Vous êtes sur la page 1sur 8

‫البيداغوجي ‪ /‬العدد‪ ،1‬أكتوبر ‪2014‬‬

‫‪LE PÉDAGOGUE / Numéro 1, Octobre 2014‬‬

‫ضعف دافعية التعلم لدى المتعلمين‬


‫أسماء إذبال‬
‫مفتشة متدربة – باحثة‬

‫ملخص‪ :‬ادلافعية لها ارتباط وثيق بعملية التعمل؛ من حيث عالقة لك مهنام ابلسلوك الفردي؛ ف�إذا اكن‬
‫التعمل يتضمن تغيريا يف مكوانت وهيئة السلوك‪ ،‬فادلافعية ترتبط حبث هذا السلوك عىل التغيري‪ ،‬وتنبع‬
‫من داخل الفرد حىت وإ�ن اكنت مرتبطة ابلبيئة احمليطة به‪ ،‬فه�ي ابختصار شديد حاةل داخلية للمتعمل‬
‫تدفعه �إىل الانتباه �إىل املوقف التعلميي التعلمي‪ ،‬والقيام بنشاط موجه والا�سمترار يف هذا النشاط حىت‬
‫يتحقق التعمل‪.‬‬
‫وتثري مس�أةل ادلافعية وطبيعهتا جدال واسعا بني العلامء نظرا لتداخل مجموعة من ا ألبعاد يف حتديد مفهوهما‪،‬‬
‫مما أ�فرز نظرايت تفرسها بطرق خمتلفة بناء عىل ا ألسس واملبادئ النظرية املشلكة لهذا املذهب أ�و ذاك‪.‬‬
‫واملالحظ من خالل املامرسة العملية للتدريس وال��زايرات الصفية للسادة ا ألساتذة ضعف دافعية‬
‫املتعلمني للتعمل‪ ،‬مفا ا أل�سباب وراء هذا الضعف؟ وما يه البدائل واحللول لتجاوز هذا الوضع؟ هذه‬
‫ا أل�سئةل و أ�خرى حتاول املقاةل الإجابة عهنا ابختصار‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫ضعف دافعية التعلم لدى املتعلمني‬ 2014 ‫ أكتوبر‬،1‫ العدد‬/ ‫البيداغوجي‬
‫أسماء إذبال‬ LE PÉDAGOGUE / Numéro 1, Octobre 2014

Résumé: La motivation est intrinsèquement liée à l’acte d’apprentissage ; en ce


sens que ces deux éléments ont un rapport avec le comportement de l’individu.
En effet, si l’apprentissage consiste à opérer un changement de composantes et
d’aspects du comportement, la motivation, quant à elle, incite au changement de
ce comportement ; elle émane de l’intérieur de l’individu même si elle est liée à
l’environnement immédiat. Elle est en somme intrinsèque et pousse l’apprenant
à plus d’attention dans les situations d’enseignement-apprentissage et à continuer
à s’impliquer dans une activité orientée jusqu’à la réalisation de l’apprentissage
effectif.
De par sa nature et vu l’enchevêtrement et la superposition de plusieurs dimensions
liées au concept, la motivation soulève énormément de débats au sein de la
communauté scientifique ; ce qui a donné lieu à une panoplie de théories différentes
visant à la définir selon les principes et les soubassements de chaque courant.
La pratique enseignante observée au sein des classes atteste de la faiblesse de la
motivation chez les apprenants. Quelles en sont donc les causes ? Y a-t-il une
alternative ou des solutions pour remédier à cette situation ? Cet article se propose
de répondre à ces questions et à bien d’autres.

52
‫ضعف دافعية التعلم لدى املتعلمني‬ ‫البيداغوجي ‪ /‬العدد‪ ،1‬أكتوبر ‪2014‬‬
‫أسماء إذبال‬ ‫‪LE PÉDAGOGUE / Numéro 1, Octobre 2014‬‬

‫‪ .1‬المقصود بالدافعية وعالقتها بالتعلم‪.‬‬ ‫تمهيد‬

‫ ‪.‬أ المقصود بالدافعية‬ ‫يف الوقت الذي تراهن فيه السياسات الرتبوية على‬
‫حمورية املتعلم يف العملية التعليمية التعلمية‪ ،‬ونصت على‬
‫ظهر هذا املصطلح يف ثالثينيات القرن العشرين‬ ‫ذلك الوثائق الرمسية املوجهة للمنظومة الرتبوية املغربية‪،‬‬
‫لإلشارة إىل «جمموعة من العوامل الالواعية واملؤثرة يف‬ ‫جند هذا املتعلم غري منخرط يف هذه العملية‪ ،‬ويكتفي يف‬
‫السلوك»‪ .‬ومنذ ذلك احلني انتشر استخدامه بدال من‬ ‫األغلب األعم باختاذ دور املستمع ويف أحسن الظروف‬
‫عدة تعابري أخرى كانت شائعة مثل امليول واحلاجات‬ ‫دور املشارك السليب الذي يكتفي بإرجاع ما تلقاه من‬
‫والغرائز والرغبات‪ .‬ويعتقد موكيللي «بأن وراء انتشار‬
‫(‪)1‬‬
‫معارف عند كل مثري (السؤال)‪ .‬وإذا كان للدافعية‬
‫هذا املفهوم معانيه امللتبسة واجلذابة واليت تعود إىل‬ ‫ارتباط بعملية التعلم من حيث عالقةُ كل منهما‬
‫األمل يف اكتشاف الطاقة الكامنة وراء سلوك األفراد‬ ‫بالسلوك الفردي ‪-‬إذ التعلم يتضمن تغيريا يف مكونات‬
‫من أجل التالعب هبم»‪ .‬والدافعية‪ ،‬كما جاء يف كتاب‬ ‫وهيئة السلوك‪ ،‬أما الدافعية فرتتبط حبث هذا السلوك‬
‫علم النفس الرتبوي ألَنيتا وولفولك‪ ،‬هي حالة داخلية‬ ‫على التغيري‪ -‬فإن مشكلة املدرسة يف عالقتها باملمارسة‬
‫تستثري السلوك وحتافظ عليه‪ .‬وجاء يف جمموعة من‬
‫(‪)2‬‬
‫الصفية لألساتذة تتمثل يف مدى حضور الدافعية‬
‫املصادر اعتبارها مصطلحا عاما يستعمل للداللة على‬ ‫للتعلم لدى املتعلمني‪ ،‬ومدى استحضار املدرس هلا‬
‫العالقة امليكانيكية بني الكائن‬ ‫يف عملية التخطيط لربناجمه‪ .‬بناء‬
‫احلي وبيئته‪ ،‬وال يتضمن أي‬ ‫عليه‪ ،‬ما املقصود بالدافعية؟ ما‬
‫إشارة إىل نشاط من نوع خاص‬ ‫عالقتها بالتعلم؟ وما هي أسباب‬
‫أو منوذج سلوكي معني‪.‬‬ ‫ونتائج ضعف دافعية التعلم‬
‫وإمجاال‪ ،‬فالدافعية تنبع من‬ ‫عند املتعلمني؟ وما هي احللول‬
‫داخل الفرد حىت وإن كانت مرتبطة‬ ‫والبدائل اليت ميكن اقرتاحها؟‬
‫بالبيئة احمليطة به‪ ،‬وتوظيف عبارة (العالقة امليكانيكية)‬ ‫أصبحت جتليات ضعف دافعية التعلم لدى املتعلمني‬
‫يوحي بتغييب جملموعة من خصائص النوع البشري واليت‬ ‫واضحة على سلوكات املتعلمني وحتصيلهم الدراسي‪،‬‬
‫متيزه عن غريه من الكائنات احلية‪ ،‬فهي حالة داخلية يف‬ ‫الشيء الذي يستدعي وقفة تأمل يف األسباب واملسببات‬
‫الفرد تستثري سلوكه وتعمل على استمرار هذا السلوك‬ ‫حىت ال تبقى املدرسة جمرد مكان حلشو األدمغة مبعارف‬
‫وتوجيهه‪.‬‬ ‫ومعلومات ليس هلا معىن بالنسبة للمتلقي وهو هنا‬
‫وتثري مسألة الدافعية وطبيعتها جدال واسعا‬ ‫ ‬ ‫املتعلم‪ ،‬وهكذا ال يستطيع إدماجها يف مواقف حياته‬
‫بني العلماء نظرا لتداخل جمموعة من األبعاد يف حتديد‬ ‫املختلفة‪.‬‬
‫مفهومها‪ ،‬مما أفرز نظريات تفسرها بطرق خمتلفة بناء‬ ‫والدافعية موضوع متسع ومعقد ويتضمن نظريات‬
‫على األسس واملبادئ النظرية املشكلة هلذا املذهب أو‬ ‫طور من خالل االشتغال على احليوانات‬ ‫كثرية‪ ،‬بعضها ِّ‬
‫ذاك؛ فنجد منها النظرية االرتباطية اليت تفسر الدافعية‬ ‫يف املختربات‪ ،‬والبعض اآلخر اعتمد على اإلنسان يف‬
‫يف ضوء نظريات التعلم ذات املنحى السلوكي‪ ،‬يف‬
‫(‪)3‬‬
‫مواقف استخدمت فيها األلعاب‪ ،‬وصنف آخر انبثق‬
‫حني جند النظرية املعرفية تسلم بافرتاض مفاده أن‬ ‫عن العمل النفسي اإلكلينيكي والصناعي‪ ،‬وكالمنا‬
‫الكائن البشري خملوق عاقل‪ ،‬يتمتع بإرادة حرة متكنه‬ ‫حوله سوف يكون انتقائيا‪.‬‬
‫من اختاذ قرارات واعية على النحو الذي يرغب فيه‪،‬‬
‫لذلك تؤكد هذه النظرية على مفاهيم أكثر ارتباطا‬

‫‪53‬‬
‫ضعف دافعية التعلم لدى املتعلمني‬ ‫البيداغوجي ‪ /‬العدد‪ ،1‬أكتوبر ‪2014‬‬
‫أسماء إذبال‬ ‫‪LE PÉDAGOGUE / Numéro 1, Octobre 2014‬‬

‫حتقيق عالقاته االجتماعية مع العامل اخلارجي‪ ».‬وقد‬


‫(‪)5‬‬
‫مبتوسطات مركزية كالقصد والنية والتوقع‪ ،‬ألن النشاط‬
‫ركز علماء النفس يف دراستهم ملوضوع الدافعية على‬ ‫العقلي للفرد يزوده بدافعية ذاتية متأصلة فيه؛ وجند‬
‫مخسة أسئلة أساسية‪ ،‬نسقطها على املتعلم فنقول‪:‬‬ ‫النظرية اإلنسانية تفسرها من حيث عالقتها بدراسات‬
‫ • ما هي االختيارات اليت يتخذها املتعلمون فيما‬ ‫الشخصية أكثر من عالقتها بدراسات التعلم؛ أما‬
‫(‪)4‬‬

‫يتعلق بسلوكهم؟‬ ‫نظرية التحليل النفسي اليت يتزعمها فرويد فهي تنحو‬
‫ • ما هو الزمن الذي يستغرقه بدء املتعلم يف عمل‬ ‫منحى خيتلف جذريا عن النظريات الثالث السابقة؛‬
‫معني؟‬ ‫إذ هي تستخدم مفهوم الغريزة والالشعور والكبت عند‬
‫ • ما هي درجة انغماس املتعلم يف النشاط املختار؟‬ ‫تفسري السلوك السوي وغري السوي على حد سواء‪.‬‬
‫ • ما الذي جيعل املتعلم يثابر أو ينصرف؟‬
‫ • ما هو تفكري املتعلم وشعوره أثناء انغماسه يف‬ ‫بعالقة الدافعية بالتعلم‬ ‫ ‪.‬‬
‫النشاط؟ وهل يستمتع به وجيد لذته فيه؟‬
‫واملتأمل يف هذه األسئلة جيد األجوبة عنها عبارة عن‬ ‫ميكن اعتبار الدافعية يف عالقتها بالتعلم‪ ،‬باختصار‬
‫حمددات ملدى حضور دافعية التعلم لدى املتعلمني سواء‬ ‫شديد‪ ،‬حالة داخلية للمتعلم تدفعه إىل االنتباه إىل‬
‫داخل الفصل أو خارجه؛ فاملدرس يف الفصل جيد نفسه‬ ‫املوقف التعليمي التعلمي‪ ،‬والقيام بنشاط موجه‬
‫أمام فئات من املتعلمني منهم من ينخرطون يف إجناز‬ ‫واالستمرار يف هذا النشاط حىت يتحقق التعلم‪ .‬ووظيفة‬
‫األنشطة مباشرة بعد وضعها ومنهم من يبدأ يف اإلجناز‬ ‫الدافعية يف عملية التعلم ثالثية األبعاد‪:‬‬
‫وتقاسيم وجهه تدل على عدم رغبته يف االستمرار‪ ،‬يف‬ ‫ • الوظيفة األوىل‪ :‬حترر الطاقة االنفعالية الكامنة‬
‫حني جيد البعض اآلخر يشارك ويثابر‪ ،‬فيطرح على نفسه‬ ‫يف املتعلم‪.‬‬
‫تساؤالت غالبا ما تكون‬ ‫ • الوظيفة الثانية‪ :‬متلي‬
‫متمركزة حول نوعية النشاط‬ ‫على املتعلم االستجابة‬
‫املقدم وطريقة اشتغاله يف‬ ‫ملوقف معني وإمهال‬
‫الصف‪ ،‬مع أن األمر يتعدى‬ ‫مواقف أخرى‪.‬‬
‫هذا اجملال الضيق لينفتح على‬ ‫ • الوظيفة الثالثة‪ :‬توجه‬
‫أسباب خارجة عن حدود‬ ‫السلوك وجهة معينة‪.‬‬
‫املدرسة؛ وهو ما سيتم التطرق‬ ‫ولعل املتأمل يف الوظائف‬
‫إليه يف حمور أسباب ونتائج ضعف دافعية التعلم لدى‬ ‫الثالث املذكورة يكتشف أهنا مرتابطة بشكل كبري‪ ،‬إذ‬
‫املتعلمني‪.‬‬ ‫كل واحدة هلا تعلق باألخرى؛ فال ميكن أن نتحدث‬
‫كما أن من الباحثني يف علم النفس الرتبوي من‬ ‫عن توجيه السلوك مبعزل عن احلديث عن الوظيفتني‬
‫تناول احلديث عن الدافعية يف عالقتها بالنشاط‬ ‫السابقتني‪ ،‬كما ال يكفي أن يكون املتعلم نشيطا‬
‫التعليمي التعلمي أو موضوعه‪ ،‬فقسمها إىل قسمني‪:‬‬ ‫ليحقق إشباع حاجاته من التعلم بل جيب أن يوجه‬
‫داخلية وخارجية‪ .‬فالدافعية الداخلية‪ :‬هي تلك القوة‬ ‫نشاطه وجهة معينة‪ ،‬ومن هنا جاءت عبارة جون‬
‫اليت توجد داخل النشاط أو يف موضوع التعلم واليت‬ ‫ديوي‪« :‬جيب أن نعىن عناية تامة بالظروف اليت تعطي‬
‫جتذب املتعلم حنوها وتشده إليها؛ أما الدافعية اخلارجية‪:‬‬ ‫كل خربة من خربات الطفل معىن حينما تكون اخلربات‬
‫فهي القوة املوجودة خارج النشاط أو موضوع التعلم وال‬ ‫اليت يتعلمها الطفل داخلة يف حياته‪ ،‬وحينما حتقق‬
‫عالقة تربطها به‪ ،‬فالتعلم واحلالة هذه وسيلة لتحقيق‬ ‫أغراضه احلالية وتساعده على التكيف الصحيح يف‬
‫هدف خارج موضوع التعلم نفسه‪ ،‬ومن أمثلتها اجلوائز‬ ‫مستقبل أيامه‪ ،‬وحينما تساعده على حل املشاكل‪ ،‬ال‬
‫املادية أو املعنوية‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫جمرد التذكر واحلفظ‪ .‬وأخريا حينما ينتهي هبا األمر إىل‬

‫‪54‬‬
‫ضعف دافعية التعلم لدى املتعلمني‬ ‫البيداغوجي ‪ /‬العدد‪ ،1‬أكتوبر ‪2014‬‬
‫أسماء إذبال‬ ‫‪LE PÉDAGOGUE / Numéro 1, Octobre 2014‬‬

‫• عدم االهتمام جبمالية األدوات املدرسية؛‬ ‫ ‬ ‫‪ .2‬أسباب ونتائج ضعف دافعية التعلم لدى‬
‫• ضعف مشاركة واخنراط املتعلمني يف بناء الدرس‪،‬‬ ‫ ‬
‫إذ يتم االقتصار على اإلجابة عن أسئلة املدرس‬ ‫ا لمتعلمين‬
‫بشكل آيل؛‬
‫• غياب املعىن عن التعلمات لدى املتعلمني‬ ‫ ‬ ‫ولكي ال نوسع يف مقام يقتضي االختصار والرتكيز‬
‫يفضي إىل صعوبة إدماجها يف وضعيات أخرى‬ ‫للخروج حبلول وبدائل‪ ،‬نقرتح االقتصار يف هذا احملور‬
‫حياتية؛‬ ‫على ما له عالقة ببيئة التعلم داخل الفصل؛ ألن‬
‫• امليل إىل العنف والعدوان داخل الفصل وخارجه‪،‬‬ ‫ ‬ ‫موضوع الدافعية ذيوله عديدة وشاسعة قد ال يكفينا‬
‫ومع كل األطراف املتدخلة يف العملية التعليمية‬ ‫لتناوهلا جملدات ضخام‪.‬‬
‫التعلمية‪.‬‬
‫أسباب ضعف دافعية التعلم لدى المتعلمين‬ ‫أ‪.‬‬
‫‪ .3‬الحلول والبدائل‬
‫تتعدد األسباب املؤدية إىل ضعف دافعية املتعلم‬
‫اهلدف األساس هو تبيان بعض األسس والتطبيقات‬ ‫للتعلم بتعدد األطراف املتدخلة يف العملية التعليمية‬
‫اليت تفيد املدرس يف حتقيق شرط الدافعية حىت ال يكون‬ ‫التعلمية وبتعدد العوامل املؤثرة يف احلياة املدرسية عموما‪،‬‬
‫التعلم ممكنا فحسب‪ ،‬وإمنا كي يتحقق بأحسن طريقة‬ ‫واملقام ال يتسع للتفصيل فيها؛ لذا ننظم أهم معاملها‬
‫ممكنة‪ ،‬لذا نقرتح االقتصار على نقاط ثالث جندها هامة‬ ‫يف الخطاطة (آخر المقال)؛ على أن يتضح دورها من‬
‫وجتليات اإلخالل هبا حاضرة بقوة يف فصولنا الدراسية‪.‬‬ ‫خالل احلديث عن احللول املقرتحة للتخفيف من حدة‬
‫الظاهرة وانعكاساهتا على تعلمات املتعلمني وتفاعلهم‬
‫التوظيف اإليجابي لميول المتعلمين‬ ‫أ‪.‬‬ ‫يف بيئتهم املدرسية على وجه اخلصوص واالجتماعية‬
‫عموما‪.‬‬
‫امليل عبارة عن اجتاه موجب لدى الشخص حنو‬
‫موضوع معني أو نشاط ما‪ ،‬وتالميذ الثانوي بسلكيه‬ ‫نتائج ضعف دافعية التعلم لدى المتعلمين‬ ‫ب‪.‬‬
‫عادة ما تكون لديهم ميول إزاء موضوعات معينة‪،‬‬
‫واملدرس بإمكانه توظيفها للرفع من حافزية املتعلم‬ ‫نركز احلديث يف املسألة على النتائج املرتبطة بسلوك‬
‫للتعلم؛ ألن وجود ميل لدى املتعلم‪ ،‬حىت ولو كان‬ ‫املتعلم داخل املدرسة‪ ،‬وخاصة داخل القسم‪ .‬فمن‬
‫بسيطا‪ ،‬يدل على أنه قادر على التعبري عنه يف أسلوب‬ ‫خالل املعطيات السالفة الذكر فضال عن الدراسات‬
‫ما من أساليب النشاط‪.‬‬ ‫امليدانية يف املوضوع‪ ،‬ميكن تسجيل مجلة من النتائج‬
‫نسوقها كاآليت‪:‬‬
‫تطبيق مبدأ التعاقد مع المتعلمين‬ ‫ب‪.‬‬ ‫ • تشتت انتباه املتعلمني داخل الفصل‪ ،‬وميلهم‬
‫إىل الشرود يف حماولة إلجياد ذواهتم بعيدا عن‬
‫مما ال شك فيه أن مما يثري دوافع املتعلمني للتعلم‪ ،‬هو‬ ‫فضاء املدرس؛‬
‫اخنراطهم يف بناء تصور حول سريورة تعلماهتم وذلك عن‬ ‫ • غياب سؤال املتعلم للتعلم‪ ،‬ويف اآلن ذاته‬
‫طريق عقد ديداكتيكي يشرتك كل من املدرس واملتعلم‬ ‫غياب اجلواب الذي يشبع حاجته للتعلم‪ ،‬وهنا‬
‫يف صياغة بنوده‪ ،‬وميكن إمجال أمهها فيما يلي‪:‬‬ ‫جيب استحضار دور السؤال‪/‬اجلواب يف عملية‬
‫ • الكفايات واألهداف؛‬ ‫التعلم؛‬
‫ • مفردات املنهاج (احملتوى)؛‬ ‫ • إمهال اإلعداد القبلي للمادة الدراسية؛‬

‫‪55‬‬
‫ضعف دافعية التعلم لدى املتعلمني‬ ‫البيداغوجي ‪ /‬العدد‪ ،1‬أكتوبر ‪2014‬‬
‫أسماء إذبال‬ ‫‪LE PÉDAGOGUE / Numéro 1, Octobre 2014‬‬

‫خاتمة‪:‬‬ ‫ • طريقة االشتغال داخل الفصل وخارجه؛‬


‫ • مقومات الفصل وضوابطه‪.‬‬
‫تظهر أمهية الدافعية من الوجهة الرتبوية من حيث‬ ‫وجتدر اإلشارة إىل أن هذا التعاقد جيب استحضاره‬
‫كوهنا من جهة هدفا تعليميا يف ذاهتا‪ ،‬ألن استثارة‬ ‫يف كل حمطات التعلم‪ ،‬والتذكري به‪ ،‬وجتديد معطياته‬
‫دافعية املتعلمني جتعلهم يقبلون على ممارسة األنشطة‬ ‫كلما اقتضت الضرورة ذلك‪ ،‬لكيال يتحول إىل قيود‬
‫التعلمية سواء داخل الفصل أو خارجه مما يعطي فرصا‬ ‫حتد من عطاءات املتعلمني فيؤدي إىل نتائج عكسية‪.‬‬
‫أكرب للتحصيل والنجاح‪ ،‬ومن حيث كوهنا هدفا تعلميا‬
‫من جهة أخرى وذلك من خالل اعتبارها أحد العوامل‬ ‫حسن توظيف فروض المراقبة المستمرة‬ ‫ج‪.‬‬
‫احملددة لقدرة املتعلمني على التحصيل واإلجناز؛ ألن‬
‫الدافعية مرتبطة مبيول املتعلم وحاجاته فتجعل من بعض‬ ‫التقومي جبميع أشكاله‪ ،‬وخاصة منها فروض املراقبة‬
‫املثريات معززات تؤثر يف سلوكه وحتثه على املثابرة بشكل‬ ‫املستمرة‪ ،‬يف ظل مقاربات التعلم احلديثة ال ينحصر‬
‫نشط وفعال‪ .‬‬ ‫دوره يف جمرد إعطاء نقطة للمتعلم وترتيبه ضمن الئحة‬
‫وهلذا جيب على كل املتدخلني يف العمل الرتبوي‬ ‫زمالئه‪ ،‬واحلكم عليه بالنجاح أو الرسوب؛ بل يتعدى‬
‫(أساتذة – مديرين – مفتشني ‪ )...‬العمل على توفري‬ ‫ذلك إىل اعتباره أداة إلثارة دافعية املتعلم حنو التعلم‪،‬‬
‫الظروف املالئمة الستثارة دافعية التعلم لدى املتعلمني‬ ‫ولتحقيق هذا املبتغى جيب استحضار جمموعة من‬
‫واإلبقاء عليها طيلة سنوات الدراسة مبختلف األسالك‬ ‫االعتبارات تدعو الضرورة إىل مراعاهتا يف التعامل مع‬
‫التعليمية‪ ،‬وال ميكن ألي نظام تربوي النجاح يف غياب‬ ‫هذه األداة‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫هذا العنصر لشدة ارتباطه باحملور األساس للمنظومة‬ ‫ • التعاقد مع املتعلمني يف شأن أوقات إجنازها‬
‫الرتبوية وهو املتعلم ولتوقف عملية التعلم عليه‪.‬‬ ‫وأهدافها؛‬
‫ • االنطالق من وضعيات تقوميية قريبة من‬
‫اهتمامات املتعلمني؛‬
‫ • التخطيط احملكم لفروض املراقبة املستمرة؛‬
‫ • توظيف شبكة التقومي‪ ،‬وضبط صياغة املعايري‬
‫وأجرأهتا يف مؤشرات حمدودة وواضحة؛‬
‫ • استحضار األبعاد الثالثة (املعرفية‪-‬الوجدانية‪-‬‬
‫السلوكية) يف التخطيط لفروض املراقبة املستمرة؛‬
‫ • استثمار أجوبة املتعلمني‪ ،‬إذ الوظيفة التقوميية‬
‫اجلزائية لفروض املراقبة املستمرة ال تلغي بعدها‬
‫التكويين؛ ذلك ألن طبيعتها املرحلية واملتدرجة‪،‬‬
‫تفسح اجملال إلعادة أو تعميق تكوين التالميذ‬
‫يف اجلوانب املعرفية واملنهجية اليت كشفت أجوبة‬
‫املتعلمني على وجود ثغرات أو أخطاء فيها‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ضعف دافعية التعلم لدى املتعلمني‬ ‫البيداغوجي ‪ /‬العدد‪ ،1‬أكتوبر ‪2014‬‬
‫أسماء إذبال‬ ‫‪LE PÉDAGOGUE / Numéro 1, Octobre 2014‬‬

‫‪57‬‬
‫ضعف دافعية التعلم لدى املتعلمني‬ ‫البيداغوجي ‪ /‬العدد‪ ،1‬أكتوبر ‪2014‬‬
‫أسماء إذبال‬ ‫‪LE PÉDAGOGUE / Numéro 1, Octobre 2014‬‬

‫المراجع‬ ‫اإلحاالت‬
‫–توق‪ ،‬محي الدين‪ ‬وآخرون [‪ .]2003‬أسس علم النفس التربوي‪ ،‬عمان ‪:‬‬ ‫–‬ ‫[[ ]‪ [1‬مرمي سليم وإلهام الشعراني‪ ]2006[ ،‬الشامل في املدخل إلى علم‬
‫دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫النفس‪ ،‬ص‪ .293 :‬ط ‪ -1‬بيروت – لبنان‪ .‬دار النهضة العربية ‪.‬‬
‫–سليمان‪ ،‬سناء محمد [‪ .]2010‬قراءات في علم النفس املدرسي‪،‬‬ ‫–‬ ‫[[ ]‪ ]2010[ ،Anita Woolfolk[2‬علم النفس التربوي‪ ،‬ترجمة د‪.‬صالح‬
‫عالم الكتب‪ ،‬ط ‪.1‬‬ ‫الدين محمود عالم‪،‬عمان‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ص‪.805:‬‬
‫–د‪ .‬مرمي سليم وإلهام الشعراني‪ ]2006[ ،‬الشامل في املدخل إلى علم‬ ‫–‬ ‫[[ ]‪[3‬من زعماء هذه النظرية جند «تورندايك» (‪)Thorndike‬‬
‫النفس‪ ،‬ص‪ .293 :‬ط ‪ -1‬بيروت – لبنان‪ .‬دار النهضة العربية ‪.‬‬ ‫و«هول»(‪ )Hall‬و«سكينر» (‪)Skinner‬؛ يشرح األول الدافعية‬
‫–صالح‪ ،‬أحمد زكي [‪ .]1979‬علم النفس التربوي‪ ،‬مكتبة النهضة‬ ‫–‬ ‫بقانون األثر حيث يؤدي اإلشباع الذي يتلو استجابة ما إلى تعلم‬
‫املصرية‪ ،‬الطبعة الرابعة عشر‪.‬‬ ‫هذه االستجابة وتقويتها‪ .‬في حني يستخدم «هـول» مصطلح‬
‫اختزال احلاجة للداللة على حالة اإلشباع‪ ،‬ومصطلح احلافز للداللة‬
‫–قطامي‪ ،‬يوسف [‪ .]1993‬مناذج التدريس الصفي‪ ،‬عمان‪ :‬مؤسسة‬ ‫–‬
‫على بعض املتغيرات املتدخلة بني احلاجة والسلوك‪ .‬أما «سكينر»‬
‫زهران للطباعة والنشر‪.‬‬
‫فيرفض مثل هذه املتغيرات‪ ،‬ويرى أن نشاط العضوية مرتبط بكمية‬
‫–نشواتي‪ ،‬عبد اجمليد [‪.]1984‬علم النفس التربوي‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الفرقان‬ ‫–‬ ‫حرمانها‪ ،‬والتعزيز الذي يتلو االستجابات يؤدي إلى تعلمها‪.‬‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫ ] ‪ [4‬يتبنى ماسلو – وهو من زعماء النظرية اإلنسانية – منوذجا هـرميا‬
‫–وولفولك‪ ،‬أنيتا [‪ .]2010‬علم النفس التربوي‪ ،‬ترجمة صالح الدين‬ ‫–‬ ‫يحدد فيه حاجات اإلنسان بسبع فئات‪ ،‬تبدأ باحلاجات الفيزيولوجية‬
‫محمود عالم‪ ،‬عمان‪ .‬دار الفكر‪.‬‬ ‫وتنتهي باحلاجات اجلمالية‪ ،‬ويرى ضرورة إشباع احلاجات الدنيا للتمكن‬
‫من إشباع احلاجات ذات املستوى األعلى‪...‬‬
‫‪- GRAHAM, Sandra et WEINER, Bernard [1996]. ‬‬ ‫ ] ‪ [5‬أحمد زكي صالح‪1979 ،‬م‪ ،‬علم النفس التربوي‪ ،‬مصر‪ ،‬مكتبة‬
‫‪Theories and principles of motivation: http://www.‬‬ ‫النهضة املصرية‪ ،‬الطبعة الرابعة عشر‪ ،‬ص‪.337:‬‬
‫_‪unco.edu/cebs/psychology/kevinpugh/motivation‬‬
‫ ] ‪[6‬أنظر في املسألة‪ :‬مرمي سليم وإلهام الشعراني‪ ]2006[ ،‬الشامل في‬
‫‪project/resources/graham_weiner96.pdf‬‬
‫املدخل إلى علم النفس‪ ،‬م‪.‬س‪ -‬ص‪ .157-156 :‬ط ‪ -1‬بيروت‪-‬لبنان‪.‬‬
‫‪- MASLOW, A. H. [1943]. Theory of human‬‬
‫دار النهضة العربية‪.‬‬
‫‪motivation: http://downloads.joomlacode.org/‬‬
‫‪trackeritem/5/8/7/58799/AbrahamH.Maslow-‬‬
‫‪ATheoryOfHumanMotivation.pdf.‬‬

‫‪58‬‬

Vous aimerez peut-être aussi