Vous êtes sur la page 1sur 6

‫التجارية‬

‫مجموعة شهرزاد قاسم ‪A1‬‬

‫المذهب التجاري هو فكرة وسياسة اقتصادية تم إنشاؤها بين القرنين السادس عشر والثامن عشر‪ .‬يتميز هذا التيار‪ ،‬المتأثر‬
‫باإلصالح وعصر النهضة‪ ،‬بالفصل التدريجي بين السلطة السياسية والكنيسة‪ ،‬وبطريقة جديدة لفهم الثروة‪ .‬يعتمد التفكير‬
‫التجاري على البلدان والمؤلفين‪ ،‬لكنه يهدف دائًم ا إلى إثراء السيادة‪ .‬تقوم المذهب التجاري على امتالك المعادن الثمينة مثل‬
‫الذهب أو الفضة‪ ،‬والتي من المفترض أن تكشف عن ثروة أي بلد‪ .‬وإحدى وسائل القيام بذلك هي التجارة الخارجية‪ .‬والواقع‬
‫أن العمالت في ذلك الوقت كانت متداولة فقط بين األكثر حظًا‪ ،‬وكان وصول أعداد كبيرة من المعادن الثمينة من العالم‬
‫الجديد سببًا في تعزيز هذه القناعة‪.‬‬

‫ولكن كيف تطورت المذهب التجاري؟ وما األفكار التي تنبثق عنه؟‬

‫أوًال ‪ ،‬سنتناول مفهوم االقتصاد من العصور القديمة إلى عصر النهضة‪ ،‬واالنتقال بعد اإلقطاع‪ ،‬وتأكيد الدولة القومية‪،‬‬
‫والنزعة التجارية في أوروبا والعواقب على بقية العالم‪ .‬ثانًيا‪ ،‬سنتعامل مع األشكال المختلفة للسياسات الناتجة عن المذهب‬
‫التجاري‪ ،‬واالنتقادات الموجهة إلى هذا المذهب‪ ،‬وأخيًر ا المذهب التجاري الجديد‪.‬‬

‫كيف تطورت المذهب التجاري؟‬

‫من العصور القديمة إلى عصر النهضة‬

‫لقد ظهر االقتصاد السياسي كما نعرفه اليوم متأخرا جدا بالنسبة لتطور المجتمع‪ .‬كان على النشاط االقتصادي أن يفصل‬
‫نفسه عن الدين واألخالق ليصل إلى ما هو عليه اليوم‪.‬‬

‫لنبدأ برؤية كيف انتقلنا من العصور القديمة حيث تم إدانة األنشطة التجارية‪ ،‬إلى ترميمها خالل عصر النهضة‪.‬‬

‫ويرى فالسفة اليونان أنه ال يوجد اقتصاد سياسي ألنه بالنسبة لهم مجرد مظهر من مظاهر الحياة االجتماعية أو حياة‬
‫المدينة‪ ،‬وهو في نظرهم قائم على الطبيعة‪ .‬يتميز اقتصاد اليونان القديمة بسيادة الزراعة القوية‪ ،‬فهي أساس االقتصاد‬
‫والمجتمع‪ .‬من السادسه القرن ما قبل الميالد قبل الميالد‪ ،‬تطورت الحرف والتجارة‪ ،‬وخاصة البحرية‪ .‬ليس لدى اليونانيين أي‬
‫مصطلح محدد لإلشارة إلى جميع عمليات اإلنتاج والتبادل‪.‬‬

‫تحرير اإلنسان من الكنيسة‬

‫وسنشهد تراجع الفكر السياسي واالقتصادي في العالم الروماني وفي العصور الوسطى مع نجاح المسيحية‪ .‬ولذلك فإن‬
‫االقتصاد خالل عصر النهضة ينأى بنفسه عن األخالق لكي يصبح أكثر كفاءة‪ ،‬ولم تعد الفلسفة االقتصادية تعمل لصالح‬
‫الكنيسة ولكنها تتطور بشكل منفصل عن الكنيسة‪ ،‬بل إنها في بعض األحيان تعمل ضد المسيحية‪ .‬خالل هذه الفترة سينتقل‬
‫مفهوم االقتصاد من إدانة االقتصاد باسم األخالق إلى إدانة األخالق باسم االقتصاد‪ ،‬وهنا ستتطور المذهب التجاري‪ .‬نجح‬
‫الفكر التجاري في إلغاء سيطرة الدين على األنشطة االقتصادية‪ ،‬ولكن دون جعلها مستقلة عن حسن نية الملوك‪.‬‬

‫التحول بعد اإلقطاع‬

‫تطورت المذهب التجاري بين عامي ‪ 1450‬و‪ ،1750‬وهي فترة تتميز بتحوالت جذرية واضطرابات كبيرة‪ ،‬وهي مناسبة‬
‫لظهور عقليات جديدة (خاصة تحرير اإلنسان)‪ ،‬والنشاط االقتصادي والبحث العلمي‪ .‬سمحت االكتشافات العظيمة في ذلك‬
‫الوقت بتوسيع التجارة الدولية‪ ،‬كما سمح اختراع البوصلة والتلسكوب بانفتاح جديد على العالم‪ :‬في عام ‪ 1456‬نزل‬
‫البرتغاليون إلى أفريقيا‪ ،‬وفي عام ‪ 1492‬ذهب كريستوف كولومبوس إلى أمريكا‪ ،‬وفي عام ‪ 1498‬فاسكو دا جاما ذهب إلى‬
‫الهند وفي عام ‪ 1519‬قام فرناند دي ماجالن بأول رحلة حول العالم‪.‬‬
‫من خالل منظور الغرب‪ ،‬غالًبا ما ُينظر إلى اإلقطاع على أنه انتقال من العصور الوسطى إلى الرأسمالية‪ ،‬وهي مرحلة‬
‫"إبداعية" في تطور الغرب‪.‬‬

‫سيجد النظام االجتماعي في أوروبا نفسه قد تغير‪ :‬سوف يصبح نبالء األرض فقراء بينما تظهر طبقة اجتماعية مهمة جديدة‪،‬‬
‫وهي طبقة التجار‪ .‬سيسمح تدفق المعادن الثمينة بازدهار األنشطة االقتصادية والتجارية وتطوير تقنيات جديدة (الطباعة‪،‬‬
‫وصناعة المنسوجات الفاخرة‪ ،‬والمدفعية‪ ،‬وما إلى ذلك)‪ ،‬ولكنه سيؤدي أيًض ا إلى تضخم األسعار في أوروبا‪ ،‬مما يدفع‬
‫المفكرين إلى التشكيك في مدى أهمية ذلك‪ .‬طبيعة الثروة وتطوير تفكير جديد في االقتصاد‪.‬‬

‫نجح الفكر التجاري في إلغاء سيطرة الدين على األنشطة االقتصادية‪ ،‬ولكن دون جعلها مستقلة عن حسن نية الملوك‪.‬‬

‫تأكيد الدولة القومية‬

‫إن تأكيد الدولة القومية هو أيًض ا ناقل للمذهب التجاري (الدولة المستقلة عن األخالق والدين)‪.‬‬

‫في القرن السادس عشر‪ ،‬أدى اختفاء المجتمع اإلقطاعي إلى ظهور شكل جديد من السلطة‪ :‬الدولة‪ .‬وتتمركز السلطة في يد‬
‫األمير‪ ،‬الذي يتمتع بالسلطة المطلقة على رعاياه‪ .‬ويتمتع األمير أيًض ا بسلطة حصرية لسك النقود‪ ،‬مما يعكس هيمنة السياسة‬
‫على االقتصاد‪ .‬وفي إطار العقيدة االقتصادية التجارية‪ ،‬كان دور الدولة هو السائد والتدخلي‪ ،‬مما يمثل فترة كانت فيها‬
‫العالقة الوثيقة بين السلطة السياسية والنمو االقتصادي في قلب االهتمامات‪ .‬المذهب التجاري‪ ،‬الذي تطور في المقام األول‬
‫في القرون السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر‪ ،‬دعا إلى الرخاء الوطني من خالل تراكم الثروة‪ ،‬في المقام األول في‬
‫المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة‪.‬‬

‫لعبت الدولة التجارية دوًرا مركزًيا في تشجيع الصادرات وتقييد الواردات‪ .‬سعت الحكومات إلى خلق توازن تجاري‬
‫مناسب‪ ،‬وبالتالي تفضيل دخول الذهب والفضة إلى البالد‪ .‬ولتحقيق هذا الهدف‪ ،‬تدخلت الدولة بنشاط في االقتصاد من خالل‬
‫تنفيذ سياسات حمائية مثل الرسوم الجمركية المرتفعة‪ ،‬ودعم الصناعات المحلية‪ ،‬وإنشاء االحتكارات التجارية‪ .‬وتهدف هذه‬
‫اإلجراءات إلى تعزيز اإلنتاج المحلي‪ ،‬وحماية الصناعات الناشئة‪ ،‬وضمان الهيمنة االقتصادية في األسواق الدولية‪.‬‬

‫عالوة على ذلك‪ ،‬كانت الدولة متورطة في كثير من األحيان في األنشطة اإلمبريالية‪ ،‬حيث سعت إلى توسيع األراضي‬
‫وإنشاء مستعمرات الستغالل الموارد الطبيعية وتأمين األسواق األسيرة‪ .‬وعززت االحتكارات التجارية التي منحتها الدولة‬
‫سيطرتها على التجارة الخارجية‪.‬‬

‫باختصار‪ ،‬في النظام االقتصادي التجاري‪ ،‬لعبت الدولة دوًرا مباشًرا ونشًطا في تنظيم االقتصاد الوطني‪ .‬كان هدف تدخله‬
‫هو تعزيز القوة االقتصادية والسياسية لألمة من خالل مراكمة الثروة وتعزيز اإلنتاج الوطني وإقامة وجود إمبريالي لضمان‬
‫الوصول إلى الموارد‪ .‬وقد تم التشكيك في هذا النموذج وتطوره مع مرور الوقت مع ظهور نظريات اقتصادية جديدة‪ ،‬لكنه‬
‫ترك أثرا كبيرا على التنمية االقتصادية والسياسية في العديد من الدول‪.‬‬

‫التجارية في أوروبا‬

‫منذ القرن السادس عشر‪ ،‬كان لالقتصاديين التجاريين تأثير كبير على إدارة السياسات االقتصادية للحكومات في ذلك الوقت‪.‬‬
‫إنهم ال يسعون إلى معرفة ما إذا كانت األفعال االقتصادية تتفق مع األخالق المسيحية‪ ،‬بل يسعون إلى إيجاد الوسائل المتاحة‬
‫لبلد ما إلثراء نفسه‪ .‬لقد اختلفت الطرائق الملموسة المقترحة لزيادة ثروة األمم باختالف البلد وأدت إلى ظهور عدة اتجاهات‪.‬‬

‫أوال‪ ،‬المذهب التجاري السبائكاإلسبانية أو الهوس بالمعادن الثمينة‪ :‬كانت السياسة التجارية التي اتبعتها إسبانيا تتمثل في‬
‫تشجيع إعادة المعادن الثمينة من "العالم الجديد" وعرقلة خروجها من األراضي اإلسبانية‪ .‬وهكذا‪ ،‬كانت مهمة المغامرين‬
‫اإلسبان هي التركيز في المقام األول ليس على البلدان المزودة بوفرة بالمواد الخام القابلة لالستغالل أو الماشية أو غيرها‬
‫من السلع المفيدة‪ ،‬ولكن على المناطق التي تتمتع إلى حد كبير بالذهب والفضة‪ .‬وعلى نحو مماثل‪ ،‬ومن أجل منع هروب‬
‫المعادن الثمينة إلى الخارج‪ ،‬اضطرت السلطات األسبانية إلى ممارسة سياسة الحماية من خالل فرض ضرائب مرتفعة‬
‫للغاية على صادراتها‪ .‬إن اتباع مثل هذه السياسة لم يسهم في إثراء البالد بشكل دائم‪ ،‬بل أدى إلى ارتفاع حاد في األسعار‪،‬‬
‫األمر الذي أثار تساؤالت بين المهتمين بالقضايا االقتصادية‪ .‬إن اإلدانة القاسية التي صدرت ضد أخطاء صناع السبائك‬
‫اإلسبان لم يتم تحديها لمدة مائة عام‪On s'attacha à la défense des politiques mercantilistes, en .‬‬
‫‪montrant qu'elles sont rationnelles si on les considère comme les moyens appropriés à la‬‬
‫‪ 'réalisation de certaines fins, c'est-à-dire des fins d'affirmation du pouvoir de l‬حالة‪ .‬ولعل اهتمام‬
‫أنصار المذهب التجاري بتدفق الذهب كان أيضًا بمثابة حدس للعالقة بين وفرة األموال وانخفاض أسعار الفائدة‪.‬‬

‫التجاريةفرنسي‪ :‬اقترح االقتصاديون الفرنسيون سياسات مختلفة تماًم ا عن سياسات اإلسبان‪ .‬في فرنسا‪ ،‬جي بودين‪,‬يسلط‬
‫الضوء على العالقة بين كمية األموال المتداولة ومستوى األسعار ويشكل أول تفسير نقدي للتضخم‪ .‬وفي القرن السابع‬
‫عشر‪ ،‬رأى مستشارو األمير أن تطوير التصنيع هو المصدر األساسي لإلثراء‪ .‬وهكذا تم وصف النزعة التجارية الفرنسية‬
‫بأنها صناعية‪ .‬ولذلك تركز فرنسا على الزراعة وعلى التنمية الصناعية والحرفية‪ .‬يتم تقديم دعم كبير من الدولة للصناعة‬
‫الوطنية من خالل تنفيذ سياسة حمائية فعالة والتدخل المباشر في الحياة التجارية‪ ،‬والهدف هو االستفادة من الفوائض‬
‫التجارية‪ .‬هذه هي األفكار التي دافع عنها في فرنسا مونكريستيانالذي نشر رسالة في االقتصاد السياسي عام ‪ .1615‬ويستند‬
‫هذا المفهوم للمذهب التجاري بالنسبة له إلى التمييز بين المال والثروة‪" :‬ليست وفرة الذهب أو الفضة‪ ،‬وكمية اللؤلؤ أو‬
‫الماس‪ ،‬هي التي تجعل الدول غنية وواسعة‪ ،‬بل توفير األشياء الضرورية للحياة" الحياة ومناسبة للمالبس‪ .‬وكان العبا‬
‫رئيسيا في المذهب التجاري جان بابتيست كولبير‪ ،‬المراقب المالي العام في عهد لويس الرابع عشر في فرنسا‪ .‬كان كولبير‬
‫مدافًع ا عن تدخل الدولة في االقتصاد‪ .‬لقد نفذ سياسات لصالح الصناعات المحلية‪ ،‬وإنشاء االحتكارات‪ ،‬ودعم الشركات‪،‬‬
‫وتوسيع المستعمرات لضمان إمدادات ثابتة من المواد الخام ("ثروة األمم" المنشورة عام ‪.)1776‬‬

‫التجاريةبريطاني‪ :‬وبما أن إنجلترا جزيرة‪ ،‬فقد سلطت الضوء على أصولها الرئيسية من خالل التركيز على التجارة‬
‫البحرية‪ .‬ومن خالل خلق احتكار في هذا القطاع‪ ،‬يمكن للبالد السيطرة بسهولة على التجارة الخارجية وتصبح الوسيط‬
‫الرئيسي في المعامالت التجارية‪ .‬لكن هذه المدرسة الفكرية أقرب إلى الليبرالية ألنه كان من المناسب ترك حرية كبيرة‬
‫للتجارة وإقامة نظام تجارة حرة لتشجيعها‪ .‬كان من أوائل منظري المذهب التجاريتوماس مون‪ ،‬تاجر وكاتب إنجليزي من‬
‫القرن السابع عشر‪ .‬وأكد مون على أهمية الفائض التجاري‪ ،‬داعًيا إلى أن تقوم الدول بتصدير سلع أكثر مما تستورده من‬
‫أجل تجميع المعادن الثمينة‪ ،‬وخاصة الذهب والفضة‪ .‬وفي السياق اإلنجليزي‪ ،‬ترك االقتصادي والسياسي تشارلز دافينانت‬
‫أيًض ا بصمته على المذهب التجاري‪ .‬روج دافينانت لنظرية التوازن التجاري المواتي ودافع عن الحاجة إلى قوة بحرية قوية‬
‫لحماية طرق التجارة وضمان التفوق االقتصادي‪.‬‬

‫النزعة التجارية األوروبية على بقية العالم‪:‬‬

‫خالل عصر النزعة التجارية في أوروبا‪ ،‬والذي امتد من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر‪ ،‬سعت القوى‬
‫االستعمارية األوروبية إلى تعزيز ثرواتها الوطنية من خالل استغالل موارد األراضي التي استعمرتها‪ .‬ومن أجل تجميع‬
‫هذه الموارد القيمة‪ ،‬مددت الدول األوروبية سيطرتها على مناطق بعيدة في جميع أنحاء العالم‪.‬‬

‫كان االستعمار هو األداة الرئيسية لهذه السياسة التجارية‪ ،‬حيث أتاح للمدن األوروبية إمكانية الوصول المباشر إلى الموارد‬
‫الطبيعية الوفيرة للمستعمرات‪ ،‬مثل المعادن الثمينة والمواد الخام والمنتجات الغريبة‪ .‬غالًبا ما تم استغالل المستعمرات‬
‫ألغراض اقتصادية‪ ،‬حيث تعرض السكان األصليون ألنظمة االستغالل واالستخراج والعبودية‪ .‬ثم تم نقل المنتجات‬
‫االستعمارية إلى أوروبا لتغذية الصناعات المحلية‪ ،‬وبالتالي تعزيز القوة االقتصادية للدول المستعمرة‪.‬‬

‫بعد اكتشاف أمريكا وغزو السكان األصليين‪ ،‬استولى األوروبيون بسرعة على األراضي الجديدة‪ .‬وبسرعة كبيرة‪ ،‬تم تنظيم‬
‫التجارة بين المستعمرات ودول أوروبا‪ .‬وباإلضافة إلى المنتجات الجديدة‪ ،‬قام المستوطنون بتصدير منتجات زراعية أخرى‬
‫مهمة مثل التبغ والسكر والقهوة باإلضافة إلى االستفادة من المعادن الثمينة التي تحتويها التربة األمريكية‪.‬‬

‫كان البرتغاليون أول من نظم التجارة االستعمارية بشكل احتكاري‪ ،‬نيابة عن الملك وعلى متن سفنه‪ ،‬حتى لو استخدمها‬
‫تجار القطاع الخاص لمصلحتهم الخاصة‪.‬‬

‫الحظ الغزاة اإلسبان بسرعة ثروة مدن الحضارات األصلية‪ .‬وهذا أيًض ا ما يدفعهم الستكشاف المنطقة‪ :‬للعثور على المزيد‬
‫من المعادن الثمينة‪ .‬وبالتالي فإن المعادن الثمينة المرسلة إلى أوروبا تأتي من مصدرين‪ :‬األلغام وغنائم الحرب‪ .‬تأتي غنائم‬
‫الحرب بشكل رئيسي من مدن األزتيك واإلنكا‪ .‬عندما استولى الغزاة على هذه المدن‪ ،‬تم تجريدها من ثرواتها‪ .‬من اآلن‬
‫فصاعدا‪ ،‬تتم التجارة في جميع القارات‪ .‬ثم نتحدث عن االقتصاد العالمي‪.‬‬
‫اتخذ االستعمار الفرنسي منعطًفا حاسًم ا في القرن السابع عشر‪ ،‬مع سكان الجزر األمريكية وكندا‪ ،‬وهو ازدهار استعماري‬
‫ال ينفصل عن المذاهب والسياسات السبائكية والتجارية التي تم تنفيذها في عهد ملك الشمس في العديد من الدول األوروبية‪.‬‬

‫يستورد األوروبيون المنتجات الزراعية من أمريكا بكميات كبيرة جًدا‪ .‬في السنوات األولى لالستعمار‪ ،‬كانت المنتجات‬
‫الزراعية تمثل ‪ % 20‬من الواردات األوروبية من أمريكا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬زادت هذه النسبة بشكل ملحوظ خالل القرن الثامن‬
‫عشر‪.‬‬

‫على الرغم من أن المذهب التجاري عزز النمو االقتصادي في أوروبا‪ ،‬إال أنه كان له أيًض ا عواقب مدمرة على المجتمعات‬
‫المستعمرة‪ ،‬مما أدى إلى استغالل الموارد‪ ،‬والحرمان الثقافي‪ ،‬والهيمنة السياسية‪ .‬أرست هذه الفترة أسس العولمة الحديثة‬
‫بينما تركت إرًثا معقًدا ومؤلًم ا في كثير من األحيان في المناطق التي تأثرت بهذا المسعى اإلمبريالي األوروبي‪.‬‬

‫وما األفكار التي تنبثق عنه؟‬

‫اآلن دعونا نتحدث عن أشكال السياسات التجارية‪:‬‬

‫وفقا للمذهب التجاري‪ ،‬فإن األفراد ليسوا كائنات اقتصادية فحسب‪ ،‬بل هم رجال لديهم أنشطة مهنية مختلفة تسعى المذهب‬
‫التجاري إلى تجميعها معا‪ .‬واعتبر االقتصاديون القدماء أن كل شخص لديه اهتمام خاص بكل مهنة‪ ،‬يختلف عن اهتمامات‬
‫المجتمع‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬يريد المفهوم التجاري دمج المصالح الخاصة والمصالح العامة في كيان واحد‪ ،‬لتأسيس أمة‬
‫كبيرة ليس لها سوى المصالح العامة‪.‬‬

‫الهدف األساسي للمذهب التجاري هو تعزيز سلطة الدولة‪ .‬ويعتقد أن الدولة يجب أن تحافظ على ثرواتها داخل البالد‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬وفي سياق حيث يتم تبادل الثروة عبر أركان العالم األربعة نتيجة للتنمية التجارية‪ ،‬يتعين على البلدان أن تحافظ‬
‫على ثرواتها من خالل تصدير المزيد والحد من الواردات‪.‬‬

‫لذا فالبد من تعزيز تدابير الحماية‪ :‬زيادة الرسوم الجمركية‪ ،‬وتنظيم الواردات بشكل صارم‪ .‬وعلى العكس من ذلك‪ ،‬تستفيد‬
‫الصادرات من اإلعانات التي تخدمها‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬من الضروري أيًض ا تعزيز اإلنتاج الداخلي للبالد‪ ،‬من خالل‬
‫تطوير المصانع‪ ،‬ولكن أيًض ا من خالل تطوير الطرق التي تهدف إلى تشجيع التدفق الداخلي للسلع‪ .‬كما نقوم ببناء احتكارات‬
‫تجارية دولية مثل شركة الهند الشرقية‪ ،‬لبيعها بسعر أعلى‪.‬‬

‫التجارة تتم في السياسة‪ .‬بالنسبة للتجار‪ ،‬تتيح لك التجارة أن تصبح ثرًيا‪ .‬ولذلك يجب علينا تشجيع تنمية التجارة الخارجية‬
‫وزيادة الصادرات‪.‬‬

‫ويجب أن يكون الميزان التجاري فائضا ألنه يوضح مستوى ثروة الدولة (موازنة الصادرات مقابل الواردات)‪ .‬وفي الواقع‪،‬‬
‫إذا كانت إيجابية‪ ،‬فهذا يعني أنه تم تجميع الكثير من الذهب‪.‬‬

‫االنتقادات ‪:‬‬

‫يناقش جون لوك في "أطروحتان حول الحكومة المدنية" (‪ )1690‬العديد من األفكار االقتصادية التي تتعارض مع المذهب‬
‫التجاري‪ :‬أيد لوك مفهوم الملكية الفردية كحق طبيعي‪ .‬كان يعتقد أن األفراد لهم الحق في اكتساب وامتالك الممتلكات‬
‫الخاصة‪ ،‬وهو ما يختلف عن المنظور التجاري الذي أكد على تراكم الثروة الوطنية‪ ،‬غالًبا على حساب الحقوق الفردية‪.‬‬
‫فضل لوك التجارة الدولية على أساس التخصص والتعاون‪ .‬وأعرب عن اعتقاده بأن التجارة الحرة والعادلة تعود بالنفع على‬
‫جميع األطراف المعنية‪ .‬يعتقد لوك أن قيمة البضائع تأتي من العمل المستثمر فيها‪ .‬انتقد لوك أيًضا ميل المذهب التجاري‬
‫نحو األنظمة الصارمة واالحتكارات‪ ،‬مفضًال الحكومة المحدودة واألسواق الحرة‪.‬‬
‫ينضم ديفيد هيوم إلى لوك في معظم هذه االنتقادات‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬أدرك هيوم أهمية تقسيم العمل والتخصص في زيادة‬
‫اإلنتاجية‪ .‬على الرغم من أن هيوم انتقد بعض األفكار األساسية للمذهب التجاري‪ ،‬إال أنه لم يعارض تماًم ا جميع مقترحاته‪.‬‬
‫ساعدت كتاباته في إرساء أسس الفكر االقتصادي الكالسيكي‪ ،‬الذي تطور مع مرور الوقت مع مفكرين مثل آدم سميث‪،‬‬
‫ليشكل أساس الليبرالية االقتصادية‪.‬‬

‫مع مرور الوقت‪ ،‬تعرضت المذهب التجاري النتقادات من المفكرين االقتصاديين البارزين‪ .‬وقد واجهت األفكار التجارية‪،‬‬
‫التي تركز على تراكم الثروة المادية‪ ،‬تحدًيا من قبل االقتصاديين الكالسيكيين مثل آدم سميث في القرن الثامن عشر‪ .‬انتقد‬
‫سميث‪ ،‬في عمله األساسي ثروة األمم‪ ،‬فكرة أن ثروة األمة تقاس بكمية الذهب والفضة التي تحتفظ بها‪ ،‬مؤكدا بدال من ذلك‬
‫على أهمية اإلنتاجية والتجارة الحرة‪.‬‬

‫كانت السياسات الحمائية للنزعة التجارية أيًض ا موضع انتقادات‪ ،‬وال سيما من ديفيد ريكاردو‪ .‬في القرن التاسع عشر‪ ،‬طور‬
‫ريكاردو نظرية الميزة النسبية‪ ،‬حيث شكك في الحواجز التجارية التجارية لصالح نهج أكثر انفتاًحا يفضل التخصص‬
‫والتبادل الدولي‪.‬‬

‫أما االنتقادات األخالقية المرتبطة بالسياسات اإلمبريالية المرتبطة بالمذهب التجاري‪ ،‬فقد عبر عنها فالسفة مثل جون‬
‫ستيوارت ميل‪ .‬شكك ميل‪ ،‬في كتاباته عن االستعمار والنفعية‪ ،‬في األساليب المستغلة في األراضي االستعمارية باسم‬
‫المذهب التجاري‪ ،‬وسلط الضوء على اآلثار األخالقية واإلنسانية‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬تأتي انتقادات المذهب التجاري من مجموعة متنوعة من المفكرين‪ ،‬كل منهم يحمل وجهات نظر متنوعة ساهمت في‬
‫تطور األفكار االقتصادية نحو أساليب أكثر دقة وموجهة نحو التعاون الدولي‪.‬‬

‫التجارية الجديدة‬

‫يستخدم مصطلح النزعة التجارية الجديدة أحياًنا لوصف بعض االتجاهات الملحوظة في التجارة الدولية المعاصرة‪ .‬وفي‬
‫السياق الحالي‪ ،‬تتبنى العديد من البلدان سياسات اقتصادية تذكرنا بالمبادئ األساسية للمذهب التجاري‪ ،‬ولو بطريقة تتكيف‬
‫مع الواقع الحديث‪ .‬وغالبًا ما تتضمن هذه السياسات تدابير لتعزيز الصادرات وحماية الصناعات المحلية وموازنة الموازين‬
‫التجارية‪.‬‬

‫تنفذ بعض البلدان ممارسات اقتصادية تدخلية‪ ،‬مثل اإلعانات الضخمة للصناعات المحلية‪ ،‬والحواجز الجمركية وغير‬
‫الجمركية‪ ،‬وسياسات سعر الصرف التي تهدف إلى الحفاظ على القدرة التنافسية لمنتجاتها في األسواق العالمية‪ .‬وقد تنشأ‬
‫هذه المبادرات من المخاوف المتعلقة باألمن االقتصادي‪ ،‬وخلق فرص العمل‪ ،‬وحماية الصناعات االستراتيجية‪ .‬ونتيجة‬
‫لذلك‪ ،‬تثير النزعة التجارية الجديدة المعاصرة مناقشات حول تأثيرها المحتمل على التجارة الحرة وكيف يمكن أن تؤثر على‬
‫العالقات االقتصادية الدولية‪.‬‬

‫في أيامنا هذه‪ ،‬نالحظ عناصر النزعة التجارية الجديدة في بعض السياسات االقتصادية التي تتبناها مختلف البلدان‪ ،‬مع إيالء‬
‫اهتمام خاص ألوروبا‪ُ .‬تظهر الدول األوروبية أيًض ا‪ ،‬على الرغم من مشاركتها في اتفاقيات اقتصادية شاملة‪ ،‬اتجاهات‬
‫تجارية جديدة من خالل سياسات تهدف إلى حماية صناعاتها والحفاظ على قدرتها التنافسية على الساحة الدولية‪ .‬وتشمل هذه‬
‫االستراتيجيات تدخالت الدولة لدعم القطاعات الرئيسية‪ ،‬وأنظمة التجارة االنتقائية واالستثمارات في الشركات‬
‫االستراتيجية‪.‬‬

‫وفي الوقت نفسه‪ ،‬يستمر االتجاه اإلمبريالي وما بعد االستعماري في أوروبا في التأثير بشكل غير مباشر على العالقات‬
‫االقتصادية‪ .‬على الرغم من أن االستعمار المباشر قد انتهى إلى حد كبير‪ ،‬إال أن أوروبا تحتفظ بعالقات اقتصادية مهمة مع‬
‫المستعمرات السابقة‪ ،‬وغالًبا ما تشكل شروط التجارة الدولية‪ .‬وال تزال العالقات االقتصادية غير المتماثلة والتبعيات‬
‫الهيكلية وتدفقات رأس المال ترث الديناميكيات اإلمبريالية في الماضي‪ ،‬مما يؤثر على اقتصادات البلدان المستعمرة سابقا‪.‬‬

‫تكشف هذه الظواهر مدى تعقيد العالقات االقتصادية الدولية المعاصرة‪ ،‬حيث تتعايش عناصر النزعة التجارية الجديدة مع‬
‫بقايا الديناميكيات اإلمبريالية القديمة‪ .‬تثير هذه االتجاهات تساؤالت حول العدالة االقتصادية العالمية والتأثير المتبقي للتاريخ‬
‫االستعماري على التنمية االقتصادية للدول المعنية‪.‬‬
‫وفي الختام‪ ،‬دعونا أوال نذكر المسائل‪:‬كيف تطورت المذهب التجاري؟ وما األفكار التي تنبثق عنه؟‬

‫ناقشنا فكرة االقتصاد من العصور القديمة إلى عصر النهضة‪ ،‬واالنتقال بعد اإلقطاع‪ ،‬وتأكيد الدولة القومية‪ ،‬والنزعة‬
‫التجارية في أوروبا والعواقب على بقية العالم‪ .‬ثم تحدثنا عن األشكال المختلفة للسياسات الناتجة عن المذهب التجاري‪،‬‬
‫واالنتقادات الموجهة إلى هذا المذهب وأخيرا المذهب التجاري الجديد‪ .‬ويمكننا أن نختتم بالتأكيد على أن المذهب التجاري‬
‫هو مذهب متعدد الجوانب‪ ،‬يؤثر في الوقت الحاضر على االقتصاد العالمي الحالي‪ ،‬وأن العديد من الفالسفة وضعوا نظرية‬
‫المذهب التجاري‪ ،‬فمنهم من انتقده ومنهم من استلهم منه‪.‬‬

Vous aimerez peut-être aussi