى المرجع اآلتي ذكره‪:‬‬
‫‪-Djenane (A.), op.cit.,p.28 et 29. Voir : « Art.2- Les dispositions de la présente loi protègent les droits des auteurs sur toutes‬‬
‫‪les œuvres de l’esprit, quels qu’en soient le genre, la forme d’expression, le mérite ou la destination », Loi n°57-298 du 11‬‬
‫‪mars 1957 sur la propriété littéraire et artistique, JORF du jeudi 14 mars 1957, n°62, p.2723.‬‬
‫و تنص المادة ‪ 1‬المطة (‪ )2‬من اتفاقية "برن" لسنة ‪ 2668‬المعدلة و المتممة‪ ،‬أنه‪" :‬تشتمل عبارة " المصنفات األدبية و الفنية" كل إنتاج في مجال‬
‫األدبي و العلمي و الفني أيا كانت طريقة أو شكل التعبير عنه‪...‬والمصنفات الخاصة بالفنون التطبيقية‪ ،‬و الصور التوضيحية و الخرائط الجغرافية‬
‫والتصميمات و الرسومات التخطيطية و المصنفات المجسمة المتعلقة بالجغرافيا أو الطبوغرافيا أو العمارة أو العلوم"‪ .‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 742-52‬المؤرخ في ‪ 27‬سبتمبر سنة ‪ ،2552‬الذي يتضمن انضمام الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬مع التحفظ‪،‬‬
‫إلى اتفاقية برن لحماية المصنفات األدبية و الفنية المؤرخة في ‪ 5‬سبتمبر سنة ‪ 2668‬و المتممة بباريس في ‪ 4‬مايو سنة ‪ 2658‬و المعدلة ببرلين في‬

‫‪205‬‬
‫"‪ ،« conception assistée par ordinateur » "C.A.O‬فهي محمية بموجب حقوق المؤلف‪ .‬فالحماية تمنح‬
‫مهما يكن نوع المصنف‪ ،‬و نمط تعبيره‪ ،‬و درجة استحقاقه‪ ،‬و وجهته‪ ،‬بمجرد إبداع المصنف سواء أكان‬
‫المصنف مثبتا‪ ،‬أم ال بأية دعامة تسمح بإبالغه إلى الجمهور (طبقا للمادة ‪ 1/7‬من األمر رقم ‪09-07‬‬
‫المؤرخ في ‪ 25‬جويلية سنة ‪ ،1007‬المتعلق بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة(‪.))1‬‬
‫وخالصة القول أن المصنف المعماري يكتسي عدة أشكال منها‪ :‬الدراسات بما فيها الهندسة‬
‫المعمارية‪ ،‬والبناءات‪ ،‬و المنشآت‪ ،‬و يمكن إضافة المصنف الهندسي‪ ،‬و الذي يتمثل في دراسات الهندسة‬
‫(الهندسة المدنية‪ ،‬الطبوغرافيا‪...،‬الخ)‪ ،‬و دراسات الطبوغرافيا يمكن أن يقوم بها أي مهندس مؤهل‬
‫‪.Ingénieur qualifié‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أنه يمكن أن تحظى دراسات الهندسة بحماية بموجب الرسوم‪ ،‬و النماذج الصناعية‬
‫(إذا تعلق األمر بإنشاءات صناعية)‪ ،‬و تمتد الحماية إلى كل األعمال الفنية التي تتوفر فيها الشروط السابقة‬
‫الذكر‪.‬‬
‫إن المصنف المحمي بموجب قانون المؤلف هو مال من طبيعة خاصة حيث أنه يعبر عن شخصية‬
‫مؤلفه‪ ،‬وبالتالي ال تقتصر حقوق المؤلف على ضمان إمكانية الحصول على امتيازات اقتصادية من خالل‬
‫استغالله فقط(‪ ،)2‬حيث يحمي أيضا عالقاته الفكرية و الشخصية‪ ،‬و في هذا اإلطار يقسم األمر رقم ‪-07‬‬
‫‪ 09‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو سنة ‪ ،1007‬يتعلق بحقوق المؤلف‪ ،‬و الحقوق المجاورة‪ ،‬حقوق المؤلف إلى‬
‫حقوق معنوية‪ ،‬و حقوق مادية على المصنف(‪ ،)3‬و من خالل هذا نتطرق إلى كل من الحقوق المادية‪،‬‬
‫والمعنوية في الفرع الثاني تحت عنوان طبيعة حماية حق صاحب العمل على مصنفه المعماري‪.‬‬

‫‪ 27‬نوفمبر سنة ‪ ،2506‬والمتممة ببرن في ‪ 10‬مارس سنة ‪ 2524‬والمعدلة بروما في ‪ 1‬يونيو سنة ‪ 2616‬و بروكسل في ‪ 18‬يونيو سنة ‪2546‬‬
‫واستكهولم في ‪ 24‬يوليو سنة ‪ 2582‬و باريس في ‪ 14‬يوليو سنة ‪ 2522‬و المعدلة في ‪ 16‬سبتمبر سنة ‪ 22525‬الجريدة الرسمية بتاريخ األحد ‪24‬‬
‫سبتمبر سنة ‪ ،2552‬العدد ‪ ،82‬ص‪274-62‬‬
‫(‪ )1‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 17‬يوليو سنة ‪ ،1007‬العدد ‪ ،44‬ص ‪.7‬‬
‫(‪ )2‬عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.287‬‬
‫(‪ )3‬أنظر المادة ‪ 12‬من األمر رقم ‪ 09-07‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو سنة ‪ ،1007‬المتعلق بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة‪ ،‬الجريدة الرسمية بتاريخ‬
‫األربعاء ‪ 17‬يوليو سنة ‪ ،1007‬العدد ‪ ،44‬ص‪272‬‬

‫‪206‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬طبيعة حماية حق صاحب العمل على مصنفه المعماري في إطار صفقة إدارة المشروع‬
‫و حقوق صاحب العمل مزدوجة باعتباره مؤلف معماري‪ ،‬تتضمن نوعين من الحقوق‪ ،‬الحق المادي‬
‫(أوال)‪ ،‬و الحق المعنوي (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الحقوق المادية أو المالية ‪Droit Patrimoniaux‬‬


‫و هو مال منقول معنوي(‪ ،)1‬و هو من حقوق الذمة مصدره القانون‪ ،‬و قابل للتصرف فيه خالل حياة‬
‫المؤلف‪ ،‬و ينتقل إلى الورثة بعد وفاته إلى أن تنتهي مدة حمايته القانونية‪ ،‬فيصبح من الملك العام‬
‫‪ ،Domaine public‬و يحظى بحماية خاصة بعد إدراجه ضمن األمالك الوطنية‪ ،‬و وفقا لنص المادة ‪12‬‬
‫من األمر رقم ‪ ،09-07‬له (المؤلف) حق استئثاري بإستغالل المصنف‪ ،‬و يظهر في مجال المصنف‬
‫المعماري في الحق المانع لصاحب المصنف في ترخيص إعادة االستنساخ لذلك المصنف‪ ،‬بأي شكل كان‪،‬‬
‫و ذلك بالحصول على نسخة‪ ،‬أو أكثر من هذا المصنف ككل‪ ،‬أو جزء منه فقط‪ ،‬فينشر عن طريق هذه‬
‫النسخ‪ ،‬و يتخذ أشكاال عدة كرسم المخطط الهندسي أو طبعه‪ ...،‬و يدخل في االستنساخ باإلضافة إلى‬
‫استغالل المصنف الهندسي في شكله األصلي كل التحويالت التي ترد عليه(‪.)2‬‬
‫و القاعدة أن المؤلف مالك المصنف هو الشخص الذي أبدع المصنف‪ ،‬و يتولى الحقوق التي يمنحها‬
‫القانون له‪ ،‬و لكن وضع األمر ‪ 09-07‬استثناء في نص المادة ‪ 10‬منه‪ ،‬الذي يتعلق بالمصنف المنجز في‬
‫إطار عقد مقاولة‪ ،‬حيث نصت المادة أنه‪" :‬إذا تم إبداع مصنف في إطار عقد مقاولة يتولى الشخص الذي‬
‫طلب انجازه ملكية حقوق المؤلف في إطار الغرض الذي أنجز من أجله‪ ،‬ما لم يكن شرط مخالف"‪ ،‬و لم‬
‫يحدد األمر ‪ 09-07‬الحقوق التي تشتملها الملكية في إطار عقد مقاولة فوردت بصفة عامة‪ ،‬و مما الشك‬
‫أنه يقصد الحقوق المادية(‪ ،)3‬بما أن الحقوق المعنوية غير قابلة للتصرف فيها‪ ،‬و ال للتقادم‪ ،‬و ال يمكن‬
‫التخلي عنها وفقا لنص المادة ‪ 1/12‬من األمر رقم ‪.09-07‬‬
‫و نالحظ أيضا أنه لم يضع األمر رقم ‪ ،09-07‬إطارا قانونيا دقيقا لكيفية التنازل عن الحقوق المادية في‬
‫إطار عقد المقاولة‪ ،‬مما يستدعي الرجوع إلى القواعد العامة‪ ،‬و نظم القانون المدني عقد المقاولة في المواد‬
‫‪ 945‬إلى ‪.920‬‬
‫و عقد المقاولة في إطار األمر رقم ‪ 09-07‬ينطبق مع التعريف الذي جاءت به المادة ‪ 945‬من‬
‫القانون المدني(‪ ،)4‬حيث أن المصنف المعماري ينجز على أساس عقد بموجبه يكلف المؤلف المعماري‬
‫(صاحب العمل)‪ ،‬بإنجاز المصنف المعماري المتفق عليه في العقد‪ ،‬مقابل أجرة يدفعها رب العمل‬
‫(صاحب المشروع) كمقابل إلنجاز المصنف الذي يصبح ملكيته (الحق المادي)‪ ،‬و يمكن االستناد في رأي‬
‫األستاذ "‪ )5("Djenane‬إلى األحكام الخاصة بالتنازل عن الحقوق المادية (عقد التنازل)‪ ،‬و انطالقا من هذا‬
‫فإن يعد باطال التنازل اإلجمالي عن الحقوق المادية للمؤلف‪ ،‬المتعلقة بمصنفات تصدر في المستقبل(‪،)6‬‬
‫ويمكن أيضا‪ ،‬أن يقتصر التنازل عن الحقوق المادية للمؤلف على أنماط استغالل المصنف المنصوص‬
‫عليها في العقد دون غيرها (طبقا للمادة ‪ 21‬من األمر رقم ‪.)09-07‬‬

‫(‪ )1‬و يدخل في مفهوم الخاص لالستثمار (أنظر المادة األولى من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 485-08‬المؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر سنة ‪ ،1008‬الذي يتضمن‬
‫التصديق على االتفاق بين حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية و حكومة جمهورية فنلندا حول الترقية و الحماية المتبادلة‬
‫لالستثمارات‪ ،‬الموقع بالجزائر في ‪ 27‬يناير سنة ‪ ،1009‬الجريدة الرسمية بتاريخ األحد ‪ 22‬ديسمبر سنة ‪ ،1008‬العدد ‪ ،61‬ص ‪.)9‬‬
‫(‪ )2‬حسنين محمد ‪ ،‬الوجيز في الملكية الفكرية‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر‪ ،2569 ،‬ص ‪ 288‬أنظر كذلك المرجع اآلتي‪ :‬عكو فاطمة الزهرة‪،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.284 ،287‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Huet (J.), Traité de droit civil, les Principaux Contrats Spéciaux, op.cit., n°32143, p.1150.‬‬
‫(‪ )4‬عكو فاطمة الزهراء‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.284‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Djenane, op.cit.,p.99 et suivant.‬‬
‫(‪ )6‬أنظر المادة ‪ 22‬من األمر رقم ‪ 09-07‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو سنة ‪21007‬‬

‫‪207‬‬
‫و لم تحدد المادة ‪ 10‬من األمر رقم ‪ ، 09-07‬نوعية المصنفات المطلوب انجازها‪ ،‬هذا ما يسمح‬
‫بالتفسير الواسع لنوعية المصنفات التي يمكن أن تكون موضوعا لهذا العقد(‪ ،)1‬و يمكن إذن أن تكون‬
‫المصنفات المعمارية محل طلبية‪.‬‬
‫و نالحظ أن المشرع وضع في نص المادة ‪ 10‬من األمر رقم ‪ ،09-07‬مبدأ عام يتمثل في االعتراف‬
‫بحقوق المؤلف للشخص الذي يطلب انجاز المصنف أي رب العمل (صاحب المشروع)‪ ،‬و يستثنى من‬
‫ذلك حالة وجود شرط خاص في العقد يقضي بخالف ذلك‪ ،‬بمعنى أن المؤلف المعماري الذي يقوم بانجاز‬
‫المصنف المعماري يتنازل ضمنيا عن ملكية حقوقه لصالح صاحب المشروع (رب العمل)‪ ،‬الذي طلب‬
‫انجاز المصنف‪ ،‬فالحقوق التي يخولها المشرع لصاحب المشروع هي الحقوق المادية فقط(‪ .)2‬و في هذا‬
‫المجال نصت المادة ‪ 22‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 02-54‬المؤرخ في ‪ 26‬مايو سنة ‪ ،2554‬الذي‬
‫يتعلق بشروط اإلنتاج المعماري وممارسة مهنة المهندس المعماري(‪ ،)3‬على أنه‪":‬تعتبر دراسة العمل‬
‫المعماري المعد‪ ،‬في إطار عقد بين صاحب المشروع و مهندس معماري‪ ،‬ملكية لصاحب المشروع البناية‬
‫المحددة في العقد‪ .‬وال يجوز لصاحب المشروع أن يستعملها لغرض آخر دون موافقة المهندس المعماري‬
‫القبلية"‪.‬‬
‫كما نالحظ أن المشرع استعمل العبارة التالية‪" :‬في إطار الغرض الذي أنجز من أجله" و ال شك في‬
‫أنه يقصد أن ملكية الحقوق تقتصر على االستغالل المتفق عليه في عقد المقاولة‪ ،‬و تستبعد حاالت‬
‫أخرى(‪( ،)4‬المادة ‪ 22‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 02-54‬المؤرخ في ‪ 26‬مايو سنة ‪ ،2554‬المتعلق‬
‫بشروط اإلنتاج المعماري و ممارسة مهنة المهندس المعماري)‪ ،‬فإذا كان االتفاق يتمثل في إعداد التصاميم‬
‫الستعماله في البناء‪ ،‬فال يستطيع فيما بعد استغالل تلك التصاميم في مجاالت أخرى كإدماجها في برنامج‬
‫الحاسوب ألن هذا يعد خروجا عن الغرض الذي أنجز من أجله‪.‬‬
‫و يقول األستاذ "مرسي" بمناسبة تناوله انجاز المصنف في إطار عقد المقاولة‪ ،‬و تطبيقا نص المادة‬
‫‪ 945‬من القانون المدني‪ ،‬يعتبر المؤلف الذي كلفه شخص آخر سواء كان هذا الشخص شخصا طبيعيا‪ ،‬أو‬
‫شخصا معنويا عاما‪ ،‬أو خاصا‪ ،‬بوضع مصنف فني ‪ ...‬مقاوال تتحدد العالقة بينه‪ ،‬و بين رب العمل‬
‫بموجب عقد المقاولة‪ ،‬و حق المؤلف الذي يمكن التفاوض بشأنه في هذا الخصوص‪ ،‬هو حق االستغالل‬
‫فقط‪ ،‬فال يجوز للمؤلف أن يتنازل لرب العمل عن صفته كمؤلف‪ ،‬بل تنتسب له هذه الصفة رغما عن أي‬
‫اتفاق يخالف ذلك‪ ،‬و بالمثل ال يجوز له أن يتنازل عن حقه المعنوي الرتباط هذا الحق بشخصيته‪ ،‬على‬
‫النحو المشار إليه آنفا‪.‬‬
‫و قد يتنازل المؤلف عن حق استغالل مصنفه طوال مدة الحماية‪ ،‬فيكون لرب العمل استغالل المصنف‬
‫طوال حياة المؤلف‪ ،‬و لخمسين سنة بعد وفاته(‪ ،)5‬بالنسبة إلى أغلب المصنفات‪ ،‬أو خالل المدة التي‬
‫يحددها القانون بالنسبة إلى المصنفات األخرى(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬عمارة مسعودة ‪ ،‬الوضعية الحالية لحق المؤلف بين التشريع الجزائري و االتفاقيات الدولية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬فرع العقود‬
‫و المسؤولية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،1007‬ص‪.224.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Huet (J.), Traité de droit civil, les Principaux Contrats Spéciaux, op.cit., note, n°32239, p.1224.‬‬
‫بحيث يقول الفقيه "‪ "Jérôme Huet‬أنه‪ " :‬تمتد ملكية العمل المنجز في إطار عقد مقاولة إلى الملكية المادية (حق االستنساخ)‪ ،‬و ليس الحقوق‬
‫المعنوية‪ ،‬حتى و لو تم تمويل المشروع في إطار الصفقات العمومية"‪.‬‬
‫(‪ )3‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 19‬مايو سنة ‪ ،2554‬العدد ‪ ،71‬ص ‪.4‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫الزاهي (عمر) ‪ ،‬عمر الزاهي‪ ،‬محاضرات في الملكية الفكرية‪ ،‬ملقاة على طلبة السنة الرابعة ليسانس‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬السنة الدراسية ‪.1000-2555‬‬
‫ذكر في عكو فاطمة الزهراء‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.284.‬عكاشة (محي الدين)‪ ،‬محاضرات في الملكية الفكرية‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1000/2555‬ص‪ .28.‬ذكر في‬
‫عكو فاطمة الزهراء‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.284.‬‬
‫(‪ )5‬صالح الدين محمد مرسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬رقم ‪ ،127‬ص ‪.941‬‬
‫(‪ )6‬صالح الدين محمد مرسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬رقم ‪ ،127‬ص ‪.947‬‬

‫‪208‬‬
‫و قد يقتصر تنازل المؤلف عن حق االستغالل بموجب عقد المقاولة على مدة معينة‪ ،‬أو يقتصر على‬
‫عدد معين من النسخ‪ ،‬مع احتفاظه بحقه في نسخ أخرى‪ ،‬و مع كل هذا ال يمس حقه المعنوي على مصنفه‪.‬‬

‫أ ‪ -‬انجاز المصنف المعماري في إطار الصفقة العمومية إلدارة المشروع‬


‫و سنحاول دراسة هذه الفكرة من خالل نقطتين أساسيتين‪:‬‬
‫النقطة األولى تتمثل في العبارة التي جاءت بها المادة ‪ 10‬من األمر رقم ‪ ،09-07‬حيث نصت المادة‬
‫‪ 10‬على صاحب الطلب ‪ ،La personne ayant commandé‬ففي نظام حقوق المؤلف في ظل األمر رقم‬
‫‪ 24-27‬المؤرخ في ‪ 7‬أبريل سنة ‪ 2527‬المتعلق بحق المؤلف‪ ،‬نص على المصنفات التي تنجز لحساب‬
‫الهيئات (المستخدم)‪ ،‬و ألصحاب المشاريع في المادة ‪ 1/2‬منه‪ ،‬و توصل بعض الفقهاء الجزائريين أن عقد‬
‫الطلبية (المنصوص عليها بهذه الطريقة في نص المادة ‪ 40‬من األمر السالف الذكر) هنا هو عقد‬
‫مقاولة(‪ ،)1‬وأحكام عقد المقاولة المنصوص عليها في قانون المدني في شقها باللغة الفرنسية تنص تارة‬
‫على إصطالح صاحب الطلب ‪ ،auteur de la commande‬و تارة أخرى على رب العمل‪ ،‬و عقد إدارة‬
‫المشروع باعتباره صفقة عمومية يكيف على أنه عقد مقاولة في مفهوم التشريع المعمول به في إطار‬
‫المعادلة القانونية‪ ،‬التي وضعها األستاذ الدكتور "بن ناجي شريف"‪ ،‬و هي أن الصفقة العمومية تعتبر‬
‫مقاولة(‪ )2‬في مفهوم التشريع الساري على العقود‪.‬‬
‫و بالتالي نالحظ أن عقد المقاولة يرتبط بعنصر الطلبية‪ ،‬كمعيار جوهري في تحديد طبيعة العقد‪ ،‬ومن‬
‫خالل هذا نطرح التساؤل اآلتي‪ :‬أال تستحق الصفقات العمومية بأن تكيف بأنها عقود طلبات؟‪.‬‬
‫و تعتبر فكرة الطلبات كما سبق ذكره كمرادف لطلبات العمومية(‪ ،)3‬و التي كرست في نص المادة ‪ 7‬من‬
‫قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1020‬أنه "لضمان نجاعة الطلبات العمومية‪...‬يجب أن تراعي في‬
‫الصفقات العمومية مبادئ حرية الوصول للطلبات العمومية‪ ،"...‬فتختلف المصنفات المنجزة في إطار‬
‫الصفقات العمومية على تلك المبرمة بموجب عقود عادية‪ ،‬ألنها تخضع للقواعد العامة (الشريعة العامة‬
‫‪ )Droit commun‬فقط‪ ،‬و تنطبق إذن‪ ،‬األحكام المتعلقة بانجاز المصنفات في إطار الطلبية ‪commande‬‬
‫على كل من عقد المقاولة‪ ،‬و الصفقات العمومية(‪ )4‬مع مراعاة خصوصية هذه األخيرة‪.‬‬
‫أما النقطة الثانية و هي مرتبطة بفكرة أن صفقة إدارة المشروع هي عقد مقاولة بمفهوم القانون‬
‫المدني(‪ ،)5‬فالمشرع يستعمل بصفة صريحة مصطلحات تتعلق بقواعد القانون المدني‪ ،‬والسيما تلك‬
‫المتعلقة بعقد المقاولة (منها رب العمل‪ ،‬المقاول)‪ ،‬و يحيل إلى أحكام عقد المقاولة و خاصة تلك المتعلقة‬
‫بالمسؤولية العشرية فنصت المادة ‪ 11‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬أنه‪" :‬طبقا للمادة ‪994‬‬
‫من القانون المدني‪ ،‬يعد المستشار الفني‪ ،‬و المقاول مسؤولين بالتضامن خالل عشر (‪ )20‬سنوات عن‬
‫تهدم المباني‪ ."...‬و عليه يتم االتفاق على التنازل عن الحقوق المادية في العقد‪ ،‬فصاحب الطلب (صاحب‬
‫المشروع العمومي) هو مالك المصنف‪ ،‬و بالتالي يملك الحقوق المادية‪ ،‬أما المبدع (صاحب العمل) فهو‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Djenane (A.), op.cit.,p.66.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪« …le législateur à fait de dispositif juridique faisant du Marché publics une authentique « entreprise »,‬‬
‫‪Bennadji (Ch.), op.cit., p.263 et p.652.‬‬
‫» فالمشرع جعل من الصفقة العمومية من خالل اإلطار القانوني‪ ،‬مقاولة حقيقية« ‪2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪« … commandes… idée qui est considéré comme étant synonyme de commandes publiques. », Bennadji‬‬
‫‪(Ch.), op.cit.,T.1, p.300.‬‬
‫(‪ )4‬و يجعل الفقه الجزائري من الطلبات العمومية والصفقات العمومية مفهومين مرادفين‪ ،‬أنظر المرجع اآلتي ذكره‪.Bennadji (Ch.), op.cit., T.1, p.262 :‬‬
‫(‪ )5‬و من بين تأشيرات ‪ Visas‬القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬نجد القانون المدني‪ ،‬فاإلحالة إلى األمر رقم ‪ 96-29‬المؤرخ في ‪ 18‬سبتمبر‬
‫سنة ‪ ،2529‬الذي يتضمن القانون المدني (الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة ‪ 70‬سبتمبر سنة ‪ ،2529‬العدد ‪ ،26‬ص‪ ،)550.‬يعني تطبيق أحكام‬
‫المتعلقة بالعقود أي الشريعة العامة ‪ ،Le droit commun des contrats‬و أتجه المشرع الجزائري إلى االعتماد على األحكام القانون المدني‪،‬‬
‫وبالخصوص أحكام عقد المقاولة‪ ،‬بجعل عقد االستشارة الفنية (إدارة المشروع) تخضع إلى أحكام عقد المقاولة‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫مالك للحقوق المعنوية(‪ ،)1‬و يتمتع صاحب المشروع إذن‪ ،‬بحق استئثاري في استغالل المصنف المنجز‬
‫في إطار الصفقة العمومية‪ ،‬و باألخص في صفقة إدارة المشروع‪.‬‬
‫و كما سبق اإلشارة إليه ينح صر الحق المادي للمؤلف في احتكار استغالل المصنف‪ ،‬و تأخذ صورة‬
‫االستغالل في هذه الحالة إلى االستنساخ‪ ،‬و االشتقاق‪ ،‬و التحوير‪ ،‬و االقتباس (التكييف)‪ ،‬و التحويل بما‬
‫يتالءم مع طبيعة المصنف(‪ ،)2‬وفي هذا اإلطار يتعلق األمر بحق االستنساخ أساسا‪ ،‬و يتولى هذا الحق‬
‫بالنسبة للمصنف المعماري المنجز في إطار الصفقة العمومية‪ ،‬صاحب المشروع العمومي في أخذ نسخة‪،‬‬
‫أو استنساخ المصنف دون ترخيص من المؤلف المعماري(‪ ،)3‬و ذلك بالحصول على عدة نسخ من‬
‫المصنف األصلي(‪ ،)4‬أو جزء منه فقط‪.‬‬
‫و تجدر المالحظة أنه ال يجوز لصاحب العمل أن يستغل تصميماته في تقديم تعهدات في إطار‬
‫صفقات مماثلة‪ ،‬أو أن يبيع تصميماته ألشخاص آخرين غير صاحب المشروع المتعاقد معه‪ ،‬ذلك أنه أنجز‬
‫التصاميم باالستعانة إلى برنامج صاحب المشروع‪ ،‬أي عن طريق مقاييس‪ ،‬و معالم البرنامج(‪.)5‬‬
‫كما ال يجوز لصاحب المشروع استغالل ذلك المصنف إال وفقا لما اتفق عليه في دفتر الشروط‬
‫المناقصة‪ ،‬أو الصفقة بصفة عامة‪ ،‬و حتى إن قام صاحب العمل بانجاز المصنف حسب توجيهات صاحب‬
‫المشروع حول موضوع المصنف‪ ،‬و العناصر األخرى المتعلقة بالبرنامج‪ ،‬و كذلك حتى وإن كان لهذا‬
‫األخير (البرنامج) طابع أصلي ما‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Huet (J.), Traité de droit civil, les Principaux Contrats Spéciaux, op.cit., n°32238, p.1223.‬‬
‫(‪ )2‬صالح الدين محمد مرسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬رقم ‪ ،102‬ص ‪2776‬‬
‫(‪ )3‬و نصت المادة ‪ 72‬من النظام النموذجي الخاص بالمسابقات الدولية للهندسة المعمارية‪ ،‬و تخطيط المدن‪ ،‬الملحق بالتوصية معدلة بشأن المسابقات‬
‫الدولية للهندسة المعمارية و تخطيط المدن‪ ،‬المؤرخة في ‪ 12‬نوفمبر سنة ‪ ،2526‬أنه كقاعدة عامة‪ ،‬ال يجوز للمنظم االنتفاع بحق ملكيته لمشروع ما‬
‫إال لتنفيذه مرة واحدة فقط‪ .‬بيد أن نظام المسابقة يمكن أن ينص على تنفيذ المشروع عدة مرات و يحدد شروط ذلك‪ ،‬أنظر كذلك‪ :‬المادة ‪ 1/46‬من‬
‫المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪( ،‬أنظر ملحق البحث ص‪.)171.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪« Valorisation du résultat », Huet (J.), Traité de droit civil, les Principaux Contrats Spéciaux, op.cit., note,‬‬
‫‪p.1221.‬‬
‫(‪ )5‬و في النظام النموذجي الخاص بالمسابقات الدولية للهندسة المعمارية‪ ،‬و تخطيط المدن‪ ،‬الملحق بالتوصية معدلة بشأن المسابقات الدولية للهندسة‬
‫المعمارية و تخطيط المدن‪ ،‬المؤرخة في ‪ 12‬نوفمبر سنة ‪ ،2526‬نص في مادته ‪ ،71‬أنه‪" :‬في جميع الحاالت يحتفظ واضع المشروع بـ حق إعادة‬
‫استخدامه‪ ،‬إال إذا نص النظام على غير ذلك"‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫ب ‪ -‬التنازل عن الحقوق المادية في إطار القرار الوزاري المشترك لسنة ‪5811‬‬
‫و يختلف األمر في حالة انجاز المصنف المعماري لحساب صاحب المشروع "اإلدارة"‪ ،‬فتنص المادة‬
‫‪ 77‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬على أنه‪" :‬تصبح الدراسات منذ وقت قبولها و دفع ثمنها‬
‫ملكا لرب العمل (صاحب المشروع) بخصوص العملية المعتبرة"‪ ،‬و يجوز إعادة الدراسات بدون إذن‬
‫المستشار الفني (صاحب العمل)‪ ،‬و بالتالي فإن هذا التنازل يكون بموجب نص القانون‪ ،‬و ذلك بوضع بند‬
‫ينص على ذلك‪ ،‬و تكون ملكية صاحب المشروع‪ ،‬و هذا متى دفع هذا األخير أجرة(‪)1‬إدارة المشروع‬
‫لصاحب العمل‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فعند انجاز الدراسات ثم تشييد البناء‪ ،‬و دفع ثمنها من قبل صاحب المشروع تصبح ملكيته ‪ ،‬و له‬
‫حق إعادة المصنف عدة مرات دون أن يتلقى صاحب العمل أجرة إضافية‪ ،‬و العكس في حالة التكرارية‬
‫التي يتفق عليها وتقع على نفس العملية‪ ،‬بحيث في هذه الحالة يدفع صاحب المشروع ثمنها‪.‬‬
‫و يرى الفقيه "‪ "M.Huet‬أنه من بين حقوق االستغالل الذي يشهدها مجال الهندسة المعمارية هو حق‬
‫االستنساخ‪ ،‬و ال يجوز التنازل عن حق االستنساخ ضمنيا(‪ ،)3‬فال بد من االتفاق عليه (الحقوق المادية) إال‬
‫إذا أنجز المصنف في إطار عقد العمل‪ ،‬ففي هذه الحالة يأخذ بالتنازل الضمني‪ ،‬و ينصرف هذا المبدأ إلى‬
‫عقد المقاولة أيضا‪ ،‬و بالرجوع إلى نص قرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬و إلى المشروع التمهيدي‬
‫للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع‪ ،‬وأجر ذلك(‪ )4‬كما سبق ذكره‪ ،‬تعتبر الدراسات من وقت‬
‫انجازها ملك لرب العمل (صاحب المشروع)‪ ،‬و يتمتع بحق استنساخ تلك الدراسات(‪ ،)5‬مما يجعل كل‬
‫بحث قانوني عن التنازل الضمني للحقوق المادية للمصنفات المعمارية المنجزة بمناسبة صفقة إدارة‬
‫المشروع (االستشارة الفنية)‪ ،‬غير مجدي‪ ،‬فيدرج هذا الشرط مسبقا في دفتر شروط المناقصة أو المسابقة‪،‬‬
‫و "يستعمل عبارة" إعادة الدراسات"‪ ،‬و يختلف األمر بالنسبة لحالة "التكرارية" كما سوف نرى‪.‬‬
‫مكافأة صاحب العمل مقابل تكرارية الدراسات أو التصاميم‬ ‫‪.I‬‬
‫ويثار المشكل في حالة التكرارية و اإلعادة‪ ،‬هل يتلقى صاحب العمل أجرة مقابل كل استنساخ؟ وفي‬
‫إطار آخر (قانون الخاص(‪ ))6‬ال تكون عادة المصنفات المعمارية محل تكرارية عكس المصنفات‬
‫األخرى‪ ،‬و يعود سبب عدم االهتمام بالمصنفات المعمارية بتميزها عن أنواع المصنفات األخرى‪ ،‬في‬
‫كون المصنفات المعمارية ال يمكن استنساخها بغرض توزيعها في السوق بكميات كبرى لجلب األرباح‪،‬‬
‫مثلما هو معمول في اإلنتاج السينمائي(‪ )7‬مثال‪ ،‬فال تتالءم قاعدة التناسب مع إرادات االستغالل‪ ،‬و بالتالي‬
‫يكون دفع المكافأة على أساس جزافي في إطار عقد المقاولة(‪ ،)8‬و لكن المصنفات المعمارية من الناحية‬
‫الجمالية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬و االقتصادية لها أهمية معتبرة مقارنة بالمصنفات األخرى(‪ ،)9‬أما في حالة تكرارية‬
‫الرسومات بغرض انجاز بناءات مماثلة‪ ،‬نطرح التساؤل اآلتي‪ :‬هل يمكن تطبيق قاعدة التناسب مع‬
‫إيرادات االستغالل؟‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Huet (Jérôme), Traité de droit civil, les Principaux Contrats Spéciaux, op.cit., n°32173, p.1173.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Huet (M.), Le droit de l’Architecture, op.cit., p.94.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Huet (M.), Le droit de l’Architecture, op.cit., p.97.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫أنظر المادة ‪ 46‬من المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪ .‬أنظر ملحق البحث ص ‪.171.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫أما المرسوم التشريعي رقم ‪ 02-54‬المؤرخ في ‪ 26‬مايو سنة ‪ ،2554‬الذي يتعلق بشروط اإلنتاج المعماري‪ ،‬و ممارسة مهنة المهندس المعماري‪ ،‬نص في المادة‬
‫‪ 22‬منه على ملكية الدراسات فقط‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Huet (Jérôme), Traité de droit civil, les Principaux Contrats Spéciaux, op.cit., n°32239, p.1223.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Djenane (A), n°2,p.133,134.‬‬
‫(‪ )8‬و يمكن أن يتفق األطراف على أجر جزافي طبقا للمادة ‪ 982‬من القانون المدني‪.‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪Djenane (A), n°2,p.133,134.‬‬

‫‪211‬‬
‫و في هذا السياق يشير الفقيه "‪ "M.Huet‬إلى ما قاله الفقيه "‪ "Desbois‬الذي يلفت االنتباه إلى العبارة‬
‫"تكرارية تنفيذ"‪ ،‬و يقول‪ :‬إن العبارة "تكرارية تنفيذ" عند عملية البناء على أساس تصميم نموذجي‪...‬‬
‫يجب أن يتلقى المهندس أجرة التي تزيد حجمها كلما تم استعمال هذه التصاميم في عملية البناء المتسلسل‪،‬‬
‫بصفة متتالية‪ ،‬و في حالة تكرارها‪ ،‬فقاعدة حساب األجرة هنا‪ ،‬تحسب المكافأة تناسبيا مع إيرادات‬
‫االستغالل التصاميم‪ ،"...‬و أخذ االجتهاد القضائي بهذه القاعدة(‪.)1‬‬
‫‪Le professeur Desbois)2(, a montres que pour « l’épithète qui a été employé exécution répété,‬‬
‫‪le parlement à entendue soumettre au consentement de l’architecte distinctement, l’édification‬‬
‫‪de chacune des bâtiments qui sont construits à partir d’un plan type… et il conclurait,‬‬
‫‪« L’architecte doit recevoir une rémunération dont l’importance grandira au fur et à mesure‬‬
‫‪que son plan donnera lieu à des applications successives, répétée, pour les constructions‬‬
‫‪effectuées en série ; la règle de proportionnalité des redevances s’inscrit en filigrane dans‬‬
‫‪cette déclaration ».‬‬
‫و يقول األستاذ "‪ "Djenane‬أن قاعدة التناسب يمكن أن تنطبق على المصنفات المنجزة في إطار عقود‬
‫الطلبات‪ ،‬و بالخصوص على المصنفات التي يمكن استنساخها(‪ )3‬حماية لمصالح المؤلف‪.‬‬
‫مكافأة صاحب العمل مقابل تكرارية التصاميم في إطار القرار الوزاري المشترك‬ ‫‪.II‬‬
‫و في هذا المجال فإن التكرارية ‪ Répétions‬يتفق عليها في الصفقة‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 74‬من القرار‬
‫الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬أنه‪" :‬يجب أن تكون التكرارية أو التكرار الكلي أو الجزئي لنموذج العمارة‬
‫منصوصا عليها في عقد استشارة الفنية"‪ ،‬و تشير على أنه يتمثل التكرار في استنساخ نموذج واحد‪ ،‬أو‬
‫عدة نماذج عمارة في إطار نفس العملية ("العملية" موضوع االلتزام أي الدراسات المتعلقة بالعمارة)‪،‬‬
‫مثال تكرارية عمارة موجهة للسكنات االجتماعية‪ ،‬و لم يحدد المشرع هذه التكرارية من حيث الكم‪ ،‬فيأخذ‬
‫صاحب العمل أجرة عن تلك الدراسات بصفة جزافية عند إتمام الصفقة (‪ )Après service fait‬أوبعد إنهاء كل‬
‫مهمة‪.‬‬
‫و ال يتلقى صاحب العمل إيرادات استغالل لنسخ الدراسات‪ ،‬وإنما أجرة تحسب وفقا لنسب أجرة‬
‫(‪)4‬‬
‫الجزء الثابت للتسديد على سبيل التخفيض (المنصوص عليه في المادة ‪ 46‬من القرار الوزاري المشترك لسنة‬
‫‪ ،)2566‬فتلك األجرة هي مقابل لتكرار المهام‪ ،‬وتكون عادة ضمن الكلفة اإلجمالية للمشروع‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫و لكن يخول لصاحب العمل في حالة تكرارية الدراسات المتعلقة بعدة عمليات حق األفضلية في‬
‫الصفقات الالحقة المتضمنة تنفيذ تلك الدراسات (و السيما فيما يتعلق دراسات التكييف التي تمهد حتما إلى‬
‫متابعة و مراقبة انجاز البناء)‪ ،‬فيمكن رؤية "حق األفضلية" كمقابل إليرادات االستغالل بما أنه يتلقى أجرة‬
‫كلما كرر هذه الدراسات(المهام) على أساس النسب المحددة في نص المادة ‪ 46‬من القرار الوزاري‬
‫المشترك(‪)6‬بالنسبة لنفس العملية‪ ،‬وال يتلقى أي شيء في حالة إعادة الدراسات في عمليات أخرى‪.‬‬
‫و حق األفضلية (أو األولوية) نجدها كذلك في دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على الصفقات‬
‫الصناعية المتعلقة بمصالح الدفاع الوطني المصادق عليه بموجب القرار المؤرخ في ‪ 25‬يناير ‪ 2599‬في‬
‫المادة ‪ 57‬المطة األولى منه‪ ،‬حيث من خالل نص هذه المادة يتبين أن من المزايا الممنوحة للمتعاقد مقابل‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Huet (M.), Le droit de l’Architecture, op.cit.,p.98.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Desbois, Le Droit d’auteur en France, 2 e édition refondue 1966, mise à jour 1973, citée par Huet (M.), op.cit.,p.98.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Djenane (A),op.cit.p.105 et 106.‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫المادة ‪ 48‬من المشروع التمهيدي للقانون‪ ،‬الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪ .‬أنظر ملحق البحث ص‪.171.‬‬
‫( ‪)5‬‬
‫تنص المادة ‪ 74‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬في فقرتها الثانية (‪ )1‬أنه‪ ":‬يمكن رب العمل بعد أن تصبح دراسة نموذج لعمارة ما ملكا له أن يستعمل‬
‫تلك الدارسة بكل حرية دون إذن من المستشار الفني الذي أعدها‪ .‬و يستفيد هذا األخير من شرط تفضيلي إلجراء دراسة أو دراسات تكييف"‪.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 51‬مايو سنة ‪ ،5811‬الذي يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء وأجر ذلك‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫األربعاء ‪ 62‬أكتوبر سنة ‪ ،5811‬العدد ‪ ،34‬ص‪ .5348.‬و في الفهرس الجريدة جاء تحت عنوان " كيفيات ممارسة االستشارة الفنية في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك"‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫حق االستنساخ حسب الكيفيات المحددة في العقد‪ ،‬والسيما المساعدة التي يقدمها لإلدارة‪ ،‬يمكن أن تشتمل‬
‫(المزايا) على حق في األولوية على الطلبات‪ ،‬و استثناءا تقدم له إتاوات مقابل إنتاج النماذج من قبل الغير‪،‬‬
‫أو المؤسسات التابعة للدولة(‪.)1‬‬
‫ولكن حق األفضلية المخول لصاحب العمل في كل الصفقات التي تتضمن تنفيذ التصاميم التي أنجزها‬
‫في عملية سابقة‪ ،‬من شأنه أن يحد من المنافسة‪ ،‬و بالنسبة لصاحب المشروع ال يفسح هذا األخير المجال‬
‫لالبتكارات الجديدة ‪ ،Innovations‬و كذلك منع المؤسسات الجديدة من أخذ جزء من الصفقة‪ ،‬وفي هذا‬
‫المجال يقول األستاذ "‪ "D. VERGELY‬أن صاحب العمل ال يتمتع بحق استئثاري ‪Droit d’exclusivité‬‬
‫على صفقات تتضمن دراسات تجهيز بالتقريب على منشأة أنجزها سابقا لحساب صاحب المشروع‬
‫العمومي نفسه‪ ،‬بحجة استقرار الوحدة المعمارية ‪ Unité Architectural‬و الحفاظ على الصالح العام‪،‬‬
‫ويشير األستاذ إلى حكم محكمة ‪ ،)2(Nantes‬حيث يقول أن ملكية صاحب المشروع للبناء تسمح له بالقيام‬
‫بالتكييفات الالزمة التي تتطلبها ضرورات تقنية و أمنية (قضية ‪-)Agopyan‬كما سوف نرى‪ -‬دون أن‬
‫يلتزم بإعطاء هذه األعمال (التكييفات) إلى نفس صاحب العمل الذي أنجزها سابقا‪ ،‬و في قول األستاذ‬
‫"‪ "Deluz‬أن حق األفضلية في منح الصفقة يتضمن األداء على نفس المنشأة العمومية من شأنها المساس‬
‫لمبادئ الطلبية العمومية(‪.)3‬‬
‫و يجب اإلشارة إلى أن المادة ‪ 79‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬نصت على أنه يجب أن‬
‫يتضمن عقد االستشارة الفنية (إدارة المشروع) بندا ينص على عدم السماح بإعادة الدراسة في كل حالة ال‬
‫تتكرر فيها هذه الدراسة‪ .‬وهذا لتخفيف تكاليف دراسات أخرى (في إطار نفس العملية) على صاحب‬
‫المشروع العمومي‪.‬‬
‫فيتصرف صاحب المشروع بالدراسات بكل حرية‪ ،‬بحيث يجوز له نشر الدراسات بشرط ذكر اسم‬
‫صاحب العمل الذي أنجزها‪ ،‬و هذا لفائدة مثال المؤسسات التعليم العالي‪ ،‬و البحث العلمي‪ ،‬و الثقافي‪،‬‬
‫والتكنولوجي‪ ،‬والمؤسسات التكوين التقني و المهني‪...،‬وال يجوز له التنازل عن الدراسات لفائدة صاحب‬
‫مشروع آخر (طبقا للمادة ‪ 20‬من األمر رقم ‪.)09-07‬‬
‫و ال يجوز له أيضا‪ ،‬استعمال المصنف لغرض آخر خارج عن الغرض الذي أنجز من أجله‪ ،‬إال‬
‫برخصة من صاحب العمل (المادة ‪ 22‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 02-54‬المؤرخ في ‪ 26‬مايو سنة‬
‫‪ ،2554‬الذي يتعلق بشروط اإلنتاج المعماري‪ ،‬و ممارسة مهنة المهندس المعماري(‪.))4‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪Intitulée « Avantages accordés au titulaire en contre-partie du droit de reproduction ». Art. 93.- § 1er. – Des avantages sont‬‬
‫‪éventuellement accordés au titulaire en contre-partie du droit de reproduction, selon des modalités fixées par le contrat. Ces‬‬
‫‪avantages tiennent compte, notamment, de l’aide plus ou moins importante apportée par l’administration. Ils peuvent‬‬
‫‪consister en un droit de priorité sur les commandes et, exceptionnellement, en redevances sur les fabrications confiées à‬‬
‫‪des tiers ou aux établissements de l’Etat », Arrêté du 9 mars 1955, portant approbation du titre VI du cahier des clauses‬‬
‫‪administratives générales applicables aux marchés industriels des départements de la défense nationale : « Dispositions‬‬
‫‪spéciales aux marchés d’étude, aux marchés de prototype, à l’utilisation des droits de propriété industrielle et à la‬‬
‫‪reproduction des matériels », et modification de la date d’application du cahier des clauses administratives générales susvisé,‬‬
‫‪fixé par l’arrêté du 19 janvier 1955, J.O.R.F., vendredi 18 mars 1955, n°67, p.2772. Voir aussi ; Arrêté du 19 janvier 1955,‬‬
‫‪portant approbation du cahier des clauses administratives générales applicables aux « marchés industriels » des départements‬‬
‫‪de la défense nationale. JORF du mardi 15 février 1955, n°40, p.1787.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪T.A.Nantes ord.7nov.2002, SARL d’architecture OD-BC, n° 0203175, « L’intérêt public ne saurait être confondu avec une sorte de‬‬
‫‪« droit de réserve » au bénéfice du premier concepteur, ni servir de prête-nom à ses intérêts particuliers », VERGELY (D) Concours‬‬
‫‪d’architecture : originalité de l’œuvre et liberté contractuelle, ÉTUDES, AJDA, du 9 avril 2007, n°14, p.729.‬‬
‫حيث أن دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على أداء ذات الطابع الذهني (في القانون الفرنسي)‪ ،‬ال يخول لصاحب العمل حق األفضلية في طلب العروض‬
‫صفقات األشغال الصيانة على منشآت أنجزها من قبل لحساب نفس صاحب المشروع‪ ،‬أنظر إلى‪:‬‬
‫‪Poster (Jean-Marc), Propriété intellectuelle et droit des marchés, AJDA, DALLOZ, 2007, n°27, p.1442.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪« L’arrêt ministériel tien une disposition perturbante au point de vue de l’atteinte aux principes de la commande publique,‬‬
‫‪celui ; le droit de l’exclusivité sur le marché pourtant sur le même type d’ouvrage sur les marchés de Maîtrise d’œuvre. »,‬‬
‫‪DELUZ (S.), Protégez la création intellectuelle du Maître d’œuvre, Mon.TP., 23 av.2004, n° 5239, p.82.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 19‬مايو سنة ‪ ،2554‬العدد ‪ ،71‬ص‪.4.‬‬

‫‪213‬‬
‫و الغاية من هذه الدراسة هي تحديد حقوق صاحب العمل على المصنف المنجز في إطار الصفقة‬
‫العمومية‪ ،‬و مجال احترام حقوق المؤلف المعماري‪ ،‬التي تشمل الحقوق المعنوية فقط‪ ،‬و لكن تثير مسألة‬
‫التكييفات و التعديالت‪ ،‬مساس بحق جوهري في ميدان حقوق المؤلف‪ ،‬و هو مساس بالحق المعنوي‪ ،‬ألن‬
‫البناء هو التعبير المادي ألفكار صاحب العمل و بالتالي يصبح للمبنى مالكين‪ ،‬بحيث يبقى صاحب العمل‬
‫مالك للحقوق المعنوية‪ ،‬و يتولى صاحب المشروع العمومي الحقوق المادية‪ ،‬و لكن يتوقف هذا االستغالل‬
‫بشرط احترام الحقوق المعنوية (احترام سالمة المصنف‪ ،‬إظهار اسم المؤلف‪.)...،‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحقوق المعنوية ‪Droits moral‬‬


‫الحقوق المعنوية هي من الحقوق المالزمة للشخصية‪ ،‬التي ال يجوز التصرف فيها‪ ،‬ومن ثم ال يمكن‬
‫أن تكون محال للتعاقد‪ ،‬و ال تجوز ممارستها إال للمؤلف وحده طيلة حياته‪ ،‬و نصت المادة ‪ 1/22‬من‬
‫المرسوم التشريعي رقم ‪ 02-54‬المؤرخ في ‪ 26‬مايو سنة ‪ ،2554‬يتعلق بشروط اإلنتاج المعماري‪،‬‬
‫وممارسة مهنة المهندس المعماري(‪")1‬بأنه يحتفظ المهندس المعماري بالملكية المعنوية للعمل المعماري‬
‫ويمكنه‪ ،‬ماعدا في ح الة أحكام تعاقدية مخالفة‪ ،‬القيام بنشر هذا العمل و ال يجوز له أن يستعمله استعماال‬
‫آخر لصالح صاحب مشروع آخر إال بعد موافقة مالك المشروع"‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وهي الحقوق التي تؤول إلى صاحب العمل‪ ،‬و التي على صاحب المشروع العمومي احترامها ‪،‬‬
‫ويتميز الحق المعنوي بأنه حق ذو طابع شخصي ال يدخل في الذمة المالية(‪ ،)3‬و يتسم ككل الحقوق‬
‫الشخصية طبقا للمادة ‪ 12‬من األمر رقم ‪ 09-07‬بالخصائص التالية ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫عدم قابليته للتصرف فيه‪ ،‬أو الحجز عليه‪ ،‬و دوامه أو رسوخه ‪ ،‬و عدم قابليته للتقادم‪ ،‬و من‬
‫خالل نص األمر رقم ‪ 09-07‬أن هذه الحقوق مرتبطة بالنظام العام‪ ،‬وأي اتفاق تنازل عنها يعتبر باطل‪.‬‬
‫وعلى صاحب المشروع العمومي احترامها على الدوام‪ ،‬و تتمثل الحقوق المعنوية كاآلتي‪ :‬حق صاحب‬
‫العمل في الكشف عن مصنفه‪ ،‬كما يلتزم صاحب المشروع العمومي باحترام حق صاحب العمل في سحب‬
‫مصنفه‪ ،‬و في نسبة المصنف إليه‪ ،‬و احترام سالمة المصنف المعماري‪ .‬و يتسم الجانب المعنوي لحق‬
‫صاحب العمل بطابع مميز و نوعي(‪.)5‬‬
‫ونتطرق إلى الحقوق المعنوية المنصوص عليها في أمر رقم ‪ ،09-07‬كاآلتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬حق كشف المصنف المعماري ‪Le droit de divulgation de son œuvre architectural‬‬
‫و هو حق من الحقوق المعنوية يتمتع به صاحب العمل المؤلف المعماري وحده دون غيره‪ ،‬ويلتزم‬
‫صاحب المشروع باحترامه حال حياة المؤلف المعماري سواء كان شخص طبيعي‪ ،‬و بعد وفاته عند‬
‫انتقاله إلى ورثته‪.‬‬

‫)‪ (1‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 19‬مايو سنة ‪ ،2554‬العدد ‪ ،71‬ص‪.4.‬‬


‫(‪ )2‬و نصت المادة ‪ 29‬من النظام النموذجي الخاص بالمسابقات الدولية للهندسة المعمارية‪ ،‬و تخطيط المدن‪ ،‬الملحق بالتوصية معدلة بشأن المسابقات‬
‫الدولية للهندسة المعمارية و تخطيط المدن‪ ،‬المؤرخة في ‪ 12‬نوفمبر سنة ‪ ،2526‬أنه‪" :‬يحتفظ واضع المشروع بكامل الملكية الفنية لعمله‪ ،‬و ال‬
‫يجوز إدخال أي تغيير أو تعديل عليه دون أن يوافق على ذلك صراحة"‪ ،‬و يقصد هنا بالحقوق المعنوية‪.‬‬
‫(‪ )3‬أ‪2‬محمد حسنين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫(‪ )4‬إال بال نسبة لبعض الحقوق منها حق السحب أو التوبة‪ ،‬و حق الكشف عن المصنف‪ ،‬التي تعود بعد وفاة المؤلف إلى ورثته ما لم تكن هناك وصية‬
‫خاصة (المادة ‪ 1 /11‬من األمر رقم ‪.)09-07‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Caron (C.), Gautier (P.Y) ; Propriété littéraire et artistique ; Lucas (A.) Lucas (H.J.), Traité de propriété‬‬
‫‪littéraire et artistique, 2ème édition, Litec ; paris 2001.Pollaud-Dulian, Le droit d’auteur, Economica, Paris 2005.‬‬

‫‪214‬‬
‫‪ - 1‬حرية صاحب العمل في الكشف عن مصنفه المعماري‬
‫(‪)1‬‬
‫ويتمتع صاحب العمل كما سبق ذكره‪ ،‬وحده دون غيره في كشف المصنف ‪ ،‬و ال يجوز لصاحب‬
‫الطلب أن يعارض كشف المصنف(‪ ،)2‬إذ ال يجوز لصاحب المشروع االمتناع عن كشف التصاميم‪ ،‬أو‬
‫البناء كمحاولة هدم هذا األخير(‪ ،)3‬و أشهر قضية في هذا المجال قضية "‪ )4("La Régie de Renault‬حيث‬
‫تتلخص هذه القضية في رفع السيد ‪ Dubuffet‬دعوى ضد ‪ La Régie de Renault‬حيث امتنعت هذه‬
‫األخيرة عن إتمام البناء التي طلبته‪ .‬و أخلصت محكمة النقض الفرنسية إلى أن طالبة العمل ( ‪La Régie‬‬
‫‪ )de Renault‬ال يجوز لها معارضة أو االمتناع عن االنجاز المادي للمصنف المعماري على أرض‬
‫تملكها‪ ،‬إال في حالة القوة القاهرة‪ ،‬فعندما أبرم المدعى عليه العقد مع المدعي نشأ التزام عقدي‪ ،‬وهو قيام‬
‫أو إنجاز المصنف إلى حين إتمامه (تسليم النهائي للبناء)‪ ،‬و هذا بشكل يرضى به المهندس المعماري‬
‫بممارسة حقه المعنوي المتمثل في الكشف عن مصنفه‪.‬‬
‫و إذا كان البناء مهدد باالنهيار يجوز انتظار زمن محدد حتى يسمح لصاحب العمل إبالغه إلى‬
‫الجمهور(‪ ،)5‬فإن من مميزات الحق المعنوي للمؤلف أن هذا الحق يتعلق بمصيره‪ ،‬و فكره‪ ،‬و بإرادته في‬
‫إشهار العمل‪ ،‬و اإلحجام عنه‪ ،‬لذا ال يجوز أن يكشف عن مصنفه تحت ضغط اإلكراه أو التهديد‪ ،‬و إنما له‬
‫كل الحق في االمتناع عن تسليم مصنفه(‪ ،)6‬و ال يجوز لصاحب العمل أن يبيع تصميماته ألشخاص آخرين‬
‫غير صاحب المشروع المتعاقد معه‪ ،‬إذ أنه قد أنجزها باالستعانة بصاحب المشروع عن طريق مقاييس‬
‫و معالم البرنامج‪ ،‬كما سبق ذكره‪ ،‬ويجب أن ال يتعسف صاحب العمل في هذا الحق إذا كان يؤدي إلى‬
‫إضرار بصاحب المشروع‪.‬‬
‫و حق الكشف أهمية كبيرة‪ ،‬حيث أن الحقوق المادية ال يمكن ممارستها‪ ،‬إال بعدما يقرر المؤلف‬
‫المعماري الكشف عن اإلبداع‪ ،‬و كون حق المؤلف في الكشف عن ماهية مصنفه له طابع مطلق‪ ،‬معنى‬
‫ذلك أنه يحتفظ به في كل الحاالت حتى و إن كان المصنف قد أنجزه على أساس الطلب(‪ ،)7‬و ال يستطيع‬
‫صاحب المشروع استغالل المصنف إال بعد أن يتم الكشف عنه‪ ،‬والتساؤل الذي يطرح هنا‪ ،‬هل يثبت‬
‫الحق الذي للمؤلف المعماري في تقرير الكشف عن مصنفه‪ ،‬أم أنه يجوز إجباره على الكشف عن مصنفه؟‬
‫‪ - 2‬مدى جواز إجبار صاحب العمل على كشف مصنفاته‬
‫و أعطى األمر رقم ‪ 09-07‬للمؤلف حق في تقرير الكشف عن مصنفه بإرادته المنفردة‪ ،‬كما ترك له‬
‫حرية اختيار وقت الكشف‪ ،‬و طريقته‪ ،‬و شكله‪ ،‬و ال يجوز إجباره على ذلك(‪ ،)8‬و في إطار صفقة إدارة‬
‫المشروع البد من صاحب العمل تسليم المصنف المعماري في الميعاد المحدد في دفتر الشروط‪ ،‬فيمكن أن‬
‫يمتنع صاحب العمل عن إكمال المصنف إذا رأى أنه ال يتناسب مع الصورة التي خططها‪-‬وسنفصل في‬
‫هذه النقطة في حق السحب‪ -‬و يمكن أن يمتنع صاحب العمل عن تسليم العمل‪ ،‬فلقد أثيرت هذه المسألة في‬
‫قضية شهيرة "‪ "WHISLER‬ضد "‪ "EDEN‬أين تخلف هذا األخير عن تسليم المصنف‪ ،‬و قد قضت‬

‫)‪ (1‬المادة ‪ 11‬من األمر رقم ‪ 09-07‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو سنة ‪ ،1007‬المتعلق بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬بتاريخ األربعاء ‪ 17‬يوليو‬
‫سنة ‪ ،1007‬العدد ‪ ،44‬ص‪.7.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪Terneyre (P.) La protection juridique des œuvres architecturales dans les marchés public de travaux, J.C.P.E. 1993, n° 4,‬‬
‫‪p.30. Citée par TRIGON (Sandrine), L’ouvrage public, une œuvre à respecter, études, AJDA, DALLOZ, n°17, 2007, p.890.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪TA Châlons-en-Champagne 18 juin 2002, Lapie c/Ville de Reims, AJDA 2002, 971, concl.o.Nizet. Citée par TRIGON‬‬
‫‪(S.), TRIGON (Sandrine), L’ouvrage public, une œuvre à respecter, op.cit., p.890.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Cass.1er.ch.civ. 16 mars 1983, R.I.D.A. 1984, p.80, citée par. HUET (M.) op.cit., pp..96,97. Voir aussi comm., Civ. 1ére ,‬‬
‫‪du 16 mars 1983, FF. Dubuffet et c. Régie Renault, Bul.civ.1, n°101, ensemble monumental destiné au siège social de la‬‬
‫‪Régie, citée par Huet (Jérôme), Traité de droit civil, les Principaux Contrats Spéciaux, op.cit., n°32236, p.1221.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪C.A. Versailles 4avr.1996, JCP 1996. II.22741. TRIGON (S.), op.cit., p.894.‬‬
‫(‪ )6‬عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.285‬‬
‫(‪ )7‬عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.285‬‬
‫(‪ )8‬عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.220 ،285‬‬

‫‪215‬‬
‫محكمة النقض الفرنسية بعدم جواز إجبار المؤلف على تسليم المصنف محل خالف‪ ،‬و القاضي ليس له إال‬
‫الحكم بالتعويض إذا كان له مقتضى(‪.)1‬‬
‫و قد اعترف غالبية الفقه‪ ،‬و القضاء بحق المؤلف في االمتناع عن تسليم مصنفه‪ ،‬و عدم جواز إجباره‬
‫على التسليم‪ ،‬ألنه هو وحده الذي يقرر اكتمال أو عدم اكتمال المصنف‪.‬‬
‫و على صاحب المشروع اللجوء إلى القضاء للمطالبة بكشفه‪ ،‬إذا تعسف صاحب العمل في استعمال‬
‫حقه تطبيقا لنص المادة ‪ 214‬مكرر من القانون المدني‪ ،‬فأمام هذا االمتياز اللصيق بشخصية المؤلف‪ ،‬فإن‬
‫ممارسة حق الكشف ال يمكن اعتباره تعسفيا إال في حاالت استثنائية(‪ ،)2‬و نصت المادة ‪ 1 /11‬من األمر‬
‫رقم ‪ 09-07‬بأنه‪" :‬يعود الكشف عن المصنف بعد وفاة المؤلف إلى ورثته ما لم تكن هناك وصية خاصة"‪،‬‬
‫بحيث يعود إلى ورثته بعد وفاة المؤلف المعماري في مباشرة حق كشف المصنف المعماري‪.‬‬
‫و قد نصت المادة ‪ 4/11‬من األمر رقم ‪ 09-07‬أنه يمكن للغير أن يطلب من الوزير المكلف بالثقافة‪،‬‬
‫أو من يمثله إخطار الجهة القضائية للفصل في مسألة الكشف عن المصنف إذا رفض الورثة الكشف عنه‪،‬‬
‫وكان المصنف يشكل أهمية بالنسبة للمجموعة الوطنية‪.‬‬
‫و لم يحدد المشرع معنى "الغير"(‪ ،)3‬فيمكن اعتبار صاحب المشروع من الغير‪ ،‬و في هذه الحالة‬
‫يجوز إتباع اإلجراءات السابقة ذكرها‪ ،‬فالمصنف المعماري يوجه للمصلحة العامة‪ ،‬أو أن يكون محل‬
‫مرفق عمومي فيشكل أهمية بالنسبة للمجموعة الوطنية ‪ ،Intérêt pour la communauté nationale‬وعليه‬
‫ال يستطيع القاضي الكشف عن المصنف ما لم يشكل المصنف أهمية بالنسبة للمجموعة الوطنية(‪ ،)4‬وتقدير‬
‫ذلك يعود لقاضي الموضوع الذي يجد نفسه في وضعية صعبة لتحديد هذه األهمية لعدم وجود معيار معين‬
‫لتحديدها‪ ،‬كونه ال يمكن وضع تعريف جامع مانع لها(‪ ،)5‬و في كل هذه األحوال ال يجوز للورثة التعسف‬
‫في مباشرة هذا الحق ألنه في هذه الحالة يمكن للقاضي تطبيق القواعد العامة (المادة ‪ 214‬مكرر من‬
‫القانون المدني)‪.‬‬

‫ب‪ -‬حق النسب أو األبوة ) ‪Le droit à la paternité (Le droit d’exiger la mention de son nom‬‬
‫و المؤلف هو الشخص الذي ينسب إليه إنتاج المصنف‪ ،‬و تسند إليه حقوق التأليف(‪ ،)6‬و حق النسب‬
‫يتمثل بأن يشترط المؤلف من صاحب المشروع بوضع اسمه أو اسم مستعار (كاسم الشركة إذا كان‬
‫مصنفا مشترك و اتفق المؤلفون على وضع اسم شركتهم)‪ ،‬و كما يمكن أن يكشف على اسمه في أي وقت‬
‫أراد(‪ ،)7‬نصت المادة ‪ 17‬من األمر رقم ‪ 09-07‬أنه‪" :‬يحق لمؤلف المصنف اشتراط ذكر اسمه العائلي أو‬
‫المستعار في شكله المألوف‪ ،‬و كذا على دعائم المصنف المالئمة‪ .‬كما يمكنه اشتراط ذكر اسمه العائلي أو‬
‫االسم المستعار فيما يخص جميع أشكال اإلبالغ العابرة للمصنف إذا كانت األعراف وأخالقيات المهنة‬
‫تسمح بذلك"‪.‬‬
‫و أقر القضاء بأن صاحب العمل يتمتع بحق األبوة (النسب)‪ ،‬الذي يتمثل في وضع اسمه على‬
‫المصنف المعماري(‪ )8‬أو الهندسي‪ ،‬و هنا يختلف األمر بحسب طبيعة المصنف إذا كان مصنف جماعي‬

‫(‪ )1‬حمدي عبد الرحمن‪ ،‬فكرة الحق‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،2525 ،‬ص‪ ،2742‬ذكر في عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.220 .‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪BERTRAND (A.), Le droit d’auteur et les droits voisins, p.277.‬‬
‫(‪ )3‬مالك فائزة‪ ،‬مصير حقوق المؤلف بعد وفاته‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬فرع الملكية الفكرية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر ‪ ،1007-1001‬ص ‪.86‬‬
‫(‪ )4‬إذا كان المصنف له بعد ثقافي مثال (و ذلك في أغلب األحيان) ‪ ،‬فالسؤال الذي يطرح هل يعتبر ذو أهمية بالنسبة للمجموعة الوطنية؟‬
‫(‪ )5‬مسعودة عمارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،85.‬مالك فايزة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.82.‬‬
‫(‪ )6‬صالح الدين محمد مرسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬رقم ‪ ،120‬ص‪.975‬‬
‫(‪ )7‬حسنين (م‪ ،).‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ .221 ،222‬عكاشة (م‪.‬د‪ ،).‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.60.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪C.A. Paris, 4er ch., 20 nov.1996, Bourgeois c/Doueb et autres, JCP 1997.II.22937. Citée par TRIGON (S.), op.cit., p.891.‬‬

‫‪216‬‬
‫(اسم المبادر)‪ ،‬المشترك (اسم كل مشارك)‪ ،‬المركب (اسم المؤلف على مصنفه منفصل عن المصنف‬
‫األصلي)(‪.)1‬‬
‫و الحق في األبوة ال يجوز التنازل عنه‪ ،‬و يكون باطال أي تعهد من المؤلف بأن ال يكشف عن‬
‫شخصيته‪ ،‬و يجوز له ذلك بالرغم من تعهده(‪ ،)2‬و في هذا الصدد يقول الفقيه "‪ "DESBOIS‬أنه‪" :‬ليس من‬
‫الطبيعي و ال العدل أن يفقد المؤلف صلته بمصنفه من جراء االلتزام التعاقدي و كل إتفاق يجب فسخه‬
‫وإلغائه"(‪.)3‬‬
‫و يحق للمؤلف المعماري وضع اسمه‪ ،‬كما له الحق في سحب اسمه في حالة تعديل المصنف‬
‫المعماري‪ ،‬دفاعا عن اسمه و سمعته(‪ ،)4‬و كتابة االسم على البناء في مجال الخاص ال يعني أنه مؤلفه‪،‬‬
‫فهي ليست قرينة قاطعة‪ ،‬بل يمكن إثبات عكس هذه القرينة‪ ،‬و ينصب اإلثبات هنا على واقعة مادية يجوز‬
‫إثبات عكسها بأية طريقة كانت من طرق اإلثبات(‪.)5‬‬
‫أما في حالة وفاة المؤلف أو المؤلفين‪ ،‬فلورثة مؤلف المصنف‪ ،‬أو من طرف كل شخص طبيعي‪،‬‬
‫أومعنوي أسند له هذا الحق بمقتضى وصية‪ ،‬و هذا ما ورد في نص المادة ‪ 18‬من األمر رقم ‪،09-07‬‬
‫المحافظة على حق األبوة من كل مساس‪ ،‬و يمكن للديوان الوطني لحقوق المؤلف‪ ،‬و الحقوق المجاورة أن‬
‫يحافظ على هذا الحق‪ ،‬و يضمن حمايته‪ ،‬بما يضمن االستعمال األمثل لحقوق المؤلف إذا لم يكن للمؤلف‬
‫ورثة(‪.)6‬‬
‫و في هذا اإلطار يجب التفرقة بين إسناد المصنف إلى مصمميه‪ ،‬و تسمية المنشأة(‪ ،)7‬فعادة ما يطلق‬
‫على المنشآت العمومية تسميات رمزية بالنسبة للوطن‪ ،‬أو بتسمية المنطقة التي تم البناء‪ ،‬فاالسم هو من‬
‫خصوصيات اإلنسان‪ ،‬و من طبيعة هذا األخير أن يعطي لألشياء أسماء (مثال البنايات التي تحمل اسم‬
‫شهيد‪ ،‬أو قائد الثورة)‪.‬‬

‫ج‪ -‬حق سحب المصنف المعماري ‪Le droit de repentir ou de retirer l’œuvre‬‬
‫و يجوز لصحاب العمل سحب المصنف كسحب التصاميم التي على أساسه قدم عرضه‪ ،‬أو بأن يوقف‬
‫عملية البناء باعتبارها الدعامة التي تسمح بإبالغ المصنف المعماري إلى الجمهور‪ ،‬و هذا طبقا لنص‬
‫المادة ‪ 14‬من األمر رقم ‪ ،09-07‬فإنه يمكن المؤلف الذي يرى أن مصنفه لم يعد مطابقا لقناعته أن يوقف‬
‫صنع دعامة إبالغ المصنف إلى الجمهور بممارسة حقه في التوبة‪ ،‬أو أن يسحب المصنف الذي سبق‬
‫نشره من جهة اإلبالغ للجمهور عن طريق ممارسة حقه في السحب‪.‬‬
‫و وفقا لما جاء به الفقيه الفرنسي "‪ "COLOMBET‬أن عبارة الحق في العدول‪ ،‬أو السحب تدل على‬
‫مرحلتين‪ ،‬مصطلح العدول يقصد به المرحلة الداخلية أو العقالنية‪ ،‬و يمارسها المؤلف قبل أن يعرض‬
‫المصنف للجمهور أي في مرحلة صنع دعامته‪ ،‬و مصطلح السحب يشكل المرحلة الخارجية بعد أن يقوم‬

‫(‪ )1‬بحيث له الحق في فرض وضع اسمه على واجهة البناء‪ ،‬و في االنجازات المتعلقة به سواء باشتراط ذكر اسمه العائلي أو المستعار‪ ،‬أو اسم‬
‫الشركة أو مكتب الدراسات‪ ،‬و في حالة تعاقده مع صاحب المشروع العمومي على التنازل عن اسمه ووضع اسم آخر‪ ،‬فإنه يعد هذا التعاقد باطال‪،‬‬
‫و يستطيع أن يضع اسمه على البناء بدال من اسم آخر‪ ،‬و لهذا يعتبر احترام صاحب المشروع العمومي السم صاحب العمل التزام يقع على عاتقه‬
‫حتى و إن اتفق على عكس ذلك‪( ،‬عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.)226.‬‬
‫(‪ )2‬حسنين (م‪ ،).‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.221.‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫‪e‬‬
‫; ‪DESBOIS (H.), Le droit d’auteur en France, 3 édition refondue, 1980, n°3‬‬
‫ذكر في رسالة عمارة (م‪ ،).‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.24.‬‬
‫(‪ )4‬عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.226.‬‬
‫(‪ )5‬عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.226.‬‬
‫)‪ (6‬المادة ‪ 7/18‬من األمر رقم ‪ 09-07‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو سنة ‪ ،1007‬المتعلق بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬بتاريخ األربعاء ‪17‬‬
‫يوليو سنة ‪ ،1007‬العدد ‪ ،44‬ص‪.7.‬‬
‫(‪ )7‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 204-52‬المؤرخ في ‪ 9‬أبريل سنة ‪ ،2552‬الذي يتعلق بتسمية األماكن‪ ،‬والمباني العمومية‪ ،‬و إعادة تسميتها‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 8‬أبريل سنة ‪ ،2552‬العدد ‪ ،10‬ص‪.5 .‬‬

‫‪217‬‬
‫المؤلف بنشر مصنفه أي يبلغ للجمهور و يعرض عليه(‪ ،)1‬و ربط المشرع الجزائري حق السحب بالنشر‬
‫و الذي يتعلق عادة بالمصنفات األدبية‪ ،‬و يمكن أن يتم سحب التصاميم في مرحلة تقديم العروض و بعد‬
‫المنح المؤقت(‪ ،)2‬و لكن السحب مرتبط هنا أيضا بمرحلة االستغالل‪ ،‬و في هذه الحالة (االستغالل) القيام‬
‫بتشييد البناية‪ ،‬أما إذا اعتمدت التصاميم لتشييد البناء ال يبقى لصاحب العمل إال حق التوبة(‪ .)3‬و يرتب حق‬
‫التوبة نفس النتائج الذي يرتبها حق الكشف عندما استعمل المشرع عبارة "يوقف صنع دعامة" في نص‬
‫المادة ‪ 14‬من األمر رقم ‪ ،09-07‬بحيث يستطيع المؤلف بإستعمال حقه في الكشف عن مصنفه‪ ،‬برفض‬
‫الكشف عنه‪ ،‬أو أن يحطمه‪ ،‬طالما لم يسلمه لصاحبه(‪ .)4‬و بذلك فإنه سواء قام صاحب العمل باستعمال حق‬
‫رفض الكشف عن المصنف‪ ،‬أو حق العدول‪ ،‬فإنه يجب عليه تعويض(‪ )5‬صاحب المشروع لعدم تنفيذ‬
‫الصفقة‪.‬‬
‫في هذه الحالة يترتب عليه خسائر تكاليف إعداد البرنامج‪ ،‬منها تكاليف دراسات الجدوى‪ ،‬ودراسات‬
‫المالئمة‪ ،‬و دراسات أخرى منها التقنية و اإلقتصادية‪ ،‬و إعداد وثائق العطاءات‪ ،‬و طرحها‪ ،‬وغيرها من‬
‫التكاليف المتعلقة بإعداد الصفقة (اإلجراءات السابقة لإلبرام)‪ .‬فال بد من تعويض صاحب المشروع عن‬
‫هذا الضرر‪ ،‬و هذا ما يستفاد من نص المادة ‪ 1/14‬من االمر رقم ‪ ،09-07‬حيث أنه ال يمكن للمؤلف‬
‫ممارسة هذا الحق‪ ،‬إال بعد تعويض عادل عن األضرار التي يلحقها عمله هذا بمستفيدي الحقوق المتنازل‬
‫عنها‪.‬‬
‫و بالتالي فإن ممارسة هذا الحق معلق على شرط دفع تعويض أوال‪ ،‬و لكن نادرا ما يتم وقف إنجاز‬
‫المصنف المعماري نظرا لتكاليف التعويض التي تقتضيها‪.‬‬
‫و لكن اإلشكال الذي يطرح هو عندما يتم تشييد البناء و تسليمه‪ ،‬فيؤدي سحب التصاميم من قبل‬
‫صاحب العمل إلى تهديم البناء مما يتطلب تعويضات ضخمة(‪ )6‬التي يؤديها لصاحب المشروع العمومي‪،‬‬
‫و مع ذلك إن حق السحب ال يمكن أن يصل إلى درجة تحطيم البناء المشيد إذا كانت مقاييس البناء محترمة‬
‫فيه‪ ،‬ألنه إذا حاول صاحب العمل المطالبة بذلك يكون قد تعسف في إستعمال حقه(‪ .)7‬بما أن حق الكشف‬
‫وحق السحب يرتبان نفس النتائج‪ ،‬فإنه يمكن لصاحب المشروع العمومي المعارضة عن السحب إذا كان‬
‫المصنف المعماري له أهمية بالنسبة للمجموعة الوطنية‪ ،‬و يبقى للقاضي سلطة التقدير بمقارنة أهمية‬
‫تهديم البناء‪ ،‬بأهمية إحترام حق السحب و تفضيل المصلحة العامة(‪.)8‬‬
‫و في هذا السياق إذا قرر صاحب العمل سحب المصنف المعماري‪ ،‬فال يشمل المنشأة المنجزة إذن‬
‫ألن االستحالة العملية تمنع تهديمه(‪ ،)9‬و للقاضي سلطة التقدير في ذلك‪ ،‬بل يكمن في عدم استغالل صاحب‬
‫المشروع للمصنف المعماري في إعادة الدراسة لتشييد بناءات مماثلة‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة أن احترام صاحب المشروع لحق سحب المصنف يتوقف عند وفاة المؤلف‪،‬‬
‫أوالمؤلفين المعماريين‪ ،‬ذلك لكونه حق شخصي محض‪ ،‬و ال ينتقل إلى الورثة‪ ،‬فالورثة ليس لهم الحق في‬
‫سحب المصنف من التداول(‪.)10‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫الزاهي (ع‪ ، ).‬عمر الزاهي‪ ،‬محاضرات في الملكية الفكرية‪ ،‬ملقاة على طلبة السنة الرابعة ليسانس‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬السنة الدراسية ‪ ،1000-2555‬ذكر‬
‫في عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ .221.‬مسعودة عمارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫( ‪)2‬‬
‫من المعقول أن يمارس صاحب العمل (المؤلف المعماري) حق السحب في مرحلة تقديم العروض و بعد المنح المؤقت (للصفقة)‪ ،‬بما أن هذا الحق خوله القانون‪.‬‬
‫(‪ )3‬عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.221‬‬
‫(‪ )4‬عمارة (م‪ ،).‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.66.‬‬
‫(‪ )5‬عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.221‬‬
‫(‪ )6‬عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.227‬‬
‫(‪ )7‬عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.227‬‬
‫(‪ )8‬عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.227‬‬
‫(‪ )9‬عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.227‬‬
‫(‪ )10‬مسعودة عمارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ .62‬أ‪.‬عكاشة (م‪.‬د‪ ).‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬

‫‪218‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪Le droit au respect de l’intégrité de l’œuvre‬‬ ‫د ‪ -‬حق إحترام سالمة المصنف‬
‫و يتمتع صاحب العمل بحق في إحترام سالمة مصنفه‪ ،‬و يتمثل ذلك في االعتراض على أي تعديل‬
‫يدخل على المصنف المعماري‪ ،‬أو تشويهه‪ ،‬أو إفساده إذا كان ذلك من شأنه المساس بسمعته كمؤلف‪ ،‬أو‬
‫بشرفه‪ ،‬أو بمصالحه المشروعة (المادة ‪ 19‬من األمر رقم ‪ .)09-07‬ال بد من التمييز بين حالتين و هما‪:‬‬
‫حق صاحب العمل في تعديل مصنفه المعماري‪ ،‬و حق صاحب المشروع العمومي في تعديل المنشأة‬
‫بصفته مالك منشأة البناء‪ ،‬فالحالة األولى ال تهمنا في هذا اإلطار بما أن صاحب العمل له الملكية المعنوية‬
‫لمصنفه‪ ،‬فله الحق في التعديل إذا طرأت ظروف جديدة‪ ،‬أو يكتشف صاحب العمل أن األشكال التي كان قد‬
‫تناولها لم تعد تطابق الواقع مما قد يسيء إلى سمعته الفنية(‪()2‬إزاء أصحاب المشاريع آخرين)‪ ،‬ويعدله‬
‫بالشكل الذي يتناسب مع الوضع الحالي‪.‬‬
‫أما الحالة الثانية‪ ،‬و التي تهمنا و هي تعديل البناء‪ ،‬أو المنشأة من قبل صاحب المشروع العمومي‪،‬‬
‫ومن شأن هذا التعديل اإلساءة بسمعة صاحب العمل‪ ،‬و شرفه بصفته رجل فن‪ ،‬أو بمصالحه المشروعة‪.‬‬
‫إذ يعارض كل مساس بالبناء (المصنف المعماري)‪ ،‬أو أي تعديل دون إذن صريح منه(‪ ،)3‬فالتعديالت‬
‫التي تقع على المنشأة من شأنها تشويه الهندسة المعمارية للمنشأة‪ ،‬و مثال على ذلك هو قضية‬
‫‪)4‬‬
‫‪ ، (Agopyan‬حيث طلبت مدينة نانت ‪ Nante‬القيام بأشغال التجديد‪ ،‬و توسيع ملعب كرة القدم ‪Beaujoire‬‬
‫الستقبال الجماهير بمناسبة المظاهرات الرياضية المتعلقة بكأس كرة القدم لسنة ‪ ،1008‬وأحدثت هذه‬
‫األشغال تشويه للشكل الدائري للملعب (مقاعد الجماهير) فتطبيقا لقواعد حقوق المؤلف‪ ،‬والمتعلقة بحق‬
‫إحترام سالمة المصنف‪ ،‬فال يجوز لصاحب المشروع إجراء أي تعديل‪ ،‬إال بإذن من صاحب‬
‫العمل(‪ ،)5‬و في حالة الهدم يجوز للقاضي أن يقضي بإعادة البناء إلى الحالة التي كان عليها قبل الهدم(‪.)6‬‬
‫فحق صاحب العمل في إحترام سالمة مصنفه المعماري هو التزام قانوني بالنسبة لصاحب المشروع‪،‬‬
‫(‪)8‬‬ ‫( ‪)7‬‬
‫و من أشهر القضايا في هذا المجال قضية ‪ ،Office public des HLM‬و قضية ‪Gillet a Lille‬‬
‫وقضية ‪ .)9(Bonnie c/Bull‬و لكن يستمد صاحب المشروع العمومي سلطته في التعديل‪ ،‬أوالتغيير من حق‬
‫ملكية البناء و المصلحة العامة‪ ،‬و االمتيازات التي يتمتع بها‪ ،‬و تطبيق الحق في السالمة على المصنف‬
‫المعماري أمر يتعلق بمسألة حساسة جدا‪ ،‬وهذا لوجود وجهين(‪)10‬متناقضين‪:‬‬
‫الوجه األول‪ :‬أنه من الطبيعي‪ ،‬أن يقوم صاحب المشروع العمومي مالك للبناية إدخال تعديالت‬
‫عملية‪ ،‬أو تقنية‪ ،‬أو ضروريات المرفق‪ ،‬أو المصلحة العامة‪ ،‬و هناك الكثير من اإلجتهادات القضائية التي‬
‫تعطي الحق لمالك البناء بإجراء تعديل على المنشأة‪ ،‬و هذا لمقتضيات المصلحة العامة‪ ،‬و نفس الشيء‬
‫بالنسبة للقضاء العادي حيث يجوز لصاحب المشروع (رب العمل) إدخال تعديالت عملية‪ ،‬أو تقنية قد‬

‫(‪ )1‬و هذا الحق جاءت به اتفاقية "روما" في ‪ 1‬يوليو سنة ‪ ،2516‬المعدلة التفاقية "برن" لحماية المصنفات األدبية و الفنية المؤرخة في ‪ 5‬سبتمبر‬
‫سنة ‪.2668‬‬
‫(‪ )2‬عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.227‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪C.E. 14 juin 1999, conseil de fabrique de cathédrale de Strasbourg, Citée par TRIGON (S.), op.cit., p.891.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Arrêt Agopyan, C.E. 11 sept 2006, 2189, note J.-D. Dreyfus ; D. 2007, Jui. 129, note J. charret ; C. et marchés‬‬
‫‪Publics 2006, comm. 287 note W.Zimmer ; BJDCP déc. 2006, n°49, p.432, concl. D. Casas.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪TRIGON (Sandrine), L’ouvrage public, une œuvre à respecter, études, AJDA, DALLOZ, n°17, 2007, p.891.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪CORNU (Marie), L’espérance d’intangibilité dans la vie des œuvres, Réflexions sur la longévité de certains‬‬
‫‪Biens, RTDciv.2000, spéc., p.711.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Huet (M.), Le droit de l’Architecture, op.cit., p.94, TRIGON (S.), op.cit., p.893.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪C.A. Douai 1er ch.civ. 11 février 1986, G.Gillet c/Ville de Lille : G.P. 3 et 4 sept. 1986, citée par Huet (M.),‬‬
‫‪op.cit., p.94.‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪Huet (M.), Le droit de l’Architecture, op.cit., p.95.‬‬
‫(‪)10‬‬
‫‪Huet (M.), Le droit de l’Architecture, op.cit., p.93 et 94.‬‬

‫‪219‬‬
‫تظهر له ضرورية الستغالل هذا البناء(‪ ،)1‬مثال على ذلك حكم محكمة ‪ ،)2(Nantes‬فملكية صاحب‬
‫المشروع للبناء تسمح له القيام بالتكييفات الالزمة التي تتطلبها ضرورات تقنية‪ ،‬و أمنية (قضية‬
‫‪ ،)Agopyan‬و يأخذ القضاء العادي نفس االتجاه‪ ،‬و هو حق صاحب المشروع القيام بتكييفات استجابة‬
‫للمتطلبات ذات الطابع االقتصادي(‪ ،)3‬و في هذا الصدد يتجه القضاء في فرنسا إلى أنه يمكن أن يحصل‬
‫تغيير أعمال الهندسة المعمارية ألسباب متعددة منها‪:‬‬
‫‪-‬أسباب تقنية حسب محكمة النقض الفرنسية ‪Cass.civ, 11 déc 1987, d.1899, 1379‬‬
‫‪-‬أسباب اقتصادية‪ ،‬حسب ما ذكرت محكمة باريس ‪)T.Paris 11 ch 15 mai 1998, R.I.D.A,‬‬
‫‪ème‬‬

‫‪ )janv. 1991 p.311‬أنه ال يسع المؤلف فرض عدم المساس بالبناء‪ ،‬ألن ذلك من شأنه المساس بحق‬
‫الملكية(‪ ،)4‬كذلك المساس باحترام التجارة و الصناعة‪ .‬كما ذكرت في موضوع آخر أنه يحق للمالك القيام‬
‫ببعض اإلجراءات لكن يتوجب عليه دوما المحافظة على اإلنشاء الفني‪ ،‬و ضرورة القيام بالتعديالت‪،‬‬
‫وتطابقه مع واقع الحال (‪ ،) Trib.Gr. Inst de paris 4 avril 199‬و ذكرت محكمة النقض الفرنسية بنفس‬
‫هذا االتجاه أنه ال يسع المؤلف فرض قيود مطلقة ‪ intangibilité absolue‬على عمله (مصنفه)‪ ،‬بحيث‬
‫يمكن إجراء بعض التعديالت الضرورية عليه من جراء احتياجات جديدة كالضرورات االقتصادية(‪ )5‬أو‬
‫المصلحة العامة‪ ،‬و من هنا يظهر وجه آخر يقيد من حرية صاحب المشروع في تعديل المصنف‪ ،‬و هو‬
‫الوجه التالي‪.‬‬
‫الوجه الثاني من الطبيعي أيضا أن للمؤلف الحق في منع كل تعديل لمصنفه‪ ،‬أو كل ما يمس بشرفه أو‬
‫سمعته‪ ،‬كما له الحق في طلب تعويضات في حالة ما إذا حدث ذلك بدون رخصة منه‪ ،‬و له الحق في‬
‫المطالبة بفصل لقبه عن المصنف المعدل(‪.)6‬‬
‫فالمصنف المعماري له مالكين بحيث ال يكون لمالك المحل المادي‪ ،‬و هو صاحب المشروع حق‬
‫معنوي على المصنف‪ ،‬و لكن يتمتع بحق االنتفاع و حرية التصرف في المنشأة في حدود ما يسمح به‬
‫القانون‪ ،‬فالمنشأة ملكية صاحب المشروع العمومي تخضع ألحكام قانون األمالك الوطنية‪ ،‬و السؤال الذي‬
‫يطرح هو ما مدى احترام سالمة المصنف المعماري من قبل صاحب المشروع العمومي في إطار الصفقة‬
‫العمومية؟‬
‫و مبدئيا فإن المصنف المعماري محمي دائما بموجب حقوق المؤلف‪ ،‬و لو أنجز لحساب شخص‬
‫عمومي‪ ،‬أو شخص من القانون العام(‪ ،)7‬و هذا ما يفهم من نص المادة ‪ 1/22‬من المرسوم التشريعي رقم‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Huet (J.), Traité de droit civil, les Principaux Contrats Spéciaux, n°32242, p.1226.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪T.A.Nantes ord.7nov.2002, SARL d’architecture OD-BC, n° 0203175, « L’intérêt public ne saurait être‬‬
‫‪confondu avec une sorte de « droit de réserve » au bénéfice du premier concepteur, ni servir de prête-nom à ses‬‬
‫‪intérêts particuliers. », VERGELY (D) Concours d’architecture : originalité de l’œuvre et liberté contractuelle,‬‬
‫‪ÉTUDES, AJDA, du 9 avril 2007, n°14, p.729.‬‬
‫حيث أن دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على أداء ذات الطابع الذهني (في القانون الفرنسي)‪ ،‬ال يخول لصاحب العمل حق األفضلية في طلب‬
‫العروض صفقات أشغال الصيانة على منشآت أنجزها من قبل لحساب نفس صاحب المشروع العمومي‪ ،‬أنظر إلى‪:‬‬
‫‪Poster (Jean-Marc), Propriété intellectuelle et droit des marchés, AJDA, DALLOZ, 2007, n°27, p.1442.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪« Juge judiciaire utilise un critère identique, à cette nuance près que l’ « adaptabilité » et son corollaire : le‬‬
‫‪droit d’entreprendre, s’entendent par référence à des contraintes d’ordre économique (et non plus par référence à‬‬
‫‪l’intérêt général). », VERGELY (D) Concours d’architecture : originalité de l’œuvre et liberté contractuelle,‬‬
‫‪ÉTUDES, AJDA, du 9 avril 2007, n°14, p.731.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Sirinelli, Le droit moral de l’auteur et le droit commun des contrats, Thèse-Paris II, 1985, dactyl, citée par‬‬
‫‪Huet (J.), Traité de droit civil, les Principaux Contrats Spéciaux, n°32242, p.1226.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪civ. 1er ch 7 jan 1992, cité par Claude Colombet, propriété littéraire et artistique et droits voisins, Edition‬‬
‫‪DALLOZ, Paris, 1999, Edition DELTA, Liban, 1999, p.145.‬‬
‫( ‪)6‬‬
‫الزاهي (ع‪ ، ).‬محاضرات في الملكية الفكرية‪ ،‬ملقاة على طلبة السنة الرابعة ليسانس‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬السنة الدراسية ‪ ،1000-2555‬مشار إليه في‬
‫مرجع عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.224‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Huet (M.), Le droit de l’Architecture, op.cit., p.106.‬‬

‫‪220‬‬
‫‪ 02-54‬المؤرخ في ‪ 26‬مايو سنة ‪ ،2554‬المتعلق بشروط اإلنتاج المعماري‪ ،‬و ممارسة مهنة المهندس‬
‫المعماري(‪ ،)1‬ولكن تخول قواعد القانون العام لصاحب المشروع العمومي حق تعديل‪ ،‬أو تغيير المنشأة‬
‫العمومية إذا كانت المصلحة العامة تتطلب ذلك‪ ،‬و يثور تنازع بين الحق المعنوي‪ ،‬و المادي للمعماري‬
‫باعتباره مؤلفا من ناحية‪ ،‬و بين حق صاحب المشروع باعتباره مالكا يتمتع بحق الملكية على ما يملك(‪.)2‬‬

‫‪ - 5‬مدى احترام سالمة المصنف المعماري من قبل صاحب المشروع العمومي‬


‫يعتبر البناء المنجز في إطار الطلبية العمومية "منشأة عمومية" بالنسبة للقانون اإلداري‬
‫الخاص(لألمالك)(‪ ،)3‬و يعتبر "مصنفا معماريا" بالنسبة إلى قانون الملكية الفكرية(‪ ،)4‬وهذا األخير يأخذ‬
‫بالمفهوم المزدوج للملكية (الملكية المادية و المعنوية للمصنف المعماري(‪ ،))5‬كما سبق اإلشارة إلى ذلك‪،‬‬
‫فالملكية المادية للبناء (ملكية العقار) هي ملك لصاحب المشروع العمومي(‪ ،)6‬أما الملكية المعنوية للبناء‬
‫فهي ملك لصاحب العمل(‪ ،)7‬و نحن أمام نظامين متعارضين فتخضع البناءات إلى نظام القانون العام‬
‫(االمالك التابعة للدولة و الجماعات المحلية)‪ ،‬الذي يجعلها من األمالك العمومية‪ ،‬و توجه إلى تحقيق‬
‫المصلحة العامة ‪ ،‬و تخضع التغييرات و التعديالت إلى مقتضيات المرفق العمومي‪ ،‬أما الملكية المعنوية‬
‫للبناء العمومي فتخضع لنظام قانون الملكية الفكرية (قانون الخاص(‪،))8‬التي تنظم قواعد حماية الحقوق‬
‫المعنوية للمؤلف المعماري على مصنفه المعماري‪ ،‬وبالخصوص حق احترام سالمة المصنف(‪)9‬وهو‬
‫الحق في االعتراض على إدخال أي تعديالت على المصنف المعماري(‪ ،)10‬و المساس به يكون ضار‬
‫بشرفه‪ ،‬أو سمعته‪ ،‬أو مصالحه المشروعة‪.‬‬
‫و حاول الفقهاء ومن بينهم األستاذة تريقون "‪ "Trigon‬في هذا المجال بالمواءمة بين النظامين‬
‫القانونين‪ ،‬في البداية‪ ،‬و تستخلص األستاذة تريقون "‪ "Trigon‬فكرتين‪:‬‬
‫األولى تعتمد على فكرة تخصيص المنشأة العمومية لخدمة المصلحة العامة نتيجة لمهمة صاحب‬
‫المشروع (مما يتطلب إحداث تغييرات)‪ ،‬و بالمقابل تعويض صاحب العمل عن الضرر الذي يلحقه من‬
‫جراء المساس بحقه المعنوي‪ ،‬بحيث يكون هذا التعويض متناسب مع تناقص قيمة المصنف المعماري‪.‬‬
‫أما الفكرة الثانية تتمثل في الغاية من االمتيازات المحمية ‪La Finalité des prérogatives protégés‬‬
‫لكل من صاحب العمل‪ ،‬و صاحب المشروع‪ ،‬و ذلك بالمـواءمـة بين النظامين من خالل إيجاد المعادلة‬
‫المشتركة بينهما(‪( )11‬دون أن تتطابق بينهما بصفة تامة)‪ ،‬و هي في رأيها تطبيق قواعد المسؤولية‪ ،‬أي‬
‫قيام صاحب المشروع العمومي بالتعديالت المالئمة للمنشأة‪ ،‬و تعويض المؤلف المعماري عن الضرر‬
‫على أساس المسؤولية‪ ،‬و الخطأ هو عدم إحترام إلتزام موجود سابقا ‪ Obligation préexistente‬فكان على‬
‫شخص العمومي احترام سالمة المصنف‪ ،‬و هذا ما أخذ به القضاء اإلداري في تعويض المؤلف المعماري‬

‫(‪ )1‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 19‬مايو سنة ‪ ،2554‬العدد ‪ ،71‬ص ‪.4‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪TRIGON (S.), L’ouvrage public, une œuvre à respecter, études, AJDA, DALLOZ, n°17, 2007, p.889.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫; ‪Voir ; Delvolvé (Pierre), « Le droit administratif », 3éme édition, DALLOZ, 2002, p.11.Voir aussi‬‬
‫‪GAUDEMET (Yves), Traité de droit administratif, Droit administratif des biens, Tome 2, 12 e édition, Librairie‬‬
‫‪générale du droit et de la jurisprudence, E.J.A. 2002, n° n°642, p.360.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪TRIGON (S.), L’ouvrage public, une œuvre à respecter, études, AJDA, DALLOZ, n°17, 2007, p.889.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪TRIGON (S.), L’ouvrage public, une œuvre à respecter, op.cit., p.889.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Huet (M.), Le droit de l’Architecture, op.cit., p.93.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪Huet (M.), Le droit de l’Architecture, op.cit., p.93.‬‬
‫(‪ )8‬و هو قانون خاص ‪.Suis generis‬‬
‫)‪ (9‬المادة ‪ 19‬من األمر رقم ‪ 09-07‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو سنة ‪ ،1007‬المتعلق بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬بتاريخ األربعاء ‪17‬‬
‫يوليو سنة ‪ ،1007‬العدد ‪ ،44‬ص‪.7.‬‬
‫‪CORNU (M.),op.cit., p.734.‬‬ ‫(‪ )10‬و يجب التفرقة بين وحدة العمل‪ ،‬و بين عدم المساس بالعمل‪ ،‬أنظر إلى‪:‬‬
‫)‪(11‬‬
‫‪TRIGON (S.), op.cit., p.892‬‬

‫‪221‬‬
‫عن المساس بحقه المعنوي(‪ ،)1‬وتقول األستاذة أنه‪" :‬يصبح كل من النظامين يتقدم على اآلخر دون أن‬
‫يكون هناك مواءمة ‪ ،Les deux régimes sont alors superposée sans être véritablement conciliés‬إذ‬
‫يقوم الشخص العمومي (اإلدارة) بتعديالت متى ما رأى أنها ضرورية مع دفع تعويض‪ ،‬مما يدعو القول‬
‫أن الحقوق المعنوية ال تتمتع بطابع مطلق‪ ،‬و أقر االجتهاد القضائي الفرنسي لصاحب المشروع حق في‬
‫اتخاذ اإلجراءات الضرورية لتعديل المنشأة إذا كان البناء له وجهة وظيفية أو نفعية ‪Vocation‬‬
‫‪ ،)2(utilitaire‬ففي رأيها أن الحقوق المعنوية ال تتمتع بطابع مطلق ألن هذه األخيرة تؤثر على مصداقية‬
‫الحقوق المعنوية(‪.)3‬‬
‫و تتراجع عن هذا و تحاول إيجاد طريقة أخرى‪ ،‬و المتمثلة في األخذ بعين االعتبار الغاية من األنظمة‬
‫القانونية للمواءمة بينهما‪ .‬فالهدف من القيام بالتعديالت هو اإلستجابة لضرورات المرفق العمومي‪ ،‬فال‬
‫يقوم صاحب المشروع العمومي بهذه التعديالت إال إذا كان البد من القيام بها(‪ ،)4‬و تأتي بالشروط التالية‪:‬‬
‫الطابع الضروري لقرار التعديل الصادر عن صاحب المشروع العمومي الذي يمس بالمصنف‪ ،‬بحيث‬
‫أن خصوصيات المنشأة العمومية تلزم صاحب المشروع القيام بتحويالت لالستجابة إلى متطلبات المرفق‬
‫العمومي أو المصلحة العامة‪ ،‬و لكن هذا القرار يؤدي إلى المساس بالمصنف المعماري‪ ،‬ويترتب عنه‬
‫تشويه المصنف‪ ،‬فيعتبر ضرر بالنسبة للمؤلف المعماري‪ ،‬ففي قضية ‪ Agopyan‬قررت المحكمة اإلدارية‬
‫‪ Nantes‬من خالل بحثها عن ما إذا كانت هذه التعديالت التي أنجزت على ملعب كرة القدم ‪La Beaujoire‬‬
‫يعتبر مساس جسيم للمصنف المعماري‪ ،‬و بالتالي ترتيب المسؤولية على صاحب المشروع فاعتبرت‬
‫المحكمة أن الوحدة العلوية للمنشأة التي تعتبر العنصر أكثر أصالة في مجموع المنشأة لم يمس بها‪ ،‬و أنه‬
‫تم الحفاظ على القاعدة النباتية وعلى الحلقة السقفية(‪ ،)5‬أما مجلس الدولة فأخلص أن المحكمة اإلدارية‬
‫‪ Nante‬قد أخطأت في تطبيق القانون حيث اقتصرت في االستدالل عن أسباب هذه التحويالت دون البحث‬
‫عن ما إذا كانت هذه األشغال تمت فعال لضرورة االستجابة لمقتضيات أمنية(‪)6‬وتقنية وجمالية‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪C.E.Ass.24 nov.1961, ministre des travaux publics c/consorts le tisserand, Lebon 661 : D.1962.34, concl,‬‬
‫‪Hermann ; S. 1962. 82, concl. Herman et note Vighes : AJDA 1962. 22, chon Galabert et Gentot ; JCP 1962. II.‬‬
‫‪12425, note Luce ; PD publ. 1962, 330, note M : Waline ; Les Grandes Arrêts de la jurisprudence administrative,‬‬
‫‪Dalloz, n°81. Citée par TRIGON (S.), op.cit., p.892‬‬
‫حيث يستمد صاحب المشروع العمومي (بصفته سلطة إدارية) سلطة التعديل من قواعد قانون اإلداري المتمثلة في التزام اإلدارة بتنظيم‪ ،‬و سير‬
‫المرفق العمومي‪ ،‬و تحويله ليتطابق مع تطور حاجات المصلحة العامة‪ ،‬فهذه السلطات مقيدة بموجب حقوق المؤلف‪ ،‬أنظر إلى‪:‬‬
‫‪TRIGON (S.), op.cit., p.893.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪« La cour de cassation a-t-elle considéré que « la vocation utilitaire du bâtiment commandé à un architecte‬‬
‫‪interdit à celui-ci de prétendre à l’intangibilité absolue de son œuvre, a laquelle son propriétaire est en droit‬‬
‫‪d’apporter des modifications lorsque se révèle la nécessité de l’adapter à des besoins nouveaux » civ.1er ch.7‬‬
‫; ‪janv.1992, Bonnier c/SA Bull.civ.1, n°7 ; D. 1993,552, note B.Edelman ; D.1993.88,Obs.c.colombet‬‬
‫‪RTDcom.1992,376, obs. A.Francois :RIDA avr. 1992, p.194, citée par TRIGON (S.), op.cit., p.893.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪« Trop absolutisme nuit à la crédibilité » TRIGON (S.), op.cit., p.893.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪TRIGON (S.), op.cit., p.893.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪La cours considère en effet que « l’unité aérienne de l’ouvrage, qui en constitue l’élément le plus original, son‬‬
‫‪socle végétal en pied et son anneau de toiture ont été préservé » ;C.A. Nantes 18 déc.2003, Berdje Agopyan,‬‬
‫‪AJDA 2004, 875, chron.J-F.Millet.‬‬
‫بمعنى آخر أن هذه التعديالت مباحة مادام أنه ال تمس باألشكال التي تميز المنشأة‪ ،‬أو التي تتوفر فيها عنصر األصالة‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪La cour administrative d’appel de Nantes a d’ailleurs commis une erreur de droit en se contentant de constater‬‬
‫‪que « la transformation des stade de la Beaujoire avaient pour effet d’améliorer la sécurité de l’ouvrage sans‬‬
‫‪rechercher si les travaux avaient été rendus strictement indispensables par les impératifs de sécurité », TRIGON‬‬
‫‪(S.), op.cit., p.893.‬‬

‫‪222‬‬
‫أما العنصر الثاني التي تطرقت إليه األستاذة ‪ ،Trigon‬تتمثل في استشارة‪ ،‬و مشاورة صاحب العمل‬
‫قبل أن يبادر صاحب المشروع بالقيام بهذه التعديالت‪ ،‬و هذا ما جاء به االجتهاد القضائي الفرنسي(‪،)1‬‬
‫بشرط إعالم صاحب العمل قبل إجراء تهديم البناء مثال‪ ،‬بحيث تسمح هذه الطريقة بمراعاة مصالح كل من‬
‫صاحب العمل‪ ،‬و صاحب المشروع‪.‬‬
‫و يمكن اإلشارة في هذا المجال إلى نص المادة ‪ 1/74‬من القرار الوزاري المشترك لسنة ‪،2566‬‬
‫التي جاءت بمفهوم الشرط التفضيلي إلجراء دراسات التكييف ‪ Adaptation‬على الدراسات‪ ،‬و المنشأة‬
‫التي أنجزها‪ ،‬أما حالة هدم المنشأة ال يكون إال إذا اقتضت ذلك الشروط التقنية و األمنية(‪.)2‬‬
‫فمعظم هذه العناصر سابقة الذكر جاء بها االجتهاد القضائي‪ ،‬ففكرة المساس بسالمة المصنف تطرح‬
‫(‪)3‬‬
‫إشكالية تتعلق بإالحاطة على مفهوم المساس بالمصنف ‪La circonscription plus précise de la ،‬‬
‫‪ ،notion d’altération de l’œuvre‬و تشير لنا األستاذة ‪ Trigon‬أنه لتجنب تنازع النظامين تدعو إلى‬
‫(‪)4‬‬
‫االستعانة بفكرة مفهوم المصنف العمومي كصدى لنظام المنشأة العمومية ‪« l’introduction de la ،‬‬
‫» ‪،notion d’œuvre publique en écho à celle d’ouvrage public, pourrait en constituer un moyen‬‬
‫فمن األجدر تحديد طبيعة المصنف المنجز في إطار الصفقة العمومية‪.‬‬

‫‪ - 2‬الطبيعة القانونية للمصنف المعماري المنجز في إطار الصفقة العمومية‬


‫من بين الحقوق المعنوية األساسية للمؤلف هو حق إبالغ إلى الجمهور‪ ،‬و في رأي األستاذة‬
‫‪ TRIGON‬إن هذا عنصر من عناصر تحديد الطبيعة العمومية للمصنف‪ ،‬إذ من الطبيعي أن يكون‬
‫المصنف المعماري ظاهر للجمهور(‪ ،)5‬و يمكن إعطاء استثناء لبعض المباني المتعلقة بالدفاع (المنشآت‬
‫العسكرية)‪ ،‬وهذا العنصر معيب إذ يدعو إلى القول أن كل أدبي‪ ،‬أو فنان ينجز مصنف‪ ،‬و يمارس حقه في‬
‫إظهاره إلى الجمهور يعتبر مصنف عمومي‪ ،‬و مما الشك فيه أن المقصود هو المصنف المعماري‬
‫المتواجد في مكان عمومي‪( ،‬والذي يخول لكل شخص حق االستنساخ مصنف من الهندسة المعمارية‬
‫بدون ترخيص من المؤلف‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 90‬من األمر رقم ‪ 09-07‬أنه‪" :‬يعد عمال مشروعا‪ ،‬بدون‬
‫ترخيص من المؤلف و ال مكافأة له‪ ،‬اإلستنساخ أو اإلبالغ للجمهور لمصنف من الهندسة المعمارية‪...‬إذا‬
‫كان متواجد على الدوام في مكان عمومي‪ .)"...،‬و لكن يرى األستاذ "‪ "Michel Huet‬أنه بمجرد وجود‬
‫المصنف المعماري في مكان عمومي تعطى له وظيفة خاصة(‪ )6‬أي وظيفة نوعية لتحقيق هدف معين‬
‫بحيث يصبح العمل شيئا آخر بمجرد انجازه‪ ،‬بحيث إذا كانت المصنفات المعمارية مدمجة في آماكن‬
‫عمومية تقوم بوظيفة خاصة تتمثل في أنها تخول للجمهور حقا‪ ،‬وهو حق في اإلعالم و الثقافة‪ ،‬أين ال‬
‫يمكن تطبيق مبادئ حقوق المؤلف‪ ،‬أي في هذه الحالة ال مجال لحقوق المؤلف‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪CAA Bordeaux 27 déc.1990, Valiente, Lebon, T.689. Voir aussi ; Debois (H.), Le droit d’auteur en France,‬‬
‫‪n°460 ; et Lucas (H. et A.), Traité du propriété Littéraire et artistique, n°423. CAA Nancy 2 mai 1996, commune‬‬
‫‪de Sarre-union, citée par TRIGON (S.), op.cit., p.894.‬‬
‫(‪ )2‬فتنص المادة ‪ 80‬من القانون رقم ‪ 15-50‬المؤرخ في أول ديسمبر سنة ‪ ، 2550‬الذي يتعلق بالتهيئة و التعمير‪ ،‬أن رخصة الهدم ال تمنح إال إذا‬
‫اقتضت ذلك الشروط التقنية‪ ،‬و األمنية فلم تنص على حالة "المظهر الجمالي "‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 1‬ديسمبر سنة ‪ ،2550‬العدد ‪،91‬‬
‫ص ‪.2891‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪TRIGON (S.), op.cit., p.894.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪TRIGON (S.), op.cit., p.899.‬‬
‫و يجب عدم الخلط بين المصنفات الوطنية التي تنجزها الدولة و مؤسساتها‪ ،‬و المصنف المنجز في إطار طلبية العمومية كما سبق اإلشارة إليه‪2‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪Bruguière (J-M), Droit des propriétés intellectuelles, Ellipses, 2005, p.33, citée par TRIGON (S.).p.894,‬‬
‫‪L’œuvre doit en effet « échapper à son auteur pour être perçue par le public ».‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪Huet (M.), Le droit de l’Architecture, op.cit., p.106.‬‬

‫‪223‬‬
‫و يمكن اإلضافة إلى المصنفات المعمارية التي تصبح من الملك العمومي أيضا‪ ،‬فهي من األمالك‬
‫الوطنية العمومية االصطناعية حسب مفهوم نص المادة ‪ 28‬من قانون األمالك العمومية(‪ ،)1‬و في رأينا أن‬
‫المصنف المعماري يأخذ الطبيعة العمومية(‪ )2‬متى توفرت العناصر السابقة‪.‬‬
‫و دون نية تنمية الخلط و التناقض بين النظامين المتعلق بالمصنف المعماري (قانون الملكية الفكرية)‬
‫من جهة‪ ،‬و من جهة أخرى البناء أو المنشأة العمومية (قانون العام لألمالك)‪ ،‬أال تعتبر الهندسة المعمارية‬
‫‪ Architecture‬ذات منفعة عامة ‪D’intérêt public‬؟ وفقا لنص المادة ‪ 1‬في فقرتها الثانية من المرسوم‬
‫التشريعي رقم ‪ 02-54‬المؤرخ في ‪ 26‬مايو سنة ‪ ،2554‬الذي يتعلق بشروط اإلنتاج المعماري‪ ،‬وممارسة‬
‫مهنة المهندس المعماري(‪ ،)3‬كما جاءت المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ 29-06‬المؤرخ في ‪ 10‬يوليو سنة‬
‫‪ ،1006‬الذي يحدد قواعد مطابقة البنايات و إتمام إنجازها(‪ )4‬بنفس المعنى من خالل العبارة التالية‪" :‬يعتبر‬
‫المظهر الجمالي لإلطار المبني من الصالح العام‪ ،"....‬و ترى األستاذة ‪ TRIGON‬أنه ال يعقل أن يتم‬
‫تعديل أو تحويل البناء الذي يعتبر مصنفا معماريا ألسباب جمالية مما يتناقض مع المفهوم الليبرالي للفن‪،‬‬
‫و أخذ المؤسس الدستوري الجزائري بالمفهوم الليبرالي للفن في نص المادة ‪ 76‬من الدستور الجزائري‬
‫لسنة ‪ .)5(2558‬و تقول األستاذة ‪ Trigon‬أن "نظام المصنف العمومي ال يكون إال مقابل المزايا الخاصة‬
‫التي تقدمها الطلبية العمومية كالشهرة و التمويل المالي"(‪.)6‬‬
‫فإذا كان المصنف المعماري أنجز لتخصيصه لخدمة المرفق عمومي‪ ،‬و تم القيام بتهيئة خاصة أصبح‬
‫من قبل األمالك الوطنية‪ ،‬بمعنى آخر يجعل صاحب المشروع العمومي المصنف المعماري يضطلع‬
‫بمهمة ذات مصلحة عامة و‪/‬أو تخصيصه لها (الحواجز‪ ،)7()...،‬و تقول األستاذة تريقون ‪– TRIGON‬كما‬
‫سبق سرده‪ " -‬فإدماج مفهوم المصنف العمومي كصدى للمنشأة عمومية يمكن أن يكون وسيلة(‪ )8‬لتفادي‬
‫تنازع األنظمة القانونية"‪ ،‬فالمصنف العمومي‪ ،‬إذن‪ ،‬هو مفهوم خاص‪ ،‬و يمتد هذا القول إلى الملكية‬
‫المادية للمصنف‪ .‬و لكن المصنف المعماري يتمتع بالحماية أيا كانت الغاية منه‪ ،‬فال يمكن االستناد على‬
‫هذه الفكرة‪.‬‬

‫(‪ )1‬و هي الحقوق التي تضع في عداد الملك العام حماية خاصة‪ ،‬و تتكون من المصنفات األدبية‪ ،‬و الفنية التي انقضت مدة حماية حقوقها المادية لفائدة‬
‫مؤلفها‪ ،‬وذوي الحقوق‪ ،‬و يتولى ديوان الوطني لحقوق المؤلف بتسييرها‪ ،‬و يأخذ قانون األمالك الوطنية بالمفهوم الواسع للحقوق (المادة ‪ 21‬من‬
‫قانون األمالك الوطنية‪ 2‬أنظر قانون رقم ‪ 70-50‬المؤرخ في أول ديسمبر سنة ‪ ،2550‬الذي يتضمن قانون األمالك الوطنية‪ ،‬الجريدة الرسمية بتاريخ‬
‫األحد ‪ 1‬ديسمبر سنة ‪ ،2550‬العدد ‪ ،91‬ص‪ 228822‬و المعدل و المتمم بموجب القانون رقم ‪ 24-06‬المؤرخ في ‪ 10‬يوليو سنة ‪ ،1006‬الجريدة‬
‫الرسمية بتاريخ األحد ‪ 7‬غشت سنة ‪ ،1006‬العدد ‪ ،44‬ص‪.)202‬‬
‫(‪ )2‬و يجب عدم الخلط مع المصنفات الوطنية التي تنجزها المؤسسات‪ ،‬و اإلدارات العمومية‪.‬‬
‫(‪ )3‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 19‬مايو سنة ‪ ،2554‬ع ‪ ،71‬ص ‪.4‬‬
‫و نالحظ غياب األمر رقم ‪ 24-27‬المؤرخ في ‪ 7‬أبريل سنة ‪ ، 2527‬الذي يتعلق بحق المؤلف‪ ،‬من بين تأشيرات المرسوم التشريعي رقم ‪،02-54‬‬
‫مما يدعو القول أن الم شرع لم يعتمد عليه عند إنجاز المرسوم التشريعي رقم ‪ ،02-54‬فمعظم مواده مأخوذة من القانون الفرنسي لسنة ‪2522‬‬
‫المتعلق بالمهندس المعماري‪ .‬أنظر‪:‬‬
‫‪- Décret n°77-1481 du 28 décembre 1977 sur l’organisation de la profession d’architecte, J.O.R.F., du dimanche‬‬
‫‪1er janvier 1978, n°1, p.19-23.‬‬
‫(‪ )4‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 7‬غشت سنة ‪ ،1006‬العدد ‪ ،44‬ص ‪.11 ،25‬‬
‫(‪ )5‬تنص المادة ‪ 2/76‬من دستور سنة ‪ 2558‬كاآلتي‪":‬حرية االبتكار الفكري و الفني و العلمي مضمونة للمواطن"‪ ،‬و هي نفس الصيغة التي جاءت‬
‫بها المادة ‪ 2/78‬من دستور سنة ‪ ،2565‬أما في ظل دستور ‪( 2528‬في المادة ‪ )2/94‬فإن هذه الحرية مضمونة في إطار القانون‪2‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪« Le régime des œuvres publiques ne serait que la contrepartie des avantages spécifique qui représente une‬‬
‫‪commande publique tels, que la notoriété et le financement. », TRIGON, op.cit.,p.894.‬‬
‫(‪ )7‬و تنص المادة ‪ 2/77‬من قانون األمالك الوطنية لسنة ‪ 2550‬المعدل و المتمم سنة ‪ 1006‬أنه‪ " :‬تنشأ األمالك العمومية االصطناعية بجعل الملك‬
‫يضطلع بمهمة ذات مصلحة عامة أو تخصيصه لها‪ ،‬وال يسري مفعوله إال بعد تهيئة خاصة للمنشأة و استالمها‪ ،‬بالنظر إلى وجهته"‪.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫‪« L’introduction de la notion d’œuvre publique en écho à celle d’ouvrage public pourrait en constituer un‬‬
‫‪moyen .», TRIGON (S.), op.cit.,p.895.‬‬

‫‪224‬‬
‫‪ – 3‬مواءمة النظام القانوني لملكية البناء و نظام الملكية الفنية لصاحب العمل‬
‫يعتبر القضاء اإلداري الفرنسي أنه إذا كان المؤلف صاحب العمل المعماري ال يستطيع أن يعترض‬
‫على صاحب المشروع لمنعه من المساس بالعمل المعماري بصفة مطلقة‪ ،‬أو بالمبني الذي يشيد وفقا‬
‫لتصميمه فإن صاحب المشروع أيضا ال يمكن من ناحية أن يلحق ضررا باألحق األدبي الذي يملكه‬
‫صاحب العمل على تصميمه مثل القيام بتعديالت غير ضرورية‪ ،‬أو التستلزمها الضرورات الجمالية‪ ،‬أو‬
‫الفنية‪ ،‬أو األمن العام‪ ،‬أو غير شرعية‪ ،‬أو غير الالزمة للخدمات العامة(‪.)1‬‬
‫و البناءات التي تتم في إطار الطلبية العمومية لحساب شخص معنوي من القانون العام تتخذ طبيعة‬
‫عمومية‪ ،‬و تخضع هذه األخيرة لقواعد القانون العام أي تخصيص المنشأة إلى المصلحة العامة أو المرفق‬
‫العمومي‪ ،‬و هذا ما يتناقض مع قانون حقوق المؤلف الذي يحمي مصلحة خاصة‪ ،‬فالحقوق المعنوية‬
‫للمؤلف ال يمكن المساس بها ‪ ،Intangibilité‬و بالتالي ال يجوز لصاحب المشروع العمومي هدم البناية‪.‬‬
‫و بالرجوع إلى األحكام القضائية تعطي بعض االستثناءات(‪ )2‬المتمثلة في مالئمة المنشأة للتطور‬
‫المرفق العمومي‪ ،‬فيفرض على صاحب المشروع إحداث التغيرات الضرورية لالستجابة إلى ضروريات‬
‫المرفق العمومي‪ ،‬و تحقيق احتياجات المستعملين(مثال‪ :‬هدم البناية المهددة باالنهيار(‪ ،))3‬و يتمتع صاحب‬
‫المشروع العمومي سلطة اتخاذ اإلجراءات الالزمة لتهديم البناء أو تغير وجهته‪ ،‬و هذه السلطة تتناقض مع‬
‫المبدأ الذي يعطي للمنشأة طبيعة المصنف المعماري‪ ،‬و المحمي بموجب حقوق المؤلف‪.‬‬
‫‪ .I‬الحماية القانونية للمصنف المعماري و المنشأة العمومية‬
‫رأينا سابقا أن الحقوق المادية تؤول إلى صاحب المشروع في إطار الطلبية‪ ،‬الذي يلتزم بدفع ثمن‬
‫مقابل ملكية الحقوق المادية‪ ،‬وهذا ال يطرح إشكال‪ ،‬أما الحقوق المعنوية التي تبقى ملكية صاحب العمل‬
‫(لصيقة بالشخص منجز لرسوم المعمارية) هي من حقوق الشخص‪ ،‬و بالنسبة لمكتب الدراسات‬
‫فاألشخاص الطبيعية هي التي تتولى الحقوق المعنوية‪ ،‬فإذا كان اإلبداع جماعي فتحمل اسم الذي بادر‬
‫بإنشاء الشكل المعماري‪ ،‬و في غالب األحيان يكون المصنف مشترك (في إطار الصفقة العمومية)‪ ،‬فيملك‬
‫كل مشارك حقوق المعنوية على العمل الذي قدمه‪.‬‬
‫و نجد من فقهاء القانون العام الذي تولى مسألة حماية الحقوق المعنوية للمنشأة العمومية األستاذة‬
‫‪ Trigon‬حيث تقول بأن صاحب العمل الذي يقوم بالدراسات‪ ،‬و متابعة إنجاز المساكن الجماعية لحساب‬
‫هيئة المساكن االجتماعية لهم حق معارضة كل أشغال تعديل البناء‪ ،‬حتى و لو كانت ذلك لسير المرفق‬
‫العمومي(‪ ،)4‬و حتى معارضة قرار هدم البناء الخطر الذي قد يمس العامة(‪ ،)5‬فهنا يوجد تعارض ما بين‬
‫األنظمة القانونية التي تحمي المصنف المعماري‪ ،‬و التي تحمي المنشأة العمومية‪ ،‬فالحق المعنوي‬
‫المعترف للمؤلف (صاحب العمل) هو حق شخصي ‪ un droit de la personnalité‬فهو راسخ ‪،Perpétuel‬‬
‫و غير قابل للتصرف فيه ‪ ،inaliénable‬و غير قابل للتقادم ‪ ،Imprescriptible‬وال يجوز التنازل عنها‬
‫بموجب عقد(‪ ،)6‬و كل شرط تنازل متعلق بالحقوق المعنوية يعتبر باطل(‪ .)7‬ففكرة المصنف العمومي‬
‫(‪)1‬‬
‫‪C.E., du 11 Sep.2006, n° 265274.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪C.A. Lyon. 6 juil. 2006. SCI Plein Sud, AJDA 2006, 2139, Dr.adm,vol, 2006, comm.178.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪C.E. Ass. 6 juil. 1973, Dalleur, Lebon 482), C.E 22 av.1966, Ville de Marseille, Lebon 278‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪TRIGON (S.), L’ouvrage public, une œuvre à respecter, op.cit., p.891.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪TRIGON (S.), op.cit., p.891.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪« Le droit moral reconnu à l’auteur est un droit de la personnalité si bien qu’il est perpétuel, inaliénable et‬‬
‫‪imprescriptible. L’auteur ne peut pas en disposer par contrat pour le céder », (not., Fle Pechon-joubert) citée par‬‬
‫‪TRIGON (S.), op.cit., p.891.Voir aussi ; BRONZO (Nicolas), Propriété intellectuelle et droits fondamentaux,‬‬
‫‪Editions l’Harmattan, 2007.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪TRIGON (S.), op.cit., p.891, « Pour le juge communautaire la « fonction essentielles » du droit d’auteur peut‬‬
‫‪être définie comme « la protection morale de l’œuvre et la rémunération de l’effort créateur ». TPICE. 10‬‬

‫‪225‬‬
‫تسمح بتطبيق القواعد المتعلقة بالقانون العام على المصنف بما فيها حق مالك المنشأة بتعديلها استجابة‬
‫لضروريات المرفق العمومي أو لتخصيصه له‪.‬‬
‫‪ .II‬االستثناءات الواردة على الحق المطلق للمؤلف المعماري‬
‫ال يمكن استبعاد وجهة المصنف المعماري‪ ،‬وتتمثل في إبراز ثقافة ما‪ ،‬و بالتالي إظهار المالمح‬
‫الحضارية لدولة‪ ،‬بحيث يضطلع بمهمة ذات نفع عام‪ ،‬فالهندسة المعمارية لها بعد أسمى‪ ،‬و بجانب البناء‬
‫بذاته‪ ،‬يحمل صورة (الهندسة المعمارية) الذي يسمح بإبالغها(‪ ،)1‬و يمكن استخالص االستثناءات الواردة‬
‫على الحق الفني لصاحب العمل(‪ )2‬في النقاط اآلتية‪:‬‬
‫النقطة األولى‪ :‬وردت قاعدة في األمر رقم ‪ 09-07‬التي في نظرنا جوهرية لهذا العنصر‪ ،‬المتمثلة في‬
‫أن المؤلف ال يمكن أن يحتكر حق االستغالل إذا تواجد مصنفه في مكان عمومي‪ ،‬و المجسدة في المادة‬
‫‪ 90‬من األمر رقم ‪ ،09-07‬و يشير إلى الهندسة المعمارية(‪ ،)3‬بحيث يجوز اإلستنساخ أو اإلبالغ للجمهور‬
‫لمصنف من الهندسة المعمارية‪ ،‬و تصوير جزء من المنشآت مثال‪ ،‬ليس له أهمية‪ ،‬وعكس ما إذا كانت‬
‫الصورة تشمل المنشأة مباشرة ويتمتع القاضي بسلطة تقديرية في تحديد األشكال المحمية‪ ،‬أو النواحي‬
‫المحمية في المنشأة‪ ،‬و التي يمكن استنساخها بصفة حرة(‪ )4‬إذا كانت في مكان عمومي‪ .‬و وفقا للمادة ‪42‬‬
‫من األمر رقم ‪ 09-07‬ال يجوز ‪-‬لألشخاص الطبيعية‪ -‬استنساخ مصنفات معمارية تكتسي شكل بنايات‪،‬‬
‫أوما شابهها بهدف االستعمال الشخصي‪ ،‬أو العائلي(‪.)5‬‬
‫أما النقطة الثانية‪ ،‬و التي تخدم المصنف المعماري هي إذا انقضت مدة حماية الحقوق المادية لفائدة‬
‫مؤلفها‪ ،‬و ذوي الحقوق تقع في عداد الملك العام‪ ،‬و تصبح من قبل المصنفات العمومية الوطنية‪ ،‬التي‬
‫تندمج ضمن األمالك الوطنية االصطناعية‪ ،‬فتحظى إذن بحماية خاصة(‪.)6‬‬
‫و ال يجوز لصاحب المشروع العمومي المساس بالحقوق المعنوية‪ ،‬إال استثناءا‪ ،‬فال يتمتع المؤلف‬
‫المعماري إذن على حق مطلق على مصنفه‪ ،‬فمقتضيات المرفق العمومي تلزم القيام بتعديالت أو تغيرات‪،‬‬
‫و ال يجوز لصاحب المشروع القيام بهذه التعديالت‪ ،‬و االعتراف المطلق على صاحب المشروع بإجراء‬
‫‪juil.1991, TRE, BBC et TTP, affaire « maggill », 3 arrêts, aff.T-69,70/89, Rec.1991, 485,535 et 575. Citée par‬‬
‫‪TRIGON (S.), op.cit.,p.892.‬‬
‫و يستعمل الفقيه "‪ "Huet‬االستعارة إلبراز أهمية حقوق المؤلف بقوله‪:‬‬
‫‪« Le droit d’auteur est à l’image des enfants d’Héraclite jouant aux osselets » Huet (M.), op.cit., p.122.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪« L’architecture est, au-delà ou à coté de l’ouvrage lui-même, porteur d’image, de communication. », Michel‬‬
‫‪Bonnet (Sou.dir), La commande… de l’architecture à la ville, Tome 2 : évaluation des recherches, Michel‬‬
‫‪Callon, PUCA/CSTB 2001. p.83.‬‬
‫(‪ )2‬رأينا سابقا بعض القيود التي يتحدد بها نطا ق الحماية الفكرية للمؤلف المعماري هي حق الملكية المادية لصاحب المشروع والمصلحة العامة‪.‬‬
‫‪Principe WA2 de comité des experts gouvernementaux sur les œuvres d’architecture de l’U.N.E.S.C.O et de‬‬
‫‪l’O.M.P.I., citée par Huet (M.) Le droit de l’Architecture, op.cit.,p.1392‬‬
‫(‪ )3‬وجاء في مبادئ التي وضعتها لجنة الخبراء الحكوميين لمنظمة اليونسكو و المنظمة العالمية للملكية الفكرية حول المصنفات المعمارية‪ ،‬مبدأ ‪W‬‬
‫‪ A7‬ينص أنه‪ " :‬يجوز لكل واحد استنساخ مصنفا معماريا بصور مختلفة كالتقاط صور أو إدماجه في منتوج سينمائي أو لوحة زيتية أو النحت‪،‬‬
‫والرسوم أو أي منهج أخر مماثل‪ ،‬وحتى إذا كان ذلك لغرض تحقيق ربح تجاري"‪ .‬أنظر‪:‬‬
‫‪Principe WA2 de comité des experts gouvernementaux sur les œuvres d’architecture de l’U.N.E.S.C.O et de‬‬
‫‪l’O.M.P.I., citée par Huet (M.) Le droit de l’Architecture, op.cit.,p.1392‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Djenane (A.), LE RGIME ALGERIEN DU DROIT D’AUTEUR, op.cit., p.54. Voir aussi ; Huet (M.) op.cit.,‬‬
‫‪p.106. « 3e Principe, 2. …l’objectif est bien de reproduire l’espace de l’œuvre d’architecture. L’œuvre est donc‬‬
‫‪protégée par le droit d’auteur ».‬‬
‫(‪ )5‬أنظر المادة ‪ 1/42‬من األمر رقم ‪ 09-07‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو سنة ‪ ،1007‬المتعلق بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة‪ 2‬الجريدة الرسمية بتاريخ‬
‫األربعاء ‪ 17‬يوليو سنة ‪ ،1007‬العدد ‪ ،44‬ص‪272‬‬
‫‪Principe WA2 de comité des experts gouvernementaux sur les œuvres d’architecture de l’U.N.E.S.C.O et de‬‬
‫‪l’O.M.P.I., citée par Huet (M.) op.cit.,p.1392‬‬
‫(‪ )6‬و في نص المادة ‪ 241‬من األمر رقم ‪ 09-07‬أنه‪" :‬يتعين على كل مستعمل للمصنفات المنصوص عليها في المادة ‪ 275‬من هذا األمر (وهي‬
‫مصنفات الملك العام ومصنفات التراث الثقافي التقليدي) أن يحتر م سالمة هذه المصنفات‪ ،‬و يسهر على إبالغها للجمهور مع مراعاة أصالتها"‪،‬‬
‫فعبارة "كل مستعمل" تشمل كل األشخاص الطبيعية‪ ،‬و األشخاص المعنوية سواء كانت من القانون الخاص‪ ،‬أو من القانون العام‪ ،‬وبالتالي على‬
‫صاحب المشروع العمومي أن يحترم سالمة المصنف‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫أي تعديل‪ ،‬إال إذا كانت إجراءات تغيير المنشأة المعمارية تستجيب لضرورة تتعلق بالمتطلبات التقنية‪،‬‬
‫واألمن العمومي‪ ،‬و بصفة عامة مقتضيات المصلحة العامة‪ ،‬فالمساس يأخذ شرعيته من ضرورات‪ ،‬أو‬
‫مقتضيات المرفق العمومي(‪ ،)1‬فمن حيث المبدأ ال يوجد أي عمل معماري ال يجوز المساس به(‪.)2‬‬
‫و الجدير بالذكر أن حق الملكية المادية‪ ،‬و الفكرية ينشاءان من قاعدة واحدة من النظام العام‪ -‬حق‬
‫الملكية‪ -‬هذا من جانب‪ ،‬و من جانب آخر فإن حق الملكية الفكرية يصطدم بقواعد أخرى من نظام العام‬
‫وردت أيضا في قوانين التعمير‪ ،‬و البناء أحسن مثال على ذلك هدم البناية إذا اقتضى ذلك الشروط التقنية‪،‬‬
‫واألمنية طبقا لنص المادة ‪ 80‬من القانون رقم ‪ 15-50‬المؤرخ في أول ديسمبر سنة ‪ ،2550‬الذي يتعلق‬
‫بالتهيئة والتعمير‪.‬‬
‫إن السلطات العمومية تتمتع بكل الوسائل الالزمة للحفاظ على سالمة المصنف‪ ،‬و يعود السبب إلى‬
‫االهتمام الذي تعطيه للهندسة المعمارية‪ ،‬و انسجامها في اإلطار المبني(‪ ،)3‬باعتبارها من الصالح العام‪.‬‬
‫ففي حالة تعديل المصنف دون رضا المؤلف المصنف المعماري‪ ،‬فلهذا األخير الحق في منع إشراك اسمه‬
‫للمصنف المعماري الذي تم تعديله‪ ،‬و بمعنى آخر سحب اسمه(‪ )4‬من المصنف المعماري‪ ،‬و النتيجة‬
‫القانونية هي تعويض‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن حق سحب االسم من المصنف ال ينصرف إلى ذوي الحقوق‪.‬‬
‫وفي األخير تجدر اإلشارة إلى أن البرنامج الذي ينجزه صاحب المشروع الذي على أساسه يقوم صاحب‬
‫العمل بالدراسات و تصاميم المشروع‪ ،‬محمي بموجب حقوق المؤلف(‪ ،)5‬و الذي يأخذ حكم مصنفات‬
‫الدولة بمفهوم المادة ‪ 5‬من األمر رقم ‪ ،09-07‬بالنسبة للدولة‪ ،‬و الجماعات المحلية‪ ،‬والمؤسسات العمومية‬
‫ذات الطابع اإلداري‪.‬‬
‫و نخلص قولنا في هذا اإلطار أن االجتهادات القضائية السالفة الذكر حاولت تحديد معايير المواءمة‬
‫بين مصالح المالك صاحب المشروع‪ ،‬و حقوق صاحب العمل‪ ،‬و للحفاظ على حقوق الطرفين فيما يتعلق‬
‫بالحقوق الفنية و المادية‪ ،‬لصاحب العمل من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى المصالح المالية‪ ،‬وحرية صاحب‬
‫المشروع في التصرف في ملكه‪ ،‬و ذلك فيما يتعلق بالتعديالت التي يمكن إجراؤها على المبنى بعد إنشائه‪،‬‬
‫و ال يمكن القول أنه يحظر أي تعديل على العمل المعماري‪ ،‬كما ال يمكن أيضا القول بأنه يسمح به‪ ،‬حيث‬
‫كما رأينا سابقا تأرجحت األحكام القضائية‪ ،‬و ظهور حاالت التعارض التي ال يمكن االهتداء بها‪ ،‬و على‬
‫القاضي البحث عما إذا كانت التعديالت ضرورية‪ ،‬تقتضيها أسباب تقنية و فنية أو أمنية‪ ،‬مع احترام حقوق‬
‫صاحب العمل المؤلف المعماري‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪Dreyfus (Jean-David), Le droit au respect de l’œuvre réalisée dans le cadre d’une commande publique, AJDA,‬‬
‫‪DALLOZ, 2006, n° 39, p.2191.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪CORNU (M.), L’espérance d’intangibilité dans la vie des œuvres, Réflexions sur la longévité de certains‬‬
‫‪Biens, RTDciv.2000, p.734.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪VERGELY (D.), op.cit.,p.726.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪Principes WA6. Alinéa 3.principes de comité des experts gouvernementaux sur les œuvres d’architecture de‬‬
‫‪l’U.N.E.S.C.O et de l’O.M.P.I., Huet (M.), Le droit de l’Architecture, op.cit., p.139.‬‬
‫‪ -‬عمر الزاهي‪ ،‬محاضرات في الملكية الفكرية‪ ،‬ملقاة على طلبة السنة الرابعة ليسانس‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬السنة الدراسية ‪.1008/1009‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪« …Depuis la loi du 12 juillet 1985 sur la maîtrise d’ouvrage publique, une fonction nouvelle, celle de‬‬
‫‪l’élaboration de programme à partir desquels les architectes peuvent concevoir leurs projets. Le programme, qui‬‬
‫‪n’est plus seulement une banque de données chiffrées de logements ou surfaces mais qui revêt une dimension‬‬
‫‪architecturale et sociale devient une mission spécifique, un acte de création intellectuelle.il est donc soumis à‬‬
‫‪l’application de la législation sur le droit d’auteur. », Huet (M.). Le droit de l’Architecture, op.cit.,p.128.‬‬

‫‪227‬‬
‫خالصة الفصل الثاني‬
‫و من خالل دراسة مهام صاحب العمل في إطار القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬و في المشروع‬
‫التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط تنفيذ إدارة المشروع‪ ،‬و أجر ذلك‪ ،‬تبين أنه يجب تمييز وظيفة إدارة‬
‫المشروع عن الوظائف أخرى منها وظيفة المراقبة التقنية‪ ،‬و المساعدة التقنية المنصوص عليها في المادة‬
‫‪ 27‬من قانون الصفقات العمومية لسنة ‪.1020‬‬
‫و مهما كان المركز القانوني الموضوعي الذي ينتمي إليه صاحب العمل سواء كان مهندس معماري أو‬
‫مهندس‪ ،‬فإن وضعية (صاحب العمل)‪-‬أو المركز القانوني الذاتي‪ -‬في مرحلة تنفيذ صفقة إدارة المشروع‬
‫يخضع إلى أحكام خاصة المتمثلة في القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬الذي يحدد كيفيات تنفيذ‬
‫األشغال في ميدان البناء‪ ،‬ولكن القواعد المتعلقة بكيفيات‪ ،‬و أشكال التنفيذ تخضع لقواعد قانون الصفقات‬
‫العمومية فصاحب العمل المتعاقد يؤدي الخدمة المتفق عليها تحت مسؤوليته‪ ،‬و حدد المشرع المهام التي‬
‫يقوم بها صاحب العمل المتعاقد في قرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬كما أنه ذكر االلتزامات النوعية‬
‫دون تحديدها‪ ،‬و رأينا أنها تشتمل على الملكية الفكرية أساسا‪ ،‬و اآلجال‪ ،‬وااللتزام بالتأمين‪ ،‬وااللتزام‬
‫بالسرية في الصفقات المبرمة مع قطاع الدفاع‪.‬‬
‫و مقابل التنفيذ يتلقى صاحب العمل حقوق‪ ،‬و تتمثل أساسا في األجرة التي تعود إليه كفائدة اقتصادية والتي‬
‫تعاقد من أجلها‪ ،‬وكما رأينا يتمتع نظام األجرة بخصوصية‪ ،‬و يختلف عن نظام السعر المنصوص عليه في‬
‫قانون الصفقات العمومية‪ ،‬و هذا يعود إلى الوظيفة التي يقوم بها صاحب العمل في عقد إدارة المشروع‪،‬‬
‫كما تعتبر األجرة معيارا جوهريا في تحديد طبيعة الصفقة العمومية‪.‬‬
‫و أخضع المشرع الجزائري الحقوق الفكرية لصاحب العمل‪ ،‬إلى أحكام القرار الوزاري المشترك لسنة‬
‫‪ ، 2566‬مما جعلنا نبحث عن الحماية التي يتمتع بها صاحب العمل المتعاقد في اطار الصفقة العمومية‬
‫إلدارة المشروع‪ ،‬و يتنازل صاحب العمل عن الحقوق المادية لصاحب المشروع‪ ،‬و أساسا حق استنساخ‬
‫التصاميم‪ ،‬و حق تكرارية الدراسات لمشاريع مماثلة‪ ،‬و يثور تنازع بين الحق المعنوي‪ ،‬و المادي لصاحب‬
‫العمل المعماري باعتباره مؤلفا من ناحية‪ ،‬و بين حق صاحب المشروع باعتباره مالكا يتمتع بحق الملكية‬
‫على ما يملك‪ ،‬و رأينا أنه ال يجوز لصاحب المشروع العمومي المساس بالحقوق المعنوية‪ ،‬إال استثناءا‪،‬‬
‫فال يتمتع المؤلف المعماري بحق مطلق على مصنفه‪ ،‬فمقتضيات المرفق العمومي تلزم القيام بتعديالت أو‬
‫تغييرات‪ ،‬و ال يجوز لصاحب المشروع القيام بهذه التعديالت‪ ،‬و االعتراف المطلق على صاحب‬
‫المشروع بإجراء أي تعديل‪ ،‬إال إذا كانت إجراءات تغيير المنشأة المعمارية تستجيب لضرورة تتعلق‬
‫بالمظهر الجمالي‪ ،‬و المتطلبات التقنية‪ ،‬و األمن العمومي‪ ،‬فالمساس يأخذ شرعيته من ضرورات‪ ،‬أو‬
‫مقتضيات المرفق العمومي‪.‬‬
‫كما اتضح لنا من خالل دراسة المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في‬
‫ميدان البناء‪ ،‬نية السلطات العمومية في سد الثغرات التي يشهدها ميدان البناء‪ ،‬والسيما في مجال‬
‫الدراسات‪ ،‬و تعزيز مكانة صاحب العمل في انجاز التجهيزات العمومية سواء بالنسبة لفئة المهندسين‬
‫المعماريين أو المهندسين‪ ،‬أومكاتب الدراسات أومكاتب الدراسات التقنية‪ ،‬و رد االعتبار للعقود التي‬
‫يبرمها أصحاب العمل‪ ،‬وفي مقدمة هذه العقود عقد إدارة المشروع (االستشارة الفنية‪ ،‬اإلشراف على األشغال)‪.‬‬
‫فالوظيفة التي يباشرها صاحب العمل الخاص ذات طبيعة تقنية‪ ،‬و المتعلقة بالمهام المنصوص عليها في‬
‫القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬و لكن من الناحية القانونية فهو يباشر وظيفة مشتركة مع مؤسسة‬
‫األشغال‪ ،‬و المورد‪ ،‬و هي المقاولة‪ ،‬فدراسة المركز القانوني للمتعاقد يساهم في تحديد مفهوم الصفقات‬
‫العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬و طبيعة تدخل صاحب العمل أو رجل الفن‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫مما ال شك فيه أن القواعد التي تحكم عقد إدارة المشروع‪ ،‬أو االستشارة الفنية (اإلشراف على‬
‫األشغال) تتميز بالخصوصية‪ ،‬و ال تختلف من حيث طبيعتها القانونية عن الصفقة العمومية في مفهوم‬
‫القانون الجزائري‪ ،‬و من الضروري تحديد المراكز القانونية الذاتية‪ .‬و عمليا فإن العالقات العقدية في‬
‫قانون األعمال لها أهمية كبيرة ليس فقط في إطار العقود بين الخواص‪ ،‬و إنما بين األشخاص العمومية‬
‫والمهنيين‪ ،‬نشأ في ظل هذه العالقات قانون فرعي و هو القانون العام لألعمال‪ ،‬الذي ينظم العالقات‬
‫االقتصادية بين صاحب المشروع العمومي و المقاولة أو المشروع‪.‬‬
‫و طبيعة المراكز القانونية إلدارة المشروع تختلف بالنسبة لصاحب العمل فهو يخضع للنظام القانوني‬
‫للمهن المنظمة‪ ،‬في إطار مفهوم المركز القانوني الموضوعي‪ ،‬في حين يعتبر مقاول في إطار المركز‬
‫القانوني الذاتي الذي يربطه مع صاحب المشروع العمومي‪.‬‬
‫و من خالل هذه الدراسة المتواضعة المتعلقة بعقد إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬و التي حاولنا من‬
‫خاللها قدر االستطاع إبراز أهم عناصر البحث‪ ،‬و تبيين من كل عنصر أن القواعد التي تخضع لها إدارة‬
‫المشروع هي قواعد خاصة والسيما القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬الذي يحيلنا إلى أحكام القانون‬
‫المدني وبالخصوص إلى قواعد المقاولة‪ ،‬و إذا كانت الصفقة مقاولة طبقا لمعيار"مفهوم التشريع المعمول‬
‫به" فإن هذا الحكم يمتد إلى صفقة إدارة المشروع مع كل ما يترتب عن ذلك من آثار‪.‬‬
‫و من النتائج التي توصلنا إليها في إطار هذا البحث جاءت كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬إ ن من األفكار األساسية التي توصلنا إليها أن إدارة المشروع أو االستشارة الفنية المنظمة بموجب‬
‫القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬المعدل سنة ‪ ،1002‬هو النظام القانوني لصفقات الدراسات في‬
‫القانون الجزائري‪.‬‬
‫‪ -‬أن صفقة إدارة المشروع هي عقد من نوع خاص ال يمكن إعطائها وصف صفقات الدراسات‪ ،‬فهي‬
‫تكيف حسب العناصر المكونة لها‪.‬‬
‫‪ -‬جعل المشرع الصفقة من الممارسات التجارية‪ ،‬و خضوعها لمبادئ قانون المنافسة عند اإلعالن‬
‫عن المناقصة إلى المنح النهائي للصفقة‪.‬‬
‫‪ -‬أن إجراء المباراة أو المسابقة قد يكون معيار جوهري للتمييز بين صفقات إدارة المشروع‬
‫والصفقات األخرى‪ ،‬و هو من اإلجراءات الخصوصية لصفقات الدراسات و إدارة المشروع ‪.‬‬
‫فإجراءات اإلبرام تفتح المجال للمنافسة بين المتعاملين‪ ،‬على خالف اإلجراءات األخرى كاالتفاق‬
‫المباشر‪ ،‬أو التراضي تسمح بالوصول إلى ما يسمى بـ "نظرية المنافسة التامة" ‪La théorie de la‬‬
‫‪ concurrence pure et parfaite.‬فالتناسق التام لمعلومات المناقصة أو المنافسة من خالل عالنية‬
‫المعلومات المتعلقة بإجراءات إبرام الصفقات العمومية دون تمييز بين المتعاملين‪ ،‬و ذلك بإعطاء نفس‬
‫المعلومات لكل المتعاملين المترشحين‪.‬‬
‫‪ -‬أن نظام األجرة في إطار القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ 2566‬له طبيعة خاصة‪ ،‬كما أنه يتعارض‬
‫مع مبادئ قانون المنافسة و الممارسة‪ ،‬مما يستدعي إعادة النظر في األجرة‪ ،‬و جعله يتالءم مع الظروف‬
‫االقتصادية في الجزائر مع األخذ بعين االعتبار مصالح كل من صاحب المشروع العمومي‪ ،‬وصاحب‬
‫العمل‪.‬‬
‫‪ -‬أن صاحب العمل يتمتع بحقوق معنوية على اإلنجازات التي يقوم بها في إطار صفقات إدارة‬
‫المشروع (االستشارة الفنية) و تتميز بأحكام خاصة‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫‪ -‬أن صاحب العمل يقوم بوظيفة مزدوجة‪ :‬األولى وظيفة إدارة المشروع في ميادين البناء‪ ،‬واألشغال‬
‫العمومية و الري‪ ،‬و وظيفة اقتصادية و هي المقاولة‪.‬‬
‫و من خالل دراسة مهام صاحب العمل في إطار القرار الوزاري المشترك لسنة ‪ ،2566‬و في إطار‬
‫المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع‪ ،‬و أجر ذلك‪ ،‬تبين أنه يجب تمييز‬
‫وظيفة إدارة المشروع عن الوظائف أخرى منها وظيفة المراقبة التقنية‪ ،‬و المساعدة التقنية‪ ،‬مما يدعو‬
‫البحث في هذا المجال‪ ،‬و في اإلطار القانوني إلدارة المشروع في القانون الجزائري‪ ،‬و كذلك النظام‬
‫القانوني الذي يخضع له صاحب العمل‪.‬‬
‫و يشهد هذا المجال إصالحات جذرية المتمثلة في المشروع التمهيدي للقانون المتعلق بشروط‬
‫ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك‪ ،‬فعقد إدارة المشروع المبرم بين صاحب المشروع‬
‫العمومي وصاحب العمل الخاص ذو طبيعة خاصة ‪.Sui generis‬‬
‫كما علينا أن نعمل على توحيد مصطلحاتنا القانونية التي تعمها الفوضى‪ ،‬و يلفها الغموض واالضطراب‪،‬‬
‫واالتفاق حول المقابل الدقيق‪ ،‬و األوحد للمفهوم الواحد الذي ينتمي إلى مفاهيم أجنبية‪ ،‬ألن المصطلح‬
‫يعتبر من مفاتيح العلوم القانونية‪ ،‬فتعدد المصطلح‪ ،‬و تداخله غدا مشكلة أدت إلى التشتت‪ ،‬فال يمكن بناء‬
‫منظومة قانونية متينة‪ ،‬تواكب التطورات االقتصادية‪ ،‬إذا لم يأخذ بعين االعتبار عملية ضبط المصطلحات‪.‬‬
‫و ختاما لقولنا‪ ،‬تشهد الجزائر تغيرات جوهرية في النظام االقتصادي‪ ،‬و القانوني سعيا وراء النمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬و عليه فقد وضعت تشريعات و قوانين تعكس هذا التوجه االقتصادي‪ ،‬و من أهمها قانون‬
‫الصفقات العمومية نظرا ألهميتها في دعم اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬و بلورة المشروعات أو المقاوالتية‪.‬‬
‫و المحروقات التي تعد نعمة و نقمة في آن واحد‪ ،‬فهي نعمة ألنها مصدر من مصادر ميزانية وتسمح‬
‫لنا بإقامة احتياطات‪ ،‬و دفع المديونية و تمويل االستثمارات العمومية في حالة تراجع النمو‪ ،‬وتعد بمثابة‬
‫مساهمة يرحب بها‪ ،‬و هي نقمة إذا كانت المصدر الوحيد للمال العمومي‪ ،‬و يجعلنا نعتمد عليها في تمويل‬
‫كل شيء و في حالة استنفاذ المحروقات‪ ،‬و هذا األمر حتمي‪ ،‬يجعلنا غير قادرين على القيام بأي شيء‪،‬‬
‫فيجب االعتماد على العمل‪ ،‬و اإلنشاء الدائم‪ ،‬و اإلبداع و االبتكار‪ ،‬الثروة الوحيدة التي ال تستنفذ‪ ،‬والعمل‬
‫الذي يعتمد على المبادرة‪ ،‬و اإلرادية التي تساوي روح التقاول‪ ،‬فتشجيعها ضروري‪ ،‬ويكون في هذه‬
‫اآلونة حيوي ألن النمو الحقيقي يأتي من المقاوالتية‪ ،‬أو المشروعات في مختلف أشكالها‪.‬‬
‫و جعل المشرع الجزائري من عقد إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬من خالل اإلطار القانوني‬
‫والتنظيمي الذي يحكمها‪ ،‬مقاولة حقيقية‪ ،‬والتي يباشرها صاحب العمل تحمال للمخاطر االقتصادية‬
‫للحصول على فائدة اقتصادية‪.‬‬

‫‪230‬‬
231
‫المصطلحات القانونية األساسية‬
‫(‪)1‬‬

‫‪Activité‬‬ ‫النشاط‬
‫‪Acompte‬‬ ‫دفع على الحساب‬
‫‪Acquisition‬‬ ‫اقتناء‬
‫‪Actualisation‬‬ ‫التحيين‬
‫‪Adjudication‬‬ ‫المزايدة (تدل على معنيين المزايدة و المناقصة)‬
‫‪Agrément‬‬ ‫االعتماد‬
‫‪Appel d’offre‬‬ ‫المناقصة (طلب العروض)‬
‫‪Architecte‬‬ ‫المعماري (المهندس المعماري)‬
‫‪Architecture‬‬ ‫الهندسة المعمارية‬
‫‪Auteur‬‬ ‫المؤلف‬
‫‪Autorisation‬‬ ‫الرخصة‬
‫‪Avance‬‬ ‫التسبيق‬
‫‪Bâtiment‬‬ ‫البناء (العمارة)‬
‫‪Brevet d’invention‬‬ ‫براءة االختراع‬
‫‪Caution Bancaire‬‬ ‫كفالة مصرفية‬
‫‪Caution de restitution d’avance‬‬ ‫كفالة رد التسبيقات‬
‫‪Caution de soumission‬‬ ‫كفالة التعهد‬
‫‪Commande publique‬‬ ‫الطلبية العمومية‬
‫‪Concoure‬‬ ‫المسابقة (المباراة)‬
‫‪Construction‬‬ ‫البناء (التشييد)‬
‫‪Consultation sélective‬‬ ‫االستشارة االنتقائية‬
‫‪Contrôle technique‬‬ ‫الرقابة التقنية‬
‫‪Domaine publique‬‬ ‫الدومان العمومي (األمالك الوطنية العمومية)‬
‫‪Droit d’auteur‬‬ ‫حق المؤلف‬
‫‪Droit Moral‬‬ ‫حق المعنوي‬
‫‪Droit Patrimonial‬‬ ‫حق المادي‬
‫‪Entreprise‬‬ ‫المقاولة (المشروع)‬
‫‪Entrepreneur‬‬ ‫المقاول (مباشر المشروع)‬
‫‪Entrepreneurial‬‬ ‫المقاوالتية‬
‫‪Entreprenarial‬‬ ‫مباشرة المشروعات‬
‫‪Édifice‬‬ ‫البناية‬
‫‪Garantie de bonne exécution‬‬ ‫ضمان حسن التنفيذ‬
‫‪Génie-civil‬‬ ‫الهندسة المدنية‬
‫‪Géomètre-Expert‬‬ ‫مهندس خبير عقاري‬
‫‪Gré à Gré‬‬ ‫التراضي‬
‫‪Ingénieur‬‬ ‫المهندس‬
‫‪Ingénierie‬‬ ‫الهندسة‬
‫‪Intérêt moratoire‬‬ ‫فوائد التأخيرية‬

‫(‪)1‬‬
‫المصطلحات القانونية المعتمدة في البحث‪.‬‬

‫‪241‬‬
Laboratoire ‫المخبر‬
Liberté d’entreprendre ‫حرية المشروعات‬
Liberté du commerce et d’industrie ‫حرية التجارة و الصناعة‬
Maître d’œuvre ‫صاحب العمل‬
Maître d’ouvrage )‫صاحب المشروع (رب العمل‬
Maître d’ouvrage délégué ‫صاحب المشروع المنتدب‬
Maîtrise d’œuvre )‫إدارة المشروع (االستشارة الفنية‬
Maîtrise d’ouvrage ‫مهمة صاحب المشروع‬
Marchés publics ‫الصفقات العمومية‬
Marchés d’études ‫صفقات الدراسات‬
Marchés des Fournitures ‫صفقات التوريد‬
Marchés des Services ‫صفقات الخدمات‬
Marchés de Travaux ‫صفقات األشغال‬
Travaux Publics ‫األشغال العمومية‬
Hydraulique ‫الري‬
Présélection ‫االنتقاء األولي‬
Profession ‫المهنة‬
Programme ‫البرنامج‬
Propriété intellectuelle ‫الملكية الفكرية‬
Propriété Littéraire et Artistique ‫الملكية األدبية و الفنية‬
Propriété industrielle ‫الملكية الصناعية‬
Qualification )‫ الكفاءة‬،‫التأهيل (المؤهالت‬
Réalisation ‫انجاز‬
Règlement ‫ النظام‬،‫التسديد‬
Rémunération ‫األجرة‬
Révision ‫المراجعة‬
Œuvre ‫ المشروع‬،‫ المصنف‬،‫العمل‬
Ouvrage ‫ المنشأة‬،‫العمل‬
Ordre ‫النقابة‬
Original ‫األصالة‬
Solde ‫التسوية‬
Sous-entreprise ‫المقاولة الفرعية‬
Sous-traitance ‫التعامل الثانوي‬
Technicien ‫التقني‬
UNIC ‫االتحاد الوطني لمهندسي البناء‬
Variations ‫التغييرات‬

242
‫ببليوغرافيا‬

Bibliographie

243
‫النصوص القانونية و التنظيمية و مشاريع قوانين‬
‫‪ .I‬الـدسـاتـيـر‪:‬‬
‫دستور سنة ‪ :6791‬أمر رقم ‪ 79-91‬مؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر سنة ‪ 6791‬يتضمن إصدار دستور‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 22‬نوفمبر سنة ‪،6791‬‬
‫العدد ‪ ،72‬ص‪.6272.‬‬
‫دستور سنة ‪ :6797‬مرسوم رئاسي رقم ‪ 69-97‬مؤرخ في ‪ 29‬فبراير سنة ‪ ،6797‬يتعلق بنشر تعديل‬
‫الدستور الموافق عليه في استفتاء ‪ 22‬فبراير سنة ‪ ،6797‬في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‬
‫الديمقراطية الشعبية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء أول مارس سنة ‪ ،6797‬العدد ‪ ،7‬ص ‪.222‬‬
‫دستور سنة ‪ :6771‬مرسوم رئاسي رقم ‪ 229-71‬مؤرخ في ‪ 9‬ديسمبر سنة ‪ ،6771‬يتعلق بإصدار نص‬
‫تعديل الدستور‪ ،‬المصادق عليه في استفتاء ‪ 29‬نوفمبر سنة ‪ ،6771‬في الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 9‬ديسمبر سنة ‪ ،6771‬العدد ‪ ،91‬ص‪.1‬‬
‫‪ .II‬الـنـصـوص الـتـشــريـعـيـة ‪:‬‬
‫‪ )1‬قـوانــيـن‪:‬‬
‫قانون رقم ‪ 659-12‬مؤرخ في ‪ 26‬ديسمبر سنة ‪ ،6712‬الرامي إلى التمديد‪ ،‬حتى إشعار آخر‪ ،‬لمفعول‬
‫التشريع النافذ إلى غاية ‪ 26‬ديسمبر سنة ‪ ،6712‬باستثناء مقتضياته المخالفة للسيادة الوطنية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية بتاريخ الجمعة ‪ 66‬يناير سنة ‪ ،6712‬العدد ‪ ،2‬ص‪( .69.‬الصادر باللغة الفرنسية)‪.‬‬
‫قانون رقم ‪ 69-92‬مؤرخ في ‪ 9‬يونيو سنة ‪ ،6792‬يتعلق بقوانين المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪61‬‬
‫يوليو سنة ‪ ،6792‬العدد ‪ ،29‬ص‪.6121.‬‬
‫قانون رقم ‪ 16-99‬مؤرخ في ‪ 62‬يناير سنة ‪ ،6799‬يتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 62‬يناير سنة ‪ ،6799‬العدد ‪ ،2‬ص‪.21.‬‬
‫قانون رقم ‪ 15-99‬مؤرخ في ‪ 62‬يناير سنة ‪ 6799‬يعدل و يتمم القانون رقم ‪ 69-92‬المؤرخ في ‪ 9‬يوليو‬
‫سنة ‪ ،6792‬و المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 62‬يناير سنة ‪ ،6799‬العدد ‪،2‬‬
‫ص‪.52.‬‬
‫قانون رقم ‪ 62-97‬مؤرخ في ‪ 5‬يوليو سنة ‪ ،6797‬يتعلق باألسعار‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء‬
‫‪ 67‬يوليو سنة ‪ ،6797‬العدد ‪ ،27‬ص‪.959.‬‬
‫قانون رقم ‪ 19-71‬مؤرخ في ‪ 9‬أبريل سنة ‪ ،6771‬يتعلق بالبلدية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪66‬‬
‫أبريل سنة ‪ ،6771‬العدد ‪ ،65‬ص ‪.299‬‬
‫قانون رقم ‪ 17-71‬مؤرخ في ‪ 9‬أبريل سنة ‪ ،6771‬يتعلق بالوالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪66‬‬
‫أبريل سنة ‪ ،6771‬العدد ‪ ،65‬ص ‪.512‬‬
‫قانون رقم ‪ 66-71‬مؤرخ في ‪ 26‬أبريل سنة ‪ ،6771‬يتعلق بعالقات العمل‪ ،‬الجريدة الرسمية بتاريخ‬
‫األربعاء ‪ 25‬أبريل سنة ‪ ،6771‬العدد ‪ ،69‬ص ‪.512‬‬
‫قانون رقم ‪ 26-71‬مؤرخ في ‪ 65‬غشت سنة ‪ ،6771‬يتعلق بالمحاسبة العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية بتاريخ‬
‫األربعاء ‪ 65‬غشت سنة ‪ ،6771‬العدد ‪ ،25‬ص‪.6626.‬‬
‫قانون رقم ‪ 27-71‬مؤرخ في أول ديسمبر سنة ‪ ،6771‬يتعلق بالتهيئة و التعمير‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫األحد ‪ 2‬ديسمبر سنة ‪ ،6771‬العدد ‪ ،52‬ص‪.6152.‬‬
‫قانون رقم ‪ 21-71‬مؤرخ في أول ديسمبر سنة ‪ ،6771‬يتضمن قانون األمالك الوطنية‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫بتاريخ األحد ‪ 2‬ديسمبر سنة ‪ ،6771‬العدد ‪ ،52‬ص‪.6192-6116.‬‬
‫قانون رقم ‪ 69-16‬مؤرخ في ‪ 62‬ديسمبر سنة ‪ ،2116‬يتضمن القانون التوجيهي لترقية المؤسسات‬
‫الصغيرة و المتوسطة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ السبت ‪ 65‬ديسمبر سنة ‪ ،2116‬العدد ‪ ،99‬ص‪.2.‬‬
‫قانون رقم ‪ 12-12‬مؤرخ في ‪ 22‬يونيو سنة ‪ ،2112‬يح ّدد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 29‬يونيو سنة ‪ ،2112‬العدد ‪ ،26‬ص‪.2.‬‬

‫‪244‬‬
‫قانون رقم ‪ 15-12‬مؤرخ في ‪ 62‬غشت سنة ‪ ،2112‬يعدل و يتمم القانون رقم ‪ 27-71‬المؤرخ في أول‬
‫ديسمبر سنة ‪ ،6771‬و المتعلق بالتهيئة و التعمير‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 65‬غشت سنة ‪،2112‬‬
‫العدد ‪ ،56‬ص‪.2.‬‬
‫قانون رقم ‪ 11-12‬مؤرخ في ‪ 62‬غشت سنة ‪ ،2112‬يتضمن إلغاء بعض أحكام المرسوم التشريعي رقم‬
‫‪ 19-72‬المؤرخ في ‪ 69‬مايو سنة ‪ ،6772‬و المتعلق بشروط اإلنتاج المعماري‪ ،‬و ممارسة مهنة المهندس‬
‫المعماري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 65‬غشت سنة ‪ ،2112‬العدد ‪ ،56‬ص‪.1.‬‬
‫قانون رقم ‪ 65-12‬مؤرخ في ‪ 61‬نوفمبر سنة ‪ ،2112‬يعدل و يتمم األمر رقم ‪ 651-11‬المؤرخ في ‪9‬‬
‫يونيو سنة ‪ ،6711‬و المتضمن قانون العقوبات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 61‬نوفمبر سنة‬
‫‪ ،2112‬العدد ‪ ،96‬ص‪.9.‬‬
‫قانون رقم ‪ 15-12‬مؤرخ في ‪ 62‬غشت سنة ‪ ،2112‬يعدل و يتمم القانون رقم ‪ 27-71‬المؤرخ في أول‬
‫ديسمبر سنة ‪ ،6771‬و المتعلق بالتهيئة و التعمير (استدراك)‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪61‬‬
‫نوفمبر سنة ‪ ،2112‬العدد ‪ ،96‬ص‪.62.‬‬
‫قانون رقم ‪ 21-12‬مؤرخ في ‪ 25‬ديسمبر سنة ‪ ،2112‬يتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى و تسيير‬
‫الكوارث في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 27‬ديسمبر سنة ‪ ،2112‬العدد‬
‫‪ ،92‬ص‪.62.‬‬
‫قانون رقم ‪ 12-15‬مؤرخ في ‪ 1‬فبراير سنة ‪ ،2115‬يعدل و يتمم األمر رقم ‪ 57-95‬المؤرخ في ‪21‬‬
‫سبتمبر سنة ‪ ،6795‬و المتضمن القانون التجاري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 7‬فبراير سنة‬
‫‪ ،2115‬العدد ‪ ،66‬ص‪.9.‬‬
‫قانون رقم ‪ 19-15‬مؤرخ في ‪ 29‬أبريل سنة ‪ ،2115‬يتعلق بالمحروقات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫الثالثاء ‪ 67‬يوليو سنة ‪ ،2115‬العدد ‪ ،51‬ص‪.2.‬‬
‫قانون رقم ‪ 61-15‬مؤرخ في ‪ 26‬ديسمبر سنة ‪ ،2115‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2111‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ السبت ‪ 26‬ديسمبر سنة ‪ ،2115‬العدد ‪ ،95‬ص‪.2.‬‬
‫قانون رقم ‪ 16-11‬مؤرخ في ‪ 21‬فبراير سنة ‪ ،2111‬يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 9‬مارس سنة ‪ ،2111‬العدد ‪ ،62‬ص‪.2.‬‬
‫قانون رقم ‪ 12-11‬مؤرخ في ‪ 21‬فبراير سنة ‪ ،2111‬يعدل و يتمم األمر رقم ‪ 19-75‬المؤرخ في ‪25‬‬
‫يناير سنة ‪ ،6775‬يتعلق بالتأمينات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 62‬مارس سنة ‪ ،2111‬العدد ‪،65‬‬
‫ص‪.2.‬‬
‫قانون رقم ‪ 22-11‬مؤرخ في‪ 21‬ديسمبر سنة ‪ ،2111‬يعدل و يتمم األمر رقم ‪ 651-11‬المؤرخ في ‪9‬‬
‫يونيو سنة ‪ ،6711‬و المتضمن قانون العقوبات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 22‬ديسمبر سنة ‪،2111‬‬
‫العدد ‪ ،92‬ص‪.11.‬‬
‫قانون رقم ‪ 17-19‬مؤرخ في ‪ 25‬فبراير سنة ‪ ،2119‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 22‬أبريل سنة ‪ ،2119‬العدد ‪ ،26‬ص‪.2.‬‬
‫قانون رقم ‪ 66-19‬مؤرخ في ‪ 25‬يونيو سنة ‪ ،2119‬يتعلق بشروط دخول األجانب إلى الجزائر وإقامتهم‬
‫بها و تنقلهم فيها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 2‬يوليو سنة ‪ ،2119‬العدد ‪ ،21‬ص‪.2.‬‬
‫قانون رقم ‪ 62-19‬مؤرخ في ‪ 25‬يونيو سنة ‪ ،2119‬يعدل و يتمم األمر رقم ‪ 12-12‬المؤرخ في ‪67‬‬
‫يوليو سنة ‪ ،2112‬والمتعلق بالمنافسة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 2‬يوليو سنة ‪ ،2119‬العدد ‪،21‬‬
‫ص ‪.66‬‬
‫قانون رقم ‪ 62-19‬مؤرخ في ‪ 21‬يوليو سنة ‪ ،2119‬يعدل و يتمم القانون رقم ‪ 21-71‬المؤرخ في أول‬
‫ديسمبر سنة ‪ ،6771‬والمتضمن قانون األمالك الوطنية‪ ،‬الجريدة الرسمية بتاريخ األحد ‪ 2‬غشت سنة‬
‫‪ ،2119‬العدد ‪ ،22‬ص ‪.67-61‬‬
‫قانون رقم ‪ 65-19‬مؤرخ في ‪ 21‬يوليو سنة ‪ ،2119‬يح ّدد قواعد مطابقة البنايات و إتمام انجازها‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 2‬غشت سنة ‪ ،2119‬العدد ‪ ،22‬ص‪.67.‬‬

‫‪245‬‬
‫قانون رقم ‪ 15-61‬مؤرخ في ‪ 65‬غشت سنة ‪ ،2161‬يعدل و يتمم األمر رقم ‪ 12-12‬المؤرخ في ‪67‬‬
‫يوليو سنة ‪ ،2112‬و المتعلق بالمنافسة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 69‬غشت سنة ‪ ،2161‬العدد‬
‫‪ ،21‬ص ‪.61‬‬
‫قانون رقم ‪ 11-61‬مؤرخ في ‪ 65‬غشت سنة ‪ ،2161‬يعدل و يتمم القانون رقم ‪ 12-12‬المؤرخ في ‪22‬‬
‫يونيو سنة ‪ ،2112‬يح ّدد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪69‬‬
‫غشت سنة ‪ ،2161‬العدد ‪ ،21‬ص ‪.66‬‬

‫‪ )2‬الـمـراسـيـم الـتـشـريـعـيـة‪:‬‬
‫مرسوم تشريعي رقم ‪ 19-72‬مؤرخ في ‪ 69‬مايو سنة ‪ ،6772‬يتعلق بشروط اإلنتاج المعماري وممارسة‬
‫مهنة المهندس المعماري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 25‬مايو سنة ‪ ،6772‬العدد ‪ ،22‬ص‪.2.‬‬
‫مرسوم تشريعي رقم ‪ 12-72‬مؤرخ في أول مارس سنة ‪ ،6772‬يتعلق بالنشاط العقاري‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 2‬مارس سنة ‪ ،6772‬العدد ‪ ، 14‬ص‪.2.‬‬
‫‪ )3‬األوامــر‪:‬‬
‫أمر رقم ‪ 65-11‬مؤرخ في ‪ 62‬يناير سنة ‪ ،6711‬يتعلق بمهنة المهندس المعماري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫بتاريخ الثالثاء ‪ 69‬يناير سنة ‪ ،6711‬العدد ‪ ،5‬ص‪.91.‬‬
‫أمر رقم ‪ 52-11‬مؤرخ في ‪ 2‬مارس سنة ‪ ،6711‬المتعلق بشهادات المخترعين وإجازات االختراع‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 9‬مارس سنة ‪ ،6711‬العدد ‪ ،67‬ص‪.222.‬‬
‫أمر رقم ‪ 59-11‬مؤرخ في ‪ 67‬مارس سنة ‪ ،6711‬المتعلق بعالمات المصنع و العالمات التجارية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 22‬مارس سنة ‪ ،6711‬العدد ‪ ،22‬ص‪.212.‬‬
‫أمر رقم ‪ 651-11‬مؤرخ في ‪ 9‬يونيو سنة ‪ ،6711‬الذي يتضمن قانون العقوبات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫بتاريخ السبت ‪ 66‬يونيو سنة ‪ ،6711‬العدد ‪ ،27‬ص‪.912.‬‬
‫أمر رقم ‪ 692-11‬مؤرخ في ‪ 26‬يونيو سنة ‪ 6711‬يعدل بموجبه األمر رقم ‪ 59-11‬المؤرخ في ‪67‬‬
‫مارس سنة ‪ ،6711‬و المتعلق بعالمات المصنع و العالمات التجارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة‬
‫‪ 22‬يونيو سنة ‪ 6711‬العدد ‪ ،52‬ص‪.922.‬‬
‫أمر رقم ‪ 219-11‬مؤرخ في ‪ 62‬أكتوبر سنة ‪ ،6711‬يتضمن تعديل األمر رقم ‪ 59-11‬المؤرخ في ‪67‬‬
‫مارس سنة ‪ ،6711‬و المتعلق بعالمات المصنع و العالمات التجارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء‬
‫‪ 25‬أكتوبر سنة ‪ 6711‬العدد ‪ ،76‬ص‪.6291.‬‬
‫أمر رقم ‪ 22-19‬مؤرخ في ‪ 69‬يناير سنة ‪ ،6719‬يتضمن القانون البلدي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫األربعاء ‪ 69‬يناير سنة ‪ ،6719‬العدد ‪ ،1‬ص‪.71.‬‬
‫أمر رقم ‪ 71-19‬مؤرخ في ‪ 69‬يونيو سنة ‪ ،6719‬يتضمن قانون الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫بتاريخ الثالثاء ‪ 29‬يونيو سنة ‪ ،6719‬العدد ‪ ،52‬ص‪.969.‬‬
‫أمر رقم ‪ 222-19‬مؤرخ في ‪ 67‬أكتوبر سنة ‪ 6719‬يتمم بموجبه األمر رقم ‪ 59-11‬المؤرخ في ‪67‬‬
‫مارس سنة ‪ ،6711‬و المتعلق بعالمات المصنع و العالمات التجارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء‬
‫‪ 26‬أكتوبر سنة ‪ ،6719‬العدد ‪ ،97‬ص‪.6251.‬‬
‫أمر رقم ‪ 61-19‬مؤرخ في ‪ 22‬يناير سنة ‪ 6719‬يتمم بموجبه األمر رقم ‪ 655-11‬المؤرخ في ‪ 9‬يونيو‬
‫سنة ‪ ،6711‬و المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 21‬يناير سنة‬
‫‪ ،6719‬العدد ‪ ،7‬ص‪.621.‬‬
‫أمر رقم ‪ 92-96‬مؤرخ في ‪ 61‬نوفمبر سنة ‪ ،6796‬يتعلق بالتسيير االشتراكي للمؤسسات‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ االثنين ‪ 62‬ديسمبر سنة ‪ ،6796‬العدد ‪ ،616‬ص‪.6921.‬‬
‫أمر رقم ‪ 92-96‬مؤرخ في ‪ 27‬ديسمبر سنة ‪ ،6796‬يتضمن تعديل المواد ‪ 12‬و ‪ 99‬و‪ 97‬من األمر رقم‬
‫‪ 71-19‬المؤرخ في ‪ 69‬يونيو سنة ‪ ،6719‬و المتضمن قانون الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫بتاريخ الخميس ‪ 21‬ديسمبر سنة ‪ ،6796‬العدد ‪ ،619‬ص‪.6959.‬‬

‫‪246‬‬
‫أمر رقم ‪ 61-92‬مؤرخ في ‪ 22‬مارس سنة ‪ ،6792‬يتضمن االنضمام إلى بعض االتفاقيات الدولية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة ‪ 26‬أبريل سنة ‪ ،6792‬العدد ‪ ،22‬ص‪.219.‬‬
‫أمر رقم ‪ 62-92‬مؤرخ في ‪ 2‬أبريل سنة ‪ ،6792‬يتعلق بحق المؤلف‪ ،‬الجريدة الرسمية بتاريخ الثالثاء ‪61‬‬
‫ابريل سنة ‪ ،6792‬العدد ‪ ،27‬ص‪.221-222.‬‬
‫أمر رقم ‪ 27-92‬مؤرخ في ‪ 5‬يوليو سنة ‪ ،6792‬يتضمن إلغاء القانون رقم ‪ 659-12‬المؤرخ في ‪26‬‬
‫ديسمبر سنة ‪ ،6712‬و الرامي إلى التمديد‪ ،‬حتى إشعار آخر‪ ،‬لمفعول التشريع النافذ إلى غاية ‪ 26‬ديسمبر‬
‫سنة ‪ ،6712‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة ‪ 2‬غشت سنة ‪ ،6792‬العدد ‪ ،12‬ص‪.999.‬‬
‫أمر رقم ‪ 12-92‬مؤرخ في ‪ 26‬نوفمبر سنة ‪ ،6792‬الذي يتضمن إحداث المعهد الجزائري للتوحيد‬
‫الصناعي و الملكية الصناعية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 29‬نوفمبر سنة ‪ ،6792‬العدد ‪،75‬‬
‫ص‪.6299-6292.‬‬
‫أمر رقم ‪ 7-92‬مؤرخ في ‪ 21‬يناير سنة ‪ ،6792‬يتضمن مراجعة قانون الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 62‬فبراير سنة ‪ ،6792‬العدد ‪ ،62‬ص‪.679.‬‬
‫أمر رقم ‪ 7-92‬مؤرخ في ‪ 21‬يناير سنة ‪ ،6792‬يتضمن مراجعة قانون الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 62‬فبراير سنة ‪ ،6792‬العدد ‪ ،62‬ص‪.679.‬‬
‫أمر رقم ‪ 59-95‬مؤرخ في ‪ 21‬سبتمبر سنة ‪ ،6795‬يتضمن القانون المدني‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫الثالثاء ‪ 21‬سبتمبر سنة ‪ ،6795‬العدد ‪ ،99‬ص‪.6157-771.‬‬
‫أمر رقم ‪ 57-95‬مؤرخ في ‪ 21‬سبتمبر ‪ ،6795‬يتضمن القانون التجاري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫الجمعة ‪ 67‬ديسمبر سنة ‪ ،6795‬العدد ‪ ،616‬ص‪.6299-6211.‬‬
‫أمر رقم ‪ 66-91‬مؤرخ في ‪ 21‬فبراير سنة ‪ ،6791‬يتضمن تعديل األمر رقم ‪ 71-19‬المؤرخ في ‪69‬‬
‫يونيو سنة ‪ 6719‬و المتضمن قانون الصفقات العمومية المعدل‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪7‬‬
‫مارس سنة ‪ ،6791‬العدد ‪ ،21‬ص‪.295.‬‬
‫أمر رقم ‪ 612-91‬مؤرخ في ‪ 17‬ديسمبر سنة ‪ ،6791‬الذي يتضمن قانون الرسوم على رقم األعمال‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 21‬ديسمبر سنة ‪ ،6791‬العدد ‪ ،612‬ص‪.6599-6521.‬‬
‫أمر رقم ‪ 19-75‬مؤرخ في ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،6775‬يتعلق بالتأمينات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء‬
‫‪ 19‬فبراير سنة ‪ ،6775‬العدد ‪ ،62‬ص‪.2.‬‬
‫أمر رقم ‪ 11-75‬مؤرخ في ‪ 25‬يناير سنة ‪ ،6775‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪22‬‬
‫فبراير سنة ‪ ،6775‬العدد ‪ ،7‬ص‪.62.‬‬
‫أمر رقم ‪ 19-75‬مؤرخ في أول فبراير سنة ‪ ،6775‬يتعلق بمهنة المهندس الخبير العقاري‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 61‬أبريل سنة ‪ ،6775‬العدد ‪ ،21‬ص‪.5.‬‬
‫أمر رقم ‪ 25-75‬مؤرخ في ‪ 25‬سبتمبر سنة ‪ ،6775‬الذي يتعلق بتسيير رؤوس األموال التجارية التابعة‬
‫للدولة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 29‬سبتمبر سنة ‪ ،6775‬العدد ‪ ،55‬ص ‪.1‬‬
‫أمر رقم ‪ 61-79‬مؤرخ في ‪ 1‬مارس سنة ‪ ،6779‬يتعلق بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية بتاريخ األربعاء ‪ 62‬مارس سنة ‪ ،6779‬العدد ‪ ،62‬ص‪.22-2.‬‬
‫أمر رقم ‪ 12-16‬مؤرخ في ‪ 21‬غشت سنة ‪ ،2116‬يتعلق بتطوير االستثمار‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫األربعاء ‪ 22‬غشت سنة ‪ ،2116‬العدد ‪ ،29‬ص ‪.2‬‬
‫أمر رقم ‪ 12-16‬مؤرخ في ‪ 21‬أوت سنة ‪ ،2116‬يتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها‬
‫و خوصصتها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 22‬غشت سنة ‪ ،2116‬العدد ‪ ،29‬ص ‪.7‬‬
‫أمر رقم ‪ 12-12‬مؤرخ في ‪ 67‬يوليو سنة ‪ ،2112‬و المتعلق بالمنافسة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء‬
‫‪ 21‬يوليو سنة ‪ ،2112‬العدد ‪ ،22‬ص ‪.25‬‬
‫أمر رقم ‪ 15-12‬مؤرخ في ‪ 67‬يوليو سنة ‪ ،2112‬يتعلق بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية بتاريخ األربعاء ‪ 22‬يوليو سنة ‪ ،2112‬العدد ‪ ،22‬ص‪.22-2.‬‬
‫أمر رقم ‪ 19-12‬مؤرخ في ‪ 67‬يوليو سنة ‪ ،2112‬يتعلق ببراءات االختراع‪ ،‬الجريدة الرسمية بتاريخ‬
‫األربعاء ‪ 22‬يوليو سنة ‪ ،2112‬العدد ‪ ،22‬ص‪.29.‬‬

‫‪247‬‬
‫أمر رقم ‪ 66-12‬مؤرخ في ‪ 21‬غشت سنة ‪ ،2112‬يتعلق بالنقد و القرض‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫األربعاء ‪ 29‬غشت سنة ‪ ،2112‬العدد ‪ ،52‬ص‪.2.‬‬
‫أمر رقم ‪ 16-19‬مؤرخ في أول مارس سنة ‪ ،2119‬يتعلق بحاالت التنافي و االلتزامات الخاصة ببعض‬
‫المناصب و الوظائف‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 9‬مارس سنة ‪ ،2119‬العدد ‪ ،61‬ص‪.22.‬‬
‫أمر رقم ‪ 16-17‬مؤرخ في ‪ 22‬يوليو سنة ‪ ،2117‬يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،2117‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 21‬يوليو سنة ‪ ،2117‬العدد ‪ ،22‬ص‪.2.‬‬
‫أمر رقم ‪ 16-61‬مؤرخ في ‪ 21‬غشت سنة ‪ ،2161‬يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،2161‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 27‬غشت سنة ‪ ،2161‬العدد ‪ ،27‬ص‪.2.‬‬
‫أمر رقم ‪ 15-61‬مؤرخ في ‪ 21‬غشت سنة ‪ ،2161‬يتمم القانون رقم ‪ 16-11‬المؤرخ في ‪ 21‬فبراير سنة‬
‫‪ ،2111‬و المتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء أول سبتمبر سنة‬
‫‪ ،2161‬العدد ‪ ،51‬ص‪.61.‬‬

‫‪ .III‬الـنـصـوص الـتـنــظيـمـيـة‪:‬‬
‫‪ .i‬المـراسـيـم الـتـنــظيـمـيـة‪:‬‬
‫أ ‪ -‬المـراسـيـم الرئـاسـيـة‪:‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 612-79‬مؤرخ في ‪ 5‬أبريل سنة ‪ ،6779‬يتعلق بتسمية األماكن‪ ،‬والمباني العمومية‪،‬‬
‫و إعادة تسميتها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 1‬أبريل سنة ‪ ،6779‬العدد ‪ ،21‬ص‪.7 .‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 226-79‬مؤرخ في ‪ 62‬سبتمبر سنة ‪ ،6779‬يتضمن انضمام الجمهورية الجزائرية‬
‫الديمقراطية الشعبية‪ ،‬مع التحفّظ‪ ،‬إلى اتّفاقية برن لحماية المصنفات األدبية و الفنيّة المؤرخة في ‪ 7‬سبتمبر‬
‫سنة ‪ 6991‬و المتممة بباريس في ‪ 2‬مايو سنة ‪ 6971‬و المعدلة ببرلين في ‪ 62‬نوفمبر سنة ‪،6719‬‬
‫والمتممة ببرن في ‪ 21‬مارس سنة ‪ 6762‬و المع ّدلة بروما في ‪ 2‬يونيو سنة ‪ 6929‬و بروكسل في ‪21‬‬
‫يونيو سنة ‪ 6729‬و استكهولم في ‪ 62‬يوليو سنة ‪ 6719‬و باريس في ‪ 22‬يوليو سنة ‪ 6796‬و المع ّدلة في‬
‫‪ 29‬سبتمبر سنة ‪ .6797‬الجريدة الرسمية بتاريخ األحد ‪ 62‬سبتمبر سنة ‪ ،6779‬العدد ‪ ،16‬ص‪.22-9.‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 251-12‬مؤرخ في ‪ 22‬يوليو سنة ‪ ،2112‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 29‬يوليو سنة ‪ ،2112‬العدد ‪ ،52‬ص‪.2.‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 216-12‬مؤرخ في ‪ 66‬سبتمبر سنة ‪ ،2112‬يعدل و يتمم المرسوم الرئاسي رقم ‪-12‬‬
‫‪ 251‬المؤرخ في ‪ 22‬يوليو سنة ‪ ،2112‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫األحد ‪ 62‬سبتمبر سنة ‪ ،2112‬العدد ‪ ،55‬ص‪.5.‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 657-15‬مؤرخ في ‪ 29‬أبريل سنة ‪ ،2115‬يتضمن التصديق على االتفاق األوروبي‬
‫المتوسطي لتأسيس شراكة بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية من جهة‪ ،‬والمجموعة األوروبية‬
‫و الدول األعضاء فيها من جهة أخرى‪ ،‬الموقع بفالونسيا يوم ‪ 22‬أبريل سنة ‪ ،2112‬و كذا مالحقه من ‪6‬‬
‫إلى ‪ 1‬و البروتوكوالت من رقم ‪ 6‬إلى رقم ‪ 9‬و الوثيقة النهائية المرفقة به‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫السبت ‪ 21‬أبريل سنة ‪ ،2115‬العدد ‪ ،26‬ص‪.2.‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 222-15‬مؤرخ في ‪ 22‬يونيو سنة ‪ ،2115‬يتضمن التصديق على االتفاقية بين‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية و مملكة إسبانيا لتجنب االزدواج الضريبي و تفادي التهرب‬
‫الجبائي فيما يتعلق بالضرائب على الدخل و الثروة‪ ،‬الموقعة بمدريد في ‪ 9‬أكتوبر سنة ‪ ،2112‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 27‬يونيو سنة ‪ ،2115‬العدد ‪ ،25‬ص‪.2.‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 217-11‬مؤرخ في ‪ 66‬ديسمبر سنة ‪ ،2111‬الذي يتضمن التصديق على االتفاق بين‬
‫حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية و حكومة جمهورية فنلندا حول الترقية و الحماية‬
‫المتبادلة لالستثمارات‪ ،‬الموقع بالجزائر في ‪ 62‬يناير سنة ‪ ،2115‬الجريدة الرسمية بتاريخ األحد ‪69‬‬
‫ديسمبر سنة ‪ ،2111‬العدد ‪ ،92‬ص ‪.5‬‬

‫‪248‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 629-11‬مؤرخ في ‪ 61‬أبريل سنة ‪ ،2111‬يتضمن التصديق على اتفاقية االتحاد‬
‫اإلفريقي لمنع الفساد و مكافحته‪ ،‬المعتمدة بمابوتو في ‪ 66‬يوليو سنة ‪ ،2112‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫األحد ‪ 61‬أبريل سنة ‪ ،2111‬العدد ‪ ،22‬ص‪.2.‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 229-19‬مؤرخ في ‪ 21‬أكتوبر سنة ‪ ،2119‬يعدل و يتمم المرسوم الرئاسي رقم ‪-12‬‬
‫‪ 251‬المؤرخ في ‪ 22‬يوليو سنة ‪ ،2112‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫األحد ‪ 7‬نوفمبر سنة ‪ ،2119‬العدد‪ ،12‬ص‪.1.‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 221-61‬مؤرخ في ‪ 9‬أكتوبر سنة ‪ ،2161‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 9‬أكتوبر سنة ‪ ،2161‬العدد ‪ ،59‬ص‪.2.‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 221-61‬مؤرخ في ‪ 9‬أكتوبر سنة ‪ ،2161‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪،‬‬
‫(استدراك) الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 9‬ديسمبر سنة ‪ ،2161‬العدد ‪ ،95‬ص‪.21.‬‬

‫ب ‪ -‬المـراسـيـم التـنـفـيـذيـة‪:‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 229-12‬مؤرخ في ‪ 61‬يوليو سنة ‪ ،6712‬و المتضمن إحداث المكتب الوطني للملكية‬
‫الصناعية )‪ ،(ONPI‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 67‬يوليو سنة ‪ ،6712‬العدد ‪ ،27‬ص‪.921.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 621-15‬مؤرخ في ‪ 22‬أبريل سنة ‪ ،6715‬يتضمن تحديد اختصاصات وزارة التعمير‬
‫واإلسكان‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 2‬مارس سنة ‪ ،6715‬العدد ‪ ،29‬ص‪.565.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 11-11‬مؤرخ في ‪ 67‬مارس سنة ‪ ،6711‬بشأن تطبيق األمر المتعلق بشهادات المخترعين‬
‫وإجازات االختراع‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة أول أبريل سنة ‪ ،6711‬العدد ‪ ،21‬ص‪.216.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 12-11‬مؤرخ في ‪ 67‬مارس سنة ‪ ،6711‬يتضمن تطبيق األمر المتعلق بعالمات المصنع‬
‫والعالمات التجارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة أول أبريل سنة ‪ ،6711‬العدد ‪ ،21‬ص‪.211.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 621-11‬مؤرخ في ‪ 67‬مايو سنة ‪ ،6711‬يتضمن تحديد الرسوم المطبقة على شهادات‬
‫المخترعين و إجازات االختراع‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة ‪ 22‬مايو سنة ‪ ،6711‬العدد ‪،22‬‬
‫ص‪.297.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 626-11‬مؤرخ في ‪ 67‬مايو سنة ‪ ،6711‬يتضمن تحديد الرسوم المطبقة على عالمات‬
‫المصنع و العالمات التجارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة ‪ 22‬مايو سنة ‪ ،6711‬العدد ‪،22‬‬
‫ص‪.271.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 227-19‬مؤرخ في ‪ 67‬أكتوبر سنة ‪ ،6719‬يتعلق بتنفيذ األوامر الخاصة بحماية الملكية‬
‫الصناعية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 26‬أكتوبر سنة ‪ ،6719‬العدد ‪ ،97‬ص‪.6219.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 96-19‬مؤرخ في ‪ 66‬مايو سنة ‪ ،6719‬تح ّدد بموجبه الشروط التي يمكن بمقتضاها‬
‫لمقاوالت األشغال العمومية و البناء إبرام صفقات مع مصالح وزارة األشغال العمومية و البناء‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة ‪ 67‬مايو سنة ‪ ،6719‬العدد ‪ ،26‬ص‪.519.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 152-19‬مؤرخ في ‪ 21‬ديسمبر سنة ‪ ،6719‬يتضمن تحديد الشروط التي يمكن لألفراد أن‬
‫يبرموا ضمنها مع مصالح وزارة األشغال العمومية البناء عقودا أو صفقات تتعلق بالدراسات‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 9‬يناير سنة ‪ ،6717‬العدد ‪ ،2‬ص‪.67.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 622-96‬المؤرخ في ‪ 62‬مايو سنة ‪ ،6796‬يتضمن تنظيم مراقبة الدراسات ذات الطابع‬
‫االقتصادي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 26‬مايو سنة ‪ ،6796‬العدد ‪ ،26‬ص‪.129.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 212-92‬مؤرخ في أول أكتوبر سنة ‪ ،6792‬يتضمن تحديد الرسوم المطبقة على شهادة‬
‫المخترع و على إجازات االختراع‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة ‪ 66‬أكتوبر سنة ‪ ،6792‬العدد ‪،92‬‬
‫ص‪.6117.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 215-92‬مؤرخ في أول أكتوبر سنة ‪ ،6792‬يتضمن تحديد الرسوم المطبقة على عالمات‬
‫المصنع و العالمات التجارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة ‪ 66‬أكتوبر سنة ‪ ،6792‬العدد ‪،92‬‬
‫ص‪.6191.‬‬

‫‪249‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 219-92‬مؤرخ في أول أكتوبر سنة ‪ ،6792‬يتضمن تحديد الرسوم المطبقة على الرسوم‬
‫والنماذج‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة ‪ 66‬أكتوبر سنة ‪ ،6792‬العدد ‪ ،92‬ص‪.6196.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 625-92‬مؤرخ في ‪ 61‬أبريل سنة ‪ ،6792‬ينظم الصفقات التي يبرمها المتعامل العمومي‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 62‬أبريل سنة ‪ ،6792‬العدد ‪ ،65‬ص‪.921.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 625-92‬مؤرخ في ‪ 61‬أبريل سنة ‪ ،6792‬ينظم الصفقات التي يبرمها المتعامل العمومي‬
‫(استدراك)‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء أول يونيو سنة ‪ ،6792‬العدد ‪ ،22‬ص‪.6222.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 625-92‬مؤرخ في ‪ 67‬فبراير سنة ‪ ،6792‬يوجب على المؤسسات الوطنية‪ ،‬العامة‬
‫والخاصة‪ ،‬التي تعمل في ميدان البناء و األشغال العمومية و الري‪ ،‬أو تكون لها شهادة التخصص‬
‫والتصنيف المهنيين‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 22‬فبراير سنة ‪ ،6792‬العدد ‪ ،9‬ص‪.522.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 267-92‬مؤرخ في ‪ 9‬مايو سنة ‪ ،6792‬يتعلق باستعمال السندات التجارية في المعامالت‬
‫التجارية بين المتعاملين العموميين‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 61‬مايو سنة ‪ ،6792‬العدد ‪،67‬‬
‫ص‪.6226.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 921-92‬مؤرخ في ‪ 69‬ديسمبر سنة ‪ ،6792‬يتضمن تنظيم برمجة الدراسات ذات الطابع‬
‫االقتصادي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 21‬ديسمبر سنة ‪ ،6792‬العدد ‪ ،52‬ص‪.2299.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 56-92‬مؤرخ في ‪ 25‬فيفري سنة ‪ ،6792‬يعدل و يتمم المرسوم رقم ‪ 625-92‬المؤرخ في‬
‫‪ 61‬أبريل سنة ‪ ،6792‬و المتضمن تنظيم الصفقات المتعامل العمومي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء‬
‫‪ 29‬فيفري سنة ‪ ،6792‬العدد ‪ ،7‬ص‪.672.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 661-92‬مؤرخ في ‪ 62‬مايو سنة ‪ ،6792‬و المتضمن إحداث نشرة رسمية خاصة بالصفقات‬
‫التي يبرمها المتعامل العمومي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 65‬مايو ‪ ،6792‬العدد ‪ ،21‬ص‪.961.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 96-95‬مؤرخ في ‪ 62‬أبريل سنة ‪ ،6795‬يتضمن إنشاء مركز وطني للبحث المطبق في‬
‫هندسة مقاومة الزالزل‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 62‬أبريل سنة ‪ ،6795‬العدد ‪ ،61‬ص‪.251.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 262-91‬مؤرخ في ‪ 67‬غشت سنة ‪ ،6791‬يعدل و يتمم المرسوم رقم ‪ 96-95‬المؤرخ في‬
‫‪ 62‬أبريل سنة ‪ ،6795‬و المتضمن إنشاء المركز الوطني للبحث المطبق في هندسة مقاومة الزالزل‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 21‬غشت سنة ‪ ،6791‬العدد ‪ ،22‬ص ‪.6259‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 92-99‬مؤرخ في ‪ 27‬مارس سنة ‪ ،6799‬يعدل و يتمم المرسوم رقم ‪ 625-92‬المؤرخ في‬
‫‪ 61‬أبريل سنة ‪ ،6792‬و المتضمن تنظيم الصفقات المتعامل العمومي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء‬
‫‪ 21‬مارس سنة ‪ ،6799‬العدد ‪ ،62‬ص‪.526.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 629-99‬مؤرخ في ‪ 29‬يونيو سنة ‪ ،6799‬الذي يتضمن الموافقة على االتفاقية الحاصلة بين‬
‫الدولة و الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 27‬يونيو سنة ‪،6799‬‬
‫العدد ‪ ،21‬ص‪.771.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 25-97‬مؤرخ ‪ 66‬أبريل سنة ‪ ،6797‬يتضمن إلغاء القانون األساسي السابق‬
‫للمؤسسات االشتراكية ذات الطابع االقتصادي المحولة إلى مؤسسات عمومية اقتصادية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 62‬أبريل سنة ‪ ،6797‬العدد ‪ ،65‬ص‪.292.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 276-71‬مؤرخ في أول ديسمبر سنة ‪ ،6771‬الذي يتضمن تغيير الطبيعة القانونية‬
‫للشركة الوطنية بالسكك الحديدية وقانونها األساسي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 62‬ديسمبر سنة‬
‫‪ ،6771‬العدد ‪ ،52‬ص‪.6966.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 221-76‬مؤرخ في ‪ 62‬سبتمبر سنة ‪ ،6776‬يعدل المرسوم رقم ‪ 625-92‬المؤرخ‬
‫في ‪ 61‬أبريل سنة ‪ ،6792‬ينظم الصفقات التي يبرمها المتعامل العمومي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫االثنين ‪ 25‬سبتمبر سنة ‪ ،6776‬العدد ‪ ،22‬ص‪.6291.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 222-76‬مؤرخ في ‪ 7‬نوفمبر سنة ‪ ،6776‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 62‬نوفمبر سنة ‪ ،6776‬العدد ‪ ،59‬ص‪.2266.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 222-76‬مؤرخ في ‪ 7‬نوفمبر سنة ‪ ،6776‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‬
‫(استدراك)‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 25‬ديسمبر سنة ‪ ،6776‬العدد ‪ ،19‬ص‪.2196.‬‬

‫‪250‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 229-72‬مؤرخ في ‪ 1‬يونيو سنة ‪ ،6772‬يح ّدد كيفيات تطبيق أحكام المادة ‪ 621‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 222-76‬المؤرخ في ‪ 7‬نوفمبر سنة ‪ ،6776‬والمتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 9‬يونيو سنة ‪ ،6772‬العدد ‪ ،22‬ص‪.6225.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 262-72‬مؤرخ في ‪ 62‬نوفمبر سنة ‪ ،6772‬يتعلق بالرقابة السابقة للنفقات التي يلتزم‬
‫بها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 65‬نوفمبر سنة ‪ ،6772‬العدد ‪ ،92‬ص‪.2616.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 59-72‬مؤرخ في ‪ 29‬فبراير سنة ‪ ،6772‬يتعلق بنفقات تجهيز الدولة‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 2‬مارس سنة ‪ ،6772‬العدد ‪ ،62‬ص‪.7.‬‬
‫ّ‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 291-72‬مؤرخ في ‪ 61‬نوفمبر سنة ‪ ،6772‬يحدد كيفيات تطبيق أحكام المادة ‪ 76‬من‬
‫المرسوم التشريعي رقم ‪ 16-72‬المؤرخ في ‪ 67‬يناير سنة ‪ 6772‬والمتضمن قانون المالية لسنة ‪،6772‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 62‬نوفمبر سنة ‪ ،6772‬العدد‪ ،‬ص‪.2.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 297-72‬مؤرخ في ‪ 29‬نوفمبر سنة ‪ ،6772‬يوجب على جميع المؤسسات التي تعمل‬
‫في إطار انجاز الصفقات العمومية في ميدان البناء و األشغال العمومية و الري أن تكون لها شهادة‬
‫التخصص و التصنيف المهنيين‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء أول ديسمبر سنة ‪ ،6772‬العدد ‪،97‬‬
‫ص‪.62.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 699-72‬مؤرخ في ‪ 21‬يونيو سنة ‪ ،6772‬يعدل المرسوم التنفيذي رقم ‪222-76‬‬
‫المؤرخ في ‪ 7‬نوفمبر سنة ‪ ،6776‬والمتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫األربعاء ‪ 27‬يونيو سنة ‪ ،6772‬العدد ‪ ،22‬ص‪.9-1.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 262-75‬مؤرخ في ‪ 7‬ديسمبر سنة ‪ ،6775‬يتعلق بإلزامية التأمين في البناء من‬
‫مسؤولية المتدخلين المدنية المهنية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 61‬ديسمبر سنة ‪ ،6775‬العدد ‪،91‬‬
‫ص‪.62.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 27-71‬مؤرخ في ‪ 69‬يناير سنة ‪ ،6771‬يح ّدد قائمة المباني العمومية المعفاة من‬
‫إلزامية التأمين المسؤولية المهنية و المسؤولية العشرية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 26‬يناير سنة‬
‫‪ ،6771‬العدد ‪ ،5‬ص‪.62.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 52-71‬مؤرخ في ‪ 22‬يناير سنة ‪ ،6771‬يعدل و يتمم المرسوم التنفيذي رقم ‪222-76‬‬
‫المؤرخ في ‪ 7‬نوفمبر سنة ‪ ،6776‬و المتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫األربعاء ‪ 22‬يناير سنة ‪ ،6771‬العدد ‪ ،1‬ص‪.61-62.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 219-79‬مؤرخ في ‪ 26‬يوليو سنة ‪ ،6779‬يح ّدد اإلجراءات المتعلقة بااللتزام بالنفقات‬
‫العمومية و تنفيذها و يضبط صالحيات اآلمرين بالصرف ومسؤولياتهم‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫األربعاء ‪ 22‬يوليو سنة ‪ ،6779‬العدد ‪ ،29‬ص‪.62.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 19-79‬مؤرخ في ‪ 26‬فبراير سنة ‪ ،6779‬يتضمن إنشاء صندوق ضمان الصفقات‬
‫العمومية و تنظيمه و سيره‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد أول مارس سنة ‪ ،6779‬العدد ‪ ،66‬ص‪.65.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 99-79‬مؤرخ في ‪ 9‬مارس سنة ‪ ،6779‬يعدل و يتمم المرسوم التنفيذي رقم ‪222-76‬‬
‫مؤرخ في ‪ 7‬نوفمبر سنة ‪ 6776‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪66‬‬
‫مارس سنة ‪ ،6779‬العدد‪ ،62‬ص‪.7.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 229-79‬مؤرخ في ‪ 62‬يوليو سنة ‪ ،6779‬والمتعلق بنفقات الدولة للتجهيز‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية بتاريخ األربعاء ‪ 65‬يوليو سنة ‪ ،6779‬العدد ‪ ،56‬ص‪.1.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 691-12‬مؤرخ في ‪ 21‬مايو سنة ‪ ،2112‬يعدل و يتمم المرسوم رقم ‪152-19‬‬
‫المؤرخ في ‪ 21‬ديسمبر سنة ‪ 6719‬يتضمن تحديد الشروط التي يمكن لألفراد أن يبرموا ضمنها مع‬
‫مصالح وزارة األشغال العمومية البناء عقودا أو صفقات تتعلق بالدراسات‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫األحد ‪ 21‬مايو سنة ‪ ،2112‬العدد ‪ ،29‬ص‪.61.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 699-12‬مؤرخ في ‪ 22‬أبريل سنة ‪ ،2112‬يتضمن تشيكلة المجلس الوطني المكلف‬
‫بترقية المناولة و تنظيمه و سيره‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 22‬أبريل سنة ‪ ،2112‬العدد ‪،27‬‬
‫ص‪.9.‬‬

‫‪251‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 262-12‬مؤرخ في ‪ 61‬سبتمبر سنة ‪ ،2112‬يح ّدد شروط و كيفيات منح اإلعانات‬
‫إلعادة بناء السكنات المنهارة أو المصرح بعدم قابليتها للترميم من جاء زلزال ‪ 26‬مايو سنة ‪،2112‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 26‬سبتمبر سنة ‪ ،2112‬العدد ‪ ،59‬ص‪.61.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 222-12‬مؤرخ في ‪ 5‬أكتوبر سنة ‪ ،2112‬يتضمن ممارسة األعمال الفنية المتعلقة‬
‫بالممتلكات الثقافية العقارية المحمية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 9‬أكتوبر سنة ‪ ،2112‬العدد ‪،11‬‬
‫ص‪.66.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 512-12‬مؤرخ في ‪ 21‬ديسمبر سنة ‪ ،2112‬يعدل و يتمم المرسوم رقم ‪96-95‬‬
‫المؤرخ في ‪ 62‬أبريل سنة ‪ ،6795‬و المتضمن إنشاء المركز الوطني للبحث المطبق في هندسة مقاومة‬
‫الزالزل‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 26‬ديسمبر سنة ‪ ،2112‬العدد ‪ ،92‬ص‪.9.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 662-15‬مؤرخ في ‪ 9‬أبريل سنة ‪ ،2115‬يعدل و يتمم المرسوم التنفيذي رقم ‪-72‬‬
‫‪ 297‬المؤرخ في ‪ 29‬نوفمبر سنة ‪ ،6772‬الذي يوجب على جميع المؤسسات التي تعمل في إطار انجاز‬
‫الصفقات العمومية في ميدان البناء و األشغال العمومية و الري أن تكون لها شهادة التخصص والتصنيف‬
‫المهنيين‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 61‬أبريل سنة ‪ ،2115‬العدد ‪ ،21‬ص‪.2.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 251-15‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر سنة ‪ ،2115‬يتضمن القانون األساسي للديوان الوطني‬
‫لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة و تنظيمه و سيره‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 26‬سبتمبر سنة‬
‫‪ ،2115‬العدد ‪ ،15‬ص ‪.22‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 222-15‬مؤرخ في ‪ 62‬نوفمبر سنة ‪ ،2115‬يح ّدد الحد المطبق على عمليات الدفع‬
‫التي يجب أن تتم بوسائل الدفع و عن طريق القنوات البنكية و المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية بتاريخ األحد ‪21‬‬
‫نوفمبر سنة ‪ ،2115‬العدد ‪ ،95‬ص‪.66.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 12-11‬مؤرخ في ‪ 9‬يناير سنة ‪ ،2111‬يعدل و يتمم المرسوم التنفيذي رقم ‪691-76‬‬
‫المؤرخ في ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،6776‬الذي يح ّدد كيفيات تحضير شهادة التعمير و رخصة التجزئة وشهادة‬
‫التقسيم و رخصة البناء و شهادة المطابقة و رخصة الهدم و تسليم ذلك‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪9‬‬
‫يناير سنة ‪ ،2111‬العدد األول‪ ،‬ص‪.5.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 622-11‬مؤرخ في ‪ 2‬أبريل سنة ‪ ،2111‬يتعلق بالرهن القانوني المؤسس لفائدة‬
‫البنوك و المؤسسات المالية و مؤسسات أخرى‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 5‬أبريل سنة ‪،2111‬‬
‫العدد ‪ ،26‬ص‪.21.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 297-11‬مؤرخ في ‪ 21‬غشت سنة ‪ ،2111‬يتضمن إلغاء أحكام المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 222-15‬المؤرخ في ‪ 62‬نوفمبر سنة ‪ ،2115‬الذي يح ّدد الحد المطبق على عمليات الدفع التي يجب أن‬
‫تتم بوسائل الدفع و عن طريق القنوات البنكية والمالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 21‬غشت سنة‬
‫‪ ،2111‬العدد ‪ ،52‬ص‪.65.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 222-19‬مؤرخ في ‪ 62‬يوليو سنة ‪ ،2119‬يح ّدد كيفيات ممارسة رجال الفن حق تفقد‬
‫الممتلكات الثقافية المنقولة المصنفة و التحري بشأنها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 65‬يوليو سنة‬
‫‪ ،2119‬العدد ‪ ،21‬ص‪.22.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 11-19‬المؤرخ في ‪ 67‬يناير سنة ‪ ،2119‬يعدل المرسوم التنفيذي رقم ‪ 19-79‬مؤرخ‬
‫في ‪ 26‬فبراير سنة ‪ ،6779‬يتضمن إنشاء صندوق ضمان الصفقات العمومية و تنظيمه وسيره‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 21‬يناير سنة ‪ ،2119‬العدد ‪ ،15‬ص‪.5.‬‬
‫ّ‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 697-19‬مؤرخ في أول يوليو سنة ‪ ،2119‬يحدد صالحيات وزير السكن والعمران‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 1‬يوليو سنة ‪ ،2119‬العدد ‪ ،29‬ص‪.61.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 671-19‬مؤرخ في أول يوليو سنة ‪ ،2119‬يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في وزارة‬
‫السكن و العمران‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 1‬يوليو سنة ‪ ،2119‬العدد ‪ ،29‬ص‪.21.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 629-17‬مؤرخ في ‪ 2‬مايو سنة ‪ ،2117‬يعدل و يتمم المرسوم التنفيذي رقم ‪229-79‬‬
‫المؤرخ في ‪ 62‬يوليو سنة ‪ ،6779‬و المتعلق بنفقات الدولة للتجهيز‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪2‬‬
‫مايو سنة ‪ ،2117‬العدد ‪ ،21‬ص‪.22.‬‬

‫‪252‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 292-17‬مؤرخ في ‪ 61‬نوفمبر سنة ‪ ،2117‬يعدل و يتمم المرسوم التنفيذي رقم ‪-72‬‬
‫‪ 262‬المؤرخ في ‪ 62‬نوفمبر سنة ‪ ،6772‬و المتعلق بالرقابة السابقة للنفقات التي يلتزم بها‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ الخميس ‪ 67‬نوفمبر سنة ‪ ،2117‬العدد ‪ ،19‬ص‪.2.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 696-61‬مؤرخ في ‪ 62‬يوليو سنة ‪ ،2161‬يح ّدد الحد المطبق على عمليات الدفع التي‬
‫يجب أن تتم بوسائل الدفع و عن طريق القنوات البنكية و المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪62‬‬
‫يوليو سنة ‪ ،2161‬العدد ‪ ،22‬ص‪.62.‬‬

‫‪ .ii‬القـرارات الوزاريـة‪:‬‬
‫أ ‪ -‬القـرارات الوزاريـة المـشـتـركـة‪:‬‬
‫قرار مؤرخ في أول يونيو سنة ‪ ،6791‬والمتضمن رفع الحد الذي تعقد به الصفقات من طرف البلدية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة ‪ 2‬يوليو سنة ‪ ،6791‬العدد ‪ ،59‬ص‪( .929.‬كتب كما ورد في الجريدة الرسمية)‪.‬‬
‫قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 26‬مايو سنة ‪ ،6796‬يتضمن تعديل و تتميم أحكام القرار الوزاري‬
‫المشترك المؤرخ في أول يونيو سنة ‪ 6791‬و المتضمن رفع الحد الذي تعقد به الصفقات من طرف‬
‫البلدية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 9‬سبتمبر سنة ‪ ،6796‬العدد ‪ ،92‬ص‪.6262.‬‬
‫قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 22‬يونيو سنة ‪ ،6796‬يتضمن رفع الحد االدنى الخاص بابرام الصفقات‬
‫من قبل المركز االستشفائي والجامعي لمدينة الجزائر‪ ،‬الجريدة الرسمية بتاريخ الثالثاء ‪ 67‬أكتوبر سنة‬
‫‪ ،6796‬العدد ‪ ،95‬ص‪.6266.‬‬
‫قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 25‬نوفمبر سنة ‪ ،6792‬يتضمن إنشاء و تنظيم لجنة للصفقات لدى‬
‫الشركة الوطنية للنقل عبر الطرق‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة ‪ 29‬مارس سنة ‪ ،6792‬العدد ‪،25‬‬
‫ص‪.219.‬‬
‫قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 9‬مايو سنة ‪ ،6792‬يتعلق برفع المقدار الذي تعقد به الصفقات من طرف‬
‫الجماعات المحلية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 29‬مايو سنة ‪ ،6792‬العدد ‪ ،22‬ص‪.599.‬‬
‫قرار وزاري مشترك مؤرخ في أول مارس سنة ‪ ،6792‬يح ّدد فهرس النشاطات االقتصادية لمؤسسات‬
‫األشغال العمومية للبناء و الري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 22‬مارس سنة ‪ ،6792‬العدد ‪،62‬‬
‫ص‪.927.‬‬
‫قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 25‬ديسمبر سنة ‪ ،6792‬يتضمن ضبط نماذج رسالة العرض والتصريح‬
‫باالكتتاب‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 29‬فيفري سنة ‪ ،6792‬العدد ‪ ،7‬ص‪.672.‬‬
‫قرار وزاري المشترك مؤرخ في أول ديسمبر سنة ‪ ،6792‬يتضمن تعديل ملحق القرار الوزاري المشترك‬
‫المؤرخ في أول مارس سنة ‪ ،6792‬الذي يح ّدد فهرس النشاطات االقتصادية لمؤسسات األشغال العمومية‬
‫للبناء و الري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 7‬ديسمبر سنة ‪ ،6792‬العدد ‪ ،12‬ص‪.2622.‬‬
‫قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 65‬مايو سنة ‪ ،6799‬يتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان‬
‫البناء و أجر ذلك‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 21‬أكتوبر سنة ‪ ،6799‬العدد ‪ ،22‬ص‪ .6297.‬وفي‬
‫الفهرس الجريدة جاء تحت عنوان " كيفيات ممارسة االستشارة الفنية في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك"‪.‬‬
‫قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 2‬يوليو سنة ‪ ،2116‬يعدل القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪65‬‬
‫مايو سنة ‪ ،6799‬و المتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء و أجر ذلك‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫بتاريخ األحد ‪ 62‬غشت سنة ‪ ،2116‬العدد ‪ ،25‬ص‪.26 .‬‬
‫ّ‬
‫قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 2‬ديسمبر سنة ‪ ،2115‬يحدد كيفيات التصنيف المهني للمؤسسات أو‬
‫مجموعات المؤسسات التي تعمل في إطار البناء و األشغال العمومية والري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫األربعاء ‪ 21‬أبريل سنة ‪ ،2111‬العدد ‪ ،29‬ص‪.29.‬‬
‫ّ‬
‫قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 5‬نوفمبر سنة ‪ ،2119‬يحدد كيفيات حساب مبلغ أجر ممارسة األعمال‬
‫الفنية المتعلقة بالممتلكات الثقافية العقارية المحمية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 62‬أبريل سنة‬
‫‪ ،2119‬العدد ‪ ،21‬ص‪.67.‬‬

‫‪253‬‬
‫قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 26‬مارس سنة ‪ ،2119‬يح ّدد قائمة الخدمات الواجب تنفيذها حسب إجراء‬
‫التراضي بعد االستشارة مع اإلعفاء من كفالة حسن األداء‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 2‬مايو سنة‬
‫‪ ،2119‬العدد ‪ ،29‬ص‪.67.‬‬
‫قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 65‬نوفمبر سنة ‪ ،2119‬يح ّدد قائمة صفقات الدراسات والخدمات المعفاة‬
‫من تقديم كفالة حسن تنفيذ الصفقة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 7‬ديسمبر سنة ‪ ،2119‬العدد ‪،99‬‬
‫ص‪.21.‬‬
‫ّ‬
‫قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 27‬نوفمبر سنة ‪ ،2119‬يحدد قائمة األشغال و الخدمات و الدراسات‬
‫واللوازم المعفاة من إتباع إجراءات المناقصة التي يمكن القيام بها في إطار التراضي بعد االستشارة‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 26‬يناير سنة ‪ ،2117‬العدد ‪ ،15‬ص ‪.22‬‬
‫قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 27‬نوفمبر سنة ‪ ،2119‬يح ّدد قائمة صفقات الدراسات والخدمات المعفاة‬
‫من تقديم كفالة حسن تنفيذ الصفقة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 26‬يناير سنة ‪ ،2117‬العدد ‪،15‬‬
‫ص ‪.22‬‬
‫قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 65‬يناير سنة ‪ ،2119‬يح ّدد قائمة صفقات الدراسات والخدمات المعفاة‬
‫من تقديم كفالة حسن تنفيذ الصفقة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 21‬أبريل سنة ‪ ،2119‬العدد ‪،22‬‬
‫ص‪.21.‬‬
‫قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 1‬يونيو سنة ‪ ،2117‬يح ّدد قائمة أنواع صفقات الخدمات المعفاة من كفالة‬
‫حسن تنفيذ الصفقة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 25‬أكتوبر سنة ‪ ،2117‬العدد ‪ ،16‬ص‪.22.‬‬

‫ب ‪ -‬القـرارات الوزاريـة الفـرديـة‪:‬‬


‫قرار مؤرخ في ‪ 9‬مايو سنة ‪ ،6712‬يتضمن مكتب المناقصات القتناء منقوالت و اللوازم موجهة لمختلف‬
‫مصالح الوزارة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 9‬يونيو سنة ‪ ،6712‬ص‪.119.‬‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 29‬مارس سنة ‪ ،6712‬يح ّدد تشكيلة و سير مكاتب المناقصات‪ ،‬و لجان فتح األظرفة‬
‫لطلبات العروض وهيئات المباراة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة ‪ 22‬أبريل سنة ‪ ،6712‬العدد‪،‬‬
‫ص‪( .277.‬ف)‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 62‬أكتوبر سنة ‪ ،6712‬يتعلق بالعقود التي يمضيها المهندسون المعماريون المكلفون‬
‫باألبنية المدرسية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة ‪ 2‬ديسمبر سنة ‪ ،6712‬العدد ‪ ،51‬ص‪.927.‬‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 26‬نوفمبر سنة ‪ ،6712‬يتضمن المصادقة على دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة‬
‫على صفقات األشغال الخاصة بوزارة تجديد البناء و األشغال العمومية والنقل‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ‬
‫الثالثاء ‪ 67‬يناير سنة ‪ ،6715‬العدد ‪ ،1‬ص‪.21.‬‬
‫قرار مؤرخ في أول أبريل سنة ‪ ،6719‬يتضمن تطبيق المرسوم رقم ‪ 96-19‬المؤرخ في ‪ 66‬مايو سنة‬
‫‪ 6719‬و المحددة بموجبه الشروط التي يمكن بمقتضاها لمقاوالت األشغال العمومية و البناء إبرام صفقات‬
‫مع مصالح وزارة األشغال العمومية و البناء‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة ‪ 9‬يونيو سنة ‪ ،6719‬العدد‬
‫‪ ،21‬ص‪.6665.‬‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 2‬يونيو سنة ‪ ،6719‬يتضمن تفويض السلطات الخاصة بالمصادقة على صفقات الدولة‬
‫المبرمة من طرف وزارة األشغال العمومية و البناء‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ االثنين ‪ 21‬ديسمبر سنة‬
‫‪ ،6719‬العدد ‪ ،615‬ص‪.2121‬‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 9‬غشت سنة ‪ ،6791‬يتعلق بكيفيات تسديد الحسابات لفائدة المؤسسات الحائزة لصفقات‬
‫أو اتفاقيات مبرمة مع الدولة أو الجماعات المحلية أو المؤسسات والمكاتب العمومية أو الشركات الوطنية‬
‫أو الشركات المختلطة التي يكون نصف رأسمالها على األقل في حيازة الدولة بصفة مباشرة أو غير‬
‫مباشرة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 25‬غشت سنة ‪ ،6791‬العدد ‪ ،92‬ص‪.6197.‬‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 9‬أكتوبر سنة ‪ ،6796‬يتضمن تتميم العقد النموذجي الخاص بالمهندسين المعماريين الذين‬
‫يساهمون في تشييد المباني المخصصة لها هبات أو إعانات مقدمة بواسطة اعتمادات من الدولة والملحق‬

‫‪254‬‬
‫بالقرار المؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر سنة ‪ ،6759‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 29‬ديسمبر سنة ‪،6796‬‬
‫العدد ‪ ،611‬ص‪.6921.‬‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 21‬مارس سنة ‪ 6792‬يتمم القرار المؤرخ في ‪ 2‬يونيو سنة ‪ ،6719‬يتضمن تفويض‬
‫السلطات الخاصة بالمصادقة على صفقات الدولة المبرمة من طرف وزارة األشغال العمومية و البناء‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الجمعة ‪ 22‬يونيو سنة ‪ ،6792‬العدد ‪ ،51‬ص‪.162.‬‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 25‬غشت سنة ‪ ،6791‬يتضمن تأسيس القواعد المطبقة على األشخاص والهيئات التي لها‬
‫عالقة بإدارة كتابة الدولة للمياه و إيضاح اإلجراءات المتعلقة بانجاز العمليات المخططة‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 69‬أبريل سنة ‪ ،6799‬العدد ‪ ،26‬ص‪.591-595.‬‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 26‬يناير سنة ‪ 6799‬يتضمن الغاء القرار المؤرخ في ‪ 25‬غشت سنة ‪ 6791‬يتضمن‬
‫تأسيس القواعد المطبقة على األشخاص و الهيئات التي لها عالقة بإدارة كتابة الدولة للمياه و ايضاح‬
‫االجراءات المتعلقة بانجاز العمليات المخططة‪ ،‬الجريدة الرسمية بتاريخ الثالثاء ‪ 62‬فبراير سنة ‪،6799‬‬
‫العدد ‪ ،9‬ص‪.699.‬‬
‫قرار مؤرخ في أول يوليو سنة ‪ ،6799‬يتضمن تشكيل لجنة لفحص الشهادات و الكفاءة المهنية بوزارة‬
‫األشغال العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 69‬يوليو سنة ‪ ،6799‬العدد ‪ ،27‬ص‪.112.‬‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 65‬أبريل سنة ‪ ،6792‬يتضمن المصادقة على قائمة األرقام االستداللية للمواد المستعملة‬
‫في مراجعة االسعار في صفقات األشغال العمومية و البناء‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء ‪ 27‬مايو‬
‫سنة ‪ ،6792‬العدد ‪ ،22‬ص‪.952-927.‬‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 65‬ديسمبر سنة ‪ ،6791‬يتضمن طريقة حساب أسعار أشغال البناء‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫بتاريخ األربعاء ‪ 27‬أبريل سنة ‪ ،6799‬العدد ‪ ،69‬ص‪ 172.‬إلى ‪.912‬‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 7‬أبريل سنة ‪ ،6799‬يتضمن المصادقة على األرقام االستداللية لألجور والمواد الخاصة‬
‫باألشغال العمومية و البناء المستعملة في الفصل الثالث من سنة ‪ 6799‬لمراجعة األسعار عقود البناء‬
‫واألشغال العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 66‬مايو سنة ‪ ،6799‬العدد‪ ،‬ص‪.629.‬‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 9‬نوفمبر سنة ‪ ،6799‬يتضمن المصادقة على النظام الجزائري لمقاومة الزالزل‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء أول فبراير سنة ‪ ،6797‬العدد ‪ ،5‬ص ‪.625‬‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر سنة ‪ ،6771‬الذي يتعلق بالموافقة على دفتر الشروط العامة الذي يحدد أعباء‬
‫الخدمة العامة للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية‪ ،‬وتبعيتها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪22‬‬
‫يناير سنة ‪ ،6776‬العدد ‪ ،2‬ص‪.72.‬‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 5‬مايو سنة ‪ ،6772‬يتعلق باألشخاص المؤهلين إلعداد مشاريع البناء الخاضعة لرخصة‬
‫البناء‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 2‬غشت سنة ‪ ،6772‬العدد ‪ ،57‬ص‪.6599.‬‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 5‬مايو سنة ‪ ،6772‬يح ّدد كيفيات إصدار و تصنيف أقاليم إقامة مشاريع البناء المعفاة من‬
‫إلزامية اللجوء إلى المهندس المعماري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 2‬غشت سنة ‪ ،6772‬العدد ‪،57‬‬
‫ص‪.6597.‬‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 66‬يوليو سنة ‪ ،2112‬يتضمن الموافقة على المدونة المتعلقة بنشاطات واختصاصات‬
‫هندسة قطاع البناء الخاضعة لالعتماد‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ االثنين ‪ 5‬غشت سنة ‪ ،2112‬العدد ‪،52‬‬
‫ص‪.22.‬‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 62‬أبريل سنة ‪ ،2115‬يح ّدد تشكيلة اللجنة القطاعية لتأهيل المهندس المعماري‬
‫المتخصص في المعالم و المواقع المحمية و سيرها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 65‬يونيو سنة‬
‫‪ ،2115‬العدد ‪ ،22‬ص‪.22.‬‬
‫ّ‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 62‬أبريل سنة ‪،2115‬يحدد األحكام الخاصة بتنفيذ ممارسة األعمال الفنية على الممتلكات‬
‫الثقافية العقارية المحمية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 27‬يونيو سنة ‪ ،2115‬العدد ‪ ،25‬ص‪.29.‬‬
‫قرار وزاري مؤرخ في ‪ 27‬مايو سنة ‪ ،2115‬يح ّدد محتوى دفتر الشروط النموذجي المنظم لتعهدات‬
‫ممارسة األعمال الفنية المتعلقة بالممتلكات الثقافية العقارية المحمية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 62‬سبتمبر‬
‫سنة ‪ ،2115‬العدد ‪ ،12‬ص‪.69.‬‬

‫‪255‬‬
‫ يتضمن الموافقة على قائمة النشاطات المتعلقة بالدراسات‬،2119 ‫ سبتمبر سنة‬22 ‫قرار مؤرخ في‬
‫ ديسمبر‬69 ‫ بتاريخ األربعاء‬،‫ الجريدة الرسمية‬،‫والهندسة في قطاع األشغال العمومية الخاضعة لالعتماد‬
.69.‫ ص‬،96 ‫ العدد‬،2119 ‫سنة‬
‫ يتضمن المصادقة على قائمة النشاطات المتعلقة بالدراسات‬،2119 ‫ يناير سنة‬22 ‫قرار مؤرخ في‬
‫ مارس سنة‬21 ‫ بتاريخ األربعاء‬،‫ الجريدة الرسمية‬،‫والهندسة في قطاع الموارد المائية الخاضعة لالعتماد‬
.22.‫ ص‬،61 ‫ العدد‬،2119

:‫ و آراء‬،‫ مقررات‬،‫ تعليمات‬،‫منشورات‬ .iii

:‫ المنشورات و التعليمات‬- ‫أ‬


Direction Générale du Budget, Réglementation des marchés publics, 1998. (P.167) ;
Circulaire n° 2964 du 28 décembre 1993 relative à la méthode de calcul des coefficients de
raccordement des prix. p.167.
Instruction interministérielle n°2 du 19 mai 1986 à défini un système de paiement des
situations de travaux. Rappeler par l’instruction interministérielle du 26 novembre
1990.p.179.
Instruction interministérielle n°013 ME/DG du 26 juin 1994, Dossier relatif à la demande du
certificat de qualification et classification professionnelles. p.185.
Bulletin de l’habitat et de l’urbanisme ;
Circulaire n°780/BCC/89 relative à l’application des règlements techniques et normes de
construction.
Circulaire n°006/CIR/CG du 20 mai 2000 relative à la cohérence entre les normes et
règlements techniques.

:Décisions ‫ المـقررات‬- ‫ب‬


‫ يتعلق بإنشاء فوج تقني مختص مكلف بإعادة النظر في‬،2112 ‫ ماي‬21 ‫ المؤرخ في‬655 ‫المقرر رقم‬
‫ النشرة الرسمية لوزارة السكن و العمران سنة‬،‫اإلجراءات المتعلقة بالعقود و المراقبة في ميدان التعمير‬
.219،211.‫ص‬.2112
‫ يتضمن إنشاء و تشكيل لجنة تحقيق و تحري لدى وزير‬،2112 ‫ جوان‬27 ‫ المؤرخ في‬226 ‫المقرر رقم‬
.215 ،212.‫ ص‬.2112 ‫ النشرة الرسمية لوزارة السكن و العمران سنة‬،‫السكن و العمران‬

:Notes ‫ التذكرات‬- ‫ج‬


Direction Générale du Budget, Réglementation des marchés publics, 1998 ;
Note de ministère de l’économie, direction générale du budget, A Monsieur le wali de
BECHAR cabinet, Alger, le 08 déc. 1993. Suite à l’envoi n°5789du 16/06/1993.p.196.
Note n°5974 MDB/DGB/SDRC du 24/12/1995, objet : participation aux travaux des
commissions d’ouverture des plis et d’évaluation des offres. p.198.
Note n° :00618/MF/DGB/DEBRC/SDMP du 28/02/1996. A Monsieur le directeur régional du
budget de BECHAR, objet : Rémunération de la maîtrise d’œuvre en bâtiment, arrêté
interministériel du 15 mai 1988. REFER : v/envoi n°20/DGB/96 du 22/01/1996.p.199.
Note n°1464/MF/DGB/DRC/SDMP du 08 avril 1997. A Monsieur le directeur régional du
budget-BECHAR, objet : marchés publics : conclusion d’avenants. REF/ votre lettre
n°59/DRB/97 du 19 mars 1997.p.200.
Note 18051/MF/DGEP Le Programme Spécial de Relance Économique (PSRE).

256
‫د ‪ -‬النشرة الرسمية لوزارة السكن و العمران‪:‬‬
‫منشور يتعلق بالكفاالت و الضمانات الممنوحة من طرف صندوق ضمان الصفقات العمومية‬
‫(ص‪.‬ض‪.‬ص‪.‬ع‪-).‬السادة‪-/‬األمرين بالصرف العموميين (المصالح المتعاقدة‪ ،‬أصحاب المشاريع)‪-.‬‬
‫المراقبين الماليين للوزارات‪ -‬الواليات‪-‬المحاسبين العموميين‪-‬قباض االشتراكات المتعددة‪ ،‬وزارة المالية‪،‬‬
‫المديرية العامة للميزانية‪ ،‬نشرة الرسمية لوزارة السكن و العمران‪ ،‬نوفمبر ‪ ،2112‬ص‪ 226.‬و ‪.222‬‬
‫تعليمة رئيس الحكومة "أحمد بن بيتور"‪ ،‬إلى السادة أعضاء الحكومة السيد المكلف بمحافظة الجزائر‬
‫الكبرى السادة الوالة‪ ،‬الموضوع‪ :‬مسؤولية مختلف المتعاملين والمتدخلين في ميدان البناء‪ ،‬نشرة الرسمية‬
‫لوزارة السكن و العمران‪ ،‬سنة ‪ ،2116‬ص‪ 215.‬و‪.211‬‬
‫تعليمة وزير السكن و العمران رقم ‪ 5999/BCC/251/DRC/12‬بتاريخ ‪ 21‬أكتوبر سنة ‪ ،2112‬حول‬
‫نوعية األشغال الشبكات و البناء‪ ،‬إلى مديري التعمير و البناء‪ ،‬و مديري السكن و التجهيزات العمومية‪،‬‬
‫ومديري دواوين الترقية و التسيير العقاري‪ ،‬نشرة الرسمية لوزارة السكن و العمران‪ ،‬سنة ‪،2112‬‬
‫ص‪ 226.‬و ‪.222‬‬
‫المقرر رقم ‪/667‬أ خ و‪ 2111 /‬المؤرخ في ‪ 22‬مايو سنة ‪ ،2111‬المتضمن تنصيب لجنة الصفقات لدى‬
‫دواوين الترقية و التسيير العقاري‪ ،‬نشرة الرسمية لوزارة السكن والعمران‪ ،‬سنة ‪ ،2111‬ص‪676.‬‬
‫و‪.672‬‬
‫‪Décision n°74 du 7 octobre 2002 portant institutions et composition la commission des‬‬
‫‪marchés publics du ministère de l’habitat et de l’urbanisme. le ministre de l’habitat et de‬‬
‫‪l’urbanisme, bulletin de l’habitat, 7 novembre 2002, p.245, 246.‬‬

‫هـ ‪ -‬نظام بنك الجزائر‪:‬‬


‫النظام رقم ‪ 16-19‬المؤرخ في ‪ 2‬فبراير سنة ‪ ،2119‬يتعلق بالقواعد المطبقة على المعامالت الجارية مع‬
‫الخارج و الحسابات بالعملة الصعبة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ األحد ‪ 62‬مايو سنة ‪ ،2119‬العدد ‪،26‬‬
‫ص‪.62.‬‬

‫ز ‪ -‬إعالنات‪:‬‬
‫إعالن رقم ‪ 99‬مؤرخ في ‪ 29‬نوفمبر سنة ‪ 6792‬الصادر عن وزير المالية يتضمن تحديد إجراءات‬
‫وكيفيات تحويل األموال برسم العقود الذي تبرمها الدولة و الجماعات المحلية والمؤسسات العمومية ذات‬
‫الطابع اإلداري طبقا ألحكام قانون الصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬بتاريخ الثالثاء أول يناير سنة‬
‫‪ ،6792‬العدد األول‪ ،‬ص‪.7.‬‬

‫‪ - IV‬جرائد و مشاريع قوانين‪:‬‬


‫أ ‪ -‬الجريدة الرسمية للمناقشات و المداوالت‪:‬‬
‫المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬الفترة التشريعية الخامسة‪-‬الدورة العادية الخامسة‪ ،‬الجلسة العلنية المنعقدة يوم‬
‫االثنين ‪ 26‬مايو سنة ‪ ،2112‬السنة الثانية رقم ‪ ،611‬الجريدة الرسمية للمداوالت‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪61‬‬
‫يونيو سنة ‪ 2112‬م‪.‬‬
‫المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬الفترة التشريعية الخامسة‪-‬الدورة العادية الرابعة‪ ،‬الجلسة العلنية المنعقدة يوم‬
‫الثالثاء ‪ 62‬يوليو سنة ‪ ،2112‬السنة الثالثة رقم ‪ ،669‬الجريدة الرسمية للمداوالت‪ ،‬بتاريخ االثنين‪17‬‬
‫غشت سنة ‪ 2112‬م‪.‬‬
‫المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬الفترة التشريعية الخامسة‪ ،‬الدورة العادية السادسة‪ ،‬الجلسة العلنية المنعقدة يوم‬
‫االثنين ‪ 25‬أكتوبر ‪ ،2112‬السنة الثالثة رقم ‪ ،621‬الجريدة الرسمية للمداوالت‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪61‬‬
‫نوفمبر سنة ‪ 2112‬م‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬الفترة التشريعية الخامسة‪-‬الدورة العادية العاشرة‪ ،‬الجلسة العلنية المنعقدة يوم‬
‫الخميس ‪ 62‬أكتوبر سنة ‪ ،2111‬السنة الخامسة رقم ‪ ،212‬الجريدة الرسمية للمداوالت‪ ،‬بتاريخ االثنين‪21‬‬
‫أكتوبر سنة ‪ 2111‬م‪.‬‬
‫المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬الفترة التشريعية السادسة‪-‬الدورة العادية الثانية‪ ،‬الجلسة العلنية المنعقدة يوم‬
‫االثنين ‪ 19‬أبريل سنة ‪ ،2119‬السنة األولى رقم ‪ ،57‬الجريدة الرسمية للمناقشات‪ ،‬بتاريخ االثنين ‪62‬‬
‫أبريل سنة ‪ 2119‬م‪.‬‬
‫المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬الفترة التشريعية السادسة‪-‬الدورة العادية الثانية‪ ،‬الجلسة العلنية المنعقدة يوم‬
‫االثنين ‪ 61‬أبريل سنة ‪ ،2119‬السنة األولى رقم ‪ ،16‬الجريدة الرسمية للمناقشات‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪21‬‬
‫أبريل سنة ‪ 2119‬م‪.‬‬
‫الجريدة الرسمية للمناقشات‪ ،‬المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬الفترة التشريعية السادسة‪ ،‬الدورة العادية الثالثة‪،‬‬
‫الجلسة العلنية المنعقدة يوم الثالثاء ‪ 9‬أكتوبر ‪ ،2119‬السنة الثانية رقم ‪ ،92‬الجريدة الرسمية للمناقشات‪،‬‬
‫بتاريخ األربعاء ‪ 27‬أكتوبر سنة ‪ 2119‬م‪.‬‬
‫المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬الفترة التشريعية السادسة‪-‬الدورة العادية الرابعة‪ ،‬الجلسة العلنية المنعقدة يوم‬
‫االثنين ‪ 2‬مارس سنة ‪ ،2117‬السنة الثانية رقم ‪ ،619‬الجريدة الرسمية للمناقشات‪ ،‬بتاريخ االثنين ‪22‬‬
‫مارس سنة ‪ 2117‬م‪.‬‬

‫ب ‪ -‬مشاريع قوانين‪:‬‬
‫المشروع التمهيدي للقانون الذي يح ّدد شروط ممارسة إدارة المشروع في ميدان البناء‪ ،‬وأجر ذلك‪.‬‬
‫مشروع تعديل المرسوم الرئاسي رقم ‪ 251-12‬المتعلق بتنظيم الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪Avant projet de la loi Portant création, organisation et fonctionnement de l’ordre national des‬‬
‫‪ingénieurs de construction (ONIC).‬‬

‫ج ‪ -‬توصيات‪:‬‬
‫التوصيات الموجهة إلى الدول األعضاء‪ ،‬الملحق األول‪ ،‬توصية معدلة بشأن المسابقات الدولية للهندسة‬
‫المعمارية و تخطيط المدن‪ ،‬المؤرخة في ‪ 29‬نوفمبر سنة ‪ ،6799‬المجلد األول‪ ،‬قرارات سجالت المؤتمر‬
‫العام الدورة العشرون‪ ،‬باريس ‪ 22‬أكتوبر‪ 29-‬نوفمبر ‪ ،6799‬منظمة األمم المتحدة للتربية والعلوم‬
‫والثقافة‪ -‬اليونسكو ‪ .6797‬ص‪.617-619.‬‬
‫النظام النموذجي الخاص بالمسابقات الدولية للهندسة المعمارية و تخطيط المدن‪ ،‬المؤرخ في ‪ 29‬نوفمبر‬
‫سنة ‪ ،6799‬الملحق بالتوصية معدلة بشأن المسابقات الدولية للهندسة المعمارية و تخطيط المدن‪ ،‬المجلد‬
‫األول‪ ،‬قرارات سجالت المؤتمر العام الدورة العشرون‪ ،‬باريس ‪ 22‬أكتوبر‪ 29-‬نوفمبر ‪ ،6799‬منظمة‬
‫األمم المتحدة للتربية والعلوم و الثقافة‪ -‬اليونسكو ‪ .6797‬ص‪.691-691.‬‬
‫‪Déclaration de Tunis sur les réformes des marchés publics en Afrique soutien au‬‬
‫‪développement économique et a la réduction de la pauvreté, Forum de Haut niveau sur les‬‬
‫‪réformes des marchés publics en Afrique, organisé par la Banque Africaine de développement‬‬
‫‪et ses partenaires, 17 novembre 2009.‬‬

‫‪258‬‬
:‫ الجرائد الرسمية لبلدان المغرب الكبير و األجنبية‬- V
:‫ الجريدة الرسمية لدول المغرب الكبير‬-‫أ‬
:‫) الرائد الرسمي للجمهورية التونسية‬1
‫ الرائد‬،‫ يتعلق بتنظيم الصفقات العمومية‬،2112 ‫ ديسمبر‬69 ‫ المؤرخ في‬2112 ‫ لسنة‬2659 ‫األمر عدد‬
.2191.‫ ص‬،612 ‫ عدد‬،625 ‫ السنة‬،2112 ‫ ديسمبر‬21 ‫ بتاريخ الجمعة‬،‫الرسمي لجمهورية التونسية‬
:‫باللغة الفرنسية‬
Décret n°2002-3158 du 17 décembre 2002, portant réglementation des marchés publics,
Journal Officiel de la République Tunisienne, Le vendredi 20 décembre 2002, 145ème année,
n°103, p.3036.
:‫) الجريدة الرسمية للمملكة المغربية‬2
‫ بتحديد شروط و أشكال‬،)2119 ‫ فبراير‬5( 6229 ‫ من محرم‬61 ‫ صادر في‬2.11.299 ‫المرسوم رقم‬
‫ الجريدة الرسمية للمملكة‬،‫ و كذا بعض القواعد المتعلق بتدبيرها و مراقبتها‬،‫إبرام صفقات الدولة‬
.6219-6225.‫ ص‬،5569 ‫ العدد‬،)2119 ‫ أبريل‬67( 6229 ‫ بتاريخ فاتح ربيع اآلخر‬،‫المغربية‬
:‫باللغة الفرنسية‬
Décret n°2-06-388 du 16 moharrem 1428 (5 février 2007) fixant les conditions et les formes
de passation des marchés de l’état ainsi que certaines règles relatives à leur gestion et à leur
contrôle, Bulletin officiel, Royaume du Maroc, du 1er rabir II 1428 (19-4-2007), n°5518-
p.529-556.

:‫ الجريدة الرسمية للجمهورية الفرنسية‬- ‫ب‬


‫ الذي يتضمن تقنين النصوص التنظيمية المتعلقة‬،6712 ‫ جويلية‬69 ‫ المؤرخ في‬927-12 ‫المرسوم رقم‬
،619 ‫ العدد‬، 6719 ‫ جويلية‬26 ‫ بتاريخ‬،‫ الجريدة الرسمية للجمهورية الفرنسية‬،‫بالصفقات العمومية‬
.1229.‫ص‬
Loi n°57-298 du 11 mars 1957 sur a propriété littéraire et artistique, JORF du jeudi 14 mars
1957, n°62, p.2723-2730.
Loi n° 85-704 du 12 juillet 1985 relative à la maîtrise d’ouvrage publique et à ses rapports
avec la maîtrise d’œuvre privée, JORF du samedi 13 juillet 1985, n°161, p.7914-7617.
Décret n°49-165 du 7 février 1949 fixant le tarif des honoraires et autres rémunérations
allouées aux architectes, ingénieurs et autres techniciens spécialisés pour la direction des
travaux exécutés au compte des départements, des communes, des établissements publics et
services en dépendant.J.O.R.F., du mercredi 09 février 1949, n°34, p.1458.
Décret n°53-405 du 11 mai 1953 relatif au règlement des marchés de l’état et des
établissements publics nationaux non soumis aux lois et usages du commerce, JORF du mardi
12 mai 1953, n°111, p.4316-4324.
Décret n°53-627 du 22 juillet 1953 fixant le tarif des honoraires allouées aux architectes,
ingénieurs et techniciens appelés à prêter leur concours aux organismes bénéficiaires de la
législation sur les habitations à loyer modéré, en vue de la construction d’immeuble
d’habitation. J.O.R.F., du vendredi 24 Juillet 1953, n°172, p.6527-6546.
Décret n°53-1199 du 28 novembre 1953 modifiant le Décret n°53-405 du 11 mai 1953 relatif
au règlement des marchés de l’état et des établissements publics nationaux non soumis aux
lois et usages du commerce, JORF du vendredi 4 décembre 1953, n°206, p.10815-10816.
Décret n°56-256 du 13 mars 1956 relatif aux marches passes au nom de l’état, J.O.R.F., du
vendredi 16 Mars 1956, n°64, p.2562.
Décret n°56-1428 du 29 septembre 1956 modifiant le décret n°53-627 du 22 juillet 1953
fixant le tarif des honoraires allouées aux architectes et techniciens prêtant leur concours aux
organismes d’habitations à loyer modéré. J.O.R.F., du dimanche 6 Janvier 1957, n°5, p.369.

259
Décret n°59-1095 du 31 aout 1959 relatif aux marchés passés au nom de l’état avec les
sociétés coopératives ouvriers de produit, les artisans, les sociétés coopératives artisanales et
les sociétés coopératives d’artistes, JORF du vendredi 4 Septembre 1959, n°204, p.8680.
Décret n°61-336 du 4 avril 1961 modifiant et complétant le Décret n°49-165 du 7 février
1949 fixant le tarif des honoraires et autres rémunérations allouées aux architectes, ingénieurs
et autres techniciens spécialisés pour la direction des travaux exécutés au compte des
départements, des communes, des établissements publics et services en dépendant.J.O.R.F.,
du samedi 08 Avril 1961, n°83, p.3424.
Décret n°73-207 du 28 février 1973 relatif aux conditions de rémunération des missions
d’ingénierie et d’architecture remplies pour le compte des collectivités publiques par des
prestataires de droit privé.J.O.R.F., du jeudi 1er Mars 1973, n°51, p.2255.
Décret n°77-1481 du 28 décembre 1977 sur l’organisation de la profession d’architecte, JORF
du dimanche 1er janvier 1978, n°1, p.19-23.
Décret n° 93-1268 du 29 novembre 1993 relatif aux missions de maîtrise d’œuvre confiées
par des maîtres d’ouvrage publics à des prestataires de droit privé, JORF du mercredi 1er
décembre 1993, n°278, NOR : EQUU9301161D, p.16603-16607.
Décret n° 93-1269 du 29 novembre 1993 relatif aux concours d’architecture et d’ingénierie
organisés par les maîtres d’ouvrage publics, JORF du mercredi 1er décembre 1993, n°278,
NOR : EQUU9301162D, p.16607-16609.
Décret n° 93-1270 du 29 novembre 1993 portant application du I de l’article 18 de la loi n°
85-704 du 12 juillet 1985 modifiée relative à la maîtrise d’ouvrage publique et à ses rapports
avec la maîtrise d’œuvre privée, JORF du mercredi 1er décembre 1993, n°278, NOR :
EQUU9301163D, p.16609-16612.
Arrête du 7 janvier 1953, portant le Cahier des clauses et conditions générales imposées aux
entrepreneurs des travaux du ministère de la reconstruction et de l’urbanisme, J.O.R.F., du
samedi 1er février 1953, n°28, p.955.
Arrêté du 19 janvier 1955, portant approbation du cahier des clauses administratives générales
applicables aux « marchés industriels » des départements de la défense nationale. JORF du
mardi 15 février 1955, n°40, p.1787-1799.
Arrêté du 9 mars 1955, portant approbation du titre VI du cahier des clauses administratives
générales applicables aux marchés industriels des départements de la défense nationale :
« Dispositions spéciales aux marchés d’étude, aux marchés de prototype, à l’utilisation des
droits de propriété industrielle et à la reproduction des matériels », et modification de la date
d’application du cahier des clauses administratives générales susvisé, fixé par l’arrêté du 19
janvier 1955. J.O.R.F. du vendredi 18 mars 1955, n°67, p.2772-2774.
Arrêté du 15 avril 1958 relatif au tarif des honoraires allouées aux architectes et techniciens
appelés à prêter leur concours aux organismes bénéficiaires de la législation sur les
habitations à loyer modéré, en vue de la construction d’immeuble d’habitation. J.O.R.F., du
jeudi 17 Avril 1958, n°90, p.3647-3648.
Arrêté du 14 janvier 1961 concernant les Marchés et traités de la société nationale des
chemins de fer français en Algérie, J.O.R.F., du vendredi 27 Janvier 1961, n°23, p.1075.
Circulaire du 20 juin 1960 relative à l’application des dispositions du décret n°59-370 du 20
février 1959 et de l’arrêté interministériel du 26 mai 1959 relatifs à la participation des
entreprises aux marchés publics afin de favoriser le développement de l’industrie en Algérie.
J.O.R.F. du mercredi 22 Juin 1960, n°144, p.5559-5560.
Circulaire du 3 Aout 2006 portant manuel d’application du code des marchés publics, NOR :
ECOM 06200046, J.O.R.F., n°179 du 4 Août 2006, p.11665.

260
:‫ الجريدة الرسمية للمملكة اإلسبانية‬- ‫ج‬

LEY 22/1987, de 11 de noviembre, de Propiedad Intelectual, referencia ;« BOE-


A-1987-25628 », JeFatura del Estada, Boletín oficial del Estado, Martes 17
noviembre 1987, núm. 275, páginas 34163 a 34176 (14 págs.).
Voir ; www.boe.es/buscan/doc.php?id =BOE-A- 1987-25628.

261
‫قـائـمـة الـمـراجـع ‪:‬‬

‫قـائـمـة الـمـراجـع باللغة العربية‪:‬‬

‫‪ - 1‬مراجع عامة‪:‬‬
‫د‪.‬علي علي سليمان‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام‪ ،‬مصادر االلتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪.6772 ،‬‬
‫د‪.‬علي فياللي‪ ،‬االلتزامات‪ ،‬النظرية العامة للعقد‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة الكاهنة‪ ،‬الدويرة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.6779‬‬
‫د‪.‬علي فياللي‪ ،‬االلتزامات‪ ،‬نظرية العامة للعقد‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬سنة ‪.2119‬‬
‫د‪.‬عمر الزاهي‪ ،‬محاضرات في الملكية الفكرية‪ ،‬ملقاة على طلبة السنة الرابعة ليسانس‪ ،‬كلية الحقوق بن‬
‫عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2111/2115‬‬
‫د‪.‬محمد حسنين‪ ،‬الوجيز في الملكية الفكرية‪ ،‬المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية‪ ،‬وحدة الرغاية‪ ،‬المؤسسة‬
‫الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪.6795‬‬
‫محمود إبراهيم الوالي‪ ،‬حقوق الملكية الفكرية في التشريع الجزائري ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.6792 ،‬‬
‫د‪ .‬محي الدين عكاشة‪ ،‬محاضرات في الملكية الفكرية‪ ،‬ملقاة على طلبة السنة الرابعة ليسانس‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬السنة الدراسية ‪.2116/2000‬‬
‫الحمزاوي (محمد رشاد)‪ ،‬المنهجية العامة لترجمة المصطلحات و توحيدها و تنميطها‪ ،‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي بيروت الطبعة األولى ‪6791‬م‪.‬‬
‫د‪.‬عوابدي عمار‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬سنة ‪.6771‬‬
‫د‪.‬عوابدي عمار‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الجزء الثاني‪ :‬النشاط اإلداري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬طبعة‬
‫‪.6777‬‬
‫عدنان إبراهيم السرحان‪ ،‬شرح القانون المدني‪ ،‬العقود المسماة في المقاولة‪ ،‬الوكالة‪ ،‬الكفالة‪ ،‬مكتبة الثقافة‬
‫للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان األردن‪.2116 ،‬‬
‫د‪ .‬بلحيمر(عمار)‪ ،‬تاريخ الفكر االقتصادي‪ ،‬سلسلة دروس و محاضرات جامعية‪ (Juris-com) ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪.2119/2119‬‬
‫د‪.‬سعيدان (علي)‪ ،‬محاضرات في االقتصاد السياسي‪-‬سداسي الثاني‪ ،-‬طبعة الثانية‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.2112-2112‬‬

‫‪ - 2‬مراجع متخصصة‪:‬‬
‫نعيم مغبغب‪ ،‬عقود مقاوالت البناء و األشغال الخاصة و العامة‪ ،‬دراسة في القانون المقارن‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة‪.2116 ،‬‬
‫د‪.‬بن ناجي شريف‪ ،‬قانون األعمال و صفقات العمومية في الجزائر‪ ،‬محاضرات ألقيت على طلبة‬
‫الماجستير فرع‪ :‬قانون األعمال‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2119/2111‬‬

‫‪262‬‬
‫قدوج حمامة‪ ،‬عملية إبرام الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬مطبعة ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫سنة ‪.2112‬‬
‫د‪ .‬أحمد محيو‪ ،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية‪ ،‬ترجمة الدكتور محمد عرب صاصيال‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬سنة ‪.6771‬‬
‫عمار بوضياف‪ ،‬الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪.2117‬‬

‫‪ - 3‬رسائل و أطروحات‪:‬‬
‫أ ‪ -‬رسائل و أطروحات جزائرية‪:‬‬

‫‪ - I‬أطروحات دكتوراه‪:‬‬
‫د‪.‬صالح الدين محمد مرسي‪ ،‬الحماية القانونية لحق المؤلف في التشريع الجزائري‪ ،‬رسالة للحصول على‬
‫درجة دكتوراه الدولة في القانون‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم اإلدارية‪.6799 ،‬‬
‫د‪.‬محمد الصغير بعلى‪ ،‬النظام القانوني للمؤسسة العمومية االقتصادية في التشريع الجزائري‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫درجة دكتوراه الدولة في القانون‪ ،‬معهد العلوم القانونية و اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.6771 ،‬‬
‫د‪.‬معاشو عمار‪ ،‬الضمانات في العقود االقتصادية الدولية في التجربة الجزائرية (في عقود المفتاح واإلنتاج‬
‫في اليد)‪ ،‬أطروحة لنيل درجة دكتوراه دولة في القانون الدولي والعالقات الدولية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،‬سنة ‪.6779‬‬
‫د‪.‬رابحي أحسن‪ ،‬مبدأ تدرج المعايير القانونية في النظام القانوني الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل درجة‬
‫الدكتوراه في القانون‪ ،‬معهد الحقوق و العلوم االدارية‪-‬بن عكنون‪ -‬جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪-2115‬‬
‫‪.2111‬‬

‫‪ - II‬رسائل الماجستير‪:‬‬
‫شاللي رضا‪ ،‬تنفيذ النفقات العامة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬فرع إدارة و مالية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪.2112/2116‬‬
‫بن علية حميد‪ ،‬مفهوم و محتوى العقد اإلداري في القضاء اإلداري الجزائري‪ ،‬رسالة لنيل شهادة‬
‫الماجستير‪ ،‬فرع إدارة و مالية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2116/2111‬‬
‫عبد الغفور معاد‪ ،‬ميزانية الدولة للتجهيز منذ سنة ‪ ،6779‬مذكرة لنيل درجة ماجستير اختصاص إدارة‬
‫ومالية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2112‬‬
‫قدوج حمامة‪ ،‬عملية إبرام العقود اإلدارية في نطاق صفقات المتعاقد العمومي في الجزائر‪ -‬تحليل‬
‫ومقارنة‪ ،-‬بحث لنيل درجة الماجستير فرع اإلدارة و المالية العامة‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪(.2112-2112‬جاءت المذكرة تحت هذا العنوان)‪.‬‬
‫مالك فائزة‪ ،‬مصير حقوق المؤلف بعد وفاته‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬فرع الملكية‬
‫الفكرية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2112-2112‬‬
‫عمارة مسعودة‪ ،‬الوضعية الحالية لحق المؤلف بين التشريع الجزائري و االتفاقيات الدولية‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬فرع العقود و المسؤولية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬سنة‬
‫‪.2112‬‬

‫‪263‬‬
‫عكو فاطمة الزهرة‪ ،‬التزامات رب العمل في عقد مقاولة البناء‪ ،‬بحث لنيل شهادة ماجستير فرع العقود‬
‫والمسؤولية‪،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق – بن عكنون– السنة الجامعية ‪.2115-2112‬‬
‫جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط في القانون اإلداري الجزائري‪( ،‬دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬بحث لنيل‬
‫شهادة الماجستير في اإلدارة و المالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2111/2115‬‬
‫لوز رياض‪ ،‬دراسة التعديالت المتعلقة بالصفقات العمومية‪ :‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 251-12‬المتضمن‬
‫تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة من اجل الحصول على شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬الفرع‪ :‬الدولة‬
‫والمؤسسات العمومية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2119/2111‬‬
‫أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬الفرع‪ :‬الدولة‬
‫والمؤسسات العمومية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2119/2119‬‬
‫حماني ساجية‪ ،‬المراقبة التقنية للبناء‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير –حقوق‪ -‬فرع‪ :‬الدولة والمؤسسات‬
‫العمومية‪.2119/2119 ،‬‬
‫عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة من اجل الحصول على‬
‫شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬فرع‪ :‬قانون األعمال‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪-2119‬‬
‫‪.2119‬‬

‫ب ‪ -‬رسائل و أطروحات أجنبية‪:‬‬


‫د‪.‬ثورية لعيوني‪ ،‬معيار العقد اإلداري "دراسة مقارنة"‪ ،‬مجموعة رسائل دكتوراه‪( ،‬بال ناشر‪ ،‬بال سنة)‪.‬‬
‫د‪.‬محمد يحي عبد الرحمن‪ ،‬مفهوم المحل و السبب في العقد‪ ،‬مجموعة رسائل الدكتوراه (بال ناشر‪ ،‬بال‬
‫سنة)‪.‬‬

‫‪ - 4‬مجالت و مقاالت‪:‬‬
‫د‪.‬بوشعير سعيد‪ ،‬نظام المتعامل العمومي بين المرونة و الفعالية‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية‬
‫واالقتصادية و السياسية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬سنة ‪ ،6791‬ص‪.222.‬‬
‫أ‪.‬موالك (ب‪ ،).‬الحماية الجنائية للمستهلك في التشريع الجزائري‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية‬
‫واالقتصادية و السياسية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬سنة ‪ ،6777‬ص‪.12-22.‬‬
‫د‪.‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬المهندس المعماري‪ ،‬مستشار و مسؤول‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية‬
‫واالقتصادية و السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،2‬سنة ‪ ،2111‬ص‪.92.‬‬
‫د‪.‬مهند عزمي مسعود أبو مغلي‪ ،‬التعويض عن الضرر األدبي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مجلة الشريعة والقانون‪،‬‬
‫العدد التاسع والثالثون (‪ )27‬سنة ‪ ،2117‬ص‪.256-266.‬‬
‫د‪.‬طارق بن هالل البوسعيدي‪ ،‬الطبيعة القانونية لعقود االمتياز و االستثمار التي تبرمها الدولة وفقا لنظام‬
‫‪ ،B.O.T‬مجلة الشريعة و القانون‪ ،‬العدد السادس و الثالثين‪ ،‬أكتوبر سنة ‪2119‬م‪ .‬ص‪.91-26.‬‬
‫د‪.‬عيد احمد الحسبان‪ ،‬النظام القانوني للحقوق األساسية لألشخاص المعنوية في النظم الدستورية‪ ،‬دراسة‬
‫تشريعية قضائية مقارنة‪ ،‬مجلة الشريعة و القانون‪ ،‬العدد التاسع و الثالثون‪ ،‬يوليو ‪ .2117‬ص‪-615.‬‬
‫‪.651‬‬
‫د‪ .‬نوري حمد خاطر‪ ،‬تحديد المبادئ القانونية للتصرفات الواردة على حقوق االختراع‪" ،‬دراسة مقارنة‬
‫في القانون اإلماراتي و األردني و الفرنسي"‪ ،‬مجلة الشريعة و القانون‪ -‬العدد التاسع عشر‪ ،‬يونيو سنة‬
‫‪2112‬م‪ ،‬ص‪.676-625.‬‬

‫‪264‬‬
‫د‪ .‬محمد إبراهيم بنداري‪ ،‬دفوع الكفيل المتضامن‪ ،‬دراسة مقارنة في القانون المصري والفرنسي‬
‫واإلماراتي‪ ،‬مجلة الشريعة و القانون‪ ،‬العدد السابع عشر‪ ،‬يونيو ‪2112‬م‪ .‬ص‪.226-697.‬‬
‫عزاوي عبد الرحمن‪ ،‬النظام القانوني لدفع المقابل المالي في العقد اإلداري‪ ،‬طبقا لقانون الصفقات‬
‫العمومية الجزائري لسنة ‪ 6776‬المعدل‪ ،‬مجلة الشريعة و القانون‪ ،‬العدد الثالث عشر فبراير سنة ‪.2112‬‬
‫ص‪.252-675.‬‬
‫أ‪.‬محمد سليمان األحمد‪ ،‬دور الضمان في كسب الملكية تبعا‪ ،‬مجلة الشريعة و القانون‪ ،‬العدد الثالث عشر‬
‫فبراير سنة ‪ .2111‬ص‪.212-275.‬‬

‫‪ - 5‬قواميس و معاجم متخصصة‪:‬‬


‫معجم عربي – فرنسي و فرنسي‪-‬عربي‪ ،‬الدكتور دانيال ريغ‪ ،‬الروس‪ ،2116 ،‬رقم ‪.2912‬‬
‫جيرار كورنوا‪ ،‬معجم المصطلحات القانونية‪ ،‬الكتاب األول (أ‪.‬ش)‪ ،‬ترجمة منصور القاضي‪ ،‬المؤسسة‬
‫الجامعية لدراسات و النشر و التوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،6779 ،‬بيروت‪.‬‬
‫جيرار كورنوا‪ ،‬معجم المصطلحات القانونية‪ ،‬الكتاب الثاني (ص‪.‬ي)‪ ،‬ترجمة منصور القاضي‪ ،‬المؤسسة‬
‫الجامعية لدراسات و النشر و التوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،6779 ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪ - 6‬مراجع أخرى‪:‬‬

‫أ ‪ -‬نشرية‪:‬‬
‫نشرة المعلومات اإلحصائية االقتصادية‪ ،‬رقم الثاني عشر (‪ ،)62‬وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫و الصناعة التقليدية‪ ،‬سنة ‪ ،2119‬ص‪.2.‬‬
‫خطة عمل و برامج قطاع األشغال العمومية‪-‬تقرير ملخص‪ -‬حصيلة ‪ 2117-2115‬و برنامج ‪-2161‬‬
‫‪ ،2162‬وزارة األشغال العمومية‪ ،‬نوفمبر سنة ‪.2117‬‬

‫ب ‪ -‬الجرائد الوطنية‪:‬‬
‫"غول يهدد بإيقاف المؤسسات المعنية"‪ ،‬جريدة الشعب‪ ،‬يوم االثنين ‪ 27‬مارس ‪ ،2161‬العدد ‪،65627‬‬
‫ص‪.9.‬‬
‫» غول يشدد على الشفافية في قانون الصفقات‪ ،‬يدخل حيز التنفيذ في جانفي ‪ 621 ،2166‬مليار دينار‬
‫النجاز المشاريع العمومية« ‪ ،‬وطني‪ ،‬جريدة الشعب‪ ،‬الخميس ‪ 25‬نوفمبر ‪ ،2161‬العدد ‪،65251‬‬
‫ص‪،6.‬و‪.5‬‬

‫‪265‬‬
:‫قـائـمـة الـمـ ارجـع باللغة الفرنسية‬

I. Ouvrages généraux :

ATIAS (Christian), Droit Civil ; les biens, édition LITEC, 6e édition, 2002.
AUBY (Jean-Marie), AUBY (Jean-Bernard), Droit Public ; droit constitutionnel, libertés
publiques, droit administratif, tome 1, 12e édition, SIREY 1996.
Baruchel (Nathalie), La personnalité Morale en Droit Privé, Éléments pour une théorie,
L.G.D.J, E.S.A, Tome 403, 2004.
BERGEL (Jean-Louis), « La méthodologie juridique », PUF, Paris, 2001.
Carbonnier (Jean), Droit civil, Les obligations, P.U.F., 11e édition, 1982.
Carbonnier (Jean), Droit civil; Les obligations, Thémis, PUF, 1956, 21e édition refondue,
juillet 1998.
Chérot (Jean-Yves), Droit public économique, édition economica, 2002.
DE LAUBADERE (André), TRAITE ELEMENTAIRE DE DROIT ADMINSTRATIF,
Librairie Générale de Droit et de Jurisprudence, Paris 1953.
De Laubadère (André), Venezia (Jean-Claude), Gaudemet (Yves), Traité de Droit
administratif, Tome 1 ; Droit administratif général, 15e édition, L.G.D.J, E.J.A., Paris, 1999.
Delvolvé (Pierre), « Le droit administratif », 3éme édition, DALLOZ, 2002.
Delvolvé (Pierre), Droit public de l’économie, édition DALLOZ-1998.
DUFOUR (Gabriel), Traité Général de Droit Administratif Appliqué, Tome Troisième, 3éme
édition, Delamotte, Administrat. Du répertoire de l’enregistrement, 1868.
GAUDEMET (Yves), Traité de droit administratif, Droit administratif des biens, Tome 2, 12e
édition, Librairie générale du droit et de la jurisprudence, E.J.A. 2002.
Hess-Fallon (Brigitte), Simone (Anne-Marie), Droit Des Affaires, 14éme édition, DALLOZ-
2001.
Huet (Jérôme), Traité de droit civil, les Principaux Contrats Spéciaux, P.U.F.Paris, DELTA
Beyrouth. (Sans Année).
JEZE (Gaston), « Les Principes Généraux du Droit Administratif », Tome 4 : « Théorie
Générale des Contrats de l’Administration », Première Partie « Formation et Exécution des
contrats », 3éme édition, Paris, 1934.
Quiles (Jean-José), Schumpeter et l’évolution économique, circuit, entrepreneur, capitalisme,
NATHAN, 2001.
Mahio (Ahmed.), cours d’institutions administratives, 3em édition, OPU, Alger, 1981.
Malaurie (Philippe), Aynès (Laurent), Stoffel-Munck (Philippe), Droit Civil, les obligations,
DEFRENOIS, édition juridiques associés, 2003.
Malaurie (Philippe.) et Aynès (Laurent), Droit civil ; Les contrats spéciaux, 1996.
Malaurie (Philippe) Aynès (Laurent), Gautier (Pierre-Yves), les contrats spéciaux, Édition
juridiques associée, 2003.
Mazeaud (Jean), et Chabas (François) , Leçon de droit civil, obligations, Théorie générale,
Tome II, 9e Edition, Montchrestien, 1998.
Mousseron (Jean Marc), Technique contractuelle, Édition juridique LEFEBVRE, 1989.
RIPERT Georges (Doyen) et ROBLOT René, Traité élémentaire du droit commercial,
Volume I, 12e édition, L.G.D.J., 1986.
STARCK (B.), ROLLAND (H.), BOYER (L.), Droit civil : Obligations : théorie générale,
Tome II, 5e édition, LITEC, 1993.
WEILL (Alex) et TERRÉ (François), Droit civil, les obligations, édition DALLOZ, 1986.

266
II. Ouvrages spécialisé :

Armand (Jacques), Haxaire (Pierre), Coordonner une opération de travaux, Le Moniteur, Paris
1999.
Auby (Jean-Bernard), Périnet-Marquet (Hugues), Droit de l’urbanisme et de la construction,
5e édition, Montchrestien, E.J.A., 1998.
Bessmann (Patricia Grelier), Pratique du droit de la construction, Marchés publics et privés,
Quatrième édition, Groupe EYROLLES, 2005.
Bonnet (Michel) (Sou.dir), La commande… de l’architecture à la ville, Tome 2 : évaluation
des recherches, Michel Callon, PUCA/CSTB 2001.
BOUCHON (Dominique), COSSALTER (Patrice), LES MARCHES DE MAITRISE
D’ŒUVRE dans la construction publique, 3éd Collection Analyse Juridique, groupe le
Moniteur, (édition le moniteur) Paris, 2003.
BRACONNIER (Stéphane), Droit des Marchés publics, imprimerie Nationale, Editions-Paris
2002.
BRONZO (Nicolas), Propriété intellectuelle et droits fondamentaux, Editions l’Harmattan,
2007, 182 pages.
CASTAN (Gilles), Contrat de maîtrise d’œuvre, Techniques de l’ingénieur, Septembre 2003.
mardi 9 mars 2010, 15 :12 :10.
COLOMBET (Claude), Propriété Littéraire et artistique, précis DALLOZ, Paris, 1976.
COLOMBET (Claude), « Propriété Littéraire et artistique et droits voisins », 3e édition Précis
DALLOZ, février 1986.
COLOMBET (Claude), Propriété littéraire et artistique et droits voisins, Edition DALLOZ,
Paris, 1999, Edition DELTA, Liban, 1999.
DE LAUBADERE (André), MODERNE (Franck), DELVOLVE (Pierre), Traité des contrats
administratifs, Tome Premier, 2e édition, n°1 à 796, L.G.D.J., 1983, Paris.
Delvolvé (Pierre), Droit public de l’économie, éditions DALLOZ, 1998.
DELUZ (S.), Protégez la création intellectuelle du Maître d’œuvre, Mon.TP., 23 av.2004.
DREYFUS (Jean-David), contribution à une Théorie générale des contrats entre personnes
publiques, collections « logiques juridiques », éditions l’Harmattan, 1997.
Du Marais (Bertrand), Droit de la régulation économique, Presses de Sciences PO ET
DALLOZ, 2004.
Delvaux (André), Moïse (François), Droit bancaires et financement des marchés publics, De
Boeck et Larcier S.U., 2000, p.106.
DESBOIS (Henri), « Le Droit d’auteur en France », 3e édition refondue 1980.
GAUTIER (Pierre-Yves), Manuel de propriété littéraire et artistique, coll. « droit
fondamental », P.U.F., 1991.
GODARD (Jérôme), HACHE (Olivier), La Maîtrise d’ouvrage publique, édition MB
Formation, 2003.
GUETTARD (Jacques), les honoraires d’architecte ; Assiette-Recouvrements-contentieux,
« préface Georges Liet-veaux », édition S.E.I.L. Monte-cala, LIBERAIRIE Technique, 1963.
HUET (Michel), Le Droit de l’Architecture, 2éme édition, economica, Paris, 1990, 615p.
Moderne (Franck), La fonction de maîtrise d’œuvre dans la construction publique, édition
DALLOZ, 1997.
LAJOYE (Christophe), Droit des marchés publics, éditions BERTI, Alger, 2007.
LIET-VEAUX(Georges), Droit de la construction, 5e édition, Librairie Technique, édition
Celse, 1978.
Malinvaud (Philippe), (Sous-d.) « Droit de la construction », Dalloz, Le Moniteur, 2001.
Nicolas (Michel), Droit public de la construction, 2ém édition, (Édition Universitaire
Fribourg, Suisse), Volume 8, 1997.

267
SABLIER (Bertrand), CARO (joseph-Emmanuel), ABBATUCCI (Severin), La Sous-
traitance dans la construction, « Guide Pratique », Le Moniteur, 4éme édition mis à jour 1er
septembre 1993.
SAINT-ALARY, (Roger), Droit de la construction, 1er édition, Presses Universitaire de
France, 1977.
SABRI (M.), AOUDIA (K.), LALLEM (M.), Guide de gestion des marchés publics, Editions
du SAHEL, 2000.
TROTABAS (Louis), Manuel de Droit Public et Administratif, Librairie Général de Droit et
de la Jurisprudence, Dixième Edition, 1957.

III. Périodiques :

Allaire (Frédéric), Les Marchés publics d’assurance, (contribution à la théorie de la formation


des contrats), In: Annuaire des collectivités locales. Tome 26, 2006, pp. 667-674.
ALPA (Guido), L’assurance de responsabilité civile du professionnel en droit italien, R.I.D.C.
1-1993, Vol.45 n°1. Janvier-mars, pp.117-127.
Arouk (Véronique), « la passation et l’exécution des marchés publics », la réglementation des
marchés publics à préciser, Partenaires, Mensuel de la chambre française de commerce et
d’industrie en Algérie n°83, novembre, décembre 2008.
BENNADJI (Chérif), « Le droit de la concurrence en Algérie », in « L’Algérie en mutation »,
sous la direction du robert chaverin et Ammar Guesmi, L’Harmattan, 2001, pp.143-160.
BENNADJI (Chérif), La notion d’Activités réglementés, Revue IDARA, Volume 10, n°2,
2000, pp.25-40.
BENCHENEB (Ali), la pénétration de l’économie dans la sphère contractuelle : quelques
observations, RASJEP, n°1/2, 1992, pp.77-92.
BERGEL (Jean-Louis), ANDRE (Marc), EYROLLES (Jean-Jacques), LIARD (Jean-Jacques)
et MENDAK (Pascal) (Sou.Rédac.), LAMY de Droit Immobilier, édition LAMY.S.A., 1999.
Bergès (Nelsie), Les contrats entre les personnes publiques russes et les entreprises privées,
In : Revue internationale de droit comparé. Vol.55 n°4. Octobre-décembre, 2003, pp.903-921.
Blancher (R.), Taxe sur le chiffre d’affaires, Définition de l’affaire imposable, Droit fiscal,
Recueil Général des Lois décrets et Arrêtes et de la Jurisprudence et Répertoire Commaille,
VOL.4, 1958.
BOUAICHE (Mohamed), Le Statut de l’Architecte en Droit Algérien, Revue IDARA, revue
semestrielle, Vol.10, n°1, 2000, p.199.
BOUDRA (B.) « LE REGIME DE L’ENTREPRISE PUBLIQUE ECONOMIQUE »,
RASJEP., n° 02, 1993.
BOUSSOUMAH (M.), « Essai sur la notion juridique de service public », R.A.S.J.E.P., n°3,
1992.
BRAHIMI (Mohamed), « Quelque questions à la réforme de l’entreprise publique »,
R.A.S.J.E.P., n°01, mars 1989.
BRETON (Yves), La Théorie Schumpétérienne de l’entrepreneur ou le Problème de la
connaissance économique, In : Revue économique, n°2, mars 1984, pp.247-266.
CARVAIS (Robert), La force du droit. Contribution a la définition de l’entrepreneur parisien
du bâtiment au XVIIIe siècle, In : Histoire, économie et société, 1995, 14e année, n°2.
Entreprise et entrepreneur du bâtiment et des travaux publics (XVIIIe-XXe siècles), pp. 163-
189.
CHAZAL (jean-pascal), L.Josserand et le nouvel ordre contractuel, L.G.D.J., RDC octobre
2003, pp. 325-332.
CORNU (Marie), L’espérance d’intangibilité dans la vie des œuvres, Réflexions sur la
longévité de certains Biens, RTDciv.2000, p.697-734.

268
COSSALTER (Patrice), « Les petits marchés de maîtrise d’œuvre » La Gazette des
communes 10 janvier 1997, pp.58-61.
CUMUNEL (Gilbert), ESCAL (Jacques), SCHAPIRO (Georges), BOISSARD (Jean-Jaques),
Guide administratif, fiscal et social de l’Algérie, édition de la revue Fiduciaire, (Sans Année).
DESBOIS (Henri), Les droits d’auteur aspects essentiels de la jurisprudence française in
Mélanges G.Ripert, Tome 2 L.G.D.J., Paris 1950, pp.60-78.
EMINESCU (Yolanda), Le Rôle des brevets dans la stimulation de la création nationale et
transfert des techniques, In : Revue internationale de droit comparé, Vol.30 n°2. Avril-juin.
pp.531-541.
GALVAO TELES (Inocêncio), La cession de contrat, In : Revue internationale de droit
comparé, Vol. 3 n°2. Avril-juin, pp.217-237.
GAUTIER (Pierre-Yves), Les critères qualitatifs pour la protection littéraire et artistique,
R.I.D.C., 2-1994, Vol 46, Avril-juin, pp.507-519.
GÉNIN (M.H.), Le nouveau code de déontologie des architectes, AJPL, 1980, pp.783-786.
HUET (Michel), « Modification des plans et bâtiments », Revue du droit immobilier n°4,
octobre-décembre 1981.
Journal de droit des affaires, Dossier droit et climat des affaires en Algérie, supplément
bimestriel de la lettre juridique-N°1, Agence d’édition, d’études et de communication
juridiques ; édition par juris.com, 2007, Dans la même revue ;
-Med. A. Bekhechi, Climat des affaires et promotion des investissements.
-A. Bouzidi, Climat des affaires et potentiel de croissance.
-Juriscalsseur, Répertoire de droit civil, Tome III, édition, DALLOZ, 1998.
IBRAHIM (Youcef), La responsabilité des constructeurs dans le cadre du contrat entreprise,
la garantie décennale selon l’article 554 du code civile, R.A.S.J.E.P, n°2, année 2000, numéro
spécial.
LAPP (Christophe), Maîtrise d’ouvrage et Maîtrise d’œuvre (Unité ou pluralité), RDimm.
21(4), oct.-déc. 1999, pp.533 à 541.
Liet-Veaux (G.), « Le nouveau code des devoirs professionnels des architectes », RDimm,
1980.
LUCA (André) SIRINELLI (P.), « l’originalité en droit d’auteur », J.C.P., 1993.1.3681.
MONJAL (Pierre-Yves), quel avenir pour les marchés de définition au regard du droit
communautaire ? « Études », A.J.D.A., 10 décembre 2007, n°42.
MOUGEOT (Michel), NAEGELEN (Florence), La libéralisations des Marchés Publics en
1992. In : Revue d’économie industrielle. Vol.52. 2e Trimestre 1990. pp.52-68.
MOUGEOT (Michel), NAEGELEN (Florence), Analyse micro-économique du code des
Marchés Publics, In : Revue d’économique, 1988, n°4, pp.725-752.
MOUGEOT (Michel), NAEGELEN (Florence), Faut-il interdire la discrimination dans les
Marchés Publics?, In : Revue d’économique, 1998, n°3, pp.767-776.
MUTIN (Georges), Implantations industrielles et aménagements du territoire en Algérie, In :
Revue de géographie de Lyon, Vol.55 n°1, 1980, pp. 5-37.
PHÉMOLANT (Brigitte), La réforme des autorisations d’urbanisme, A.J.D.A.n°5/2007,pages
217 à 272.
Poster (Jean-Marc), Propriété intellectuelle et droit des marchés, AJDA, DALLOZ, 2007.
RAPP (Lucien), TERNEYRE (Philippe), (Sou.dir.), LAMY, Droit public des Affaires, édition
1999.
ROLIN (Frédéric), BRUNET (Pierre), Le « nouveau nouveau » code des marchés publics (en
attentant un nouveau-nouveau-nouveau code ?), L.G.D.J., RDC, juillet 2004/3, pp.755 -761.
ROUHETTE (Georges), La révision conventionnelle du contrat, In : Revue internationale de
droit comparé, Vol.38 n°2, Avril-juin. 1986, pp. 369-408.

269
SABRI (Mouloud), Droit des Marchés publics en Algérie ; Réalité et Perspectives, Revue du
conseil d’État, n°7, 2005.
SUPIOT (Alain), Groupes de sociétés et paradigme de l’entreprise, RTDcom 1985, pp.621-
629.
TAIB (Essaid), Le Partenariat Public-Privée en Algérie en matière d’exécution du service
public, Revus algérienne des sciences juridique, économique et politique, n°3, 2007,pp.05-25.
TCHOUAR (Dj.) La soumission des contrats des entreprises publiques au droit privé, Revue
IDARA, revue semestrielle, Vol.9, n°1, 1999.
TRIGON (Sandrine), L’ouvrage public, une œuvre à respecter, études, AJDA, DALLOZ,
n°17, 2007, p.889-895.
VERGELY (Daniel), concours d’architecture ; originalité de l’œuvre et liberté contractuelle,
AJDA, études, n°14, 2007, p.726.
ZAHI (Amar), Droit et Responsabilité en matière de construction, R.A.S.J.E.P., Volume 25,
n°3, mars 1987, p.587-602.
ZENNAKI (Dalila), L’impact de la réception de l’ouvrage sur la garantie des constructeurs,
R.A.S.J.E.P, n°2, année 2000, numéro spécial.
ZOUAIMIA (Rachid), « l’ambivalence de l’entreprise publique en Algérie », RASJEP, n°1,
mars 1989.

IV. Thèses :

ALLAIRE (Frédéric), Les Marchés publics d’assurances (Contribution à la théorie de la


formation des contrats), Thèse soutenue le 11 décembre 2004 à l’université de Nantes.
BENNADJI (Chérif), L’évolution de la Réglementation Des Marchés Publics en Algérie,
Thèse en vue de l’obtention du doctorat d’état en Droit, institut de Droit des sciences
politiques et administratives, université d’Alger, Année 1991, Tome 1.
BENNADJI (Chérif), L’évolution de la Réglementation Des Marchés Publics en Algérie,
Thèse en vue de l’obtention du doctorat d’état en Droit, institut de Droit des sciences
politiques et administratives, université d’Alger, Année 1991, Tome 2.
BENAKEZOUH (Chabane), La Déconcentration en Algérie, Thèse pour le doctorat en Droit,
institut de Droit des sciences politiques et administratives, université d’Alger, Décembre
1978.
BOUHARA (M.T.), La loi de finances en Algérie, Thèse pour l’obtention du doctorat d’état
en Droit Public, Année universitaire, 2005/2006.
DREYFUS (Jean-David), contribution à une Théorie générale des contrats entre personnes
publiques, Thèse pour le doctorat en Droit de l’université Paris I-Panthéon-Sorbonne,
soutenue le 30 janvier 1997.
EL-BEHERRY (Ibrahim Réfaat Mohamed), Théorie des contrats Administratifs et Marchés
Publics internationaux, Thèse Pour le Doctorat en Droit, Université de Nice (I.D.P.D), Mars
2004.
LAGGOUNE (Walid), Le contrôle de l’état sur les entreprises privées industrielles en
Algérie : GENESE ET MUTATION, thèse doctorat en droit, Alger, 1994.
KOBTAN (Mohamed), « Le régime juridique des contrats du secteur public : (étude de droit
comparé algérien et français) », Thèse du Doctorat d’Etat en droit, Soutenue le 23 janvier
1982 a université d’Alger, 1982.
POYET (Michael), Le contrôle de l’entreprise publique, Essai sur le cas français, Thèse pour
obtenir le grade de docteur de l’université de SAINT-ETIENNE, Discipline ; Droit Public,
Année 2001. 403 p.

270
V. Mémoires de DEA, Magister et Master :

BELLAHSENE (Anissa), La responsabilité civile des architectes et des entrepreneurs,


mémoire pour le diplôme d’études supérieures de droit privé, université d’Alger, institut de
droit et des sciences politiques et administratives, année 1977.
BORGA (Nicolas), La Qualification de Garantie Autonome, Mémoire D.E.A Droit Privé
Fondamental Université Jean Moulin Lyon 3, Année universitaire 2000-2001.
BOUAZIZ (Mohammed), L’acte administratif ayant valeur exécutoire dans la jurisprudence
de la cour suprême », Mémoire de Magister en Droit, option : Administration et Finances
publiques, soutenue a l’université d’Alger, Année : 1989.
DJENANE (A.), LE RGIME ALGERIEN DU DROIT D’AUTEUR, Ordonnance 73/14 du 3
avril 1973, mémoire pour le diplôme de magister, Institut des sciences juridiques et
administratives, université d’Alger, septembre 1983.
IGOUDIL (Louisa), Le régime des contrats d’entreprise, Mémoire pour le master recherche
Droit Privé des Contrats, Université de VERSAILLES Saint-Quentin en Yvelines, Juin 2006.
KADI-HANIFI Mokhtaria, L’avenant au marché public, mémoire de magister ; option
administration et finances, université d’Alger, Année 1997.
ORAMAS Molina Rafael Enrique, « La Rémunération de contrats administratifs : Critères de
distinction », Mémoire pour obtenir le diplôme d’études approfondies de Lille II, Droit
Public, Faculté des sciences juridiques, politiques et sociales, Université Lille II, Année 2000-
2001.

VI. Guide et Bulletin, Rapport :

ANDRÉ (Guy), Guide pratique de réalisation d’une opération immobilière, Editions


EYROLLES, 1996.
BESSON (Eric), évaluation des grands projets publics : diagnostic et propositions, Novembre
2008.
BIAU (Véronique), WEIL (Sylvie) (Coll.), La dévolution des marchés publics de maîtrise
d’œuvre en Europe, (Allemagne, Belgique, Danemark, Espagne, France, Italie, Pays-Bas,
Portugal, Royaume-Uni), M.I.Q.C.P., C.R.H., octobre 2002.
BORNAND (Georges), Guide technique pour la passation des marches, Rapport n° 2004-
0024-01, document établi par un groupe de travail pour le compte de la direction des Affaires
Economiques et Internationales, CGPC mai 2004.
CABANIEU (Jacques), Conception-réalisation, M.I.Q.C.P., Avril 2006.
CABANIEU (Jacques), Les contrats de maîtrise d’œuvre urbaine, M.I.Q.C.P., mars 2007.
CANCELLIERI (Anne), GUILLET (Ernest), Guide du Maître d’ouvrage, bâtiments
d’habitation neufs et anciens, éditions du Moniteur, 1981.
COUDURIER (Elisabeth) TAPIE (Guy), « Les Professions de la maîtrise d’œuvre », La
documentation française 2003.
Mémento Pratique, Professions libérales 2001-2002 ; juridique, fiscal, social, comptable,
éditions Francis Lefebvre, octobre 2000.
Nomenclature des activités économiques des entreprises du bâtiment, des travaux publics et
de l’hydraulique, (Arrête interministériel du 1er Mars 1983), EDITION : Centre National
d’Animation des Entreprises et de Traitement des Information du Secteur de la Construction.
(Sans Année)
C.N.E.S., L’urbanisation et les risques naturels et industriel en Algérie ; inquiétudes actuelles
et futures, Rapport de la commission de l’aménagement du territoire et de l’environnement,
CNES, Alger, 13 avril 2003, p.11 et 17.

271
Bulletin de l’habitat, Les assises de l’architecture ; décembre 2006 ; El Aurassi ; allocution du
président de la république, n°2 juin 2007.
TORRES (Olivier), Les PME, édition Flammarion, (Sans. Ann.)
C.G.P.C., Émile HARO, Evolution du corps des techniciens supérieurs de l’équipement,
Rapport n° 004563-01, février 2007, 103p.
GARCIA (Jean-Paul) et GRAND (Philippe), « De la maîtrise d’œuvre en France, constats et
perspectives », Rapport n°2002-0110-01, Avril 2003, 53 pages.
M.I.Q.C.P., Guide de sensibilisation à la Programmation, Découvrir l’intérêt de la
programmation et s’engager dans la démarche, M.I.Q.C.P., Juin 2008, n°2, 84 pages.
M.I.Q.C.P., Les Marchés de définition et le choix d’un Maître d’œuvre, Mars 1997.
M.I.Q.C.P., Programmation des constructions publiques, Guide et méthodes, Deuxième
édition, Le Moniteur Editions, 2001, 156 pages.
M.I.Q.C.P., Organiser une consultation de maîtrise d’œuvre, concours et Autres procédures de
choix d’un maître d’œuvre, Le Moniteur, 1999.
M.I.Q.C.P., Organiser un concours d’architecture et d’ingénierie, Guide pour le choix de
concepteurs par un maître d’ouvrage, collectivités locales, Deuxième édition, Le Moniteur
Editions, 1992. 223 pages.
M.I.Q.C.P., La commande publique de Maîtrise d’œuvre à travers la jurisprudence, Janvier,
2000.
MARES (Mohamed), KHELASSI (Abdelmalek), AKROUR (Djlloul), HANED (Abdelkrim),
TOUARRIGT (Azzedine), Guide d’utilisation des techniques de management de projet,
Ministere de l’habitat, B627/RA068JMA.DOC 10 Décembre 1996, 115 pages.
M.I.Q.C.P., Outil pratique, cahier des clauses administratives applicables aux marchés de
maîtrise d’œuvre dans le domaine de la construction, M.I.Q.C.P., Septembre 2010, n°3.
M.I.Q.C.P., Outil pratique, Exemple commenté d’avis et de règlement de concours de maîtrise
d’œuvre dans le domaine de la construction, M.I.Q.C.P., Mai 2008, n°1.
M.I.Q.C.P., Prestations et Primes en concours de maîtrise d’œuvre, M.I.Q.C.P., n°1, Avril
2010.
M.I.Q.C.P., Ouvrage publics et coût global, Une approche actuelle pour les constructions
publiques, M.I.Q.C.P., Janvier 2006, n°2.
PME Magazine d’Algérie, Le Mensuel des entrepreneurs, managers et porteurs de projets,
Avril 2007, n° 45.
Magazine de l’OMPI, Au tribunal : Droit moral c. utilité publique, « compte-rendu de
l’affaire « L’architecte Santiago Calatrava c. Municipalité de Bilbao » a été rédigé pour le
magazine de l’OMPI par JUAN JOSÉ MARÍN professeur de droit civil», Genève – Février
2008, n°1, p.8-9.
Rapport, Assemblée Populaire de Wilaya d’Alger, Procès verbal de la réunion ordinaire (avril
1971), Rapport Général sur la situation de la wilaya, présenté par monsieur le wali-annexe 2.
RAPPORT, Modalités de recours à la maîtrise d’œuvre privée en matière d’ouvrage d’art,
établi par PERRET (F.), GARCIA (J-P), ANTONI (R-M), Rapport n° 2002-0271-01,
septembre 2004.
Rapport d’information, Fait au nom de la commission des affaires culturelles (1) sur les
métiers de l’architecture, Fait par Yves DAUGE (Sénateur) Sénat n°64, session ordinaire de
2004-2005, 120 pages.
Rapport, La faisabilité financière des programmes d’infrastructures, C.E.S. présenté par M.
Philippe Valletoux, n°4, NOR : C.E.S. X0600102V, 2006.
M.T.E.T.M, Syntec ingénierie, Association des ingénieurs territoriaux de France, Mission
d’assistance à décideurs et maître d’ouvrage, terminologie et repères de pratique, septembre
2005.

272
Syntec-ingénierie (Fédération des professionnels de l’ingénierie) Missions d’assistance à la
maîtrise d’ouvrage, guide d’application, édition octobre 2005.
Guide à l’intention des Maîtres d’ouvrage publics pour la négociation des rémunérations de
Maîtrise d’œuvre loi MOP, les éditions JOURNAUX OFFICIELS, édition février 2008.
Guide de la commande publique d’architecture-CMP 2006- ordre des architectes édition 11
octobre 2008.
Guide destiné à l’ingénieur, Ministère de l’Habitat et de l’urbanisme, sans année.
BANQUE MONDIALE, Rapport Analytique sur la passation des marchés en Algérie,
Volume II, n° 29765, juin 2003.
Le comportement des principaux indicateurs macroéconomiques et financier au premier
trimestre 2009, direction général de la prévision des politiques, ministère des finances,
DRI/juillet 2009, 16 pages.

VII. Séminaire et colloques :

DELVOLVE (Pierre), Les entreprises Publiques et le droit de la concurrence, Colloque 2005.


Séminaire sur ; Management des marchés publics, ISGP, du 16 au 19 mars 2006.

VIII. Dictionnaire et Terminologie juridique

Allard (Denis), Rial (Stéphane), (Publ.Sou.dir.), Dictionnaire de la culture juridique


QUADRIGE/LAMY-PUF, 2003.
Bennadji (cherif), Vocabulaire Juridique, Eléments pour un dictionnaire des termes officiels,
OPU, 2006.
CNATEAUREYNAUD (Philippe), Dictionnaire de l’urbanisme, « Jurisprudence, Doctrine,
Analyse », Le Moniteur, 3éme édition, Paris, 2003.
Dictionnaire historique de la langue francaise, tome 2 « F-PR », Dictionnaire le Robert-
SEJER, 1998, sous la direction d’Alain Rey, Réimpression mise à jour, mars 2006.
Dictionnaire de l’académie française, la neuvième édition (mise en ligne et consultable sur
site grâce à la collaboration de l’institut national de langue française, http://atilf.atilf.fr/FLE .
MERLIN (Pierre), (coordination Général), et CHOAY (Françoise), Dictionnaire de
l’urbanisme et de l’aménagement, QUADRIGE/MANUAL, 1é édition, avril 2005, Presses
universitaire de France, 1988.
Lexique des termes juridiques, 9 éditions, DALLOZ, 1993.
Le petit larousse compact 1998, larousse-Bordas 2007.
Le petit Larousse illustré 2007, Larousse 2006.

IX. Jurisprudence:

A/ Jurisprudence Algérienne :
Arrêt de la cour suprême, chambre administrative, Affaire : « IGHILAHRIZ MOHAMED »
contre / 1° M. le ministre de l’intérieur, 2° M. Le Wali de wilaya d’Alger, Arrêt n°76 du 28
Avril 1979, Dossier n°17351.

B/ Jurisprudence Française :
Conseil d'Etat, 2 / 6 SSR, du 6 mai 1988, 78833, mentionné aux tables du recueil Lebon.
Conseil d'État, 7ème et 2ème sous-sections réunies, 11/09/2006, 265174.
Conseil d’état 14 juin 1999, Conseil de fabrique de la cathédrale de Strasbourg, recueil Lebon,
N° 265174.

273
Cour administrative d'appel de Marseille, 2e chambre, du 27 décembre 2001, 98MA01169,
inédit au recueil Lebon.
CAA de Nancy, 1996-05-02, Commune de Sarre-Union c/ Consorts Koenig, n° 94NC00118.
Cour de Cassation, Chambre civile 1, du 16 mars 1983, 81-14.454, Publié au bulletin.

X. Articles de Journaux :

Le Temps d’Algérie, l’actualité ; « L’Algérie à la 83e place », Le jeudi 10 septembre 2009,


n°208, p.4.
Abrous (P.O.), « Patriotisme économique, à l’émergence d’une économie national » l’édito,
Réb ; l’actualité en question, LIBERTE, le mercredi 24 décembre 2008, n° 4953, p.3
« L’autre axe du développement », Réb ; économie, LIBERTE, le Mercredi 24 décembre
2008, n° 4953, col ;2, p.6.
EL MOUDJAHID, « priorité au soutien à la croissance et au développement du sud et des
hauts plateaux », Rub ; l’événement, Mercredi 31 décembre 2008, n° 13470, p.3.
« L’entreprise chinoise dénonce « le favoritisme » exercé par le DJS », EL WATAN, jeudi 8
octobre 2009, réb ; L’Actualité, n°5758, p.6.
« Investissement et affaires », supplément mensuel, Arabe-Français 87/78, LE MAGHREB,
du 31 mars 2007, n°01, p.27.
Benachenhou (A.), « Keynes est mort », 2e partie, EL WATAN, le Mardi 20 janvier 2009, réb ;
contribution, n°5536, pp.10/11.
Benachenhou (A.), « Keynes est mort », 1er partie, EL WATAN, le Mercredi 21 janvier 2009,
réb ; contribution, n°5537, pp.10/11.
EL-DJAZAÏR.com, Magazine de l’économie et des TIC, Revue mensuelle- n°18- Septembre
2009.
BTPH news, Revue Bimestrielle du bâtiment des travaux publics et de l’hydraulique et de
l’environnement, numéro double 7 et 8, janvier-avril 2007.
« Le dossier du séisme du boumerdès atterrit chez les juges », journal LIBERTE ; 8 avril
2007, Page 2.
« Grand ensembles urbains, éviter les erreurs de conception », EL WATAN Immobilier,
semaine du dimanche 15 au samedi 21 avril 2007, page 4/5.
« Intégration des ouvrages technique en milieu urbain ou naturel », EL WATAN Immobilier,
semaine du dimanche 1 au samedi 7 juillet 2007, page 6/7.
« Procès du séisme du boumerdès : plus d’interrogations que de réponses…non respect d’une
recommandation d’un ingénieur du CTC », EL WATAN, mercredi 18 juillet 2007, page 7.
« Procès du séisme du boumerdès », EL WATAN, dimanche 22 juillet 2007, page 5.
« Les décisions de justice, le sens des jugements », journal EL WATAN, dimanche 12 août
2007, page 11.
« Bataille technique autour de la future mosquée d’Alger, traditionalistes s’opposent », EL
WATAN dimanche 11 novembre 2007, page 1 et 5.
« Etudes et réalisations urbaines, en finir avec le vieux système », EL WATAN Immobilier,
semaine du dimanche 2 au samedi 8 décembre 2007, page 4.
« Projet de la grande Mosquée D’Alger, un bureau d’étude germano-tunisien remporte le
marché », EL WATAN, 13 janvier 2008, page 5.
Belfadel (A.), La construction en Algérie quel degré de vulnérabilité ? 2008, 4p.
« Le droit de l’investissement étranger en Algérie et le droit au développement », Maître
Mohamed Bentoumi, La tribune, Le 07/07/2008.
Reconduire le précédent plan de relance ou change de modèle économique ? A jusqu'à 150
milliards de dollars pour nouveau programme, le quotidien d’Oran, le 20/12/2008., p.2.
274
ELWATAN Immobilier, semaine du dimanche 25 à Samedi 31 décembre 2006, « clôture des
Assises de l’architecture », « adoption de plusieurs recommandations ».
« Le code des marchés revu et corrigé », l’événement, Le Quotidien d’Oran, Jeudi 28 janvier
2010-n°4605, p.5.
« Ouyahia ordonne de réduire le recours aux Bureaux d’Études étrangers », ELWATAN,
Mardi 5 janvier 2010, réb ; L’Actualité, n°5833, p.1, et 3.
« Il y a des mauvais Maître d’ouvrage », L’Actualité, visite du ministre de l’Habitat à
Bouira », El watan, Mardi 9 novembre 2010, n°6095, p.5, col.3.
« L’entrepreneurship : Remède-choc pour la relance de la croissance et la résorption du
chômage », IDEES-DEBAT, Par Dr. Arezki Ighemat, El watan, Mercredi 24 novembre 2010,
n°6108, p.18, col.3.
« L’inextricable code des marchés publics 2010», EL WATAN, Lundi 28 février 2011, réb ;
Idées-Débat, n°6187, pp.18, 19.

XI. Sites Juridiques et Professionnelle :

http://www.ordre-geometres.org.dz/gxf.htm ordre des Géomètres


http://www.CLOA-DZ.org/gxf.htm ordre des Architectes
http://www.uia-architectes.org UIA (Union internationale des Architectes)
http://www.archi.fr
http://www.cnrtl.fr/définition/rémunération Centre National de Ressources Textuelles et Lexicales.
http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func )‫(الموسوعة العربية‬
http://atilf.atilf.fr/FLE Dictionnaire de L’académie française, Neuvième édition ; version
informatisée. (ATILF, C.N.R.S.).
http://www.legifrance.gouv.fr
http://www.boe.es

XII. Cahier des charges :

iv. M.H.U., Direction des programmes d’habitat et de la promotion immobilière,


Prescriptions Techniques et Fonctionnelles applicables aux logements sociaux, octobre
2007.
v. Agence national de l’eau potable et industrielle et de l’assainissement, Budget
d’équipement public, chapitre 323, opération no.N.D5.323.3.263.845.06 Marché no.
74/92, ETUDE d’Approvisionnement en eau potable et industrielle des centres
URBAINS, Lot 5, dossier d’appel d’offres des réservoirs, pièce 2 – volume 1, cahier
des clauses générale administratives et financières, EDITIONS DIFINITIVE DAR
AL-HANDASAH, A 9162/L5/CCG.

275
‫الـفـهـرس‬
‫مـقـدمـة‪1 .........................................................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تكوين عقد إدارة المشروع في ميدان البناء ‪11 ......................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬قواعد و إجراءات إبرام صفقة إدارة المشروع ‪11 ....................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المبادئ و األركان األساسية لصفقة إدارة المشروع ‪11 ...............................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مبادئ إبرام عقد إدارة المشروع في إطار قانون الصفقات العمومية ‪11 ..................‬‬
‫أوال‪ :‬المبادئ األساسية للطلبية العمومية ‪11 .........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبدأ حرية اإلدارة (صاحبة المشروع) في االختيار ‪11 .........................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬شرط احترام الحد المالي كشرط لوجود الصفقة العمومية ‪11 ...................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األركان األساسية لصفقة إدارة المشروع ‪11 ..........................................‬‬
‫أوال‪ :‬الرضا ‪11 ...................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬المحل ‪11 ...................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬السبب ‪11 ...................................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬اختصاص صاحب المشروع العمومي وتأهيل صاحب العمل المترشح ‪11 ..............‬‬
‫أوال‪ :‬اختصاص صاحب المشروع العمومي أو السلطة المسؤلة عن الصفقة ‪11 .......................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تأهيل صاحب العمل الخاص (المترشح) ‪12 ...................................................‬‬
‫أ ‪ -‬عملية رقابة المترشحين (رقابة تأهيلهم)‪12 .....................................................‬‬
‫ب ‪ -‬معايير تأهيل المترشحين‪-‬أصحاب العمل ‪13 .............................-Maîtres d’œuvre‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات إبرام صفقة إدارة المشروع في إطار قانون الصفقات العمومية ‪11 ...........‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إجراء المناقصة كقاعدة عامة في إبرام صفقة إدارة المشروع‪11 ........................‬‬
‫أوال‪ :‬المناقصة المفتوحة و المناقصة المحدودة‪11 ...................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬المناقصات الدولية ‪13 ................................ Appels d’offres internationaux‬‬
‫ثالثا‪ :‬المـزايـدة ‪12 ............................................................... Adjudication‬‬
‫رابعا‪ :‬إجراء المسابقة ‪11 ............................................................. Concours‬‬
‫خامسا‪ :‬المسابقات الدولية ‪13 ......................................................................‬‬
‫سادسا‪ :‬االنتقاء األولي و االستشارة االنتقائية ‪12 ....................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إجراء التراضي كاستثناء في عملية إبرام صفقة إدارة المشروع ‪14 .....................‬‬
‫أوال‪ :‬التراضي البسيط ‪11 ................................................... Gré a Gré Simple‬‬
‫ثانيا‪ :‬التراضي بعد االستشارة ‪33 .............................Gré a Gré après consultation‬‬
‫‪276‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬عملية الترشح و إبرام صفقة إدارة المشروع ‪31 ....................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الترشح (أصحاب العمل) إلى المناقصات أو تقديم العروض ‪31 .......................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلعالن عن المناقصة ‪31 ............................................................‬‬
‫أوال‪ :‬اإلعالن بالوسائل المكتوبة ‪31 ................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلعالن عن طريق بوابة الكترونية ‪33 .............................. Portail électronique‬‬
‫ثالثا‪ :‬بيانات المناقصة ‪32 ..........................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬عروض المناقصة ‪35 ......................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬كيفية تقديم اقتراحات المتنافسين‪-‬أصحاب العمل ‪21 ................................. -‬‬
‫أوال‪ :‬مبدأ المساواة ما بين المتنافسين ‪21 ...........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬كيفية التقدم إلى المناقصة ‪21 .................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬اآلثار المترتبة على المنح المؤقت ‪53 .........................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إبرام الصفقة و المصادقة علىيها و الوثائق المكونة لها ‪52 ...........................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المصادقة على الصفقة و اعتمادها‪52 .................................................‬‬
‫أوال‪ :‬المفاوضات في صفقة إدارة المشروع ‪52 .....................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة اإلبرام و المصادقة على صفقة إدارة المشروع ‪52 .....................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬مرحلة اعتماد الصفقة ‪54 ....................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الوثائق المكونة لصفقة إدارة المشروع ‪43 ............................................‬‬
‫أوال‪ :‬دفتر الشروط كعنصر من عناصر عقد إدارة المشروع ‪43 .....................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬البرنامج كعنصر من عناصر عقد إدارة المشروع ‪44 .........................................‬‬
‫خالصة الفصل األول ‪11 ..........................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تنفيذ صفقة إدارة المشروع في ميدان البناء ‪11 .....................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التزامات صاحب العمل المتعاقد في صفقة إدارة المشروع ‪13 ........................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مبدأ التنفيذ الشخصي لصفقة إدارة المشروع‪13 ......................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أشكال تنفيذ صفقة إدارة المشروع ‪13 .................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التجمع في تنفيذ عقد إدارة المشروع‪13 .......................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعامل الثانوي في عقد إدارة المشروع ‪15 ...................................................‬‬
‫أ ‪ -‬مفهوم التعامل الثانوي أو الفرعي ‪15 ...........................................................‬‬
‫ب ‪ -‬اآلثار القانونية المترتبة عن عملية التنازل الجزئي للصفقة ‪131 ................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التطبيقات األخرى لمبدأ التنفيذ الشخصي لاللتزامات التعاقدية ‪133 ....................‬‬

‫‪277‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مهام صاحب العمل في إطار عقد إدارة المشروع في ميدان البناء ‪135 ..............‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التزامات صاحب العمل الرئيسية في عقد إدارة المشروع ‪135 .........................‬‬
‫أوال‪ :‬مهام صاحب العمل في إطار القرار الوزاري المشترك لسنة ‪135 ...................... 1144‬‬
‫ثانيا‪ :‬مهام صاحب العمل في إطار المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة‬
‫المشروع في ميدان البناء‪ ،‬و أجر ذلك ‪111 ........................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التزامات صاحب العمل النوعية ‪113 ................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التزامات مرتبطة بمفهوم الملكية الفكرية ‪113 ................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬االلتزام باحترام آجال الدراسات التعاقدية ‪111 ................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬التزام صاحب العمل بالسرية فيما يخص الصفقات المتعلقة بالدفاع ‪113 ........................‬‬
‫رابعا‪ :‬التزام صاحب العمل بالتأمين من مسؤولية المدنية المهنية ‪111 ...............................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تعديل التزامات صاحب العمل في عقد إدارة المشروع ‪111 .........................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التعديل اإلتفاقي لاللتزامات صاحب العمل ‪111 .......................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التعديل بواسطة الملحق كوثيقة تعاقدية ‪111 ..........................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التعديالت الحاصلة بسبب ظروف خارجة عن إرادة األطراف ‪115 ...................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬حقوق صاحب العمل المتعاقد في صفقة إدارة المشروع ‪113 ........................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أجــرة صاحب العمل في عقد إدارة المشروع ‪113 ..................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم األجرة و تحديدها في عقد إدارة المشروع ‪113 .................................‬‬
‫أوال‪ :‬تحديد أجرة صاحب العمل في صفقة إدارة المشروع ‪111 .....................................‬‬
‫أ ‪ -‬تحديد أجرة صاحب العمل وفقا ألحكام القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 13‬مايو سنة ‪1144‬‬
‫المتضمن كيفيات ممارسة تنفيذ األشغال في ميدان البناء و أجر ذلك ‪111 ............................‬‬
‫ب ‪ -‬نظام األجرة في إطار المشروع التمهيدي للقانون الذي يحدد شروط ممارسة إدارة المشروع في‬
‫ميدان البناء و أجر ذلك ‪131 ......................................................................‬‬
‫ج ‪ -‬مبدأ ثبات أجرة صاحب العمل في صفقة إدارة المشروع ‪121 ..................................‬‬
‫د ‪ -‬القوة اإللزامية للبنود المتعلقة باألجر ‪162 ......................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التغييرات الحاصلة في أجرة إدارة المشروع ‪163 ..................... Variations des Prix‬‬
‫أ ‪ -‬التغيرات باتفاق األطرف (التحيين و المراجعة)‪163 ............................................‬‬
‫‪.1‬التحيين ‪163 .................................................................. Actualisation‬‬
‫‪.1‬مراجعة األجرة أو السعر ‪165 ............................................ Revision des prix‬‬
‫ب ‪ -‬التغييرات الحاصلة بسبب ظروف خارجة عن إرادة األطراف ‪169 ............................‬‬

‫‪278‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬كيفية تسديد األجرة و الضمانات المالية ‪170 .........................................‬‬
‫أوال‪ :‬كيفية تسديد األجرة ‪170 .............. Modalité de Règlement de la rémunération‬‬
‫أ ‪ -‬قواعد تسديد أجرة صاحب العمل الخاص (التمويل اإلداري) ‪170 ...............................‬‬
‫‪)1‬تمويل الصفقة بدفع التسبيقات ‪171 ..............................................................‬‬
‫‪)1‬تمويل الصفقة بالدفع على الحساب ‪173 ............................................ Acompte‬‬
‫‪)1‬التمويالت (التسبيقات و الدفع على الحساب) و خصوصية صفقة إدارة المشروع ‪175 .............‬‬
‫‪)1‬التسديد النهائي و صرف الدفعات المالية ‪176 ...................................................‬‬
‫ب ‪ -‬عملية الدفع في صفقة إدارة المشروع ‪151 ...................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الضمانات في صفقة إدارة المشروع ‪143 ....................................................‬‬
‫أ ‪ -‬الضمانات المتعلقة بتنفيذ صفقة إدارة المشروع ‪142 ............................................‬‬
‫ب ‪ -‬أحكام خاصة بالضمانات ذات الصبغة الحكومية ‪111 ..........................................‬‬
‫ج ‪ -‬الرهن الحيازي لصفقة إدارة المشروع ‪111 ...................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حق الملكية الفنية لصحاب العمل على مصنفه المعماري ‪112 .......................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شروط حماية حق صاحب العمل على مصنفه و نطاق حمايته ‪115 ....................‬‬
‫أوال‪ :‬شروط الحماية بموجب حقوق المؤلف ‪115 ...................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬نطاق حماية الحقوق الفكرية لصاحب العمل على مصنفه المعماري ‪111 .......................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬طبيعة حماية حق صاحب العمل على مصنفه المعماري في إطار صفقة إدارة المشروع‬
‫‪135 ............................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الحقوق المادية أو المالية ‪135 ......................................Droits Patrimoniaux‬‬
‫أ ‪ -‬انجاز المصنف المعماري في إطار الصفقة العمومية إلدارة المشروع ‪131 ......................‬‬
‫ب ‪ -‬التنازل عن الحقوق المادية في إطار القرار الوزاري المشترك لسنة ‪111 ................ 1144‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحقوق المعنوية ‪111 .................................................... Droits moraux‬‬
‫أ‪ -‬حق كشف المصنف المعماري ‪111 .............................................................‬‬
‫ب‪ -‬حق النسب أو األبوة ‪112 .....................................................................‬‬
‫ج‪ -‬حق سحب المصنف المعماري ‪115 ..........................................................‬‬
‫د ‪ -‬حق إحترام سالمة المصنف ‪111 .............................................................‬‬
‫‪ -1‬مدى احترام سالمة المصنف المعماري من قبل صاحب المشروع العمومي ‪111 .................‬‬
‫‪ - 1‬الطبيعة القانونية للمصنف المعماري المنجز في إطار الصفقة العمومية ‪111 ....................‬‬
‫‪ – 1‬مواءمة النظام القانوني لملكية البناء و نظام الملكية الفنية لصاحب العمل ‪113 ..................‬‬

‫‪279‬‬
‫خالصة الفصل الثاني ‪114 ........................................................................‬‬
‫الخاتمة ‪111 .....................................................................................‬‬
‫الملحق ‪111 .....................................................................................‬‬
‫المصطلحات القانونية األساسية ‪111 ..............................................................‬‬
‫ببليوغرافيا ‪111 ................................................................ Bibliographie‬‬

‫‪280‬‬

Vous aimerez peut-être aussi