Vous êtes sur la page 1sur 79

Bulletin de L’OMAP N° 20 juillet 2020

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

sans pouvoirs, en dehors des projecteurs de


l’actualité politico-médiatique, et donc sans Aujourd’hui, l’OMAP pense que
véritable intérêt et enjeu pour la recherche les prémisses de sortie de la crise de
en science administrative. déconcentration administrative sont enfin
réunies. Des mesures concrètes visant la
Pourtant, ces services reviennent valorisation du système administratif
bien au-devant de la scène, à la faveur des déconcentré sont prises : un deadline pour
apports de la nouvelle charte nationale de le transfert des attributions des structures
déconcentration administrative qui a le centrales aux représentations
mérite de les placer au cœur de son projet déconcentrées des départements
de renouveau de la déconcentration dans le ministériels est acté, une méthode de
Royaume. Et c’est justement, ce réalisation desdits transferts est définie et
Brahim ZYANI changement d’attitude à l’égard de déclinée, un comité ministériel stratégique
l’administration déconcentrée qui a décidé de pilotage est institué, de nouveaux postes
Enseignant à l’ENSA, l’OMAP à consacrer ce 20ème numéro de son de responsabilités territoriales sont créés,
président de l’Omap bulletin d’analyse et d’étude aux services une modalité concrète de regroupement et
déconcentrés, injustement marginalisés de lutte contre le phénomène de
aussi bien par les administrations centrales segmentation des services déconcentrés est
Editorial : que par la recherche académique. mise en place…bref, le gouvernement
s’efforce de redorer le blason d’un
Les services Toute la problématique de la important pan de l’édifice administratif
déconcentration dans le pays se résume en territorial du pays.
déconcentrés : est-ce la ceci : comment réussir à tirer les services
fin de la déconcentrés de leur situation de C’est à la découverte de cet
« coquilles vides », pour en faire de édifice que l’OMAP invite les fidèles lecteurs
marginalisation ? véritables centres de décision et de de son bulletin, en espérant vraiment, qu’en
responsabilité. C’est la quadrature du cercle ce temps de dé confinement, nos services
que notre système politico-administratif n’a déconcentrés puissent, enfin, quitter la
Les services déconcentrés font
jamais voulu vraiment affronter avec le zone de marginalisation et d’oubli dans
rarement objet d’attention. C’est le genre
courage, le sérieux et la démarche laquelle ils ont été longtemps confinés.
parfait d’organisations périphériques, ayant
méthodique nécessaires.
peu de moyens, presque sans influence et
Dans ce numéro

‫الجزء الرابع متابعات‬ ‫الجزء الثالث كورونا استدراك‬ ‫الجزء الثاني دراسات عامة‬ ‫الجزء األول دراسة حاالت‬ EDITORIAL
‫المصالح الالممركزة إصالحات‬ .7
30-28‫ عبد العالي حور ص‬/‫متعددة ونتائج محدودة‬ ‫الالمركزية والالتمركز‬ .3

‫نقل االختصاصات كآلية للتجسيد‬ .8 ‫في قطاع التعليم نصوص طموحة‬


1. Les services
15. Le budget de l’Etat ‫ محماد البداوي ص‬/‫الفعلي لالتمركز اإلداري‬ ‫ عبد اللطيف‬/ ‫وتطبيقات مترددة‬
‫ فاتن‬/ ‫متابعات قانونية‬ .17 déconcentrés : est-ce
face à la pandémie du 33-31 12-6 ‫ ص‬، ‫اليوسفي‬ la fin de la
71-69‫الشواطي ص‬ Coronavirus/ Jilali Amazid, pp 61- ‫أي دور للمصالح الالممركزة في‬ .9 Les ‫الالممركزة‬services
65 ‫بالنسق اإلداري‬ ‫ المصالح‬.4 marginalisation ? /
‫تنزيل مضامين ميثاق الالتمركز اإلداري جدلية‬ Brahim ZYANI, pp 1
‫حنان‬ / ‫ متابعات قضائية‬.18
déconcentrés
‫الالممركزة‬ ‫ المصالح‬:‫المغربي‬
est-
‫ فؤاد مدكري‬/‫النص القانوني وواقع الحال‬
77-72 ‫الصالحي ص‬
16. Tableaux
37-34 ‫ص‬ ‫ محمد‬/–ce ‫نموذجا‬
la fin‫الفالحة‬
de ‫لوزارة‬
la
récapitulatifs des textes ‫تقرير حول الورشة‬ .2
‫مسؤولية اللجنة الوزارية لالتمركز‬ .10 16-12‫ ص‬،‫العمراوي‬
marginalisation ?/
juridiques et autres concernant ‫"المصالح الالممركزة‬
Corona virus (suite 1)/Fatine ‫ إبراهيم زياني‬/ ‫اإلداري إزاء المصالح الالممركزة‬ Brahim ZYANI, pp
5. « Préfectures » sans ‫للدولة على ضوء‬
chaouati,pp 66-67 41-38 ‫ص‬ 15.
services déconcentrés : Cas des ‫الميثاق‬ ‫مستجدات‬
/ les C.TP‫اللجن التقنية اإلقليمية‬ .11
Préfectures d’arrondissements/
46-42 ‫صالح المستيف ص‬ ‫لالتمركز‬ ‫الوطني‬
Youness Meskini, pp 17-21
‫ تنظيم‬،‫التمثيليات اإلدارية المشتركة‬ .12
‫حميد اوبكريم‬/ "‫اإلداري‬
‫ زهير الزنان‬/‫جديد لدعم المصالح الالممركزة‬ 4-2 ‫ص‬
6. Services déconcentrés et
50-47 ‫ص‬ préfectures d’arrondissements : quels
‫التعاقد المالي مع المصالح‬ .13 rapports ? /Mohammed EZZINE, pp 22-
‫ رافعة أساسية اللتقائية السياسات‬:‫الالممركزة‬ 26
54-51‫ أشرف الغروص ص‬/‫العمومية‬
14. La fonction de chef de service
déconcentré dans l’administration marocaine :
de l’exercice unilatéral des pouvoirs délégués
à la construction des compromis Mohammed
ZAOUAQ, pp 55-59
‫‪2‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫القطاعات الوزارية والالتمركز اإلداري‪.‬‬ ‫ضوء مستجدات امليثاق الوطني‬


‫تناول بعدها مستجدات املرسوم رقم‬ ‫لالتمركز اإلداري"‪ ،‬تطرق في محوره‬
‫‪ 2.17.618‬بمثابة ميثاق وطني لالتمركز‬ ‫األول إلى مستجدات ميثاق الالتمركز‬
‫اإلداري‪ ،‬والذي خول املصالح‬ ‫االداري‪ ،‬فيما تناول في املحور الثاني‬
‫الالممركزة للدولة صالحيات تقريرية‪،‬‬ ‫اإلشكاالت التي تثيرها املصالح‬
‫وحدد االختصاصات املنوطة بمختلف‬ ‫الالممركزة في ظل ميثاق الالتركيز‪.‬‬
‫مصالح إدارات الدولة بين املستويين‬ ‫واستهل املداخلة بإبراز أهمية‬
‫‪.‬‬
‫املركزي والجهوي وعلى مستوى‬ ‫الالتمركز االداري ومحوريته في‬
‫العمالة واإلقليم‪ ،‬مع التأكيد على‬ ‫مسلسل اإلصالح اإلداري‪ ،‬موضحا أن‬
‫إشراف الوالة والعمال على عملية‬ ‫أن غاية الالتمركز اإلداري ليس فقط‬
‫تنسيق أنشطة املصالح الالممركزة‬ ‫تخفيف العبء عن املركز بل تقريب‬
‫تحت سلطة الوزراء املعنيين‪ ،‬ونص‬ ‫اإلدارة والخدمة العمومية من‬
‫أيضا على إمكانية إحداث تمثيليات‬ ‫املواطن‪ ،‬مع أخذ بعين االعتبار‬
‫إدارية جهوية أو إقليمية مشتركة بين‬ ‫مقتضيات الجودة والحكامة والفعالية‬
‫قطاعين وزاريين أو أكثر‪ ،‬على‬ ‫والزمن‪ ،‬خاصة في ظل تزايد متطلبات‬
‫الصعيدين الجهوي واإلقليمي بهدف‬ ‫املواطن و املستثمر‪ ،‬وحاجة الفاعل‬ ‫في إطار إعداد اإلصدار‬
‫ترشيد النفقات العمومية وتحقيق‬ ‫العمومي املحلي على املستوى‬ ‫الجديد من نشرته الدورية املخصصة‬
‫اإلنصاف في تغطية التراب الوطني‪،‬‬ ‫الالمركزية إلى مصالح مواكبة وميسرة‬ ‫ملوضوع املصالح الالممركزة للدولة‪،‬‬
‫واتخاذ التدابير التنظيمية الالزمة من‬ ‫لعمله‪.‬‬ ‫عقد املرصد الوطني لإلدارة املغربية‬
‫أجل تخويل رؤساء املصالح الالممركزة‬ ‫وبعد أن أعطى نظرة عن‬ ‫لقاء علميا عن بعد‪ ،‬باستعمال تقنية‬
‫على الصعيدين الجهوي صفة آمرين‬ ‫التطور التاريخي لإلطار التنظيمي‬ ‫‪ Skype‬يوم الجمعة ‪ 29‬ماي ‪،2020‬‬
‫بالصرف جهويين وتمكينهم من‬ ‫لالتركيز اإلداري من خالل عرض أهم‬ ‫خصص ملناقشة واقع املصالح‬
‫صالحيات تدبير املسار املنهي للموارد‬ ‫املقتضيات التي جاء بها املرسوم رقم‬ ‫الالممركزة على ضوء مستجدات‬
‫البشرية الخاضعة لسلطتهم على‬ ‫‪ 2.93.625‬بتاريخ ‪ 20‬أكتوبر ‪1993‬‬ ‫امليثاق الوطني لالتمركز اإلداري‪ ،‬وذلك‬
‫الصعيدين الجهوي واإلقليمي؛ كما‬ ‫الذي عهد إلى املصالح الخارجية‬ ‫بمشاركة عدد من األساتذة الباحثين‬
‫نص امليثاق على الزامية وضع تصاميم‬ ‫بتنفيذ سياسة الحكومة وقراراتها‬ ‫وموظفين ومسؤولين باإلدارات‬
‫مديرية لالتمركز اإلداري خاصة‬ ‫وتوجيهاتها‪ ،‬واعتمد تفويض التوقيع‪،‬‬ ‫العمومية باإلضافة إلى خبراء في مجال‬
‫باملصالح الالممركزة التابعة لكل قطاع‬ ‫ونص على إحداث لجنة دائمة لالتركيز‬ ‫اإلدارة العمومية‪.‬‬
‫وزاري معين‪ ،‬تشكل خارطة طريق‬ ‫اإلداري لتنسيق وتأهيل عمل املصالح‬ ‫انطلقت الورشة بعرض‬
‫لعمل هذه املصالح‪.‬‬ ‫الخارجية يرأسها الوزير االول‬ ‫تمهيدي قدمه السيد عبد العالي حور‪،‬‬
‫ومن أجل ضمان شروط‬ ‫ومقتضيات املرسوم رقم ‪2.05.1369‬‬ ‫أستاذ التعليم العالي بمركز التوجيه‬
‫النجاعة والفعالية في التنفيذ‪ ،‬أوضح‬ ‫بتاريخ ‪ 29‬من شوال ‪ 2(1426‬ديسمبر‬ ‫والتخطيط التربوي بالرباط‪ ،‬تحت‬
‫األستاذ آليات عملية الحكامة في‬ ‫‪ )2005‬في شأن تحديد قواعد تنظيم‬ ‫عنوان "املصالح الالممركزة للدولة على‬
‫‪3‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫من جودة الخدمات االجتماعية‬ ‫نبه كذلك الى إشكالية تحقيق وحدة‬ ‫منظومة الالتمركز اإلداري‪ ،‬من أجل‬
‫وتقريب الخدمات العمومية الى‬ ‫عمل مصالح الدولة‪ ،‬في ظل التفاوت و‬ ‫التتبع والتنسيق واملواكبة والتقييم‬
‫املرتفقين‪.‬‬ ‫التباين اللذين يطبعان مهمات‬ ‫املستمر لهذه املنظومة في كل مراحلها‪،‬‬
‫فعلى الرغم من اعتبار‬ ‫املصالح الالممركزة و الذي ينتج عن‬ ‫وذلك من خالل إحداث لجنة وزارية‬
‫الالتمركز االداري ملصالح الدولة هو‬ ‫املؤسساتية‬ ‫األنظمة‬ ‫اختالف‬ ‫لالتمركز اإلداري يرأسها رئيس‬
‫أداة رئيسية لتفعيل السياسة العامة‬ ‫للموظفين مما يؤدي الى عدم تجانس‬ ‫الحكومة‪ ،‬تناط بها مهمة اقتراح‬
‫للدولة على املستوى الترابي‪ ،‬فإن‬ ‫السلوكيات و تنوع الثقافة اإلدارية‬ ‫التدابير الالزمة لتنفيذ التوجهات‬
‫تطبيقه يعرف كثيرا من التردد‬ ‫الخاصة بكل قطاع‪ ،‬عالو ة على‬ ‫العامة لسياسة الدولة في مجال‬
‫واملقاومة‪ ،‬كما أن هناك إشكالية‬ ‫الخصاص الكمي و النوعي الذي تعرفه‬ ‫الالتمركز اإلداري‪ ،‬وإحداث لجنة‬
‫الفصل بين قطبين األول الدولة ممثلة‬ ‫هذه املصالح على مستوى املوارد‬ ‫جهوية لدى والي الجهة‪ ،‬تسمى “اللجنة‬
‫في مصالحها الالممركزة ‪ ،‬والثاني‬ ‫البشرية و املوارد املادية‪ .‬و نبه في األخير‬ ‫الجهوية للتنسيق” قصد مساعدته في‬
‫تمثله الجماعات الترابية املنتخبة‪،‬‬ ‫الى ارتباط استكمال ورش الالتمركز‬ ‫ممارسة املهام املوكولة إليه في مجال‬
‫وهذه االزدواجية املوجودة في النظام‬ ‫بالعديد من النصوص التشريعية و‬ ‫تنسيق أنشطة املصالح الالممركزة‬
‫املغربي ال نجد لها مثيال في عدد من‬ ‫التنظيمية ‪ ،‬و التي قد تظل بدون‬ ‫للدولة والسهر على حسن سيرها؛‬
‫األنظمة املقارنة‪ ،‬ال سيما على مستوى‬ ‫تعديل ‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى إحداث بنية إدارية‬
‫الدول األوروبية التي تتميز بوحدة‬ ‫األفكار‬ ‫مع‬ ‫وتفاعال‬ ‫خاصة تحمل اسم “الكتابة العامة‬
‫السلطة املمثلة للدولة على الصعيد‬ ‫واإلشكاليات التي تناولها بسطها‬ ‫للشؤون الجهوية” تتولى‪ ،‬عالوة على‬
‫الجهوي‪ .‬ولهذا ينبغي البحث والتفكير‬ ‫األستاذ حور في تدخله‪ ،‬ناقش عدد من‬ ‫املهام التي يكلفها بها والي الجهة‪ ،‬القيام‬
‫في إقرار سلطة واحدة على مستوى‬ ‫األساتذة املتتبعين ما ورد في العرض‬ ‫بأعمال التنسيق والتتبع واملواكبة‬
‫الجهة كممثل وحيد للدولة‪.‬‬ ‫من أفكار وقدموا من وجهة نظرهم‬ ‫الالزمة ملساعدته في ممارسة‬
‫‪ -‬إن ميثاق الالتمركز اإلداري‬ ‫تحليالت إضافية ومقترحات أكدت في‬ ‫صالحياته‪ .‬كما نص على مستوى‬
‫حدد املبادئ والقواعد الجديدة التي‬ ‫مجملها على ما يلي‪:‬‬ ‫العماالت واألقاليم على تفعيل دور‬
‫تحكم العالقات بين مختلف مكونات‬ ‫‪ -‬إن تقييم التجربة ال يمكن‬ ‫اللجنة التقنية املحدثة بمقتض ى ظهير‬
‫اإلدارة املركزية ومصالحها الالممركزة‪،‬‬ ‫االقتصار فيه على النصوص وإنما‬ ‫‪.1977‬‬
‫بشكل يضمن النجاعة في التدبير‬ ‫يتطلب أيضا مناقشة املمارسة وتقييم‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬تناول األستاذ عبد‬
‫واالنسجام بين السياسات العمومية‬ ‫تنزيل النصوص على أرض الواقع‪،‬‬ ‫العالي حور ‪ ،‬في محور ثان ملداخلته‪،‬‬
‫على املستوى الترابي مع مراعاة‬ ‫ومدى تفعيلها من قبل املصالح‬ ‫أهم اإلشكاليات التي يثيرها هذا‬
‫الخصوصيات الجهوية واإلقليمية‪،‬‬ ‫الالممركزة‪،‬ومدى تحقيق مبادئ‬ ‫امليثاق‪ ،‬وحددها في إشكالية العالقة‬
‫خاصة في إعداد وتنفيذ السياسات‬ ‫الحكامة وأهداف ميثاق الالتمركز‬ ‫مع الجماعة الترابية‪ ،‬خاصة ما يتعلق‬
‫وتقييمها‪.‬‬ ‫اإلداري‪ ،‬واملتمثلة باألساس في مواكبة‬ ‫بإبرام االتفاقيات و العقود و توضيح‬
‫‪ -‬ضرورة إعطاء املكانة‬ ‫الجهوية املتقدمة والنهوض بالتنمية‬ ‫االختصاصات‪ ،‬والتخوف من سيادة‬
‫للممثلين املنتخبين للمساهمة في‬ ‫االقتصادية واالجتماعية وتحفيز‬ ‫عقلية مقاومة التغيير‪ ،‬وعدم احترام‬
‫التدبير املحلي والبرامج التنموية‪،‬إذ تم‬ ‫االستثمار وخلق فرص الشغل‪ ،‬والرفع‬ ‫اآلجال الزمنية التي حددها امليثاق و‬
‫‪4‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫ذلك ضعف التكوين في مجال املالية‬ ‫‪ -‬أهمية التدبير التعاقدي بين‬ ‫تسجيل مالحظة مرتبطة بالعالقة غير‬
‫العمومية مما يتطلب دعم التكوين‬ ‫الدولة واإلدارة الالممركزة في إعطاء‬ ‫املتوازنة بين الوالة والعمال ورؤساء‬
‫األساس والتكوين املستمر للمسؤولين‬ ‫استقاللية أكبر للمدبرين املحليين‬ ‫املجالس املنتخبة والتي تؤثر على عمل‬
‫باإلدارة الالممركزة‪.‬‬ ‫وتحميلهم مسؤولية تحقيق النتائج‬ ‫اإلدارة الالممركزة في عالقتها مع‬
‫‪ -‬إن أية استراتيجية تعاقدية‬ ‫املنتظرة منهم وتدبير االعتمادات‬ ‫الجماعات الجهوية‪ ،‬أضف إلى ذلك أن‬
‫بين اإلدارة املركزية واإلدارة الالممركزة‬ ‫املخصصة لهم‪ ،‬ومن مرتكزاته التدبير‬ ‫تقوية سلطة الوالة والعمال قد يشكل‬
‫تفرض اعتماد آليات "امليزانية‪/‬برنامج"‬ ‫املتمحور حول النتائج‪ ،‬والذي‬ ‫عائقا أمام مبادرات مسؤولي املصالح‬
‫متفاوض بشأنها ومبنية على التنفيذ‬ ‫بمقتضاه تلتزم اإلدارة الالممركزة ببلوغ‬ ‫الخارجية لباقي القطاعات الوزارية ملا‬
‫التدريجي للميزانية مع ضرورة إضفاء‬ ‫نتائج محددة مقابل االعتمادات‬ ‫له من سلطة ونفوذ على هذه‬
‫الطابع الرسمي على العالقة بين‬ ‫املخصصة لها من قبل اإلدارة املركزية‪.‬‬ ‫الوحدات اإلدارية وعلى موظفيها‪.‬‬
‫اإلدارتين في إطار "عقد‪/‬برنامج"‪ ،‬كما‬ ‫وتتمثل أهمية هذا النوع من التدبير في‬ ‫‪ -‬أهمية إصالح الوظيفة العمومية‬
‫يتطلب األمر متابعة وتقييما منتظما‬ ‫تحديد دقيق لألهداف ومتابعة‬ ‫لتفادي إشكالية غياب التحفيز على‬
‫وصارما للتنزيل‪.‬‬ ‫تحقيقها عبر مؤشرات الجودة‪ .‬كما‬ ‫اإلبداع واالبتكار في ممارسة‬
‫‪ -‬إن مستقبل اإلدارة‬ ‫يمكن من تنزيل إدارة القرب من خالل‬ ‫االختصاصات الناتج عن العقليات‬
‫العمومية والالتمركز اإلداري مرتبط‬ ‫تقريب اإلدارة من املواطن وتحسين‬ ‫السائدة في اإلدارة الالممركزة‪ ،‬حيث‬
‫بدور الرقمنة في تقديم الخدمات والتي‬ ‫الخدمات العمومية وكذا تحسين‬ ‫يسود انتظار التوجيهات والتعليمات‬
‫أبانت جائحة كورونا على أهميتها في‬ ‫قدرات اإلدارة في إعداد السياسات‬ ‫بدل تطبيق النصوص القانونية‬
‫تحقيق هدف تقريب اإلدارة من‬ ‫العمومية‪ ،‬غير أن التدبير التعاقدي‬ ‫والتنظيمية‪.‬‬
‫املواطنين ‪.‬‬ ‫يواجه صعوبات قانونية ومؤسساتية‬ ‫‪ -‬يعزى البطء في تنزيل و‬
‫تتمثل في مجال الالتمركز امليزانياتي في‬ ‫تفعيل مسلسل الالتمركز اإلداري إلى‬
‫عنصرين أساسيين هما‪:‬‬ ‫طبيعة األساليب و القواعد القانونية و‬
‫تدبيرغالبية املوارد البشرية‬ ‫التنظيمية التي كانت تؤطر العالقة‬
‫من قبل اإلدارة املركزية في حين أن‬ ‫التنظيمية القائمة بين اإلدارات‬
‫اإلدارات الالممركزة التي تكلفت بهذا‬ ‫املركزية و مصالحها الخارجية ا‬
‫املوضوع لم تتمكن من صرف‬ ‫لالممركزة التابعة لها‪ ،‬حيت كانت تتم‬
‫االعتمادات بسبب توسيعها "هامش‬ ‫وفق تقنية تفويض التوقيع عكس ما‬
‫الحذر"‪.‬‬ ‫كان يتم على مستوى بعض التجارب‬
‫غياب الشجاعة لدى‬ ‫املقارنة التي كانت تعتمد تقنية التفريع‬
‫املدبرين املحليين في التدبير امليزانياتي‬ ‫في توزيع االختصاص مثل التجربة‬
‫بسبب التنظيم الترابي باملغرب والذي‬ ‫الفرنسية‪ ،‬وهو األمر الذي كرس‬
‫يجعل اإلدارة الالممركزة خاضعة‬ ‫استمرار هيمنة اإلدارة املركزية في‬
‫لرئاسة الوزير الوص ي من جهة والوالي‬ ‫املغرب على مسلسل اتخاذ القرار‪.‬‬
‫أو العامل من جهة ثانية‪ ،‬أضف إلى‬
‫‪5‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫الجزء األول‬
‫دراسة حاالت‬
‫‪6‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫لتيسير الشراكة والتعاون امليداني مع‬ ‫من النصوص الخاصة بهذا القطاع‬
‫كل األطراف الفاعلة في القطاع أو‬ ‫ومن التجربة امليدانية‪.‬‬
‫املعنية به‪ ،‬من حيث التخطيط‬ ‫إن العائد إلى جميع‬
‫والتدبير والتقويم‪ .‬وحرصا على ضرورة‬ ‫النصوص املؤطرة إلصالح املنظومة‬
‫إطالق املبادرات البناءة‪ ،‬وضبط‬ ‫التربوية املغربية ‪ -‬على االقل منذ‬
‫املسؤوليات في جميع أرجاء البالد لحل‬ ‫صدور امليثاق الوطني للتربية والتكوين‬
‫املشكالت العملية للقطاع في عين‬ ‫نهاية ‪ 1999‬الى اليوم (مع القانون‬
‫املكان‪ ،‬بأقرب ما يمكن من املؤسسات‬ ‫اإلطار رقم ‪ .51‬املتعلق بمنظومة التربية‬
‫التعليمية والتكوينية‪ ،‬والنهوض بها‬ ‫والتكوين والبحث العلمي والرؤية‬
‫بصفة شاملة وعلى النحو املقصود‬ ‫االستراتيجية ‪ -2030 2015-‬مرورا‬
‫باإلصالحات املتضمنة في امليثاق تقوم‬ ‫باإلطار االستراتيجي لسنة ‪ 2005‬وتقرير‬
‫سلطات التربية والتكوين بتنسيق مع‬ ‫املجلس االعلى للتعليم ً ‪ 2008‬ثم‬ ‫‪COSEF‬‬

‫السلطات األخرى املختصة‪ ،‬بتسريع‬ ‫البرنامج االستعجالي ‪- )..2012-2009‬‬


‫بلورة نهج الالمركزية والالتمركز في هذا‬ ‫يجد كافة هذه النصوص تدعو بقوة‬
‫القطاع‪ ،‬باعتباره اختيارا حاسما‬ ‫ووضوح إلى تكريس نهج الالمركزية‬
‫واستراتيجيا‪ ،‬ومسؤولية عاجلة‪".‬‬ ‫والالتمركز وتوسيعه والدفع به في‬
‫إن هذا النص ليس إال مثاال‬ ‫اتجاه اإلرساء القوي‪.‬‬
‫ناصعا‪ ،‬سقناه إلعطاء صورة عن‬ ‫وهكذا نجد امليثاق الوطني للتربية‬
‫اللغة الواضحة والصريحة والحاسمة‬ ‫والتكوين في مجاله الخامس الخاص ب‬
‫إذا كان املغرب قد اختار منذ‬
‫التي دعا بها املشرع إلى إقرار نهج‬ ‫"التسيير والتدبير" والدعامة‪15‬‬
‫مطلع الستينات من القرن املاض ي‬
‫الالمركزية والالتمركز في قطاع حيوي‬ ‫الخاصة بإقرار الالمركزية والالتمركز في‬
‫السير في نهج الالمركزية والالتمركز‪،‬‬
‫كقطاع التعليم‪ ،‬معتبرا أن نهج هذا‬ ‫قطاع التربية والتكوين يؤكد في املادة‬
‫وما صاحب مسيرته الطويلة من إنجاز‬
‫االختيار على أرض الواقع إحدى‬ ‫‪ 144‬على ما يلي "حيث إن املغرب‪،‬‬
‫نصوص تشريعية كثيرة ومتعددة منذ‬
‫الرافعات األساسية إلصالح املنظومة‬ ‫بمقتض ى الدستور والقوانين املنظمة‬
‫‪ 1960‬إلى حين صدور ميثاق الالتمركز‬
‫التربوية املغربية‪ .‬ولو كان املجال متسعا‬ ‫للجهات وللجماعات املحلية‪ ،‬ينهج‬
‫اإلداري الذي اعتمدته الحكومة في‬
‫لوضعنا أمام القارئ الكريم كل‬ ‫سياسة الالمركزية والالتمركز‬
‫بداية ‪ .2019‬مرورا بظهير ‪ 30‬شتنبر‬
‫النصوص الطويلة واملتعددة واملتنوعة‬ ‫اإلداريين؛ واعتبارا لضرورة مالءمة‬
‫‪ 1976‬ثم محطة فبراير ‪ ،2009‬فإن هم‬
‫التي دعت بلغة حاسمة وقاطعة وال‬ ‫التربية والتكوين للحاجات والظروف‬
‫هذه املداخلة ليس تتبع هذه النصوص‬
‫تقبل التراخي أو التردد إلى القطع مع‬ ‫الجهوية واملحلية ؛ ومن أجل التسهيل‬
‫التشريعية والدخول إلى تجاويفها‪ ،‬إذ‬
‫املركزية؛ وإطالق دينامية الالمركزية‬ ‫والترشيد والتسريع ملساطر تدبير العدد‬
‫لهذا املجال أهله ومتخصصوه‪ ،‬وإنما‬
‫والالتمركز "باعتبارها اختيارا حاسما‬ ‫املتزايد من التجهيزات األساسية‪،‬‬
‫غرض ي تناول املوضوع من زاوية البحث‬
‫واستراتيجيا ومسؤولية عاجلة"‪ ...‬وهذا‬ ‫والعدد املتعاظم للمتعلمين واملؤطرين‬
‫عن نسبة التطبيق امليداني لتلك‬
‫النهج ال يقف عند حدود املجال‬ ‫في قطاع التربية والتكوين؛ وسعيا‬
‫النصوص في مجال التعليم‪ ،‬انطالقا‬
‫‪7‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫كانت قائمة‪ ،‬وظلت ذات عالقة‬ ‫متماسكة قوامها‪ :‬دعم الهيئات‬ ‫الجهوي‪ ،‬ممثال باألكاديميات الجهوية‬
‫مباشرة مع املركز‪ ،‬وكانت في بعض‬ ‫الوطنية ملحاربة األمية املكلفة‬ ‫للتربية والتكوين ؛ بل تعداه إلى املجال‬
‫الحاالت تمارس اختصاصاتها بقوة‬ ‫بتخطيط البرامج واإلشراف على‬ ‫اإلقليمي؛ وأكثر من ذلك ذهب الى‬
‫واستقاللية متقدمة‪ .‬وخش ي املشرع أن‬ ‫إنجازها‪ ،‬مع اعتماد الالمركزية‬ ‫استقاللية املؤسسة التعليمية‬
‫يضعفها بمركزية جهوية‪ ،‬ويأسر‬ ‫والالتمركز في اإلنجاز بتشجيع‬ ‫املدرسية والجامعية ترجمة لهدف‬
‫حركيتها ومبادراتها في قيد جهوي‬ ‫الشراكة املحلية بين جميع‬ ‫تسريع بلورة نهج الالمركزية والالتمركز‬
‫جديد‪ .‬وهو ما وقع فعال‪ .‬وكان سبب‬ ‫املتدخلين"‪ .‬املادة‪ 37‬من امليثاق ص‬ ‫في هذا القطاع‪.‬‬
‫صراعات ومنازعات مختلفة‪ .‬مما‬ ‫‪.21‬‬ ‫وبديهي أن هذا التسريع ال‬
‫أسقط المركزية اإلقليم في مركزية‬ ‫وقد كان الرهان وما يزال معلقا على‬ ‫ينفصل في العمق عن اإلجراءات‬
‫الجهة ووصايتها‪ .‬بل إن املصلح كان‬ ‫إرساء البنيات الجهوية من خالل‬ ‫الحاسمة املتمثلة في العمل الضروري‬
‫يتصور أن تكون النيابات (املديريات‬ ‫إرساء االكاديميات الجهوية للتربية‬ ‫والسريع على نقل االختصاصات‬
‫حاليا) بمثابة أكاديميات إقليمية‬ ‫والتكوين كخطوة حاسمة ستتلوها‬ ‫ووسائل العمل وفي هذا الصدد نجد‬
‫صغرى‪ ،‬تسير بنفس الهياكل‪ – .-‬ولهذا‬ ‫خطوات أكثر جرأة بإنزال‬ ‫املادة ‪ 145‬من امليثاق تدعو إلى مايلي‪:‬‬
‫دعا الى "وتعمل املصالح اإلقليمية‬ ‫االختصاصات والقرارات إلى املديريات‬ ‫"تحدث هيئات متخصصة في‬
‫للتربية والتكوين‪ ،‬في صيغتها‬ ‫االقليمية‪ ،‬وحتى بعض املؤسسات‬ ‫التخطيط والتدبير واملراقبة في مجال‬
‫الالمتمركزة واملنسقة‪ ،‬تحت إشراف‬ ‫الثانوية التأهيلية على الخصوص‪،‬‬ ‫التربية والتكوين‪ ،‬على مستوى الجهة‬
‫هيئة إقليمية للتربية والتكوين تشكل‬ ‫والتي أملح امليثاق إلى إعطائها صفة‬ ‫واإلقليم وشبكات التربية والتكوين‬
‫على غرار الهيكلة الجديدة‬ ‫املصلحة املسيرة بكيفية مستقلة‪) .‬‬ ‫املشار إليها في املادتين ‪ 41‬و ‪ 42‬من‬
‫لألكاديميات الجهوية املشار إليها في‬ ‫‪SEGMA‬املادة ‪149‬من امليثاق)‪.‬‬ ‫امليثاق‪ ،‬وكذا على صعيد كل مؤسسة‪،‬‬
‫املادة ‪ 146‬أعاله‪ ،‬لتضطلع بمهام‬ ‫وفي انسجام مع نفس‬ ‫بغية إعطاء الالمركزية والالتمركز‬
‫توجيه املصالح اإلقليمية وتقويم‬ ‫التصور دعا امليثاق في املادة ‪ 147‬إلى‬ ‫أقص ى األبعاد املمكنة‪ ،‬وذلك عن‬
‫عملها وأدائها في كل مجاالت‬ ‫إنزال هذا االختيار بقوله‪" :‬على مستوى‬ ‫طريق نقل االختصاصات ووسائل‬
‫التخطيط وتسيير مرافق التربية‬ ‫اإلقليم‪ ،‬يتم تعزيز املصالح املكلفة‬ ‫العمل بصفة تدريجية حثيثة وحازمة‪،‬‬
‫والتكوين وكذا التقويم التربوي على‬ ‫بالتربية والتكوين‪ ،‬من حيث‬ ‫من اإلدارات املركزية إلى املستويات‬
‫مستوى اإلقليم"‪ .‬وهو ما لم يقع أبدا‬ ‫االختصاصات ووسائل العمل‪ ،‬كما‬ ‫املذكورة أعاله"‬
‫وباملطلق !!‪ ،‬ويبدو أنه لن يقع في قريب‬ ‫يعزز التنسيق بين مختلف مكوناتها‪،‬‬ ‫وألن هذا االختيار كان حاسما‬
‫املراحل‪.‬‬ ‫باتجاه إدماجها الكامل‪ .‬ويناط‬ ‫في ذهن املصلح التربوي فإنه طال‬
‫وقد دلت التجربة امليدانية‪،‬‬ ‫بالسلطات املركزية للتربية والتكوين‬ ‫جميع مستويات املنظومة أفقيا‬
‫والتي عشناها بتفاصيلها‪ ،‬أن ممارسة‬ ‫التحديد الفوري لجميع االختصاصات‬ ‫وعموديا‪ .‬بل إنه مس جوانبها املكملة‬
‫الالمركزية و الالتمركز كانت وماتزال‬ ‫واألطر والوسائل املمكن نقلها مباشرة‬ ‫من مثل دعوته إلى نهج نفس االختيار‬
‫نسبية‪ ،‬وتعرف حسب املراحل مدا‬ ‫إلى املصالح اإلقليمية‪ ".‬وقد ركز املشرع‬ ‫في بنيات التربية غير النظامية ومحو‬
‫وجزرا حسب العديد من العوامل منها‪:‬‬ ‫على تعزيز االختصاصات ووسائل‬ ‫األمية بقوله "لتحقيق الغاية املذكورة‬
‫شخصية املسؤولين على األصعدة‬ ‫العمل‪ .‬ألن هذه البنيات اإلقليمية‬ ‫أعاله‪ ،‬ينبغي تبني استراتيجية وطنية‬
‫‪8‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫دلت التجربة على املستوى اإلقليمي‬ ‫والتكوين بتحديد نظام عمل مكاتب‬ ‫املركزية والجهوية واالقليمية‪ .‬إذ عشنا‬
‫واملؤسس ي أن هذه الالمركزية حققت‬ ‫التدبير وتطويره‪ ،‬في إطار التوجه‬ ‫لحظات في مطلع سنوات ‪ 2000‬عرفت‬
‫خطوات مهمة وراكمت العديد من‬ ‫الالمركزي والالمتمركز‪ ،‬موازاة مع‬ ‫اندفاعة قوية لتطبيق امليثاق وما‬
‫التجارب املتقدمة‪ ،‬ولكن لم تستطع‬ ‫التقدم في إنشاء الشبكات املحلية‬ ‫صاحبه من آمال عراض إلصالح‬
‫الالمركزية أن تسير إلى نهايتها‪ ،‬ولم ترتق‬ ‫للتربية والتكوين وتراكم تجاربها"‪.‬‬ ‫املنظومة التربوية‪ ،‬وانطلقت املبادرات‬
‫املمارسة أبدا إلى مستوى ما دعت إليه‬ ‫وتدل التجربة على أن هذه الحلقة لم‬ ‫االقليمية‪ ،‬واتسعت هوامش ممارسة‬
‫النصوص التشريعية‪ .‬فما الذي يمكن‬ ‫تعرف تطورا كبيرا؛ ألن استقاللية‬ ‫النهج الالمركزي‪ ،‬خاصة قبل ‪،2003‬‬
‫تسجيله على املستوى الجهوي؟ وما هو‬ ‫املؤسسة التربوية لم تذهب بعيدا‬ ‫أي سنة اإلرساء الرسمي لألكاديميات‬
‫نصيب هذا التوجه النظري من‬ ‫عندنا وظلت سياسة تسيير املؤسسات‬ ‫الجهوية؛ وبداية الحديث عن اعتبار‬
‫التطبيق العملي؟‬ ‫محكومة في نسبة كبيرة جدا منها‬ ‫النيابات اإلقليمية مصالح خارجية‬
‫للجواب عن هذا السؤال‬ ‫بخيوط النيابة وأوامرها‪ ،‬وأحيانا‬ ‫لألكاديميات؛ وما خلقه من اضطراب‬
‫اخترت أن أخص بالتفصيل تجربة‬ ‫محكومة بتعليمات األكاديمية‪،‬‬ ‫في بعض الحاالت ونزاعات أحيانا‬
‫االكاديميات الجهوية للتربية والتكوين‬ ‫وخاصة في االمتحانات وتدبير املوارد‬ ‫أخرى‪ .‬وفي جميع األحوال بقيت الوزارة‬
‫باعتبارها الحلقة التي كانت أكثر تأهيال‬ ‫البشرية‪.‬‬ ‫مهيمنة على أهم امللفات‬
‫لتطبيق هذا االختيار بها وعبرها إلى‬ ‫من هنا تتضح الرؤية‬ ‫واالختصاصات ووسائل العمل‪ ،‬ولم‬
‫املديريات االقليمية واملؤسسات‬ ‫التسلسلية التي تصورها املصلح‬ ‫تفوض إال القليل منها وبتدرج بطئ‪.‬‬
‫التعليمية‪.‬‬ ‫التربوي نظريا‪ ،‬وهي نفس الرؤى التي‬ ‫وهكذا كان نائب الوزارة يجد نفسه في‬
‫قدمنا في الفقرات السابقة‬ ‫حكمت النصوص اإلصالحية التي‬ ‫كثير من الحاالت بين مطرقة الوزارة‬
‫بعضا من النصوص الكثيرة التي تدل‬ ‫جاءت منذ سنة ‪ 2000‬الى اليوم وظلت‬ ‫واألكاديمية من جهة‪ ،‬وسندان العمالة‬
‫على أن مرجعيات اإلصالح التربوي‬ ‫تدعو الى نفس التوجهات ولو على‬ ‫والوالية‪ ،‬من جهة ثانية‪ .‬علما أن األمر‬
‫باملغرب دعت بشكل صريح وحاسم‬ ‫سبيل التذكير النظري الذي ينفع‬ ‫يختلف من نائب إلى آخر حسب‬
‫وقوي إلى نهج الالمركزية والالتمركز‪.‬‬ ‫املؤمنين بالالمركزية‪.‬‬ ‫شخصيته‪ ،‬وتجربته‪ ،‬وقناعاته‪،‬‬
‫بل إن كثيرا من األوراق والتقارير‬ ‫والخالصة األولى الالزم‬ ‫وتشبثه باستقاللية قراره في حدود ما‬
‫الرسمية ذهبت إلى حد تقديم‬ ‫تسجيلها أن العديد من النصوص‬ ‫يسمح به القانون‪ ،‬ومنطوق التفويض‪.‬‬
‫األكاديميات كنموذج لإلدارة الجهوية‬ ‫املؤطرة لإلصالح ‪ -‬على االقل منذ‬ ‫وقد عشنا لحظات مختلفة باختالف‬
‫املتقدمة املرغوبة‪ .‬فإلى أي حد ترجمت‬ ‫صدور امليثاق الوطني للتربية والتكوين‬ ‫الوزراء كما عشنا لحظات مختلفة‬
‫التجربة العملية لألكاديميات مطلب‬ ‫لسنة ‪ 1999‬إلى اليوم كانت جيدة‬ ‫باختالف عقليات وشخصيات العمال‬
‫الالمركزية والالتمركز؟‬ ‫واستشرافية ومستقبلية ‪ -‬دعت بقوة‪،‬‬ ‫وإداراتهم‪.‬‬
‫من املعلوم أن نظام‬ ‫وحزم‪ ،‬ووضوح ال يقبل التأويل إلى نهج‬ ‫وألن الالمركزية و الالتمركز في‬
‫األكاديميات تم اعتماده في نهاية‬ ‫الالمركزية و الالتمركز في كل مستويات‬ ‫منظور املصلح التربوي متسلسلة‬
‫الثمانينيات من القرن املاض ي لتدبير‬ ‫املنظومة‪ .‬وألحت على اتخاذ كافة‬ ‫البنيات والحلقات‪ ،‬فقد ألح على إقامة‬
‫امتحانات الباكالوريا‪ .‬إلى أن جاء‬ ‫اإلجراءات الضرورية إلنجاح هذا‬ ‫شبكات محلية للتربية والتكوين‪،‬‬
‫امليثاق الوطني للتربية والتكوين بداية‬ ‫االختيار الذي سمته استراتيجيا‪ .‬وقد‬ ‫وأوص ى بأن "تقوم سلطات التربية‬
‫‪9‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫من تحقيق استقالليتها‪ ،‬وأحيانا أخرى‬ ‫مدا كبيرا وجزرا قويا‪ .‬ولم تتحقق بعد‬ ‫سنة ‪ 2000‬وأعطى للتدبير الجهوي‬
‫تكون منضبطة للقرارات املركزية إلى‬ ‫توجيهات امليثاق وما بعده من تقارير‬ ‫للمنظومة التربوية املغربية دفعة‬
‫حد ذوبان الشخصية‪ .‬وبالتالي‬ ‫ومخططات واستراتيجيات والتي ظلت‬ ‫قوية؛ حيث نقل االكاديميات إلى‬
‫فالعالقة ظلت موسومة بالنسبية‬ ‫العديد منها تدعو إلى إقرار نظام جهوي‬ ‫سلطة جهوية مستقلة‪ .‬فقد أشارت‬
‫حسب املراحل وطبيعة املسؤولين في‬ ‫حقيقي؛ يعطي لألكاديميات شخصيتها‬ ‫املادة ‪ 146‬إلى ما يلي‪" :‬على صعيد‬
‫املوقعين املركزي والجهوي وحتى‬ ‫املستقلة عن املركز في حدود‬ ‫الجهة‪ ،‬تتم إعادة هيكلة نظام‬
‫اإلقليميين‪.‬‬ ‫اختصاصاتها املخولة لها بحكم‬ ‫األكاديميات الحالية وتوسيعها‬
‫إن تجارب األكاديميات‬ ‫القانون‪ .‬ومن ذلك وضعية املجالس‬ ‫لتصبح سلطة جهوية للتربية‬
‫مختلفة ومتنوعة كباقي املؤسسات؛‬ ‫اإلدارية التي تعتبر نظريا السلطة‬ ‫والتكوين‪ ،‬المتمركزة ومزودة باملوارد‬
‫وكل مرحلة تنطبع بطبيعة املسؤول‬ ‫املقررة في مخططات وبرامج‬ ‫املادية والبشرية الفعالة‪"..‬مرجوة‬
‫عنها ومدى إيمانه وقدرته على فرض‬ ‫األكاديميات‪.‬‬ ‫وهو األمر الذي مازال لم يتحقق‬
‫الشخصية املستقلة لألكاديمية تجاه‬ ‫وإذا كان الواقع العملي‬ ‫بالكامل إلى اليوم! ‪ ...‬يالحظ بأن هذا‬
‫كل األطراف والشركاء‪ .‬بحيث يمكن أن‬ ‫ملمارسة املجالس اإلدارية لألكاديميات‬ ‫النص ينعت األكاديميات املرجوة‬
‫نجد بعض املسؤولين عن األكاديميات‬ ‫قد عرف تطورا مهما وتراكمات هامة؛‬ ‫بالسلطة ويصفها بالالمتمركزة‪ ،‬هما‬
‫يفرضون احترام االختصاصات‪،‬‬ ‫فقد عرف في نفس الوقت ترددات‬ ‫كلمتان ثقيلتان في ميزان التشريع في‬
‫واحترام استقاللية قرارات األكاديمية‪،‬‬ ‫كبيرة ومقاومات شرسة‪ .‬ولهذا يمكن‬ ‫اتجاه االستقاللية املطلوبة؛ وهي‬
‫وينسجون عالقات االحترام املتبادل‬ ‫القول بأن هذه املجالس اإلدارية قامت‬ ‫استقاللية لم تتحقق إلى اليوم ألسباب‬
‫والتعاون والتكامل ملا فيه مصلحة‬ ‫بالكثير من األعمال‪ ،‬ورسخت الكثير‬ ‫مختلفة ومتعددة‪.‬‬
‫الجميع دون إفراط في الليونة أو في‬ ‫من التقاليد بما ساعد األكاديميات‬ ‫وقد تم تأطير الوضعية‬
‫التعصب‪ .‬وهناك من يسمحون أحيانا‬ ‫على تثبيت أقدام األسس األولى‬ ‫الجديدة لألكاديميات قانونيا من خالل‬
‫لبعض مسؤولي السلطة الجهوية أو‬ ‫للجهوية املطلوبة‪ ،‬وهوما ساعد هذه‬ ‫القانون ‪ 007‬الصادر بموجب الظهير‬
‫حتى االقليمية من والة وعمال ان‬ ‫االكاديميات على التقدم في العديد من‬ ‫رقم‪ 203-00-1‬املؤرخ في‪ 15‬صفر‬
‫يتدخلوا بقوة في مشاريعهم وبرامجهم‬ ‫املجاالت‪ .‬ولكنها لم تحقق كل ما كان‬ ‫‪ 1421‬املوافق ل ‪19‬ماي‪ 2000‬الخاص‬
‫ومبادراتهم‪ .‬وفي جميع األحوال يمكن‬ ‫يصبو اليه امليثاق وما بعده من‬ ‫بإحداث األكاديميات الجهوية للتربية‬
‫القول بأنه إذا كانت للوالة والعمال‬ ‫نصوص تشريعية‪ .‬وبالتالي فإن‬ ‫والتكوين‪ .‬وهو القانون الذي فصل في‬
‫كلمتهم املعتبرة واملؤثرة في املجالس‬ ‫املمارسة العملية للفكاك من وصاية‬ ‫اختصاصات األكاديميات في صيغتها‬
‫االدارية‪ ،‬فإن ذلك ال يعني أبدا‬ ‫املركز لم تستطع إلى حدود اللحظة‬ ‫املحدثة‪ .‬والتي ال عالقة لها بالوضع‬
‫هيمنتهم على مكونات املجالس االدارية‬ ‫الحسم النهائي والقطع مع منطق‬ ‫السابق على هذا التاريخ‪ .‬وصدرت بعد‬
‫ولجنها الوظيفية‪ .‬ولكن تأثير الوالة‬ ‫املركزية املفرطة ‪ -‬التي ما إن تتراجع‬ ‫ذلك العديد من النصوص القانونية‬
‫والعمال غالبا ما يكون خارج زمن‬ ‫خطوات إلى الوراء حتى تعود خطوات‬ ‫والتشريعية املنظمة لألكاديميات‬
‫املجالس االدارية ودوراتها‪.‬‬ ‫نحو وضعها السابق‪ . -‬وهو ما يفسر‬ ‫املستقلة ومجالسها اإلدارية وهيكلتها‬
‫إن عمر التجربة األكاديمية‬ ‫الترددات التي واكبت التجربة؛ وجعلت‬ ‫اإلدارية بأقسامها ومصالحها الخارجية‬
‫باعتبارها مؤسسة مستقلة يعود إلى‬ ‫األكاديميات في بعض اللحظات تقترب‬ ‫والداخلية‪ .‬وإلى اليوم عرف هذا املجال‬
‫‪10‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫عود على بدء‬ ‫تسير إلى مداها كما تصورها امليثاق‬ ‫سنة ‪2002‬؛ وقد عرف هذا املسار مدا‬
‫‪-‬تضح من كل ما سبق أن‬ ‫وما بعده ؛ ومنها أن إطالق املبادرات‬ ‫وجزرا حسب عقليات الوزراء‪،‬‬
‫حقيبة النصوص التشريعية املغربية‬ ‫كانت ستكون أقوى؛ والتنافس‬ ‫ومنسوب استيعابهم لإلمكانيات الهائلة‬
‫مليئة باملراجع التشريعية الداعية ‪-‬‬ ‫االيجابي سيفتح أفق التطوير‬ ‫التي تفتحها الجهوية الفعلية املتخلصة‬
‫نظريا ‪ -‬بقوة إلى إقرار الالمركزية‬ ‫والنماء‪ ،‬وهوامش الفعل الذكي‬ ‫من قيود الوصاية املفرطة‪ .‬واليوم‬
‫والالتمركز ليس على مستوى‬ ‫في املشاريع التربوية‬ ‫ستنمو‬ ‫واملغرب فتح منذ سنوات احتماالت‬
‫الجماعات الترابية فقط؛ وإنما في‬ ‫املنسجمة طبعا مع التوجهات‬ ‫العمل بالجهوية املوسعة‪ ،‬يبدو لي أن‬
‫العديد من القطاعات االستراتيجية‬ ‫الرسمية وفي اطارها‪ ،‬وسيتحسن‬ ‫قطاع التربية والتكوين قطاع مؤهل‬
‫وقي مقدمتها قطاع التعليم‪ .‬غير أن‬ ‫تدبير املوارد املالية واملوارد البشرية‪،‬‬ ‫بامتياز لتطبيق الجهوية املوسعة‪،‬‬
‫منسوب ‪La Dose‬التطبيق في املمارسة‬ ‫وسيمارس الحق الطبيعي لألستاذ‬ ‫شريطة أن تتوفر اإلرادة السياسية‬
‫امليدانية كان ضعيفا‪ ..‬ألسباب‬ ‫واملؤسسة في اختيار املالئم من‬ ‫الكافية إلقرارها على أرض الواقع‪،‬‬
‫متظافرة ومتعددة منها‪ :‬انعدام الرغبة‬ ‫الكتب املدرسية املناسبة لتالميذهم‬ ‫وتوجيه االدارة املركزية الى أن ترفع‬
‫في إرادة سياسية حاسمة في إرساء‬ ‫بدل الخضوع لتوزيع و تقسيمات ال‬ ‫يدها عن األكاديميات الجهوية‪،‬‬
‫حكامة جيدة‪ ،‬مبنية على توزيع السلط‬ ‫معنى لها إال خدمة جيوب الناشرين‪،‬‬ ‫وتساعدها على بناء شخصياتها‬
‫وتفويضها‪ ،‬وكذا التشبث بتراتب‬ ‫وألمكن تدبير االيقاعات املدرسية‬ ‫املستقلة تماما كما تصورها املشرع‪،‬‬
‫املقامات والسلط الوصية؛ تلك‬ ‫والبيداغوجية بشكل أذكى من‬ ‫وكما دعت إليه النصوص التشريعية‬
‫الوصاية التي أريد لها أن ترتبط بالوالء‬ ‫منطق التوحيد املوغل في النمطية و‬ ‫املنظمة‪ .‬وفي مقدمتها القانون ‪ 007‬وما‬
‫والخوف من اإلبداع‪ ،‬والخوف من‬ ‫الذي ال يغني وال يسمح بمراعاة‬ ‫دعا اليه من اجراءات وعلى رأسها "‬
‫االستقاللية‪ ،‬مما أسهم في تقوية مراكز‬ ‫الظروف امللموسة لحياة السكان في‬ ‫يمنح لألكاديميات استقالل التدبير‬
‫املقاومة لكل تغيير‪ ،‬وضاعف مقاومة‬ ‫بيئتهم االجتماعية واالقتصادية‬ ‫اإلداري واملالي‪ ،‬وترصد لها ميزانية‬
‫تفويض السلط ووسائل العمل وهي‬ ‫والثقافية‪ ،‬واحترام املميزات‬ ‫تتصرف فيها بشكل مباشر‪ ،‬وتراقب‬
‫مقاومات مرتبطة باملصالح املعنوية‬ ‫الجسمية والنفسية للمتعلمين في كل‬ ‫عليها طبقا للقوانين الجاري بها‬
‫واملادية والنفسية أيضا‪ .‬وهوما شجع‬ ‫سن معينة ؛ وألمكن االجتهاد‬ ‫العمل"‬
‫على ترددات قوية في إرساء أسس‬ ‫املفتوح في مجال الديداكتيك و‬ ‫مجاالت كان باإلمكان أن‬
‫الديمقراطية الحقة وآخرها الترددات‬ ‫املمارسة الصفية ‪ ....‬وليست هذه إال‬ ‫تكون واعدة‬
‫القوية في إرساء الجهوية املتقدمة‪.‬‬ ‫نماذج من الئحة طويلة ملجاالت‬ ‫‪-‬قد يتساءل القارئ ‪ -‬بعد هذه‬
‫علما أنه‪ :‬ال إصالح للدولة ودواليبها‬ ‫كانت ستعرف تطورا كبيرا في كنف‬ ‫الرحلة مع النصوص واملمارسة‬
‫ومؤسساتها دون إرساء جهوية حقيقية‬ ‫الالمركزية في مجال استراتيجي‬ ‫امليدانية ‪ -‬سؤاال مشروعا يقول‪ :‬لو‬
‫وموسعة‪ .‬تلك الجهوية التي طورت‬ ‫كقطاع التعليم‪ .‬وأنا موقن بأننا لو‬ ‫قدر لهذا النهج ان يسير بشكل جيد‬
‫بلدانا وشعوبا وأوطانا آمنت بقدرات‬ ‫تقدمنا في هذه املجاالت ألمكن‬ ‫طيلة هذه العشرين سنة‪ ،‬ما هي‬
‫الناس على تسيير شؤونهم‪ ،‬وأدمجتهم‬ ‫لتعليمنا أن يكون في وضعية أفضل‬ ‫املجاالت التي كانت ستتطور عما هي‬
‫دون خوف أو تردد‪ .‬وختاما البد أن‬ ‫مما هو عليه اليوم‪ ،‬ولربحنا فرصة‬ ‫عليه اليوم؟ من األكيد أن الوضعية‬
‫يستفيد وطننا العزيز من الدروس التي‬ ‫أخرى من الفرص املهدورة‪.‬‬ ‫ستكون مختلفة لو قدر لالمركزية أن‬
‫‪11‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫راكمها ‪ -‬منذ االستقالل إلى اليوم ‪-‬‬


‫ومفادها أن زمن الطالق البائن بين‬
‫تدبيج نصوص جميلة وقوية وواعدة‬
‫وتجميدها في قاعة االنتظار حتى تيبس‬
‫عروقها وتضمحل أسباب وجودها‪ ،‬قد‬
‫حان‪ .‬وبالتالي‪ :‬فإن أعز ما يطلب اليوم‬
‫في هذا املجال هو تطبيق النصوص‬
‫واحترامها والوفاء للمواعيد التي‬
‫سطرتها‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫اإلداري ذلك األسلوب الذي يتأسس‬ ‫البحري والتنمية القروية واملياه‬


‫على" منح بعض موظفي الوزارة في‬ ‫والغابات – قطاع الفالحة – ومدى‬
‫العاصمة أو األقاليم‪ ،‬بصفة فردية أو‬ ‫تجسيدها للمفهوم بمختلف أبعاده‪.‬‬
‫في شكل لجان تعين الحكومة‬ ‫وقد يكون من املهم التأكيد‬
‫أعضاءها‪ ،‬حق البت نهائيا في بعض‬ ‫على أن طبيعة املوضوع وارتباطاته‪،‬‬
‫األمور دون الحاجة للرجوع إلى الوزير‬ ‫تفرض علينا‪ ،‬اإلشارة كتوطئة‪ ،‬إلى أنه‬
‫املعني املختص‪ .‬إن سلطة البت هذه ال‬ ‫نظرا لتصاعد تحديات التنمية‬
‫تعني استقالل املوظفين عن الوزير‪،‬‬ ‫االقتصادية واالجتماعية باملغرب منذ‬
‫وإنما يخضعون بالرغم من ذلك إلى‬ ‫فجر االستقالل وتنامي الحاجيات‬
‫إشرافه وإلى رؤسائهم اإلداريين أي في‬ ‫االقتصادية واالجتماعية التي تتطلب‬
‫نطاق السلطة الرئاسية "‪ ،2‬بمعنى أن‬ ‫القرب إلشباعها‪ ،‬فقد تم تبني نهج‬
‫اعتماد هذا األسلوب يقتض ي منح‬ ‫الالمركزية والالتمركز اإلداريين كآليتين‬
‫املصالح الالممركزة ‪ ،‬صالحيات‬ ‫من آليات التدبير العمومي وكمالزمين‬
‫تقريرية محدودة ‪ ،‬علما أن السلطة‬ ‫ورديفين للجهوية‪ ،‬وهو بالتالي ما يجعل‬
‫املباشرة عليهم من طرف املركز هي‬ ‫من هذا املوضوع مجال كثير من‬
‫سلطة تسلسلية على األشخاص وعلى‬ ‫الكتابات والدراسات‪ ،‬هذا فضال عما‬
‫األعمال‪.3‬‬ ‫يكتسيه من أهمية على الصعيدين‬
‫فعندما نتناول موضوع‬ ‫النظري والعملي‪.‬‬
‫الالتمركز اإلداري‪ ،‬نقصد به بالدرجة‬ ‫وقبل الخوض في أي مقاربة‬
‫األولى املصالح الالممركزة إلدارات‬ ‫تحليلية للموضوع‪ ،‬وكخطوة منهجية‬ ‫يحاول هذا املقال تسليط‬
‫الدولة‪ ،‬فاملفروض أن تمتد خدمات‬ ‫أولية‪ ،‬وجب التوقف عند تعريف‬ ‫الضوء على اعتماد أسلوب الالتمركز‬
‫هذه األخيرة إلى أقص ى نقطة في مجال‬ ‫أسلوب الالتمركز اإلداري باعتباره‬ ‫اإلداري ‪La déconcentration‬‬
‫التراب الوطني‪ ،‬ويدخل هذا فيما‬ ‫اإلطار العام للموضوع‪ ،‬والذي يعني في‬ ‫‪ administrative‬في التدبير العمومي‬
‫اصطلح عليه بتقريب اإلدارة من‬ ‫أبسط تحديداته‪ ":‬تمكين املوظفين‬ ‫كآلية تدبيرية وتنظيمية‪ ،‬وكقاعدة‬
‫املواطن‪ ،‬أي التقريب املادي لإلدارة من‬ ‫املحليين‪ ،‬التابعين إلدارات الدولة‬ ‫عامة لتوزيع االختصاصات وتعزيز‬
‫املتعاملين معها ومجموع املرتفقين‪.‬‬ ‫املركزية‪ ،‬من اتخاذ أكثر عدد ممكن‬ ‫التكامل في الوظائف واملهام بين‬
‫وفي محاولة ألجرأة هذا‬ ‫من القرارات‪ ،‬التي ال تحتاج إلى‬ ‫املصالح الالممركزة للدولة والهيآت‬
‫األسلوب اإلداري‪ ،‬تم إحداث العديد‬ ‫التدخل املباشر للسلطة املركزية"‪.‬‬ ‫الالمركزية‪ .‬ويسعى بالضبط إلى‬
‫من الوحدات اإلدارية الالممركزة‬ ‫وإلى جانب هذا التعريف ‪،‬‬ ‫التوقف عند تجربة املصالح‬
‫مباشرة بعد التقسيم اإلداري الذي تم‬ ‫هناك تعريف آخر يعتبر الالتمركز‬ ‫الالممركزة‪ 1‬لوزارة الفالحة والصيد‬

‫‪ 2‬مليكة الصروخ‪"،‬القانون اإلداري "‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪،‬‬ ‫مستوى الجهة وعلى مستوى العمالة أو اإلقليم‪ ،‬سواء كانت تابعة‬ ‫‪ 1‬املصالح الالممركزة للدولة حسب منطوق املادة الرابعة من‬
‫الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة التاسعة‪ ،2010 ،‬ص ‪68‬‬ ‫لقطاع وزاري معين‪ ،‬أو مشتركة بين قطاعين أو أكثر‪ ،‬كيفما كان‬ ‫مرسوم رقم ‪ 2-17-618‬صادر في ‪ 18‬من ربيع اآلخر ‪26( 1440‬‬
‫‪ - 3‬نبيه محمد‪ "،‬الجهوية املتقدمة بين الالمركزية والالتمركز‬ ‫شكل تنظيم هذه التمثيليات أو البنيات‪ ،‬وأيا كانت مسمياتها‪.‬‬ ‫ديسمبر ‪ )2018‬بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري‪ ،‬يقصد به‪:‬‬
‫(الجانب القانوني واملحاسبي)"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2019 ،‬ص ‪27‬‬ ‫التمثيليات أو البنيات اإلدارية الترابية املمثلة لإلدارات املركزية‪ ،‬على‬
‫‪13‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫والبرامج التي يطلب تنزيلها القرب‪ ،‬وهو‬ ‫في نطاق اختصاصاتها بتنفيذ سياسة‬ ‫القيام به في دجنبر ‪ ،1959‬والذي تلته‬
‫األمر الذي يفسر تواجد ‪ 74.15‬في املائة‬ ‫الحكومة وجميع القرارات والتوجيهات‬ ‫عدة مراجعات حاولت دائما التكيف‬
‫من مجموع عدد موظفي القطاع‬ ‫الصادرة عن السلطات املختصة في‬ ‫مع التحوالت التي عرفها املجتمع‬
‫باملصالح الالممركزة في مقابل ‪25.85‬‬ ‫إطار أحكام النصوص التشريعية‬ ‫املغربي‪ ، 4‬ولعل أهمها هي تلك التي‬
‫باملصالح املركزية‪.‬‬ ‫والتنظيمية الجاري بها العمل"‪.5‬‬ ‫تميزت سنة ‪ 1993‬بصدور مرسوم‬
‫وتأسيسا على ذلك ‪ ،‬فقد‬ ‫وقد شكل قطاع الفالحة‬ ‫‪20‬أكتوبر ‪ ، 1993‬الذي عمل على‬
‫عرفت هيكلة القطاع تجديدا مستمرا‬ ‫باملغرب‪ ،‬بنية نموذجية في سيرورة‬ ‫توزيع االختصاصات بين اإلدارة‬
‫منذ سنة ‪ ،2005‬تاريخ صدور مرسوم‬ ‫اعتماد هذا األسلوب في التدبير‬ ‫املركزية وبين املصالح الخارجية ‪،‬‬
‫‪ 2‬دجنبر ‪ 2005‬بشأن قواعد تنظيم‬ ‫العمومي‪ ،‬هدف إلى نقل تدريجي‬ ‫وأناط بها مهمة تنفيذ السياسة‬
‫القطاعات الوزارية وكذا توزيع‬ ‫لالختصاصات ووسائل العمل املادية‬ ‫الحكومية وجميع القرارات والتوجهات‬
‫االختصاصات والوسائل بين اإلدارات‬ ‫والبشرية من املركز إلى املصالح‬ ‫الصادرة عن السلطات املركزية‬
‫املركزية واملصالح الالممركزة ‪ ،‬ووصوال‬ ‫الالممركزة‪.‬‬ ‫املختصة ‪.‬‬
‫إلى سنة ‪ 2008‬مع تبني مخطط املغرب‬ ‫فليس بخاف على كل متتبع‬ ‫وضمن هذا الصدد ‪،‬ونظرا‬
‫األخضر ‪ ،‬حيث أعيدت هيكلة القطاع‬ ‫لتدبير الشأن العام باملغرب‪ ،‬األهمية‬ ‫لكون التنظيم اإلداري املغربي وضمنه‬
‫مركزيا وترابيا ‪ ،‬بحيث أصبح‬ ‫الكبيرة التي يحظى بها قطاع الفالحة‪،‬‬ ‫ورش الالتمركز اإلداري‪ ،‬هو محصلة‬
‫للمديريات الجهوية واإلقليمية‬ ‫والذي يعد قطب الرحى في بنية‬ ‫ملسلسل ودينامية تطوير مستمر منذ‬
‫اختصاصات وصالحيات مهمة في‬ ‫االقتصاد املغربي (تمثل الفالحة حوالي‬ ‫بدايات االستقالل األولى‪ ،‬فقد صدر‬
‫املجالين اإلداري واملالي ‪ ،‬لنصل بعدها‬ ‫‪ 19‬في املائة من الناتج الداخلي‬ ‫بتاريخ ‪2‬دجنبر ‪ 2005‬مرسوم جديد‬
‫إلى سنة ‪ 2016‬التي تميزت بتقليص‬ ‫اإلجمالي وتشغل ‪ 40‬في املائة من اليد‬ ‫بشأن قواعد تنظيم القطاعات‬
‫عدد املديريات الجهوية للفالحة من ‪16‬‬ ‫العاملة)‪ ،‬ويلعب دورا في التوازنات‬ ‫الوزارية والالتركيز اإلداري وأصبحنا‬
‫إلى ‪ ،12‬وذلك تماشيا مع التقسيم‬ ‫املاكرو اقتصادية للمغرب ‪،‬هذا فضال‬ ‫أمام تسمية جديدة وهي املصالح‬
‫الجهوي الجديد‪ ،8‬وهو األمر الذي تم‬ ‫على أنه من بين القطاعات الحيوية‬ ‫الالممركزة عوضا عن تسمية املصالح‬
‫معه كذلك إعادة تنظيم املخططات‬ ‫التي كانت سباقة لتبني أسلوبي‬ ‫الخارجية ‪ ،‬وتبعا لهذا املرسوم تقوم‬
‫الفالحية الجهوية‪ ،‬وكذا تحيينها من‬ ‫الالتمركز اإلداري‪ 6‬والالمركزية‬ ‫اإلدارة املركزية على املستوى الوطني ‪،‬‬
‫طرف مصالح الوزارة‪ ،‬على اعتبار أن‬ ‫املرفقية‪ 7‬وذلك نظرا لطبيعة القطاع‬ ‫تحت سلطة الوزراء بمهمة تخطيط‬
‫هذه املخططات تمثل التجسيد‬ ‫التي تتطلب قرب البنيات اإلدارية‬ ‫األعمال الداخلة في نطاق اختصاصاتها‬
‫الخاص بكل جهة ملخطط املغرب‬ ‫والتقنية من املرتفقين ومختلف‬ ‫وتوجيهها وتنظيمها وإدارتها ومراقبتها‬
‫األخضر على مستوى املشاريع‬ ‫املتعاملين وكذا طبيعة املشاريع‬ ‫‪،‬أما املصالح الخارجية فقد عهد إليها‬

‫وصاية وزارة الفالحة والصيد البحري والتنمية القروية واملياه‬ ‫‪ 6‬نجد ضمن هذا الصدد املديريات االقليمية للفالحة التي كانت‬ ‫‪ 4‬عبد الحفيظ أدمينو‪"،‬الالتركيز اإلداري بين اإلصالح وإعادة إنتاج‬
‫والغابات تتمتع بالشخصية املعنوية واالستقالل املالي‪ .‬يسير املكتب‬ ‫يطلق عليها في السابق اسم "املصالح االقليمية للفالحة"‪ ،‬بحيث‬ ‫مركزية من نوع جديد" مقال منشور باملوقع االلكتروني للمجلة‬
‫من طرف مدير معين بمرسوم‪ ،‬ويديره مجلس إداري يرأسه الوزير‬ ‫نجد على سبيل املثال ال الحصر أن املديرية االقليمية للفالحة‬ ‫واالجتماعية ‪/2018،‬‬ ‫السياسية‬ ‫للعلوم‬ ‫املغربية‬
‫املكلف بقطاع الفالحة‪.‬‬ ‫لشفشاون شرع في العمل بها منذ سنة ‪.1976‬‬ ‫‪http://www.sciencepo.ma/2018/11/blog-post_20.html‬‬
‫‪ 8‬وزارة الفالحة والصيد البحري والتنمية القروية واملياه والغابات‬ ‫‪ 7‬من خالل انشاء املكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي بمقتض ى‬ ‫‪ 5‬مرسوم رقم ‪ 2-05-1369‬صادر في ‪ 29‬من شوال ‪ 2( 1426‬ديسمبر‬
‫–قطاع الفالحة‪"،-‬مشروع نجاعة األداء "‪ ،‬منشور باملوقع‬ ‫مرسوم رقم ‪ 2.65.190‬بتاريخ ‪ 6‬محرم ‪ 7( 1385‬مايو ‪ )1965‬والتي‬ ‫‪ِ )2005‬بشأن تحديد قواعد تنظيم القطاعات الوزارية والالتمركز‬
‫االلكتروني لوزارة االقتصاد واملالية واصالح االدارة‪ ،‬ص‪8‬‬ ‫يع اد هيكلتها وتنظيمها لتحمل تسمية جديدة هي املراكز الجهوية‬ ‫اإلداري‪.‬‬
‫لالستثمار الفالحي‪ ،‬وهي عبارة عن مؤسسات عمومية تقع تحت‬
‫‪14‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫‪ 16‬إلى ‪ ،12‬وذلك تماشيا معه‪،‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تنظيم واختصاصات‬ ‫واالستثمارات والشغل والتصدير‪،‬‬
‫وأصبحت تتكون كل مديرية جهوية من‬ ‫املصالح الالممركزة لقطاع الفالحة‬ ‫وكتجسيد لالمركزية البرامج وجهويتها‪،‬‬
‫عدد خاص من األقسام واملصالح‪،‬‬ ‫على الصعيدين الجهوي واإلقليمي‬ ‫من منطلق اختالف االختيارات التقنية‬
‫وتتبع تنظيميا للكتابة العامة للوزارة‪،‬‬ ‫بدخول امليثاق الوطني لالتمركز‬ ‫بين جهة وأخرى وذلك نظرا لتباين‬
‫ويعهد إليها بالقيام بمجموعة مهام من‬ ‫اإلداري سنة ‪ 102018‬حيز التنفيذ‪،‬‬ ‫الخصوصيات‪.‬‬
‫بينها على سبيل الذكر ال الحصر ما يلي‪:‬‬ ‫باعتباره مرجعا لالتمركز اإلداري‬ ‫فماذا إذن عن البنية‬
‫‪ -‬تمثيل السلطة الحكومية‬ ‫ملصالح الدولة باملغرب‪ ،‬أصبحت‬ ‫التنظيمية للمصالح الالممركزة لوزارة‬
‫املكلفة بالفالحة على مستوى‬ ‫اختصاصات املصالح الالممركزة‬ ‫الفالحة؟ وماهي مهامها واختصاصاتها؟‬
‫الجهة؛‬ ‫متضمنة في الفرع األول من الباب‬ ‫أوال‪ :‬البنية والتنظيمية‬
‫‪ -‬إعداد وبرمجة وتتبع انجاز‬ ‫الرابع من امليثاق وتحديدا املادتين‬ ‫للمصالح الالممركزة لقطاع الفالحة‬
‫املخططات الجهوية للتنمية‬ ‫‪15‬و‪ 16‬منه‪ ،‬حيث أنه وبمقتض ى هذه‬ ‫بالرجوع لقرار وزير الفالحة‬
‫الفالحية‪ ،‬وذلك في إطار‬ ‫االختصاصات فان املصالح الالممركزة‬ ‫والصيد البحري املتعلق بتحديد‬
‫االستراتيجية الحكومية لتنمية‬ ‫أضحت تمارس اختصاصا عاما على‬ ‫اختصاصات وتنظيم املصالح‬
‫القطاع؛‬ ‫املستوى الترابي‪ ،‬أي أن السلطات‬ ‫الالممركزة لوزارة الفالحة والصيد‬
‫‪ -‬تنسيق عمل كافة املصالح‬ ‫مبدئيا‪،‬‬ ‫تمارس‪،‬‬ ‫الحكومية‬ ‫البحري – قطاع الفالحة‪ِ ،9-‬فإن‬
‫الالممركزة التابعة للوزارة على‬ ‫االختصاصات الوطنية واملهام‬ ‫املصالح الالممركزة لوزارة الفالحة‬
‫املستوى الجهوي؛‬ ‫االستثنائية التي يتعذر إنجازها من‬ ‫والصيد البحري –قطاع الفالحة‪-‬‬
‫‪ -‬إعداد وتتبع وتقييم إنجاز‬ ‫طرف املصالح الالممركزة‪.‬‬ ‫تتكون من‪:‬‬
‫امليزانية السنوية القطاعية على‬ ‫وضمن هذا اإلطار‪ ،‬نجد‬ ‫‪ -‬املديريات الجهوية للفالحة؛‬
‫مستوى الجهة؛‬ ‫صالحيات كبيرة ملختلف البنيات‬ ‫املديريات اإلقليمية للفالحة؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬قيادة وبرمجة وتتبع املشاريع‬ ‫اإلدارية للمصالح الالممركزة لوزارة‬ ‫املراكز الجهوية للتلقيح‬ ‫‪-‬‬
‫املتعلقة بتطوير سالسل اإلنتاج‬ ‫الفالحة مع احتفاظ اإلدارة املركزية‬ ‫االصطناعي؛‬
‫النباتي والحيواني والصناعات‬ ‫للوزارة بالوظائف االستراتيجية‬ ‫مراكز إنتاج بدور املراعي؛‬ ‫‪-‬‬
‫الغذائية على مستوى الجهة؛‬ ‫كالتأطير والتوجيه واملراقبة والتقويم‪.‬‬ ‫مؤسسات التعليم الفالحي‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬إعداد الدراسات واألبحاث‬ ‫‪ .1‬على املستوى الجهوي‪:‬‬ ‫والبحث‪.‬‬
‫امليدانية التقنية واالقتصادية‬ ‫تعتبر املديريات الجهوية‬ ‫وسنحاول هنا‪ ،‬االقتصار على‬
‫للنهوض باإلنتاج الفالحي‬ ‫للفالحة سلطات جهوية للفالحة مزودة‬ ‫إبراز البنية اإلدارية واالختصاصات‬
‫الجهوي؛‬ ‫باملوارد املالية والبشرية الضرورية‬ ‫املوكولة لكل من املديريات الجهوية‬
‫ويقوم املديرون الجهويون –‬ ‫ملباشرة مهامها‪ ،‬ومع دخول التقسيم‬ ‫للفالحة وكذا املديريات اإلقليمية‪،‬‬
‫حسب قرار وزير الفالحة والصيد‬ ‫الجهوي باملغرب حيز التنفيذ سنة‬ ‫نظرا ألهميتها صمن بنية املصالح‬
‫البحري املشار إليه أعاله‪-‬بتنفيذ املهام‬ ‫‪ ،201511‬فقد تم تقليص عددها من‬ ‫الالممركزة لقطاع الفالحة‪.‬‬

‫‪ - 10‬مرسوم رقم ‪ 2-17-618‬صادر في ‪ 18‬من ربيع اآلخر ‪ 11 26( 1440‬بمقتض ى املرسوم رقم ‪ 2.15.40‬صادر في فاتح جمادى األولى ‪ 20( 1436‬فبراير‬ ‫‪ 9‬قرار رقم ‪3963-15‬صادر في ‪15‬من صفر ‪27(1437‬نوفمبر‪)2015‬‬
‫‪ )2015‬لتحديد تعدد الجهات وتسمياتها ومراكزها والعماالت واألقاليم املكونة‬ ‫ديسمبر ‪ )2018‬بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري‪.‬‬ ‫املتعلق بتحديد اختصاصات وتنظيم املصالح الالممركزة لوزارة‬
‫لها‪ .‬جريدة رسمية عدد ‪ 6340‬بتاريخ ‪ 14‬جمادى األولى (‪ 5‬مارس ‪)2015‬‬ ‫الفالحة والصيد البحري – قطاع الفالحة‪-‬‬
‫‪15‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫الفصول‪ ،‬وذلك في إطار املقاربة‬ ‫لوساطة مع املنظمات املهنية‬ ‫‪-‬‬ ‫املسندة إلى املديريات الجهوية‪ ،‬كما هي‬
‫الجديدة لتدبير امليزانية التي انطلق‬ ‫على املستوى اإلقليمي‪.‬‬ ‫محددة في املادة الثالثة من نفس‬
‫العمل بها منذ سنة ‪2005‬؛‬ ‫وإلى جانب هذه املهام‬ ‫القرار‪ ،‬ويشرفون إداريا على رؤساء‬
‫إعداد البرمجة امليزانياتية‬ ‫‪-‬‬ ‫واالختصاصات‪ ،‬ومن خالل استقراء‬ ‫األقسام واملصالح واملديرين اإلقليميين‬
‫لثالث سنوات الخاصة بميزانياتها‪،‬‬ ‫النصوص املنظمة لقطاع التعمير‬ ‫وكافة رؤساء املصالح الالممركزة‬
‫استنادا إلى املادة ‪ 5‬من القانون‬ ‫وبخاصة املرسوم التطبيقي للقانون‬ ‫التابعة لهم‪.‬‬
‫التنظيمي للمالية ‪ 12130 .13‬؛‬ ‫‪ 90-12‬املتعلق بالتعمير‪ ،‬يتبين بأن‬ ‫‪ .2‬على املستوى اإلقليمي‪:‬‬
‫إعداد البرامج التوقعية‬ ‫‪-‬‬ ‫للمصالح الخارجية لوزارة الفالحة‬ ‫تضم املصالح الالممركزة‬
‫برسم كل سنة مالية ونشرها للعموم‬ ‫دورا مهما على مستوى وثائق التعمير‪،‬‬ ‫لقطاع الفالحة على املستوى اإلقليمي‬
‫طبقا للمادة ‪ 14‬من مرسوم‬ ‫سواء منها تلك التي تهم العالم‬ ‫إلى جانب املديريات الجهوية‪ ،‬املديريات‬
‫الصفقات‪13‬؛‬ ‫الحضري أو القروي باعتبارها ممثلة‬ ‫اإلقليمية للفالحة‪ ،‬والتي تتوزع عبر‬
‫تدبير الطلبيات العمومية‬ ‫‪-‬‬ ‫للسلطة الحكومية املكلفة بالقطاع‬ ‫مجموع التراب الوطني (‪ 48‬مديرية)‪،‬‬
‫على املستويين الجهوي واإلقليمي‪:‬‬ ‫واإلضافة إلى ما سبق‬ ‫وعلى مستوى بنيتها اإلدارية تتكون من‬
‫بدءا بالدراسة التقنية ومرورا‬ ‫ذكره‪،‬ونظرا ألن املقام ال يسمح‬ ‫مجموعة مصالح‪ ،‬ويشمل نطاق‬
‫بإعالن طلبات العروض وفتح‬ ‫بالتوسع أكثر‪ ،‬وجبت اإلشارة ولو‬ ‫اختصاصاتها مجموعة أقاليم‬
‫األظرفة واملصادقة عليها حتى‬ ‫بش يء من االختصار إلى أن قطاع‬ ‫باململكة‪ ،‬وتتبع تنظيميا للمديريات‬
‫مرحلتي األداء والتتبع واإلشراف على‬ ‫الفالحة من بين القطاعات الرائدة‬ ‫الجهوية للفالحة‪ ،‬وتتولى في نطاق‬
‫انجاز املشاريع؛‬ ‫ضمن النسق اإلداري املغربي فيما‬ ‫نفوذها الترابية هي األخرى القيام‬
‫تدبير شؤون املوظفين جهويا‬ ‫‪-‬‬ ‫يخص منح الصالحيات واالختصاصات‬ ‫بمجموعة مهام‪ ،‬من بينها على سبيل‬
‫وإقليميا‪ ،‬فيما يخص الرخص‬ ‫التدبيرية والوظيفية والتقريرية‬ ‫املثال ال الحصر‪:‬‬
‫اإلدارية وشواهد العمل واألجر؛‬ ‫للمصالح الالممركزة‪ ،‬وذلك على‬ ‫إنجاز املشاريع املندرجة في‬ ‫‪-‬‬
‫تدبير حضيرة السيارات‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مستوى‪:‬‬ ‫إطار املخطط الجهوي للتنمية‬
‫خـاتـمة‪:‬‬ ‫تدبير امليزانيات الجهوية‬ ‫‪-‬‬ ‫الفالحية واملتعلق باإلعداد الهيدرو‬
‫لقد تعرصنا لالتمركز عموما‬ ‫واإلقليمية‪ ،‬وحرية اآلمرين بالصرف‬ ‫فالحي واإلعداد العقاري وإعداد‬
‫ثم تطرقنا إليه في قطاع الفالحة بصفة‬ ‫املساعدين في برمجة مختلف‬ ‫املراعي على املستوى اإلقليمي؛‬
‫خاصة‪ ،‬وبعد أن عرضنا ملختلف‬ ‫املشاريع املندرجة في إطار رؤية‬ ‫إنجاز البرامج املتعلقة‬ ‫‪-‬‬
‫الجوانب األساسية ملوضوع املقال‪،‬‬ ‫السلطة الوزارية والسياسة‬ ‫بتحسين البنيات الفالحية العقارية‬
‫أمكنننا الخروج بمجموعة من‬ ‫العمومية املتبعة في القطاع؛‬ ‫على املستوى اإلقليمي؛‬
‫الخالصات واالستنتاجات‪ ،‬نجملها كما‬ ‫ترحيل مختلف االعتمادات‬ ‫‪-‬‬ ‫إنجاز وتنفيذ املشاريع في إطار‬ ‫‪-‬‬
‫يلي‪:‬‬ ‫املالية املرصودة في إطار امليزانية‬ ‫البرنامج الوطني ملحاربة الفوارق‬
‫العامة والحسابات الخصوصية بين‬ ‫املجالية؛‬

‫‪ 13‬املرسوم رقم ‪ 2-12-349‬الصادر بتأريخ ‪ 8‬جمادى األولى ‪1434‬‬ ‫‪ 12‬يعتبر قطاع الفالحة من بين القطاعات الوزارية األربعة األولى التي انخرطت‬
‫املوافق ل ‪ 20‬مارس ‪ 2013‬املتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬ج ر‬ ‫في السيرورة التجريبية ملقتضيات القانون التنظيمي لقانون املالية ‪.130.30‬‬
‫عدد‪4، 6140‬أبريل‪ ،2013‬ص‪.3023‬‬
‫‪16‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫وتفعيلها‪ ،‬كما أن اإلصالح ضمن‬ ‫نظرا لتشعب مهام الدولة‬ ‫‪-‬‬


‫أفقه الشمولي لم يبلور بصفة‬ ‫وتزايد مسؤولياتها وتعدد أدوارها في‬
‫دقيقة وواضحة على مستوى‬ ‫ميادين التنمية االقتصادية‬
‫الهياكل التنظيمية مركزيا وجهويا‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬وتبعا كذلك للتحوالت‬
‫ومحليا؛‬ ‫الكبرى التي شهدتها بنياتها‬
‫يفترض دعم مقاربة‬ ‫‪-‬‬ ‫ومؤسساتها‪ ،‬فان الضرورة قد‬
‫الالتمركز بقطاع الفالحة‪ ،‬العمل‬ ‫اقتضت أن يصاحب هذا التطور‬
‫على تمكين املصالح الالممركزة‬ ‫املتسارع‪ ،‬تغييرات إدارية واسعة‪،‬‬
‫لوزارة الفالحة من الوسائل املالية‬ ‫تشمل دواليب الجهاز اإلداري‬
‫والبشرية الالزمة وتوسيع نطاق‬ ‫ووظائفه ووسائله ومقارباته وإن‬
‫صالحيتها‪.‬‬ ‫ظهور الالتمركز كإحدى مناهج‬
‫التدبير العمومي لم يكن وليد‬
‫الصدفة‪ ،‬بل هو استجابة لتطور‬
‫موضوعي وكتجسيد النفتاح اإلدارة‬
‫املغربية على أساليب تدبيرية جديدة‬
‫منذ التحوالت التي عرفتها وظائفها؛‬
‫آلية الالتمركز تمثل إطارا‬ ‫‪-‬‬
‫جيدا للتسيير الفعلي‪ ،‬تتقاطع مع‬
‫مناهج التدبير العمومي الجديدة‪،‬‬
‫حيث إنها كممارسة واقعية‬
‫وقطاعية ترتبط باإلصالح ونهضة‬
‫وتطوير قطاعات ودواليب الدولة؛‬
‫الالتمركز في تدبير القطاع‬ ‫‪-‬‬
‫الفالحي لم يخرج عن دائرة‬
‫الضوابط واملحددات واملقاربات‬
‫املؤطرة لهذا املفهوم وملفهوم التدبير‬
‫الحديث عموما؛‬
‫هناك عدة إكراهات قد أثرت‬ ‫‪-‬‬
‫على استكمال مسلسل الالتمركز‬
‫باإلدارة العمومية ككل‪ ،‬ذلك أنه لم‬
‫يترجم املجهود التشريعي والتنظيمي‬
‫بما فيه الكفاية على مستوى إرساء‬
‫آليات التأطير والتدبير اإلداري‬
17

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

déconcentration Pourtant, cette déclinaison


administrative. juridique ne colle absolument
La publication de cette pas au cas particulier de la
nouvelle charte vient Préfecture de Casablanca où
couronner le processus une ‘déconcentration de fait’
législatif et réglementaire est présente ; il s’agit des
amorcé depuis l’adoption de Préfectures
la Constitution de 2011 ; en d’arrondissements qui, ayant
l’occurrence les dispositions succédé à des préfectures
relatives à la décentralisation anciennes, se présentent dans
Youness Meskini et la déconcentration les faits comme un niveau de
administratives. Ce sont déconcentration
Elève fonctionnaire à l'ecole désormais connus le nombre administrative juridiquement
nationale supérieure de
l'administration (ENSA)
de régions, leurs invisible. De surcroit, des
dénominations, leurs chefs- services de l’Etat (eux aussi
lieux ainsi que les préfectures sont l’héritage des services
« Préfectures » sans
et provinces qui les déconcentrés dans les
services 14
composent . Le Royaume est anciennes Préfectures) de
déconcentrés : donc, découpé15 en douze niveau infrarégional
(12) Wilayas de Région, coexistent dans les
Cas des Préfectures soixante-deux (62) provinces, différentes Préfectures
d’arrondissements treize (13) préfectures et huit d’arrondissements de
(8) préfectures Casablanca.
Le 03 janvier 2019 fut d'arrondissements. Si, donc, pour une
publié au bulletin officiel le Comme la grande agglomération comme
décret n° 2-17-618 du 26 Constitution du Royaume, la Casablanca, dont les
décembre 2019 portant nouvelle charte de indicateurs démographiques
charte nationale de déconcentration et socioéconomiques sont en
déconcentration administrative apporte des tête au niveau national, la
administrative abrogeant dispositions très avancées en question de la
ainsi les dispositions du décret matière de prééminence de la déconcentration
n° 2-92-625 du 4 joumada I Région, du rôle central de wali administrative présente des
1414 (20 octobre 1993) relatif de Région et de spécificités juridiques et
à la déconcentration responsabilisation des pratiques, les questions
administrative et celles qui en services déconcentrés situés suivantes méritent d’être
sont contradictoire du décret au niveau régional. Ceci est étudiées : la charte de
n° 2-05-1369 du 29 chaoual fluidement applicable lorsque déconcentration a-t-elle
1426 (2 décembre 2005) les services de l’Etat au niveau vraiment exclue les
fixant les règles d'organisation territorial convergent avec les Préfectures
des départements niveaux déconcentrés _ d’arrondissements de son
ministériels et de la Région, Préfecture/Province. champ d’action ? Les services

14 Décret n° 2-15-40 du 1er Joumada I 1436 (20 février 2015) 15 Décretn° 2.15.716 du 23 septembre 2015 modifiant et
complétant le dahir n° 1.59.351 relatif à la division
administrative du Royaume
18

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

de l’Etat présents au niveau « administrations des territoriaux pour la


des Préfectures différents départements concrétisation locale des
d’arrondissements ne sont-ils ministériels qui exercent leurs politiques publiques
pas de vrais services missions au niveau central, nationales.
déconcentrés ? Comment que ces départements soient Or, le découpage
peut-on faire bénéficier la organisés sous forme de administratif du Royaume
métropole économique ministères, de secrétariats présente, en ce qui concerne
nationale des atouts et d'Etat, de hauts la préfecture de Casablanca,
avancées de la nouvelle commissariats, de délégations un autre niveau de
charte de déconcentration ministérielles ou générales, gouvernance locale dont la
administrative ? ou autres ». N’est pas donc gestion est confiée à des
incluse dans cette catégorie gouverneurs ; il s’agit des
I. Essai de transposition des toute autre institution ne Préfectures
niveaux déconcentrés de faisant pas partie du pouvoir d’arrondissements qui ont vu
la charte au découpage exécutif comme les tribunaux, le jour depuis 200316. Ce sont
administratif du Royaume les conseils consultatifs, les des entités territoriales qui
établissements et entreprises ont succédé aux anciennes
Au sens de la charte, la publics, le conseil des préfectures de la Wilaya du
déconcentration Oulémas, Etc. Grand Casablanca ayant
administrative des services de existé entre 1981 et 1998. La
Les services
l'Etat est [un système suppression des anciennes
déconcentrés, quant à eux,
d'organisation administrative préfectures casablancaises est
sont « les représentations ou
accompagnant l'organisation la conséquence directe du
les structures administratives
territoriale décentralisée du retour à l’unité de la ville
territoriales représentant les
Royaume, fondée sur la opérée sur le plan communal.
administrations centrales aux
régionalisation avancée et un Autrement dit, à Casablanca,
niveaux régional, préfectoral
outil principal pour la mise en à l’unité de la ville a répondu
ou provincial, qu'elles
œuvre de la politique l’unité de la préfecture.
relèvent d'un département
générale de l'Etat au niveau ministériel déterminé ou
territorial.. (Art. 3)]. Démographiquement,
qu'elles soient communes à
C’est un système, donc, la préfecture de Casablanca
deux ou plusieurs
qui repose sur le comptait, en 2014, année du
départements et quelles que
fonctionnement dernier Recensement Général
soient leur forme
systématique de deux niveaux de la Population et de
d'organisation et les
complémentaires et l’Habitat, 3 359 81817
dénominations qu'elles
indispensables : les habitants; représentant ainsi
portent ». Cette définition
administrations centrales et 10% de la population
sous-entend que les niveaux
les services déconcentrés de nationale et 49% de la
possibles de déconcentration
l’Etat. population de la région de
administrative sont les Casablanca Settat.
Sont considérées Régions, les Préfectures et/ou
Administrations centrales les Provinces, en tant qu’espaces

16 Décret n° 2-03-527 du 13 Rejeb 1424 (10 septembre 17 Monographie de la Préfecture de Casablanca _ 2018

2003) modifiant et complétant le dahir n° 1-59-351 relatif à


la division administrative du Royaume
19

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

Les Préfectures Etant donné ces ses fonctions


d’arrondissements formant la spécificités indivisiblement,
préfecture de Casablanca socioéconomiques et notamment, celles
présentent des densités démographique de la relatives à la
humaines très dispersée Préfecture de Casablanca, il déconcentration
(9602 hab./km2 à AIN CHOK est à noter que, administrative et la
contre 38767 hab./km2 à administrativement, les coordination des services
ALFIDA MERS SULTAN). préfectures de l’Etat existant dans le
d’arrondissements jouissent territoire de
Le tableau suivant
de tous les attributs d’une l’arrondissement;
présente l’évolution de la
entité cadre de - l’absence d’une définition
population par préfecture
déconcentration ; elles claire de la relation
d’arrondissements :
fonctionnelle entre le Wali-
Gouverneur de Casablanca
et les Gouverneurs des
Préfectures
d’arrondissements fait que
ces derniers jouissent des
pouvoirs qui leurs sont
confiés par les textes en
vigueur ;
- en application de l’article 3
de la charte précitée, la
Préfecture
d’arrondissement
accompagne de près des
agissent comme des instances décentralisées à
Economiquement, « la Casablanca que sont les
préfecture de Casablanca est Préfectures à part entière et
ce, pour plusieurs conseils
le premier pôle industriel et d’arrondissements,
économique du Maroc. Elle considérations dont :
émanation du conseil
attire toujours l’attention - la charte fait référence au communal de Casablanca.
particulière des pouvoirs Dahir portant loi n° 1-75- En moyenne, il existe deux
publics. C’est le centre 168 du 25 safar 1397 _15 conseils d’arrondissements
névralgique de l’économie février 1977 relatif aux par préfecture
marocaine par excellence. De attributions du gouverneur d’arrondissements.
par sa population importante, tel qu’il a été modifié et
elle réalise à elle seule une complété. En étant le chef, Néanmoins,
part importante du PIB et le Gouverneur de la l’existence des collectivités
concentre 23,5% de Préfecture territoriales fortes de plein
18
l’industrie nationale ». d’arrondissements est exercice (Commune de
donc investi pour exercer Casablanca, Conseil

18
Monographie de la Préfecture de Casablanca_HCP _ 2018
20

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

Préfectoral) au niveau de la fonctionnellement et textes juridiques par les


Préfecture de Casablanca juridiquement. Il s’impose départements ministériels
renforce davantage les donc de vérifier la véracité de font que des services de l’Etat
pouvoirs reconnus au Wali- l’attribut ‘service au niveau des Préfectures
Gouverneur de cette déconcentré’ pour les services d’arrondissements sont
Préfecture en matière de présents aux territoires des aujourd’hui considérés, dans
coordination des services différentes Préfectures les faits, comme de véritables
déconcentrés, d’arrondissements. services déconcentrés.
d’accompagnement des
Ainsi, un arrêté de la
conseils élus et de II. Déconcentration et
ministre de la santé n° 1363-
représentation préfectorale coordination des services
11 du 12 joumada II 1432 (16
du pouvoir central. Cette déconcentrés à l’échelle
mai 2011) relatif aux
position est plus encore des préfectures
attributions et à l'organisation
réconfortée par la charte d’arrondissement
des services déconcentrés du
notamment dans ses articles 5
ministère de la santé
et 8 parallèlement à la Comme mentionné
mentionne expressément que
consécration du principe de plus haut, les services
« les services déconcentrés du
« prééminence de la Région déconcentrés sont les ministère de la santé sont
en tant qu’échelon représentations régionales et constitués des directions
intermédiaire dans préfectorales/provinciales
régionales de la santé et des
l’organisation des relations des administrations centrales
délégations préfectorales et
entre le niveau central et les de l’Etat.
provinciales, instituées
autres niveaux territoriaux ». A Casablanca, les
respectivement dans les
Par conséquent, et représentations régionales
ressorts territoriaux des
conformément au principe de sont, au sens de la charte, les
wilayas de régions, et des
subsidiarité, les préfectures seuls services déconcentrés
préfectures, préfectures
d’arrondissements devraient des départements
d'arrondissements ou
théoriquement se substituer ministériels au niveau de la
provinces, telles qu'elles sont
localement à la Préfecture de wilaya de la région du grand
déterminées par le dahir n° 1-
Casablanca en la dispensant Casablanca, dont la
59-351 du 1er joumada II 1379
d’une charge incroyable de préfecture de Casablanca est
(2 décembre 1959) relatif à la
gestion des affaires locales. La le chef-lieu. Par conséquent division administrative du
Préfecture n’interviendrait les services représentants les Royaume ».
que lorsqu’il s’agit d’un sujet administrations centrales se
Par ailleurs, la présence
transversal et/ou inter trouvant aux niveaux des
territoriale d’autres
préfectures Préfectures
départements ministériels
d’arrondissements. d’arrondissements ne sont
(exemples : Ministère du
La politique de pas, à priori, considérés
travail et de l’insertion
déconcentration comme services déconcentrés
professionnelle, Ministère des
administrative ne prend proprement dits.
Habous et des Affaires
effectivement sa forme
Pourtant, les pratiques Islamiques, Ministère de la
institutionnelle que lorsque
héritées des anciennes Culture, de la jeunesse et des
les représentativités locales
Préfectures ainsi que sports) au niveau de la
des administrations centrales
l’application fragmentée des Préfecture de Casablanca est
y répondent
21

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

présenté, conformément à la Gouverneurs de intègrent véritablement ces


division administrative du Préfectures et structures territoriales
Royaume, comme suit : Provinces, chacun urbaines dans le système de
- direction/délégation dans le ressort de sa gestion global de cette grande
régionale au niveau de compétence, la ville.
la Préfecture responsabilité de
d’arrondissement coordination et de
Casa-Anfa (Ex supervision des
Préfecture Chef-lieu services déconcentrés.
de la Wilaya du Grand Une ‘coordination de
Casablanca) ; fait’ est aujourd’hui
- directions/délégations opérée aux niveaux
‘préfectorales’ aux des Préfectures
niveaux des autres d’arrondissements
Préfectures même si le comité
d’arrondissements. technique préfectoral,
institué par l'article 5
Ainsi donc, en bis du dahir portant loi
présence de ces services n° 1-75-168 de 1977
territoriaux des (susvisé), cité à
administrations centrales au l’article 34 de la charte
niveau infra préfectoral à de déconcentration
Casablanca, et même si la concerne, visiblement,
charte ne considère pas les le niveau préfectoral.
Préfectures
d’arrondissements comme En conclusion, on peut
des échelons déconcentrés, dire que la présence effective
les considérations suivantes et ancienne de quelques
permettent une certaine services de l’Etat aux niveaux
montée en importance pour des Préfectures
ces entités administratives : d’arrondissements, d’un côté,
les « pouvoirs » réels des
- la charte renvoie au chefs de ces circonscriptions
découpage administratives (Gouverneurs
administratif actuel19 désignés par dahirs), de
dont les Préfectures l’autre, prédestinent ces
d’arrondissements entités à jouer un rôle
sont un maillon important dans le processus
indispensable de la de déconcentration au sein de
chaine administrative la métropole casablancaise.
de l’agglomération Mais encore faudrait-il que les
casablancaise ; textes prennent en
- la charte a confié aux considération cette réalité et
walis de Régions et

19
Décret n° 2.15.716 Op.cit.
22

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

aux villes par l’agrégation des constitutives du paysage


représentativités politiques urbain.
dans un conseil urbain, les
pouvoirs publics ont concouru La synchronisation du
aussi à la multiplication des dialogue entre la
échelles d’interventions, des déconcentration et la
échelons et acteurs concernés décentralisation étant
par la gestion de l’urbain, nécessaire pour un
entretenant davantage sa développement urbain
complexité. intégré, Le ministère de
l’intérieur, en sa qualité
Mohamed EZZINE L’unité de la ville, dont traditionnelle de garant de la
Doctorant chercheur en droit le régime juridique a été cohérence d’ensemble,
public et sciences politiques consacré pour la première intervient à travers
université hassan ii - casablanca fois20 par la charte l’institution du Wali –
communale de 2002 et repris Gouverneur, pour faire
servicesdeconcentres par la loi organique 111.14 fédérer cette myriade
et prefectures relative aux communes21, a institutionnelle et assurer la
d’arrondissements : prévu la création des convergence entre les actions
quels rapports ? arrondissements dotés de de territorialisation des
conseils dits conseils politiques sectorielles, ainsi
d’arrondissements qui ; tout que les plans de
en formant le bloc communal, développement des
Conscient des se présentent comme des collectivités territoriales
potentialités de entités dépourvues de la pensés au profit des villes.
développement portées par personnalité juridique, et en
l’espace urbain et des défis de dépendance accrue des Toutefois, si le débat
gouvernance qu’il suggère, mobilisations financières et théorique portant sur les
l’Etat marocain s’est humaines qui leur sont interactions qu’entretiennent
engagé dans un processus dédiées par le conseil de la les pouvoirs politiques et les
dense ; par les différents ville. relais territoriaux des services
modes de pensée et de l’Etat s’est avéré fructueux,
d’approches qu’il consacre, de Dans le même sillage, quand bien même il serait
refonte de l’administration et en vue de contribuer à la intéressant de se pencher
territoriale, faisant de celle-ci construction du projet urbain, aussi sur les rapports que
un gage de l’efficacité et de les administrations centrales peuvent établir les services
l’efficience du gouvernement ont prévu des prolongements déconcentrés du Ministère de
de la ville. territoriaux à leurs services. Et l’intérieur avec les
là aussi il y aurait des limites à représentations
Outre cette ambition leur présence sur les déconcentrées des autres
d’asseoir une unité politique différentes échelles administrations centrales.
20 Toutefois, il y a eu une expérience qu’il faut mentionner, c’est dont le régime juridique a été prévu par la charte communale de ainsi ressortir leur particularité par rapport à des communes de
celle de la communauté urbaine, qui en raison de leur contribution 2002, à savoir celle des villes à arrondissements. droit commun.
timide à la gouvernance de la ville, elle s’est éteinte cédant sa place 21
Le législateur organique consacre tout un titre « VI » au régime
à une autre forme de représentation politique à l’échelle urbain juridique auxquelles sont soumises les arrondissements, faisant
23

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

Nous tenons dans un proposition, qu’à des centres


En comparaison avec premier temps à soulever les effectifs de prise de décision.
les autres espaces urbains éléments de leur singularité La viabilité des projets et des
obéissant au même schéma (A) pour étayer juste après un actions portés par ces entités
de l’unité de la ville, constat : celui d’une reste conditionnée par les
Casablanca renferme une insouciance juridique vis-à-vis qualités de négociateurs dont
singularité à mettre en des particularités qu’elles doivent faire preuve leurs
perspective dans les incarnent (B). gouverneurs et aussi par l’aval
développements qui cette fois-ci du gouverneur de
s’ensuivent. Il s’agit du A- Une singularité à mettre en la préfecture de Casablanca,
phénomène des préfectures relief : qui est à la fois le sous-
d’arrondissements. ordonnateur des comptes
Dans les faits, les d’affectation spéciale
Toutefois, si la préfectures rattachés au chef du
représentativité des d’arrondissements se gouvernement et des crédits
administrations centrales à présentent comme un délégués du budget général
l’échelle d’une préfecture échelon territorial infra- de l’Etat au profit des services
d’arrondissement présente préfectoral. C’est une échelle déconcentrés du ministère de
des limites (II), celles-ci d’intervention étatique assez l’intérieur. Il a la
s’expliquent en grande partie originale, qui vient se situer responsabilité de répartir ces
dans les particularités de cet entre le bloc communal et le crédits entre les différentes
échelon unique en son genre niveau préfectoral, préfectures
dans l’architecture territoriale proprement dit. Ce qui rend d’arrondissements formant
du pays (I). cette représentation urbaine son ressort territorial.
du ministère de l’intérieur
I- Préfectures plus particulière c’est qu’elle Aussi, le statut du
d’arrondissements, une ne dispose d’aucun gouverneur de la préfecture
construction sui-generis interlocuteur décentralisé du d’arrondissements présente
avec une existence même rang. Elles viennent se une particularité, il exerce ses
juridique confuse : superposer aux conseils des pouvoirs sous l’autorité du
arrondissements qui la Wali, Gouverneur de la
Il conviendrait à ce niveau de composent pour assurer ainsi préfecture de Casablanca.
rapprocher le lecteur des un contrôle administratif sur
préfectures d’arrondissements leurs actes. Les préfectures
qui sont à la fois un espace Dépossédées de leur d’arrondissements disposent
territorial et un échelon personnalité juridique, les d’une étendue géographique
déconcentré, relevant du préfectures importante et d’une densité
ministère de l’intérieur, acteur d’arrondissements démographique22 qui n’est
incontournable de la ville. s’apparentent beaucoup plus pas des moindres. En réalité,
à des entités de contrôle elles peuvent porter les
social, de conseil et de mêmes enjeux et faire face à

22Les chiffres du RGPH 2014 dénotent du poids démographique d’illustration, la préfecture de Mohammedia compte 404 648 d’arrondissements qui lui est limitrophe de Sidi Bernoussi ; soit une
des préfectures d’arrondissements. Le nombre de leur population habitants contre les 627 968 habitants que recense la préfecture différence de plus de 220 000 individus.
peut dépasser celui d’une préfecture ou province. A titre
24

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

des défis similaires ; voire arrêté25 interviennent administratives de dimension


même plus éminents, que respectivement pour, d’une préfectorale.
ceux d’une préfecture ou une part, déterminer leur ressort
province. Donc comment territorial et les Il s’ensuit que le
peut-on expliquer la arrondissements qui les défaut ; plus ou moins,
dissemblance constatée dans forment et, d’autre part, fixer d’encadrement des
l’organisation23 de ces deux leur organisation interne. Ce particularités inhérentes à cet
échelons déconcentrés du sont les seuls textes juridiques échelon, rend compte aussi de
ministère de l’intérieur, et qui font référence à cette la complexité des rapports qui
aussi la discordance de leurs construction existent entre les préfectures
moyens et marges de « déconcentrée ». d’arrondissements et les
manœuvre ? représentations urbaines des
Plusieurs sont ceux qui autres administrations
Une chose est sûre, les confondent les préfectures centrales.
préfectures d’arrondissements avec les
d’arrondissements doivent préfectures proprement dites. II- Une représentativité
faire l’objet d’une existence Cette assimilation erronée déconcentrée
juridique qui leur soit propre, peut s’expliquer, en somme, partiellement assurée sur
consacrant ainsi leur par le vide juridique patent la compétence territoriale
singularité. Chose qui n’est qui les caractérise, faisant de des préfectures
pas vérifiable du moins pour l’expérience des préfectures d’arrondissements : pour
le moment. d’arrondissements, un quels motifs ?
phénomène dont la portée,
B- Une consécration juridique les tenants et les aboutissants Il est question de voir à
sournoise et des omissions demeurent insaisissables. ce niveau, dans quelle mesure
de droit à signaler le caractère atypique des
En tant que service préfectures
La première déconcentré, Il est légitime de d’arrondissements impacte la
consécration juridique des s’interroger sur l’applicabilité représentativité des
préfectures d’arrondissement des dispositions de la charte administrations centrales
s’est faite par le décret n° 2- de déconcentration aux dans leurs ressorts
03-527 modifiant et préfectures territoriaux.
complétant le dahir n° 1-59- d’arrondissements puisque
351 relatif à la division ladite charte n’a pas jugé A- Une représentativité
administrative. Ledit décret opportun de leur prévoir des disproportionnée des
donne naissance aux huit dispositions spécifiques, services de l’Etat à l’échelle
préfectures combien même ces des préfectures
d’arrondissements préfectures constituent d’arrondissements :
composant la préfecture de vraiment des entités
Casablanca. Un décret24 et un

23
L’organisation des préfectures d’arrondissements telle que la 5 divisions et 13 services, pour moins de 2 divisions et 5 services 25
Arrêté du ministre de l’intérieur n°611-05 du 14 moharrem 1426
consacre l’arrêté du Ministre de l’intérieur n°611-05 du 23 février que les échelons préfectoraux et provinciaux. (23 février 2005) fixant l’organisation des préfectures, des
2005, diffère quantitativement de celle des autres préfectures et 24 Décret n° 2-03-529 du 13 rejeb 1424 (10 septembre 2003) fixant provinces, des préfectures d’arrondissements et des pachaliks.
provinces du Royaume. Elle ne dispose en vertu de ce texte que de le ressort territorial des préfectures d'arrondissements et les
arrondissements qui en relèvent.
25

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

A la différence d’une d’arrondissements, et ce sont retrouve sans interlocuteur,


préfecture ou une province, des établissements publics ou doit passer par d’autres
une préfecture sous la double tutelle des instances ou centres de
d’arrondissements peut ne ministères de la solidarité et décision pour réaliser ses
pas se voir consacrer des du développement social et objectifs. Les raisons de cette
représentations sectorielles celui du travail et de représentativité mitigée sont
qui lui sont propres sur son l’insertion professionnelle. toutefois multiples. L’absence
ressort territorial. C’est du besoin ou de l’intérêt de
toutefois une réalité Néanmoins, des tenir des services
observable et qui peut être exceptions sont à signaler. Il déconcentrés sur l’espace
aussi constatée à partir des existe effectivement des territorial des préfectures
arrêtés portant organisation administrations centrales ne d’arrondissements peut en
et attributions des services disposant pas de services être une. Des fois même ce
déconcentrés des différents déconcentrés, dédiés aux sont les moyens financiers et
départements ministériels. préfectures humains qui conditionnent la
d’arrondissements. Certaines présence d’un département
Dans les grandes décident de consacrer des ministériel.
métropoles, la relais pour les deux niveaux :
représentativité des régional et préfectoral D’autres facteurs
départements ministériels, (ministère de l’équipement, explicatifs liés, cette fois-ci,
jugée fondamentale compte du transport et de la aux caractéristiques
tenu des services publics logistique et l’eau, géographiques et aux
qu’ils procurent aux département de la culture ou potentialités du territoire
populations, est assurée de la formation entrent en jeu. Considérées
principalement au niveau professionnelle), ou bien comme des espaces urbains à
préfectoral, parfois mettre en place des dominance industrielle ; par
seulement au niveau d’une ou délégations dont la zone de opposition aux écosystèmes
deux préfectures compétence s’étend à deux ruraux, domaine forestier et
d’arrondissement. C’est le cas préfectures zones montagneuses, les
notamment des ministères de d’arrondissements voire plus préfectures
l’éducation nationale, de la pour certains cas (Ministère d’arrondissements, par
santé, de l’économie et des de l’énergie, des mines et de conséquent, n’accueillent pas
finances, du travail et de l’environnement,départemet les prolongements de
l’insertion sociale et du de l’habitat) certaines administrations
département de la jeunesse et centrales. Le ministère de
sports. Certains ministères l’agriculture, du
choisissent d’assurer leurs B- À la recherche des arguments développement rural et des
représentations à travers des à une présence diffuse des eaux et forêts en est
administrations techniques services déconcentrés : l’exemple concret.
ou des offices relevant de
leurs tutelles. L’entraide Il peut paraitre Parfois même, quand
nationale et l’ANAPEC à titre paradoxal que la préfecture le champ de compétence
d’exemple, sont implantées d’arrondissements en tant consacrée à la préfecture
dans la quasi-totalité des qu’échelon de coordination et d’arrondissements ne
préfectures espace d’intervention se coïncide pas parfaitement
26

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

avec le cœur de métier d’une réfléchi, et le fait carrément du statut des préfectures
administration centrale, cette tomber à l’eau. d’arrondissements.
dernière peut ne pas avoir
d’intérêt à s’implanter sur son Il est à signaler que la
ressort territorial. charte de déconcentration
dans son article 34, prévoit la
Sur le terrain, il peut possibilité pour les
être observé que les gouverneurs de proposer
départements ministériels dans le cadre d’une réunion
font preuve d’animosité dans du comité technique la
leur choix de l’échelle la plus création d’un service
pertinente d’implantation. déconcentré relevant d’un
Conscients des faiblesses département ministériel ou
structurelles d’une préfecture commun à plusieurs. Sauf que
d’arrondissements, il peut cette disposition est à
s’avérer que celle-ci ne nuancer pour le cas des
constitue pas un échelon préfectures
approprié pour passer à d’arrondissements, à
l’action. la lumière des
De plus, les refontes développements ci-dessus.
incessantes dont fait l’objet la
division administrative du La question qui se
Royaume, conduisant à des pose est celle d’apprécier en
actions de fusions, d’annexion quoi cette couverture
et de dissociation des partielle des départements
circonscriptions ministériels et autres services
administratives, et le défaut de l’Etat peut-elle être
de synchronisation et de préjudiciable à la bonne
coordination préalables avec marche des services des
les autres administrations de préfectures
l’Etat, débouchent sur une d’arrondissements et à la
déconcentration à plusieurs cohérence d’ensemble qui
vitesses, faisant que la doivent caractériser l’action
représentativité des publique territoriale à cette
ministères ne soit pas échelle ?
toujours au rendez-vous. Il en
est de même pour les Aussi, en conclusion il
remaniements ministériels : serait intéressant de voir dans
en effet, il arrive souvent quelle mesure il est possible
qu’une nouvelle architecture d’encadrer la représentativité
de la structure déconcentrée des services de
gouvernementale remet l’Etat par la consécration de
entièrement en cause un critères prenant en
projet d’implantation au considération la particularité
niveau territorial, dûment
‫‪27‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫الجزء الثاني‬
‫دراسات عامة‬
‫‪28‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫الالمركزي إلى مصالح مواكبة وميسرة‬ ‫من موقع تنزيل السياسات العمومية و‬
‫لعمله‪.‬‬ ‫تقديم الخدمات ‪.‬‬
‫و قد صدر أول نص‬ ‫ومن بين اآلليات املهمة التي‬
‫تنظيمي لالتمركز اإلداري بموجب‬ ‫تعتمد في تحقيق هذا املبتغى‪ ،‬تلك‬
‫مرسوم رقم ‪ 2.93.625‬بتاريخ ‪20‬‬ ‫املتعلقة بسن نظام الالتمركز اإلداري‬
‫أكتوبر ‪ 1993‬املتعلق بالالتركيز‬ ‫‪،‬حيث تم إحداث مصالح الممركزة‬
‫اإلداري‪ ،‬حيث عهد هذا املرسوم إلى‬ ‫تعتبر امتدادا للمصالح املركزية‬
‫املصالح الخارجية بتنفيذ سياسة‬ ‫للدولة‪ ،‬عملت عبرها و من خاللها‬
‫الحكومة وقراراتها وتوجيهاتها؛ وبعد‬ ‫الدولة على ضمان تطبيق سياساتها و‬
‫التقطيع الجهوي لسنة ‪1997‬‬ ‫اختياراتها على الصعيد الجهوي‬
‫والسعي نحو خلق جهات فاعلة في‬ ‫واالقليمي واملحلي‪ ،‬كما تعبر في نفس‬
‫التنمية وإصالح تدبير الشأن املحلي مع‬ ‫الوقت عن إرادة تقريب اإلدارة‬
‫امليثاق الجماعي لسنة ‪، 2003‬كانت‬ ‫وخدماتها من املواطن‪ .‬و قد ظل عمل‬
‫الحاجة ماسة لتعزيز الالتمركز‬ ‫هذه املصالح يستند في األساس على‬
‫اإلداري‪ ،‬حيث صدر املرسوم رقم‬ ‫االختصاصات‬ ‫تفويض بعض‬
‫‪ 2.05.1369‬بتاريخ ‪ 29‬من شوال‬ ‫وتفويض التوقيع‪ ،‬الذي تتحكم فيه‬
‫‪ 2( 1426‬ديسمبر ‪ )2005‬في شأن‬ ‫اإلدارة املركزية ويخضع لتوجهاتها و‬ ‫لقد شهدت الدولة املغربية‬
‫تحديد قواعد تنظيم القطاعات‬ ‫خياراتها بشأن تعزيز عمل هذه املصالح‬ ‫منذ االستقالل تحوال عميقا وجذريا‬
‫الوزارية والالتمركز اإلداري وذلك‬ ‫أو تقليصه‪ ،‬مما انعكس سلبا أو إيجابا‬ ‫على مستوى بنياتها التنظيمية‬
‫بهدف إعطاء املصالح الالممركزة‬ ‫على عمل هذه املصالح ‪.‬‬ ‫والهيكلية‪ ،‬وكذا على صعيد وظائفها‬
‫اختصاصات أوفر عبر نقل مركز اتخاذ‬ ‫وقد شكل نظام الالتمركز‬ ‫وتدخالتها‪ ،‬بدافع ضرورة التحديث و‬
‫القرار إلى املستوى املحلي‪ ،‬وتمكينه من‬ ‫اإلداري مرجعية ثابتة في الخطب‬ ‫مواكبة املستجدات واالستجابة‬
‫املوارد املالية والبشرية الالزمة لذلك‪.‬‬ ‫امللكية والتصاريح الحكومية خالل‬ ‫لتطلعات املواطنين عبر مختلف ربوع‬
‫لكن مع ذلك ظل عمل هذه‬ ‫العقود األخيرة‪ ،‬غايته ليس فقط‬ ‫التراب املغربي‪ ،‬ومن الطبيعي أن تكون‬
‫املصالح دون اآلمال املعقودة عليه‪ ،‬و‬ ‫تخفيف العبء عن املركز بل تقريب‬ ‫اإلدارة إحدى أهم أدوات تحقيق هذا‬
‫ال يتماش ى مع الرهانات التي انخرط‬ ‫اإلدارة والخدمة العمومية من املواطن‬ ‫الطموح‪ .‬حيث لم تعد تطغى عليها‬
‫فيها املغرب خاصة مسار الجهوية‬ ‫مع األخذ بعين االعتبار مقتضيات‬ ‫الهيمنة املركزية‪ ،‬وذلك انطالقا من‬
‫املتقدمة التي أصبح ينبني عليها‬ ‫الجودة والحكامة والفعالية واختصار‬ ‫القناعة بأنه يصعب على االدارة‬
‫التنظيم الترابي للمملكة وفق‬ ‫الوقت الذي تتطلبه اإلجراءات‬ ‫املركزية‪ ،‬مهما امتلكت من آليات‬
‫مقتضيات دستور ‪ ،2011‬حيث أن‬ ‫اإلدارية‪ ،‬خاصة في ظل تزايد متطلبات‬ ‫وإمكانيات وطاقات‪ ،‬أن تقوم بتدبير‬
‫غياب التناسق وااللتقائية في‬ ‫املواطن و املستثمر وحاجة الفاعل‬ ‫الشأن العام الوطني واملحلي بحنكة‬
‫التدخالت العمومية املحلية ظل‬ ‫العمومي الترابي على املستوى‬ ‫واتقان‪ ،‬في غياب بنيات إدارية قريبة‬
‫السمة التي تطبع عمل اإلدارة املحلية‪،‬‬
‫‪29‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫تمكين رؤساء التمثيليات‬ ‫‪-‬‬ ‫تخويل املصالح الالممركزة‬ ‫‪-‬‬ ‫عالوة على استمرار ضعفها من حيث‬
‫اإلدارية الالممركزة الجهوية من‬ ‫للدولة صالحيات تقريرية؛‬ ‫آليات الحكامة‪ ،‬أو على مستوى‬
‫صالحيات تدبير املسار املنهي للموارد‬ ‫النجاعة وجودة الخدمات التي تقدمها‬
‫االختصاصات‬ ‫تحديد‬ ‫‪-‬‬
‫البشرية الخاضعة لسلطتهم على‬ ‫للمرتفقين‪.‬‬
‫املنوطة بمختلف مصالح إدارات‬
‫الصعيدين الجهوي واإلقليمي؛‬ ‫فرغم الخطابات التي‬
‫الدولة بين املستويين املركزي‬
‫نادت بأهمية تحقيق االلتقائية إال أن‬
‫إمكانية تنظيم مباريات‬ ‫‪-‬‬ ‫والجهوي و على مستوى العمالة أو‬
‫الحكومة تسهر على برامجها من خالل‬
‫موحدة لتوظيف األطر املشتركة بين‬ ‫اإلقليم استنادا إلى مبدأ التفريع؛‬
‫كل قطاع على حدة‪ ،‬الش ئ الذي يترتب‬
‫القطاعات الوزارية املعنية للعمل‬
‫التأكيد على إشراف الوالة‬ ‫‪-‬‬ ‫عنه تعددية املبادرات الغير املنسجمة‪،‬‬
‫باملصالح الالممركزة التابعة لها‪.‬‬
‫والعمال على عملية تنسيق أنشطة‬ ‫وما ينتج عنها من هدر للجهود واملوارد‪،‬‬
‫كما نص امليثاق على وضع‬ ‫املصالح الالممركزة تحت سلطة‬ ‫وهو ما أثر سلبا أيضا على أداء‬
‫تصاميم مديرية لالتمركز اإلداري‬ ‫بمختلف‬ ‫املعنيين‪،‬‬ ‫الوزراء‬ ‫الجماعات االترابية التي تحتاج إلى‬
‫خاصة باملصالح الالممركزة التابعة‬ ‫تطبيقاتها‪ ،‬من أجل ضمان‬ ‫مخاطبين أكفاء في مصالح الدولة‬
‫لكل قطاع وزاري معين‪ ،‬تشكل خارطة‬ ‫االلتقائية والتجانس والتناسق في‬ ‫الالممركزة‪ .‬إن أسلوب الالتركيز هذا‬
‫طريق لعمل هذه املصالح‪ ،‬ومحددة‬ ‫بلورة وتنفيذ السياسات العمومية‬ ‫ظل محصورا في مجرد تفويض التوقيع‬
‫اللتزاماتها في تدبير املرفق العمومي‬ ‫واملشاريع والبرامج العمومية؛‬ ‫مع بقاء تحكم املركز في عملها‪،‬‬
‫الذي تشرف عليه‪ ،‬وضمان جودة‬ ‫فاملسؤولون يضطرون دائما للرجوع‬
‫إمكانية احداث تمثيليات‬ ‫‪-‬‬
‫الخدمة العمومية التي يقدمها؛ يتم‬ ‫لإلدارة املركزية في كل صغيرة وكبيرة‪ -‬و‬
‫إدارية جهوية أو إقليمية مشتركة بين‬
‫تنزيلها وفق مخطط زمني محدد (أجل‬ ‫إن كان األمر يختلف من قطاع إلى آخر‬
‫قطاعين وزاريين أو أكثر‪ ،‬على‬
‫ثالث سنوات)‪.‬‬ ‫إال أنه ظل السمة الغالبة التي تطبع‬
‫الصعيدين الجهوي واالقليمي؛‬
‫و رغم أهمية املستجدات التي‬ ‫اشتغال هذه املصالح‪ -‬إضافة الى كثرة‬
‫جاء بها امليثاق‪ ،‬إال أن عمل املصالح‬ ‫ترشيد النفقات العمومية‬ ‫‪-‬‬
‫املصالح الترابية الخارجية التي ال تتمتع‬
‫الالممركزة سيظل قاصرا ما لم يتم‬ ‫من خالل اعتماد مبدأ التعاضد في‬
‫بأي سلطة حقيقية في مجال اتخاذ‬
‫تجاوز عدة اشكاليات من بينها تغيير‬ ‫الوسائل املادية والبشرية وتقاسمها‬
‫القرار‪ ،‬وال تتوفر على الوسائل املناسبة‬
‫العقليات التي الزالت متمسكة‬ ‫بين التمثيليات املشتركة املذكورة؛‬
‫لالضطالع بدورها‪ ،‬عالوة على عدم‬
‫باملركزية و التي تتخوف من فقدان‬ ‫تحقيق اإلنصاف في تغطية‬ ‫‪-‬‬ ‫اإلنصاف في تغطية التراب الوطني ‪.‬‬
‫سلطاتها و امتيازاتها؛ وتوضيح حدود‬ ‫التراب الوطني ؛‬ ‫لذلك صدر املرسوم رقم‬
‫العالقة التي تربط الوالة و العمال‬ ‫‪ 2.17.618‬بمثابة ميثاق وطني لالتمركز‬
‫العمل على اتخاذ التدابير‬ ‫‪-‬‬
‫الجهوية‬ ‫التمثيليات‬ ‫برؤساء‬ ‫اإلداري لتجاوز االشكاالت التي ظلت‬
‫التنظيمية الالزمة من أجل تخويل‬
‫واإلقليمية‪ ،‬بما يسمح لهم باإلبداع و‬ ‫تعرقل عمل املصالح الالممركزة‪ ،‬حيث‬
‫رؤساء املصالح الالممركزة على‬
‫التطوير و تجاوز هاجس الرقابة التي‬ ‫نص على عدة مقتضيات أساسية من‬
‫الصعيدين الجهوي صفة آمرين‬
‫تمارس عليهم‪.‬‬ ‫بينها‪:‬‬
‫بالصرف جهويين و تحفيزهم؛‬
‫‪30‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫كما أن من شأن اعتماد‬


‫التعاقد املبني على النتائج في عالقة‬
‫اإلدارة املركزية باملصالح الالممركزة؛‬
‫وتزويدها بموارد بشرية ذات كفاءة و‬
‫خبرة‪ ،‬و اعتماد نظام خاص لتحفيز‬
‫العاملين باملصالح االالممركزة مبني‬
‫على تقييم املردودية‪ ،‬و أخذ بعين‬
‫االعتبار التطورات التقنية و‬
‫التكنولوجية والرقمنة‪ ،‬من شأن كل‬
‫هذه التدابير واإلجراءات أن تحدث‬
‫نقلة نوعية في أداء هذه املصالح بما‬
‫ينعكس إيجابا على التنمية املحلية و‬
‫تحسين جودة تدبير الشأن العام‬
‫املحلي‪.‬‬
‫‪31‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫التي من شأنها أن تغيب روح‬ ‫يحقق فكرة الالتمركز في أبعادها‬


‫املبادرة واإلبداع؟‬ ‫املختلفة‪.‬‬
‫في البداية‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى‬ ‫في هذا الصدد‪ ،‬تثار عددا من‬
‫أن املرسومين السابقين لالتمركز‬ ‫األسئلة ذات الصلة باملوضوع في أبعاده‬
‫اإلداري لسنة ‪ 1993‬و ‪ 2005‬لم يتناوال‬ ‫النظرية والتطبيقية‪ ،‬التي سيتم‬
‫مسألة نقل االختصاصات‪ ،‬بل اقتصرا‬ ‫مالمستها في هذه الورقة التفاعلية حول‬
‫على التفويض‪ ،‬حيث نصت املادة ‪ 5‬من‬ ‫الالتمركز اإلداري ‪:‬‬
‫مرسوم ‪ 2‬دجنبر ‪" :2005‬يتعين على‬ ‫‪ -‬ما املقصود بنقل االختصاصات‬
‫رؤساء القطاعات الوزارية تفويض‬ ‫أو بما سمي بتوزيع االختصاصات‬
‫اإلمضاء ومسؤولية اتخاذ القرارات‬ ‫بين اإلدارات املركزية واملصالح‬
‫اإلدارية الفردية إلى رؤساء املصالح‬ ‫الالممركزة التابعة لها املتضمنة‬
‫الالممركزة على صعيد الجهة أو العمالة‬ ‫في الباب الرابع من ميثاق‬
‫أو اإلقليم"‪.‬‬ ‫الالتمركز؟‬
‫في املقابل‪ ،‬فما أتى به امليثاق‬ ‫‪ -‬ما طبيعة االختصاصات التي‬
‫الجديد هو عملية نقل االختصاصات‬ ‫سيحتفظ بها للدولة؟ وتلك التي‬ ‫انطالقا من اعتبار الالتمركز‬
‫من املركز نحو املحيط لضمان تنفيذ‬ ‫سيتم نقلها ؟‬ ‫اإلداري كأداة رئيسية لتفعيل السياسة‬
‫توجهات الدولة واختياراتها‪ .‬وهذا يترتب‬ ‫‪ -‬كيف يمكن تفسير تجانس وتداخل‬ ‫العامة للدولة‪ ،‬يقوم على أساس نقل‬
‫عنه تنازل اإلدارة املركزية ملصالحها‬ ‫االختصاصات املنقولة للجهات‬ ‫السلط والوسائل وتخويل االعتمادات‬
‫الالممركزة ملمارسة االختصاصات‬ ‫والعماالت واألقاليم من طرف‬ ‫من طرف اإلدارات املركزية لفائدة‬
‫املنقولة إليها‪ ،‬مع فرض رقابة رئاسية‬ ‫الدولة في إطار الالمركزية‬ ‫املصالح الالممركزة على املستوى‬
‫مواكبة وبعدية تسعى إلى تحقيق‬ ‫املنصوص عليها في القانونين‬ ‫الترابي‪ ،‬تمكينا لها من القيام باملهام‬
‫النجاعة والفعالية في األداء‪.‬‬ ‫التنظيمين ‪ 111.14‬و ‪ ،112.14‬مع‬ ‫املنوطة بها‪ ،‬واتخاذ املبادرة تحقيقا‬
‫وعليه‪ ،‬تتحدد االختصاصات‬ ‫تلك التي سيتم نقلها من طرف‬ ‫للفعالية والنجاعة‪.‬‬
‫ذات الطابع املحلي الجهوي واإلقليمي‬ ‫نفس املصدر إلى املصالح‬ ‫ولعل االتساع الكبير لنطاق‬
‫بالعنصر الترابي (املجال)‪ ،‬أي البث في‬ ‫الالممركزة في إطار عدم التركيز؟‬ ‫تدخل الدولة في وقتنا الحالي‪ ،‬جعل من‬
‫القضايا ذات الطابع الجهوي بالنسبة‬ ‫مسألة نقل االختصاصات وسيلة فعالة‬
‫للمصالح الالممركزة الجهوية‪،‬‬ ‫كيف لنا أن نتحدث عن اتخاذ‬ ‫‪-‬‬ ‫ملسايرة األنشطة املتعددة للدولة‬
‫والقضايا ذات النفع العام على املستوى‬ ‫القرار في إطار الالتمركز في حين‬ ‫وتطوير أجهزتها اإلدارية‪ ،‬حيث تتم‬
‫اإلقليمي تبث فيها التمثيليات‬ ‫أن املسؤول اإلداري على مصلحة‬ ‫ممارسة بعض االختصاصات بكيفية‬
‫اإلقليمية‪.‬‬ ‫قطاعية جهوية أو إقليمية‬ ‫أصيلة من طرف أشخاص وهيئات‬
‫الممركزة ال يرقى سوى أن يكون‬
‫بناء على ما سبق‪ ،‬فنقل‬ ‫أقرب إلى موقع العمل واملستفيدين‬
‫االختصاصات ما هي إال ميكانيزم إلعادة‬ ‫مجرد أداة تنفيذية ال غير تلتزم‬ ‫منه‪ ،‬وبالتالي فإن نقل االختصاص‬
‫توزيع مجاالت وميادين النشاط‬ ‫بالتعليمات والتوجيهات الرئاسية‬
‫‪32‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫التصاميم املديرية على اللجنة الوزارية‬ ‫فاملصالح الالممركزة للدولة تقوم‬ ‫العمومي بتمكين كل مستوى من‬
‫لالتمركز اإلداري قصد املصادقة عليها‬ ‫ب ــتقديم كل أشكال الدعم واملساعدة‪،‬‬ ‫مستويات التدبير العمومي من البث في‬
‫قبل الشروع في تنفيذها‪.28‬‬ ‫إرساء أسس الشراكة الفاعلة عن‬ ‫القضايا الخاصة به بناء على مبدأ‬
‫ونشير إلى أنه في االجتماع‬ ‫طريق إبرام اتفاقيات أو عقود باسم‬ ‫التفريع ومبدأ التدرج والتمايز‪ .‬كما أن‬
‫األخير للجنة الوزارية لالتمركز اإلداري‬ ‫الدولة‪ ،‬املساهمة في تنمية قدرات‬ ‫كل نقل لالختصاص يقابله نقل للموارد‬
‫بتاريخ ‪ 2019/12/31‬برئاسة السيد‬ ‫الجماعات الترابية واملواكبة في إنجاز‬ ‫البشرية واملالية واملادية املناسبة‪ .‬مما‬
‫رئيس الحكومة‪ ،‬أكد على أنه تم االنتهاء‬ ‫املشاريع والبرامج العمومية والتنموية‪.‬‬ ‫من شأنه أن يعهد إلى اإلدارات املركزية‬
‫من إعداد التصاميم املديرية لكل قطاع‬ ‫والجدير بالقول‪ ،‬أن عملية‬ ‫باملهام التي تكتس ي طابعا وطنيا أو تلك‬
‫وزاري وتمت املصادقة عليها من طرف‬ ‫نقل االختصاصات تسعى إلى تحقيق‬ ‫التي يتعذر إنجازها من قبل املصالح‬
‫اللجنة الوزارية‪.‬‬ ‫مجموعة من األهداف ترمي إلى تقريب‬ ‫الالممركزة‪ ،‬بحيث تتحدد اختصاصات‬
‫نقل‬ ‫يتحقق‬ ‫وبالتالي‬ ‫اإلدارة من املواطنين‪ ،‬توفير البنيات‬ ‫اإلدارات املركزية في عالقتها بمصالحها‬
‫االختصاصات عندما يتم تحويل‬ ‫التحتية الالزمة لتحقيق التمركز‬ ‫الالممركزة في التصور والتوجيه‬
‫اختصاصات كانت تمارس إلى عهد‬ ‫األنشطة االقتصادية‪ ،‬ثم تقنين تدخل‬ ‫والتدبير واملراقبة‪ .‬وتتولى املصالح‬
‫قريب من قبل إدارات الدولة على‬ ‫الدولة وترشيد مواردها املالية والبشرية‬ ‫الالممركزة للدولة على املستوى الجهوي‬
‫املستوى املركزي إلى وحدات إدارية‬ ‫وعقلنة التنظيم اإلداري ومردوديته‬ ‫مهمة السهر على تدبير املرافق العمومية‬
‫الممركزة قطاعية أو مشتركة بين‬ ‫سعيا لتحقيق توزيع عمومي وأفقي‬ ‫الجهوية التابعة للدولة‪ ،‬وتنفيذ‬
‫وزارتين أو أكثر‪ .‬إال أنه نسجل هنا أن‬ ‫للسلطة واملسؤولية‪.‬‬ ‫السياسات العمومية‪ ،‬واإلسهام في‬
‫‪ -‬هدية‬ ‫تنزيل التصاميم املديرية‬ ‫أما بخصوص تقنيات نقل‬ ‫إعداد وتنفيذ البرامج واملشاريع‬
‫ملغومة‪ -‬املضمنة لالختصاصات‬ ‫االختصاصات‪ ،‬فيتم ذلك بمقتضيات‬ ‫العمومية املبرمجة على صعيد‬
‫املنقولة أو املفوضة ستتم في إطار‬ ‫تشريعية (قوانين) أو تنظيمية (مراسيم‬ ‫الجهة‪ ،26‬أما املصالح الالممركزة‬
‫تعاقدي بين السلطات الحكومية ووالي‬ ‫وقرارات)‪ ،‬حيث تناول امليثاق الوطني‬ ‫للدولة على املستوى اإلقليمي فسيعهد‬
‫الجهة ورؤساء التمثيليات الجهوية‬ ‫لالتمركز اإلداري في املادة ‪ 20‬منه على‬ ‫لها ممارسة االختصاصات املتعلقة‬
‫املعنية في غياب تام لفاعل أساس ي‪،‬‬ ‫أن تقوم السلطات الحكومية بإعداد‬ ‫باألنشطة والخدمات التي تقدمها‬
‫يتعلق األمر بالجماعات الترابية‪.29‬‬ ‫تصاميم مديرية لالتمركز اإلداري‬ ‫املرافق العمومية املكلفة بتدبيرها‪،‬‬
‫وهذا من شانه أن يعطي للسلطة‬ ‫خاصة بمصالحها الالممركزة‪ ،‬تحدد‬ ‫تنفيذ التوجيهات والقرارات الصادرة‬
‫املركزية قوة تقريرية وتحكمية أكثر‬ ‫فيها االختصاصات ذات الطابع‬ ‫عن السلطات الحكومية التابعة لها‬
‫خصوصا أن العملية التعاقدية يمكن‬ ‫التقريري التي سيتم نقلها وتلك التي‬ ‫وإنجاز البرامج واملشاريع املبرمجة على‬
‫التراجع عنها في أي وقت‪ ،‬مما يؤثر في‬ ‫يمكن أن تكون موضوع التفويض‪،‬‬ ‫صعيد العمالة أو اإلقليم‪.27‬‬
‫استقرارها وديمومتها‪ .‬عالوة على أن‬ ‫وكذا املوارد البشرية واملادية لتمكين‬ ‫وفي عالقتها بالجماعات‬
‫الحاجيات واملتطلبات تأتي من األسفل‬ ‫املصالح الالممركزة للدولة من ممارسة‬ ‫الترابية وهيئاتها والهيئات واملؤسسات‬
‫ال من األعلى‪.‬‬ ‫اختصاصات املوكولة إليها‪ .‬وتحال هذه‬ ‫األخرى ذات االختصاص الترابي‪،‬‬

‫‪ -29‬املادة ‪ 22‬من ميثاق الالتمركز اإلداري‬ ‫‪ - 27‬املادة ‪ 16‬من ميثاق الالتمركز اإلداري‬ ‫‪ - 26‬املادة ‪ 15‬من ميثاق الالتمركز اإلداري الصادر بتاريخ ‪ 27‬دجنبر‬
‫‪ -28‬املادة ‪ 21‬من ميثاق الالتمركز اإلداري‬ ‫‪.2018‬‬
‫‪33‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫الوظائف اإلستراتيجية املتمثلة في بلورة‬ ‫تمثيليات قطاعية للدولة داخل الجهة‪.‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬نورد أن‬
‫تصور السياسات العمومية‪ ،‬مع ترك‬ ‫مما يدفعنا إلى طرح التساؤالت التالية‪:‬‬ ‫عملية نقل االختصاصات في إطار‬
‫تنفيذها وتنزيلها على املستوى الترابي إلى‬ ‫كيف يتم تحديد مستويات‬ ‫‪-‬‬ ‫الدولة املوحدة تثار بشأنها إشكالية‬
‫املصالح الالممركزة‪.‬‬ ‫ممارسة هذه االختصاصات بين‬ ‫معقدة ولها أثر عليها‪ ،‬بحيث هذا‬
‫ففي قراءة متأنية للميثاق‪،‬‬ ‫الجهة واملصالح الالممركزة بها؟‬ ‫امليكانيزم ال يجب أن يمس وحدة األمة‬
‫نجد على أنه كلما تناول املهام‬ ‫أال يعد هذا التوجه آلية‬ ‫‪-‬‬ ‫وتماسكها ووحدة التراب‪ ،‬إذ تسعى‬
‫واالختصاصات املوكولة للمصالح‬ ‫لسحب هذه االختصاصات من‬ ‫الدولة دائما في إطار تقويتها لسلطات‬
‫الالممركزة على املستوى الجهوي أو‬ ‫الجماعات الترابية لفائدة‬ ‫الوحدات الترابية الالممركزة أن ال‬
‫اإلقليمي‪ ،‬إال وأقرنها بممارستها تحت‬ ‫املصالح الالممركزة‪ ،‬مما يفرغ‬ ‫يؤدي ذلك إلى املس بالوحدة الوطنية‪،‬‬
‫سلطة الوزراء املعنيين وتحت إشراف‬ ‫الالمركزية من أبعادها املتقدمة ؟‬ ‫وهذا ما يجعلها تتجه إلى وسائل ناجعة‬
‫والي الجهة أو عامل العمالة أو اإلقليم‪.‬‬ ‫‪ -‬ما هي املؤشرات واملعايير الدالة‬ ‫للحفاظ عليها من خالل وضع إطار‬
‫وبالتالي فهامش الحرية لدى املسؤول‬ ‫حول القضايا واملجاالت التي‬ ‫خاص لعملها وأنشطتها‪ ،‬آلية للمراقبة‬
‫اإلداري على مستوى الجهة أو العمالة‬ ‫يمكن أن تنقل إلى الجماعات‬ ‫اإلدارية القبلية واملواكبة والبعدية‪،‬‬
‫أو اإلقليم محدود‪ ،‬حيث أنه مقيد‬ ‫الترابية وتلك التي يمكن أن تقوم‬ ‫تتبع نشاطها وتقييم أدائها والسهر على‬
‫بالتوجيهات والتعليمات الرئاسية‬ ‫بها املصالح الالممركزة للدولة‪،‬‬ ‫حسن سيره واستمراريته‪.‬‬
‫واإلشراف الفعلي والدور التنسيقي‬ ‫علما أنها تتداخل في موضوعاتها‬ ‫باإلضافة إلى ما سبق‪ ،‬تطرح‬
‫لوالي الجهة على اعتبار الدور املحوري‬ ‫وأن نجاح الالمركزية رهين بجودة‬ ‫كذلك إشكالية االختصاصات املنقولة‬
‫الذي منحه إياه الدستور وامليثاق‬ ‫الالتمركز‪ ،‬وأن التنظيم الترابي‬ ‫إلى الجماعات الترابية في إطار‬
‫الوطني لالتمركز‪.‬‬ ‫للمملكة يقوم على الجهوية‬ ‫الالمركزية‪ ،‬حيث بالرجوع إلى ما تناولته‬
‫في الختام‪ ،‬ال ينبغي أن تقتصر‬ ‫املتقدمة بمنطوق الفصل األول‬ ‫املادة ‪ 94‬من القانون التنظيمي‬
‫مهمة املصالح الالممركزة على االمتثال‬ ‫من الدستور الحالي؟‬ ‫‪ 111.14‬املتعلق بالجهات‪ ،‬التي حددت‬
‫لتوجيهات وتعليمات اإلدارات املركزية‪،‬‬ ‫نفس األمر يمكن التساؤل‬ ‫االختصاصات املنقولة للجهة في‬
‫بحيث أن توسيع مجال التدبير املحلي‬ ‫حوله فيما يخص االختصاصات‬ ‫القطاعات التالية اعتمادا على مبدأي‬
‫انطالقا من املحيط من شانه أن يسهل‬ ‫املنقولة للعماالت واألقاليم املنصوص‬ ‫التفريع والتدرج والتمايز بين الجهات‪،‬‬
‫املمارسة اإلدارية التي تنبني على هامش‬ ‫عليها في املادة ‪ 89‬من القانون التنظيمي‬ ‫وهي ‪ :‬التجهيزات والبنيات التحتية ذات‬
‫من الحرية واملبادأة واإلبداع‪ .‬وسيكون‬ ‫‪.112.14‬‬ ‫البعد الجهوي‪ ،‬الصناعة‪ ،‬الصحة‪،‬‬
‫لهذه العملية أثر كبير على التدبير‬ ‫وفي نقطة أخيرة من هذه‬ ‫التجارة‪ ،‬التعليم‪ ،‬الثقافة‪ ،‬الرياضة‪،‬‬
‫العمومي‪ ،‬خصوصا إذا بنيت على‬ ‫الورقة‪ ،‬نرى أن امليثاق الوطني لالتمركز‬ ‫الطاقة‪ ،‬املاء والبيئة‪.‬‬
‫أسس قانونية صلبة ودائمة ومستقرة‬ ‫اإلداري جاء ليحدث قطيعة حقيقية‬ ‫املالحظ بهذا الخصوص‪ ،‬أن‬
‫في الزمان واملكان وليس على أساس‬ ‫مع نظام املركزية من خالل الحد من‬ ‫هذه املجاالت ذكرت بشكل عام‬
‫التفويض في السلطة أو التوقيع‪.‬‬ ‫تمركز اتخاذ القرار على مستوى‬ ‫وفضفاض‪ ،‬وهي عينها التي من أجلها‬
‫اإلدارات املركزية وحصر نشاطها في‬ ‫أحدثت املصالح الالممركزة للدولة على‬
‫املستوى الترابي‪ ،‬وتتوالها باعتبارها‬
‫‪34‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫التنظيمي رقم ‪ 113.14‬املتعلق‬ ‫لقد أظهرت التجربة اإلدارية‬


‫بالجماعات‪.‬‬ ‫املغربية على امتداد سنوات عديدة‬
‫أوال ‪ :‬معايير للتقييم‬ ‫منذ االستقالل‪ ،‬على أهمية وجود‬
‫السليم‬ ‫مؤسسة ترابية قادرة على تنسيق‬
‫يبقى في نظرنا أن إجراء أي‬ ‫العمل اإلداري بين مختلف املصالح‬
‫تقييم لعمل هاته املصالح الالممركزة‬ ‫الالممركزة املتواجدة على املستوى‬
‫على مستوى تنزيل و احترام مضامين‬ ‫الجهوي واإلقليمي‪ ،‬قصد تتبع‬
‫ميثاق الالتمركز اإلداري ‪ ،‬ال يمكن أن‬ ‫مختلف تدخالتها والسهر على حسن‬
‫يتم فقط من خالل تقييم النصوص‬ ‫سيرها‪ ،‬وقد أسند هذا االختصاص‬
‫القانونية و التنظيمية فحسب بل البد‬ ‫وفق منطوق الفصل ‪ 145‬من‬
‫أن ينصب التقييم على مستوى‬ ‫الدستور لوالة الجهات وعمال‬ ‫‪cerss‬‬
‫الحصيلة على أرض الواقع ‪،‬و على‬ ‫العماالت واألقاليم‪ ،‬و قد عززميثاق‬
‫مدى تحقيق هاته األجرأة في زمن‬ ‫الال تمركز اإلداري ذلك باعتماده على‬
‫إداري معين‪.‬‬ ‫مؤسستين أساسيتين هما الوالي‬
‫إن أي تقييم يجب أن‬ ‫والجهة باعتبار الوالي مؤسسة‬
‫ينصب بالدرجة األولى على أهداف و‬ ‫والجهوية أساس التنظيم الترابي‬
‫مبادئ امليثاق املحددة و املعلن عنها‬ ‫ي ‪30‬‬
‫الجهو ‪.‬‬
‫‪ ،‬و إلى أي مدى سيتم تفعيلها من قبل‬ ‫و هكذا نرى أن صيرورة‬
‫املصالح الالممركزة ‪ ،‬و املتمثلة أساسا‬ ‫الالتمركز اإلداري ملصالح الدولة بهذا‬ ‫مقدمة‬
‫‪31‬‬
‫في ‪:‬‬ ‫املعنى هو تنظيم إداري مواكب‬ ‫لقد حدد ميثاق الالتمركز‬
‫‪ -‬مبادئ وآليات اإلنصاف في‬ ‫للتنظيم الترابي الالمركزي للمملكة‬ ‫اإلداري املبادئ والقواعد الجديدة التي‬
‫تغطية التراب الوطني املتمثلة في‬ ‫القائم على الجهوية املتقدمة‪ ،‬وأداة‬ ‫تحكم العالقات بين مختلف مكونات‬
‫ضمان التوزيع الجغرافي املتكافئ‬ ‫رئيسية لتفعيل السياسة العامة‬ ‫اإلدارة املركزية و مجموع مصالحها‬
‫ملصالح الدولة الالممركزة‪ ،‬من‬ ‫للدولة على املستوى الترابي و الذي‬ ‫الالممركزة‪ ،‬بما يضمن النجاعة في‬
‫خالل اعتماد مبدأ التفريع في‬ ‫شهد تطورا ملموسا واكتس ى قدرا كبيرا‬ ‫التدبير اإلداري ‪ ،‬و تحقيق االنسجام‬
‫توزيع املهام واالختصاصات مع‬ ‫من األهمية بصدور القانون التنظيمي‬ ‫بين مختلف السياسات العمومية ‪،‬مع‬
‫تخويل الجهة مكانة الصدارة في‬ ‫رقم ‪ 111.14‬املتعلق بالجهات والقانون‬ ‫ضمان انسجامها على املستوى الترابي‪،‬‬
‫التنظيم اإلداري الترابي؛‬ ‫التنظيمي رقم ‪ 112.14‬املتعلق‬ ‫و مراعاة الخصوصيات الجهوية‬
‫‪ -‬وحدة عمل املصالح الالممركزة‬ ‫بالعماالت واألقاليم والقانون‬ ‫واإلقليمية‪.‬‬
‫للنجاعة‬ ‫ضمانا‬ ‫للدولة‬

‫‪ 31‬املادتين ‪ 7‬و‪ 8‬من املرسوم رقم ‪ 2.17.618‬الصادر في ‪ 18‬من ربيع‬ ‫الترابية‪ ،‬وخاصة رؤساء املجالس الجهوية‪ ،‬على تنفيذ املخططات‬ ‫‪ 30‬استنادا إلى الفصل ‪ 145‬من الدستور املغربي لسنة ‪ " : 2011‬يمثل‬
‫اآلخر ‪ 26( 1440‬ديسمبر ‪ )2018‬بمثابة ميثاق وطني لالتمركز‬ ‫والبرامج التنموية‪ - .‬يقوم الوالة والعمال‪ ،‬تحت سلطة الوزراء املعنيين‪،‬‬ ‫والة الجهات وعمال العماالت واألقاليم‪ ،‬السلطة املركزية في الجماعات‬
‫اإلداري‪..‬‬ ‫بتنسيق أنشطة املصالح الالممركزة لإلدارة املركزية‪ ،‬ويسهرون على‬ ‫الترابية‪.-‬يعمل الوالة والعمال‪ ،‬باسم الحكومة‪ ،‬على تأمين تطبيق‬
‫حسن سيرها"‪.‬‬ ‫القانون‪ ،‬وتنفيذ النصوص التنظيمية للحكومة ومقرراتها‪ ،‬كما‬
‫يمارسون املراقبة اإلدارية‪.-‬يساعد الوالة والعمال رؤساء الجماعات‬
‫‪35‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫تأهيل املصالح الالممركزة‬ ‫‪-‬‬ ‫الحركية اإلدارية‪ ،‬قصد تمكين‬ ‫والفعالية‪ ،‬وتحقيقا لاللتقائية‬
‫ملمارسة صالحيات تقريرية‬ ‫املصالح املذكورة من التوفر على‬ ‫والتكامل في االختصاصات‬
‫بكيفية فعلية وناجعة‪ ،‬وتحديد‬ ‫الكفاءات الالزمة التي تؤهلها‬ ‫املوكولة إليها مع ربط املسؤولية‬
‫نطاق املسؤوليات املخولة لها‪،‬‬ ‫للقيام بمهامها في أحسن‬ ‫باملحاسبة في تقييم أدائها؛‬
‫ومجاالت تدخلها؛‬ ‫الظروف؛‬
‫املصالح‬ ‫رؤساء‬ ‫تخويل‬ ‫‪-‬‬ ‫تبسيط إجراءات الولوج إلى‬ ‫‪-‬‬
‫الالممركزة على الصعيد‬ ‫تحقيق مبادئ الحكامة و مواكبة‬ ‫‪-‬‬ ‫الخدمات العمومية وتقريب‬
‫الجهوي‪ ،‬صفة آمرين بالصرف‬ ‫الجهوية املتقدمة والنهوض‬ ‫الخدمات العمومية من‬
‫جهويين‪ ،‬لتمكينهم من تدبير‬ ‫االقتصادية‬ ‫بالتنمية‬ ‫املرتفقين وضمان جودتها‬
‫االعتمادات املرصودة لهذه‬ ‫واالجتماعية وتحفيز االستثمار‬ ‫واستمراريتها؛‬
‫املصالح؛‬ ‫وخلق فرص الشغل‪ ،‬والرفع من‬
‫جودة الخدمات االجتماعية‬ ‫إرساء دعائم لتفعيل آليات‬ ‫‪-‬‬
‫تمكين الرؤساء املذكورين‪ ،‬من‬ ‫‪-‬‬
‫وتقريب الخدمات العمومية الى‬ ‫الشراكة والتعاون بينها وتقديم‬
‫صالحيات تدبيــر املسار املنهي‬
‫املرتفقين؛‬ ‫كل أشكال الدعم لضمان‬
‫للمــوارد البشــرية الخاضعة‬
‫التقائية السياسات العمومية‬
‫لسلطتهم على الصعيدين‬
‫كما يحق لنا قبل أن نقوم‬ ‫وتجانسها مع تحقيق الفعالية‬
‫الجهوي واإلقليمي؛‬
‫بإعمال أي تقييم لعمل هاته املصالح‬ ‫والنجاعة في تنفيذ البرامج‬
‫إعادة تحديد املهام املوكولة إلى‬ ‫‪-‬‬
‫الالممركزة أن نتساءل عن مدى التزام‬ ‫واملشاريع العمومية؛‬
‫اإلدارات املركزية املعنية في ضوء‬
‫الدولة و على رأسها اإلدارات املركزية في‬
‫الصالحيات املزمع تخويلها‬
‫تنزيل و أجرأة الوسائل القانونية‪ ،‬و‬ ‫اقتران نقل االختصاصات إلى‬ ‫‪-‬‬
‫للمصالح الالممركزة التابعة لها؛‬
‫املالية – املادية‪ ،‬و البشرية و‬ ‫املصالح الالممركزة بتخصيص‬
‫املؤسساتية املواكبة و املساعدة لهاته‬ ‫موارد مالية وبشرية لتمكينها من‬
‫ثانيا‪ :‬واقع الالتمركز‬
‫املصالح على القيام بعملها على أحسن‬ ‫االضطالع باملهام والصالحيات‬
‫اإلداري الحالي اعتمادا على‬
‫ما يرام ‪.‬‬ ‫املخولة لها؛‬
‫خالصات بعض الدراسات امليدانية ‪32‬‬
‫و ذلك من خالل‪:‬‬
‫في إطار مجموعة من‬ ‫الكفاءة واالستحقاق وتكافؤ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬إصدار النصوص القانونية و‬
‫البحوث و التقارير امليدانية التي قام‬ ‫الفرص في إسناد مسؤولية تدبير‬
‫التنظيمية املمأسسة لهاته‬
‫بها بعض طلبتنا و كذا بعض األطر‬ ‫املصالح الالممركزة؛‬
‫العملية سواء على مستوى‬
‫اإلدارية املتدربة و التي استهدفت‬
‫تحديد املهام و نقل‬
‫تقييم عمل مجموعة من املصالح‬ ‫إعادة انتشار املوظفين بين‬ ‫‪-‬‬
‫االختصاصات و تفعيل سلطة‬
‫اإلدارية الالممركزة بقطاع التربية و‬ ‫اإلدارات املركزية واملصالح‬
‫التفويض؛‬
‫التكوين‪ ،‬بعد تنزيل ميثاق الالتمركز‬ ‫الالممركزة من خالل تشجيع‬

‫القنيطرة‪ ،‬و التي قاموا بها كدراسة ميدانية استهدفت بعض‬ ‫‪ 3‬استثمار خالصات مجموعة من أبحاث التخرج من مسلك‬
‫املديريات الجهوية(األكاديمية) و اإلقليمية لقطاع التربية الوطنية‪.‬‬ ‫اإلدارة التربوية باملراكز الجهوية ملهن التربية و التكوين و كذا من‬
‫بحوث ماستر مهن التربية و التكوين بجامعة ابن طفيل‪-‬‬
‫‪36‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫املصالح اإلدارية الالممركزة‬ ‫غياب ألي نص قانوني ينقل‬ ‫‪-‬‬ ‫اإلداري‪ ،‬خلصوا إلى مجموعة من‬
‫داخل مجالهم الترابي‪ ،‬وذلك من‬ ‫بشكل واضح وحصري الئحة‬ ‫االستنتاجات و الخالصات نذكر منها ‪:‬‬
‫خالل التقارير التي يرفعونها‬ ‫االختصاصات حسب كل قطاع‬ ‫‪ -‬استمرار هيمنة اإلدارة املركزية‬
‫للوزراء الذين يتبع لهم هؤالء‬ ‫وزاري‪ ،‬و التي يتعين نقلها من‬ ‫على مستوى مراكز القرار؛‬
‫املسؤولون ‪.‬‬ ‫املركز إلى املصالح الالممركزة‪.‬‬ ‫‪ -‬عدم التنسيق بين املصالح‬
‫كما أنه لم تصدر إلى حد الساعة‬ ‫الالممركز ة في تنفيذ البرامج على‬
‫ثالثا ‪ :‬آفاق إنجاح عمل‬
‫قرارات تفويض اإلمضاء‬ ‫املستوى املحلي؛‬
‫املصالح الالممركزة‪.‬‬
‫واالختصاص لفائدة بعض‬ ‫‪ -‬تغطية التراب الوطني ال تتبع‬
‫لقد أثبتت التجربة الحالية‬ ‫ممثلي مصالح الدولة على‬ ‫تطور التقسيم الترابي ‪ . -‬بعض‬
‫لتنزيل ميثاق الالتمركز اإلداري ‪ -‬رغم‬ ‫املستوى الجهوي‪ ،‬تخص‬ ‫الجهات واألقاليم أقل جاذبية‬
‫محدوديتها الزمنية ‪ -‬ضرورة القيام بعدة‬ ‫القرارات املهمة كاملوارد البشرية‬ ‫من غيرها لألطر ذات املستوى‬
‫مراجعات وإصالحات موازية‪ :‬إعادة‬ ‫والصفقات العمومية وتدبير‬ ‫العالي من الكفاءة ؛‬
‫النظر في اختصاصات القطاعات‬ ‫امليزانية‪....‬وهو ما يفسر استمرار‬ ‫‪ -‬غالبية املوارد البشرية تدبر من‬
‫الوزارية‪ ،‬مراجعة الهياكل التنظيمية‬ ‫اإلدارة املركزية في االستحواذ‬ ‫لدن مسؤولي اإلدارة املركزية؛‬
‫تحديد‬ ‫الوزارية‪،‬‬ ‫للقطاعات‬ ‫على مركز القرار‪ ،‬وتكريس‬ ‫‪ -‬يعزى البطء في تنزيل و تفعيل‬
‫االختصاصات الجديدة للمصالح‬ ‫التفاوت الواضح بين مسار‬ ‫مسلسل الالتمركز اإلداري إلى‬
‫الالممركزة‪ ،‬مراجعة مختلف النصوص‬ ‫الالمركزية ومسار الالتمركز‬ ‫طبيعة األساليب و القواعد‬
‫القانونية و التنظيمية املنظمة للموارد‬ ‫اإلداري‪ ،‬وغياب التناسق‬ ‫القانونية و التنظيمية التي كانت‬
‫البشرية على اختالف أطرها ودرجاتها‪،‬‬ ‫وااللتقائية في التدخالت‬ ‫تؤطر العالقة التنظيمية القائمة‬
‫مراجعة نظام تولي املناصب السامية‬ ‫العمومية املحلية‪.‬‬ ‫بين اإلدارات املركزية و مصالحها‬
‫ومناصب املسؤولية على املستوى‬ ‫الخارجية الالممركزة التابعة لها‬
‫إن توسيع و تضخم‬ ‫‪-‬‬
‫املركزي والجهوي واملحلي‪ ،‬مراجعة‬ ‫سابقا‪ ،‬حيت كانت تتم وفق‬
‫اختصاصات الوالة تجاه املصالح‬
‫النصوص التنظيمية املنظمة للمجال‬ ‫تقنية تفويض التوقيع‪ ،‬بدل‬
‫الالممركزة‪، 34‬قد يخلق لنا‬
‫املالي و املادي واملحاسباتي‪ ،‬تحيين‬ ‫تقنية التفريع في توزيع‬
‫مركزية إدارية جهوية‪ ،‬خاصة‬
‫مختلف قوائم التفويضات‪ ،‬سواء على‬ ‫االختصاص‪ ،‬كما هو الحال في‬
‫عندما يسند للوالة إمكانية خلق‬
‫مستوى االختصاص أو اإلمضاء‪ ،‬و أخيرا‬ ‫بعض التجارب املقارنة ‪ ،‬التجربة‬
‫آليات مؤسساتية تعمل تحت‬
‫التسريع بتنزيل و أجرأة كل مضامين‬ ‫‪33‬‬
‫الفرنسية نموذجا؛‬
‫إشرافهم‪ ،‬كما يبقى لهم دور‬
‫ميثاق الالتمركز اإلداري‪.35‬‬
‫كبير في تقييم عمل أداء مسؤولي‬

‫‪ 34‬املواد‪ ..31،32،33، 5،11،19،26،27،28،29،30:‬من املرسوم‬ ‫سنة ‪ 1992‬ومع صدور "قانون اإلدارة الترابية‬ ‫‪ 33‬من الناحية العملية فان ظهور املبدأ بفرنسا يعود إلى تقرير‬
‫رقم ‪ 2.17.618‬الصادر في ‪ 18‬من ربيع اآلخر ‪ 26( 1440‬ديسمبر‬ ‫للجمهورية" سيتم التنصيص على مبدأ التفريع باعتباره آلية لتوزيع‬ ‫" ‪"Guichard‬سنة ‪ ،1976‬الذي أكد على أنه " ليس من الضروري‬
‫‪ )2018‬بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري‪..‬‬ ‫الصالحيات واالختصاصات بين الجماعات الترابية وتحديدا أدوار‬ ‫إسناد أي اختصاص إلى هيئة عليا وإن كانت الدولة ‪،‬متى كانت‬
‫الدولة و ممثليها على املستوى الترابي بشكل يتيح للجماعات‬ ‫جماعة ترابية أدنى قريبة من املواطن قادرة على ضمان الخدمة‬
‫‪ 35‬املادة ‪ 17‬من من املرسوم رقم ‪ 2.17.618‬الصادر في ‪ 18‬من ربيع‬ ‫"األسبقية" في تدبير الشؤون املحلية‪.‬‬ ‫املتوخاة‪ .‬وقد جاء في الفصل الثاني من الجزء األول من هذا‬
‫اآلخر ‪ 26( 1440‬ديسمبر ‪ )2018‬بمثابة ميثاق وطني لالتمركز‬ ‫التقرير‪ ،‬والذي يحمل عنوان "‪" ،‬توزيع االختصاصات"‪ ،‬أن مبدأ‬
‫اإلداري‪..‬‬ ‫التفريع يقود إلى البحث عن املستوى األمثل ملمارسة االختصاصات‪.‬‬
‫‪37‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫إن الحكومة مدعوة ألن‬


‫تتبنى املنهجية التعاقدية والتشاركية‬
‫في التدبير والتسيير فيما بين املستويين‬
‫املركزي والترابي‪ ،‬ومراعاة التنسيق‬
‫والتشاور فيما بين هذه املستويات في‬
‫مجاالت إنجاز البرامج التنموية‪،‬‬
‫تحقيقا ملبدأ التدبير اإلداري باألهداف‬
‫ومراقبة أساليب التدبير املختلفة‪.‬‬

‫كما يجب إيالء عملية‬


‫التنسيق بين مختلف الوحدات‬
‫اإلدارية الالممركزة األهمية القصوى‪،‬‬
‫من خالل تفعيل دور الوالة والعمال في‬
‫عملية التنسيق و اإلشراف و التتبع‬
‫لتدبيرها والسهر على حسن سيرها‪ .‬و‬
‫تتمظهر هذه الوظيفة الجسيمة‬
‫املمنوحة ملؤسسة الوالي من خالل‬
‫مجموعة من االختصاصات التي أوكلها‬
‫له– الوالي‪ -‬امليثاق‪ ،‬ضمن تفعيل‬
‫مراقبة إنجاز املهام‪ ،‬ونشاط املوظفين‬
‫واتخاذ اإلجراءات القانونية الالزمة‬
‫للرفع من مردودية أداء املصالح‬
‫الالممركزة‪.‬‬

‫كما ينبغي التفكير كذلك في‬


‫زيادة و توسعة املجال الترابي لعدد‬
‫الوحدات اإلدارية الالممركزة بما‬
‫يتالءم مع حاجيات ومتطلبات‬
‫املواطنين املتزايدة طبقا لسياسة‬
‫القرب‪ ،‬مع توفير املوارد البشرية‬
‫املناسبة ونقل االعتمادات املالية‬
‫الالزمة‪.‬‬
‫‪38‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫"املحدثة لديه"‪ ،‬والذي يترأس‬ ‫ستتعامل بها مع تدابير الالتمركز‬


‫أشغالها‪ ،‬تضم اللجنة ‪ 4‬وزراء‬ ‫اإلداري التي تقترحها القطاعات‬
‫وازنين دائمين‪ 36‬هم وزراء الداخلية‬ ‫الوزارية "للرفع من فعالية أداء‬
‫واألمانة العامة للحكومة و املالية‬ ‫للدولة‬ ‫الالممركزة‬ ‫املصالح‬
‫وإصالح اإلدارة والوظيفة العمومية‪،‬‬ ‫ونجاعتها"‪ ،‬كما تنص على ذلك‬
‫ينضاف إليهم صنفان من األعضاء‬ ‫بصريح العبارة املادة ‪ 38‬من‬
‫غير الدائمين هم الوزراء املعنيون‬ ‫املرسوم‪ ،‬التي تحدد مهام اللجنة‪.‬‬
‫بالقضايا والنقط املدرجة في جدول‬ ‫وتستند هذه الفرضية على ‪3‬‬
‫أعمال اللجنة‪ ،‬من جهة؛ و‬ ‫مقومات وجيهة‪ ،‬أو مزايا تتمتع بها‬
‫األشخاص الذاتيون أو االعتباريون‬ ‫اللجنة املذكورة تدفع بنا إلى‬
‫الذين يمكن للرئيس أن يدعوهم‬ ‫تحميلها هذه املسؤولية‪ :‬أوال تأليفها‬
‫للمشاركة في أشغالها بصفة‬ ‫يسمح لها باالضطالع بهذه املهمة؛‬
‫استشارية‪ .‬نحن إذا أمام "لجنة‬ ‫ثانيا االختصاصات ذات الطابع‬
‫قيادة"‪ ،‬مقلصة العدد‪ ،‬مما يعني أن‬ ‫التقريري املسندة لها تؤهلها ملساءلة‬
‫نعالج في هذه املقالة الدور‬
‫أشغالها تتسم بالفعالية والدقة‬ ‫القطاعات اإلدارية وتتبع جهودها؛‬
‫الذي يمكن للجنة الوزارية لال تمركز‬
‫والتركيز‪ .‬فهي ذات مهمة محددة‪،‬‬ ‫ثالثا وأخيرا االنتظارات املجتمعية‬
‫اإلداري – التي سنكتفي فيما سيأتي‬
‫اختير أعضاؤها بعناية فائقة من بين‬ ‫الكبرى من الالتمركز اإلداري‬
‫بتسميتها ب اللجنة ‪ -‬أن تضطلع به‬
‫أعضاء الفريق الحكومي‪ ،‬وأسندت‬ ‫والتخوف من اإلخفاق املالزم‬
‫لدعم وتعزيز دور املصالح‬
‫رئاستها لرئيس الحكومة لضمان‬ ‫لسياسة الدولة في هذا امليدان‪،‬‬
‫الالممركزة‪ ،‬على ضوء ما ورد في‬
‫اضطالعها باملهمة املوكلة لها‪ .‬بعبارة‬ ‫والذي يمكن التعبير عنه بكون‬
‫امليثاق الوطني لالتمركز اإلداري‬
‫أخرى‪ ،‬إن تركيبة اللجنة تمنحها‬ ‫اللجنة مجبرة وال خيار لها سوى‬
‫الصادر بموجب املرسوم رقم‬
‫الشرعية السياسية والسلطة‬ ‫تحقيق "نتائج إيجابية" في معركتها‬
‫‪ 2.17.618‬بتاريخ ‪ 26‬دجنبر ‪.2018‬‬
‫املعنوية والفعلية معا التخاذ‬ ‫ضد ترددات اإلدارات املركزية إزاء‬
‫وننطلق من فرضية مؤداها أن‬
‫القرارات وإصدار األوامر‪ ،‬من جهة‪،‬‬ ‫الالتمركز اإلداري بصفة عامة‪.‬‬
‫تقوية اختصاصات منظومة‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬السهر على أجرأة‬ ‫‪ 1 .1‬تأليف اللجنة عامل‬
‫املصالح الالممركزة وجعل أدوارها‬
‫التدابير والقرارات التي تتخذها‪.‬‬ ‫مساعد على نجاحها في مهمتها‪:‬‬
‫أكثر تطورا وحضورا مما هي عليه‬
‫أجل‪ ،‬هناك من دون شك مأخذ‬ ‫تبدوا اللجنة في تشكيلتها الحالية‬
‫اآلن مرتبط بالدرجة األولى بالحزم‬
‫كبير على هذه التشكيلة املغرقة في‬ ‫كما لو كانت مجلسا حكوميا‬
‫والجدية الذي ستتسم به أشغال‬
‫املركزية والتي تكرس مقاربة مركزية‬ ‫مصغرا‪ :‬فعالوة على رئيس الحكومة‬
‫اللجنة املذكورة والصرامة التي‬

‫االقتصاد واملالية‪ ،‬صارت اللجنة تقتصر على ثالثة وزراء فقط‪ ،‬إلى‬ ‫‪ .36‬بعد اعتماد تشكيلة حكومية مقلصة العدد ( حكومة ‪ 9‬أكتوبر‬
‫جانب رئيس الحكومة‪ ،‬الذي يرأس أشغالها‪.‬‬ ‫‪ )2019‬وإسناد مهمتي إصالح اإلدارة والوظيفة العمومية لوزير‬
‫‪39‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫األخرى ملرسوم ‪ 26‬دجنبر ‪.2018‬‬ ‫جهود اإلدارات املركزية في مجال‬ ‫محضة لقضايا الالتمركز اإلداري‪،‬‬
‫ومما يدل على األهمية الجوهرية‬ ‫الالتمركز‪ ،‬في كونها تحدد ①‬ ‫من خالل استبعاد املسؤولين عن‬
‫ملقتضيات املادة ‪ 20‬هاته كون‬ ‫االختصاصات ذات الطابع التقريري‬ ‫تدبير املجاالت الترابية من عضويتها‬
‫امليثاق‪ ،‬ألزم جميع السلطات‬ ‫التي تعتزم نقلها ملصالحها‬ ‫القانونية ‪ .37‬ولكن‪ ،‬هذا ال يقلل‬
‫العمومية بموافاة اللجنة ب " تقرير‬ ‫الالممركزة ؛ ② املوارد البشرية‬ ‫نهائيا من أهمية‪ ،‬ودقة وجدوى‬
‫مفصل‪ ،‬قبل نهاية كل سنة "‪،‬‬ ‫واملادية التي تضعها رهن إشارة‬ ‫تأليف اللجنة بالشكل الذي جاءت‬
‫يتضمن معطيات تتعلق في معظمها‬ ‫مصالحها الالممركزة لتمكينها من‬ ‫به في امليثاق‪ ،‬بالنظر للمسؤولية‬
‫بما قامت به هذه السلطات لتنفيذ‬ ‫ممارسة االختصاصات املنقولة لها؛‬ ‫الجسيمة املنوطة بها لقيادة دفة‬
‫مقتضياتها‪ ،‬كما ورد في املادة ‪ 39‬من‬ ‫③ األهداف التي تسطرها اإلدارات‬ ‫الالتمركز اإلداري في البالد‪.‬‬
‫امليثاق‪ .‬هذه املادة األخيرة التي تخول‬ ‫املركزية ملصالحها الالممركزة ؛ و ‪4‬‬ ‫‪ .2 .2‬االختصاصات ذات‬
‫للجنة اختصاصات مراقبتيه‬ ‫وأخيرا البرمجة الزمنية املتعلقة‬ ‫الطابع التقريري املسندة للجنة‬
‫وتتبعية‪ ،‬جديرة باإلشارة إليها ههنا‪،‬‬ ‫بكيفية تنفيذ وتجسيد مضمون‬ ‫تؤهلها ملساءلة القطاعات اإلدارية‬
‫اعتبارا ألهميتها املتمثلة في تمكينها‬ ‫التصاميم املديرية‪ ،‬والتي ال ينبغي‬ ‫وتتبع مدى احترامها اللتزاماتها في‬
‫اللجنة من التأكد من احترام‬ ‫أن تتعدى مدة سريانها ثالث‬ ‫مجال الالتمركز اإلداري‪:‬‬
‫القطاعات املعنية اللتزاماتها‪ ،‬وهي‬ ‫سنوات‪ .‬إن تركيزنا على هذا الجانب‬ ‫يتبين من خالل قراءة متأنية‬
‫اختصاصات مكملة ومقوية‬ ‫– املوافقة على التصاميم املديرية ‪-‬‬ ‫مليثاق الالتمركز أن اللجنة تضطلع‬
‫للمسؤوليات التقريرية التي تتمتع‬ ‫له ما يبرره على اعتبار أنه يشكل‬ ‫بأدوار تقريرية في الجانب الجوهري‬
‫بها‪ ،‬والتي نرى بأنها من شأنها‪ ،‬في‬ ‫العقدة املحورية التي لم تتمكن‬ ‫أو الرئيس ي املتعلق بالالتمركز‪،‬‬
‫نهاية املطاف‪ ،‬أن تعزز من دور‬ ‫"السياسات" املتعاقبة في مجال‬ ‫وأعني به ذلك الذي يتعلق‬
‫منظومة املصالح الالممركزة‪.‬‬ ‫الالتمركز اإلداري في بالدنا‪ ،‬من حلها‬ ‫باملصادقة‪ ،‬أي باملوافقة بعد‬
‫وبالطبع‪ ،‬فإنه عالوة على‬ ‫أو تجاوزها‪ .‬ولهذا‪ ،‬فإننا نعتقد‬ ‫الدراسة‪ ،‬على التصاميم املديرية‬
‫االختصاصات التقريرية واملراقبتية‪،‬‬ ‫جازمين أن نجاح أو فشل املنهجية‬ ‫لالتمركز اإلداري‪ ،‬املعدة من قبل‬
‫تتمتع اللجنة أيضا باختصاصات‬ ‫الجديدة لالتمركز اإلداري التي يرس ي‬ ‫السلطات الحكومية‪ ،‬والتي تفصح‬
‫اقتراحية ذات صبغة عامة ِتخولها "‬ ‫امليثاق قواعدها‪ ،‬تتلخص‪ ،‬بالدرجة‬ ‫من خاللها على نواياها الحقيقية‪،‬‬
‫اقتراح جميع التدابير الكفيلة بالرفع‬ ‫األولى‪ ،‬في مدى قدرة اللجنة على‬ ‫ومدى جديتها لتنزيل الالتمركز‬
‫من فعالية أداء املصالح الالممركزة‬ ‫فرض تطبيق مقتضيات املادة ‪20‬‬ ‫اإلداري على صعيد القطاع الذي‬
‫للدولة ونجاعتها "؛ وذات صبغة‬ ‫التي تشكل في اعتقادنا روح امليثاق‪،‬‬ ‫تتولى مسؤولية تدبيره‪ .‬وتكمن‬
‫محددة أوخاصة تشمل " اقتراح‬ ‫من دون التقليل في ش يء‪ ،‬بطبيعة‬ ‫أهمية هذه التصاميم املديرية‪ ،‬التي‬
‫إحداث تمثيليات إدارية مشتركة بين‬ ‫الحال‪ ،‬من أهمية باقي املقتضيات‬ ‫تعد آلية حديثة لتتبع عن كتب‬

‫املصالح الالممركزة‪ ،‬لتستنير اللجنة بآرائهم وخبرتهم باملشاكل‬ ‫أشغال اللجنة‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬حبذا لو كان من بين أعضاء اللجنة‬ ‫‪37‬بمعنى أنهم ليسوا أعضاء بحكم القانون مادام نص املرسوم يتيح‬
‫املتشعبة املطروحة في أرض الواقع‪.‬‬ ‫"بحكم القانون" والي من والة الجهات‪ ،‬واثنين أو ثالثة من رؤساء‬ ‫لرئيس الحكومة أن يدعو أي شخص ذاتي أو اعتباري للمشاركة في‬
‫‪40‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫لقد واجهت اللجنة في بداية عملها‪،‬‬ ‫اللجنة وطبيعة اختصاصاتها‪ ،‬يمكن‬ ‫قطاعين وزاريين أو أكثر " على‬
‫إكراهين كبيرين‪ :‬إعادة النظر في‬ ‫أن تحول دون تحقيقها لقفزة نوعية‬ ‫املستويين الجهوي والعماالتي أو‬
‫التشكيلة الحكومية رأسا على عقب‬ ‫ملموسة في مجال الالتمركز اإلداري‪،‬‬ ‫اإلقليمي‪ .‬وهنا البد من إبداء‬
‫بفعل التعديل الحكومي ل ‪ 9‬اكتوبر‬ ‫وبالتالي القطع مع هذا اإلخفاق‬ ‫مالحظتين‪ :‬األولى هي أن مجمل‬
‫‪ 2019‬الذي قلص عدد القطاعات‬ ‫الذي غذا مالزما ملحاوالت السلطات‬ ‫اختصاصات اللجنة‪ ،‬التقريرية‬
‫الوزارية من ‪ 38‬إلى ‪ 23‬قطاع فقط‪،‬‬ ‫العمومية في هذا املجال‪ .‬إن‬ ‫واملراقبتية واالقتراحية ‪ ،‬كلها تصب‬
‫واآلثار الجانبية السلبية لجائحة‬ ‫الحكومة أخذت الوقت الكافي‬ ‫في اتجاه واحد وهو "الرفع من أداء‬
‫كورونا على وتيرة العمل الحكومي‪.‬‬ ‫لتدبيج مرسوم يشكل بحق‪ ،‬بفضل‬ ‫للدولة‬ ‫الالممركزة‬ ‫املصالح‬
‫ولكن‪ ،‬بالرغم من ذلك‪ ،‬ال ينبغي‬ ‫جودته وتطرقه لكافة األبعاد‬ ‫ونجاعتها"‪ ،‬مما يؤكد صحة وسالمة‬
‫لهذين اإلكراهين أن يفتا من إرادة‬ ‫املتعلقة بإشكالية الالتمركز‬ ‫الفرضية التي تنطلق منها وتنبني‬
‫وعزم اللجنة لالضطالع بمهمتها‬ ‫اإلداري‪ ،‬قطيعة مع النصوص‬ ‫عليها هذه الدراسة؛ ثانيا يتضح من‬
‫املحورية وهي الدفع بسياسة‬ ‫السابقة‪ .‬ولكن هذا النص يحتاج إلى‬ ‫خالل استقراء هذه االختصاصات‬
‫الالتمركز اإلداري إلى األمام‪ ،‬وتثبيت‬ ‫التطبيق الفعلي عن طريق تفعيل‬ ‫املنوطة باللجنة‪ ،‬وال سيما منها‬
‫إحدى دعائمها الرئيسية املتجلية في‬ ‫أهم مقتضياته‪ ،‬تلك الواردة في‬ ‫الطابع‬ ‫ذات‬ ‫االختصاصات‬
‫دعم منظومة املصالح الالممركزة‬ ‫املادة ‪ 20‬املشار إليها أعاله‪ .‬وهذا‬ ‫االقتراحي‪ ،‬دقة وسالمة املالحظة‬
‫وانتشالها من وضعية الالمباالة‬ ‫بالضبط ما يضع مسؤوليات‬ ‫التي أبديناها بخصوص تأليف‬
‫واإلهمال التي زجها فيها غياب إرادة‬ ‫جسيمة بالدرجة األولى على عاتق‬ ‫اللجنة والتي يمكن تلخيصها ههنا في‬
‫حقيقية لنهج سياسة الالتمركز‪.‬‬ ‫اللجنة التي عليها في هذه املرحلة أن‬ ‫شكل التساؤل التالي‪ :‬كيف للجنة‬
‫اقتراح لتطوير وتحسين‬ ‫تبقي على الضغط على اإلدارات‬ ‫مركزية‪ ،‬تتألف من وزراء فقط‪ ،‬أن‬
‫مردودية اللجنة‪:‬‬ ‫املركزية‪ ،‬وتطالبها بإمدادها بالتقرير‬ ‫تقترح "إحداث تمثيليات إدارية‬
‫بينا بما فيه الكفاية فيما سبق‬ ‫السنوي املفصل برسم سنة ‪،2019‬‬ ‫مشتركة بين قطاعين وزاريين أو‬
‫من تحليالت أن اللجنة تعد بمثابة‬ ‫ليس فقط عما قامت به من‬ ‫أكثر"؟‬
‫الركيزة الرئيسية التي تنبني عليها‬ ‫مبادرات فعلية أولية لتجسيد‬ ‫‪ .3‬اللجنة مجبرة وال خيار لها‬
‫سياسة الالتمركز اإلداري في البالد‪،‬‬ ‫التدابير الواردة في التصميم املديري‬ ‫سوى تحقيق "نتائج إيجابية" في‬
‫وذلك بالنظر لخصوصية إشكالية‬ ‫الذي عرضته على أنظار اللجنة‪،‬‬ ‫معركتها ضد ترددات‪ 38‬وامتناع‬
‫الالتمركز في بالدنا التي تتمثل في‬ ‫ولكن أيضا موافاتها باإلجراءات التي‬ ‫اإلدارات املركزية عن تقوية‬
‫شبه تغييب دور منظومة املصالح‬ ‫تقترحها لتعزيز سياسة الالتمركز‬ ‫صالحيات مصالحها الالممركزة‪:‬‬
‫الالممركزة بسبب إصرار املصالح‬ ‫اإلداري في قطاعها وفي غيره من‬ ‫ليس هناك مبررات حقيقية‪ ،‬بعد‬
‫الوزارية املركزية على االحتفاظ‬ ‫القطاعات الحكومية األخرى‪ .‬حقا‪،‬‬ ‫الذي أوردناه بخصوص تأليف‬

‫اليوسفي‪ ،‬قصة الالتمركز اإلداري مع الترددات في قطاع التربية‬ ‫‪ 38‬نحيل القارئ على املقال املتميز املنشور في هذا العدد الذي بين‬
‫الوطنية وآثار ذلك على السياسة التعليمية في املغرب‪.‬‬ ‫يديه من نشرة املرصد الذي يشرح فيه صاحبه‪ ،‬عبد الطيف‬
‫‪41‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫املتواصلة لرئيس الحكومة‪ ،‬رئيس‬ ‫بغالبية االختصاصات التقريرية‬


‫اللجنة وأعضائها أيضا‪.‬‬ ‫واالستئثار بالوسائل املادية‬
‫ومن هذا املنطلق‪ ،‬وتحقيقا‬ ‫والبشرية وتلكؤها في االستجابة‬
‫لهذه الغاية‪ ،‬فإننا نقترح تعيين‬ ‫للدعوات املتتالية الرامية إلى‬
‫مندوب وزاري لالتمركز اإلداري‬ ‫التخفيف من النهج املركزي في تدبير‬
‫‪(délégué interministériel à la‬‬ ‫شؤون الدولة واملجتمع‪.‬‬
‫)‪ déconcentration‬يعمل إلى جانب‬ ‫بيد أنه يتضح مما سبق أيضا‬
‫اللجنة‪ ،‬ويتفرغ لدراسة وتحليل‬ ‫أن اللجنة‪ ،‬في سعيها الحثيث لقلب‬
‫مقترحات القطاعات الحكومية بما‬ ‫هذه املعادلة‪ ،‬تعول فقط على ما‬
‫تستحقه من عناية وحرص‪ ،‬ورفع‬ ‫تضعه أمامها القطاعات الوزارية‬
‫تقارير ضافية‪ ،‬معززة بما يكفي من‬ ‫من معلومات وبيانات ومشاريع‬
‫آراء ومالحظات وبيانات في شأنها‪،‬‬ ‫تدابير وإجراءات‪ ،‬مما يجعلها تحت‬
‫ألعضاء اللجنة ملساعدتهم على اتخاذ‬ ‫رحمة القطاعات الوزارية‪ .‬حقا‪،‬‬
‫قرارات متبصرة فيها‪ .‬وبالفعل‪ ،‬فإنه‬ ‫تنص املادة ‪ 43‬من امليثاق على أن‬
‫آن األوان لسد الفراغ امللحوظ الذي‬ ‫السلطة الحكومية املكلفة بإصالح‬
‫تعاني منه املنظومة اإلدارية الوطنية‬ ‫اإلدارة وبالوظيفة العمومية تضطلع‬
‫التي تفتقد إلى بنية إدارية متخصصة‬ ‫بمهمة الكتابة الدائمة للجنة بما‬
‫دائمة تأخذ بزمام ملف الالتمركز‬ ‫يقتض ي ذلك من تحضير اجتماعاتها‬
‫اإلداري وتسير به إلى األمام‪ ،‬وهو األمر‬ ‫والسهر على تنظيمها وتنسيق‬
‫الذي يتطلب تعديل مرسوم ‪ 26‬دجنبر‬ ‫أشغالها وإعداد محاضرها ومسك‬
‫‪ 2018‬في اتجاه دعم وتسهيل عمل‬ ‫مستنداتها وحفظها‪ .‬ولكن‪ ،‬هذا في‬
‫اللجنة الوزارية لالتمركز اإلداري‬ ‫نظرنا ال يكفي لجعل اللجنة تقوم‬
‫والرفع من مردوديتها وإمدادها‬ ‫بمهمتها على أحسن ما يرام‪ .‬بعبارة‬
‫بوسائل العمل التي تعوزها‪.‬‬ ‫أخرى‪ ،‬إن لجنة من هذا القبيل‬
‫يعول عليها كثيرا لتحقيق تقدم في‬
‫مجال شديد التعقيد والحساسية‪،‬‬
‫في حاجة إلى خبرة رفيعة املستوى‪،‬‬
‫متخصصة‪ ،‬تعمل بشكل مستمر‬
‫ودائم على ملف الالتمركز‪ ،‬بالتركيز‬
‫الذي يستحقه‪ ،‬تحت املتابعة‬
‫‪42‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫‪ .2‬توازن القوى ‪(la balance‬‬ ‫رحم االتحاد الوطني للقوات‬


‫)‪ des pouvoirs‬أو البحث‬ ‫الشعبية ممهدا لظهور أحزاب‬
‫عن التوازن املؤسساتي ‪:‬‬ ‫جديدة أخرى على الساحة كالتجمع‬
‫فجأة وجدت الهيئات املنتخبة‬ ‫الوطني لألحرار والحزب الوطني‬
‫بصالحيات‬ ‫تتمتع‬ ‫نفسها‬ ‫الديمقراطي واالتحاد الدستوري‬
‫واختصاصات واسعة لم يسبق‬ ‫الخ‪ ....‬بحيث كانت الظرفية وقتها‬
‫لغيرها أن مارسها من قبل‪ ،‬في حين‬ ‫تدعو إلى تنشيط دور التنظيمات‬
‫أصبح رجال السلطة في وضع غير‬ ‫السياسية والنقابية في أفق تنظيم‬
‫مألوف أذكى لدى الكثيرين منهم‬ ‫انتخابات جماعية ونيابية جديدة‪.‬‬
‫اإلحساس بفقدان جزء من‬ ‫في خضم هذا املناخ‪ ،‬جاء‬
‫سلطاتهم‪ ،‬السيما في الجانب املادي‬ ‫امليثاق الجماعي (‪ 30‬شتنبر ‪)1976‬‬
‫واملالي الذي ينعكس سلبا على‬ ‫الذي أسس لنظام الالمركزية في‬
‫نشاطهم وتحركاتهم اليومية‪ ،‬وبالتالي‬ ‫بعدها الحديث املرتكز على‬ ‫‪Les C.T.P‬‬
‫ينتقص من هيبة السلطة‪.‬‬ ‫الديمقراطية املحلية‪ .‬وقد حمل هذا‬
‫أمام هذا الشعور العام بنوع‬ ‫امليثاق نمطا ثوريا في شكله‬ ‫‪ .1‬السياق العام‬
‫من التراجع أو التقهقر إلى الخلف‪،‬‬ ‫شكلت‬ ‫بحيث‬ ‫وجوهره‪،‬‬ ‫عرف عقد السبعينات سلسلة‬
‫إثر دخول امليثاق الجماعي الجديد‬ ‫االختصاصات والصالحيات التي‬ ‫السياسية‬ ‫األحداث‬ ‫من‬
‫حيز التطبيق‪ ،‬جاء الظهير بمثابة‬ ‫أسندها للمنتخبين أو نقلها من‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية التي‬
‫قانون رقم ‪ 1.75-168‬املؤرخ في ‪15‬‬ ‫السلطات اإلدارية إلى السلطة‬ ‫ساهمت إلى حد كبير في االنتقال‬
‫فبراير ‪ 1977‬املتعلق باختصاصات‬ ‫املنتخبة ما يمكن اعتباره االنطالقة‬ ‫الديمقراطي ونهج نظام الالمركزية‬
‫العامل ليعطي من جديد مكانة‬ ‫الفعلية لالمركزية لدرجة أن البعض‬ ‫باملغرب‪.‬‬
‫خاصة لهذه املؤسسة‪ ،‬من خالل‬ ‫كان يتنبأ بفشل التجربة معزيا ذلك‬ ‫ذلك أنه بعد إنهاء حالة‬
‫جعل العامل ممثال لجاللة امللك‬ ‫لعدم توفر املنتخبين على الكفاءة‬ ‫االستثناء التي امتدت من ‪ 1965‬إلى‬
‫ومندوبا للحكومة في آن واحد‪.‬‬ ‫والتكوين أو املستوى الثقافي‬ ‫‪ 1970‬جاء دستوري ‪ 1970‬و‪1972‬‬
‫هكذا جاء في الفصل األول أن‬ ‫املطلوب مقابل ما كان يتمتع به‬ ‫وعرف االقتصاد الوطني بعض‬
‫العامل هو املمثل لجاللتنا في‬ ‫رجال السلطة من تكوين أكاديمي‬ ‫االنتعاش إثر تصاعد أثمنة‬
‫العمالة أو اإلقليم الذي يمارس فيه‬ ‫رفيع‪ ،‬عالوة خضوعهم للسلطة‬ ‫الفوسفاط‪ ،‬كما شهد الحقل‬
‫مهامه‪ ،‬ثم جاء في الفصل الثاني أن‬ ‫الرئاسية التي تفرض االنضباط‬ ‫السياس ي إجماعا وطنيا حول‬
‫العامل يعتبر بمثابة مندوب‬ ‫واإلستقامة‪ ،‬وهو ما ال يتوفر‬ ‫ملحمة القرن ‪ :‬املسيرة الخضراء‬
‫للحكومة في العمالة أو اإلقليم الذي‬ ‫بالضرورة لدى املنتخبين‪.‬‬ ‫السترجاع األقاليم الجنوبية دون‬
‫يمارس فيه مهامه ويسهر على تطبيق‬ ‫إغفال ميالد االتحاد االشتراكي من‬
‫‪43‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫‪ 168-75-1‬بتاريخ ‪ 15‬فبراير ‪1977‬‬ ‫باستدعاء من العامل مرة واحدة في‬ ‫الظهائر الشريفة والقوانين واألنظمة‬
‫املتعلق باختصاصات العامل‪.‬‬ ‫الشهر على األقل‪ ،‬وبالنسبة الي مهام‬ ‫وعلى تنفيذ قرارات وتوجيهات‬
‫وأعطى هذا النص اإلشارة‬ ‫اللجنة فإنها جددت في أربعة محاور‬ ‫الحكومة في العمالة أو اإلقليم‪.‬‬
‫بتحريك دور اإلدارة الترابية في الدفع‬ ‫تتعلق بمخطط التنمية االقتصادية‬
‫بعجلة التنمية املحلية ومن تم دعوة‬ ‫واالجتماعية ثم حسن تنفيذ‬ ‫‪ .3‬إحداث اللجن التقنية‬
‫اللجن التقنية اإلقليمية إلى‬ ‫األشغال املقرر إنجازها ثم التنسيق‬ ‫اإلقليمية ‪:‬‬
‫االنعقاد خاصة وأن جاللة امللك‬ ‫املعهود به إلى العامل وأخيرا تنفيذ‬ ‫ظل دور العامل متأرجحا بين‬
‫أولى هذه املسألة عنايته السامية‬ ‫العماالت‬ ‫مجالس‬ ‫مقررات‬ ‫الربط واالتصال )‪ (la liaison‬بين‬
‫بإثارتها في خطاب العرش ل ـ ‪ 3‬مارس‬ ‫واألقاليم‪ .‬غير أنه اكتفي في النص‬ ‫املصالح الخارجية للدولة ودور‬
‫‪ 1994‬حيث جاء فيه "لقد كسبنا‬ ‫بالقول "إن‬ ‫املعدل الحقا‬ ‫التنسيق أو التدبير ‪(coordination‬‬
‫الرهان في ميدان اإلدارة املحلية‬ ‫اختصاصات اللجنة املذكورة تحدد‬ ‫)‪et gestion‬منذ استقالل البالد‪.‬‬
‫بمضاعفة عدد الجماعات رغم ما‬ ‫بنص تنظيمي"‪.‬‬ ‫ولقد تكرس هذا الدور‪ ،‬في الظهير‬
‫تطلبه ذلك من تعبئة وجهد وفي‬ ‫تزامن صدور ظهير ‪ 15‬فبراير‬ ‫الشريف املؤرخ في ‪ 15‬فبراير ‪1977‬‬
‫ذلك أحكم سياسة وأنجع تدبير‬ ‫‪ 1977‬مع أحداث وطنية هامة‬ ‫السالف الذكر‪ ،‬الذي ينص الفصل‬
‫لبلورة عزمنا على تقريب اإلدارة‬ ‫للغاية شهدتها حقبة الثمانينات وما‬ ‫الخامس منه على أنه يتولى العامل‬
‫من املواطنين وتعبئة القوى‬ ‫يليها تمثلت على الخصوص في‬ ‫تنسيق أعمال املصالح الخارجية‬
‫واملوارد لصالح البالد وتوزيع‬ ‫أحداث الدار البيضاء األمنية لسنة‬ ‫لإلدارات املدنية التابعة للدولة‬
‫التجهيزات والبنيات التحتية وشد‬ ‫‪ 1981‬أو أحداث الشمال سنة‬ ‫وأعمال املؤسسات العمومية التي ال‬
‫كل أجزاء الوطن وجميع جهات‬ ‫‪ 1984‬وأخرى ذات طابع اقتصادي‬ ‫يتجاوز اختصاصها الترابي نطاق‬
‫اململكة إلى قطار التنمية‬ ‫وفي مقدمتها اشتغال الدولة على‬ ‫العمالة أو اإلقليم‪.‬‬
‫والتحديث وتعميم عملية املشاركة‬ ‫التقويم الهيكلي‪ .‬وقد أفضت هذه‬ ‫لكن الجديد في هذا النص هو‬
‫وضمان الحريات واستمرارية‬ ‫التراكمات إلى وضع دستور جديد‬ ‫اإلشارة التالية ‪" :‬تحدث لدى‬
‫التشاور‪ .‬ولضمان ما يلزم من‬ ‫لعام ‪ ،1992‬جاء فيه ألول مرة‬ ‫العامل وتحت رئاسته لجنة تقنية‬
‫االنسجام لهذا العمل طلبنا من‬ ‫إشارة إلى الجهة كجماعة محلية‪،‬‬ ‫للعمالة أو اإلقليم تتألف من الكاتب‬
‫وزير الدولة في الداخلية واإلعالم‬ ‫تعزيزا للبعد املحلي ولدور اإلدارة‬ ‫العام للعمالة أو اإلقليم ومن رؤساء‬
‫أن يدعو كل والتنا وعمالنا إلى أن‬ ‫املحلية في الدولة‪.‬‬ ‫الدوائر ورؤساء املصالح الخارجية‬
‫يترأسوا كل أسبوع لجنة فنية في‬ ‫إثر ذلك صدر الظهير الشريف‬ ‫لإلدارات املدنية التابعة للدولة ومن‬
‫الوالية أو اإلقليم تضم ممثلي‬ ‫بمثابة قانون ‪ 1-93-253‬بتاريخ ‪6‬‬ ‫مديري املؤسسات العمومية‪ ،‬كما‬
‫السلطة اإلدارية ومندوبي الوزارات‬ ‫أكتوبر ‪ 1993‬يغير ويتمم الظهير‬ ‫يجوز للعامل أن يستدعي لحضور‬
‫واملؤسسات العمومية املوجودة في‬ ‫الشريف املعتبر بمثابة قانون رقم‬ ‫أشغال اللجنة املذكورة كل شخص‬
‫دائرة نفوذهم سعيا منا إلى تحطيم‬ ‫من ذوي األهلية‪ .‬وتجتمع اللجنة‬
‫‪44‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫انخراطا كامال ملختلف املصالح‬ ‫بالحياة اليومية للساكنة أو الطارئة‪،‬‬ ‫الحواجز بين املصالح وإعادة‬
‫الخارجية التي وجدت فيها اآللية‬ ‫في مختلف أنحاء العمالة أو اإلقليم‪.‬‬ ‫االلحام إلى الوحدة الحكومية على‬
‫الفعالة لتسوية ما كان يعترض‬ ‫وتسعى من خالل املناقشة‬ ‫املستوى املحلي و تقوية التنسيق"‪.‬‬
‫نشاطها ويستجيب لرغبات‬ ‫والتحري والبحث‪ ،‬إليجاد الحلول‬ ‫‪ .4‬تفعيل اللجن التقنية‬
‫املواطنين‪ .‬إال أنه مع مرور الوقت‪،‬‬ ‫املناسبة لها إن كان محليا أو إقليميا‬ ‫اإلقليمية ‪: C.T.P‬‬
‫بدأ التعثر يطبع انتظام الجلسات‪،‬‬ ‫أو حتى وطنيا عند االقتضاء‪.‬‬ ‫لقد أتت االنطالقة األولى‬
‫وأصبحت مواعيد انعقادها تتباعد‪،‬‬ ‫من هنا إذن أخذت األمور في‬ ‫لتفعيل اللجن التقنية اإلقليمية من‬
‫إلى حد التخلي التدريجي عنها‪.‬‬ ‫السنوات األولى تحقق بعض‬ ‫أجل مواكبة الالمركزية الفتية من‬
‫واملالحظ أنه لم يقع أي تغيير في‬ ‫األهداف وتثبت نجاعة هذا‬ ‫جهة ورسم معالم الالتمركز اإلداري‬
‫النص القانوني املحدث لها‪ ،‬بل ال‬ ‫األسلوب الجديد في التعامل مع‬ ‫تجربة‬ ‫إلنجاح‬ ‫الضروري‬
‫يزال ساري املفعول لحدود اليوم‪.‬‬ ‫القضايا املحلية‪ .‬وهذا األسلوب‬ ‫الديمقراطية املحلية خصوصا مع‬
‫وخير دليل على ذلك أن الظهير‬ ‫يرتكز على معرفة وإدراك جيدين‬ ‫توسيع مهام وصالحيات املجالس‬
‫املؤرخ في ‪ 15‬فبراير ‪ ،1977‬اتخذ‬ ‫للواقع‪ ،‬سيما وأن روح العمل‬ ‫املنتخبة في تناغم وتعايش وتكامل‬
‫كمرجع أساس ي في املرسوم بمثابة‬ ‫السائدة كانت تتسم بنوع من‬ ‫بين اإلدارة املنتخبة والسلطة‬
‫قانون املتعلق بحالة الطوارئ‬ ‫التجاوب مع املصالح املعنية وخلق‬ ‫املعينة‪.‬‬
‫الصحية ملواجهة جائحة كوفيد ‪.19‬‬ ‫نوع من التنافس البناء في معالجة‬ ‫هكذا‪ ،‬وتنفيذا للتوجيهات‬
‫وإذا كان توقف تلك اللجن عن‬ ‫اإلشكاالت املطروحة‪ ،‬مما أتاح‬ ‫امللكية والعديد من الدوريات‪،‬‬
‫مزاولة اشتغالها جاء بشكل ال‬ ‫بفضل تظافر الجهود بين املتدخلين‬ ‫عكفت مختلف العماالت واألقاليم‬
‫إرادي‪ ،‬فإن الدوافع في ذلك تكمن‬ ‫تعبئة اإلمكانات والقدرات لتسريع‬ ‫على سن نمط جديد من التدبير‬
‫في الواقع املعيش الذي عانت منه‬ ‫اإلنجاز وتبسيط املساطر وتقديم‬ ‫اليومي لإلدارة الترابية‪ ،‬بحيث‬
‫اإلدارة املحلية‪ ،‬والذي يمكن‬ ‫التسهيالت لبلوغ الغايات وكسب‬ ‫شرعت هذه الوحدات اإلدارية في‬
‫تلخيصه في األسباب التي نوردها‬ ‫الرهانات‪ ،‬ولو بوسائل محدودة في‬ ‫عقد اجتماعات أسبوعية بكيفية‬
‫على سبيل املثال ال الحصر كاالتي ‪:‬‬ ‫إطار التآزر والتضامن فيما بين‬ ‫منتظمة للجنة التقنية‪ .‬كما كانت‬
‫‪ .1‬هناك العامل النفس ي‬ ‫مختلف القطاعات املمثلة في‬ ‫تعقد اجتماعات شهرية يدعى إليها‬
‫بحيث يوجد رئيس‬ ‫العمالة أو اإلقليم‪.‬‬ ‫رؤساء الجماعات الترابية‪.‬‬
‫املصلحة الخارجية بين‬ ‫‪ .5‬اللجن التقنية أمام ثقل‬ ‫وفعال كانت هذه اللجن التقنية‬
‫املطرقة والسندان‪ .‬فهو‬ ‫اإلكراهات أو بوادر فشل‬ ‫اإلقليمية‪ ،‬تشكل اإلطار املناسب‬
‫يعمل على تمثيل القطاع‬ ‫تجربة غير مكتملة على‬ ‫لطرح مختلف القضايا املحلية‪،‬‬
‫على أحسن وجه خاضعا‬ ‫درب الالتمركز اإلداري ‪:‬‬ ‫سواء املتعلقة بالسير اإلداري أو التي‬
‫للسلطة الرئاسية لإلدارة‬ ‫اشتغلت اللجن التقنية لفترة‬ ‫لها عالقة بالتنمية االقتصادية‬
‫املركزية وعليه أيضا‬ ‫زمنية ال يستهان بها‪ .‬ولقد القت‬ ‫واالجتماعية أو املسائل املرتبطة‬
‫‪45‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫بفعل القيود املوضوعة‬ ‫االفتقار إلى القدرة على‬ ‫‪.5‬‬ ‫التعامل بالشكل املرض ي‬
‫من املركز على هامش‬ ‫الترافع بشأن القضايا‬ ‫مع السلطة اإلقليمية‬
‫تحركاتهم‪.‬‬ ‫املحلية لدى اإلدارة‬ ‫التي أصبح بإمكانها طبق‬
‫املجاالت‬ ‫‪ .11‬محدودية‬ ‫املركزية خشية إثارة‬ ‫الفصل ‪ 6‬من ظهير ‪6‬‬
‫وضيقها فيما يخص‬ ‫غضبها أو تحميلها تكاليف‬ ‫أكتوبر ‪ 1993‬أن تتخذ في‬
‫التفويضات املمنوحة‬ ‫غير مبرمجة أو متوقعة‪.‬‬ ‫حقه إجراءات تأديبية قد‬
‫املصالح‬ ‫لرؤساء‬ ‫النظرة الدونية ملسؤولي‬ ‫‪.6‬‬ ‫تصل حد التوقيف عالوة‬
‫الخارجية ألسباب موروثة‬ ‫اإلدارة املركزية اتجاه أطر‬ ‫على التنقيط السنوي‬
‫الزالت قائمة حتى اليوم‬ ‫املصالح الخارجية‪.‬‬ ‫وإبداء نظرة عن السلوك‬
‫وتشكل عائقا موسوما‬ ‫حرص املصالح الخارجية‬ ‫‪.7‬‬ ‫العام ملوظفي الدولة‪.‬‬
‫بمقاومة شديدة وتردد‬ ‫على بناء عنصر الثقة مع‬ ‫السائدة‬ ‫‪ .2‬العقلية‬
‫ممنهج في إرساء سياسة‬ ‫املحلية‬ ‫السلطات‬ ‫واملتحجرة لدى اإلدارة‬
‫الالتمركز اإلداري‪.‬‬ ‫والحفاظ على حسن‬ ‫املركزية التي تميل دوما‬
‫‪ .6‬معالم الالتمركز الحقيقي‬ ‫العالقة معها ما ال تراه‬ ‫إلى احتكار القرارات‬
‫املرتقب ‪:‬‬ ‫دائما اإلدارة املركزية‬ ‫وتحبذ السبق في‬
‫إن الالتمركز اإلداري ليس وليد‬ ‫بعين الرض ى‪.‬‬ ‫التوقعات والتحكم في‬
‫اليوم ببالدنا بل يرجع إلى نشأة‬ ‫تعثر استجابة اإلدارة‬ ‫‪.8‬‬ ‫االعتمادات‪.‬‬
‫الدولة املغربية وتطور عبر مختلف‬ ‫املركزية ملطالب اإلدارة‬ ‫القوي‬ ‫‪ .3‬االستحضار‬
‫املراحل التي عرفها بسط نفوذ‬ ‫املحلية سواء تعلق األمر‬ ‫للعالقات الشخصية في‬
‫الدولة وتحريك دواليبها انطالقا من‬ ‫باالعتمادات أو الوسائل‬ ‫التعامل بين اإلدارة‬
‫املركز إلى آخر نقطة في مختلف‬ ‫املادية أو البشرية للوفاء‬ ‫واملصالح‬ ‫املركزية‬
‫أرجاء البلد‪ .‬فلقد كانت السلطة‬ ‫بالتزاماتها تحت مبررات‬ ‫الخارجية لتسوية الكثير‬
‫املركزية تفوض اختصاصات وتمنح‬ ‫مختلفة‪.‬‬ ‫من القضايا‪.‬‬
‫صالحيات ملمثليها على الصعيد‬ ‫عدم القدرة على االلتزام‬ ‫‪.9‬‬ ‫‪ .4‬تجنب االصطدام مع‬
‫املحلي وهم مؤسسات العامل أو‬ ‫بأي ش يء يتجاوز‬ ‫اإلقليمية‬ ‫السلطات‬
‫القائد أو الباشا‪ .‬كما أن اإلدارة‬ ‫اإلمكانات املتوفرة محليا‬ ‫والسعي إلى إرضائها وهو‬
‫املحلية التقليدية كانت تضم أيضا‬ ‫لدى مختلف املصالح‬ ‫الش يء الذي ترى فيه‬
‫املحتسبين واألمناء والشيوخ‬ ‫الخارجية دون اإلذن‬ ‫اإلدارة املركزية نوعا من‬
‫واملقدمين إلى جانب العدول‬ ‫املسبق لإلدارة املركزية‪.‬‬ ‫املحاباة على حساب‬
‫والقضاة ونظراء األوقاف‪.‬‬ ‫اإلحراج الذي يتعرض له‬ ‫‪.10‬‬ ‫شؤونها الداخلية‪.‬‬
‫رؤساء املصالح الخارجية‬
‫‪46‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫مختلف املصالح التابعة لقطاع‬ ‫اختارته الدولة كنهج لتسيير الشأن‬ ‫لم تكن الالمركزية بمفهومها‬
‫واحد أو حتى بين قطاعات مختلفة‬ ‫املحلي و ترسيخ الديمقراطية‬ ‫الحديث موجودة إال من خالل ما‬
‫متكاملة أو مرتبطة فيما بينها في أفق‬ ‫املحلية‪.‬‬ ‫كان يعرف بالجماعة )‪(la jmaa‬‬
‫تعزيز وتدقيق دور التنسيق الكفيل‬ ‫وهنا البد من اإلشارة إلى أن‬ ‫التي تتولى البت في األمور املحلية‬
‫بضمان عقلنة وحسن سير املرافق‬ ‫توسيع الالمركزية في إطار إصالح‬ ‫باالرتكاز على العادات والتقاليد‬
‫العمومية واإلدارية‪.‬‬ ‫الدولة )‪ (la réforme de l’Etat‬من‬ ‫واألعراف املراعية للخصوصيات‬
‫املراجع ‪:‬‬ ‫شأنه أن يمكن من بناء إدارة حديثة‬ ‫املحلية‪.‬‬
‫تخفيف العبء عن الدولة لكي‬ ‫هذا وفي أواخر القرن ‪ 19‬وعلى‬
‫‪ -‬الدستور املغربي لسنوات ‪1992‬‬ ‫تتفرغ بالكامل ملهامها السيادية‬ ‫عهد السلطان املولى الحسن األول‬
‫و‪ 1996‬و‪ 2011‬؛‬ ‫)‪ (missions régaliennes‬كالدفاع‬ ‫عرفت اإلدارة التقليدية نوعا من‬
‫‪ -‬خطاب العرش ل ـ ‪ 3‬مارس ‪ 1994‬؛‬ ‫والعدل واألمن واملالية والخارجية‬ ‫التطور بدءا بتحديث الديوان‬
‫‪ -‬امليثاق الجماعي ل ـ ‪ 30‬شتنبر ‪1976‬‬ ‫التي تضمن الوحدة الوطنية‬ ‫الحكومي ومؤسسة الدفاع واملالية‬
‫؛‬ ‫وتقويها‪.‬‬ ‫إلى أن جاءت الحماية الفرنسية‪.‬‬
‫‪ -‬الظهير بمثابة قانون ‪1.75.168‬‬ ‫هكذا يبدو اليوم أكثر من أي‬ ‫ففي عهد الحماية انتقل‬
‫املؤرخ ب ـ ‪ 15‬فبراير ‪ 1977‬املتعلق‬ ‫وقت مض ى‪ ،‬أن الضرورة تحتم‬ ‫املغرب‪ ،‬من إدارة تقليدية صرفة إلى‬
‫باختصاصات العامل ؛‬ ‫التطبيق السريع للميثاق الوطني‬ ‫إدارة حديثة‪ ،‬مع الحفاظ على‬
‫‪ -‬الظهير بمثابة قانون ‪1.93.293‬‬ ‫لالتمركز‪ ،‬الذي سيتيح وضع‬ ‫مقومات املؤسسات التقليدية مما‬
‫املؤرخ في ‪ 6‬أكتوبر ‪ 1993‬يغير ويتمم‬ ‫اللبنات األساسية إلدارة المتمركزة‬ ‫ساعد على بلورة نموذج مغربي‬
‫الظهير ‪ 1.75.168‬املؤرخ بتاريخ ‪15‬‬ ‫حقيقية ذات صالحيات تعطيها‬ ‫منفرد ال يزال قائما حتى اليوم‪ .‬ومن‬
‫فبراير ‪ 1977‬املتعلق باختصاصات‬ ‫املصداقية والفعالية والنجاعة‬ ‫تم يمكن القول أن اإلدارة املغربية‬
‫العامل ؛‬ ‫وذلك بتفويض ونقل اختصاصات‬ ‫استطاعت أن تتميز عن غيرها بهذه‬
‫‪-‬املرسوم ‪ 618.17.2‬بتاريخ ‪ 26‬دجنبر‬ ‫تحدد انطالقا من القاعدة‪ ،‬اعتبارا‬ ‫الخصوصية كإدارة واحدة ذات‬
‫‪ 2018‬املتعلق بامليثاق الوطني‬ ‫لخصوصيات كل منطقة ونوعية‬ ‫وجهين )‪ (bicephale‬وليس كما يظن‬
‫لالتمركز اإلداري‪.‬‬ ‫القضايا التي تطرح بها‪ ،‬وليس‬ ‫البعض إدارة مزدوجة )‪(dualiste‬‬
‫العكس‪ ،‬أي من القمة بعيدا عن‬ ‫تتعايش فيها هيئة منتخبة وأخرى‬
‫الواقع املعيش محليا وحيث ال زالت‬ ‫معينة‪.‬‬
‫املقاومة صامدة بشراسة‪.‬‬ ‫وهذا بالذات‪ ،‬ما يستدعي‬
‫وفي نفس التوجه تقتض ي‬ ‫الوقوف عنده الستنتاج أن اإلدارة‬
‫تغطية كافة الجهات واألقاليم‬ ‫املنتخبة قد انبثقت عن اإلدارة‬
‫باإلدارات الالمتمركزة التفكير في‬ ‫الالمتمركزة بل ولدت من رحمها في‬
‫خلق أقطاب )‪ (pôles‬لتجميع‬ ‫إطار سن نظام الالمركزية الذي‬
‫‪47‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫على املستوى اإلقليمي؟ وملن‬ ‫بسياسة الالتمركز اإلداري‪ ،‬ووضع‬


‫تخول سلطة تعيين املسؤول‬ ‫رؤية جديدة وشمولية لتدخل املصالح‬
‫عن هذه التمثيليات؟‬ ‫الالممركزة للدولة‪ ،‬وباعتبار هذه‬
‫‪ -‬وإلى أي حد يمكن أن تساهم‬ ‫األخيرة أداة رئيسة لتفعيل السياسة‬
‫التمثيليات اإلدارية املشتركة‬ ‫العامة للدولة على املستوى الترابي‬
‫الجديدة في تعزيز الالتمركز‬ ‫ملواجهة مختلف التحديات السياسية‬
‫اإلداري؟‪.‬‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية والتنموية‪،‬‬
‫ُ‬
‫وهو ما توج باعتماد ميثاق الالتمركز‬
‫تنظيم التمثيليات‬ ‫أوال‪:‬‬ ‫اإلداري كمرجعية توجيهية صلبة‪ ،‬تعد‬
‫املشتركة للمصالح‬ ‫اإلدارية‬ ‫بمثابة نقطة انطالق جوهرية في تقويم‬
‫الالممركزة‬ ‫وتأهيل نظام الالتمركز‪ ،‬طاملا أنه‬
‫لقد أقرت مقتضيات امليثاق‬ ‫ينطلق من رؤية شمولية لإلصالح‪.‬‬
‫الوطني لالتمركز اإلداري‪ ،‬القواعد‬ ‫فنجاح نظام الالتمركز‬
‫العامة لتنظيم املصالح الالممركزة‬ ‫اإلداري مرتبط بتنزيل تصور شامل‬
‫للدولة‪ 39،‬والتأكيد على أن من بين‬ ‫ومتكامل يتجاوز منطق توزيع‬
‫الركائز األساسية لالتمركز اإلداري‬ ‫االختصاصات والسلط بين املركز‬
‫إرساء تنظيم جديد وهيكلة مرنة‬ ‫واملصالح الالممركزة‪ ،‬إلى إقرار تحديث‬
‫للبنيات اإلدارية وللمصالح الالممركزة‪،‬‬ ‫هيكلي في بنية النظام اإلداري في بالدنا‪،‬‬
‫بما يضمن التقائية التدخالت‬ ‫عبر خلق هياكل إدارية جديدة‪ ،‬وهي‬
‫العمومية على املستوى الترابي في إطار‬ ‫التمثيليات اإلدارية القطاعية املشتركة‬
‫القوة التقريرية املخولة لهذه البنيات‪.‬‬ ‫للمصالح الالممركزة‪ ،‬من أجل تحقيق‬
‫إن املقاربة الجديدة لتنظيم‬ ‫التكامل واالنسجام والتناغم والتقائية‬ ‫مقدمة‪:‬‬
‫تدخالت املصالح الالممركزة‪ ،‬قد‬ ‫التدخالت العمومية على املستوى‬
‫كرست كذلك إحداث بنيات إدارية‬ ‫الترابي‪.‬‬ ‫يعتبر الالتمركز اإلداري خيارا‬
‫لإلشراف وإنجاز مشاريع ومهام مؤقتة‪،‬‬ ‫‪ -‬فما هي القواعد املنظمة‬ ‫استراتجيا ورهانا مفصليا في تعزيز‬
‫وإنهاء مهامها وفق مقتضيات املادة ‪8‬‬ ‫للتمثيليات املشتركة؟ وما هو‬ ‫حكامة التدبير اإلداري الترابي للمملكة‬
‫من املرسوم رقم ‪ 2.05.1369‬بشأن‬ ‫موقعها ضمن هياكل املصالح‬ ‫القائم على الجهوية املتقدمة‪ ،‬فالتطور‬
‫تحديد قواعد تنظيم القطاعات‬ ‫الالممركزة ؟‬ ‫النوعي الذي يعرفه التنظيم الالمركزي‬
‫الوزارية والالتمركز اإلداري‪ .‬وعليه‪،‬‬ ‫‪ -‬ما هي طبيعة العالقة بين‬ ‫باملغرب‪ ،‬وأمام اتساع مجال‬
‫يستنتج أن املصالح الالممركزة تنقسم‬ ‫التمثيليات اإلدارية املشتركة‬ ‫الصالحيات املخولة للجماعات الترابية‬
‫لثالثة مستويات هي‪ :‬بالنظر إلى‬ ‫الجهوية ونظيراتها املحدثة‬ ‫والسيما الجهات‪ ،‬يقتض ي النهوض‬

‫كما یمكن للبنیات اإلداریة التابعة للقطاعات الوزاریة‪ ،‬إذا‬ ‫مديريات جهوية‬ ‫▪‬ ‫‪ 39‬تتألف املصالح الالممركزة للدولة على مستوى الجهة أو على‬
‫اقتضت الضرورة ذلك حمل تسمیة مغایرة‪.‬‬ ‫مديريات إقليمية‬ ‫▪‬ ‫مستوى العمالة أو اإلقليم من تمثيليات إدارية قطاعية اعتبارا‬
‫مصالح‬ ‫▪‬ ‫لحجم املهام املنوطة بها‪ ،‬وهي عبارة عن‪:‬‬
‫‪48‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫إذا كانت التمثيليات القطاعية‬ ‫املصالح الالممركزة‪ ،‬ووسيلة من أجل‬ ‫تموقعها ترابيا‪ ،‬وحسب طبيعة‬
‫املشتركة الجهوية أو اإلقليمية لها نفس‬ ‫توحيد الجهود وتجانس املهام وتعضيد‬ ‫النشاط املشترك‪ ،‬ثم بنيات إدارية‬
‫األهداف‪ ،‬إال أنها تختلف من حيث‬ ‫الوسائل وترشيد النفقات وتحقيق‬ ‫مؤقتة مرتبطة بأداء مهمة معينة‪.‬‬
‫مسطرة إحداثها‪ ،‬حيث تحدث‬ ‫التقائية التدخالت ونجاعة األداء‪.‬‬ ‫وما يثار في مستجدات‬
‫التمثيليات اإلدارية الجهوية املشتركة‬ ‫إن وجود هذه املصالح‬ ‫مرسوم ميثاق الالتمركز اإلداري‪40،‬‬
‫بين قطاعين وزاريين أو أكثر‪ ،‬بواسطة‬ ‫الالممركزة املشتركة‪ ،‬من شأنها أن‬ ‫هو التنصيص على إمكانية تجميع‬
‫ّ‬
‫مرسوم يتخذ باقتراح من السلطات‬ ‫ُتمكن جميع الفاعلين على املستوى‬ ‫املهام اإلدارية املشتركة املنسجمة أو‬
‫الحكومية املعنية بإحداث هذه‬ ‫الترابي (الوالي والعامل‪ ،‬الجماعات‬ ‫املتكاملة‪ ،‬عن طريق إحداث تمثيليات‬
‫التمثيليات‪ ،‬إما بمبادرة منها أو بناء‬ ‫الترابية‪ ،‬املؤسسات العمومية‪ )...‬من‬ ‫إدارية مشتركة بين قطاعين وزاريين أو‬
‫على اقتراح اللجنة الوزارية لالتمركز‬ ‫التعامل مع مخاطب وحيد ملجموعة‬ ‫أكثر‪ ،‬متناسقة ومتكاملة األهداف‪،‬‬
‫اإلداري‪ 41،‬أو اقتراح لوالي الجهة‪،‬‬ ‫من القطاعات ذات األهداف‬ ‫تكون قادرة على إنجاز مشاريع جهوية‬
‫وتحدد بمرسوم تنظيم واختصاصات‬ ‫املشتركة‪ ،‬والتي تجمعهم مشاريع‬ ‫أو إقليمية‪ ،‬تستلزم توحيد العمل‬
‫هذه التمثيليات وآليات التنسيق بين‬ ‫وبرامج تتطلب تدخلهم جميعا بما‬ ‫وتظافر جهود عدة مصالح تابعة لنفس‬
‫مكوناتها‪ .‬فيما تحدث التمثيليات‬ ‫يضمن االلتقائية والتنسيق‪ ،‬وذلك من‬ ‫املستوى الترابي‪ .‬وهو ما يبرز أن الدولة‬
‫اإلدارية اإلقليمية القطاعية بموجب‬ ‫خالل اعتماد آلية التعاقد الترابي‪.‬‬ ‫انتقلت في تبني سياسة الالتمركز‬
‫قرار مشترك للسلطات الحكومية‬ ‫فتأهيل املصالح الالممركزة‬ ‫اإلداري إلى نهج إحداث بنيات إدارية‬
‫املعنية‪ ،‬وبعد التأشير عليه من‬ ‫إلى هذا املستوى‪ ،‬يخولها ممارسة‬ ‫حديثة‪ ،‬تجمع بين عدة قطاعات‬
‫السلطات الحكومية املكلفة بالداخلية‬ ‫صالحيات تقريرية بكيفية فعلية‬ ‫تتقاطع فيما بينها نظرا لطبيعة‬
‫واملالية وإصالح اإلدارة وبالوظيفة‬ ‫وناجعة‪ ،‬مع تكريس سمو املستوى‬ ‫تدخالتها واختصاصاتها املشتركة في‬
‫العمومية‪.‬‬ ‫الجهوي من خالل اعتبار رؤساء‬ ‫األهداف واملتقاربة في نوعيتها‪ ،‬فمثال‬
‫ومن هنا‪ ،‬فإن مسألة إحداث هذه‬ ‫التمثيليات اإلدارية القطاعية أو‬ ‫يمكن أن تتشكل تمثيليات إدارية‬
‫التمثيليات يطرح عدة إشكاليات على‬ ‫املشتركة سلطة رئاسية‪ ،‬ما جعل من‬ ‫مشتركة بين قطاعات التعمير‬
‫مستوى املمارسة‪ ،‬إذ في حالة اقتراح‬ ‫وحدة عمل املصالح الالممركزة للدولة‬ ‫واإلسكان واملاء والبيئة‪ ،‬وتمثيليات‬
‫والي الجهة إحداث تمثيلية جهوية‬ ‫للنجاعة‬ ‫األساسية‬ ‫الضمانة‬ ‫إدارية مشتركة أخرى بين قطاعات‬
‫حدث‬‫ست َ‬
‫ُ‬ ‫لقطاعات معينة‪ ،‬هل‬ ‫والفعالية‪ ،‬وتحقيق االلتقائية‬ ‫الثقافة والرياضة والتعليم ‪)...‬‬
‫نظيراتها في باقي الجهات؟ وهل ستحدث‬ ‫والتكامل في االختصاصات املوكولة‬ ‫ويعتبر إحداث التمثيليات‬
‫نظيراتها أيضا في باقي أقاليم الجهة؟‬ ‫إليها‪ ،‬مع ربط املسؤولية باملحاسبة في‬ ‫املشتركة من أولويات سياسة الالتمركز‬
‫على اعتبار أنه ال يمكن عمليا تصور‬ ‫تقييم أدائها‪.‬‬ ‫اإلداري‪ ،‬على اعتبار أن هذا املستجد‬
‫تمثيليات إدارية مشتركة على املستوى‬ ‫يجسد إصالحا جوهريا في تنظيم‬

‫البحث عن التدابير الكفيلة بالرفع من أداء املصالح‬ ‫▪‬ ‫مجال الالتمركز وكذا تتبعها وتقييم نتائجها‪ ،‬وتتولى هذه اللجنة‬ ‫‪ 40‬مرسوم رقم ‪ 2.17.618‬بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري‪،‬‬
‫الالممركزة‪.‬‬ ‫مهام‪:‬‬ ‫صادر في ‪ 18‬من ربيع اآلخر ‪ 26( 1440‬ديسمبر ‪ )2018‬ج‪-‬ر عدد‬
‫املصادقة على التصاميم الجهوية لالتمركز اإلداري‪.‬‬ ‫▪‬ ‫اقتراح إحداث تمثيليات إدارية على املستوى‬ ‫▪‬ ‫‪ 6738‬بتاريخ ‪ 27‬ديسمبر ‪.2018‬‬
‫الجهوي واإلقليمي‪.‬‬ ‫‪ 41‬املادة ‪ 35‬من املرسوم بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري‪:‬‬
‫الدراسة واملصادقة على اقتراحها من قبل الوالة‬ ‫▪‬ ‫تحدث لدى رئيس الحكومة لجنة وزارية لالتمركز اإلداري تناط بها‬
‫والعمال‪.‬‬ ‫مهام التدابير الالزمة لتنفيذ التوجيهات العامة لسياسة الدولة في‬
‫‪49‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫من القطاعات الوزارية املكلفة بالعدل‬ ‫املعنية‪ .‬غير أنه يمكن طرح سؤال‬ ‫الجهوي‪ ،‬دون إحداث أخرى مماثلة‬
‫وباألوقاف والشؤون اإلسالمية وبإدارة‬ ‫جوهري في هذا الباب هو‪ :‬من سيتولى‬ ‫على املستوى اإلقليمي‪ ،‬والسيما إذا‬
‫الدفاع الوطني واإلدارات املكلفة باألمن‬ ‫مهمة تسيير التمثيليات املشتركة من‬ ‫كانت البرامج املزمع التعاقد في شأنها‬
‫الداخلي والقطاعات الوزارية التي ال‬ ‫بين رؤساء املصالح املشتركة؟ أو بعبارة‬ ‫جهويا وعلى أساساها تم إحداث هذه‬
‫تتوفر على مصالح الممركزة‪ ،‬من‬ ‫أكثر دقة من له صالحية التعيين؟‬ ‫التمثيليات‪ ،‬تطال مشاريع مرتقب‬
‫أحكام املرسوم بمثابة ميثاق الالتمركز‬ ‫إن املالحظ هنا أن سلطة‬ ‫تنزيلها إقليميا‪ .‬فضال عن مسألة كيفية‬
‫اإلداري‪42.‬‬ ‫التعيين بناء على مرسوم تكون‬ ‫تدبير املوارد املالية املشتركة ؟ وكذا من‬
‫ثانيا ‪ :‬رهانات وأهداف إحداث‬ ‫بالضرورة لرئيس الحكومة بناء على‬ ‫سيتولى مهمة تسيير التمثيليات‬
‫التمثيليات اإلدارية املشتركة‬ ‫اقتراح من األجهزة التي لها صالحية‬ ‫املشتركة من بين رؤساء املصالح‬
‫إن الغاية من إحداث تمثيليات‬ ‫ذلك‪ ،‬إال أنه يبقى وبالنظر للممارسة‬ ‫املشتركة؟‬
‫إدارية مشتركة بين قطاعين أو أكثر‪،‬‬ ‫العملية صالحية اقتراح تشكيل هذه‬ ‫ومن خالل النظر إلى مسطرة إحداث‬
‫هو إنجاح رهان التأسيس ملفهوم جديد‬ ‫التمثيليات لوالي الجهة‪ ،‬وبالتالي قد‬ ‫هذه التمثيليات على املستويين‬
‫لنظام الالتمركز اإلداري‪ ،‬والذي من‬ ‫تكون له سلطة عملية في اقتراح‬ ‫الجهوي واإلقليمي يتضح أن‬
‫شأنه تصويب اختالالت وأعطاب‬ ‫املسؤول عن هذه التمثيليات املشتركة‬ ‫التمثيليات القطاعية املشتركة‬
‫النسق التقليدي للمصالح الالممركزة‪،‬‬ ‫على الصعيد الجهوي‪.‬‬ ‫الجهوية لها أهمية كبرى في تعزيز ورش‬
‫وتعزيزها ببنيات إدارية حديثة‪ ،‬في إطار‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن البنيات‬ ‫الالتمركز‪ ،‬وكون مسطرة إحداث‬
‫اعتماد مقاربة التحديث والحكامة‬ ‫اإلدارية القطاعية املشتركة الجهوية في‬ ‫وتحديد تنظيم واختصاصات هذه‬
‫الترابية‪43.‬‬ ‫عالقتها بنظيرتها على املستوى اإلقليمي‬ ‫التمثيليات جاءت بناء على مرسوم‪،‬‬
‫ولقد أبرز املشرع أن إحداث هذه‬ ‫تربطهما عالقة تراتبية ورئاسية‪،‬‬ ‫عكس التمثيليات اإلقليمية التي‬
‫التمثيليات على مستوى الجهة أو على‬ ‫انطالقا من كون أن رؤساء التمثيليات‬ ‫تحدث بناء عل قرار‪ ،‬وهو ما يبرز‬
‫مستوى العمالة واإلقليم يستند إلى‪:‬‬ ‫اإلدارية املشتركة على املستوى الجهوي‬ ‫املكانة التي تضطلع بها هذه البنيات‬
‫‪ -‬ضمان نجاعة األداء‪ :‬عبر‬ ‫يعتبرون أوال ‪ :‬مسؤولين عن تدبير‬ ‫اإلدارية جهويا‪ ،‬ونظرا للرهانات‬
‫تحقيق وحدة عمل مصالح‬ ‫املصالح التابعة لهم سواء كانت هذه‬ ‫املتعددة التي تجعل الجهة املجال‬
‫الدولة‪ ،‬من أجل تنميط‬ ‫التمثيليات تابعة لقطاع وزاري معين‬ ‫األنسب لتنزيل السياسات العمومية‬
‫مناهج عملها وضمان حسن‬ ‫أو مشتركة بين قطاعين أو أكثر‪ .‬ثم‬ ‫الترابية‪ ،‬وباعتبار الالتمركز اإلداري‬
‫التنسيق بينها‪ ،‬وتحسين‬ ‫ثانيا‪ ،‬يعتبرون سلطة رئاسية بالنسبة‬ ‫مالزما للجهوية املتقدمة‪ .‬كما أن تعيين‬
‫فعالية أدائها‪ ،‬واالرتقاء‬ ‫لرؤساء التمثيليات اإلدارية أو املشتركة‬ ‫كل من رؤساء هذه التمثيليات على‬
‫بجودة الخدمات العمومية‬ ‫التابعة لهم على مستوى العمالة أو‬ ‫املستوى الجهوي يكون بموجب‬
‫التي تقدمها‪.‬‬ ‫اإلقليم‪.‬‬ ‫مرسوم‪ ،‬فيما يعين رؤساء التمثيليات‬
‫‪ -‬ضمان حكامة التدبير‪ :‬من‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن التوجه العام‬ ‫املشتركة على املستوى اإلقليمي‬
‫خالل ترشيد النفقات‬ ‫لسياسة الالتمركز اإلداري قد استثنى‬ ‫بموجب قرار للسلطة الحكومية‬

‫املتعلقة بالسياسة العامة بمجلس النواب‪ ،‬بتاريخ ‪ 20‬شوال ‪1440‬‬ ‫‪ 43‬جواب السيد رئيس الحكومة بخصوص السؤال املحوري الثاني‬ ‫‪ 42‬املادة ‪ 46‬من املرسوم رقم ‪ 2.17.618‬بمثابة ميثاق وطني‬
‫(‪ 24‬يونيو ‪.)2019‬‬ ‫حول "الالتمركز اإلداري والحكامة الترابية "‪ ،‬في الجلسة الشهرية‬ ‫لالتمركز اإلداري‪.‬‬
‫‪50‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫االختصاصات التي سيتم‬ ‫‪ -‬من شان التمثيليات اإلدارية‬ ‫العمومية واعتماد مبدأ‬
‫نقلها لفائدتها‪ ،‬واملوارد‬ ‫القطاعية املشتركة أن‬ ‫التعاضد في الوسائل املادية‬
‫البشرية واملادية الالزمة‬ ‫تساهم في إرساء دعائم‬ ‫والبشرية وتقاسمها بين‬
‫لذلك‪ ،‬ومؤشرات قياس‬ ‫راسخة ودائمة لتعزيز‬ ‫التمثيليات املذكورة‪.‬‬
‫نجاعة أدائها‪،‬‬ ‫التكامل في الوظائف واملهام‬ ‫كما تتجلى كذلك القيمة‬
‫وعموما يتضح أن توجهات‬ ‫بين املصالح الالممركزة‬ ‫املضافة العتماد هذه التمثيليات‬
‫السياسة العامة للدولة في مجال‬ ‫للدولة والهيئات الالمركزية‪،‬‬ ‫املشتركة واألهداف املنتظرة منها في ‪:‬‬
‫الالتمركز اإلداري باملغرب قد أرست‬ ‫وذلك من خالل تفعيل آليات‬ ‫‪ -‬ضمان التقائية التدخالت‬
‫مقاربات حديثة في التدبير اإلداري‬ ‫الشراكة والتعاون‪ ،‬و أجرأة‬ ‫العمومية على املستوى‬
‫وجيال جديدا من املصالح الالممركزة‬ ‫التعاقد الترابي‪ ،‬وتقديم كل‬ ‫الترابي‪ ،‬وانسجام السياسات‬
‫الترابية‪ ،‬القائمة على مبادئ التفريع‬ ‫أشكال الدعم واملساعدة‬ ‫والبرامج واملشاريع العمومية‬
‫في توزيع املهام‪ ،‬والتدرج‪ ،‬والتقائية‬ ‫الترابية‬ ‫للجماعات‬ ‫املتعاقد بشأنها‪ ،‬في إطار‬
‫التدخالت‪ ،‬والفعالية في تنفيذ البرامج‬ ‫وهيئاتها‪،‬‬ ‫ومجموعاتها‬ ‫وحدة عمل املصالح‬
‫بما يضمن مواكبة ورش الجهوية‬ ‫ومواكبتها في إنجاز برامجها‬ ‫الالممركزة جهويا وإقليميا‪،‬‬
‫املتقدمة‪ ،‬باعتبار املستوى الجهوي‬ ‫ومشاريعها التنموية‪.‬‬ ‫بما يكفل تأمين جودة‬
‫اإلطار املالئم النسجام السياسات‬ ‫وختاما‪ ،‬يمكن القول إن إحداث‬ ‫الخدمات العمومية املكلفة‬
‫العمومية ولبرمجة مشاريع مختلف‬ ‫هندسة إدارية جديدة لتأهيل املصالح‬ ‫في تدبيرها‪.‬‬
‫القطاعات الحكومية‪ ،‬والقول بأن‬ ‫الالممركزة‪ ،‬يقابله بالضرورة تبني‬ ‫‪ -‬ضمان وجود مخاطب واحد‬
‫البنيات اإلدارية القطاعية املشتركة‬ ‫إجراءات مواكبة قصد إرساء الهياكل‬ ‫بخصوص مشاريع تهم‬
‫تشكل تعبيرا واضحا إلصالح الالتمركز‬ ‫املتعلقة بتنزيل الالتمركز اإلداري‪ ،‬ومن‬ ‫تدخالت مشتركة بين‬
‫اإلداري باملغرب‪.‬‬ ‫بينها‪:‬‬ ‫قطاعات متعددة‪ ،‬األمر الذي‬
‫‪ -‬تفعيل مؤسسات الحكامة‬ ‫يساعد في توفير الوقت‪،‬‬
‫للمصالح‬ ‫املواكبة‬ ‫وتوحيد الجهود املبذولة‪.‬‬
‫الالممركزة‪ ،‬ويتعلق األمر‬ ‫‪ -‬إن هذه البنيات اإلدارية‬
‫باللجنة الوزارية لالتمركز‬ ‫املشتركة تعتبر من الجيل‬
‫اإلداري‪ ،‬واللجنة الجهوية‬ ‫الجديد للمصالح الالممركزة‬
‫للتنسيق‪ ،‬واللجنة التقنية‬ ‫املؤهلة ملمارسة صالحيات‬
‫للعمالة أو اإلقليم‪.‬‬ ‫تقريرية بكيفية فعلية‬
‫‪ -‬إلزام القطاعات الوزارية‬ ‫وناجعةـ وتساهم في تحديد‬
‫بوضع تصاميم مديرية‬ ‫نطاق املسؤوليات املخولة لها‬
‫مرجعية لالتمركز اإلداري‬ ‫ومجاالت تدخلها بما يضمن‬
‫خاصة باملصالح الالممركزة‬ ‫تنزيل قاعدة ربط املسؤولية‬
‫تحدد‬ ‫لها‬ ‫التابعة‬ ‫باملحاسبة ‪.‬‬
‫‪51‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫العمومية‬ ‫السياسات‬ ‫التقائية‬ ‫غير أن مسألة التعاقد‬


‫وتجانسها وتكاملها على مستوى الجهة‬ ‫انحصرت عمليا في الروابط القائمة‬
‫وعلى مستوى العمالة أو اإلقليم‬ ‫بين املقاوالت العمومية املعنية ووزارة‬
‫وتحقيق التعاضد في وسائل تنفيذها‪.46‬‬ ‫االقتصاد واملالية‪ ،‬بينما لوحظ ضعف‬
‫فإلى أي حد يساهم التعاقد‬ ‫مشاركة الوزارات القطاعية في‬
‫املالي للمصالح الالممركزة في إلتقائية‬ ‫مسلسل التفاوض‪ ،‬بالرغم من‬
‫السياسات العمومية وطنيا وترابيا؟‬ ‫مسؤوليتها في تصور االستراتيجيات‬
‫وما هي حدود وإكراهات التعاقد املالي؟‬ ‫القطاعية وتتبع تنفيذها‪ ،‬األمر الذي‬
‫أوال‪ :‬مساهمة التعاقد املالي في‬ ‫يستوجب منها مبدئيا القيام بأدوار‬
‫التقائية السياسات العمومية‬ ‫الريادة في هذا املجال‪.45‬‬
‫من بين ما ينص عليه امليثاق‬ ‫وهذا ما استدعى ضرورة‬
‫الوطني لالتمركز اإلداري‪ ،‬هو أن‬ ‫إعادة النظر في العالقة التعاقدية من‬
‫املصالح الالممركزة للدولة تكلف‬ ‫خالل إصالح القانون التنظيمي لقانون‬
‫بتنفيذ البرامج واملشاريع املندرجة‬ ‫املالية والذي أعطى دينامية جديدة‬
‫ضمن السياسات العمومية للدولة أو‬ ‫تضع متطلبات الشفافية ونجاعة‬
‫إحدى هيئاتها‪ ،‬وفق أهداف وإجراءات‬ ‫األداء وربط املسؤولية باملحاسبة في‬ ‫مقدمة‪:‬‬
‫وآجال محددة‪ ،‬وتكون هذه البرامج‬ ‫صلب عمل الدولة‪ ،‬وتم بفضل هذه‬ ‫عرفت سياسات التعاقد‬
‫واملشاريع املذكورة موضوع اتفاقيات أو‬ ‫الدينامية تطوير اإلطار امليزانياتي‪ ،‬ال‬ ‫املالي باملغرب تطورات هامة خاصة في‬
‫عقود تبرم بين األطراف املعنية‪.47‬‬ ‫سيما من خالل اعتماد امليزانية‬ ‫العقدين األخيرين‪ ،‬إذ لم تعد تقتصر‬
‫ونظرا ألهمية التعاقد املالي‪،‬‬ ‫املهيكلة حول البرامج القائمة على‬ ‫فقط على العالقة التعاقدية القائمة‬
‫نجد من بين مخرجات وتوصيات‬ ‫نجاعة األداء‪ ،‬والتي تمكن من تقييم‬ ‫بين الدولة واملؤسسات واملقاوالت‬
‫املناظرة الوطنية األولى للجهوية‬ ‫امليزانياتية‪.‬‬ ‫لالختيارات‬ ‫أفضل‬ ‫العمومية‪ ،44‬بل تجاوزتها لتشمل‬
‫املتقدمة املنعقدة بمدينة أكادير بتاريخ‬ ‫باإلضافة إلى إعادة النظر في اإلطار‬ ‫التعاقد املالي ما بين الدولة واملصالح‬
‫‪ 20‬و ‪ 21‬دجنبر ‪" ،2019‬ضمان انخراط‬ ‫القانوني املنظم لالتمركز اإلداري من‬ ‫الالممركزة‪ ،‬في إطار ما يعرف بعقود‬
‫املصالح املركزية للقطاعات الوزارية‬ ‫خالل إصدار ميثاق وطني لالتمركز‬ ‫برامج‪ ،‬وكذلك ما بين الدولة‬
‫واملؤسسات العمومية في تنزيل ميثاق‬ ‫اإلداري‪ ،‬والذي من بين أهدافه ضمان‬ ‫والجماعات الترابية‪.‬‬

‫‪ 46‬املادة ‪ 7‬من مرسوم رقم ‪ 2.17.618‬صادر في ‪ 18‬من ربيع االخر‬ ‫‪ 44‬منشور رئيس الحكومة رقم ‪ 8/2013‬حول تعميم العالقات‬
‫‪ 26( 1440‬ديسمبر ‪ ،)2018‬بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري‪،‬‬ ‫التعاقدية بين الدولة واملنشأت العامة‪ ،‬بتاريخ ‪ 15‬ماي ‪.2013‬‬
‫ج‪.‬ر عدد ‪.6738‬‬ ‫‪ 45‬التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم ‪ ،2015‬ص‬
‫‪ 47‬املادة ‪ 23‬من مرسوم بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري‪.‬‬ ‫‪.425‬‬
‫‪52‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫سيؤدي إلى مزيد من الضبط املالي‬ ‫عموما ثالث سنوات‪ ،‬استنادا إلى‬ ‫الالتمركز من خالل إعطاء املزيد من‬
‫والحكامتي للعالقة القائمة بين‬ ‫برمجة ميزانياتية لثالث سنوات‪ .‬وتحين‬ ‫الصالحيات وتحويل املوارد الكافية‬
‫املصالح املركزية واملصالح الالممركزة‪،‬‬ ‫هذه البرمجة كل سنة ملالءمتها مع‬ ‫للمصالح الخارجية قصد تمكينها من‬
‫غير أن هذه اآللية ال تخلو من حدود‬ ‫تطور الظرفية املالية واالقتصادية‬ ‫القيام باملهام املوكولة إليها بشكل فعال‬
‫وإكراهات‪.‬‬ ‫واالجتماعية‪ ،49‬وقد استلزم تحويل‬ ‫وناجع"‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬حدود وإكراهات التعاقد‬ ‫اإلطار امليزانياتي تعديل التبويب‬ ‫فالتعاقد املالي يشكل خيارا‬
‫املالي مع املصالح الالممركزة‬ ‫امليزانياتي قصد االنتقال من تقديم‬ ‫السياسات‬ ‫لتنزيل‬ ‫استراتيجيا‬
‫رغم أن الهدف من التعاقد‬ ‫حسب طبيعة النفقة إلى تبويب‬ ‫العمومية على املستوى الترابي‪،‬‬
‫بواسطة عقود برامج‪ ،‬هو تنفيذ‬ ‫ميزانياتي مهيكل حول البرامج‪ ،‬يبرز‬ ‫وسيمكن من االنتقال من مقاربة‬
‫االلتزامات واألهداف املشتركة ما بين‬ ‫وجهة النفقة مع التركيز على البعد‬ ‫قطاعية وعمودية للبرامج إلى مقاربة‬
‫اإلدارة املركزية واملصالح الالممركزة‪،‬‬ ‫الجهوي‪.50‬‬ ‫مندمجة ومتكاملة وأفقية تشرك كل‬
‫بشكل يلزم الطرف املفوض له‬ ‫من جهة أخرى ومن أجل‬ ‫الوزارات والقطاعات املعنية‪ ،‬كما‬
‫(املتعاقد معه) بضرورة بلوغ األهداف‬ ‫البرامج‬ ‫تنفيذ‬ ‫فعالية‬ ‫تحسين‬ ‫يعتبر كأداة رئيسية لتحديد نوعية‬
‫التي من أجلها فوضت له هذه‬ ‫امليزانياتية‪ ،‬فإن هذه البرامج يتم‬ ‫العالقات بين اإلدارات املركزية‬
‫االعتمادات‪ ،‬فإن هاته العملية‬ ‫قياس نتائجها بمؤشرات األداء‪ ،‬وهو ما‬ ‫ومصالحها الالممركزة‪ ،‬تعميقا لعملية‬
‫التعاقدية تواجه بعدد من اإلكراهات‬ ‫أدى إلى ظهور وظيفة إدارية جديدة‬ ‫الالتمركز اإلداري‪ ،48‬وذلك بإدخال‬
‫والعراقيل والتي يمكن إجمالها على‬ ‫وفاعل جديد يضطلع بتحديد‬ ‫عالقات تدبيرية جديدة‪ ،‬ترتكز على‬
‫الشكل التالي‪:‬‬ ‫األهداف واملؤشرات‪ ،‬وهو مسؤول‬ ‫تحقيق الفعالية والنجاعة في تنفيذ‬
‫*غياب الدقة والوضوح في برمجة‬ ‫البرنامج الذي يتم تعيينه على مستوى‬ ‫البرامج واملشاريع العمومية التي تتولى‬
‫االعتمادات املالية مما يؤدي إلى إلغاء‬ ‫القطاع الوزاري لتولي تتبع تنفيذه‪،51‬‬ ‫مصالح الدولة الالممركزة تنفيذها‪،‬‬
‫جزء منها أو طلب اعتمادات إضافية‪.‬‬ ‫وفي مقابل املسؤولية عن تحقيق‬ ‫وعلى تحسين األداء والنتائج وتوسيع‬
‫*تضمين عقود البرامج العديد من‬ ‫النتائج يستفيد املدبرون على املستوى‬ ‫مجال مبادرات املدبرين من خالل‬
‫القيود ونقاط ضعف املؤشرات القابلة‬ ‫الترابي من مرونة أكبر في تدبير‬ ‫إبرام عقود بين طرفين‪.‬‬
‫للقياس‪ ،‬فعلى سبيل املثال فإن‬ ‫ميزانياتهم وهامش مهم فيما يتعلق‬ ‫ويتمثل التعاقد في تحديد‬
‫مشروع نجاعة األداء لوزارة الفالحة‬ ‫بإعادة توزيع االعتمادات‪ .52‬وهو ما‬ ‫حقوق والتزامات بموجب عقد يغطي‬

‫‪ 51‬املادة ‪ 39‬من القانون التنظيمي لقانون املالية‪.‬‬ ‫(‪ 18‬يونيو ‪ .)2015‬وكذلك املادة ‪ 15‬من مرسوم بمثابة ميثاق وطني‬ ‫‪ 48‬دليل إصالح امليزانية‪ ،‬املقاربة الجديدة لتدبير امليزانية املرتكزة على‬
‫‪ 52‬امليزانية املهيكلة حول البرامج القائمة على نجاعة األداء‪ :‬آليات‬ ‫لالتمركز اإلداري‪.‬‬ ‫النتائج واملدمجة ملقاربة النوع االجتماعي‪ ،‬منشورات وزارة االقتصاد‬
‫املواكبة والتفعيل‪ ،‬القانون التنظيمي للمالية‪ :‬رافعة من أجل‬ ‫‪ 50‬التبويب امليزانياتي القديم كان يرتكز على‪ :‬الباب‪ ،‬الفصل‪ ،‬املادة‪،‬‬ ‫واملالية‪ ،2005 ،‬ص ‪.31‬‬
‫تحديث التدبير العمومي‪ ،‬مجلة املالية العدد ‪ ،35‬غشت ‪ ،2019‬ص‬ ‫الفقرة‪ ،‬ثم السطر‪ ،‬بينما التبويب الجديد وفق القانون التنظيمي‬ ‫‪ 49‬املادة ‪ 5‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 130.13‬لقانون املالية‪،‬‬
‫‪.14‬‬ ‫للمالية ‪ 130.13‬أصبح يقوم على أساس‪ :‬الباب‪ ،‬الفصل‪ ،‬البرنامج‪،‬‬ ‫الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.15.62‬صادر في ‪ 14‬من‬
‫الجهة‪ ،‬ثم املشروع أو العملية‪ ،‬نفس األمر بالنسبة للتبويب‬ ‫شعبان ‪ 2( 1436‬يونيو ‪ ،)2015‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،6370‬فاتح رمضان ‪1436‬‬
‫امليزانياتي املتعلق بالجهات والجماعات الترابية األخرى‪.‬‬
‫‪53‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫ومن بين اإلكراهات املرتبطة‬ ‫للقطاع الفالحي‪ :‬فمثال املسؤول عن‬ ‫والصيد البحري والتنمية القروية‬
‫بالتعاقد املالي‪ ،‬نجد كذلك التوجه‬ ‫برنامج تطوير السالسل املنتجة هو‬ ‫برسم ‪ ،2020‬يتضمن مجموعة من‬
‫املزدوج للنصوص القانونية‪ ،‬والتي‬ ‫مديرية تنمية سالسل اإلنتاج‪ ،‬في حين‬ ‫نقط ضعف املؤشرات املرتبطة بتنفيذ‬
‫تنص على إسناد املهام والوظائف‬ ‫نجد بعض القطاعات الوزارية تحدد‬ ‫البرامج ومنها‪:‬‬
‫واالختصاصات وتفويض االعتمادات‪،‬‬ ‫بشكل أكثر دقة الشخص املخاطب‬ ‫املستهدفة‬ ‫القيمة‬ ‫‪-‬بلوغ‬
‫باملقابل نجد امليثاق الوطني لالتمركز‬ ‫واملسؤول عن البرنامج‪ :‬فوزراة‬ ‫مشروط بالقدرة التنفيذية للمصالح‬
‫اإلداري ينص على التنسيق‪ ،‬وهذ األخير‬ ‫االقتصاد واملالية تشير إلى شخص‬ ‫والعوامل‬ ‫للوزارة‬ ‫الالممركزة‬
‫يحد من االستقاللية والحرية في اتخاذ‬ ‫الكاتب العام للوزارة أو مدير إدارة‬ ‫االجتماعية املتعلقة أساسا بانخراط‬
‫القرار‪ ،‬فاملسؤولون عن املصالح‬ ‫الجمارك أو الخازن العام للملكة‪،،...‬‬ ‫الفالحين‪ ،‬باإلضافة إلى الظروف‬
‫الالممركزة يجدون أنفسهم ما بين‬ ‫نفس الش يء بالنسبة لقطاع النقل‬ ‫املناخية للمواسم الفالحية‪.‬‬
‫توجهات وأولويات السلطات املركزية‬ ‫بوزارة التجهيز‪ :‬فاملسؤول عن برنامج‬ ‫‪-‬يعد تعدد املتدخلين عائقا‬
‫املحددة في إطار تعاقدي وبين توجهات‬ ‫الطرق هو مدير الطرق‪.‬‬ ‫أساسيا لبعض املؤشرات‬
‫وأولويات الوالة والعمال في إطار‬ ‫وهذا ما يدفعنا إلى طرح‬ ‫‪-‬انخفاض عدد التوظيفات‬
‫التنسيق بين املصالح الالممركزة‪.‬‬ ‫تساؤل عن القيمة القانونية لعقود‬ ‫من طرف الدولة أو على مستوى‬
‫ثم كذلك محدودية الرقابة‬ ‫البرامج‪ ،‬ففي الحقيقة أن هاته العقود‬ ‫القطاع الخاص قد يشكل إكراها‬
‫املالية على نجاعة األداء والتي تتمثل في‬ ‫ليست عقودا باملعنى الشكلي والفني‬ ‫لبعض املؤشرات‬
‫أنه‪:‬‬ ‫للعقد كما هو محدد في القانون املدني‬ ‫‪-‬عائق عدم توفر املعلومة في‬
‫‪-‬يتم االفتحاص السنوي‬ ‫أو في العقود اإلدارية‪ ،‬والتي هي عبارة‬ ‫الوقت املحدد وعدم التوفر على نظام‬
‫لنجاعة أداء القطاعات الوزارية من‬ ‫عن اتفاق بين طرفين يرتب التزاما‬ ‫معلوماتي‬
‫طرف املفتشية العامة للمالية بناء على‬ ‫قانونيا يكون محل جزاء في حالة‬ ‫‪-‬تحقيق األهداف حول بعض‬
‫عينة من البرامج وال تشمل كل البرامج‬ ‫اإلخالل بأحد بنوده املتفق عليها‪،‬‬ ‫املؤشرات يبقى رهينا بتوفر الوسائل‬
‫إال في أجل أقصاه ثالث سنوات‪.53‬‬ ‫وبالتالي فإن عقود البرامج هي عبارة‬ ‫اللوجيستيكية‬
‫على‬ ‫التنصيص‬ ‫‪-‬عدم‬ ‫عن استراتيجية قطاعية تقوم على‬ ‫إن مثل هاته العوائق قد تؤثر‬
‫الجزاءات القانونية املترتبة عن عدم‬ ‫التفاوض والتشاور مع املصالح‬ ‫في تنفيذ االلتزامات من طرف املصالح‬
‫اإلجابة على مالحظات املفتشية العامة‬ ‫الالممركزة أكثر من كونها عقود‬ ‫الالممركزة‪ ،‬ثم هناك إكراه آخر يرتبط‬
‫حول افتحاص نجاعة األداء‪.‬‬ ‫حقيقية‪.‬‬ ‫بعدم تحديد الشخص املسؤول عن‬
‫البرنامج بدقة كما هو الحال بالنسبة‬

‫‪ 53‬املادة ‪ 9‬من قرار لوزير االقتصاد واملالية رقم ‪ ،740.18‬صادر في‬


‫‪ 6‬ربيع األول ‪ 14( 1440‬نوفمبر ‪ ،)2018‬بتحديد كيفيات إعداد تقرير‬
‫افتحاص نجاعة األداء‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،6737‬بتاريخ ‪ 24‬دجنبر ‪.2018‬‬
‫‪54‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫بين املصالح الالممركزة والجماعات‬ ‫‪-‬تحويل مبالغ مالية كافية‬ ‫وبما أن مسلسل تنزيل امليثاق‬
‫الترابية من جهة أخرى‪ ،‬وهو ما‬ ‫لتغطية نفقات البرامج واملشاريع‪.‬‬ ‫الوطني لالتمركز اإلداري ما زال في‬
‫يستدعي تأهيل املصالح الخارجية‬ ‫فنقل االختصاصات إلى املصالح‬ ‫مرحلته األولية فمن األنسب التفكير في‬
‫لتكون قادرة على تمثيل الدولة ترابيا‪،‬‬ ‫الالممركزة يجب أن يقترن كذلك‬ ‫استكمال هذا اإلصالح‪ ،‬ودعم قدرات‬
‫لهذا وجب منحها اعتمادات مالية‬ ‫بتخصيص موارد مالية وبشرية‪.‬‬ ‫املدبرين على املستوى الالمركزي من‬
‫كافية باملوازاة مع املوارد البشرية‬ ‫‪-‬تفويض االعتمادات إلى املصالح‬ ‫خالل‪:‬‬
‫واللوجيستيكية لتكون قادرة على‬ ‫الالممركزة في حدود الحاجيات‬ ‫‪-‬إدماج قبلي العتمادات‬
‫التفاوض وتنفيذ البرامج بشكل ناجع‬ ‫الحقيقية وأن تراعى في حجمها‬ ‫امليزانية املحددة على أساس املهام و‪/‬‬
‫وفعال‪.‬‬ ‫القدرات التدبيرية لهذه املصالح‪.‬‬ ‫أو برامج الدولة املشتركة بين‬
‫‪-‬يجب اإلسراع في تنزيل‬ ‫القطاعات‪ .‬وتعميق حضور البعد‬
‫التصاميم املديرية لالتمركز اإلداري‬ ‫الجهوي في برمجة قانون املالية الذي‬
‫على املستوى الجهوي في إطار تعاقدي‬ ‫يجب أن يعكس في شكل اعتمادات‬
‫بين السلطات الحكومية املعنية ووالي‬ ‫مالية املشاريع والعمليات املحددة على‬
‫الجهة ورؤساء التمثيلية اإلدارية‬ ‫أساس التشاور‪ ،‬باعتماد مقاربة‬
‫الجهوية املعنية‪ ،‬وفق مبادئ التناسق‬ ‫تشاركية وتخطيط تصاعدي ومندمج‬
‫والتكامل بين مكونات التمثيليات‬ ‫ويجسد أيضا على أرض الواقع العقود‬
‫الجهوية املعنية ووحدة عملها‪ .‬وعلى‬ ‫املبرمة بين الدولة واملصالح الالممركزة‪.‬‬
‫هذا األساس فإن التمثيليات املشتركة‬ ‫‪-‬توسيع قواعد شمولية‬
‫ستمكن من تعيين ممثل ومخاطب‬ ‫وإمكانية تحويل االعتمادات بين‬
‫وحيد للمصالح الالممركزة وذلك‬ ‫فصول امليزانية‪ ،‬مما سيمنح الجهات‬
‫لتحقيق وحدة عملها‪.‬‬ ‫املكلفة باألمر بالصرف مرونة أكبر في‬
‫وما يمكن مالحظته أن الدولة‬ ‫التصرف في امليزانية املوضوعة رهن‬
‫تسعى لجعل سياسات التعاقد املالي‬ ‫إشارتها‪ ،‬ومالءمتها مع واقع وإكراهات‬
‫آلية عمل طبيعية في العالقة القائمة‬ ‫تنفيذ املشاريع‪ ،‬مع ترجيح تعميم‬
‫بين مختلف السلطات العمومية‪،‬‬ ‫افتحاص األداء والنتائج‪ ،‬واملراقبة‬
‫سواء العالقة بين اإلدارة املركزية‬ ‫البعدية لقياس احترام القواعد وآثار‬
‫واملصالح الالممركزة من جهة أو حتى‬ ‫العمليات املنجزة‪.54‬‬

‫‪ 54‬متطلبات الجهوية املتقدمة وتحديات إدماج السياسات‬


‫القطاعية‪ ،‬تقرير املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬إحالة‬
‫ذاتية رقم ‪ ،2016/22‬ص ‪.86‬‬
55

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

bien que de près », un adage Depuis les premières


qui résume la philosophie années d’indépendance du
d’exercice du pouvoir que les Maroc, un choix indéniable a
gouvernements doivent été fait par le pouvoir central
adopter pour mieux pour couvrir l’ensemble des
administrer les territoires provinces et des préfectures
Mohammed ZAOUAQ
périphériques de leurs pays. de chefs de services
Cette philosophie constitue, à déconcentrés représentant
Chercheur en droit public
des degrés différenciés, le les différents départements
La fonction de chef de service fondement théorique de la ministériels et agissant sous
politique de déconcentration l’autorité du gouverneur qui
déconcentré dans
administrative en vigueur est considéré comme le
l’administration marocaine : dans la quasi-totalité des États délégué du gouvernement au
de l’exercice unilatéral des unitaires décentralisés, et qui niveau local.
se base sur une affectation
pouvoirs délégués à la Pendant plus de trois
des représentants du pouvoir
construction des compromis central au niveau territorial.
décennies, les chefs des
services déconcentrés étaient
Ces représentants, appelés
considérés comme de simples
naguère « chefs des services
« De plus en plus relais du pouvoir central, dont
extérieurs », aujourd’hui
l’administration est faite de la principale mission se
« chefs des services
concertation et de consensus limitait à faire remonter
déconcentrés », se trouvent
plus que de commandement. l’information nécessaire sur la
investis d’un ensemble de
Les autorités négocient entre réalité locale aux services
pouvoirs d’action qui leur sont
elles, et elles négocient avec centraux, et attendre que ces
délégués par les
les administrés organisés »55 derniers leur ordonnent les
départements ministériels
ordres, instructions et
« On peut gouverner de auxquels ils sont rattachés. 56
directives à exécuter .
loin, mais on n’administre

pièces justificatives de dépenses et les ordres attributions claires et bien déterminées, dans 55
Prosper WEIL, Dominique POUYAUD, le
de recettes). la mesure où ledit texte n’autorise les droit administratif, collection « que sais-je? »,
Le précédent dahir a été abrogé en 2008 par le ministres, secrétaires d’Etat et sous- PUF, 1997, p.26
décret n° 2-05-768 du 30 chaoual 1429 (30 secrétaires d’Etat à déléguer par arrêtés aux 56
Malgré l’adoption du dahir n° 1-57-068 du
octobre 2008) relatif à la délégation de responsables du ministères que la signature 9 ramadan 1376 (10 avril 1957) relatif aux
signature des ministres, secrétaires d’Etat et des actes administratifs nécessaires à la délégations de signature des ministres,
sous-secrétaires d’Etat (B.O. n° 5688 du gestion courante et ordinaire de leurs services secrétaires d’Etat et sous-secrétaires d’Etat
04/12/2008). (Ex : les ordonnances de paiement, de (B.O. n° 2322 du 16/04/1957) en l’année
virement ou de délégation de crédits, les 1957, les chefs des services extérieurs ne
pouvaient aspirer à se voir déléguer des
56

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

De ce fait, il a fallu font preuve les services délégués (I), tout en lui
attendre l’année 1993 pour centraux de la quasi-totalité imposant la construction de
voir ces chefs de services des ministères, peu de chefs compromis avec les
autorisés à prendre les de services extérieurs se sont différentes parties
décisions nécessaires à la vus déléguer des pouvoirs par concernées par la gestion des
satisfaction des besoins leurs ministres. C’est ainsi que affaires locales (II).
locaux, en vertu des depuis l’adoption de la
I- L’exercice unilatéral
délégations de pouvoirs nouvelle Constitution de 2011
des pouvoirs délégués : un
émanant de leurs ministres, et qui a été suivie de l’édiction
mode de gestion limité aux
ce en application des d’un ensemble de textes
besoins d’organisation du
dispositions du décret n°2-93- porteurs de réformes en
service et d’exécution des
625 du 4 joumada I 1414 (20 matière d’organisation
orientations ministérielles
octobre 1993) relatif à la administrative et de gestion
déconcentration publique, dont les lois À l’heure actuelle, les
administrative57 qui prévoit organiques relatives aux chefs de services
entre autres «la répartition collectivités territoriales, la déconcentrés au niveau
des attributions et des Charte nationale de la régional, préfectoral et
moyens entre les services déconcentration provincial ne jouissent plus
centraux et extérieurs des administrative, la loi portant d’une liberté totale d’agir
administrations publiques» réforme des Centres d’une manière unilatérale
(Art.1) et la nécessité de régionaux d’investissement, dans tous les domaines
« veiller à l’adéquation entre les services centraux des d’exercice de pouvoir qui leur
les transferts d’attributions différents ministères se sont sont conférés. Ceci se justifie
aux services extérieurs et les trouvés dans l’obligation de davantage par le fait que les
transferts de moyens de toute déléguer à leurs chefs de nouveaux textes régissant la
nature nécessaire à leur mise services déconcentrés les déconcentration
en œuvre » (mission confiée à pouvoirs essentiels à administrative et la gestion
la commission permanente de l’exercice de leurs fonctions. des affaires locales ont
déconcentration restreint le champ de prise de
Suite à ces
administrative instituée décision unilatérale à deux
changements, la fonction de
auprès du chef du principaux volets, à savoir :
chef de service déconcentré a
Gouvernement -Art. 4). l’organisation et le
subi de profondes
fonctionnement interne de
Cependant, en dépit transformations qui ont eu
leurs services et la mise en
de l’importance de cette pour conséquence de rétrécir
œuvre des stratégies et des
assise juridique, et en raison le champ d’exercice unilatéral
plans de développement
du caractère récalcitrant dont des pouvoirs qui lui sont

57
Bulletin officiel n°4227 du 03
novembre 1993.
57

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

lancés par leurs départements autres services déconcentrés, niveau préfectoral ou


ministériels. les collectivités territoriales, provincial, que ces
ainsi que les différents acteurs représentations relèvent d’un
Ainsi, en vertu du
privés et publics locaux. Ces département ministériel
fameux arrêt « Jamart »58 qui
notes internes constituent déterminé ou qu’elles soient
a consacré la théorie
l’une des principales communes à deux ou
jurisprudentielle du chef de
manifestations du pouvoir plusieurs départements ».
service, les responsables des
discrétionnaire reconnu aux
services déconcentrés Outre les domaines
responsables régionaux,
disposent d’une liberté totale d’intervention précités, les
préfectoraux et provinciaux
de prise de décision chefs des services
en matière de gestion des
unilatérale en matière déconcentrés disposent d’une
services administratifs et du
d’organisation des services « marge de liberté très
personnel placés sous leur
qu’ils dirigent. Pour organiser limitée » pour choisir les
autorité.
lesdits services, le actions nécessaires à mener
responsable édicte des actes Dans ce sens, la Charte en vue de bien mettre en
unilatéraux reflétant sa nationale de la œuvre les politiques
propre vision de déconcentration sectorielles lancées au niveau
l’organisation - en services et administrative59 prévoit dans de leur ministère et
divisions - et de la répartition son article 12 que « les chefs d’appliquer rigoureusement
des ressources humaines et des représentations l’ensemble des décisions et
matérielles allouées par les administratives régionales instructions émanant des
services centraux. sont responsables de la services centraux, sans avoir à
gestion des services relevant cependant à discuter de la
Quant au
d’eux au niveau régional, que pertinence de ces décisions et
fonctionnement de son
ces représentations relèvent instructions par rapport aux
service, le responsable édicte
d’un département ministériel spécificités locales.
de plein droit un ensemble de
déterminé ou qu’elles soient
notes de service dont l’objet Ainsi, aux termes de la
communes à deux ou
vise entre autres à clarifier les Charte nationale de la
plusieurs départements » et
méthodes et les procédures déconcentration
que « les chefs des
de fonctionnement interne du administrative, les services
représentations
service, les objectifs à déconcentrés de l’État au
administratives préfectorales
atteindre, la qualité des niveau régional veillent, sous
ou provinciales sont
prestations à assurer, les la direction de leurs chefs
responsables de la gestion des
domaines et les procédures hiérarchiques, « à la mise en
services relevant d’eux au
de coordination avec les œuvre optimale des directives

58
Conseil d’État, Arrêt Jamart, 7 59
Décret n°2-17-618 du 18 rabii II déconcentration administrative, B.O.
février 1936. 1440 (26 décembre 2018) portant n°6740 du 03/01/2019.
Charte nationale de la
58

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

et des décisions des autorités dans les affaires relatives au pertinence et la faisabilité des
gouvernementales ayant pour développement local. Parmi actions prioritaires
objet l’exécution de la ces affaires, on peut citer les programmées par ces
politique gouvernementale actions prioritaires comités, que ce soit dans le
relative aux départements programmées par le comité cadre de la mise en œuvre des
ministériels dont ils relèvent » régional de coordination et le différents plans de
(art. 14), tandis que ceux comité technique préfectoral développement adoptés au
implantés au niveau ou provincial, les actions niveau des collectivités
provincial assurent indispensables à la mise en territoriales ou par réponse à
« l’exécution des directives et œuvre des plans de des besoins locaux constatés
des décisions émanant des développement adoptés par par le wali ou le gouverneur.
autorités gouvernementales les différentes collectivités Ainsi, chaque chef de service
dont ils relèvent et qui leur territoriales, et enfin les doit défendre les intérêts de
sont communiquées par les décisions nécessaires à son département et du
chefs des représentations l’approbation et la réalisation service administratif qu’il
administratives régionales » des projets d’investissement gère, et ce en essayant de
(art. 16). soumis aux Centres régionaux convaincre ses homologues,
d’investissement. chefs de services
II/ La construction des
déconcentrés et les
compromis : un nouveau En tant que membres
représentants de
mode de gestion imposé en des comités régionaux de
l’administration territoriale,
matière de gestion des coordination (pour le cas des
de l’opportunité de
affaires locales directeurs régionaux : Art. 31
programmer des actions qui
de la charte nationale de la
Conscient de la réalité riment avec les objectifs
déconcentration
complexe qui caractérise la sectoriels tracés par les
administrative) ou des
gestion des affaires locales et services centraux de son
comités techniques
des limites que présentent les ministère.
préfectoraux et provinciaux
interventions cloisonnées des
(pour les directeurs Par ailleurs, et eu
différents services extérieurs
préfectoraux et provinciaux : égard à la prise de décision qui
implantés au niveau
Art. 5 du Dahir portant loi n° s’opère, en ce qui concerne la
territorial, le pouvoir exécutif
1-75-168 du 25 Safar 1397 (15 gestion déconcentrée des
a opté, depuis quelques
février 1977) relatif aux investissements, d’une
années, pour un modèle
attributions du gouverneur60), manière collégiale par la
d’action locale basé sur la
les chefs de services commission régionale unifiée
transversalité, le consensus et
déconcentrés sont amenés à d’investissement (Art. 34 de la
la prise de décision collective
discuter et à négocier la loi n° 47-18 portant réforme

60
Bulletin Officiel n° 3359 du 16
Mars 1977.
59

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

des centres régionaux unifiés régionaux, préfectoraux ou


d’investissement61), les chefs provinciaux des différents
des services déconcentrés, ministères doit se baser en
ont l’obligation, en tant que priorité sur l’évaluation de
membres de ladite leurs capacités à
commission, d’entériner des communiquer efficacement, à
décisions consensuelles en interagir et à gérer les conflits,
matière d’évaluation au lieu de prendre en compte
préalable des projets uniquement les compétences
d’investissement et classiques fondées sur le
d’approbation des demandes savoir et le respect de la
d’autorisation requises pour hiérarchie.
leur réalisation. De ce fait,
chaque responsable régional
doit persuader les autres
membres de la commission de
ne pas statuer ou donner des
avis qui seraient contraires
aux objectifs de la stratégie
sectorielle, aux orientations
ou à la réglementation en
vigueur dans son
département, en employant
des techniques de négociation
et de persuasion.

En définitive, on peut
affirmer que la fonction de
chef de service déconcentré
est désormais en voie de
basculement d’un modèle de
gestion axé sur l’action
unilatérale à un nouveau
modèle caractérisé par la
construction collective des
décisions. Ce faisant, le choix
des futurs directeurs

61
Bulletin Officiel n° 6754 du 21
février 2019.
‫‪60‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫الجزء الثالث‬
‫كورونااستدراك‬
61

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

Jilali Amazid

Ex-magistrat à la Cour des demande ascendante en La première mesure est


comptes prestations sociales et, par là prise en application des
même, de protéger Hautes Instructions de Sa
Le budget de l’Etat face à l’environnement socio- Majesté le Roi. Elle s’est
la pandémie du économique contre les traduite par l’adoption du
implications de cette décret n° 2-20-269 du 16 mars
Coronavirus pandémie en termes 2020 portant création d’un
d’érosion de la capacité de «compte d’affectation
Un budget de l’Etat en résilience. spéciale » intitulé : « Fonds
vive alerte : voilà en quoi Dans ce contexte, un spécial pour la gestion de la
pourrait consister la discipline essai d’identification et pandémie du Coronavirus « Le
budgétaire diligentée par les d’analyse de ces mesures Covid 19 »63.Ce compte, dont
pouvoirs publics marocains en s’avère des plus dignes le Ministre de l’économie, des
guise de réaction aux effets d’intérêt, en raison de finances et de la réforme de
néfastes de la pandémie du l’ampleur de leur impact sur l’administration est
Coronavirus. D’autant que les bases d’élaboration et ordonnateur, doit permettre
cela relève même de la raison d’exécution de la loi de la comptabilisation des
d’être de l’Etat qui se trouve finances pour l’année opérations afférentes à la
appelé, en pareilles budgétaire 2020. Il s’agit tout gestion de cette pandémie.
circonstances de « nécessité particulièrement de trois Au crédit, sont retracées
impérieuse et imprévue »62, à mesures respectivement les opérations de recettes qui
mettre son budget au service relatives à la création d’un correspondent
de son rôle providentiel de Fonds spécial, au principalement à la dotation
« dernier assureur ». dépassement du plafond des budgétaire de 10 milliards de
Ce rôle doit emprunts extérieurs et à la dirhams transférée depuis le
immanquablement se suspension d’engagement de budget général, ainsi qu’au
traduire par des mesures certaines dépenses. produit des contributions
visant la mobilisation de financières émises par les
nouvelles ressources I-Création d’un Fonds personnes morales et
budgétaires, en vue de spécial
prendre en charge une

62 Le considérant qui tient à « la nécessité 2020 portant déclaration de l’état d’urgence coronavirus- covid 19 – (BO n° 6870
impérieuse et imprévue » constitue l’un des sanitaire pour l’ensemble du territoire du 2 avril 2020 p 506).
national pour faire face à la propagation du 63 - B O n° 6866 du 19 mars 2020 p 433.
principaux éléments de motivation étayant
l’adoption du décret n° 2-20-293 du 24 mars
62

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

physiques64. A cet effet, le -La première catégorie de Il est donc tout à fait clair
compte est ouvert sur les dépenses est dédiée à la mise que ce Fonds spécial a pour
livres de Bank Al-Maghreb au à niveau du dispositif médical fonction comptable
nom du Trésorier ministériel pour assurer la prise en l’individualisation des flux
du Ministère de l’économie, charge adéquate des financiers en rattachant leur
des finances et de la réforme personnes affectées par le destination à la gestion de la
de l’administration, en sa Covid 19. A ce titre, une pandémie. Mais il n’en offre
qualité de comptable dotation budgétaire de 2 pas moins à l’ensemble des
assignataire chargé de la milliards de dirhams a déjà fait parties prenantes un viatique
centralisation des opérations l’objet d’un versement à partir pour « transformer les risques
de versements des dons du Fonds spécial vers le en opportunités ».
effectuées auprès des budget du ministère de la En ce sens, les risques sont
différents postes du réseau santé66. Plus encore, les à considérer au regard de la
comptable. propositions d’engagement disproportion criante entre
De même, ce compte de ces dépenses bénéficient une demande urgente de
pourrait également servir de du régime spécial des financement en ascension
support de rattachement allégements de contrôle galopante et des ressources
comptable pour les prévus par le décret n° 2-20- budgétaires prévues dans le
opérations résultant de la 270 du16 mars 2020 relatif cadre d’un cycle budgétaire
restructuration d’un prêt de aux modalités d’exécution des normal. A entendre ici
275 millions de dollars, dépenses effectuées par le l’insuffisance manifeste de la
accordé au Royaume du ministère de la santé67 . masse financière d’un
Maroc par la Banque -La deuxième catégorie de montant de 2,4 milliards de
mondiale, le 11 décembre dépenses relève du processus dirhams, prévue pour toute
2019, et destiné initialement à de financement des actions de l’année budgétaire 2020 au
approvisionner un autre soutien social engagées dans Chapitre des « Dépenses
compte d’affectation spéciale le cadre des mesures imprévues et dotations
intitulé « Fonds de lutte préconisées par le Comité de provisionnelles» . 68

contre les effets des veille économique. Ces Par contre, les opportunités
catastrophes naturelles » .65 dépenses sont principalement doivent être appréciées au
Au débit, ce compte réalisées à travers le regard des ressources
retracera les opérations versement des aides considérables mobilisées à
afférentes à deux catégories financières mensuelles au grands flux dans le cadre de ce
principales de profit des personnes ayant Fonds spécial69.Encore qu’il
dépenses d’intérêt public : perdu leur revenu à cause de ne s’agit pas seulement de
la pandémie. crédits, au sens

64- La gamme des recettes prévues au débit 65 Cf. Avis communiqué par finances, et « en cas de nécessité impérieuse
de ce compte n’est pas sans rappeler l’esprit « lematin.ma/journal/2020 »- consulté le 3 et imprévue d’intérêt national », des
des dispositions de l’article 40 de la avril 2020. prélèvements peuvent être opérés sur ce
Constitution, en vertu desquelles « Tous 66- Selon les données livrées par le ministre Chapitre sous forme de crédits
supportent solidairement et chargé des finances lors d’une Interview supplémentaires ouverts par décret en cours
proportionnellement à leurs moyens, les accordée à la presse économique- in d’année conformément à l’article 70 de la
charges que requiert le développement du « Hespress.com/interview/467070. Html » - Constitution.
pays, et celles résultant des calamités et des consulté le 10 avril 2020. 69 Dans son interview susvisée, le ministre
catastrophes naturelles ». 67 - B O n° 6866 du 19 mars 2020 p 434. chargé des finances a estimé le cumul des
68 - En application des articles 42 et 60 de la recettes du Fonds spécial à 30 milliards de
loi organique n° 130-13 relative à la loi de dirhams au dixième jour du mois d’avril 2020.
63

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

d’autorisations de dépenser, cadre de la loi de finances n° et financières ayant servi de


mais surtout de disponibilités 19-70 pour l’année base à l’élaboration et à
de fonds, au sens de liquidités. 70
budgétaire 2020 . Autrement l’adoption de la loi de finances
Certes, en raison de la dit, le montant de 31 milliards pour l’année budgétaire 2020.
création de ce Fonds spécial de dirhams fixé à partir de On en vient ainsi à la nécessité
au cours de l’année, la l’article 43 de cette loi ne d’envisager la reconstruction
programmation de ses constitue plus le seuil légal qui du débat budgétaire autour
opérations ne saurait faire limite le recours aux prêts d’un projet de loi de finances
l’objet de débat budgétaire en accordés par la Communauté rectificative, dans la
bonne et due forme, à l’instar internationale des bailleurs de perspective de tenir compte
des comptes d’affectation fonds71. de la conjoncture
spéciale prévus dans le cadre Toutefois, cette mesure ne économique et sociale
d’un projet de la loi de saurait faire perdre de vue la prévalant en ce temps de
finances. Mais cela ne limitation prévue par l’article pandémie.
diminue en rien la pertinence 20 de la LOF, aux termes Cette option semble
de cette mesure qui demeure duquel « le produit des encore d’autant plus
fortunée par sa conformité emprunts ne peut dépasser la soutenable que le recours au
aux dispositions de l’article 26 somme des dépenses décret-loi en ce domaine
de la nouvelle loi organique d’investissement et du risque d’exorbiter le régime
n°130-13 relative à la loi de remboursement du principal d’habilitation en matière
finances (LOF); alors même de la dette au titre de l’année financière. En effet, les cas où
que la conformité à cette loi budgétaire ». Lesquels termes le Gouvernement est autorisé
organique risque par ailleurs traduisent une des principales à opérer en dehors de
d’être sensiblement évincée formes de déclinaison de l’autorisation parlementaire
sous la pression des cette obligation consacrée par préalable sont limitativement
circonstances d’urgence. l’article 77 de la Constitution, prévus par la LOF73.Mis à part
II-Dépassement du qui consiste pour le Parlement ces cas dont aucun ne
plafond des emprunts et le Gouvernement à veiller concerne le plafond des
extérieurs « à la préservation de emprunts, c’est plutôt la règle
l’équilibre des finances de énoncée par l’article 4 de la
Cette mesure budgétaire a
l’Etat »72. LOF qui s’impose, en vertu de
fait l’objet d’un décret-loi, en
Or, il ne se fait pas de laquelle « Seules les lois de
vertu duquel le
doute que le dépassement du finances rectificatives
Gouvernement se trouve
seuil légal des emprunts peuvent en cours d’année
autorisé à dépasser la limite
extérieurs risque d’ébranler modifier les dispositions de la
supérieure des prévisions des
l’équilibre établi dans le cadre loi de finances de l’année ».
recettes d’emprunts
des orientations économiques
extérieurs prévue dans le

70-Décret-loi n° 2-20-320 du 7 avril 2020 disponibles au titre de la Ligne de Précaution savoir 3% en temps normal), perçu comme un
relatif au dépassement du plafond des et de Liquidité, accordée par le FMI et indicateur de soutenabilité budgétaire.
emprunts extérieurs (B O n° s’élevant à un montant de 3 milliards de 73 - Il s’agit des cas prévus par les articles 26,
6871 Bis du 8 avril 2020 p 2014)(en langue dollars. 50,60 et 62 de la LOF, qui concernent
arabe) 72- Une autre forme de déclinaison de respectivement la création des comptes
71 - Dans la Note de présentation du projet l’équilibre des finances de l’Etat transparait spéciaux de Trésor, de l’ouverture des crédits
de décret-loi susvisé, il est fait mention de la dans cette fameuse « règle d’or » qui en cas de retard d’adoption de la loi de
nécessité d’assurer des réserves en devises ; s’analyse en une obligation de limiter le finances, des crédits supplémentaires et du
ce qui est de nature à ériger cette mesure en déficit budgétaire à un pourcentage du PIB (à sursis à l’exécution des dépenses
complément au tirage des ressources d’investissement.
64

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

Concrètement, en tant d’urgence sanitaire (en langue parlementaires chargées des


que « constitution arabe), cette mesure se révèle finances en sont
financière », la LOF réalise une comme étant le signe d’une préalablement informées ».
adaptation du rationalisme austérité budgétaire. Son but D’ailleurs, c’est dans le cadre
parlementaire au regard des étant de rationaliser les de cet instrument que la loi de
spécificités et des enjeux dépenses et d’orienter les finances pour l’année
inhérents aux finances ressources disponibles vers budgétaire 2020 prévoit dans
publiques ; et ce, en les priorités dictées par la son article 46 la possibilité de
mentionnant à titre limitatif pandémie du Coronavirus. A mettre en réserve des crédits
les matières susceptibles de ce dessein, un arrêté conjoint de paiement ouverts au titre
faire l’objet d’habilitation. du ministre chargé des des dépenses
Et si l’on admet que le finances et du ministre chargé d’investissement du budget
renforcement du contrôle du du département ministériel général. Applicable dans la
Parlement sur les finances concerné doit fixer la liste des limite d’un taux de 15 % de ces
publiques constitue un dépenses susceptibles d’être dépenses, cette mise en
objectif stratégique de la LOF, engagées jusqu’à la fin du réserve permet le gel d’une
force est de relever que le fait premier semestre de l’année masse de crédits à hauteur de
d’opérer par habilitation en budgétaire. 11, 7 milliards de dirhams.
dehors des cas prévus par A contrario, les dépenses qui Et il va sans dire que de
cette loi organique risque ne sont pas jugées nécessaires bonnes raisons étayent cette
d’être regardé comme doivent être réduites ou démarche adoptée par le
constituant un abus annulées. Gouvernement, qui consiste à
d’interprétation, qui semble A l’origine, cette mesure a ne pas inscrire la mesure de
aller à l’encontre dudit été prévue dans la première suspension des engagements
objectif stratégique. mouture du projet du décret- de certaines dépenses dans la
Ce risque pourrait loi susvisé74.Son adoption par limite de la réserve de
d’ailleurs s’avérer plus intense la suite dans le cadre d’une précaution prévue par la LOF
lorsque les mesures Circulaire n’en comporte pas et la loi de finances pour
budgétaires proactives se moins le recours à une réserve l’année budgétaire 2020.
trouvent déclinées par voie de précaution qui ne dit pas Parmi ces raisons, on pourrait
infra-réglementaire. son nom. En effet, au fond, il songer au fait que seuls les
III-Suspension s’agit de cet instrument de crédits d’investissement
d’engagement de certaines régulation budgétaire prévu peuvent faire l’objet d’une
dépenses par l’article 62 de la LOF, aux mise en réserve ; alors même
Edictée parla Circulaire du termes duquel « Lorsque la que – exceptées les dépenses
Chef du gouvernement conjoncture économique et incompressibles de personnel
n°05/2020 en date du 14 avril financière l’exige, le - ce sont les dépenses de
2020, relative à la bonne Gouvernement peut, au cours fonctionnement qui installent
gestion des engagements de d’année budgétaire, surseoir l’administration de l’Etat dans
dépenses de l’Etat et des à l’exécution de certaines un train de vie nécessitant la
Etablissements publics dépenses d’investissement. mise en place d’un processus
pendant la période de l’état Les commissions

74 -Voir Projet de loi-décret joint à la lettre du Secrétaire général du « Projets de textes diffusés aux membres du gouvernement »-consulté

Gouvernement n° 0098/‫د‬du 3 avril 2020 –in www.sgg.gov.ma /rubrique le 4 avril 2020


65

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

rigoureux de rationalisation
budgétaire.
Sauf que l’immobilisation
des crédits ouverts par la loi
de finances constitue, par
elle-même, une limite à la
portée de l’autorisation
parlementaire. Par
conséquent, la déclinaison de
cette mesure à travers des
circulaires et des arrêtés, sans
considération pour la limite
prévue au titre de la réserve
de précaution, risque d’être
perçue comme étant une
distanciation par rapport à la
fonction de contrôle dévolue
au Parlement en matière de
finances publiques.
Finalement, à l’issue de
cette réflexion sur les mesures
budgétaires liées à la gestion
de la pandémie du
Coronavirus, un constat
contrasté s’impose : d’un
côté, c’est la vocation sociale
du budget de l’Etat qui
devient une réalité avérée ;
mais de l’autre côté, la
sécurisation juridique de ces
mesures ne semble pas
toujours guidée par la logique
interne de la LOF.
‫‪66‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫النصوص القانونية المتعلقة بتدبير جائحة فيروس كورونا‬

‫إلى حدود ‪ 30‬يونيو ‪2020‬‬

‫القرارات‬ ‫المراسيم‬ ‫مشاريع ومقترحات القوانين‬


‫قرار لوزير الصناعة والتجارة واالقتصاد األخضر والرقمي رقم ‪ 20.859‬صادر في‬ ‫مرسوم رقم ‪ 2.20.269‬بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪ 2020‬بإحداث حساب‬ ‫مشروع قانون رقم ‪ 23.20‬يقضي بالمصادقة على المرسوم‬
‫‪ 7‬رجب ‪ 2(1441‬مارس ‪ ) 2020‬بتتميم قرار وزير التجارة الخارجية واالستثمارات‬ ‫مرصد ألمور خصوصية يحمل اسم "الصندوق الخاص بتدبير جائحة‬ ‫بقانون رقم ‪ 2.20.292‬الصادر في ‪ 23‬مارس ‪ 2020‬يتعلق بسن‬
‫الخارجية والصناعة التقليدية رقم ‪ 94.1308‬الصادر في ‪ 7‬ذي القعدة ‪)19 1414‬‬ ‫فيروس كورونا "كوفيد‪)"19‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6865‬بتاريخ ‪ 16‬مارس‬ ‫أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية وإجراءات اإلعالن عنها‬
‫أبريل ‪ ) 1994‬بتحديد قائمة السلع التي تتخذ في شأنها تدابير تهدف إلى وضع قيود‬ ‫‪(2020‬‬ ‫(تمت المصادقة عليه بتاريخ ‪ 12‬مايو ‪)2020‬‬
‫كمية على استيرادها وتصديرها )ج‪.‬ر عدد ‪ 6861‬بتاريخ ‪ 02‬مارس ‪(2020‬‬
‫قرار لوزير االقتصاد والمالية واصالح االدارة رقم ‪ 986.20‬بتاريخ ‪ 16‬مارس‬ ‫مرسوم رقم ‪ 2.20.270‬بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪ 2020‬يتعلق بمساطر‬ ‫ظهير شريف رقم ‪ 1.20.59‬صادر في ‪ 29‬من شعبان ‪( 1441‬‬
‫‪ 2020‬باتخاذ تدابير مؤقتة ضد ارتفاع اسعار المطهرات الكحولية ) ج‪.‬ر عدد ‪6865‬‬ ‫تنفيذ النفقات المنجزة من لدن وزارة الصحة ) ج‪.‬ر عدد ‪6865‬‬ ‫‪ 23‬أبريل ‪ )2020‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 25.20‬بسن تدابير استثنائية‬
‫بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪(2020‬‬ ‫بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪(2020‬؛‬ ‫لفائدة المشغلين المنخرطين بالصندوق الوطني للضمان‬
‫االجتماعي والعاملين لديهم المصرح بهم‪ ،‬المتضررين من‬
‫تداعيات تفشي جائحة فيروس كورونا) ج‪.‬ر عدد ‪ 6877‬بتاريخ‬
‫‪ 27‬أبريل ‪(2020‬‬
‫قرار لوزير االقتصاد والمالية واصالح االدارة رقم ‪ 1020.20‬بتاريخ ‪ 31‬مارس‬ ‫مرسوم رقم ‪ 2.20.331‬صادر في ‪ 30‬من شعبان ‪ 24 ( 1441‬أبريل‬ ‫ظهير شريف رقم ‪ 1.20.961‬صادر في ‪ 27‬من شوال‬
‫‪ 2020‬باتخاذ تدابير مؤقتة ضد ارتفاع أسعار الكمامات الواقية )ج‪.‬ر عدد ‪6870‬‬ ‫‪ ) 2020‬بتطبيق القانون رقم ‪ 20.25‬بسن تدابير استثنائية لفائدة‬ ‫‪ 19(1441‬يونيو ‪ )2020‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 26.20‬القاضي‬
‫بتاريخ ‪ 02‬أبريل ‪(2020‬‬ ‫المشغلين المنخرطين بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي‬ ‫بالمصادقة على المرسوم بقانون رقم ‪ 2.20.320‬صادر في ‪13‬‬
‫والعاملين لديهم المصرح بهم‪ ،‬المتضررين من تداعيات تفشي جائحة‬ ‫‪1441‬‬ ‫شعبان‬ ‫من‬
‫فيروس كورونا "كوفيد‪) " 9 -‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6877‬بتاريخ ‪ 27‬أبريل‬ ‫( ‪ 7‬أبريل ‪ ) 2020‬الم تعلق بتجاوز سقف التمويالت الخارجية‪.‬‬
‫‪(2020‬‬ ‫(ج‪.‬ر عدد ‪ 6893‬بتاريخ ‪ 22‬يونيو ‪(2020‬‬

‫قرار المحكمة الدستورية رقم ‪ 106.20‬م‪.‬د صادر في ‪ 12‬من‬


‫شوال ‪ 4 (1441‬يونيو‪) )2020‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6892‬بتاريخ ‪18‬‬
‫يونيو‪( 2020‬‬
‫قرار لوزير االقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة رقم ‪ 20.1057‬صادر في ‪12‬من‬ ‫مرسوم بقانون رقم ‪ 2.20.292‬بتاريخ ‪ 23‬مارس ‪ 2020‬يتعلق بسن‬ ‫مشروع قانون رقم ‪ 27.20‬بسن أحكام خاصة تتعلق بسير أشغال‬
‫شعبان ‪ 6(1441‬أبريل ‪ )2020‬باتخاذ تدابير مؤقتة ضد ارتفاع أسعار الكمامات‬ ‫أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية وإجراءات اإلعالن عنها )ج‪.‬ر‬ ‫أجهزة إدارة شركات المساهمة وكيفيات انعقاد جمعياتها العامة‬
‫الواقية‬ ‫عدد ‪ 6867‬مكرر بتاريخ ‪ 24‬مارس ‪(2020‬‬ ‫خالل مدة سريان حالة الطوارئ الصحية (تمت المصادقة عليه‬
‫)ج‪.‬ر عدد ‪ 6871‬بتاريخ ‪ 6‬ابريل ‪(2020‬‬ ‫بتاريخ ‪ 05‬مايو ‪)2020‬‬
‫قرار لوزير الصناعة والتجارة واالقتصاد األخضر والرقمي رقم ‪ 20.1060‬صادر‬ ‫مرسوم رقم ‪ 2.20.293‬بتاريخ ‪ 24‬مارس ‪ 2020‬بإعالن حالة‬ ‫مشروع قانون رقم ‪ 30.20‬بسن أحكام تتعلق بعقود األسفار‬
‫في ‪ 14‬من شعبان ‪ 8 ( 1441‬أبريل ‪ ) 2020‬يتعلق بالكمامات الواقية المصنوعة من‬ ‫الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني لمواجهة تفشي‬ ‫والمقامات السياحية وعقود النقل الجوي للمسافرين (تمت‬
‫الثوب غير المنسوج ذات االستعمال غير الطبي )ج‪.‬ر عدد ‪ 6874‬بتاريخ ‪ 16‬ابريل‬ ‫فيروس كورونا‪ -‬كوفيد ‪) -19‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6867‬مكرر بتاريخ ‪24‬‬ ‫المصادقة عليه بتاريخ ‪ 19‬مايو ‪)2020‬‬
‫‪( 2020‬‬ ‫مارس ‪(2020‬‬
‫قرار لوزير االقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة رقم ‪ 1087.20‬صادر في ‪ 21‬من‬ ‫مرسوم بقانون رقم ‪ 2.20.320‬صادر في ‪ 13‬من شعبان‬ ‫مقترح قانون رقم ‪ 5.36.20‬يرمي إلى تعديل القانون رقم ‪67.12‬‬
‫شعبان ‪ 15(1441‬أبريل ‪ )2020‬باتخاذ تدابير مؤقتة ضد ارتفاع أسعار الكمامات‬ ‫‪ 7 ( 1441‬أبريل ‪ ) 2020‬يتعلق بتجاوز سقف التمويالت الخارجية‬ ‫المتعلق بتنظيم العالقات التعاقدية بين المكري والمكتري للمحالت‬
‫الواقية الموجهة الستعمال الطبي )ج‪.‬ر عدد ‪ 6871‬بتاريخ ‪ 6‬ابريل ‪( 2020‬‬ ‫(ج‪.‬ر عدد ‪ 6871‬مكرر بتاريخ ‪ 8‬ابريل ‪)2020‬‬ ‫المعدة للسكنى أو لالستعمال المهني‪ ،‬والقانون رقم ‪ 49.16‬المتعلق‬
‫بكراء أو المحالت المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي‬
‫أو الحرفي‪ ،‬وقانون االلتزامات والعقود‪ ،‬فيما يخص استيفاء‬
‫الوجيبة الكرائية خالل فترة الطوارئ الصحية التي تعيشها بالدنا‬
‫جراء وباء كوفيد ‪.19‬‬

‫قرار مشترك لوزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي‬ ‫مرسوم رقم ‪ 2.20.330‬صادر في ‪ 24‬من شعبان ‪ 18( 1441‬أبريل‬ ‫ظهير شريف رقم ‪ 60.20.1‬صادر في ‪ 5‬شوال ‪ 28 ( 1441‬ماي‬
‫والوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث‬ ‫‪ )2020‬بتمديد مدة سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية بسائر‬ ‫‪ ) 2020‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 23.20‬القاضي بالمصادقة على‬
‫العلمي المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي رقم ‪ 1506.20‬صادر في ‪ 17‬من شوال‬ ‫أرجاء التراب الوطني مواجهة تفشي فيروس كورونا ‪ -‬كوفيد ‪.19‬‬ ‫المرسوم بقانون رقم ‪ 292.20.2‬الصادر في ‪ 28‬من رجب ‪1441‬‬
‫‪ 9 (1441‬يونيو ‪) 2020‬بتحديد قائمة القطاعات والقطاعات الفرعية المتعلقة بالتربية‬ ‫)ج‪.‬ر عدد ‪ 6874‬مكرر بتاريخ ‪ 19‬ابريل ‪(2020‬‬ ‫( ‪ 23‬مارس ‪) 2020‬االمتعلق بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ‬
‫والتعليم والتكوين والبحث العلمي‪ ،‬التي ال يعتبر المشغل الممارس لنشاطه فيها في‬ ‫الصحية وإجراءات اإلعالن عنها) ‪ ...‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6887‬مكرر‬
‫وضعية صعبة جراء تفشي جائحة فيروس كورونا "كوفيد – ‪) "19‬ج‪.‬ر عدد ‪6892‬‬ ‫بتاريخ ‪ 01‬يونيو ‪.)2020‬‬
‫بتاريخ ‪ 18‬يونيو‪( 2020‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 2.20.331‬صادر في ‪ 30‬من شعبان ‪ 24( 1441‬أبريل‬ ‫ظهير شريف رقم ‪ 1.20.60‬صادر في ‪ 5‬شوال ‪ 28( 1441‬ماي‬
‫‪ )2020‬بسن تدابير استثنائية لفائدة المشغلين المنخرطين بالصندوق‬ ‫‪ )2020‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 27.20‬بسن أحكام خاصة تتعلق بسير‬
‫الوطني للضمان االجتماعي والعاملين لديهم المصرح بهم‪،‬‬ ‫أشغال أجهزة إدارة شركات المساهمة وكيفيات انعقاد جمعياتها‬
‫المتضررين من تداعيات تفشي جائحة فيروس كورونا‬ ‫العامة خالل مدة سريان حالة الطوارئ الصحية‪.‬‬
‫) ج‪.‬ر عدد ‪ 6877‬بتاريخ ‪ 27‬ابريل ‪(2020‬‬ ‫) ج‪.‬ر عدد ‪ 6887‬مكرر بتاريخ ‪ 01‬يونيو ‪.)2020‬‬

‫مرسوم رقم ‪ 2.20.345‬صادر في ‪ 19‬من رمضان ‪13 ( 1441‬‬ ‫ظهير شريف رقم ‪ 1.20.63‬صادر في ‪ 5‬شوال ‪ 2 ( 1441‬ماي‬
‫ماي ‪) 2020‬بتمديد وقف استيفاء رسم االستيراد المفروض على‬ ‫‪ ) 2020‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 30.20‬بسن أحكام خاصة تتعلق بعقود‬
‫القمح اللين ومشتقاته ) ج‪.‬ر عدد ‪ 6882‬بتاريخ ‪ 14‬مايو ‪(2020‬‬ ‫األسفار والمقامات السياحية وعقود النقل الجوي للمسافرين‬
‫) ج‪.‬ر عدد ‪ 6887‬مكرر بتاريخ ‪ 01‬يونيو ‪.)2020‬‬

‫مرسوم رقم ‪ 2. 20.371‬صادر في ‪ 25‬من رمضان ‪19 (1441‬‬


‫مايو ‪ ) 2020‬بتمديد مدة سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية بسائر‬
‫أرجاء التراب الوطني لمواجهة تفشي فيروس كورونا ‪ -‬كوفيد ‪) 19‬‬
‫ج‪.‬ر عدد ‪ 6883‬مكرر بتاريخ ‪ 19‬مايو ‪(2020‬‬

‫مرسوم رقم ‪ 2.20.406‬صادر في ‪ 17‬من شوال ‪ 9( 1441‬يونيو‬


‫‪ )2020‬بتمديد مدة سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية بسائر‬
‫أرجاء التراب الوطني لمواجهة تفشي فيروس كورونا ‪ -‬كوفيد ‪19‬‬
‫وبسن مقتضيات خاصة بالتخفيف من القيود المتعلقة بها‬
‫) ج‪.‬ر عدد ‪ 6889‬مكرر بتاريخ ‪ 09‬يونيو ‪.)2020‬‬
‫‪67‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫البالغات والمناشير الصادرة في شان تدبير جائحة فيروس كورونا‬


‫إلى حدود ‪ 30‬يونيو ‪2020‬‬

‫البالغات والمناشير والدوريات الصادرة عن‬


‫رئيس‬ ‫وزير االقتصاد والمالية وإصالح‬
‫وزير التربية‬ ‫رئيس‬
‫النيابة‬ ‫وزير الصحة‬ ‫اإلدارة‬ ‫وزير الداخلية‬
‫الوطنية‬ ‫الحكومة‬
‫العامة‬
‫دورية رئيس النيابة‬
‫العامة رقم ‪10‬‬
‫منشور وزير االقتصاد والمالية واصالح االدارة رقم‬
‫س‪/‬د‪.‬ن‪.‬ع بتاريخ‬ ‫مذكرة رقم ‪ 14‬بتاريخ ‪06‬‬ ‫بالغ رقم ‪ :1‬فيروس‬ ‫بالغ وزير الداخلية‪ 1‬بتاريخ ‪ 14‬مارس ‪ 2020‬بمنع جميع التجمعات العمومية‬
‫‪ 2020/1‬بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪ 2020‬حول التدابير الوقائية‬
‫‪ 16‬مارس ‪2020‬‬ ‫مارس ‪ 2020‬حول التدابير‬ ‫كورونا المستجد في الصين‬ ‫التي يشارك فيها ‪ 50‬شخص فما فوق‪ ،‬وكذا إلغاء جميع التظاهرات واللقاءات‬
‫من خطر انتشار وباء كورونا باإلدارات العمومية‬
‫حول تنظيم العمل‬ ‫االحترازية والوقائية من‬ ‫صادر في‬ ‫الرياضية والثقافية والعروض الفنية‪ ،‬وذلك في إطار اإلجراءات االحترازية‬
‫والجماعات الترابية والمؤسسات العمومية والمقاوالت‬
‫للوقاية من انتشار‬ ‫فيروس كورونا المستجد‬ ‫للوقاية من فيروس كوفيد‪19‬‬
‫العمومية‬
‫فيروس كورونا‬
‫المستجد(كوفيد ‪)19‬‬
‫دورية رئيس النيابة‬ ‫بالغ رقم ‪ :2‬فيروس‬
‫العامة رقم ‪16‬‬ ‫بالغ صحفي بتاريخ ‪ 13‬مارس‬ ‫كورونا‬
‫بالغ وزير الداخلية بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪ 2020‬بإغالق المقاهي‪ ،‬والمطاعم‪ ،‬والقاعات‬
‫س‪/‬د‪.‬ن‪.‬ع بتاريخ‬ ‫‪ 2020‬حول توقيف الدراسة‬ ‫المستجد ‪: COVID-19‬‬ ‫منشور السيد وزير االقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة‬
‫السينمائية‪ ،‬والمسارح‪ ،‬وقاعات الحفالت‪ ،‬واألندية والقاعات الرياضية‪،‬‬
‫‪ 07‬أبريل ‪2020‬‬ ‫بجميع القسام والفصول انطالقا‬ ‫المغرب يفعل المراقبة‬ ‫بتاريخ ‪ 26‬مارس ‪ 2020‬لتسريع صرف مستحقات‬
‫والحمامات‪ ،‬وقاعات األلعاب ومالعب القرب‬
‫حول مخالفة حمل‬ ‫من يوم اإلثنين ‪ 16‬مارس‬ ‫الصحية على مستوى‬ ‫المقاوالت العمومية‬
‫الكمامات خالل فترة‬ ‫‪2020‬‬ ‫المطارات و الموانئ الدولية‬
‫الحجر الصحي‬
‫بالغ الوكيل العام‬
‫بالغ مشترك بتاريخ ‪ 14‬مارس‬ ‫منشور وزير االقتصاد والمالية واصالح االدارة رقم‬
‫رئيس النيابة العامة‬ ‫بالغ رقم ‪ :3‬تتبع وضعية‬
‫‪ 2020‬لتوضيح أن توقيف‬ ‫‪ C9/20/DEPP‬بتاريخ ‪ 31‬مارس ‪ 2020‬المتعلق‬
‫حول متابعة مروجي‬ ‫فيروس كورونا‬ ‫بالغ وزارة الداخلية بتاريخ ‪ 19‬مارس ‪ 2020‬بشأن إعالن حالة الطوارئ‬
‫الدراسة بجميع مؤسسات‬ ‫بإجراءات مواكبة لفائدة المؤسسات والمقاوالت العمومية‬
‫األخبار الزائفة ذات‬ ‫المستجد ‪COVID-1‬‬ ‫الصحية‬
‫التربية والتكوين ال يعني إقرار‬ ‫من أجل ضمان المرونة في التدبير خالل فترة الطوارئ‬
‫عالقة بموضوع‬
‫عطلة مدرسية استثنائية‬ ‫الصحية المرتبطة بجائحة فيروس كورونا "كوفيد – ‪"19‬‬
‫فيروس كورونا‬
‫بالغ إخباري رقم ‪ 4‬بتاريخ ‪15‬‬ ‫بالغ رقم ‪ :5‬المغرب يُعيد‬
‫مارس ‪ 2020‬حول انطالق‬ ‫منشور وزير االقتصاد والمالية واصالح االدارة رقم‬ ‫تحديد الئحة األنشطة التجارية الضرورية التي يجب أن تستمر في تقديم خدماتها‬
‫مواطنيه من مدينة ووهان‬
‫‪ 02/2020‬بتاريخ ‪ 01‬ابريل ‪ 2020‬بشأن الخدمات الرقمية‬ ‫‪1‬‬
‫للمواطنين خالل فترة الحجر الصحي‬
‫التعليم عن بعد‬ ‫الصينية‪ ،‬بُؤرة وباء فيروس‬
‫للمراسالت اإلدارية‬
‫كورونا المستجد‬
‫مذكرة بتاريخ ‪ 18‬مارس ‪2020‬‬ ‫منشور وزير االقتصاد والمالية واصالح االدارة رقم‬ ‫بالغ وزارة الداخلية بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪ 2020‬حول ضرورة الحصول على رخص‬
‫حول بث المحاضرات والدروس‬ ‫‪ 03/2020‬بتاريخ ‪ 15‬ابريل ‪ 2020‬بشأن العمل عن بعد‬ ‫التنقل االستثنائية الواجب اإلدالء بها لتبرير مغادرة مقرات السكن‬
‫بالغ رقم ‪ :7‬انتهاء فترة‬
‫الجامعية عبر القناة التلفزية‬ ‫بإدارات الدولة‬
‫الوضع تحت المراقبة الطبية‬
‫بالغ مشترك بتاريخ ‪ 22‬مارس‬ ‫بالغ وزارة االقتصاد والمالية واصالح االدارة بتاريخ ‪6‬‬
‫للمواطنين المغاربة العائدين‬
‫‪ 2020‬حول مجانية المواقع‬ ‫أبريل ‪ 2020‬حول وضعية التموين ومستوى أسعار المواد‬ ‫بالغ وزارة الداخلية بتاريخ ‪ 21‬مارس ‪ 2020‬حول منع استعمال وسائل النقل‬ ‫منشور رئيس‬
‫من ووهان الصينية‬
‫والمنصات المتعلقة بالتعليم أو‬ ‫األساسية في األسواق الوطنية وحصيلة تدخالت لجان‬ ‫الخاصة والعمومية بين المدن‬ ‫الحكومة رقم‬
‫التكوين عن بعد‬ ‫المراقبة‬ ‫‪ 2020/03‬بتاريخ‬
‫بالغ رقم ‪ :21‬حول تفعيل‬ ‫‪Note du ministre de l’Intérieur en date du 25 mars 2020‬‬ ‫‪ 25‬مارس ‪2020‬‬
‫بالغ إخباري بتاريخ ‪ 29‬مارس‬ ‫بالغ وزارة االقتصاد والمالية واصالح االدارة بتاريخ ‪17‬‬
‫خدمة التواصل مع الرأي‬ ‫‪relative à la lutte contre la pandémie du coronavirus et ses‬‬ ‫حول تأجيل وإلغاء‬
‫‪ 2020‬حول تأجيل العطلة‬ ‫أبريل ‪ 2020‬حول مخصصة السياحة االستثنائية لفائدة‬
‫العام ومهنيي الصحة حول‬ ‫‪effets sur les plans sanitaire, économique et social‬‬ ‫مباريات التوظيف‬
‫الربيعية‬ ‫المغاربة العالقين‬
‫مرض كوفيد ‪19‬‬
‫بالغ بتاريخ ‪ 06‬ابريل ‪2020‬‬
‫بالغ رقم‪ :27‬حول إطالق‬ ‫منشور وزير االقتصاد والمالية واصالح االدارة رقم‬ ‫بيان توضيحي لوزارة الداخلية بتاريخ ‪ 27‬مارس ‪ 2020‬بنفي ما يتم ترويجه‬
‫حول تأجيل كل مباريات االنتقاء‬
‫البوابة الرسمية لفيروس‬ ‫‪ 04/2020‬بتاريخ ‪ 22‬مايو ‪ 2020‬بشأن إجراءات وتدابير‬ ‫بخصوص إغالق المحالت التجارية في سال‬
‫لولوج جميع المؤسسات‬
‫كورونا المستجد بالمغرب‬ ‫العمل بالمرافق العمومية بعد رفع حاالت الطوارئ الصحية‬
‫الجامعية‬
‫بالغ بتاريخ ‪ 09‬ابريل ‪2020‬‬
‫حول انطالق برنامج دعم البحث‬ ‫بالغ رقم ‪ :28‬توضيح حول‬ ‫‪1‬‬
‫بالغ مشترك حول توفير الكمامات الواقية لعموم المواطنين وبثمن مناسب‬
‫العلمي في مجاالت ذات الصلة‬ ‫دواء الكلوروكين‬
‫بجائحة كورونا كوفيد‪19‬‬
‫بالغ الوزارة بتاريخ ‪ 18‬مايو‬
‫دورية وزير الداخلية بتاريخ ‪ 16‬مايو ‪ 2020‬بإطالق نشرة دورية ألهم المواضيع‬
‫‪ 2020‬حول امتحانات البكالوريا‬
‫القانونية المستجدة‬
‫والتعليم العالي والتكوين المهني‬
‫مذكرة بتاريخ ‪ 22‬مايو ‪2020‬‬
‫بالغ مشترك لوزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة الصناعة والتجارة‬
‫بشأن التحاق رؤساء األقسام‬
‫واالقتصاد األخضر والرقمي "تمديد الحجر الصحي" بتاريخ ‪ 19‬ماي ‪.2020‬‬
‫والمصالح بمقرات عملهم ابتداء‬
‫من ‪ 27‬مايو ‪2020‬‬
‫بالغ مشترك لوزارة الداخلية ووزارة الصحة بتاريخ ‪ 09‬يونيو ‪ 2020‬يتعلق‬
‫بمخطط التخفيف من تدابير الحجر الصحي حسب الحالة الوبائية بكل عمالة او‬
‫إقليم وبصفة تدريجية عبر عدة مراحل‪ ،‬ابتداء من ‪ 11‬يونيو ‪.2020‬‬

‫بالغ مشترك لوزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة الصناعة والتجارة‬


‫واالقتصاد األخضر والرقمي بتاريخ ‪ 21‬يونيو ‪ 2020‬المؤطر لإلجراءات القاضية‬
‫بتفعيل المرحلة الثانية من مخطط تخفيف الحجر الصحي‪،‬‬
‫ب الغ مشترك لوزارة الداخلية ووزارة الصناعة والتجارة واالقتصاد األخضر‬
‫والرقمي بتاريخ ‪ 22‬يونيو ‪ 2020‬اللتزام المسؤول والتقيد الصارم بالتدابير‬
‫الوقائية واالحترازية الموصى بها من طرف السلطات الحكومية‪ ،‬من أجل توفير‬
‫ظروف عمل آمنة تضمن سالمة وصحة المستخدمين والزبناء وتحد من انتشار‬
‫عدوى فيروس كوفيد ‪.19‬‬

‫هناك بالغات أخرى صادرة في هذا الشأن‪ ،‬ويتعلق األمر ب‪:‬‬


‫مراسلة وزير األوقاف والشؤون اإلسالمية رقم ‪ 06‬بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪ 2020‬موجهة إلى السادة مندوبي الشؤون اإلسالمية حول إغالق المساجد مؤقتا‪.‬‬ ‫•‬
‫بالغ صحفي صادر عن المكتب الوطني للسكك الحديدية بتاريخ ‪ 21‬مارس ‪ 2020‬حول توقيف جميع قطارات الخطوط وتامين الحد الدنى من قطارات القرب ابتداء من منتصف ليلة السبت ‪21‬‬ ‫•‬
‫مارس ‪2020‬‬
‫بالغ صحفي لوزارة الثقافة والشباب والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة حول تعليق إصدار ونشر وتوزيع الطبعات الورقية ابتداء من يوم ‪ 22‬مارس ‪2020‬‬
‫رأي مجلس المنافسة عدد ‪/02‬ر‪ 2020/‬الصادر في ‪ 16‬مارس ‪ 2020‬حول طلب رأي وزير االقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة المتعلق بتنظيم أسعار المطهرات الكحولية ) ج‪.‬ر عدد ‪ 6865‬مكرر بتاريخ ‪17‬‬
‫مارس ‪)2020‬‬
‫بالغ الهيئة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية‪:‬‬
‫‪Communiqué de presse du 16 avril 2020 : La CNDP à la disposition du gouvernement pour renforcer, en termes de de respect de la vie privée, ses‬‬
‫‪politiques proactives‬‬

‫من إعداد فاتن الشواطي‪ ،‬مستشارة قانونية باألمانة العامة للحكومة‬


‫‪68‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫الجزء الرابع‬
‫متابعات‬
‫‪69‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫‪10‬‬ ‫بتاريخ‬ ‫بمونتيغوباي‬ ‫قرارها األخير إلى أنه‪" :‬ال موجب إلعادة‬
‫ديسمبر‪.1982‬‬ ‫فحص دستورية املواد املطابقة واملواد‬
‫بالقانون رقم ‪ 38.17‬بتغيير‬ ‫‪-‬‬ ‫غير املخالفة للدستور‪ ،‬وذلك مراعاة‬
‫وتتميم القانون رقم ‪1.81‬‬ ‫للحجية التي تكتسيها قرارات املحكمة‬
‫املنشأة بموجبه منطقة‬ ‫الدستورية طبقا للفقرة األخيرة من‬
‫اقتصادية خالصة على مسافة‬ ‫الفصل ‪ 134‬من الدستور"‪ .‬وقد تم‬
‫‪ 200‬ميل بحري عرض‬ ‫نشر النظام الداخلي ملجلس‬
‫الشواطئ املغربية‪ ،‬والذي نص‬ ‫املستشارين وكذا قرار املحكمة‬
‫على أن هذه املنطقة تمتد إلى‬ ‫الدستورية القاض ي بمطابقة مواد هذا‬
‫حدود الخط حيث توجد كل‬ ‫النظام للدستور في الجريدة الرسمية‬
‫نقطة على مسافة ‪ 200‬ميل‬ ‫عدد ‪ 6880‬بتاريخ ‪ 07‬ماي ‪.2020‬‬
‫بحري من النقطة األقرب من‬ ‫• قانون ترسيم الحدود البحرية‬
‫خط األساس الذي يستخدم‬ ‫املغربية ينشر بالجريدة الرسمية‬
‫لقياس عرض البحر اإلقليمي‬
‫صدر في العدد ‪ 6869‬من‬
‫كما هو محدد طبقا للنصوص‬
‫الجريدة الرسمية ليوم ‪ 30‬مارس‬
‫التشريعية والتنظيمية الجاري‬ ‫• أخيرا النظام الداخلي‬
‫‪ ،2020‬قانونان يتعلقان بترسيم‬
‫بها العمل‪ .‬كما حدد هذا‬ ‫ملجلس املستشارين يرى النور‬
‫الحدود البحرية اإلقليمية للمملكة‪،‬‬
‫القانون مشتمالت الجرف‬ ‫صرحت املحكمة الدستورية‬
‫واللذان يهدفان إلى بسط الوالية‬
‫القاري للمملكة ونص على أنه‬ ‫في قرارها رقم ‪ 102/20‬م‪.‬د املؤرخ في ‪2‬‬
‫القانونية للمغرب على كافة مجاالته‬
‫تتمتع الدولة في الجرف القاري‬ ‫ً‬ ‫مارس ‪ 2020‬بمطابقة مواد النظام‬
‫البحرية‪ ،‬وخصوصا في األقاليم‬
‫بحقوق سيادية وحصرية على‬ ‫الداخلي ملجلس املستشارين للدستور‪.‬‬
‫الجنوبية‪ .‬ويتعلق األمر‪:‬‬
‫قعر البحار وباطن أرضها بغرض‬ ‫وقد سبق للمحكمة الدستورية أن‬
‫بالقانون رقم ‪ 37.17‬بتغيير‬ ‫‪-‬‬
‫استكشاف واستغالل مواردها‬ ‫أقرت بموجب قراريها رقم ‪ 19/93‬م‪.‬د‬
‫وتتميم الظهير الشريف بمثابة‬
‫الطبيعية املعدنية واألحفورية‬ ‫و‪ 19/96‬م‪.‬د املؤرخين على التوالي في ‪9‬‬
‫قانون رقم ‪ 1.73.211‬الصادر في‬
‫والبيولوجية وكذا بالصالحيات‬ ‫يوليوز ‪ 2019‬و‪ 2‬سبتمبر ‪،2019‬‬
‫‪ 26‬من محرم ‪ 2( 1393‬مارس‬
‫املعترف بها بموجب االتفاقيات‬ ‫املتعلقين بالنظام الداخلي ملجلس‬
‫‪ )1973‬املعينة بموجبه حدود‬
‫واملعاهدات الدولية التي تعتبر‬ ‫املستشارين؛ بمطابقة بعض مواد‬
‫املياه اإلقليمية‪ ،‬إذ يحدد عرض‬
‫اململكة املغربية طرفا فيها‪.‬‬ ‫النظام الداخلي املحال للدستور‪،‬‬
‫البحر اإلقليمي للمملكة املغربية‬
‫وبعدم مخالفة بعض املواد األخرى‬
‫االقتصادي‬ ‫املجلس‬ ‫•‬ ‫في مسافة ال تتجاوز اثني عشر‬
‫واالجتماعي والبيئي‪ :‬رأي حول‬ ‫للدستور مع مراعاة املالحظات التي‬
‫‪ 12‬ميال بحريا تقاس انطالقا‬
‫أبدتها بشأنها‪ ،‬كما صرحت بعدم‬
‫العقار‪ ،‬و موقف من السياسة‬ ‫من خطوط األساس املقررة‬
‫مطابقة مواد أخرى للدستور؛ وتبعا‬
‫الرياضية‬ ‫وفقا ألحكام اتفاقية األمم‬
‫لذلك‪ ،‬أشارت املحكمة الدستورية في‬
‫املتحدة لقانون البحار املوقعة‬
‫‪70‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫ذلك‪ ،‬فإن املوارد البشرية واملالية التي‬ ‫على إثر توصله بإحالة من‬ ‫‪ " .1‬العقار في املغرب‪:‬‬
‫تمت تعبئتها كانت غير كافية باملقارنة‬ ‫مجلس املستشارين بتاريخ‬ ‫رافعة أساسية من‬
‫مع حجم التحديات التي يتعين رفعها‪،‬‬ ‫‪ 25‬يوليوز ‪ ،2018‬أصدر‬ ‫أجل تحقيق التنمية‬
‫على حد تعبير تقرير املجلس‪.‬‬ ‫االقتصادي‬ ‫املجلس‬ ‫املستدامة واإلدماج‬
‫كما قدم املجلس االقتصادي‬ ‫واالجتماعي والبيئي دراسة‬ ‫االجتماعي"‬
‫واالجتماعي والبيئي تسع توصيات تروم‬ ‫حول "السياسة الرياضية‬ ‫صدر في العدد ‪ 6874‬من الجريدة‬
‫جميعها النهوض بالسياسة الرياضية‬ ‫باملغرب"‪ ،‬تم نشرها بتاريخ‬ ‫الرسمية ليوم ‪ 16‬أبريل ‪ 2020‬رأي‬
‫في املغرب وتجاوز املعيقات التي تحول‬ ‫‪ 21‬ماي ‪ 2020‬بالجريدة‬ ‫للمجلس االقتصادي واالجتماعي‬
‫دون وصول االستراتيجية الوطنية‬ ‫الرسمية عدد ‪.6884‬‬ ‫والبيئي‪ ،‬في إطار الدراسة املنجزة حول‬
‫للسياسة الرياضية إلى الهداف‬ ‫وتتمحور هذه الدراسة حول‬ ‫موضوع " العقار في املغرب‪ :‬رافعة‬
‫املسطرة لها‪.‬‬ ‫إجراء تقييم ملدى أجرأة “االستراتيجية‬ ‫أساسية من أجل تحقيق التنمية‬
‫• قانون جديد لحماية‬ ‫الوطنية للرياضة في أفق ‪،″2020‬‬ ‫املستدامة واإلدماج االجتماعي"‪ .‬وقد‬
‫املقاوالت السياحية ومقدمي خدمات‬ ‫اعتمادا على مقاربة تشاركية شملت‬ ‫تم إعداد هذه الدراسة بناء على إحالة‬
‫األسفار من شبح اإلفالس‬ ‫الفاعلين الرئيسيين‪ ،‬وأبرز الخبراء‬ ‫من رئيس الحكومة تدعو املجلس إلى‬
‫صدر في الجريدة الرسمية‬ ‫العاملين في الحقل الرياض ي الوطني‪.‬‬ ‫إعداد رؤيته من أجل بلورة‬
‫عدد ‪ 6887‬بتاريخ ‪ 01‬يونيو ‪2020‬‬ ‫وأوضحت الدراسة أن تنزيل‬ ‫استراتيجية وطنية جديدة للسياسة‬
‫القانون رقم ‪ 30.20‬بسن أحكام‬ ‫االستراتيجية الوطنية ‪ 2020-2008‬لم‬ ‫العقارية للدولة‪ ،‬مع مواكبتها بمخطط‬
‫خاصة تتعلق بعقود األسفار واملقامات‬ ‫يمكن من بلوغ األهداف املسطرة‪ ،‬كما‬ ‫عمل لتنفيذها‪ .‬حيث خلصت إلى‬
‫السياحية وعقود النقل الجوي‬ ‫أن الرياضة ال تحتل حتى اآلن املكانة‬ ‫وجود تحديات على عدة مستويات‪،‬‬
‫للمسافرين‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير‬ ‫الجديرة بها في إطار السياسة التنموية‬ ‫خاصة االستراتيجية واالجتماعية‬
‫الشريف رقم ‪ 1.20.63‬بتاريخ ‪ 5‬شوال‬ ‫للبالد‪ ،‬على الرغم من وضعها لرؤية‬ ‫والثقافية‪ ،‬والحكامة واإلطار القانوني‪،‬‬
‫‪ 28( 1441‬ماي ‪ .)2020‬ويهدف هذا‬ ‫طموحة بفعل املحاور االستراتيجية‬ ‫أسفرت عن سلوكيات غير سليمة‪ ،‬من‬
‫القانون إلى مساعدة وكاالت األسفار‬ ‫التي ال زالت تكتس ي راهنيتها‪.‬‬ ‫قبيل املضاربة وممارسات في السوق‬
‫واملؤسسات السياحية وأرباب النقل‬ ‫ووقف خبراء املجلس‪ ،‬عند العديد من‬ ‫غير املهيكل‪ .‬ومن أجل رفع هذه‬
‫السياحي وأرباب النقل الجوي‬ ‫العوامل التي حالت دون أجرأة‬ ‫التحديات‪ ،‬تضمنت الدراسة مجموعة‬
‫للمسافرين‪ ،‬والتي تعاني من صعوبات‬ ‫االستراتيجية‪ ،‬فمن جهة‪ ،‬لم يتم‬ ‫من التوصيات والتي تهم باألساس‬
‫مالية واقتصادية واجتماعية بسبب‬ ‫تنزيلها في شكل سياسة عمومية‬ ‫التنمية الحضارية وتسهيل ولوج‬
‫الظرفية الحالية املترتبة عن وباء‬ ‫حقيقية ولم يتم إرساء آليات تضمن‬ ‫الطبقة املتوسطة إلى السكن‪ ،‬ومحاربة‬
‫كوفيد‪ 19‬بعد توقف حركة السياحة‬ ‫اإلشراف عليها بكيفية فعالة‪ .‬ومن جهة‬ ‫السكن العشوائي‪ ،‬وإصالح األراض ي‬
‫والتجارة‪ ،‬وإلى تجنب خطر إفالس‬ ‫ثانية‪ ،‬واجه اإلطار القانوني والتنظيمي‬ ‫الجماعية‪.‬‬
‫الشركات املغربية‪ ،‬وكذلك حماية‬ ‫صعوبات جمة على مستوى التطبيق‪،‬‬
‫‪ .2‬موقف من السياسة‬
‫مصالح الدائنين‪ .‬إذ يعطي القانون‬ ‫ال سيما القانون رقم ‪ 30.09‬املتعلق‬
‫الرياضية‬
‫للشركات إمكانية إصدارات على شكل‬ ‫بالتربية البدنية والرياضة‪ ،‬وعالوة على‬
‫‪71‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫وفي األخير‪ ،‬يشمل هذا‬ ‫‪ ،2019‬تحت عنوان "فعلية حقوق‬ ‫سندات يمكن الحصول عليها خالل‬
‫التقرير توصيات تهدف إلى تعزيز‬ ‫اإلنسان ضمن نموذج ناش ئ للحريات"‪.‬‬ ‫خمسة عشر شهرا‪ ،‬أو يترجم لرحالت‬
‫النظام الوطني لحماية حقوق‬ ‫سفر مع الخطوط امللكية املغربية أو‬
‫ويأتي إصدار هذا التقرير من‬
‫اإلنسان‪ ،‬ويبقى تفعيلها رهينا بتعاون‬ ‫املقاوالت األخرى‪ ،‬وذلك من أجل‬
‫قبل املجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪،‬‬
‫كافة املتدخلين‪ ،‬بما في ذلك الحكومة‬ ‫حماية السيولة‪ .‬كما يروم هذا القانون‬
‫تطبيقا للفصل ‪ 35‬من القانون رقم‬
‫والبرملان والقضاء وباقي املؤسسات‬ ‫تحفيز الطلب والحفاظ على قيمة‬
‫‪ 76.15‬املتعلق بإعادة تنظيم املجلس‬
‫والهيئات املعنية ومنظمات املجتمع‬ ‫املعامالت باملغرب‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫الوطني لحقوق اإلنسان‪ ،‬ويقدم‬
‫املدني‪.‬‬ ‫تجنب األداءات املرتقب دفعها بالعملة‬
‫التقرير مجموعة من املعلومات‬
‫الصعبة‪ ،‬حيث تسمح مقتضياته‬
‫واملعطيات التي تمكن القارئ من‬
‫ملقدمي الخدمات بتعويض املبالغ‬
‫االطالع على مدى التقدم الذي أحرزته‬
‫املستحقة لزبنائهم بوصل بالدين على‬
‫البالد في مجال حقوق اإلنسان‪،‬‬
‫شكل اقتراح خدمة مماثلة أو معادلة‪،‬‬
‫وتشخيص األسباب التي تقف وراء‬
‫دون أي زيادة في السعر بالنسية لعقود‬
‫التعثرات والفجوات واإلخفاقات‪ ،‬من‬
‫األسفار واملقامات السياحية وعقود‬
‫خالل تقييم موضوعي وتحليل شامل‬
‫النقل الجوي للمسافرين املقرر‬
‫ألوضاع حقوق اإلنسان في بالدنا‬
‫تنفيذها خالل الفترة املمتدة من فاتح‬
‫بارتباط مع املهام املوكولة للمجلس في‬
‫مارس إلى غاية ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،2020‬والتي‬
‫مجاالت حماية حقوق اإلنسان‬
‫يتعلق موضوعها بالخدمات املقدمة في‬
‫والنهوض بها‪.‬‬
‫إطار ممارسة األنشطة املنصوص عليها‬
‫ويتضمن هذا التقرير‪ ،‬الذي‬ ‫في القانون املتعلق بالنظام األساس ي‬
‫يضم ‪ 82‬صفحة‪ ،‬تقديما عاما حول‬ ‫لوكاالت األسفار‪ ،‬والقانون بمثابة‬
‫حالة حقوق االنسان‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫للمؤسسات‬ ‫األساس ي‬ ‫النظام‬
‫سبعة محاور أساسية تهم حماية‬ ‫السياحية‪ ،‬والظهير الشريف بشأن‬
‫حقوق اإلنسان؛ وتعزيز ثقافة حقوق‬ ‫النقل بواسطة السيارات عبر الطرق‬
‫اإلنسان؛ والعالقة مع املؤسسة‬ ‫والنصوص املتخذة التطبيقية‪،‬‬
‫التشريعية؛ وحقوق اإلنسان واإلعالم؛‬ ‫والقانون املتعلق بالطيران املدني‪.‬‬
‫والتعاون والعالقات الدولية؛ ومتابعة‬ ‫• تقرير مجلس حقوق‬
‫تنفيذ توصيات هيئة اإلنصاف‬ ‫اإلنسان حول حقوق اإلنسان‬
‫واملصالحة؛ واآلليات الوطنية املحدثة‬ ‫باملغرب برسم سنة ‪2019‬‬
‫لدى املجلس‪ .‬كما يقدم حصيلة عمل‬
‫تضمن العدد ‪ 6895‬مكرر‬
‫املجلس لسنة ‪ 2019‬في نطاق املهام‬
‫للجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 29‬يونيو‬
‫والصالحيات املوكولة له‪.‬‬
‫‪ 2020‬التقرير السنوي عن حالة‬
‫حقوق اإلنسان باملغرب برسم سنة‬
‫‪72‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫إقراره للدستور"‪ ،‬مضيفا أن "صحة‬ ‫أبريل ‪ )2020‬املتعلق بتجاوز سقف‬


‫االقتراع ال تتوقف على عدد‬ ‫التمويالت الخارجية‪ .‬وجاء مضمون‬
‫الحاضرين‪ ،‬إال في الحاالت التي يوجب‬ ‫هذا القرار برفض طلب الطعن الذي‬
‫فيها الدستور أغلبية معينة‪ ،‬وهو ما ال‬ ‫تقدم به واحد وثمانون (‪ )81‬عضوا‬
‫ينطبق على القانون املعروض"‪.‬‬ ‫بمجلس النواب‪ ،‬مؤكدا على أن‬
‫كما تضمن قرار املحكمة‬ ‫"مسطرة املصادقة على هذا القانون‬
‫الدستورية‪ ،‬أن "مجموع الوثائق‬ ‫ليس فيها ما يخالف الدستور"‪.‬‬
‫املرفقة بامللف‪ ،‬ال تتضمن ما يثبت‬
‫املس بالحقوق املكفولة للمعارضة‬ ‫فعلى مستوى الشكل‪ :‬اعتبر‬
‫البرملانية بموجب أحكام الدستور‪،‬‬ ‫قرار املحكمة الدستورية‪ ،‬رسالة‬
‫وقيام أعضاء املجلس الحاضرين‪،‬‬ ‫اإلحالة التي تقدم بها ‪ 81‬عضوا من‬
‫بمخالفة أحكام الفقرة األولى من‬ ‫أعضاء مجلس النواب‪ ،‬مستوفية‬
‫الفصل ‪ 60‬من الدستور‪ ،‬بتجاوز‬ ‫للشروط املقررة بموجب أحكام‬ ‫متابعات قضائية باملغرب‬
‫حقهم الشخص ي في التصويت إلى‬ ‫الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 132‬من‬ ‫وفرنسا‬
‫التصويت بالتفويض نيابة عن‬ ‫الدستور‪ ،‬التي تنص على أنه"يمكن‬
‫لخمس أعضاء مجلس النواب أن‬ ‫املغرب‬ ‫‪.I‬‬
‫أعضاء املجلس غير الحاضرين"‪،‬‬
‫كما جاء في الطعن‪.‬‬ ‫يحيلوا القوانين‪ ،‬قبل إصدار األمر‬ ‫القرار رقم ‪ 20/106‬الصادر‬ ‫‪-‬‬
‫بتنفيذها‪ ،‬إلى املحكمة الدستورية‪،‬‬ ‫عن املحكمة الدستورية‪ :‬صرحت‬
‫لتبث في مطابقتها للدستور"‪.‬‬ ‫املحكمة الدستورية في قرارها رقم‬
‫وعلى مستوى املضمون‪ :‬فقد‬ ‫‪ 20/106‬م‪.‬د‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 4‬يونيو‬
‫أكد القرار ذاته أن "عدم اإلعالن عن‬ ‫‪ 2020‬في امللف عدد ‪،20/057‬‬
‫عدد أعضاء املجلس الحاضرين‬ ‫بدستورية مسطرة إقرار القانون‬
‫للجلسة العامة‪ ،‬املخصصة للتصويت‬ ‫رقم ‪ 26.20‬القاض ي باملصادقة على‬
‫على القانون املحال‪ ،‬ال يعتد سببا‬ ‫املرسوم بقانون رقم ‪2.20.320‬‬
‫‪II. En France‬‬ ‫للتصريح بعدم مطابقة إجراءات‬ ‫الصادر في ‪ 13‬من شعبان ‪7( 1441‬‬
‫‪Le‬‬ ‫‪Conseil‬‬ ‫‪prioritaires‬‬ ‫‪de‬‬ ‫‪leurs‬‬ ‫‪jurisprudences sur‬‬
‫‪constitutionnel‬‬ ‫‪constitutionnalité (A), les‬‬ ‫‪plusieurs points : nous nous‬‬
‫‪autres ont trait à des recours‬‬ ‫‪contentons ici de signaler‬‬
‫‪Depuis le mois d’avril,‬‬
‫)‪en constitutionnalité. (B‬‬ ‫‪les‬‬ ‫‪deux‬‬ ‫‪décisions‬‬
‫‪les tables analytiques du‬‬
‫‪suivantes :‬‬
‫‪conseil‬‬ ‫‪constitutionnel‬‬ ‫‪A-Décisions relatives aux‬‬
‫‪français se sont enrichies de‬‬ ‫‪QPC‬‬ ‫‪1-Décision n° 2020-‬‬
‫‪18 décisions. Les unes sont‬‬ ‫‪834 QPC du 3 avril 2020‬‬
‫‪Il y a lieu de constate que les‬‬
‫‪relatives aux questions‬‬
‫‪juges continuent à dérouler‬‬
73

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

(Union nationale des D’une part, les constitutionnalité. Cette


étudiants de France) limitations apportées par les question a été posée pour M.
dispositions contestées à Ferhat H. et l’union des
Le conseil
l’exercice du droit d’accès syndicats anti-précarité par
constitutionnel a été saisi le
aux documents la SELAS Dadi-avocats,
16 janvier 2020 par le
administratifs résultant de avocat au barreau de Paris.
Conseil d’État d’une
l’article 15 susvisé sont
question prioritaire de La question prioritaire
justifiées par un motif
constitutionnalité. Cette de constitutionnalité porte
d’intérêt général et
question a été posée par sur le 3ème alinéa de l’article
proportionnées à cet
l’Union Nationale des L.2121-1 du code du travail.
objectif. Le grief tiré de la
Etudiants de France par la
méconnaissance de cet Ledit article prévoit : «
SCP Anne Sevaux et Paul
article doit donc, sous cette La représentativité des
Mathonnet, avocats au
réserve, être écarté. organisations syndicales est
Conseil d’État et à la Cour de
déterminée d'après les
cassation. D’autre part, et
critères cumulatifs suivants :
conformément à l’article 16
L’Union requérante,
de la Déclaration de 1789 : Le respect des valeurs
rejointe par plusieurs
républicaines
parties intervenantes, « Toute société dans
reproche à ces dispositions laquelle la garantie des L’indépendance ;
de restreindre l’accès aux droits n’est pas assurée, ni la
informations relatives aux séparation des pouvoirs La transparence financière…. »
critères et aux modalités déterminée, n’a point de Les requérants
d’examen, par les Constitution ». reprochent à ces dispositions,
établissements telles qu'interprétées par la Cour
Il résulte de cette
d’enseignement supérieur, de cassation, de méconnaître la
disposition qu’il ne doit pas
des demandes d’inscription liberté syndicale, le principe de
être porté d’atteintes
dans une formation du participation des travailleurs à la
substantielles au droit des
premier cycle. Selon elle, ces détermination collective des
personnes intéressées
dispositions seraient conditions de travail, le principe
d’exercer un recours effectif
contraires au droit à la d'égalité devant la loi ainsi que le
devant une juridiction.
communication des principe de séparation des
documents administratifs 2-Décision n° 2020- pouvoirs, en ce qu'elles imposent
qui découlerait de l’article 835 QPC du 30 avril 2020 (M. aux syndicats non représentatifs
15 de la Déclaration des Ferhat H. et autre) de satisfaire au critère de
droits de l’homme et du transparence financière pour
citoyen de 1789. En outre, Le conseil
pouvoir exercer dans l'entreprise
ces dispositions constitutionnel a été saisi le
les prérogatives que la loi leur
méconnaîtraient le droit à 29 janvier 2020 par la Cour
attribue.
un recours juridictionnel de cassation (chambre
effectif. sociale, arrêt n° 243 du Le conseil
même jour), dans les constitutionnel estime que :
Le conseil conditions prévues à l’article
constitutionnel estime que : 61-1 de la Constitution, En imposant à
d’une question prioritaire de l’ensemble des syndicats, y
74

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

compris non représentatifs, du Senat et les députés, plage horaire de plus de


de satisfaire à l’exigence de selon laquelle la loi douze heures par jour.
transparence financière, les prorogeant l’état d’urgence
Ainsi, les sénateurs
dispositions contestées ne sanitaire et complétant ses
requérants dénoncent
méconnaissent ni la liberté dispositions, est contraire à
également la
syndicale ni le principe de la constitution.
méconnaissance du droit au
participation des
Il s’agit en espèce de respect de la vie privée qui
travailleurs.
15 dispositions contestées, résulterait de l’ampleur de la
Ceci dit, aux termes du parmi lesquelles celles collecte des données
sixième alinéa du Préambule relatives aux transports, aux permises par l’article 11.Il
de la Constitution de 1946 : « établissements recevant du estiment en outre que ces
Tout homme peut défendre public , aux lieux de réunions dispositions, qui dérogent à
ses droits et ses intérêts par et aux réquisitions et aux l’exigence du consentement
l’action syndicale et adhérer mesures de mise en au traitement des données,
au syndicat de son choix ». quarantaine et de tout en maintenant le droit
Aux termes du huitième placement en isolement ; d’opposition des personnes
alinéa du même préambule : ainsi à celles organisant les en cause, seraient
« Tout travailleur participe, conditions dans lesquelles inintelligibles.
par l’intermédiaire de ses les données médicales des
La collecte, le
délégués, à la détermination personnes atteintes par le
traitement et le partage
collective des conditions de covid 19 et celles ayant été
d’informations portent donc
travail ainsi qu’à la gestion en contact avec elles
non seulement sur les
des entreprises » peuvent être traitées et
données médicales
partagées , entre certains
Le conseil personnelles des intéressés,
professionnels chargés de
constitutionnel décide : mais aussi sur certains
traiter les chaines de
éléments d’identification et
L’article susvisé est contamination.
sur les contacts qu’ils ont
conforme à la Constitution,
En fait, il en résulterait noués avec d’autres
ne méconnaît pas non plus
une violation de la liberté personnes, ce faisant, les
le principe d’égalité devant
personnelle, de la liberté dispositions contestées
la loi, ni en tout état de
d’aller et de venir et de la portent atteinte au droit au
cause le principe de
liberté d’entreprendre. respect de la vie privée.
séparation des pouvoirs, ni
aucun autre droit ou liberté En cas d’interdiction Le conseil
que la Constitution garantit. de toute sortie ; les mesures constitutionnel estime que :
de mise en quarantaine, de
B –Recours en En adoptant les
placement et de maintien en
constitutionnalité. dispositions contestées, le
isolement constituent une
législateur a entendu
En matière de recours privation de liberté. Il en va
renforcer les moyens de
en constitutionnalité, le de même lorsqu’elles
lutte contre l’épidémie de
conseil constitutionnel a eu imposent à l’intéressé de
Covid 19. Il a poursuivi
à examiner la requête demeurer à son domicile ou
l’objectif de valeur
formulée par le président de dans son lieu
constitutionnelle de
la République, le président d’hébergement pendant une
75

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

protection de la santé contagieux et sa propagation - Lesdites dispositions sont


publique. sur le territoire français ont entachées d’incompétence,
conduit le ministre des dès lors que, d’une part, seul
Ceci dit, les mesures
solidarités et de la santé à le Premier ministre est
mentionnées ci-dessous ne
prendre, par plusieurs arrêtés habilité par les dispositions
peuvent être prononcées
à compter du 4 mars 2020, du 9° de l’article L. 3131-15
que lorsque l’état d’urgence
des mesures sur le fondement du code de la santé publique
sanitaire a été déclaré. Celui
des dispositions de l’article L. à prendre des mesures
–ci ne peut être déclaré en
3131-1 du code de la santé relatives à la prescription de
vertu de l’article L.3131-12
publique. médicaments hors
du code de la santé
autorisation de mise sur le
publique, qu’ « en cas de En fait , au 3° de
marché et, d’autre part, le
catastrophe sanitaire l’article 1er de l’arrêté du 14
ministre chargé de la santé
mettant en péril, par sa avril 2020 modifiant l’arrêté
ne peut, sur le fondement de
nature et sa gravité, la du 23 mars 2020 prescrivant
l’article L. 3131-16 du même
santé de la population » les mesures d'organisation et
code, arrêter des mesures
de fonctionnement du
Par conséquent ; relatives à l’organisation et
système de santé nécessaires
lesdites mesures ne au fonctionnement du
pour faire face à l'épidémie de
méconnaissent aucune système de santé qu’en vue
covid-19 dans le cadre de
exigence constitutionnelle, de mettre fin à la
l'état d'urgence sanitaire, le
sont déclarées conformes à catastrophe sanitaire ;
ministre des solidarités et de
la constitution. - Il existe un doute sérieux
la santé a édicté des mesures
quant à leur légalité.
Le Conseil d’Etat : aux fins d’adapter durant
Le conseil d’Etat estime que :
cette période les modalités
Du 2 avril au 30 juin de l’interruption volontaire Aux termes de l’article
2020, pas moins de 35 de grossesse par voie L. 3131-16 du code de la santé
décisions ont été rendues médicamenteuse pratiquée publique : « Dans les
par le Conseil d’Etat français en dehors d’un établissement circonscriptions territoriales
portant sur des domaines de santé. Par deux requêtes où l'état d'urgence sanitaire
diversifiés, mais plus qu’il y a lieu de joindre, est déclaré, le ministre chargé
particulièrement sur la l’association Alliance Vita et de la santé peut prescrire, par
pandémie Covid 19.Citons l’association Juristes pour « arrêté motivé, toute
quelques une : l’enfance, d’une part, mesure réglementaire
l’association relative à l'organisation et au
I- Conseil d'État, 22 Pharmac’éthique, d’autre fonctionnement du dispositif
mai 2020, IVG part, demandent au juge des de santé, à l'exception des
médicamenteuse à domicile référés du Conseil d’Etat de mesures prévues à l'article L.
durant l’état d’urgence suspendre l’exécution de ces 3131-15, visant à mettre fin à
sanitaire. dispositions. la catastrophe sanitaire
mentionnée à l'article L. 3131-
L'émergence d'un
12. /…. »
nouveau coronavirus (covid-
Par conséquent, les
19), de caractère pathogène
présentes dispositions
et particulièrement Elles soutiennent que : habilitent, durant l’état
76

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

d’urgence sanitaire et dans les l'instruction, un doute sérieux question, ainsi que de
circonscriptions territoriales quant à leur légalité. plusieurs décisions de
où il est déclaré, le ministre Le conseil d’Etat maires ou de préfets
chargé de la santé à prescrire ordonne : interdisant, sans autre
toute mesure réglementaire Les requêtes des associations fondement qu’une
nécessaire pour adapter, de Alliance Vita, Juristes pour interprétation erronée de
façon temporaire, l’enfance et Pharmac’éthique l’article 3 du décret du 23
l’organisation et le sont rejetées. mars 2020, l’accès à
fonctionnement du dispositif certaines pistes cyclables.
de santé pour répondre à la II-FEDERATION
situation sanitaire causée par FRANCAISE DES USAGERS DE Cadre juridique du litige :
la catastrophe mentionnée à LA BICYCLETTE Ordonnance Aux termes de l’article L.
l’article L. 3131-12, y compris du 30 avril 2020 521-2 du code de justice
en matière de médicaments, administrative : « Saisi d'une
dès lors qu’il ne s’agit pas de Par une requête, un demande en ce sens justifiée
médicaments destinés à mémoire en réplique et un par l'urgence, le juge des
éradiquer l’épidémie à nouveau mémoire, référés peut ordonner toutes
l’origine de cette catastrophe enregistrés le 21 avril 2020 et mesures nécessaires à la
pour lesquels, en vertu du 9° le 27 avril 2020 au secrétariat sauvegarde d'une liberté
de l’article L. 3131-15 du du contentieux du Conseil fondamentale à laquelle une
même code, la compétence d’Etat, la Fédération française personne morale de droit
est dévolue au Premier des usagers de la bicyclette public ou un organisme de
ministre. En outre, il résulte demande au juge des référés droit privé chargé de la
de l’instruction que les du Conseil d’Etat, statuant sur gestion d'un service public
dispositions contestées de le fondement de l’article L. aurait porté, dans l'exercice
l’arrêté du 14 avril 2020, en ce 521-2 du code de justice d'un de ses pouvoirs, une
que, notamment, elles administrative.
atteinte grave et
permettent le recours à des manifestement illégale. Le
téléconsultations en matière La fédération soutient juge des référés se prononce
d’interruption volontaire de que : dans un délai de quarante-
grossesse par voie
- Certaines mesures huit heures ».
médicamenteuse, sont de
administratives excluent
nature à contribuer à la L’article 3 du décret du 23
expressément que les
diminution de la circulation du mars 2013 prescrivant les
déplacements autorisés
covid-19 et, dès lors, à ce que mesures générales
puissent, en particulier dans
la catastrophe sanitaire nécessaires pour faire face à
le cas de l’activité physique
prenne fin. Par suite, le moyen l'épidémie de Covid 19 dans le
individuelle prévu au 5° de
tiré de ce que le ministre des cadre de l'état d'urgence
l’article 3, s’effectuer en
solidarités et de la santé sanitaire, modifié et complété
bicyclette ;
n’était pas compétent pour à plusieurs reprises, interdit,
- De nombreux procès-
édicter les dispositions en dernier lieu jusqu’au 11
verbaux de contravention
litigieuses de l’arrêté du 14 mai 2020, tout déplacement
dressés à l’encontre de
avril 2020 n’est pas propre à de personne hors de son
cyclistes qui respectaient
créer, en l'état de domicile, à l'exception de
pourtant les dispositions en
77

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

certains déplacements réglementés que les motifs une atteinte grave et


obéissant aux motifs qu’il de déplacement et non les manifestement illégale à
énumère. Au nombre de ceux- moyens de ces une liberté fondamentale
ci figurent notamment, au 5° déplacements qui restent justifiant que le juge du
de cet article, les « libres. La bicyclette est référé-liberté fasse usage
déplacements brefs, dans la donc autorisée à ce titre des pouvoirs qu’il tient de
limite d’une heure comme tout autre moyen l’article L. 521-2 du code de
quotidienne et dans un rayon de déplacement, et quel justice administrative et
maximal d’un kilomètre que soit le motif du enjoigne au Premier
autour du domicile, liés soit à déplacement », en ministre de rendre
l’activité physique individuelle deuxième lieu que « les publique, sous vingt-
des personnes, à l’exclusion verbalisations résultant de quatre heures, par un
de toute pratique sportive la seule utilisation d’une moyen de communication
collective et de toute bicyclette, à l’occasion d’un à large diffusion, la position
proximité avec d’autres déplacement autorisé, en question.
personnes, soit à la sont injustifiées » et, en
promenade avec les seules troisième lieu, que les
personnes regroupées dans restrictions de temps et de
un même domicile, soit aux distance imposées par les
besoins des animaux de dispositions du 5° de
compagnie ». Le conseil d’Etat l’article 3 privent en
estime que : principe d’intérêt l’usage
de la bicyclette pour un
Il résulte de l’instruction, déplacement
notamment de exclusivement motivé par
l’information apportée, au l’activité physique
cours de l’audience individuelle et que, dans un
publique, par le tel cas, le risque plus
représentant du ministre important de commission
de l’intérieur, quant à d’une infraction liée au
l’existence et au contenu dépassement de la
d’un relevé de décision du distance autorisée doit
24 avril 2020 de la cellule conduire, tout en en
interministérielle de crise rappelant la possibilité
placée auprès du Premier juridique d’utiliser la
ministre, que bicyclette pour tout motif
l’interprétation des de déplacement, à « en
dispositions de l’article 3 dissuader l’usage au titre
du décret du 23 mars 2020 de l’activité physique ».
retenue par le
gouvernement et devant En effet, l’absence de
être diffusée à l’ensemble diffusion publique de la
des agents chargés de leur position gouvernementale
application est, en premier doit être regardée, en
lieu que « ne sont l’espèce, comme portant
‫‪78‬‬

‫‪Les services déconcentrés‬‬ ‫المصالح الالممركزة‬

‫‪ .1‬يعلن املرصد املغريب ل إالدارة العمومية أأن العدد ‪ 21‬من نرشته ادلورية س يتناول حمور" املقتش يات العامة للوزارات‬
‫‪ "" les inspections générales des ministères‬يف هذا الإطار يرىج من الراغبني يف املسامهة يف هذا‬
‫العدد حماوةل مالمسة املوضوع من خمتلف ا ألبعاد وطرح الإشاكليات اليت تثريها وضعية املصاحل الالممركزة‪ :‬أأمهيهتا‬
‫وتأأثرياهتا يف سري الإدارة العمومية ‪ ،‬جمالت الإصالح اليت هتمها عىل ضوء صدور امليثاق الوطين لالمتركز الإداري‬
‫‪ ...‬أأو أأية اإشاكلية أأخرى يراها املسامهون جديرة ابملناقشة‪ .‬أخر أأجل للتوصل ابملساهامت املتعلقة هبذا املوضوع ‪30‬‬
‫ش تنرب ‪2020‬‬
‫‪ .2‬يعلن املرصد املغريب ل إالدارة العمومية أأن العدد ‪ 22‬من نرشته ادلورية س يتناول موضوع "التدبري الإداري للمنازعات‬
‫القضائية ل إالدارات العمومية" ويف هذا الإطار يرىج من الراغبني يف املسامهة يف هذا العدد تناول املوضوع يف‬
‫جتلياته احملتلفة‪ :‬أأمناط وطرق تدبري املنازعات داخل الإدارات العمومية‪ ،‬مدى فعالية أأشاكل وطرق التدبري املتبعة‪،‬‬
‫ا ألمهية اليت يولهيا املسؤولون للموضوع‪ ،‬منازعات امجلاعات الرتابية منازعات املؤسسات العامة دور الواكةل‬
‫القضائية‪ ...‬أأو أأية جتليات أأخرى يراها املسامهون جديرة ابملناقشة ‪.‬‬
‫وس يعلن عن أخر أأجل للتوصل ابملقالت املتعلقة هبذا املوضوع يف العدد ‪ 21‬املقبل من نرشة املرصد‪.‬‬

‫‪Déjà parus‬‬

‫▪‬ ‫" الإدارة العمومية املغربية يف مواهجة كوروان"" " ‪Bulletin n° hors serie:‬‬
‫‪L'administration publique marocaine face à Coronavirus‬‬
‫▪‬ ‫‪" L’Administration et le temps‬الإدارة والزمن" ‪Bulletin n° 19 :‬‬
‫▪‬ ‫‪ " L'éthique et le‬الأخالقيات والسلوك داخل الإدارة "‪Bulletin n° 18 :‬‬
‫‪comportement dans l'administration‬‬

‫‪>Ces numéros sont consultables sur le site web :‬‬


‫‪http://www.omap.ma‬‬
79

Les services déconcentrés ‫المصالح الالممركزة‬

Vous aimerez peut-être aussi