Vous êtes sur la page 1sur 13

‫جامعة الجزائر ‪2‬‬

‫كلية العلوم اإلنسانية‬


‫تاريخ ل‪.‬م‪.‬د‬

‫• املقياس‪ :‬اترخي اجلزائر الثقاف‬


‫• الفوج‪10 :‬‬
‫• حبث حول‪:‬‬

‫أنواع الوقاف ف اجلزائر ف العهد‬


‫العامثين‬

‫ال س تاذة د‪:‬‬ ‫• من ا عداد‪:‬‬


‫‪ o‬رحامين أ مين‬
‫بن ساعد عائشة‬
‫خطة البحث‪:‬‬

‫‪ . 1‬مقدمة‬
‫‪ . 2‬المبحث األول‪ :‬تعريف االوقاف‪.‬‬
‫‪ . 3‬المبحث الثاني‪ :‬نشأة األوقاف‪.‬‬
‫‪ . 4‬المبحث الثالث‪ :‬أركان األوقاف و أنواعها‪.‬‬
‫‪ . 5‬المبحث الرابع‪ :‬اأهداف االوقاف‪.‬‬
‫‪ . 6‬المبحث الخامس‪ :‬أسهامات االوقاف‪.‬‬
‫‪ . 7‬نماذج عن االوقاف في الجزائر‪.‬‬
‫‪ . 8‬الخاتمة‪.‬‬
‫المقدمة‪:‬‬

‫تمثل األوقاف في العهد العثماني إحدى العناصر الحيوية التي شكلت أساسًا للحياة‬
‫االقتصادية واالجتماعية في هذه الفترة الزمنية الهامة‪ .‬كانت األوقاف‪ ،‬كمؤسسة دينية‬
‫دورا حيويًا في توجيه الثروة وتمويل المشروعات الخدمية واإلنسانية‪.‬‬
‫واجتماعية‪ ،‬تلعب ً‬
‫صا دقيقًا للسياق التاريخي واالقتصادي‬‫يستدعي فهم دور األوقاف في العهد العثماني فح ً‬
‫واالجتماعي الذي تأثرت به هذه المؤسسة‪.‬‬
‫في هذا البحث ‪ ،‬نسعى الستكشاف أعماق األوقاف في العهد العثماني وكيف أصبحت جز ًءا‬
‫ال يتجزأ من نسيج هذا اإلمبراطورية الرائعة‪ .‬سنقوم برحلة عبر الزمن الستعراض السياق‬
‫التاريخي الذي شكّلت فيه األوقاف نسي ًجا حضاريًا‪ .‬سنلقي الضوء على اإلطار التشريعي‬
‫الذي رافق تطوير األوقاف‪ ،‬مركزين على كيف أدارت الدولة العثمانية هذه الثروة الدينية‪.‬‬
‫‪ . 1‬المبحث األول‪ :‬تعريف االوقاف‪:‬‬
‫تعريف الوقف ‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫لغة ‪ :‬الوقف في اللغة مصدر لفعل وقف يقف وقوفا ‪ ،‬وجمعه أوقاف ويطلق لفظ الوقف في‬
‫اللغة سوار من العاج يقال وقفت كذا ‪ ،‬أي حبسته وهو بمعنى الحبس و المنع ‪ ،‬وفي لسان‬
‫العرب يقال حبس أحبس ‪ ،1‬وقد جاء في مقاييس اللغة الواو والقاف و الفاء أصل واحد ‪،‬‬
‫حبسا وأحبست تعني وقفت يدل على تمكن في الشيء ثم يقاس عليه ومنه وقفت ‪2‬الدابة‬
‫ووقفت الكلمة وقفا وهذا متعمد فإنكان لزوما قلت وقفت وقوفا ‪.3‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬إن هذا التعريف أقرب التعريفات لمعنى الوقف ألنه مقتبس من قول النبي صلى‬
‫هللاا عليه وسلم أن عمر بن الخطاب أصاب أرضا بخيبر فأتى الرسول صلى هللاا عليه وسلم‬
‫يستأمره فيها فقال يارسول هللاا أني أصبت أرضا بخيبر ولم أصب ماال قط فما تأمر به قال‬
‫إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها قال فتصدق عمر في الفقراء وفي القريب وفي الرقاب‬
‫وفي سبيل هللاا وابن السبيل والضيف فال جناح عن من وليها أن يأكل منها بالمعروف أو‬
‫يطعم صديقا غير متولى فيه ‪.4‬‬
‫تعريف الوقف عند المالكية ‪:‬‬ ‫‪. II‬‬
‫هو حبس العين عن التصرفات التمليكية مع بقائهاعلى ملك الواقف والتبرع الالزم بربعها‬
‫على جهة من جهات البر ‪ ،‬كما عرف المالكية الوقف على أنه التصدق بانتفاع بالشيء مدة‬
‫وجوده فالمالكية يجعلون الوقف عقد تصرف الزم ال يجوزالرجوع فيه وال التصرف فيه‬
‫بأي نوع من أنواع التصرفات التاقلة للملكية ‪ ،‬وتبقى العين الموقوفة ٕذا مات ال تورث عنه‬
‫ويجيزون الوقف مؤقتا على ملك الواقف مع منعه من التصرف بالبيع ‪.‬‬
‫تعريف الوقف عند الحنفية ‪:‬‬ ‫‪. III‬‬
‫هو حبس العين على الملك الواقف و التصرف بنفقتها على جهة من جهات البر في الحال‬
‫أو في المال ‪ ،‬فالواقف عندهم ال يخرج المال المحبس إن مات ينتقل عن ملك واقفة بل يبقى‬
‫على ملكه يجوز له التصرف فيه بكل أنواع التصرفات إلى ورثته من بعده ‪ ،‬حيث كل ما‬
‫يترتب عن الوقف هو التبرع بالمنفعة ويجو ز الرجوع عنه في كل وقت وبقوله حبس العين‬
‫على حكم الملك الواقف والتصدق بالمنفعة على جهات الخير‪.‬‬

‫‪ 1‬السيد سابق ‪ :‬فقه السنة ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار اإلعالم العربي ‪ ،‬مصر ‪ 2004 ، ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪ 2‬ابن منظور ‪ :‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪.969‬‬
‫‪ 3‬ابن فارس ‪ :‬معجم مقاييس اللغة ‪ ،‬ج ‪ ، 6‬ص ‪. 135‬‬
‫‪ - 4‬ناصر الدين سعيدوني ‪ :‬دراسات تاريخية في الملكية و الوقف والجباية الفترة الحديثة ‪ ،‬دار الغرب االسالمي ‪ ،‬بيروت‬
‫‪ ، 2001 ،‬ص ‪. 229‬‬
‫‪ . 2‬المبحث الثاني‪ :‬نشأة األوقاف‪:‬‬
‫عرف الوقف في الجزائر منذ القدم و هذا قبل مجيء العثمانيين‪،‬حيث كانت تركز‬
‫األوقاف في تشييد المساجد و تحبيس العقارات من أجل شتى الخدمات العلمية و‬
‫االجت ماعية المخولة لها و التي كانت الجزائر بحاجة إليها آنذاك و لحد اليوم‪،‬فضال عن‬
‫ذلك كان هناك إنفاق على الفقراء و المساكين و المحتاجين‪،‬حيث شهدت بالد‬
‫المغرب العربي الكبير تواجد عدة أوقاف و منها مسجد و مدرسة سيدي أبو مدين‬
‫شعيب‪،‬و كذلك حوالي ثالثة و عشرون( )‪ 23‬وقفا عقاريا داخل و خارج مدينة‬
‫تلمسان يرجع تاريخها إلى سنة‪- 906‬هــ ‪1500‬م‪،‬كما قدرت أوقاف جامع عبد هللاا صفر‬
‫المعروف ب جامع السفير بـ ‪ 100‬هكتار سنة ‪ 640‬هـ ‪1540‬م ‪.5‬‬
‫انتشرت المؤسسات الوقفية في الجزائر أكثر منذ تواجد األتراك فيها حيث عملوا‬
‫على ذلك في كل الدوائر اإلدارية التابعة للحكم العثماني في الفتر ة الممتدة بين أواخر‬
‫‪ 1‬القرن ‪15‬م حتى مستهل القرن م ‪.196‬‬
‫‪ .‬كما اتصفت هذه الفترة بازدياد الطرق الصوفية و الزوايا ‪،‬خاصة في المدن أينما كان‬
‫هناك ما يسمى الو قف األهلي و الذي تتقاسمه المؤسسات الدينية‪،‬أما في األرياف فقد كان‬
‫يسودها الوقف الخيري إذ كان يعود مردودها للمساجد و الزوايا و ما يالحظ أنه في سنة‬
‫‪1750‬م تضاعفت األوقاف اثني عشرة ( )‪ 12‬مرة مقارنة بـسنة‪1600‬م حتى أصبحت‬
‫تشكل األوقاف ‪66%‬من مجموع الممتلكات العقارية و الزراعية و من خالل هذا يالحظ‬
‫بأن للعثمانيين آنذاك دور هام في تكريس نظاماألوقاف في الجزائر عبر عدة دوائر إدارية ‪،‬‬
‫و نظرا ألهميتها في الحياة االجتماعية للجزائريين أصبح االلتزام الضروري‪ ،‬و هذا ما أدى‬
‫بتطور نظامها(األوقاف) بسرعة وجيزة و بنسبة البأس بها خالل ‪150‬سنة كما ساهمت‬
‫عدة عوامل في انتشار الوقف في الجزائر ‪،‬فباإلضافة إلى الوازع الديني ‪،‬حب الخير ‪،‬العلم‬
‫و إصالح المجتمع ‪ ،‬كانت هناك عوامل أخرى من بينها رغبة المحبسين في توفير مصدر‬
‫رزق دائم ألفراد أسترهم ‪،‬حفظ حقوق اليتامى ‪،‬األرامل و القصر با‪ ...‬إلضافة إلى العامل‬
‫الرئيسي و هو كون الوقف صدقة جارية تبقى في ميزان حسنات األشخاص المساهمين في‬
‫ذلك ‪ .‬و هنا تظهر مكانة الجزائريين في تكريس مبدأ التعاون و التضامن و فعل الخير ‪.‬‬

‫‪ - 5‬عبد الرحمن بوسعيد‪ ،‬األوقاف و التنمية االقتصادية و االجتماعية بالجزائر‪ ،‬مذكرة ماجيستير ‪،‬تخصص الدين‬
‫و ا تمع ‪،‬قسم علم الفلسفة‪،‬كلي ة العلوم االجتماعية‪،‬جامعة وهران‪2012 ،2011 -‬ص ‪.28‬‬
‫‪ - 6‬خير الدين بن مشرنن ‪ ،‬إدارة الوقف في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجيستر في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون االدارة ‪1‬‬
‫المحلية‪،‬كلية الحقوق ‪،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪-‬تلمسان ‪ 2011 -2012 ، - ،‬ص ‪.11‬‬
‫أنظر كذلك ‪ : -‬صالح صالحي‪،‬نوال بن ع مارة‪،‬الوقف اإلسالمي و دوره في تحقيق التنمية المستدامة(عرض للتجربة‬
‫الجزائرية في تسيير األوقاف)‪،‬ا لة الجزائرية للتنمية االقتصادية‪،‬العدد ‪01 ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬ديسمبر‪2014 ،‬ص ‪.159‬‬
‫" و من جانب آخر و في أواخر القرن الثامن عشر ق( ‪ )18‬عرفت الجزائر ظروف صعبة‬
‫أدت إلى تعسف الحكام و هو ما كان سببا بالنسبة للجزائريين إلى تحبيس أمالكهم تحت اسم‬
‫ال حبوس (الوقف) حتى ال تؤول إلى الهيئات التي كانت تستولي‬
‫على األمالك التي ال ورثة لهم و تضعها تحت إشراف بيت المال و هذا ما أدى إلى انتشار‬
‫الوقف بشكل كبير في هذه الفترة" إذ ما يالحظ من خالل هذا أن مبدأ عدم الثقة بين الحكام‬
‫و المحكومين آنذاك أدى إلى تكريس نظام الوقف ال بغية و إنما خوفا من االستيالء عليها و‬
‫لكن تبقى لكل نيته في ذلك‪.‬و هنا يتضح بأن الهيئة التي كانت تنظم الوقف في هذا الوقت‬
‫هي بيت المال ‪.‬‬
‫‪ . 3‬المبحث الثالث‪ :‬أركان األوقاف و أنواعها‪:‬‬

‫أركان الوقف ‪ :‬إن العقود التي يبرمها اإلنسان والتي يترتب عليها أحكام شرعية إما أن‬
‫تكون ذات طرفين كالبيع و الشراء و اإلجازة وهذه العقود تتوقف على تبادل اإلرادة بين‬
‫المتعاقدين إ ما أن تكون وحيدة الطرف و الوقف يعتبر واحد من هذه العقود الوحيدة‬
‫باإليجاب و القبول وبهذا فإن الو قف كسائر التزامات العقود وتتمثل في ‪:‬‬
‫صيغة العقد ‪ :‬هو عقد الوقف الذي يثبت بموجبه الوقف و يحمل جميع الشروط للوقف‬
‫بمعنى أن الصيغة هي كل ما بدل على تحبيس العين وال يحتاج إلى قبول الموقوف عليهم‬
‫خاصة إن كان الموقوف عليهم جهة خير كالمسجد وقد يكون أشخاصا غير معينين فقراء‬
‫ومساكين ‪.7‬‬
‫الواقف ‪ :‬هو صاحب الشيء المراد وقفه‪.‬‬
‫الموقوف ‪ :‬وهو الشيء المراد وقفه " العين المحبوسة" من أراضي زراعية وعقار ‪...‬الخ‬
‫الموقوف عليه ‪ :‬وهو الجهة المستفيدة من الوقف‪.‬‬
‫أنواعه ‪ :‬ينقسم الوقف باعتبار الجهة األولى التي وقف عليها إلى عدة أنواع هي ‪:‬‬
‫الوقف خيري – العام ‪ :-‬هو الذي يقصد به الواقف التصدي على وجه البر سواء أكان على‬
‫أشخاص معينين أو كان على جهة من جهات البر ويعتبر هذا الوقف هو النوع السائد الذي‬
‫حصل من الصحابة رضوان هللاا عليهم ‪.8‬‬

‫‪ 7‬وهبة الرخيلي ‪ :‬الوصايا و الوقف في الفقه االسالمي ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬دمشق ‪ ، 1993 ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪ - 8‬محمد ابراهيم نقاسي ‪ :‬الصكوك الوقفية ودورها في التنمية االقتصادية من خالل تمويل برامج التأهيل وأصحاب المهن ‪49‬‬
‫و الحرف ‪ ،‬المؤتمر االسالمي للنمو المستدام و التنمية االقتصادية الشاملة من المنظور االسالمي ‪ ،‬قطر ‪ ، 2011 ،‬ص‬
‫‪.9‬‬
‫الوقف األهلي – الخاص ‪ -:‬هو الوقف الذي يكون ابتداءا على نفس الواقف أو ذريته أو‬
‫عليهما أو على شخص معين ثم من بعدهم إلى إحدى جهات البر‪.‬‬
‫الوقف المشترك‪ :‬هو الذي يجمع بين الوقف األهلي و الذري ثم ابتداءا على الذرية وعلى‬
‫جهة من جهات البر في وقت واحد حيث يجعل فيه الواقف نصيبا من العين الموقوفة محددا‬
‫أو مطلقة و الباقي للذرية و البر ‪.9‬‬
‫‪ . 4‬المبحث الرابع‪ :‬اأهداف االوقاف‪:‬‬
‫الهدف العام ‪ :‬إن الوقف يحفظ لكثير من الجهات العامة حياتها ‪ ،‬حيث أنه يضمن لقمة‬
‫العيش لكثير من طبقات األمة ‪ ،‬فهو يمتاز عن غيره من أوجه البر باالستمرارية و الديمومة‬
‫كما أن أغراض الخير فيه شاملة وواسعة ‪. 10‬‬
‫الهدف الخاص ‪ :‬توجد هناك العديد من الدوافع التي تدفع االنسان للقيام بأعمال الخير منها‪:‬‬
‫الدوافع االجتماعية ‪ :‬التي تكون نتيجة الشعور بالمسؤولية تجاه الجماعة ‪ ،‬األمر الذي يدفعه‬
‫إلى تخصيص شيء من أمواله لتستفيد منه جهة معينة ‪.‬‬
‫الدوافع العائلية ‪ :‬حيث يدفع الواقف الرغبة في تأمين مورد ثابث للعائلة يكون ضمانا‬
‫لمستقبلهم في حالة الحاجة و العوز فهو يغلب العاطفة النسبية على أي مصلحة شخصية ‪.‬‬
‫دوافع أخرى ‪ :‬كالدافع الديني من أجل نيل ثواب اآلخرة و الدافع الغريزي و المتمثل في‬
‫الرغبة في المحافظة على ما تركه اآلباء و األجداد من اإلسراف وذلك من خالل حبس‬
‫العين عن إ باحة المنفعة و الذي ال يكون إال في معنى الوقف ‪.11‬‬
‫‪ . 9‬المبحث الخامس‪ :‬أسهامات االوقاف‪:‬‬
‫لقد ساهمت العديد من الجهات في الوقف نذكر منها ‪:‬‬
‫إسهام الحكام ‪ :‬أسهم العديد من الدايات و البايات في الوقف اسهاما كبير ا من خالل‬
‫إنشاء العيون و المساجد ( الجامع األعظم) و مؤسسة الحرمين الشريفين ‪ ،‬ففي سنة‬
‫‪1121‬ه‪1709 /‬م قام الداي محمد بقطاش( ‪ ) 1705-1707‬بتأسيس زاوية‬
‫األشراف ‪12‬‬

‫‪ - 9‬خالدي خديجة ‪ :‬دور المؤسسة الو قفية في تحقيق التكافل االجتماعي ‪ ،‬مجلة كلية العلوم االقتصادية و التسير ‪50 ،‬‬
‫جامعة أبو بكر بلقايد ‪ ،‬تلمسان ‪ 2006 ، ،‬ص ‪. 289‬‬
‫‪ - 10‬عبد هللاا بن ناصر السدحان ‪ :‬توجيه مصارف الوقف نحو تلبية احتياجات المجتمع ‪ ،‬بحث مقدم إلى المؤتمر الثاني ‪51‬‬
‫لألوقاف الصيغ التنموية و الرؤى المستقبلية ‪ 2006 ، ،‬ص ‪. 13‬‬
‫‪ 11‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.13 -14‬‬
‫‪ 12‬نصر الدين سعيدوني ‪ :‬دراسات في الملكية العقارية ‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 1986 ،‬ص ‪.85‬‬
‫وكان أول من أوقف من الحكام العثمانيين هو أول بيلرباي على الجزائر خير الدين‬
‫بربروس الذي قام باعتقاق خادمه صفر بن عبد هللاا وبنى جامعا سماه على إسمه‬
‫‪13‬ويعرف حاليا باسم جامع السفير‪.‬‬

‫‪pic from google 1 Figure‬‬

‫إسهام العلماء ‪ :‬من بين العلماء الذين أوقفوا ممتلكاتهم أحمد بن المرحوم محمد المبارك‬
‫الفقيه الذي حبس الدار الموجودة بكوشة علي و كذلك أحمد الزروق الذي حبس البساتين‬
‫بمنطقة بوزريعة ‪.14‬‬
‫إسهام الجيش‪:‬‬
‫لقد اهتم العسكريون بالوقف و أسهم العديد منهم فيه باختالف رتبهم من األعلى إلى األدنى‪.‬‬

‫‪ - 13‬عبد القادر دحدوح ‪ :‬مدينة قسنطينة خالل العهد العثماني ‪ ،‬دكتوراء ‪ ،‬معهد اآلثار جامعة الجزائر ‪54 2 009 - 2 ،‬‬
‫‪ ، 2010‬ص ‪.133‬‬
‫‪ 14‬أبو القاسم سعد هللاا ‪ :‬تاريخ الجزائر الثقافي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.392‬‬
‫‪ . 10‬نماذج عن االوقاف في الجزائر‪:‬‬

‫مؤسسة الحرمين الشريفين ‪ :‬يعود تأسيس األوقلف لصالح الحرمين الشريفين في الجزائر‬
‫إلى العهد اإلسالمي األول ‪ ،‬حيث ال تعرف أهميتها وال كيفية تسييرها اذ اننا نفتقر ل‬
‫معطيات دقيقة حول األوقاف التي خصصت في الجزائر للحرمين الشريفين في الفترة‬
‫السابقة للوجودالعثماني ‪ ،‬فإنه من المؤكد أنها وجدت ‪ ،‬ولكن تكاثرت بشكل كبير خالل‬
‫العهد العثماني وأصبحت إحدى المؤسسات الهامة من حيث اسهامها في الحياة االقتصادية و‬
‫االجتماعية و الثقافية ‪.15‬‬
‫إن أموال أوقاف الحرمين الشريفين كانت توجه إلى فقراء مكة و المدينة في مطلع كل‬
‫سنتين ولضمان وصول المداخيل إلى عن طريق مبعوث شريف مكة بواسطة أمير ركب‬
‫الحجازالحرمين الشريفين وجدت قوائم مفصلة ألنواعها ترسل باسم داي الجزائر وتختم‬
‫بختم الحرمين داللة على وصولها كاملة بعد عودة وفد الحجيج إلى الجزائر العثمانية ‪،‬‬
‫وكذلك تقدم اإلعانات و المساعدات ألهالي الحرمين المقيمين بالجزائر أو المارين بها بعد‬
‫التأكد من صحة انتسابهم لألماكن المقدسة‪.‬‬
‫كانت أوقافها تتراوح مابين ‪ 1357‬و ‪ 1558‬ملكية عقارية حسب ما أورده دوفو اعتمادا‬
‫على سجالت ‪:16‬‬

‫قيمتها بالفرنك الفرنسي‬ ‫عددها‬ ‫نوع الملكية‬

‫‪ 26653.80‬ف‬ ‫‪840‬‬ ‫المنازل‬


‫‪ 4278.60‬ف‬ ‫‪258‬‬ ‫الدكاكين‬

‫‪ 449.7.0‬ف‬ ‫‪33‬‬ ‫المخازن‬


‫‪ 102.60‬ف‬ ‫‪11‬‬ ‫األفران‬
‫‪ 97.50‬ف‬ ‫‪6‬‬ ‫الطاحونات‬
‫‪13‬د‪ 5.70‬ف‬ ‫‪1‬‬ ‫الفنادق‬
‫‪ 846.65‬ف‬ ‫‪4‬‬ ‫المقاهي‬

‫‪ 15‬صالح عباد‪ :‬الجزائر خالل الحكم التركي ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪ 2005 ، ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ 16‬نصر الدين سعيدوني ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.239‬‬
‫مؤسسة سبل الخيرات الحنفية ‪:‬‬
‫لقد اكتسبت هذه المؤسسة أهمية خاصة في مدينة الجزائر أثناء العهد العثماني منذ‬
‫تأسيسها والذي يرجعه بعض المؤرخين إلى عام ‪999‬ه‪/1584‬م وهناك من يرجعه إلى‬
‫‪ 1590‬م تعود تسميتها إلى أوقاف األحناف بسبل الخيرات لتقوم بإدارة المساجد و‬
‫األوقاف الحنفية ‪ ،17‬مؤسسها هو شعبان خوجة ‪ ،‬تحتل المرتبة الثانية بعد مؤسسة‬
‫الحرمين الشريفين من حيث وفرة مداخيلها‪.‬‬
‫ونظرا النتمائها إلى المذهب الحنفي ونعني بذلك الطائفة التركية و جماعة كانت تشرف‬
‫على العديد من الكراغلة التي كانت توقف أمالكها لفائدة المساجد الحنفية‬
‫المساجد‪ :‬مثل جامع صفر و جامع السيدة وجامع شعبان خوجة وجامع كتشاوة ‪ ،‬حيث‬
‫بلغ عدد المساجد ‪.818‬‬
‫مؤسسة أوقاف بيت المال ‪:‬‬
‫تعتبر هذه المؤسسة من التق اليد العريقة لإلدارة اإلسالمية في الجزائر والتي تدعمت في‬
‫العهد العثماني ‪ ،‬وهي مؤسسة ذات وظيفة رسمية وطبيعة اجتماعية خيرية فكانت تتولى‬
‫إعانة أبناء السبيل و اليتامى و الفقراء و المساكين و األسرى ‪ ،‬كما تهتم بشؤون الخراج‬
‫وشراء العتاد وتشرف على إقامة المرافق العامة من طرق وجسور وتشييد أماكن العبادة‬
‫كانت هذه المؤسسة بدورها توزع ما تتلقاه من صدقات وماتديره األوقاف من مداخيل‬
‫المسافرين في حالة الضرورة ‪ ،‬كما تنفق في سبيل الرقيق كما كانت تتصرف في الغنائم‬
‫التي تعود للدولة‪ ،‬يشرف على هذه المؤسسة أمين يسمى يبت المالجي وأمانة بيت المال‬
‫وظيفة رسمية إذا قيست بوظيفة الوكالء لذلك كان الباشا يعين أحد القضاة ليساعد أمين‬
‫بيت المال في إدارة المؤسسة ‪.19‬‬
‫مؤسسة أوقاف الجند و الثكنات‪:‬‬
‫أوقفت عدة أمالك داخل مدينة الجزائر وخارجها لإلنفاق على المعوزين من الجند وصيانة‬
‫بعض الثكنات و الحصون و األبراج ‪ ،‬فضال عن العديد من المرافق العامة كالطرق‬
‫والعيون و السواقي ‪ ،‬كل هذه المرافق كانت تخص بالعديد من األوقاف وخصص كل هذه‬
‫المرافق العامة وكيل خاص يرعى أوقافها ويتعهد بشؤونها مثل وكيل العيون و السواقي‬

‫‪ - 17‬ناصر زكية زهرة ‪ :‬األهمية التاريخية ألوقاف األحناف بمدينة الجزائر ‪ ،‬مجلة دراسات انسانية ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪63 ،‬‬
‫‪ ، 2001‬ص ‪.152‬‬
‫‪ 18‬نصر الدين سعيدوني ‪ :‬الوقف في الجزائر ‪...‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ - 19‬خير الدين موسى قنطاري ‪ :‬عقود التبرع الواردة على الملكية العقارية للوقف ‪ ،‬ج‪ 1 ،‬ط‪ 1 ،‬دار زهران للنشر و التوزيع ‪68 ،‬‬
‫عمان ‪ 2012 ، ،‬ص ‪. 135‬‬
‫الذي كان مدخوله من األوقاف التي يشرف عليها يبلغ ‪150‬ألف في السنوات األولى من‬
‫اإلحتالل ‪.20‬‬

‫‪ 20‬مصطفى بن حموش ‪ :‬الوقف وتنمية المدن ‪...‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.6‬‬


‫الخاتمة‪:‬‬

‫في ختام هذا االستعراض السريع لدور األوقاف في العهد العثماني‪ ،‬نجد أن هذه المؤسسة لم‬
‫مصدرا للدخل الديني‪ ،‬بل كانت حجر الزاوية في بناء مجتمع راسخ القيم‬
‫ً‬ ‫تكن مجرد‬
‫والتضامن‪ .‬كانت األوقاف ليست مجرد مؤسسة تمويل‪ ،‬بل كانت أيضًا محركًا للتنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬تعزز التعليم وتوفير الخدمات الصحية للمجتمع‪.‬‬
‫تأتي أهمية دراسة األوقاف في العهد العثماني من قدرتها على الربط بين العناصر الدينية‬
‫ً‬
‫تفاعال حيويًا بين الفرد والمجتمع والدولة‪.‬‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬حيث كانت تعكس‬
‫اال في تعزيز الحضارة وبناء‬‫دورا فعّ ً‬
‫بفضل هذا التفاعل‪ ،‬استطاعت األوقاف أن تلعب ً‬
‫مستقبل مستدام‪.‬‬
‫مع مرور الزمن‪ ،‬وكما هو الحال مع كل تطور تاريخي‪ ،‬واجهت األوقاف تحديات‬
‫وتغيرات‪ .‬استمرار تأثيرها اإليجابي يعتمد على قدرتها على التكيف مع التحوالت‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ .‬إن استمرار االستثمار في هذه المؤسسة الدينية يعكس التزا ًما‬
‫بتعزيز الرفاهية وتحسين جودة حياة المجتمع‪.‬‬
‫في النهاية‪ ،‬نرى أن دراسة دور األوقاف في العهد العثماني تعتبر أكثر من مجرد رحلة في‬
‫دورا حيويًا في بناء مجتمع‬
‫التاريخ‪ ،‬بل هي استكشاف لكيف يمكن للقيم الدينية أن تلعب ً‬
‫مترابط ومزدهر‪.‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‪:‬‬

‫‪ . 1‬ابن منظور جمال الدين محمد بن مكرم األنصاري ‪ :‬لسان العرب ‪ ،‬ج‪ 18،‬دار صادر‬
‫للنشر ‪ ،‬ط ‪ ، 6‬بيروت ‪.1997 ،‬‬
‫‪ . 2‬ابن حموش مصطفى‪ :‬مساجد مدينة الجزائر في العهد العثماني ‪ ،‬ط‪ ، 10‬دار األمة‬
‫للنشرو التوزيع ‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ . 3‬ناصر زكية زهرة ‪ :‬األهمية التاريخية ألوقاف األحناف بمدينة الجزائر ‪ ،‬مجلة دراسات‬
‫انسانية ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2001 ،‬‬
‫‪ . 4‬نصر الدين سعيدوني ‪ :‬الوقف في الجزائر‪.‬‬
‫‪ . 5‬ابن فارس ‪ :‬معجم مقاييس اللغة ‪ ،‬ج ‪.6‬‬
‫‪ . 6‬أبو مصطفى كمال‪ :‬جوانب من حضارة المغرب اإلسالمية من خالل نوازل الونشريسي‬
‫‪،‬مؤسسة شباب الجامعة ‪ ،‬االسكندرية ‪.1997 ،‬‬
‫‪ . 7‬السدحان عبد هللاا بن ناصر ‪ :‬توجيه مصارف الوقف نحو تلبية احتياجات المجتمع ‪،‬‬
‫‪ . 8‬بحث مقدم إلى المؤتمر الثاني لألوقاف الصيغ التنموية و الرؤى المستقبلية ‪.2006 ،‬‬

Vous aimerez peut-être aussi