Vous êtes sur la page 1sur 8

1.

Déterminants du droit bancaire Marocain


2. Les implications de la modification de la nouvelle loi
bancaire marocaine:
3. la gestion de risque de crédit bancaire sur le portefeuille
professionnelle et particulier
4. Les inconvénients de la liberté de la banque de
distribuer les opérations de crédit
5. BLANCHIMENT DE CAPITAUX EN DROIT MAROCAIN
6. L'importance de l'évaluation du risque de blanchiment
par les agents de première ligne dans les établissements
bancaires
7.
‫اعتمد المشرع المغربي سواء في قانون ‪ 1967‬أو قانون ‪ 1993‬أو قانون ‪ ، 2006‬على نوعية العمليات التي‬
‫يمكن للبنك ممارستها‪ ،‬كأساس لتحديد مفهوم البنك‪ ،‬فاعتبره بأنه ”كل مؤسسة تحترف على وجه االعتياد مهنة‬
‫تلقي األموال من الجمهور‪ ،‬شريطة استعمال األموال إما لحسابها الخاص أو لحساب من يعنيهم هؤالء في‬
‫عمليات مالية تخص القرض أو البرصة أو الصرف‪ ،‬وبصرف النظر عن موقع مقرها االجتماعي أو جنسية‬
‫” المشاركين في رأس مالها أو مخصصاتها أو جنسية مسيرتها‬
‫والنشاط البنكي يعد نشاطا أساسا في الحياة االقتصادية والمالية ألي دولة ‪ .‬وقد دفعت خاصياته التي يتمتع بها‪،‬‬
‫بالمشرعين إلى تنظيمه تنظيما دقيقا‪ ،‬سواء في جانبه المؤسساتي أو العملي أو الرقابي‪ ،‬بغية ضمان االستقرار‬
‫واالستمرارية للدورة المالية واالقتصادية‪ ،‬وليتمكن القطاع البنكي من القيام بدورة في تعبئة المدخرات وتوزيع‬
‫اإلتمانات في أحسن الظروف‪ ،‬وبالشكل الذي يحقق التنمية االقتصادية واالجتماعية في الدولة‪ ،‬حسب سياسات‬
‫‪.‬هذه األخيرة ومخططاتها‬
‫وبناء عليه‪ ،‬فإن المغرب عرف طفرة تشريعية في المجال المالي والتجاري واإلتماني‪ ،‬تبعا لمرحلة التقويم‬
‫الهيكلي‪ ،‬التي شرع فيها منذ أواسط العقد الثامن من القرن ‪ ، 20‬ومنها صدور مجموعة من القوانين التي تنظم‬
‫‪.‬عمل المؤسسات البنكية‪ ،‬سواء في عالقتها بالبنك المركزي أو بالزبناء أو فيما بينها‬
‫إال أن هذه القوانين منذ ‪ 1967‬إلى ‪ 2006‬مرورا بسنة ‪ ، 1993‬اتسمت بكون المهنة البنكية والنشاط البنكي‪،‬‬
‫كانا يمارسان في مناخ تنظيمي وهيكلي غير متجانس‪ ،‬الشيء الذي دفع بالحكومة سنة ‪ 2004‬إلى تقديم مشروع‬
‫قانون بنكي جديد‪ ،‬الذي دفع اعتبر أثناء صدوره سنة ‪ ، 2006‬بمثابة نقطة تحول جديد في النظام المالي والبنكي‬
‫في المغرب‪ ،‬وذلك من خالل مجموعة من األهداف المتوخاة من إصداره‪ .‬وحتى نقف على كل هدف على حدى‪،‬‬
‫يلزمنا التعريج أوال على تعريف القانون البنكي وعالقته بالنشاط االقتصادي (المبحث األول)‪ ،‬ثم نأتي على‬
‫‪.‬األسباب التي دفعت المشرع إلصداره واألهداف التي سطرت له( المبحث الثاني)‬
‫‪.‬المبحث األول ‪ :‬محددات القانون البنكي‬
‫‪.‬المطلب األول ‪ :‬مفهوم القانون البنكي‬
‫يتحدد مفهوم القانون البنكي من خالل محتواه والغرض منه‪ ،‬فهو ينظم القطاع البنكي بمؤسساته ومسيرته‬
‫‪.‬وعملياته وعالقاته بالمتعاملين وبالسلطات المختصة‬
‫وإذا كان القانون البنكي ال يتمتع باستقاللية تامة‪ ،‬ألنه تأسس على أرضية القانون المدني والقانون التجار‪ ،‬فإنه‬
‫اكتسب تدريجيا مزايا خاصة‪ ،‬راجعة إلى القواعد التي يتضمنها والعمليات التي يتناولها واألدوات والتقنيات التي‬
‫‪.‬يستخدمها والغنية باألعراف المهنية المتجددة بتجدد الحاجيات االقتصادية والتقدم التقني‬
‫وبالتالي‪ ،‬فالقانون البنكي هو قانون مهني ألنه ينظم مهنة معينة بكل عالقاتها وما ينتج عنها‪ ،‬وهو قانون ذو طابع‬
‫دولي‪ .‬فتقنياته في أغلبها مستوردة ولها عالقات وطيدة بالتجارة الدولية‪ ،‬مما يفرض تماثلها لتسيير العمل في هذا‬
‫‪.‬المجال‬
‫‪.‬المطلب الثاني ‪ :‬عالقة القانون البنكي بالنشاط االقتصادي‬
‫القانون البنكي يلعب دورهم في تحريك عجلة االقتصاد الوطني‪ ،‬من خالل تنظيمه للمهنة البنكية أوال‪ ،‬وكذا‬
‫تحكمه في حركة النقود والرساميل داخل السوق الوطني‪ ،‬وذلك من خالل مقتضيات قانونية تساهم في تخليق‬
‫‪.‬الحياة االقتصادية للدولة‬
‫من هنا أتت العالقة ما بين القانون البنكي والنشاط االقتصادي‪ ،‬باعتبار أن هذا األخير يدور حول النقود واإلتما‪،‬‬
‫وال تتخفى أهميتها في اقتصاد الدولة‪ .‬وأيضا إلى أهمية العمليات التي تنجز في إطاره وعلى رأسها توزيع‬
‫‪.‬القروض وخلق النقوذ الناتة عنه‬
‫فدور البنوك في هذه العمليات من بدايتها إلى نهايتها من جهة‪ ،‬وضرورة حماية المودعين من جهة أخرى‪ ،‬جعال‬
‫‪:‬الدولة تنهج نظاما بنكيا متحكما في ضبط النشاط اإلقتصادي للدولة‪ ،‬وذلك من خالل عناصره األساسية وهي‬
‫طابع النظام العام المتمثل في تنظيم القروض وحماية المودعين والمقترضين‪ ،‬والمقترن بعقوبات جنائية في ‪1 -‬‬
‫‪.‬الغالب‬
‫طابع الخروج عن التصنيفات القانونية التقليدية المتعارف عليها‪ ،‬ألن المشرع في القانون البنكي يضع قواعد ‪2 -‬‬
‫قانونية خاصة ومتميزة‪ ،‬دون مباالة بالتصنيفات القانونية الموجودة‪ ،‬ألن غرضه األساسي هو محاولة التحكم في‬
‫‪.‬الواقع االقتصادي ومعطياته‪ ،‬والتي ال تتطابق بالضرورة والتصنيفات القانونية المعروفة‬

‫طابع التغيير السريع‪،‬ألن قواعد القانون البنكي البد أن تساير التغير السريع الذي تعرفه الحياة االقتصادية ‪3 -‬‬
‫‪.‬مما يفترض تدخل المشرع دائما لتغييرها يجعلها مالئمة للظرفية االقتصادية‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تداعيات تعديل القانون البنكي المغربي الجديد‬

‫‪.‬المطلب األول ‪ :‬األسباب المؤدية إلى تعديل القانون البنكي‬

‫إن الفترة الممتدة من ‪ 1967‬إلى ‪ ، 2006‬اتسمت في بدايتها بكون المهنة البنكية والنشاط البنكي‪ ،‬كانا يمارسان‬
‫في مناخ تنظيمي وهيكلي غير متجانس‪ ،‬تمثل في تفوق الوساطة البنكية على وساطة بقية المؤسسات المالية في‬
‫تمويل االقتصاد وفي ضعف التمويل الذاتي للمؤسسات بمختلف أنواعها‪ ،‬وضعف‪ X‬المنافسة داخل الجهاز البنكي‪.‬‬
‫فهذه المعطيات إذا أضفنا لها التحوالت االقتصادية والمالية على المستوى العالمي‪ ،‬نجدها دفعت كلها بالسلطات‬
‫‪.‬العمومية إلى الدخول في معركة اإلصالحات االقتصادية وفي ضمنها القطاع البنكي والمالي‬
‫الشيء الذي أدى إلى صدور قانون ‪ 6‬يوليوز ‪ ، 1993‬الذي يعتبر بمثابة قانون يتعلق بنشاط مؤسسات االئتمان‬
‫ومراقبتها‪ .‬والذي جاء بتوجيهات جديدة كتوحيد اإلطار القانوني‪ X‬وتمديده ليشمل أغلب المؤسسات العاملة في هذا‬
‫‪....‬القطاع‬
‫لكن المالحظ أنه بمجرد دخول هذا القانون حيز التنفيذ‪ ،‬بدأت نواقصه تظهر‪ ،‬وأهمها أنه جاء غير قادر على‬
‫تحقيق التنافسية المطلوبة بين البنوك‪ ،‬وأن هناك هيأت لم يشملها بنفوذه‪ ،‬وأن تدابير حماية الزبناء فيه غير كافية‪.‬‬
‫ونفس الشيء بالنسبة الستقاللية البنك المركزي‪ .‬كما تبين أن بعض العمليات لم ينظمها بشكل كامل السيما‬
‫‪.‬التعامل في الفاتورات وعمليات االئتمان االيجاري‬
‫كما ظهرت ضرورة ملحة لتوفيق القانون المذكور أعاله مع القوانين المنظمة لسوق رأس المال وشركات‬
‫المساهمة ومدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬فضال عن ضرورة تكييف القوانين والتنظيمات الداخلية مع متطلبات‬
‫التغييرات االقتصادية والمالية المستمرة سواء على المستوى الداخلي أو الدولي‪ ،‬بسبب االنفتاح المتزايد على‬
‫‪.‬العالم الخارجي ودخول ابتكارات مالية وتقنية دولية جديدة في هذا المجال‬
‫كل هذه األسباب دفعت السلطات المختصة للدخول في مرحلة جديدة من مراحل مسلسل اإلصالح‪ ،‬بدأت فيها‬
‫بتغيير قانون مؤسسات االئتمان لسنة ‪ . 1993‬وفصله صدر قانون مؤسسات االئتمان بتاريخ ‪ 14‬فبراير ‪2006‬‬
‫‪.‬كمرحلة جديدة لتأطير العمل البنكي‬
‫‪.‬المطلب الثاني‪ :‬األهداف المتوخاة من تعديل القانون البنكي‬

‫يعتبر صدور قانون مؤسسات اإلئتمان لسنة ‪ 2006‬بداية مرحلة جديدة في الحياة البنكية خاصة واإلتمانية عامة‬
‫في لمغرب‪ ،‬ذلك أن واضعي هذا القانون أرادوا من خالله محاولة إصالح السلبيات التي عرفتها المرحلة‬
‫‪:‬السابقة‪ ،‬بتضمينه أدوات عمل لتحقيق األهداف المتوخاة منه‪ ،‬والتي يمكن حصر أهمها كما يلي‬
‫‪.‬أوال ‪ :‬تعزيز استقاللية البنك المركزي‬
‫‪.‬ثانيا‪ :‬تديد القانون البنكي لمؤسسات مالية أخرى‬
‫‪.‬ثالثا‪ :‬حق شركات التمويل في تلقي األموال من الجمهور‬
‫‪.‬أوال ‪ :‬تعزيز استقاللية البنك المركزي‬

‫يطمح البنك المركزي من خالل القانون البنكي الجديد إلى تعزيز استقالليته اتجاه السلطة الوهمية التقليدية على‬
‫‪.‬القطاع‪ ،‬وهي وزارة المالية‬
‫‪:‬ويمكن حصر محاور االستقاللية في النسق اآلتي‬
‫انفراده بالنظر في طلبات الترخيص لممارسة النشاط اإلتماني‪ .‬وفي كل التغييرات التي قد تطرأ على جنسية ‪1 -‬‬
‫‪.‬أو رقابة مؤسسة ائتمان ما أو اندامجه أو ضمها إلى مؤسسات أخرى أو فتح الوكاالت أو الفروع أو الشبابيك‬
‫اختصاصه بمراقبة مؤسسات القطاع مراقبة كاملة‪ ،‬على رأسها احترامها للتدابير التشريعية والتنظيمية ‪2 -‬‬
‫‪.‬والمحاسبية واالحتزازية‪ ،‬طبقا للشروط المحددة من طرفه‬
‫اختصاصه بتنظيم وضبط العمل في السوق النقدي والرقابة عليه‪ .‬وتبعا لذلك‪ ،‬فقد تم إلغاء إمكانية لجوء ‪3 -‬‬
‫الخزينة لتمويالته‪ ،‬بمعنى أنه لن يقدم تسبيقات للدولة أو للمؤسسات العمومية باستثناء تسهيالت الصندوق‪ ،‬والتي‬
‫يجب أن تكون استثنائية وضمن شروط مشددة‪ .‬وبالتالي فإن على الخزينة أن تتوجه للبنوك من أجل تمويل‬
‫‪.‬عجزها كأي شخص عادي‬
‫‪.‬اختصاصه في مجال غسيل األموال وتمويل‪ X‬افرهاب في إطار الحملة العالمية المعروفة ‪4 -‬‬
‫‪.‬ثانيا‪ :‬تمديد القانون البنكي لمؤسسات مالية أخرى ‪2 -‬‬
‫ينمي القانون البنكي الجديد في المادة ‪ 13‬منه‪ ،‬على أنه سيسري على هيآت أخرى من الهيآت التي تقدم خدمات‬
‫مالية في المغرب‪ .‬وبذلك ستكون هذه أول مرة يتسع فيها نطاق القانون البنكي ليشمل مؤسسسات كانت دائما‬
‫مستثناة في سريانه عليها‪ .‬ويرجع سبب هذا المقتضى إلى ضرورة توحيد نفوذ سلطة الرقابة واإلشراف التي ال‬
‫يمكن أن تبقى موزعة بحسب نوعية الهيأ‪ ،‬نظرا للتداخل والترابط المتزايد ألنشطة هذه المؤسسات‪ .‬وبناء عليه‪،‬‬
‫فإن صندوق التوفير الوطني وصندوق اإليداع والتدبير‪ ،‬و الصندوق المركزي للضمان‪ ،‬وبنوك“آوف‪ X‬شور“‬
‫‪.‬وجمعيات السلفات الصفرى ستخضع كلها لمقتضيات هذا القانون‬
‫‪.‬ثالثا‪ :‬حق شركات التمويل في تلقي األموال من الجمهور‬

‫سبق لقانون مؤسسات االئتمان الصادر في ‪ 6‬يوليوز‪ ،1993‬عندما مدد نطاق تطبيقه إلى شركات التمويل‬
‫باعتبارها مؤسسات ائتمان‪ ،‬إلى جانب البنوك‪ .‬إال أنه أجاز للبنوك وحدها بتلقي األموال من الجمهور لحسابها‬
‫عند الطلب أو ألجل يساوي سنتين أو يقل عنهما‪ .‬وبالتالي‪ ،‬منع وبصريح العبارة‪ ،‬شركات التمويل في هذا النوع‬
‫من الودائع‪ .‬إال أن القانون البنكي الجديد‪ ،‬إن كان قد احتفظ للبنوك بامتيازها‪ ،‬فإنه سمح لشركات التمويل نفسها‪،‬‬
‫بتلقي األموال في الجمهور ألجل يفوق سنة‪ ،‬شرط حصولها على ترخيص بذلك‪ ،‬وطبقا للشكليات والشروط‬
‫‪.‬الواردة في المادة ‪ 27‬من القانون المذكور‬

‫وختاما يمكن القول‪ X،‬بأن القانون البنكي يلعب دور مهم في ضبط النشاط االقتصادي وكذا الدورة االقتصادية‪،‬‬
‫الشيئ الذي فطن له المشرع المغربي من خالل دخوله في حركة من إصالحات مقتضياته القانونية‪ ،‬التي اختتمت‬
‫بإصدار قانون بنكي جديد سنة ‪ 2006‬قادر على النهوض باإلقتصاد الوطني وبالتخفيف ولو نسبيا من حدة‬
‫‪.‬األزمات العالمية‬
‫‪-------------------------‬‬

‫‪:‬المراجــع‬
‫تحريك أسواق الرساميــل واستراتيجيــة تنشيــط االستثمــار بالمغـــرب د‪.‬عمر العسري‪ .‬أطروحة لنيل شهادة •‬
‫‪.‬الدكتوراه في القانون العام‬
‫الوجيز في القانون البنكي المغربي‪.‬دة‪ .‬عائشة الشرقاوي المالقي‪ .‬طبعة ‪.2007‬دار أبي رقراق للطباعة •‬
‫‪.‬والنشر‬
‫العقود البنكية بين مدونة التجارة والقانون البنكي‪.‬د‪ .‬محمد لفروجي •‬
‫القانون البنكي المغربي وحماية حقوق الزبناء ‪.‬د‪-‬محمدج الفروجي‪ ،‬أطروحة لنيل دكتراه الدولة في القانون •‬
‫‪.‬الخاص‬
‫تدقيق المسؤولية المدنية على أخطاء البنوك بالمغرب وأثرها على المهنة واالقتصاد‪ .‬د‪-‬عبد العالي الحضراوي •‬
‫‪.‬الطبعة األولى ‪ 2007‬دار أبي رقراق للطباعة والنشر‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 4210‬بتاريخ ‪ 16‬محرم ‪ 1414/7‬يوليوز ‪• 1993‬‬
‫‪.‬ظهير شريف رقم ‪ 178.05.1‬في ‪ 15‬محرم ‪ 1427/14‬فبراير ‪• 2006‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ -93-147‬الصادر في ‪ 15‬محرم ‪ 1414/6‬يوليوز ‪• 1993‬‬

‫‪file:///Users/master/Downloads/La%20gestion%20du%20risque%20de%20cr%C3%A9dit‬‬
‫‪%20bancaire%20sur%20les%20portefeuilles%20professionnels%20et%20particuliers.pdf‬‬
‫اترك تعليقا‪ / ‬القانون الخاص‬
‫‪ :‬سلبيات مبدأ حرية البنك في توزيع عمليات االئتمان – المطلب الثاني‬
‫إذا كانت المادة ‪ 112‬من القانون البنكي الجديد تكرس حقا أي شخص في فتح حساب لدى مؤسسة بنكية فإن هذا‬
‫القانون لم يعمل خالف لذلك على إقرار نفس المبدأ بالنسبة لإلتمان أي أنه لم يقرر الحق في االئتمان بل ترك‬
‫األمر للمؤسسات البنكية التي تظل لها كامل الحرية في دراسة طلبات االئتمان و االستجابة لها أو رفضها أي أن‬
‫المبدأ في توزيع االئتمان هو حرية البنك في منحه للزبناء ‪،‬إال أن المالحظ على المستوى العملي كون هذا المبدأ‬
‫غالبا ما يتم تحريفه و الخروج به عن الغاية التي من أجله ثم إقــراره‬
‫وذلك بتطبيقه بصورة معيبة من قبل المؤسسات البنكية ‪،‬حيث أن المهيمن في تعامل المؤسسات البنكية مع طالبي‬
‫االئتمان هو السلوك االنتقائي الذي ينطلق من خلفيات مؤسسات االئتمان على هاجس البحث عن العمالء الذين‬
‫يحقق منحهم االئتمان الربح الكثير للبنك ‪،‬و ليس من خلفيات يتحكم فيها هاجس تالفي المخاطر التي يمكن أن‬
‫تنتج عن تقديم تسهيالت ائتمانية للزبون غير الجدير بذلك بحكم سلوكه الشخصي أو وضعه المالي‪ ،‬األمر الذي‬
‫يجعل من إنتقاء الزبناء عملية خاضعة لطابع تحكمي محض عن طريق اعتمادها على وضع الشروط و اختالق‬
‫‪.‬العلل غير القانونية إلقصاء األشخاص غير المرغوب فيهم من دائرة توزيع االئتمان[‪]1‬‬

‫و لهذا فرض المشرع المغربي من خالل المادة ‪ 116‬من القانون ‪ 03-34‬على المؤسسات البنكية بأن تبلغ إلى‬
‫‪.‬علم الجمهور الشروط التي تطبقها على جميع عمــلياتها‬

‫‪.‬وذلك وفق اإلجراءات التي يحددها والي بنك المغرب‪ ‬بعد موافقة لجنة مؤسسات االئتمان‬
‫إال أنه مع ذلك و على غرار ماهو سائد في المعامالت البنكية ليس هناك توحيد لشروط منح االئتمان بين مختلف‬
‫المؤسسات البنكية من جهة ‪،‬و بين طالبي االستفادة من العملية االئتمانية الواحدة لدى البنك الواحد من جهة‬
‫‪.‬أخرى مما يبرر وجود خروقات للقواعد القانونية في هذا اإلطار السيما المادة ‪ 116‬السالفة الذكر[‪]2‬‬

‫فمن قبيل االختالفات في شروط توزيع االئتمان بين البنوك نجد أن جل البنوك ال تتحمس إلبرام عمليات ائتمانية‬
‫مع األفراد بالقدر الذي تتحمس به لهذا الغرض إذا تعلق األمر بالشركات التجارية‪،‬كما نجد أن بعض البنوك‬
‫تشترط لمنح تسهيالت ائتمانية للزبون أن يتوفر هذا األخير على دخل معين‪.‬و بهذا تبين أن تطبيق مبدأ حرية‬
‫البنك في توزيع االئتمان المتجسدة في الممارسات االنتقائية للمؤسسات البنكية للزبناء ‪،‬و هذه الممارسات أحيانا‬
‫تكون ضارة بطالب االئتمان الذي ال يستطيع في مثل هذه األحوال إثبات أي خطأ تجاه البنك المعني باألمر‬
‫‪.‬بمسائلته مدنيا عما يلحقه من أضرار من جراء هذه الممارسات[‪]3‬‬

‫‪:‬خـاتـمة‬
‫فمجمل القول‪ X‬فبالرغم من أهمية عمليات اإليداع في مزاولة البنوك لنشاطها كما سبقت مناقشته في العروض‬
‫السالفة‪،‬يالحظ أن عمليات االئتمان تكتسي أهمية أكبر من ذلك في العمل البنكي‪،‬أي أن اإليداع البنكي ال يعدو أن‬
‫يكون سوى وسيلة تلجأ إليها البنوك لكي تتمكن من مواجهة عملياتها االئتمانية التي تعد الغاية الرئيسية من نشأة‬
‫البنوك‪،‬كما يالحظ على المستوى العملي أن االئتمان البنكي يعتبر ضروريا للفاعلين االقتصاديين في إنجاز‬
‫عملياتهم التجارية و الصناعية‪،‬حيث أن التاجر مهما كثرت أمواله الخاصة قد ال يكون بمقدوره إجراء جميع‬
‫معامالته بما هو متوفر لديه من سيولة نقدية حيث يكون في جميع األحوال مضطرا للجوء إلى تقنيات االئتمان‬
‫‪.‬البنكي‬
‫و نشير في هذا اإلطار أنه بالرغم من كون المؤسسات البنكية تخضع فيما يخص توزيعها لالئتمان العديد للعديد‬
‫من القواعد التي تنظم مسؤوليتها تجاه الزبناء‪،‬يالحظ أن المناخ الليبرالي الذي تزاول فيه هذه المؤسسات نشاطها‬
‫يدفع بها إلى التعامل ما طالبي االئتمان بمنطق السوق‪ ،‬دون األخذ بعين االعتبار لمصالح الزبناء‪،‬و يتمثل ذلك‬
‫على الخصوص في السلطة التقديرية للمؤسسة البنكية أثناء توزيع االئتمان‪  ‬وفقا لمبدأ حرية البنك في منح‬
‫االئتمان إال أنه نظرا للعيوب التي تشوب هذا المبدأ‪ ،‬نرى أنه من الالزم على المشرع المغربي إعادة النظر فيما‬
‫يخص هذا المبدأ ووضع قيود معينة عن حرية البنك في توزيع االئتمان و ذلك من جهة حماية للزبناء و من جهة‬
‫ثانية للنهوض بالمؤسسة البنكية ألداء دورها المتمثل في الرقي باالقتصاد الوطني نحو التطــــور و‬
‫‪.‬االزدهـــــــار‬

‫الئحة المراجع‬
‫‪:‬المؤلفات‬
‫محمد لفروجي‪ :‬العقود البنكية بين مدونة التجارة و القانون البنكي‪،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ -‬الدار البيضاء‪1- -‬‬
‫‪.‬الطبعة الثانية يناير ‪2001‬‬
‫محمد لفروجي‪ :‬صعوبات المقاولة و المساطر القضائية الكفيلة بمعالجتها‪-‬مطبعة النجاح الجديدة‪ -‬الدار ‪2-‬‬
‫‪.‬البيضاء‪-‬الطبعة األولى سنة ‪2000‬‬
‫‪.‬على جمال الدين عوض‪ :‬عمليات البنوك من الوجهة القانونية‪-‬دار النهضة العربية‪-‬الطبعة غير مذكورة‪3-‬‬
‫عائشة الشرقاوي المالقي‪ :‬الوجيز في القانون البنكي المغربي‪ :‬مطبعة دار أبي رقراق للطباعة و النشر‪4- -‬‬
‫‪.‬الطبعة ‪-1‬سنة ‪2004‬‬
‫المختار بن أحمد عطار‪ :‬الوسيط في القانون المدني‪ ،‬مصادر االلتزامات‪ -‬مطبعة النجاح الجديدة البيضاء‪5- ،‬‬
‫‪.‬الطبعة األولى‪2002 X،‬‬
‫‪.‬سميحة القيلوبي األسس القانونية للعملية البنوك مكتبة شمس القاهرة‪،‬بدون طبعة‪6-‬‬
‫‪.‬محي الدين إسماعيل علم الدين‪ :‬موسوعة أعمال البنوك من الناحيتين القانونية و العلمية‪7-‬‬
‫‪:‬األطروحات‬
‫محمد لفروجي‪ :‬القانون البنكي المغربي و حماية حقوق الزبناء‪،‬أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في القانون ‪8-‬‬
‫‪.‬الخاص‪،‬كلية الحقوق‪،‬جامعة الحسن الثاني عين الشق‪،‬سنة ‪1997-1996‬‬
‫مينى حربي‪ :‬موقف البنك من تمويل المقاولة التي تعترضها صعوبات مالية‪،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا ‪9-‬‬
‫المعمقة في القانون الخاص‪،‬وحدة قانون التجارة و األعمال‪ ،‬جامعة محمد الخامس السويسي‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪2004-2003.‬‬
‫‪:‬النصوص القانونية‬
‫القانون المتعلق بمؤسسات االئتمان و الهيئات المعتبرة في حكمها رقم ‪ ،34-03‬الجريدة الرسمية عدد ‪10-‬‬
‫‪ 5397،20.‬فبراير ‪2006‬‬
‫‪.‬مدونة التجارة‪ :‬قانون رقم ‪ ،15-95‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 3 ،4418‬أكتوبر ‪11- 1996‬‬
‫‪.‬قانون االلتزامات و العقود المغربي وفق آخر التعديالت بظهير ‪ ،11/08/1998‬منشورات وزارة العدل‪12-‬‬
‫‪:‬المراجع باللغة الفرنسية‬
‫‪-13Philippe Neau-leduc, droit bancaire,DALLOZ,2 édition,2005.‬‬
‫‪-14Henry Terrel et Henry le jeune :Traité Des opérations commerciales‬‬
‫‪debougue, 5 éme éditions .‬‬
‫‪–15Grégoire curien :le crédit –documentaire ,Danot –Paris 1998.‬‬
‫الفهرس‬
‫المبحث األول‪ :‬عمليات االئتمان البنكي……‪4‬‬
‫المطلب األول ‪:‬االئتمان البنكي المباشر……‪4‬‬
‫‪.‬فقرة أولى‪:‬القرض…‪4.‬‬
‫فقرة ثانية‪:‬االعتماد البسيط …‪6.‬‬
‫فقرة ثالثة ‪:‬االعتماد المستندي…‪9..‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬االئتمان البنكي غير المباشر ……‪14.‬‬
‫فقرة أولى‪:‬الكفالة البنكية القائمة على االلتزام…‪14..‬‬
‫فقرة ثانية‪ :‬قبول الكمبياالت كليلية ائتمانية بواسطة التوقيع ……‪16.‬‬
‫فقرة ثالثة ‪:‬خطاب الضمان …‪16..‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬مسؤولية المؤسسة البنكية بخصوص عمليات االئتمان‪18…:‬‬
‫المطلب االول ‪:‬أهم االلتزامات بالتحري عن مدى جدارة الزبون باالئتمان البنكي …‪19‬‬
‫الفقرة األولى‪:‬االلتزام بالتحري عن مدى جدارة الزبون باالئتمان البنكي ‪19 ..‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬ضرورة مالئمة االئتمان لمصلحة الزبون…‪19‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬االلتزام بمراقبة استعمال قيمة االئتمان …‪20.‬‬
‫الفقرة الرابعة ‪:‬االلتزام باحترام مدة االئتمان…‪21.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬سلبيات كمبدأ حرية البنك في توزيع عمليات االئتمان …‪24‬‬
‫خاتمة……‪27‬‬
‫الئحة المراجع …‪28..‬‬
‫عمليات اإلئتمان البنكية‬
‫_________________________‬
‫‪ .‬أ محمد لفروجي ‪ :‬العقود البنكية ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪[1] -446:‬‬
‫تنص المادة ‪ 116‬من القانون البنكي ‪ ”: 03- 34‬يجب أن يخبر الجمهور وفق الشروط المحددة ‪،‬بمنشور – ]‪[2‬‬
‫يصدره والي بنك المغرب بعد استطالع رأي لجنة مؤسسات االئتمان بالشروط التي تطبقها مؤسسات االئتمان‬
‫‪”.‬على عملياتها و السيما فيما يتعلق بسعر الفوائد المدينة والدائنة و العمولة و نظام تواريخ القيمة‬
‫‪ .‬محمد لفروجي ‪ :‬العقود البنكية ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪[3] – 448:‬‬

Vous aimerez peut-être aussi