Vous êtes sur la page 1sur 19

Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010

‫أسلوب التحليل التمييزي وقياس مخاطر اإلئتمان البنكي‬


‫دراسة ببنك الفالحة والتنمية الريفية‬

‫بن عمر خالد‬


‫أستاذ مساعد أ بجامعة امحمد بوقرة بومرداس‬

Résumé : Suite au changement progressif ‫ بعد تحول اهتمام‬: ‫الملخص‬


de l’intérêt des banques de l’étude de la ‫البنوك التدريجي من دراسة المركز‬
situation financière actuelle des entreprises ‫المالي الحالي للمؤسسات إلى التنبؤ‬
vers la prévision de leurs situations futures, ‫بوضعها مستقبال والصعوبات المالية‬
les difficultés qu’elles pourraient
‫التي ستصادفها ومدى قدرتها على‬
éventuellement rencontrer ainsi que leurs
‫ فقد تبين أن البنوك‬،‫اإلستمرار‬
capacité de poursuive leurs activités, il s’est
avéré que les banques ont besoin d’une ‫بحاجة إلى نظرة أوسع وأدق لقياس‬
vision plus large et plus précise pour ‫ فازداد اإلهتمام‬.‫مخاطر اإلئتمان‬
mesurer le risque de crédits. ‫بالبحث عن نماذج تجمع المؤشرات‬
D’où l’intérêt accru pour la recherche des ‫المستخدمة بشكل فردي في نموذج‬
modèles qui combinent les indicateurs ‫ وقد كان التحليل‬،‫تنبؤي واحد‬
utilisés individuellement dans un seul model ‫التمييزي أحد األساليب التي يتم من‬
prévisionnel. L’analyse discriminante étant ‫خاللها التوصل إلى نماذج حديثة‬
l’une de ces méthodes qui permettent .‫لقياس مخاطر اإلئتمان‬
d’obtenir des modèles modernes de mesure ‫لذلك تساهم هذه الدراسة في تقديم‬
du risque de crédits. Ainsi, cette recherche a ‫ماهية أسلوب التحليل التمييزي إلى‬
pour objet de présenter l’essentiel de la
‫جانب توضيح مراحل بناء نموذج‬
méthode de l’analyse discriminante tout en
élucidant les étapes de conception d’un model ‫ وحتى‬،‫تنبؤي وفق هذا األسلوب‬
prévisionnel selon cette méthode. ‫تكون هذه الدراسة أقرب إلى الواقع‬
Pour qu’elle soit aussi empirique que ‫فإنه سيتم تطبيق أسلوب التحليل‬
possible, cette recherche comporte une ‫التمييزي على عينة من المؤسسات‬
application de la méthode de l’analyse ‫المتحصلة على مبالغ ائتمانية من‬
discriminante sur un échantillon d’entreprises ‫بنك الفالحة والتنمية الريفية لبناء‬
ayant bénéficié de crédits auprès de la Banque ‫نموذج يفصل بين المؤسسات‬
de l’Agriculture et du Développement Rural, .‫السليمة والمؤسسات العاجزة‬
et ce dans le but de concevoir un model ‫التحليل‬ :‫المفتاح‬ ‫الكلمات‬
permettent de distinguer entre les entreprises ،‫اإلئتمان‬ ‫مخاطر‬ ،‫التمييزي‬
saines et les entreprises défaillantes.
.‫التصنيف الصحيح‬
Mots clés : Analyse discriminante, Risque
de crédits, Le bon Classement.

12
‫‪Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010‬‬

‫مقدمة‬
‫عند الحديث عن النشاط اإلئتماني‪ ،‬غالبا ما يتم التوقف عند المصاعب التي‬
‫تواجهها البنوك التجارية السترجاع أموالها في مواعيد استحقاقها‪ ،‬باعتبار أن‬
‫عنصر المخاطرة مالزم لعملية اإلئتمان وال يمكن إلغاؤه نهائيا وال استبعاد إمكانية‬
‫حدوثه مستقبال‪ ،‬وهو ما يجعل البنوك معرضة إلى ما يسمى بمخاطر اإلئتمان‪.‬‬
‫ومن أهم متطلبات إدارة مخاطر اإلئتمان على نحو وقائي‪ ،‬أن يكون القياس الكمي‬
‫لمخاطر اإلئتمان أكثر واقعية ودقة ومدلـولية‪.‬‬
‫وقد تم تطوير عملية قياس مخاطر اإلئتمان عبر مراحل زمنية مختلفة‪ ،‬ابتداء‬
‫باإلهتمام بالعالقة بين األصول والخصوم المتداولة‪ ،‬ثم ظهور النسب المالية ثم‬
‫اإلهتمام تدريجيا‪ ،‬بعد دراسة المركز المالي الحالي للمؤسسة‪ ،‬إلى التنبؤ ومعرفة‬
‫مدى إمكانية تعثرها مستقبال‪ ،‬ليتم في األخير جمع النسب المالية المستخدمة بشكل‬
‫فردي في نموذج تنبؤي واحد‪ ،‬وكان أول ظهور لهذه النماذج في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية من خالل دراسات ألتمان عام ‪ 2691‬الذي توصل إلى نموذج خطي يعمل‬
‫على الفصل بين المؤسسات السليمة والمؤسسات العاجزة وفق أسلوب التحليل‬
‫التمييزي‪.‬‬
‫وفي هذه الورقة نطرح السؤال الموالي‪ :‬هل يمكن استخدام أسلوب التحليل‬
‫التمييزي بشكل فعال لدى بنك الفالحة والتنمية الريفية؟‬
‫ولنتمكن من ذلك فمن الضروري المرور على كيفية استخدام التحليل التمييزي‬
‫لقياس مخاطر اإلئتمان البنكي والشروط الواجبة لتطبيقه وأهدافه األساسية‪ ،‬ليتم‬
‫االنتقال إلى توضيح كيفية بناء نموذج تنبؤي وفق أسلوب التحليل التمييزي وذلك‬
‫مرورا بمختلف مراحله بداية من سحب عينة الدراسة وتحديد المتغير التابع إلى‬
‫غاية إجراء اإلختبارات عليه للتأكد من صالحيته‪ ،‬ثم يتم تقديم بعض الدراسات‬
‫والبحوث العلمية المنجزة حول هذا األسلوب‪ ،‬وينتهي هذا البحث بتطبيق أسلوب‬
‫التحليل التمييزي على عينة من المؤسسات التي قد منحها بنك الفالحة والتنمية‬
‫الريفية مبالغ ائتمانية‪.‬‬
‫‪ -1‬ماهية أسلوب التحليل التمييزي‬
‫استجابة لحاجة البنوك إلى أسلوب تحليلي يمكن من خالله التنبؤ بتعثر المؤسسة‬
‫قبل عدد كاف من السنوات‪ ،‬فقد تم اإلعتماد على أسلوب التحليل التمييزي باعتباره‬
‫يعمل على تحديد قاعدة للفصل بين المؤسسات وفق صحتها المالية‪.‬‬
‫‪ -1-1‬مفهوم أسلوب التحليل التمييزي‬

‫‪11‬‬
‫‪Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010‬‬

‫يعرف التحليل التمييزي بأنه أسلوب إحصائي يعمل على تصنيف المفردات إلى‬
‫واحد من مجتمعين أو أكثر محددة مقدما باإلعتماد على الخصائص الفردية لتلك‬
‫المفردات‪ .‬وهو أيضا " تقنية إحصائية تسمح بتصنيف األقسام المتجانسة للمجتمع‬
‫باإلعتماد على معايير معينة‪ ،‬وال يمكن لهذه التقنية أن تحقق ذلك إال بعد معالجة قاعدة‬
‫واسعة من المعلومات الخاصة بكل فرد من المجتمع‪ ،‬بما يمكن هذه العينة من إدراج‬
‫كل فرد من المجتمع إلى الصنف الذي ينتمي إليه "‪ .1‬وباعتبار التحليل التمييزي‬
‫كأسلوب قائم على أساس فرضيات‪ 2‬لتكوين قاعدة للفصل اإلحصائي بين‬
‫المجتمعات وتصنيف المفردات الجديدة إلحدى تلك المجتمعات في ضوء‬
‫متغيراتها المستقلة فإن استعماله ال ينحصر في ميدان واحد وإنما يتسع إلى‬
‫ميادين متعددة ‪.‬‬
‫"حيث سعى كثير من الباحثين إلى تطوير نماذج جديدة للتنبؤ ومن ثم تطوير‬
‫القدرة التنبؤية لها وذلك سواءا من حيث تحديث األساليب والمناهج المتبعة في‬
‫بنائها أو من جهة المتغيرات التي تتكون منها وذلك باإلضافة إلى تحديد وقياس‬
‫األوزان النسبية لكل متغير من تلك التي تشملها النماذج "‪.3‬‬
‫وفي الجانب البنكي‪ ،‬تستعمل تقنية التحليل التمييزي في دراسة مجتمع‬
‫المؤسسات المتحصلة على مبلغ ائتماني من البنك‪ ،‬وذلك بتحديد مجموعتين‬
‫جزئيتين‪ ،‬األولى تمثل المؤسسات السليمة التي لم يتلق البنك معها مشاكل في‬
‫تسوية مستحقاتها‪ ،‬والثانية تمثل المؤسسات العاجزة التي لم تتمكن من الوفاء‬
‫بديونها سواء بصفة كلية أو جزئية ‪ ،‬ليتم على أساس معالجتها التوصل إلى‬
‫قاعدة بإمكانها التنبؤ والفصل في تصنيف أي مؤسسة جديدة تطلب مبلغا ائتمانيا‬
‫من البنك إلى إحدى المجموعتين المحددتين مسبقا‪ " .‬لذلك فإن هناك حاجة ملحة‬
‫إلى ابتكار أساليب كمية تكتشف مسبقا عن حجم المخاطر التي قد تواجهها القروض‬
‫الممنوحة مما قد يمهد السبيل إلى تجنبها "‪.4‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬فإنه " يتم استخدام أسلوب التحليل التمييزي بجمع النسب‬
‫المالية المستخدمة بشكل فردي في نموذج رياضي خطي واحد‪ ،‬وذلك الستشراف‬
‫مستقبل المؤسسات والتنبؤ بمركزها المالي ومعرفة مدى إمكانية تعثرها‬
‫مستقبال"‪ ،5‬حيث يمكن من خالل المتغير التابع التعرف على وضع مؤسسة إن‬
‫كانت سليمة أو عاجزة‪ .‬وتمهيدا لتطبيق هذا النوع من التحليل‪ ،‬فإنه يتم تحديد‬
‫المجموعات التي يراد التمييز بينها (مؤسسة سليمة أو عاجزة) ثم يتم بعد ذلك‬
‫تحديد قائمة من المتغيرات المستقلة التمييزية التي تقيس الخصائص المميزة لكل‬
‫مجموعة من المجموعات‪.‬‬
‫عندئذ‪ ،‬فإنه يمكن تطبيق الخطوات الالزمة للتحليل التمييزي وذلك بهدف‬
‫التوصل إلى أفضل عالقة خطية من المتغيرات المستقلة واستخدامها في التنبؤ‬
‫‪12‬‬
‫‪Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010‬‬

‫بالمركز المالي للمؤسسات التي تطلب مبالغ ائتمانية من البنك وتحليل أدائها في‬
‫المستقبل القريب ثم تصنيفها في إحدى المجموعات المحددة مسبقا‪ .‬ولمزيد من الدقة‬
‫في استشراف الوضع المستقبلي للمؤسسات والتنبؤ بمركزها المالي فإنه من األجدر‬
‫أن يتم تقييم الوضع السابق باستخدام كل من مؤشرات الجدارة اإلئتمانية والعجز‬
‫المالي معا‪.‬‬
‫‪ -2-1‬شروط تطبيق أسلوب التحليل التمييزي‬
‫في الواقع‪ ،‬ال يمكن تطبيق أسلوب التحليل التمييزي لبناء نموذج خطي تنبؤي‬
‫إال باحترام مجموعة من الشروط‪ ،‬والمتمثلة في ‪:‬‬
‫أن تكون هناك استقاللية بين المجتمعين المدروسين (مؤسسات سليمة‬
‫ومؤسسات عاجزة)‪ ،‬عندئذ فإن كل مؤسسة موجودة في عينة الدراسة هي تابعة‬
‫لمجموعة واحدة فقط؛ " أن تكون البيانات المستخدمة في التحليل تحتوي على‬
‫عينة عشوائية من أعضاء كل مجتمع من مجتمعات الدراسة‪ ،‬بحيث تعد هذه‬
‫العينات ممثلة للمجتمعات موضوع التحليل "‪6‬؛ أن ال تتفاوت أحجام المجتمعات‬
‫المدروسة بشكل كبير‪ ،‬بمعنى أن ال يكون مثال حجم مجتمع المؤسسات السليمة‬
‫كبيرا جدا بالمقارنة مع حجم مجتمع المؤسسات العاجزة؛ أن يكون الحجم األدنى‬
‫لكل مجتمع من مجتمعات الدراسة هو اإلثنين؛ أن يكون المتغير التابع ممثال لكل‬
‫المجتمعات الجزئية المدروسة‪ ،‬بمعنى أن يكون عدد القيم المتوقعة للمتغير التابع‬
‫هو نفسه عدد المجتمعات الجزئية المدروسة‪.‬‬
‫‪ -3-1‬أهداف التحليل التمييزي‬
‫لقد كان تعاظم أهمية التحليل التمييزي كأسلوب تنبؤي في مختلف الميادين‪ ،‬بما‬
‫فيها النشاط البنكي‪ ،‬نتيجة الستجابته للعديد من المطالب التنبؤية والتوافق مع‬
‫أهدافه العملية المتمثلة في النقاط الموالية‪:‬‬
‫تحديد المتغيرات المستقلة األكثر داللة على الخصـائص المميزة بين‬
‫المجموعـات المحددة مسبقـا‪ ،‬وذلك باستخراجها من قائمة المتغيرات المستقلة‬
‫المقترحة للقيام بذلك‪ .‬بصفة أدق‪ ،‬فإنه يتم تحديد المتغيرات المستقلة التي تعتبر‬
‫األفضل في التمييز بين المؤسسات السليمة والمؤسسات العاجزة؛ دراسة العالقة‬
‫بين المتغير التابع ومجموعة من المتغيرات المستقلة ذات الطبيعة الكمية أو‬
‫النوعية التي تقيس الخصائص المميزة لكل مجموعة من المجموعات؛ يهدف‬
‫التحليل التمييزي إلى التمييز بين مختلف المجموعات (المؤسسات السليمة‬
‫والمؤسسات العاجزة) وإدراك الفوارق فيما بينها؛ تصنيف أي مفردة جديدة إلى‬
‫المجتمع الذي تنتمي إليه وفقا للمتغيرات األكثر داللة على التمييز والخصائص‬
‫المحددة لكل مجتمع من المجتمعات؛ " اختبار مدى توافر اإلختالف الجوهري بين‬
‫‪12‬‬
‫‪Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010‬‬

‫المجموعات والتعرف على أكثر المتغيرات تأثيرا في وصفها لإلختالف بين‬


‫المجموعات "‪.7‬‬
‫‪ -2‬مراحل بناء نموذج تنبؤي على أساس التحليل التمييزي‬
‫كخطوة أولى لبناء نموذج تنبؤي وفق أسلوب التحليل التمييزي‪ ،‬يتم سحب عينة‬
‫مكونة من مختلف أصناف المجتمعات الجزئية المدروسة ليتم على أساسها استنباط‬
‫المتغيرات المستقلة األكثر داللة على المركز المالي للمؤسسات‪ ،‬ثم يتم بعد ذلك‬
‫التوصل إلى صيغة النموذج بعد تحديد قيم المعامالت التمييزية‪ .‬ومن أجل تصنيف‬
‫المؤسسات المتنبأ بها‪ ،‬فإنه توضع قاعدة للفصل اإلحصائي وذلك بتحديد قيمة‬
‫فاصلة بين مجتمعي المؤسسات السليمة والمؤسسات العاجزة ومقارنتها مع القيمة‬
‫التمييزية لل مؤسسة الناتجة عن تطبيق النموذج‪ ،‬ليتم في األخير التأكد من فعاليته‬
‫وذلك باختبار دقته في تصنيف المؤسسات بشكل صحيح‪ .‬بصفة عامة‪" ،‬يقوم هذا‬
‫األسلوب باشتقاق معادلة خطية تمييزية مكونة من المتغيرات التمييزية المستقلة‬
‫والتي تعتبر األفضل في التمييز بين المجموعات‪ ،‬وتظه ر أهمية كل متغير من‬
‫هذه المتغيرات في التمييز بين المجموعتين من خالل المعامالت التمييزية"‪.8‬‬
‫المعاينة وتحديد المتغير التابع للنموذج‬ ‫‪-1-2‬‬
‫تعرف المعاينة بأنها " عملية سحب جزء من المجتمع الظاهرة قيد الدراسة‬
‫وتؤخذ بطريقة معينة بحيث تكون ممثلة تمثيال صحيحا للمجتمع بقصد التعرف‬
‫على خصائصه "‪ 9‬وتسمح أيضا باإلستدالل حول عزوم ومعالم المجتمع المدروس‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬فإن هناك مجموعة من اإلعتبارات التي تستدعي إجراء عملية‬
‫المعاينة‪ ،‬والتي يمكن ذكرها في النقاط الموالية‪:‬‬
‫إستحالة القيام بالمسح الشامل للمجتمع الغير المنتهي المدروس؛ توفير وقت‬
‫وجهد الباحث المكلف بالدراسة إلى جانب تخفيض التكلفة وذلك بسحب العينة على‬
‫النحو الذي يسمح بتمثيلها للمجتمع بشكل كاف وتعميم النتائج المستخلصة منها على‬
‫المجتمع المدروس؛ عدم وجود جدوى من بناء نموذج تنبؤي في حالة توفر بيانات‬
‫جميع المفردات المنتمية إلى المجتمع المدروس‪ ،‬وبما أن ذلك غير ممكن فإنه من‬
‫الضروري أن يتم القيام بالمعاينة ثم تعميم نتائج دراستها على المجتمع الكلي‪.‬‬
‫وبما أن أسلوب التحليل التمييزي يقوم على قاعدة الفصل اإلحصائي بين‬
‫المجتمعات محل الدراسة بناءا على معطيات عينة من المفردات المأخوذة من هذه‬
‫المجتمعات فإنه من الضروري أن تشتمل العينة المسحوبة على مختلف أصناف‬
‫المجتمع إلى جانب احتوائها على البيانات الالزمة التي يمكن على أساسها استنباط‬
‫المتغيرات المستقلة األكثر داللة على الخصائص المميزة بين المجتمعات الجزئية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010‬‬

‫وفيما يخص بناء نموذج تنبؤي وفق أسلوب التحليل التمييزي لقياس مخاطر‬
‫اإلئتمان البنكي للمؤسسات‪ ،‬فإنه يتم تقسيم المجتمع الكلي إلى مجتمعين جزئيين‬
‫(مؤسسات سليمة ومؤسسات عاجزة) ويتم بعد ذلك سحب عينات جزئية منها‬
‫لتكون في مجملها العينة الكلية‪ ،‬وذلك تحقيقا الحتواء العينة الكلية على مختلف‬
‫أصناف المجتمعا ت الجزئية المدروسة‪.‬‬
‫حيث يوضع المتغير ‪ Z‬كمتغير تابع‪ ،‬والذي يمثل القيمة التمييزية الناتجة عن‬
‫النموذج المبني على أساس التحليل التمييزي‪ " .‬إن كل نموذج ‪ Z‬يستخدم نسبه‬
‫المالية الخاصة به وتعطى كل نسبة ثقال أو وزنا خاصا بها‪ .‬ويتم الحصول على ‪Z‬‬
‫لشركة ما باحتساب قيمة كل نسبة رئيسة وترجيحها بوزنها الخاص وجمع هذه‬
‫القيم المرجحة لتكون في مجموعها القيمة ‪ ،10" Z‬حيث يتم استخدام هذا النموذج‬
‫بمتغيرات مستقلة وأوزان ترجيحية مختلفة‪ .‬حيث كلما ارتفعت قيمة ‪ Z‬فإن ذلك‬
‫يشير إلى سالمة المركز المالي للمؤسسة‪ ،‬بينما تدل قيمتها المتدنية على احتمال‬
‫الفشل المالي‪.‬‬
‫بمعنى أن حالة أخذ ‪ Z‬لقيمة فوق مستوى معين (العتبة) يدل على الجدارة‬
‫اإلئتمانية للمؤسسة بينما تدل حالة أخذ ‪ Z‬لقيمة أدنى من ذلك المستوى على‬
‫مخاطرة ائتمانية عالية‪.‬‬
‫تحديد المتغيرات المستقلة للنموذج‬ ‫‪-2-2‬‬
‫وهي المتغيرات التي تعكس الخصائص المميزة لكل مجموعة من المجموعات‬
‫الجزئية‪ ،‬بحيث يتم اقتراح قائمة أولية من المتغيرات المستقلة التي يرى أنها تفسر‬
‫المتغير التابع ثم يتم اختيار من هذه القائمة المتغيرات األكثر قدرة على التمييز بين‬
‫المجموعات‪ ،‬والتي تدخل في بناء النموذج الذي سيستخدم مستقبال للتنبؤ‪ " .‬فهي‬
‫المتغيرات التي تعتبر سلوكيا مستقلة عن العامل اآلخر‪ ،‬أو أنها تعتبر السبب أو‬
‫العامل المفسر للعامل اآلخر"‪.11‬‬
‫وفي مجال اإلئتمان البنكي‪ ،‬فتتمثل المتغيرات المستقلة لنموذج التحليل التمييزي‬
‫في النسب المالية التي يتم استخراجها من مختلف القوائم المالية للمؤسسات إلى‬
‫جانب المتغيرات النوعية التي تبرز بعض الخصائص الكيفية للمؤسسات‪ ،‬حيث يتم‬
‫اختيارها على النحو الذي يجعلها محيطة بمختلف األبعاد السيما ذات الطبيعة المالية‬
‫الرئيسية للمؤسسة‪ .‬حيث يتم اإلهتمام أكثر في اإلئتمانات القصيرة األجل بالنسب‬
‫المالية التي تعكس مدى قدرة المؤس سة على الوفاء بالتزاماتها الجارية‪ .‬بينما يتم‬
‫التركيز في اإلئتمانات الطويلة األجل على النسب التي تعبر على مدى قدرة‬
‫المؤسسة على توليد اإليرادات في المدى الطويل‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010‬‬

‫و غالبا ما يتم اختيار المتغيرات األكثر داللة على المركز المالي للمؤسسات‬
‫وفق أسلوب التحليل المتدرج )‪ .(stepwise analysis‬حيث يعمل هذا األسلوب‬
‫على اختيار أفضل المتغيرات التي تمكن من التمييز بين المجتمعات الجزئية وذلك‬
‫بتخفيض عدد المتغيرات المستقلة التي ستدخل في تكوين النموذج التنبؤي بشكل‬
‫متدرج ومرحلي‪ .12‬ويعتمد أسلوب التحليل المتدرج في اختياره للمتغيرات المستقلة‬
‫على طرق إحصائية متعددة‪ ،13‬وحسب الدراسات السابقة فإن الطريقة األفضل‬
‫واألكثر استخداما وفعالية هي طريقة ويلكس المبدا ) ‪.14(Wilks Lambda‬‬
‫‪ -3-2‬تحديد الصيغة التامة للنموذج‬
‫يتم في هذه المرحلة إيجاد المعامالت التمييزية لنموذج التحليل التمييزي الخطي‬
‫المتعدد المتغيرات من أجل احتساب القيمة التمييزية للمتغيرات المستقلة‪ ،‬وذلك‬
‫بضرب تلك المعامالت بالقيم الفعلية للمتغيرات المستقلة‪ .‬حيث يستفيد أسلوب‬
‫التحليل التمييزي من المعامالت التمييزية في تحديد أهمية المتغيرات المستقلة في‬
‫تكوين النموذج‪ ،‬أي وزن ومدى داللة كل النسب الم الية والمتغيرات النوعية‬
‫المرتبط بها على سالمة أو عجز المؤسسة مستقبال‪.‬‬
‫فإذا كانت القيمة المطلقة للمعامل التمييزي لمتغير مستقل ما كبيرة‪ ،‬فإن ذلك يعني‬
‫أن ذلك المتغير يساهم بشكل كبير في بناء النموذج وأنه ذو أثر كبير في تصنيف كل‬
‫مؤسسة جديدة إلى أي مجتمع جزئي تنتمي إليه‪ .‬كما تدل إشارة المعامل التمييزي‬
‫على اتجاه التمييز‪ ،‬فإذا كانت موجبة فإن ذلك يساهم في تصنيفها إلى مجتمع‬
‫المؤسسات السليمة وإذا كانت سالبة فإن ذلك يزيد من حظوظ تصنيفها إلى مجتمع‬
‫المؤسسات العاجزة‪ .‬وانطالقا من قائمة المتغيرات المستقلة التمييزية ومعامالتها التي‬
‫تدخل في بناء النموذج‪ ،‬فإنه يأخذ النموذج الخطي للتحليل التمييزي المتعدد‬
‫المتغيرات الصيغة الموالية‪:15‬‬
‫‪Z = C1 X1 + C2 X2 + …………+Cn Xn+ α‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪ : Z‬القيمة التمييزية الناتجة عن تطبيق المعادلة التمييزية أعاله؛ ‪ : C‬المعامالت التمييزية‬
‫للمتغيرات التمييزية؛ ‪ : X‬المتغيرات المستقلة التمييزية؛ ‪ : α‬عدد ثابت؛ ‪ : n‬عدد المتغيرات‬
‫المستقلة المكونة للمعادلة التمييزية‪.‬‬
‫إذ تحسب القيمة التميزية للمؤسسة تمهيدا التخاذ قرار الرفض أو القبول بشأن‬
‫طلبها للحصول على مبلغ ائتماني‪.‬‬
‫‪-4-2‬إنشاء قاعدة للفصل‬
‫بما أن الهدف هو التنبؤ بالمركز المالي ألي مؤسسة جديدة ومعرفة مدى‬
‫إمكانية تعثرها مستقبال وبالتالي تصنيفها إلى أحد المجتمعات الجزئية ( المؤسسات‬
‫‪12‬‬
‫‪Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010‬‬

‫سليمة والمؤسسات العاجزة) واتخاذ قرار الرفض أو القبول بشأن طلبها للحصول‬
‫على مبلغ ائتماني‪ ،‬فإنه من الضروري أن تكون هناك قاعدة للفصل اإلحصائي بين‬
‫المجتمعات الجزئية محل الدراسة وذلك بناءا على معطيات عينة من المفردات‬
‫المأخوذة من هذه المجتمعات‪ .‬إستجابة لذلك‪ ،‬يتم تحديد قيمة فاصلة بين مجتمعي‬
‫المؤسسات السليمة والمؤسسات العاجزة والتي تسمى بالنقطة العتبة‪.‬‬
‫وتحسب النقطة العتبة وفق الصيغة الموالية ‪:‬‬
‫‪Z* = (Z 1 +Z 2 +Z 3 + ……..Z n ) / n‬‬
‫حيث ‪ Z i‬هي القيمة التمييزية للمؤسسة رقم ‪ i‬و‪ n‬هي الحجم الكلي للعينة‪.‬‬
‫فإذا كانت القيمة التمييزية للمؤسسة أكبر أو تساوي قيمة النقطة العتبة فإنه يتم‬
‫تصنيفها إلى مجتمع المؤسسات السليمة‪ ،‬وإذا كانت قيمتها التمييزية أقل تماما من‬
‫قيمة النقطة العتبة فإنه يتم تصنيفها إلى مجتمع المؤسسات العاجزة‪.‬‬
‫إختبار صالحية نموذج التحليل التمييزي‬ ‫‪-5-2‬‬
‫قبل وضع النموذج الذي تم بناؤه وفق أسلوب التحليل التمييزي في خدمة إدارة‬
‫اإلئتمان‪ ،‬فإنه من الضروري جدا أن يتم التأكد من صالحيته لقياس مخاطر‬
‫اإلئتمان للمؤسسات وتحليل طلباتها الجديدة‪ ،‬وذلك باختبار دقته في تصنيف‬
‫المؤسسات بشكل صحيح‪.‬‬
‫وإلجراء اإلختبار حول دقة نموذج التحليل التمييزي‪ ،‬فإنه يتم تطبيقه على‬
‫مفردات العينة المدروسة‪ ،‬فكل مؤسسة ذات قيمة تمييزية أكبر من النقطة العتبة‬
‫تعتبر كمؤسسة سليمة‪ ،‬أما المؤسسات التي لديها قيمة تمييزية أقل من النقطة العتبة‬
‫فإنها تعتبر كمؤسسات عاجزة‪ .‬ولكن الحصول على نسب عالية للتصنيف الصحيح‬
‫ال يعتبر مؤشرا كامال على صالحيته وإنما ينبغي التأكد من فعاليته باختباره على‬
‫مفردات أخرى مستقلة عن العينة المدروسة‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‬ ‫‪-3‬‬
‫أصبح موضوع البحث عن نماذج لقياس مخاطر اإلئتمان البنكي للمؤسسات‬
‫والتنبؤ بوضعها المالي من الموضوعات ذات االهتمام في النشاط البنكي وللعاملين‬
‫فيه بشكل عام‪ ،‬وذلك باعتبارها أداة هامة للوصول إلى دقة في اتخاذ القرارات‬
‫اإلئتمانية وبالتالي تخفيض الخسائر التي قد تتعرض لها البنوك‪ .‬واستجابة لذلك‪،‬‬
‫فقد أجريت العديد من الدراسات والبحوث الحديثة الكتشاف نماذج رياضية قادرة‬
‫على استشراف مستقبل المؤسسات وعلى التمييز بين السليمة منها والعاجزة‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ -1-3‬أعمال إدوار ألتمان‬

‫‪11‬‬
‫‪Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010‬‬

‫يعتبر ألتمان أول من اعتمد في دراسته على مبدأ التحليل التمييزي‪ ،‬حيثث‬
‫اهت مت تلك الدراسة بإظهار احتمال عدم التثزام العميثل بشثروط اإل ئتمثان‪ .‬فقثد‬
‫قام ألتمان بدراسة حول ‪ 66‬مؤسسة تتراوح قيمة أصولها بين ‪ 2‬مليون و‪ 12‬مليون‬
‫دوالر‪ ،‬منها ‪ 22‬مؤسسة سثليمة و‪ 22‬مؤسسثة عثاجزة مسثتخدما فثي ذلثك ‪ 11‬نسثبة‬
‫مالية مستخرجة من المعطيات الخاصثة بهثا خثالل الفتثرة ‪ .1965– 1946‬وانتهثت‬
‫دراسته إلى بناء النموذج اآلتي‪:‬‬
‫‪Z= 0,012. X1 + 0,014. X2 + 0.033. X3 + 0,006. X4 + 0,999. X5‬‬
‫بحيث ‪:‬‬
‫‪ = X1‬رأس المال العامل‪ /‬مجموع األصول؛ ‪ = X2‬احتياطات‪ /‬مجمثوع األصثول؛ ‪= X3‬‬
‫األرباح قبل خصم الفوائد والضرائب‪ /‬مجموع األصول؛ ‪ = X4‬أموال خاصثة‪ /‬مجمثوع الثديو؛‬
‫‪ = X5‬رقم األعمال اإلجمالي‪ /‬مجموع األصول‪.‬‬
‫اعتماد ألتمان على مبدأ التحليثل التمييثزي كثان لثه أثثر إيجثابي فثي الكشثف عثن‬
‫المالءة المالية للمؤسسة‪ ،‬حيث حقق نموذجه نجاحا يقدر بـ ‪ %62.45‬من التصنيف‬
‫الصحيح بين المؤسسات السليمة والمؤسسات العثاجزة‪ ،‬وبعثد ظهثور نموذجثه شثاع‬
‫استعماله في الكثير من البنوك التجارية‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -2-3‬أعمال ايفاس كولون‬
‫بعد أن أخذ كولون عينة من ‪ 27‬مؤسسة بصفة عشوائية من نفس قطاع النشاط‪،‬‬
‫‪ 22‬منهثثا فثثي حالثثة جيثثدة و‪ 22‬أخثثرى فثثي حالثثة عجثثز مسثثتعمال ‪ 26‬نسثثبة ماليثثة‪ ،‬فقثثد‬
‫انتهت دراسته إلى اختيار خمس نسب مالية مكونة للنموذجين اآلتيين‪:‬‬
‫‪Z1= 4,983. X1 + 60,066. X2 - 11,8348. X3.‬‬
‫‪Z2= 4,6159. X1 - 22. X4 - 1,9623. X5‬‬
‫‪ = X1‬مصاريف العمال \ قيمة مضافة؛ ‪ = X2‬مصاريف مالية \ رقم األعمال اإلجمالي؛‬
‫‪ = X3‬رأس المال العامل الصافي \ مجموع الميزانية؛ ‪ = X4‬نتيجة االستغالل \ رقم األعمال‬
‫‪18‬‬
‫اإلجمالي؛ ‪ = X5‬رأس المال العامل الصافي \ المخزونات ‪.‬‬
‫حيثثث بلغثثت نسثثبة التصثثنيف الصثثحيح ‪ % 94.29‬للنمثثوذج ‪ Z1‬و ‪% 95.71‬‬
‫للنموذج ‪Z2‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ -3-3‬دراسة عمر عيسى حسن جهماني‬
‫بعد نجاح الباحثين في التوصل إلى نماذج تنبؤية حول تعثر المؤسسات‪ ،‬فقد‬
‫اهتم الباحث عمر عيسى حسن جهماني بتحديد وتطوير نموذج رياضي مبني على‬
‫مجموعة من النسب المالية يمكن من خالله التمييز بين المؤسسات المصرفية‬
‫المتعثرة والغير المتعثرة‪ ،‬وذلك قبل وقوع التعثر بسنة واحدة على األقل‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010‬‬

‫حيث قام الباحث بدراسة حول ‪ 71‬مؤسسات مصرفية عاملة في األردن‪ ،‬منها‬
‫‪ 72‬مؤسسات غير متعثرة و‪ 72‬متعثرة مستخدما في ذلك ‪ 12‬نسبة مالية مستخرجة‬
‫من المعطيات الخاصة بها خالل الفترة ‪ .2662– 2661‬وحسب هذه الدراسة‪ ،‬فإنه‬
‫يتم اعتبار أن المصرف متعثرا إذا حقق خسائر لمدة سنتين على األقل بصفة‬
‫متتالية‪ .‬وباستخدام أسلوب التحليل التمييزي الخطي المتعدد المتغيرات‪ ،‬فقد‬
‫أفصحت نتائج الدراسة عن بناء النموذج التنبؤي على أساس النسب المالية اآلتية‪:‬‬
‫‪ = X2‬النقد واإلستثمارات \ مجموع الودائع؛‬
‫‪ = X4‬األصول المتداولة \ الخصوم المتداولة‪.‬‬
‫‪ = X12‬صافي الربح قبل الضرائب \ حقوق المساهمين‪.‬‬
‫‪ = X13‬صافي الربح قبل الضرائب \ رأس المال المدفوع‪.‬‬
‫‪ = X15‬الربح التشغيلي \ المصروفات اإلدارية والعمومية‪.‬‬
‫ولقد انتهت هذه الدراسة إلى بناء النموذج اآلتي‪:‬‬
‫– ‪Z = - 7.72922262 . X2 – 0.01321271 . X4 + 0.02169336 . X12‬‬
‫‪0.2568347. X13 + 0.1588598 . X4 – 6.548236.‬‬
‫وبعد استخدام النموذج في إعادة تصنيف المؤسسات المصرفية المكونة لعينة‬
‫التحليل فقد تم تحقيق نسبة ‪ %277‬من التصنيف الصحيح‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ -4-3‬دراسة محمد تيسير عبد الحكيم الرجبي‬
‫إعتمد الباحث محمد تيسير عبد الحكيم الرجبي في دراسته على التحليل التمييزي‬
‫إلنشاء نموذج تنبؤي بالفشل المالي للمؤسسات في األردن‪ .‬حيث أجريت هذه‬
‫الدراسة على مجتمع الشركات المساهمة العامة الصناعية المدرجة في سوق عمان‬
‫المالية خالل الفترة ‪ ،1771– 2662‬إذ تم سحب عينة مكونة من ‪ 19‬زوج من‬
‫الشركات الفاشلة والناجحة التي تنشط في القطاع الصناعي‪ .‬حيث أظهرت نتائج‬
‫معالجة المتغيرات المستقلة وفق أسلوب التحليل التمييزي أن النموذج التنبؤي يتكون‬
‫من أربع متغيرات كما يلي‪:‬‬
‫‪Z = 7.722 X1 + 7.262 X6 + 7.296 X7 + 7.122 X21‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪ = X1‬األصول المتداولة \ الخصوم المتداولة‬
‫‪ = X6‬النتيجة الصافية \ مجموع األصول‬
‫‪ = X7‬النتيجة الصافية \ رقم األعمال‬
‫‪ = X21‬لوغاريتم (رقم األعمال \ مجموع األصول)‬
‫‪27‬‬
‫‪Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010‬‬

‫إذ بلغت نسبة التصنيف الصحيح للنموذج الذي تم بناؤه ‪.% 61.27‬‬
‫‪ -4‬إعداد قاعدة المعطيات وتطبيق أسلوب التحليل التمييزي لقياس مخاطر‬
‫اإلئتمان‬
‫نظرا لمثا يتطلبثه تطبيثق أسثلوب التحليثل التمييثزي لقيثاس مخثاطر اإلئتمثان مثن‬
‫استقاللية للمجتمعين الجزئيين المدروسثين ومثن عينتثين ممثلتثين لهثذين المجتمعثين‬
‫ومن متغيرات ذات طبيعثة كميثة ونوعيثة فإنثه مثن الضثروري أن يثتم إعثداد قاعثدة‬
‫معطيات حول عينة المؤسسات المدروسة‪ ،‬وذلك بشكل منظم حتى يتم التوصل إلى‬
‫نماذج ذات قدرة تنبؤية عالية‪.‬‬
‫‪ -1-4‬إعداد قاعدة البيانات‬
‫يثتم إعثداد قاعثدة البيانثات مثثن خثالل تحديثد المجتمثثع المثدروس مثثع تحديثد قائمثثة‬
‫المتغيثرات الكميثة والنوعيثة الالزمثة للدراسثة‪ ،‬والتثثي يثتم الحصثول علثى قيمهثا بنثثاءا‬
‫علثثى قاعثثدة المعطيثثات حثثول عينثثة المؤسسثثات المدروسثثة ليثثتم اسثثتخراج منهثثا جملثثة‬
‫المتغيرات التي تثدخل فثي تركيبثة النمثاذج‪ ،‬والتثي تعتبثر األكثثر داللثة علثى الجثدارة‬
‫اإلئتمانية للمؤسسات‪.‬‬
‫‪ -1-1-4‬تعريف مجتمع الدراسة‬
‫بما أن الهثدف مثن هثذه الدراسثة هثو التوصثل إلثى نمثاذج مفيثدة للبنثوك الجزائريثة‬
‫لقياس مخاطر اإلئتمان والتنبؤ بالجثدارة اإلئتمانيثة للمؤسسثات‪ ،‬واستشثراف مسثتقبلها‬
‫فإنه من الضروري أن تكثون هثذه النمثاذج مستخلصثة مثن ظثروف مشثابهة لظثروف‬
‫سثثوق اإلئتمثثان المصثثرفي المحلثثي‪ ،‬بمثثا يمكنهثثا مثثن توظيثثف البيانثثات والمعلومثثات‬
‫المرتبطثثة بمخثثاطر اإلئتمثثان بصثثفة مثلثثى مثثن خثثالل توضثثيح العالقثثة بثثين مختلثثف‬
‫المتغيثثرات المفسثثرة وتوجيههثثا نحثثو منظثثور واحثثد ومتكامثثل‪ .‬اسثثتجابة لثثذلك‪ ،‬فثثإن‬
‫المجتمع الذي ستتم عليه الدراسة هو مجتمثع المؤسسثات التثي تحصثلت علثى مبثالغ‬
‫ائتمانية من بنك الفالحة والتنمية الريفية‪.‬‬
‫‪ -2-1-4‬تحديد متغيرات الدراسة‬
‫تصنف المتغيرات المستقلة المطلوبة في هذه الدراسة إلى صنفين أساسيين هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬المتغيرات الكمية‪ :‬التي تعتبر كمتغيرات ذات صفة رقمية وتقدم غالبا في‬
‫شكل نسب مالية‪.‬‬
‫ب‪ -‬المتغيرات النوعية‪ :‬التي تعتبثر كمتغيثرات وصثفية‪ ،‬حيثث يثتم تحويلهثا إلثى‬
‫متغيرات قابلة للقياس‪.‬‬
‫‪ -3-1-4‬المعاينة والحصول على البيانات‬
‫‪22‬‬
‫‪Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010‬‬

‫تم استخراج عينة الدراسة المتمثلة في المؤسسات المتحصلة على مبالغ‬


‫ائتمانية‪ ،‬وذلك خالل الفترة ‪ 1771-1772‬لدى بنك الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬حيث‬
‫يتكون المجتمع الكلي من مجتمعين جزئيين هما مجتمع المؤسسات السليمة ومجتمع‬
‫المؤسسات العاجزة المعرفتان كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬المؤسسااات السااليمة‪ :‬هثثي المؤسسثثات التثثي تمكنثثت مثثن الوفثثاء بثثديونها كليثثا‬
‫ودون أي تأخر زمني‪.‬‬
‫ب‪ -‬المؤسسات العاجزة‪ :‬هي المؤسسات التي تتثوفر فيهثا إمثا صثفة العجثز عثن‬
‫الوفثثاء بثثديونها كليثثا أو دفعهثثا كليثثا مثثع وجثثود تثثأخر زمنثثي فثثي ذلثثك أو كثثال هثثاتين‬
‫الصفتين‪.‬‬
‫وقد توزعت مؤسسات العينة المدروسة بين ‪ 12‬مؤسسثة سثليمة و‪ 71‬مؤسسثات‬
‫عثثثاجزة‪ .‬وتمهيثثثدا لحسثثثاب قثثثيم المتغيثثثرات المسثثثتقلة (النسثثثب الماليثثثة والمتغيثثثرات‬
‫النو عية) التي تدخل في بناء النماذج فقد تم استخراج بالنسبة لكثل مؤسسثة مسثحوبة‬
‫فثثي العينثثات المدروسثثة بيانثثات أوليثثة لتكثثون فثثي األخيثثر قاعثثدة المعطيثثات حثثول‬
‫المؤسسات المدروسة‪.‬‬
‫‪ -4-1-4‬معالجة المعطيات وإعدادها للدراسة‬
‫إنطالقا من قاعدة المعطيات التي تم الحصول عليها حول عينة الدراسة فقد تم‬
‫احتساب لكل مؤسسة قيم المتغيرات الكمية والنوعية‪ ،‬وذلك الستخراج منها قائمة‬
‫المتغيرات المستقلة األكثر داللة على مالءة المؤسسات المدروسة‪ .‬وبما أنه من‬
‫الضروري جدا أن يتم التأكد من صالحية النماذج لقياس مخاطر اإلئتمان للمؤسسات‬
‫وتحليل طلباتها الجديدة قبل وضع النموذج في خدمة إدارة اإلئتمان‪ ،‬فإنه سيتم اختبار‬
‫دقتها في تصنيف المؤسسات بشكل صحيح على عينة مستقلة عن العينة التي تم‬
‫استخالص النماذج منها‪ .‬ومن هذا المنطلق‪ ،‬فإنه سيتم تجزئة العينة المسحوبة من كل‬
‫بنك إلى عينتين جزئيتين متمثلتين فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬عينة البناء‪ :‬وهي العينة التي سيتم التوصل على أساس معطياتها إلى صيغة‬
‫نماذج قياس مخاطر اإلئتمان ‪ ،‬إذ تتكون من ‪ 26‬مؤسسة سليمة و‪ 79‬مؤسسات‬
‫عاجزة‪.‬‬
‫ب‪ -‬عينة التأكد‪ :‬وهي العينة التي يتم تطبيق النماذج الحديثة على مفرداتها‬
‫الختبار دقتها في قياس مخاطر اإلئتمان‪ .‬إذ تتكون من ‪ 79‬مؤسسات سليمة‬
‫ومؤسستين عاجزتين‪.‬‬
‫تطبيق أسلوب التحليل التمييازي لقيااس مخااطر اإلئتماان‬ ‫‪-2-4‬‬
‫لدى بنك الفالحة والتنمية الريفية‬
‫‪21‬‬
‫‪Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010‬‬

‫بعد إعداد قاعدة البيانات للعينة المسحوبة من بنك الفالحة والتنمية الريفية سيتم فيما‬
‫يلي تطبيق أسلوب التحليل التمييزي لقياس مخاطر اإلئتمان من خالل التوصل إلى‬
‫صيغة النماذج على أساس معطيات عينة البناء واختبار قدرتها التصنيفية على مفردات‬
‫عينة التأكد‪ .‬حيث سيتم استخراج المتغيرات المستقلة األكثر داللة على الجدارة‬
‫اإلئتمانية للمؤسسـات في النموذج األول من قـائمة المتغيرات الكمية (النسب‬
‫المالية) فقط أما النموذج الثاني فسيتم استخراجها من المتغيرات الكمية والنوعية‬
‫معا‪.‬‬
‫‪ -1-2-4‬تطبيق أسلوب التحليل التمييزي باإلعتماد علاى المتغيارات المساتقلة‬
‫الكمية‬
‫من بين ‪ 12‬متغيرا كميا (نسبة مالية) فقد استخرج أسلوب التحليل المتدرج‬
‫)‪ (stepwise analysis‬المتغيرات األكثر داللة اآلتية‪:‬‬
‫‪ = X19‬مصاريف مالية \ القيمة المضافة‬
‫‪ = X24‬نتيجة صافية \ مجموع األصول‬
‫وأخذ نموذج التحليل التمييزي المتحصل عليه الصيغة الموالية‪:‬‬
‫‪Z1 = - 8,401 X19 + 7,291 X24 - 1,742‬‬
‫يتضح من هذا النموذج وجود عالقة عكسية بين المتغير التابع ‪ Z1‬والمتغير‬
‫المستقل ‪( X19‬مصاريف مالية \ القيمة المضافة) باعتبار أن إشارة معامله‬
‫التمييزي سالبة‪ ،‬وبالتالي فإن كل زيادة في قيمة المتغير المستقل ‪ X19‬بـ (‪)7.72‬‬
‫ستقابلها نقصا في القيمة التمييزية ‪ Z1‬بـ (‪.) 7.71272‬‬
‫كما يالحظ أيضا وجود عالقة طردية بين المتغير التابع ‪ Z1‬والمتغير المستقل‬
‫‪( X24‬نتيجة صافية \ مجموع األصول) باعتبار أن إشارة معامله التمييزي موجبة‪،‬‬
‫وبالتالي فإن كل زيادة في قيمة المتغير المستقل ‪ X24‬بـ (‪ )7.72‬ستقابلها زيادة في‬
‫القيمة التمييزية ‪ Z1‬بـ (‪.) 7.72162‬‬
‫وقد تم حساب قيمة النقطة العتبة وفق الصيغة الموالية ‪:‬‬
‫‪Z* = (Z 1 +Z 2 +Z 3 + ……..Z n ) / n‬‬
‫حيث ‪ Z i‬هي القيمة التمييزية للمؤسسة رقم ‪ i‬في عينة البناء و ‪ n‬هي الحجم‬
‫الكلي لعينة البناء‪.‬‬
‫وبعد إيجاد قيمة النقطة العتبة مقدرة بـ ‪ Z* = -0.000724‬فقد كانت قاعدة‬
‫الفصل بين المؤسسات السليمة والمؤسسات العاجزة للنموذج ‪ Z1‬كما يلي‪:‬‬
‫‪ : -0.000724 ≥ Z i‬تصنف المؤسسة ‪ i‬كمؤسسة سليمة‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010‬‬

‫‪ : -0.000724 > Z i‬تصنف المؤسسة ‪ i‬كمؤسسة عاجزة‪.‬‬


‫يلخص الجدول أدناه نتائج تصنيف المؤسسات وفق نموذج التحليل التمييزي ‪Z1‬‬
‫لكل من عينتي البناء والتأكد‪.‬‬
‫جدول رقم ‪ :72‬نتائج تصنيف مؤسسات العينة المسحوبة وفق نموذج التحليل التمييزي ‪Z1‬‬
‫توزيع المؤسسات وفق تصنيف المؤسسات وفق‬
‫نسبة‬ ‫نسبة‬ ‫نموذج التحليل التمييزي‬ ‫وضعها الحقيقي‬
‫التصنيف‬ ‫التصنيف‬ ‫‪Z1‬‬
‫الخاطيء‬ ‫الصحيح‬ ‫العدد في مؤسسات مؤسسات‬ ‫طبيعة‬
‫الوضع الحقيقي‬
‫عاجزة‬ ‫سليمة‬ ‫العينة‬ ‫العينة‬
‫‪% 72.19 % 62.22‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪21‬‬ ‫مؤسسات سليمة ‪26‬‬
‫مؤسسات‬
‫‪% 29.92 % 12.22‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪79‬‬ ‫عينة البناء‬
‫عاجزة‬
‫‪%1‬‬ ‫‪% 61‬‬ ‫‪12‬‬ ‫المجموع‬
‫‪% 29.92 % 12.22‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪72‬‬ ‫مؤسسات سليمة ‪79‬‬
‫مؤسسات‬
‫‪% 27‬‬ ‫‪% 27‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪71‬‬ ‫عينة التأكد‬
‫عاجزة‬
‫‪% 15‬‬ ‫‪% 75‬‬ ‫‪71‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬تم إعداد هذا الجدول بناءا على نتائج معالجة معطيات العينة المسحوبة من بنك‬
‫الفالحة والتنمية الريفية‬
‫‪ -2-2-4‬تطبيق أسلوب التحليل التمييزي باإلعتماد علاى المتغيارات المساتقلة‬
‫الكمية والنوعية‬
‫إنطالقا من قائمة المتغيرات الكمية والنوعية معا فقد استخرج أسلوب التحليل‬
‫المتدرج )‪ (stepwise analysis‬المتغيرات األكثر داللة الموالية‪:‬‬
‫‪ = X24‬نتيجة صافية \ مجموع األصول‬
‫‪ = VEX6‬درجة مبلغ اإلئتمان الممنوح‬
‫ويدخل هذين المتغيرين في بناء نموذج التحليل التمييزي المتحصل عليه وفق‬
‫الصيغة الموالية‪:‬‬
‫‪Z2 = 7,691 X24 – 1,243 VEX6 + 1,659‬‬
‫يتضح من خالل هذا النموذج وجود عالقة طردية بين المتغير التابع ‪Z2‬‬
‫والمتغير المستقل ‪( X24‬نتيجة صافية \ مجموع األصول) باعتبار أن إشارة معامله‬
‫التمييزي موجبة‪ ،‬وبالتالي فإن كل زيادة في قيمة المتغير المستقل ‪ X24‬بـ (‪)7.72‬‬
‫ستقابلها زيادة في القيمة التمييزية ‪ Z2‬بـ (‪.) 7.72962‬‬
‫‪22‬‬
‫‪Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010‬‬

‫كما يتضح أيضا وجود عالقة عكسية بين المتغير التابع ‪ Z2‬والمتغير المستقل‬
‫‪( VEX6‬درجة مبلغ اإلئتمان الممنوح) باعتبار أن إشارة معامله التمييزي سالبة‪،‬‬
‫وبالتالي فإن كل إنتقال تصاعدي في فئة درجة مبلغ اإلئتمان الممنوح ‪VEX6‬‬
‫سيقابله نقصا في القيمة التمييزية ‪ Z2‬بـ (‪.)2.122‬‬
‫وقثد تثم إيجثاد قيمثثة النقطثة العتبثة مقثثدرة بثـ ‪ .Z* = 0.00012‬ويمكثن عثثرض‬
‫النتائج الكلية لتصنيف المؤسسات وفق نموذج التحليل التمييزي ‪ Z2‬في الجدول اآلتي‪:‬‬
‫جدول رقم ‪ : 71‬نتائج تصنيف مؤسسات العينة المسحوبة وفق نموذج التحليل التمييزي ‪Z2‬‬
‫توزيع المؤسسات وفق تصنيف المؤسسات وفق‬
‫نسبة‬ ‫نسبة‬ ‫نموذج التحليل التمييزي‬ ‫وضعها الحقيقي‬
‫التصنيف‬ ‫التصنيف‬ ‫‪Z2‬‬
‫الخاطيء‬ ‫العدد في مؤسسات مؤسسات الصحيح‬ ‫طبيعة‬
‫الوضع الحقيقي‬
‫عاجزة‬ ‫سليمة‬ ‫العينة‬ ‫العينة‬
‫‪% 72.19 % 62.22‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪26‬‬ ‫مؤسسات سليمة‬
‫‪%7‬‬ ‫‪% 277‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪79‬‬ ‫عينة البناء مؤسسات عاجزة‬
‫‪%2‬‬ ‫‪% 69‬‬ ‫‪12‬‬ ‫المجموع‬
‫‪%7‬‬ ‫‪%277‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪79‬‬ ‫مؤسسات سليمة‬
‫‪%27‬‬ ‫‪%27‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪71‬‬ ‫عينة التأكد مؤسسات عاجزة‬
‫‪% 12.5‬‬ ‫‪% 12.2‬‬ ‫‪71‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬تم إعداد هذا الجدول بناءا على نتائج معالجة معطيات العينة المسحوبة من بنك‬
‫الفالحة والتنمية الريفية‬

‫‪ -3-4‬تحليل نتائج النماذج المستخلصة من عينة بنك الفالحة والتنمية الريفية‬


‫سي تم في الجدول أدناه تلخيص نتثائج تصثنيف مؤسسثات العينثة وفثق النمثوذجين‬
‫المبنيين سابقا‪:‬‬
‫جدول رقم ‪ : 72‬حوصلة النماذج الحديثة المبينة على أساس معطيات العينة المسحوبة من‬
‫بنك الفالحة والتنمية الريفية‬
‫نسبة التصنيف‬ ‫نسبة التصنيف‬ ‫نسبة التصنيف‬ ‫طبيعة المتغيرات اسم النموذج‬
‫الصحيح للعينة‬ ‫الصحيح لعينة‬ ‫المتحصل عليه الصحيح لعينة‬ ‫المستقلة‬
‫الكلية‬ ‫التأكد‬ ‫البناء‬
‫‪%12.12‬‬ ‫‪%75‬‬ ‫‪% 61‬‬ ‫‪Z1‬‬ ‫كمية‬
‫‪%62.62‬‬ ‫‪% 12.2‬‬ ‫‪% 69‬‬ ‫‪Z2‬‬ ‫كمية ونوعية‬
‫المصدر‪ :‬تم إعداد هذا الجدول بناءا على نتائج معالجة معطيات العينة المسحوبة من بنك‬
‫الفالحة والتنمية الريفية‬

‫‪22‬‬
‫‪Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010‬‬

‫يتضح من الجدول السابق أن النموذجين الذين تم بناؤهمثا علثى أسثاس معطيثات‬


‫العينة المسحوبة من بنك الفالحة والتنميثة الريفيثة قثد حققثا نتثائج جيثدة فثي تصثنيف‬
‫المؤسسات والتي بلغ أدناها ‪ %12.12‬من التصنيف الصحيح وأن نمثوذج التحليثل‬
‫التمييزي ‪ Z2‬المعتمد على المتغيرات المستقلة ذات الطبيعة الكمية والنوعية معا قثد‬
‫حقق أحسن نسبة للتصنيف الصحيح (‪ )%62.62‬مقارنة بالنموذج ‪.Z1‬‬
‫فإذا كان النموذجين ‪ Z1‬قد تمكن من تصنيف ‪ 16‬مؤسسة ( ‪ 12‬مؤسسة في عينة‬
‫البناء و‪ 79‬مؤسسات في عينة التأكد) في وضعها الحقيقي من مجموع ‪ 22‬مؤسسة‪،‬‬
‫فإن النموذج ‪ Z2‬قد صنف بشكل صحيح ‪ 22‬مؤسسة ( ‪ 12‬مؤسسثة فثي عينثة البنثاء‬
‫و‪ 72‬مؤسسات في عينة التأكد ) وهو ما يعني أنه قثد حقثق فرقثا ايجابيثا مقارنثة مثع‬
‫النموذج ‪ Z1‬في التصنيف الصحيح والمقدر بمـؤسستين‪ ،‬وهو ما يمثل ‪ % 9.72‬من‬
‫مجموع مؤسسات العينة‪ .‬وإلى جانب اعتبار النموذج ‪ Z2‬أنثه أحسثن مثن النمثوذج‬
‫‪ Z1‬في عمومه من خثالل نسثبة التصثنيف الصثحيح للعينثة الكليثة فهثو األحسثن فثي‬
‫تفصيله من خالل نستي التصنيف الصحيح لعينتي البناء والتأكد‪ .‬حيث يمكثن تمثيثل‬
‫كيفية تصنيف مؤسسات عينة البناء لبنك الفالحة والتنمية الريفية وفثق النمثوذج ‪Z2‬‬
‫من خالل الشكل الموالي‪:‬‬
‫شكل رقم ‪ : 72‬نتائج تصنيف عينة البناء لبنك الفالحة والتنمية الريفية وفق النموذج ‪Z2‬‬
‫القيم التمييزية للمؤسسات‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬

‫‪-2‬‬
‫‪0 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25‬‬
‫‪-4‬‬

‫رقم المؤسسة‬

‫المصدر‪ :‬تم إعداد هذا الشكل بناءا على نتائج معالجة معطيات عينة البناء المسحوبة من بنك‬
‫الفالحة والتنمية الريفية‬
‫علمثثا أن حجثثم عينثثة البنثثاء لبنثثك الفالحثثة والتنميثثة الريفيثثة هثثو ‪ 12‬مؤسسثثة وأن‬
‫جميع المؤسسات ذات األرقام المحصثورة بثين ‪ 2‬و‪ 26‬تعتبثر فثي وضثعها الحقيقثي‬
‫كمؤسسات سليمة والمؤسسات المرقمة من ‪ 17‬إلى ‪ 12‬تعتبر فثي وضثعها الحقيقثي‬
‫كمؤسسات عاجزة‪.‬‬
‫فكمثثا هثثو موضثثح فثثي الشثثكل أعثثاله فقثثد صثثنف النمثثوذج ‪ Z2‬جميثثع المؤسسثثات‬
‫السليمة في وضعها الحقيقي (ما عدا المؤسسة رقم ‪ )22‬باعتبار أن قيمتها التمييزيثة‬
‫أكبثر مثن قيمثة النقطثة العتبثة المقثدرة بثـ ‪ ، Z*= 0.00012‬وبالنسثبة للمؤسسثات‬
‫العاجزة فقد صنفها أيضا بأكملها فثي وضثعها الحقيقثي باعتبثار أن قيمتهثا التمييزيثة‬
‫أقل من قيمة النقطة العتبة المقدرة بـ ‪. Z*= 0.00012‬‬
‫‪29‬‬
‫‪Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010‬‬

‫الخــاتمة‬
‫باعتبار نماذج التنبؤ المبنية على أساس التحليل التمييزي كأداة هامة للوصول إلى‬
‫دقة في اتخاذ القرارات اإلئتمانية وبالتالي تخفيض الخسـائر التي قد تتعرض لها‬
‫البنـوك‪ ،‬فقد أصبح موضوع البحث في هذه النماذج من الموضوعات ذات االهتمام‬
‫في النشاط البنكي بشكل عام والنشاط اإلئتماني بشكل خاص‪ .‬وفي هذا الشأن‪ ،‬فقد‬
‫حظيت الدراسات المتعلقة بقياس مخاطر اإلئتمان والتنبـؤ بتعثر المؤسسات قبل‬
‫حدوثه باهتمام كبير وأصبحت من المواضيع الهامة التي تشغل بال الباحثين‬
‫والمحللين المالـيين‪ ،‬وعلى إثر الجدل القائم حول قياس مخاطر اإلئتمان وفق النماذج‬
‫المبنية على أساس التحليل التمييزي فقد كان من المفيد دراسة هذه النماذج في أحد‬
‫البنوك التجارية الجزائرية‪.‬‬
‫ومن أجل تمكين البنوك الجزائرية من اإلستفادة من أسلوب التحليل التمييزي‬
‫بشكل فعال‪ ،‬لقياس مخاطر اإلئتمان وزيادة دقة تنبؤها بوضع المؤسسات‪ ،‬فقد تم بناء‬
‫نموذجين على أساس معطيات عمالء بنك الفالحة والتنمية الريفية من المؤسسات‬
‫واختبار قدرتها على التمييز بين السليمة منها والعاجزة‪ ،‬ومن خالل النتائج اإليجابية‬
‫التي حققها هذان النموذجان‪ ،‬فمن المفيد جدا أن تستعين البنوك التجارية بأسلوب‬
‫التحليل التمييزي في قياسها لمخاطر ائتمان المؤسسات‪ ،‬وذلك اعتمادا على النماذج‬
‫ذات أكبر قدرة تصنيفية‪.‬‬
‫إال أن نجاح استخدام أسلوب التحليل التمييزي لقياس مخاطر االئتمان البنكي‬
‫يتطلب توافر عدد من العوامل منها خاصة‪:‬‬
‫تجهيز البنك بشبكة إعالمية تسهل عملية تخزين المعلومات الخاصة بكل عميل‬
‫ومعالجتها بطريقة سريعة‪ ،‬وذلك نظرا للعدد الكبير لملفات العمالء المعالجة في عيّنة‬
‫الدراسة وحجم المعطيات الواجب تجميعها بالنسبة لكل عميل؛ توفر المعطيات‬
‫الالزمة في ملفات طلب اإلئتمان‪ ،‬سواء كانت متغيّرات كمية أو كيفية وذلك بهدف‬
‫إعداد النموذج بشكل جيّد وخال من العيوب والنقائص؛ القيام بمراجعة مستمرة‬
‫لصيغة النماذج التي يتم بناؤها على أساس التحليل التمييزي‪ ،‬وذلك نظرا للتغيّرات‬
‫المستمرة في المحيط االقتصادي والتي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على‬
‫معطيات العمالء‪.‬‬
‫استيفاء المعلومات المتعلقة بالعمالء من مصادر موثوقة وتنسيق التعاون بين‬
‫أجهزة اإلستعالم لمخلف البنوك وذلك بصفة دورية وعلى فترات زمنية تخدم متابعة‬
‫العملية اإلئتمانية؛ رفع المستوى التأهيلي للموظف اإلئتماني في البنوك التجارية‬
‫الجزائرية في كيفية استخدام أسلوب التحليل التمييزي لقياس مخاطر اإلئتمان من‬

‫‪22‬‬
‫‪Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010‬‬

‫خالل تنظيم دورات تكوينية لمعرفة مفهومها وكيفية بنائها واستعمالها مع اإلستحداث‬
‫المستمر لبرامج اإلعالم اآللي المعتمد عليها في تطبيقها‪.‬‬
‫وفي الختام‪ ،‬فإن هذه الدراسة تفتح المجال لدراسة محاور أخرى متعلقة‬
‫بالموضوع كاستخدام أسلوب التحليل اللوجستي لبناء نماذج مفيدة لقياس مخاطر‬
‫اإلئتمان البنكي وللتمييز بين المؤسسات السليمة والمؤسسات العاجزة‪.‬‬
‫الهـــــوامـــش‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Sylvie De-Coussergues, Gestion de la banque , Ed Dunod, Paris ,‬‬
‫‪1995, P: 176 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Boubacar Diallo, Un modèle de “Credit Scoring” pour une‬‬
‫‪institution de micro-finance africaine: le cas de Nyesigiso au Mali,‬‬
‫‪Laboratoire d’Economie d’Orléans, Orléans, 2006, P : 81.‬‬
‫‪ -3‬محمد مطر اإلتجاهات الحديثة في التحليل المالي واإلئتماني‪ ،‬دار وائل لنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،1772 ،.1772 ،‬ص‪.292 :‬‬
‫‪ -4‬قيس أديب الكيالني وثائر عدنان قدومي‪ ،‬استخدام النمذجة المالية لتصنيف مخاطر‬
‫القروض الممنوحة للشركات الصناعية المساهمة العامة األردنية‪ ،‬جامعة العلوم التطبيقية‬
‫الخاصة‪ ،‬األردن‪ ،1772 ،‬ص‪.127 :‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Michel Dietsch et Joel Petey, Mesure et gestion du risque de crédit‬‬
‫‪dans les institutions financières, Revue banque édition,Paris, 2003, PP :‬‬
‫‪55-56.‬‬
‫‪ -‬حسين علي نجيب وغالب عوض صالح الرفاعي‪ ،‬تحليل ونمذجة البيانات باستخدام‬ ‫‪6‬‬

‫الحاسوب‪ :‬تطبيق شامل للحزمة ‪ ،SPSS‬األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1779 ،‬ص‪.229:‬‬
‫‪ -‬حسين علي نجيب وغالب عوض صالح الرفاعي‪ ،‬تحليل ونمذجة البيانات باستخدام‬ ‫‪7‬‬

‫الحاسوب‪ :‬تطبيق شامل للحزمة ‪ ،SPSS‬األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1779 ،‬ص‪.222:‬‬
‫‪ -‬الشريف ريحان‪ ،‬مسألة كفاءة و فعالية النماذج الكمية للتنبؤ باإلفالس الفني للمؤسسة‬ ‫‪8‬‬

‫االقتصادية‪ ،‬مجلة علوم االنسانية‪ ،‬عنابة‪ ،1779 ،‬ص‪.72 :‬‬


‫‪-9‬عـزام صبري‪ ،‬أساسيات في النظـام اإلحصـائي الشامل ‪ ،SPSS‬عـالم الكتب الحديث‪ ،‬إربـد‪،‬‬
‫‪،1779‬ص‪.12 :‬‬

‫‪21‬‬
Revue des Reformes Economiques et Intégration en Economie Mondiale,ESC n°8/2010

،‫ األكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية‬،‫ تحليل ائتمان الشركات‬،‫ خالد أمين عبد اهلل‬- 10

.222:‫ ص‬،1771 ،‫عمان‬


‫ أساسيات‬،‫ وليد اسماعيل السيفو وفيصل مفتاح شلوف وصائب جواد ابراهيم جواد‬- 11

.27 :‫ ص‬،1779 ،‫ عمان‬،‫ األهلية للنشر والتوزيع‬،‫اإلقتصاد القياسي التحليلي‬


12
- Klecka William, Discriminant analysis, Sage publication, London ,
1987, PP : 52-53.
13
- Phillipe Dujardin,L’influance des méthodes de séléction de variables sur la
structure et la performance des modèles de prévision de la défaillance
d’entreprise, l'Equipe de Recherche sur l'Utilisation des Données Individuelles
Temporelles en Economie à L’université Paris 12, Paris, 2008, P : 13.

،‫ دار وائل للنشر‬، SPSS ‫ النظام االحصائي‬،‫ محمد بالل الزعبي وعباس الطالحفة‬- 14

.126 :‫ ص‬،1779 ،‫عمان‬


.222:‫ ص‬،1771 ،‫ مرجع سابق‬،‫ خالد أمين عبد اهلل‬- 15

16
- Edward Altman, Financial ratios , Discriminant Analysis and the
prediction of business failure ,The journal of finance, New York 1968 .
17
- Yves Collongues, Ratios financières et prevision de faillite des PME ,
Revue banque , 1977.
18
- Jean René Edighoffer et Etienne Morin, Credit management-
prevention et gestion d'impayés dans l'entreprise, Ed Nathan, Paris, 1993,
p: 148
‫ مدى دقة النسب المالي في التنبؤ بتعثر البنوك دراسة‬،‫ عمر عيسى حسن جهماني‬-19
،1772 ،‫ المملكة العربية السعودية‬،‫ مجلة اإلدارة العامة‬،‫ميدانية في القطاع المصرف األردني‬
.67 -22:‫ص ص‬
‫ إستخدام النسب المالية في التنبؤ بفشل الشركات‬،‫ محمد تيسير عبد الحكيم الرجبي‬-20
‫ المجلة العربية للعلوم‬،‫المساهمة العامة األردنية باستخدام التحليل التمييزي وتحليل اللوجت‬
.222-226 :‫ ص ص‬،1779 ،‫ الكويت‬،‫اإلدارية‬

26

Vous aimerez peut-être aussi