 ‫ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

 

  
 

 
   
 –  

 
Résumé : : ‫ﻣﻠﺨﺺ‬
La responsabilité civile du
Notaire, découlant des ses erreurs
‫ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻋﻦ أﺧﻄﺎﺋﻪ اﳌﻬﻨﻴﺔ ذات‬
professionnelles a un caractère
juridique, et subjectif. L’utilité de cette ‫ وﻣﺮد ﻫﺬﻩ اﳋﺼﻮﺻﻴﺔ واﻟﺬاﺗﻴﺔ‬، ‫ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ وذاﺗﻴﺔ‬
caractéristique et de la subjectivité est le
résultat des règles essentielles ‫ﻫﻮ ﻣﺎ ﲢﺪﺛﻪ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﳌﻨﻈﻤﺔ ﳍﺬﻩ اﳌﻬﻨﺔ ﻣﻦ‬
organisant cette profession et sa
répercussion et effet sur la nature de ‫اﻧﻌﻜﺎس وأﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬﻩ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﰲ داﺋﺮة اﻟﻘﺎﻧﻮن‬
cette responsabilité dans le cadre du
Code Civil. En effet, l’application des ‫ ذﻟﻚ ﻷن ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن‬،‫اﳌﺪﱐ‬
règles juridiques relatives au Code Civil
est influencée par la profession exercée ‫ وإن ﲡﺎﻫﻞ‬،‫اﳌﺪﱐ أﺿﺤﻰ ﻣﺘﺄﺛﺮا ﺑﺎﳌﻬﻨﺔ اﻟﱵ ﻳﺰاوﳍﺎ اﻟﺸﺨﺺ‬
par la personne. Toutefois, négliger
cette vérité, serait se détourner de la ‫ ﻓﺎﻟﺘﻤﻴﻴﺰ‬، ‫ﻫﺬﻩ اﳊﻘﻴﻘﺔ أﻣﺮ ﳚﺎﻧﺐ اﻟﻌﺪل وﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﻮاﻗﻊ‬
justice et de la réalité, car la distinction
entre les individus par rapport à leurs .‫ﺑﲔ اﻷﻓﺮاد ﲝﺴﺐ ﻣﻬﻨﻬﻢ ﺿﺮورة ﺣﺘﻤﻴﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ إﻏﻔﺎﳍﺎ‬
professions est une nécessité qui ne doit
pas être omise. ‫وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﻔﺮدت وﲤﻴﺰت ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ ﻋﻦ‬
Ainsi, la responsabilité du
Notaire est devenue unique et distinguée ‫ﻟﻠﻤﻬﻨﻴﲔ‬ ‫ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ أﻧﻮاع اﳌﺴﺆوﻟﻴﺎت اﳌﺪﻧﻴﺔ اﻷﺧﺮى‬
des différentes responsabilités civiles
relatives aux autres professions,
‫ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ واﳌﺸﺎ ﺔ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺻﻔﺔ اﻟﻀﺎﺑﻂ‬
notamment celles similaires et proches
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ اﳌﻔﻮض ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺎﶈﻀﺮ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‬
dans la qualité d’Officier Public délégué
par l’autorité publique tel que l’Huissier .‫وﳏﺎﻓﻆ اﻟﺒﻴﻊ ﺑﺎﳌﺰاد اﻟﻌﻠﲏ واﻟﱰﲨﺎن اﻟﺮﲰﻲ‬
de Justice, le Commissaire Priseur et le
Traducteur Officiel.

 ‫ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﻮﺛﻖ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ﻣﻘﺪﻣ ــﺔ ‪:‬‬

‫ﻌﺪ اﻟﺘﻜﻴﻴﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ ﻷي وﺿﻊ ﻣﻦ أدق وأﺻﻌﺐ اﳌﺸﺎ ﻞ اﻟ ﺗﺠﺎﺑـﮫ رﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺎﻓﺔ‬
‫ﻗﻀﺎة وﻓﻘ ﺎء ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻳ ﺒ ﺑﻴﺎن ﻃﺒﻴﻌﺘﮫ ﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﻣﻔ ﻮﻣﮫ وﺗﺤﺪﻳﺪ أﺳﺎﺳﮫ ﻟﺮﺳﻢ ﺻﻮرﺗﮫ ‪ ،‬وﻋ ﺪى‬
‫وﺿﺎع واﻟﺘﺼﺮﻓﺎت واﳌﻌﻄﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬ ‫ﺬا اﻟﺘﻜﻴﻴﻒ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺣ ﺎم اﻟ ﺗﻄﺒﻖ ﻋ‬
‫اﳌﻌﺮوﺿﺔ‪.‬‬
‫وﻟﺒﻴﺎن اﻟﺘﻜﻴﻴﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ ﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ دراﺳﺔ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺬﻩ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟ‬
‫اﻟﻮﻗﻮف ﻋ ﻣﺎ ﻴ ﺎ وإﻋﻄﺎ ﺎ وﺻﻔ ﺎ ا ﻘﻴﻘﻲ ‪.‬‬ ‫ﺗﻘﺘ‬

‫ﻓﻤﻦ اﳌﺘﺼﻮر أن ﻳﺮﺗﻜﺐ اﳌﻮﺛﻖ –ﺣﺎل ﺗﺄدﻳﺔ وﻇﻴﻔﺘﮫ‪ -‬ﺧﻄﺄ ﺴ ﺐ ﺿﺮرا ﻟﻠﻌﻤﻴﻞ و ﻨﺎ ﻳﺜﻮر‬
‫اﻟ ﺴﺎؤل ﺣﻮل أﺣ ﺎم اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻋ ﺿﻮ ﺎ ﻞ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ أم اﻟﺘﻘﺼ ﻳﺔ‬
‫؟‬

‫ﺣﻘﻴﻘﺔ‬ ‫إن ا ﻼف ﻃﺒﻴﻌﺔ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺛﻖ ﻞ ﻋﻘﺪﻳﺔ أم ﺗﻘﺼ ﻳﺔ ﻣﺘﺄت‬

‫ﻣﺮﻋﻦ ﺳ ﻮت اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌ واﳌﺪ ﻲ ﺣﻴﺎﻟ ﺎ ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﺗ ﺘﺞ ﻋﻨﮫ ﺻﻌﻮ ﺔ ﺗﻜﻴﻴﻔ ﺎ‪.‬‬

‫وإذا ﺎﻧﺖ اﻟ ﺸﺮﻌﺎت اﳌﻌﺎﺻﺮة اﻟ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻤ ﻨﺔ اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ﻧﻈﺎﻣ ﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴ ﺎ‬
‫ﻋ رﻓﺾ ﻋﺪم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ ﻋﻦ ﺧﻄﺎء اﻟﺼﺎدرة ﻋﻨﮫ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻳ ﻮن ﻣﺴﺌﻮﻻ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺎﻣﻠﺔ ﻋﻦ‬
‫ﺧﻄﺎء اﻟ ﺗﻘﻊ ﻣﻨﮫ ‪ ،‬أﺛﻨﺎء ﻣﺒﺎﺷﺮﺗﮫ ﳌ ﻨﺘﮫ أو ﺑﻤﻨﺎﺳﺒ ﺎ ‪.‬‬

‫وﻷﺟﻞ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﻣﺴﺄﻟﺔ ‪-‬اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻋﻦ أﺧﻄﺎﺋﮫ اﳌ ﻨﻴﺔ‪ -‬ﻧﺘﻄﺮق‬
‫إ ﺗﺠﺎ ﺎت اﻟﻔﻘ ﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺬﻩ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻣﺒﺤﺚ أول ‪ ،‬ﺛﻢ ﻧﺘﻄﺮق ﻣﺒﺤﺚ‬
‫ﺛﺎ ﻲ إ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻲ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻀﻤﻮن إﻟ اﻣﮫ اﳌ ‪.‬‬

‫اﳌﺒﺤﺚ ول ‪ :‬ﺗﺠﺎ ﺎت اﻟﻔﻘ ﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ اﳌﺪﻧﻴﺔ‬

‫إذا ﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟ ﺸﺮﻌﺎت وﻛﺬا رﺟﺎل اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ ﻗﺪ أﺟﻤﻌﻮا ﻋ ﺿﺮورة ﻗﻴﺎم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ‬
‫أي ﻣ ﻳﺰاول ﻣ ﻨﺔ ﻣﺤﺪدة ﺎﳌ ﻨﺪس واﳌﺤﺎﻣﻲ واﻟﻄﺒ ﺐ وا ﺒ اﻟﻘﻀﺎ ﻲ وﺣ اﳌﻮﺛﻖ ‪ ،‬و ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ‬
‫ﺎﻣﻠﺔ ﻋﻦ ﺧﻄﺎء اﻟ ﺗﺼﺪر ﻣﻨﮫ أﺛﻨﺎء ﻣﺰاﻟﺔ ﻣ ﻨﺘﮫ‪ ،‬وإن اﺧﺘﻠﻔﺖ اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت وﻃﺒﻴﻌﺔ اﳌ ﻨﺔ واﻟﻌﻤﻞ‬
‫اﳌﺎدي واﻟﻔﻜﺮي اﳌ ﻮن ﻷي ﻣ ﺎ ‪ ،‬إﻻ أ ﻢ ﻗﺪ اﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴ ﻢ ﺣﻮل ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺬﻩ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ و ﻞ‬
‫ﻋﻘﺪﻳﺔ أم ﺗﻘﺼ ﻳﺔ ‪.‬‬

‫ﻠﻴﺔ وا ﻄﺄ‬ ‫وﻧﻈﺮا ﻻﺧﺘﻼف ﺣ ﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻜﻼ اﻟﻨﻮﻋ ن ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺎن ﻣﻦ‬ ‫واﻟﺘﻌﻮ ﺾ وﻧﻮﻋﮫ ‪ ،‬واﻟﻀﺮر و ﻋﻔﺎء ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ أو ا ﺪ ﻣ ﺎ وﻏ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﳌﺴﺎﺋﻞ‬
‫اﻟﻀﺮوري ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ اﳌﺪﻧﻴﺔ و ﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻘﺪﻳﺔ أم ﺗﻘﺼ ﻳﺔ ؟‬
‫‪332‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬ﺑﻠﺤﻮ ﻧﺴﻴﻢ ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﺴﻴﻠﺔ‬
‫و ﺬا اﻟﺼﺪد اﻧﻘﺴﻢ اﻟﻔﻘﮫ إ ﺛﻼث اﺗﺠﺎ ﺎت ‪ ،‬ول ﻳﺮى أن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ ﻋﻘﺪﻳﺔ‬
‫واﻟﺜﺎ ﻲ ﻳﺨﺎﻟﻔﮫ اﻟﺮأي و ﻜﻴﻔ ﺎ ﻋ أ ﺎ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗﻘﺼ ﻳﺔ ‪ ،‬واﻟﺜﺎﻟﺚ ذ ﺐ إ اﻟﻘﻮل ﺑﺄ ﺎ ﺗﺨﻀﻊ‬
‫ﻷﺣ ﺎم ﻞ ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ واﻟﺘﻘﺼ ﻳﺔ ‪ .‬و ﻮ ﻣﺎ ﻌﺮﺿﮫ ﺗﺒﺎﻋﺎ ﺛﻼث ﻣﻄﺎﻟﺐ‪.‬‬

‫اﳌﻄﻠﺐ ول ‪ :‬ﺗﺠﺎﻩ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻘﺪﻳﺔ‬

‫ذ ﺐ ﻌﺾ رﺟﺎل اﻟﻔﻘﮫ و اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬ﻧﺤﻮ اﳌﻴﻞ إ اﻋﺘﺒﺎر اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤ ﻨﻴ ن ﺑﺼﻔﺔ‬
‫ﻋﺎﻣﺔ واﳌﻮﺛﻖ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻋﻘﺪﻳﺔ)‪ . (2‬ﻳ ﻮن أﺳﺎس ا ﻌﻘﺎد ﺎ ﻮ ﺧﻼل ﺑﺎﻟ ام ﻋﻘﺪي ﻣ‬
‫وﺟﺪ ﻋﻘﺪ ﺑ ن اﳌﻮﺛﻖ واﻟﻌﻤﻴﻞ و ﺎن ﺬا اﻟﻌﻘﺪ ﻴﺤﺎ ﻣﺴﺘﻮﻓﻴﺎ ﻷر ﺎﻧﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻃﺎﳌﺎ ﺎﻧﺖ ﻨﺎك‬
‫ﺣﺮﺔ ﻟﻸﻃﺮاف اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻳﺠﺎب واﻟﻘﺒﻮل ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﻤﻴﻞ ﺣﺮ اﻟ ﻮء إ اﳌﻮﺛﻖ اﻟﺬي ﻳﺨﺘﺎرﻩ‬
‫أو ﻳﺮﻏﺒﮫ دون ﻗﻴﺪ‪.‬‬

‫و ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘﻮل‪ ،‬ﻓﺈن أ ﺎب ﺬا اﻟﺮأي ﻳﻤﻴﻠﻮن إ اﻋﺘﺒﺎر ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ اﳌ ﻨﻴﺔ اﺗﺠﺎﻩ‬
‫ﻃﺮاف اﳌﺘﻌﺎﻗﺪة ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻘﺪﻳﺔ أﺳﺎﺳ ﺎ ﺧﻼل ﺑﺎﻻﻟ اﻣﺎت اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ا ﺎﺻﻠﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴ ﻢ‬
‫ﺗﻴﺔ‪:‬‬ ‫و ﺪﻋﻢ أ ﺎب ﺬا اﻟﺮأي اﺗﺠﺎ ﻢ ﺑﺎ‬

‫‪ -‬إن اﳌﻮﺛﻘ ن و ﻏ ﻢ ﻣﻦ اﳌ ﻨﻴ ن ﺎﻷﻃﺒﺎء و اﳌﺤﺎﻣ ن و اﳌ ﻨﺪﺳ ن ﻳﺮﺗﺒﻄﻮن ﻋﺎدة ﻌﻘﻮد ﻣﻊ ﻋﻤﻼء ﻢ‬

‫ﻣﺤﻠ ﺎ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺧﺪﻣﺎ ﻢ و ﺜ إﺧﻼﻟ ﻢ ﺑﻮاﺟﺒﺎ ﻢ اﳌ ﻨﻴﺔ ﻣﺴﺆوﻟﻴ ﻢ اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ)‪ (3‬ﻷن اﻟﻌﻘﺪ ﻳﻔﺮض‬
‫اﻟ اﻣﺎت ﻣﺘﺒﺎدﻟﺔ ﺑ ن اﻟﻄﺮﻓ ن‪.‬‬

‫‪ -‬و ﺣﺴﺐ ﺬا اﻟﺮأي ‪ ،‬ﻓﺈن اﳌﻮﺛﻖ ﻛﻐ ﻩ ﻣﻦ اﳌ ﻨﻴ ن ﻗﺪ ﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﻃﺮاف اﻟﻄﺎﻟﺒﺔ ﻟ ﺪﻣﺔ ﺑﻤﺠﺮد‬
‫ﻗﺒﻮﻟﮫ ﻟﻠﻤ ﻤﺔ ‪ ،‬ﺣﻴﺚ أن اﳌﺴﻠﻢ ﺑﮫ أن ﺛﻤﺔ ﻋﻘﺪ ﻳ ﺸﺄ ﻣﻦ ﻈﺔ ﻗﺒﻮﻟﮫ ﻟﻠﻤ ﻤﺔ ‪ ،‬و ﻣﻦ ﺛﻤﺔ ﺴﺄل‬
‫اﳌﻮﺛﻖ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗ ﺎﺑﮫ ﺧﻄﺄ ﻣﺎ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻘﺪﻳﺔ و ﻟ ﺴﺖ ﺗﻘﺼ ﻳﺔ‪.‬‬
‫و إذا ﺎن أﻧﺼﺎر ﺬا ﺗﺠﺎﻩ ﻗﺪ اﺗﻔﻘﻮا ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴ ﻢ ﻋ أن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌ ﻋﺎﻣﺔ و ﻣﻦ ﺑﻴ ﻢ‬
‫اﳌﻮﺛﻖ ﻋ أﺳﺎس أ ﺎ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻋﻘﺪﻳﺔ إﻻ أ ﻢ اﺧﺘﻠﻔﻮا ﺣﻮل ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ اﻟﺬي‬
‫ﻳﺮﻂ اﳌ ﺑﺎﻟﻌﻤﻴﻞ ‪ ،‬ﻓﺬ ﺐ رأي إ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻦ ﻋﻘﻮد اﻟﻘﺎﻧﻮن ا ﺎص و ﻮ ﻗﺪ ﻳ ﻮن و ﺎﻟﺔ أو‬
‫ﻋﻘﺪ ﻣﻘﺎوﻟﺔ أو ﻋﻘﺪ ﻋﻤﻞ ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺮأي ﺧﺮ ﻓﻘﺪ ﻗﺎل أن اﳌﺼﺪر ﻮ راﺑﻄﺔ ﺧﺪﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ‪ ،‬أي أن اﻟﻌﻘﺪ‬
‫ﻣﻦ ﻋﻘﻮد اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع ول ‪ :‬راء اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺼﺪر ﻟ ام اﻟﻌﻘﺪي ﻟﻠﻤﻮﺛﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن ا ﺎص‬

‫ﺬا اﻟﻔﺮع ﺑﻴﺎن أ ﻢ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟ ﻗﺎل ﺎ رﺟﺎل اﻟﻔﻘﮫ و اﻟﻘﻀﺎء‬ ‫وﺳﻨﺤﺎول‬
‫ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺬي ﻳﺮﻂ أ ﺎب اﳌ ﻦ ﻌﻤﻼ ﻢ و ﻣﺪى اﻧﻄﺒﺎق وﺳﻼﻣﺔ ﺬﻩ اﻟﻌﻘﻮد‬
‫ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻟ ام اﻟﻌﻘﺪي ﻟﻠﻤﻮﺛﻖ ﻌﻤﻼﺋﮫ‪.‬‬

‫‪333‬‬
‫اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﻮﺛﻖ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ﻋﻦ ﻋﻘﺪ و ﺎﻟﺔ‬ ‫أوﻻ‪ /‬أﺳﺎس اﻟ ام اﳌﻮﺛﻖ إﺧﻼل ﺑﺎﻟ ام ﻧﺎ‬

‫ﻳﺮى ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ اﻧﻄﺒﺎق ﻗﻮاﻋﺪ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻋ اﳌ ﻨﻴ ن ﺣﺎﻟﺔ‬

‫ارﺗ ﺎ ﻢ ﻷﺧﻄﺎء ﻣ ﻨﻴﺔ ﺼﻴﺔ اﺳ ﻨﺎدا إ أن اﳌ ﺳﻮاء أ ﺎن ﻣﺤﻀﺮا ﻗﻀﺎﺋﻴﺎ أو ﺧﺒ ا ﻗﻀﺎﺋﻴﺎ أو‬
‫ﻣﺤﺎﻣﻴﺎ و ﺼﻔﺔ أﺷﻤﻞ ﻣﻌﺎو ﻲ اﻟﻘﻀﺎء و ﻣﻦ ﺑﻴ ﻢ اﳌﻮﺛﻖ‪ ،‬ﻻ ﻌﺪوا إﻻ أن ﻳ ﻮﻧﻮا وﻛﻼء ﻣﺸ ﻮن‬
‫ﻟﻠﻌﻤﻼء ﻋﻨﺪ أدا ﻢ ﳌ ﺎﻣ ﻢ)‪.(4‬‬
‫ﻛﻤﺎ أن اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻔﺮ ﺳﺎر ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺪم ﻋ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺬي ﻳﻨﻈﻢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ ن اﳌ‬
‫اﻟﺬي ﻌﺘﻤﺪ ﻋ ﻋﻘﻠﮫ وﻓﻜﺮﻩ و ن اﻟﻌﻤﻴﻞ أو اﻟﺰ ﻮن أو ﻃﺎﻟﺐ ا ﺪﻣﺔ ﻋﻘﺪ و ﺎﻟﺔ وﻟ ﺲ ﻋﻘﺪ ﻣﻘﺎوﻟﺔ أو‬
‫ﻋﻘﺪ ﻋﻤﻞ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺎس اﻟﻮ ﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘﺪﻳﻦ اﳌﺬ ﻮر ﻦ ﺎدﻓﺎ ﺑﺬﻟﻚ إﺧﺮاج ﺬﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻦ ﻧﻄﺎق‬
‫ﻋﻘﻮد ﺟﺎرة ﻷن ﻣﻮﺿﻮﻋ ﺎ ﻋﻤﻞ ذ وإ إﺣﺎﻟ ﺎ ﺑﺎﻟﻮ ﺎﻟﺔ ﻣﺆد راﻳﺔ اﻟﺴﻤﻮ ﺑﺄ ﺎب ﺬﻩ اﳌ ﻦ ‪،‬‬
‫ﻷن اﳌﻘﺎوﻟﺔ وﻋﻘﺪ اﻟﻌﻤﻞ ﻳﻮﺻﻔﺎن اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻔﺮ ﺑﺄ ﺎ ﻋﻘﺪ إﻳﺠﺎرﻋﻤﻞ)‪.(5‬‬

‫وا ﻘﻴﻘﺔ أن ﺬا اﻟﺮأي ﺗﻤﺘﺪ ﺟﺬورﻩ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺮوﻣﺎ ﻲ اﻟﺬي ﺎن ﻳﻔﺮق ﺑ ن ﻋﻤﺎل‬
‫ﺎص و ن‬ ‫اﻟﻴﺪو ﺔ و ﻌﺘ ﺎ أﻋﻤﺎﻻ دﻧﻴﺔ ﻻ ﻳﺰاوﻟ ﺎ إﻻ رﻗﺎء أو ﺟﺮاء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺗﺒﻄﻮن ﻌﻘﺪ إﺟﺎرة‬
‫ﻋﻤﺎل اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟ ﻻ ﺗ ﻮن ﻣﺤﻼ ﻟﻺﺟﺎرة وإﻧﻤﺎ ﺗ ﻮن ﻣﺤﻼ ﻟﻠﻮ ﺎﻟﺔ رﻓﻌﺎ ﻟﺸﺄ ﺎ وﻟﺸﺄن ﻣﻦ ﻳﻘﻮم ﺎ‬
‫ﻣﻦ أن ﻳ ﻮن أﺟ ا)‪ ، (6‬وﻗﺪ ﺎن ﻟ ﺬا ﺗﺠﺎﻩ ﺗﺄﺛ ا اﻟﻔﻘﮫ اﻟﻔﺮ اﻟﺬي ذ ﺐ ﻌﻀﮫ إ اﻟﻘﻮل أن‬
‫ﻋﻤﺎل اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻣﻦ أدﺑﻴﺔ وﻓﻨﻴﺔ وﻋﻠﻤﻴﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗ ﻮن ﻣﺤﻼ ﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ‪ ،‬ﻓﻼ ﻳ ﻮن ﺻﺎﺣﺐ اﳌ ﻨﺔ‬
‫ﻣﻠ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﻋﻤﻴﻠﮫ و ﺘﺎ ﻻ ﻳﺠ اﻟﻌﻤﻴﻞ ﻋ دﻓﻊ ﺟﺮة ﻟﮫ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﻼل اﻟﻌﻠﻢ وا ﻴﻠﻮﻟﺔ دون‬
‫ﺻ ورﺗﮫ وﺳﻴﻠﺔ ﻹﺗﺠﺎر وﻗﺪ ﺗﻄﺮق ﻌﺾ اﻟﻔﻘ ﺎء ﻓﻨﺎدوا ﺑﺈﺧﺮاج اﻟﺮواﺑﻂ اﳌﺬ ﻮرة ﻣﻦ ﻧﻄﺎق اﻟﺮواﺑﻂ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وإ ﺎﻗ ﺎ ﺑﺎﻟﺮواﺑﻂ اﻟ ﺗﺤﻜﻤ ﺎ ﻣﺒﺎدئ ﻃﻼق ﺑ ﺔ أن اﻟ ﺺ اﻟﺬي ﻳﻤﺎرس ﻋﻤﻼ ذ ﻨﻴﺎ‬
‫ﻻ ﻳﺮﻣﻲ إ اﻟﺘﻜﺴﺐ ﻣﻨﮫ وإﻧﻤﺎ ﺴﻤﻮ ﺑﻨﻔﺴﮫ ﻋ ﻋﺘﺒﺎرات اﳌﺎدﻳﺔ)‪.(7‬‬

‫وﻟﻐﺮض اﻟﻮﻗﻮف ﻋ ﻣﺪى ﺳﻼﻣﺔ ﺬا اﻟﺮأي ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻘﺪ اﻟﻮ ﺎﻟﺔ ﻟﺒﻴﺎن ﻣﺪى‬
‫اﻧﻄﺒﺎق أﺣ ﺎﻣﮫ ﻋ ﻋﻤﻞ و ﺸﺎط اﳌﻮﺛﻖ ‪ ،‬و ﻞ ﻳﺼ ﻷن ﻳ ﻮن ﻟﻮﺣﺪﻩ ﻣﺼﺪرا ﻻﻟ ام اﳌﻮﺛﻖ اﻟﻌﻘﺪي‬
‫؟ ﻓﻤﺎ ﻮ ﻋﻘﺪ اﻟﻮ ﺎﻟﺔ وﻣﺎ ﺧﺼﺎﺋﺼﮫ وأﺣ ﺎﻣﮫ وﻣﺎ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻋﻤﺎل اﻟ ﻳﺮد ﻋﻠ ﺎ ﺬا اﻟﻌﻘﺪ ؟‬

‫اﻟﺘﺼﺮف‬ ‫ﻌﺮف ﻓﻘ ﺎء اﻟﺸﺮﻌﺔ ﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻘﺪ اﻟﻮ ﺎﻟﺔ ﺑﺄﻧﮫ ‪ » :‬إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻐ ﻣﻘﺎم اﻟﻨﻔﺲ‬
‫ا ﺎﺋﺰاﳌﻌﻠﻮم ﻣﻤﻦ ﻳﻤﻠﻜﮫ«)‪.(8‬‬

‫وﻣﻦ ﺬﻩ اﻟﺘﻌﺮ ﻒ ﺴﺘﺨﻠﺺ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻋﻘﺪ اﻟﻮ ﺎﻟﺔ وأ ﻢ ﺧﺼﺎﺋﺼﮫ و ‪:‬‬

‫‪ -‬أن ﻣﺤﻠ ﺎ ﺗﺼﺮف ﻗﺎﻧﻮ ﻲ ‪.‬‬

‫‪334‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬ﺑﻠﺤﻮ ﻧﺴﻴﻢ ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﺴﻴﻠﺔ‬
‫ﺗﻔﺎق أو ﺗﺒ ن ﻧﺼﺮاف إ‬ ‫‪ -‬أن ﺻﻞ ﻓ ﺎ أ ﺎ ﺗ ﻮن ﺑﺪون أﺟﺮ ‪ ،‬إﻻ إذا ﻧﺺ ﻋ ﺧﻼف ذﻟﻚ‬
‫)‪(9‬‬
‫ﺟﺮﻣﻦ ﻇﺮوف اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻛﺄن ﺗ ﻮن اﻟﻮ ﺎﻟﺔ ﻣﻤﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﻣ ﻨﺔ اﻟﻮﻛﻴﻞ ﺎﳌﺤﺎﻣﻲ ‪.‬‬

‫‪ -‬أ ﺎ ﻋﻘﺪ رﺿﺎ ﻲ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻨﺼﺒﺔ ﻋ ﻋﻤﻞ ﻗﺎﻧﻮ ﻲ ﺸ ط ﻓﻴﮫ اﳌﺸﺮع ﺷ ﻞ ﺧﺎص‪.‬‬

‫ﻏﻠﺐ ﻣﺤﻞ اﻋﺘﺒﺎر و ﺗﺐ ﻋ‬ ‫ﺼﻴﺔ اﳌﻮ ﻞ واﻟﻮﻛﻴﻞ ﺗ ﻮن ﻋ‬ ‫ﻓ ﺎ‪،‬ﻓ‬ ‫‪ -‬ﻐﻠﺐ ﻋﺘﺒﺎر اﻟ‬
‫ذﻟﻚ أن اﻟﻮ ﺎﻟﺔ ﺗ ﺘ ﺑﻮﻓﺎة أﺣﺪ ﻤﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬أ ﺎ ﻋﻘﺪ ﻳﺠﻮز إ ﺎؤﻩ ﺑﺈرادة أﺣﺪ اﻟﻄﺮﻓ ن اﳌﻨﻔﺮدة ‪.‬‬

‫ﻣﻨﺎ ﻣﺮ اﳌﻘﺎرﻧﺔ ﺑ ن ﻋﻘﺪ اﻟﻮ ﺎﻟﺔ واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟ‬ ‫وﻟﻠﻮﻗﻮف ﻋ ﻣﺪى ﺳﻼﻣﺔ ﺬا اﻟﺮأي ﻳﻘﺘ‬
‫ﺗﺮﻂ اﳌﻮﺛﻖ ﻌﻤﻼﺋﮫ ‪.‬‬

‫‪ -01‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ورود ﻋﻘﺪ اﻟﻮ ﺎﻟﺔ ﻋ أﻋﻤﺎل ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ‪ :‬إن أ ﻢ ﻣ ة ﻳﺘﻤ ﺎ ﻋﻘﺪ اﻟﻮ ﺎﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﻮد‬
‫اﻟ ﺸ ﺒﮫ ﺑﮫ ﻛﻌﻘﺪي اﳌﻘﺎوﻟﺔ واﻟﻌﻤﻞ ‪ ،‬أن اﻟﻮ ﺎﻟﺔ ﺗﻘﻮم ﻋ ﻓﻜﺮة اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟﻐ ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻮﻛﻴﻞ ﻳﻨﻮب ﻋﻦ اﳌﻮ ﻞ ﻋﻤﻞ أو ﺗﺼﺮف ﻗﺎﻧﻮ ﻲ ‪ ،‬أﻣﺎ اﳌﻘﺎول و ﺟ ﻓﻴﻘﻮﻣﺎن ﻌﻤﻞ ﻣــﺎدي‬
‫أو ذ ﻳﺆدﻳﺎﻧﮫ ﺼﻴﺎ دون أن ﻳ ﻮﻧﺎ ﻧﺎﺋﺒ ن)‪ ، (10‬ﻓ ﻞ ﻌﺘ أﻋﻤﺎل اﳌﻮﺛﻖ أﻋﻤﺎل ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻳﻨﻮب ﻓ ﺎ‬
‫ﻋﻦ ﻋﻤﻼﺋﮫ أو اﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﺣ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل اﻧﻄﺒﺎق ﻋﻘﺪ اﻟﻮ ﺎﻟﺔ ﻌﺾ ﻋﻼﻗﺎﺗﮫ ﻣﻊ ﻃﺎﻟ ا ﺪﻣﺔ‬
‫اﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻴﺔ ؟‬

‫اﻟﻮاﻗﻊ أن أﻋﻤﺎل اﳌﻮﺛﻖ ﺑﺪءا ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﳌﺸﻮرة وﺗﻔﺤﺺ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ واﻟﺴﻨﺪات اﳌﻘﺪﻣﺔ وﺗﺤﺼﻴﻞ‬
‫واﳌﺴﺘﺨﺮﺟﺎت‬ ‫ﻣﺼﺎر ﻒ اﻟ ﻴﻞ و ﺷ ﺎر ﺛﻢ ﺗﺤﺮ ﺮ اﻟﻌﻘﺪ وﻗﻴﺪﻩ اﻟ ﻴﻞ وإﺷ ﺎرﻩ و ﺴﻠﻴﻢ اﻟ‬
‫أﻋﻤﺎل ﻣﺎدﻳﺔ وﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻻ ﻳﻨﻮب ﻓ ﺎ اﳌﻮﺛﻖ أﺛﻨﺎء اﻟﻘﻴﺎم ﺎ ﻋﻦ ﻃﺮ اﻟﻌﻘﺪ أو أﺣﺪ ﻤﺎ ‪ ،‬ﺬا ﻣﻦ‬
‫ﺟ ﺔ ‪ ،‬وإذا ﺎن ﻌﺾ ﻣ ﺎم و ﺸﺎﻃﺎت اﳌﻮﺛﻖ وﻛﺬا ﻌﺾ ﺟﺮاءات اﻟ ﻳﺘﺨﺬ ﺎ ﺳ ﻴﻞ ﺗﺮﺳﻴﻢ اﻟﻌﻘﺪ‬
‫ﻗﺪ ﺗﺒﺪو أ ﺎ أﻋﻤﺎل ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻧﻴﺎﺑﻴﺔ إﻻ أن اﳌﻮﺛﻖ ﻳﺘﺨﺬ ﺎ ﻟ ﺲ ﻟ ﻮﻧﮫ ﻧﺎﺋﺒﺎ ﻋﻦ أﻃﺮاف اﻟﻌﻘﺪ ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ‬
‫ﻣﻔﻮﺿﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬

‫أﺧﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﻘﻮل أن اﻟﻮ ﺎﻟﺔ ﺴﺘﻮﺟﺐ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﺘﺼﺮﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻻ ﺗﺘﺄﺳﺲ أﻋﻤﺎل اﳌﻮﺛﻖ‬
‫ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ أﻃﺮاف اﻟﻌﻘﺪ ﻋﻨﺪ ﺗﺮﺳﻴﻢ اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋ اﻟﺪوﻟﺔ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺧﺘﺼﺎص ﺻﻴﻞ‪.‬‬

‫ﻋﻼﻗﺔ اﳌﻮﺛﻖ ﻌﻤﻴﻠﮫ ‪ :‬ﻳﻮﺻﻒ ﻋﻘﺪ اﻟﻮ ﺎﻟﺔ‬ ‫‪ -02‬وﺟﻮب ﺗﻮاﻓﺮ ﺷﺮوط ﻹﺑﺮام اﻟﻮ ﺎﻟﺔ ﻗﺪ ﻻ ﺗﺘﺤﻘﻖ‬
‫ﺑﺄﻧﮫ ﻋﻘﺪ رﺿﺎ ﻲ ﻳﺘﻢ ﺑﺘﻮاﻓﻖ ﻳﺠﺎب ﻣﻊ ﻗﺒﻮل دون ﺣﺎﺟﺔ إ اﺳﺘﻔﺎء ﺷ ﻞ ﻣﻌ ن ﻣﺎﻋﺪا ﺣﻮال اﻟ‬
‫ﻳ ﻮن ﻓ ﺎ ﻣﺤﻞ اﻟﻮ ﺎﻟﺔ ﻣﻨﺼﺒﺎ ﻋ ﺗﺼﺮف ﺸ ط ﻓﻴﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺷ ﻞ أو إﺟﺮاء ﻣﻌ ن ﺣﺴﺐ اﳌﺎدة)‪(572‬‬
‫ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﺪ ﻲ‪.‬‬

‫‪335‬‬
‫اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﻮﺛﻖ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ﻴﺤﺎ ﻣﻤﻦ ﻮ أ ﻼ و ﺎن ﻣﺤﻞ‬ ‫ﻓﺎﻟﺮﺿﺎ إذن ‪ ،‬ﻮ اﻟﺮﻛﻦ ﺳﺎ ﻓ ﺎ ‪ ،‬وإذا ﺻﺪر اﻟﺮﺿﺎ‬
‫اﻟﺮﺿﺎ ﻣﺸﺮوﻋﺎ و ﺎن اﻟﺴ ﺐ ﺟﺎﺋﺰا وﻏ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎ ﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم و داب ﺗﻢ ﻋﻘﺪ اﻟﻮ ﺎﻟﺔ ‪ ،‬وﻋﻠﻴﮫ ﻓﺈن‬
‫ﺗﻮاﻓﻖ ﻳﺠﺎب واﻟﻘﺒﻮل ﺷﺮط ﻻ ﻌﻘﺎدﻩ وﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟ ا ﺑ ن اﳌﻮ ﻞ واﻟﻮﻛﻴﻞ ﻋ ﻣﺤﻞ اﻟﺘﺼﺮف‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ اﻟﺬي ﺳﻴﻘﻮم ﺑﮫ اﻟﻮﻛﻴﻞ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﳌﻮ ﻞ‪.‬‬

‫أم ﻨﺎك ﺣﺎﻻت ﻳﻔﺮض ﻓ ﺎ‬ ‫ﻓ ﻞ أن أﻋﻤﺎل اﳌﻮﺛﻖ ﺗ ﺸﺄ ﻋﻦ ﻋﻘﺪ و ﺎﻟﺔ ﻳﻘﻮم ﻋ اﻟ ا‬

‫اﻟﻘﺎﻧﻮن أو اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻘﻴﺎم ﺎ؟‬

‫إذا ﺎن أي ﻋﻘﺪ ﻳﻘﻮم أﺻﻼ ﻋ اﻟ ا ‪ ،‬إﻻ أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺠﺪ ﻣﺤﻼ ﻟﺮﺿﺎ اﳌﻮﺛﻖ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﺘﺪاﺑﮫ ﻣﻦ‬
‫ﻃﺮف اﻟﻘﻀﺎء ﻛﺨﺒ ﻗﻀﺎ ﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ أو ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺎ ‪ ،‬ﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ ﻋﻼﻗﺔ اﳌﻮﺛﻖ ﺑﺎﻟﻌﻤﻴﻞ ﻣﻔﺮوﺿﺔ‬
‫ﺑﺤﻜﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪.‬‬

‫وﻋﻠﻴﮫ ﻓﺈن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ ن اﳌﻮﺛﻖ و ن ﻣﻦ ﻳﻘﻮم اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ﻟﺼﺎ ﮫ ا ﺎﻻت اﻟ ﻳ ﻠﻒ اﳌﻮﺛﻖ‬

‫ﺑ ﺳﻴﻢ اﻟﻌﻘﺪ ﻷﻃﺮاف ﻣﻌﻴﻨﺔ دون أن ﻳ ﻮن ﻹرادﺗﮫ ﻗﺒﻮل ﺬﻩ اﳌ ﻤﺔ ‪ ،‬وﺣ و ﻏ ﺣﺎﻻت ﺗ ﻠﻴﻔﮫ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎء ﻓﺈن اﳌﻮﺛﻖ ﻻ ﻣﺤﻞ ﻹرادﺗﮫ ﻗﺒﻮل ﺗﺄدﻳﺔ اﻟﻌﻤﻞ أو اﻣﺘﻨﺎﻋﮫ ﻋﻦ ذﻟﻚ ‪ ،‬ﻓ ﻮ ﻣﻠﺰم ﻞ‬
‫ﺣﻮال ﺑﺘﺤﺮ ﺮ أي ﻋﻘﺪ و ﺗﺮﺳﻴﻤﮫ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن و ﻧﻈﻤﺔ اﳌﻌﻤﻮل ﺎ‪.‬‬

‫‪ -03‬ﻟﻌﻘﺪ اﻟﻮ ﺎﻟﺔ أﺣ ﺎم ﻻ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋ اﻟ ام اﳌﻮﺛﻖ ‪ :‬ﻛﻤﺎ أﻧﮫ وﻣﻦ ﺟ ﺔ أﺧﺮى ﻓﺈن ﻋﻘﺪ اﻟﻮ ﺎﻟﺔ‬
‫ﻳﻮﺟﺐ و ﺴﺘﻠﺰم ﺗﻘﻴﺪ اﻟﻮﻛﻴﻞ ﺑﺤﺪود اﻟﺼﻼﺣﻴﺎت اﳌﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﮫ اﻟﻮ ﺎﻟﺔ وﻻ ﻳﺠﻮز ﻟﮫ أن ﻳﺨﺮج ﻋ ﺎ أو‬
‫ﻳﺘﺠﺎوز ﺎ ‪ ،‬ﻓﺈ أي ﻣﺪى ﻳﻨﻄﺒﻖ ذﻟﻚ ﻋﻼﻗﺔ اﳌﻮﺛﻖ ﺑﺎﻟﻌﻤﻴﻞ؟‬

‫اﻟﻮاﻗﻊ أن اﳌﻮﺛﻖ ﻌﺪ ﻓﺤﺼﮫ ﻟﻠﻮﺛﺎﺋﻖ وإﺑﺪاء ﻗﺒﻮﻟﮫ ﺗﺤﺮ ﺮ اﻟﻌﻘﺪ و ﺗﺮﺳﻴﻤﮫ ‪ ،‬ﻻ ﻌﺘ وﻛﻴﻼ‬
‫أﻧﮫ ﻌﺪ ﻗﺒﻮل اﳌﻮﺛﻖ ﻷداﺋﮫ ﻟﻠﻤ ﺎم اﳌﻄﻠﻮ ﺔ‬ ‫ﻣﺸ ﺎ ﻟﻸﻃﺮاف اﳌﺘﻌﺎﻗﺪة أو ﻣﻤﺜﻼ ﻋ ﻢ وآﻳﺔ ذﻟﻚ ﺗﺘﺠ‬
‫ﻣﻨﮫ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﻋﻼﻗﺘﮫ ﺑﺎﻷﻃﺮاف وﻻ ﻳﺘﻠﻖ أي ﻌﻠﻴﻤﺎت ﻣ ﻢ ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﺴﻠﻄﺎن اﻟﻘﺎﻧﻮن و ﺆدي ﻣ ﻤﺘﮫ‬
‫ﻟﺼﺎ اﻟﻌﺎم ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أن اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻮ اﻟﺬي ﻳﻘﺪرأ ﻌﺎﺑﮫ‪.‬‬

‫إذن‪ ،‬ﻓﺈن اﳌﻮﺛﻖ اﻟﺬي اﺧﺘﺎرﺗﮫ ﻃﺮاف اﳌﺘﻌﺎﻗﺪة ﺑﺈراد ﻢ أو اﺧﺘﺎرﻩ اﻟﻘﻀﺎء أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ‬
‫إرﺟﺎع اﻟ اﻣﺎﺗﮫ اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ إ ﻋﻘﺪ و ﺎﻟﺔ ﺑ ﻨﮫ و ن ﻃﺮاف‪.‬‬

‫ﻋﻦ ﻋﻘﺪ ﻣﻘﺎوﻟﺔ أو ﻋﻤﻞ‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ /‬أﺳﺎس اﻟ ام اﳌﻮﺛﻖ إﺧﻼل ﺑﺎﻟ ام ﻧﺎ‬

‫إ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺮأي ول اﻟﺬي ﻳﺆﺳﺲ اﻟ ام اﳌ ﻨﻴ ن وﻣ ﻢ اﳌﻮﺛﻖ ﻋ ﻋﻘﺪ و ﺎﻟﺔ ‪ ،‬إﻻ أن ﺟﺎﻧﺐ‬

‫ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗ ﻢ ﻋ أن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌ‬ ‫اﻋﺘﺒﺎر اﻟﻮ ﺎﻟﺔ ﻣﺼﺪر اﻟ ام اﳌ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻔﻘﮫ ﻻ ﺴﻠﻢ‬
‫ﻋﻘﺪﻳﺔ‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬ﺑﻠﺤﻮ ﻧﺴﻴﻢ ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﺴﻴﻠﺔ‬
‫وﺗﺄﺳ ﺴﺎ ﻋ ذﻟﻚ ذ ﺐ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﮫ إ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻟﻌﻘﻮد اﻟ ﺗ م ﻣﻊ أ ﺎب اﳌ ﻦ‬
‫ﺎﳌﺤﺎﻣﻴ ن و ﻃﺒﺎء واﳌ ﻨﺪﺳ ن واﳌﻮﺛﻘ ن ﺗ ﺸﺎﺑﮫ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴ ﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أ ﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻳﻘﻮم ﺺ ﻌﻤﻞ‬
‫ﳌﺼ ﺔ ﺺ أﺧﺮ)‪ ، (11‬و ﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﺮوق اﻟﻌﺪﻳﺪة ﺑ ن ﻋﻘﺪ اﻟﻌﻤﻞ واﳌﻘﺎوﻟﺔ ‪ ،‬إﻻ أن ﺬﻩ اﻟﻌﻘﻮد‬
‫ﺗﺘﺪاﺧﻞ أو ﺗ ﺸﺎﺑﮫ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌﻘﻮد اﻟ ﺗ م ﻣﻊ اﳌ ﻨﻴ ن وﺗﺪق اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﻴ ﺎ)‪ ، (12‬وﻗﺪ ﺟﺮى اﻟﻘﻀﺎء‬
‫اﻟﻔﺮ ﻋ اﻋﺘﺒﺎر ﻋﻘﺪ اﳌ ﻣﻊ ﻋﻤﻼﺋﮫ ﻋﻘﺪ و ﺎﻟﺔ ﻷن ﻛﻼ ﻋﻘﺪي اﳌﻘﺎوﻟﺔ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﻔﺮ ﻳﻮﺻﻔﺎن ﺑﺄ ﻤﺎ ﻋﻘﺪ إﻳﺠﺎر ﺧﺪﻣﺎت وﻗﺪ أراد اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻔﺮ ﺑﺎﺗﺠﺎ ﮫ ﺬا رﺗﻔﺎع ﺑﺄ ﺎب‬
‫ﺬﻩ اﳌ ﻦ ﻋ أن ﻳ ﻮﻧﻮا أﺟﺮاء ﻓﺄﻋﺘ اﻟﻌﻘﻮد اﻟ ﻳ ﻣﻮ ﺎ ﻣﻊ ﻋﻤﻼ ﻢ ﻋﻘﻮد و ﺎﻟﺔ)‪.(13‬‬

‫وإذا ﺎن اﳌﻮﺛﻖ ﻳﻘﻮم ﺳ ﻴﻞ ﺗﻮﺛﻴﻖ اﻟﻌﻘﺪ و ﺗﺮﺳﻴﻤﮫ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺟﺮاءات واﻟﺘﺼﺮﻓﺎت‬

‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻔﻮ ﺾ ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟ ﻣﻨﺤﺘﮫ أو ﺗﻨﺎزﻟﺖ ﻟﮫ ﻋﻦ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎ ﺎ ‪ ،‬إﻻ أن ﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ‬
‫ﻣﻦ ﺬﻩ ﻋﻤﺎل واﻟﺘﺼﺮﻓﺎت ﻗﺪ ﺗﺨﺘﻠﻂ ﻌﻘﻮد أﺧﺮى ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻋﻘﺪي اﳌﻘﺎوﻟﺔ واﻟﻌﻤﻞ ‪ ،‬وﻧﻈﺮا ﻻﻧﻄﺒﺎق‬
‫ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺮﻓﺎت و ﺟﺮاءات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻛﺄﺻﻞ‬ ‫ﻌﺾ ﻗﻮاﻋﺪ ﺬﻩ اﻟﻌﻘﻮد ﻋ أﻋﻤﺎل اﳌﻮﺛﻖ اﻟ‬
‫ﻴﻠﮫ وأداء اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﺑﺄﻧﻮاﻋ ﺎ وإﺷ ﺎرﻩ‬ ‫ﻋﺎم ﻛﻔﺤﺺ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﳌﻘﺪﻣﺔ وﺗﺤﺮ ﺮ اﻟﻌﻘﺪ وإﺟﺮاءات‬
‫واﺳﺘ ﻨﺎءا أﻋﻤﺎل ﻣﺎدﻳﺔ ﻛﺘﻘﺪﻳﻢ ﺳ ﺸﺎرة وﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺆدي ﺑﺎﻟﻀﺮورة إ ﺗﺤﺮ ﺮ اﻟﻌﻘﺪ أو اﺳﺘﺨﺮاج و ﺐ‬
‫ﻌﺾ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻳﺘﻄﻠ ﺎ اﻟﻌﻘﺪ اﳌﺮاد ﺗﺮﺳﻴﻤﮫ ﺎﺳﺘﺨﺮاج اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ أو ﺳﻨﺪ اﳌﻠﻜﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﻌﻘﺎرﺔ‬
‫و ﻠ ﺎ أﻋﻤﺎﻻ ﻣﺎدﻳﺔ‪.‬‬

‫وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﮫ ﻳﺮى أن ﻣﺼﺪر اﻟ ام اﳌﻮﺛﻖ ﻛﻤ ﻋﻘﺪ ﻣﻘﺎوﻟﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﺨﺘﻠﻂ ﺑﮫ‬
‫ﻋﻘﺪ اﻟﻌﻤﻞ ‪ ،‬و ﻮ أﻣﺮ ﻳﻼﺣﻆ اﻟﻌﻘﻮد اﻟ ﺗ م ﻣﻊ أ ﺎب اﳌ ﻦ ا ﺮة ﺎﻷﻃﺒﺎء واﳌ ﻨﺪﺳ ن وﻟﺬﻟﻚ‬
‫ﻳﺤﺴﻦ ﺑﻨﺎ ﺷﺎرة إ أﺣ ﺎم ﻞ ﻣﻦ ﻋﻘﺪي اﳌﻘﺎوﻟﺔ واﻟﻌﻤﻞ ﻟﺒﻴﺎن ﻣﺪى اﻧﻄﺒﺎﻗ ﻤﺎ ﻋ أﻋﻤﺎل اﳌﻮﺛﻖ ؟‬
‫وﻣﺎ أوﺟﮫ اﻟﺸﺒﮫ وا ﻼف ﺑ ن ﻋﻘﺪي اﳌﻘﺎوﻟﺔ واﻟﻌﻤﻞ و ﺸﺎط اﳌﻮﺛﻖ ؟‬
‫أ( ﻋﻘﺪ اﳌﻘﺎوﻟﺔ و ﺸﺎط اﳌﻮﺛﻖ‬

‫ﺺ ﻌﻤﻞ‬ ‫ﻋﺮف ﻌﺾ اﻟﻔﻘ ﺎء)‪ (14‬ﻋﻘﺪ اﳌﻘﺎوﻟﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺄ ﻲ ‪ » :‬اﳌﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻘﺪ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﮫ أن ﻳﻘﻮم‬
‫ﻣﻌ ن ﺴﺎب أﺧﺮ ﻣﻘﺎﺑﻞ أﺟﺮ دون أن ﻳﺨﻀﻊ ﻹﺷﺮاﻓﮫ أو إدارﺗﮫ «‪.‬‬

‫وﻋﺮﻓﺘﮫ اﳌﺎدة )‪ (549‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﺪ ﻲ ا ﺰاﺋﺮي ﺑﺄﻧﮫ ‪ » :‬اﳌﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻘﺪ ﻳﺘﻌ ﺪ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎﻩ أﺣﺪ‬
‫اﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ أن ﻳﺼﻨﻊ ﺷ ﺌﺎ أو أن ﻳﺆدي ﻋﻤﻼ ﻣﻘﺎﺑﻞ أﺟﺮ ﻳﺘﻌ ﺪ ﺑﮫ اﳌﺘﻌﺎﻗﺪ ﺧﺮ«‪.‬‬

‫وﻣﻦ ﺬﻩ اﻟﺘﻌﺮ ﻔﺎت ﺗﺘﺤﺪد ﻣﻤ ات ﻋﻘﺪ اﳌﻘﺎوﻟﺔ اﻟ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺎ ﻋﻦ ﻏ ﻩ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮد ﺧﺮى‬

‫و ‪:‬‬

‫‪ -‬أن ﻋﻤﺎل اﻟ ﻳﺮد ﻋﻠ ﺎ أﻋﻤﺎل ﻣﺎدﻳﺔ‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﻮﺛﻖ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫‪ -‬اﺳﺘﻘﻼل اﳌﻘﺎول اﻧﺠﺎز اﻟﻌﻤﻞ ‪ ،‬ﻓﺎﳌﻘﺎول ﻳﻘﻮم ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﺳﻤﮫ ا ﺎص ﻣﺴﺘﻘﻼ ﻋﻦ أي إدارة أو‬
‫إﺷﺮاف ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ رب اﻟﻌﻤﻞ ‪ ،‬و ﻮ ﻳﺨﺘﺎر اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟ ﻳﺮا ﺎ ﻣﺆدﻳﺔ إ اﻧﺠﺎز ﺬا اﻟﻌﻤﻞ)‪.(15‬‬

‫‪ -‬أﻧﮫ ﻋﻘﺪ ﻣﻌﺎوﺿﺔ ‪.‬‬

‫وإذا ﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﻣﻤ ات ﻋﻘﺪ اﳌﻘﺎوﻟﺔ ﻓﺈ أي ﻣﺪى ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋ أﻋﻤﺎل و ﺸﺎط‬
‫اﳌﻮﺛﻖ ؟ و ﻞ ﻌﺘ اﳌﻮﺛﻖ ﺟﻤﻴﻊ أﻋﻤﺎﻟﮫ ﻣﻘﺎوﻻ ؟‬

‫ﺳﺎس ﺗﻮﺛﻴﻖ وﺗﺮﺳﻴﻢ اﺗﻔﺎﻗﺎت وﻣﻌﺎﻣﻼت ﻃﺮاف ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻼﺋﻢ و ﻨﻄﺒﻖ ﻣﻊ‬ ‫إن ﻣ ﻤﺔ اﳌﻮﺛﻖ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ ،‬و ﻣ ﻤﺔ ﺴﺘﻠﺰم ﻋ اﳌﻮﺛﻖ اﻟﻘﻴﺎم ﻌﺪة أﻋﻤﺎل ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﺗﺨﺎذ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺟﺮاءات‬
‫واﻟﺸ ﻠﻴﺎت ﺑﺪءا ﻣﻦ ﺳﻤﺎع اﻟﺘﺼﺮ ﺤﺎت وﺗﻠﻘﻲ اﳌﻌﻄﻴﺎت ﻣﻦ ﻃﺮاف وﻓﺤﺼﮫ وﺗﺄﻛﺪﻩ ﻣﻦ ﺳﻼﻣﺔ‬
‫اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ واﳌﺴ ﻨﺪات اﳌﻘﺪﻣﺔ ‪ ،‬ﻓﺤﺴﺎب اﻟﺮﺳﻮم اﻟﻮاﺟﺒﺔ ﻋ اﻟﻌﻘﺪ وﺗﺤﺼﻴﻠ ﺎ ﻓﺘﺤﺮ ﺮ اﻟﻌﻘﺪ وﺗﻼوﺗﮫ‬
‫ﻋﻦ اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬واﳌﻮﺛﻖ‬ ‫ﻋﻠ ﻢ و ﻴﺎن ﺛﺎر اﳌ ﺗﺒﺔ ﻋﻠﻴﮫ ﺛﻢ اﳌﺼﺎدﻗﺔ ﻋ ﺗﻮﻗﻴﻌﺎ ﻢ وﺗﻤﻜﻴ ﻢ ﻣﻦ‬
‫و إﻧﻤﺎ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن وﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟﺪوﻟﺔ‬ ‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮم ﺬﻩ اﻟﺘﺼﺮﻓﺎت ﻳﻘﻮم ﺎ ﻻ ﺑﺎﺳﻤﮫ اﻟ‬
‫ﺬﻩ ا ﺎﻟﺔ ﺗ ﻮن ﺗﺼﺮﻓﺎت ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ‪ ،‬و ﻌﺘ ﻓ ﺎ اﳌﻮﺛﻖ‬ ‫ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺧﺘﺼﺎص ﺻ ‪ ،‬و ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﮫ‬
‫ﻣﻔﻮﺿﺎ ﻋﻦ اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬

‫إذن ‪ ،‬اﻟﻐﺎﻟﺐ أﻋﻤﺎل اﳌﻮﺛﻖ ﻋﻨﺪ ﺗﺮﺳﻴﻤﮫ ﻟﻠﻌﻘﺪ أن ﺗ ﻮن ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﮫ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎت‬
‫ﻣﺎدﻳﺔ ﻣ ﻘﺔ ﺎ ‪ ،‬و ﻗﺪ رأى ﺳﺘﺎذ اﳌﺮﺣﻮم اﻟﺴ ﻮري ﺗﻄﺒﻴﻖ أﺣ ﺎم اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺬﻩ ا ﺎﻟﺔ ‪ ،‬و‬
‫ﻮ ﻋﻘﺪ اﻟﺘﻔﻮ ﺾ و اﻟﺘﻮﻛﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺧﺘﺼﺎص ﺻﻴﻞ ﻋ ﺟﻤﻴﻊ أﻋﻤﺎل اﳌﻮﺛﻖ و ﻣ ﺎ‬
‫ﻋﻤﺎل اﳌﺎدﻳﺔ اﳌ ﻘﺔ ﺎ ‪ ،‬إذا ﺎﻧﺖ ﺬﻩ ﻋﻤﺎل ﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﺼﻠ ﺎ ﻋﻦ ﻌﻀ ﺎ‪ ،‬وﻣﻦ ﺛﻤﺔ ﻻ‬
‫ﻳﺼﺪق اﻟﻘﻮل ﻋ اﻋﺘﺒﺎر أﻋﻤﺎل اﳌﻮﺛﻖ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠ ﺎ أﺣ ﺎم ﻋﻘﺪ اﳌﻘﺎوﻟﺔ ﻮن أن أﻋﻤﺎل اﳌﻮﺛﻖ‬
‫ﻏﺎﻟﺒﻴ ﺎ ﺗ ﺎد أن ﺗ ﻮن أﻋﻤﺎل ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ‪.‬‬

‫ب( ﻋﻘﺪ اﻟﻌﻤﻞ و ﺸﺎط اﳌﻮﺛﻖ‬

‫ﻳﺘﻤ ﻋﻘﺪ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻦ ﻋﻘﺪ اﳌﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺄن ﻟﺮب اﻟﻌﻤﻞ ﺣﻖ إدارة ﺟ ﻮد اﻟﻌﺎﻣﻞ و ﺗﻮﺟ ﺎ أﺛﻨﺎء‬
‫ﺷﺮاف ﻋﻠﻴﮫ ‪ ،‬و ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺑ ن اﻟﻌﺎﻣﻞ و رب اﻟﻌﻤﻞ اﻟ ﺗﻤ ﻋﻘﺪ اﻟﻌﻤﻞ‬ ‫ﻗﻴﺎﻣﮫ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ أو‬
‫ﻋﻦ ﻋﻘﺪ اﳌﻘﺎوﻟﺔ و ﺬا اﻟﺮأي ﻮ اﻟﺬي ﻳﺄﺧﺬ ﺑﮫ أﻏﻠﺐ اﻟﻔﻘﮫ اﳌﻌﺎﺻﺮ)‪.(16‬‬

‫ﻣﺮﻛﺰ ﺧﻀﻮع أو ﺗﺒﻌﻴﺔ ﻟﺮب اﻟﻌﻤﻞ ‪ ،‬و ﻗﺪ اﺳﺘﻘﺮ اﻟﺮأي ﻋ‬ ‫ﻋﻘﺪ اﻟﻌﻤﻞ ﻳ ﻮن‬ ‫إن اﻟﻌﺎﻣﻞ‬
‫أن ﻋﻘﺪ اﻟﻌﻤﻞ ﻳﺘﻤ ﻌﻨﺼﺮ ﻦ ‪ ،‬أوﻟ ﻤﺎ ﺗﺒﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻟﺮب اﻟﻌﻤﻞ ‪ ،‬و ﺛﺎﻧ ﻤﺎ ﺗﻘﺎﺿﻴﮫ أﺟﺮا ﻋ ﻋﻤﻠﮫ‪.‬‬

‫‪338‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬ﺑﻠﺤﻮ ﻧﺴﻴﻢ ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﺴﻴﻠﺔ‬
‫و ﻳﺒﺪو ﻣﻤﺎ ﺗﻘﺪم أن أﺣ ﺎم ﻋﻘﺪ اﻟﻌﻤﻞ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘ ﺎ ﻋ أﻋﻤﺎل اﳌﻮﺛﻖ‪ ،‬إﻻ إذا ﺎن ﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﺗﺒﻌﻴﺔ و ﺧﻀﻮﻋﮫ ﻹﺷﺮاف و رﻗﺎﺑﺔ ﻋﻤﻴﻠﮫ أﺛﻨﺎء ﺗﺄدﻳﺔ أﻋﻤﺎﻟﮫ و ﻮ ﻣﺎﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻮرﻩ ﻟ ﺸﺎط اﳌﻮﺛﻖ‬
‫ﻀﻮﻋﮫ ﻓﻘﻂ ﻟﺮﻗﺎﺑﺔ وﺳﻴﺎدة اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪.‬‬

‫ﻋﻦ ﻋﻘﺪ ﻣﻦ ﻋﻘﻮد اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ ‪ :‬أﺳﺎس اﻟ ام اﳌﻮﺛﻖ إﺧﻼل ﺑﺎﻟ ام ﻧﺎ‬
‫إن راء اﻟ ﺳﺒﻖ ﻋﺮﺿ ﺎ ﺗﻨﺼﺐ ﻋ اﻟﺒﺤﺚ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻊ اﳌﻮﺛﻖ داﺋﺮة اﻟﻘﺎﻧﻮن‬
‫ا ﺎص ‪ ،‬أي داﺋﺮة اﻟﻌﻘﻮد اﳌﺪﻧﻴﺔ ‪ ،‬وﺳﺄﺑ ن ﺬا اﻟﻔﺮع اﻟﺮأي اﻟﺬي ﻳﻜﻴﻒ ﻋﻼﻗﺔ اﳌﻮﺛﻖ ﺑﺎﻟﺰ ﺎﺋﻦ‬
‫ﻧﻄﺎق اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم ‪ ،‬و ﻮ رأي ﻳﻘﻮل أن ﻣﺼﺪر اﻟ ام اﳌﻮﺛﻖ ﻋﻘﺪ ﻣﻦ ﻋﻘﻮد اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم ‪ ،‬وﻗﺪ‬
‫ﻧﺎدي ﺑﮫ اﻟﻔﻘﻴﮫ اﻟﻔﺮ » آﺑﻠﺘﻮن «)‪. (17‬‬

‫ﺳ ﺎم ﺣﺴﻦ ﺳ‬ ‫ﻓﻘﺪ ﻛﻴﻒ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ ن اﳌﻮﺛﻖ وﻣﻦ ﻳﻮﺛﻖ ﻟﮫ ﺑﺄ ﺎ راﺑﻄﺔ ﺧﺪﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ‬
‫ﻣﺮﻓﻖ اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ﻛﺄﺣﺪ ﻣﺮاﻓﻖ اﻟﺪوﻟﺔ وﻣﺆﺳﺴﺎ ﺎ ‪ ،‬ﻓﺎﳌﻮﺛﻖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺪم ﺳ ﺸﺎرات و ﻔﺤﺺ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ‬
‫اﳌﻘﺪﻣﺔ و ﻜﺘﺐ اﻟﻌﻘﺪ و ﻀﺒﻄﮫ ﺑﺎﻟ ﻴﻞ وإﺷ ﺎرﻩ ﻟﺪى اﻟ ﻴﺌﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﳌﺨﺘﺼﺔ ‪ ،‬إﻧﻤﺎ ﺴ ﻢ ﻣﻊ‬
‫ا ﺎﻻت اﻟ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻓ ﺎ اﳌﻮﺛﻖ ﻌﻘﺪ ﺗﻔﻮ ﺾ‬ ‫ﺗﻠﻚ اﻟ ﻴﺌﺎت واﳌﺆﺳﺴﺎت ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺧﺪﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ‪ ،‬وﺣ‬
‫ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن ﺬا اﻟﺘﻔﻮ ﺾ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺘﻔﻮ ﺾ واﻟﻮ ﺎﻟﺔ اﳌﻌﺮوﻓﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن ا ﺎص ‪ ،‬ﻓ‬
‫ﺗﺨﻀﻊ ﻷﺣ ﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻟﺬي ﻟﮫ رواﺑﻄﮫ وﻗﻮاﻋﺪﻩ ا ﺎﺻﺔ ‪ ،‬وإذا ﺎﻧﺖ ﻌﺾ ﺬﻩ ﺣ ﺎم ﻏ‬
‫ﻣﻨﺼﻮص ﻋﻠ ﺎ ﻓﺈن ﻋ اﻟﻘﻀﺎء ﻗﺪ اﺟ ﺪ اﺳﺘ ﺒﺎﻃ ﺎ ﻣﻦ ﻗﻮاﻋﺪ ﺳ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ وﺣﺎﺟﺎت‬
‫اﳌﺠﺘﻤﻊ‪.‬‬

‫ﻓﺎﳌﻮﺛﻖ وإذا ﺎن ﺗﺎ ﻌﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺸ ﻠﻴﺔ ﻟﻮزارة اﻟﻌﺪل ﻣﻌﺎوﻧﺘﮫ ﻟﻠﻘﻀﺎء ‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﳌﺎدﻳﺔ ﻗﺪ ﻳﺒﺪو ﺑﺄﻧﮫ أﺣﺪ ﻋﻨﺎﺻﺮ دارة اﻟﻀﺮ ﻴﺔ ﺑﺘﺠﻨﻴﺪﻩ ﺗﺤﺼﻴﻞ اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﳌﺨﺘﻠﻒ‬
‫أﻧﻮاﻋ ﺎ ﻟﺼﺎ ا ﺰﻨﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ و إﺣﺪى ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت ا ﺪﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬

‫وﻗﺪ أﻳﺪ ﻌﺾ اﻟﻔﻘ ﺎء)‪ (18‬ﺬا اﻟﺮأي وﻧﺎدي ﺑﺄﻧﮫ أﻓﻀﻞ راء ‪ »:‬ﻷن ﺗﻜﻴﻴﻒ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺄ ﺎ ﺧﺪﻣﺔ‬
‫ﻋﺎﻣﺔ ﻳﺘﻔﺎدى ﻣﺂﺧﺬ ﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻋﻼﻗﺔ اﳌﻮﺛﻖ ﺑﺎﻟﺰ ﻮن ﺑﻤﻨﺄى ﻋﻦ ﺛﺎر اﻟ ﺗ ﺗﺐ ﻋ ﺗﻜﻴﻴﻔﺎت‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن ا ﺎص ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﻳﻔ ﻣﺠﺎﻻ ﻟﺘﻀﻤ ن ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ اﳌ ﻨﺔ واﻟ اﻣﺎ ﺎ ﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟ‬
‫ﺗﺤﻜﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻼﻗﺔ و ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻗﻮاﻋﺪ ﻏ ﻣﻜﺘﻮ ﺔ اﺳﺘﻘﺮت ﺿﻤ اﳌ ﻨﺔ و ﺎﻟﺘﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﺠﺎرا ﺎ‬
‫واﻟﺘﻄﻮر ﻣﻌ ﺎ« ‪.‬‬

‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎ ﻲ ‪ :‬ﺗﺠﺎﻩ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗﻘﺼ ﻳﺔ أﺳﺎﺳ ﺎ ﺧﻼل ﺑﻮاﺟﺐ‬
‫ﻗﺎﻧﻮ ﻲ ‪:‬‬

‫‪339‬‬
‫اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﻮﺛﻖ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ذ ﺐ ﻌﺾ اﻟﻔﻘ ﺎء إ أن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ اﺗﺠﺎﻩ ﻋﻤﻼﺋﮫ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗﻘﺼ ﻳﺔ‪ ،‬و ﻨﻮن‬
‫اﺗﺠﺎ ﻢ ﺬا ﻋ اﻧﺘﻘﺎد ﺗﻜﻴﻴﻒ ﻋﻼﻗﺔ اﳌﻮﺛﻖ ﻌﻤﻼﺋﮫ ﺑﺄ ﺎ راﺑﻄﺔ ﻋﻘﺪﻳﺔ و ﻨﻜﺮون ﺗﺮﺗﺐ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ‬
‫اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻋ اﳌﻮﺛﻖ وإن ارﺗﺒﻂ ﻌﻘﺪ ﻣﻊ ﻋﻤﻼﺋﮫ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻋ أﺳﺎس اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺗﺼﻮر وﺟﻮد ﻋﻘﺪ ﺑ ن‬
‫اﻟ اﺳ ﻨﺪوا إﻟ ﺎ‬ ‫أ ﺎب اﳌ ﻦ ا ﺮة و ن اﳌﺘﻌﺎﻣﻠ ن ﻣﻌ ﻢ‪ ،‬إﻻ أ ﻢ اﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴ ﻢ ﻋ ا‬
‫ﻞ ﻣ ﻢ‪.‬‬ ‫ﻟﺘﺪﻋﻴﻢ آرا ﻢ و ﺎﻟﺘﺎ ﺟﺎء ﺗ ﻳﺮ ﻢ ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻘﺼ ﻳﺔ ﻟﻠﻤﻮﺛﻖ ﻣﺘﻨﻮﻋﺎ ﺑﺤﺴﺐ‬
‫أوﻟ ﻤﺎ ﻧﺘﻘﺎدات اﻟ وﺟ ﻮ ﺎ ﻟﻔﻜﺮة‬ ‫ﻟﺬا ﺳﺄوزع ﺬا اﳌﻄﻠﺐ إ ﻓﺮﻋﻴ ن‪ ،‬أﻋﺮض‬
‫اﻟ ﺳﺎﻗﻮ ﺎ ﻻﻋﺘﺒﺎر ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ‬ ‫اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻟﻠﻤ ﻨﻴ ن‪ ،‬وﻧﺘﻄﺮق ﺛﺎﻧ ﻤﺎ إ ا‬
‫ﺗﻘﺼ ﻳﺔ وﻟ ﺴﺖ ﻋﻘﺪﻳﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع ول ‪ :‬ﻧﺘﻘﺎدات اﻟ وﺟ ﻮ ﺎ إ ﺗﻜﻴﻴﻒ راﺑﻄﺔ اﳌﻮﺛﻖ ﻌﻤﻼﺋﮫ ﺑﺄ ﺎ راﺑﻄﺔ ﻋﻘﺪﻳﺔ‬

‫ﻳﺮى ﻌﺾ اﻟﻔﻘ ﺎء اﻟﻔﺮ ﺴﻴ ن إن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻋﻦ أﺧﻄﺎﺋﮫ اﳌ ﻨﻴﺔ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ‬

‫ﺗﻘﺼ ﻳﺔ ‪ ،‬ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋ ﺧﻄﺄ ﺗﻜﻴﻴﻒ ﻋﻼﻗﺔ اﳌﻮﺛﻖ ﻌﻤﻼﺋﮫ ﺑﺄ ﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻌﺎﻗﺪﻳﺔ و ﻨﻜﺮون ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ‬
‫ا ﺎﻻت اﻟ ﺴﻠﻤﻮن ﻓ ﺎ ﺑﻮﺟﻮد راﺑﻄﺔ ﻋﻘﺪﻳﺔ ﺑ ن اﳌﻮﺛﻖ وﻋﻤﻼﺋﮫ‪.‬‬ ‫اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﺣ‬

‫وﻓﻴﻤﺎ ﻳ أﺑﺮز ﻧﺘﻘﺎدات اﻟ ﺳﺎﻗ ﺎ أﻧﺼﺎر ﺬا اﻟﺮأي ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ /‬رأي أ ﺎب ﺬا ﺗﺠﺎﻩ أن ﻋﻤﺎل دﺑﻴﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗ ﻮن ﻣﺤﻼ ﻟﻠﺘﻌﺎﻗﺪ‬
‫ﻣﻠﺰم وأن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻻ ﺗﻘﻮم ﺑ ن اﳌﻮﺛﻘ ن و ﻃﺒﺎء واﳌ ﻨﺪﺳ ن وﻋﻤﻼ ﻢ ‪ ،‬أي أن ﻣﺎ ﻳﺮ ﻄ ﻢ‬
‫ﻌﻤﻼ ﻢ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ وﺻﻔﮫ ﺑﺄﻧﮫ ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻘﺪﻳﺔ ﻣﻠﺰﻣﺔ‪ ،‬وأن اﳌﻮﺛﻖ ﻻ ﺴﺄل ﻋﻘﺪﻳﺎ ﻣﻮاﺟ ﺔ اﻟﻌﻤﻴﻞ‬
‫وأﺳﺎس ذﻟﻚ أن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻴﺪوي ﻻ ﻳﻤﻜﻦ وﺿﻌﮫ ﻋ ﻗﺪم اﳌﺴﺎواة ﻣﻊ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﻘ ‪ ،‬وﻻ ﻳﺠﻮز اﻟﻘﻮل‬
‫ﺑﺘﻤﺎﺛﻞ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ‪ ،‬وﻻ ﻳﺠﻮز أن ﻳﻨﻈﺮ إ ﻣﻦ ﻳﺒﺬل ﺟ ﺪﻩ ﻟﺒﺤﺚ اﳌﺸﺎ ﻞ اﻟ ﻢ ﺴﺎﻧﻴﺔ‬
‫ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻨﻈﺮة إ ﻣﻦ ﻳﺒ ز ﺎدة ﺛﺮواﺗﮫ ﻣﻌﻤﻼﺗﮫ)‪.(19‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ /‬أﻧﻜﺮ أ ﺎب ﺬا اﻟﺮأي اﻟﺼﻔﺔ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻋﻼﻗﺔ اﳌﻤ ﻦ ﻌﻤﻠﻴﮫ ﻓﻘﺎﻟﻮا أن اﻟﺰﻋﻢ ﺑﻮﺟﻮد ﺬا‬
‫اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻔﻨﺪ ﻌﺪم ﺗﻮاﻓﺮ ﺷﺮوط ا ﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘﺪ وﻋﺪم ﺗﺮﺗﺐ ﺟﻤﻴﻊ آﺛﺎر اﻟﻌﻘﺪ ﻋﻠﻴﮫ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ا ﻌﻘﺎدﻩ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬إن وﺟﻮد و ﺔ أي ﻋﻘﺪ ﻌﺘﻤﺪ ﻋ ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﺸﺮوط‬
‫اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﺑﺮاﻣﮫ ﻴﺤﺎ ‪ ،‬ﻳﻀﺎف إﻟ ﺎ وﺟﻮب ﺗ ﺎﻓﺆ أﻋﻤﺎل اﻟﻄﺮﻓ ن اﳌﺘﺒﺎدﻟﺔ و ﻮ ﺷﺮط ﺧﺎص ﻟ ﺔ‬
‫اﻟﻌﻘﺪ ﺑﺄﺟﺮ‪ ،‬و ﺴﺎءﻟﻮا ﻋﻦ ﻣﺪى ﺔ ﺗﻮاﻓﺮ ﺬﻩ اﻟﺸﺮوط ﻋﻼﻗﺔ اﳌﻮﺛﻖ ﺑﺎﻟﻌﻤﻼء ‪ ،‬و ﻣﻘﺪﻣ ﺎ‬
‫وﺟﻮد اﻟﺮﺿﺎ ‪ ،‬ﻓﺎﺗﻔﺎق إراد ﻲ اﻟﻌﻤﻴﻞ واﳌﻮﺛﻖ ‪ ،‬ﻌ اﻟ ام اﳌﻮﺛﻖ ﺑﺈﺗﻤﺎم إﺟﺮاءات اﻟﻌﻘﺪ ﺣ اﻟ ﺎﻳﺔ‬
‫واﻟ ام اﻟﻌﻤﻼء اﳌﻘﺎﺑﻞ ﺑﺪﻓﻊ ﻌﺎب ﻣﻦ ﺟ ﺔ أﺧﺮى ‪ ،‬وأﺟﺎﺑﻮا ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺑﺄن ﻣﺎ ﻳﻠ م ﺑﮫ اﳌﻮﺛﻖ أو أي‬

‫‪340‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬ﺑﻠﺤﻮ ﻧﺴﻴﻢ ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﺴﻴﻠﺔ‬
‫ﻣ ﺎن اﺗﺠﺎﻩ ﻋﻤﻠﻴﮫ ﺑﺄداء اﻟﻮاﺟﺒﺎت اﳌﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ ﻋﻤﻠﮫ وﺗﺠﺎر ﮫ اﳌﺪﺧﺮة ﺗﻘﻊ ﻋ ﺳ ﻴﻞ اﳌﺠﺎﻣﻠﺔ ﻻ‬
‫ﻋ ﺳ ﻴﻞ ﻟ ام واﻟﺘﻌﺎﻗﺪ‪.‬‬

‫ﮫ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺮوﻣﺎ ﻲ اﻟﺬي ﺎن ﻳﻔﺮق ﺑ ن اﻟﻌﻤﻞ‬ ‫وا ﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺗﺄﺛﺮ ﺬا اﻟﺮأي‬
‫اﻟﻌﻘ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻴﺪوي ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﻘ ﻮ ﻋﻤﻞ اﻟﻨﺒﻼء و ﺣﺮار واﻟﻌﻤﻞ اﻟﻴﺪوي ﻮ ﻋﻤﻞ اﻟﻌﺒﻴﺪ‬
‫واﻟﻌﺘﻘﺎء‪ ،‬و ﺎن ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﮫ ﻋ أﻧﮫ ﻋﻤﻞ ﺣﻘ و ﺎﻟﺘﺎ ﻓﻤ ﻨﺔ اﳌﻮﺛﻖ ﺎن ﻳﻨﻈﺮ ﻟ ﺎ ﻋ أ ﺎ ﻟ ﺴﺖ وﺳﻴﻠﺔ‬
‫ﻟﻠﻜﺴﺐ أو اﻟﺮزق وإﻧﻤﺎ ﺎن ﻳﻨﻈﺮ ﻟ ﺎ ﻋ أ ﺎ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺧﺪﻣﺔ أو ﺗﻔﻀﻼ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي‬
‫ﻳﻘﻮم ﺑﮫ اﳌﻮﺛﻖ‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻧﺘﻘﺎد ﻢ ﻟﻠﻌﻘﺪ وآﺛﺎرﻩ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻟﻮا ‪ :‬أن اﻟﻌﻘﺪ ﺣ ن إﺑﺮاﻣﮫ ﻳﻠﺰم اﻟﻄﺮﻓ ن ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺛﺎر‬
‫اﳌ ﺗﺒﺔ ﻋﻠﻴﮫ ‪ ،‬وأن أي ﺧﺮق ﻟﮫ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﺣﺪ ﻃﺮﻓﻴﮫ ﻌﺮض ﺬا اﻟﻄﺮف ﻟ ﻜﻢ ﻋﻠﻴﮫ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮ ﺾ ﻋﻦ‬
‫ﺿﺮار اﻟ ﺳﺒ ﺎ ‪ ،‬وﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ذﻟﻚ ارﺗﺒﺎط اﳌﻮﺛﻖ ﻌﻤﻼﺋﮫ ﻟﻮﺟﻮد ﻗﺎﻋﺪة ﺗﻘ ﺑﻤﺒﺪأ اﺳﺘﻘﻼل‬
‫اﳌ ﻨﺔ ‪ ،‬أي أن اﳌﻮﺛﻖ ﺴﺘﻄﻴﻊ وﻟﻮ ﻌﺪ ﻗﺒﻮﻟﮫ ﻟ ﺳﻴﻢ ﻋﻘﺪ ﻣﺎ ووﻋﺪ أﻃﺮاﻓﮫ ﺑﺈﺗﻤﺎم إﺟﺮاءاﺗﮫ اﻟ‬
‫ﻳﻘﺘﻀ ﺎ ‪ ،‬ﻐﻴ رأﻳﮫ ورﻓﺾ اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ أي ﺗﻘﺪﻳﻢ ا ﺪﻣﺔ دون أن ﻳﻠ م ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ أﺳﺒﺎب اﻟﻌﺪول ﻟﻌﻤﻴﻠﮫ ‪،‬‬
‫ودون أن ﺴﺘﻄﻴﻊ ﺧ ﻣﺤﺎﺳ ﺘﮫ و ذﻟﻚ ﺧﺮوج ﻋﻦ أﺣ ﺎم اﻟﻌﻘﺪ ﳌﺎ ﻌﻨﻴﮫ ﻣﻦ اﺳ ﺒﺪاد أﺣﺪ‬
‫اﻟﻄﺮﻓ ن اﻟﻌﺪول ﻋﻦ اﻟﻌﻘﺪ ﻋﺪوﻻ ﻻ ﺗ ﺗﺐ ﻋﻠﻴﮫ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ /‬ذ ﺐ أ ﺎب ﺬا اﻟﺮأي إ ﺣﺼﺮﻗﻴﺎم اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﺣﺎﻻت ﻋﺪم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ‪ ،‬وذﻟﻚ إﻣﺎ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﺮديء أو ﺳﻮء اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ‪ ،‬ﻓ ﻋﻤﻮن أن ﺬﻩ ا ﺎﻟﺔ ﺗﺪﺧﻞ ﻧﻄﺎق اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻘﺼ ﻳﺔ‬
‫و ﻢ أن اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻻ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﳌﻀﺮور إﺛﺒﺎت ﺧﻄﺄ ﻣﺤﺪث اﻟﻀﺮر ﻷن ا ﻄﺄ ﻳﺘﻮاﻓﺮ‬
‫ﺑﻤﺠﺮد ﻗﻴﺎم اﳌﻀﺮور ﺑﺈﺛﺒﺎت ﻋﺪم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ وﻋ اﳌﻮﺛﻖ ﺬﻩ ا ﺎﻟﺔ إﺛﺒﺎت ﻧﻔﻲ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﮫ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﺮديء أو ﺳﻮء اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻓﻌﺐء ﺛﺒﺎت ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻌ ﻮﺳﺎ أي أن اﻟﻌﻤﻴﻞ‬
‫اﻟﺬي ﻳﻠﻮم اﳌﻮﺛﻖ ﻟﻌﺪم اﺳﺘﻜﻤﺎل إﺟﺮاءات اﻟﻌﻘﺪ أو إﻏﻔﺎل ﻌﻀ ﺎ ﺴ ﺐ إ ﻤﺎﻟﮫ أو ﺧﻄﺄ ﺗﻨﻔﻴﺬ‬
‫ﻟ اﻣﺎت اﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠ ﺎ أن ﻳﺜ ﺖ و ﻘﻴﻢ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋ أن اﳌﻮﺛﻖ ﻟﻢ ﻳﺆد دورﻩ وواﺟﺒﮫ ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ‪ ،‬و ﺬا‬
‫ﻳ ﻠﻒ اﻟﻌﻤﻴﻞ ﺑﺈﺛﺒﺎت ﺗﻘﺼ اﳌﻮﺛﻖ وﻋﻠﻴﮫ ﻓﺈن ﻗﻮاﻋﺪ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻘﺼ ﻳﺔ اﻟ ﺳﺘﻄﺒﻖ ﻧﻈﺮا ﻷن‬
‫ﻋﺐء ﺛﺒﺎت ﻳﻘﻊ ﻋ اﻟﺪاﺋﻦ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﮫ ﻣﺠﺎل ﻌﺎﻗﺪي)‪.(20‬‬

‫وﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘﻮل ‪ ...‬أن اﻟﺮأي اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻗﺪ اﻧﺘ إ أن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗﻘﺼ ﻳﺔ وﻻ‬
‫ﻷن ﺗ ﻮن ﻋﻘﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻷن ﻋﻤﺎل اﻟ ﻳﻘﻮم ﺎ اﳌﻮﺛﻖ وﻏ ﻩ ﻣﻦ أ ﺎب اﳌ ﻦ ا ﺮة ﻣﻤﻦ ﻳﻘﻮﻣﻮن‬ ‫ﺗ‬
‫ﻣﻦ وﺟ ﺔ ﻧﻈﺮ ﻢ ﻷن ﺗ ﻮن ﻣﺤﻼ ﻟﻠﺘﻌﺎﻗﺪ اﳌﺪ ﻲ ‪ ،‬ﻷن ﻋﻤﻞ اﳌﻮﺛﻖ ﻻ ﻌﺪو‬ ‫ﺑﺄﻋﻤﺎل ﻓﻨﻴﺔ وأدﺑﻴﺔ ﻻ ﺗ‬
‫أن ﻳ ﻮن وﻓﻘﺎ ﻟﺮأ ﻢ ﻣﺠﺮد ﻓﻀﺎﻟﺔ أو ﺧﺪﻣﺔ ﻳﺆد ﺎ اﳌﻮﺛﻖ ﻟﻠﻌﻤﻴﻞ ‪ ،‬واﻟ ام اﻟﻌﻤﻴﻞ ﺑﺪﻓﻊ ﻣﺒﻠﻎ ﻧﻘﺪي‬
‫ﻣﻘﺎﺑﻞ ذﻟﻚ ﻻ ﻌﺪو أن ﻳ ﻮن ﻣ ﺎﻓﺄة ﻟﻠﻤﻮﺛﻖ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﮫ ﻋﻦ ﺧﺪﻣﺎت وﻟ ﺴﺖ أﺟﺮ ‪.‬‬

‫‪341‬‬
‫اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﻮﺛﻖ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ﺬا اﻟﺘﻜﻴﻴﻒ‬ ‫أﻧﺼﺎرﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ اﻟﺘﻘﺼ ﻳﺔ‬ ‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ ‪:‬‬

‫إن ﻓﻜﺮة اﻟﻔﻘ ﺎء اﻟﺮاﻓﻀ ن ﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟ اﻣﺎت اﳌﻮﺛﻖ ﻋﻘﺪﻳﺔ وأن ﺧﻼل ﺎ ﻳ ﺸﺄ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ‬
‫اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﺴ ﻨﺪ إ ا‬

‫ﻋﻤﺎل اﻟ ﻌﺘﻤﺪ ﻋ‬ ‫‪ -1‬ﻳﺮى أﻧﺼﺎر ﺬا اﻟﺮأي أن أﻋﻀﺎء اﳌ ﻦ ا ﺮة ﻻ ﻳﺘﻌ ﺪون ﻌ ﺪا إﺟﺒﺎر ﺎ‬

‫اﳌ ﻨﺔ دﺑﻴﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ‪ ،‬و ﻘﻮﻟﻮن أن اﻟ ﺺ اﻟﺬي وﻋﺪ ﻏ ﻣﺠ ﻣﺪﻧﻴﺎ ﻋ ﺗﻨﻔﻴﺬ وﻋﺪﻩ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﻄﺒ ﺐ اﻟﺬي ﻌﺪ ﻌﻼج ﻣﺮﺾ واﳌﺤﺎﻣﻲ اﻟﺬي ﻌﺪ ﺑﺎﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻗﻀﻴﺔ واﳌﻮﺛﻖ اﻟﺬي ﻌﺪ ﺑ ﺳﻴﻢ‬
‫ﻋﻘﺪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺠ ﻋ ﺗﻨﻔﻴﺬ وﻋﻮدﻩ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ‪ ،‬إﻻ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻳ ﻮن ﻣﺴﺌﻮﻻ أدﺑﻴﺎ ‪.‬‬

‫‪ -2‬و ر أ ﺎب ﺬا اﻟﺮأي أن دﻓﻊ أ ﻌﺎب اﳌ ﻦ ‪ ،‬ﺑﺄن ﻋﻤﺎل اﻟ ﻌﺘﻤﺪ ﻋ اﳌ ﻨﺔ ا ﺮة ﻟ ﺴﺖ‬

‫ذا ﺎ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻌﻘﺪ ﺣ ﻳﻘﻊ ﻓ ﺎ ﺟﺒﺎر ﻋ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ‪ ،‬وﻻ ﻌﺘ اﳌﻨﺎﻓﻊ اﻟ ﻳﺮاد ا ﺼﻮل ﻋﻠ ﺎ ﺳ ﺒﺎ‬
‫ﻌﻞ ﺟﻮر ﺷﺮﻋﻴﺔ وإﻧﻤﺎ ﻳﺪﻓﻊ اﻟ ﺺ اﳌﻨﺘﻔﻊ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﳌﻮﺛﻖ ﺟﻮر اﻋ اﻓﺎ ﺑﻔﻀﻠﮫ ‪ ،‬و ﻛﺘﻌﺒ‬
‫ﺗﻜﺮ ﻟﻠﻤﻮﺛﻖ ﺑﺼﻔﺘﮫ ا ﺎﺻﺔ ﺬﻩ ‪.‬‬

‫‪ -3‬أﻧﻜﺮ أ ﺎب ﺬا ﺗﺠﺎﻩ وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻘﺪﻳﺔ ﺑ ن اﳌﻮﺛﻖ وﻋﻤﻼﺋﮫ ﺑ ﺔ أن ﻋﻤﺎل دﺑﻴﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ‬
‫واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗ ﻮن ﻣﺤﻼ ﻟﻠﺘﻌﺎﻗﺪ اﳌﻠﺰم ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ‪ ،‬ورأوا أن اﳌﻮﺛﻖ ﻻ ﺴﺄل ﻋﻘﺪﻳﺎ‬
‫ﻣﻮاﺟ ﺔ ﻋﻤﻼﺋﮫ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن اﻟﻌﻤﻴﻞ ﻻ ﻳﺠ ﻋ دﻓﻊ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﳌﺎ ﻳﺆدﻳﮫ اﳌﻮﺛﻖ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺔ و ر اﻟﺒﻌﺾ ﻣ ﻢ‬
‫ﺬا اﻟﺮأي ﺑﺄﻧﮫ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ وﺿﻊ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻴﺪوي ﻋ ﻗﺪم اﳌﺴﺎواة ﻣﻊ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﻘ وﻻ ﺷﺒﮫ ﺑ ن اﻟﻌﻠﻢ‬
‫واﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ‪.‬‬

‫‪ -4‬أن ﻣﺼﺪر ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻌﻈﻢ ﻟ اﻣﺎت اﳌ ﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺛﻖ ﻮ اﻟﻘﺎﻧﻮن‪ ،‬وﻟ ﺲ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻲ‪ ،‬اﻟﺬي ﻳﺮ ﻄﮫ‬
‫ﺑﺎﻟﺰ ﻮن إﻻ ﺣﺪود ﻣﺎ اﺷﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﮫ ﻣﻦ اﻟ اﻣﺎت ﻣﻠﻘﺎة ﻋ ﻋﺎﺗﻖ اﳌﻮﺛﻖ‪ ،‬و ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻟ اﻣﺎت‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻻ ﺸ ﻞ إﻻ ﺴﺒﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺎﻧﻮن وﺣﺪﻩ ﻮ ﻣﻦ ﻳﺮﺳﻢ و ﺤﺪد ﻟﻠﻤﻮﺛﻖ ﺗﻘﻨﻴﺎت وﻓﻨﻴﺎت ﻞ‬
‫ﻋﻘﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ و ﺟﺮاﺋﻴﺔ ‪ ،‬واﻟ ﻳﺘﻌ ن ﻋﻠﻴﮫ ﻋﺪم ﺧﻼل ﺎ وإﻻ ﺎن ﻧ ﻴﺠﺔ ﻹﺧﻼﻟﮫ‬
‫ﺑﺎﻟ اﻣﺎﺗﮫ اﻟ ﻣﺮد ﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻗﻴﺎم اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻘﺼ ﻳﺔ‪.‬‬

‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬ﺗﺠﺎﻩ ا ﺎﻣﻊ ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﻴﺘ ن ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ اﳌﺪﻧﻴﺔ‬

‫ﺑـ ــﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﻄﺒﻴﻌـ ــﺔ اﳌﺘﻐ ـ ـ ة ﻟﺘـ ــﺪﺧﻞ اﳌﻮﺛـ ــﻖ ﻓﻘـ ــﺪ ارﺗـ ــﺄى ﻌـ ــﺾ اﻟﻔﻘـ ــﮫ ﺗﻄﺒﻴـ ــﻖ أﺣ ـ ــﺎم ـ ــﻞ ﻣـ ــﻦ‬
‫اﳌﺴ ــﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻘﺼـ ـ ﻳﺔ واﻟﻌﻘﺪﻳ ــﺔ ﻋ ـ ـ ﻋﻤ ــﻞ اﳌﻮﺛ ــﻖ إﻻ أ ـ ـﻢ اﺧﺘﻠﻔ ــﻮا –ﻓﻴﻤ ــﺎ ﺑﻴـ ـ ﻢ‪ -‬ﺣ ــﻮل ﻃﺒﻴﻌ ــﺔ ـ ــﺬا‬
‫اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ وذﻟﻚ إ ﻓﺮ ﻘ ن ‪:‬‬

‫‪ -‬ول ذ ــﺐ إ ـ ـ اﻗ ـ ـ اح ﻣﺒ ــﺪأ اﻟﺘﻄﺒﻴ ــﻖ اﳌﺘﻨـ ــﺎوب أو اﳌﺘﻌﺎﻗ ــﺐ ﻟﻘﻮاﻋ ــﺪ ـ ــﻞ ﻣ ــﻦ اﳌﺴ ــﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻘﺼـ ـ ﻳﺔ‬
‫واﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﺣﺴﺐ ﻇﺮوف ﻞ واﻗﻌﺔ و ﻤﺮاﻋﺎة اﻟﺸﺮوط اﻟ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻓ ﺎ أو ﻣﻦ ﺧﻼﻟ ﺎ اﳌﻮﺛﻖ‪.‬‬

‫‪342‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬ﺑﻠﺤﻮ ﻧﺴﻴﻢ ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﺴﻴﻠﺔ‬
‫وﻋ ذﻟﻚ ﺗﻄﺒﻖ ﻗﻮاﻋﺪ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻘﺼ ﻳﺔ أﺣﻴﺎﻧﺎ وﻗﻮاﻋﺪ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ أﺣﻴﺎﻧﺎ أﺧﺮى ‪،‬‬
‫و ﻜﺬا ﻓﺈن اﳌﻮﺛﻘ ن ﻳﺨﻀﻌﻮن ﻷﻧﻈﻤﺔ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ)‪.(21‬‬

‫‪ -‬اﻟﺜﺎ ﻲ و ﺮى ﻌﺪم اﻟ ﺴﻠﻴﻢ ﺑﻔﻜﺮة اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﳌﺘﻨﺎوب أو اﳌﺘﻌﺎﻗﺐ ﻷﺣ ﺎم ﻞ ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ‬

‫واﻟﺘﻘﺼ ﻳﺔ و ﻘ ح ﺑﺪﻻ ﻣ ﻤﺎ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ا ﺎﻣﻊ أو اﻟﺸﺎﻣﻞ ﳌﺒﺎدئ ﻛﻼ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺘ ن‪.‬‬
‫وﺗﻔﺼﻴﻞ ذﻟﻚ أن اﳌﻮﺛﻖ رﻏﻢ أﻧﮫ ﺿﺎﺑﻂ ﻋﻤﻮﻣﻲ إﻻ أن ﻮء ﻃﺮاف إﻟﻴﮫ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳ ﻮن إﺑﺮام‬
‫ﻋﻘﺪ ﻣﻌﮫ وﻣﻈ ﺮ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻮ ﻗﻴﺎم اﳌﻮﺛﻖ ﺑﺎﳌﻤﺎرﺳﺔ اﻟ ﻴﺤﺔ ﻟﻮﻇﻴﻔﺘﮫ ‪ ،‬ﻓﺈذا أﺧﻞ ﺑﻮاﺟﺒﺎﺗﮫ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ‬
‫ﻓﺈن ﻟﻠﻌﻤﻴﻞ أن ﻳﺨﺘﺎر ﻧﻈﺎم اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺬي ﻳ ﺄ ﻷﺣ ﺎﻣﮫ إﻻ أن وﺟﻮد اﻟﻌﻘﺪ ﻻ ﻳﻨﻔﻲ ﺣﻖ اﻟﻌﻤﻴﻞ‬
‫اﻟ ﻮء إ ﻗﻮاﻋﺪ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻘﺼ ﻳﺔ ﻋﻦ ﺿﺮار اﳌ ﺗﺒﺔ ﻋ ﺗﻘﺎﻋﺲ وإ ﻤﺎل اﳌﻮﺛﻖ أداء وﻇﺎﺋﻔﮫ‬
‫وﻣﻦ ﻨﺎ ﻧ ﻮن إزاء ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺣﺎﻻت ا ﻤﻊ ﺑ ن اﳌﺴﺆوﻟﻴﺘ ن)‪.(22‬‬

‫اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎ ﻲ ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻲ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻀﻤﻮن اﻟ اﻣﮫ اﳌ‬

‫إن ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﺘﻜﻴﻴﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ ﻓﻀﻞ ﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻋﻦ أﺧﻄﺎﺋﮫ اﳌ ﻨﻴﺔ‬
‫ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ ﺴﻮﻗ إ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺬا اﳌﺒﺤﺚ إ ﻣﻄﻠﺒ ن ‪ ،‬أﺧﺼﺺ ول ﺼﻮﺻﻴﺎت اﻟﻌﻤﻞ‬
‫اﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻲ ‪ ،‬ﻓﺤ ن أﺗﻄﺮق اﻟﺜﺎ ﻲ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻃﺒﻴﻌﺔ وﻣﻀﻤﻮن اﻟ اﻣﺎت اﳌﻮﺛﻖ اﳌ ﻨﻴﺔ‪.‬‬

‫اﳌﻄﻠﺐ ول ‪ :‬ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻲ‬

‫ﻳﺘﻤ اﳌﻮﺛﻖ أداﺋﮫ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻲ ﻌﺪة ﻣﻈﺎ ﺮ وﺧﺼﻮﺻﻴﺎت ﺗﻤ ﻩ ﻋﻦ ﻏ ﻩ ﻣﻦ أ ﺎب‬

‫اﳌ ﻦ ﺧﺮى وﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠﻚ اﳌ ﻦ اﳌﺸﺎ ﺔ ﻟ ﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺸ ﻞ ﺎﳌﺤﻀﺮ اﻟﻘﻀﺎ ﻲ وﻣﺤﺎﻓﻆ اﻟﺒﻴﻊ ﺑﺎﳌﺰاد‬
‫اﻟﻌﻠ ‪ ،‬ﻓ ﻮ إﻣﺎ أن ﻳﻮ ﻠﮫ اﻟﻌﻤﻴﻞ و ﻮن ﻣﺪﻳﺮا ﻷﻋﻤﺎﻟﮫ ‪ ،‬أو ﻳﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻌﮫ ﻋ إﻧﺠﺎز ﻋﻤﻞ ﻣﻌ ن ‪ ،‬وأﺧ ا‬
‫– و ﻮ ﺻﻞ – ﻓ ﻮ ﻳﻤﺎرس ﻋﻤﻠﮫ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ أﺣﺪ ﻣﻌﺎوﻧ ﺎ ﺑﻮﺻﻔﮫ‬
‫ﻗﺎ ﻟﻠﺮﺿﺎ و ﺗﻔﺎق وﻣﺴﺎﻋﺪا ﻟﻠﻘﻀﺎء ا ﺼﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع ول ‪ :‬اﻟﺘﻮﻛﻴﻞ وإدارة ﻋﻤﺎل‬

‫ﻣﻦ اﳌﻌﻠﻮم أن اﻟﻮﻛﻴﻞ ﻳﻘﻮم ﻌﻤﻞ ﻗﺎﻧﻮ ﻲ ﺑﺎﺳﻢ و ﺴﺎب اﳌﻮ ﻞ )اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ( ‪ ،‬ﻏ أﻧﮫ‬
‫ﻳﻼﺣﻆ أن اﳌﻮﺛﻖ ﻻ ﻳﻮ ﻞ أﻣﻮر ﻋﺎﻣﺔ ﳌﻮ ﻠﮫ وإﻧﻤﺎ ﻳ ﻮن ذﻟﻚ ﺣﺪود اﺧﺘﺼﺎﺻﮫ اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﻓﻘﻂ)‪، (23‬‬
‫و ﻮ ذات اﻟﻮﻗﺖ وﻛﻴﻼ وﻣﻔﻮﺿﺎ ﻋﻦ اﻟﺪوﻟﺔ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺧﺘﺼﺎص ﺻﻴﻞ‪.‬‬

‫و ﻀﺎف ﻟﺬﻟﻚ أن اﳌﻮﺛﻖ ﻻ ﻳﻤﺜﻞ اﻟﻌﻤﻴﻞ ﻻ ﻷﻧﮫ ﻳﺠﺐ أن ﻳ ﻮن ﻃﺮﻓﺎ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﺑﮫ‪،‬‬
‫ﺣﻴﺚ أن اﻟﻨﺎﺋﺐ أو اﻟﻮﻛﻴﻞ ﻟ ﺲ ﻃﺮﻓﺎ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﻳﺒﺎﺷﺮﻩ ﳌﻮ ﻠﮫ وإﻧﻤﺎ ﻳ ﺸﺄ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻀﻤﻮن ﻣ ﻨﺔ‬
‫اﳌﻮﺛﻖ اﻟ ﺗﻘﻮم ﻋ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺘﺼﺮف وﻟ ﺲ إﻧﺠﺎزﻩ‪ ،‬وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﺤﺼﻞ اﳌﻮﺛﻖ ﻋ ﺗﻔﻮ ﺾ ﻣﻦ اﳌﻮ ﻞ‬
‫أو اﻟﻌﻤﻴﻞ‪ ،‬إﻻ أن ﺬا اﻟﺘﻔﻮ ﺾ ﻻ ﻳ ﻮن ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺑﺈﻧﺠﺎز أﻋﻤﺎل وﻇﻴﻔﺘﮫ ﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﻞ ﻮ أﻣﺮ ﺛﺎﻧﻮي أو‬
‫‪343‬‬
‫اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﻮﺛﻖ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ﻓﺮ ﻛﺘﻠﻚ ﺟﺮاءات اﻟ ﻗﺪ ﻳﺘﺨﺬ ﺎ اﳌﻮﺛﻖ ﺑﺼﻔﺘﮫ وﻛﻴﻼ ﻋﻦ أﺣﺪ ﻃﺮ اﻟﻌﻘﺪ ﺎﺳﺘﻼﻣﮫ اﻟﺪﻓ‬
‫اﻟﻌﻘﺎري ﻣﻦ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﺔ أو ﻃﻠﺒﮫ ﺷ ﺎدة ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻘﺎر‪...‬ا وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻜﻴﻴﻔﮫ ﻋ أﻧﮫ ﻣﻦ‬
‫ﻗﺒﻴﻞ إدارة ﻋﻤﺎل و ﺬﻩ ا ﺎﻟﺔ ﻳﺘﺪﺧﻞ اﳌﻮﺛﻖ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ – ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺘﻔﻮ ﺾ‪ -‬ﻹﻧﺠﺎز اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻤﺎ ﻗﺪ‬
‫ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻌﮫ ﺷ ﺔ ﺗﺠﺎوز ﺣﺪود وﻇﻴﻔﺘﮫ اﳌ ﻨﻴﺔ)‪.(24‬‬

‫ﺟﺰء‬ ‫وإذا ﺎن اﻟﺘﻔﻮ ﺾ وإدارة ﻋﻤﺎل ﻗﺪ ﻳﻔﺴﺮ ﻞ ﻣ ﻤﺎ – ﻌﺾ ﺣﻴﺎن‪ -‬ﺸﺎط اﳌﻮﺛﻖ‬

‫ﻣﻨﮫ ‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺴﺎ ﻤﺎ وﻟﻮﺣﺪ ﻤﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟ ﺸﺎط اﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻲ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ ‪ :‬اﻟﻮﺟﮫ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪي اﳌﻤ ﻟﻌﻤﻞ اﳌﻮﺛﻖ‬

‫ﻻ ﺗﺒﺪو اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻋﻤﻞ اﳌﻮﺛﻖ وا ﺔ ‪ ،‬ذﻟﻚ ﻴﺢ أﻧﮫ ﻻ ﺴﺘﻄﻴﻊ رﻓﺾ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ‬
‫ﺑﺎﻟ ﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﻤﻴﻞ اﻟﺬي ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﮫ ذﻟﻚ ﺬا ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ‪ ،‬وﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻓﺈن ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻌﺎب ﻟﮫ ﻃﺒﻴﻌﺔ‬
‫ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮ ﻖ ﺟﺪاول اﻟﺮﺳﻮم اﻟ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻃﺮاف ﺣﻴﺎﻟ ﺎ أي ﻣﺮوﻧﺔ أو ﺣﺮﺔ ﻣﻨﺎﻗﺸ ﺎ)‪.(25‬‬

‫وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﮫ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﻮﺟﻮد ﻣﻈ ﺮ ﻌﺎﻗﺪي ﻏ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻤﻨﺎزﻋﺔ ﻟﺘﺪﺧﻞ اﳌﻮﺛﻖ ﻣﻦ ﺧﻼل‬
‫ﺳ اﻟﻌﻤﻴﻞ اﻟﺬي ﻳﻤﺎرس ﺣﺮﺔ ﺧﺘﻴﺎر ﻟﻠﻤﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑ ن اﳌﻮﺛﻘ ن و ﻮﺋﮫ إ واﺣﺪ ﻣ ﻢ ﻌﻴﻨﮫ ﻟ ﻲ ﻳﻨﺠﺰ‬
‫ﻟﮫ اﻟﻌﻤﻞ اﳌﻄﻠﻮب و ﺬا ﻣﺎ أﻛﺪ ﻋﻠﻴﮫ ﻗﻀﺎء ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﻔﺮ ﺴﻴﺔ ﻐﺮﻓ ﺎ اﳌﺪﻧﻴﺔ اﻟﻘﺮار اﻟﺼﺎدر‬
‫ﺑﺘﺎر ﺦ ‪.(26) 1973-04-11 :‬‬

‫وﻟﻜﻦ ﺗﺠﺪر ﺷﺎرة إ أن ﻣﺜﻞ ﺬا اﳌﻈ ﺮ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪي اﻟﻀﻴﻖ ﻻ ﻳﻔﺴﺮ ﻞ ﺸﺎط اﳌﻮﺛﻖ ﻣﻤﺎ‬
‫ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻌﮫ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﻻ ﻳﺼ أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻌﻤﻠﮫ ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬اﻟﻌﻨﺼﺮاﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ )اﻟﻨﻈﺎﻣﻲ(‬

‫ﺸ ﻞ اﳌﻮﺛﻖ ﺟﺰءا ﻣـﻦ اﻟﻨﻈـﺎم اﻟﻘـﺎﻧﻮ ﻲ ﻟﻠﺪوﻟـﺔ ﻓ ـﻮ ﻳﺒﺎﺷـﺮﻣ ﻨﺘـﮫ ﻹﺛﺒـﺎت ﻋﻤـﺎل اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـﺔ ﻟﻸﻓـﺮاد‬
‫)اﳌﻌـﺎﻣﻼت اﻟﻌﻘﺎر ــﺔ ‪ ،‬اﻟﺘ ﻋـﺎت ‪ ،‬اﻟــﺮ ﻦ ‪ ،‬اﻟـﺰواج ‪...‬ا ـ ( وإذا ـﺎن اﳌﻮﺛــﻖ ﻳﻤـﺎرس ﻣ ــﺎم ﺧﺎﺻـﺔ وﻣﺘﻌــﺪدة‬
‫ﻓﺈن ﻣ ﻤﺘﮫ اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ أ ﻤ ﺎ ﻋ ﻃﻼق‪.‬‬

‫واﳌﻮﺛﻖ ﺣﻴﻨﻤـﺎ ﻳﻤـﺎرس ﻣ ﻤﺘـﮫ إﻧﻤـﺎ ﻳﻤﺎرﺳـ ﺎ ﺑﺎﺳـﺘﻘﻼل ﻋـﻦ ﻴﻤﻨـﺔ أو ﺗـﺄﺛ ﻓـﺮاد و ـﻮ ﻣـﺎ ﻳ ـ ﻢ ﻣـﻊ‬
‫اﳌﻐــﺰى ﻣ ــﻦ إ ﺸ ــﺎء وﻇﻴﻔ ــﺔ اﳌﻮﺛــﻖ أﻻ و ــﻮ ﺿ ــﻤﺎن ﺗﺤﻘﻴ ــﻖ ﻣ ــﻦ اﻟﻘــﺎﻧﻮ ﻲ ﺳ ــﻮاء ﺑﺎﻟ ﺴ ــﺒﺔ ﻟﻸﻋﻤ ــﺎل اﻟ ـ‬
‫ﺗﺨﻀــﻊ ﳌﻘﺘ ـ اﻟﺸــﺮﻋﻴﺔ أو اﻟ ـ ﺔ اﻟ ـ ﻳﻄﺎﻟــﺐ ــﺎ ﻃــﺮاف ﻟ ــﺬﻩ ﻋﻤــﺎل أو ﺑﺎﻟ ﺴــﺒﺔ ﻟﻸﻋﻤــﺎل اﻟ ـ‬
‫ﻳﺮﻏﺐ ﻃﺮاف ﺑﺘﻮﺛﻴﻘ ﺎ ‪ ،‬و ﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ﻓﺈن اﳌﻮﺛﻖ ﻳﺆدي واﺟﺒﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻟﻠﺸﺮﻋﻴﺔ)‪.(27‬‬

‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎ ﻲ ‪ :‬ﻃﺒﻴﻌﺔ وﻣﻀﻤﻮن اﻟ اﻣﺎت اﳌﻮﺛﻖ اﳌ ﻨﻴﺔ‬

‫‪344‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬ﺑﻠﺤﻮ ﻧﺴﻴﻢ ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﺴﻴﻠﺔ‬
‫ﻗﺪ ﻳ ﻮن اﳌﺪﻳﻦ ﻣﻠ ﻣﺎ ﺑﺎﺳ ﻴﻔﺎء واﻗﻌﺔ ﻣﺤﺪدة ‪ ،‬ﻓﻴ ﻮن اﻟ اﻣـﮫ ﺣﻴ ﺌﺬ اﻟ اﻣﺎ ﻣﺤﺪدا ﺑﺪﻗـﺔ ‪ ،‬وﻻ‬
‫ﻳ ﻮن ﻗﺪ و ﺑﮫ إﻻ إذا ﺗﺤﻘﻘﺖ اﻟﻨ ﻴﺠﺔ اﳌﻄﻠﻮ ﺔ ‪ ،‬وﻗﺪ ﻳ ﻮن ﻣﻠ ﻣﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﺄن ﻳﻘﺪم ﻋﻨﺎﻳﺔ ‪ ،‬وأن ﻳﺒـﺬل‬
‫ﺳ ﻴـﻞ ذﻟﻚ ﺣﺮﺻﮫ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﺻﻮل إ ﺗﻠﻚ اﻟﻨ ﻴﺠﺔ‪ ،‬وﻗﺪ ﺟﺮت ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻔﻘﮫ ﻋ ﺴﻤﻴﺔ اﻟﻨﻮع‬
‫ول ﺑﺎﻻﻟ ام ﺑﻨ ﻴﺠﺔ‪ ،‬وﻋ ﺴﻤﻴﺔ اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎ ﻲ ﺑﺎﻻﻟ ام اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻳﺔ وا ﺮص‪ ،‬وأن ﻣﻌﻴﺎر اﻟﺘﻤﻴ‬
‫ﺑﻴ ﻤﺎ ﻮ درﺟﺔ اﺣﺘﻤﺎل ﺗﺤﻘﻖ اﻟﻨ ﻴﺠﺔ اﻟ ﻳ ﺘﻐ ﺎ اﻟﺪاﺋﻦ)‪.(28‬‬
‫وإذا ﺎن ﻣﺮ وا ﺎل ﺬﻩ ﻓﻤﺎ ﻃﺒﻴﻌﺔ وﻣﻀﻤﻮن اﻟ ام اﳌﻮﺛﻖ أﺛﻨﺎء ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟ اﻣﺎﺗﮫ اﳌ ﻨﻴﺔ‬
‫و ﻞ ﻮ ﻣﻠﺰم ﻋﻤﻠﮫ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧ ﻴﺠﺔ ﻣﺤﺪدة أم ﺑﺒﺬل ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺣﺮ ﺼﺔ و ﺎﻓﻴﺔ ﻓﻘﻂ ؟‬

‫اﻟﻔﺮع ول ‪ :‬أ ﻤﻴﺔ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑ ن ﻟ ام ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧ ﻴﺠﺔ و ﻟ ام ﺑﺒﺬل ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‬

‫اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ ﻛﺒﺎ اﻟﻌﻠﻮم ﺗﻮﺟﺪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺴﻴﻤﺎت و ﻞ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻣ ﺎ ﻳﺮﺗﺐ ﻧﺘﺎﺋﺞ‬
‫ﺎﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ‪ ،‬ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺨﻀﻊ ﻞ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻣ ﺎ ﻟﻘﻮاﻋﺪ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼ ﻨﺎك‬
‫ﺣﻘﻮق واﻟ اﻣﺎت ‪ ،‬وﺗﻨﻘﺴﻢ ا ﻘﻮق إ ﺣﻘﻮق ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻓ ﺎ ﺑﺎﻟﺒﻴﻊ واﻟﺸﺮاء وﺣﻘﻮق ﻏ‬
‫اﳌﺎﻟﻴﺔ وﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟ ﺼﻴﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ أو اﳌﻌﻨﻮ ﺔ‪.‬‬

‫و ﻘﺎﺑﻞ ﻞ ﺣﻖ اﻟ ام ‪ ،‬وﺗﺨﺘﻠﻒ ﻟ اﻣﺎت ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴ ﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺼﺪر ﺎ وﻃﺮ ﻘﺔ أدا ﺎ‬

‫وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻀﻤﻮ ﺎ وﻣﺪى ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﮫ ﻞ اﻟ ام ﻣﻦ ﻋﻤﻞ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻻﻟ ام ﻗﺪ ﻳﺠﺪ ﻣﺼﺪرﻩ اﻟﻌﻘﺪ ﻓ ﺴ ﻋﻨﺪﺋﺬ ﺑﺎﻻﻟ ام اﻟﻌﻘﺪي ‪ ،‬و ﻞ اﻟ ام ﻣﻦ ﺬا‬

‫اﻟﻘﺒﻴﻞ ﻋ ﻃﺮف ﻳﻘﺎﺑﻠﮫ ﺣﻖ ﻟﻠﻄﺮف ﺧﺮ وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺆدي ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﮫ إ ﻗﻴﺎم اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ‪ ،‬وﻗﺪ‬
‫ﺬﻩ ا ﺎﻟﺔ ﺑﺎﻻﻟ ام اﻟﺘﻘﺼ ي أو ﺷﺒﮫ اﻟﺘﻘﺼ ي )‪.(29‬‬ ‫ﻳ ﻮن ﻣﺼﺪر ﻟ ام ﻮ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺴ‬
‫ء أو‬ ‫و ﻨﻮع ﻟ ام ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻃﺒﻴﻌﺘﮫ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻳ ﻮن اﻟ اﻣﺎ اﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ إﻻ ﺑﺈﻋﻄﺎء‬
‫ﻗﻴﺎم ﻌﻤﻞ ﻣﻌ ن ‪ ،‬وﻗﺪ ﻳ ﻮن ﻟ ام ﺳﻠﺒﻴﺎ ﻣﺘﻤﺜﻼ ﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﻣﻌ ن ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻟ ام أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﻀﻤﻮﻧﮫ وﻣﺪاﻩ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻳﻠ م اﳌﺪﻳﻦ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧ ﻴﺠﺔ‬
‫ﻧﻈﺮ اﻟﺒﻌﺾ اﻟ اﻣﺎ ﺑﻨ ﻴﺠﺔ ‪ ،‬و ﻧﻈﺮ ﻌﺾ ﺧﺮ اﻟ اﻣﺎ ﻣﺤﺪدا ‪ ،‬وﻗﺪ ﻳﻠ م‬ ‫ﻣﺤﺪدة ﻟﻠﺪاﺋﻦ و ﺴ‬
‫اﳌﺪﻳﻦ ﺑﺒﺬل اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ وا ﺮص دون أن ﻳ ﻮن ﻣﻠﺰﻣﺎ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨ ﻴﺠﺔ و ﻌﺘ ﻣﺆدﻳﺎ ﻻﻟ اﻣﮫ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﺬﻟﮫ‬
‫ﺬﻩ ا ﺎﻟﺔ ﻋﻨﺪ ﻧﻈﺮ اﻟﺒﻌﺾ اﻟ اﻣﺎ ﺑﺒﺬل ﻋﻨﺎﻳﺔ‬ ‫ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ وإن ﻟﻢ ﺗﺘﺤﻘﻖ اﻟﻨ ﻴﺠﺔ اﳌﺮﺟﻮة و ﺴ‬
‫ﻣﻌﻴﻨﺔ و ﻧﻈﺮ اﻟﺒﻌﺾ ﺧﺮ اﻟ اﻣﺎ ﺑﻮﺳﻴﻠﺔ ‪.‬‬

‫ﻟ اﻣﺎت ﻻ ﻳﺰال ﺴﻴﻄﺮ ﻋ ﻓﻜﺮ اﻟﻜﺜ ﻣﻦ‬ ‫إن ﺬا اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺑ ن ﺬﻳﻦ اﻟﻨﻮﻋ ن ﻣﻦ‬
‫اﻟﻔﻘ ﺎء ﻧﻈﺮا ﻷ ﻤﻴﺔ ﺬا اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ وﻣﺎ ﻳ ﺗﺐ ﻋﻠﻴﮫ ﻣﻦ آﺛﺎر ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ‪ ،‬وﻟﻘﺪ ﻋﺮف اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺮوﻣﺎ ﻲ ﺬﻩ‬
‫ﻟ اﻣﺎت اﻟ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺎﻧﺖ ﻟ اﻣﺎت‬ ‫اﻟﺘﻘﺴﻴﻤﺎت ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﻌﻴﺪ وﺧﺎﺻﺔ‬

‫‪345‬‬
‫اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﻮﺛﻖ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ﻟ ام ﺑﺒﺬل اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ و ﻟ ام ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧ ﻴﺠﺔ ‪ ،‬وﻗﺪ ﻇ ﺮت أ ﻤﻴﺔ ﺬا‬ ‫ﺗﻘﺴﻢ إ ﻧﻮﻋ ن ‪ ،‬و‬
‫ﻋﻘﻮد ﺗﺎر ﺨﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺎﻧﺖ ﻟ ﺎ أ ﻤﻴ ﺎ ﺑﺎﻟ ﺴﺒﺔ ﻟﻠﺪاﺋﻦ ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻨﺎك ﻌﺾ‬ ‫اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻣﺤﻞ ا ﺪﻳﺚ‬
‫ﺑﺄداء ﻋﻤﻞ ﻣﺤﺪد ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻟﻢ ﻳﻘﻢ ﺑﺄداﺋﮫ ﺗﻨﻌﻘﺪ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﮫ ﻋﻨﺪ ﻋﺪم اﻟﻘﻴﺎم‬ ‫اﻟﻌﻘﻮد ﻳﻠ م اﳌﺪﻳﻦ ﻓ ﺎ‬
‫ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﮫ إﻻ إذا اﺛ ﺖ وﺟﻮد ﺳ ﺐ أﺟﻨ ﺣﺎل ﺑ ﻨﮫ و ن اﻟﻘﻴﺎم ﺑ ﻨﻔﻴﺬ‬ ‫ﺑﺬﻟﻚ ﻟ ام وﻻ ﺗ ﺘﻔﻲ‬
‫اﻟ اﻣﮫ)‪.(30‬‬
‫ﻟ ام اﻟﺴﺎﻟﻔﻲ اﻟﺬﻛﺮ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻋﺪة وﺟﻮﻩ‬ ‫وﺗﻈ ﺮ أ ﻤﻴﺔ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑ ن ﻧﻮ‬
‫أ ﻤ ﺎ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ /‬ﻓﺄﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﳌﺪﻳﻦ ﺸﺎط ﻣﻌ ن ﻳﺆﻣﻞ ﻣﻦ وراﺋﮫ ﺪف ﻣﺤﺪد ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻟﻢ ﺗﺘﺤﻘﻖ اﻟﻨ ﻴﺠﺔ‬
‫اﳌﻄﻠﻮ ﺔ ﻓﺈن اﻟﺪاﺋﻦ ﻳﺼ ﺒﮫ ﺿﺮر وا ‪ ،‬و ﺬا اﻟﻀﺮر ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻘﻴﺎم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺪﻳﻦ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻨﻔﺬ‬
‫ﻟ ام اﳌﺤﺪد اﻟﺬي ﻌ ﺪ ﺑﮫ ‪ ،‬أو اﻟﺬي ﻳﻔﺮﺿﮫ ﻋﻠﻴﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮن و ﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ ﻟ ام ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ‬
‫ﻧ ﻴﺠﺔ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ اﳌﺪﻳﻦ اﻟﻘﺪرة ﻋ اﻟﺘﺤﻠﻞ ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺑﻄﺮح ﺻﻌﻮ ﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ أو ﻋﻘﺒﺎت ﺎﻧﺖ ﻣﺎ ﻌﺎ‬
‫اﻟﺴ ﺐ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ‬ ‫دون ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨ ﻴﺠﺔ اﳌﺮﺟﻮة و ﻌﺘ اﻟﻘﻮة اﻟﻘﺎ ﺮة أو اﻟﺴ ﺐ ﺟﻨ‬
‫ﻟﻠﻤﺪﻳﻦ ﻋﺘﺬار ﺑﮫ ﻋﻨﺪ ﻋﺪم ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻟ ام ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧ ﻴﺠﺔ)‪.(31‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ /‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟ ﺴﺒﺔ ﻟﻼﻟ ام ﺑﺒﺬل اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ أو ﺑﻮﺳﻴﻠﺔ ﻓﻼ ﻳ ﻮن اﳌﺪﻳﻦ ﻣﻄﺎﻟﺒﺎ ﺳﻮى ﺑﺒﺬل اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﳌﻌﺘﺎدة‬
‫اﻟﺬي ﻳﺒﺬﻟ ﺎ اﻟﺮﺟﻞ اﳌﻌﺘﺎد ﻧﻔﺲ اﻟﻈﺮوف اﻟ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺎﳌﺪﻳﻦ ﻋﻨﺪ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟ اﻣﮫ ‪ ،‬وﻻ ﻳ ﻮن ﻣﺴﺌﻮﻻ‬
‫إذا ﻗﺎم ﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟ ﺺ اﳌﻌﺘﺎد ﺣ وﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﺘﺤﻘﻖ اﻟﻨ ﻴﺠﺔ اﳌﺮﺟﻮة ‪ ،‬وﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ﻻ ﺗﻘﻮم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ‬
‫اﻟﻄﺒ ﺐ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨ ﻴﺠﺔ و ﺷﻔﺎء اﳌﺮﺾ وإﻧﻤﺎ ﺗﻨﻌﻘﺪ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﮫ ﺑﻤﺠﺮد إ ﻤﺎﻟﮫ وﻋﺪم‬
‫ﺑﺬل اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟﻼزﻣﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﻌﻴﺎر اﳌﻮﺿﻮ ‪ ،‬و ﻮ ﻋﻨﺎﻳﺔ اﻟﺮﺟﻞ اﳌﻌﺘﺎد‪.‬‬
‫و ﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ ﻟ ام وﻟ ﻲ ﺗﻘﻮم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺪﻳﻦ ﻳﺠﺐ ﻋ اﻟﺪاﺋﻦ أن ﻳﺜ ﺖ ﺧﻄﺄ‬
‫وإ ﻤﺎل اﳌﺪﻳﻦ ﻷن اﻟﺪاﺋﻦ ﻮ اﻟﺬي ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﮫ ﻋﺐء ﺛﺒﺎت ﻷن اﻟ ام ﻣﺪﻳﻨﮫ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﻋﻨﺎﻳﺔ وﻟ ﺲ‬
‫ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧ ﻴﺠﺔ)‪.(32‬‬

‫و ﺘ ﻣﻦ ﺬا اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ أﻧﮫ ﻧﻄﺎق ﻟ اﻣﺎت اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻳﺘﻌ ﺪ اﳌﺪﻳﻦ ﺑﺤﺮﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎم‬
‫ﺑﺎﻻﻟ ام وﻓﻘﺎ ﻟﻘﺪرﺗﮫ وإﻣ ﺎﻧﻴﺎﺗﮫ ‪ ،‬و ﺠﺐ أن ﻳﻘﻮم ﺑﻤﺎ ﻌ ﺪ ﺑﮫ ﺑﺪون ز ﺎدة ﻋ ذﻟﻚ و ﺘﻢ ﺬا اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ‬
‫ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻃﺮاف ﻗﺒﻞ أن ﺗﺜﺎر اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ‪ ،‬و ﺘﺎ ﻓﺈن اﳌﺪﻳﻦ أﻣﺎ أن ﻳﺘﻌ ﺪ ﻣﻮاﺟ ﺔ اﻟﺪاﺋﻦ ﺑﺄن‬
‫ﻳﺤﻘﻖ ﻟﮫ ﻧ ﻴﺠﺔ ﻣﺤﺪدة ‪ ،‬أو أن ﻳﻘﻮم ﻌﻤﻞ ﻣﻌ ن ‪ ،‬وأﻣﺎ أن ﻳﺘﻌ ﺪ ﻣﻮاﺟ ﺘﮫ ﺑﺒﺬل اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﳌﻄﻠﻮ ﺔ‬
‫ﻟﻀﻤﺎن ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨ ﻴﺠﺔ ‪.‬‬

‫و ﺗﻜﻤﻦ ﻓﺎﺋﺪة ﺬا اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻀﻤﻮن ﻟ ام وﻧﻄﺎﻗﮫ اﻟﺬي ﻳﻈ ﺮ أﺛﺮﻩ إﻋﻄﺎء‬

‫ﻓﻜﺮة ا ﻄﺄ ﻗﻴﻤ ﺎ ا ﻘﻴﻘﻴﺔ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻟ ام ﻟﮫ أﺛﺮﻋ ﻓﻜﺮة ﻋﺐء ﺛﺒﺎت ‪ ،‬و ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺤﺪﻳﺪ‬
‫‪346‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬ﺑﻠﺤﻮ ﻧﺴﻴﻢ ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﺴﻴﻠﺔ‬
‫ﺣﺎﻻت اﻧﺘﻔﺎء اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ‪ ،‬إذ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤﺪد ﻣﻀﻤﻮن اﻟ ام اﳌﺪﻳﻦ ﺑﺄﻧﮫ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧ ﻴﺠﺔ ﻳﻜﻔﻲ أن ﻳﻘﻮم‬
‫اﻟﺪاﺋﻦ ﺑﺈﺛﺒﺎت واﻗﻌﺔ واﺣﺪة و ﻋﺪم ﺗﺤﻘﻖ اﻟﻨ ﻴﺠﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻠﻴﺔ أم ﺟﺰﺋﻴﺔ ‪ ،‬ﺛﻢ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى ﻳﺄ ﻲ‬
‫دور اﳌﺪﻳﻦ إﺛﺒﺎﺗﮫ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟ اﻣﮫ ﻣﻦ ﺧﻼل إﺛﺒﺎت ﺗﺤﻘﻖ اﻟﻨ ﻴﺠﺔ وﻻ ﻌﻔﻴﮫ ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﻋﺪم ﺗﺤﻘﻴﻘﮫ ﻟﻠﻨ ﻴﺠﺔ اﳌﺮﺟﻮة إﻻ إﺛﺒﺎت وﺟﻮد ﻗﻮة ﻗﺎ ﺮة أو ﺳ ﺐ أﺟﻨ ﻳﻤﻨﻌﮫ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ‪.‬‬

‫و ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘﻮل ‪ ...‬أن اﻟﺪاﺋﻦ ﻞ اﻟ ام ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧ ﻴﺠﺔ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﮫ ﻋﺐء إﺛﺒﺎت ا ﻄﺄ‬
‫اﳌﺪﻳﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ أو ﻋﺪم ﺗﺤﻘﻖ اﻟﻨ ﻴﺠﺔ و ﺎﻟﻌﻜﺲ ﻓﺈن اﻟﺪاﺋﻦ ﻣﻠﺰم ﺑﺈﺛﺒﺎت ا ﻄﺄ اﳌﺘﻤﺜﻞ‬
‫ﺗﻘﺼ اﳌﺪﻳﻦ أو إ ﻤﺎﻟﮫ ﺣﺎﻟﺔ ﻟ ام ﺑﺒﺬل اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ ‪ :‬اﻟ اﻣﺎت اﳌﻮﺛﻖ اﳌ ﻨﻴﺔ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧ ﻴﺠﺔ‬

‫اﻟ ﺸﺎط اﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻲ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ا ﺎﻻت اﻟ ﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓ ﺎ اﳌﻮﺛﻖ‬
‫ﻣﺴﺘﻌﻴﻨﺎ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ا ﺎل ﺑﻤﻌﻄﻴﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ‪ ،‬ا ﺪﻳﺜﺔ و اﳌﺘﻄﻮرة و ﻣﺴﺎﻳﺮﺗﮫ ﺮﻛﻴﺔ اﻟ ﺸﺮ ﻊ و ﺧ ﺗﮫ أن‬
‫ﻳﻘﺪم ﻟﺰ ﺎﺋﻨﮫ ﻧ ﻴﺠﺔ ﺗﻮﺛﻴﻘﻴﺔ ﻣﺤﺪدة ﻻ ﻳﺘﻄﺮق إﻟ ﺎ اﻟﺸﻚ ‪ ،‬أي ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻻ ﺗﻘﺪر ﺿﻮء ﺣﺘﻤﺎل و‬
‫اﻟﺘﺨﻤ ن ‪ ،‬و ﺴ اﻟ اﻣﮫ ﺬﻩ ا ﺎﻟﺔ اﻟ اﻣﺎ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧ ﻴﺠﺔ‪.‬‬

‫و ﻌﺒﺎرة أﺧﺮى‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻌﻠﺔ وراء اﻟ ام اﳌﻮﺛﻖ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧ ﻴﺠﺔ ﻣﺤﺪدة ﺗﻠﻚ ا ﺎﻻت ﺗﻜﻤﻦ‬
‫أﺳﺎﺳﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﻄﻮي ﻋﻠﻴﮫ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻲ ‪ -‬ﻣﻌﻈﻢ ﺣﺎﻻﺗﮫ‪ -‬ﻣﻦ ﻏﻠﺒﺔ و ﺗﻔﻮق ﻋﻨﺼﺮ اﻟﻴﻘ ن و ا ﺰم‬
‫ﻋ ﻋﻨﺼﺮ ﺣﺘﻤﺎل ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨ ﻴﺠﺔ ‪ ،‬ﻣﺮ اﻟﺬي ﻳ ر ﺧﺮوج و اﺑﺘﻌﺎد اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻲ ﻛﺄﺻﻞ ﻋﺎم‬
‫ﻋﻦ ﻓﻜﺮة اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟ ﺗﺪور ﺣﻮﻟ ﺎ ﻌﺾ أﻋﻤﺎل اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ﻣﺠﺎﻻت ﺿﻴﻘﺔ ﻧﻈﺮا ﻟﺘﻀﺎﻓﺮ ﻋﻮاﻣﻞ ﻛﺜ ة‬
‫ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﻨ ﻴﺠﺔ اﳌﺮﺟﻮة اﺳ ﻨﺎدا إﻟ ﺎ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮة اﳌﻮﺛﻖ‪.‬‬

‫و ﻳ ﺗﺐ ﻋ ذﻟﻚ ‪ ،‬اﻟ ام اﳌﻮﺛﻖ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧ ﻴﺠﺔ ﻣﺤﺪدة أﺛﻨﺎء ﺗﺮﺳﻴﻢ اﻟﻌﻘﺪ و اﺗﺨﺎذ إﺟﺮاءاﺗﮫ‬
‫اﳌﺘﻄﻠﺒﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ‪ ،‬ﻓ ﻮ ﻳﻠ م ﺑ ﺔ ﻣﻮاﺋﻤﺔ ﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ و ﻋﺪم ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﮫ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﻠ م‬
‫ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﺤﺮي ﻣﺪى ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﺸﺮوط اﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ) ﻠﻴﺔ ‪ ،‬اﳌﺤﻞ‪ ،‬اﻟﺴ ﺐ( وﻛﺬا اﻟﺸﺮوط اﻟﺸ ﻠﻴﺔ‬
‫‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﻠ م أﻳﻀﺎ ﺑﺤﺴﺎب ﻣﺼﺎر ﻒ اﻟﻌﻘﺪ و اﻟﺮﺳﻮم اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﻮاﺟﺒﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻟﺘﺤﺼﻴﻠ ﺎ وأﺧ ا ﻓ ﻮ‬
‫ﻴﻞ و‬ ‫ﻳﻠ م ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺘﺤﺮ ﺮ اﻟﻌﻘﺪ و ﻛﺘﺎﺑﺘﮫ و اﺗﺨﺎذ ﺟﺮاءات اﻟﻮاﺟﺒﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ذﻟﻚ اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻦ‬
‫وﻣﺴﺘﺨﺮﺟﺎت ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻌﻘﺪ‪.‬‬ ‫إﺷ ﺎرو إﻋﻼن ﺛﻢ ﺗﻤﻜ ن ﻃﺮاف ﺑ‬

‫ﻟ اﻣﺎت أو ﻌﻀ ﺎ ‪ ،‬أو ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺎ ﺗﻨﻔﻴﺬا ﻣﻌﻴﺒﺎ أو ﻧﺎﻗﺼﺎ ﻌ أن‬ ‫ﻓﻌﺪم ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻞ ﺬﻩ‬
‫اﳌﻮﺛﻖ ﻗﺪ أﺧﻞ ﺑﺎﻟ اﻣﺎﺗﮫ‪.‬‬

‫ﻟ ام‬ ‫اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻲ إ‬ ‫ﻟ ام ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧ ﻴﺠﺔ ﻣﺤﺪدة‬ ‫وﻋ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﮫ ﻳﻤﻜﻦ رد‬
‫ﻋﻦ ﻣﺪى ﻣﻮاﺋﻤﺔ ﻣﺸﺮوع اﻟﻌﻘﺪ وﻋﺪم ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﮫ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ‪ ،‬وﻋﻦ ﻟ ام ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻣﺪى‬ ‫اﻟﻨﺎ‬

‫‪347‬‬
‫اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﻮﺛﻖ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ﺔ اﻟﻌﻘﻮد اﳌﻮﺛﻘﺔ ﺷﻜﻼ و ﻣﻀﻤﻮﻧﺎ ‪ ،‬و ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺣﺴﺎب ﻣﺼﺎرﻒ اﻟﻌﻘﺪ واﻟﺮﺳﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬
‫و اﳌﺴﺘﺨﺮﺟﺎت ﻷﻃﺮاف اﻟﻌﻘﺪ‪ ،‬وﺳﻮف ﺴﺘﻌﺮض‬ ‫اﻟﻮاﺟﺒﺔ‪ ،‬و أﺧ ا ﻟ ام اﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﺴﻠﻴﻢ اﻟ‬
‫ﻟﻼﻟ ام اﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﻞ ﺬﻩ ﻋﻤﺎل‪.‬‬

‫ﻋﻦ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻋﺪم ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻣﺸﺮوع ﺗﻔﺎق ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ‬ ‫أوﻻ‪ /‬ﻟ ام اﻟﻨﺎ‬
‫داﺧﻞ اﳌﻜﺘﺐ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﻟﻠﺘﻮﺛﻴﻖ ‪ ،‬و ﻧﻄﺎق اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻲ ﻳﺘﻠﻘﻰ اﳌﻮﺛﻖ ﻳﻮﻣﻴﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ‬
‫ﺗﻔﺎﻗﺎت ﺑ ن ﻃﺮاف ﻌﺮض ﻋﻠﻴﮫ ﻐﻴﺔ ﺗﺮﺳﻴﻤ ﺎ و ﺗﻮﺛﻴﻘ ﺎ ‪ ،‬ﺬﻩ اﳌﺸﺎر ﻊ أو اﳌﻌﻄﻴﺎت اﻟ ﻳﺘﻠﻘﺎ ﺎ‬
‫اﳌﻮﺛﻖ ﻗﺪ ﺗ ﻮن ﻣﻮاﺋﻤﺔ ﻣﻊ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ و ﻧﻈﻤﺔ اﳌﻌﻤﻮل ﺎ وﻻ ﺗﺨﺎﻟﻔ ﺎ وﻣﻦ ﺛﻤﺔ إﻣ ﺎﻧﻴﺔ‬
‫ﺗﺮﺳﻴﻤ ﺎ ‪ ،‬وﻗﺪ ﺗ ﻮن ﻌﺾ ﺣﻴﺎن ﻣﺸﺎر ﻊ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن و ﻧﻈﻤﺔ اﳌﻌﻤﻮل ﺎ‪.‬‬

‫وﻧﺮى أن ﻟ ام اﻟﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻋﺪم ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻣﺸﺮوع ﺗﻔﺎق اﳌﻘ ح ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‬

‫ﻃﺮاف ﻋ اﳌﻮﺛﻖ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻟ اﻣﺎت ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧ ﻴﺠﺔ ‪ ،‬ﺴﺘﻠﺰم ﻋ اﳌﻮﺛﻖ ﺿﺒﻂ ﺗﻔﺎق ﺑﻤﺎ‬
‫ﻳﺘﻤﺎ وﻋﺪم ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﮫ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن و ﻧﻈﻤﺔ اﳌﻌﻤﻮل ﺎ‪.‬‬

‫و ﺬا اﻟﺼﺪد ﺗﻨﺺ اﳌﺎدة )‪ (15‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻲ ا ﺎ ﻋ أﻧﮫ‪» :‬ﻻ ﻳﺠﻮز ﻟﻠﻤﻮﺛﻖ أن‬
‫ﻳﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﺗﺤﺮ ﺮ أي ﻋﻘﺪ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﮫ ‪ ،‬إﻻ إذا ﺎن اﻟﻌﻘﺪ اﳌﻄﻠﻮب ﺗﺤﺮ ﺮﻩ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن و ﻧﻈﻤﺔ‬
‫اﳌﻌﻤﻮل ﺎ«‪.‬‬

‫و ﺴﺘﻠﺰم اﻟﻨ ﻴﺠﺔ اﳌﺮﺟﻮة أو اﳌﺤﺪدة ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻋﺪم ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻣﺸﺮوع ﺗﻔﺎق‬
‫اﳌﻘ ح ﻋ اﳌﻮﺛﻖ ‪ ،‬أن ﻳﻮﺟﮫ ﺬا ﺧ ا ﺘﻤﺎﻣﺎ ﺎﻓﻴﺎ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﺎ ﻌﺔ ﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻠﻮم و اﻟﻔﻨﻮن‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻃﻼﻋﮫ ﻋ ﺣﺮﻛﻴﺔ اﻟ ﺸﺮﻊ اﳌﺘﻐ ة ﻣﻦ ﺣ ن إ آﺧﺮ ‪ ،‬ﻣﺴ ﺪﻓﺎ ﻣﻦ وراء ﻞ ذﻟﻚ ﺗﻘﺪﻳﻢ‬
‫ﻧ ﻴﺠﺔ ﻣﺤﺪدة ﻟﻸﻃﺮاف و ﻟﻠﺼﺎ اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺗﻮﺛﻴﻖ ﻞ ﻣﺎ ﻮ ﺟﺎﺋﺰو ﻣﺸﺮوع ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ورﻓﺾ ﺗﻮﺛﻴﻖ‬
‫ﻣﺎ ﻮ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﺬﻟﻚ‪.‬‬

‫و ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﳌﻮﺛﻖ اﻟﺬي ﻌﺘﻤﺪ داﺧﻞ ﻣﻜﺘﺒﮫ ﻋﻠﻤﮫ وﻋﻤﻠﮫ ﻋ ﻣﺎ ﺟﺮى ﻋﻠﻴﮫ اﻟﻌﻤﻞ ﺑ ن‬
‫اﳌﻮﺛﻘ ن ﻣﻦ إﺗﺒﺎع ﻌﺾ اﻟﻌﺎدات اﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻴﺔ اﻟﺸﺎ ﻌﺔ واﻟ ﻗﺪ ﺗ ﻮن ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن ﻳ ﻮن ﻋﺮﺿﮫ‬
‫ﻟﻠﻮﻗﻮع ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ إذا ﻣﺎ ﺸﺄ ﻋﻦ ذﻟﻚ اﻟﻌﻘﺪ اﳌﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن و ﻧﻈﻤﺔ اﳌﻌﻤﻮل ﺎ ﺿﺮر‬
‫ﻷﺣﺪ اﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ أو ﻏ اﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ‪.‬‬

‫ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺣﺴﺎب ﻣﺼﺎر ﻒ اﻟﻌﻘﺪ و اﻟﺮﺳﻮم اﻟﻮاﺟﺒﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻋﻠﻴﮫ‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ /‬ﻟ ام اﻟﻨﺎ‬

‫ﺔ ﻣﺸﺮوع ﺗﻔﺎق ﻌﺪم ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﮫ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن و ﻧﻈﻤﺔ‬ ‫ﻌﺪ أن ﻳ ﻮن اﳌﻮﺛﻖ ﻗﺪ ﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ‬
‫اﳌﻌﻤﻮل ﺎ ‪ ،‬وﻗﺒﻞ ﺗﺤﺮ ﺮﻩ و ﻛﺘﺎﺑﺘﮫ ‪ ،‬ﻳﻠﺰم اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋ اﳌﻮﺛﻖ ﺣﺴﺎب و ﺗﺤﺼﻴﻞ ﻌﺎب اﳌﺴﺘﺤﻘﺔ ﻣﻊ‬
‫اﻟ ﺴﻌ ة اﻟ ﺗﻘﺎﺑﻠ ﺎ اﻟﺘﻌﺮ ﻔﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﳌﺤﺪدة اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ )‪ (243-08‬اﻟﺬي ﻳﺤﺪد‬

‫‪348‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬ﺑﻠﺤﻮ ﻧﺴﻴﻢ ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﺴﻴﻠﺔ‬
‫أ ﻌﺎب اﳌﻮﺛﻖ ﻛﻤﺎ ﺸﻤﻞ ا ﺴﺎب ﺟﻤﻴﻊ ا ﻘﻮق واﻟﺮﺳﻮم اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ اﳌﺴﺘﺤﻘﺔ ﻟ ﺰﻨﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ‪ ،‬و‬
‫اﻟ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ا ﺎل ﻣﻦ ﻋﻘﺪ إ آﺧﺮ‪.‬‬

‫و ﻨﺎ ﺴﺘﻮﺟﺐ ﻋ اﳌﻮﺛﻖ أن ﻳﺮا اﻟﺘﻌﺮ ﻔﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ‪-‬ﻋﻨﺪ ﺣﺴﺎب أ ﻌﺎﺑﮫ و اﻟﺮﺳﻮم‬

‫اﻟﻮاﺟﺒﺔ‪ -‬ﺑﺄﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﻴﺔ أﻗﻞ أو أﻛ ﻣﻤﺎ ﻮ ﻣﺤﺪد ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪.‬‬
‫ﻟ ام اﻟﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ا ﺴﺎﺑﻴﺔ اﻟ ﻳﺠﺮ ﺎ اﳌﻮﺛﻖ ﻗﺼﺪ ﺗﺤﺼﻴﻞ أ ﻌﺎﺑﮫ‬ ‫و ﻌﺘ‬
‫وﻣﺴﺘﺤﻘﺎت ا ﺰﻨﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻟ اﻣﺎ ﻣﺤﺪدا ‪ ،‬أي اﻟ ام ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧ ﻴﺠﺔ‪.‬‬

‫وﺗﺮﺗ ﺒﺎ ﻟﺬﻟﻚ ‪ ،‬ﻓﺈن ﺧﻄﺄ اﳌﻮﺛﻖ إﺟﺮاء ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ا ﺴﺎﺑﻴﺔ ﻟﺘﺤﺼﻴﻠﮫ ﻗﻴﻤﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ‬
‫ﺗﻔﻮق أو ﺗﻘﻞ ﺗﻠﻚ اﳌﺤﺪدة ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ وﺗﺮﺗﺐ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺿﺮرا أﺻﺎب ﻃﺮاف اﳌﺘﻌﺎﻗﺪة أو ا ﺰﻨﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬
‫أو ﺺ اﳌﻮﺛﻖ ‪ ،‬ﻓﻼ ﻳ ﻮن ﻟ ﺬا ﺧ أن ﻳﺘﺬرع ﺑﻘﻴﺎﻣﮫ ﺑﺒﺬل ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺎﻓﻴﺔ وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺣﺪث‬
‫اﻟﻀﺮر أﻳﺎ ﺎن ﻃﺮﻓﮫ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ أن ﻃﺮاف اﳌﺘﻌﺎﻗﺪة أو ا ﺰﻨﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻻ ﻳ ﻮن ﻣﻠﺰﻣ ن ﺑﺈﺛﺒﺎت ﺧﻄﺄ اﳌﻮﺛﻖ ‪ ،‬و إن‬
‫ﺎن ﺑﺈﻣ ﺎن ﺬا ﺧ و ﻞ ﺣﻮال و ﺳﻮاء أ ﺎن اﻟﻀﺮر ﻖ ﺑﮫ ﻮ ﺼﻴﺎ ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﺗﻘﻞ‬
‫ﻋﻤﺎ ﻮ ﻣﺤﺪد ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ أو ﺎن اﻟﻀﺮر ﻗﺪ ﻖ ﺑﺎﻟﺰ ﺎﺋﻦ أن ﻳﺪﻓﻊ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﮫ ﻋﻦ ﺿﺮر اﻟﺰ ﺎﺋﻦ وذﻟﻚ‬
‫ﺑﺈﺛﺒﺎﺗﮫ أن ا ﻄﺄ ﻳﺮﺟﻊ إ ﺳ ﺐ أﺟﻨ ﻻ ﻳﺪ ﻟﮫ ﻓﻴﮫ ‪.‬‬

‫ﺎ ﺎ‬ ‫ﻋﻦ ﺗﺤﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن ﻣﻦ اﻟﻮدا ﻊ و رد ﺎ إ أ‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ /‬ﻟ ام اﻟﻨﺎ‬

‫اﻟﻌﻘﻮد اﳌﻨﺼﺒﺔ ﻋ ﻧﻘﻞ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺣﻘﻮق ﻋﻴ ﻴﺔ ﻋﻘﺎر ﺔ أو اﻟﺘﻨﺎزل ﻋ ﺎ ﻳﻠﺰم ﻗﺎﻧﻮن اﻟ ﻴﻞ‬
‫اﳌﺸ ي أو اﳌﺘﻨﺎزل ﻟﮫ إﻳﺪاع ﺧﻤﺲ)‪ (5/1‬ﺛﻤﻦ اﻟﺒﻴﻊ ﺑﺤﺴﺎب اﳌﻮﺛﻖ ﻣﺘﻠﻘﻲ اﻟﻌﻘﺪ ا ﺎص ﺑﺎﻟﻮدا ﻊ و‬
‫اﳌﻔﺘﻮح ﻟﺪى ا ﺰﻨﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺴﺎب ا ﺰﻨﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬ ‫و ﻘﻮم اﳌﻮﺛﻖ ﺑﺘﺤﺼﻴﻞ ا ﻘﻮق و اﻟﺮﺳﻮم اﳌﻔﺮوﺿﺔ ﻋ اﻟﺒﺎ ﻊ‬
‫ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﺤﺮ ﺮ ﺎﺗﮫ اﻟﻌﻘﻮد‪.‬‬

‫و ﺪﻓﻊ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻟﻘﺒﺎﺿﺎت اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﺒﺎﻟﻎ اﻟﻮاﺟﺒﺔ ﻋ ﻃﺮاف اﳌﺘﻌﺎﻗﺪة ﺑﻔﻌﻞ اﻟﻀﺮﺒﺔ ‪،‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮم ﺑﺪﻓﻊ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ اﻟﻮدا ﻊ ﻌﺪ ﺗﺤﺼﻴﻞ اﻟﻐﺮاﻣﺎت واﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌﻔﺮوﺿﺔ ﻋ ﻃﺮاف إ‬
‫ﻣﺎﻟﻜ ﺎ وأ ﺎ ﺎ اﻟﺸﺮﻋﻴ ن‪.‬‬

‫و ﺤﻈﺮ ﻋ اﳌﻮﺛﻖ أﺛﻨﺎء ﺣﻴﺎزﺗﮫ ﻟﻠﻤﺒﺎﻟﻎ واﻟﻘﻴﻢ اﳌﺎﻟﻴﺔ اﳌﻮدﻋﺔ ﻟﺪﻳﮫ ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ اﻟﻌﻘﻮ ﺎت‬
‫اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠ ﺎ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮ ﺎت اﺳﺘﻌﻤﺎﻟ ﺎ ﺑﺄﻳﺔ ﺻﻔﺔ ﺎﻧﺖ ﻏ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﳌﺨﺼﺺ ﻟ ﺎ وﻟﻮ‬
‫ﺑﺼﻮرة ﻣﺆﻗﺘﺔ ‪ ،‬أو ﺣﺘﻔﺎظ ﺎ وﻋﺪم دﻓﻌ ﺎ إ ﻗﺒﺎﺿﺎت اﻟﻀﺮاﺋﺐ وا ﺰﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﺒﺎ ﻊ ﻌﺪ‬

‫‪349‬‬
‫اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﻮﺛﻖ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫واﻟ ﻴﺌﺎت دارﺔ‬ ‫ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم ﻣﺪﻳﻮﻧ ﺘﮫ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ووﺻﻮل اﻟﺮد ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ اﳌﺼﺎ‬ ‫ﺧﺼﻢ دﻳﻮﻧﮫ أو‬
‫اﳌﺨﺘﺼﺔ‪.‬‬

‫و ﻌﺘ اﻟ ام اﳌﻮﺛﻖ اﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﺗﺤﺼﻴﻞ اﻟﺪﻳﻮن ﻣﻦ اﻟﻮدا ﻊ ﻣﻮاﺟ ﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ﺎ‬

‫داﺋﻨﺔ ﺑﺎﻻﻟ ام ‪ ،‬أو ﻟ ام اﻟﻨﺎ ﻋﻦ دﻓﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﻮدا ﻊ ﺳﻮاء أ ﺎﻧﺖ ﻟﺼﺎ ا ﺰﻨﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ أو‬
‫ﳌﺎﻟﻴﻜ ﺎ ﻌﺪ اﺳ ﻴﻔﺎء ﺟﺮاءات اﻟﻮاﺟﺒﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﻟ اﻣﺎت ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧ ﻴﺠﺔ ‪ ،‬ﺑﻤﻘﺘﻀﺎ ﺎ ﻳﻀﻤﻦ‬
‫اﳌﻮﺛﻖ دﻳﻮن اﻟﺪوﻟﺔ إذا ﺎﻧﺖ داﺋﻨﺔ ﻷﻃﺮاف اﻟﻌﻘﺪ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﻀﻤﻦ ﻣﻦ ﺟ ﺔ أﺧﺮى رد و ﺴﻠﻴﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻮدا ﻊ‬
‫ﻷ ﺎ ﺎ و ﻣﺎﻟﻴﻜ ﺎ ﺣﺎل ﻋﺪم ﻣﺪﻳﻮﻧﻴ ﻢ أو ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣ ﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﺼﻢ اﻟﺪﻳﻮن اﳌﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠ ﻢ‪.‬‬

‫وﺗﺮﺗ ﺒﺎ ﻟﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻓﺈن ﻋﺪم إﻟﺰام اﳌﻮﺛﻖ ﻃﺮاف ﺑﺎﻹﻳﺪاع ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻘﻮد وإﺧﻄﺎر إدارة اﻟﻀﺮاﺋﺐ‬
‫ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻗﺼﺪ ﺗﺤﺼﻴﻞ دﻳﻮ ﺎ أو اﻟﺘﺼﺮف و ﺳﺘﻌﻤﺎل ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻮدا ﻊ أو اﻟﻘﻴﻢ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻏ‬
‫اﻟﻐﺮض اﳌﺨﺼﺺ ﻟ ﺎ‪ ،‬وﻛﺬا اﻣﺘﻨﺎﻋﮫ ﻋﻦ رد و ﺴﻠﻴﻢ اﻟﻮدا ﻊ ﻷ ﺎ ﺎ ﻌﺪ اﺳ ﻴﻔﺎء ﺟﺮاءات اﻟﻮاﺟﺒﺔ‬
‫‪ ،‬ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﳌﻮﺛﻖ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﻀﺮورﺳﻮاء أ ﺎﻧﺖ دوﻟﺔ أو أﻃﺮاﻓﺎ‪.‬‬

‫ﺔ اﻟﻌﻘﻮد اﳌﻮﺛﻘﺔ وﺳﻼﻣ ﺎ‬ ‫ﻋﻦ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ‬ ‫را ﻌﺎ‪ /‬ﻟ ام اﻟﻨﺎ‬

‫ﻴﻠ ﺎ‬ ‫ﺎ ﻗﺒﻞ اﺗﺨﺎذ إﺟﺮاءات‬ ‫ﻟ ام اﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﺗﻼوة اﻟﻌﻘﻮد اﳌﻮﺛﻘﺔ واﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ‬
‫وإﺷ ﺎر ﺎ‪ ،‬ﻮ أﻳﻀﺎ اﻟ ام ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧ ﻴﺠﺔ ‪ ،‬ﺑﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﻳﻀﻤﻦ اﳌﻮﺛﻖ أﻻ ﻳﺼﺎﺣﺐ اﻟﻌﻘﺪ اﳌﻮﺛﻖ أﺧﻄﺎء‬
‫ﻣﺎدﻳﺔ ﻗﺪ ﺗ ﻖ ﺿﺮرا ﺑﻤﺼﺎ أﺣﺪ ﻃﺮاف اﳌﺘﻌﺎﻗﺪة‪.‬‬

‫ﻓﻔﻲ ﻧﻄﺎق ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻌﻘﻮد وﺗﺤﺮ ﺮ ﺎ ﻧﺠﺪ أن اﳌﺸﺮع ﻗﺪ ﻣﻜﻦ اﳌﻮﺛﻖ ﻌﺪد ﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺟﺮاءات اﻟ‬
‫ﻣﻦ ﺷﺄن اﺣ اﻣ ﺎ واﻟﺘﻘﻴﺪ ﺎ أن ﺗﺠﻨﺐ اﳌﻮﺛﻖ اﻟﻮﻗﻮع أﺧﻄﺎء ﻣﺎدﻳﺔ أﺛﻨﺎء ﺗﻮز ﻌﮫ ﻟ ﻘﻮق‬
‫ﻃﻼق واﺟﺐ اﳌﻮﺛﻖ ﺑﺘﻼوة اﻟﻌﻘﺪ وﻗﺮاءاﺗﮫ ﻋ‬ ‫و ﻟ اﻣﺎت ﺑ ن ﻃﺮاف اﳌﺘﻌﺎﻗﺪة ‪ ،‬وأ ﻤ ﺎ ﻋ‬
‫ﻃﺮاف ﻐﻴﺔ ﺗﻨﻮ ﺮ ﻢ ﺑﻤﺪى اﻟ اﻣﺎ ﻢ وﺣﻘﻮﻗ ﻢ و ﺛﺎر اﻟ ﻳﺨﻀﻌﻮن ﻟ ﺎ و ﺣﺘﻴﺎﻃﺎت واﻟﻮﺳﺎﺋﻞ‬
‫اﻟ ﻳﺘﻄﻠ ﺎ أو ﻳﻤﻨﺤ ﺎ ﻟ ﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻟﻀﻤﺎن ﻧﻔﺎد إراد ﻢ‪.‬‬

‫ﺔ‬ ‫وﺗﺄ ﻲ ﺬﻩ ﺟﺮاءات ﻟ ﺲ ﺪف ﺗﻄﻮ ﻞ ﺷ ﻠﻴﺎت اﻟﻌﻘﺪ ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﺪف ﺿﻤﺎن اﳌﻮﺛﻖ‬

‫ﺗﻮﺛﻴﻘﮫ واﺑﺘﻌﺎدﻩ ﻋﻦ ﺧﻄﺎء ا ﻮ ﺮﺔ وﻏ ا ﻮ ﺮﺔ اﻟ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺸﻮب ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻘﻮد ‪ ،‬وﻻ ﻢ ﻌﺪ‬
‫ذﻟﻚ إن ﺎن ذﻟﻚ ا ﻄﺄ اﳌﺎدي ﺻﺎدرﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﻮﺛﻖ أو أﺣﺪ ﻣﺴﺎﻋﺪﻳﮫ ‪.‬‬

‫وﻧﺮى أن أﺳﺎس اﻋﺘﺒﺎر واﺟﺐ ﻓﺤﺺ اﻟﻌﻘﻮد واﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺳﻼﻣ ﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﻮﺛﻖ ﻣﻦ اﻟ اﻣﺎت‬
‫ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧ ﻴﺠﺔ ﻳﻜﻤﻦ اﺷﺘﻤﺎل ذﻟﻚ اﻟﻌﻤﻞ ﻋ ﻋﻮاﻣﻞ واﻋﺘﺒﺎرات ﺗﺨﻀﻊ دوﻣﺎ إ ﺳﻴﻄﺮة اﳌﻮﺛﻖ‪،‬‬
‫وﻋﻠﻴﮫ أن ﻳﺘﺤﺮى اﻟﺪﻗﺔ واﻟ ﻛ اﳌﻄﻠﻮب ﻋﻤﻠﮫ ﻐﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨ ﻴﺠﺔ اﳌﺮﺟﻮة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻃﺮاف‬
‫ﻳﻔﺤﺺ اﻟﻌﻘﺪ و ﺸﺮﺣﮫ ﻟﻸﻃﺮاف ﻗﺒﻞ ﺗﻮﻗﻴﻌ ﻢ ﻋﻠ ﻢ‬ ‫اﻟ اﻣﮫ اﳌ‬ ‫ﺣﺴﺐ اﺗﻔﺎﻗﺎ ﻢ ‪ ،‬ﻷن اﳌﻮﺛﻖ‬

‫‪350‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬ﺑﻠﺤﻮ ﻧﺴﻴﻢ ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﺴﻴﻠﺔ‬
‫ﻐﻴﺔ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺳﻼﻣﺘﮫ وﺧﻠﻮﻩ ﻣﻦ ﺧﻄﺎء اﳌﺎدﻳﺔ ﻻ ﻳﺘﻌ ﺪ ﻓﻘﻂ ﺑﺒﺬل ﻋﻨﺎﻳﺔ أداﺋﮫ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻌﻤﻞ ‪،‬‬
‫وإﻧﻤﺎ ﻋﻠﻴﮫ أن ﻳﻘﻄﻊ و ﺠﺰم ﺑﻴﻘ ن ﺔ اﻟﻌﻘﺪ وأن ﻳﺘﻌ ﺪ ﺑﺨﻠﻮﻩ ﻣﻦ ﺧﻄﺎء اﳌﺎدﻳﺔ‪.‬‬

‫وأ ﻢ ﺬﻩ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟ ﻳ ﺒ ﻋ اﳌﻮﺛﻖ اﻟﺘﻘﻴﺪ ﺎ أﺛﻨﺎء ﻛﺘﺎﺑﺘﮫ ﻟﻠﻌﻘﺪ وﺗﺤﺮ ﺮﻩ واﻟ ﻣﻦ ﺷﺄ ﺎ‬

‫اﻟ ﻳﺚ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ واﻟ ﻛ‬ ‫ﻴﺤﺎ وﺳﻠﻴﻤﺎ وﻋﺎﻛﺴﺎ ﻹرادة ﻃﺮاف اﳌﺘﻌﺎﻗﺪ‬ ‫أن ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻌﻘﺪ‬
‫واﻟﺘﻤﺤﻴﺺ ‪ ،‬إﻋﺎدة ﻗﺮاءة اﻟﻌﻘﺪ وﺗﻼوﺗﮫ‪.‬‬
‫واﳌﺴﺘﺨﺮﺟﺎت‬ ‫ﻋﻦ ﺴﻠﻴﻢ اﻟ‬ ‫ﺧﺎﻣﺴﺎ‪ /‬ﻟ ام اﻟﻨﺎ‬

‫واﳌﺴﺘﺨﺮﺟﺎت ﻟﻠﻌﻘﻮد اﻟ ﺗﻠﻘﺎ ﺎ اﳌﻮﺛﻖ‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ ﻌﺪ ﻟ ام اﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﺴﻠﻴﻢ اﻟ‬

‫ﻣﻜﺘﺒﮫ ﻟﻸﻃﺮاف أو ورﺛ ﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﻟ اﻣﺎت ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧ ﻴﺠﺔ ‪ ،‬إذ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﻳﻀﻤﻦ اﳌﻮﺛﻖ ﻟﻸﻃﺮاف‬
‫ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮد واﺳﺘﺨﺮاﺟ ﺎ وﻗﺖ ﻣﺎ دﻋﺖ اﻟﻀﺮورة ﻟﺬﻟﻚ ﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻟ ﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺴﻤﺢ ﺑﮫ‬ ‫ﺗﻤﻜﻴ ﻢ ﺑ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪.‬‬

‫ووﻓﻘﺎ ﻟ ﺬا ﻟ ام ﻓﺎﳌﻮﺛﻖ ﻻ ﻳﻀﻤﻦ ﻓﻘﻂ ﺑﺒﺬل ﻋﻨﺎﻳﺔ وﺣﺮص ﺳ ﻴﻞ ﺗﻤﻜ ن ﻃﺮاف‬

‫واﳌﺴﺘﺨﺮﺟﺎت ﻟﻸﻃﺮاف‬ ‫وﻣﺴﺘﺨﺮﺟﺎت اﻟﻌﻘﻮد وإﻧﻤﺎ ﻋﻠﻴﮫ أن ﻳﻠ م اﻟ اﻣﺎ ﻣﺤﺪدا ﺑ ﺴﻠﻴﻢ اﻟ‬ ‫ﺑ‬
‫أو ﻋﺪم ﺣﻮزﺗﮫ‬ ‫أو ورﺛ ﻢ وﻗﺖ ﻣﺎ اﺣﺘﺎﺟﻮا إﻟ ﺎ وﻟ ﺲ ﻟﮫ ﻋﻨﺪﺋﺬ أن ﻳﺘﺬرع ﺑﻔﻘﺪاﻧﮫ ﻷﺻﻮل ﺗﻠﻚ اﻟ‬
‫ﻟ ﺎ ‪ ،‬ﻣﺎ ﻋﺪا ﺣﺎﻟﺔ إﺛﺎرﺗﮫ ﻟﻸﺳﺒﺎب ﺟﻨ ﻴﺔ اﻟ ﻻ ﻳﺪ ﻟﮫ ﻓ ﺎ ﺎﻟﻔﻴﻀﺎن أو زﻟﺰال أو ا ﺮ ﻖ أو ﻣﺎ‬
‫ﺷﺎﺑﮫ ذﻟﻚ ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬اﻟ اﻣﺎت اﳌﻮﺛﻖ اﳌ ﻨﻴﺔ ﺑﺒﺬل ﻋﻨﺎﻳﺔ‬

‫وإذا ﺎن ﺬا ﻮ ﺻﻞ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻟ ام اﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻲ وﻣﻀﻤﻮﻧﮫ ﻳﺘﺤﺪد ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧ ﻴﺠﺔ أو‬

‫اﻟ اﻣﺎ ﻣﺤﺪدا ﺳ ﻴﻞ ﺔ اﻟﻌﻘﺪ وﺳﻼﻣﺘﮫ واﺳﺘ ﺜﺎر ﻞ ﻃﺮف اﻟﻌﻘﺪ ﺑﺎ ﻘﻮق اﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠ ﺎ ﻗﺒﻞ‬
‫اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ اﻟﺮﺳ ‪ ،‬ﻓﺈن ﺛﻤﺔ ﺣﺎﻻت أﺧﺮى ﻻ ﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓ ﺎ اﳌﻮﺛﻖ أن ﻳﻀﻤﻦ ﻟﻸﻃﺮاف اﳌﺘﻌﺎﻗﺪة ﻧ ﻴﺠﺔ‬
‫ﻣﺤﺪدة ‪ ،‬ﻓﻴ ﻮن اﻟ اﻣﮫ ﺣﻴ ﺌﺬ اﻟ اﻣﺎ ﺑﺒﺬل ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺳ ﻴﻞ ﺔ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ‪.‬‬

‫ﻋﻤﺎل ا ﺎﺻﺔ ﺑﻔﺤﺺ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ واﳌﺴ ﻨﺪات واﻟﺘﺄﻛﺪ‬ ‫و ﺘﺤﺪد اﻟ ام اﳌﻮﺛﻖ ﺑﺒﺬل ﻋﻨﺎﻳﺔ‬
‫ﻣﻦ ﺳﻼﻣ ﺎ ‪ ،‬و ﻟ ام اﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺳ ﺸﺎرة ‪.‬‬

‫ﻋﻦ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻋﻦ ﻓﺤﺺ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ واﳌﺴ ﻨﺪات واﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺳﻼﻣ ﺎ‬ ‫أوﻻ‪ /‬ﻟ ام اﻟﻨﺎ‬

‫ﻓﻔﻲ ﻧﻄﺎق اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻲ ‪ ،‬ﻳﻘﻮم اﳌﻮﺛﻖ و ﺎﻟ ﺴﺒﺔ ﻟ ﺎﻓﺔ اﻟﻌﻘﻮد ﺗﻘﺮﺒﺎ ﺑﺎﻟ ام اﻟﺘﺄﻛﺪ‬
‫واﻟﺘﺜ ﺖ ﻣﻦ ﺔ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ واﻟﺴﻨﺪات و وراق واﻟﺸ ﺎدات اﳌﻘﺪﻣﺔ إﻟﻴﮫ ‪ ،‬واﻟ ﻳﻮﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺮﺟﻮع‬
‫ﺔ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ‪ ،‬و ﻣﻦ ﺬﻩ وراق و اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ واﻟﺴﻨﺪات ‪ ،‬ﺑﻄﺎﻗﺎت اﻟ ﻮ ﺔ‬ ‫و ﺳ ﻨﺎد إﻟ ﺎ ﺳ ﻴﻞ‬
‫ا ﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﻃﺮاف اﳌﺘﻌﺎﻗﺪة‪ ،‬ﺳﻨﺪات اﳌﻠﻜﻴﺔ ‪ ،‬ﻣﻘﺮرات ‪ ،‬ﺷ ﺎدات ‪....‬ا ‪.‬‬
‫‪351‬‬
‫اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﻮﺛﻖ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫وﻧﺮى أن ﻟ ام اﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻃﻼع ﻋ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ و اﻟﺴﻨﺪات ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﻮﺛﻖ ﻗﺒﻞ ﺗﺤﺮﺮ‬
‫اﻟﻌﻘﺪ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻟ اﻣﺎت ﺑﺒﺬل اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ وا ﺮص وذﻟﻚ ﻻﺷﺘﻤﺎل ﻋﻤﻞ اﳌﻮﺛﻖ أﺛﻨﺎء ﻓﺤﺼﮫ ﻟﺴﻼﻣﺔ‬
‫ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ و اﻟﺴﻨﺪات ﻋ ﻋﻮاﻣﻞ و اﻋﺘﺒﺎرات ﻻ ﺗﺨﻀﻊ داﺋﻤﺎ ﻟﺴﻴﻄﺮة و ﺳﻠﻄﺎن اﳌﻮﺛﻖ ﺗﻘﺮﺮ‬
‫ﻟ ام ﺑﻔﺤﺺ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ و اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﺳﻼﻣ ﺎ و ﺳ ﻨﺎد إﻟ ﺎ اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ﻣﻦ اﻟﻌﺪم ‪ ،‬ﻷن اﳌﻮﺛﻖ‬
‫ﺳ ﻨﺎد إﻟ ﺎ ﺑﻨﺎء‬ ‫ﺎ و ﺳﻼﻣ ﺎ‬ ‫ﺳﻼﻣ ﺎ وﻗﺎﺑﻠﻴ ﺎ أن ﺗ ﻮن ﺳﻨﺪ اﻟﻌﻘﺪ ﻻ ﻳﺘﻌ ﺪ وﻻ ﻳﻘﻄﻊ ﺑ‬
‫اﻟﻌﻘﺪ ‪ ،‬ﺑﻞ أن ﻞ ﻣﺎ ﻳﻠ م ﺑﮫ اﳌﻮﺛﻖ ﻮ أن ﻳﺒﺬل ﻋﻨﺎﻳﺔ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﺎدي ﻣﻦ أواﺳﻂ ﻣ ﻨﺘﮫ ﺳ ﻴﻞ‬
‫اﻟﻮﻗﻮف ﻋ ﻣﺪى ﺳﻼﻣﺔ و ﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ‪ ،‬ﻷن ﺔ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﺑ ن ﻃﺮاف ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋ ﻋﻮاﻣﻞ‬
‫واﻋﺘﺒﺎرات ﻛﺜ ة ﻗﺪ ﺗﺘﺠﺎوز اﳌﻮﺛﻖ ﻟﻮﺣﺪﻩ وإﻣ ﺎﻧﻴﺎﺗﮫ وﻣﻦ ﺛﻤﺔ ﻻ ﺗﺨﻀﻊ داﺋﻤﺎ ﻟﺴﻠﻄﺎن اﳌﻮﺛﻖ ‪ ،‬ﻛ و ﺮ‬
‫و ﺗﺰﻴﻒ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ و اﻟﺴﻨﺪات واﻧﺘﺤﺎل ﺼﻴﺔ اﻟﻐ ‪.‬‬

‫ﺎو‬ ‫و اﻟﻌﻠﺔ ﺗﻜﻴﻴﻒ اﻟ ام اﳌﻮﺛﻖ ﻓﺤﺺ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ واﻟﺴﻨﺪات اﳌﻘﺪﻣﺔ واﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ‬
‫أن ﻋﻤﻞ اﳌﻮﺛﻖ ﻣﺠﺎل وﺣﺎﻻت ﻓﺤﺺ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻳﻨﻄﻮي‬ ‫ﺳﻼﻣ ﺎ ﻮ اﻟ ام ﺑﺒﺬل ﻋﻨﺎﻳﺔ‬
‫ﺧﻀﻢ ﺗﻄﻮر وﺳﺎﺋﻞ اﻟ و ﺮ و اﻟ ﻳﻴﻒ و ﺟﺮام ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻋ ﺴﺒﺔ ﻛﺒ ة ﻣﻦ ﺣﺘﻤﺎل وا ﺪس‬
‫واﻟﺘﺨﻤ ن ‪ ،‬وﻋ ﺬا ﻓﺎﻗﺘﺼﺎر ﻣﺤﻞ اﻟ ام اﳌﻮﺛﻖ ﻋ ﺑﺬل ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻳﻘﻮم ﻋ ﻓﻜﺮة اﺣﺘﻤﺎل اﻟ و ﺮ اﻟ‬
‫ﻴﻤﻦ ﻋ ﻧ ﻴﺠﺔ ﻣ ﻤﺘﮫ اﻟ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓ ﺎ ﻋﻮاﻣﻞ ﻋﺪﻳﺪة ﻻ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﺴﻴﻄﺮﺗﮫ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إ إﻣ ﺎﻧﻴﺎﺗﮫ‬
‫اﳌﺤﺪودة ﻣﺠﺎل اﻟﻔﺤﺺ واﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺳﻼﻣﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ‪ ،‬ﻓﺎﳌﻮﺛﻖ ﻳﻔﺤﺺ ﻣﺪى ﺟﺪﻳ ﺎ وﺧﺒ‬
‫ﺎ ‪ ،‬و ﻳ ﺗﺐ ﻋ ذﻟﻚ ‪ ،‬ﻋﺪم اﻟ ام اﳌﻮﺛﻖ ﺑﺄﻳﺔ ﻧ ﻴﺠﺔ ‪ ،‬إﻻ‬ ‫اﻟ و ﺮ أ ﻞ ﺧﺘﺼﺎص ﻳﻘﻄﻊ‬
‫ﺣﻮال اﻟ ﻳﺜ ﺖ ﻓ ﺎ ﺗﻘﺼ واﺟﺐ ﺑﺬل اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟ ﺎﻓﻴﺔ و اﻟﻴﻘﻈﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻓﺤﺺ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ‪.‬‬

‫ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺳ ﺸﺎرة‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ /‬ﻟ ام اﻟﻨﺎ‬

‫و ﺪﺧﻞ أﻳﻀﺎ ﻋﺪاد اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟﻮاﺟﺒﺔ ﻋ اﳌﻮﺛﻖ ‪ ،‬ﻣﺎ ﻳﻠﺰم أن ﺴﺪﻳﮫ وأن ﻳﻘﺪﻣﮫ ﻟﻄﺎﻟﺐ‬
‫ﺳ ﺸﺎرة ﻣﻦ ﻧﺼﺎﺋﺢ و ﺗﻨﻮ ﺮات وﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺆدي ذﻟﻚ ﺣﺘﻤﺎ إ ﺗﺤﺮ ﺮ اﻟﻌﻘﺪ ‪ ،‬ﻓﻴﺘﻌ ن ﻋ اﳌﻮﺛﻖ‬
‫اﳌﺴ ﺸﺎر أن ﻳﻨﻮر و ﻳﺮﺷﺪ اﻟﺰ ﻮن إ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﮫ أن ﻳ ﺒﻌﮫ اﻟﻌﻘﺪ اﳌﺮاد ﺗﺮﺳﻴﻤﮫ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺛﺎر‬
‫اﳌ ﺗﺒﺔ ﻋﻠﻴﮫ واﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﳌﺘﺎﺣﺔ ﻟﮫ واﻟﺘﺼﺮ ﺤﺎت اﻟﻮاﺟﺐ اﻟﺘﺼﺮ ﺢ ﺎ وﻣﺎ إ ذﻟﻚ وأﻳﻀﺎ‬
‫ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﮫ أن ﻌﻠﻤﮫ ﺑﺎﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﻟﻼزﻣﺔ‪.‬‬

‫ﻓﺎﳌﻮﺛﻖ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﮫ أن ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺘﺪﺧﻠﮫ إﺑﺮام اﻟﻌﻘﺪ و ﺗﻮﺛﻴﻘﮫ ﺑﺎﺗﺨﺎذ ﺟﺮاءات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬
‫اﻟﻼزﻣﺔ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﮫ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ أﻳﻀﺎ أن ﻳﺰود اﻟﺰ ﻮن ﻻﺳﻴﻤﺎ إذا ﺎن ﺬا ﺧ ﻣﻦ اﳌﻌﺘﺎدﻳﻦ ﻋ‬
‫اﳌﻜﺘﺐ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎت و اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ اﻟ ﻣﻦ ﺷﺎ ﺎ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻗﮫ‪ ،‬أو ﺗﺠﻨﺒﮫ ﺿﺮار‪.‬‬

‫‪352‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬ﺑﻠﺤﻮ ﻧﺴﻴﻢ ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﺴﻴﻠﺔ‬
‫ﻧﺨﻠﺺ ﻣﻦ ذﻟﻚ أن اﻟ ام اﳌﻮﺛﻖ أداﺋﮫ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻲ ﺑﺤﺴﺐ ﺻﻞ ﻮ اﻟ ام ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ‬
‫ﻧ ﻴﺠﺔ ‪ ،‬واﺳﺘ ﻨﺎءا ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻳ ﻮن إﻟﺰاﻣﮫ ﺑﺒﺬل ﻋﻨﺎﻳﺔ و ذﻟﻚ ا ﺎﻻت اﻟﻀ ﻴﻠﺔ اﻟ ﺳﺒﻘﺖ ﺷﺎرة‬
‫إﻟ ﺎ‪.‬‬

‫ﺧﺎﺗﻤـ ــﺔ ‪:‬‬

‫ﻣــﻦ ﺧــﻼل ﻋــﺮض اﻟﻘﻮاﻋــﺪ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻤﺴــﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺪﻧﻴــﺔ ﻋﻘﺪﻳــﺔ أو ﺗﻘﺼـ ﻳﺔ وﺟــﺪﻧﺎ أن أي ﻣ ـ ﻦ‬
‫وﻟﻮﺣ ــﺪ ﺎ ﻏ ـ ـ ﺎﻓﻴ ــﺔ ـ ـ ﺗﺤﺪﻳ ــﺪ ﻃﺒﻴﻌ ــﺔ ﻣﺴ ــﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛ ــﻖ ـ ـ ﺟ ـ ـ ﺿ ــﺮار اﳌ ﺗﺒ ــﺔ ﻋ ــﻦ ﻣﺰاوﻟ ــﺔ اﻟ ﺸـ ـﺎط‬
‫اﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻤـ ـ ــﺎ أن اﻟـ ـ ــﺮأي اﻟﻘﺎﺋـ ـ ــﻞ ﺑـ ـ ــﺎﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﳌﺘﻨـ ـ ــﺎوب أو اﳌﺘﻌﺎﻗـ ـ ــﺐ أو اﻟﺘﻄﺒﻴـ ـ ــﻖ ا ـ ـ ــﺎﻣﻊ ﻟﻘﻮاﻋـ ـ ــﺪ ﻛـ ـ ــﻼ‬
‫اﳌﺴـﺆوﻟﻴﺘ ن ﻳﺨــﻞ ﺑﻤﺒــﺪأ ﻋـﺪم ﺟــﻮاز ا ـ ة ﺑـ ن اﳌﺴـﺆوﻟﻴﺘ ن ‪ ،‬ذﻟــﻚ أن ﺻــﻞ ـﻮ اﳌﺤﺎﻓﻈــﺔ ﻋ ـ ﻧﻄــﺎق‬
‫ﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻼ ﻋﻦ ﺧﺮﻓﻠﻮ ﺳﻤﺤﻨﺎ ﺑﺎ ة ﻟ ﺎن ﻣﻌ ذﻟﻚ ﻌﻄﻴﻞ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ‪.‬‬

‫وﺗﺮﺗ ﺒـﺎ ﻟــﺬﻟﻚ ﻓــﺈن ﻣﺴــﺄﻟﺔ ﺗﺤﺪﻳــﺪ ﻃﺒﻴﻌـﺔ ﻣﺴــﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛــﻖ ﺗﺘــﺄﺛﺮ ﺑﻤــﺎ ﺗﺘﻤ ـ ﺑــﮫ ﻣ ﻨــﺔ اﻟﺘﻮﺛﻴــﻖ ﻣــﻦ‬
‫ﺧﺼﻮﺻـﻴﺎت اﻟ ـ ﻟ ـﺎ ﺛـﺮ اﻟﻌﻤﻴـﻖ ـ ﺗﺤﺪﻳــﺪ اﻟﻄﺒﻴﻌـﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـﺔ ﻟﺘﻠـﻚ اﳌﺴـﺆوﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻓـﺎﳌﻮﺛﻖ ﻛﺄﺻـﻞ ﻋــﺎم‬
‫ﻳـﺆدي ـﺬﻩ اﻟﻮﻇﻴﻔـﺔ ﺑﺼـﻔﺘﮫ ﺿـﺎﺑﻂ ﻋﻤـﻮﻣﻲ ﻣﻔـﻮض ﻣــﻦ ﻗﺒـﻞ اﻟﺴـﻠﻄﺔ و ـﺬﻩ ﻣ ـ ة أﺳﺎﺳـﻴﺔ ‪ ،‬ﺛـﻢ أﻧـﮫ ﻗــﺪ‬
‫ﻳﺘــﺪﺧﻞ ـ أداء ﺗﻠــﻚ اﳌ ــﺎم ﺑﺼــﻮرة ﺷــﺒ ﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻗــﺪ أو اﻟﺘﻌﺎﻗــﺪ اﻟﻐ ـ اﻟﻮا ـ وذﻟــﻚ ـ ا ــﺎﻻت اﻟ ـ‬
‫ﻳ ــﻮن ﻓ ــﺎ وﻛــﻴﻼ أو ﺑــﺎﻷﺣﺮى ﻣ ــﺪﻳﺮا ﻷﻋﻤــﺎل اﻟﻌﻤﻴــﻞ ‪ ،‬وأﺧ ـ ا ﻓــﺈن ﺗ ــﺪﺧﻞ اﳌﻮﺛــﻖ و ـ ــﻞ ا ــﺎﻻت ﻳ ــﻮن‬
‫ﻐ ــﺮض ﺗﻄﺒﻴ ــﻖ اﻟﻨﻈ ــﺎم اﻟﻘ ــﺎﻧﻮ ﻲ ﻟﻠﺪوﻟ ــﺔ ﺑﻀ ــﺒﻂ اﳌﻌ ــﺎﻣﻼت واﻟﺘﺼ ــﺮﻓﺎت ﺑ ــﺎﻷﻣﻦ و ﻣ ــﺎن اﻟﻘ ــﺎﻧﻮ ﻲ‪ .‬ﻣﻤ ــﺎ‬
‫ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ إ اﻟﻘﻮل أن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻳ ﺒ أن ﺗ ﻮن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗ ﺸﺄ ﻋﻦ ﻧﺼﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪.‬‬
‫وﳌﺎ ﺎﻧﺖ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﳌﺤﺪدة ﻟﻼﻟ اﻣﺎت اﳌ ﻨﻴﺔ ﺗﺆﺛﺮ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ و ﻞ‬
‫ﻋﻘﺪﻳﺔ أم ﺗﻘﺼ ﻳﺔ وﻣﺪا ﺎ ﻓﺈن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟ ﺺ اﻟﻌﺎدي ‪،‬‬
‫ذﻟﻚ ﻷن اﻟﻘﺎﻧﻮن إذا ﺎن ﻳ ﺴﺎﻣﺢ ﻣﻊ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﺎدي و ﻐﻔﺮ ﻟﮫ إ ﻤﺎل ﻌﺾ ﺣﺘﻴﺎﻃﺎت ﻓﺈﻧﮫ ﻳ ﺸﺪد ﻣﻊ‬
‫اﳌﻮﺛﻖ إذا ﻟﻢ ﻳﺮا اﻟ اﻣﺎﺗﮫ و ﻌﺪ ﻣ ﻤﻼ أو ﻣﻘﺼﺮا ﻟ ﺎ ‪ ،‬ﻷن ﻣﺎ ﻳ ﺘﻈﺮ رﺟﻞ اﳌ ﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﺮص وﻋﻨﺎﻳﺔ‬
‫أﻛ ﻣﻤﺎ ﻳ ﺘﻈﺮ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﺎدي‪.‬‬

‫ﻢ وﻣﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺪف إﻟﻴﮫ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ‪ ،‬ذﻟﻚ ﻷن ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ‬ ‫إن ﺬا اﳌﻌﻴﺎر ﻳ‬
‫ﺎص‬ ‫اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻘﻮم ﺑﻤ ﻤﺘ ن رﺋ ﺴ ﺘ ن ‪ ،‬أوﻟ ﻤﺎ ‪ ،‬ﻣ ﻤﺔ ﻌﻮ ﻀﻴﺔ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺘﻮازن إ ﻣﺮاﻛﺰ‬
‫وذﻟﻚ ﺑﺘﻌﻮ ﺾ اﳌﻀﺮور ﻋ ﺣﺴﺎب اﳌﺴﺌﻮل وﺛﺎﻧ ﻤﺎ ‪ ،‬ﻣ ﻤﺔ ﺗﺮ ﻮ ﺔ اﺣ اﻓﻴﺔ ﺪف إ رﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮى‬
‫ﺴﻴ ﻣﺆﺳﺴﺎ ﺎ وﺗﺤﻘﻴﻖ‬ ‫ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﺪوﻟﺔ‬ ‫اﻟﺘﻮﺛﻴﻖ وإدراك وﺗﺤﺴ ﺲ ﻣﻤ ﻨ ﺎ ﺑﺄ ﻤﻴﺔ دور ﺎ‬

‫‪353‬‬
‫اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﻮﺛﻖ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫اﳌﺼ ﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬واﳌ ﻤﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ رأ ﻲ ﺗﺆدي إ ز ﺎدة ا ﺮص ﻋ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻟ اﻣﺎت ﺑﺪﻗﺔ وﺗﻘ‬
‫ﻋ ﺑﻮادر ﻤﺎل واﻟﻼﻣﺒﺎﻻة اﻟ ﻳﺘﺼﻒ ﺎ ﻊ اﳌﻮﺛﻘ ن‪.‬‬

‫و ﺬﻟﻚ ﻧﺨﻠﺺ ﺑﺄن ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﺗ ﻨﺎزﻋ ﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻗﻮاﻋﺪ ﻞ ﻣﻦ‬
‫اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ واﻟﺘﻘﺼ ﻳﺔ وﻻ ﺧﻴﺎر ﺑﻴ ﻤﺎ ﻓﺈﻣﺎ ﺬﻩ أو ﺗﻠﻚ ﻣﻊ ﺿﻴﻖ داﺋﺮة وﺣﺎﻻت ﺗﻄﺒﻴﻖ أﺣ ﺎم‬
‫اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻻﻋﺘﺒﺎرات ﻣﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻲ وارﺗﺒﺎﻃﮫ ﺑﻔﻜﺮة اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم‬
‫ﺗﺤﻘﻴﻘﮫ ﻟﻸﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ ‪ ،‬ذﻟﻚ أن ﺗﻔﺴ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ ﻋ ﺿﻮء اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم ﻳﺤﻘﻖ ﻓﺎﺋﺪة‬
‫ﺗﻔﺎدي أن ﺗﻠﻌﺐ إرادة اﻟﻌﻤﻼء دورا ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻗﺮاراﳌﻮﺛﻖ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ‪.‬‬

‫ﺴﺐ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻮﺛﻖ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﻋ‬ ‫و ﺬﻟﻚ ﺗ ﻮن اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻘﺼ ﻳﺔ‬
‫ﺿﻮء ﻏﻠﺒﺔ وﺗﻔﻮق اﻟﻮاﺟﺒﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﮫ ﻋ اﻟﻮاﺟﺒﺎت ﺗﻔﺎﻗﻴﺔ أو اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ اﻟ ﻻ ﺗ ﻮن إﻻ ﺛﺎﻧﻮ ﺔ أو‬
‫ﻓﺮﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫اﻟ ﻮاﻣﺶ ‪:‬‬

‫)‪ (1‬راﺟﻊ ﻓﻲ أوﺟﮫ اﻻﺧﺘﻼف ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻌﻘﺪﯾﺔ واﻟﺘﻘﺼﯿﺮﯾﺔ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﯿﻞ ﻟﺪى اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ ﻋﺎﺑﺪﯾﻦ ‪،‬‬
‫اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﺑﯿﻦ اﻟﻀﺮر اﻟﻤﺎدي واﻷدﺑﻲ واﻟﻤﻮروث ‪ ،‬ﻣﻨﺸﺄة اﻟﻤﻌﺎرف ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ‪ ، 1995 ،‬ص‪ 7‬وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ‪.‬‬
‫)‪ (2‬اﻟﺪﻛﺘﻮر طﻠﺒﺔ وھﺒﺔ ﺧﻄﺎب ‪ ،‬اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿ ﺔ ﻟﻠﻤﺤ ﺎﻣﻲ ‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒ ﺔ ﻋﺒ ﺪ ﷲ وھﺒ ﺔ ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌ ﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿ ﺔ ‪،1986 ،‬‬
‫ص‪.23-22‬‬
‫)‪ (3‬اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق أﺣﻤﺪ اﻟﺴﻨﮭﻮري ‪ ،‬اﻟﻮﺳﯿﻂ ﻓﻲ ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻷول ‪ ،‬أﺷﺎر إﻟﯿﮫ اﻟﺪﻛﺘﻮر‬
‫ﻋﺒ ﺪ اﻟﺒ ﺎﻗﻲ ﻣﺤﻤ ﻮد ﺳ ﻮادي ﻓ ﻲ ﻣﺆﻟﻔ ﮫ ‪ :‬ﻣﺴ ﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺤ ﺎﻣﻲ اﻟﻤﺪﻧﯿ ﺔ ﻋ ﻦ أﺧﻄﺎﺋ ﮫ اﻟﻤﮭﻨﯿ ﺔ ‪ ،‬دار اﻟﺜﻘﺎﻓ ﺔ ﻟﻠﻨﺸ ﺮ‬
‫واﻟﺘﻮزﯾﻊ ‪ ،‬اﻷردن ‪ ، 2010 ،‬ص ‪.42‬‬
‫)‪ (4‬اﻟﺪﻛﺘﻮر ھﺸﺎم إﺑﺮاھﯿﻢ اﻟﺴ ﻌﯿﺪ ‪ ،‬اﻟﻤﺴ ﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿ ﺔ ﻟﻤﻌ ﺎوﻧﻲ اﻟﻘﻀ ﺎء ) اﻟﻜﺘﺒ ﺔ اﻟﻤﺤﻀ ﺮون ‪ ،‬أﻣﻨ ﺎء اﻟﺴ ﺮ ‪،‬‬
‫اﻟﺨﺒﺮاء ‪ ،‬اﻟﻤﺘﺮﺟﻤﻮن ( دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬دار اﻟﻘﺒﺎء ﻟﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ ‪ ،‬اﻟﻘﺎھﺮة ‪ ، 1998 ،‬ص ‪.212‬‬
‫)‪ (5‬اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻛﻤﺎل ﻗﺎﺳﻢ ﺛﺮوت ‪ ،‬اﻟﻮﺟﯿﺰ ﻓﻲ ﺷﺮح أﺣﻜﺎم اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻷول ‪ ،‬أﺷﺎر إﻟﯿﮫ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﻗﻲ‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻮادي ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻋﻦ أﺧﻄﺎﺋﮫ اﻟﻤﮭﻨﯿﺔ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ص ‪.45‬‬
‫)‪ (6‬اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻋﺮف ‪ ،‬أھﻢ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﻤﺪﻧﯿ ﺔ ‪ ،‬أﺷ ﺎر إﻟﯿ ﮫ اﻟ ﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒ ﺪ اﻟﺒ ﺎﻗﻲ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺳ ﻮادي ‪ ،‬ﻣﺴ ﺆوﻟﯿﺔ‬
‫اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻋﻦ أﺧﻄﺎء اﻟﻤﮭﻨﯿﺔ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫)‪ (7‬اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻋﺮف ‪ ،‬أھﻢ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﻤﺪﻧﯿ ﺔ ‪ ،‬أﺷ ﺎر إﻟﯿ ﮫ اﻟ ﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒ ﺪ اﻟﺒ ﺎﻗﻲ ﻣﺤﻤ ﺪ ﺳ ﻮادي ‪ ،‬ﻣﺴ ﺆوﻟﯿﺔ‬
‫اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻋﻦ أﺧﻄﺎء اﻟﻤﮭﻨﯿﺔ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫)‪ (8‬اﻟﺸﯿﺦ ﻋﻠﻲ اﻟﺨﻔﯿﻒ ‪ ،‬أﺣﻜﺎم اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ ،‬ص ‪. 100‬‬
‫)‪ (9‬اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق أﺣﻤﺪ اﻟﺴﻨﮭﻮري ‪ ،‬اﻟﻮﺳﯿﻂ ﻓﻲ ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ﻣﺠﻠﺪ‪ ، 1‬أﺷﺎر إﻟﯿﮫ اﻟﺪﻛﺘﻮر‬
‫ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﺤﻤﻮد ﺳﻮادي ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 53‬‬
‫)‪ (10‬اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﺤﻤﻮد ﺳﻮادي ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 54‬‬
‫)‪ (11‬اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﻋﺮف ‪ ،‬أھﻢ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﻤﺪﻧﯿ ﺔ ‪ ،‬ﻧﻘ ﻼ ﻋ ﻦ اﻟ ﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒ ﺪ اﻟﺒ ﺎﻗﻲ ﻣﺤﻤ ﻮد ﺳ ﻮادي ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟ ﻊ‬
‫اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 64‬‬

‫‪354‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪.‬ﺑﻠﺤﻮ ﻧﺴﻴﻢ ‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﺴﻴﻠﺔ‬
‫)‪ (12‬ﻣﺤﻤﺪ ﺟﺎﺑﺮ اﻟﺪوري ‪ ،‬ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﻘﺎول واﻟﻤﮭﻨﺪس ﻓﻲ ﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺒﻨﺎء واﻟﻤﻨﺸﺂت اﻟﺜﺎﺑﺘ ﺔ ﺑﻌ ﺪ إﻧﺠ ﺎز اﻟﻌﻤ ﻞ‬
‫وﺗﺴﻠﯿﻤﮫ ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐﺪاد ‪ ، 1975 ،‬ص ‪. 102‬‬
‫)‪ (13‬اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق اﻟﺴﻨﮭﻮري ‪ ،‬اﻟﻮﺳﯿﻂ ﻓﻲ ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ ‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫)‪ (14‬اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق أﺣﻤﺪ اﻟﺴﻨﮭﻮري ‪ ،‬اﻟﻮﺳﯿﻂ ﻓﻲ ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﺠﺰء ‪ ، 7‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص‬
‫‪. 277‬‬
‫)‪ (15‬اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻟﺒﯿﺐ ﺷﻨﺐ ‪ ،‬ﺷﺮح أﺣﻜﺎم ﻋﻘﺪ اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ ‪ ،‬ﻧﻘﻼ ﻋﻦ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻮادي ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ‬
‫اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫)‪ (16‬اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق أﺣﻤﺪ اﻟﺴﻨﮭﻮري ‪ ،‬اﻟﻮﺳﯿﻂ ﻓﻲ ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ‪ ،‬اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ ‪ ،‬اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪،‬‬
‫ص‪ ، 11‬اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻟﺒﯿﺐ ﺷﻨﺐ ‪ ،‬ﺷﺮح أﺣﻜﺎم ﻋﻘﺪ اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ ‪ ،‬ﺷﺮح أﺣﻜﺎم ﻋﻘﺪ اﻟﻤﻘﺎوﻟ ﺔ ‪ ،‬ﻧﻘ ﻼ ﻋ ﻦ اﻟ ﺪﻛﺘﻮر‬
‫ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻮادي ‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫)‪ (17‬آﺑﻠﺘﻮن واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﻤﺤﻤﻮد ﻋﺎﺻﻢ ﻧﻘﻼ ﻋﻦ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒ ﺪ اﻟﺒ ﺎﻗﻲ ﻣﺤﻤ ﻮد ﺳ ﻮادي ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟ ﻊ اﻟﺴ ﺎﺑﻖ ‪،‬‬
‫ص ‪. 76‬‬
‫)‪ (18‬اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺣﺴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻮي ‪ ،‬اﺳﺘﻌﺎﻧﺔ اﻟﻤﺘﮭﻢ ﺑﻤﺤﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن ‪ ،‬دار اﻟﻨﺸﺮ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ ‪،‬‬
‫اﻟﻘﺎھﺮة ‪ 1970 ،‬ص ‪.65‬‬
‫)‪ (19‬اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻟﺒﯿﺐ ﺷﻨﺐ ‪ ،‬ﺷﺮح أﺣﻜﺎم ﻋﻘﺪ اﻟﻤﻘﺎوﻟﺔ ‪ ،‬ﻧﻘﻼ ﻋﻦ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻮادي ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ‬
‫اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص‪.37‬‬
‫)‪ (20‬اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﺤﻤﻮد ﺳﻮادي ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 103‬‬
‫)‪ (21‬اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻲ اﻟﺪﯾﻦ إﺑﺮاھﯿﻢ ﺳﻠﯿﻢ ‪ ،‬ذاﺗﯿﺔ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﻮﺛﻖ ‪ ،‬ﺑﺪون دار وﺑﻠﺪ اﻟﻨﺸﺮ ‪ ، 2003 ،‬ص‪.34‬‬
‫)‪ (22‬اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻲ اﻟﺪﯾﻦ إﺑﺮاھﯿﻢ ﺳﻠﯿﻢ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪(23) Collar dutilleul et delebecque : contrats civil et commerciaux . D . 3éd .1996.‬‬
‫‪n°639.‬‬
‫)‪ (24‬اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻲ اﻟﺪﯾﻦ إﺑﺮاھﯿﻢ ﺳﻠﯿﻢ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪Durand : la contrainte légal dans la formation du rapport‬‬
‫)‪(25‬‬
‫‪contractuel.Rev.trim.Dr.civ.1994.P73‬‬
‫)‪ (26‬أﺷﺎر إﻟﯿﮫ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻲ اﻟﺪﯾﻦ إﺑﺮاھﯿﻢ ﺳﻠﯿﻢ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪(27) J.depoulpiquet : la responsabilité civil de disciplinaire des notaires – L.G.D.J‬‬
‫‪.1974.P.29.‬‬
‫)‪ (28‬اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر ﻣﻨﯿﺮ رﯾﺎض ﺣﻨﺎ ‪ ،‬اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﻸطﺒﺎء واﻟﺠﺮاﺣﯿﻦ ‪ ،‬دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪،‬‬
‫اﻟﻘﺎھﺮة ‪ 2007 ،‬ص ‪. 123‬‬
‫)‪ (29‬اﻟﺪﻛﺘﻮر أﺣﻤﺪ ﺷﻌﺒﺎن ﻣﺤﻤﺪ طﮫ ‪ ،‬اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﻤﮭﻨﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﯿﺐ واﻟﺼﯿﺪﻟﻲ واﻟﻤﺤﺎﻣﻲ‬
‫واﻟﻤﮭﻨﺪس اﻟﻤﻌﻤﺎري ‪ ،‬دار اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ‪ ، 2010 ،‬ص ‪. 255-254‬‬
‫)‪ (30‬اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒ ﺪ اﻟﻈ ﺎھﺮ ﺣﺴ ﯿﻦ ‪ ،‬ﺻ ﻮر ﻣﻤﺎرﺳ ﺔ اﻟﻤﮭ ﻦ اﻟﺤ ﺮة وأﺛﺮھ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﮭﻨﯿ ﺔ ‪ ،‬دار‬
‫اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺎھﺮة ‪ ، 1997‬ص ‪.287‬‬
‫)‪ (31‬اﻟﺪﻛﺘﻮر أﺣﻤﺪ ﺷﻌﺒﺎن ﻣﺤﻤﺪ طﮫ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪.257‬‬
‫)‪ (32‬اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻈﺎھﺮ ﺣﺴﯿﻦ ‪ ،‬اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻣﻲ ﺗﺠﺎه اﻟﻌﻤﯿﻞ ‪ ،‬دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺎھﺮة‬
‫‪ ، 1993 ،‬ص ‪.289 - 288‬‬

‫‪355‬‬