Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
12
Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010
مقدمة
عند الحديث عن النشاط اإلئتماني ،غالبا ما يتم التوقف عند المصاعب التي
تواجهها البنوك التجارية السترجاع أموالها في مواعيد استحقاقها ،باعتبار أن
عنصر المخاطرة مالزم لعملية اإلئتمان وال يمكن إلغاؤه نهائيا وال استبعاد إمكانية
حدوثه مستقبال ،وهو ما يجعل البنوك معرضة إلى ما يسمى بمخاطر اإلئتمان.
ومن أهم متطلبات إدارة مخاطر اإلئتمان على نحو وقائي ،أن يكون القياس الكمي
لمخاطر اإلئتمان أكثر واقعية ودقة ومدلـولية.
وقد تم تطوير عملية قياس مخاطر اإلئتمان عبر مراحل زمنية مختلفة ،ابتداء
باإلهتمام بالعالقة بين األصول والخصوم المتداولة ،ثم ظهور النسب المالية ثم
اإلهتمام تدريجيا ،بعد دراسة المركز المالي الحالي للمؤسسة ،إلى التنبؤ ومعرفة
مدى إمكانية تعثرها مستقبال ،ليتم في األخير جمع النسب المالية المستخدمة بشكل
فردي في نموذج تنبؤي واحد ،وكان أول ظهور لهذه النماذج في الواليات المتحدة
األمريكية من خالل دراسات ألتمان عام 2691الذي توصل إلى نموذج خطي يعمل
على الفصل بين المؤسسات السليمة والمؤسسات العاجزة وفق أسلوب التحليل
التمييزي.
وفي هذه الورقة نطرح السؤال الموالي :هل يمكن استخدام أسلوب التحليل
التمييزي بشكل فعال لدى بنك الفالحة والتنمية الريفية؟
ولنتمكن من ذلك فمن الضروري المرور على كيفية استخدام التحليل التمييزي
لقياس مخاطر اإلئتمان البنكي والشروط الواجبة لتطبيقه وأهدافه األساسية ،ليتم
االنتقال إلى توضيح كيفية بناء نموذج تنبؤي وفق أسلوب التحليل التمييزي وذلك
مرورا بمختلف مراحله بداية من سحب عينة الدراسة وتحديد المتغير التابع إلى
غاية إجراء اإلختبارات عليه للتأكد من صالحيته ،ثم يتم تقديم بعض الدراسات
والبحوث العلمية المنجزة حول هذا األسلوب ،وينتهي هذا البحث بتطبيق أسلوب
التحليل التمييزي على عينة من المؤسسات التي قد منحها بنك الفالحة والتنمية
الريفية مبالغ ائتمانية.
-1ماهية أسلوب التحليل التمييزي
استجابة لحاجة البنوك إلى أسلوب تحليلي يمكن من خالله التنبؤ بتعثر المؤسسة
قبل عدد كاف من السنوات ،فقد تم اإلعتماد على أسلوب التحليل التمييزي باعتباره
يعمل على تحديد قاعدة للفصل بين المؤسسات وفق صحتها المالية.
-1-1مفهوم أسلوب التحليل التمييزي
11
Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010
يعرف التحليل التمييزي بأنه أسلوب إحصائي يعمل على تصنيف المفردات إلى
واحد من مجتمعين أو أكثر محددة مقدما باإلعتماد على الخصائص الفردية لتلك
المفردات .وهو أيضا " تقنية إحصائية تسمح بتصنيف األقسام المتجانسة للمجتمع
باإلعتماد على معايير معينة ،وال يمكن لهذه التقنية أن تحقق ذلك إال بعد معالجة قاعدة
واسعة من المعلومات الخاصة بكل فرد من المجتمع ،بما يمكن هذه العينة من إدراج
كل فرد من المجتمع إلى الصنف الذي ينتمي إليه " .1وباعتبار التحليل التمييزي
كأسلوب قائم على أساس فرضيات 2لتكوين قاعدة للفصل اإلحصائي بين
المجتمعات وتصنيف المفردات الجديدة إلحدى تلك المجتمعات في ضوء
متغيراتها المستقلة فإن استعماله ال ينحصر في ميدان واحد وإنما يتسع إلى
ميادين متعددة .
"حيث سعى كثير من الباحثين إلى تطوير نماذج جديدة للتنبؤ ومن ثم تطوير
القدرة التنبؤية لها وذلك سواءا من حيث تحديث األساليب والمناهج المتبعة في
بنائها أو من جهة المتغيرات التي تتكون منها وذلك باإلضافة إلى تحديد وقياس
األوزان النسبية لكل متغير من تلك التي تشملها النماذج ".3
وفي الجانب البنكي ،تستعمل تقنية التحليل التمييزي في دراسة مجتمع
المؤسسات المتحصلة على مبلغ ائتماني من البنك ،وذلك بتحديد مجموعتين
جزئيتين ،األولى تمثل المؤسسات السليمة التي لم يتلق البنك معها مشاكل في
تسوية مستحقاتها ،والثانية تمثل المؤسسات العاجزة التي لم تتمكن من الوفاء
بديونها سواء بصفة كلية أو جزئية ،ليتم على أساس معالجتها التوصل إلى
قاعدة بإمكانها التنبؤ والفصل في تصنيف أي مؤسسة جديدة تطلب مبلغا ائتمانيا
من البنك إلى إحدى المجموعتين المحددتين مسبقا " .لذلك فإن هناك حاجة ملحة
إلى ابتكار أساليب كمية تكتشف مسبقا عن حجم المخاطر التي قد تواجهها القروض
الممنوحة مما قد يمهد السبيل إلى تجنبها ".4
وفي هذا اإلطار ،فإنه " يتم استخدام أسلوب التحليل التمييزي بجمع النسب
المالية المستخدمة بشكل فردي في نموذج رياضي خطي واحد ،وذلك الستشراف
مستقبل المؤسسات والتنبؤ بمركزها المالي ومعرفة مدى إمكانية تعثرها
مستقبال" ،5حيث يمكن من خالل المتغير التابع التعرف على وضع مؤسسة إن
كانت سليمة أو عاجزة .وتمهيدا لتطبيق هذا النوع من التحليل ،فإنه يتم تحديد
المجموعات التي يراد التمييز بينها (مؤسسة سليمة أو عاجزة) ثم يتم بعد ذلك
تحديد قائمة من المتغيرات المستقلة التمييزية التي تقيس الخصائص المميزة لكل
مجموعة من المجموعات.
عندئذ ،فإنه يمكن تطبيق الخطوات الالزمة للتحليل التمييزي وذلك بهدف
التوصل إلى أفضل عالقة خطية من المتغيرات المستقلة واستخدامها في التنبؤ
12
Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010
بالمركز المالي للمؤسسات التي تطلب مبالغ ائتمانية من البنك وتحليل أدائها في
المستقبل القريب ثم تصنيفها في إحدى المجموعات المحددة مسبقا .ولمزيد من الدقة
في استشراف الوضع المستقبلي للمؤسسات والتنبؤ بمركزها المالي فإنه من األجدر
أن يتم تقييم الوضع السابق باستخدام كل من مؤشرات الجدارة اإلئتمانية والعجز
المالي معا.
-2-1شروط تطبيق أسلوب التحليل التمييزي
في الواقع ،ال يمكن تطبيق أسلوب التحليل التمييزي لبناء نموذج خطي تنبؤي
إال باحترام مجموعة من الشروط ،والمتمثلة في :
أن تكون هناك استقاللية بين المجتمعين المدروسين (مؤسسات سليمة
ومؤسسات عاجزة) ،عندئذ فإن كل مؤسسة موجودة في عينة الدراسة هي تابعة
لمجموعة واحدة فقط؛ " أن تكون البيانات المستخدمة في التحليل تحتوي على
عينة عشوائية من أعضاء كل مجتمع من مجتمعات الدراسة ،بحيث تعد هذه
العينات ممثلة للمجتمعات موضوع التحليل "6؛ أن ال تتفاوت أحجام المجتمعات
المدروسة بشكل كبير ،بمعنى أن ال يكون مثال حجم مجتمع المؤسسات السليمة
كبيرا جدا بالمقارنة مع حجم مجتمع المؤسسات العاجزة؛ أن يكون الحجم األدنى
لكل مجتمع من مجتمعات الدراسة هو اإلثنين؛ أن يكون المتغير التابع ممثال لكل
المجتمعات الجزئية المدروسة ،بمعنى أن يكون عدد القيم المتوقعة للمتغير التابع
هو نفسه عدد المجتمعات الجزئية المدروسة.
-3-1أهداف التحليل التمييزي
لقد كان تعاظم أهمية التحليل التمييزي كأسلوب تنبؤي في مختلف الميادين ،بما
فيها النشاط البنكي ،نتيجة الستجابته للعديد من المطالب التنبؤية والتوافق مع
أهدافه العملية المتمثلة في النقاط الموالية:
تحديد المتغيرات المستقلة األكثر داللة على الخصـائص المميزة بين
المجموعـات المحددة مسبقـا ،وذلك باستخراجها من قائمة المتغيرات المستقلة
المقترحة للقيام بذلك .بصفة أدق ،فإنه يتم تحديد المتغيرات المستقلة التي تعتبر
األفضل في التمييز بين المؤسسات السليمة والمؤسسات العاجزة؛ دراسة العالقة
بين المتغير التابع ومجموعة من المتغيرات المستقلة ذات الطبيعة الكمية أو
النوعية التي تقيس الخصائص المميزة لكل مجموعة من المجموعات؛ يهدف
التحليل التمييزي إلى التمييز بين مختلف المجموعات (المؤسسات السليمة
والمؤسسات العاجزة) وإدراك الفوارق فيما بينها؛ تصنيف أي مفردة جديدة إلى
المجتمع الذي تنتمي إليه وفقا للمتغيرات األكثر داللة على التمييز والخصائص
المحددة لكل مجتمع من المجتمعات؛ " اختبار مدى توافر اإلختالف الجوهري بين
12
Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010
12
Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010
وفيما يخص بناء نموذج تنبؤي وفق أسلوب التحليل التمييزي لقياس مخاطر
اإلئتمان البنكي للمؤسسات ،فإنه يتم تقسيم المجتمع الكلي إلى مجتمعين جزئيين
(مؤسسات سليمة ومؤسسات عاجزة) ويتم بعد ذلك سحب عينات جزئية منها
لتكون في مجملها العينة الكلية ،وذلك تحقيقا الحتواء العينة الكلية على مختلف
أصناف المجتمعا ت الجزئية المدروسة.
حيث يوضع المتغير Zكمتغير تابع ،والذي يمثل القيمة التمييزية الناتجة عن
النموذج المبني على أساس التحليل التمييزي " .إن كل نموذج Zيستخدم نسبه
المالية الخاصة به وتعطى كل نسبة ثقال أو وزنا خاصا بها .ويتم الحصول على Z
لشركة ما باحتساب قيمة كل نسبة رئيسة وترجيحها بوزنها الخاص وجمع هذه
القيم المرجحة لتكون في مجموعها القيمة ،10" Zحيث يتم استخدام هذا النموذج
بمتغيرات مستقلة وأوزان ترجيحية مختلفة .حيث كلما ارتفعت قيمة Zفإن ذلك
يشير إلى سالمة المركز المالي للمؤسسة ،بينما تدل قيمتها المتدنية على احتمال
الفشل المالي.
بمعنى أن حالة أخذ Zلقيمة فوق مستوى معين (العتبة) يدل على الجدارة
اإلئتمانية للمؤسسة بينما تدل حالة أخذ Zلقيمة أدنى من ذلك المستوى على
مخاطرة ائتمانية عالية.
تحديد المتغيرات المستقلة للنموذج -2-2
وهي المتغيرات التي تعكس الخصائص المميزة لكل مجموعة من المجموعات
الجزئية ،بحيث يتم اقتراح قائمة أولية من المتغيرات المستقلة التي يرى أنها تفسر
المتغير التابع ثم يتم اختيار من هذه القائمة المتغيرات األكثر قدرة على التمييز بين
المجموعات ،والتي تدخل في بناء النموذج الذي سيستخدم مستقبال للتنبؤ " .فهي
المتغيرات التي تعتبر سلوكيا مستقلة عن العامل اآلخر ،أو أنها تعتبر السبب أو
العامل المفسر للعامل اآلخر".11
وفي مجال اإلئتمان البنكي ،فتتمثل المتغيرات المستقلة لنموذج التحليل التمييزي
في النسب المالية التي يتم استخراجها من مختلف القوائم المالية للمؤسسات إلى
جانب المتغيرات النوعية التي تبرز بعض الخصائص الكيفية للمؤسسات ،حيث يتم
اختيارها على النحو الذي يجعلها محيطة بمختلف األبعاد السيما ذات الطبيعة المالية
الرئيسية للمؤسسة .حيث يتم اإلهتمام أكثر في اإلئتمانات القصيرة األجل بالنسب
المالية التي تعكس مدى قدرة المؤس سة على الوفاء بالتزاماتها الجارية .بينما يتم
التركيز في اإلئتمانات الطويلة األجل على النسب التي تعبر على مدى قدرة
المؤسسة على توليد اإليرادات في المدى الطويل.
19
Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010
و غالبا ما يتم اختيار المتغيرات األكثر داللة على المركز المالي للمؤسسات
وفق أسلوب التحليل المتدرج ) .(stepwise analysisحيث يعمل هذا األسلوب
على اختيار أفضل المتغيرات التي تمكن من التمييز بين المجتمعات الجزئية وذلك
بتخفيض عدد المتغيرات المستقلة التي ستدخل في تكوين النموذج التنبؤي بشكل
متدرج ومرحلي .12ويعتمد أسلوب التحليل المتدرج في اختياره للمتغيرات المستقلة
على طرق إحصائية متعددة ،13وحسب الدراسات السابقة فإن الطريقة األفضل
واألكثر استخداما وفعالية هي طريقة ويلكس المبدا ) .14(Wilks Lambda
-3-2تحديد الصيغة التامة للنموذج
يتم في هذه المرحلة إيجاد المعامالت التمييزية لنموذج التحليل التمييزي الخطي
المتعدد المتغيرات من أجل احتساب القيمة التمييزية للمتغيرات المستقلة ،وذلك
بضرب تلك المعامالت بالقيم الفعلية للمتغيرات المستقلة .حيث يستفيد أسلوب
التحليل التمييزي من المعامالت التمييزية في تحديد أهمية المتغيرات المستقلة في
تكوين النموذج ،أي وزن ومدى داللة كل النسب الم الية والمتغيرات النوعية
المرتبط بها على سالمة أو عجز المؤسسة مستقبال.
فإذا كانت القيمة المطلقة للمعامل التمييزي لمتغير مستقل ما كبيرة ،فإن ذلك يعني
أن ذلك المتغير يساهم بشكل كبير في بناء النموذج وأنه ذو أثر كبير في تصنيف كل
مؤسسة جديدة إلى أي مجتمع جزئي تنتمي إليه .كما تدل إشارة المعامل التمييزي
على اتجاه التمييز ،فإذا كانت موجبة فإن ذلك يساهم في تصنيفها إلى مجتمع
المؤسسات السليمة وإذا كانت سالبة فإن ذلك يزيد من حظوظ تصنيفها إلى مجتمع
المؤسسات العاجزة .وانطالقا من قائمة المتغيرات المستقلة التمييزية ومعامالتها التي
تدخل في بناء النموذج ،فإنه يأخذ النموذج الخطي للتحليل التمييزي المتعدد
المتغيرات الصيغة الموالية:15
Z = C1 X1 + C2 X2 + …………+Cn Xn+ α
حيث:
: Zالقيمة التمييزية الناتجة عن تطبيق المعادلة التمييزية أعاله؛ : Cالمعامالت التمييزية
للمتغيرات التمييزية؛ : Xالمتغيرات المستقلة التمييزية؛ : αعدد ثابت؛ : nعدد المتغيرات
المستقلة المكونة للمعادلة التمييزية.
إذ تحسب القيمة التميزية للمؤسسة تمهيدا التخاذ قرار الرفض أو القبول بشأن
طلبها للحصول على مبلغ ائتماني.
-4-2إنشاء قاعدة للفصل
بما أن الهدف هو التنبؤ بالمركز المالي ألي مؤسسة جديدة ومعرفة مدى
إمكانية تعثرها مستقبال وبالتالي تصنيفها إلى أحد المجتمعات الجزئية ( المؤسسات
12
Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010
سليمة والمؤسسات العاجزة) واتخاذ قرار الرفض أو القبول بشأن طلبها للحصول
على مبلغ ائتماني ،فإنه من الضروري أن تكون هناك قاعدة للفصل اإلحصائي بين
المجتمعات الجزئية محل الدراسة وذلك بناءا على معطيات عينة من المفردات
المأخوذة من هذه المجتمعات .إستجابة لذلك ،يتم تحديد قيمة فاصلة بين مجتمعي
المؤسسات السليمة والمؤسسات العاجزة والتي تسمى بالنقطة العتبة.
وتحسب النقطة العتبة وفق الصيغة الموالية :
Z* = (Z 1 +Z 2 +Z 3 + ……..Z n ) / n
حيث Z iهي القيمة التمييزية للمؤسسة رقم iو nهي الحجم الكلي للعينة.
فإذا كانت القيمة التمييزية للمؤسسة أكبر أو تساوي قيمة النقطة العتبة فإنه يتم
تصنيفها إلى مجتمع المؤسسات السليمة ،وإذا كانت قيمتها التمييزية أقل تماما من
قيمة النقطة العتبة فإنه يتم تصنيفها إلى مجتمع المؤسسات العاجزة.
إختبار صالحية نموذج التحليل التمييزي -5-2
قبل وضع النموذج الذي تم بناؤه وفق أسلوب التحليل التمييزي في خدمة إدارة
اإلئتمان ،فإنه من الضروري جدا أن يتم التأكد من صالحيته لقياس مخاطر
اإلئتمان للمؤسسات وتحليل طلباتها الجديدة ،وذلك باختبار دقته في تصنيف
المؤسسات بشكل صحيح.
وإلجراء اإلختبار حول دقة نموذج التحليل التمييزي ،فإنه يتم تطبيقه على
مفردات العينة المدروسة ،فكل مؤسسة ذات قيمة تمييزية أكبر من النقطة العتبة
تعتبر كمؤسسة سليمة ،أما المؤسسات التي لديها قيمة تمييزية أقل من النقطة العتبة
فإنها تعتبر كمؤسسات عاجزة .ولكن الحصول على نسب عالية للتصنيف الصحيح
ال يعتبر مؤشرا كامال على صالحيته وإنما ينبغي التأكد من فعاليته باختباره على
مفردات أخرى مستقلة عن العينة المدروسة.
الدراسات السابقة -3
أصبح موضوع البحث عن نماذج لقياس مخاطر اإلئتمان البنكي للمؤسسات
والتنبؤ بوضعها المالي من الموضوعات ذات االهتمام في النشاط البنكي وللعاملين
فيه بشكل عام ،وذلك باعتبارها أداة هامة للوصول إلى دقة في اتخاذ القرارات
اإلئتمانية وبالتالي تخفيض الخسائر التي قد تتعرض لها البنوك .واستجابة لذلك،
فقد أجريت العديد من الدراسات والبحوث الحديثة الكتشاف نماذج رياضية قادرة
على استشراف مستقبل المؤسسات وعلى التمييز بين السليمة منها والعاجزة.
16
-1-3أعمال إدوار ألتمان
11
Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010
يعتبر ألتمان أول من اعتمد في دراسته على مبدأ التحليل التمييزي ،حيثث
اهت مت تلك الدراسة بإظهار احتمال عدم التثزام العميثل بشثروط اإل ئتمثان .فقثد
قام ألتمان بدراسة حول 66مؤسسة تتراوح قيمة أصولها بين 2مليون و 12مليون
دوالر ،منها 22مؤسسة سثليمة و 22مؤسسثة عثاجزة مسثتخدما فثي ذلثك 11نسثبة
مالية مستخرجة من المعطيات الخاصثة بهثا خثالل الفتثرة .1965– 1946وانتهثت
دراسته إلى بناء النموذج اآلتي:
Z= 0,012. X1 + 0,014. X2 + 0.033. X3 + 0,006. X4 + 0,999. X5
بحيث :
= X1رأس المال العامل /مجموع األصول؛ = X2احتياطات /مجمثوع األصثول؛ = X3
األرباح قبل خصم الفوائد والضرائب /مجموع األصول؛ = X4أموال خاصثة /مجمثوع الثديو؛
= X5رقم األعمال اإلجمالي /مجموع األصول.
اعتماد ألتمان على مبدأ التحليثل التمييثزي كثان لثه أثثر إيجثابي فثي الكشثف عثن
المالءة المالية للمؤسسة ،حيث حقق نموذجه نجاحا يقدر بـ %62.45من التصنيف
الصحيح بين المؤسسات السليمة والمؤسسات العثاجزة ،وبعثد ظهثور نموذجثه شثاع
استعماله في الكثير من البنوك التجارية.
17
-2-3أعمال ايفاس كولون
بعد أن أخذ كولون عينة من 27مؤسسة بصفة عشوائية من نفس قطاع النشاط،
22منهثثا فثثي حالثثة جيثثدة و 22أخثثرى فثثي حالثثة عجثثز مسثثتعمال 26نسثثبة ماليثثة ،فقثثد
انتهت دراسته إلى اختيار خمس نسب مالية مكونة للنموذجين اآلتيين:
Z1= 4,983. X1 + 60,066. X2 - 11,8348. X3.
Z2= 4,6159. X1 - 22. X4 - 1,9623. X5
= X1مصاريف العمال \ قيمة مضافة؛ = X2مصاريف مالية \ رقم األعمال اإلجمالي؛
= X3رأس المال العامل الصافي \ مجموع الميزانية؛ = X4نتيجة االستغالل \ رقم األعمال
18
اإلجمالي؛ = X5رأس المال العامل الصافي \ المخزونات .
حيثثث بلغثثت نسثثبة التصثثنيف الصثثحيح % 94.29للنمثثوذج Z1و % 95.71
للنموذج Z2
19
-3-3دراسة عمر عيسى حسن جهماني
بعد نجاح الباحثين في التوصل إلى نماذج تنبؤية حول تعثر المؤسسات ،فقد
اهتم الباحث عمر عيسى حسن جهماني بتحديد وتطوير نموذج رياضي مبني على
مجموعة من النسب المالية يمكن من خالله التمييز بين المؤسسات المصرفية
المتعثرة والغير المتعثرة ،وذلك قبل وقوع التعثر بسنة واحدة على األقل.
16
Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010
حيث قام الباحث بدراسة حول 71مؤسسات مصرفية عاملة في األردن ،منها
72مؤسسات غير متعثرة و 72متعثرة مستخدما في ذلك 12نسبة مالية مستخرجة
من المعطيات الخاصة بها خالل الفترة .2662– 2661وحسب هذه الدراسة ،فإنه
يتم اعتبار أن المصرف متعثرا إذا حقق خسائر لمدة سنتين على األقل بصفة
متتالية .وباستخدام أسلوب التحليل التمييزي الخطي المتعدد المتغيرات ،فقد
أفصحت نتائج الدراسة عن بناء النموذج التنبؤي على أساس النسب المالية اآلتية:
= X2النقد واإلستثمارات \ مجموع الودائع؛
= X4األصول المتداولة \ الخصوم المتداولة.
= X12صافي الربح قبل الضرائب \ حقوق المساهمين.
= X13صافي الربح قبل الضرائب \ رأس المال المدفوع.
= X15الربح التشغيلي \ المصروفات اإلدارية والعمومية.
ولقد انتهت هذه الدراسة إلى بناء النموذج اآلتي:
– Z = - 7.72922262 . X2 – 0.01321271 . X4 + 0.02169336 . X12
0.2568347. X13 + 0.1588598 . X4 – 6.548236.
وبعد استخدام النموذج في إعادة تصنيف المؤسسات المصرفية المكونة لعينة
التحليل فقد تم تحقيق نسبة %277من التصنيف الصحيح.
20
-4-3دراسة محمد تيسير عبد الحكيم الرجبي
إعتمد الباحث محمد تيسير عبد الحكيم الرجبي في دراسته على التحليل التمييزي
إلنشاء نموذج تنبؤي بالفشل المالي للمؤسسات في األردن .حيث أجريت هذه
الدراسة على مجتمع الشركات المساهمة العامة الصناعية المدرجة في سوق عمان
المالية خالل الفترة ،1771– 2662إذ تم سحب عينة مكونة من 19زوج من
الشركات الفاشلة والناجحة التي تنشط في القطاع الصناعي .حيث أظهرت نتائج
معالجة المتغيرات المستقلة وفق أسلوب التحليل التمييزي أن النموذج التنبؤي يتكون
من أربع متغيرات كما يلي:
Z = 7.722 X1 + 7.262 X6 + 7.296 X7 + 7.122 X21
حيث:
= X1األصول المتداولة \ الخصوم المتداولة
= X6النتيجة الصافية \ مجموع األصول
= X7النتيجة الصافية \ رقم األعمال
= X21لوغاريتم (رقم األعمال \ مجموع األصول)
27
Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010
إذ بلغت نسبة التصنيف الصحيح للنموذج الذي تم بناؤه .% 61.27
-4إعداد قاعدة المعطيات وتطبيق أسلوب التحليل التمييزي لقياس مخاطر
اإلئتمان
نظرا لمثا يتطلبثه تطبيثق أسثلوب التحليثل التمييثزي لقيثاس مخثاطر اإلئتمثان مثن
استقاللية للمجتمعين الجزئيين المدروسثين ومثن عينتثين ممثلتثين لهثذين المجتمعثين
ومن متغيرات ذات طبيعثة كميثة ونوعيثة فإنثه مثن الضثروري أن يثتم إعثداد قاعثدة
معطيات حول عينة المؤسسات المدروسة ،وذلك بشكل منظم حتى يتم التوصل إلى
نماذج ذات قدرة تنبؤية عالية.
-1-4إعداد قاعدة البيانات
يثتم إعثداد قاعثدة البيانثات مثثن خثالل تحديثد المجتمثثع المثدروس مثثع تحديثد قائمثثة
المتغيثرات الكميثة والنوعيثة الالزمثة للدراسثة ،والتثثي يثتم الحصثول علثى قيمهثا بنثثاءا
علثثى قاعثثدة المعطيثثات حثثول عينثثة المؤسسثثات المدروسثثة ليثثتم اسثثتخراج منهثثا جملثثة
المتغيرات التي تثدخل فثي تركيبثة النمثاذج ،والتثي تعتبثر األكثثر داللثة علثى الجثدارة
اإلئتمانية للمؤسسات.
-1-1-4تعريف مجتمع الدراسة
بما أن الهثدف مثن هثذه الدراسثة هثو التوصثل إلثى نمثاذج مفيثدة للبنثوك الجزائريثة
لقياس مخاطر اإلئتمان والتنبؤ بالجثدارة اإلئتمانيثة للمؤسسثات ،واستشثراف مسثتقبلها
فإنه من الضروري أن تكثون هثذه النمثاذج مستخلصثة مثن ظثروف مشثابهة لظثروف
سثثوق اإلئتمثثان المصثثرفي المحلثثي ،بمثثا يمكنهثثا مثثن توظيثثف البيانثثات والمعلومثثات
المرتبطثثة بمخثثاطر اإلئتمثثان بصثثفة مثلثثى مثثن خثثالل توضثثيح العالقثثة بثثين مختلثثف
المتغيثثرات المفسثثرة وتوجيههثثا نحثثو منظثثور واحثثد ومتكامثثل .اسثثتجابة لثثذلك ،فثثإن
المجتمع الذي ستتم عليه الدراسة هو مجتمثع المؤسسثات التثي تحصثلت علثى مبثالغ
ائتمانية من بنك الفالحة والتنمية الريفية.
-2-1-4تحديد متغيرات الدراسة
تصنف المتغيرات المستقلة المطلوبة في هذه الدراسة إلى صنفين أساسيين هما:
أ -المتغيرات الكمية :التي تعتبر كمتغيرات ذات صفة رقمية وتقدم غالبا في
شكل نسب مالية.
ب -المتغيرات النوعية :التي تعتبثر كمتغيثرات وصثفية ،حيثث يثتم تحويلهثا إلثى
متغيرات قابلة للقياس.
-3-1-4المعاينة والحصول على البيانات
22
Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010
بعد إعداد قاعدة البيانات للعينة المسحوبة من بنك الفالحة والتنمية الريفية سيتم فيما
يلي تطبيق أسلوب التحليل التمييزي لقياس مخاطر اإلئتمان من خالل التوصل إلى
صيغة النماذج على أساس معطيات عينة البناء واختبار قدرتها التصنيفية على مفردات
عينة التأكد .حيث سيتم استخراج المتغيرات المستقلة األكثر داللة على الجدارة
اإلئتمانية للمؤسسـات في النموذج األول من قـائمة المتغيرات الكمية (النسب
المالية) فقط أما النموذج الثاني فسيتم استخراجها من المتغيرات الكمية والنوعية
معا.
-1-2-4تطبيق أسلوب التحليل التمييزي باإلعتماد علاى المتغيارات المساتقلة
الكمية
من بين 12متغيرا كميا (نسبة مالية) فقد استخرج أسلوب التحليل المتدرج
) (stepwise analysisالمتغيرات األكثر داللة اآلتية:
= X19مصاريف مالية \ القيمة المضافة
= X24نتيجة صافية \ مجموع األصول
وأخذ نموذج التحليل التمييزي المتحصل عليه الصيغة الموالية:
Z1 = - 8,401 X19 + 7,291 X24 - 1,742
يتضح من هذا النموذج وجود عالقة عكسية بين المتغير التابع Z1والمتغير
المستقل ( X19مصاريف مالية \ القيمة المضافة) باعتبار أن إشارة معامله
التمييزي سالبة ،وبالتالي فإن كل زيادة في قيمة المتغير المستقل X19بـ ()7.72
ستقابلها نقصا في القيمة التمييزية Z1بـ (.) 7.71272
كما يالحظ أيضا وجود عالقة طردية بين المتغير التابع Z1والمتغير المستقل
( X24نتيجة صافية \ مجموع األصول) باعتبار أن إشارة معامله التمييزي موجبة،
وبالتالي فإن كل زيادة في قيمة المتغير المستقل X24بـ ( )7.72ستقابلها زيادة في
القيمة التمييزية Z1بـ (.) 7.72162
وقد تم حساب قيمة النقطة العتبة وفق الصيغة الموالية :
Z* = (Z 1 +Z 2 +Z 3 + ……..Z n ) / n
حيث Z iهي القيمة التمييزية للمؤسسة رقم iفي عينة البناء و nهي الحجم
الكلي لعينة البناء.
وبعد إيجاد قيمة النقطة العتبة مقدرة بـ Z* = -0.000724فقد كانت قاعدة
الفصل بين المؤسسات السليمة والمؤسسات العاجزة للنموذج Z1كما يلي:
: -0.000724 ≥ Z iتصنف المؤسسة iكمؤسسة سليمة.
22
Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010
المصدر :تم إعداد هذا الجدول بناءا على نتائج معالجة معطيات العينة المسحوبة من بنك
الفالحة والتنمية الريفية
-2-2-4تطبيق أسلوب التحليل التمييزي باإلعتماد علاى المتغيارات المساتقلة
الكمية والنوعية
إنطالقا من قائمة المتغيرات الكمية والنوعية معا فقد استخرج أسلوب التحليل
المتدرج ) (stepwise analysisالمتغيرات األكثر داللة الموالية:
= X24نتيجة صافية \ مجموع األصول
= VEX6درجة مبلغ اإلئتمان الممنوح
ويدخل هذين المتغيرين في بناء نموذج التحليل التمييزي المتحصل عليه وفق
الصيغة الموالية:
Z2 = 7,691 X24 – 1,243 VEX6 + 1,659
يتضح من خالل هذا النموذج وجود عالقة طردية بين المتغير التابع Z2
والمتغير المستقل ( X24نتيجة صافية \ مجموع األصول) باعتبار أن إشارة معامله
التمييزي موجبة ،وبالتالي فإن كل زيادة في قيمة المتغير المستقل X24بـ ()7.72
ستقابلها زيادة في القيمة التمييزية Z2بـ (.) 7.72962
22
Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010
كما يتضح أيضا وجود عالقة عكسية بين المتغير التابع Z2والمتغير المستقل
( VEX6درجة مبلغ اإلئتمان الممنوح) باعتبار أن إشارة معامله التمييزي سالبة،
وبالتالي فإن كل إنتقال تصاعدي في فئة درجة مبلغ اإلئتمان الممنوح VEX6
سيقابله نقصا في القيمة التمييزية Z2بـ (.)2.122
وقثد تثم إيجثاد قيمثثة النقطثة العتبثة مقثثدرة بثـ .Z* = 0.00012ويمكثن عثثرض
النتائج الكلية لتصنيف المؤسسات وفق نموذج التحليل التمييزي Z2في الجدول اآلتي:
جدول رقم : 71نتائج تصنيف مؤسسات العينة المسحوبة وفق نموذج التحليل التمييزي Z2
توزيع المؤسسات وفق تصنيف المؤسسات وفق
نسبة نسبة نموذج التحليل التمييزي وضعها الحقيقي
التصنيف التصنيف Z2
الخاطيء العدد في مؤسسات مؤسسات الصحيح طبيعة
الوضع الحقيقي
عاجزة سليمة العينة العينة
% 72.19 % 62.22 72 21 26 مؤسسات سليمة
%7 % 277 79 7 79 عينة البناء مؤسسات عاجزة
%2 % 69 12 المجموع
%7 %277 0 06 79 مؤسسات سليمة
%27 %27 01 01 71 عينة التأكد مؤسسات عاجزة
% 12.5 % 12.2 71 المجموع
المصدر :تم إعداد هذا الجدول بناءا على نتائج معالجة معطيات العينة المسحوبة من بنك
الفالحة والتنمية الريفية
22
Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010
4
2
0
-2
0 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25
-4
رقم المؤسسة
المصدر :تم إعداد هذا الشكل بناءا على نتائج معالجة معطيات عينة البناء المسحوبة من بنك
الفالحة والتنمية الريفية
علمثثا أن حجثثم عينثثة البنثثاء لبنثثك الفالحثثة والتنميثثة الريفيثثة هثثو 12مؤسسثثة وأن
جميع المؤسسات ذات األرقام المحصثورة بثين 2و 26تعتبثر فثي وضثعها الحقيقثي
كمؤسسات سليمة والمؤسسات المرقمة من 17إلى 12تعتبر فثي وضثعها الحقيقثي
كمؤسسات عاجزة.
فكمثثا هثثو موضثثح فثثي الشثثكل أعثثاله فقثثد صثثنف النمثثوذج Z2جميثثع المؤسسثثات
السليمة في وضعها الحقيقي (ما عدا المؤسسة رقم )22باعتبار أن قيمتها التمييزيثة
أكبثر مثن قيمثة النقطثة العتبثة المقثدرة بثـ ، Z*= 0.00012وبالنسثبة للمؤسسثات
العاجزة فقد صنفها أيضا بأكملها فثي وضثعها الحقيقثي باعتبثار أن قيمتهثا التمييزيثة
أقل من قيمة النقطة العتبة المقدرة بـ . Z*= 0.00012
29
Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010
الخــاتمة
باعتبار نماذج التنبؤ المبنية على أساس التحليل التمييزي كأداة هامة للوصول إلى
دقة في اتخاذ القرارات اإلئتمانية وبالتالي تخفيض الخسـائر التي قد تتعرض لها
البنـوك ،فقد أصبح موضوع البحث في هذه النماذج من الموضوعات ذات االهتمام
في النشاط البنكي بشكل عام والنشاط اإلئتماني بشكل خاص .وفي هذا الشأن ،فقد
حظيت الدراسات المتعلقة بقياس مخاطر اإلئتمان والتنبـؤ بتعثر المؤسسات قبل
حدوثه باهتمام كبير وأصبحت من المواضيع الهامة التي تشغل بال الباحثين
والمحللين المالـيين ،وعلى إثر الجدل القائم حول قياس مخاطر اإلئتمان وفق النماذج
المبنية على أساس التحليل التمييزي فقد كان من المفيد دراسة هذه النماذج في أحد
البنوك التجارية الجزائرية.
ومن أجل تمكين البنوك الجزائرية من اإلستفادة من أسلوب التحليل التمييزي
بشكل فعال ،لقياس مخاطر اإلئتمان وزيادة دقة تنبؤها بوضع المؤسسات ،فقد تم بناء
نموذجين على أساس معطيات عمالء بنك الفالحة والتنمية الريفية من المؤسسات
واختبار قدرتها على التمييز بين السليمة منها والعاجزة ،ومن خالل النتائج اإليجابية
التي حققها هذان النموذجان ،فمن المفيد جدا أن تستعين البنوك التجارية بأسلوب
التحليل التمييزي في قياسها لمخاطر ائتمان المؤسسات ،وذلك اعتمادا على النماذج
ذات أكبر قدرة تصنيفية.
إال أن نجاح استخدام أسلوب التحليل التمييزي لقياس مخاطر االئتمان البنكي
يتطلب توافر عدد من العوامل منها خاصة:
تجهيز البنك بشبكة إعالمية تسهل عملية تخزين المعلومات الخاصة بكل عميل
ومعالجتها بطريقة سريعة ،وذلك نظرا للعدد الكبير لملفات العمالء المعالجة في عيّنة
الدراسة وحجم المعطيات الواجب تجميعها بالنسبة لكل عميل؛ توفر المعطيات
الالزمة في ملفات طلب اإلئتمان ،سواء كانت متغيّرات كمية أو كيفية وذلك بهدف
إعداد النموذج بشكل جيّد وخال من العيوب والنقائص؛ القيام بمراجعة مستمرة
لصيغة النماذج التي يتم بناؤها على أساس التحليل التمييزي ،وذلك نظرا للتغيّرات
المستمرة في المحيط االقتصادي والتي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على
معطيات العمالء.
استيفاء المعلومات المتعلقة بالعمالء من مصادر موثوقة وتنسيق التعاون بين
أجهزة اإلستعالم لمخلف البنوك وذلك بصفة دورية وعلى فترات زمنية تخدم متابعة
العملية اإلئتمانية؛ رفع المستوى التأهيلي للموظف اإلئتماني في البنوك التجارية
الجزائرية في كيفية استخدام أسلوب التحليل التمييزي لقياس مخاطر اإلئتمان من
22
Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010
خالل تنظيم دورات تكوينية لمعرفة مفهومها وكيفية بنائها واستعمالها مع اإلستحداث
المستمر لبرامج اإلعالم اآللي المعتمد عليها في تطبيقها.
وفي الختام ،فإن هذه الدراسة تفتح المجال لدراسة محاور أخرى متعلقة
بالموضوع كاستخدام أسلوب التحليل اللوجستي لبناء نماذج مفيدة لقياس مخاطر
اإلئتمان البنكي وللتمييز بين المؤسسات السليمة والمؤسسات العاجزة.
الهـــــوامـــش:
1
- Sylvie De-Coussergues, Gestion de la banque , Ed Dunod, Paris ,
1995, P: 176 .
2
- Boubacar Diallo, Un modèle de “Credit Scoring” pour une
institution de micro-finance africaine: le cas de Nyesigiso au Mali,
Laboratoire d’Economie d’Orléans, Orléans, 2006, P : 81.
-3محمد مطر اإلتجاهات الحديثة في التحليل المالي واإلئتماني ،دار وائل لنشر والتوزيع،
عمان ،1772 ،.1772 ،ص.292 :
-4قيس أديب الكيالني وثائر عدنان قدومي ،استخدام النمذجة المالية لتصنيف مخاطر
القروض الممنوحة للشركات الصناعية المساهمة العامة األردنية ،جامعة العلوم التطبيقية
الخاصة ،األردن ،1772 ،ص.127 :
5
- Michel Dietsch et Joel Petey, Mesure et gestion du risque de crédit
dans les institutions financières, Revue banque édition,Paris, 2003, PP :
55-56.
-حسين علي نجيب وغالب عوض صالح الرفاعي ،تحليل ونمذجة البيانات باستخدام 6
الحاسوب :تطبيق شامل للحزمة ،SPSSاألهلية للنشر والتوزيع ،عمان ،1779 ،ص.229:
-حسين علي نجيب وغالب عوض صالح الرفاعي ،تحليل ونمذجة البيانات باستخدام 7
الحاسوب :تطبيق شامل للحزمة ،SPSSاألهلية للنشر والتوزيع ،عمان ،1779 ،ص.222:
-الشريف ريحان ،مسألة كفاءة و فعالية النماذج الكمية للتنبؤ باإلفالس الفني للمؤسسة 8
21
Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010
، األكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية، تحليل ائتمان الشركات، خالد أمين عبد اهلل- 10
، دار وائل للنشر، SPSS النظام االحصائي، محمد بالل الزعبي وعباس الطالحفة- 14
16
- Edward Altman, Financial ratios , Discriminant Analysis and the
prediction of business failure ,The journal of finance, New York 1968 .
17
- Yves Collongues, Ratios financières et prevision de faillite des PME ,
Revue banque , 1977.
18
- Jean René Edighoffer et Etienne Morin, Credit management-
prevention et gestion d'impayés dans l'entreprise, Ed Nathan, Paris, 1993,
p: 148
مدى دقة النسب المالي في التنبؤ بتعثر البنوك دراسة، عمر عيسى حسن جهماني-19
،1772 ، المملكة العربية السعودية، مجلة اإلدارة العامة،ميدانية في القطاع المصرف األردني
.67 -22:ص ص
إستخدام النسب المالية في التنبؤ بفشل الشركات، محمد تيسير عبد الحكيم الرجبي-20
المجلة العربية للعلوم،المساهمة العامة األردنية باستخدام التحليل التمييزي وتحليل اللوجت
.222-226 : ص ص،1779 ، الكويت،اإلدارية
26